You are on page 1of 73

‫ا لعـــا‬

‫واحـــة العجا ئب في‬


‫الجزيـــرة العربيـــة‬
‫ا لعـــا‬
‫واحـــة العجا ئب في‬
‫الجزيـــرة العربيـــة‬

‫‪Gallimard‬‬
‫العال‬

‫المملكة‬
‫جر‬ ‫ال ِ‬
‫ح ْ‬ ‫العربية‬
‫السعودية‬

‫جر (مدائن صالح)‬ ‫ال ِ‬


‫ح ْ‬

‫جبل عكمة‬

‫دادان (الخريبة)‬

‫أم درج‬

‫مدينة العال القديمة‬

‫العال‬

‫مارغريت جراي‪2019 ،‬‬ ‫خريطة وادي العال‬ ‫قرح (المابيات)‬

‫طريق القوافل‬ ‫املدن احلديثة‬


‫واملعارصة‬
‫© منشورات غاليمار‪ ،‬باريس‪2019 ،‬‬
‫سكة احلديد‬ ‫املواقع األثرية‬
‫© معهد العالم العربي‪ ،‬باريس‪2019 ،‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬
‫كم‬
‫صمم هذا الكتاب بمناسبة تنظيم معرض «العال‪ ،‬واحة العجائب في الجزيرة العربية» في معهد العالم العربي‪.‬‬
‫من ‪ 9‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪ 2019‬إلى ‪ 19‬كانون الثاني‪ /‬يناير ‪ 2020‬بالشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العال‪.‬‬

‫يتقدم معهد العالم العربي ورئيسه بالشكر من صاحب السمو الملكي األمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود‪،‬‬
‫وزير الثقافة ومحافظ الهيئة الملكية لمحافظة العال‪.‬‬

‫يشكر معهد العالم العربي داعمي وشركاء المعرض جزيل الشكر على دعمهم‬
‫الهيئة الملكية لمحافظة العال‬ ‫معهد العالم العربي‬ ‫مفوضية تنظيم المعرض‬
‫وزير الثقافة ومحافظ الهيئة الملكية لمحافظة العال‬ ‫الرئيس‬ ‫ليلى نعمة‬
‫صاحب السمو الملكي األمير بدر بن عبدالله بن‬ ‫جاك النج‬ ‫المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي‪،‬‬
‫فرحان آل سعود‬ ‫المدير العام‬ ‫وحدة البحث المشتركة الشرق والبحر‬
‫مجلس اإلدارة‬ ‫معجب الزهراني‬ ‫األبيض المتوسط‬
‫المجلس االستشاري‬ ‫األمين العام‬ ‫عبدالرحمن السحيباني‬
‫المعيرون وجامعو التحف‬ ‫ديفيد بروكيرت‬
‫الرئيس التنفيذي‬ ‫مستشار اآلثار والتراث الثقافي‪،‬‬
‫الواليات المتحدة‬ ‫فرنسا‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫المستشار الدبلوماسي‬ ‫الهيئة الملكية لمحافظة العال‬
‫واشنطن‬ ‫عمرو المدني‬ ‫إريك جيرو‪-‬تيلمي‬
‫باريس‬ ‫الرياض‬
‫مكتبة الكونغرس‬ ‫مديرة قطاع التراث والطبيعة والفنون والثقافة‬ ‫مديرة شعبة المعارض‬ ‫اللجنة العلمية‬
‫أكاديمية النقوش واآلداب الجميلة‬ ‫الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني‬
‫قسم المطبوعات والصور‬ ‫كيت هول‪-‬تيبينج‬ ‫أوريلي كليمنتي‪-‬رويز‬ ‫علي ابراهيم الغبان‬
‫مكتبة مدينة باريس‬ ‫الهيئة الملكية لمحافظة العال‬
‫بريطانيا‬ ‫مديرة التواصل‬ ‫مسؤولة المشروع‬ ‫النائب السابق لرئيس الهيئة السعودية السياحة‬
‫مكتبة معهد العالم العربي‬ ‫جامعة الملك سعود‬ ‫والتراث الوطني‬
‫هنوف الحوذان‬ ‫فيرجينيا كاسوال‬
‫لندن‬ ‫المكتبة الوطنية الفرنسية‬ ‫معالي السفير خالد العنقري‬
‫مديرة تسويق الوجهات السياحية‬ ‫المسؤولتان عن المجموعات والمعارض‬ ‫ريبيكا فوت‬
‫مؤسسة الفروسية للفنون‬ ‫قسم المخطوطات الشرقية‬ ‫العال‬ ‫آن جوايار‬ ‫المحافظة على اآلثار والتراث الثقافي‪،‬‬
‫متاحف الحرب االمبراطورية‬ ‫متحف اللوفر‬ ‫إيمان المطيري‬
‫البعثة السعودية‪-‬الفرنسية في الحجر‬ ‫كلير بينو‬ ‫الهيئة الملكية لمحافظة العال‬
‫القدس‬ ‫قسم اآلثار الشرقية‬ ‫مديرة الفنون والثقافة‬
‫محمد الهيري‬ ‫المسؤولتان عن اإلنتاج‬ ‫سارة كندردين‬
‫قسم فنون اإلسالم‬ ‫نوره الدبل‬
‫مدرسة الكتاب المقدس وعلم اآلثار الفرنسية‬ ‫فيونا ألييل‬
‫قسم فنون الجرافيك‬ ‫عبدالرحمن محمد بن حميد‬ ‫مديرة‪ ،eM+ ،‬مختبر الفنون‪ ،‬مدرسة البوليتكنيك‬
‫نود أن نشكر جزيل الشكر جميع قطاعات الهيئة‬ ‫لورين سيالرييه‬
‫متحف أورساي‬ ‫محمد خليص‬ ‫الفيدرالية في لوزان‪ ،‬عضوة المجلس االستشاري‬
‫المصورون المعاصرون‬ ‫الملكية لمحافظة العال التي قدمت مساهمتها‬ ‫إدارة أماكن العرض‬ ‫في الهيئة الملكية لمحافظة العال‬
‫يان أرتوس‪-‬برتران‬ ‫قسم فنون الجرافيك‬ ‫القيمة إلنجاز هذا المعرض‪.‬‬ ‫جالل العلمي اإلدريسي‬
‫المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي‬ ‫فرنسوا فيلنوف‬
‫أوبير راجيه‬ ‫السكرتارية‬
‫قصر الفنون الجميلة في ليل‬ ‫أستاذ جامعي‪ ،‬جامعة باريس األولى بانتيون‪-‬سوربون‬
‫هوج توماس‬ ‫فابيين إرينج‬
‫متحف رانس للفنون الجميلة‬ ‫هيلين ماكجوران‬
‫نود أن نشكر جزيل الشكر جميع دوائر معهد‬
‫العالم العربي ‪ IMA‬التي قدمت مساهمتها القيمة‬ ‫التفسير والمشاركة‪ ،‬الهيئة الملكية لمحافظة العال‬
‫‪A FA L U L A‬‬ ‫إلنجاز هذا المعرض‪.‬‬ ‫ليلى تشابمان‬
‫التفسير والمشاركة‪ ،‬الهيئة الملكية لمحافظة العال‬
‫‪AGENCE FRANÇAISE‬‬
‫‪POUR LE DÉVELOPPEMENT‬‬
‫‪D’ALULA‬‬

‫جوناثان ويلسون‬
‫إدارة المجموعات األثرية والمعرفة‪،‬‬
‫يشكر المفوضان بالتنظيم جزيل الشكر لنصائحهم وكرم ضيافتهم ودعمهم ومشاركتهم‬ ‫الكتالوج‬ ‫الهيئة الملكية لمحافظة العال‬

‫عبدالرحمن محمد بن حميد‬ ‫جامعة الملك سعود‬ ‫وزارة الثقافة‬ ‫دار غاليمار‬ ‫معهد العالم العربي‬ ‫سينوغرافيا‬
‫احمد االمام‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبدالناصر الزهراني‪،‬‬ ‫صاحب السمو الملكي األمير سلطان بن فهد بن‬ ‫إدارة التحرير‬ ‫كتاب منشور بإشراف ليلى نعمة‬ ‫‪Du&Ma‬‬
‫أمل حسن الجوهاني‬ ‫عميد كلية السياحة والتراث الوطني‬ ‫ناصر بن عبدالعزيز آل سعود‪ ،‬مستشار سمو وزير‬ ‫ناتالي بايو‬ ‫وعبد الرحمن السحيباني‬
‫د‪ .‬سامر سحلة‬ ‫الثقافة صاحب السمو الملكي األمير بدر بن عبدالله‬ ‫تصميم الجرافيك‬
‫األسمر هليل خازن الخمعلي‬ ‫بن فرحان آل سعود‬ ‫التنسيق التحريري‬ ‫مسؤولة التحرير‬
‫محمد السحيمي‬ ‫لورانس بيدرو‬ ‫فيرجينيا كاسوال‬ ‫مارغريت جراي‬
‫نورة موسى أراجيس‬ ‫هيئة السياحة والتراث الوطني‬
‫شهد سعيد محمد بدير‬ ‫نواف المطيري‬ ‫معالي األستاذ أحمد بن عقيل الخطيب‪،‬‬ ‫الترجمة إلى اللغة اإلنجليزية‬ ‫تنسيق التحرير‬ ‫اإلضاءة‬
‫نايف المطيري‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة‬ ‫ليزا ديفيدسون وسالي الرويل‬ ‫كلير بينو‬
‫د‪ .‬محمد خليص‬ ‫‪ACL‬‬
‫رستم بن مقبول الكبيسي‪ ،‬نائب رئيس الهيئة‬ ‫الترجمة إلى اللغة الفرنسية‬ ‫الترجمة إلى اللغتين العربية والفرنسية‬
‫أحمد علي مسعود‬ ‫الهيئة الملكية لمحافظة العال‬ ‫كاترين إيانكو‬
‫لقطاع اآلثار والمتاحف المكلف‬ ‫شادي حسن حاطوم‪.‬‬
‫الشيخ ناصر خلف محمد بن مضر‬ ‫سعيد األحمري‪ ،‬مصور‬ ‫إعادة قراءة النصوص الفرنسية‬
‫د‪ .‬حسين أبو الحسن‪ ،‬نائب رئيس الهيئة‬
‫سحر سعد‬ ‫فيرجيني فيرنوفو‬
‫العال‬ ‫لقطاع اآلثار والمتاحف السابق‬
‫أم موسى شويكان‬ ‫إعادة قراءة النصوص اإلنجليزية‬
‫صاحبة السمو األميرة نورة الفقير‬ ‫جمال عمر‪ ،‬نائب رئيس الهيئة لقطاع‬
‫اآلثار والمتاحف السابق‬ ‫منى جيني‪-‬سالم‬
‫في فرنسا‬ ‫عبدالعزيز القحطاني (رحمه الله)‬
‫د‪ .‬ماجد العنزي‪ ،‬مدير عام المتاحف‬ ‫اإلدارة الفنية‬
‫يان أرتوس‪-‬برتران وفريقه‬ ‫عادل الفقير‪ ،‬مدير مكتب آثار الحجر‬ ‫آن الجاريج‬
‫شارلين بوشو‬ ‫خالد فالح العنزي‬ ‫د‪ .‬عبدالله الزهراني‪ ،‬مدير مركز األبحاث األثرية‬
‫تصميم وتنفيذ الجرافيك‬
‫إليزابيت دودينيه‬ ‫سليمان البدير‬ ‫محمد األحمري‬ ‫فيرجيني الفون‬
‫كاترين فوفو‬ ‫ثامر ابراهيم عبدالكريم‬ ‫ثامر المالكي‬ ‫مسؤولة اإلنتاج‬
‫ماريا جوريا‬ ‫حسن عبدالله دفع الله‬ ‫بدر الكحالني‪ ،‬مدير مكتب هيئة السياحة‬ ‫كارولين أرتيمون‬
‫والتراث الوطني في العال‬ ‫متابعة اإلنتاج‬
‫مارتين ليجو‬ ‫علي بن بشير الفقير العنزي‬
‫مالك السليماني‬ ‫ماري‪-‬أغنيس ناتوريل‬
‫ماري بييه‬ ‫زبن المعزي صالح العنتري‬
‫صحافة‬
‫أومبرتو دا سيلفيرا‬ ‫زينب العنزي‬ ‫بياتريس فوتي بمساعدة فرانسواز إيسورا‬
‫األب جان‪-‬ميشيل دو تاراغون‬ ‫عبد العزيز علي الحربي‬ ‫إدارة الشراكة‬
‫محمد الحيري‬ ‫فرانك فيرتي‬
‫مسؤول المشروع‬
‫فابيان موران‬
‫كتــب الرحالــة العربــي ابــن بطوطــة فــي القــرن الرابــع عشــر‪« :‬العــا قريــة كبيــرة حســنة‬
‫ولهــا بســاتين ونخــل وميــاه»‬‪ .‬واليــوم تعطــي العــا اســمها للمنطقــة المحيطــة بهــذه‬
‫القريــة‪ :‬تمتــزج الهضــاب البركانيــة والســهول والجبــال المغــراء والحمــراء لتشــكل ٍ‬
‫واد‬
‫مذهــل ومثيــر للدهشــة علــى حــد ســواء‪ .‬تقــع فــي وســطه واحــة مــن بســاتين النخيــل‬
‫والحدائــق الغنــاء تشــهد علــى وفــرة المــاء وعلــى الحضــارات العديــدة التــي قطنــت فيــه‪،‬‬
‫منــذ المقيميــن األوائــل قبــل ســبعة آالف عــام وحتــى الســكان الحالييــن‪.‬‬

‫رغــب معهــد العالــم العربــي‪ ،‬بالشــراكة مــع الهيئــة الملكيــة لمحافظــة العــا‪ ،‬عــرض هذا‬
‫التاريــخ الــذي مــا يــزال غيــر مقــدر حــق قــدره وإبــراز هــذه المشــاهد الطبيعيــة الرائعــة‬
‫ح‪« .‬العــا‪ ،‬واحــة العجائــب فــي الجزيــرة العربيــة»‬‬ ‫فــي معــرض غيــر مســبوق مــن عــدة نــوا ٍ‬
‫ال يحكــي فقــط قصــة الحضــارات الغنيــة التــي تعاقبــت منــذ العصــور القديمــة‪ .‬فمملكتــا‬
‫دادان ولحيــان ومدرســتهما النحتيــة التــي تليــق بالفنانيــن المصرييــن‪ ،‬والمملكــة‬
‫النبطيــة الشــهيرة والمئــة مدفــن مــن مدافنهــا الصخريــة المهيبــة المســجلة علــى قائمــة‬
‫اليونســكو للتــراث العالمــي‪ ،‬واإلمبراطوريــة الرومانيــة التــي أقامــت فيهــا الحــد الجنوبــي‬
‫لتخومهــا‪ ،‬والحضــارة اإلســامية التــي شــيدت أولــى مدنهــا فــي العــا‪ :‬شــاركت جميعهــا في‬
‫العظمــة التاريخيــة للعــا‪ .‬يصطحــب المعــرض الزائــر إلــى قلــب الــوادي‪ ،‬وذلــك بفضــل‬
‫الصــور المثيــرة لإلعجــاب التــي التقطهــا يــان أرثــوس برترانــد ‪،Yann Arthus-Bertrand‬‬
‫والتــي تشــكل إطــار ًا للقطــع األثريــة القادمــة ألول مــرة مــن المملكــة العربيــة الســعودية‪،‬‬
‫وتجعــل الزائــر يســتغرق فــي ضخامــة العــا‪ ،‬خــال رحلــة بيــن الســماء واألرض‪.‬‬

‫يحتفــي المعــرض‪ ،‬وهــو ثمــرة شــراكة بيــن مؤسســتين ثقافيتيــن‪ ،‬فرنســية وســعودية‪،‬‬
‫بالتعــاون العلمــي الطويــل بيــن بلدينــا مــن خــال مفوضيــة فرنســية ســعودية مشــتركة‬
‫توالهــا كل مــن ليلــى نعمــة وعبــد الرحمــن الســحيباني‪ ،‬وكالهمــا فــي قلــب األبحــاث التــي‬
‫أطلقــت فــي العــا منــذ مــا يقــرب مــن ثالثيــن عامـاً‪ ،‬والتــي تقــدم ألول مــرة ضمــن معــرض‬
‫بهــذا الحجــم‪.‬‬

‫يفخــر معهــد العالــم العربــي بكشــف النقــاب عــن روائــع العــا وإعطــاء الــكالم لســكانها‬
‫الذيــن يحملــون ذاكرتهــا‪ .‬ولــم يكــن بوســعه فعــل ذلــك دون التعــاون المقــدر مــن ســمو‬
‫األميــر بــدر بــن عبــد اللــه بــن محمــد بــن فرحــان آل ســعود‪ ،‬محافــظ الهيئــة الملكيــة‬
‫لمحافظــة العــا ووزيــر الثقافــة فــي المملكــة العربيــة الســعودية‪ .‬يبشــر ازدهــار أنشــطة‬
‫البحــث وتطويــر العــا الذيــن يقودهمــا منــذ عاميــن باكتشــافات جديــدة ستســهم‬
‫بالتعريــف بالعــا كموقــع رئيســي مــن مواقــع التــراث اإلنســاني ال مفــر مــن زيارتــه‪.‬‬

‫رئيس معهد العالم العربي‬ ‫جاك النغ‬

‫‪9‬‬
‫تأسســت الهيئــة الملكيــة لمحافظــة العــا بأمــر ملكــي كريــم فــي ‪ 20‬يوليــو ‪2017‬م‬
‫وذلــك بهــدف تنميــة المحافظــة علــى نحــو يتناســب مــع قيمتهــا التاريخيــة ومــا تحتويــه‬
‫مــن مواقــع أثريــة وطبيعيــة‪ .‬ومنــذ نشــأة الهيئــة وهــي تســابق الزمــن بدعــم ال متناهــي‬
‫مــن قبــل ســمو ولــي العهــد ورئيــس مجلــس إدارة الهيئــة لوضــع الخطــط االســتراتيجية‬
‫التــي تجعــل مــن العــا وجهــة ســياحية مهمــة فــي العالــم‪ ،‬حيــث نعمــل ســوياً لنجعــل‬
‫مــن العــا هديــة نشــارك بهــا العالــم اجمــع‪ .‬مــن اجــل هــذا قامــت الهيئــة بتوقيــع عــدد‬
‫مــن االتفاقيــات المهمــة مــع دولــة فرنســا الصديقــة وذلــك إبــان زيــارة ســمو ولــي العهــد‬
‫إلــى فرنســا فــي شــهر أبريــل مــن العــام ‪2018‬م‪ ،‬وكان مــن ضمــن هــذه االتفاقيــات مــا‬
‫تــم توقيعــه مــع معهــد العالــم العربــي فــي باريــس الســتضافة معــرض عــن العــا فــي‬
‫رحــاب المعهــد لمــدة تتجــاوز الثالثــة أشــهر تبــدأ مــن أكتوبــر للعــام ‪ .2019‬إن اختيــار‬
‫معهــد العالــم العربــي الســتضافة هــذا المعــرض يحمــل فــي طياتــه العديــد مــن الــدالالت‬
‫المهمــة لنــا ســوياً‪ ،‬فالمعهــد يحمــل خبــرة واســعة فــي مجــال المعــارض علــى مســتوى‬
‫العالــم‪ ،‬كمــا يســتهدف المعهــد عــدد ًا مــن الــزوار والســياح بشــكل يومــي ممــا يرفــع‬
‫مــن فــرص نجــاح المــواد المعروضــة فيــه‪ .‬إننــا نأمــل مــن خــال هــذا المعــرض أن نظهــر‬
‫للعالــم اجمــع مــا تحتويــه العــا مــن كنــوز ثريــة جــد ًا تجعــل منهــا وجهــة ومقصــد ًا‬
‫ســياحياً‪ ،‬حيــث يقــوم المعــرض علــى مســاحة تقــارب ‪ 1100‬متــر مربــع ويعــرض قطع ـاً‬
‫أثريــة وتراثيــة مكتشــفة ضمــن التنقيبــات األثريــة فــي المحافظــة‪ ،‬ويتجــاوز عددهــا‬
‫المائتــي قطعــة يعــرض غالبيتهــا ألول مــرة ممــا يكســب هــذا المعــرض ميــزة حصريــة‪ .‬ال‬
‫يقتصــر هــذا المعــرض علــى مــا تحتويــه العــا مــن كنــوز أثريــة وتراثيــة فقــط‪ ،‬إنمــا يعــرض‬
‫كذلــك جوانــب مهمــة عــن الطبيعــة والزراعــة فــي العــا‪ ،‬كمــا يعــرض جوانــب مهمــة مــن‬
‫الحيــاة االجتماعيــة فيهــا فــي وقتنــا الحاضــر‪ ،‬وهــي جوانــب تســاهم فــي تشــكيل الصــورة‬
‫النمطيــة التــي نرغــب بإيصالهــا للعالــم أجمــع عــن مجتمــع العــا ودوره فــي جعلهــا واحــدة‬
‫مــن اهــم الوجهــات الســياحية فــي الشــرق األوســط‪.‬‬

‫ختامـاً‪ ،‬إننــا نأمــل حقـاً مــن خــال هــذا المعــرض أن يســتمتع الزائــر بتجربــة ثريــة تمكنــه‬
‫مــن الدخــول إلــى العــا عبــر عالــم افتراضــي يجــول بــه عبــر التاريــخ وعبقــه المخلــوط‬
‫بســحر وجمــال الطبيعــة‪ ،‬لتشــكل بذلــك أولــى الخطــوات الفعليــة للذهــاب إلــى العــا‬
‫واالســتمتاع بمعالمهــا‪.‬‬

‫محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العال‬ ‫صاحب السمو األمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود‬

‫‪11‬‬
‫يرســخ االتفــاق الموقــع بيــن المملكــة العربيــة الســعودية وفرنســا فــي العاشــر مــن‬
‫أبريل‪/‬نيســان مــن عــام ‪ 2018‬فــي قصــر اإلليزيــه ائتــاف رؤيتيــن عظيمتيــن‪ :‬رؤيــة‬
‫المملكــة العربيــة الســعودية التــي نشــأ فــي أرضهــا اإلســام‪ ،‬وهــو ديــن غيــر مجــرى‬
‫التاريــخ‪ ،‬والبلــد الــذي كان دائمـاً فــي قلــب طــرق الشــرق األدنــى‪ ،‬مفتــرق طــرق العالــم‪،‬‬
‫ورؤيــة فرنســا موطــن الفنــون‪ ،‬الــذي طــرح أكثــر مــن أي مــكان آخــر مســلمة أســبقيته‬
‫فــي اإلبــداع والثقافــة كمصــدر للنمــو الشــخصي والجماعــي‪.‬‬

‫تهــدف الوكالــة الفرنســية لتطويــر العــا‪ ،‬التــي أنشــئت لتنفيــذ االتفاقيــة‪ ،‬إلــى تقديــم‬
‫أفضــل الخبــرات الفرنســية لتطويــر منطقــة العــا‪ ،‬التــي يكشــف معرضهــا «العــا‪ ،‬واحــة‬
‫العجائــب فــي الجزيــرة العربيــة»‬ المفتتــح فــي معهــد العالــم العربــي عــن إمكانــات ثقافيــة‬
‫وســياحية اســتثنائية‪ .‬أحيــي هنــا دعــم جــاك النــغ ‪ Jack Lang‬لتقييــم وإبــراز تــراث العــا‬
‫الباهــر‪ .‬عملــت الوكالــة الفرنســية لتطويــر العــا منــذ إنشــائها بــا كلــل مــع شــريكتها‬
‫الهيئــة الملكيــة لمحافظــة العــا علــى تنفيــذ مشــاريع تنميــة المنطقــة‪ ،‬فــي انســجام‬
‫تــام مــع صاحــب الســمو األميــر بــدر بــن عبــد اللــه بــن محمــد بــن فرحــان آل ســعود‪،‬‬
‫وزيــر الثقافــة ومحافــظ الهيئــة الملكيــة لمحافظــة العــا‪ ،‬ومــع عمــرو المدنــي‪ ،‬الرئيــس‬
‫التنفيــذي للهيئــة الملكيــة‪ .‬أتأمــل علــى وجــه الخصــوص التطويــر المدينــي واإلقليمــي‪،‬‬
‫والمشــاريع فــي المجــال األثــري والمتحفــي‪ ،‬والتمديــن‪ ،‬والســياحة‪ ،‬والتعليــم والتدريب‪،‬‬
‫والزراعــة‪ ،‬والبيئــة واألمــان‪ .‬وأفتخــر برؤيــة الفــرق الفرنســية تعمــل يوميــاً بــروح مــن‬
‫البنــاء المشــترك مــع نظرائهــا فــي الهيئــة الملكيــة لمحافظــة العــا‪.‬‬

‫قــام أصدقاؤنــا الســعوديون بالرهــان علــى فرنســا ألنهــم يعرفــون كرم فرنســا عنــد الحديث‬
‫عــن الثقافــة والفــن والبيئــة فــي التنميــة المســتدامة لبلــد‪ ،‬ألمــة‪ .‬إذا كانــت فرنســا هــي‬
‫الوجهــة األولــى للســياحة فــي العالــم‪ ،‬وباريــس هــي المدينــة األكثــر اســتقطاباً للــزوار‬
‫علــى مســتوى العالــم‪ ،‬ومتاحفنــا مــن بيــن أكثــر متاحــف العالــم تقديــر ًا‪ ،‬فهنــاك ســبب‬
‫لذلــك‪ :‬فــي هــذا البلــد ذي التاريــخ القديــم‪ ،‬يقتــرن الشــغف بالتــراث وباإلبــداع الفنــي بفــن‬
‫العيــش‪ ،‬ليجعــل منــه أرضــاً حاضنــةً اســتثنائيةً ‪ .‬أدركــت فرنســا األهميــة التــي يتســم‬
‫بهــا اتســاق مشــاريع تنميــة إقليــم مــا‪ .‬يجــب التفكيــر بالمشــهد الطبيعــي‪ ،‬والعمــارة‪،‬‬
‫واالقتصــاد‪ ،‬والذواقــة (فــن حســن األكل)‪ ،‬وأنمــاط العيــش كمجمــوع مترابــط‪ ،‬والــذي‬
‫يعــد انســجامه أفضــل ضمانــة لجــودة حيــاة ورغــد عيــش الســكان‪ ،‬وأفضــل هديــة‬
‫نســتطيع تقديمهــا للــزوار‪.‬‬

‫تســاند فرنســا المملكــة العربيــة الســعودية لتحقيــق األهــداف الكبــرى التــي وضعــت‬
‫ضمــن برنامــج التطويــر رؤيــة المملكــة العربيــة الســعودية ‪ ،2030‬وســيكون فخــر‬
‫المملكــة العربيــة الســعودية شــرفاً لفرنســا‪.‬‬

‫الرئيس التنفيذي للوكالة الفرنسية لتطوير العال‬ ‫جيرار ميستراليه‬

‫‪13‬‬
‫فهرس‬
‫العال‪ ،‬واحة العجا ئب في الجزيرة العربية‬

‫التسلسل الزمني ����������������������������������������������������������������������������������������‪16‬‬

‫مقدمة ����������������������������������������������������������������������������������������������������������������‪20‬‬
‫عبدالرحمن السحيباني وليلى نعمة‬

‫التقاليد‬ ‫القوافل‬ ‫الممالك‬ ‫واحة‬


‫ـافات �����������������������������������������������������������������������������‪110‬‬
‫واالكتشـ‬ ‫ـج �������������������������������������������������������������������������������������������������������‪84‬‬
‫والحـ‬ ‫ـة �����������������������������������������������������������������������������������������������‪54‬‬
‫القديمـ‬ ‫ـة ������������������������������������������������������������������������������������������������������‪26‬‬
‫ألفيـ‬

‫العادات والتقاليد في العال ����������������������������������������������������������������������‪112‬‬ ‫العال‪ ،‬عند ملتقى الطرق‬ ‫اللغات والكتابات في شمال الجزيرة‬ ‫منطقة العال‪ :‬السمات‬
‫عبدالله بن محمد بن صالح بن نصيف‬ ‫التجارية في جزيرة العرب القديمة ����������������������������������������������������������‪86‬‬ ‫العربية واستعمالها في العال ومدائن صالح ������������������������������������‪56‬‬ ‫الجغرافية واستصالح األرض للزراعة ��������������������������������������������������‪28‬‬
‫كارولين دوران‬ ‫مايكل ماكدونالد‬ ‫جان باتيست ريجو‬
‫داوتي‪ ،‬أويتنج‪ ،‬أوبير‪ ،‬جوسين وسافينياك‪:‬‬
‫مكتشفو مدائن صالح��������������������������������������������������������������������������������‪118‬‬ ‫طرق الحج العابرة لمحافظة العال �����������������������������������������������������������‪90‬‬ ‫دادان ولحيان ���������������������������������������������������������������������������������������������������‪60‬‬ ‫ما قبل التاريخ في العال ��������������������������������������������������������������������������������‪32‬‬
‫إلى ذكرى جان‪-‬كلود ريفيردي (‪)2012-1934‬‬ ‫علي بن ابراهيم الغبان‬ ‫عبدالرحمن السحيباني‬ ‫أزهري مصطفى صادق‬
‫فرنسوا بويون‬

‫موقع «قُ رح» األثري ������������������������������������������������������������������������������������‪94‬‬ ‫مالمح من فن نحت التماثيل في الحضارة الدادانية������������������‪66‬‬ ‫القبور الركامية في شمال جزيرة العرب ���������������������������������������������‪36‬‬
‫خمسون عاماً من السياسة األثرية‬ ‫وائل أبو عزيزة‬
‫أحمد العبودي‬ ‫سعيد بن فايز السعيد‬
‫والمتحفية في المملكة العربية السعودية �����������������������������������‪122‬‬
‫فيرجينيا كاسوال‬ ‫الكتابات اإلسالمية بمحافظة العال ������������������������������������������������������‪96‬‬ ‫موقع أم درج‪ :‬مكوناته ومكانته لدى اللحيانيين ���������������������������‪68‬‬ ‫ح ْجر‪ :‬الممارسات‬‫واحة ال ِ‬
‫حياة عبدالله حسين الكالبي‬ ‫حسين بن على أبو الحسن‬
‫الجنائزية خالل الفترة النبطية ����������������������������������������������������������������‪40‬‬
‫العال مقصد الرحالة ووجهة القوافل ������������������������������������������������‪100‬‬ ‫إيزابيل ساشيه و ناتالي دولوبيتال‬
‫مشلح المريخي‬ ‫جر‪ ،‬شقيقة البتراء الصغيرة������������������������������������������������������������‪70‬‬ ‫ال ِ‬
‫ح ْ‬
‫ليلى نعمة وفرنسوا فيلنوف‬
‫الفنون الصخرية في منطقة العال ����������������������������������������������������������������������‪46‬‬
‫حينما وصل «الخط العالي» إلى الحجاز������������������������������������������������‪104‬‬ ‫حميد إبراهيم المزروع‬
‫فيليب بيتريا‬ ‫جر‪ :‬مدينة تضم حامية عسكرية في العصر الروماني �������‪74‬‬ ‫ال ِ‬
‫ح ْ‬
‫فرنسوا فيلنوف‬ ‫المنشآت المائية�������������������������������������������������������������������������������������������������‪50‬‬
‫سيلين ماركير‬
‫النقوش الشمالية العربية القديمة �������������������������������������������������‪78‬‬
‫سليمان الذييب‬

‫أصل الكتابة العربية ���������������������������������������������������������������������������������‪82‬‬


‫ليلى نعمة‬

‫قائمة األعمال المعروضة����������������������������������������������������������������������‪130‬‬

‫قائمة المراجع ����������������������������������������������������������������������������������������������‪140‬‬

‫قائمة المشاركين ���������������������������������������������������������������������������������������‪143‬‬


‫العال‪ ،‬واحة العجا ئب في الجزيرة العربية‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬

‫الحد الجنوبي للمملكة‬


‫‪5‬‬

‫‪8‬‬
‫مدافن صخرية رائعة المنظر‬
‫إدارة المياه‬
‫مفترق طرق على طريق‬
‫البخور‬

‫المملكة النبطية‬
‫مدن مزدهرة بفضل التجارة والحج‬ ‫جر)‬ ‫(ال ِ‬
‫ح ْ‬
‫إدارة المياه‬

‫الفترة اإلسالمية‬ ‫آثار استيطان في العال وال ِ‬


‫ح ْجر‬
‫(قرح‪ ،‬مدينة العال القديمة)‬ ‫قبور تعود إلى فترة ما بين‬
‫‪ 5000‬و‪ 2000‬سنة قبل الميالد‬

‫عصر البرونز‬
‫< ‪106‬‬

‫القرنان الثالث‬
‫القرن السادس‬

‫القرن الثاني‬

‫القرن السابع‬

‫القرن األول‬

‫القرن األول‬
‫قبل الميالد‬
‫~‪ 3000‬قبل الميالد‬

‫والرابع‬
‫عشر‬
‫عشر‬

‫القرن الخامس‬

‫القرن التاسع‬
‫القرن السادس‬

‫القرن الثالث‬

‫القرن الثاني‬
‫القرن األول‬

‫القرن األول‬
‫بداية القرن‬

‫قبل الميالد‬

‫قبل الميالد‬

‫قبل الميالد‬

‫قبل الميالد‬
‫العشرين‬

‫عشر‬

‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ 622‬للهجرة‬
‫الوجود العثماني‬ ‫‪3‬‬

‫(العال‪ ،‬مدائن صالح)‬


‫الممالك القديمة‬
‫قالع لحماية الحجاج‬
‫في شمال الجزيرة‬
‫سكة حديد الحجاز مع محطتين في ال ِ‬
‫ح ْجر‬
‫العربية‬
‫(مدائن صالح) والعال‬
‫(دادان)‬
‫عاصمة مملكتي دادان ولحيان‬ ‫العصر الحجري القديم‬
‫إدارة المياه وتطوير الزراعة‬ ‫حرة عويرض‬

‫‪10‬‬
‫‪6‬‬
‫مزدهرة بفضل تجارة البخور نحو‬ ‫قطع صوانية منحوتة‬
‫مصر وبالد الرافدين‬
‫‪4‬‬
‫لغات وكتابات متعددة‬ ‫~‪ 200 000‬قبل الميالد‬

‫‪ .1‬فأس حجري‪ ،‬العال‬

‫اإلمبراطورية‬
‫‪.2‬مجمع جنائزي ذو مدفن برجي وجدران ذات‬
‫تجاويف مستطيلة صندوقية الشكل‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر‬

‫الرومانية‬
‫‪ .3‬نقش كتايب داداين‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‬
‫‪ .4‬وجه تمثال‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‬
‫‪ .5‬مدفن قرص الفريد‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر‬
‫ِ‬
‫‪ .6‬نقش كتايب التيني‪ ،‬احل ْجر‬
‫حصن في ال ِ‬
‫ح ْجر‬
‫‪ .7‬آثار القرح (املابيات)‬ ‫الحد الجنوبي لإلمبراطورية‬
‫‪ .8‬مزولة «طنطورة»‪ ،‬مدينة العال القديمة‬
‫‪ .9‬القلعة العثمانية‪ ،‬مدائن صالح‬
‫‪ .10‬قاطرة من سكة حديد احلجاز‪ ،‬مدائن صالح‬ ‫‪16‬‬
‫(الصفحة املزدوجة السابقة) مشهد طبيعي من العال يان أرتوس‪-‬برتران‪( .2019 ،‬أعاله) صخرة الفيل‪ ،‬العال الهيئة امللكية ملحافظة العال‪( .2019 ،‬الصفحة اليمنى) واحة العال (تفصيل) الهيئة امللكية ملحافظة العال‪.2019 ،‬‬

‫مقدمة‬
‫والتاريــخ الــذي يعــود إىل عــدة آالف مــن الســنني‪ ،‬والــذي تغطــي آثــاره جميــع الفــرات الرئيســية تقريب ـ ًا مــن عصــور مــا قبــل‬ ‫قبــل عرضهــا يف قلــب باريــس وجــذب اآلالف مــن الــزوار الفضوليــن لهكــذا تســليط للضــوء عليهــا‪ ،‬فالعــا بلــدة كبــرة هادئــة يف‬
‫التاريــخ حتــى يومنــا هــذا‪ ،‬مــن العــر احلجــري القديــم األســفل وحتــى أواخــر ســبعينيات القــرن العرشيــن‪ ،‬وقــد شــهدت ســنوات‬ ‫منطقــة احلجــاز الســعودية‪ .‬تقــع عــى مســافة متســاوية‪ ،‬أو تــكاد‪ ،‬مــن مدينتــن كبريتــن تربطهــا بهمــا اآلن طــرق مــا تــزال صغــرة‬
‫الســبعينيات هــذه الهجــر النهــايئ للمدينــة القديمــة األخــاذة لصالــح أحيــاء أكــر راحــة ومخدمــة عــى نحــو أفضــل‪.‬‬ ‫مقارنــة بطرقنــا الرئيســية الرسيعــة‪ :‬طريقــان‪ ،‬وأحيان ـ ًا أربــع‪ ،‬تعــر اجلبــال والســهول مــن املدينــة املنــورة‪ ،‬عــى مبعــدة ثالثمئــة‬
‫كيلومــر ًا إىل اجلنــوب‪ ،‬أو مــن تبــوك‪ ،‬عــى مبعــدة مئتــان وخمســون كيلومــر ًا إىل الشــمال‪ ،‬مــع منعرجــات وطــرق طويلــة مســتقيمة‬
‫على قائمة اليونسكو للتراث العالمي‬ ‫مواتيــة لتشــكل الــراب‪ .‬هنــاك بعــض القــرى الواقعــة بــن هــذه التجمعــات الســكانية الثالثــة‪ ،‬حيــث كان يتوقــف أيضـ ًا خــط‬
‫لــم تعــر العــا بعــد عــى جــاك لنــدن ‪ ،Jack London‬أو أمــن معلــوف أو ســيلفان تيســون ‪ Sylvain Tesson‬اخلــاص بهــا‪ ،‬ولــم‬ ‫ســكة حديــد احلجــاز األســطوري يف بدايــة القــرن املــايض‪ ،‬والــذي خلــده بيــر أوتــول ‪ Peter O’Toole‬يف فيلــم لورنــس العــرب‬
‫يكتــب لهــا روايــة مثــل ســامبو ‪ Salammbô‬أو روايــة املوميــاء ‪ Le Roman de la momie‬يمكنهــا أن تــردد املالحــم العظيمــة‬ ‫للمخــرج ديفيــد لــن ‪.David Lean‬‬
‫التــي عــرت عليهــا‪ .‬ويف املقابــل‪ ،‬وجــدت منــذ فــرة طويلــة مستكشــفيها الذيــن‪ ،‬عــى مثــال رينيــه كاييــه ‪ René Caillié‬يف‬ ‫فــإذاً‪ ،‬ثالثــة تجمعــات مرتبــة بدقــة ورصامــة تبعـ ًا ملحــور شــمايل‪-‬غريب جنويب‪-‬رشقــي عــى الســفوح الرشقيــة جلبــال احلجــاز وعــى‬
‫تمبكتــو‪ ،‬قدمــوا إىل عالــم غــريب متعطــش للغرابــة وللعلــم األكاديمــي ذاكــرة القــرون الغابــرة وعــادات ســكانها‪ ،‬حــر ًا كانــوا أم‬ ‫حافــة نجــود اجلزيــرة العربيــة‪ ،‬لكــن وحدهــا العــا هــي التــي ســيتم عرضهــا يف معهــد العالــم العــريب يف باريــس‪ .‬غــر أن املدينــة‬
‫بــدواً‪ .‬إنهــم الربيطــاين تشــارلز داويت ‪ ،Charles Doughty‬أديــب بقــدر مــا هــو مستكشــف‪ ،‬الــذي كان عملــه النــري الوحيــد‬ ‫املنــورة (يــرب القديمــة)‪ ،‬املدينــة التــي وصلهــا النبــي محمــد ﷺ يف عــام ‪ ،622‬مشــهورة خالفـ ًا لذلــك‪ .‬ملــاذا هــذا التفضيــل؟ كيــف‬
‫بالتحديــد هــو رحــات يف صحــراء اجلزيــرة العربيــة؛ واألبــوان الدومينيــكان مــن مدرســة الكتــاب املقــدس وعلــم اآلثــار الفرنســية‬ ‫يمكــن تخيــل أن تســتطيع منطقــة مغمــورة رائعــة أن تجــذب رحالــة متطلبــن إليهــا؟‬
‫يف القــدس‪ ،‬أنطونــان جوســن ‪ Antonin Jaussen‬ورفائيــل ســافينياك ‪ .Raphaël Savignac‬قــدم كل منهمــا بطريقتــه اخلاصــة‬ ‫اجلــواب ببســاطة يكمــن يف نقطتــن يمكــن للمــرء أن يبنــي عليهمــا روايــات مغامــرات أو لوحــات جداريــة تاريخيــة كبرية‪ :‬املشــاهد‬
‫أول توصيفــات للعــا يف نهايــة القــرن التاســع عــر وبدايــة القــرن العرشيــن‪ ،‬بحمــاس املبتكريــن وامتيــاز الــرواد‪.‬‬ ‫الطبيعيــة اخلالبــة التــي تحبــس األنفــاس‪ ،‬والتــي تضاهــي اجلرانــد كانيــون ‪ Grand Canyon‬بتشــكيالتها الصخريــة الرائعــة املناظر؛‬

‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬
‫ليىل نعمة‪2003 ،‬‬ ‫نقوش دادانية من جبل عكمة‪ ،‬العال‬ ‫(إىل اليمني) سفح بركان‪ ،‬محافظة العال يان أرتوس‪-‬برتران‪ .2019 ،‬القلعة العثمانية‪ ،‬مدائن صالح أوبري راجيه‪( .2018 ،‬إىل اليسار) فهد من اجلزيرة العربية الهيئة امللكية ملحافظة العال‪.2018 ،‬‬

‫تطويــر زراعــة مــن نمــط زراعــة الواحــات‪ ،‬تقــرن شــجر النخيــل بأشــجار الفاكهــة باإلضافــة إىل زراعــة البقوليــات واألعــاف‪.‬‬ ‫ومنــذ حــوايل العرشيــن عام ـاً‪ ،‬وجــدت العــا أيض ـ ًا مؤرخيهــا وعلمــاء آثارهــا ونقوشــها الكتابيــة القديمــة الذيــن يقومــون‪ ،‬بصــر‬
‫ـاء مؤكــداً‪ .‬وهــذه تضــاف إىل الدخــل الــذي لــم يفتهــا االســتفادة منــه ملوقعهــا كمفــرق طــرق وممــر‬ ‫ضمنــت لهــا هــذه املــوارد رخـ ً‬ ‫متفحــي النصــوص ومســتخدمي املســطرين يف التنقيــب‪ ،‬بكشــف النقــاب تدريجيـ ًا عــن اجلوانــب العديــدة للســكان وللحضــارات‬
‫إجبــاري عــى طريــق قوافــل البخــور واألطيــاب (العطــور والتوابــل) القادمــة مــن الشــمال واجلنــوب والعابــرة للجزيــرة العربيــة‬ ‫التــي عاشــت فيهــا وجعلــت منهــا موطن ـ ًا لهــا‪ .‬زد عــى ذلــك أنــه ليــس مــن قبيــل الصدفــة أن يكــون أول موقــع ســعودي أدرج‬
‫بفضــل اجلمــل‪ ،‬وهــو حيــوان رمــزي مســتأنس يف بدايــة األلــف األول قبــل امليــاد‪ .‬ألــم يقــل شــخص ســبئي يف القــرن الســادس‪ ،‬أنــه‬ ‫عــى قائمــة الــراث العاملــي لليونســكو منــذ أكــر مــن عــر ســنوات هــو مدائــن صالــح‪ِ ،‬ح ْجــر األنبــاط والرومــان القديمــة‪ ،‬شــقيقة‬
‫قــاد حملــة تجاريــة حتــى قــرص مــرور ًا بالعــا‪ ،‬التــي كانــت تحمــل آنــذاك اســم دادان‪ ،‬ثــم بمــدن يهــوذا وبغــزة؟ يف النبــوءات‬ ‫البــراء الصغــرة‪ ،‬يف األردن‪ ،‬بعــدد املدافــن الصخريــة التــي تتناثــر عــى طــول منحــدرات احلجــر الرمــي‪ ،‬ولكنهــا أيضـ ًا شاســعة مــن‬
‫املنســوبة إىل النبــي إشــعيا (‪ ،)13 ،21‬هنــاك كذلــك األمــر ذكــر ل «قوافــل دادان»‪.‬‬ ‫حيــث املســاحة التــي تشــغلها‪ ،‬وأكــر انفتاحـ ًا بكثــر مــن العاصمــة النبطيــة‪.‬‬
‫كمــا أصبحــت العــا مقــر ًا ملنصــة تجاريــة مزدهــرة تتبــع للمملكــة العربيــة اجلنوبيــة الصغــرة‪ ،‬مملكــة معــن‪ .‬يف الواقــع‪ ،‬ســيطر‬
‫املعينيــون إىل حــد كبــر عــى تجــارة القوافــل مــن القــرن الســادس حتــى الرابــع قبــل امليــاد‪ ،‬وكانــوا يكرمــون آلهتهــم يف املنصــات‬ ‫على طريق قوافل البخور واألطياب‬
‫واحل ْجــر كذلــك األمــر‪ ،‬وهــي عــى احلــدود اجلنوبيــة للمملكــة النبطيــة ولإلمرباطوريــة‬ ‫التجاريــة التــي أسســوها‪ .‬فــإذ ًا دادان‪ِ ،‬‬ ‫ملــاذا كل هــذا الشــغف؟ مــا الــذي يجعــل هــذه املدينــة واملنطقــة املحيطــة بهــا تســتحق االستكشــاف‪ ،‬أو املشــاهدة بالطائــرة أو‬
‫الرومانيــة‪ ،‬التــي يتقــدم اتســاعها بالتدريــج مــع حصــول اكتشــافات جديــدة؛ وقــرح أيض ـاً‪ ،‬والتــي خلفتهمــا يف بدايــة العــر‬ ‫بعدســة املجهــر املكــرة‪ ،‬أو إعــادة اكتشــافها وفهمهــا؟ الطبيعــة والتاريــخ‪ ،‬كمــا قلنــا‪ ،‬ولكــن أي منهــا؟ تقــع مدينــة العــا يف مركــز‬
‫األمــوي‪ :‬الكثــر مــن املــدن القديمــة والقروســطية التــي لــم تفتــأ أســماؤها تــرن يف ذاكرتنــا‪ ،‬قبــل أن تصبــح محطــات عــى مســار‬ ‫وهــي املركــز اإلداري والســيايس بحجــم بلجيــكا‪ .‬تمتــد ضمــن ممــر طبيعــي طولــه حــوايل ثالثــن كيلومــراً‪ ،‬عــى ضفــاف ٍ‬
‫واد‬
‫طريــق احلــج الشــامي‪ ،‬ثــم عــى خــط ســكة حديــد احلجــاز‪.‬‬ ‫محصــور بــن كتلتــن ضخمتــن مــن احلجــر الرمــي يبلــغ ارتفاعهمــا عــدة مئــات مــن األمتــار‪ .‬تقــع عــى ارتفــاع حــوايل ســبعمائة‬
‫مــر فــوق مســتوى ســطح البحــر‪ ،‬فتتمتــع بذلــك بظــروف مناخيــة‪ ،‬وخاصــة مائيــة‪ ،‬مواتيــة للغايــة‪ ،‬أتاحــت منــذ العصــور القديمــة‬

‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬
‫أوبري راجيه‪2018 ،‬‬ ‫مدافن مقربة جبل اخلريمات‪ ،‬احلِ ْجر‬ ‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬ ‫واحة ومعبد دادان املنقب (اخلريبة)‬

‫بالرشاكــة مــع الهيئــة امللكيــة ملحافظــة العــا‪ ،‬يف الوقــت نفســه االنغمــاس يف املشــاهد الطبيعيــة الرائعــة اجلمــال للمنطقــة والرتحــال‬ ‫مكتبة في الهواء الطلق‬
‫عــر قــرون تاريــخ مــا يــزال غــر معروفـ ًا للجمهــور العــام‪ .‬يتولــد هــذا االنغمــاس مــن خــال سلســلة مــن التجــارب البرصيــة والصوتيــة‬ ‫تقــع العــا إىل الغــرب مــن اخلــط االفــرايض الــذي يفصــل‪ ،‬مــن الشــمال إىل اجلنــوب وعــى نحــو واضــح جــداً‪ ،‬الثلثــن الغربيــن‬
‫والشــمية‪ ،‬والتــي ســيغطس الزائــر بفضلهــا يف العالــم الرائــع جلبــال وأوديــة وبســاتني العــا‪ .‬حاملــا يتآلــف مــع اجلغرافيــا والظــروف‬ ‫لشــبه اجلزيــرة العربيــة عــن ثلثهــا الرشقــي‪ .‬إىل الغــرب‪ ،‬تعــد اآلثــار الكتابيــة التــي خلفتهــا الشــعوب القديمــة عديــدة للغايــة‪ :‬فهــي‬
‫البيئيــة التــي ســمحت بمراحــل االســتيطان البرشيــة األوىل‪ ،‬يصطحــب الزائــر مــن مــكان إىل آخــر‪ ،‬مــن موقــع إىل آخــر‪ ،‬بجولــة‬ ‫موجــودة يف كل مــكان‪ ،‬بلغــات وبلهجــات وبخطــوط مســتخدمة مــن قبــل الســكان احلــر‪ ،‬وكذلــك مــن قبــل البــدو الرحــل‪ .‬تقدم‬
‫متسلســلة زمنيـ ًا وموضوعيــة يف الوقــت نفســه‪ .‬يدعــى أو ًال لركــوب قطــار التاريــخ‪ ،‬مــن أجــل القيــام برحلــة تســتمر ملــدة ألــف عــام‪،‬‬ ‫العــا منهــا إحــدى أغنــى العينــات يف جزيــرة العــرب نظــر ًا ألننــا نجــد فيهــا اآلراميــة اإلمرباطوريــة والدادانيــة وأشــكال أخــرى‬
‫مــع التوقــف يف املواقــع الرئيســة الثالثــة للــوادي وهــي دادان القديمــة ِ‬
‫واحل ْجــر القديمــة وقــرح القديمــة (املابيــات)‪.‬‬ ‫مــن الكتابــات العربيــة الشــمالية‪ ،‬والنبطيــة‪ ،‬ناهيــك عــن اليونانيــة‪ ،‬والالتينيــة وبالطبــع العربيــة‪ .‬تعــد بعــض املواقــع مكتبــات‬
‫تســتحرض األوابــد الدينيــة‪ ،‬والطقــوس اجلنائزيــة‪ ،‬واللغــات والكتابــات‪ ،‬ووالدة الكتابــة العربيــة‪ ،‬مــن خــال القطــع التــي‬ ‫حقيقيــة يف الهــواء الطلــق‪ ،‬حيــث تكــون النقــوش ‪ -‬مــن النصــوص الرســمية والقانونيــة إىل اخلربشــات (الغرافيتــي) البســيطة التــي‬
‫تعــرض ألول مــرة‪ ،‬والرســومات‪ ،‬والصــور الفوتوغرافيــة‪ ،‬والنمــاذج احلقيقيــة أو االفرتاضيــة وعمليــات إعــادة البنــاء عــى أســاس‬ ‫يرتكهــا املســافرون عفوي ـ ًا ‪ -‬املحفــورة أو البــارزة النقــش عــى جــدران احلجــر الرمــي الطــري‪ ،‬هــي بنفــس القــدر رســائل يجــب‬
‫أعمــال وأبحــاث علمــاء اآلثــار الذيــن يمســحون هــذه املواقــع منــذ نحــو عرشيــن ســنة‪ .‬وهــؤالء األخــرون هــم الورثــة اجلديــرون‬ ‫فــك رموزهــا وأحيانـ ًا تثــر اإلعجــاب نظــر ًا ألناقــة بعــض احلــروف‪ .‬يف هــذه املنطقــة أيضـاً‪ ،‬نجــد النقــوش األوىل باللغــة ثــم باخلــط‬
‫للمستكشــفني األوائــل‪ ،‬املســرجعني مــن خــال صــور فوتوغرافيــة ورســومات أصليــة‪ .‬ومــن ثــم ُيدعــى الزائــر إىل ســلوك طريــق‬ ‫العــريب‪ ،‬نبطي‪-‬عــريب أوالً‪ ،‬قبــل أن يصبــح عربي ـ ًا حق ـ ًا يف نهايــة القــرن اخلامــس امليــادي‪ .‬حفــر النقــش املســمى بنقــش زهــر‪،‬‬
‫احلــج قبــل متابعــة مغامــرة قطــار حقيقــي‪ ،‬وهــو قطــار ســكة حديــد احلجــاز‪ ،‬وإىل أن يجــوب لبضــع حلظــات مدينــة العــا القديمــة‪،‬‬ ‫والــذي يعــد مــن أقــدم النقــوش العربيــة اإلســامية واملــؤرخ مــن العــام ‪ 24‬هـــ (‪ 644‬م)‪ ،‬يف ٍ‬
‫واد رشقــي العــا‪.‬‬
‫وذلــك مــع االســتماع إىل شــهادات أولئــك الذيــن عاشــوا فيهــا والشــباب الذيــن عــى عكــس ذلــك لــم يعرفوهــا قــط‪.‬‬ ‫مــن الواضــح أن العــا واحــة فريــدة مــن نوعهــا‪ ،‬غنيــة باحلضــارة والتاريــخ واإلنســانية‪ ،‬وتســتحق االهتمــام الــذي يــوىل لهــا اآلن بعــد‬
‫المفوضان بتنظيم المعرض‬ ‫عبدالرحمن السحيباني وليلى نعمة‬
‫قــرون مــن النســيان النســبي‪ .‬يتيــح معــرض «العــا‪ ،‬واحــة العجائــب يف اجلزيــرة العربيــة»‪ ،‬الــذي ينظمــه معهــد العالــم العــريب‬

‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬
‫واحة‬
‫ألفية‬
‫منطقة العال‪:‬‬
‫السمات الجغرافية‬
‫هــذه القاعــدة القديمــة مغطــاة عنــد حوافهــا بتوضعــات رســوبية‬
‫أحــدث‪ ،‬وخاصــة بصخــور رمليــة تعــود إىل العــر الكامــري‬ ‫واستصالح األرض‬
‫للزراعة‬
‫(‪ 540‬إىل ‪ 485‬مليــون ســنة)‪ .‬يف األعــى‪ ،‬نجــد يف عــدة أماكــن‬
‫طبقــات بازلتيــة أحــدث بكثــر بالنظــر إىل التاريــخ الطويــل‬
‫للمنطقــة‪ .‬يتعلــق األمــر باحلــرات‪ ،‬وهــي تكوينــات بازلتيــة تمتــد‬
‫عــى نحــو منتظــم مــن حــوران يف ســوريا إىل اليمــن‪ .‬ترتبــط‬
‫هــذه التوضعــات بحــركات تكتونيــة محليــة‪ ،‬وخصوصـ ًا االنهــدام‬ ‫محاضر في جامعة تور‬ ‫جان باتيست ريجو‬
‫أو الصــدع (حركــة انشــقاق البحــر األحمــر)‪ .‬يف منطقــة العــا‪،‬‬
‫أرخــت الطبقــة البازلتيــة التــي تســمى بحــرة عويــرض مــن فــرة‬
‫امليوســن (‪ 9‬مليــون ســنة) إىل الهولوســن (مــا بــن ‪ 10000‬عــام‬
‫والوقــت احلــارض)‪.‬‬

‫سهل داخلي واسع‬


‫تعرضــت هــذه الصبــة البازلتيــة ‪ -‬املســطحة بصــورة خاصــة‬ ‫تقــع محافظــة العــا يف شــمال غــريب اململكــة العربيــة الســعودية‪،‬‬
‫يف قمتهــا ‪ -‬للحــت بشــدة عنــد هوامشــها بســبب اجلريانــات‬ ‫عــى اخلــارصة الشــمالية جلبــال احلجــاز‪ .‬هــذه اجلبــال التــي تملك‬
‫القديمــة املتجهــة مــن الغــرب إىل الــرق‪ .‬أدت احلــركات‬ ‫تاريخــ ًا جيولوجيــ ًا مغرقــ ًا يف القــدم‪ ،‬وتنتمــي إىل مــا يســمى‬
‫التكتونيــة إىل تكــرات عــى نحــو مكثــف يف الصخــور الرمليــة‬ ‫«الــدرع العــريب»‪ ،‬وهــي منطقــة تتألــف يف القاعــدة مــن هضبــة‬
‫إىل الــرق واجلنــوب الرشقــي مــن احلــرة‪ ،‬راســمة يف عــدة أماكــن‬ ‫قديمــة مكونــة مــن صخــور صهاريــة ومتحولــة‪ ،‬تعــود بتاريخهــا‬
‫شــبكة مــن التصدعــات العموديــة واملســتقيمة الشــكل إىل حــد‬ ‫إىل الزمــن مــا قبــل الكامــري (مــن ‪ 570‬مليــون إىل عــدة مليــارات‬ ‫(الصفحة املزدوجة السابقة)‬
‫واحة العال‬
‫مــا‪ ،‬والنموذجيــة بالنســبة للصخــور الرمليــة‪ .‬تركــز احلــت عــى‬ ‫مــن الســنني)‪ .‬يــرز أقــدم جــزء مــن هــذا الــدرع يف اليمــن حيــث‬ ‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬
‫هــذه التصدعــات‪ ،‬وبخاصــة خــال امليوســن‪ .‬خــددت النجــود‬ ‫يبلــغ عمــر بعــض الصخــور أكــر مــن مليــاري ســنة‪.‬‬
‫(أدناه)‬
‫بشــدة وتطــورت لتصبــح تــا ًال مجتمعــة إىل حــد مــا‪ .‬ويف اخلتــام‪،‬‬ ‫جيولوجيا منطقة العال‬
‫جان‪-‬باتيست ريجو‪2018 ،‬‬
‫مشهد طبيعي من العال‪،‬‬
‫خلــق احلــت وحركــة الصفائــح يف هــذه املنطقــة ســه ًال داخلي ـ ًا‬
‫منظر مأخوذ باتجاه الغرب مع‬ ‫هطــول األمطــار العرضيــة التــي تســقط عــى التضاريــس املجــاورة‬ ‫مــن الشــمال الغــريب‪ ،‬وتعــد العوامــل الرئيســة للحــت احلــايل يف‬ ‫شاســع ًا تتالقــى فيــه الرتســبات الرمليــة‪ ،‬الصخــور الرمليــة ذات‬
‫حرة عويرض يف اخللفية‬
‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬ ‫ومــن املخازيــن األقــدم‪ .‬يف الواقــع‪ ،‬اتســمت هــذه املنطقــة بفرتات‬ ‫املنطقــة‪ .‬تجعــل هــذه الظــروف املناخيــة مــن املنطقــة حيــز ًا‬ ‫اللــون املائــل إىل احلمــرة (لــون املغــرة) والصخــور البازلتيــة‬
‫مناخيــة أكــر رطوبــة‪ ،‬بــدء ًا مــن امليوســن أو ًال (‪ 5-14‬مليــون‬ ‫شــديد اجلفــاف‪ ،‬ليــس االســتيطان البــري ممكنـ ًا فيــه إال بفضــل‬ ‫الســوداء‪ .‬يف هــذه البيئــة الرائعــة املناظــر‪ ،‬ويف هــذا البلــد اجلامــع‬ ‫حدود سهل مدائن‬
‫صالح ‪ /‬العال‬
‫ســنة)‪ ،‬ويف البليستوســن (‪ 1,6‬مليــون ســنة)‪ .‬ويــرى هــذا اإلرث‬ ‫وجــود املــاء‪.‬‬ ‫لــكل التباينــات‪ ،‬تقــع العــا ومدائــن صالــح عنــد مخــرج‬
‫جيــد ًا اليــوم مــن خــال العديــد مــن الشــقوق التــي تمتــد عــى‬ ‫تنتمــي املنطقــة إىل املجــال اجلغــرايف النبــايت الصحــراوي العــريب‪،‬‬ ‫الســهل‪ ،‬عــى مبعــدة حــوايل عرشيــن كيلومــر ًا جنوب ـاً‪ .‬يف هــذا‬
‫طــول اجلانــب الرشقــي مــن حــرة عويــرض‪ .‬تجــري جميــع هــذه‬ ‫ويضــاف إليــه تأثــرات البحــر األبيــض املتوســط‪ .‬تتمثــل‬ ‫الوســط اجلــاف واجلامــد‪ ،‬يعــد هــذان املوقعــان بمثابــة جزيرتــن‬ ‫التدفقات‬ ‫‪W‬‬
‫‪ad‬‬
‫‪i‬‬
‫الوديــان القديمــة املتجهــة غرب ـ ًا لتلتقــي عنــد الســهل الداخــي‬ ‫خصوصيــة قطــاع العــا بوجــود مــا يســمى بنباتــات الــوادي‪ .‬إنهــا‬ ‫صغريتــن تائهتــن يف وســط املحيــط‪ ،‬وواحتــن ومســاحات‬
‫جنــوب رشق احلــرة‪ ،‬وغــذت ومــا تــزال تغــذي املســتجمع املــايئ‬ ‫فئــة جغرافيــة نباتيــة قائمــة بذاتهــا يف جزيــرة العــرب نظــر ًا ألنهــا‬ ‫خــراء يرتبــط وجودهــا بوجــود املــاء‪ ،‬والرتبــة ومجموعــة‬ ‫الحجر الرملي‬

‫الشاســع للــوادي (حــوايل ‪ 700‬كيلومــر مربــع) الــذي يجــري‬ ‫غالبــ ًا مــا تظهــر أنواعــ ًا دخيلــة (مــن أصــل متوســطي يف هــذه‬ ‫برشيــة قــادرة عــى تنميتهــا‪.‬‬
‫مدائن صالح‬
‫جنوبــ ًا عابــر ًا للتجمعــات الســكانية يف مدائــن صالــح والعــا‪.‬‬ ‫احلالــة) تعيــش يف بيئــات طبيعيــة جافــة جــد ًا بفضــل مســاهمة‬
‫ينتقــل هــذا املــاء عــى نحــو رئيــي عــن طريــق اجلريانــات‬ ‫الرطوبــة‪ .‬الغطــاء النبــايت قليــل الكثافــة ويهيمــن عليــه نوعــان‬ ‫مناخ جاف لنمو النباتات في الوادي‬
‫اجلوفيــة (التدفــق تحــت املجــرى) التــي تغــذي بانتظــام طبقــة‬ ‫مــن األشــجار‪ ،‬األكاســيا واألثــل (أو الطرفــاء)‪ ،‬وبضعــة أنــواع مــن‬ ‫تعــاين املنطقــة مــن اجلفــاف الشــديد‪ ،‬كمــا يشــهد عــى ذلــك‬
‫العال‬
‫امليــاه اجلوفيــة يف الســهل‪ ،‬وتقــع هــذه األخــرة ضمــن الصخــور‬ ‫العشــبيات والشــجريات‪ ،‬باإلضافــة إىل نباتــات مــن أوالــف امللــح‪.‬‬ ‫ضعــف هطــول األمطــار الســنوي الــذي يــراوح بــن ‪ 50‬و ‪100‬‬
‫الرمليــة‪ ،‬التــي يســمح ســمكها ومســاميتها بتخزيــن كميــات‬ ‫ملــم (معاينــات تمــت بــن عامــي ‪ 1985‬و ‪ .)1995‬يتعلــق األمــر‬ ‫البازلت‬

‫كبــرة مــن امليــاه‪.‬‬ ‫نهري‬


‫ٍ‬ ‫واحة ذات ٍ‬
‫واد‬ ‫بنظــام ثنــايئ الفصــول شــتاء‪/‬ربيع‪ :‬يســقط مــا بــن ‪ 40‬و ‪٪ 50‬‬
‫وبنــاء عليــه تعــوض هــذه اجلريانــات واملخازيــن قلــة األمطــار‬‫ً‬ ‫مــا هــو مصــدر هــذا املــاء الــذي ترتــوي منــه النباتات ويســتخدمه‬ ‫مــن األمطــار يف فصــل الشــتاء و ‪ ٪ 30‬يف فصــل الربيــع‪ .‬يبلــغ‬
‫بداهــة أي‬
‫ً‬ ‫الهاطلــة املســجلة يف املنطقــة‪ ،‬والتــي تمنــع‬ ‫البــر؟ مــن البديهــي أن مثــل هــذه البيئــة القاحلــة ال يمكــن أن‬ ‫متوســط درجــة احلــرارة الســنوي ‪ 22‬درجــة مئويــة‪ ،‬مــع متوســط‬
‫حيــاة مســتقرة‪ .‬نحــن يف حــرة واحــة لــوادي نهــري‪ ،‬وهنــا‬ ‫تقبــل جريان ـ ًا دائم ـ ًا للمــاء‪ ،‬عــدا اســتثناء يســتحق الذكــر (نهــر‬ ‫شــتوي يبلــغ ‪ 12‬درجــة مئويــة ومعــدل صيفــي ‪ 30‬درجــة مئويــة‪.‬‬
‫يشغلها‪ ‬وادي‪.‬‬ ‫ـاء عليــه يــأيت املــاء املوجــود يف املنطقــة مــن‬
‫النيــل يف مــر)‪ .‬وبنـ ً‬ ‫تهــب أشــد الريــاح يف الربيــع وبدايــة الصيــف‪ ،‬وتــأيت بأغلبيتهــا‬

‫الصخور الصهارية والمتحولة‬

‫‪100‬كم‬

‫‪29‬‬
‫واحة ألفية‬

‫تنمية زراعية‬
‫تحتــاج الواحــة بالتأكيــد إىل املــاء‪ ،‬ولكنهــا تحتــاج أيضـ ًا إىل تربــة‬
‫جيــدة وإىل ســكان طــوروا تقنيــات الــري‪.‬‬
‫إن املــاء الــذي كان مــا يــزال وفــر ًا يف الطبقــات التحــت أرضيــة‬
‫يف بدايــة هــذا القــرن‪ ،‬حيــث كان «يف كل مــكان عــى عمــق أقــل‬
‫مــن ‪ 10‬أمتــار (‪ »)...‬وفقــ ًا ملــا ذكــره األبــوان أنطونــان جوســن‬
‫‪ Antonin Jaussen‬ورفائيــل ســافينياك ‪،Raphaël Savignac‬‬
‫أصبــح اليــوم أكــر نــدرة‪ ،‬وســيتوجب البحــث عنــه عــى أعمــاق‬
‫أكــر لــري املزروعــات‪ .‬حلــت املضخــة ذات املحــرك محــل‬
‫أنظمــة الرفــع التقليديــة‪ ،‬مثــل النصبــة وهــي آليــة تتكــون مــن‬
‫حبــل يمــر فــوق بكــرة ومربــوط بقربــة يف أحــد طرفيــه وبحيــوان‬
‫يف اآلخــر‪ ،‬يف حــن يســتخدم حبــل آخــر إلمالــة القربــة وإفــراغ‬
‫محتواهــا يف قنــاة عندمــا تصــل إىل قمــة البــر‪ .‬فــإذ ًا تكــون كميات‬
‫امليــاه التــي تضــخ أكــر بكثــر وتســمح بالتنميــة الزراعيــة عــى‬
‫مســاحات أوســع وعــى نحــو أكــر كثافــة‪ ،‬ولكــن هــذا يتــم عــى‬
‫حســاب املخــازن االحتياطيــة‪.‬‬
‫مــاذا عــن الرتبــة؟ نالحــظ اليــوم يف الطبقــة الســطحية رمــا ًال‬
‫بصــورة خاصــة‪ ،‬مقتلعــة مــن تــال مــن احلجــر الرمــي ومرتســبة‬
‫هنــا بفعــل الريــاح‪ .‬يتــم تعويــض ضعــف جودتهــا الزراعيــة عــن‬
‫طريــق توفــر مــواد كيميائيــة مضافــة‪ ،‬غــر أن هــذا لــم يكــن‬
‫احلــال دائم ـاً‪ .‬تظهــر األعمــال العلميــة التــي أجريــت يف موقــع‬
‫مدائــن صالــح أنــه حتــى قبــل ألفــي عــام كانــت الرتبــة أكــر‬
‫ثــراء باملــواد الغروانيــة (شــبيهة الغــراء) (الطــن والطمــي أو‬ ‫ً‬
‫الغريــن)‪ .‬كان تركيبهــا أكــر توازن ـ ًا آنــذاك‪ ،‬وهــو مــا كان يزيــد‬
‫مــن جودتهــا الزراعيــة عــى نحــو كبــر‪ ،‬متيحــة االحتفــاظ‬
‫باملــاء عــى وجــه اخلصــوص‪ .‬يف هــذه البلــدان‪ ،‬تعتــر هــذه امليــزة‬
‫هضاب حرة عويرض البازلتية‬
‫حاســمة نظــر ًا ألنــه يمكــن إرجــاع الرطوبــة املخزنــة جزئي ـ ًا يف‬
‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬ ‫اخلــزان‪ .‬عــى أي حــال‪ ،‬أتــاح حجمهــا االحتفــاظ بكميــات كبرية‬ ‫قطعة صغيرة من البشرية في‬ ‫الرتبــة إىل النبــات عندمــا يحتاجهــا‪ .‬إذا كانــت هــذه الرتبــة‬
‫مــن امليــاه عــى مــدى فــرة طويلــة‪ ،‬وربمــا عــى مــدار العــام‪ ،‬ممــا‬ ‫بيئة قاسية معادية للحياة‬ ‫رمليــة جــداً‪ ،‬ال يتــم االحتفــاظ باملــاء‪ ،‬وال تســتعاد الرطوبــة‪.‬‬
‫مكــن مــن القيــام بنشــاط زراعــي كبــر عــى مســاحات شاســعة‪،‬‬ ‫ومــاذا عــن الســكان؟ لقــد أصبــح تطويــر األرض واســتصالحها يف‬ ‫مــن أيــن تــأيت هــذه املــواد الغروانيــة (شــبيهة الغــراء) وملــاذا‬
‫واحلفــاظ بالتــايل عــى وجــود عــدد كبــر مــن الســكان‪.‬‬ ‫هــذه املنطقــة ممكنـ ًا فقــط ألن الســكان عرفــوا تطويــر التقنيــات‬ ‫تخلــو الرتبــة اليــوم منهــا تقريبــاً؟ يجــب علينــا هنــا أيضــ ًا‬
‫تعتــر منطقــة العــا‪ ،‬الوريثــة لتاريــخ طويــل جــداً‪ ،‬جيولوجــي‬ ‫املائيــة الزراعيــة‪ .‬هــذا هــو احلــال يف العــا منــذ منتصــف األلــف‬ ‫اللجــوء إىل املوروثــات‪ .‬يعــد تراكــم الطمــي أو الغريــن والطــن‬
‫وبــري عــى حــد ســواء‪ ،‬تعتــر اســتثنائية مــن نــوا ٍح كثــرة‪.‬‬ ‫األول قبــل امليــاد‪ ،‬ويف مدائــن صالــح بعــد ذلــك بخمس مئــة عام‪.‬‬ ‫يف ســهل مدائــن صالــح والعــا ناتجـ ًا عــن تعريــة صخــور البازلــت‬
‫مــا يلفــت النظــر بصــورة خاصــة ‪ -‬دون أن يكــون أصيــ ًا ‪ -‬هــو‬ ‫يقــدم لنــا علــم اآلثــار أدلــة جليــة عــى هــذا النشــاط‪ .‬يف احلقيقــة‪،‬‬ ‫بتأثــر فــرات مناخيــة أكــر رطوبــة مــن الوقــت احلــارض‪ .‬يبــدو‬
‫عزلتهــا‪ .‬تعــد العــا‪ ،‬التائهــة وســط مشــهد شــبيه بســطح القمــر‪،‬‬ ‫يندهــش املــرء خــال التجــول يف موقــع مدائــن صالــح مــن وجــود‬ ‫أن مرحلــة أخــرة أكــر رطوبــة عــى نحــو طفيــف وقعــت يف‬
‫قطعــة صغــرة مــن البرشيــة نجحــت يف احلفــاظ عــى نفســها يف‬ ‫عــدد كبــر مــن اآلبــار (أكــر مــن مئــة)‪ .‬يعــود معظمهــا إىل فــرة‬ ‫الفــرة النبطيــة‪ .‬باإلضافــة إىل جلبهــا جزيئــات دقيقــة إىل الرتبــة‪،‬‬
‫مواجهــة وضــد كل يشء‪ ،‬يف بيئــة قاســية معاديــة للحيــاة‪ .‬تعتــر‬ ‫قديمــة‪ ،‬نبطيــة عــى األرجــح‪ .‬وهــي عميقــة نســبي ًا (أكــر مــن ‪17‬‬ ‫زودتهــا تعريــة صخــور البازلــت بالعنــارص الرضوريــة واألكاســيد‬ ‫أشجار السنط (األكاسيا)‬
‫هــذه الواحــة شــاهد ًا عــى االســتخدام الذكــي لــأرض مــن خــال‬ ‫مــراً) وغالب ـ ًا مــا تكــون واســعة جــد ًا (حتــى ‪ 7‬أمتــار) وواســعة‬ ‫(احلديــد‪ ،‬املغنيســيوم‪ ،‬الكالســيوم واأللومنيــوم)‪ ،‬متيحــة إثراءهــا‬ ‫يف موقع احلِ ْجر‬
‫أوبري راجيه‪2018 ،‬‬
‫تطويــر نظــام متــوازن مــع بيئتــه‪ ،‬مــع البقــاء عــى اتصــال مــع‬ ‫عنــد القاعــدة‪ .‬يذكرنــا االتســاع املذهــل لهــذه اآلبــار بالــرك‬ ‫عــى نحــو كبــر‪.‬‬
‫إحدى آبار احلِ ْجر املئة والثالثون‪،‬‬
‫اخلــارج‪ ،‬عــى طريــق البخــور‪ ،‬ويمكــن أن تشــكل نموذجــ ًا‬ ‫التــي تشــاهد يف الــرق األدىن يف األوديــة أو بالقــرب منهــا‪ .‬لعلــه‬ ‫املعاد استخدامها يف‬
‫ملســتقبل اإلنســانية الغامــض‪.‬‬ ‫لدينــا هنــا نظــام هجــن بــن البــر والربكــة‪ .‬لعــل طبقــة امليــاه‬ ‫سبعينيات القرن العرشين‬
‫أوبري راجيه‪2018 ،‬‬
‫اجلوفيــة كانــت تغــذي البــر‪ ،‬واجلريانــات الســطحية تغــذي‬

‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬
‫ما قبل التاريخ‬
‫في العال‬
‫لــم تبــدأ املســوحات اجلــادة اال يف العــام ‪ 1435‬هـــ حيــث بــدأ‬
‫قســم اآلثــار جامعــة امللــك ســعود مرشوعــه للمســح اآلثــاري بحــرة‬ ‫أستاذ جامعة الملك سعود‪ ،‬الرياض‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬أزهري مصطفى صادق‬

‫عويــرض‪ ،‬حيــث تــم حينهــا تســجيل العديــد مــن املواقــع األثرية‪.‬‬


‫وتعــد حــرة عويــرض إحــدى احلقــول الربكانيــة البازلتيــة يف غــرب‬
‫اجلزيــرة العربيــة‪ ،‬تقــع عــى بعــد ‪ 120‬كــم رشق البحــر األحمــر‪،‬‬
‫وتمتــد مــا بــن مدينــة تبــوك ومحافظــة العــا‪ .‬يحتــوي حقــل‬
‫احلــرة عــى تدفقــات واســعة مــن احلمــم الربكانيــة‪ ،‬ومخلفــات‬ ‫لقــد بــدأت البحــوث األثريــة يف اململكــة العربيــة الســعودية منــذ‬
‫املعــدن املصهــور وأحجــار الطــف يف مســار طــويل يصــل إىل ‪125‬‬ ‫أكــر مــن نصــف قــرن‪ ،‬وتــم الكشــف خــال أعمــال البحــث‬
‫كلــم يمتــد مــن الشــمال الغــريب اىل اجلنــوب الرشقــي‪.‬‬ ‫األثــري األوىل عــن العديــد مــن مواقــع مــا قبــل التاريــخ التــي‬
‫تمتــد عــى مــدى فــرة زمنيــة طويلــة‪ ،‬وبعضـ ًا منهــا ربمــا يمتــد إىل‬
‫نتائج البحث األثري في العصر‬ ‫أكــر مــن مليــون ســنة‪ .‬وقد مهــدت تلــك الدراســات االســتقصائية‬
‫الحجري القديم األسفل‬ ‫والبحــوث التــي أجريــت عــى دراســة األدوات احلجريــة يف‬
‫أحــد املواضيــع امللحــة خــال الســنوات االخــرة هــي انتشــار‬ ‫العديــد مــن املواقــع األثريــة إىل وضــع إطــار زمنــي وثقــايف لفــرات‬
‫ســكان العــر احلجــري القديــم األســفل نحــو اجلزيــرة العربيــة‬ ‫مــا قبــل التاريــخ املبكــرة يف اململكــة العربيــة الســعودية متتبع ـ ًا‬
‫خاصــة ألنــه يوفــر معلومــات حــول طــرق التوســع البــري وتكيف‬ ‫املراحــل التكنولوجيــة املعروفــة يف أماكــن أخــرى‪ ،‬مثــل العــر‬
‫الســكان مــع املناطــق اجلديــدة خــال ذلــك الوقــت املبكــر‪.‬‬ ‫احلجــري القديــم األســفل (أولــدوان‪ ،‬أش ـوليان) والعــر احلجــري‬
‫ويوفــر وجــود املواقــع األشــولية مــن العــر احلجــري القديــم‬ ‫القديــم األوســط (املســمى أحيانــا موســريان)‪ .‬وبالتتــايل تــم وضــع‬
‫األســفل دليــ ًا أكيــد ًا عــى االنتقــال االول للبــر مــن عــدة‬ ‫العديــد مــن املواقــع املكتشــفة الحق ـ ًا لتتوافــق مــع هــذا اإلطــار‬
‫أقاليــم خاصــة افريقيــا‪ .‬ويف واقــع األمــر فــإن وجــود أدوات مميــزة‬ ‫التايبولوجــي والتسلســل الزمنــي الواســع‪.‬‬
‫كالفــأس األشــويل يعــد دليـ ًا قويـ ًا عــى توســع األشــويل يف مناطــق‬ ‫ومــع تطــور الدراســات األثريــة خــال الثالثــن ســنة املاضيــة‪،‬‬
‫جديــدة‪ .‬عــاوة عــى ذلــك‪ ،‬توفــر الرتكــزات الكبــرة للمواقــع‬ ‫تقدمــت أبحــاث مــا قبــل التاريــخ لتواكــب ذلــك التطــور‪ ،‬خاصة‬
‫منظر عام ملدافن ركامية ‪cairns‬‬
‫مؤرخة من الفرتة ما بني ‪5000‬‬ ‫يتعلــق بالفــرات املبكــرة مــن العــر احلجــري القديــم األســفل‬ ‫بــن ‪ 1.7‬مليــون ســنة مضــت و‪ 200000‬ســنة مضــت‪ .‬وقد تــم العثور‬ ‫األشـولية ســلوكيات وأنشــطة خاصــة باإلنســان االول‪ .‬ولذلــك تعــد‬ ‫يف مجــال احلفريــات األثريــة وتأريــخ املواقــع بالطــرق العلميــة‪.‬‬
‫و ‪ 2000‬قبل امليالد وواقعة عىل‬
‫الهضاب البازلتية فوق العال يان‬
‫والتكيفــات البرشيــة خــال الفــرات األشــولية‪ .‬فهنــاك املزيــد‬ ‫عــى اغلبيــة هــذه املواقــع عــى مناطــق مســطحة مغطــاة باحلجــارة‬ ‫املواقــع الرئيســة التــي تمــت فيهــا مســوحات أو حفريــات مركــزة‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬لــم تحــظ محافظــة العــا بالدراســة امليدانيــة التــي‬
‫أرتوس‪-‬برتران‪ ،‬هوج توماس‪2018 ،‬‬ ‫مــن التجمعــات يف املنطقــة‪ ،‬والتــي ســتؤدي دراســتها مســتقبال إىل‬ ‫البازلتيــة والتــى مثلــت مصــادر ًا لتصنيــع االدوات احلجريــة‪ ،‬كمــا‬ ‫مرجعيــات هامــة لدراســة هــذا النــوع مــن األدلــة‪ .‬وتمثــل نتائــج‬ ‫تغطــي معطيــات تتعلــق بفــرات مــا قبــل التاريــخ واقتــرت‬
‫تســليط مزيــد مــن الضــوء عــن العمليــات الســلوكية والتطوريــة‬ ‫ينتــر بعضهــا عــى ســفوح اجلبــال ومجــاري االوديــة‪ .‬وتحــوي‬ ‫البحــوث األثريــة جلامعــة امللــك ســعود التــي أجريــت عــى حــرة‬ ‫أغلبيــة الدراســات عــى فــرة مــا قبــل اإلســام والفــرة االســامية‬
‫وكذلــك حــول التكيــف مــع البيئــات القديمــة‪.‬‬ ‫بعــض املواقــع عــادة عــى القطــع احلجريــة الكبــرة كالفــؤوس‬ ‫عويــرض بالعــا أكــر األدلــة إقناع ـ ًا لوجــود املرحلــة األش ـولية يف‬ ‫مــن خــال املســوحات األثريــة ودراســة النقــوش واحلفريــات‬
‫والقواطــع واألدوات الكبــرة ثنائيــة الســطوح والتــي ربمــا‬ ‫املنطقــة‪ .‬ففــي هــذه املنطقــة‪ ،‬يمكــن مالحظــة األدوات األش ـولية‬ ‫األثريــة املســتمرة يف بعــض املواقــع‪ ،‬وكانــت أغلبيــة الدراســات‬
‫االنتقال للعصر الحجري القديم األوسط‬ ‫اســتخدمت يف مجموعــة متنوعــة مــن املهــام‪ ،‬مثــل الذبــح وتقطيع‬ ‫ذات األنــواع املتنوعــة‪ .‬ويمكــن تأريــخ هــذه األدوات مــن خــال‬ ‫املبكــرة تركــز بصفــة رئيســية عــى الوصــف العــام لتلــك املواقــع‬ ‫قرب ركامي ‪ cairn‬يقع فوق العال‬
‫مؤرخ من الفرتة ما بني ‪ 5000‬و‬
‫حــدث تبايــن مــكاين وزمــاين كبــر خــال الفــرة الالحقــة يف‬ ‫حلــوم احليوانــات‪ .‬كمــا يمكــن التعــرف عــى العديــد مــن مراحــل‬ ‫تصانيــف اقليميــة لــأدوات احلجريــة للفــرة املعروفــة باألش ـولية‬ ‫والنقــوش والرســومات الصخريــة دون أن يكــون هنــاك كبــر‬ ‫‪ 2000‬قبل امليالد يان أرتوس‪-‬‬
‫برتران‪ ،‬هوج توماس‪2018 ،‬‬
‫العــر احلجــري القديــم األوســط خاصــة يف الصناعــات احلجريــة‪.‬‬ ‫تصنيــع االدوات احلجريــة ومصــادر املــادة اخلــام مــع وجــود أنــواع‬ ‫خــال العــر احلجــري القديــم األســفل والتــي يرجــع تاريخهــا‬ ‫اهتمــام بالفــرات املبكــرة لالســتقرار يف محافظــة العــا‪.‬‬
‫وتعــد صناعــات العــر احلجــري القديــم األوســط األكــر شــهرة‬ ‫معينــة مــن األدوات يف مواضــع بعينهــا وغريهــا مــن الدالئــل التــي‬
‫يف اململكــة العربيــة الســعودية مقارنــة بصناعــات العــر احلجــري‬ ‫يمكــن ربطهــا بمناطــق «نشــاط وظيفيــة»‪.‬‬
‫القديــم األســفل‪ .‬وقــد تميــزت هــذه الفــرة يف أوروبــا وبــاد الشــام‬ ‫ويمكــن القــول أن اإلنســان يف منطقــة العــا قــد عاش يف هــذا العرص‬
‫وأفريقيــا‪ ،‬بأســاليب تقنيــة جديــدة تعــرف بالليفالوازيــة والتــي‬ ‫متنقـاً‪ ،‬معتمــد ًا يف غذائــه عــى الصيــد وجمــع النباتــات والثمــار‪.‬‬
‫بــدأت يف التطــور يف املراحــل املتأخــرة مــن األشــويل‪ .‬ويتمثــل‬ ‫واســتخدم بعــض األدوات للقطــع والكشــط التــي صنــع بعضهــا مــن‬
‫االبتــكار الرئيــي يف اســتخدام شــظايا كــرؤوس ســهام أو رمــاح‬ ‫حجــر البازلــت املتوفــر باملنطقة‪ .‬تلــك األدوات احلجرية البســيطة‬
‫وبالتــايل توفــر مزايــا حديثــة للصياديــن الذيــن كانــوا قادريــن‬ ‫التــي كان يســتخدمها اإلنســان األول لقطــع اللحم واجللــود‪ ،‬ويقتلع‬
‫عــى قتــل الفرائــس مــن مســافات أبعــد‪.‬‬ ‫بواســطتها مــا يجمعــه مــن جــذور النباتــات‪ .‬كمــا اســتخدم أدوات‬
‫تــم العثــور عــى مواقــع العــر احلجــري القديــم األوســط يف‬ ‫مــن العظــم واســتخدم اخلشــب واجللــود‪ .‬وقــد اســتغل هــذه املنطقــة‬
‫جميــع أنحــاء اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬بمــا فيهــا العــا‪ ،‬وذلــك‬ ‫للســكن والعيــش طــوال العــر احلجــري القديــم األســفل حيث أن‬
‫بفضــل العديــد مــن املســوحات األثريــة‪ .‬ويف الســنوات األخــرة‪،‬‬ ‫مــن املؤكــد أنهــا وفــرت مــوارد اقتصاديــة ومائيــة متنوعــة باإلضافــة‬
‫اســتطاع علمــاء اآلثــار دراســة تلــك املواقــع بــيء مــن التفصيــل‬ ‫اىل توفــر املــادة اخلــام لصناعــة ادواتــه احلجريــة‪.‬‬
‫يف ســياقها املــكاين والزمــاين وكذلــك دراســة الطبقــات األثريــة‬ ‫هــذه النظــرة العامــة تشــر إىل أن العــا لديهــا الكثــر لتقدمــه فيمــا‬

‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬
‫واحة ألفية‬

‫وبالتــايل تحديــد تطــورات مكانيــة وزمانيــة ملواقــع بعينهــا خــال‬


‫تلــك الفــرة‪ .‬وقــد أرخــت أغلبيــة هــذه التجمعــات للفــرة املمتــدة‬
‫مــن ‪ 125000‬إىل ‪ 55000‬ســنة مضــت باالعتمــاد عــى مجموعــة‬
‫مــن التواريــخ الكربونيــة والدراســات املقارنــة للمواقــع املعروفــة‬
‫باململكــة‪ .‬وتــم العثــور كذلــك عــى قليــل مــن املواقــع التــي تعــود‬
‫اىل فــرة العــر احلجــري القديــم األوســط بحــرة عويــرض والتــي‬
‫تحتــوي عــى أدوات حجريــة يمكــن مماثلتهــا باملــواد املوســتريية‬
‫مــن الطــراز االوريب وبــاد الشــام‪ .‬مــع ذلــك فهنــاك القليــل جــد ًا‬
‫مــن االدوات الليفالوازيــة يف املجموعــات التــي تــم الكشــف عنهــا‪.‬‬
‫وال يــزال تحليلنــا للمواقــع مســتمر ًا وســيلقي الضــوء عــى طابــع‬
‫العــر احلجــري القديــم األوســط يف املناطــق الداخليــة من شــمال‬
‫غــرب اجلزيــرة العربيــة‪ .‬كمــا أن الوقــت ال يــزال مبكــر ًا لتقديــم‬
‫تسلســل زمنــي واضــح للعصــور احلجريــة يف حــرة عويــرض ويف‬
‫العــا بوجــه عــام‪.‬‬

‫نحو العصر الحجري القديم األعلى‬


‫يعــد العــر احلجــري القديــم األعــى العــر الثالــث واألخــر مــن‬
‫تقســيم العــر احلجــري القديــم‪ .‬وعــى حســب بعــض التواريــخ‬
‫املســتخدمة يف نطــاق واســع فــإن عمــر هــذا العــر كان مــا بــن‬
‫‪ 40000‬و ‪ 10000‬ســنة مضــت‪ ،‬أو بالتزامــن تقريب ـ ًا للفــرة الســابقة‬
‫(أعاله)‬
‫نقوش صخرية تظهر صيادين‬ ‫أن تكــون أغلبيتهــا يف الســهول وعــى أطــراف الوديــان‪ .‬ومــع‬ ‫لظهــور الزراعــة‪ .‬كان التغــر األكــر يف خــال هــذه الفــرة هــو‬
‫مشاة عىل األقدام وجمال‬
‫الهيئة امللكية ملحافظة العال‪2018 ،‬‬
‫ذلــك يمكــن مالحظــة العديــد مــن املنشــآت واملواقــع األخــرى‬ ‫اســتخدام الشــفرات يف صناعــة األدوات احلجريــة املتنوعــة خاصــة‬
‫التــي يمكــن تأريخهــا‪ ،‬مبدئيــاً‪ ،‬اىل فــرات العــر احلجــري‬ ‫يف بــاد الشــام وأوروبــا وأفريقيــا‪ .‬مــع ذلــك فاملعلومــات األثريــة عــن‬
‫(الصفحة اليمنى)‬
‫مشهد طبيعي ملنطقة العال‬ ‫احلديــث والفــرات املبكــرة مــن عصــور املعــادن‪ ،‬وتمتــد تاريخيــا‬ ‫هــذه الفــرة يف العــا غائبــة تمامــا ولــم يتــم تســجيل أيــة مواقــع‬
‫هوج توماس‪2018 ،‬‬
‫حتــى فــرات حديثــة وتشــمل املذيــات واملنشــئات احلجريــة‬ ‫تعــود لهــذه الفــرة‪ .‬وقــد يثــر عــدم وجــود هــذه الصناعــات يف العــا‪،‬‬
‫قرب مذيل (ذو ذيل) مؤرخ من‬ ‫وركامــات املقابــر التــي تهــدم العديــد منهــا بســبب التأثــرات‬ ‫ويف اجلزيــرة العربيــة بشــكل عــام‪ ،‬الكثــر مــن التســاؤالت حــول‬
‫الفرتة ما بني ‪ 5000‬و ‪ 2000‬قبل امليالد‪،‬‬
‫العال أوبري راجيه‪2018 ،‬‬ ‫الطبيعيــة والبرشيــة‪ .‬واغلــب هــذه الركامــات لهــا ذيــول او مــا‬ ‫نــدرة االســتقرار البــري خــال تلــك الفــرة‪ .‬بــد ًال مــن ذلــك‪ ،‬فــإن‬
‫يمكــن تســميته باملذيــات والتــي امــا تكــون عــى هيئــة جــدار‬ ‫غيــاب هــذه الصناعــات يف اجلزيــرة العربيــة قــد يعــود جزئيــا إىل‬
‫ممتــد او كومــة مــن احلجــارة او مســاطب قصــرة مرتبطــة ببعضهــا‬ ‫ظــروف املحافظــة أو ربمــا هــو نتــاج نقــص البحــوث األثريــة‪.‬‬
‫البعــض او صفوفــ ًا مــن اكــوام احلــى املرصــوص غــر املتصــل‬
‫التــي تمتــد للعديــد مــن االمتــار‪ .‬كمــا يمكــن مالحظــة مجموعــة‬ ‫أطالل المنشآت الحجرية‪ ،‬والرسوم‬
‫مــن املنشــآت احلجريــة غــر املنتظمــة متصلــة ببعضهــا وبأحجــام‬ ‫الصخرية من عصر الهولوسين‬
‫مختلفــة وكذلــك الدوائــر احلجريــة والتــى توجــد عــادة يف‬ ‫ال ُيعــرف الكثــر عــن املســارات التطوريــة والثقافيــة يف عــر‬
‫شــكل دوائــر مــن احلجــارة الكبــرة املرتاكمــة قــد يصــل قطرهــا‬ ‫الهولوســن (حــوايل ‪ 10000‬ق‪.‬م) يف العــا‪ ،‬بمــا فيهــا املواقــع األثرية‬
‫يف بعــض األحيــان اىل أكــر مــن ‪ 10‬امتــار‪ .‬إضافــة لذلــك هنــاك‬ ‫التــى تنتمــي تاريخيــا للعــر احلجــري احلديــث (‪ 6000‬ق‪.‬م)‬
‫العديــد مــن مواقــع الرســوم الصخريــة بالعــا ولكنهــا قليلــة نســبي ًا‬ ‫وخــال عصــور املعــادن‪ .‬وتتميــز الفــرات املبكــرة والوســطى مــن‬
‫بحــرة عويــرض وكثــرا مــا تتداخــل مــع مواقــع تــم وصفهــا ســابقاً‪.‬‬ ‫الهولوســن عمومـ ًا بأنمــاط مــن االســتقرار واالنتشــار عــر اجلزيــرة‬
‫وجــدت معظــم الرســوم عــى ســفوح اجلبــال واســطح هضــاب‬ ‫العربيــة‪ ،‬فضــ ًا عــن التكيــف مــع البيئــات القاحلــة‪ .‬وهنــاك‬
‫احلجــر الرمــي او اجلالميــد الصغــرة احلجــم‪ .‬بعــض هــذه الرســوم‬ ‫بيانــات أكــر تفصيــ ًا حــول الســجالت األثريــة والبيئيــة مــن‬
‫يعــود اىل الفــرة الثموديــة وتمثــل االشــكال اآلدميــة واحليوانيــة‬ ‫عــر الهولوســن مقارنــة بمــا هــو متوفــر مــن عــر الباليستوســن‪.‬‬
‫ومــن أهــم النمــاذج احليوانيــة األبقــار‪ ،‬واملاعــز واجلمــال‪ ،‬والعقــارب‬ ‫بالرغــم مــن تزايــد املواقــع يف الفــرة املبكــرة والوســطى مــن عــر‬
‫والوعــول‪ .‬نشــر اىل ان اغلبيــة الرســوم الصخريــة ترتبــط بنقــوش‬ ‫الهولوســن الــيء الــذي يــدل عــى زيــادة ســكانية كبــرة تتصــل‬
‫ثموديــة او اخــرى متأخــرة‪.‬‬ ‫بشــكل خــاص مــع املرحلــة الرطبــة مــن الهولوســن‪ ،‬إال انــه لــم‬
‫يتــم تســجل مواقــع اســتيطانية بحــرة عويــرض‪ ،‬مــع احتمــال‬

‫‪35‬‬
‫القبور الركامية‬
‫في شمال‬
‫يمكــن التعــرف بســهولة عــى القبــور الركاميــة ‪ cairns‬يف املشــهد‬
‫الطبيعــي ألنهــا تتميــز بطابــع متباهــى‪ .‬وهــي غالبـ ًا مــا تقــع فــوق‬ ‫جزيرة العرب‬
‫نقــاط مرتفعــة مــن التضاريــس (قمــم الهضــاب‪ ،‬أو حــواف النجــود‪،‬‬
‫أو عــى طــول املنحــدرات الصخريــة)‪ ،‬وبذلــك فهــي تشــكل‬
‫باحث مشارك‪ ،‬بيت الشرق والمتوسط‬ ‫وائل أبو عزيزة‬
‫مقابــر تبــدو وكأنهــا وســيلة للتعبــر عــن املطالبــة املتزايــدة بــأرض‬
‫وبالتــايل الســيطرة عليهــا‪ ،‬بــل حتــى تملكهــا‪.‬‬

‫ممارسة جديدة في‬


‫قلب التغييرات الحديثة‬
‫تــؤرخ القبــور الركاميــة ‪ cairns‬واملنشــآت اجلنائزيــة‬
‫امليغاليتيــة تقليديــ ًا مــن األلفــن الرابــع والثالــث‪ .‬غــر أن‬ ‫خــال عصــور مــا قبــل التاريــخ احلديثــة (العــر احلجــري‬
‫أعمــا ًال حديثــة أجريــت يف املناطــق الصحراويــة يف جنــوب‬ ‫احلديــث‪ ،‬العــر احلجــري النحــايس‪ ،‬العــر الربونــزي القديــم)‪،‬‬
‫املــرق (بــاد الشــام)‪ ،‬أتاحــت إرجــاع تاريخهــا إىل العــر‬ ‫شــهدت املناطــق الصحراويــة يف الــرق األدىن وشــبه جزيــرة‬
‫احلجــري احلديــث‪ ،‬خــال األلــف الســادس قبــل امليــاد‪ .‬لعــل‬ ‫العــرب تطــور ًا الســتيطان بــدوي رعــوي كبــر‪ ،‬عــى هامــش‬
‫ظهــور حقــول القبــور الركاميــة ‪ - tumuli‬املقرتنــة غالبـ ًا باملعابــد‬ ‫العالــم املســتقر‪ .‬بمــوازاة آثــار املخيمــات والبنــى املرتبطــة‬
‫املفتوحــة أو غريهــا مــن املنشــآت امليغاليتيــة مثــل األحجــار‬ ‫برتبيــة املاشــية التــي يمارســها هــؤالء الســكان الرحــل‪ ،‬ظهــرت‬
‫املنصوبــة ‪ -‬يرتبــط إذ ًا ارتباطــ ًا وثيقــ ًا زمنيــ ًا (كرونولوجيــاً)‬ ‫منشــآت جنائزيــة خاصــة يف هــذه املناطــق‪ .‬تعــد القبــور الركاميــة‬
‫ـاء عليــه‬
‫بتطــور تدجــن األغنــام واملاعــز والرعــي البــدوي‪ .‬وبنـ ً‬ ‫‪( Tumuli‬أكــوام مــن احلجــارة و‪/‬أو الــراب تغطــي قــراً‪ ،‬وتســمى‬ ‫(الصفحة اليرسى)‬

‫تتبلــور هــذه املمارســات اجلنائزيــة اجلديــدة يف ســياق تغــرات‬ ‫أيض ـ ًا «‪ )»cairns‬التــي تجتمــع غالب ـ ًا يف مقــرة تمتــد عــى ٍ‬
‫أراض‬ ‫مدفن برجي دائري‬
‫منقب يف احلِ ْجر‬
‫عميقــة يف اســراتيجيات القــوت وســبل العيــش ويف التنظيــم‬ ‫شاســعة‪ ،‬تعــد ‪ -‬بالنســبة للمجــال اجلنائــزي ‪ -‬شــواهد عــى هــذا‬ ‫وائل أبو عزيزة‪2008 ،‬‬

‫االقتصــادي واالجتماعي‪-‬الســيايس لالســتيطان البــري‪ .‬مــن‬ ‫الوجــود البــري يف املناطــق الصحراويــة‪ .‬تجمــع هذه اإلنشــاءات‬ ‫منظر جوي للمدفن الربجي‬
‫قبل وبعد إزالة حجارة الطوق‬
‫املرجــح أن تكــون هــذه املقابــر قــد شــكلت نقــاط اســتقرار‬ ‫مجموعــة كبــرة ومتنوعــة مــن األشــكال املعماريــة‪ .‬وغالبــ ًا مــا‬ ‫اخلارجي الساقطة‪ ،‬احلِ ْجر‬
‫للمجموعــات البدويــة‪ ،‬وأنهــا تشــهد عــى شــكل مــن أشــكال‬ ‫يصعــب التعــرف عــى هويتهــا انطالقــ ًا مــن الفحــص البســيط‬ ‫وائل أبو عزيزة‪2008 ،‬‬

‫هيكلــة احليــز املــكاين يف ســياق اســراتيجيات انتجــاع جديــدة‬ ‫آلثارهــا الظاهــرة‪ ،‬وذلــك بســبب انهيــار البنــى عــى مــدى آالف‬ ‫(أدناه)‬
‫قربان رجميان ‪ cairns‬مؤرخان‬
‫كان قــد بــدأ تطبيقهــا‪ .‬لذلــك ليــس مــن املســتغرب أن نجــد‬ ‫الســنني والتدهــور الناجــم عــن إعــادة اســتخدامها والنهــب الــذي‬ ‫من الفرتة الواقعة بني ‪ 5000‬و‬
‫‪ 2000‬قبل امليالد‪ ،‬العال‬
‫هــذه البنــى بأعــداد كبــرة حــول واحــة قديمــة كمدائــن‬ ‫كانــت هدف ـ ًا لــه منــذ العصــور القديمــة‪.‬‬ ‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2018 ،‬‬
‫صالــح ِ‬
‫(احل ْجــر)‪.‬‬
‫كشــفت املســوحات التــي أجريــت عــى موقــع مدائــن صالــح‬
‫بــن عامــي ‪ 2002‬و ‪ 2005‬عــن وجــود عــدة مئــات مــن القبــور‬
‫الركاميــة ‪ .tumuli‬عــى عكــس املدافــن الصخريــة النبطيــة‪،‬‬
‫التــي تشــغل قاعــدة أنــوف اجلبــال الصخريــة‪ ،‬تشــغل هــذه‬
‫القبــور قمــم التضاريــس‪ ،‬وتوجــد بأعــداد كبــرة يف كتــل‬
‫احلجــر الرمــي جلبــل اخلريمــات‪ ،‬جنــوب غــريب املوقــع‪ .‬بــدأ‬
‫برنامــج دراســة القبــور الركاميــة ‪ cairns‬يف عــام ‪ 2008‬لتحديــد‬
‫طبيعــة هــذه البنــى ووظيفتهــا وتاريخهــا‪ ،‬وهــي نقطــة حساســة‬
‫عــى نحــو خــاص ألن فــرة اســتخدامها ظلــت مجهولــة كليــاً‪.‬‬

‫مشكلة جمالية واضحة‬


‫خضــع مئتــان وســتة وســبعون قــر ًا ركاميــ ًا ‪ cairns‬لدراســة‬
‫متعمقــة أتاحــت تســليط الضــوء عــى تنــوع كبــر يف أنــواع‬
‫البقايــا املوجــودة‪ ،‬ومــن بينهــا‪ ،‬تمثــل القبــور الربجيــة شــك ًال‬
‫متكــرر ًا مميــز ًا جــداً‪ .‬كشــفت احلفريــة التــي أجريــت يف عــام‬

‫‪36‬‬
‫واحة ألفية‬

‫منظر عام للمدفن الربجي املرتبط‬ ‫التقاليــد وأنمــاط تشــييد هــذه البنــى اجلنائزيــة عــى مــر الزمــن‪،‬‬ ‫‪ 2008‬عــى مثــال عــن هــذا النمــط مــن البنــاء‪ ،‬تحــت كومــة‬
‫بجدران ذات تجاويف صندوقية‬
‫ِ‬
‫الشكل يف نهاية عملية التنقيب‪ ،‬احل ْجر‬ ‫كمــا تكــون اخلصوصيــات اإلقليميــة مســؤولة أيضــ ًا عــن ذلــك‪.‬‬ ‫ظاهــرة مــن األحجــار الغــر منتظمــة‪ ،‬كشــفت عــن مجموعــة‬
‫وائل أبو عزيزة‪2014 ،‬‬
‫وأكــد وجــود قبــور برجيــة يف تيمــاء أيض ـاً‪ ،‬عــى مبعــدة حــوايل‬ ‫متقنــة بصــورة خاصــة تضــم قــر ًا ذا شــكل ممــدود‪ ،‬تمــت تهيئتــه‬
‫مئــة كيلومــر إىل الشــمال الرشقــي‪ ،‬لكنهــا تمتلــك خصوصيــة‬ ‫يف وســط بــرج دائــري مبنــي باحلجــارة اجلافــة (دون مونــة)‪،‬‬
‫االحتــواء يف وســطها عــى قبــور بشــكل صلبــان‪ .‬لــم يتــم التعــرف‬ ‫ويحيــط بــه طــوق حلقــي خارجــي‪ .‬يف الوقــت الــذي بنــي فيــه‬
‫عــى هــذا النمــط حتــى اآلن يف موقــع مدائــن صالــح‪ ،‬ويمكنــه‬ ‫الــرج املركــزي بحجــارة رمليــة قاســية ذات لــون وردي ضــارب‬
‫أن يعكــس هــو أيضـ ًا شــك ًال مــن أشــكال اإلقليميــة يف طــرق بنــاء‬ ‫إىل البنفســجي‪ ،‬بنــي الطــوق احللقــي اخلارجــي بحجــارة رمليــة‬
‫هــذه األوابــد‪ .‬ولعــل هــذه التنوعــات اإلقليميــة قــد تطــورت يف‬ ‫بيضــاء اللــون‪ .‬يشــهد هــذا االختيــار املتقــن ملــادة البنــاء اخلــام‬
‫إطــار تقليــد جنائــزي ميغاليتــي أعــم نشــأ خــال عــر مــا قبــل‬ ‫عــى اهتمــام البنائــن بالناحيــة اجلماليــة‪ .‬ولألســف لــم تســمح‬
‫التاريــخ احلديــث‪.‬‬ ‫احلفريــات بتأريــخ البنــاء األصــي لهــذا القــر‪ ،‬ولكنهــا أظهــرت‬
‫أنــه نهــب وأعيــد اســتخدامه عــدة مــرات بــن القــرن األول‬
‫أنواع مختلفة من البناء‬ ‫قبــل امليــاد والقــرن الثالــث امليــادي‪ ،‬وهــي الفــرة التــي تطــور‬
‫ظهــر نــوع آخــر مــن املنشــآت يف قطــاع العال خــال األبحــاث التي‬ ‫ـاء عــى ذلــك‪ ،‬أعيــد بــا شــك‬ ‫خاللهــا موقــع مدائــن صالــح‪ .‬وبنـ ً‬
‫أجريــت عــى موقــع مدائــن صالــح‪ ،‬ويتميــز عــن األنــواع األخــرى‬ ‫اســتخدام القبــور الركاميــة ‪ ،cairns‬بعضهــا عــى األقــل‪ ،‬خــال‬
‫بطابعــه غــر العــادي‪ .‬يتعلــق األمــر ببنــى تتكــون مــن جــدران‬ ‫الفــرة النبطيــة كقبــور عاديــة (يف مقابــل املدافــن الضخمــة ذات‬
‫تحتــوي كل منهــا عــى مقصورتــن أو ثــاث مقصــورات مســتطيلة‬ ‫الواجهــات املخصصــة للنخــب)‪.‬‬
‫الشــكل مصطفــة عــى خــط مســتقيم‪ .‬تربــط عــى نحــو منهجــي‬ ‫وقــد أمكــن مالحظــة تنوعــات مختلفــة للقبــور الربجيــة‪ ،‬فهــي‬
‫بالقبــور الربجيــة الدائريــة‪ ،‬مــا يوحــي بوجــود صلــة تاريخيــة‬ ‫حينــ ًا تكــون رباعيــة الشــكل‪ ،‬وحينــ ًا دائريــة‪ ،‬وتملــك طوقــ ًا‬
‫(كرونولوجيــة) ووظيفيــة بــن هذيــن النوعــن مــن البنــى‪ .‬وترتبط‬ ‫حلقيــ ًا خارجيــ ًا أو مــا تملكــه‪ .‬مــا يــزال مــن الصعــب تفســر‬
‫بهــا ثقافــة ماديــة محــددة (ال ســيما األواين الفخاريــة)‪ ،‬والتــي ال‬ ‫وجــود هــذه التنوعــات‪ ،‬فلعلهــا تعكــس االختالفــات االجتماعيــة‬
‫نجدهــا يف أي مــكان آخــر يف موقــع مدائــن ‪ ‬صالــح‪.‬‬ ‫ضمــن املجموعــات البرشيــة املعنيــة‪ ،‬أو كذلــك التغــرات يف‬
‫نقــب أحــد هــذه املجمعــات يف عــام ‪ ،2014‬ويشــتمل عــى قــر‬
‫برجــي يرتبــط بــه قســمني مــن جداريــن مصفوفــن عــى نســق‬
‫واحــد‪ ،‬ويبلــغ طولهمــا حــوايل ‪ 10‬أمتــار‪ ،‬ومحفوظــن بارتفــاع‬
‫أقصــاه ‪ 60‬ســم‪ ،‬وتضــم كل منهمــا ثــاث مقصــورات مســتطيلة‬
‫داخليــة مصطفــة عــى نســق واحــد‪ .‬عــى الرغــم مــن نهــب‬
‫هــذه املقصــورات بالكامــل‪ ،‬تؤكــد كــر العظــام البرشيــة التــي‬
‫جمعــت مــن محتواهــا وظيفتهــا عــى اجلنائزيــة‪ .‬عــر يف واحــدة‬
‫منهــا عــى بقايــا ســاعد ويــد نجــت مــن النهــب يف مكانهــا‬
‫األصــي‪ ،‬مصحوبــة بســوار مصنــوع مــن أكــر مــن اثنتــن وثمانــن‬
‫حبــة صــدف‪ .‬وألول مــرة‪ ،‬أتاحــت عمليــة تأريــخ هــذه العظــام‬
‫بواســطة الكربــون املشــع تأريــخ هــذا النــوع مــن املنشــآت مــن‬
‫حــوايل عــام ‪ 2000‬قبــل امليــاد‪.‬‬
‫أجريــت مقارنــات ألوجــه شــبه مثــرة لالهتمــام بــن هــذا املجمــع‬
‫وحقــل القبــور الركاميــة ‪ tumuli‬يف رجــم سعســع‪ ،‬بالقــرب مــن‬
‫موقــع تيمــاء‪ ،‬حيــث تــم تحديــد هويــة بنــى مماثلــة‪ .‬تكشــف‬
‫هــذه املقارنــات ‪ -‬الصاحلــة لــكل مــن الثقافــة املاديــة وطريقــة بنــاء‬
‫القبــور ‪ -‬عــن وجــود تقليــد جنائــزي غــر معــروف حتــى اآلن‬
‫يف هــذه املنطقــة الواقعــة يف شــمال غــرب جزيــرة العــرب‪ ،‬ويعــود‬
‫قطع من احليل مصنوعة‬
‫تاريخهــا إىل نهايــة األلــف الثالــث قبــل امليــاد‪ .‬ســتتيح األبحــاث‬ ‫مخطط لعملية رفع املدفن‬
‫من أصداف بحرية عرث عليها‬ ‫املســتقبلية توضيــح الســياق التاريخي‪-‬احلضــاري لهــذا االســتيطان‬ ‫الربجي املرتبط بجدران ذات‬
‫خالل التنقيب‪ ،‬احلِ ْجر‬ ‫تجاويف صندوقية الشكل‪،‬‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‬ ‫الــذي يعــود إىل فجــر التاريــخ‪ ،‬باإلضافــة إىل امتــداده اجلغــرايف‪.‬‬ ‫احلِ ْ‬
‫جر وائل أبو عزيزة‪2014 ،‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬
‫الممارسات‬
‫واحة ألفية‬

‫جر‬ ‫الجنائزية في ال ِ‬
‫ح ْ‬
‫الصخريــة املحيطــة باملدينــة‪ .‬ويف املقابــل‪ ،‬وعــى قمــم نفــس‬
‫الكتــل‪ ،‬خصصــت حفــر مســتطيلة بســيطة محفــورة يف احلجــر‬ ‫خالل الفترة النبطية‬
‫الرمــي لقبــور أكــر تواضعـاً‪ ،‬أحصــت البعثــة األثريــة الســعودية‪-‬‬
‫الفرنســية حــوايل ‪ 1500‬منهــا‪.‬‬
‫باحثة مشاركة‪ ،‬وحدة البحث المشتركة ‪،8167‬‬ ‫ناتالي دولوبيتال‬
‫الشرق والمتوسط‬
‫قواعد صارمة للدخول إلى المقابر‬
‫إيزابيل ساشيه عالمة آثار أنثروبولوجية‪ ،‬وحدة البحث المشتركة ‪،7041‬‬
‫نحتــت املدافــن العائليــة بــن مطلــع القــرن األول امليــادي وعــام‬ ‫علم آثار وعلوم العصور القديمة‬
‫‪ 75‬ميــادي‪ ،‬وذلــك وفقـ ًا للتواريــخ املذكــورة يف النقــوش النبطيــة‬
‫املحفــورة عــى واجهاتهــا‪ .‬وتعــود ملكيتهــا إىل وجهــاء وأعيــان‪ ،‬ال‬
‫ســيما قضــاة يشــغلون وظائــف عســكرية وإداريــة (قائــد عســكري‬
‫(اســراتيجوس)‪ ،‬حاكــم مدينــة‪ ،‬أو قائــد ألــف (مجموعــة مكونــة‬ ‫تعــد املدافــن العائليــة للنخــب النبطيــة يف مدينــة ِ‬
‫احل ْجــر‬
‫مــن ألــف رجــل))‪ ،‬كمــا كان يف عــداد املالكــن طبيــب أيضــاً‪.‬‬ ‫القديمــة (مدائــن صالــح) مــن أبــرز البقايــا األثريــة امللفتــة‬
‫بيــد أن مقابــر اخلمســة شــهدت نشــاط ًا يمتــد لفــرة أطــول مــن‬ ‫للنظــر يف شــمال جزيــرة العــرب‪ ،‬وذلــك بســبب حالــة حفظهــا‬
‫هــذه الســنوات اخلمســة والســبعني‪ .‬نحتــت الواجهــات النبطيــة‬ ‫املمتــازة‪ .‬لــم تتعــرض الواجهــات املنحوتــة يف الصخــر للحــت‬
‫يف واقــع األمــر عــى ســفوح بعــض الكتــل الصخريــة بالتعــدي‬ ‫بمــرور الزمــن‪ ،‬عــى غــرار املدافــن األرســتقراطية العظيمــة يف‬
‫اجلــزيئ عــى مقابــر صخريــة أقــدم عهــداً‪ .‬تظهــر العديــد مــن‬ ‫العاصمــة النبطيــة البــراء يف األردن‪ .‬يف البــراء كمــا يف ِ‬
‫احل ْجــر‪،‬‬
‫احلجــرات آثــار حفــر إضــايف (بعــد احلفــر األصــي) وتوســيع‬ ‫أظهــر األنبــاط هيبــة فئتهــم االجتماعيــة مــن خــال هــذه األوابــد‬
‫للمســاحات اجلنائزيــة‪ ،‬وتــرز احلجــرات األقــدم يف غالــب‬ ‫اجلنائزيــة‪ ،‬ويقلــد املنتمــون إىل مدينــة ِ‬
‫احل ْجــر اإلقليميــة أولئــك‬
‫األحيــان فتحــة بســيطة رباعيــة األضــاع محفــورة يف منتصــف‬ ‫املوجوديــن يف العاصمــة‪ .‬شــيدت مجمعــات جنائزيــة باذخــة‪،‬‬
‫اجلــدران‪ ،‬تســمح بالدخــول إىل حجــرة مســاحتها أقــل مــن عــرة‬ ‫حفــظ منهــا حــوايل املئــة‪ ،‬لعائــات بأكملهــا عــى ســفوح الكتــل‬

‫(الصفحة اليرسى)‬
‫واجهة املدفن ‪،IGN 117‬‬
‫احلِ ْ‬
‫جر ليىل نعمة‪2018 ،‬‬

‫(الصورة املقابلة)‬
‫كوى للدفن يف املدفن ‪،IGN 14‬‬
‫جر أوبري راجيه‪2018 ،‬‬ ‫احلِ ْ‬

‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬
‫واحة ألفية‬

‫نقل اجلثة إىل مدفن‪ ،‬احلِ ْجر‬ ‫تحضري جثة املتوىف أثناء‬
‫إليوت رامبو‪2018 ،‬‬ ‫وعقــب تهيئتهــا‪ ،‬كانــت اجلثــة تلــف بكفــن مــن النســيج مكــون‬ ‫لهــا مثيــل يف العالــم النبطــي‪ .‬رفعــت مــن املدافــن كميــات كبــرة‬ ‫املتخــذة مــن قبــل املالكــن يف هــذه الوثائــق اإلداريــة‪ ،‬بمــا فيهــا‬ ‫أمتــار مربعــة‪ .‬تشــبه هــذه القبــور مــن الناحيــة الشــكلية تلــك‬ ‫الطقس اجلنائزي النبطي‬
‫إليوت رامبو‪2018 ،‬‬
‫مــن ثــاث طبقــات عــى نحــو منتظــم‪ .‬كانــت طبقــة النســيج‬ ‫مــن كتــل ضاربــة إىل الســواد ذات مظهــر صمغــي (راتنجــي)‪،‬‬ ‫اإلشــارة إىل تحريــم تحريــك العظــام ونقلهــا مــن مكانهــا‪ ،‬عــى‬ ‫املوجــودة يف دادان القديمــة‪ ،‬الواقعــة عــى مبعــدة خمســة عــر‬
‫املالمســة للجســم هــي األرق واألنعــم دائمـاً‪ .‬يف األمثلــة املوجــودة‬ ‫يبلــغ ســمكها عــدة ســنتيمرتات أحيان ـاً‪ ،‬كانــت موجــودة عــى‬ ‫العنايــة التــي كان يوليهــا األنبــاط لقبورهــم‪ ،‬واحلفــاظ عليهــا يف‬ ‫كيلومــر ًا تقريب ـاً‪ ،‬لكــن املحــاوالت التــي بذلــت لتأريخهــا بدقــة‬
‫يف مكانهــا األصــي‪ ،‬كانــت هــذه الطبقــة األوىل مــن الصــوف‬ ‫العظــام وكذلــك عــى األنســجة واجللــود التــي كان يلــف بهــا‬ ‫موضعهــا األصــي‪ .‬كمــا تبــن التوضيحــات الــواردة يف النصــوص‬ ‫لــم تــؤت ثمارهــا‪ .‬إن أحــدث دليــل عــى اســتخدام مقابــر ِ‬
‫احل ْجــر‬
‫املصبــوغ باللــون األحمــر‪ ،‬بينمــا كانــت الطبقتــان التاليتــان‬ ‫املــوىت‪ .‬ووفق ـ ًا للتحاليــل التــي أجريــت بواســطة قيــاس طيــف‬ ‫أن عمليــات إعــادة رشاء املدافــن ومواضــع الدفــن لــم تكــن نــادرة‬ ‫هــو عبــارة عــن نقــش جنائــزي مــؤرخ مــن عــام ‪ 356‬ميــادي‪،‬‬
‫مــن الكتــان غــر املصبــوغ خشــن الصنعــة‪ .‬وبعــد ذلــك كانــت‬ ‫األشــعة تحــت احلمــراء باســتخدام تحويــل فورييــه (‪)IRTF‬‬ ‫دون شــك‪ .‬تشــغل املعامــات املتعلقــة باملجــال اجلنائــزي مكانــة‬ ‫ويذكــر «زعيم ـ ًا ِ‬
‫للح ْجــر»‪ .‬تثبــت األدلــة الكتابيــة واألثريــة إذ ًا‬
‫اجلثــة امللفوفــة بهــذه الطريقــة تحــاط بكفــن مــن اجللــد كان‬ ‫والكروماتوغرافيــا يف احلالــة الغازيــة مقرونــة بقيــاس طيــف‬ ‫ال يســتهان بهــا يف اقتصــاد املدينــة‪.‬‬ ‫إشــغا ًال ملقابــر ِ‬
‫احل ْجــر النبطيــة لعــدة قــرون‪ ،‬حتــى نهايــة الفــرة‬
‫يمكــن أن يزخــرف باألصــداف املخيطــة فوقــه‪ ،‬عــى ســبيل‬ ‫الكتلــة (‪ )CPG/SM‬يف مختــر الكيميــاء العضويــة احليويــة‬ ‫الرومانيــة عــى أقــل تقديــر‪ .‬هجــر املوقــع يف الفــرة اإلســامية‪،‬‬
‫املثــال‪ .‬كمــا عــر عــى عقــد مــن التمــر حــول عنــق املتــوىف‪،‬‬ ‫بكليــة العلــوم يف أفينيــون‪ ،‬فــإن األمــر يتعلــق ببقايــا عضويــة‬ ‫أجساد ملفوفة في ثالث‬ ‫ولــم تعــد املقابــر تســتخدم‪.‬‬
‫كشــاهد عــى ممارســات زراعيــة محليــة‪ .‬ويف نهايــة املطــاف‪،‬‬ ‫تتكــون مــن مزيــج مــن مــواد دهنيــة‪ ،‬صمــوغ تريرتبينيــة‪،‬‬ ‫طبقات من النسيج‬ ‫ويف داخــل املدافــن العائليــة‪ ،‬خصصــت مواضــع للمالــك وزوجتــه‬
‫اســتخدمت قطــع كبــرة مــن اجللــد ذات مقابــض إمســاك ‪-‬‬ ‫وصمــوغ نباتيــة‪ .‬اســتخدمت هكــذا مــواد يف مــر لطــاء جثــث‬ ‫إلضفــاء طابــع غــر قابــل للتبــدل عــى جثــث املــوىت وأرواحهــم‪،‬‬ ‫إذا كان املالــك رجــاً‪ ،‬وألوالده‪ ،‬وأحيانــ ًا ألشــقائه ولشــقيقاته‪.‬‬
‫تشــكل نوعــ ًا مــن أكفــان النقــل ‪ -‬لوضــع اجلثــة يف حفــرة‪ ،‬يف‬ ‫املــوىت مــن أجــل إبطــاء تفســخها‪ ،‬وحمايــة غــاف اجلســم‬ ‫أو عــى نفــس احليــاة املســمى نفــش ‪ ،nefesh‬نعــت األنبــاط‬ ‫كانــت قواعــد الولــوج إىل املدفــن صارمــة‪ ،‬ونُقشــت فــوق املدخــل‪،‬‬
‫تابــوت خشــبي أو مبــارشة عــى أرضيــة حجــرة الدفــن‪ .‬لــم توجه‬ ‫مــن الــزوال بتأثــر الكائنــات احليــة الدقيقــة والزمــن‪ .‬وبهــذا‬ ‫املدافــن باســم «بيــوت األبديــة»‪ ،‬وأخضعــوا اجلثــث ملعاجلــات‬ ‫مــع االحتفــاظ بنســخة مــن النــص يف أحــد معابــد املدينــة‪ .‬وكان‬
‫جثــث املتوفــن باتجــاه محــدد‪ ،‬بــل وضعــت تبعـ ًا لطوبوغرافيــا‬ ‫مــارس األنبــاط شــك ًال مــن التحنيــط حلمايــة األجســاد مــن‬ ‫خاصــة‪ .‬وفضــ ًا عــن ذلــك‪ ،‬أتاحــت األبحــاث احلديثــة التــي‬ ‫ينبغــي عــى أي شــخص يخالــف هــذه القواعــد دفــع غرامــة‬
‫املدفــن‪ ،‬وخاصـ ًـة حســب املــكان املتــاح داخــل حجــرة الدفــن‪.‬‬ ‫التحــوالت الطبيعيــة‪.‬‬ ‫أجريــت يف واحــة ِ‬
‫احل ْجــر إبــراز ممارســات جنائزيــة لــم يســبق‬ ‫للكاهــن أو للملــك حــدد مبلغهــا بدقــة‪ .‬تشــهد االحتياطــات‬

‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬
‫واحة ألفية‬

‫وهكــذا اكتشــف مــا يصــل إىل ثمانــن فــرد ًا يف حجــرة مســاحتها‬ ‫مجموعة من الفخاريات‪ ،‬منها‬
‫جرتان عىل شكل الكمرثى‪،‬‬
‫‪ 25‬مــر ًا مربع ـاً‪.‬‬ ‫موضوعة أمام املدفن ‪،IGN 116.1‬‬
‫احلِ ْجر‪ 70 - 50 ،‬ميالدي‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪،‬‬
‫تعامل مماثل للبالغين واألطفال‬ ‫‪50507_P02 ،50504_P03‬‬

‫أظهــرت الدراســة األنرثوبولوجيــة التــي أجريــت عــى العظــام‬


‫املكتشــفة يف العديــد مــن مدافــن مقابــر ِ‬
‫احل ْجــر أنــه لــم يجــر‬
‫أي اختيــار للســكان املدفونــن‪ .‬وعــى هــذا النحــو نحــي مــن‬
‫الرجــال قــدر عــدد النســاء مــن بــن األفــراد البالغــن‪ ،‬وكذلــك‬
‫أفــراد غــر بالغــن (أي بعمــر أقــل مــن عرشيــن عامـاً) أو متوفــن‬
‫خــال فــرة مــا حــول الــوالدة (بــن شــهر واحــد قبــل وشــهر‬
‫واحــد بعــد الــوالدة)‪ .‬هــذه اخلصوصيــة جديــرة باملالحظــة ألنــه‬
‫كان شــائع ًا يف العصــور القديمــة أال يدفــن الشــباب يف نفــس‬
‫املــكان أو بنفــس الطريقــة التــي يدفــن بهــا البالغــون‪ .‬وهكــذا‪،‬‬
‫وداخــل املدفــن الــذي اكتشــف فيــه ثمانــون فــرداً‪ ،‬كان هنــاك‬
‫واحــد وخمســون فــرد ًا بالغ ـ ًا موزعــن بالتســاوي مــا بــن رجــال‬
‫ونســاء‪ ،‬وتســعة وعــرون فــرد ًا غــر بالــغ‪ .‬ومــن ناحيــة أخــرى‪،‬‬
‫أتاحــت دراســة االختالفــات الترشيحيــة غــر املرضيــة تأكيــد أن‬
‫اجلثــث املدفونــة يف املدافــن تنتمــي إىل نفــس األرس‪ ،‬ممــا يؤكــد‬
‫شــهادة النقــوش اجلنائزيــة‪.‬‬
‫عــى الرغــم مــن اللعنــة القرآنيــة التــي أثــرت عــى املدينــة‬
‫القديمــة‪ ،‬غالب ـ ًا مــا كانــت املدافــن تــزار منــذ العصــور القديمــة‪.‬‬
‫صمــد القليــل مــن القطــع األثريــة أمــام مــرور الزمــن والناهبــن‪.‬‬
‫تعتــر بعــض األواين واجلــرار الفخاريــة التــي عــر عليهــا عنــد‬
‫مدخــل احلجــرات اجلنائزيــة البقايــا األخــرة مــن تقدمــات‬ ‫سيور مضفورة تستخدم يف النقل‪،‬‬
‫املدفن ‪ ،IGN 88‬احلِ ْجر‪ ،‬الفرتة‬
‫الطعــام‪ ،‬الصلبــة أو الســائلة‪ ،‬املقدمــة للمتوفــن‪ .‬تشــر الكــر‬ ‫النبطية متحف العال لآلثار والرتاث‬
‫الفخاريــة العديــدة‪ ،‬واللقــى اخلشــبية‪ ،‬أو العظميــة‪ ،‬أو احلجريــة‬ ‫الشعبي‪50420_L06 ،‬‬

‫أو الزجاجيــة‪ ،‬واألنســجة التــي عــر عليهــا يف احلفــر ويف التــال‬


‫الرمليــة والرتابيــة املتناثــرة عــى املنافــذ املوصلــة إىل املقابــر‪ ،‬تشــر‬
‫جميعهــا إىل وجــود كميــة كبــرة مــن املتــاع‪ ،‬املســتورد يف غالــب‬
‫األحيــان‪ ،‬داخــل املدافــن األغنــى تأثيث ـاً‪ .‬غــر أن القبــور التــي‬
‫أمكــن تنقيبهــا كشــفت أن آخــر آثــار االســتيطان داخــل املدافــن‬
‫قناع جنازي‪ ،‬املدفن ‪،IGN 117‬‬
‫احلِ ْجر‪ ،‬الفرتة النبطية متحف العال‬ ‫كانــت متواضعــة وقدمــت القليــل مــن القطــع األثريــة‪ .‬عندمــا‬
‫لآلثار والرتاث الشعبي‪50421_L27 ،‬‬
‫بــدأ نشــاط املدينــة باالنحطــاط‪ ،‬كان غنــى التجــارة النبطيــة‬
‫باتجــاه عالــم البحــر األبيــض املتوســط قــد أصبــح ذكــرى بعيــدة‪،‬‬
‫وتشــهد ضآلــة آخــر القبــور يف املدافــن العائليــة عــى عــدم وجــود‬
‫اتصــاالت دوريــة بــن واحــة العــا والبلــدان األبعــد‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬
‫واحة ألفية‬

‫الفنون الصخرية في منطقة العال‬


‫أستاذ مشارك‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬الرياض‬ ‫د‪ .‬حميد المزروع‬

‫مميــز خــال‬
‫وحليــان»‪ ،‬و«األنبــاط»‪ ،‬كمــا احتفظــت هــذه املنطقــة بحضــور ّ‬ ‫لقــد أثبتــت الدراســات األثريــة أن منطقــة العــا قــد شــهدت اســتيطانًا‬
‫فــرة صــدر اإلســام والفــرات الالحقــة‪ .‬ولهــذا التنـ ّـوع يف آثارهــا وفنونهــا‪،‬‬ ‫مب ّكــر ًا يف بعــض األوديــة‪ ،‬مثــل‪ :‬وادي «العــا»‪ ،‬ووادي «عكمــة»‪ ،‬ووادي‬
‫والســيما ممالكهــا ودولهــا‪ُ ،‬ص ِّن َفــت ضمــن مناطــق الــراث العاملــي العمــراين‪،‬‬ ‫وفقــا لألدلــة األثريــة احلاليــة‪ ،‬التــي‬
‫«القــرى»‪ ،‬املشــهور برســومه الفنيــة‪ً ،‬‬
‫يميــز تلك‬
‫وخاصــة أن عمــارة املقابــر املنحوتــة يف الصخــر تعـ ّـد مــن أبــرز مــا ّ‬
‫ّ‬ ‫تمثلــت يف كثافــة الرســوم الصخريــة‪ ،‬التــي تؤكــد تفاعــل اإلنســان مــع بيئته‬
‫احلضــارة‪ ،‬إذ ُعــر فيهــا عــى كتابــات عربيــة ذات طابــع دينــي‪.‬‬ ‫املحيطــة بــه‪ .‬كمــا شــهدت املنطقــة نشــاطًا جمــع اإلنســان فيــه ما بــن حياة‬
‫تعريــف الفنــون الصخريــة‪ )Rock Art( :‬يشــر مصطلــح الرســوم الصخريــة‬ ‫تعتمــد عــى حرفــة الصيــد واحليــاة الزراعيــة والرعويــة‪ ،‬ولعلــه انتقــل مــا بني‬
‫إىل رســم األشــكال أو تصويرهــا عــى الصخــر‪ ،‬وهــي تم ّثــل يف الغالب أشـ ً‬
‫ـكال‬ ‫هــذه األوديــة بح ًثــا عــن أكرثهــا خصوبـ ًـة‪ .‬وتعتــر منطقــة «العــا» مــن أبــرز‬
‫ـكال رمزيـ ًـة‪ ،‬تنشــأ مــن خــال إزالة الطبقــة اخلارجية‬‫آدميــة وحيوانيــة‪ ،‬وأشـ ً‬ ‫حضاريــا منــذ فــرة مــا قبــل التاريــخ حتــى‬
‫ًّ‬ ‫عمقــا‬
‫املناطــق التــي شــهدت ً‬
‫مــن الصخــر‪ ،‬إمــا بعمــل خــدوش ســطحية بــأداة حــا ّدة‪ ،‬أو بواســطة النحت‪،‬‬ ‫برشيــا تم ّثــل يف‬
‫ـورا ًّ‬
‫العصــور التاريخيــة‪ ،‬فقــد أثبتــت األدلــة األثريــة حضـ ً‬
‫أو احلفر‪ ،‬أو القطـــع باإلزميل‪.‬‬ ‫عــدد مــن احلضــارات واملمالــك العربيــة‪ ،‬مثــل‪ :‬ممالــك «ثمــود»‪ ،‬و«دادان‬

‫‪2‬‬

‫‪ .1‬جمل وزوج من الثريان املتقابلة مع نقش‬


‫باللغة اليونانية‪« ’O THEOS :‬اإلله»‪،‬‬
‫تحت الثور األيرس‪ ،‬محفورة عىل إحدى كتل‬
‫جبل أثلب الصخرية‪ ،‬احلِ ْجر‪ ،‬القرن الثاين؟‬
‫ليىل نعمة‪2018 ،‬‬

‫‪ .2‬جرار منقوشة عىل منحدر غريب‬


‫فلوران إجال‪2018 ،‬‬ ‫جبل عكمة‪ ،‬العال‬

‫‪ .3‬طيور نعام وصيادون منقوشون عىل‬


‫منحدر غريب جبل عكمة‪ ،‬العال‬
‫فلوران إجال‪2018 ،‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬
‫واحة ألفية‬

‫الفنون الصخرية في منطقة العال‬

‫قريبــة مــن قمــم اجلبــال‪ ،‬يف حــن أن رســوم الواجهــات‬ ‫ً‬ ‫ذلــك أن تلــك الرســوم تظهــر‬ ‫ـوما صخريـ ًـة تعــود إىل فــرات تاريخيــة مختلفــة‪،‬‬ ‫وتضــم منطقــة «العــا» رسـ ً‬
‫تجرهــا‬
‫ـاس مســلحون بســيوف قصــرة‪ ،‬وعربــات ّ‬ ‫املنخفضــة قليـ ٌـل جـ ًّـدا‪ ،‬كمــا ُيلحــظ أنـ ٌ‬ ‫تطور أســاليب‬ ‫ـدرا جيـ ًـدا لتتبع ّ‬ ‫وتشـ ّكل ظاهــرة الرســوم الصخريــة تلك مصـ ً‬
‫ويعتــر ذلــك أمــر نــادر احلــدوث‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ـد‪،‬‬
‫ـ‬ ‫التجري‬ ‫مصوريــن بطريقــة أقــرب إىل‬ ‫أحصنــة‪ّ ،‬‬ ‫قديمــا‪ ،‬كمــا أن تحليل الرمــوز واملفــردات يف الرســوم الصخرية يعطي‬ ‫احليــاة ً‬
‫وتصـ ِّـور حصيلــة أخــرى مــن الرســوم الصخريــة اجلمـ َـل من ّفـ ًـذا بأســاليب مختلفــة‪ ،‬مرتبطــة‬ ‫تصـ ّـو ًرا وداللـ ًـة عن إنســان تلك احلقبـــة الزمنيـــة‪ ،‬وطقوســه‪ ،‬وأســاليب حياته‬
‫بنقــوش كتابيــة تشــر إىل أســماء ُمـ ّـاك اإلبــل وإىل وســومها‪ ،‬منها مــا نُ ّفذ بأحجــام طبيعية‬ ‫مــن خــال تحويــل الرمــوز واألشــكال املجـ ّـردة وإخراجهــا ضمــن ســياقها‬
‫عــى واجهــات الصخــور الكبــرة‪ ،‬وأخــرى تظهــر بأحجــام صغــرة‪ ،‬وتــأيت رســوم اإلبــل عاد ًة‬ ‫الــداليل والتاريخــي‪.‬‬
‫بيئية يف‬
‫الت ً‬ ‫ـاك تحــو ٍ‬ ‫منفــرد ًة‪ ،‬وأحيانًــا ضمــن مجموعــات يف هيئــة قافلــة‪ .‬ونعتقــد بأن هنـ َ‬ ‫ويف «العــا» ومــا حولهــا كثــر مــن الرســوم الصخريــة التــي ترت ّكــز يف بعــض‬
‫ّ‬
‫التصحــر واجلفــاف‪ ،‬وربمــا جــراء‬ ‫ّ‬ ‫املنطقــة‪ ،‬حيــث تنتــر رســوم اجلمــال يف فــرة ســاد فيهــا‬ ‫املواقــع القريبــة مــن املناطــق الســكنية‪ ،‬أو محطــات القوافــل‪ ،‬أو عىل ضفاف‬
‫التغـ ّـر الثقــايف واملعيــي لإلنســان هنــاك‪ .‬وتعـ ّـد العنــارص الزخرفيــة إحــدى موضوعــات‬ ‫مهمــا للكشــف عــن أنمــاط‬ ‫مصــدرا ًّ‬
‫ً‬ ‫الوديــان واملجــاري املائيــة‪ ،‬وتعتــر‬
‫غالبا مــا يكــون لها صلــة بحياة‬ ‫تلــك النقــوش‪ ،‬ويبــدو أنهــا مــن وســائل التعبــر عــن أشــياء ً‬ ‫قديمــا مــن حيــث‬ ‫املجتمعــات البرشيــة التــي كانــت تســتوطن املنطقــة ً‬
‫ـتمد تلــك العنــارص الزخرفيــة مــن‬ ‫األنشــطة احلياتيــة والفكريــة‪ ،‬حيــث تســجل احتفـ ٍ‬
‫اإلنســان كجــزء مــن معتقداتــه وأفــكاره‪ ،‬وال بــد أنــه اسـ ّ‬ ‫ـحرية‪،‬‬ ‫ـاالت دينيـ ًـة وسـ ً‬ ‫ّ‬
‫ـاكن‪ .‬وأصبحــت‬ ‫ٍ‬
‫مخيمــات أو مسـ َ‬ ‫البيئــة‪ ،‬حيــث توجــد عنــارص معزولــة ربمــا تشــر إىل ّ‬ ‫كشــف مــن خاللهــا عــن العالقــات النفعيــة بــن‬ ‫دينيــة‪ ،‬كمــا ُي َ‬ ‫ً‬ ‫وطقوســا‬
‫ً‬
‫مرئيــا ملعتقــدات ســكان‬ ‫رســوم األشــكال البرشيــة واحليوانيــة عــى تلــك الصخــور تـ ً ًّ‬
‫ا‬‫ـذكار‬ ‫ـاري وثــراء بيئــة املنطقــة فقد‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫احلض‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫وبن‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫البرشي‬ ‫ـات‬‫املجتمعـ‬
‫ـن الرســم عــى‬ ‫تكيفهــم مــع بيئتهــم‪ .‬ويبقــى فـ ّ‬ ‫شــمال املنطقــة وممارســاتهم خــال فــرة ّ‬ ‫ـاليب متعـ ّـددة‬
‫مميــزة مــن الرســوم الصخريــة‪ ،‬تم ّثــل أسـ َ‬ ‫ُكشــف عــن نمــاذج ّ‬
‫خصبــا ينقصه البحث‪ ،‬والســيما التسلســل الزمني لهذه الرســوم‬ ‫ـال ً‬ ‫الصخــور يف «العــا» مجـ ً‬ ‫وموضوعــات ُعــر عليهــا يف مواقــع متباينــة مــن منطقــة «العــا» وضواحيهــا‪.‬‬
‫ـر خصوصيـ ًـة تر ّكــز عىل هويــة هذا‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫عــى مســتوى املنطقــة عمومــا‪ .‬وربمــا إجــراء دراسـ ٍ‬
‫ـة‬ ‫وعــى الرغــم مــن الصعوبــات التــي تواجــه الباحثــن حيال هــذه الرســوم من‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫الفــن وتحديــد خصائصه‪.‬‬ ‫حيــث انتماؤهــا إىل اخلــطّ الزمنــي‪ ،‬إال أن تعـ ّـدد تقنياتهــا واختالف أســاليبها‬
‫مختلفــة‪،‬‬
‫ً‬ ‫زمنيــة‬
‫ً‬ ‫مراحــل‬
‫َ‬ ‫وطبيعــة موضوعاتهــا قــد تشــر إىل انتمائهــا إىل‬
‫‪ .4‬جمل منقوش يف الصخر‪ ،‬العال حميد املزروع‬
‫ـن الرســوم الصخريــة يف املنطقــة‪ ،‬وكذلــك تعـ ّـر عــن شــغف‬ ‫تجســد تطـ ّـور فـ ّ‬‫ّ‬
‫‪ .5‬شخوص برشية منقوشة عىل شكل خطوط‬ ‫من ّفذيهــا والتعبــر عــن مشــاعرهم‪.‬‬
‫بسيطة يف الصخر‪ ،‬العال‬
‫فلوران إجال‪2018 ،‬‬
‫املكتشــفة يف منطقــة «العــا» إىل أن هنــاك‬ ‫وتشــر األعمــال الفنيــة َ‬
‫‪ .6‬ثريان ذات نوايص شعر وطيور نعام منقوشة‬
‫‪5‬‬
‫يف الصخر‪ ،‬العال فلوران إجال‪2018 ،‬‬ ‫مجموعــات برشيــة اســتخدمت أكــر مــن أســلوب (‪ )Styles‬يف إنتــاج‬
‫تنو ًعــا‪،‬‬ ‫أعمالهــا الفنيــة‪ .‬أمــا موضوعــات هــذه األعمــال فقــد جــاءت أكــر ّ‬
‫املهمــة يف ذلــك الزمــان‪ ،‬والتفاعــل مــع العنارص‬ ‫فاهتمــت بتوثيــق األحــداث ّ‬ ‫ّ‬
‫الوضع‬
‫َ‬ ‫ـت‬
‫ـ‬ ‫عكس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫كم‬ ‫ـا‪.‬‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫وانتف‬ ‫ـان‬‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـها‬‫ـ‬ ‫عايش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـرى‪،‬‬‫ـ‬ ‫األخ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫البيئي‬
‫والعقائــدي‪.‬‬
‫َّ‬ ‫والثقــايف‪،‬‬
‫َّ‬ ‫االقتصــادي‪،‬‬
‫وتنتــر الرســوم الصخريــة يف منطقــة «العــا»‪ ،‬وهــي رســوم نُ ِّفــذت بد ّقــة‬
‫متناهيــة عــى الواجهــات الصخريــة‪ ،‬بتقنيــة احلـ ّـز واحلفــر الغائــر‪ .‬ومــن أبرز‬
‫مؤخـ ًـرا يف وادي «القــرى» بجبــال رشعــان يف‬ ‫تلــك الرســوم مــا ُعــر عليــه ّ‬
‫ريــع «ددن» (انظــر اللوحــات‪ ،)10 - 1 :‬عــى واجهــات هضــاب ت ِط ُّل عــى وادٍ‬
‫ُ‬
‫يف منطقــة تكــر فيهــا الكثبــان الرملية املتحركــة‪ ،‬وتم ّثــل تلك الرســوم حيا ًة‬
‫كاملـ ًـة حلضــارة قديمــة خــال العصــور الســابقة للتاريــخ والعصــور التاريخية‪،‬‬
‫ٍ‬
‫احتفاالت‬ ‫وهــي صــور تجريدية لشــخوص آدميــة مفــردة أو متجــاورة تصـ ِّـور‬
‫ـزوات ألنــاس راجلــن‪ ،‬وتكــر يف هذه‬ ‫جماعيـ ًـة‪ ،‬أو مراســم دينيـ ًـة‪ ،‬ومشــاهد غـ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تعرضــت لالنقــراض‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫احليوان‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـواع‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫وأن‬ ‫ـد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الصي‬ ‫الرســوم ممارســات‬
‫منهــا‪ :‬الثــور الوحــي‪ ،‬وطائــر النعــام‪ ،‬وطائــر شــبيه بطائــر النعــام بجســد‬
‫تجســد‬ ‫ـر ّي‪ ،‬بينمــا ّ‬ ‫مربــع وقوائــم قصــرة‪ ،‬ربمــا يشــر إىل طائــر القطــاء الـ ّ‬
‫ـوما للماشــية‪ ،‬فيمــا تشــر رســوم إىل وجــود مراســم دينيــة‪،‬‬ ‫ـاذج أخــرى رسـ ً‬ ‫نمـ ُ‬
‫ـدل عــى تأديــة طقــوس عبــادة‪ ،‬وربمــا أ ّكــد‬ ‫ـرار كبــرة‪ ،‬قــد تـ ّ‬ ‫مثــل‪ :‬رســم جـ ٍ‬
‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬
‫واحة ألفية‬

‫المنشآت المائية‬
‫طالبة دكتوراه‪ ،‬جامعة باريس األولى بانتيون‪-‬سوربون‬ ‫سيلين ماركير‬

‫‪ .1‬بستان األمرية نورة الفقري‪ ،‬العال‬


‫أوبري راجيه‪2018 ،‬‬ ‫القنــوات‪ :‬نظــام خــاص بالمناطــق الجافــة أو‬ ‫ال يعــزى تطــور واحــة العــا يف العصــور القديمــة إىل موقعها االســراتيجي‬
‫‪ .2‬احلوض احلجري يف دادان (اخلريبة)‬ ‫شــبه الجافــة‪ .‬القنــوات عبــارة عــن ممــرات تحتأرضيــة مرصفــة‬ ‫عــى تقاطــع محــاور تجاريــة وحســب‪ ،‬ولكــن أيض ـ ًا إىل عيــون مائهــا‬
‫بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد‬
‫للميــاه‪ ،‬وتغرفهــا مــن املســتويات اجلوفيــة املوجــودة عموم ـ ًا عنــد ســفح‬ ‫العديــدة وتربتهــا اخلصبــة‪ ،‬والتــي أتاحــت تطويــر زراعــة مرويــة‪ .‬لــم‬
‫‪ .3‬األب رفائيل سافينياك (‪،)1951-1874‬‬ ‫نجــد أو جبــل‪ ،‬إلحضارهــا إىل الســطح بجاذبيــة بســيطة عــر منحــدر‬ ‫يكــن املــاء مخصص ـ ًا لالســتخدام الزراعــي واملنــزيل فقــط‪ ،‬بــل كان لــه‬
‫برئ يف وسط بساتني العال‪ 1909 ،‬القدس‪،‬‬
‫مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬ ‫محســوب برباعــة‪ .‬تــوزع امليــاه بعــد ذلــك يف احلقــول عــر أقنيــة‪.‬‬ ‫أيض ـ ًا دور هــام يف الطقــوس‪.‬‬
‫‪15603-Y0100‬‬

‫االســتخدام الطقســي‪ .‬وســط حــرم معبــد اخلريبــة‬


‫يف موقــع دادان القديــم‪ ،‬ينتصــب حــوض دائــري واســع مــن قطعــة‬
‫واحــدة مــن احلجــر الرمــي‪ ،‬مــؤرخ مــن الفــرة الواقعــة بــن القرنــن‬
‫األول واخلامــس قبــل امليــاد‪ .‬تبلــغ قياســات اخلــزان ‪ 3,75‬مــر يف‬
‫القطــر و ‪ 2,15‬مــر يف العمــق‪ ،‬ومجهــز بــدرج داخــي للوصــول إىل القــاع‪،‬‬
‫كانــت ســعته تصــل إىل ‪ 27000‬لــر مــن ميــاه األمطــار أو الفيضانــات‪.‬‬
‫يعــد هــذا احلــوض واحــد ًا مــن أوائــل اآلثــار التــي وصفهــا مستكشــفو‬
‫الواحــة‪ ،‬ويديــن بشــهرته إىل قصــة النبــي صالــح عليــه الســام‪ ،‬أحــد‬
‫‪2‬‬
‫األنبيــاء قبــل اإلســام‪ ،‬والــذي لربمــا كان يحلــب الناقــة املعجــزة يف‬
‫هــذا املــكان‪ ،‬ومــن هنــا جــاء االســم الــذي أعطــي لــه محلي ـاً‪ :‬محلــب‬
‫الناقــة‪ .1‬تعتــر أحــواض حجريــة صغــرة أخــرى منتــرة يف املوقــع‬
‫شــواهد عــى االغتســال الطقــي الــذي كان يمــارس‪ ،‬ربمــا تكريمــ ًا‬
‫لإللــه اللحيــاين الرئيــي ذي غيبــة‪.‬‬

‫الــري‪ ،‬قضيــة رئيســية‪ .‬وعــى مســافة أبعــد‪ ،‬جنــوب‬


‫غــريب دادان‪ ،‬عــى قمــة كتلــة صخريــة تعــرف باســم أم درج‪ ،‬حيــث‬
‫يقــع معبــد كبــر آخــر‪ ،‬تحــاذي بقايــا ثــاث مشــاكي مخصصــة إليــواء‬
‫تماثيــل آلهــة خزانــن دائريــن منحوتــن يف الصخــر ومكســوين‬
‫بالطــاء‪ .‬وهنــا أيض ـاً‪ ،‬كان املــاء يســتخدم بــا شــك يف ســياق دينــي‪.‬‬
‫يقــع هــذا النــوع مــن املعابــد الصخريــة يف جبــل أثلــب يف مدائــن‬
‫صالــح‪ ،‬ويجمــع هــذه املــرة بــن اخلــزان والقنــاة‪.‬‬

‫االســتخدام الزراعــي والمنزلــي كانــت‬


‫مســتوطنة مثــل اخلريبــة تســيطر عــى مناطــق داخليــة واســعة‪ ،‬كان‬
‫ينبغــي عليهــا توفــر االحتياجــات الغذائيــة للســكان وللقوافــل العابــرة‪.‬‬
‫وبنــاء عليــه كانــت الزراعــة مكثفــة‪ ،‬وكان ري األرايض يمثــل رهانــ ًا‬
‫ً‬
‫أساســياً‪ ،‬كمــا تشــهد عــى ذلــك املصطلحــات الكثــرة املتعلقــة بالزراعــة‬
‫واملســتخدمة يف النقــوش الكتابيــة الدادانيــة‪ .‬جلــأ ســكان العــا إىل‬
‫تقنيتــن رئيســيتني جلــر وتوزيــع امليــاه‪ ،‬وذلــك مــن أجــل تحقيــق‬
‫االســتخدام األمثــل للمــوارد املتاحــة‪ .‬ونظــر ًا لتعقيدهــا‪ ،‬فقــد تطلبــت‬
‫بالــرورة تدخــل ســلطة مركزيــة‪ ،‬أو عــى األقــل بلديــة‪.‬‬

‫‪   1‬هذا رأي الكاتب وال يعرب بالرضورة عن رأي معدي الكتاب‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬
‫واحة ألفية‬

‫المنشآت المائية‬

‫مــاء الــوادي ويرصفــه عــر مخــرج نحــو قنــاة عموديــة كانــت تــوزع‬ ‫تــم إحيــاء النقــاش حــول أصــل القنــوات يف اآلونــة األخــرة‪ ،‬لكــن ُيعتقــد‬
‫امليــاه إىل قطــع األرض الواقعــة إىل الغــرب مــن اجلــدار‪ .‬وعــر فيــه‬ ‫أن هــذا النظــام قــد وضــع يف إيــران أو ُعمــان منــذ أكــر مــن ألفــي عــام‪،‬‬
‫عــى مــوزع ‪ -‬وهــو منشــأة تقســم تدفــق القنــاة إىل مجــاري عديــدة‬ ‫وتــم توســيعه الحق ـ ًا ليشــمل مناطــق أخــرى مــن العالــم‪ ،‬مثــل املغــرب‬
‫‪ -‬ويتيــح فهــم كيفيــة تســيري امليــاه مــن هــذه القنــاة الرئيســة إىل‬ ‫العــريب وآســيا وأمريــكا اجلنوبيــة‪ .‬أثبــت وجــود القنــوات يف جزيــرة‬
‫القنــوات الثانويــة املغذيــة للحقــول‪ُ .‬تظهــر األبــراج املشــيدة عــى‬ ‫العــرب يف واحــات أخــرى مثــل اخلــرج ودومــة اجلنــدل‪.‬‬
‫الوجــه اخلارجــي للجــدار أنــه كانــت للســد أيضــ ًا وظيفــة دفاعيــة‬ ‫مكنــت شــبكة واســعة مــن القنــوات يف العــا مــن زراعــة رشيــط‬
‫ورقابيــة عــى العبــور بــن العــا وتيمــاء‪.‬‬ ‫طويــل مــن األرض‪ ،‬ذو اتجــاه شــمايل‪-‬جنويب‪ ،‬ويتبــع محــور الــوادي‬
‫الرئيــي‪ .‬ال يــزال التاريــخ الدقيــق إلنشــائها مجهــوالً‪ ،‬ولكــن مصــادر‬
‫عربيــة (ياقــوت‪ ،‬نحــو ‪ )1229-1179‬تشــر إىل أنهــا بنيــت قبــل ظهــور‬
‫اإلســام‪ .‬ولعلهــا تعــود إىل عهــد امللــك ســليمان وفق ـ ًا للروايــة املحليــة‪،‬‬
‫لكــن العلمــاء يتفقــون عــى نســبتها إىل الفــرة اللحيانيــة للموقــع (القــرن‬
‫اخلامــس ‪ -‬نهايــة القــرن الثاين‪/‬بدايــة القــرن األول قبــل امليــاد)‪،‬‬
‫مســتندين إىل مصــادر كتابيــة وتاريخيــة‪.‬‬
‫ســد خيــف الزهــرة عــى مبعــدة أقــل مــن كيلومــر‬
‫‪4‬‬

‫واحــد إىل الشــمال مــن اخلريبــة‪ ،‬بنــي ســد خيــف الزهــرة عــى وادي‬
‫املعتــدل‪ ،‬قبــل نقطــة التقــاء األخــر بــوادي العــا‪ .‬يحجــز هــذا الســد‬

‫‪7‬‬

‫‪ .4‬أنبوب لترصيف املياه‪ ،‬قرح (املابيات)‪ ،‬بني القرنني التاسع والعارش‬


‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬

‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬ ‫‪ .5‬دائرة زراعية مروية‪ ،‬العال‬

‫‪ .6‬بيري‪-‬جوزيف رودوتيه (‪ ،)1840-1759‬نخلة التمر‬


‫(فينيكس دكتيليفريا ‪ ،)Phoenix dactylifera‬يف‬
‫‪H.-L. Duhamel du Monceau, J.-L.-A Loiseleur-‬‬
‫‪Deslongchamps et E. Michel, Traité des arbres‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪et arbustes, 1809, tome 4, France‬‬
‫باريس‪ ،‬املتحف الوطني للتاريخ الطبيعي‪ ،‬رقم ‪D8177, f.1 bis‬‬

‫أحمد اإلمام‪2018 ،‬‬ ‫‪ .7‬سد خيف الزهرة يف العال‬

‫‪ .8‬كيفية عمل قناة مياه سيلني ماركري‬ ‫البئر األم‬

‫المنافذ‬

‫التوزيع نحو أقنية‬

‫الشريان المائي الجوفي‬

‫األراضي المروية‬
‫الممرات التحت أرضية‬
‫الترسبات‬ ‫المصرفة للمياه‬

‫الصخر األم‬

‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬
‫الممالك‬
‫القديمة‬
‫اللغات والكتابات في‬
‫شمال الجزيرة العربية‬
‫ـاء مــن بــن جميــع الواحــات يف شــمال‬ ‫كانــت تيمــاء األوفــر مـ ً‬ ‫مــدى القــرون التاليــة‪ ،‬انتــرت هــذه املعرفــة عــى نطــاق واســع‬ ‫واستعمالها في‬
‫العال ومدائن صالح‬
‫غــرب اجلزيــرة العربيــة‪ .‬وعــاوة عــى ذلــك‪ ،‬كانــت تحتــل‬ ‫منتجــة‬
‫ً‬ ‫بــن القبائــل‪ ،‬مــن جنــوب ســوريا إىل حــدود اليمــن‪،‬‬
‫املوقــع األكــر مالئمــة للســيطرة عــى طــرق التجــارة املؤديــة إىل‬ ‫العديــد مــن الكتابــات‪ .‬تعطــي خربشــات (غرافيتــي) هــؤالء‬
‫ســوريا واألناضــول وبــاد الرافديــن‪ .‬يبــدو أن اللغــة التــي كانــت‬ ‫البــدو املفصلــة غالبــ ًا صــورة حيــة عــن نمــط حياتهــم‪ ،‬وبناهــم‬
‫محكيــة فيهــا كانــت أقــرب إىل اللغــة العربيــة واآلراميــة منهــا‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬ومعتقداتهــم ومشــاعرهم‪ ،‬وهــي معلومــات غائبــة‬
‫إىل اللغــة العربيــة‪ ،‬وكانــت حروفهــا األبجديــة مكونــة مــن ســبعة‬ ‫بصــورة تامــة تقريبــ ًا عــن النصــوص التــي تركهــا معارصوهــم‬ ‫عضو فخري في كلية وولفسون‪ ،‬أوكسفورد‬ ‫مايكل ماكدونالد‬
‫وعرشيــن حرف ـاً‪ .‬وكمــا هــو احلــال يف جنــوب اجلزيــرة العربيــة‪،‬‬ ‫القاطنــون يف املــدن واألريــاف‪.‬‬
‫يبــدو أن تعليــم القــراءة والكتابــة كان منتــر ًا عــى نطــاق واســع‬
‫بــن الســكان نظــر ًا لوجــود خربشــات (غرافيتــي) يف جميــع‬ ‫نقوش كتابية مكتشفة‬
‫أنحــاء الواحــة‪ ،‬وخاصــة يف أبــراج املراقبــة‪ .‬كان اإللــه الرئيــي يف‬ ‫حتى بالد الرافدين‬
‫تيمــاء يدعــى صلــم‪ ،‬وتشــر العديــد مــن اخلربشــات (الغرافيتــي)‬ ‫يف جنــوب اجلزيــرة العربيــة القديمــة (اليمــن احلــايل)‪ ،‬كان‬
‫نقش معيني محفور باخلط املسند‬ ‫إىل أن مؤلفيهــا كانــوا يقومــون بحراســته‪ .‬ويمكــن كذلــك األمــر‬ ‫هنــاك العديــد مــن املمالــك التــي كان يســتند رخاؤهــا إىل‬ ‫تطــور مفهــوم األبجديــة خــال األلــف الثــاين قبــل امليــاد يف‬
‫(‪ )JSMin 32‬ليىل نعمة‬ ‫مــا‪ ،‬ممــا ســمح للغــة وللكتابــة اآلراميتــن يف تيمــاء أن تولــدا شــيئ ًا‬ ‫فــك رمــوز صيحــات حــرب محتملــة («كل مــن يســتمع إىل صلــم‬ ‫الزراعــة وزراعــة شــجر البخــور‪ .‬يف هــذه املنطقــة‪ ،‬تولــدت مــن‬ ‫الــرق األدىن‪ .‬وبعــد ذلــك بفــرة قصــرة‪ ،‬تــم وضــع تقليديــن‬
‫فشــيئ ًا أشــكا ًال محليــة‪ .‬ال نعــرف مــا إذا كان الســكان قــد واصلــوا‬ ‫لــن يمــوت أبــداً»)‪ ،‬باإلضافــة إىل «تواقيــع» ومالحظــات متفرقــة‪.‬‬ ‫هــذه األبجديــة الســامية اجلنوبيــة كتابــة تذكاريــة‪ُ ،‬تعــرف باســم‬ ‫أبجديــن متمايزيــن‪ .‬أحدهمــا هــو الفــرع «الفينيقي‪-‬اآلرامــي»‬
‫التحــدث بالتيمائيــة مــع الكتابــة باآلراميــة‪ .‬يمكننــا التأكيــد‬ ‫نالحــظ يف الواحــة وجــود شــواهد قبــور ونقــوش أكــر رســمية‬ ‫املســند‪ ،‬وشــكل مــن اخلطــوط اللينــة يســمى زبــور‪ ،‬يســتخدم‬ ‫(أو «الســامي الشــمايل الغــريب») الــذي تتحــدر منــه جميــع‬
‫فقــط أنهــا كانــت تتحــدث يف القــرن الســادس باللغــة العربيــة‪،‬‬ ‫باللغــة التيمائيــة‪ ،‬لكــن محتواهــا ليــس بنفــس الغنــى باملعلومــات‬ ‫لكتابــة أمــور مــن احليــاة اليوميــة‪ ،‬عــن طريــق احلــز عــى أعنــاق‬ ‫األبجديــات التقليديــة املســتخدمة يف يومنــا هــذا (بمــا يف ذلــك‬
‫لكــن ال أحــد يســتطيع القــول متــى حــدث هــذا التغيــر‪.‬‬ ‫كتلــك املوجــودة يف دادان‪.‬‬ ‫ســعف النخيــل وعــى عــي خشــبية‪ .‬أرخ أقدمهــا بواســطة‬ ‫األبجديــة العربيــة) باســتثناء واحــدة‪ .‬واآلخــر‪ ،‬الفــرع «الســامي‬
‫نعــرف معلومــات أقــل بكثــر عــن اللغــة والكتابــة املســتخدمتني‬ ‫الكربــون املشــع ‪ 14‬مــن نهايــة القــرن العــارش قبــل امليــاد‪ .‬يوحــي‬ ‫اجلنــويب»‪ ،‬اســتخدم حــر ًا يف اجلزيــرة العربيــة وجوارهــا املبــارش‬
‫يف دومــة القديمــة‪ .‬عــر حتــى يومنــا هــذا عــى ثــاث وعرشيــن‬ ‫اآلرامية‪ ،‬لغة التجارة‬ ‫العــدد الكبــر مــن اخلربشــات (الغرافيتــي) التــي عــر عليهــا عــى‬ ‫(األردن وجنــوب ســوريا)‪ .‬وصــدر إىل إثيوبيــا‪ ،‬حيــث مــا تــزال‬
‫خربشــة (غرافيتــي) فقــط تســتخدم شــك ًال خاصـ ًا مــن األبجديــة‬ ‫يف عــام ‪ 552‬قبــل امليــاد‪ ،‬غــزا نابونيــد‪ ،‬آخــر ملــوك بابــل‪،‬‬ ‫مجمــل مســاحة هــذه املنطقــة إىل أن معرفــة القــراءة والكتابــة‬ ‫األبجديــة الوحيــدة الباقيــة منهــا تســتخدم لكتابــة لغــات مثــل‬
‫الســامية اجلنوبيــة‪ ،‬والتــي أطلــق عليهــا مؤقتـ ًا اســم «الدوماتيــة»‪،‬‬ ‫الواحــات الرئيســة يف شــمال اجلزيــرة العربيــة واســتقر يف تيمــاء‬ ‫كانــت واســعة االنتشــار عــى نحــو كبــر يف هــذه املمالــك‪.‬‬ ‫اجلعزيــة واألمهريــة‪ .‬كان لــكل مــن هذيــن التقليديــن ترتيبــه‬
‫حــول املوقــع‪ .‬وهــي ال تقــدم الكثــر من املعلومــات‪ ،‬عدا عــن كونها‬ ‫ملــدة عــر ســنوات مــن ســنني عهــده الســبعة عــر‪ .‬لقــد‬ ‫الواحــات الكــرى يف الشــمال الغــريب مــن اجلزيــرة العربيــة‬ ‫األبجــدي اخلــاص بــه‪ :‬ولّــد ترتيــب احلــروف الفينيقيــة اآلراميــة‬
‫تتضمــن صلــوات إىل ثالثــة آلهــة (أترســامني‪ ،‬نهايــا ورولــداوو) مــن‬ ‫أحــر معــه ليــس فقــط األكاديــة‪ ،‬وهــي اللغــة املســتخدمة يف‬ ‫هــي تيمــاء ودومــة (دومــة اجلنــدل ‪ /‬اجلــوف) ودادان (العــا‬ ‫ترتيبنــا األبجــدي احلــايل‪ ،‬ومــا يــزال الســامي اجلنــويب مســتعم ًال‬
‫أصــل الســتة الذيــن كان امللــك اآلشــوري ســنحاريب (‪681-704‬‬ ‫النقــوش امللكيــة والبيانــات الدينيــة‪ ،‬ولكــن أيضـ ًا اللغــة اآلراميــة‬ ‫اليــوم)‪ ،‬وازدهــرت كثــر ًا بفضــل تجــارة البخــور‪ ،‬وطــورت‬ ‫يف إثيوبيــا‪.‬‬
‫قبــل امليــاد) قــد أزال تماثيلهــم يف دومــة‪.‬‬ ‫اإلمرباطوريــة‪ ،‬التــي اســتخدمتها إدارتــه واللغــة املتداولــة‬ ‫كل منهــا نســختها اخلاصــة مــن األبجديــة الســامية اجلنوبيــة‪.‬‬ ‫لــم يكــن للجزيــرة العربيــة القديمــة فرعهــا اخلــاص مــن األبجديــة‬
‫لإلمرباطوريــة البابليــة الشاســعة (ولإلمرباطوريــة األخمينيــة‬ ‫اكتشــفت أشــكال قديمــة جــد ًا مــن هــذه الكتابــات يف نقــوش‬ ‫وحســب‪ ،‬بــل يبــدو أنهــا وصلــت إىل مســتوى ٍ‬
‫عــال جــد ًا مــن‬
‫اللغة الدادانية‪ ،‬مصممة لتكتب بالحبر‬ ‫الحقـاً)‪ .‬كان لهــذا تأثــر هائــل عــى الواحــة‪ .‬ففــي حــن أنــه مــن‬ ‫مكــرة إىل أجــزاء يف بــاد الرافديــن توحــي بوجــود عمــال‬ ‫معرفــة القــراءة والكتابــة‪ ،‬ليــس فقــط يف الواحــات واملــدن‪ ،‬بــل‬
‫مــن بــن جميــع الواحــات‪ ،‬تمتلــك دادان أكــر عــدد مــن النقوش‬ ‫املحتمــل أن معظــم تجــار تيمــاء كانــوا يعرفــون اللغــة اآلراميــة‬ ‫أرسى أو تجــار عــرب‪ .‬لكــن غالبيــة النقــوش الكتابيــة توجــد‬ ‫بــن البــدو الرحــل أيضــاً‪ ،‬الذيــن كان بعضهــم يعــرف مســبق ًا‬
‫املكتوبــة باخلــط العــريب الشــمايل القديــم‪ .‬يوجــد منهــا مــا يقــرب‬ ‫مســبق ًا ‪ -‬نظــر ًا ألنهــا كانــت لغــة التجــارة يف الــرق األدىن ‪،-‬‬ ‫يف الواحــات وحولهــا‪.‬‬ ‫القــراءة والكتابــة نحــو منتصــف األلــف األول قبــل امليــاد‪ .‬وعــى‬
‫مــن ألفــن‪ ،‬منهــا حــوايل أربعمئــة نــص رســمي‪ ،‬واألخــرى عبــارة‬ ‫ال يبــدو أنهــا كانــت شــائعة االســتخدام يف الواحــة قبــل وصــول‬
‫عــن خربشــات (غرافيتــي)‪ .‬كانــت دادان تســيطر عــى الطــرق‬ ‫نابونيــد‪ .‬يف الواقــع‪ ،‬إذا مــا قــام أحــد أفــراد حاشــيته عــى األقــل‬
‫األكــر مبــارشة نحــو مــر‪ ،‬فلســطني‪ ،‬والبحــر األبيــض املتوســط‪.‬‬ ‫بنقــش خربشــات (غرافيتــي) باآلراميــة بالقــرب مــن تيمــاء‪ ،‬فقــد‬
‫كانــت ذات أهميــة لدرجــة أن مســتعمرة مــن التجــار مــن مملكــة‬ ‫فعــل ثالثــة آخــرون نفــس األمــر ولكــن بالتيمائيــة‪ .‬قــد يظهــر‬
‫معــن العربيــة اجلنوبيــة القديمــة قــد اســتقرت فيهــا‪ .‬تعطــي‬ ‫هــذا أنــه تــم اختيــار هــؤالء األشــخاص ملرافقــة امللــك بســبب‬
‫نقوشــهم املكتوبــة يف الوقــت نفســه بلغتهــم اخلاصــة‪ ،‬املعينيــة‪،‬‬ ‫معرفتهــم باللغــة والكتابــة املحليتــن‪.‬‬
‫وبخطهــم اخلــاص‪ ،‬املعينــي‪ ،‬وبنظريتهــا املحليــة‪ ،‬الدادانيــة‪،‬‬ ‫بإدخــال اللغــة اآلراميــة‪ ،‬يبــدو أن التيمائيــة قــد هجــر اســتعمالها‬
‫االنطبــاع بأنهــم تعايشــوا بســام مــع مضيفيهــم‪ .‬إن بعــض النقــوش‬ ‫تدريجي ـاً‪ ،‬عــى األقــل ألغــراض االســتخدام الرســمية‪ .‬لــم تكــن‬
‫الدادانيــة مؤرخــة مــن عهــد ملــوك دادان‪ ،‬لكــن عــدد ًا أكــر منهــا‬ ‫جميــع النقــوش العامــة فقــط مكتوبــة باللغــة اآلراميــة بــل كذلــك‬
‫يشــر إىل ملــوك حليــان‪ ،‬وهــي قبيلــة يبــدو أنهــا حكمــت الواحــة‬ ‫شــواهد القبــور وحتــى بعــض اخلربشــات (الغرافيتــي)‪ .‬يبــدو‬
‫خــال فــرة زمنيــة طويلــة وكانــت ســلطتها تمتــد حتــى تيمــاء‪.‬‬ ‫أن اإلمرباطوريــة األخمينيــة الفارســية‪ ،‬التــي خلفــت البابليــن‪،‬‬ ‫(الصفحة املزدوجة السابقة)‬
‫مقربة جبل اخلريمات‪ ،‬احلِ ْجر‬
‫عــى عكــس التيمائيــة‪ ،‬تعــد اللغــة الدادانيــة قريبــة مــن اللغــة‬ ‫تركــت شــمال غــرب شــبه اجلزيــرة العربيــة يحــدد مصــره إىل حد‬ ‫أوبري راجيه‪2018 ،‬‬

‫(الصورة املقابلة)‬
‫خربشة (غرافيتي) بالصفائية‪،‬‬
‫وهي إحدى األبجديات‬
‫املستخدمة من قبل بدو شمال‬
‫اجلزيرة العربية القديمة‬
‫(‪ )NRW.C 1‬مايكل ك‪ .‬أ‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫ماكدونالد‬ ‫‪56‬‬
‫الممالك القديمة‬

‫يف النقــوش الرســمية واخلربشــات (الغرافيتــي)‪ ،‬ليــس فقــط يف‬ ‫اآلرامية النبطية‪ ،‬أساس الكتابة العربية‬
‫احل ْجــر‪ ،‬ولكــن يف تيمــاء ودومــة ودادان أيضـاً‪ ،‬حيــث يبــدو أنهــا‬ ‫ِ‬ ‫حتــى وقــت قريــب‪ ،‬لــم يكــن قــد عــر عــى نقــوش آراميــة يف‬
‫تفوقــت عــى اللغــات املكتوبــة األقــدم‪ .‬عــاوة عــى ذلــك‪ ،‬حتــى‬ ‫العــا‪ ،‬باســتثناء عــدد قليــل مــن النصــوص النبطيــة‪ .‬اكتشــفت‬
‫بعــد الضــم الرومــاين للمملكــة النبطيــة يف عــام ‪ 106‬ميــادي‪،‬‬ ‫فيهــا منــذ ذلــك احلــن بعــض النقــوش الرســمية املدونــة باآلراميــة‬
‫اســتمر اســتخدام اللغــة اآلراميــة النبطيــة‪ ،‬لغـ ًـة وكتابـ ًـة يف نفــس‬ ‫اإلمرباطوريــة‪ .‬فهــي إذ ًا مختلفــة جــد ًا عــن تيمــاء‪ ،‬حيــث كل‬
‫الوقــت‪ ،‬يف الشــمال الغــريب مــن جزيــرة العــرب‪.‬‬ ‫النقــوش التــي تذكــر ملــوك حليــان مدونــة باللغــة اآلراميــة ولــم‬
‫غــر أنــه يف القــرون التاليــة‪ ،‬انحطــت املعرفــة باللغــة اآلراميــة‪،‬‬ ‫يــدون أي منهــا بالدادانيــة‪.‬‬
‫باســتثناء بضــع كلمــات اســتخدمت يف جميــع اخلربشــات‬ ‫أقــام األنبــاط‪ ،‬وهــم قبيلــة عربيــة‪ ،‬يف جنــوب األردن يف نهايــة‬
‫(الغرافيتــي) تقريبــ ًا (شــلم‪« :‬فليكــن ســاملاً»؛ دكــر‪« :‬فلتحــي‬ ‫القــرن الرابــع قبــل امليــاد‪ ،‬ووســعوا مملكتهــم شــما ًال إىل جنــوب‬
‫ذكــراه»؛ بــر‪« :‬ابــن»‪ ،‬صيــغ تأريخيــة ‪ .)...‬يف املقابــل‪ ،‬كان كل‬ ‫ســوريا وجنوبــ ًا إىل شــمال غــريب اجلزيــرة العربيــة‪ .‬وهنــاك‪،‬‬
‫محتــوى أصيــل يميــل إىل أن يكــون باللغــة العربيــة مكتوبــ ًا‬ ‫احل ْجــر (مدائــن صالــح)‪ .‬يبــدو أن‬ ‫أنشــؤوا مقرهــم الرئيــس يف ِ‬
‫بحــروف نبطيــة‪ .‬وهــذه األخــرة تطــورت تدريجي ـاً‪ ،‬وبالتأكيــد‬ ‫األنبــاط تحدثــوا لهجــة عربيــة‪ ،‬لكــن بمــا أنهــا كانــت لغــة‬
‫ألنهــا كانــت تكتــب باحلــر‪ .‬بــدء ًا مــن القــرن الســادس‪ ،‬أصبــح‬ ‫شــفهية بحتــة‪ ،‬ولــم يكــن لهــا كتابتهــا اخلاصــة‪ ،‬فقــد اســتخدموا‬
‫اخلــط وبطريقــة يمكــن التعــرف إليهــا مــا اتفــق عــى تســميته‬ ‫يف الكتابــة اللغــة والكتابــة اآلراميتــن‪ .‬يف تلــك الفــرة‪ ،‬غــزا‬ ‫خربشة (غرافيتي) تيمائية تذكر‬
‫حارس قاعة قادم من جبل غنيم‬
‫باخلــط العــريب‪ .‬يف الوقــت نفســه‪ ،‬أصبحــت لغــة النصــوص عربيــة‬ ‫اإلســكندر األكــر (تــويف عــام ‪ 323‬قبــل امليــاد) اإلمرباطوريــة‬ ‫يشــر تطــور شــكل احلــروف إىل أن هــذه الكتابــة قــد اســتخدمت‬ ‫العربيــة‪ ،‬عــى الرغــم مــن أنهــا تبــدو مختلفــة عــن األشــكال‬ ‫جنوب رشقي تيماء (‪)WTay 35‬‬
‫بالكامــل‪ ،‬باســتثناء كلمــة بــر «ابــن»‪ ،‬التــي كانــت مــا تــزال‬ ‫اإلخمينيــة‪ .‬وبمــا أن اللغــة اليونانيــة أصبحــت لغــة احلكــم يف‬ ‫للتدويــن باحلــر عــى مــواد مثــل ورق الــردي أو الكــر الفخارية‬ ‫القديمــة لهــذه اللغــة املعروفــة حتــى يومنــا هــذا‪ .‬تتكــون‬ ‫مايكل ك‪ .‬أ‪ .‬ماكدونالد‬

‫تســتخدم يف النقــوش املدونــة باللغــة العربيــة بعــد فــرة وجيــزة‬ ‫عهــد خلفائــه‪ ،‬لــم يعــد هنــاك تدقيــق عــى الطريقــة التــي‬ ‫(ورق املســودة يف العصــور القديمــة)‪ ،‬مــع أنــه لــم يعــر عــى أي‬ ‫األبجديــة مــن ثمانيــة وعرشيــن حرف ـ ًا يبــدو أنهــا تمثــل نفــس‬
‫مــن ظهــور اإلســام يف عــام ‪ .622‬وهكــذا‪ ،‬فالقلــم العــريب لــم‬ ‫كانــت تســتخدم بهــا اآلراميــة يف األرايض التــي كانــت تابعــة‬ ‫منهــا حتــى اآلن‪ .‬يف الواقــع‪ ،‬عندمــا ننقــش عــى احلجــر‪ ،‬ال يوجــد‬ ‫األصــوات املوجــودة يف اللغــة العربيــة‪ .‬غــر أن الدادانيــة تعتــر‬
‫يتطــور مــن أحــد خطــوط شــبه اجلزيــرة العربيــة‪ ،‬التــي كانــت‬ ‫ســابق ًا لإلمرباطوريــة الفارســية‪ ،‬حيــث اســتمر أفــراد ومؤسســات‬ ‫مــا يحــث عــى تغيــر شــكل احلــروف‪ ،‬بينمــا عندمــا نكتــب‬ ‫فريــدة مــن نوعهــا يف النقــوش العربيــة الشــمالية القديمــة‪ ،‬حيــث‬
‫ـاء عليــه أن تمثــل‬‫تعــد ثمانيــة وعــرون حرف ـ ًا والتــي أمكــن بنـ ً‬ ‫غــر حكوميــة باســتخدامها‪ .‬وبالتدريــج بــدأت تكتــب لهجــات‬ ‫باحلــر تــؤدي الرسعــة والســهولة إىل إحــداث تغيــرات‪.‬‬ ‫تســتخدم احلــروف ه‪ ،‬و‪ ،‬ي لتمثيــل حــروف العلــة‪ :‬ا‪ ،‬و‪ ،‬ي‬
‫جميــع أصــوات اللغــة العربيــة‪ ،‬إنمــا مــن خــط آرامــي نبطــي‪.‬‬ ‫محليــة مــن اآلراميــة‪ ،‬ونشــأت أصنــاف محليــة مــن اآلراميــة‬ ‫غــر أنــه وعــى نحــو غــر معتــاد وبطريقــة غــر قابلــة للتفســر‪،‬‬ ‫عــى التــوايل يف نهايــة الكلمــات‪ .‬باإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬تســتخدم‬
‫وكان هــذا األخــر يشــمل نظري ـ ًا اثنــن وعرشيــن حرف ـاً‪ ،‬ولكــن‬ ‫اإلمرباطوريــة‪.‬‬ ‫تســتخدم األشــكال «املطــورة» من احلــروف ومقابالتها «الرســمية»‬ ‫خطــوط رأســية عــى نحــو دائــم تقريبـ ًا لفصــل الكلمــات‪ ،‬حتــى‬
‫نقش داداين محفور بحروف‬
‫بارزة‪ ،‬مؤلف من مزيج من‬
‫نظــر ًا ألن العديــد منهــا كان لديــه شــكل مماثــل‪ ،‬لــم يكــن هنــاك‬ ‫كمــا رأينــا يف تيمــاء‪ ،‬طــورت اآلراميــة النبطيــة لهجتهــا وكتابتهــا‬ ‫دون تمييــز يف نفــس النقــوش الرســمية‪ .‬تنقــش جميعهــا مــن‬ ‫يف اخلربشــات (الغرافيتــي)‪ .‬يبــدو أن اللغــة والكتابــة قــد تطورتــا‬
‫احلروف «الرسمية» واحلروف‬ ‫يف الواقــع ســوى ســتة عــر شــك ًال مختلف ـاً‪ .‬ولهــذا الســبب طــور‬ ‫اخلاصتــن‪ .‬عندمــا غــزا األنبــاط شــمال غــريب اجلزيــرة العربيــة‪،‬‬ ‫اليمــن إىل اليســار‪ ،‬عــى الرغــم مــن أن بعــض اخلربشــات‬ ‫طــوال الفــرة التــي نمتلــك نقوشـ ًا منهــا‪ ،‬لكنــا ال نملــك يف الوقــت‬
‫«املطورة» (‪ )U 008‬ليىل نعمة‬
‫أولئــك الذيــن تبنــوا اســتخدامه رسيعـ ًا نقاطـ ًا لتمييــز احلــروف‬ ‫يف منتصــف القــرن األول قبــل امليــاد عــى األرجــح‪ ،‬أحــروا‬ ‫(الغرافيتــي) تســر يف االتجــاه املعاكــس‪ .‬حفــرت العديــد مــن‬ ‫احلــايل أي دليــل يتيــح تأريخهــا‪ ،‬عــدا عــن حقيقــة أنهــا تعــود إىل‬
‫نقش نبطي (‪،)JSNab 16‬‬
‫احلِ ْجر أندرو بيكوك‬ ‫املتطابقــة‪.‬‬ ‫معهــم الشــكل اخلــاص بهــم مــن اخلــط اآلرامــي‪ ،‬والــذي نجــده‬ ‫النقــوش عــى نحــو بــارز‪ ،‬ممــا يوحــي بأنهــا مــن عمــل بنائــن‬ ‫النصــف الثــاين مــن األلــف األول قبــل امليــاد‪.‬‬
‫محرتفــن‪ ،‬لكــن نصوص ـ ًا رســمية عــى منحــدرات احلجــر الرمــي‬
‫حــول الواحــة ربمــا تكــون قــد نفــذت بطريقــة احلــز مبــارشة مــن‬
‫قبــل مؤلفيهــا‪.‬‬
‫تــروي غالبيــة النقــوش الرســمية إقامــة احتفــال دينــي مكــرس‬
‫لإللــه الرئيــي يف دادان‪ ،‬ذي غيبــة‪ .‬كان يســمى «ز ل ل»‪،‬‬
‫وكان ينظــم للحصــول عــى حصــاد وفــر‪ .‬كان يســمح للرجــال‬
‫والنســاء بتملــك ممتلكاتهــم اخلاصــة‪ ،‬وكذلــك األمــر ملجموعــات‬
‫مــن األشــخاص الذيــن لــم يكــن بينهــم صلــة قــرىب دائمـاً‪ .‬هنــاك‬
‫بالطبــع العديــد مــن األنــواع األخــرى مــن النقــوش‪ .‬أحدهــا‪ ،‬مثــر‬
‫لالهتمــام عــى نحــو خــاص‪ ،‬يفيــد بــأن كاهــن اإللــه املعينــي (ود)‬
‫وابنيــه ســالم وزيــد ود ّقدمــوا إىل ذي غيبــة عبــد ًا شــاباً‪ُ ،‬يدعــى‬
‫أيض ـ ًا ســالم‪ ،‬كبديــل‪ .‬هــذا يتيــح االفــراض أن هــذه العبــادة قــد‬
‫تضمنــت تقديــم الثمــار األوىل (الثمــار البكــر) كقربــان إىل اآللهــة‪،‬‬
‫نقش من تيماء مكتوب‬
‫والتــي‪ ،‬كمــا يف الديانــة اليهوديــة‪ ،‬تضمنــت تقديــم االبــن البكــر‪.‬‬ ‫باألبجدية اآلرامية‬
‫أمكــن اســتبدال هــذا األخــر بآخــر (خــروج ‪ 2-1 ،13‬و ‪16-11‬؛ لوقــا‬ ‫(‪ ،CIS ii 336‬متحف‬
‫اللوفر ‪)AO 26599‬‬
‫‪ ،)24-22 ،2‬ويف هــذه احلالــة يكــون عبــد ًا يحمــل نفــس االســم‪.‬‬ ‫مايكل ك‪ .‬أ‪ .‬ماكدونالد‬

‫‪59‬‬ ‫‪58‬‬
‫دادان ولحيان‬
‫الممالك القديمة‬

‫مستشار اآلثار والتراث الثقافي‪ ،‬الهيئة الملكية لمحافظة العال‬ ‫د‪ .‬عبدالرحمن السحيباني‬

‫الوجــود الــداداين مثبــت مــن خــال احلفائــر احلديثــة التــي‬


‫تمــت يف موقــع احلجــر والــذي يبعــد قرابــة ‪ 20‬كــم شــمال‬
‫موقــع دادان (اخلريبــة)‪ ،‬وتــؤرخ هــذه اململكــة حلــوايل نهايــة‬
‫القــرن التاســع أو بدايــة القــرن الثامــن قبــل امليــاد حتــى نهاية‬
‫القــرن الســادس أو بدايــة القــرن اخلامــس قبــل امليــاد‪ .‬ال تــزال‬
‫هــذه احلضــارة لــم تــدرس بشــكل كايف واملعلومــات عنهــا تعتــر‬ ‫ازدهــرت العــا بشــكل واضــح إبــان األلــف األول قبــل امليــاد‬
‫ضئيلــة نوعــا مــا‪ ،‬ولكــن املصــادر التاريخيــة التــي تحدثــت‬ ‫وربمــا كان الســبب الرئيــي خلــف ازدهارهــا يف هــذه الفــرة‬
‫عــن دادان تؤكــد وجــود مملكــة تدعــى دادان واتخــذت مــن‬ ‫هــو ظهــور املمالــك يف جنــوب اجلزيــرة العربيــة ونشــأة اخلــط‬
‫اخلريبــة مركــزا لهــا‪ 1.‬ويعتــر العالــم االملــاين ‪ grimme‬هــو‬ ‫التجــاري الــري مــن جنــوب اجلزيــرة حتــى مختلــف بقــاع‬
‫أول مــن أشــار إىل وجــود مملكــة دادان وذلــك بعــد دراســته‬ ‫اجلزيــرة واحلضــارات املجــاورة لهــا كحضــارة بــاد الشــام وبــاد‬
‫لعــدد مــن النقــوش مــن العــا‪ ،‬واســتطاع أن يميــز أشــكا ًال مــن‬ ‫الرافديــن‪ ،‬وكمــا هــو معلــوم فقــد كانــت العــا واحــدة مــن أهــم‬
‫احلــروف عــن غريهــا مــن حــروف النقــوش األخــرى يف العــا‪،‬‬ ‫املحطــات الواقعــة عــى هــذا الطريــق ممــا ســاهم يف ازدهارهــا‬
‫‪2‬‬
‫كمــا أنــه الحــظ تكــرار كلمــة ددن مســبوقة بكلمــة ملــك‪.‬‬ ‫ونشــوء عــدد مــن احلضــارات يف هــذه الفــرة‪ .‬لقــد كان التسلســل‬
‫لقــد أشــارت النقــوش اجلديــدة التــي عــر عليهــا يف عــدد مــن‬ ‫الزمنــي للحضــارات يف العــا خــال األلــف األول قبــل امليــاد‬
‫املواقــع األثريــة ومنهــا احلجــر عــن العديــد مــن اجلوانــب‬ ‫محــور نقــاش بــن علمــاء اآلثــار والنقــوش الغربيــن والرشقيــن‬
‫السياســية واالجتماعيــة ململكــة دادان‪ ،‬ويفهــم مــن محتــوى‬ ‫لفــرة طويلــة مــن الزمــن حلــن املكتشــفات األثريــة احلديثــة‬
‫هــذه النقــوش أن الدادانيــن تمتعــوا بدرجــة عاليــة مــن‬ ‫التــي قامــت جامعــة امللــك ســعود باجلــزء األكــر منهــا وســاهمت‬
‫التنظيــم الســيايس والرقــي االجتماعــي‪ ،‬كمــا تحدثــت نقــوش‬ ‫يف حــل جــزء مــن هــذا النقــاش واثبــات التسلســل احلضــاري يف‬
‫أخــرى مــن احلجــر عــن وجــود نظــم أمنيــة يف املجتمــع‬ ‫املنطقــة خــال األلــف األول قبــل امليــاد وهو عــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫الــداداين حيــث ذكــرت بعــض النقــوش أن اصحابهــا قامــوا‬ ‫أ‪ .‬مملكــة دادان‪ :‬وإليهــا ينســب املوقــع ذو الشــهرة العاليــة جــد ًا‬
‫بحراســة دادان‪ ،‬وال يوجــد مثــل هــذا التنظيــم إال بوجود ســلطة‬ ‫دادان (اخلريبــة) ويعتقــد أن هــذا املوقــع كان هــو عاصمــة هــذه‬ ‫واحة العال كما تشاهد من‬
‫تقــوم بتنظيــم شــؤون الدولــة وهــذا يــدل عــى وجــود تنظيمــات‬ ‫اململكــة التــي امتــد نفوذهــا ليغطــي العــا ومــا جاورهــا‪ ،‬بــل أن‬ ‫موقع دادان (اخلريبة)‬
‫أوبري راجيه‪2018 ،‬‬

‫آثار معبد دادان (اخلريبة)‬ ‫حيــث قــام بالغــزو واحتــال شــمال غــرب اجلزيــرة العربيــة‬ ‫اداريــة يف املجتمــع‪ 3.‬كمــا تشــر النقــوش أيضـ ًا إىل أن هرم الســلطة‬
‫أوبري راجيه‪2018 ،‬‬
‫واقــام يف تيمــاء بــن عــام ‪ 553‬حتــى ‪ 543‬قبــل امليــاد‪ ،‬وتشــر‬ ‫يف هــذه اململكــة يقــوم عليــه شــخص بمنصــب ملــك‪ ،‬حيــث يشــر‬
‫النقــوش العائــدة لتلــك الفــرة عــى أن امللــك البابــي قــد فــرض‬ ‫النقــش الــذي تــم العثــور عليــه مــن قبــل جوســن وســافيناك‬
‫ســيطرته‪ ،‬خــال فــرة اقامتــه ملــدة عــر ســنوات يف تيمــاء‪ ،‬عــى‬ ‫واملســجل برقــم ‪ ( :4 JS138‬كهــف كــر ال بــن متــع ال ملــك ددن )‬
‫عــدد مــن املــدن ومــن ضمنهــا دادان‪ 7.‬كمــا ذكــرت دادان يف عــدد‬ ‫اي قــر كــر ال بــن متــع ال ملــك دادان‪.‬‬
‫مــن النقــوش الثموديــة التــي عــر عليهــا يف تيمــاء وتــؤرخ حلــرب‬ ‫واملعــروف حاليــا مــن امللــوك الذيــن حكمــوا دادان هــم ثالثــة‬
‫وقعــت يف دادان‪ 8.‬كمــا اشــارت بعــض نقــوش منطقــة رم جنــوب‬ ‫ملــوك‪ :‬األول هــو متــع ال‪ ،‬حيــث ورد اســمه يف عــدد مــن النقــوش‬
‫تيمــاء والتــي كتبهــا اشــخاص مــن اهــل تيمــاء وتحدثــوا فيهــا‬ ‫التــي درســها ابــو احلســن‪ ،‬وبهــذا يمكــن إضافــة هــذا االســم إىل‬
‫عــن اقامتهــم يف دادان‪ 9.‬كمــا تحدثــت نقــوش املســند يف جنــوب‬ ‫قائمــة امللــوك الذيــن حكمــوا دادان‪ ،‬وربمــا كان هــو والــد امللــك‬
‫اجلزيــرة العربيــة عــن عالقــات الدادانيــن بمختلــف الشــعوب‬ ‫كبــر ال بــن متــع ال الــذي ســبق ذكــره اعاله‪5.‬امللــك الثــاين‬
‫االخــرى ومــن ضمنهــم املعينيــن‪ ،‬حيــث ذكــرت هــذه النقــوش‬ ‫هــو كــر ال بــن متــع ال الــذي ســبق ذكــره اعــاه‪ .‬امــا امللــك‬
‫العديــد مــن املعينيــن اجلنوبيــن الذيــن تزوجــوا مــن نســاء‬ ‫الثالــث فهــو عــايص حيــث ورد يف نقــش محتــواه أن عــايص ملــك‬
‫‪10‬‬
‫دادانيــات ويصــل عــدد املعــروف منهــم حتــى االن حــوايل تســعة‪.‬‬ ‫دادان فعــل لطحــان‪ ،‬أي ربمــا أنــه قــدم قربانـ ًا لآللهــة الدادانيــة‬
‫وال يعــرف بالضبــط تاريــخ نهايــة مملكــة دادان‪ ،‬ولكــن يــؤرخ لهــا‬ ‫طحــان‪( .6‬صــورة)‬
‫بنهايــة النصــف االول مــن األلــف األول قبــل امليــاد وذلــك بعــد‬ ‫لقــد دلــت الشــواهد االثريــة والنقــوش‪ ،‬مــن العــا ومدائــن صالــح‬
‫ظهــور مملكــة حليــان وســيطرتها عــى مركــز احلكــم يف دادان‪،‬‬ ‫وتيمــاء‪ ،‬عــى فــرات متفاوتــة تجمــع بــن القــوة والضعــف مــرت‬
‫كمــا أنــه ال يعــرف بالضبــط بدايــة مملكــة دادان ولكــن االكيــد‬ ‫بهــا هــذه اململكــة‪ ،‬كمــا أشــارت إىل بعــض الرصاعــات التــي‬
‫أن قوتهــا وازدهارهــا كانــت خــال النصــف األول مــن األلــف‬ ‫عايشــتها‪ ،‬ومــن هــذه الرصاعــات مــا قــام بــه امللــك البابــي نابونيــد‬
‫األول قبــل امليــاد‪ .‬ب‪.‬‬ ‫حينمــا تــوىل احلكــم يف الدولــة البابليــة عــام ‪ 556‬قبــل امليــاد‪،‬‬

‫‪  6‬السعيد‪ ،2013 ،‬ص‪.290-288 .‬‬ ‫‪  1‬نصيف‪ ،1995 ،‬ص‪11 .‬‬
‫‪  7‬السعيد‪ ،2000 ،‬ص‪9 .‬‬ ‫‪  2‬االنصاري‪ ،1975 ،‬ص‪79 .‬‬
‫‪33-Winnett and Reed, 1970, p. 20  8‬‬ ‫‪  3‬ابو احلسن‪ ،2002 ،‬ص‪333 .‬‬
‫‪  9‬الزهراين‪ ،2007 ،‬ص‪40 .‬‬ ‫‪Jaussen and Savignac, 1914, vol II, p. 138  4‬‬
‫‪  10‬السعيد‪ ،2002 ،‬ص‪56 .‬‬ ‫‪  5‬ابو احلسن‪ ،2002 ،‬ص‪262 .‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪60‬‬
‫الممالك القديمة‬
‫كان امللــك يقــوم بتوزيــع االرايض عــى املزارعــن ليتولــوا زراعتهــا‬ ‫وذلــك اعتمــاد ًا عــى مــا ذكــره املــؤرخ الرومــاين بلينــوس‪ ،‬الــذي‬
‫‪22‬‬
‫ومــن ثــم يخصصــون جــزءا مــن نتــاج االرايض اىل املعبــد‪.‬‬ ‫عــاش يف القــرن األول امليــادي‪ ،‬مــن أن خليــج العقبــة كان يطلــق‬
‫ج‪ .‬الوجــود املعينــي يف العــا‪ :‬زودتنــا النقــوش املعينيــة املنتــرة يف‬ ‫عليــة خليــج حليــان‪ 15.‬كمــا كان البحــارة والتجــار االغريــق يدفعــون‬
‫العــا بمعلومــات أكيــدة عــن وجــود معينــي يف العــا يف فــرة األلف‬ ‫اجلزيــة جلبــاة مــن حليــان‪ .16.‬كمــا أن النقــوش التــي عــر عليهــا يف‬
‫األول قبــل امليــاد‪ ،‬تضاربــت اآلراء حيــال هــذا الوجــود وطبيعتــه‪،‬‬ ‫عكمــة تحدثــت عــن اشــخاص قامــوا بتقديــم الزكــوات لإللــه ذي‬
‫مبخرة تحمل نقشاً كتابياً دادانياً‪ ،‬معبد‬ ‫ولكــن مــا هــو مثبــت حديث ـ ًا أن هــذا الوجــود لــم يكــن لغــرض‬ ‫غيبــه عــن اموالهــم وثرواتهــم التــي كانــوا يملكونهــا يف أماكــن تقــع‬
‫دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬بني القرنني‬
‫اخلامس واألول قبل امليالد الرياض‪،‬‬ ‫عســكري‪ ،‬بــل كانــت جاليــة معينيــة تقيــم يف هــذا املوقع لتســهيل‬ ‫إىل اجلنــوب مــن العــا ومــن هــذه االماكــن بــدر و ذ أ ذ ن وغريهــا‪،‬‬
‫متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪-5 ،‬؟‬ ‫مــرور القوافــل املعينيــة مــن اليمــن باتجــاه بــاد الرافديــن وبــاد‬ ‫‪17‬‬
‫وهــذا يؤكــد لنــا اتســاع نفــوذ اللحيانيــن مــن ناحيــة اجلنــوب‪.‬‬
‫الشــام‪ ،‬وأثبتــت النقــوش املعينيــة أن هــذه اجلاليــة قــد عاشــت بود‬ ‫لقــد اعتمــد املؤرخــون يف تاريــخ حليــان يف شــمال غــرب اجلزيــرة‬
‫وســام مــع ســكان هــذه األرض وأنهــم قدمــوا ملعبودهــم الرئيــس‬ ‫عــى النقــوش اللحيانيــة التــي عــر عليهــا يف املنطقــة‪ 18 ،‬حيــث تعد‬
‫(ذي غيبــة) الزكــوات والنــذور والقرابــن‪ ،‬كمــا زودتنــا هــذه‬ ‫حتــى اآلن هــي املصــدر الرئيــي يف كتابــة تاريــخ حليــان‪ .‬ولقــد‬
‫النقــوش بــأن املعينيــن قــد تصاهــروا مــع الدادنيــن واللحيانيــن‪،‬‬ ‫امدتنــا هــذه النقــوش بمعلومــات وفــرة عــن عــدد مــن املواضيــع يف‬
‫وتزامــن الوجــود املعينــي مع وجــود الدادنيــن واللحيانيــن‪ .‬دلت‬ ‫حليــان ولعــل مــن أهمهــا الديــن واهتماهــم بــه والنظــام الســيايس‬
‫النقــوش املعينيــة التــي عــر عليهــا يف مناطــق مختلفة مــن اجلزيرة‬ ‫املتبــع آنــذاك‪ .‬عــر يف العــا عــى املئــات مــن النقــوش اللحيانيــة‬
‫العربيــة عــى انتشــار عــدد مــن القائــل املعينيــة يف عــدد مــن‬ ‫التــي ســاهمت يف تحديــد النظــام الســيايس يف حليــان‪ ،‬فلقــد عــرف‬
‫املناطــق داخــل اجلزيــرة العربيــة وخارجهــا‪ ،‬ولقــد عــارص النفــوذ‬ ‫املجتمــع اللحيــاين بعــض التنظيمــات السياســية مــن أهمهــا وجــود‬
‫معينــي بعض ـ ًا مــن فــريت الســيادة الدادنيــة واللحيانيــة يف العــا‪،‬‬ ‫نظــام للحكــم يتمثــل بالنظــام امللكــي الــورايث‪ ،‬حيــث وجــدت‬ ‫مملكــة حليــان‪ :‬وهــي اململكــة العربيــة الشــهرية والتــي ازدهــرت يف‬ ‫نقش داداين يذكر امللك عايص‪،‬‬
‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪،‬‬
‫حيــث كشــف يف ارجــاء مختلفــة مــن منطقــة العــا عــن نقــوش‬ ‫مجموعــة مــن النقــوش اللحيانيــة والتــي أمدتنــا بأســماء عــدد مــن‬ ‫العــا ووصــل ازدهارهــا شــما ًال أن ســمي خليــج العقبــة باســم خليج‬ ‫بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪،‬‬
‫معينيــة تتحــدث عــن اســتقرار بعــض اجلاليــات املعينيــة يف دادان‬ ‫ملــوك حليــان وتشــر إىل أن انتقــال الســلطة كان يتــم بالوراثــة مــن‬ ‫حليــان يف بعــض الفــرات‪ .‬ازدهــرت هــذه اململكــة يف عــدد مــن‬ ‫جامعة امللك سعود‪10-201 ،‬‬
‫‪23‬‬
‫وتعايشــها مــع الســكان املحليــن‪.‬‬ ‫األب إىل ابنــه األكــر‪ ،‬واذا تــوىف هــذا االبــن تنتقــل إىل ابنــه االكرب‬ ‫املواقــع كان موقــع دادان (اخلريبــة) هــو أهمهــا‪ ،‬باإلضافــة لذلــك‬
‫ولقــد أشــارت النقــوش املعينيــة يف العــا إىل أن اجلاليــة املعينيــة يف‬ ‫أو اخيــه‪ 19.‬وكان رئيــس الدولــة هــو امللــك‪ ،‬وورود هــذا اللفــظ يف‬ ‫فــإن الوجــود اللحيــاين مثبــت يف عــدد آخــر مــن املواقــع مثــل‪:‬‬
‫دادان كانــت مرتبطــة بموطنهــا االصــي يف جــوف اليمــن‪ ،‬وكانــوا‬ ‫الكتابــات اللحيانيــة دليــل واضــح عــى ان هــذا املجتمــع كان‬ ‫خيــف الزهــرة‪ ،‬تــل الكثيــب‪ ،‬ام درج‪ ،‬احلجــر وغريهــا مــن املواقــع‬
‫يقومــون بتقديــم القرابــن ملعبوداتهــم وكذلــك مشــاركتهم يف دفــع‬ ‫يتمتــع برقــي عــايل وذلــك ألن وجــود امللــك يعنــي وجــود ســلطة‬ ‫األخــرى‪ .‬ويعــود تاريــخ هــذه اململكــة حســب املعطيــات احلديثــة‬
‫الرضائــب املفروضــة عليهــم مــن قبــل معبوداتهــم الرئيســية يف‬ ‫ترشيعيــة تهتــم بتنظيــم حيــاة النــاس‪ 20.‬وقــد كان يســاعد امللــك‬ ‫مــن القــرن اخلامــس قبــل امليــاد حتــى نهايــة القــرن الثــاين أو‬
‫جــوف اليمــن‪ 24.‬كمــا أشــارت أيضـ ًا إىل أن اجلاليــة املعينيــة يف العال‬ ‫مجلــس عــرف باســم ( هجبــل ) ووصــف هــذا املجلــس يف احــدى‬ ‫بدايــة القــرن األول قبــل امليــاد‪ .‬أمــا مملكــة حليــان فقــد قامــت‬
‫كانــت منظمــة وعــى رأســها شــخص كانــوا يطلقــون عليــه اســم‬ ‫النقــوش ب(عــايل الشــأن)‪ 21.‬وكان للملــك مكانــة متميــزة جــد ًا‬ ‫عــى أنقــاض مملكــة دادان وشــكلت حضــارة قويــة اســتمرت‬
‫كان هــذا رسد ًا تاريخي ـ ًا ألهــم مــا احتوتــه العــا مــن حضــارات‬ ‫(كبــر)‪ ،‬ويف بعــض االحيــان كان يتزعــم تلــك اجلاليــة اكــر مــن‬ ‫حيــث ان العديــد مــن االعمــال املهمــة التــي قام بهــا النــاس ارخت‬ ‫خلمســة قــرون متتاليــة‪ ،‬تمتعــت خاللهــا بنظــام ســيايس مســتقر‬
‫يف فــرة األلــف األول قبــل امليــاد‪ ،‬وبطبيعــة احلــال فقــد كان‬ ‫شــخص وكانــت مهامهــم تنظيــم امــور اجلاليــة املعينيــة يف دادان‬ ‫لســنوات حكــم ملوكهــم‪ ،‬كمــا أنــه مــن الــوارد جــد ًا أن يكــون هناك‬ ‫ورضبــت مثــال رائــع عــن حضــارات مــا قبــل االســام وذلــك مــن‬
‫لهــذه احلضــارات واملمالــك نتاجـ ًا ماديـ ًا كشــفت عنــه التنقيبــات‬ ‫‪25‬‬
‫ومتابعــة تســهيل نشــاطهم التجــاري‪.‬‬ ‫عالقــة بــن الســلطة الدينيــة والســلطة السياســية حيــث أنــه ربمــا‬ ‫خــال البقايــا االثريــة التــي تدلنــا عــى هــذه احلضــارة‪.‬‬
‫واملســوحات األثريــة التــي تمــت يف العــا مؤخــراً‪ ،‬ومــن أهــم‬ ‫معرفتنــا بمملكــة حليــان تعتــر افضــل بكثــر مــن معرفتنــا بــدادان‬
‫املواقــع األثريــة العائــدة لهــذه الفــرة مــا يــي‪:‬‬ ‫وذلــك بســبب كــرة الكتابــات التــي عــر عليهــا مــن قبــل الرحالــة‬
‫أوالً‪ :‬موقــع دادان (اخلريبــة) األثــري‪ :‬وهــو املوقــع ذائــع الصيــت‬ ‫واملستكشــفني كمــا انهــم ذكــروا يف العديــد مــن مؤلفــات الكتــاب‬
‫ومــن أهــم املواقــع األثريــة يف العــا‪ ،‬يقــع يف اجلــزء الشــمايل الرشقي‬ ‫اليونانيــن والالتينيــن‪ 11.‬يتفــق العلمــاء بشــكل عــام عــى أن مملكة‬
‫مــن محافظــة العــا وعــى مبعــدة حــوايل ‪ 20‬كــم جنــوب موقــع‬ ‫حليــان قامــت يف واحــة العــا‪ 12،‬لكــن هنــاك مــن يعتقــد أن مركــز‬
‫مدائــن صالــح‪ ،‬تعــود اآلثــار يف هــذا املوقع إىل فــرة مملكتــي دادان‬ ‫اللحيانيــن كان ينحــر فقــط يف موقــع اخلريبــة األثــري‪ ،‬ولكــن‬
‫ومــن ثــم حليــان عــى التــوايل‪ ،‬ويعتــر هــذا املوقــع هــو عاصمــة‬ ‫الواقــع واحلقيقــة أن نفــوذ اللحيانيــن يمتــد مــن ســور العــا‪،‬‬
‫هاتــن اململكتــن‪ ،‬وقــد قامــت جامعــة امللــك ســعود يف الريــاض‬ ‫املســمى عنــد الســكان احلاليــن بجــدار الســبعه أو قبلــه‪ ،‬مــن‬
‫بتنقيبــات يف هــذا املوقــع بــدء ًا مــن العــام ‪ 2004‬حتــى وقتنــا‬ ‫جهــة اجلنــوب وحتــى الســور الواقــع شــمال جبــل عكمــة ومــن‬
‫احلــارض كشــفت عــن جــزء مهــم مــن تاريــخ وآثــار هــذا املوقــع‪،‬‬ ‫اجلبــل الرشقــي إىل اجلبــل الغــريب‪ .‬ومــا يســاعدنا عــى اثبــات هــذا‬
‫ويمكــن حــر أبــرز اآلثــار يف هــذا املوقــع عــى النحــو اآليت‪:‬‬ ‫التحديــد هــو االنتشــار الكبــر للكتابــات اللحيانيــة يف املنطقــة‬
‫‪ .1‬احلــوض‪ :‬وهــو املعلــم األثــري ربمــا األكــر شــهرة مــن بــن بقايــا‬ ‫مثــل جبــل اخلريبــة وجبــل عكمــة ووداي ســاق وابــو عــود وغريها‪،‬‬
‫هــذا املوقــع واألكــر بحثــ ًا مــن قبــل الــزوار‪ ،‬وقــد أطلــق عليــه‬ ‫وكذلــك البقايــا االثريــة يف اخلريبــة وأم درج وغريهــا‪ 13.‬كمــا يمكــن‬
‫محليــ ًا مســمى محلــب الناقــة وهــو وصفــ ًا غــر علميــ ًا وال دقيقــ ًا‬ ‫أيض ـ ًا مالحظــة انتشــار للنقــوش اللحيانيــة خــارج نطــاق املنطقــة‬
‫حيــث أنــه ربــط بأســطورة ناقــة النبــي صالــح وهــذا ال يســتند‬ ‫‪14‬‬
‫حيــث وصــل انتشــارها شــما ًال حتــى مدائــن صالــح ومــا حولهــا‪.‬‬
‫عنرص معماري مزين بزخرف عىل‬ ‫عــى أي دالئــل علميــة قطعيــة‪ ،‬وهــو عبــارة عــن حــوض حجــري‬ ‫وهــذا الــكالم ينطبــق فقــط عــى العاصمــة أو ما نســميه املدينــة األم‪،‬‬ ‫مائدة قرابني عليها تصوير لشخصية‬
‫شكل ثعبان‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‪،‬‬ ‫(كاهن؟)‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‪،‬‬
‫العال‪ ،‬بني القرنني اخلامس واألول قبل‬ ‫نحــت مــن كتلــة حجريــة واحــدة مــن احلجــر الرمــي‪ ،‬يصــل‬ ‫أمــا املنطقــة التــي ســيطر عليهــا اللحيانيــون فقــد امتــدت شــما ًال‬ ‫العال‪ ،‬بني القرنني اخلامس واألول قبل‬
‫امليالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪،‬‬ ‫امليالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪،‬‬
‫جامعة امللك سعود‪6-90 ،‬‬
‫اقــى ارتفــاع لــه إىل حــوايل املرتيــن والنصــف بينمــا يصــل قطــره‬ ‫حتــى وصلــت خليــج العقبــة الــذي كان يســمى بخليــج حليــان‪،‬‬ ‫جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬

‫‪   16‬مهران‪ ،1980 ،‬ص‪527 .‬‬ ‫‪  11‬عيل‪ ،1976 ،‬ج ‪ ،2‬ص‪244 .‬‬
‫‪  24‬السعيد‪ ،2003 ،‬ص‪3135 .‬‬ ‫‪  21‬مهران‪ ،1988 ،‬ص‪199207 .‬‬ ‫‪   17‬ابو احلسن‪ 1997 ،‬ص‪34 .‬‬ ‫‪  12‬كاسكل‪ ،1971 ،‬ص‪175180 .‬‬
‫‪  25‬الزهراين‪ ،2007 ،‬ص‪47 .‬‬ ‫‪  22‬ابو احلسن‪ ،2002 ،‬ص‪328 .‬‬ ‫‪   18‬عيل‪ ،1975 ،‬ص‪245 .‬‬ ‫‪  13‬ابو احلسن‪ 1997 ،‬ص‪33 .‬‬
‫‪362-Jaussen and Savignac, 1914, vol II, p. 236  23‬‬ ‫‪   19‬ابو احلسن‪ 1997 ،‬ص‪405 .‬‬ ‫‪  14‬االنصاري ‪ 1957‬ص‪7980 .‬‬
‫‪   20‬ابو احلسن‪ ،2002 ،‬ص‪328 .‬‬ ‫‪Pline, vol. 10, 55   15‬‬
‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬
‫(أعاله)‬ ‫اختلفــت اشــكال واحجــام املقابــر يف هــذا اجلبــل حيــث‬ ‫إىل حــوايل ‪ 3.70‬م وهــذا مــا يجعلــه يحمــل قرابــة ‪ 26‬مــر ًا مكعب ـ ًا‬
‫نقوش دادانية ل «حراس دادان»‪،‬‬
‫جبل أثلب‪ ،‬احلِ ْ‬
‫جر ليىل نعمة ‪6‬‬
‫يصــل عمــق بعضهــا إىل حــوايل املرتيــن‪ ،‬كمــا تراوحــت يف‬ ‫مــن املــاء‪ .‬كان لهــذا احلــوض ارتبــاط وثيــق باملعبــد الــذي بنــي‬
‫كــون بعضهــا كانــت مقابــر عائليــة وبعضهــا مقابــر فرديــة‪،‬‬ ‫حولــه والــذي يعــود إىل الفــرة الدادانيــة ومــن ثــم اللحيانيــة‪ ،‬وقــد‬
‫(الصفحة اليمنى)‬
‫مقربة األسود‪ ،‬دادان (اخلريبة)‪،‬‬ ‫ســفح هــذا اجلبــل كذلــك اســتخدم كمــكان للدفــن وقــد‬ ‫كانــت مصــادر امليــاه واحــدة مــن أهــم املقومــات يف أي معبــد كان‬
‫العال أوبري راجيه‪2018 ،‬‬
‫تراوحــت اشــكال املدافــن يف هــذا املــكان مــن مدافــن‬ ‫يف اجلزيــرة العربيــة قبــل اإلســام‪ ،‬وقــد كشــف التنقيبــات احلديثة‬
‫بنى جنائزية داخل قرب يف دادان‬
‫أوبري راجيه‪2018 ،‬‬ ‫(اخلريبة)‪ ،‬العال‬
‫جماعيــة ملدافــن فرديــة ومدافــن أطفــال كذلــك‪( .‬صــورة)‪.‬‬ ‫عــن وجــود بــر ًا مطوي ـ ًا للمــاء يتجــاوز عمقــه الســبعة أمتــار وقــد‬
‫ثانيـاً‪ :‬موقــع تــل الكثيــب األثــري‪ :‬يقــع تــل الكثيــب عــى‬ ‫يكــون هــو املصــدر الــذي يــزود هــذا احلــوض بامليــاه‪ .‬ويحتــوي‬
‫بعــد ‪ 3‬كيلــو إىل الشــمال الغــريب مــن موقــع اخلريبــة األثــري‬ ‫جــداري احلــوض الداخــي واخلارجــي عــى عــدد مــن النقــوش‬
‫عنــد التقــاء وادي املعتــدل مــع وادي العــا أو وادي القــرى‬ ‫الدادانيــة واللحيانيــة واملعينيــة والثموديــة والعربيــة‪( .‬صــورة)‬
‫الــذي يعــد مــن أشــهر األوديــة يف اجلزيــرة العربيــة‪ .‬تبلــغ‬ ‫‪ .2‬املعبــد‪ :‬وهــو مــا كشــفت عنــه تنقيبــات جامعــة امللــك ســعود‬
‫مســاحة التــل نحــو ‪ 250‬مــر * ‪ 200‬مــر‪ ،‬وهــو عبــارة عــن‬ ‫يف هــذا املوقــع‪ ،‬حيــث يوجــد معبــد خصــص لعبــادة اإللــه ذي‬
‫مرتفــع تغطــي الرمــال معظــم اجزائــه وتنتــر عــى ســطحه‬ ‫غيبــة حســب مــا تــدل عليــه النقــوش التــي عــر عليهــا خــال‬
‫اجــزاء مــن أوان فخاريــة متنوعــة‪ ،‬كمــا تتضــح بعــض معالــم‬ ‫التنقيبــات‪ ،‬كمــا عــر داخــل املعبــد عــى عــدد كبــر مــن‬
‫أساســات املبــاين عــى الســطح الــذي ظهــر أنــه معبــد خصص‬ ‫التماثيــل اآلدميــة التــي نحتــت مــن احلجــر الرمــي والتــي تجاوز‬
‫لعبــادة اآللهــة الكتبــى حســبما مــا أظهرتــه التنقيبــات التــي‬ ‫بعضهــا طــول االنســان الطبيعــي‪ ،‬كمــا عــر عــى عــدد مــن األدوات‬
‫أجريــت يف هــذا املوقــع‪.‬‬ ‫احلجريــة املختلفــة الوظائــف كاملباخــر واملذابــح واملســاحن‬
‫ثالثـاً‪ :‬جبــل عكمــة‪ :‬وهــو أحــد اجلبــال والتــي تقــع يف اجلــزء‬ ‫واملســارج وغريهــا‪( .‬صــورة)‬
‫الشــمايل مــن محافظــة العــا ويتميــز بكونــه أشــبه مــا يكــون‬ ‫‪ .3‬املقابــر‪ :‬وهــي كذلــك إحــدى أبــرز العنــارص التــي اشــتهر‬
‫باملكتبــة املفتوحــة املليئــة بالنقــوش مــن لغــات مختلفــة‬ ‫املوقــع بهــا‪ ،‬حيــث يمكــن مالحظــة عــدد ًا مــن املقابــر املنحوتــة‬
‫وبالرســوم الصخريــة كذلــك‪ ،‬وقــد أمدتنــا النقــوش يف هــذا‬ ‫عــى واجهــة اجلبــل الرشقــي املحــاذي لهــذا املوقــع‪ ،‬ومــن أبــرز‬
‫املوقــع بمعلومــات وافــرة عــن طبيعــة حيــاة الدادانيــن‬ ‫هــذه املقابــر هــي مــا ســميت بمقابــر األســود والتــي تقــع يف اجلــزء‬
‫واللحيانيــن‪ ،‬كمــا قدمــت معلومــات مهمــة حيــال بعــض‬ ‫اجلنــويب مــن هــذا اجلبــل حيــث زينــت مقربتــن متجاورتــن‬
‫الوظائــف التــي كان يتقلدهــا بعــض رجــال املعبــد آنــذاك‪.‬‬ ‫بنحــت حليــوان األســد تكــرر مرتــن أعــى كل مقــرة‪ ،‬وقــد‬

‫‪65‬‬ ‫‪64‬‬
‫الممالك القديمة‬

‫مالمح من فن نحت التماثيل‬


‫في الحضارة الدادانية‬
‫أستاذ‪ ،‬كلية السياحة واآلثار‪ ،‬جامعة الملك سعود‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬سعيد بن فايز السعيد‬

‫اللبــوه التــي جســدت عــى ســطح صخــرة بإتقــان وهــي ترضــع شــبلها‪ ،‬أو تلــك املنحوتــات‬ ‫األثريــة  مــدى االزدهــار والــراء االقتصــادي الــذي‬
‫‪1‬‬
‫لقــد عكســت املعثــورات‬
‫احليوانيــة والنباتيــة املرافقــة لنقــش امللــك الــدادين عــايص حيــث يظهــر عــى ســطحها نحت‬ ‫عاشــته دادان خــال عــر اململكــة الدادانيــة وخالل عــر مملكة حليــان‪ ،‬وتربز‬
‫بــارز يجســد مجموعــة مــن احليوانــات‪ .‬وتجســيد هــذه احليوانــات وغريهــا ممــا تكــرر يف‬ ‫مــن بــن منتجــات احلضــارة‪ ،‬تلــك املنحوتــات مــن التماثيــل التــي عــر عليهــا يف‬
‫املنحوتــات الدادانيــة ال شــك أنــه يحمــل مــؤرشات عــى ثمــة وجــود بعــد فكــري عقــدي‬ ‫املركــز الدينــي أو يف املرافــق العمرانيــة املحيطــة بمركــز مدينــة دادان‪.‬‬
‫لــدى ســكان دادان جعلهــم يجســدون بعــض احليوانــات عــى القطع األثــري أو مســتقلة بذاتها‬ ‫وممــا يلفــت االنتبــاه حق ًا هــو إن تلــك التماثيل ذات جــودة وإتقان يف التجســيد‬
‫كداللــة رمزيــة عــى قداســة تلــك احليوانــات كرمــوز دينيــة ترتبــط باملعبــودات الدادانيــة‪،‬‬ ‫واإلنتــاج‪ ،‬ممــا يجعــل املــرء أمــام هــذه احلبكة املتقنــة يف الصناعــة قد يتســاءل من‬
‫أو كقرابــن تقــدم لآللــة مــن أجــل أن تحقــق ملقدمهــا رىض اآللهــة عنــه وتســبغ نعمــة الــرزق‬ ‫أيــن لســكان دادان آنــذاك كل هــذه املعرفــة واإلتقــان لقواعــد التجســيد واملنظور‬
‫واحلمايــة عليــه وعــى ذريتــه مــن بعــده‪.‬‬ ‫يف فــن النحــت‪ ،‬وهــل كان ذلــك نتيجــة لنقــل مبــارش مــن الثقافــات املجــاورة‬
‫كذلــك األمــر فيمــا يتعلــق بالتماثيــل البرشيــة التــي كشــف عنهــا ســواء يف دادان نفســها أو يف‬ ‫يف بــاد الشــام ومــر وبــاد الرافديــن كمــا تذهــب إىل ذلــك بعــض الدراســات‬
‫حــوارض ممالــك جزيــرة العــرب القديمة‪ ،‬فبينما كانــت النظرة الســائدة التي كررتها ورســختها‬ ‫احلديثــة‪ .‬ويدلــل أصحــاب تلــك الدراســات عــى ذلــك بوجــود عالقــات وتواصل‬
‫كتــب الـراث العــريب بــدون اســتثناء مــن أنهــا عبــارة عــن أصنام تمثــل آلهــة الشــعوب والقبائل‬ ‫مبــارش تــم مــن خــال تســيري ســكان دادان للقوافــل التجاريــة إىل مناطــق‬
‫‪4‬‬
‫العربيــة‪ ،‬إال إن احلقيقــة الثابتــة التــي أثبتتهــا مضامــن النقــوش العربيــة القديمــة إن شــمالية‬ ‫وحــوارض تلــك احلضــارات‪.2‬‬
‫أو جنوبيــة تفــي إىل التأكيــد عــى إن تلــك التماثيــل البرشيــة هــي يف حقيقتهــا أهــداءات‬ ‫صحيــح إن املتمعــن بأســلوب املنحوتــات البرشيــة ال يخفــى عليــه وجود مســحة‬
‫وتقدمــات قربانيــة يتقــدم بهــا أتبــاع تلــك املعبــودات إىل آلهتهــم لرتمــز لهــم ولكي تربهــن هذه‬ ‫مــن تشــابه يف األســلوب الفنــي عــى بعضهــا مــع تلــك التماثيــل مــن حضــارات‬
‫‪5‬‬
‫التماثيــل عــى طاعتهــم آللهتهــم ووضــع أنفســهم يف خدمتهــا تعزيــزا حلضورهــم الدائــم واحلظــوة‬ ‫مــر وبــاد الشــام أو الع ـراق‪ .‬وشــواهد التاريــخ تشــر بــكل وضــوح إىل براعــة‬
‫بنعيــم اإللــه وبركتهــا‪ ،‬ولعــل ما يؤكــد ذلك هــو تلك االختالفــات الظاهــرة عىل هيئــة التماثيل‬ ‫ســكان اجلزيــرة العربيــة عمومــا وتمكنهــم آنــذاك ومنــذ بدايات العــر احلجري‬
‫خصوصــا يف مالمــح الوجــه التــي ســعى النحــات أن يجعلهــا تحاكــي إىل حــد مــا وجــه مقدمهــا‬ ‫احلديــث يف اتقــان فــن الرســم عــى واجهــات الصخــور ومــن خــال طــرق‬
‫أو صاحبهــا‪ ،‬ويعــزز مــن ذلــك أيضـ ًا هــو إن أحــد التماثيــل الدادانيــة الكبــرة (لوحــة ‪ )7‬جــاء‬ ‫وأســاليب متنوعــة تـراوح بــن النحــت الغائــر والبــارز والرســم بالكشــط واحلــك‬
‫‪ .1‬اليد اليمنى لتمثال‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬بني القرنني اخلامس‬ ‫مكتوبـ ًا عــى صــدره بالقلــم اللحيــاين جملــة (ملــك حليــان)‪ ،‬مــا يشــر بــكل وضــوح إىل إن هــذا‬ ‫والرســم باحلــز والنقــر والطــرق أو الرســم باأللــوان‪.‬‬
‫واألول قبل امليالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪92-5 ،‬‬
‫التمثــال وربمــا أيضــا التماثيــل الدادانيــة ذات احلجــم الكبــر تخــص ملــوك حليــان‪ ،‬نصبوهــا‬ ‫واحلقيقــة التــي أثبتتهــا الدراســات احلديثــة لفــن النحــت والرســم الصخــري يف‬
‫‪ .2‬رأس تمثال‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬بني القرنني اخلامس‬
‫واألول قبل امليالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫يف املركــز الدينــي املكــرس للمعبــود اللحيــاين الرئيــس ذو غيبــة كداللــة رمزيــة عــى حضورهم‬ ‫شــمال اجلزيــرة العربيــة‪ 3‬عــى وجــه اخلصوص تؤكــد بأن ثمة مدرســة فنية نشــأت‬
‫ومشــاركتهم يف احليــاة الدينيــة واالجتماعيــة إن يف احليــاة أو بعــد املمــات‪.‬‬ ‫يف شــمال اجلزيــرة العربيــة يف عصــور مبكــرة مــن العرص احلجــري احلديــث آخذة‬
‫‪ .3‬قاعدة تمثال‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬بني القرنني اخلامس و‬
‫األول قبل امليالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫يف التطــور نحــو اإلبــداع يف األســلوب وإتقــان قواعد الرســم الفنــي بدرجة تضاهي‬
‫‪ .4‬نقش بارز تزينه لبؤة‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬بني القرنني اخلامس‬ ‫مــا كان متبعـ ًا يف فـرات تاريخيــة الحقــة يف مــدارس فنيــة كــرى يف بــاد الشــام‬
‫واألول قبل امليالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪15D2 ،‬‬ ‫ومــر وبــاد الرافديــن‪ .‬لقــد أبــدع فنــان املنطقــة آنــذاك يف نحــت األشــكال‬
‫‪ .5‬تمثال لرجل‪ ،‬مكسور عىل مستوى الركبتني‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪،‬‬ ‫اآلدميــة واحليوانيــة عــى الصخــر وســفوح اجلبــال‪ ،‬ومــا تلــك الشــواهد التــي‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1002853 ،‬‬ ‫بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد‬
‫كشــف عنهــا يف موقــع جبــة والشــويمس يف منطقــة حائــل‪ 4‬إال أدلــة ماديــة تشــهد‬
‫‪ .6‬تمثال لرجل‪ ،‬مكسور عىل مستوى الركبتني‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪،‬‬
‫بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪،‬‬
‫عــى براعــة فنــان املنطقــة يف توظيــف مهارتــه الفائقــة يف تجســيد مناظــر الرعــي‬
‫‪ 137D4‬و ‪136D4‬‬ ‫والصيــد‪ ،‬كمــا تربهــن مــن جانــب آخــر عــى قدم فــن النحــت الغائــر والبــارز عىل‬
‫‪ .7‬الذراع اليرسى لتمثال‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬بني القرنني اخلامس‬
‫‪1‬‬
‫أســطح الصخــور‪ ،‬خصوص ـ ًا تلــك الرســوم املنحوتــة عــى أســطح صخــور جبــل‬
‫واألول قبل امليالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫أم ســنمان يف جبــة وجبــال ال ـراط واملنجــور يف الشــويمس التــي يعــود تاريخهــا‬
‫إىل العــر احلجــري احلديــث‪ ،5‬ومــن امللفــت لالنتبــاه حقـ ًا إن تلــك الرســومات‬
‫الصخريــة جــاءت وفــق خصائــص فنيــة مبنيــة عــى قواعــد روعــي فيهــا أبعــاد‬
‫املنظــور يف إظهــار التفاصيــل الترشيحيــة لألجســام البرشيــة واحليوانيــة‪ ،‬كذلــك‬
‫نحتــت األجســام وفــق منظــور يميــز بــن حجــم اإلنســان واحليــوان املصــور عــى‬
‫ســطح‪.‬‬
‫مســوغات نحــت التماثيــل‪ :‬باســتثناء عــدد قليــل مــن املنحوتات‬
‫النباتيــة والزخرفيــة جــاء مجمــل التماثيــل يف احلضــارة الدادانيــة عــى هيئتــن‬
‫‪6‬‬
‫إنســانية وحيوانيــة‪ ،‬مثــل النحــت البــارز عىل جانبــي مقابــر جبــل دادان والذي‬
‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫جــاء عــى هيئــة أســود‪ ،‬أو عــى هيئــة أســد منفصــل مــن الربونــز‪ ،‬كذلــك نحــت‬
‫‪3‬‬

‫‪.Bednarik, 2005: 49  4‬‬ ‫‪  1‬السعيد‪ ،‬وآخرون‪2013 ،‬؛ الذييب‪ ،‬وآخرون‪1437 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪Bednarik, 2015: 1   5‬‬ ‫‪ ;Kaskel, 1935: 57; Parr 1989: 62, 65. Saleh 1971: 26  2‬؛ لطفي‪.136 :1988 ،‬‬
‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬
‫‪Khan, 2013: 447  3‬‬
‫الممالك القديمة‬

‫موقع أم درج‪ :‬مكوناته ومكانته لدى اللحيانيين‬


‫النائب السابق لرئيس هيئة السياحة والتراث الوطني‬ ‫د‪ .‬حسين بن علي أبو الحسن‬

‫تحمــل نقــوش كتبــت باخلــط اللحيــاين‪ ،‬إضافــة اىل ذلــك تــم العثــور عــى مذابــح منحوتــة‬ ‫موقــع أم درج مــن أبــرز املواقــع األثريــة يف محافظــة العــا ويتكامــل مــع‬
‫مــن احلجــر جــاءت بأشــكال مختلفــة منهــا املربــع واملســتطيل والدائــري ونصــف الدائــري‪،‬‬ ‫املواقــع األثريــة األخــرى التــي تعــود للفــرة اللحيانيــة (احلجــر‪ ،‬اخلريبــة‪،‬‬
‫وعــر يف املوقــع أيضـ ًا عــى عــدد كبري مــن النقــوش بعضهــا دون عــى الواجهــات الصخرية يف‬ ‫عكمــة‪ ،‬تــل النثلــة‪ ،‬خيــف الزهــرة‪ ،‬الرزيقيــة)‪ ،‬ويقــع جبــل أم درج عــى‬
‫جبــل أم درج وبعضهــا نقــش عــى ألــواح حجريــة أعــدت لغــرض الكتابــة‪ ،‬ودونــت النقــوش‬ ‫الزاويــة اجلنوبيــة ملدخــل وادي ســاق الواقــع يف اجلهــة الشــمالية الغربيــة‬
‫باخلطــن اللحيــاين واملعينــي وعــدد قليــل منهــا دون باخلــط اآلرامــي إضافــة إىل مجموعــة‬ ‫مــن محافظــة العــا مقابــل موقــع اخلريبــة األثــري‪ ،‬وســمي هــذا اجلبــل بـــ (أم‬
‫مــن الكتابــات اإلســامية كتبــت عــى الواجهــات الصخريــة أســفل اجلبــل‪ ،‬وبعــض النقوش‬ ‫درج) لوجــود درج منحــوت يف الصخــر يبــدأ مــن ســفح اجلبــل وينتهــي يف‬
‫اللحيانيــة جــاءت بســنوات حكــم ملــوك حليــان وجميــع املنحوتات التــي وجــدت باملوقع‬ ‫قمتــه‪ ،‬ونتيجــة لعوامــل التعريــة مــن ريــاح وأمطــار انهــارت بعــض أجــزاء‬
‫‪5‬‬
‫يعتقــد أنــه تــم قطعهــا ونحتهــا باملوقــع ذاتــه‪ ،‬كمــا أن احلجــارة التــي شــيدت بهــا املنشــآت‬ ‫الــدرج وتآكلــت يف بعــض املناطــق (املنطقــة الوســطى) وبقيــت واضحــة‬
‫املعماريــة املبنيــة باملوقــع مقطوعــة مــن اجلبل نفســه‪.‬‬ ‫للعيــان خصوصـ ًا يف األجــزاء الســفلية مــن اجلبــل ويف قمتــه‪ .‬ومن خــال اللقى‬
‫وتكمــن أهميــة املوقــع أنــه يؤكــد وجــود مدرســة حليانيــة محليــة متخصصــة يف النحــت‬ ‫األثريــة التــي وجــدت باملوقــع يمكننــا القــول بــأن تاريــخ املوقــع يعــود للفرتة‬
‫الصخــري والتعامــل مــع احلجــر وتطويعــه يف إخــراج أعمــال فنيــة رائعــة تتوافــق مــع‬ ‫اللحيانيــة املتأخــرة أي مــن القــرن الرابــع اىل األول قبــل امليــاد‪ ،‬وهــي الفــرة‬
‫احتياجــات االنســان يف ذلــك العــر‪ ،‬وجــاءت هــذه املدرســة نتيجــة احتــكاك الفنــان‬ ‫التــي شــهد فيهــا املوقــع أوج ازدهــاره‪.‬‬
‫اللحيــاين واطالعــه عــى منتجــات املــدارس الفنيــة يف املناطــق احلضاريــة التــي تربطهــا‬ ‫يتميــز املوقــع بوجــوده عــى قمــة جبــل شــبه اســطواين الشــكل‪ ،‬تــم اختيــاره‬
‫‪3‬‬ ‫عالقــات اقتصاديــة أو سياســية مــع مملكــة حليــان ممــا جعــل الفنــان اللحيــاين يؤثــر‬ ‫بعنايــة فائقــة ليكــون مقــر ًا ملمارســة الشــعائر الدينيــة‪ ،‬وهــو مطــل عــى موقــع‬
‫ويتأثــر بهــذه احلضــارات‪ ،‬ولعــل موقــع عاصمــة مملكــة حليــان عــى الطريــق التجــاري املهــم‬ ‫اخلريبــة الــذي يعــد املركــز الرئيــس للمدينــة أضافــة اىل ارتفاعــه عــن‬
‫الــذي يربــط جنــوب اجلزيــرة العربيــة ببــاد الشــام وبــاد الرافديــن ومــر ســاعد يف هــذا‬ ‫منســوب األرض بحيــث يكــون قريب ـ ًا مــن الســماء‪ ،‬وهــذا نجــده يف كثــر‬
‫‪4‬‬ ‫التواصــل‪ ،‬وبالرغــم مــن ذلــك حافــظ الفنــان اللحيــاين عــى خصوصيتــه الفنيــة حيــث‬ ‫مــن املعابــد واملراكــز الدينيــة عنــد العــرب قديمــا خصوصـ ًا يف شــمال اجلزيــرة‬
‫جــاءت منتجاتــه مرتبطــة بصبغتــه املحليــة املتمثلــة يف الشــكل واللبــاس واحلــرف الــذي‬ ‫العربيــة‪ ،‬وممــا يزيــد مــن أهميــة هــذا املوقــع ارتباطــه بموضــوع الديانــة لدى‬
‫كتــب بــه‪ ،‬ولهــذا نجــد أن هــذه التحــف الفنيــة التــي تمثلــت يف نتاجهــم املعمــاري الــذي‬ ‫اللحيانيــن حيــث أثبتــت النقــوش واللقــى األثريــة األخــرى التــي وجــدت‬
‫يشــتمل عــى تفاصيــل فنيــة دقيقــة جــاءت عــى شــكل زخــارف معماريــة نحتهــا الفنــان‬ ‫يف املوقــع أنــه كان محج ـ ًا للمعبــود الرئيــس للحيانيــن (ذو غيبــة)‪ ،‬وكانــت‬
‫‪6‬‬
‫لتوضــع حليــات زخرفيــة يف املبــاين خصوص ـ ًا الدينيــة منهــا مثــل وجــود نحــت األفعــى‬ ‫تقــدم لــه النــذور والقرابــن يف هــذا املوقــع مــن الــزوار املتعبديــن لــه ســواء من‬
‫‪ .1‬وجه لتمثال نذري‪ ،‬معبد أم درج‪ ،‬العال‪ ،‬بني القرنني‬
‫اخلامس واألول قبل امليالد متحف العال لآلثار‬ ‫الــذي زينــت بــه بعــض املبــاين ألســباب قــد تكــون عقديــة ولهــا ارتبــاط بامليثولوجيــا لدى‬ ‫اللحيانيــن أنفســهم أو مــن التجــار والــزوار القادمــن للمنطقــة مــن اخلــارج‬
‫والرتاث الشعبي‪1-06-1-002364 ،‬‬
‫اللحيانــن كمــا هــو احلــال لــدى كثــر مــن الشــعوب يف العالــم القديــم‪.‬‬ ‫كاملعينيــن‪.‬‬
‫‪ .2‬تمثال نصفي نذري‪ ،‬معبد أم درج‪ ،‬العال‪،‬‬
‫بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد متحف العال‬
‫ونظــر ًا ألهميــة توفــر امليــاه يف املوقــع قــام اللحيانيــون بحفر خزانــن لتجميع‬
‫لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1-002696 ،‬‬ ‫امليــاه نحتــت بشــكل قمعــي يف منطقــة مســتوية يف قمــة اجلبــل لتجميــع مياه‬
‫‪ .3‬تمثال نذري‪ ،‬معبد أم درج‪ ،‬العال‪،‬‬ ‫األمطــار واالســتفادة منهــا طــوال الســنة إضافــة إىل امليــاه التــي تجلــب مــع‬
‫بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد متحف العال‬
‫لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1-002681 ،‬‬
‫املتعبديــن والــزوار يف األواين الفخاريــة التــي وجــدت كــر منهــا منتــرة‬
‫عــى ســطح املوقــع‪.‬‬
‫‪ .4‬تمثال نذري‪ ،‬معبد أم درج‪ ،‬العال‪،‬‬
‫بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد متحف العال‬
‫لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1-002676 ،‬‬
‫معبــد مبنــي محليـا ً قــام قطــاع اآلثــار واملتاحــف بالهيئــة العامــة‬
‫‪ .5‬اجلبل الذي يقع يف قمته معبد أم درج‪ ،‬العال‬ ‫للســياحة والـراث الوطنــي بتنفيــذ موســمني ألعمــال إنقاذيــة يف املوقــع األول‬
‫الهيئة امللكية ملحافظة العال‬
‫كان عــام ‪ 2001‬م تــم خاللــه توثيــق الظواهــر األثريــة يف املوقــع وجمــع عــدد‬
‫‪ .6‬معبد أم درج‪ ،‬العال الهيئة امللكية ملحافظة العال‬
‫‪7‬‬ ‫قليــل مــن املنحوتــات احلجريــة‪ ،‬واملوســم الثــاين عــام ‪ 2016‬م تــم خاللــه تنفيذ‬
‫‪9‬‬ ‫‪ .7‬تمثال نصفي نذري‪ ،‬معبد أم درج‪ ،‬العال‪،‬‬
‫بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد متحف العال‬
‫حفريــة إنقاذيــة يف التــل الرئيــس باملوقــع كشــفت عــن بقايــا املبنــى الرئيــس‬
‫لآلثار والرتاث الشعبي‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫للمعبــد الــذي كانــت تمارس فيــه الطقــوس الدينية يف ذلــك الوقــت إضافة اىل‬
‫‪ .8‬تمثال نصفي نذري‪ ،‬معبد أم درج‪ ،‬العال‪،‬‬ ‫العديــد مــن اللقــى األثريــة‪ ،‬وتــم خــال هــذا املوســم جمــع معظــم امللتقطــات‬
‫بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد متحف العال‬
‫لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1-002704 ،‬‬
‫الســطحية يف املوقــع وهــي عبــارة عــن عــدد كبري مــن أجــزاء لتماثيــل منحوتة‬
‫مــن احلجــر جــاءت بأحجــام مختلفــة منهــا مــا هــو بحجــم اإلنســان الطبيعــي‬
‫‪ .9‬تمثال نصفي نذري‪ ،‬معبد أم درج‪ ،‬العال‪،‬‬
‫بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد متحف العال‬ ‫ومنهــا مــا هــو أصغــر ال يزيــد طولــه عــن ‪ 15‬ســم‪ ،‬كمــا تــم العثــور يف املوقــع عــى‬
‫لآلثار والرتاث الشعبي‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عــدد مــن املجامــر منحوتــة من احلجــر بعضها تحمــل رســوم حليوانــات وبعضها‬

‫‪69‬‬ ‫‪68‬‬
‫جر‪ ،‬شقيقة‬ ‫ال ِ‬
‫ح ْ‬
‫الممالك القديمة‬

‫البتراء الصغيرة‬
‫البحريــة عــن طريــق البحــر األحمــر اعتبــار ًا مــن القــرن الثــاين‬ ‫النبطيــة املســتقلة عــى هامــش اإلمرباطوريــات الكــرى‪ ،‬ووصلــت‬
‫قبــل امليــاد‪ ،‬وخاصــة مــن عهــد أغســطس (‪ 27‬ق‪.‬م‪ 14 - .‬م)‪ .‬كان‬ ‫يف أقــى امتــداد لهــا إىل دمشــق شــما ًال وإىل احلجــاز جنوب ـاً‪ ،‬أي‬ ‫ليلى نعمة مديرة أبحاث‪ ،‬المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي‪،‬‬
‫المديرة المشاركة للبعثة الفرنسية‪-‬السعودية في ال ِ‬
‫ح ْجر‬
‫مــن املهــم يف هــذا الســياق اجلديــد تهيئــة أماكــن إلعــادة شــحن‬ ‫مــا يقــرب مــن ‪ 800‬كــم كخــط نظــر‪ .‬كانــت محــط أطمــاع مــن‬
‫البضائــع مــن خــط العــرض الــذي كانــت تعاكــس عنــده حركــة‬ ‫جانــب جريانهــا األقويــاء بســبب األربــاح التــي كانــت تجنيهــا‬ ‫أستاذ جامعي‪ ،‬جامعة باريس األولى بانتيون‪-‬سوربون‬ ‫فرنسوا فيلنوف‬
‫املالحــة يف شــمال البحــر األحمــر بســبب فقــدان تأثــر الريــاح‬ ‫مــن تجــارة املنتجــات الثمينــة‪ ،‬وتــم ضمهــا يف نهايــة املطــاف عــى‬
‫‪ 31‬بئراً‬ ‫املوســمية القادمــة مــن املحيــط الهنــدي والتيــارات العكســية‪.‬‬ ‫يــد اإلمرباطــور تراجــان يف عــام ‪ 106‬ميــادي‪ ،‬لتشــكيل الواليــة‬
‫محطة سكة‬
‫حديد الحجاز‬
‫واقعــة عــى بعــد ســبع محطــات مــن البحــر‪ ،‬لعــل ِ‬
‫احل ْجــر‬ ‫ً‬ ‫العربيــة الرومانيــة‪.‬‬
‫‪ 38‬بئراً‬ ‫أصبحــت بذلــك النقطــة التــي كانــت تغــادر منهــا البضائــع‬ ‫كان األنبــاط عرب ـاً‪ ،‬وهــذا يعنــي خصوص ـ ًا أنهــم كانــوا يف تلــك‬ ‫احل ْجــر (أو مدائــن صالــح‪ ،‬وهــو اســم أعطــي للموقــع يف فــرة‬ ‫ِ‬
‫املفرغــة يف مينــاء لويكــه كومــه ‪ Leukè Komè‬القديــم ‪ -‬الــذي‬ ‫الفــرة يتكلمــون دون شــك شــك ًال مــن أشــكال اللغــة العربيــة‪،‬‬ ‫الوجــود العثمــاين) هــي مدينــة مــن مــدن التخــوم اجلنوبيــة‬
‫السور الحديث‬
‫مــا يــزال تحديــده موضــع نقــاش ‪ -‬نحــو الشــمال حتــى البــراء‪،‬‬ ‫والــذي مــا زال يتعــن تحديــد خصائصه اللغويــة‪ .‬أســماؤهم عربية‬ ‫للمملكــة النبطيــة‪ ،‬واكتســبت هــذه األخــرة وســكانها شــهرة‬
‫عــر طريــق القوافــل الــذي تــم العثــور عــى محطاتــه الكــرى‪.‬‬ ‫بوضــوح أحيانـاً‪ ،‬وكتابتهــم املســتمدة مــن األبجديــة اآلراميــة‪ ،‬هي‬ ‫عامليــة بفضــل املدافــن الصخريــة ذات الواجهــات الضخمــة‪،‬‬
‫جبل المحجر‬ ‫احل ْجــر منــذ مــا قبــل‬ ‫وبنــاء عليــه‪ ،‬فاألنبــاط موجــودون يف ِ‬ ‫التــي اختارتهــا وطورتهــا أوىل اإلمــارات العربيــة اعتبــار ًا مــن‬ ‫والتــي نحتوهــا يف صخــور عاصمتهــم البــراء يف األردن‪ .‬كان‬
‫‪ 11‬بئراً‬ ‫جبل أثلب‬ ‫ً‬
‫مطلــع القــرن األول امليــادي‪ .‬كانــت املدينــة الوفــرة املــاء‪ ،‬نظــر ًا‬ ‫القــرن الرابــع امليــادي‪ ،‬لكتابــة اللغــة العربيــة املحكيــة آنــذاك‪.‬‬ ‫األنبــاط رعيانـ ًا مــن البــدو الرحــل الذيــن انخرطــوا يف تجــارة املر‬
‫قصر البنت‬
‫إلنشــائها يف ســهل غرينــي (طميــي) حيــث كان منســوب امليــاه‬ ‫والبخــور واألطيــاب (العطــور والتوابــل) يف نهايــة القــرن الرابــع‬
‫‪ 40‬بئراً‬ ‫اجلوفيــة عــى عمــق أقــل مــن عــرة أمتــار تحــت األرض قبــل‬ ‫على طريق التبادل التجاري‬ ‫قبــل امليــاد‪ .‬وكانــوا ينقلونهــا بواســطة قوافــل مؤلفــة بأكملهــا مــن‬
‫جبل الخريمات‬ ‫املكننــة‪ ،‬كانــت واحــة قبــل كل يشء‪ ،‬وكانــت ‪ 132‬بــر ًا ‪ -‬مــا‬ ‫أظهــرت التنقيبــات السعودية‪-‬الفرنســية التــي بــدأت يف عــام‬ ‫اجلمــال‪ ،‬مــن أماكــن اإلنتــاج يف جنــوب غــريب جزيــرة العــرب‪،‬‬
‫زال معظمهــا بادي ـ ًا للعيــان ‪ -‬تتيــح الــري إلنمــاء نخيــل التمــر‪،‬‬ ‫احل ْجــر يف منتصــف القــرن األول‬ ‫‪ 2008‬أن األنبــاط اســتقروا يف ِ‬ ‫والعربيــة الســعيدة الــواردة عنــد كلوديــوس بطليمــوس‪ ،‬إىل البــراء‬
‫وأشــجار الفاكهــة‪ ،‬والبقوليــات‪ ،‬والقمــح وحتــى القطــن‪ ،‬مــع أنــه‬ ‫قبــل امليــاد‪ ،‬بعــد حــوايل ‪ 250‬عام ـ ًا مــن اســتقرارهم يف البــراء‪.‬‬ ‫وغــزة‪ ،‬وهــي مينــاء قديــم كبــر عــى البحــر األبيــض املتوســط‪،‬‬
‫نبــات رشه للمــاء‪.‬‬ ‫يمكــن ربــط هــذا االســتيطان النــايئ جــد ًا ‪ -‬تقــع ِ‬
‫احل ْجــر عــى‬ ‫حيــث تغــادر هــذه املنتجــات املطلوبــة واملرغوبــة إىل أماكــن‬
‫جبل االحمر‬ ‫بعــد ‪ 500‬كــم جنــوب العاصمــة ‪ -‬بتكثيــف حركــة التجــارة‬ ‫اســتهالكها‪ ،‬يف رومــا واملــدن الرومانيــة الكبــرة‪ .‬تطــورت اململكــة‬
‫مقربة قرص البنت‪ ،‬احلِ ْجر‬
‫قصر الصانع‬
‫قصر الفريد‬
‫موقع لم يمس تقريبا ً منذ‬ ‫أوبري راجيه‪2018 ،‬‬

‫القرن الخامس الميالدي‬


‫أنشــأ األنبــاط فيهــا مدينــة عــى صورتهــم‪ ،‬مشــيدين أو ناحتــن‬
‫بعــدد أقــل‪ ،‬وأحيانــ ًا بجــودة أقــل‪ ،‬جميــع أوابــد ســجلهم‬
‫ليىل نعمة‬ ‫مخطط احلِ ْجر‬
‫املعمــاري‪ :‬نحــو مئــة مدفــن ذات واجهــات‪ ،‬غالبــ ًا مــا تكــون‬
‫املركز احلرضي‬ ‫مناطق آبار‬ ‫املدافن‬
‫أفضــل حفظــ ًا مــن تلــك املوجــودة يف البــراء‪ ،‬موزعــة يف عــدة‬
‫السور احلايل للموقع‬ ‫املعابد‬
‫مقابــر تحيــط باملدينــة؛ قاعــات مــآدب مخصصــة الجتماعــات‬
‫األخويــات الدينيــة‪ ،‬أضخمهــا تلــك املعروفــة محليــ ًا باســم‬
‫الديــوان‪ ،‬ومنحوتــة عنــد مدخــل فــج يذكــر عــى نحــو مصغــر‬
‫سلســلة مــن القمــم الصخريــة املحيطــة بحيــز طبيعــي محمــي‪،‬‬ ‫بســيق البــراء؛ ونصــب (بيتيــات)‪ ،‬ومذابــح وغريهــا مــن األوابــد‬
‫وهــو جبــل أثلــب‪ ،‬إحــدى أكــر املناطــق ســحر ًا يف املوقــع‪ .‬نقــب‬ ‫ذات الطابــع الدينــي التــي تنتصــب أحيانــ ًا يف كــوى غنيــة‬
‫العديــد مــن هــذه القاعــات‪ ،‬وكشــف فيهــا عــن قواريــر فخاريــة‬ ‫الزخرفــة‪ .‬ترمــز النصــب (البيتيــات‪ ،‬بيــت إيــل يف اللغــات‬
‫كاملــة تقريبــاً‪ ،‬وآخــر بقايــا الوجبــات املزينــة باملرشوبــات‬ ‫الســامية وتعنــي «بيــت اإللــه») إىل اآللهــة التــي يعبدهــا‬
‫التــي كان يتناولهــا األنبــاط هنــاك يف مجموعــات مــن ثالثــة‬ ‫األنبــاط‪ ،‬وتتخــذ شــكل حجــارة رمليــة بســيطة منحوتــة عــى‬
‫عــر شــخصاً‪ ،‬يســليهم موســيقيان‪ ،‬وفيهــا كانــت تناقــش الشــؤون‬ ‫نحــو بــارز يف اجلــدران الصخريــة‪ ،‬وارتفاعهــا ضعــف عرضهــا‪.‬‬
‫القبليــة والسياســية‪ .‬ولهــذا الســبب بــا شــك حظــر الرومــان هــذه‬ ‫عبــدت بعــض اآللهــة‪ ،‬مثــل العــزى‪ ،‬أيضـ ًا يف مكــة قبــل اإلســام‪،‬‬
‫االجتماعــات‪ ،‬هنــا كمــا يف أماكــن أخــرى يف اإلمرباطوريــة‪ ،‬والتــي‬ ‫وهــو ليــس باألمــر املفاجــئ نظــر ًا ألن ديانــة األنبــاط تنتمــي إىل‬
‫كان يمكــن أن تــؤدي إىل نزاعــات‪ ،‬بــل حتــى إىل اضطرابــات‪.‬‬ ‫أرسة أديــان جزيــرة العــرب مــا قبــل اإلســام‪ .‬غالبـ ًا مــا يبتهلــون‬
‫احل ْجــر تبقــى مدينــة يف الريــف واقعــة عنــد التخــوم‪،‬‬ ‫غــر أن ِ‬ ‫إىل إلههــم الرئيــي ذو الــرى يف نقوشــهم‪ ،‬ويشــر اســمه إىل‬
‫أصغــر وأقــل غنــى باألوابــد مــن البــراء‪ .‬بيــد أن املشــهد الطبيعــي‬ ‫اجلبــل الــذي يطــل عــى البــراء‪.‬‬
‫فيهــا أكــر جمــا ًال نظــر ًا ألنــه مــا مــن بنــاء حديــث يعيــق الرؤيــة‪،‬‬ ‫تقــع جميــع قاعــات املــآدب املخصصــة لألخويــات الدينيــة ‪-‬‬
‫واحليــز املــكاين الضخــم أكــر انكشــافاً‪.‬‬ ‫التــي كان األنبــاط شــديدي الولــع بهــا ‪ -‬داخــل أو عــى حــواف‬

‫‪71‬‬
‫الممالك القديمة‬

‫الضيقــة ومؤلفــة مــن بيــوت منخفضــة (طابــق واحــد كحــد أقىص)‬ ‫النبطيــة‪ .‬وعــزز الســور يف القــرن األول امليــادي أيضــ ًا بأبــراج‬ ‫إىل اســم أصحــاب احلــق بالدفــن فيهــا‪ .‬بفضــل التنقيبــات التــي‬
‫ذات أســطح مســتوية تحملهــا جــذوع مــن النخيــل أو الطرفــاء‬ ‫كل ‪ 35‬مــر ًا تقريبــاً‪ ،‬ثــم بــدأ يتقــوض قبــل أن يتــم ترميمــه‬ ‫أجريــت يف العديــد منهــا وبفضــل دراســة اللقــى املســتخرجة ‪-‬‬
‫(األثــل)‪ ،‬وتخدمهــا أزقــة‪ .‬وهــي أيضــ ًا فــرة عظمتهــا الوحيــدة‪.‬‬ ‫يف نهايــة القــرن الثــاين‪ .‬يعكــس مخطــط مدينــة القــرن األول‬ ‫املحفوظــة جيــد ًا عــى نحــو خــاص بســبب الظــروف اجلويــة‬
‫ينتصــب يف وســطها معبــد‪ ،‬وينــدرج ضمــن حــرم مقــدس شاســع‬ ‫الغريــب الشــكل‪ ،‬مــع امتــداد كبــر عــى شــكل مثلــث باتجــاه‬ ‫شــديدة اجلفــاف الســائدة يف املنطقــة ‪ -‬كان مــن املمكــن ألول‬
‫تطــل عليــه كتلــة صخريــة مــن احلجــر الرمــي يبلــغ ارتفاعهــا‬ ‫الــرق‪ ،‬يعكــس إرادة الســلطات النبطيــة إلنشــاء مســاحة كبــرة‬ ‫مــرة اســتعادة الطقــس اجلنائــزي النبطــي‪ ،‬مــن وفــاة الفــرد إىل‬
‫حــوايل العــرة أمتــار‪ .‬ويف قمــة الكتلــة الصخريــة كانــت آبــدة‬ ‫يمكــن البنــاء فيهــا ومحميــة‪ ،‬أو مراقبــة‪ .‬مــن املؤكــد يف الواقــع‬ ‫نقــل جثتــه إىل بيتــه األبــدي‪ .‬تــرز البنــى املرتبطــة باملدافــن‬
‫ذات أربعــة أعمــدة مشــيدة بحجــارة رمليــة بيضــاء تشــكل نقطــة‬ ‫أن املدينــة األقــدم كانــت أصغــر‪ ،‬ولــم تكــن تشــغل ســوى اجلــزء‬ ‫مــن أســوار وقاعــات مــآدب فــوق ســطح األرض‪ ،‬ممــا يجعــل‬
‫الفتــة للنظــر يف املشــهد الطبيعــي‪ .‬يدعــو نقــش نبطــي عــر عليــه‬ ‫الغــريب مــن املنطقــة‪.‬‬ ‫مــن احلظــر الشــامل لــكل حركــة مــرور الســيارات يف محيطهــا‬
‫معــاد ًا اســتخدامه يف مــكان قريــب إىل االعتقــاد أنهــا كانــت‬ ‫املبــارش أمــر ًا ال غنــى عنــه‪ .‬بقــي املوقــع غــر ممســوس تقريب ـ ًا‬
‫مكرســة لـــ «إلــه الســماء»‪ .‬تظهــر يف جميــع املناطــق املنقبــة‬ ‫ألف عام من االستيطان المستمر‬ ‫منــذ أن غــادره آخــر ســاكنيه يف القــرن اخلامــس امليــادي‪ .‬ليــس‬
‫آثــار لزخرفــة حجريــة غنيــة تعــود إىل الفــرة النبطيــة‪ ،‬وأعيــد‬ ‫توحــي األســبار (املجســات) املنفــذة بديمومــة احليــاة املدينيــة يف‬ ‫مــن النــادر العثــور عــى قطــع مــن النقــود بعــد هطــول أمطــار‬
‫تدويرهــا وتبعــرت الحق ـ ًا يف مبــاين الفــرة املمتــدة بــن القرنــن‬ ‫الغــرب بــدء ًا مــن القــرن اخلامــس قبــل امليــاد‪ ،‬أي قبــل الفــرة‬ ‫غزيــرة عــى وجــه اخلصــوص‪ ،‬بــل حتــى عــى أواين كاملــة مــن‬
‫الثــاين والرابــع‪ .‬تعــد بقايــا بيــوت هــذا العــر الوحيــدة التــي‬ ‫النبطيــة بزمــن طويــل‪ .‬يبــدو أن األمــر يتعلــق يف البدايــة (بــن‬ ‫الفخــار يف املدينــة‪ ،‬كمــا لــو أن البيــوت قــد ُهجــرت باألمــس‪.‬‬
‫أبــرزت أرضيــات جميلــة مبلطــة‪.‬‬ ‫القرنــن اخلامــس والثالــث) بقريــة صغــرة تابعــة لــدادان‪ ،‬عاصمــة‬ ‫الديوان‪ ،‬احلِ ْجر‬
‫ويف املقابــل‪ ،‬شــهدت املدينــة بعــد انهيــار الســلطة النبطيــة تراجع ًا‬ ‫ذلــك العــر (إىل الشــمال تمام ـ ًا مــن العــا احلاليــة)‪ .‬ومــن ثــم‪،‬‬ ‫مدينة محاطة بسور‬ ‫تقــع املدينــة نفســها ‪ -‬بمعنــى منطقــة املســاكن ‪ -‬يف الوســط‪ ،‬يف‬ ‫إليوت رامبو‪2018 ،‬‬

‫واضح ـ ًا مــن حيــث جــودة البنــاء أوالً‪ ،‬اختفــت عنــارص الــرف‪،‬‬ ‫ربمــا تعلــق األمــر يف القرنــن الثــاين واألول قبــل امليــاد‪ ،‬حتــى‬ ‫وهــي لألســف مهدمــة بشــدة‪ ،‬لدرجــة أنــه لــم يكــن ينبثــق منهــا‬ ‫منطقــة منبســطة إىل حــد مــا‪ .‬تتناثــر املدافــن حولهــا‪ ،‬ويمكــن‬
‫ومــن ثــم مــن حيــث كثافــة التجمــع الســكاين‪ .‬لــم يالحــظ أي‬ ‫الفتــح النبطــي‪ ،‬بعاصمــة صغــرة مســتقلة ألنــه يبــدو أنهــا كانــت‬ ‫يشء قبــل عمليــات التنقيــب والرتميــم‪ ،‬عــدا عــن الفخــار وقطــع‬ ‫رؤيتهــا قــدر اإلمــكان مــن مركزهــا‪ ،‬ونحتــت يف أرومــة صخــور‬
‫انقطــاع يف االســتيطان البــري‪ ،‬ولكــن النســيج احلــري تقلــص‬ ‫تســك نقــوداً‪ ،‬ويتعلــق األمــر بنقــود غريبــة تمثــل أثينــا وبومتهــا‪،‬‬ ‫النقــود وبعــض اجلــدران‪ .‬ينبغــي القــول أنهــا مشــيدة بنســبة‬ ‫رمليــة تعــود بتاريخهــا إىل بدايــة حقــب احليــاة األوليــة‪ ،‬مــن‬
‫بمــرور الزمــن‪ .‬وبعــد منتصــف القــرن الرابــع‪ ،‬لــم يعــد هنــاك‬ ‫وهمــا ممثلتــان بخطــوط بســيطة للغايــة‪ ،‬وزودتنــا التنقيبــات‬ ‫‪ ٪ 90‬مــن طــوب اللــن‪ ،‬ووحدهــا أساســات جــزء مــن املبــاين‬ ‫حــوايل ‪ 500‬مليــون ســنة‪ ،‬وهــي آخــر آثــار احلــت الــذي خــدد‬
‫احل ْجــر ويبــدو أن آخــر جزيــرة ســكنية‪،‬‬ ‫مســكوكات أو نقــوش يف ِ‬ ‫بأكــر مــن ‪ 300‬قطعــة منهــا‪ .‬يفيــد اقــراح حديــث العهــد أن‬ ‫وبعــض العنــارص الضخمــة (إطــارات األبــواب‪ ،‬األعمــدة‪ ،‬التيجان)‬ ‫الصخــور الرمليــة بكثافــة متفاوتــة يف نهايــة العــر اجليولوجــي‬
‫وقــد أصبحــت قريــة صغــرة يف نقطــة مرتفعــة شــمال غــريب املوقــع‬ ‫املدينــة كانــت تنتمــي آنــذاك إىل حوالــة‪ ،‬وهــي مجموعــة مــن‬ ‫مــن احلجــر رمــي‪ .‬لقــد فعــل ســوء األحــوال اجلويــة فعلــه‪ ،‬وأكــر‬ ‫الثــايث‪ ،‬بــن ‪ 13‬و ‪ 5‬ماليــن ســنة خلــت‪ ،‬يف األماكــن التــي لــم‬
‫احلــري‪ ،‬اختفــت يف بدايــة القــرن اخلامــس امليــادي‪ .‬ومــن‬ ‫ســكان شــمال غــريب جزيــرة العــرب معروفــة مــن خــال نقــوش‬ ‫مــن ذلــك االنتــزاع املمنهــج للطــوب واحلجــارة بعــد هجــر املدينة‪،‬‬ ‫تكــن محميــة فيهــا بطبقــة مــن بازلــت تدفقــات احلمــم الربكانيــة‪.‬‬
‫ذلــك الوقــت‪ ،‬كانــت ِ‬
‫احل ْجــر مــا تــزال تــزار‪ ،‬ولكنهــا لــم تعــد‬ ‫عربيــة شــمالية ألجــل نزاعاتهــا مــع األنبــاط‪ .‬لــم يتــم تعيــن‬ ‫مــن أجــل تلبيــة احتياجــات قــرى وبلــدات املنطقــة‪ .‬لــم يمنــع‬ ‫تــؤرخ هــذه املدافــن ‪ -‬التــي تــراوح أبعادهــا مــن ‪ 3‬أمتــار إىل ‪22‬‬
‫مأهولــة‪ .‬كانــت قريــة ِ‬
‫احل ْجــر‪ ،‬ذات البيــوت املتناثــرة‪ ،‬واملعروفــة‬ ‫موضــع ســور هــذه املدينــة القديمــة بعــد‪.‬‬ ‫للح ْجــر‪ ،‬الدومينيكيــن أنطونــان‬ ‫هــذا أول مستكشــفني منهجيــن ِ‬ ‫مــر ًا ارتفاعـ ًا ‪ -‬مــن الفــرة الواقعــة مــا بــن عامــي ‪ 1‬و ‪ 75‬للميــاد‪.‬‬
‫يف العــر احلديــث والتــي كانــت تقطنهــا قبيلــة الفقــرا حتــى‬ ‫احل ْجــر أقــى اتســاع لهــا يف الفــرة النبطيــة‪ .‬وتشــغل‬ ‫بلغــت ِ‬ ‫جوســن ‪ Antonin Jaussen‬ورفائيــل ســافينياك ‪Raphaël‬‬ ‫وعــى عكــس مدافــن البــراء املغفلــة االســم‪ ،‬تــرز ثلــث الواجهات‬
‫منتصــف القــرن العرشيــن‪ ،‬كانــت عــى مبعــدة بضعــة كيلومــرات‬ ‫املبــاين كامــل املســاحة التــي داخــل األســوار‪ ،‬عــى شــكل أحيــاء‬ ‫‪ ،Savignac‬يف أوائــل القــرن العرشيــن‪ ،‬مــن تعيــن موضــع آثــار‬ ‫األربعــة والتســعني نقشـ ًا كتابيـ ًا نبطيـ ًا ذا طبيعــة قانونيــة يعطــي‬
‫املعبد النبطي واحلي السكني‬ ‫شــمايل غــرب املــكان‪.‬‬ ‫ســكنية عــى نحــو رئيــي‪ ،‬منظمــة مــن خــال بعــض املحــاور‬ ‫ضئيلــة لتجمــع ســكاين‪ ،‬بــل حتــى لســوره‪ ،‬والــذي يفصلــه عــن‬ ‫اســم املالــك (أو أســماء املالكــن)‪ ،‬وأحيان ـ ًا يكــن نســاء‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫جبهية املدفن ‪ ،IGN 21‬احلِ ْجر‬
‫يف وسط احلِ ْجر جوليان برفيليه‬ ‫أوبري راجيه‪2018 ،‬‬
‫الواحــة القديمــة وآبارهــا مجــرى وادي يحاذيهــا مــن الغــرب‪،‬‬
‫وذلــك عــى أرض ســهل مدائــن صالــح األوســط‪ ،‬واملعلــم بهضبتــن‬
‫صخريتــن يف اجلنــوب‪ ،‬وأخــرى صغــرة يف الشــمال‪ ،‬بكثيــب رمــي‬
‫كبــر يف الــرق وبتلتــن مــن احلجــر الرمــي يف الوســط‪.‬‬
‫تأكــدت هــذه البداهــات بدايـ ًـة مــن خــال األبحــاث الســعودية‬
‫يف تســعينيات القــرن العرشيــن‪ ،‬ثــم األبحــاث الســعودية‪-‬‬
‫الفرنســية‪ ،‬والتــي كشــفت مــن خــال املعاينــة امليدانيــة واملســح‬
‫اجليوفيزيــايئ واثنــي عــر قطــاع تنقيــب‪ ،‬كشــفت مدينــة‬
‫مســاحتها ‪ 52‬هكتــار ًا محاطـ ًـة بســور يبلــغ طولــه ‪ 3‬كــم ويتخللــه‬
‫ثــاث بوابــات يف احلــد األدىن وخمــس عــى األرجــح‪ .‬كان‬
‫التشــييد األول للســور رسيع ـاً‪ ،‬ويظهــر ذلــك مــن خــال ســمكه‬
‫املتفــاوت (مــن ‪ 1,30‬مــر إىل مــا يقــرب مــن ‪ 4‬أمتــار) وطابعــه‬
‫قليــل التكلــف‪ :‬أقســام مســتقيمة اخلطــوط طويلــة إىل حــد مــا‪،‬‬
‫تصلهــا ببعضهــا زوايــا مســتديرة‪ .‬يعــود تاريــخ بنائــه إىل القــرن‬
‫األول امليــادي‪ ،‬إىل بدايتــه عــى األرجــح‪ ،‬يف خضــم الفــرة‬

‫‪73‬‬ ‫‪72‬‬
‫جر‪ :‬مدينة تضم حامية‬ ‫ال ِ‬
‫ح ْ‬
‫عسكرية في العصر الروماني‬
‫أستاذ جامعي‪ ،‬جامعة باريس األولى بانتيون‪-‬سوربون‬ ‫فرنسوا فيلنوف‬

‫احل ْجــر كانــت رومانيــة‪ ،‬يتوقــع املــرء أنــه تمــت رومنتهــا‬‫بحكــم أن ِ‬ ‫قامــت اإلمرباطوريــة الرومانيــة بضــم اململكــة النبطيــة يف عــام ‪106‬‬
‫مثــل أي مدينــة أخــرى مــن مــدن اإلمرباطوريــة‪ ،‬خاصــة يف الــذروة‬ ‫ميــادي‪ ،‬وأصبحــت الواليــة العربيــة الرومانيــة‪ .‬وال تشــكل ِ‬
‫احل ْجــر‬
‫التــي بلغتهــا يف القــرن الثــاين‪ ،‬وشــهدت زيــادة يف التطــور‪ .‬ولكــن ال‬ ‫ـتثناء عــى الرغــم مــن ُبعدهــا اجلغــرايف‪ .‬ومنــذ نهايــة القــرن التاســع‬
‫اسـ ً‬
‫يوجــد أي أثــر للرومنــة‪ ،‬مــا مــن طــرق مرصوفــة‪ ،‬وال مخطــط منتظــم‪،‬‬ ‫عــر‪ ،‬تمــت قــراءة العديــد مــن اخلربشــات (غرافيتــي) املكتوبــة‬
‫وال مــرح‪ ،‬وال فــوروم‪ ،‬وال مؤسســات رومانيــة‪ :‬يظهــر النقــش املــؤرخ‬ ‫باليونانيــة والالتينيــة عــى جــدران صخريــة يف املنطقــة املجــاورة‬
‫مــن عــام ‪ِ 175‬‬
‫احل ْجــر محكومـ ًـة مــن قبــل شــخصية بــارزة تحمــل اســم ًا‬ ‫للح ْجــر‪ :‬عــى طــول الفــج الصخــري الــذي يتيــح املــرور‬ ‫مبــارش ًة ِ‬
‫نبطي ـاً‪ ،‬عمــرو بــن حيــان (وهــو ليــس مواطن ـ ًا روماني ـاً)‪ .‬أمــا بالنســبة‬ ‫باتجــاه العــا (دادان القديمــة)‪ ،‬يف األماكــن التــي تســمى عــى نحــو ذي‬
‫للنمــاء‪ ،‬فــإن العكــس هــو الصحيــح‪ :‬تضاءلــت الــروة يف نهايــة الفــرة‬ ‫داللــة باســم (مقعــد اجلنــدي) و (قــر اجلنــدي)‪ ،‬عــى احلــدود اجلنوبيــة‬
‫النبطيــة‪ ،‬بــل حتــى قبــل ذلــك بقليــل‪ .‬مــن بــن ‪ 1000‬قطعــة نقــود‬ ‫الرشقيــة لإلمرباطوريــة الرومانيــة؛ وإىل الــرق قليـ ًا مــن املدينــة أيضـاً‪،‬‬
‫تــم اكتشــافها‪ ،‬أقــل مــن ‪ 100‬قطعــة منهــا رومانيــة (مــن القــرن الثــاين‬ ‫عــى تلــة تــرف عــى مــرور طريــق القوافــل‪ .‬أصحــاب النقــوش هــم‬
‫إىل الرابــع)‪ ،‬مقابــل أكــر مــن ‪ 300‬نبطيــة‪ .‬انخفضــت جــودة البيــوت‪،‬‬ ‫جنــود مــن القــوات الرومانيــة املســاعدة‪ :‬رسيــة فرســان مــن اجليتــول‬
‫وتــم تدريجي ـ ًا وعــى نحــو فوضــوي إعــادة تدويــر الزخرفــة احلجريــة‬ ‫(شــمال أفريقيــن مــن الصحــراء)‪ ،‬ورسيــة مــن الهجانــة‪ .‬ويف اآلونــة‬
‫للمبــاين النبطيــة كمــادة بنــاء‪ .‬لــم يعــد ينحــت املزيــد مــن املدافــن‬ ‫األخــرة‪ ،‬أصبــح معلومــ ًا أن فيلــق (جنــود رومــان محرتفــون) جزيــرة‬
‫الصخريــة ذات الواجهــات (منــذ عــام ‪ 75‬ميــادي)‪ ،‬ومــن حينهــا‬ ‫احل ْجــر‪ :‬يذكــر نقــش‬‫العــرب‪ ،‬الفيلــق الثالــث الربقــاوي‪ ،‬كان يعمــل يف ِ‬
‫وحتــى القــرن الثالــث‪ ،‬أصبحــت املدافــن املوجــودة مقابــر جماعيــة‬ ‫التينــي طويــل أعمــال ترميــم ضخمــة للســور‪ ،‬عــى األرجــح نحــو عــام‬
‫تدريجيـاً‪ ،‬حيــث أمكــن تكديــس أكــر مــن مئــة جثــة يف مدفــن صغــر‬ ‫‪ 175‬ميــادي‪ ،‬بــإرشاف اثنــن مــن قــادة املئــة فيــه‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ .1‬نقش كتايب التيني عرث عليه كحجر‬


‫معاد استعماله يف جدار بيت‪ ،‬احلِ ْجر‬
‫ضيف الله الطلحي‪2003 ،‬‬

‫‪ .2‬بوابة سور احلِ ْجر يف نهاية التنقيب‬


‫فرنسوا فيلنوف‪2017 ،‬‬

‫‪ .3‬خربشة (غرافيتي) التينية يف قرب‬


‫اجلندي‪ ،‬احلِ ْجر‪ ،‬القرن الثاين للميالد‬
‫ليىل نعمة‪2018 ،‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪74‬‬
‫الممالك القديمة‬

‫جر‪ :‬مدينة تضم حامية عسكرية في العصر الروماني‬ ‫ال ِ‬


‫ح ْ‬

‫جــداً‪ .‬كانــت املدينــة بعيــدة جــد ًا عــن عاصمــة الواليــة (بــرى‪ ،‬التــي‬
‫تقــع عــى بعــد ‪ 800‬كــم شــماالً) ولــم تبــذل الســلطات اجلهــد املعتــاد‬
‫لدمــج النخــب املحليــة‪ .‬ومــن املمكــن أيض ـ ًا أن تكــون تجــارة القوافــل‬
‫قــد انهــارت قبــل الضــم‪ ،‬تاركـ ًـة ِ‬
‫احل ْجــر دون مــوارد ماليــة للتزيــن أو‬
‫حتــى للصيانــة‪.‬‬

‫معســكر مــزود بحمامــات ســاخنة‪ .‬وبنـ ً‬


‫ـاء عليــه‪،‬‬
‫لــم تكــن أهميــة املدينــة عســكرية فحســب‪ :‬كانــت بآبارهــا‪ ،‬وواحتهــا‪،‬‬
‫وســورها توفــر قاعــدة للحاميــة احلدوديــة الرضوريــة عــى الطريــق‬
‫الــري الوحيــد مــن ســوريا نحــو املمالــك العربيــة اجلنوبيــة‪ .‬وثقــت‬
‫‪6‬‬
‫أعمــال البحــث السعودية‪-‬الفرنســية يف العقــد الثــاين مــن القــرن‬
‫احلــادي والعرشيــن حيــاة هــذه احلاميــة عــى نحــو باهــر‪ .‬شــهد املعســكر‬
‫الرومــاين تعزيــز دفاعاتــه يف القــرن الثالــث‪ ،‬وهــو أنشــئ يف القــرن الثــاين‬
‫عــى قمــة مقابــل الســور اجلنــويب‪ ،‬وجهــز بحمامــات ســاخنة‪ ،‬وبقــي‬
‫قيــد االســتخدام حتــى القــرن الرابــع‪ ،‬ولكــن ربمــا ليــس حلســاب‬
‫الرومــان‪ ،‬الذيــن ربمــا هجــروا ِ‬
‫احل ْجــر منــذ القــرن الثالــث (ومــا زال‬
‫يتعــن توضيــح تاريــخ االنســحاب الرومــاين وطبيعــة الســلطة التــي‬
‫خلفتــه)‪ .‬ولكــن تــم اكتشــاف وثائــق جيــدة حــول الفــرة الواقعــة مــا‬
‫‪7‬‬ ‫بــن عامــي ‪ 170‬و ‪ .220‬يف هــذه املرحلــة‪ ،‬أعــاد اجليــش بنــاء البوابــة‬
‫اجلنوبيــة الرشقيــة للســور النبطــي‪ ،‬والتــي كانــت مهدمــة‪ .‬تحمــل‬
‫العديــد مــن حجارتهــا املعــاد تدويرهــا إلعــادة بنائهــا عبــارات الشــكر‬
‫باللغــة الالتينيــة‪ ،‬محفــورة أو مرســومة بطــاء مــن قبــل جنــود الفيلــق‬
‫«املتمركــز»‪ ،‬والذيــن يشــكرون إلههــم جوبيــر آمــون وقادتهــم األعــى‬
‫‪5‬‬ ‫رتبــة‪ ،‬مــن أجــل نهايــة ســعيدة‪ .‬ويف وقــت الحــق‪ ،‬تــرك جنــود آخــرون‪،‬‬
‫عــى األرجــح مســاعدين وليســوا جنــود ًا مــن الفيلــق‪ ،‬تركــوا عــى‬
‫جــدران البوابــة خربشــات (غرافيتــي) مكتوبــة باللغــة اليونانيــة‪ .‬يف‬
‫العقــد الثــاين مــن القــرن الثالــث‪ ،‬شــكر موظــف عســكري يف مهمــة يف‬
‫املعســكر يدعــى عــى نحــو ظريــف جلوريوســوس ‪ ،Gloriosus‬اآللهــة‬
‫اخلالــدة‪ ،‬وحــكام اإلمرباطوريــة‪ ،‬وعبقــري املستشــفى‪ ،‬و «آلهــة احلــظ‬
‫التــي تعيــدك»‪ ،‬واإللــه مــارس احلافــظ‪ ،‬بالتأكيــد لعــدم موتــه يف هــذه‬
‫احلاميــة النائيــة‪ .‬يف نهايــة املطــاف‪ ،‬لــم تنشــط هــذه احلاميــة ســوى‬
‫ز‪ .‬ت‪ .‬فييما‪2017 ،‬‬ ‫‪ .4‬سور احلِ ْجر‬
‫لفــرة قصــرة‪ ،‬بــن القــرار باســتعادة الســيطرة عــى احلــدود تحــت حكــم‬
‫‪ .5‬ساتري يشكل جزءاً من مقبض إناء كبري‪ ،‬احلصن الروماين‪ ،‬احلِ ْجر‬
‫(مدائن صالح)‪ ،‬الفرتة الرومانية متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪،‬‬ ‫ماركــوس أوريليــوس يف ســبعينيات القــرن الثــاين وبدايــة الصعوبــات‬
‫‪34240_M04 / 4213‬‬ ‫الكــرى لإلمرباطوريــة الرومانيــة يف عرشينيــات القــرن الثالــث‪.‬‬
‫‪ .6‬رساج‪ ،‬املنطقة السكنية‪ ،‬احلِ ْجر‪ ،‬القرنان اخلامس‪-‬السادس‬
‫‪4‬‬
‫للميالد متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪10017_P10 ،‬‬

‫‪ .7‬مسكوكة‪ ،‬أنتونينياس من عهد األمرباطور كلوديوس جوثيكوس‪ ،‬احلِ ْجر‪،‬‬


‫‪ 270-268‬للميالد متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪Surface_C074 ،‬‬

‫‪ .8‬ماعز‪ ،‬احلصن الروماين‪ ،‬احلِ ْجر‪ ،‬الفرتة الرومانية متحف العال لآلثار‬
‫والرتاث الشعبي‪34240_M01 ،‬‬
‫‪8‬‬

‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬
‫الممالك القديمة‬

‫النقوش الشمالية العربية القديمة‬


‫أستاذ‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬الرياض‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬سليمان الذييب‬

‫مكرســة لعمليــات تقديــم النــذور والهبــات ملعابــد دادان ومعبوداتهــا‪.‬‬ ‫تمتــاز محافظــة العــا بكتاباتهــا القديمــة والتــي حفظتهــا واجهــات‬
‫وخالفًــا ملــا يــراه عــدد مــن الباحثــن الذيــن اعتقــدوا أن اخلطــن‬ ‫جبالهــا الرائعــة اجلمــال أو أحجارهــا التــي أظهرتهــا التنقيبــات‬
‫الديــداين واللحيــاين خطــان مســتقالن‪ ،‬فإننــا نــرى أنهمــا خــط ولغــة‬ ‫األثريــة يف املنطقــة‪ .‬ومــن الثابــت أن لهــذه النقــوش مــدة زمنيــة تبــدأ‬
‫واحــدة‪ ،‬تنقســم مــن حيــث أشــكال احلــروف إىل قســمني‪ ،‬همــا‪:‬‬ ‫مــن القــرن العارش‪/‬التاســع قبــل امليــاد الــذي يمثلــه النقــش اآلرامــي‬
‫(‪ )1‬الداداين املبكر‪:‬‬ ‫مــن موقــع دادان‪ ،‬إىل القــرن الرابــع امليــادي والــذي تمثلــه النقــوش‬
‫وهــو اخلــط الــذي اســتخدم فيمــا بــن القرنــن التاســع واخلامــس‪/‬‬ ‫الثموديــة مــن املرحلــة املتأخــرة‪ ،‬وبعــض مــن الكتابــات النبطيــة‪.‬‬
‫نقشــا‪.‬‬
‫الرابــع قبــل امليــاد‪ .‬وبلــغ عــدد نقوشــه ســبعني ً‬ ‫كتابــات العــا القديمــة يمكــن تقســيمها اســتنا ًدا إىل مضامينهــا‪،‬‬
‫(‪ )2‬الداداين املتأخر‪:‬‬ ‫وأســلوب كتابتهــا إىل قســمني رئيســيني‪ ،‬همــا‪ :‬النقــوش الرســمية‬
‫تاريخيــا إىل الفــرة‪ ،‬مــن القــرن الثالــث حتــى منتصــف القــرن‬
‫ً‬ ‫ويعــود‬ ‫والشــعبية (الفرديــة)‪ ،‬فــاألول يمتــاز أن كتابتــه جــاءت أكــر اتقانًــا‬
‫األول قبــل امليــاد (‪ 50-300‬ق‪.‬م)‪ ،‬اســتنا ًدا إىل أمريــن‪ :‬أولهمــا تطــور‬ ‫يف االســتخدام األمثــل ألشــكال احلــروف‪ ،‬لهــذا تكــون هــذه النقــوش‬
‫أشــكال بعــض احلــروف‪ ،‬مثــل‪ :‬حــريف اجليــم وامليــم؛ وثانيهمــا االختــاف‬ ‫(الرســمية) محــررة ومكتوبــة مــن قبــل محرتفــن يمتهنــون الكتابــة‬
‫يف املوضوعــات والصيــغ املســتخدمة يف هــذه النقــوش املتأخــرة‪.‬‬ ‫أو يعملــون يف مؤسســات يف الدولــة نفســها‪ .‬أمــا النــوع الثــاين الشــعبي‪،‬‬
‫فنجــد أن درجــة اهتمــام ُكتابهــا باإلتقــان أقــل‪ ،‬وأن أغلبهــا ال يخــرج‬
‫ثانيا‪ :‬النقوش النبطية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫عــن تخليــد ذكــرى حــدث معــن يعــود لصاحــب النقــش أو اإلشــارة‬
‫‪2‬‬ ‫ُتعــد منطقــة العــا أكــر مناطــق اململكــة العربيــة الســعودية يف الكتابات‬ ‫إىل حــوادث معينــة‪.‬‬
‫النبطيــة‪ ،‬فقــد بلــغ عــدد النقــوش النبطيــة املعروفــة بهــا حتــى اليــوم‬ ‫ويف منطقــة العــا ذات الطبيعــة اخلالبــة واملشــجعة عــى االســتقرار‬
‫نقشــا‪ ،‬مــن ألــف وأربعــن نقــش‪ُ -‬رصــدت مــن‬
‫ســبعمئة وســبعة وأربعــن ً‬ ‫الــذي ُســجل بهــا إضافــة إىل العربيــة العائــدة إىل الفــرة اإلســامية أو‬
‫مناطــق مختلفــة مــن اململكــة أكرثهــا وجــد يف جبــل أثلــب‪.‬‬ ‫مــا قبيــل اإلســامية‪ ،‬تســع كتابــات‪ ،‬هــي‪ :‬اآلراميــة بقلميهــا املبكــر‬
‫ثــراء مــن‬ ‫وتعــد نقــوش محافظــة العــا ِ‬
‫(احل ْجــر) األغنــى واألكــر‬ ‫(نقــش وحيــد) والــدويل (ثالثــة نقــوش)‪ ،‬الدادانيــة (اللحيانيــة)‪ ،‬ونُــر‬
‫ً‬ ‫ُ ّ‬
‫الناحيتــن اللغويــة واالجتماعيــة‪ .‬وجدنــا يف نقــوش هــذه املنطقــة‬ ‫نقشــا)‪ ،‬واملعينيــة (‪،)213‬‬
‫نقشــا)‪ ،‬والثموديــة (‪ً 761‬‬‫منهــا حتــى اآلن (‪ً 988‬‬
‫نصــا‪،‬‬
‫مؤرخــا بفــرات امللــوك الثالثــة‪ ،‬منهــا ســبعة عــر ً‬
‫نصــا ً‬ ‫«‪ً »40‬‬ ‫نقشــا)‪.‬‬
‫نقشــا)‪ ،‬والالتينيــة واإلغريقيــة (‪ً 63‬‬ ‫والنبطيــة (‪ً 747‬‬
‫أرخــت إىل فــرة امللــك احلارثــة الرابــع‪ ،‬وعــر نصــوص مؤخــرة إىل‬
‫فــرة امللــك َمالِــك الثــاين؛ يف حــن وجدنــا أربعــة نصــوص مؤرخــة‬ ‫أوالً‪ :‬النقوش الدادانية‪:‬‬
‫إىل فــرة امللــك رب إل الثــاين‪ .‬أمــا اجلانــب الدينــي‪ ،‬فســجلت نقــوش‬ ‫هــي الكتابــة املحليــة لقبائــل وشــعوب مملكتــي دادان وحليــان‪ ،‬التــي‬
‫املنطقــة أســماء عــرة إلهــة نبطيــة بعضهــا معــروف‪ ،‬مثــل‪ :‬الــات‪،‬‬ ‫اســتمرت ملــدة زمنيــة تزيــد عــى الثمــان مئــة عــام‪ .‬عكســت هــذه‬
‫هبــل‪ ،‬شــيع القــوم‪ ،‬منــاة‪ ،‬وكذلــك قيــس‪ .‬وهــذه النصــوص قدمــت لنــا‬ ‫النقــوش التــي تقــرأ مــن اليمــن إىل اليســار واملكونــة مــن «‪ »29‬حرفًــا‪،‬‬
‫ُجـ ّـل معلوماتنــا عــن قواعــد اللغــة النبطيــة وأســلوب كتابتهــا‪ ،‬والســمات‬ ‫عــدد مــن جوانــب مهمــة مــن احليــاة االجتماعيــة والتجاريــة والدينيــة‬
‫اللغويــة للنقــوش النبطيــة‪.‬‬ ‫لــدى شــعوب املنطقــة وقبائلهــا‪ .‬والنقــوش الدينيــة ‪-‬وهــي األكــر‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ .1‬ساكف يحمل نقشاً دادانياً‪ ،‬معبد أم درج‪ ،‬العال‪ ،‬بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد‬
‫الرياض‪ ،‬املتحف الوطني‪1-03-1-000355 ،‬‬

‫‪ .2‬نقش ثنايئ اللغة داداين‪-‬آرامي‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬بني القرنني اخلامس واألول‬
‫قبل امليالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪11-102 ،‬‬

‫‪ .3‬نقش داداين‪ ،‬معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬بني القرنني اخلامس واألول قبل امليالد‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪79‬‬ ‫‪78‬‬
‫الممالك القديمة‬

‫النقوش الشمالية العربية القديمة‬

‫خامسا‪ :‬النقوش الالتينية واإلغريقية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ثال ًثا‪ :‬النقوش الثمودية‪:‬‬


‫األهميــة الدوليــة التــي احتلتهــا العــا يف الفــرة الواقعــة بــن القــرن‬ ‫الثمودي إىل مجموعات كالتايل‪:‬‬
‫َّ‬ ‫القلم‬
‫قسم الباحثون َ‬
‫نظــرا للــراع الفــاريس الرومــاين دفعــت‬ ‫ً‬ ‫األول والثــاين امليالديــن‬ ‫‪ - 1‬الثمــودي املبكــر‪ :‬وقــد اســتخدم ملــدة خمســة قــرون أو ســتة فيمــا‬
‫الرومــان احلضــور إىل املنطقــة‪ ،‬ومــع نــدرة التنقيبــات فقــد عــر عــى‬ ‫بــن القرنــن (التاســع أو الثامــن إىل القرنــن الرابع‪/‬الثالــث قبــل‬
‫عــدد مــن األدلــة عــى هــذا التواجــد‪ ،‬ومنهــا نقــوش باللغتــن‪ :‬الالتينيــة‬ ‫امليــاد‪.‬‬
‫واإلغريقيــة يف نقــاط مختلفــة مــن ضواحــي مدينــة ِ‬
‫احل ْجــر‪ ،‬كتبهــا‬ ‫‪ - 2‬الثمــودي املتوســط (االنتقــايل)‪ :‬ويمثــل هــذه املرحلــة اخلــط‬
‫جنــود ينتســبون إىل فيالــق مســاعدة للجيــش الرومــاين‪.‬‬ ‫املعــروف باحلجــازي ويــؤرخ بالفــرة الواقعــة فيمــا بــن القــرن الرابــع‪/‬‬
‫الثالــث حتــى نهايــة القــرن األول قبــل امليــاد‪ ،‬فيمــا اســتمر يف‬
‫االســتخدام حتــى القــرن الثــاين امليــادي يف احلجــاز فقــط‪.‬‬
‫‪ - 3‬الثمــودي املتأخــر‪ :‬وقــد بــدأ اســتخدامه يف نهايــة القــرن األول‬
‫قبــل امليــاد أو بدايــة القــرن األول امليــادي‪ ،‬واســتمر حتــى نهايــة‬
‫القــرن الرابــع امليــادي؛ املعــروف خطــأ باخلــط التبوكــي‪ .‬ويف العــا‬
‫ُســجلت مجموعــة ال بــأس بهــا مــن النقــوش املصنفــة بالثموديــة‪ ،‬يف‬
‫تاريخيــا إىل املرحلــة الثموديــة املتوســطة‪.‬‬
‫ً‬ ‫غالبهــا تعــود‬

‫رابعا‪ :‬النقوش المعينية‪:‬‬ ‫ً‬


‫انتشــارا‬
‫ً‬ ‫هــذا النــوع مــن الكتابــات مــن أكــر اللهجــات اجلنوبيــة‬
‫خــارج املمالــك العربيــة اجلنوبيــة‪ ،‬حيــث نجــد جاليــة ذات شــأن يف‬
‫اململكــة اللحيانيــة‪ ،‬وكانــت هــذه اجلاليــة قــد انقســمت بشــكل واضــح‬
‫إىل طبقتــن اجتماعيتــن األوىل‪ :‬هــي التــي تعــود إليهــا غالــب النقــوش‬
‫‪5‬‬
‫نقشــا‪ .‬وهــذه النقــوش نجدهــا‬ ‫املصنفــة بالتذكاريــة والبالغــة «‪ً »179‬‬
‫منتــرة عــى ســفح جبــل اخلريبــة إىل جانــب عــدد مــن املدافــن‬
‫والقبــور املنحوتــة عــى وجــه اجلبــل‪ .‬أمــا النــوع الثــاين فهــم التجــار‬
‫الذيــن اســتفادوا مــن املوقــع االســراتيجي لــدادان ووضعهــا الســيايس‬
‫اآلمــن واملســتقر ممــا ســاعدهم عــى فتــح آفــاق تجاريــة قويــة اســتمرت‬
‫‪ .4‬إهداء منقوش باللغة الالتينية من‬ ‫لعــدة قــرون‪ .‬يمكــن تصنيــف نقــوش معينــي دادان إىل اآليت‪:‬‬
‫أجل خالص اإلمرباطور ماركوس أوريليوس‪،‬‬
‫احلصن الروماين‪ ،‬احلِ ْجر‪217-213 ،‬‬ ‫‪ -‬نقــوش املقابــر‪ :‬وتتحــدث عــن أســماء أشــخاص توفــوا بالعــا إبــان‬
‫للميالد متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪،‬‬
‫‪34303_i01‬‬
‫أقامتهــم فيهــا‪ ،‬وتــأيت عــى زمــن وفاتهــم حســب التقويــم باألشــخاص‪،‬‬
‫وبعضهــا تتطــرق إىل امتالكهــم لعــدد مــن املقابــر الصخريــة‪.‬‬
‫‪ .5‬نقش كتايب نبطي (‪ ،)JSNab16‬املدفن‬
‫‪ ،IGN 39‬احلِ ْجر أوبري راجيه‪2018 ،‬‬ ‫‪ -‬النقــوش املعماريــة‪ :‬هــي النقــوش التــي تــأت عــى ذكــر أعمــال‬
‫‪ .6‬خربشة (غرافيتي) عربية شمالية العال‪،‬‬ ‫معماريــة قــام بهــا املعينيــون يف ديــدان‪.‬‬
‫الفرتة غري محددة (ثمودي ؟) متحف العال‬
‫لآلثار والرتاث الشعبي‪1-03-1-000356 ،‬‬
‫‪ -‬النقــوش النذريــة‪ :‬ونفهــم مــن بعضهــا أن املعينــن يف العــا قــد وضعوا‬
‫ملكياتهــم وأموالهــم وبضائعهــم يف حمايــة املعبــودات املعينية‪.‬‬
‫ـأت عــى ذكــر أســماء‬ ‫‪ -‬النقــوش التذكاريــة‪ :‬وهــي نقــوش قصــرة تـ ِ‬
‫أشــخاص وأســماء األرس التــي ينتمــوا لهــا‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪6‬‬

‫‪81‬‬ ‫‪80‬‬
‫الممالك القديمة‬

‫أصل الكتابة العربية‬


‫مديرة أبحاث‪ ،‬المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي‪ ،‬المديرة المشاركة للبعثة الفرنسية‪-‬السعودية في ال ِ‬
‫ح ْجر‬ ‫ليلى نعمة‬

‫عــى نحــو شــديد الوضــوح‪ ،‬بــن النبطــي الــذي كان يكتــب بــه يف‬ ‫خــال فــرة طويلــة مــن الزمــن‪ ،‬اعتــر العلمــاء أن أقــدم الوثائــق‬
‫‪2‬‬ ‫البــراء ِ‬
‫واحل ْجــر يف القرنــن األول والثــاين امليالديــن‪ ،‬والعريب املســتخدم‬ ‫املكتوبــة باللغــة العربيــة كانــت ثالثــة نقــوش اكتشــفت يف ســوريا‪،‬‬
‫يف القــرن الســادس‪ .‬لهــذا الســبب نتحــدث مــن اآلن فصاعــد ًا عــن‬ ‫وتعــود جميعهــا إىل مــا قبــل اإلســام‪ .‬يــأيت أقدمهــا مــن زبــد‪ 60 ،‬كــم‬
‫النبطي‪-‬العــريب لوصــف اخلــط املســتعمل يف هــذه النصــوص االنتقاليــة‪.‬‬ ‫جنــوب رشقــي حلــب‪ ،‬ولعلــه يــؤرخ مــن العــام ‪ 512‬ميــادي‪ .‬يــؤرخ‬
‫تســتخدم النصــوص نظــام تأريــخ «رومــاين»‪ ،‬بمعنــى أنهــا مؤرخــة مــن‬ ‫النقشــان اآلخــران‪ ،‬اللــذان اكتشــفا يف جبــل أســيس يف احلــرة الواقعــة‬
‫عهــد الواليــة العربيــة الرومانيــة‪ ،‬والــذي يبــدأ يف العــام ‪ 106‬للميــاد‪،‬‬ ‫جنــوب رشقــي دمشــق‪ ،‬ويف حــران يف منطقــة اللجــا عــى التــوايل‪،‬‬
‫وبنــاء عــى ذلــك‪ ،‬تعــد هــذه‬
‫ً‬ ‫تاريــخ ضــم رومــا للمملكــة النبطيــة‪.‬‬ ‫يؤرخــان مــن األعــوام ‪ 533/532‬و ‪ 569‬ميــادي عــى التــوايل‪.‬‬
‫النصــوص احللقــة املفقــودة احلقيقيــة بــن اخلطــن النبطــي والعــريب‪،‬‬ ‫املصــدر الوحيــد باللغــة العربيــة املتوفر حول هذه املســألة هــو البالذري‪،‬‬
‫وهــذا واضــح عــى وجــه اخلصــوص بالطريقــة التــي ينتقــل بهــا‬ ‫وهــو مــؤرخ عراقــي تــويف عــام ‪ 892‬ميــادي‪ ،‬ومؤلــف لكتــاب بعنــوان‬
‫حــرف الشــن مــن شــكل إىل آخــر‪ ،‬وهــو احلــرف الــذي أعطــى حــريف‬ ‫«كتــاب فتــوح البلــدان»‪ .‬ينقــل البــاذري روايــة تفيــد‬
‫الســن والشــن يف العربيــة‪ .‬ال يحتــوي أي مــن احلــروف عــى أحــرف‬ ‫بــأن الكتابــة العربيــة اتخــذت مــن الكتابــة الرسيانيــة نموذجــاً‪.‬‬
‫منقوطــة‪ ،‬كاحلــروف ذات النقــاط أو الرشطــات فوقهــا أو تحتهــا لتمييــز‬ ‫لعــل اخلــط العــريب وضــع مــن قبــل ثالثــة رجــال مــن قبيلــة طــيء‬
‫التماثــات الكتابيــة‪ ،‬باســتثناء الــدال (لكنــه إرث نبطــي)‪ ،‬لكــن هــذا‬ ‫العربيــة النرصانيــة‪ ،‬والذيــن نقلوهــا بعــد ذلــك إىل ســكان احلــرة‪،‬‬
‫طبيعــي يف تلــك الفــرة‪ .‬تطــورت احلــروف خاصــة يف القرنــن الرابــع‬ ‫عاصمــة مملكــة اللخميــن (بنــي نــر أو النرصيــن)‪ ،‬يف الفــرات‬
‫واخلامــس‪ .‬وأريس جوهــر النظــام يف نهايــة اخلامــس‪ ،‬ويمكننــا احلديــث‬ ‫األوســط العراقــي‪ .‬ولعلهــا انتــرت إىل مكــة بفضــل حركــة تنقــل‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫حينهــا عــن شــكل يمكــن التعــرف إليــه مــن اخلــط العــريب‪.‬‬ ‫التجــار‪ .‬استشــهد بنــص البــاذري غالبــ ًا للقــول أن الكتابــة العربيــة‬
‫مــن املســؤول عــن هــذا التطــور وملــاذا تــم اختيــار اخلــط النبطــي؟‬ ‫ولــدت يف احلــرة وأنهــا نُــرت مــن هنــاك يف جزيــرة العــرب‪.‬‬
‫نعلــم أنــه بــدء ًا مــن القــرن الثالــث امليــادي كان الرومــان أقــل‬ ‫غــر أنــه إذا مــا تفحــص املــرء النــص عــن كثــب‪ ،‬يــدرك أن الرجــال‬
‫‪ .1‬نقش نبطي‪-‬عريب من أم جذايذ‪ ،‬شمال‬ ‫حضــور ًا بصــورة متزايــدة يف احلجــاز‪ ،‬وأن الســيطرة عــى هــذه األرايض‬ ‫الثالثــة الذيــن ذكرهــم املــؤرخ لــم «يبتكــروا» اخلــط العــريب‪،‬‬
‫احلِ ْجر‪ ،‬مؤرخ من العام ‪ 295‬عيل ابراهيم‬
‫الغبان‬ ‫الشاســعة وواحاتهــا انتقلــت تدريجيـ ًا إىل أيــدي إمــارات عربيــة مثــل‬ ‫بــل «وضعــوه» و «‬قاســوا الهجــاء»‬‪ .‬ويف الواقــع‪ ،‬ربمــا لعبــت‬
‫‪ .2‬نقش جنائزي بأحرف نبطية‪-‬عربية‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الغساســنة أو صالــح أو كنــدة‪ .‬مــن املؤكــد أن «ملــوك» هــذه اإلمــارات‪،‬‬ ‫احلــرة‪ ،‬وهــي موئــل حضــاري هــام يف فــرة مــا قبــل اإلســام‪،‬‬
‫املابيات‪ 280 ،‬الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪،‬‬
‫جامعة امللك سعود‪2 ،‬‬
‫التــي يتكلــم ســكانها شــك ًال مــن أشــكال اللغــة العربيــة‪ ،‬كان لديهــم‬ ‫لعبــت ببســاطة دور ًا يف وضــع قواعــد الكتابــة العربيــة وتوحيــد‬
‫ديــوان تــدون فيــه الوثائــق ‪ -‬التــي لــم يصــل إلينــا أي منهــا ‪ -‬باحلــر‬ ‫مقاييســها‪ ،‬ولكــن أصلهــا األول لــم يكــن احلــرة‪ ،‬خاصــة‬
‫‪ .3‬نقش نبطي‪-‬عريب مصدره أم جذايذ‪ ،‬شمال‬
‫احلِ ْجر ليىل نعمة‬ ‫عــى ورق الــردي أو عــى مســتندات أخــرى‪ .‬فــإذ ًا اســتخدموا دون‬ ‫وأن الوقائــع التــي أوردهــا البــاذري تعــود إىل نهايــة القــرن الســادس أو‬
‫‪ .4‬تطور حرف الشني من النبطي (يمني) إىل‬
‫شــك الكتابــة الوحيــدة املرموقــة الحتياجاتهــم‪ ،‬والتــي كانــت ال تــزال‬ ‫بدايــة القــرن الســابع‪ ،‬وهــو تاريــخ نعــرف أن الكتابــة العربيــة كانــت‬
‫العريب (يسار) عيل ابراهيم الغبان‬ ‫موجــودة يف املنطقــة يف تلــك الفــرة‪ ،‬ونعنــي بذلــك النبطيــة‪ ،‬ممــا‬ ‫موجــودة فيــه مســبقاً‪.‬‬
‫‪ .5‬نقش نبطي‪-‬عريب من حمى‬ ‫جعلهــا تتطــور إىل اخلــط العــريب‪ ،‬وذلــك مــن خــال االســتخدام األكــر‬
‫(جنوب اململكة العربية السعودية)‪ ،‬مؤرخ‬
‫من العام ‪ 470‬كريستيان روبان‬ ‫مرونــة واالســتعمال املتنامــي واألكــر طالقــة للوصــل بــن احلــروف‪.‬‬ ‫إرث مــن الخــط النبطــي‪ .‬نشــأ اخلــط العــريب عــن‬
‫اخلــط النبطــي وليــس الرسيــاين‪ ،‬وهــذا بــات مؤكــد ًا مــن اآلن فصاعــداً‪.‬‬
‫‪ .6‬خربشة (غرافيتي) عربية مصدرها جبل‬
‫أسيس (جنوب سوريا)‪ ،‬مؤرخة من العام‬ ‫ويف الواقــع‪ ،‬ومنــذ حــوايل خمســة عــر عامــاً‪ ،‬اكتشــفت عــرات‬
‫‪ 528‬مايكل ك‪ .‬أ‪ .‬ماكدونالد‬
‫النقــوش املثــرة جــد ًا لالهتمــام‪ ،‬كونهــا مؤرخــة مــن الفــرة الواقعــة‬
‫بــن القرنــن الثالــث والســادس امليالديــن‪ ،‬اكتشــفت يف شــمال غــريب‬
‫وجنــويب اململكــة العربيــة الســعودية‪ .‬اجلنوبيــة منهــا (منطقــة نجــران)‬
‫بخــط عــريب تقريبــاً‪ ،‬ومؤرخــة مــن القــرن الســادس‪ .‬ويف املقابــل‪،‬‬
‫تحتــوي الشــمالية الغربيــة منهــا (املنطقــة املمتــدة مــن املدينــة املنــورة‬
‫إىل وادي رم يف األردن)‪ ،‬املــؤرخ بعضهــا مــن القــرن الثالــث حتــى‬
‫الســادس‪ ،‬تحتــوي عــى عينــات ونمــاذج مرســومة بخــط يعــد انتقاليـ ًا‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪83‬‬ ‫‪82‬‬
‫القوافل‬
‫والحج‬
‫‪KARKÉMISH‬‬ ‫‪ALTYN TEPE‬‬
‫‪ALEP‬‬ ‫‪NINIVE‬‬ ‫‪TEPE HISSAR‬‬

‫العال‪ ،‬عند ملتقى‬


‫‪OUGARIT‬‬
‫‪ASSUR‬‬
‫ﺗﺪﻣﺮ‬
‫ﻣﺎري‬
‫اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ‬ ‫ﺻﻴﺪا‬

‫الطرق التجارية في‬


‫دﻣﺸﻖ‬ ‫ﺑﻐﺪاد‬
‫ﺑﺎﺑﻞ‬ ‫‪HARAPPA‬‬
‫اﻟﻘﺪس‬ ‫ﺳﻮﺳﺎ‬
‫ﻋﻤﺎن‬ ‫اﻟﻜﻮﻓﺔ‬ ‫‪KALIBANGAN‬‬
‫اﻻﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ‬ ‫ﻏﺰة‬ ‫اﻟﻜﺎف‬

‫جزيرة العرب القديمة‬


‫أور‬
‫اﻟﻔﺴﻄﺎط‬ ‫اﻟﺒﺼﺮة‬
‫اﻟﺒﺘﺮاء‬ ‫اﻟﺸﻮﻳﺤﻄﻴﺔ‬
‫وادي رم‬
‫دوﻣﺔ اﻟﺠﻨﺪل‬
‫ﺑﺮﺳﻴﺒﻮﻟﻴﺲ‬ ‫وراء هــذا االســتيطان املتواصــل للمنطقــة عــر القــرون هــو جغرايف‬
‫اﻟﻌﻘﺒﺔ ‪ /‬أﻳﻠﺔ‬
‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬
‫ﻗﺮﻳﺔ‬
‫ﺗﺒﻮك‬
‫يف املقــام األول‪ :‬فباإلضافــة إىل مواردهــا املائيــة اجليــدة‪ ،‬تمثــل‬
‫‪KOT DIJI‬‬
‫اﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺔ‬ ‫ﺣﻔﺮ‬
‫‪CHANHU DARO‬‬
‫منطقــة العــا املدخــل إىل اجلبــال ذات الصخــور الرمليــة يف‬
‫اﻟﺒﺎﻃﻦ‬
‫ﺠﺮ دادان‬
‫اﻟ ِ‬
‫ﺤ ْ‬ ‫احلجــاز‪ ،‬وتتطابــق مــع منطقــة فجــاج (ممــرات) كانــت تشــكل‬
‫ﻗﻔﻂ‬ ‫ﺗﺎروت‬ ‫باحثة مشاركة‪ ،‬بيت الشرق والمتوسط‪ ،‬ليون‬ ‫كارولين دوران‬
‫ﻗﺮح‬
‫ﻗﻮص‬ ‫اﻟﺮﺑﺬة‬ ‫اﻟﻌﻘﻴﺮ‬ ‫نقطــة وصــول وســيطرة وتفريــغ‪ ،‬وبــا شــك يف فــرة معينــة اســتالم‬
‫اﻟﺤﻮراء‬ ‫ﻣﻠﻴﺤﺔ‬
‫اﻟﺤﻨﺎﻛﻴﺔ‬ ‫دﻟﻤﺎ‬ ‫ﻫﻴﻠﻲ‬ ‫‪LOTHAL‬‬
‫وتســليم للبضائــع التــي كان يتــم تداولهــا عــى طــول طــرق‬
‫اﻟﺮﻳﺎض‬
‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻨﻮرة ‪ /‬ﻳﺜﺮب‬ ‫القوافــل العابــرة جلزيــرة العــرب‪ ،‬ومنهــا «طريــق البخــور» الشــهري‬
‫ﺑﺮﻧﻴﻘﻲ‬
‫ﺟﺒﺮﻳﻦ‬ ‫رأس اﻟﺤﺪ‬ ‫الــذي كان يربــط العربيــة الســعيدة (أرابيــا فيليكــس) بســاحل‬
‫ﻋﻴﺬاب‬ ‫البحــر األبيــض املتوســط‪.‬‬
‫ﺟﺪة‬
‫ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ‬ ‫ـداء مــن الثلــث الثــاين مــن األلــف األول قبــل امليــاد‪ ،‬شــكلت‬
‫ابتـ ً‬
‫ﺣﻤ ﺮ‬

‫نحو بالد الشام والشرق‬ ‫منطقــة العــا منطقــة مــرور اســراتيجية للقوافــل العابــرة لشــبه‬
‫ﺮ اﻻ‬

‫ﻗﺮﻳﺔ اﻟﻔﺎو ‪ /‬ذو ﻛﻬﻞ‬


‫إن أقــدم نقــش يثبــت بوضــوح وجــود عالقــات تجاريــة بــن‬ ‫اجلزيــرة العربيــة‪ ،‬ويشــهد عــى ذلــك تطــور مملكــة مدينــة‬
‫ﺤ‬

‫ﺷﺮق ﺑﻴﺮ ﺣﻤﻰ‬


‫اﻟﺒ‬

‫أﺑﻬﺎ‬ ‫جنــوب جزيــرة العــرب ومنطقــة العــا هــو نقــش ســبئي اكتشــف‬ ‫دادان (اخلريبــة)‪ ،‬شــمايل مدينــة العــا احلاليــة‪ .‬وبــدء ًا مــن‬
‫ﻧﺠﺮان ‪ /‬اﻷﺧﺪود‬
‫ﺧﻮر روري ‪ /‬ﻣﻮﺷﺎ‬
‫مؤخــراً‪ ،‬ومــؤرخ مــن النصــف األول للقــرن الســادس قبــل امليــاد‪.‬‬ ‫القــرن الســادس قبــل امليــاد‪ ،‬يبــدو أنهــا حلــت محــل تيمــاء‬
‫ﻣﻌﻴﻦ ‪ /‬ﻗﺮﻧﺎو‬ ‫يذكــر هــذا النقــش شــخصاً‪ ،‬مــن اجلــوف (اليمــن) عــى األرجــح‪،‬‬ ‫كمركــز لشــبكات شــمال غــرب جزيــرة العــرب التجاريــة‪ .‬ويف‬
‫ﻣﺄرب‬ ‫ﺷﺒﻮة‬ ‫«مــارس التجــارة وقــاد قافلـ ًـة إىل دادان‪ ،‬و[غــزة] ومــدن يهــوذا»‪.‬‬ ‫القــرون األخــرة مــن نفــس األلفيــة‪ ،‬ومــع االســتيطان التدريجــي‬
‫طرق البخور (العصور القديمة)‬
‫إن أســاليب التجــارة العابــرة جلزيــرة العــرب ومســار طــرق‬ ‫بــا شــك جلماعــة مــن األنبــاط قادمــة مــن الشــمال ومنخرطــة‬
‫أﻛﺴﻮم‬ ‫ﺑﻴﺮ ﻋﻠﻲ ‪ /‬ﻗﻨﺎ‬
‫ﻣﻮزا ‪ /‬أوﻛﻴﻠﻴﺲ‬ ‫برية‬ ‫ ‬ ‫القوافــل معروفــة بالنســبة إلينــا بصــورة أساســية‪ ،‬بــدء ًا مــن الفــرة‬ ‫يف تجــارة القوافــل الهائلــة‪ ،‬أزيحــت مملكــة حليــان املتمركــزة‬
‫بحرية‬ ‫ ‬
‫الهيلينســتية‪ ،‬مــن خــال نصــوص املؤلفــن اليونانيــن والالتينيــن‪.‬‬ ‫احل ْجــر (مدائــن صالــح)‬ ‫يف دادان نتيجــة تصاعــد قــوة مدينــة ِ‬
‫ﺧﻠﻴﺞ ﻋﺪن‬
‫ووفق ـ ًا لهــا‪ ،‬كانــت الرحلــة كاملـ ًـة تســتغرق مــا يزيــد قلي ـ ًا عــن‬ ‫املجــاورة‪ ،‬الواقعــة عــى مبعــدة خمســة عــر كيلومــر ًا تقريبـ ًا إىل‬
‫شــهرين‪ .‬نقـ ًا عــن كتابــات تعــود إىل أواخــر القــرن الثالــث قبــل‬ ‫الشــمال‪.‬‬
‫امليــاد‪ ،‬يذكــر ســرابون رحلــة مدتهــا ســبعني يومـ ًا بــن العقبــة يف‬ ‫احل ْجــر دون شــك احلــدود اجلنوبيــة لــأرايض النبطيــة‪،‬‬ ‫تشــكل ِ‬
‫خارطة طرق القوافل العابرة‬
‫جلزيرة العرب يف األلف األول قبل‬ ‫كاراكــس (‪ ،)Charax‬حيــث يمكــن منهــا الوصــول إىل مينــاء‬ ‫تجارة برية وبحرية‬ ‫شــمال البحــر األحمــر‪ ،‬ومعــن عاصمــة مملكــة املعينيــن يف شــمال‬ ‫واســتوطنت دون انقطــاع حتــى هجرهــا ‪ -‬الــذي مــا زال دون‬
‫امليالد إيلني دافيد‬
‫سباســينو‪ -‬كاراكــس (‪ )Spasinou Charax‬الكبــر (الواقــع يف‬ ‫تتيــح قوائــم بأســماء األماكــن وضعهــا اجلغــرايف بطليمــوس‪ ،‬الــذي‬ ‫صنعــاء‪ .‬كانــت هــذه األخــرة هــي األطــراف الفاعلــة الرئيســة يف‬ ‫تفســر ‪ -‬يف أواخــر القــرن الرابــع أو أوائــل القــرن اخلامــس‬ ‫(الصفحة املزدوجة السابقة)‬
‫العــراق اليــوم) عــر طريــق نهــري‪.‬‬ ‫عــاش يف منتصــف القــرن الثــاين امليــادي‪ ،‬إعــادة إنشــاء دقيقــة‬ ‫التجــارة العابــرة جلزيــرة العــرب‪ ،‬وأسســت العديــد مــن املنصــات‬ ‫امليــادي‪ ،‬وهــذا مــا أظهرتــه التنقيبــات التــي أجراهــا الربنامــج‬ ‫مشهد طبيعي من العال‬
‫هوج راجيه‪2018 ،‬‬
‫ويف خاتمــة املطــاف‪ ،‬ربمــا كانــت منطقــة العــا متصلــة بالبحــر‬ ‫نســبي ًا خلــط الســر الــذي اتبعتــه الطريــق اجلنوبية‪-‬الشــمالية‬ ‫التجاريــة‪ ،‬إحداهــا يف دادان‪.‬‬ ‫األثــري الســعودي‪-‬الفرنيس اجلــاري منــذ عــام ‪ .2008‬وأخــراً‪،‬‬
‫األحمــر‪ ،‬الواقــع عــى بعــد أقــل مــن ‪ 150‬كــم غربــاً‪ ،‬وذلــك‬ ‫احل ْجــر (إجــرا ‪ Egra‬لــدى بطليمــوس)‪ .‬كان يمــر عــى وجه‬ ‫حتــى ِ‬ ‫بعــد ذلــك بفــرة قصــرة‪ ،‬يف القــرن األول امليــادي‪ ،‬يصــف‬ ‫تطــور موقــع املابيــات بــدء ًا مــن الفــرة اإلســامية‪ ،‬ويقــع عــى‬ ‫(أدناه)‬
‫نقش كتايب معيني‪ ،‬دادان‬
‫بفضــل سلســلة مــن األوديــة العريضــة التــي تشــكل طــرق‬ ‫اخلصــوص بمدينتــي عكاظ (املشــهورة بأســواقها التجاريــة يف نهاية‬ ‫بلينيــوس األرشــد الطريــق بــن تمنــع‪ ،‬عاصمــة مملكــة قتبــان‪،‬‬ ‫مبعــدة حــوايل عرشيــن كيلومــر ًا جنــوب العــا‪ .‬الســبب الرئيــي‬ ‫(اخلريبة)‪ ،‬بني القرنني الثالث‬
‫واألول قبل امليالد ليىل نعمة‬
‫مواصــات طبيعيــة‪ :‬وادي العــا ووادي اجلــزل‪ ،‬اللــذان يتجهــان‬ ‫فــرة مــا قبــل اإلســام) ويــرب (املدينــة املنــورة احلاليــة)‪ .‬أتاحــت‬ ‫رشق صنعــاء‪ ،‬ومينــاء غــزة عــى البحــر األبيــض املتوســط‪.‬‬
‫مــن الشــمال إىل اجلنــوب‪ ،‬ثــم وادي احلمــد الكبــر‪ ،‬املتجــه مــن‬ ‫مســوحات حديثــة أجريــت شــمال العــا عــى طــول الطريــق‬ ‫ووفقــ ًا لــه‪ ،‬كانــت الرحلــة تنقســم إىل خمــس وســتني مرحلــة‪:‬‬
‫الــرق إىل الغــرب‪ ،‬ويصــب يف البحــر األحمــر‪ ،‬جنــوب مدينــة‬ ‫احل ْجــر واحلــدود األردنيــة‪-‬‬‫املعروفــة باســم درب البكــرة‪ ،‬بــن ِ‬ ‫يف العربيــة الســعيدة‪ ،‬كان طريــق للقوافــل يعــر املمالــك‬
‫الوجــه احلاليــة‪ ،‬يف املنطقــة املجــاورة مبــارش ًة ملوقــع القصــر‪،‬‬ ‫الســعودية‪ ،‬أتاحــت تعيــن موقــع عــدد كبــر مــن النقــوش العربية‬ ‫العربيــة اجلنوبيــة األربعــة الرئيســة‪ ،‬مــن منطقــة إنتــاج البخــور‬
‫حيــث حــدد موضــع بنــاء ضخــم ذي عنــارص معماريــة نبطيــة‬ ‫الشــمالية واجلنوبيــة‪ ،‬النبطيــة‪ ،‬والعربيــة‪ .‬تبــن هــذه النقــوش‬ ‫(حرضمــوت) حتــى معــن‪ ،‬عــر مملكتــي قتبــان وســبأ‪ .‬ثــم كان‬
‫نموذجيــة‪ ،‬مرتبــط بتجمــع ســكاين‪ ،‬مــن قبــل الرحالــة بــدء ًا مــن‬ ‫أن املســار القديــم كان موازي ـ ًا لطريــق احلــج الشــامي األحــدث‬ ‫الطريــق يتتابــع شــما ًال باتجــاه نجــران‪ ،‬كمــا تشــهد عــى ذلــك‬
‫منتصــف القــرن التاســع عــر‪ ،‬ويشــر إىل وجــود بلــدة مرفئيــة يف‬ ‫زمنيـاً‪ ،‬والــذي يقــع إىل الــرق‪ .‬كانــت منطقــة العــا متصلــة أيضـ ًا‬ ‫اخلربشــات اجلداريــة القديمــة (غرافيتــي) املكتشــفة عىل ســفوح‬
‫هــذا املوقــع‪ .‬يفــر وجــود هــذه األخــرة عــى األرجــح بالتطــور‬ ‫بــرق جزيــرة العــرب وبمنطقــة جنــوب بــاد مــا بــن النهريــن‪،‬‬ ‫جبــل القــارة وجبــل الكوكــب‪ .‬وانطالقــ ًا مــن هنــاك‪ ،‬كانــت‬
‫ـداء مــن نهايــة‬
‫الكبــر للتجــارة البحريــة يف البحــر األحمــر ابتـ ً‬ ‫عــر دومــة اجلنــدل وتيمــاء عــى األرجــح‪ .‬يف واقــع األمــر‪ ،‬تذكــر‬ ‫تنقســم إىل قســمني‪ :‬طريــق جنوبية‪-‬شــمالية‪ ،‬موازيــة للســاحل‬
‫القــرن األول قبــل امليــاد‪ ،‬عــى إثــر الضــم الرومــاين ملــر وإنشــاء‬ ‫املصــادر املكتوبــة (ســرابون وبلينيــوس) االتصــاالت التــي كانــت‬ ‫الرشقــي للبحــر األحمــر‪ ،‬وكانــت تصــل إىل منطقــة املــرق‬
‫طــرق تجاريــة مطروقــة جــد ًا يف اجلــزء الغــريب مــن املحيــط‬ ‫قائمــة بــن اململكــة النبطيــة ومملكــة اجلرهــاء (ثــاج؟)‪ ،‬والتــي‬ ‫واحل ْجــر‪ ،‬يف حــن كان يتجــه فــرع منهــا إىل الشــمال‬ ‫عــر دادان ِ‬
‫الهنــدي‪ .‬يمكــن أن يتعلــق األمــر بإجــرا كوميــه ‪ Egra Komè‬أو‬ ‫كان يعــر بهــا جــزء مــن البضائــع القادمــة مــن آســيا‪ .‬كمــا يذكــر‬ ‫الرشقــي ليصــل إىل اخلليــج العــريب‪.‬‬
‫بلويكــه كومــه ‪ ،Leukè Komè‬وهمــا موقعــان قديمــان مذكــوران‬ ‫بلينيــوس األرشــد وجــود طريــق ‪ -‬ربمــا وجــد بــدء ًا مــن القــرن‬
‫يف املصــادر النصيــة‪.‬‬ ‫الثــاين قبــل امليــاد ‪ -‬بــن البــراء وفــراث (‪ )Forath‬يف منطقــة‬

‫‪87‬‬ ‫‪86‬‬
‫القوافل والحج‬

‫علبة ملساحيق التجميل‪ ،‬احلِ ْجر‪ ،‬الفرتة‬


‫النبطية متحف العال لآلثار والرتاث‬
‫اللقى المكتشفة هي المصدر‬ ‫العــرب يتلقــون «(‪ )...‬إمــداد ًا ثابتــ ًا مــن شــحنات األطيــاب‬ ‫المر والبخور مطلوبان بشدة‬
‫الشعبي‪60681_M01 ،‬‬ ‫الوحيد للمعلومات‬ ‫وكانــوا يوصلونهــا تدريجيــ ًا إىل بــاد الشــام وبــاد الرافديــن»‬ ‫كانــت البضائــع املنقولــة عــى طــول طــرق القوافــل العابــرة‬
‫يف نهايــة عقــد مــن التنقيبــات األثريــة يف موقــع ِ‬
‫احل ْجــر‪ ،‬مــا‬ ‫(‪ .)Géographie,  XVI.4.19‬وباملثــل‪ ،‬يخربنــا ديــودوروس‬ ‫جلزيــرة العــرب منتجــات عطريــة بصــورة أساســية‪ ،‬ويف طليعتهــا‬
‫شاهدة قرب تصور َج ّماالً‪ ،‬جنوب اجلزيرة‬
‫العربية‪ ،‬بني القرنني األول والثالث‬
‫التصــور الــذي يمكننــا اســتعادته حــول األنشــطة التجاريــة‬ ‫الصقــي واصفــ ًا األنبــاط أنهــم «(‪ )...‬اعتــادوا أن ينقلــوا حتــى‬ ‫املــر والبخــور‪ ،‬وهــي تحظــى بتقديــر خــاص لــدى شــعوب البحــر‬
‫جمال يف العال‬
‫للميالد باريس‪ ،‬متحف اللوفر‪ ،‬قسم اآلثار‬ ‫ونشــاط قوافــل ســكانها؟ مــا زالــت تفوتنــا العديــد مــن اجلوانــب‪:‬‬ ‫البحــر البخــور واملــر وأغــى أنــواع األطيــاب‪ ،‬والتــي يســلمها لهــم‬ ‫األبيــض املتوســط يف العصــور القديمــة‪ .‬وصــف املؤلفــون القدمــاء‬ ‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬
‫الرشقية‪AO1128 ،‬‬
‫نفتقــر عــى وجــه اخلصــوص لآلثــار الكتابيــة التــي لربمــا تركتهــا‬ ‫أولئــك الذيــن كانــوا يحرضونهــا مــن العربيــة املســماة “ســعيدة”»‬ ‫كســرابون هــذه التجــارة‪ ،‬ووفقــ ًا لــه كان ســكان شــبه جزيــرة‬ ‫مر وبخور كارولني دوران‬
‫إبريق باريث صغري مستورد من‬
‫بالد الرافدين‪ ،‬املدفن ‪،IGN 117‬‬
‫عائــات التجــار واجلمالــن‪ ،‬عــى العكــس مــن تدمــر‪ ،‬وهــي مركــز‬ ‫( ‪.)Bibliothèque  Historique,  XIX.94.5‬‬
‫احلِ ْجر‪ ،‬القرن األول للميالد‬ ‫كبــر آخــر للقوافــل يف العصــور القديمــة‪ ،‬ونفتقــر كذلــك آلثــار‬ ‫املــر هــو راتنــج الصمــغ ذو اللــون الربتقــايل املســتخرج مــن شــجرة‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪،‬‬
‫‪50095_P02 ،50110_P01‬‬ ‫األماكــن التــي كانــت تجــري فيهــا التبــادالت‪ .‬ويف واقــع األمــر‪،‬‬ ‫املُـ ّـر أو املُـ ّـرة (‪ ،)Commiphora myrrha‬وهــي شــجرية موطنهــا‬
‫لــم تقــدم البقايــا األثريــة التــي تــم التعــرف عليهــا حتــى اآلن أي‬ ‫جنــوب جزيــرة العــرب ورشق إفريقيــا‪ .‬كان يســتخدم بصــورة‬
‫خــان أو حيــز يســتخدم كســوق‪ .‬فيجــب إذ ًا أن نعتمــد عــى املــادة‬ ‫أساســية يف صناعــة العطــور‪ ،‬والطــب‪ ،‬والطقــوس اجلنائزيــة‪ .‬يعــد‬
‫األثريــة إلعــادة تصــور اقتصــاد املدينــة قــدر اإلمــكان وإحاللــه‬ ‫البخــور‪ ،‬املعــروف أيضــ ًا باســم اللبــان أو «البخــور احلقيقــي»‪،‬‬
‫يف موضعــه املناســب مــن شــبكات التجــارة يف تلــك الفــرة‪ .‬تعــد‬ ‫راتنج‪-‬صمــغ ذو لــون أصفــر يميــل إىل األبيــض‪ ،‬مســتخرج مــن‬
‫جميــع القطــع األثريــة‪ ،‬وهــي غالب ـ ًا عــى شــكل كــر‪ ،‬مــؤرشات‬ ‫أشــجار اللبــان التــي تنتمــي إىل جنــس نبــات يســمى بوســويليا‬
‫قيمــة حــول القنــوات التجاريــة يف العصــور القديمــة‪.‬‬ ‫وخاصــة البوســويلية املقدســة أو بوســويليا ســاكرا‬
‫ً‬ ‫‪،Boswellia‬‬
‫احل ْجــر‪ ،‬هنــاك العديــد‬ ‫مــن بــن القطــع التــي عــر عليهــا يف ِ‬ ‫‪ Boswellia sacra‬الــذي ال ينمــو إال يف جنــوب شــبه اجلزيــرة‬
‫مــن أواين األلباســر الصغــرة التــي تــم اســتريادها عــى األرجــح‬ ‫العربيــة‪ ،‬يف منطقتــي حرضمــوت وظفــار‪ .‬كان البخــور يحــرق يف‬
‫مــن جنــوب جزيــرة العــرب‪ ،‬ولربمــا كانــت تحتــوي عــى مــادة‬ ‫العصــور القديمــة خــال الطقــوس الدينيــة واجلنائزيــة‪ ،‬بكميــات‬
‫عطريــة‪ ،‬إمــا خــام أو مركبــة‪ .‬ينبغــي أن يوفــر برنامــج للتحليــل‬ ‫كبــرة جــد ًا أحيانــاً‪ .‬تربــط بعــض اإلشــارات املتناثــرة يف‬
‫جــاري العمــل فيــه معطيــات جديــدة عــى املــدى القصــر‪ .‬حتــى‬ ‫النصــوص القديمــة ســكان املنطقــة‪ ،‬خاصــة األنبــاط‪ ،‬بمنتجــات‬
‫الوقــت احلــارض‪ ،‬لــم يكــن مــن املمكــن رســمي ًا تأكيــد وجــود أي‬ ‫عطريــة أخــرى مثــل الــادن أو ال ـاّذن والبلســم‪ ،‬وهمــا نبتتــان‬
‫أثــر ملنتــج عطــري مرتبــط بالتجــارة العابــرة جلزيــرة العــرب‬ ‫كانتــا تنمــوان يف منطقــة البــراء وتســتخدمان يف صناعــة العطــور‪.‬‬
‫احل ْجــر‪ :‬تــم التعــرف إىل راتنجــات نباتيــة عــى أجــزاء مــن‬ ‫يف ِ‬ ‫أيضــا املقــل أو الكــور (‪ )bdellium‬والقســط (‪،)costus‬‬ ‫وتذكــر ً‬
‫النســيج والعظــام مصدرهــا القبــور‪ ،‬لكــن لــم يكــن ممكن ـ ًا تحديــد‬ ‫وهمــا عــى التــوايل راتنــج عطــري‪ ،‬وجــذر يســتخدم خلصائصــه‬
‫هويتهــا بدقــة‪ .‬أمــا اللقــى الفخاريــة فقــد أعطتنــا كميــات كبــرة‬ ‫العطريــة والطبيــة‪ ،‬وهمــا منتجــان منشــأهما املناطــق اجلبليــة يف‬
‫نســبي ًا مــن املنتجــات املزججــة منشــؤها جنــوب بــاد الرافديــن‪.‬‬ ‫آســيا الوســطى‪ ،‬واللــذان وصــا إىل شــمال غــرب جزيــرة العــرب‬
‫تمثلــت العالقــات مــع منطقــة البحــر األبيــض املتوســط جيــد ًا‬ ‫عــر رشقهــا و‪/‬أو عــر بــاد الرافديــن بعــد املــرور بباريجــازا‬
‫أيض ـ ًا بوجــود كــر مــن األمفــورات (جــرار فخاريــة) ال بــد أنهــا‬ ‫وبارباريكــون‪ ،‬مينــاءي التصديــر الرئيســن يف شــمال الهنــد‪.‬‬
‫ترتادراخما من عهد اإلسكندر‪،‬‬ ‫كانــت تحتــوي عــى النبيــذ أو الزيــت‪ ،‬باإلضافــة إىل أكــواب‬ ‫كانــت أرايض األنبــاط توفــر أيضــ ًا إحــدى املــواد الغذائيــة‬
‫عليها رأس هرقل وزيوس جالساً عىل‬
‫العرش‪ ،‬احلِ ْجر‪ ،‬بني نهاية القرن‬
‫مطليــة بالربنيــق األســود والعائــدة إىل الفــرة الهلنســتية‪ ،‬وأخــرى‬ ‫األساســية لصناعــة املراهــم والعطــور‪ ،‬أال وهــي الهليلــج أو اإلهليلج‬
‫الرابع وبداية القرن الثالث قبل امليالد‬ ‫مــن الفخــار املطبــوع أو املختــوم (تــرا ســيجيالتا) تتميــز بربنيقهــا‬ ‫‪ ،myrobalan‬وهــو ثمــرة املورينجــا أو شــجرة البــان (‪Moringa‬‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪،‬‬
‫‪90042_C03‬‬ ‫األحمــر الــراق‪.‬‬ ‫‪ ،)peregrina‬شــجرة تنمــو يف املناطــق الصحراويــة‪ ،‬كمــا تعــرف‬
‫ترتادراخما تحمل صوراً ألثينا ولبومة‪،‬‬
‫اكتشــفت يف القبــور لقــى مســتوردة مثــرة جــد ًا لالهتمــام‪ ،‬مــن‬ ‫أيض ـ ًا باســم «شــجرة البــاق» يف مــر القديمــة‪ ،‬والتــي مــا تــزال‬
‫احلِ ْجر‪ ،‬بني القرنني الثالث واألول‬ ‫ضمنهــا كــر مــن أواين مصنوعــة مــن الزجــاج املــري أو الســوري‪-‬‬ ‫موجــودة حتــى يومنــا هــذا يف حالتهــا الربيــة يف منطقــة العــا‪.‬‬
‫قبل امليالد متحف متحف العال لآلثار‬
‫والرتاث الشعبي‪Surface_C245 ،‬‬ ‫الفلســطيني أو اإليطــايل‪ ،‬وكذلــك حبــات مــن اخلــرز املصنــوع مــن‬ ‫تنتــج الشــجرة خردليــات طويلــة مليئــة بالبــذور‪ ،‬والتــي بمجــرد‬
‫عجينــة زجاجيــة أو مــن اخلــزف أو مــن أحجــار شــبه كريمــة آتيــة‬ ‫هرســها كانــت تمكــن مــن احلصــول عــى زيــت مطلــوب بصــورة‬
‫مــن مصــادر مختلفــة‪ ،‬والتــي كان ينبغــي أن تشــكل قرابــن وحــي‬ ‫خاصــة‪ ،‬ويســمى «زيــت البــان» يف نصــوص العصــور القديمــة‪،‬‬
‫مختــارة ألجــل املتوفــن‪ .‬عــر أيضـ ًا عــى قطع مــن النســيج القطني‬ ‫وكان مــن خواصــه أنــه ليــس لــه طعــم‪ ،‬وال رائحــة وال يزنــخ‪ ،‬وهــذا‬
‫املحفوظــة جيــد ًا يف املقابــر‪ ،‬ربمــا تــم اســترياده مــن الهنــد أو مــر‪،‬‬ ‫مــا جعــل منــه ســواغ ًا مثاليـ ًا للحصــول عــى أجــود أنــواع الزيــوت‬
‫احل ْجــر يوحــي‬ ‫وإن كان اكتشــاف العديــد مــن بــذور القطــن يف ِ‬ ‫العطريــة دون إحــداث تغيــر فيهــا‪.‬‬
‫أيضــ ًا بوجــود إنتــاج محــي‪ .‬وختامــاً‪ ،‬يؤكــد وجــود األصــداف‬
‫وعظــام الســمك بأعــداد كبــرة مــن بــن اللقــى احليوانيــة وجــود‬
‫اتصــاالت منتظمــة بــن ِ‬
‫احل ْجــر والبحــر األحمــر‪.‬‬

‫‪89‬‬ ‫‪88‬‬
‫طرق الحج العابرة‬
‫القوافل والحج‬

‫لمحافظة العال‬
‫املحدثــة‪ ،‬واملعظــم التــي كانــت تســمى أســفل احلاكــة‪ ،‬واألقــرع‬
‫التــي كانــت تســمى األقــارع‪ ،‬كمــا أن قــرح (املابيــات) كانــت‬ ‫النائب السابق لرئيس هيئة السياحة والتراث الوطني‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬علي بن ابراهيم الغبان‬

‫املحطــة واملدينــة الرئيســة للطريــق يف وادي القــرى (وادي‬


‫العــا) طــوال فــرة صــدر اإلســام والعرصيــن األمــوي والعبــايس‪،‬‬
‫ثــم حلــت محلهــا العــا بعــد القــرن الهجــري الســادس (‪ 12‬م)‪.‬‬
‫أمــا جــزء الطريــق الواقــع بــن العــا واملدينــة فقــد كان لــه‬
‫مســار قديــم اســتخدم يف القــرون الهجريــة األوىل‪ ،‬يتجــه بعــد‬
‫قــرح إىل الســقيا (اخلشــيبة) ثــم الرحبــة ثــم ذي املــروة ثــم ذي‬ ‫تمــر بمحافظــة العــا مجموعــة مــن طــرق احلــج التــي تربــط‬
‫مــر ثــم الســويداء ثــم ذي خشــب (املندســة)‪ ،‬ثــم املدينــة‪ .‬ثــم‬ ‫بــاد الشــام ومــر باألماكــن املقدســة يف مكــة واملدينــة‪ .‬وهــذه‬
‫أصبــح للطريــق مســار آخــر اســتخدم بــدءا مــن العــر األيــويب‬ ‫الطــرق هــي‪ :‬طريــق احلــج الشــامي الرئيــس وطــرق احلــج‬
‫يمــر بعــد العــا عــى قلعــة الفقري(مغــرة) ثــم ســهل املطــران ثــم‬ ‫املــري الداخــي وطريــق أيلــة الــذي يربــط بــن املدينــة‬
‫قلعــة زمــرد‪ ،‬ثــم البــر اجلديــدة (قلعــة الصــورة) ثــم هديــة‪ ،‬ثــم‬ ‫املنــورة والعقبــة مــرور ًا بهضبــة حســمى‪ ،‬وقــد اهتــم احلــكام‬
‫اســطبل عنــر‪ ،‬ثــم الفحلتــن‪ ،‬ثــم آبــار نصيــف‪ ،‬ثــم احلفــرة‪،‬‬ ‫املســلمون بهــذه الطــرق وغريهــا مــن طــرق احلــج يف مختلــف‬
‫ثــم املدينــة‪ .‬وعندمــا نفــذت ســكة حديــد احلجــاز يف عهــد‬ ‫العصــور‪ ،‬فحفــروا اآلبــار وبنــوا الــرك والســدود عــى مســاراتها‬
‫الســلطان العثمــاين عبداحلميــد مــدت عــى هــذا املســار املتأخــر‬ ‫ويف محطاتهــا لتوفــر امليــاه الالزمــة لقوافــل احلجــاج‪ ،‬و أقامــوا‬
‫(لوحــة ‪.)3 ، 2 ،1‬‬ ‫القــاع واألبــراج لتوفــر احلمايــة واألمــن‪ ،‬وبنــوا اجلســور عــى‬
‫ومــن طــرق احلــج املهمــة التــي تمــر بمحافظــة العــا طريــق‬ ‫األوديــة اخلطــرة ومهــدوا العقبــات الصعبــة‪ ،‬ووضعــوا املنــارات‬
‫احلــج املــري الداخــي‪ .‬فقــد كان عــى حجــاج مــر ومــن‬ ‫واألميــال وعالمــات الطــرق‪ ،‬وال تــزال آثــار هــذه املنشــآت‬
‫شارل تيودور فرير‪ ،‬املسمى فرير‬ ‫رافقهــم مــن أهــل املغــرب واألندلــس وأفريقيــا أن يعــروا شــبه‬ ‫باقيــة يف شــمال غــرب اململكــة يف محافظــة العــا ومــا جاورهــا‬
‫بيك (‪ )1814-1888‬قافلة تعرب‬
‫الصحراء ‪Caravane traversant‬‬ ‫عــى هــذه الطــرق فكثــرة‪ ،‬وتشــمل اآلبار والــرك والقــاع وأعالم‬ ‫الهجــري (‪ 7‬م) مــن قبــل احلجــاج واملســافرين بــن املدينــة‬ ‫جزيــرة ســيناء كــي يصلــوا إىل أيلــة (العقبــة) التــي تتجــه‬ ‫مــن محافظــات‪.‬‬
‫‪ ،le désert‬فرنسا‪ 1883 ،‬رانس‪،‬‬
‫متحف الفنون اجلميلة‪n° 45 ،887.3.5 ،‬‬
‫الطــرق وهــي مــن العصــور األيوبيــة واململوكيــة والعثمانيــة‪،‬‬ ‫املنــورة وفلســطني ومــر‪ ،‬وهــو يــر يف محافظــة العــا عــى‬ ‫بعدهــا قوافــل احلجــاج إىل حقــل‪ ،‬ثــم الــرف‪ ،‬ثــم مديــن‬ ‫وأشــهر هــذه الطــرق التــي تمــر بحافظــة العــا وأهمهــا طريــق‬
‫(‪ B‬يف السجل القديم)‬ ‫واألكرثيــة مــن العــر العثمــاين‪ .‬ومــن هــذه اآلثــار قلعــة‬ ‫مســار طريــق احلــج املــري الداخــي‪ ،‬ثــم يصعــد بعــد بلــدة‬ ‫(مغائــر شــعيب‪-‬البدع)‪ .‬وكان حلجــاج مــر بعــد مديــن خــال‬ ‫احلــج الشــامي (املحجــة الرئيســة) وقــد عــرف باســم التبوكيــة‬
‫مسبحة ذات حبات من اخلرز‪،‬‬ ‫الربيكــة (الــدار احلمــراء) وقــد بنيــت ســنة (‪1167‬هـــ‪1754/‬م)‬ ‫شــغب إىل هضبــة حســمى التــي يعربهــا باتجــاه أيلــة (العقبــة)‬ ‫القــرون الهجريــة األوىل طريقــان‪ :‬أحدهمــا ســاحيل يســلك‬ ‫نســبة إىل بلــدة تبــوك التــي يمــر بهــا قبــل أن يصــل إىل العــا‪.‬‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬بني القرنني‬
‫التاسع والعارش للميالد الرياض‪،‬‬ ‫عــى يــد عثمــان باشــا‪ ،‬وإىل جوارهــا بركــة كبــرة ربمــا بنيــت يف‬ ‫(لوحــة ‪.)4‬‬ ‫ســاحل البحــر األحمــر ويتجــه إىل مكــة مــرورا باجلحفــة أو إىل‬ ‫ويبــدأ مســار هــذا الطريــق مــن دمشــق ويمــر عــى بــرى‬
‫متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪،‬‬ ‫العــر األيــويب أو اململوكــي‪ ،‬وقلعــت احلجــر وقــد بناهــا حاكــم‬ ‫وتتحــدث املصــادر عــن اهتمــام بعــض اخللفــاء الراشــدين‬ ‫املدينــة مــرورا ببــدر‪ ،‬واآلخــر داخــي يتجــه إىل وادي القــرى‬ ‫ومحاطــات أخــرى يف ســوريا واألردن قبــل أن يدخــل حــدود‬
‫‪12-101‬‬
‫دمشــق أســعد باشــا بــن العظــم (‪1170-1156‬هـــ‪1757-1744/‬م)‪،‬‬ ‫وبعــض خلفــاء بنــي أميــة بعمــارة املحطــات الرئيســة عــى هــذه‬ ‫(وادي العــا) مــرورا بشــغب وشــواق وبــدا ثــم الســقيا بــوادي‬ ‫اململكــة ابتــداء مــن محطــة حالــة عمــار‪ ،‬ثــم يمــر عــى محطــة‬
‫وبداخلهــا بــر أقــدم منهــا بنيــت عليهــا القلعــة حلمايتهــا‪ ،‬كمــا‬ ‫الطــرق‪ ،‬وتذكــر أن عمــر بــن اخلطــاب أمــر بطــي عــن تبــوك‪،‬‬ ‫القــرى (اخلشــيبة)‪ ،‬حيــث يلتقــي بطريــق احلــج الشــامي ليســر‬ ‫ذات احلــاج‪ ،‬ثــم تبــوك‪ ،‬ثــم األخــر‪ ،‬ثــم املعظــم‪ ،‬ثــم الــدار‬
‫تجاورهــا بركــة كبــرة قــد تكــون أقــدم مــن القلعــة تاريخــاً‪،‬‬ ‫وأن عمــر بــن عبدالعزيــز قــام يف العهــد األمــوي بعمــارة مســجد‬ ‫معــه إىل املدينــة‪ .‬وكان طريــق احلــج املــري الداخــي األكــر‬ ‫احلمــراء‪ ،‬ثــم األقــرع‪ ،‬ثــم احلجــر‪ ،‬ثــم العــا‪ ،‬ثــم قــرح‪ .‬ولــم يتغــر‬
‫وتعــد آثــار بلــدة العــا الرتاثيــة مــن آثــار طريــق احلــج الشــامي‪،‬‬ ‫تبــوك و مســجد وادي القــرى‪ ،‬وأن الوليــد بــن عبدامللــك وضــع‬ ‫اســتخدام ًا خــال القرنــن الهجريــن األول والثــاين (‪7-8‬م)‪.‬‬ ‫مســار طريــق احلــج الشــامي يف جزئــه الواقــع بــن تبــوك والعــا‬
‫فقــد ورد وصفهــا وأهميتهــا ملرتــادي الطريــق يف كتــب رحــات‬ ‫املنــار بــن دمشــق ومكــة وأقــام الــرك وحفــر اآلبــار‪ ،‬وأن هشــام‬ ‫ومــن طــرق احلــج التــي كانــت تمــر بــوادي القــرى طريــق‬ ‫طــوال العصــور اإلســامية‪ ،‬إال أن بعــض محطــات هــذا اجلــزء‬
‫هجانة وجمال‪ ،‬احلجاز‪،‬‬
‫احلــج ابتــداء مــن القــرن ( ‪7‬هـــ‪13/‬م)‪ ،‬ومــن آثــار الطريــق قلعــة‬ ‫بــن عبدامللــك بنــى الصهاريــج و القنــوات عــى طريــق مكــة‪.‬‬ ‫أيلــة‪ ،‬وهــو طريــق اســتخدم بكثافــة خــال القــرن األول‬ ‫حملــت أكــر مــن اســم‪ ،‬مثــل األخــر التــي كانــت بهــا بلــدة‬ ‫فرتة ما قبل اإلسالم لندن‪،‬‬
‫الفقــر و قــد عرفــت يف املصــادر باســم قلعــة احلفائـــر‪ ،‬هــي‬ ‫وتوجــد آثــار بعــض هــذه املنشــآت ملحقــة بمواقــع ومحطــات‬ ‫مؤسسة الفروسية للفنون‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬

‫قلعــة عثمانيــة أشــار إىل وجدهــا يف موقـــعها ابـــن عبدالـســـام‬ ‫هــذه الطــرق يف محافظــة العــا ومــا جاورهــا مثــل‪ :‬بركــة شــغب‪،‬‬
‫وبركــة شــواق‪ ،‬وبركــة النابــع‪ ،‬وآبــار بالطــة‪ ،‬وآثــار اخلشــيبة‪،‬‬
‫وآثــار جثيــوث‪ ،‬ومســجد قــرح (املابيــات)‪ ،‬وبــر األخــر‪ ،‬كمــا‬
‫تتوفــر عــى مســارات الطــرق الرئيســة العابــرة ملحافظــة العــا‬
‫أعــداد كبــرة مــن النقــوش التذكاريــة التــي يعــود تاريخهــا‬
‫إىل الفــرة اإلســامية املبكــرة (‪1-5‬هـــ‪7-11/‬م) نفذهــا احلجــاج‬
‫واملســافرون عــى هــذه الطرقــات‪ ،‬بعضهــا لشــخصيات معروفــة‬
‫مــن أبنــاء الصحابــة والتابعــن ورواة احلديــث‪ ،‬وبعضهــا حلجــاج‬
‫قدمــوا مــن مــر والشــام واملغــرب وفلســطني‪.‬‬
‫أمــا آثــار العصــور اإلســامية املتأخــرة الباقيــة يف محافظــة العــا‬

‫‪91‬‬
‫القوافل والحج‬

‫الدرعـــي سنـــة (‪1198‬هـــ‪1783/‬م)‪ .‬وهنــاك أيض ًا قلعة زمــرد التي‬


‫بناهــا حاكــم دمشــق محمــد باشــا أبــو الذهـــب (‪1186-1185‬هـــ‬
‫و ‪1197 -1188‬هـــ‪1772 /‬م و ‪1783 -1774‬م)‪ .‬وقلعــة الصــورة (البــر‬
‫اجلديــدة) و قــد بناهــا حاكــم دمشــق عثمــان باشــا (‪1184-1174‬هـ‬
‫‪1771-1762/‬م)‪ ،‬و بجــوار القلعــة توجــد أكــر بــر باقيــة عــى‬
‫طريــق احلــج الشــامي يرجــح أنهــا بنيــت عــى نفقــة والــدة‬
‫(الصفحة اليمنى)‬
‫الســلطان أحمــد األول ( ‪1026-1012‬هـــ‪1617-1603/‬م)‪.‬‬
‫‪ .‬ه‪ .‬حالجيان‪ ،‬سكة حديد احلجاز‪،‬‬
‫قلعة مدائن صالح وخزان ماء‬
‫يستخدمه حجاج القوافل‪ ،‬مدائن‬
‫صالح‪ 1908 ،‬لندن‪ ،‬متاحف احلرب‬
‫اإلمرباطورية‪Q 59685 ،‬‬

‫قلعة مدائن صالح‬


‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2018 ،‬‬

‫(أدناه)‬
‫مدينة العال القديمة (البلدة القديمة)‬
‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬
‫القوافل والحج‬

‫موقع « ُقرح» األثري‬


‫أستاذ مشارك‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬الرياض‬ ‫د‪ .‬أحمد العبودي‬

‫زار فريــق علمــي مــن جامعــة لنــدن ‪1967‬م موقــع وقــرح وأجــري‬ ‫تقــع مدينــة قــرح األثريــة جنــوب محافظــة العــا عــى بعــد ‪ 20‬كــم‬
‫‪ .1‬جزء من افريز‪ ،‬قرح (املابيات)‪ ،‬بني القرنني‬
‫التاسع والعارش للميالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪،‬‬ ‫مســح أثــري ســطحي تركــز عــى مــادة الفخــار‪ ،‬نــرت نتائجــه عــام‬ ‫بالقــرب مــن هجــرة مغــرة وســط ســهل منبســط تطــوف مــن حولــة‬
‫جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫‪1970‬م التــي اشــارت اىل انشــار للفخــار اإلســامي عــى ســطح املوقــع‬ ‫جبــال متفرقــة متوســطة االرتفــاع‪ ،‬ويــرف املوقــع عــى محــر مغــرة‬
‫‪ .2‬جزء من صحن‪ ،‬قرح (املابيات)‪ ،‬بني القرنني‬
‫التاسع والعارش للميالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪،‬‬
‫يعــود اىل الفــرة االمويــة والعباســية‪.‬‬ ‫الغــريب والــذي تتجمــع بــه ميــاه عــدد مــن االوديــة والشــعاب قبــل‬
‫جامعة امللك سعود‪261-7 ،‬‬ ‫قامــت الهيئــة العامــة للســياحة والــراث الوطنــي (وكالــة اآلثــار‬ ‫توجههــا اىل وادي اجلــزل‪ ،‬كمــا ويمــر بــرق املوقــع ســكة طريــق‬
‫‪ .3‬غطاء‪ ،‬قرح (املابيات)‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫واملتاحــف ســابقا) بأجــراء أعمــال مســح أثــري لــدرب احلــج‬ ‫احلجــاز القادمــة مــن دمشــق نحــو املدينــة املنــورة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والعارش للميالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة‬ ‫املــري الشــامي عــام ‪1982‬م ‪،‬ومثلــت قــرح أحــد محطــات هــذا‬ ‫أشــارت املصــادر التاريخيــة واجلغرافيــة اىل ان قــرح التــي وصفــت‬
‫امللك سعود‪12-56 ،‬‬
‫الطريــق ‪،‬وخلصــت نتائــج التقريــر االســتطالعي عــى التعــرف عــى‬ ‫بحــارضة وادي القــرى كانــت تشــهد نشــاطا تجاريــا يعــود اىل فــرة مــا‬
‫‪ .4‬أمفورة‪ ،‬قرح (املابيات)‪ ،‬بني القرنني التاسع‬
‫والعارش للميالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة‬ ‫أحــد محطــات الطريــق حيــث أبــرز التقريــر عــن وجــود تــال‬ ‫قبــل اإلســام‪ ،‬فأبــن الكلبــي املتــويف ســنة ‪202‬هـــ يصــف قــرح بأنهــا‬
‫امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫أثريــة لبقايــا منشــآت معماريــة ينتــر عــى ســطحها قطــع مــن‬ ‫املدينــة السادســة يف اجلزيــرة العربيــة وهــي مجمــع أســواق العــرب و‬
‫‪ .5‬خنجر‪ ،‬قرح (املابيات)‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫الفخــار اإلســامي املبكــر العائــد إىل مــا بــن القــرن الثــاين والثالــث‬ ‫أصــل الغناء‪ ‬ومعدنــة‪.1‬‬
‫والعارش للميالد الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة‬
‫امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫‪.3‬‬
‫الهجريــن‬ ‫شــهدت قــرح انتعــاش اقتصــادي بعــد اإلســام كونهــا أصبحــت‬
‫‪ .6‬موقع قرح (املابيات) األثري الهيئة امللكية‬ ‫انطلقــت أعمــال التنقيبــات االثريــة جلامعــة امللــك ســعود بموقــع‬ ‫محطــة رئيســة عــى طريــق احلــاج الشــامي املــري فــرزت يف‬
‫ملحافظة العال‬ ‫منــذ ‪2004‬م ومازالــت حتــى يومنــا احلــارض وقــد كشــفت‬ ‫قــرح ُ‬ ‫كتابــات الرحالــة العــرب واجلغرافيــن املســلمني كاألصطخــري‬
‫التنقيبــات عــن اجلــزء الشــمايل مــن املدينــة املتمثــل بمنطقــة القصــور‬ ‫‪340‬هـــ‪951/‬م‪ ،‬و املقــديس ‪380‬هـــ‪990/‬م‪ ،‬واحلمــوي ‪626‬هـــ‪1129/‬م‪،‬‬
‫واألســواق والتــي تنــم عمارتــه عــن وضــع اقتصــادي مزدهــر للمدينــة‬ ‫وابــن بطوطــة ‪725‬هـــ‪1229/‬م‪ ،‬والفــروزي ‪817-729‬هـــ‪ ،‬فمنهــم‬
‫‪3‬‬ ‫تعــود ُجــل معثوراتهــا اىل الفــرة مابــن ‪250‬هـــ ‪ 350/‬هـــ والتــي تؤكــد‬ ‫مــن أشــاد بازدهارهــا كاملقــديس و األصطخــري ومنهــم مــن ذكــر‬
‫اننــا امــام مدينــة متكاملــة ذات ثــراء معمــاري بقصورهــا واســواقها‬ ‫اضمحاللهــا و اندثارهــا كياقــوت احلمــوي‪ ،‬ولكــن اجمعــوا عــى أن‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وشــوارعها واســوارها هــي بــدون أدىن شــك مدينــة قــرح التــي عرفــت‬ ‫قــرح حــارضة وادي القــرى وقصبتهــا‪.2‬‬
‫بســوق العــرب قبــل األســام واشــهر محطــات طريــق احلــاج الشــامي‬ ‫امــا املقــديس ‪380‬هـــ‪990/‬م فخــص ناحيــة قــرح بوصــف بديــع‬
‫املــري يف العــر اإلســامي‪.‬‬ ‫قــال فيــه‪« :‬تســمى وادي القــرى‪ ،‬وليــس باحلجــاز اليــوم بلــد‪ ،‬اجمــل‬
‫واعمــر وآهــل وأكــر تجــار ًا وأمــوا ًال وخــرات بعــد مكــة مــن هــذا‪،‬‬
‫عليهــا حصــن منيــع عــى قرنتــه قلعــة قــد أحــدق بــه القــرى واكنــف‬
‫بــه النخيــل‪ ،‬ذو تمــور رخيصــة واخبــار حســنة وميــاه غزيــرة ومنــازل‬
‫أنيقــة وأســواق حــارة‪ ،‬عليــه خنــدق وثالثــة أبــواب محــددة واجلامــع‬
‫يف األزقــة»‪.‬‬
‫أمــا الرحالــة ياقــوت احلمــوي ‪626‬هـــ‪1129/‬م فقــد قــال‪« :‬ســمي وادي‬
‫القــرى ألن الــوادي مــن أولــه إىل آخــرة قــرى منظومــة وكانــت مــن‬
‫أعمــال البــاد وآثــار القــرى إىل اآلن بهــا ظاهــرة إال أنهــا يف وقتنــا هــذا‬
‫كلهــا خــراب ومياههــا جاريــة تتدفــق ضائعــة ال ينتفــع بهــا أحــد‪.»3‬‬
‫أختفــى اســم قــرح أواخــر القــرن الســادس الهجــري ‪ /‬الثــاين عــر‬
‫امليــادي وحلــت مدينــة العــا وســط الــوادي مكانهــا‪.‬‬

‫‪  1‬األفغاين‪ .‬سعيد «أسواق العرب»‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪1960 ،‬م‪ ،‬ص ‪194‬‬
‫‪  2‬احلمــوي‪ .‬شــهاب الديــن أيب عبداللــه ياقــوت «معجــم البلــدان» ج‪ ،4 :‬دار صــادر‪،‬‬
‫بــروت‪1957 ،‬م‪ 321 :‬وكذلــك انظــر‪ :‬العمــر عبداللــه ونصيــف عبداللــه‪ ،‬وآخــرون‪:‬‬
‫«تقريــر عــن أعمــال حفريــة مدينــة قــرح (املابيــات) اإلســامية بالعــا املوســم األول‬
‫لعــام ‪1425‬هـــ‪2004/‬م» أطــال ع‪ ،19 :‬وكالــة اآلثــار واملتاحــف‪ ،‬وزارة الرتبيــة والتعليــم‪،‬‬
‫الريــاض‪2006 ،‬م‪.218 ،228 :‬‬
‫‪  3‬املغنــم عــى‪ ،‬احللــوة صــاح‪ ،‬مــريس جمــال «مــروع درب احلــج املــري والشــامي –‬
‫تقريــر اســتطالعي‪1402 ،‬هـــ ‪1982 -‬م» أطــال حوليــة اآلثــار العربيــة الســعودية‪ ،‬ع‪،7 :‬‬
‫ط‪ ،2 :‬وكالــة اآلثــار واملتاحــف‪ ،‬وزارة املعــارف‪ ،‬الريــاض‪2001 ،‬م‪.51 :‬‬
‫‪1‬‬

‫‪95‬‬ ‫‪94‬‬
‫‪6‬‬
‫الكتابات اإلسالمية بمحافظة العال‬
‫باحثة مستقلة‬ ‫د‪ .‬حياة عبدالله حسين الكالبي‬

‫وتعــد هــذه النقــوش مــن الوثائــق اآلثاريــة املهمــة‪ ،‬فهــي مــن جهــة‬ ‫تتوفــر النقــوش الكتابيــة اإلســامية بكــرة يف محافظــة العــا‪ ،‬وتعــد‬
‫أصيلــة ومعــارصة للحقائــق واألحــداث التــي تســجلها‪ ،‬ومــن جهــة‬ ‫مــن أهــم اآلثــار اإلســامية الباقيــة فيهــا‪ ،‬ومعظمهــا يوجــد عــى‬
‫أخــرى تكشــف عــن حقائــق جديــدة مســتمدة منهــا‪ ،‬فضــ ًا عــن‬ ‫مســارات طــرق احلــج والتجــارة العابــرة للمحافظــة‪ ،‬وهــي كتابــات‬
‫كونهــا حقــ ًا خصبــ ًا لدراســة العديــد مــن الظواهــر اللغويــة‪.‬‬ ‫نفذهــا احلجــاج واملســافرون الســائرون عــى هــذه الطرقــات خــال‬
‫ونظــر ًا ألن االنســان يحــرص بطبيعتــه عــى توثيــق األحــداث املهمــة‬ ‫الفــرة املمتــدة مــن القــرن األول إىل اخلامــس الهجــري (‪11-7‬م)‪،‬‬
‫يف حياتــه‪ -‬ومــن ذلــك األســفار والرحــات الطويلــة‪ -‬فــإن معظــم‬ ‫وبعضهــا كتبــه الســكان املحليــون مــن أهــل العــا يف تلــك الفــرة يف‬
‫الكتابــات التذكاريــة املنفــذة عــى الطرقــات كتبــت أصـ ًا لتســجيل‬ ‫مرابعهــم وأماكــن تنزههــم‪ ،‬وبعــض هــذه النقــوش مؤرخــة وهــي قليلــة‪،‬‬
‫حضــور أصحابهــا يف املــكان املنفــذة فيــه‪ ،‬بــرف النظــر عــن الصيغــة‬ ‫وغالبيتهــا غــر مؤرخــة‪.‬‬
‫املســتخدمة فيهــا‪ ،‬فهــي تحــوي أساســ ًا أســماء أصحابهــا‪ .‬ويف فــرة‬ ‫وترجــع أهميــة هــذه النقــوش‪ -‬باإلضافــة إىل كــرة عددهــا‪ -‬إىل كونهــا‬
‫ســمة غالبــة عــى ثقافــة‬
‫صــدر اإلســام كانــت العاطفــة الدينيــة ً‬ ‫اآلثــار الوحيــدة التــي تركهــا مســتخدمو الطــرق مــن احلجــاج و‬
‫النــاس ممــا جعلهــم يكتبــون نقوشــهم التذكاريــة عــى شــكل عبــارات‬ ‫املســافرين‪ ،‬يف حــن أن بقيــة آثــار الطــرق منشــآت أقامهــا احلــكام و‬
‫دعائيــة تشــمل الترصيــح باإليمــان باللــه‪ ،‬والشــهادة بتوحيــد اللــه‬ ‫الــوالة املســلمون‪ ،‬كمــا أنهــا تســاعد عــى التعــرف عــى مســارات الطــرق‬
‫واالعــراف بربوبيتــه‪ ،‬واإلقــرار بالــوالء لــه والتــوكل واالعتمــاد عليــه‪،‬‬ ‫و محطاتهــا‪ ،‬فضــ ًا عــن أهميتهــا يف دراســة تطــور اخلــط العــريب‪ ،‬و‬
‫والترصيــح بمحبتــه وخشــيته واالعتصــام والثقــة بــه‪ ،‬واالعــراف‬ ‫التعــرف عــى أســماء و ألقــاب وكنــى شــخصيات إســامية مــن الفــرة‬
‫بمــآل األمــور إليــه‪ ،‬والدعــاء بطلــب اجلنــة واملغفــرة والتوبــة والرحمــة‬ ‫اإلســامية املبكــرة ال تــرد يف املصــادر‪ ،‬كمــا أن نقــوش الســكان املحليــن‬
‫لــه ولوالديــه وجلميــع املســلمني‪ ،‬وصحبــة اللــه وحفظــه يف الســفر‪،‬‬ ‫مــن أهــل العــا تمكــن مــن التعــرف عــى ســكان العــا يف تلــك الفــرة‪،‬‬
‫واخلالفــة يف األهــل‪ ،‬وطلــب الرضــا والقناعــة وســعة الــرزق والعلــم‬ ‫و ممارســاتهم االجتماعيــة وعاداتهــم وتقاليدهــم وثقافتهــم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫النافــع‪ ،‬وطلــب الوقايــة مــن الفتنــة‪ ،‬والصــاة عــى الرســول –صــى‬
‫اللــه عليــه وســلم‪ -‬واالعــراف برســالته ومحبتــه وطلــب شــفاعته يــوم‬ ‫ومعظــم هــذه النقــوش مــن نــوع الكتابــات‬
‫القيامــة‪ ،‬وتســجيل الوصايــا لعمــوم املســلمني حلثهــم عــى تقــوى اللــه‬ ‫التذكاريــة التــي يكتبهــا احلجــاج واملســافرون واملتنزهــون عــى‬
‫وبــره وصلــة الرحــم‪ ،‬وغــر ذلــك مــن الصيــغ‪.‬‬ ‫الواجهــات الصخريــة تخليــد ًا لرحلتهــم‪ ،‬وتتضمــن باإلضافــة إىل اســم‬
‫وهــذه الكتابــات التذكاريــة عــى قــر جملهــا تعكــس احلالــة‬ ‫صاحبهــا جمـ ًا دعائيــة وعبــارات دينيــة ذات صيــغ مختلفــة تعــر عــن‬
‫الوجدانيــة ألصحابهــا حلظــة كتابتهــا‪ ،‬ومســتوى اإليمــان والتديــن‪،‬‬ ‫اإليمــان والتقــوى‪ ،‬وتدعــوا اآلخريــن للتمســك بالديــن‪ ،‬وتطلــب املغفــرة‬
‫‪ .1‬نقش عريب معروف باسم‬
‫وكيــف تــم التعبــر عــن ذلــك بإســلوب أصحابهــا مــا يعــد فرصــة‬ ‫مــن اللــه والرعايــة يف الســفر وبلــوغ املقصــد‪ ،‬وغــر ذلــك مــن املضامــن‬
‫نقش زهري‪ ،‬بالقرب من العال‪،‬‬ ‫للباحثــن لدراســة التحــوالت التــي طــرأت عــى اللغــة والنــاس وأثــر‬ ‫الدينيــة واالجتماعيــة‪.‬‬
‫مؤرخ من العامني ‪644-645‬‬
‫مايكل ك‪ .‬أ‪ .‬ماكدونالد‬ ‫القــرآن والســنة يف ذلــك‪.‬‬
‫‪ 2‬و ‪ .3‬نقوش عربية‬
‫محفورة يف جبل األقرع يف العال‬
‫مالك السليمي‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪97‬‬ ‫‪96‬‬
‫القوافل والحج‬

‫الكتابات اإلسالمية بمحافظة العال‬

‫وتتميــز هــذه النقــوش بــأن بعضهــا كتــب باخلــط‬ ‫ومعظــم النقــوش الكتابيــة اإلســامية يف محافظــة العــا توجــد عــى‬
‫احلجــازي اللــن واملنقــوط‪ ،‬يف حــن أن أكرثهــا كتــب باخلــط الكــويف‪،‬‬ ‫مســار طريــق احلــج الشــامي الرئيــس وتكــر يف محطاتــه القريبــة‬
‫‪ .4‬نقوش عربية محفورة يف جبل‬
‫األقرع يف العال مالك السليمي‬
‫وهــي عــى درجــة عاليــة مــن جــودة اخلــط عــى الرغــم مــن أنهــا‬ ‫وبخاصــة يف املنطقــة الواقعــة يف احلجر‪-‬مدائــن‬
‫ً‬ ‫مــن مدينــة العــا‪،‬‬
‫منقوشــة يف الصخــر‪ .‬كمــا أن كتابــات أهــل العــا فيهــا درجــة عاليــة مــن‬ ‫صالــح‪ -‬وإىل الشــمال مــن احلجــر (املزحــم واألقــرع) واملنطقــة الواقعــة‬
‫‪ 5‬و ‪ .6‬نقوش عربية من جبل‬
‫أثلب يف احلِ ْجر ليىل نعمة‬ ‫اجلــودة واالتقــان (اللوحــات‪.)4 ،3 ،2 ،1 :‬‬ ‫بــن احلجــر والعــا (درب احلــاج أبــو زرايــب)‪ .‬كمــا توجــد نقــوش‬
‫ويعــد نقــش زهــر املــؤرخ بســنة ‪ 24‬هـــ أحــد أشــهر هــذه النقــوش‪،‬‬ ‫عــى طريــق احلــج املــري الداخــي يف منطقــة بالطــة واملقــرح‬
‫ويوجــد عــى مســار طريــق احلــج الشــامي بــن احلجــر والعــا‪،‬‬ ‫األســمر‪ ،‬وتوجــد بعــض النقــوش اإلســامية عــى درب البكــرة‪.‬‬
‫وهــو يــؤرخ لوفــاة عمــر بــن اخلطــاب‪ -‬ريض اللــه عنــه‪ ،-‬وقــد كتــب‬ ‫وهنــاك نقــوش كثــرة مــن عمــل ســكان العــا وبخاصــة يف موقــع أبــو‬
‫باخلــط املــدين بحــروف لينــة ومنقوطــة‪ ،‬وقــد تــم تســجيله يف منظمــة‬ ‫عــود وموقــع أم‪ ‬درج‪.‬‬
‫اليونســكو كأحــد أقــدم النقــوش الكتابيــة اإلســامية املنفــذة عــى‬
‫الصخــر (لوحــة‪.)5 :‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬
‫العال مقصد الرحالة ووجهة القوافل‬
‫أستاذ‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬الرياض‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬مشلح المريخي‬

‫كانــت العــا قبــل اإلســام نقطــة مركزيــة يف الطريــق الكبــر لتجــارة العالــم‬
‫القديــم وهــو الطريــق اجلنــويب‪ -‬الشــمايل املعــروف تاريخيــا بطريــق البخــور‪.‬‬
‫وزادت أهميــة موقــع منطقــة العــا خــال العــر اإلســامي بعــد أن أصبحــت‬
‫بفضــل موقعهــا ضمــن طريــق احلــج والســيما الشــامي‪.‬‬
‫وإذا كانــت كتــب اجلغرافيــن العــرب قد أشــارت للحجــر أو مدينة ثمــود والعال‬
‫بوجــه خــاص باعتبارهمــا أهــم محطــات احلجيــج مــن بعــد تبــوك منــذ عهــد‬
‫الدولــة األمويــة إال أن أحــدا مــن الرحالــة أو احلجــاج لــم يــأت لذكرهــا مــن بعــد‬
‫القــايض وكيــع (‪ 305‬هـــ) إىل بدايــة القرن الســابع الهجــري (‪13‬م) وذلك بســبب‬
‫االضطرابــات التــي رافقــت تحــركات القرامطــة يف منتصــف القــرن الرابــع‬
‫الهجــري (‪10‬م) ثــم الفــوىض واضطـراب األمــن الــذي رافــق احلــروب الصليبيــة‬
‫بمنطقــة الشــام بعــد ذلــك وأصبــح احلجــاج يقصــدون مكــة إمــا عــر طريــق‬
‫احلــج العراقــي أو رفقــة طريــق احلــج املــري عــر البحــر األحمــر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ولــم يبــدأ ذكــر احلجــر والعــا يــردد يف كتابــات الرحالــة إال بعــد أن قــام امللــك‬
‫املعظــم عيــى بــن العــادل األيــويب يف عــام ‪ 611‬هـــ‪1214/‬م بإحيــاء طريــق احلــج‬
‫الشــامي وتجديــد الــرك ومصانــع املــاء يف محطاتــه‪ .‬ويعتــر إبراهيم بن شــجاع‬
‫الدمشــقي أول مــن أشــار يف رســالته «منــازل احلــج» (كتبهــا ‪623‬هـــ‪1227/‬م)‬
‫إىل «احلجــر» التــي وصفهــا بــأرض ثمــود باعتبارهــا املحطــة الثانيــة والعرشيــن‬
‫يف طريــق قافلــة احلــج بعــد مغادرتهــا لدمشــق مؤكــدا أنهــا نصــف طريــق مكــة‪.‬‬
‫وأشــار إىل «العــا» املحطــة التاليــة بوصفهــا «أرض رمــل بــن جبلــن عاليــن ثــم‬
‫مضيــق ثــم وادي ونبــات كثــر ثــم عيــون ثــم مدينــة العــا وســط الـوادي نخــل‬
‫كثــر وتمــر‪ .‬واملدينــة صغــرة وبهــا قلعــة صغــرة عــى رأس جبــل صغــر وعيــون‬
‫عذبــة يــزرع عليهــا ولهــا أمــر ُويو ْد ُعــون بهــا أمتعتهــم»‪.‬‬

‫أمــا ابــن بطوطــة فيعــد أشــهر مــن زار املنطقــة يف طريقــه للحج‬
‫رفقــة الركــب الشــامي وذلــك يف عــام ‪ 726‬هـــ‪1326/‬م‪ .‬ويشــر إىل أن القافلــة‬
‫وصلــت يف اليــوم اخلامــس مــن انطالقهــا مــن تبــوك إىل البــر احلجــر «حجــر‬
‫ثمــود وهــي كثــرة املــاء ولكــن ال يردهــا أحــد مــن النــاس مــع شــدة عطشــهم‬
‫اقتــداء بفعــل رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم حــن مــر بهــا يف غــزوة تبــوك‬
‫فــأرسع براحلتــه وأمــر أن ال يســقي منهــا أحــد»‪ .‬ويصــف ابــن بطوطــة مدائــن‬
‫‪1‬‬ ‫صالــح احلاليــة بأنهــا «ديــار ثمــود يف جبــال مــن الصخــر األحمــر منحوتــة لهــا‬
‫فــإن ذات الركــب قــد عربهــا يف عــام ‪ 768‬هـــ‪ 1367/‬م يف ثمانيــة أيام حســبما أشــار‬ ‫ُعتــب منقوشــة يظــن رائيهــا أنهــا حديثــة الصنعــة وعظامهــم نخــرة يف داخــل‬
‫لذلــك الرحالــة خالــد البلــوي األندلــي الــذي وصــف املفــازة بأنهــا مســافة لهــا‬ ‫تلــك البيــوت إن يف ذلــك لعــرة‪ .‬ومــرك ناقــة صالــح عليــه الســام بــن جبلــن‬
‫«مهابــة ومخافــة تتعب فيهــا الركاب وتفتقــد الرفقــاء والصحاب وتكابــد اخلطوب‬ ‫هنــاك وبينهمــا أثر مســجد يصــي فيه النــاس»‪ .‬وحســبما يذكر الرحالــة املغريب‬
‫والصعــاب وقديمــا يــرب العامــة بهــا مثــا‪ :‬اتــرك أبــوك بني العــا وتبــوك»‪ .‬ولنا‬ ‫الشــهري فــإن املســافة بــن احلجــر والعــا هــي مســرة نصــف يــوم أو دونــه «والعــا‬
‫قريــة كبــرة حســنة لهــا بســاتني النخــل وامليــاه املعينــة‪ .‬يقيــم بهــا احلجــاج‬
‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬ ‫‪ .1‬جمال يف العال‬ ‫أربعــا يتــزودون ويغســلون ثيابهــم ويدعــون بهــا مــا يكــون عندهــم من فضــل زاد‬
‫‪ .2‬إدمون جان باتيست تشاجيني (‪ )1873-1818‬قافلة عربية تسري‬
‫ويســتصحبون قــدر الكفايــة‪ .‬وأهــل هــذه القريــة أصحــاب أمانــة وإليهــا ينتهــي‬
‫يف طريقها ‪ ،Caravane arabe en marche‬فرنسا‪ ،‬القرن التاسع عرش‬ ‫تجــار نصــارى الشــام ال يتعدونهــا ويبايعــون احلجــاج ال ـزاد وس ـواه ثــم يرحــل‬
‫ليل‪ ،‬قرص الفنون اجلميلة‪PL.984 ،‬‬
‫الركــب مــن العــا فينزلــون يف غــد رحيلهــم الـوادي املعــروف بالع ّطــاس»‪ .‬وإذا‬
‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬ ‫‪ .3‬واحة وبساتني العال‬
‫‪3‬‬
‫كان الركــب الشــامي قــد عــر املفــازة العظمــى بني تبــوك والعــا يف خمســة أيام‬

‫‪101‬‬ ‫‪100‬‬
‫القوافل والحج‬

‫العال مقصد الرحالة ووجهة القوافل‬

‫واحلقيقــة أن عــددا مــن األجانــب ال يمكــن حــره قامـوا أثنــاء وبعد شــق طريق‬ ‫أن نتخيــل الفرحــة العارمــة التــي كانــت تجتــاح احلجيــج بعيــد وصولهــم للعــا‬
‫ســكة حديــد احلجــاز بأعمــال مســح واستكشــاف يف منطقــة العــا وخاصــة يف‬ ‫التــي وصفهــا البلــوي بأنهــا «بليــدة ذات منظــر جميــل كثــرة امليــاه والنخيــل»‪.‬‬
‫خرائــب مدائــن صالــح‪ .‬بيــد أن اجلهــود احلقيقيــة للدراســة العلميــة آلثــار العــا‬ ‫وشــهد طريــق احلــج الشــامي ازدهــارا كبـرا مــع ســيطرة العثمانيــن عــى بــاد‬
‫تبــدأ فعليــا بأعمــال األبويــن الفرنســيني جوســن وســافناك وقــد قامــا خــال‬ ‫الشــام واحلجــاز إذ عــد الطريــق الرئيــي للحــج وقــد ســجل قطــب الديــن‬
‫الفــرة بــن عامــي ‪ 1907‬و ‪ 1914‬م بدراســة دقيقــة للنقــوش واآلثــار يف العــا‬ ‫النهـراويل الــذي رافــق ركــب احلــج خــال عودتــه مــن املدينــة إىل دمشــق يف عام‬
‫و املقابــر املنحوتــة يف مدائــن صالــح وكذلــك يف تيمــاء وعــدة مواقــع أخــرى‬ ‫‪ 965‬هـــ‪1557/‬م وصفــا تاريخيــا رائقــا للعــا مــع نبــذة ممــا صــارت إليــه أحوالهــا‬
‫وأســفرت أعمالهمــا عــن نــر أربعــة مجلــدات ضخمــة تباعــا وشــكلت األســاس‬ ‫يف تلــك الفــرة املبكــرة مــن احلكــم العثمــاين فيذكــر أنهــا «قريــة بــن جبــال‬
‫العلمــي للجهــود العلميــة الالحقــة‪.‬‬ ‫شــامخة فيهــا عــن مــاء ونخيــل بكــرة» وأنهــا ظلــت معفــاة مــن دفــع الرضائــب‬
‫ويبقــى جــون فيلبــي (عبــد اللــه فيلبــي) اإلنجليــزي الــذي أعلــن إســامه أهــم‬ ‫يف عهــد ســاطني املماليــك اجلراكســة والســنوات األوىل مــن احلكــم العثمــاين إىل‬
‫الرحالــة األجانــب الذيــن عنـوا بتلــك املنطقــة‪ .‬وحــق لــه أن يكتــب عــى قــره‬ ‫أن اعتــدى عليهــا بعــض البــدو فرفعـوا أمرهــم إىل نائــب الشــام فأمــر «أن يبنــى‬
‫يف بــروت» أعظــم رحالــة يف اجلزيــرة العربيــة» إذ يعــود الفضل إليه يف اكتشــاف‬ ‫حصــن ويجعــل فيــه نبوتجيــة وأن تجبــي القريــة عــى كل نخلة عثمانيــة (نقد‬
‫عــدد هائــل مــن النقــوش الثموديــة يف شــمال اجلزيــرة العربيــة فــزاد عــدد‬ ‫فــي صغــر) ويــرف ذلــك عــى العســكر وتحفــظ مــن العربــان» وحســبما‬
‫املكتشــف منهــا مــن ألفــن إىل ثالثــة عــر ألــف نقــش‪.‬‬ ‫الحــظ النهــروايل فــإن هــذه الرضيبــة اليســرة طفقــت تــزداد حتــى بلغــت ألف‬
‫ضعــف رغــم شــكاوى أهــل العــا‪.‬‬

‫وممــن حــج علــى هــذا الطريــق أبــو الــركات الســويدي‬


‫صاحــب رســالة «النفحــة املســكية يف الرحلــة املكيــة» ورغــم انــه مــن أهــل بغداد‬
‫إال أنــه آثــر احلــج عــر الطريــق الشــامي لشــدة امنــه وقــد ذكــر مــروره بــكل‬
‫مــن احلجــر التــي وصفهــا بديــار ثمــود ومنهــا وصــل للعــا وذلــك يف عــام ‪1157‬‬
‫هـــ‪1745/‬م‪ .‬وظلــت العــا رغمــا عمــا رافــق ضعــف اإلدارة العثمانية مــن تهديدات‬
‫العربــان للحجــاج وقوافلهــم محطــة هامــة عــى طريــق احلــج الشــامي بــل وجلــأ‬
‫‪5‬‬
‫إليهــا ركــب احلــاج املــري يف عــام ‪1300‬هـــ (‪1882‬م) خــال عودتــه لتجنــب‬
‫هجمــات البــدو وقــد أوىص إبراهيــم باشــا رفعت يف خاتمــة كتابه «مـرآة احلرمني»‬
‫أن يســتقل احلجــاج املرصيــون خــال عودتهم القطــار من املدينــة إىل العــا ثم إىل‬
‫الوجــه للتخلــص مــن جشــع البــدو عــى الطريــق الــري الســاحيل‪ .‬وعــى الرغــم‬
‫مــن أن ســكة حديــد احلجــاز كانــت تمــر بمحطــة العــا إال أن ذلــك لم يتــح ألي‬
‫مــن احلجــاج أو الرحالــة فرصــة التوقــف للحديــث عــن منطقــة العــا ومعاملهــا‪.‬‬
‫‪ .4‬شارع يف مدينة العال القديمة‬
‫يوهان دوماريني‪2019 ،‬‬ ‫بيــد أن هــذا التحــول يف طــرق املواصــات الــذي حــرم قوافــل اإلبــل مــن املــرور‬
‫‪ .5‬أنطونان جوسني (‪،)1962-1871‬‬ ‫بالعــا بافتتــاح خــط ســكة حديــد احلجــاز ثــم التوســع يف اســتخدام الســيارات‬
‫مدائن صالح‪ ،‬ملحمة ومقهى‪-‬مطعم‪،‬‬ ‫واللجــوء للنقــل البحــري رافقــه ظهــور صنــف آخــر مــن الرحالــة الذيــن بــدأت‬
‫مدائن صالح‪ 1907 ،‬القدس‪ ،‬مدرسة‬
‫الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬ ‫اهتماماتهــم تــزداد باســتطالع أحـوال اجلزيــرة العربيــة منــذ القرن التاســع عرش‬
‫‪01108-J1126‬‬
‫ونعنــي بهــم الرحالــة األوربيــن مــع تبايــن أغراضهــم مــا بــن البحــث العلمــي‬
‫‪ .6‬أنطونان جوسني (‪،)1962-1871‬‬
‫قلعة أم نارص يف وسط البلدة القديمة‪ ،‬العال‪،‬‬
‫واألهــداف السياســية مثلمــا تنوعت جنســياتهم‪.‬‬
‫‪ 1906‬القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس‬ ‫ومــن أوائــل الرحالــة األوربيــن الذيــن قصــدوا العــا الربيطــاين تشــارلز داويت‬
‫وعلم اآلثار الفرنسية‪01211-J1230 ،‬‬
‫الــذي وصــل ملنطقــة العال ضمن قافلــة احلج الشــامي يف عــام ‪1293‬هـــ‪1876 /‬م وقد‬
‫ُأبقــي يف مدائــن صالــح بعــد اكتشــاف أنــه ن ـراين فأخــذ يتجــول يف املنطقــة‬
‫مستنســخ ًا الكتابــات القديمــة والرســوم املنقوشــة يف واجهــات املقابــر املنحوتة يف‬
‫اجلبــال‪ .‬ويف نهايــة شــهر مايــو ‪ 1877‬م‪ 1294 /‬هـــ قــام بجولة يف حــرة عويرض التي‬
‫دعاهــا باســم حــرة املواهيــب ألن فخــذ املواهيــب من قبيلة بــي كانـوا يقطنون يف‬
‫قريــة ثربــة الواقعــة باحلــرة وبعــد حـوايل أربعة أشــهر مــن التجـوال بها كتــب أنها‬
‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬
‫أرض قاحلــة ال حيــاة فيهــا وتغطيهــا الصخــور الربكانية الســوداء‪.‬‬

‫‪103‬‬ ‫‪102‬‬
‫حينما وصل‬
‫القوافل والحج‬

‫«الخط‪ ‬العالي» إلى الحجاز‬


‫اخلــط يخشــاه العاملــون واملوظفــون يف الســكك احلديديــة كمــا‬
‫يخشــاه املســافرون‪ .‬فهجمــات البــدو عــى اخلــط متكــررة يف هــذه‬ ‫محاضر‪ ،‬جامعة باريس األولى بانتيون‪-‬سوربون‬ ‫فيليب بيتريا‬

‫وعهــد‬
‫املنطقــة التــي ال تســيطر عليهــا الســلطة العثمانيــة جيــد ًا ُ‬
‫بهــا إىل ســاالت األرشاف يف مكــة املكرمــة‪.‬‬
‫بســكته احلديديــة التــي يبلــغ طولهــا ‪ 1766‬كيلومــر ًا ومحطاتــه‬
‫الســتة والتســعني وعــرات اجلســور املنشــأة عليــه‪ ،‬يعــد اخلــط‬
‫احلديــدي عمــ ًا قامــت بــه إمرباطوريــة ترغــب يف إظهــار‬ ‫احتشــد جمــع غفــر مــن املســؤولني العثمانيــن والوجهــاء‬
‫حداثتهــا الصناعيــة وهالتهــا الدينيــة‪ .‬منــذ إطالقــه يف دمشــق يف‬ ‫احلجازيــن يف العــا يف األول مــن أيلول‪/‬ســبتمرب مــن عــام‬
‫عــام ‪ ،1900‬يعتــر اخلــط احلجــازي اخلــط احلديــدي الوحيــد‬ ‫‪ 1907‬الفتتــاح محطــة ســكة حديــد احلجــاز اجلديــدة‪ .‬ويف وقــت‬
‫الــذي مولتــه اإلمرباطوريــة بالكامــل‪ ،‬دون اللجــوء إىل الرســاميل‬ ‫االحتفــال‪ ،‬كانــت البلــدة الزراعيــة الصغــرة التــي يــراوح عــدد‬
‫األجنبيــة‪ .‬تــم إشــهار التربعــات اآلتيــة مــن أرجــاء اإلمرباطوريــة‬ ‫ســكانها مــن ثالثــة إىل أربعــة آالف نســمة يف صلــب اهتمــام‬
‫ومــن العالــم اإلســامي عــى نطــاق واســع مــن خــال الدعايــة‬ ‫اإلمرباطوريــة العثمانيــة واملراقبــن األجانــب‪.‬‬
‫الصحفيــة النشــطة واألوســمة والنياشــن املوزعــة برباعــة‪ .‬غــر أن‬ ‫يف دمشــق‪ ،‬حيــث تــم افتتــاح اخلــط احلديدي قبل ســبع ســنوات‪،‬‬
‫التمويــل يعتمــد باخلصــوص عــى رصــد رضائــب ورســوم جمركيــة‬ ‫اســتمع الضبــاط العثمانيــن واألملــان املنخرطــون يف بنائــه لهــذه‬
‫وبعــض االقتطاعــات مــن رواتــب موظفــي اإلمرباطوريــة لصالــح‬ ‫املناســبة إىل العلمــاء وهــم يمجــدون «العمــل العظيــم [الــذي]‬
‫أعمــال اإلنشــاء‪ .‬كانــت الفائــدة االقتصاديــة مــن خــط الســكة‬ ‫يســمح لإلنســان بقهــر املســافات ويبــدي لــه يف اليقظــة مــا لــم‬
‫احلديديــة محــدودة جــداً‪ ،‬باســتثناء اجلــزء الســوري مــن اخلــط‬ ‫ـاء ثجاج ـاً‪،‬‬
‫يــره يف املنــام؛ [والــذي] يجــري يف قلــب الرمضــاء مـ ً‬
‫شــمال معــان‪ ،‬الــذي تعــززت ديناميتــه الزراعيــة‪ .‬كانــت قوافــل‬ ‫فأترعــت الصحــراء وأثمــرت فاكهـ ًـة أزواجـاً»‪ .‬وألقــى نجــل األمــر‬
‫البضائــع واحلجــاج والقــوارب الرشاعيــة والعــدد املتزايــد مــن‬ ‫عبــد القــادر اجلزائــري خطابــن بلغتــه العربيــة الشــديدة البالغــة‬
‫البواخــر تؤمــن جيــد ًا جــد ًا وعــى نحــو تنافــي املواصــات إىل‬ ‫لالحتفــاء «باخلــط العــايل» الــذي أطلقــه الســلطان العثمــاين عبــد‬
‫واحــات وموانــئ احلجــاز‪ ،‬وظلــت منافســة للســكك احلديديــة‬ ‫احلميــد الثــاين‪ ،‬وتــم االفتتــاح بمناســبة ذكــرى اعتالئــه العــرش‪.‬‬
‫بعــد عــام ‪.1907‬‬ ‫إظهار الحداثة الصناعية‬ ‫لــم يكــن افتتــاح محطــة العــا‪ ،‬والــذي جــاء بعــد فــرة وجيــزة من‬
‫لــم يضطــرب االقتصــاد املحــي بمــرور القطــار‪ ،‬فســكان مدائــن‬ ‫تعــد العــا مرحلــة هامــة‪ ،‬وهــذه األهميــة ال تعــود إىل حقيقــة أن‬ ‫افتتــاح محطــة مدائــن صالــح املهيبــة‪ ،‬مجــرد مناســبة للدعايــة‬
‫صالــح والعــا متمرســون مســبق ًا بتقليــد قديــم متمثــل بالتبــادالت‬ ‫املحطــة اجلديــدة تقــع عنــد الكيلومــر ‪ 1000‬الرمــزي (‪ 980‬عــى‬ ‫السياســية املضاعفــة للســلطان العثمــاين‪ ،‬بــل كانــت أيض ـ ًا حلظــة‬ ‫سكة احلديد يف املدينة املنورة‪ ،‬يف‬
‫التجاريــة وهجــرة اليــد العاملــة الزراعيــة إىل ســوريا‪ .‬يف عــام‬ ‫وجــه التحديــد) مــن اخلــط احلديــدي انطالقــ ًا مــن دمشــق‪.‬‬ ‫انقــاب يف الــرأي العثمــاين واألجنبــي‪ .‬إن الصحــف العثمانيــة‪،‬‬ ‫‪ L’Illustration‬الصادرة يف ‪3‬‬
‫ترشين األول‪/‬أكتوبر لعام ‪،1908‬‬
‫‪ ،1908‬وصــف أولــر باشــا ‪ ،Auler Pasha‬املستشــار العســكري‬ ‫تشــر املحطــة أيض ـ ًا إىل الدخــول إىل احلجــاز‪ ،‬وإىل بدايــة تــويل‬ ‫واألوروبيــة‪ ،‬والهنديــة املســلمة التــي كانــت حتــى ذلــك احلــن‬ ‫فرنسا باريس‪ ،‬مكتبة مدينة باريس‪،‬‬
‫‪ ،13881 tr 16 n° 3423,‬ص ‪219‬‬
‫األملــاين الــذي يتابــع عمليــات اإلنشــاء‪ ،‬نوعـ ًا مــن «تأثــر النفــق»‬ ‫املهندســن والعمــال املســلمني لألعمــال بالكامــل‪ ،‬والتــي كانــت‬ ‫مرتابــة حــول قــدرة اإلمرباطوريــة عــى تنفيــذ هكــذا مــروع‬
‫عندمــا رىث حلــال بســاتني نخيــل وريــاض العــا الشــهرية ولكــن‬ ‫حتــى ذلــك احلــن مصحوبــة بمهندســن أوروبيــن‪ ،‬وخاصــة‬ ‫اقتصــادي وســيايس يصــل حتــى شــبه جزيــرة العــرب النائيــة‪،‬‬ ‫أنطونان جوسني (‪،)1962-1871‬‬
‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬قطار حجاج يعرب‬
‫غــر املســتغلة اســتغال ًال كامـاً‪ :‬فعــى عكــس حــوران‪ ،‬لــم يجلــب‬ ‫أملــان وفرنســيني‪ .‬وتمثــل يف نهايــة املطــاف بدايــة جلــزء مــن‬ ‫أصبحــت معجبــة ومتحمســة‪.‬‬ ‫الصحراء يف العال‪ 1909 ،‬القدس‪،‬‬
‫مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار‬
‫اخلــط احلديــدي أي تنميــة اقتصاديــة للحجــاز‪ .‬ال بــد أن محمــد‬ ‫الفرنسية‪20031-J-1507 Posi ،‬‬
‫عــارف الدمشــقي‪ ،‬الــذي وصــف يف عــام ‪ 1900‬بحمــاس الفوائــد‬
‫التــي لــن يفــوت ســكان ســوريا واحلجــاز جنيهــا منــه‪ ،‬رأى آمالــه‬
‫وقــد خابــت‪ .‬قامــت وكالــة كــوك وأبنائــه ‪Cook and Sons‬‬
‫بتجربــة تنظيــم رحلــة ســياحية انطالقـ ًا مــن محطــة قطــار معــان‬
‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬قرية مدائن صالح‪1913 ،‬‬ ‫باتجــاه موقــع البــراء يف عــام ‪ ،1914‬مســتفيدة لهــذه الغايــة مــن‬
‫لندن‪ ،‬متاحف احلرب اإلمرباطورية‪Q 58762 ،‬‬
‫الفنــدق الــذي بنتــه إدارة الســكك احلديديــة‪ ،‬لكــن لــم تنظــم أي‬
‫رحلــة كهــذه إىل مدائــن صالــح‪.‬‬
‫إن لــم يكــن اخلــط احلديــدي قــد حــول احلجــاز إىل حديقــة‬
‫«فاكهــة أزواجــاً»‪ ،‬فذلــك ســببه أيضــ ًا أن العوامــل‬
‫ً‬ ‫غنــاء تثمــر‬
‫السياســية والدينيــة هــي التــي رجحــت قــرار الســلطان‪ .‬كان ال‬
‫بــد لســكة احلديــد أن تظهــر للرعايــا العثمانيــن وملســلمي العالــم‬
‫أجمــع قــدرة إمرباطوريــة عبــد احلميــد الثــاين عــى تجســيد‬

‫‪105‬‬
‫القوافل والحج‬

‫ج‪ .‬ه‪ .‬حالجيان‪ ،‬سكة حديد احلجاز‪،‬‬


‫نفق بالقرب من األخرض وبرج‬
‫مــن اجلنــوب مــن جهــة أخــرى‪ .‬وهــي أيضــ ًا مركــز ثقــل‬ ‫احلداثــة الصناعيــة املوضوعــة يف خدمــة اإلســام‪ ،‬ويف هــذه احلالــة‬
‫حراسة‪ ،‬األخرض‪ 1908 ،‬لندن‪،‬‬ ‫رشعيــة الســلطان الدينيــة‪ ،‬الــذي لــم يــر أبــد ًا مــن قبــل‬ ‫خدمــة األماكــن املقدســة‪.‬‬
‫متاحف احلرب اإلمرباطورية‪Q 59670 ،‬‬
‫عــى مقــام خالفتــه ودوره كـــ «حامــي احلرمــن الرشيفــن»‬
‫قبعة مفتش يف السكك احلديدية‪،‬‬
‫العال‪ ،‬بداية القرن العرشين‬
‫بقــدر مــا كان يف عهــد عبــد احلميــد الثــاين‪.‬‬ ‫وسيلة لتدعيم اإلمبراطورية‬
‫مدائن صالح‪ ،‬متحف سكة حديد‬ ‫عــى طــول طريــق قوافــل احلــج القديمــة املزروعــة بحصــون‬ ‫حــرص هاجــي مهتــار بيــه‪ ،‬املهنــدس العثمــاين املســلم الــذي تــوىل‬
‫احلجاز‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫مهدمــة أنشــأتها اإلمرباطوريــات الســابقة‪ ،‬ال ينقــل «اخلــط‬ ‫إدارة العمليــات‪ ،‬عــى نــر برقيــة يف جميــع أرجــاء اإلمرباطورية‪،‬‬
‫احلميــدي» ‪ -‬الــذي يســميه الســكان العــرب يف غالــب‬ ‫يف الســادس والعرشيــن مــن شــهر آب‪/‬أغســطس مــن عــام ‪،1907‬‬
‫األحيــان «جحشــة الســلطان» ‪ -‬إال املســافرين املؤمنــن‪.‬‬ ‫قبــل أيــام قليلــة مــن افتتــاح محطــة العــا‪ ،‬تعلــن أن اخلــط‬
‫كمــا ينقــل اجلنــود واملوظفــن املكلفــن بمراقبــة منطقــة‬ ‫احلديــدي ســيصل إىل املدينــة املنــورة بعــد عــام مــن ذلــك‬
‫احلجــاز وحكــم األرشاف‪ .‬لــم يخطــئ الرشيــف حســن بــن‬ ‫التاريــخ‪ .‬وفع ـ ًا أنجــز رجالــه آخــر ‪ 323‬كيلومــر ًا مــن اخلــط يف‬
‫عــي‪ ،‬املعــن يف عــام ‪ ،1908‬التقديــر عندمــا عــارض بانتظــام‬ ‫أقــل مــن عــام‪ ،‬وتــم افتتــاح محطــة املدينــة بأضــواء كهربائيــة‬
‫تمديــد اخلــط نحــو مكــة املكرمــة‪ ،‬وشــجع هجمــات‬ ‫أحدثــت وقعــ ًا هائــاً‪ ،‬وذلــك يف األول مــن أيلول‪/‬ســبتمرب مــن‬
‫القبائــل البدويــة حتــى بدايــة العقــد الثــاين مــن القــرن‬ ‫عــام ‪ .1908‬إن الســلطان الــذي احتفــل بذكــرى جلوســه عــى‬
‫العرشيــن‪ .‬كان اجلنــود يف مدائــن صالــح والعــا عديــدون‬ ‫العــرش يف ذلــك اليــوم كان قــد خضــع للتــو حلكومــة تركيــا الفتــاة‬
‫لدرجــة تكفــي أن يحلــوا فيهــا يف غالــب األحيــان وعــى‬ ‫(األتــراك الشــباب)‪ ،‬إال أن هــؤالء أخــذوا عــى عاتقهــم مهمــة‬
‫نحــو متزايــد محــل اليــد العاملــة الضعيفــة واملــرددة إزاء‬ ‫اســتئناف إنجــاز عمــل باهــر جــد ًا كان ينبغــي متابعتــه حتــى‬
‫أخطــار منطقــة احلجــاز‪ :‬تــم تحريــك مــا يقــرب مــن ‪7500‬‬ ‫مكــة املكرمــة‪.‬‬
‫نفــر منهــم إىل هنــاك يف عــام ‪ .1907‬كانــت الهجمــات‬ ‫تعــد ســكة احلديديــة‪ ،‬بالنســبة للســلطان ولألتــراك الشــباب‬
‫عديــدة لدرجــة أنــه توجــب إرســال تعزيــزات إلكمــال‬ ‫يف عــام ‪ ،1908‬وســيلة لربــط احلجــاز باإلمرباطوريــة عــى نحــو‬
‫العمــل خــال صيــف العــام ‪ .1908‬وتوجــب أن يظهــر‬ ‫وثيــق‪ ،‬فهــذه الواليــة بعيــدة عــن مراكــز الســلطة العثمانيــة‬
‫آخر نقطة للتزود بالمياه العذبة‬ ‫وجــود هــؤالء اجلنــود عــى نحــو ملمــوس لســكان البلدتــن‬ ‫وعرضــة لتدخــات اإلمرباطوريــات األوروبيــة التــي تتقــدم نحــو‬
‫قبل المدينة المنورة‬ ‫أنهــم كانــوا يف املتنــاول ويمكــن إحضارهــم بالقطــارات مــن‬ ‫البحــر األحمــر مــن جهــة‪ ،‬وللتهديــدات التــي تفرضهــا عليهــا‬
‫إذا كانــت العــا هــي املــكان الــذي أقيمــت فيــه االحتفــاالت‬ ‫وســط اإلمرباطوريــة‪.‬‬ ‫اإلمــارة الســعودية مــن الــرق ودولــة اإلمامــة القاســمية يف اليمــن‬
‫الرئيســية بالوصــول إىل احلجــاز‪ ،‬فاملحطــة الصغــرة وخــزان مائهــا‬
‫عبــارة عــن تجهيــزات متواضعــة مقارنــة باإلنشــاءات املقامــة يف‬
‫املحطــة الســابقة‪ ،‬مدائــن صالــح‪ ،‬عنــد الكيلومــر ‪ .955‬بإعــادة‬
‫اســتخدامهم ملحطــة مــن محطــات طريــق قوافــل احلــج‪ ،‬ســار‬
‫املحــي املــادة األساســية لبنــاء اجلــدران وإطــارات األبــواب‬ ‫العثمانيــون عــى خطــى احلــكام املســلمني الســابقني‪ ،‬كمــا تشــهد‬
‫والنوافــذ‪ ،‬ويغطــي القرميــد األســقف ذات البنيــة اخلشــبية‪.‬‬ ‫عــى ذلــك القلعــة األثريــة التــي تطــل عــى املدينــة‪ ،‬التــي بنــوا‬
‫شــيدت املبــاين برسعــة وفق ـ ًا ملخططــات موحــدة ومتكــررة عــى‬ ‫فيهــا واحــدة مــن محطــات الســكك احلديديــة الرئيســة وأحــد‬
‫طــول اخلــط احلديــدي‪ ،‬باســتثناء محطــات أكــر فخامــة مثــل‬ ‫خمســة مراكــز إصــاح وصيانــة رئيســة للمعــدات عــى طــول‬
‫دمشــق واملدينــة املنــورة‪ .‬وهــي صلبــة كذلــك األمــر‪ ،‬ويشــهد عــى‬ ‫اخلــط احلديــدي احلجــازي‪ .‬تنتــر املســتودعات والورشــات‬
‫ذلــك تماســكها حتــى القيــام بــأول حمــات ترميــم يف ثمانينيــات‬ ‫واملبــاين اإلداريــة ومستشــفى ومســاكن عــى مســافة تبلــغ ‪400‬‬
‫القــرن العرشيــن‪.‬‬ ‫مــر تقريبـ ًا عــى طــول مســار الســكك‪ .‬ويف نهايــة املطــاف‪ ،‬تعــد‬
‫مدائــن صالــح أول نقطــة للتــزود بامليــاه العذبــة بعــد محطــة‬
‫خط مربح بفضل الحجاج‬ ‫األخــر‪ ،‬الواقعــة عــى مبعــدة ‪ 100‬كــم منهــا‪ ،‬وذلــك بفضــل‬
‫تنقصنــا املصــادر لتخيــل مــا شــعر بــه ســكان البلدتــن عندمــا‬ ‫برئهــا املحفــورة عــى عمــق ‪ 110‬أمتــار‪ ،‬واألخــرة قبــل املدينــة‬
‫انقضــت مراســم االحتفــال يف عــام ‪ .1907‬كان القطــار يتوقــف‬ ‫املنــورة‪ .‬كان خــزان العــا يــزود بامليــاه املنقولــة بالقطــار‪ ،‬عــى‬
‫يف مدائــن صالــح والعــا ثــاث مــرات يف األســبوع يف األوقــات‬ ‫منــوال خــزان املحطــات التاليــة‪.‬‬
‫ج‪ .‬ه‪ .‬حالجيان‪ ،‬سكة حديد احلجاز‪،‬‬
‫العاديــة‪ ،‬ومــرات أكــر يف فــرات العمليــات العســكرية واحلــج‪.‬‬ ‫يكــرر األســلوب املســتخدم يف املبــاين العمــارة املتقشــفة والوظيفية‬ ‫ساحة يف دمشق حيث كانت توجد‬
‫كانــت عربــات القطــار تمتلــئ يف اإليــاب أكــر مــن الذهــاب‪،‬‬ ‫للمحطــات املتوســطة األخــرى‪ ،‬ويتبايــن املظهــر العســكري لهــذه‬ ‫مكاتب اخلط‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪1908 ،‬‬
‫لندن‪ ،‬متاحف احلرب اإلمرباطورية‪،‬‬
‫ألن العديــد مــن احلجــاج الذيــن أتمــوا مناســك حجهــم بزيــارة‬ ‫املبــاين املســتطيلة عمــد ًا مــع العمــارة اإلقليميــة‪ .‬يوفــر احلجــر‬ ‫‪Q 59645‬‬

‫‪107‬‬ ‫‪106‬‬
‫القوافل والحج‬

‫(أعاله)‬
‫أجريــت أوىل عمليــات الرتميــم يف ثمانينيــات القــرن العرشيــن‪،‬‬ ‫‪ ،1919‬وذلــك عــى حســاب اإلصالحــات املســتمرة والعمليــات‬ ‫مفاوضات دقيقة مع القبائل البدوية‬ ‫املدينــة املنــورة يختــارون القطــار للعــودة إىل ســوريا وتركيــا‪.‬‬ ‫رفائيل سافينياك (‪،)1951-1874‬‬
‫مدائن صالح‪ ،‬عىل رصيف املحطة‪،‬‬
‫ورشع بتنفيــذ أعمــال أكــر طموحــ ًا خــال العقــد األول مــن‬ ‫املرهقــة لصــد حــرب العصابــات التــي تشــنها قــوات الثــورة‬ ‫غــر أن نجــاح اخلــط احلديــدي وإنشــاء محطــات محميــة عــى‬ ‫هنــاك عــدد أقــل مــن النــاس الذيــن يقبلــون يف طريــق‬ ‫مدائن صالح‪ 1909 ،‬القدس‪،‬‬
‫مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار‬
‫القــرن احلــادي العرشيــن‪ ،‬وذلــك بفضــل إعــادة اكتشــاف‬ ‫العربيــة‪ .‬لقــد كان تقســيم أرايض املنطقــة يف عرشينيــات القــرن‬ ‫طــول طريــق قوافــل احلــج القديــم لــم يســعد اجلميــع‪ .‬فخشــيت‬ ‫الذهــاب التوقــف يف املدينــة املنــورة ثــم املتابعــة عــى ظهــور‬ ‫الفرنسية‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫الــراث املتعلــق بفــرة الوجــود العثمــاين وبفضــل اخلطــط األوىل‬ ‫العرشيــن هــو الــذي قــى عــى اخلــط احلديــدي احلجــازي أكــر‬ ‫القبائــل البدويــة مــن ســيطرة اإلمرباطوريــة عــى طــرق احلــج‬ ‫اجلمــال‪ ،‬بــد ًال مــن ركــوب ســفينة توصلهــم مبــارشة إىل جــدة‪،‬‬ ‫(الصفحة اليرسى)‬
‫للتنويــع االقتصــادي‪ .‬حولــت محطــات يف اجلــزء الســعودي‬ ‫ممــا فعلــت احلــرب‪ ،‬وهــو مقســم مـ ّـذاك احلــن بــن دول متنافســة‬ ‫وإنهــاء اإلتــاوات التــي كانــت تفرضهــا عــى احلجــاج‪ ،‬بقــدر‬ ‫مينــاء مكــة املكرمــة‪.‬‬ ‫محطة مدائن صالح‬
‫أوبري راجيه‪2018 ،‬‬
‫إىل متاحــف‪ ،‬كمــا يف مدائــن صالــح واملدينــة املنــورة‪ .‬وجــرت‬ ‫أحيانــاً‪ ،‬ولــم يحقــق أي مــروع متفــق عليــه إلعــادة تشــغيله‬ ‫مــا كانــت تخــى منافســة ســكة احلديــد نفســها للقوافــل التــي‬ ‫هــؤالء احلجــاج هــم الذيــن يجعلــون وصلــة احلجــاز مربحــة‪.‬‬
‫برنهارد موريتز (‪،)1939-1859‬‬
‫إعــادة إدراج ســكة حديــد احلجــاز يف الــراث الوطنــي‬ ‫مــن قبــل الــدول التــي خلفــت اإلمرباطوريــة العثمانيــة النجــاح‪،‬‬ ‫كانــت تزودهــا باحليوانــات‪ .‬أجــر تكــرار هجماتهــم يف عــام ‪1909‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن الرضائــب التــي كانــت تطبقهــا مراكــز احلجــر‬ ‫نهاية خط سكة حديد احلجاز‬
‫الســعودي بالتدريــج‪.‬‬ ‫فغــرق اخلــط يف الرمــال كمــا اضمحــل يف الذاكــرة‪.‬‬ ‫عــى توقيــف حركــة القطــارات‪ .‬بــدأت مفاوضــات بــن اإلدارة‬ ‫الصحــي يف تبــوك‪ ،‬بقــي ســعر تذكرتهــا زهيــد ًا عــى مــن‬ ‫بالنسبة لألوروبيني يف العال‪ ،‬عىل‬
‫مبعدة ‪ 980‬كيلومرتاً من دمشق‬
‫العثمانيــة وشــيوخ البــدو بوســاطة الرشيــف حســن رشيــف‬ ‫الدرجــة الثانيــة‪ .‬برسعــة تــراوح بــن ‪ 25‬و ‪ 30‬كيلومــر ًا يف‬ ‫و ‪ 684‬مرتاً فوق مستوى سطح البحر؛‬
‫درك بدوي (شمر)‪ ،‬العال‪1915 ،‬‬
‫مكــة‪ ،‬ومــن خاللهــا حصلــت اإلمرباطوريــة يف عــام ‪ 1912‬عــى‬ ‫الســاعة‪ ،‬كانــت تصــل املدينــة املنــورة بدمشــق يف ثالثــة أيــام‪،‬‬ ‫واشنطن العاصمة‪ ،‬مكتبة الكونغرس‪،‬‬
‫إنهــاء للهجمــات يف مقابــل اســتئناف دفــع اإلعانــات لشــيوخ‬ ‫وتنخفــض املــدة تدريجيــ ًا لتصــل إىل يومــن ونصــف عندمــا‬ ‫قسم املطبوعات والصور‪،‬‬
‫‪LOT 3704, no. 60ª‬‬
‫القبائــل‪ ،‬والتزامهــا بعــدم متابعــة األعمــال حتــى مكــة املكرمــة‪.‬‬ ‫تكــون الظــروف مواتيــة‪ ،‬بينمــا تحتــاج القافلــة لنحــو أربعــن‬
‫وكانــت هــذه أول رضبــة يتلقاهــا مــروع عبــد احلميــد الثــاين‪.‬‬ ‫يومــ ًا مــن الســفر‪ .‬مــر ‪ 11188‬حاجــ ًا بالبلدتــن أثنــاء عودتهــم‬
‫اســتؤنفت الهجمــات يف عــام ‪ 1916‬عندمــا تعــرض اخلــط لعمليــات‬ ‫مــن احلــج يف عــام ‪ ،1909‬وكانــوا ‪ 19000‬يف عــام ‪ .1912‬يأخــذ‬
‫التخريــب التــي مارســتها قــوات الثــورة العربيــة املدعومــة‬ ‫املســافرون فيهــا اســراحة يعتمــد طــول فرتتهــا عــى احلاجــة‬
‫بوحــدات عســكرية بريطانيــة وفرنســية‪ .‬ويف شــهر أيار‪/‬مايــو‬ ‫إىل املــاء وإىل اإلصالحــات املحتملــة للمعــدات الســيارة‪ .‬خــال‬
‫‪ ،1917‬أحلــق قصــف بريطــاين أرضار ًا جســيمة بمحطــة العــا‪ ،‬ويف‬ ‫الســنوات األوىل‪ ،‬أمكــن للجنــود املتمركزيــن يف املوقــع بيــع‬
‫ترشيــن األول‪/‬أكتوبــر‪ ،‬ســيطرت قبائــل منضويــة تحــت لــواء‬ ‫زجاجــات صغــرة مــن الرمــل املتعــدد األلــوان الناتــج عــن‬
‫الثــورة العربيــة عــى مدائــن صالــح‪ .‬بيــد أن اخلــط احلديــدي‬ ‫تفــكك الصخــور الرمليــة املحليــة‪.‬‬
‫واصــل تمويــن املدينــة املنــورة حتــى استســامها يف بدايــة عــام‬

‫‪109‬‬ ‫‪108‬‬
‫التقاليد‬
‫واالكتشافات‬
‫العادات والتقاليد‬
‫التقاليد واالكتشافات‬

‫في العال‬
‫ينايــر عــام ‪1926‬م‪ ،‬ارشقــت شــمس جديــدة عــى املنطقــة بعــد أن‬ ‫املطبوخــة والبطيــخ والشــمام ونحــو ذلــك‪ ،‬فكانــت لهــا مســاحات‬ ‫يف الغــروب نتيجــة لغيــاب األمــن بهــا‪ ،‬وبــدأ ســكانها يف هجرهــا‬
‫دخلــت تحــت حكــم امللــك عبدالعزيــز‪ ،‬وهنــا بــدأ عــر جديــد‬ ‫مخصصــة يف بســاتني النخيــل واألشــجار‪ ،‬وهكــذا أصبحــت العــا‬ ‫واالنتقــال منهــا إىل قريــة العــا عــى بعــد ‪ 18‬كــم شــماالً‪ ،‬بحث ـ ًا‬ ‫مؤرخ‪ ،‬الهيئة الملكية لمحافظة العال‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبدالله بن محمد بن صالح بن نصيف‬

‫وتاريــخ جديــد وحيــاة جديــدة توطــد فيهــا األمــن وانتهــى فيــه‬ ‫جاذبــة لكثــر مــن النــاس للعيــش بهــا بشــكل دائــم‪ ،‬وبالرغــم‬ ‫عــن األمــن‪ ،‬حيــث تقــع العــا يف أضيــق نقطــة يف الــوادي ويف‬
‫دور رؤســاء العشــائر واألعيــان يف إدارة شــؤون البلــدة بعــد مــا تعــن‬ ‫أنهــا كانــت تقــع آنــذاك تحــت احلكــم العثمــاين إال أنهــا‬ ‫مــكان مرتفــع حــول جبــل صغــر بنيــت يف أعــاه قلعــة‪ ،‬وامتــدت‬
‫ـاض جديــد‪ ،‬وجهــاز رشطــة‪ ،‬وإنشــاء إدارة ماليــة‬ ‫حاكــم جديــد وقـ ِ‬ ‫كانــت ســلطة شــبه اســمية‪ ،‬ولهــذا فــإن الســكان نظمــوا بأنفســهم‬ ‫املنــازل املكونــة مــن طابقــن حولــه يف كل جهــة ولهــا طرقــات ال‬
‫يف عــام (‪1927‬م) لــإرشاف عــى الشــئون املاليــة يف العــا ومــدن‬ ‫حياتهــم االجتماعيــة و اإلداريــة والزراعيــة وكان رؤســاء العشــائر‪،‬‬ ‫يزيــد اتســاعها عــن ‪ 3‬أمتــار‪ ،‬وقــد كونــت هــذه املنــازل املتالصقــة‬
‫الشــمال (تبــوك‪ ،‬اجلوف…إلــخ) وهــي ثالــث إدارة يتــم إنشــاؤها‬ ‫ويســمونها القبائــل وعددهــا ‪ 15‬قبيلــة‪ ،‬مســؤولني عــن تنفيــذ هــذه‬ ‫ســور ًا حــول البلــدة‪ ،‬لــه ‪ 14‬بابـ ًا تفتــح عــى بعــض هــذه الطرقــات‪.‬‬
‫يف الدولــة اجلديــدة‪ .‬وإىل جانــب احلاكــم يوجــد مجلــس إداري‬ ‫األنظمــة‪ ،‬وكان للبلــدة قــاض رشعــي واحــد‪ ،‬يختارونــه عــاد ًة‬ ‫وكان يف العــا قناتــان مائيتــان تجريــان‪ ،‬أحدهمــا مجــاورة للبلــدة‬ ‫ورد اســم العــا ألول مــرة يف التاريــخ عندمــا مــر بهــا الرســول ﷺ‬
‫مــن ســبعة اعضــاء يختــار األهــايل اربعــة منهــم باالنتخــاب ملــدة ‪4‬‬ ‫باالنتخــاب وغالب ـ ًا مــا يكــون مــن قبيلــة األحامــده التــي عرفــت‬ ‫وتزودهــا باملــاء املنــزيل إىل جانــب الزراعــي واســمها «تــدع إل»‪.‬‬ ‫يف طريقــه إىل تبــوك‪ ،‬أمــا يف عصــور مــا قبــل امليــاد والعصــور‬
‫ســنوات‪ ،‬واألعضــاء اآلخــرون هــم القــايض ومديــر املاليــة ورئيــس‬ ‫إىل يومنــا هــذا بعشــرة القضــاة‪ .‬وقــد شــجع هــذا االســتقرار‬ ‫وكانــت منطقــة العــا قــد شــهدت اثنــاء ازدهــار حضــارة دادان‪،‬‬ ‫الرومانيــة فقــد كانــت تعــرف باســم دادان‪ ،‬التــي ورد ذكرهــا يف‬
‫البلديــة‪ .‬أمــا الزراعــة التــي هــي عصــب احليــاة االقتصاديــة يف‬ ‫األمنــي واالقتصــادي عــى ســكنى العــا والعيــش بهــا‪ ،‬واســتمرت‬ ‫انشــاء شــبكة كبــرة مــن القنــوات املائيــة التــي اندثــرت فيمــا عدا‬ ‫العهــد القديــم‪ ،‬وتقــع عــى بعــد ‪ 3‬كــم شــمال رشق مبــاين العــا‬
‫البلــدة فقــد ظلــت نظمهــا وقوانينهــا املتعــارف عليهــا عــى حالهــا‬ ‫احليــاة مزدهــرة بالعــا يف تلــك الفــرة‪ ،‬مقارنــة بالقــرى والبلــدان‬ ‫هاتــن القناتــن اللتــن كانتــا مــن عوامــل االســتقرار واالســتيطان‬ ‫القديمــة‪.‬‬
‫كمــا هــي بعــد أن أقرهــا مجلــس الشــورى‪ ،‬واعتمدهــا نائــب امللــك‬ ‫األخــرى‪ ،‬حتــى وصفهــا العاملــان الفرنســيان جوســن وســافنياك ‪A.‬‬ ‫بالعــا وخاصــة قنــاة تدعــل‪ ،‬وقــد نجــح املســتوطنون بالعــا الحقـ ًا‬ ‫نشــأت مدينــة قــرح عــى بعــد ‪ 20‬كــم تقريبـ ًا جنــوب دادان‪ .‬وقــد‬
‫يف احلجــاز األمــر فيصــل‪ ،‬وقــد أنشــئت هيئــة لــأرشاف عــى‬ ‫‪ Jaussen & R. Savignac‬يف بدايــة القــرن العرشيــن أنهــا بلــد‬ ‫يف احيــاء عــدد آخــر مــن القنــوات املندثــرة مــا أدى إىل زيــادة‬ ‫بلغــت هــذه املدينــة التــي اشــتهرت بــوادي القــرى أوج ازدهارهــا‬
‫تنفيــذ هــذه األنظمــة والقوانــن العرفيــة باســم «هيئــة العــرف‬ ‫العســل واللــن‪.‬‬ ‫املســاحات املزروعــة بأشــجار النخيــل خاصــة‪ ،‬وبأشــجار الليمــون‬ ‫خــال العــر العبــايس والفاطمــي‪ .‬واســتمرت مزدهــرة حتــى‬ ‫(الصفحة املزدوجة السابقة)‬
‫غروب الشمس يف العال‬
‫والزراعــة»‪ ،‬يختــار األهــايل اعضاءهــا باالنتخــاب كل ثــاث‬ ‫والتــن واألعنــاب وغريهــا‪ ،‬فيمــا تركــت مســاحات خاصــة لزراعــة‬ ‫حلــول القــرن ‪ 12‬امليــادي؛ حيــث بــدأ الضعــف واالضمحــال‬ ‫الهيئة امللكية ملحافظة العال‬

‫مزولة «طنطورة» من بلدة‬


‫ســنوات‪ ،‬وينتخــب املجلــس اإلداري أحــد اعضائهــا رئيس ـ ًا لهــا‪.‬‬ ‫إرساء قواعد التنظيم االجتماعي‬ ‫احلبــوب بأنواعهــا‪ ،‬آمــا املحاصيــل الزراعيــة األخــرى كالبصــل‬ ‫يــدب يف أوصــال الدولــة الفاطميــة التــي كانــت قــد بســطت‬ ‫(أدناه)‬
‫العال القديمة الهيئة امللكية‬ ‫ويف ظــل هــذه األنظمــة واســتتباب االمــن والنظــام‪ ،‬تــم إحيــاء عدد‬ ‫ويف مطلــع الربــع الثــاين مــن القــرن العرشيــن‪ ،‬يف العــارش مــن‬ ‫والثــوم وأنــواع أخــرى مــن اخلــروات والورقيــات املطبوخــة وغري‬ ‫ســيطرتها عــى احلجــاز‪ .‬ونتيجــة لذلــك‪ ،‬بــدأت شــمس قــرح‬ ‫بلدة العال القديمة‬
‫ملحافظة العال‬ ‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬
‫فيمــا عــدا القليــل مــن الصناعــات التقليديــة ونشــر إىل أهمهــا‬ ‫آخــر مــن القنــوات القديمــة حتــى بلــغ عددهــا ‪ 41‬قنــاة‪ .‬وقــد‬
‫وهــي صناعــة اخلــوص الــذي يصنــع منــه كثــر مــن أثــاث املنــزل‬ ‫أدى تحســن املعيشــة يف العــا يف تلــك الفــرة إىل جــذب عــدد مــن‬
‫وســفر الطعــام واملــراوح اليدويــة والســال والزنابيــل‬
‫كاحلصــر ُ‬ ‫النــاس مــن شــتى األنحــاء للقــدوم إليهــا والعيــش فيهــا‪ ،‬فاســتقر بها‬
‫وأوعيــة التمــور واحلبــوب وبعــض أدوات املزارعــن والبنائــن‪.‬‬ ‫عــدد مــن األفــراد واألرس مــن ضبــا والوجــه وينبــع عــى ســاحل‬
‫البحــر األحمــر ومــن تهامــة يف بــاد غامــد ومــن املدينــة وتيمــاء‬
‫الحياة االجتماعية‬ ‫وحائــل والقصيــم واملنطقــة الوســطى‪ ،‬بــل وهنــاك عوائــل وافــراد‬
‫إذا تحدثنــا عــن احليــاة االجتماعيــة ومــا فيهــا مــن عــادات‬ ‫قدمــوا إليهــا مــن الشــام والعــراق وفلســطني واملغــرب‪ ،‬وبقــوا بالعــا‬
‫وتقاليــد فــإن يف العــا بعــض العــادات التــي تتميــز بهــا عــن غريهــا‬ ‫عــدد ًا مــن الســنني حتــى تحســن الوضــع االقتصــادي يف اململكــة‪،‬‬
‫مــن املــدن والبلــدات األخــرى يف اململكــة‪ .‬اعتــاد أهــل العــا‬ ‫فرحــل معظمهــم وبقــى قليــل منهــم حتــى اليــوم‪.‬‬
‫خــال النصــف الثــاين مــن يونيــو يف كل عــام عــى الرحيــل مــن‬ ‫وإىل جانــب النشــاط الزراعــي كان هنــاك النشــاط التجــاري‬
‫زخرفة مرسومة فوق باب يف‬
‫منازلهــم يف حــي الديــرة والســكنى يف منازلهــم البســيطة املقامــة يف‬ ‫بطبيعــة احلــال والــذي اضطلــع بــه عــى وجــه خــاص‪ ،‬القادمــون‬ ‫بلدة العال القديمة الهيئة‬
‫بســاتني النخيــل املنتــرة يف الــوادي شــما ًال وجنوب ـاً‪ ،‬ويف خــال‬ ‫اجلــدد‪ ،‬أمــا النشــاط الصناعــي فلــم يكــن لــه وجــود يف العــا‬ ‫امللكية ملحافظة العال‬

‫الليــل يكــون حــي الديــرة مظلمـ ًا وفاقــد ًا للحيــاة‪ ،‬يف حــن تشــهد‬
‫بســاتني النخيــل ســمر ًا وطربـ ًا وألعابـ ًا شــعبية مــن البنــن والبنات‪،‬‬
‫خاصــة يف الليــايل املقمــرة‪ ،‬ويف خــال النهار تعــود احليــاة جزئي ًا إىل‬
‫حــي الديــرة؛ ألن الرجــال يذهبــون إليهــا ملزاولــة أعمالهــم التجارية‬
‫مــن بيــع ورشاء وغــر ذلــك‪ ،‬بينمــا يبقــى النســاء والولــدان يف‬
‫بســاتينهم التــي يقــام يف بعــض منهــا دكاكــن تجاريــة يديرهــا‬
‫النســاء وزبائنهــا مــن النســاء والغلمــان‪ ،‬ويف جوانــب الطرقــات بــن‬
‫بســاتني النخيــل‪ ،‬كان يقــام فيهــا مــا يشــبه يف يومنــا هــذا مطاعــم‬
‫الوجبــات الرسيعــة‪ ،‬حيــث تطبــخ الذبيحــة مــن الضــأن او املاعــز‬
‫ـدر كبــر‪ ،‬وتبــاع كل قطعــة‬ ‫بعــد تقطيعهــا إىل قطــع صغــرة يف قـ ٍ‬
‫مــن اللحــم مــع كميــة مــن املــرق مــن وقــت الضحــى إىل مــا بعــد‬
‫مساكن صيفية كما تشاهد من مدينة‬ ‫منتصــف النهــار‪ .‬ويشــدوا الشــيف بأحلــان شــجية‪ .‬وبعــد االنتهــاء‬
‫العال القديمة (البلدة القديمة)‬
‫الهيئة امللكية ملحافظة العال‬ ‫ج‪ .‬اخلتــان‪ :‬وفيــه تقــام وليمــة كــرى بعــد العــر ألهــل البلــدة‪،‬‬ ‫‪ -‬اخلميــس هــو يــوم الوليمــة الكــرى نهــاراً‪ ،‬ويف الليــل غنــاء وطرب‬ ‫مــن رصم النخيــل وكنــز التمــور‪ ،‬وحلــول فصــل اخلريــف يرحلــون‬
‫وجــرت العــادة أن يحرضهــا اثنــان مــن األرسة‪ ،‬رجــل وامــرأه‪ .‬ويف‬ ‫يختتــم بزفــاف العريــس مــن بيــت أهلــه إىل منزلــه اجلديد بإنشــاد‬ ‫عائديــن إىل منازلهــم يف حــي الديــرة‪.‬‬
‫الليــل يقــام حفــل غنــايئ تــرب فيــه الدفــوف عنــد النســاء مضاف ًا‬ ‫قصيــدة مخصصــة لهــذه املناســبة‪ ،‬مطلعهــا‪« :‬اللــه اللــه‪ ،‬اللــه اللــه‬
‫إليهــا البــزق والعــود عنــد الرجــال‪.‬‬ ‫شـ ْمـــلنا» وعندمــا يصعــد العريــس‬ ‫ـفــ ِع َ‬
‫تجمــع بامل َُـش َّ‬
‫ربنــا يــا رب َ‬ ‫المناسبات االجتماعية‬
‫عتبــة بــاب منزلــه يصــدح املنشــدون بهــذا البيــت‪« :‬مــن حــن‬ ‫أوالً مناسبات األفراح‪:‬‬
‫ثانياً املناسبات الدينية‬ ‫ف العــروس وارخــوا عليــه خلــع الهنــاء»‬ ‫يرقــى وامللــوك تزفــه َز َّ‬ ‫أ‪ .‬الــزواج‪ :‬يســتغرق االحتفــال بالــزواج اســبوع ًا كامــاً‪ ،‬فــإذا‬
‫أ‪ .‬صــاة االستســقاء‪ :‬كان النــاس قبلهــا يصومــون ويتصدقــون‬ ‫وبعــد دخولــه قاعــة االســتقبال ببيتــه اجلديــد‪ ،‬يقــال‪« :‬داس‬ ‫تقــرر مثـ ًا يــوم اخلميــس موعــد ًا لدخــول العريــس بعروســه‪ ،‬وهــو‬
‫وينــرون الطعــام يف مجالســهم العامــة واخلاصــة حتــى ال يكــون‬ ‫حـيـــاء مــن ربنــا»‬
‫ً‬ ‫وجناتــه عـرقـــ ًا واكـثـــره‬
‫ُ‬ ‫البســاط وتكللــت‬ ‫اليــوم الــذي يختارونــه عــادة‪ ،‬فــإن الفعاليــات تســر عــى النحــو‬
‫يف يــوم االســتغاثة جائع ـاً‪ ،‬ويف صبــاح هــذا اليــوم الباكــر‪ ،‬يخــرج‬ ‫ويبقــى العروســان يف منزلهمــا اجلديــد ال يخرجــان منــه أبــد ًا ملــدة‬ ‫التــايل‪:‬‬
‫النــاس إىل مصــى العيــد‪ ،‬رجالهــم ونســاؤهم ودوابهــم‪ ،‬داعــن ربهــم‪:‬‬ ‫اســبوع كامــل‪ ،‬ينتهــي بعــدد مــن الفعاليــات‪.‬‬ ‫‪ -‬السبت يقوم الشباب فيه برتميم وتجديد منزل العروسني‪.‬‬
‫ب‪ .‬االحتفــال بالعيديــن‪ :‬بينمــا يذهــب الكبــار للصــاة‪ ،‬يخــرج‬ ‫‪ -‬الثالثــاء تقــوم النســاء بخياطــة احلصــر لفــرش املنــزل ويقــام‬
‫وامح عنا الذي صار منا‬ ‫يا أرحم الراحمني أرحمن ا‬ ‫ ‬ ‫البنــات واالطفــال إىل الفضــاء الفســيح خــارج أســوار البلــدة‬ ‫حفــل غنــايئ نســايئ تــرب فيــه الدفــوف وتذبــح فيــه الذبائــح‪.‬‬
‫عجل علينا باملطر‬ ‫ربنا رب القد ر‬ ‫ ‬ ‫ويتبادلــون احللــوى‪ ،‬وبعــد انتهــاء الصــاة يعــود اجلميــع إىل منازلهم‬ ‫‪ -‬األربعــاء ويعــرف بيــوم القصــة واحلنــاء‪ ،‬حيــث يتــم يف النهــار‬
‫مـالــنا رب ًا ســواك‬ ‫ك‬‫ربنا نرجو رجا ‬ ‫ ‬ ‫ويتبادلــون الزيــارات عــى نطــاق واســع‪ ،‬وبعــد صــاة العــر تتــاح‬ ‫دهــان جــدران املنــزل ومدخلــه اخلارجــي باجلــص األبيــض‬
‫ال دخلنا يف حماك‬ ‫ال تخيب رجان ا‬ ‫ ‬ ‫الفرصــة للنســاء لتبــادل الزيــارات‪ ،‬بينمــا يصعــد الولــدان إىل أعــايل‬ ‫وتزيينهــا باأللــوان والرســوم‪ ،‬وعنــد النســاء غنــاء وحنــاء ورضب‬
‫××‬ ‫الــرىب‪ ،‬ويف الليــل يحتفــل األهــايل بــرب الزيــر وهــو طبــل كبــر‬ ‫الــدف‪ ،‬ويف املســاء طــرب وغنــاء تــزف بعــده العــروس إىل منزلهــا‬
‫كريـم ًا ليس يـنـسـانا‬ ‫قصدنا باب موالن ا‬ ‫ ‬ ‫مصنــوع مــن جــذع النخلــة وجلــد البعــر‪ ،‬مــع ترديــد قصائــد‬ ‫اجلديــد وســط األناشــيد والزغاريــد‪ ،‬أمــا العريــس ورفاقــه فهــذه‬
‫الصادق رسول الله‬ ‫صدقنـ ًا بمن جـانـ ا‬ ‫ ‬ ‫غنائيــة معروفــة‪.‬‬ ‫الليلــة هــي ليلتهــم الرئيســة للغنــاء والطــرب‪.‬‬

‫‪115‬‬ ‫‪114‬‬
‫التقاليد واالكتشافات‬

‫ونختــم حديثنــا عــن احليــاة االجتماعيــة لســكان العــا باحلديــث‬ ‫ب‪ .‬رمضــان‪ :‬وكان النــاس يســتعدون لرمضــان بصناعــة الشــعرية‬
‫عــن عاداتهــم يف قضــاء وقــت فراغهــم‪ ،‬فالشــباب صغارهــم وكبارهــم‬ ‫‬طعام ـ ًا للســحور‪ ،‬وهــي عبــارة عــن فتائــل كاخليــوط مــن عجــن‬
‫يقضــون وقــت مــا بعــد العــر يف ممارســة بعــض األلعــاب ومنهــا‬ ‫الــر‪ ،‬تشــبه املعكرونــة‪ .‬واعتــاد النــاس عــى فتــح مجالســهم بعــد‬
‫كــرة التزقــر وهــي يف حجــم كــرة التنــس األريض ومشــابهة للعبــة‬ ‫صــاة الرتاويــح يقدمــون فيهــا رشاب االقــط املحــى بالتمــر‪،‬‬
‫الكريكــت‪ ،‬وأمــا الرجــال فعــادة مــا يجلســون عــى الــدكاك‬ ‫ويتبادلــون األحاديــث والقصــص‪ ،‬ويتــوىل املســحرايت مهمــة‬
‫(وهــي مقاعــد مبنيــة يف جوانــب األزقــة والطرقــات مــن احلجــر‬ ‫إيقاظهــم لتنــاول وجبــة الســحور‪ ،‬فيســر يف األزقــة والطرقــات‬
‫والطــن) وغالبـ ًا مــا يجتمعــون عنــد أحــد الدكاكــن ويتجاذبــون‬ ‫ضاربــ ًا طبلــه ويقــف برهــة عنــد بــاب كل بيــت مناديــ ًا‬
‫أطــراف احلديــث‪ .‬ونشــر هنــا باختصــار إىل مــا رواه اإلنجليــزي‬ ‫صاحبــه باســمه‪ ،‬مث ـاً‪« :‬أبــو عبداللــه‪ :‬وحــد اللــه‪ ،‬أبــو صالــح‪:‬‬
‫داويت يف بدايــة عــام ‪ 1877‬حيــث يقــول‪« :‬ظهــرت أزقــة املدينــة‬ ‫اذكر الله…»‪.‬‬
‫نظيفــة جــداً… وأمــام كل بيــت توجــد دكــة مــن الطــن بنيــت‬
‫عــى الطــراز العــريب يجلــس عليهــا أصحــاب البيــت وغريهــم مــن‬ ‫ثالثا ً المناسبات األخرى‬
‫املــارة للتحــدث والتدخــن»‪.‬‬ ‫وإذا تحدثنــا عــن األحــزان‪ ،‬ومــا يمــارس فيهــا مــن عــادات‪ ،‬فــإن‬
‫وخــال الربــع الثــاين مــن القــرن العرشيــن وبعــد أن زاد عــدد‬ ‫العــا ال تختلــف عــن بقيــة املــدن والقــرى األخــرى‪ ،‬فلــم تكــن‬
‫الدكاكــن خــارج اســوار البلــدة‪ ،‬صــاروا يجتمعــون بعــد صــاة‬ ‫هنــاك أيــام مخصصــة للعــزاء‪ ،‬يفتــح أهــل امليــت فيهــا بيتهــم‬
‫العــر ايضــ ًا عنــد الدكاكــن وحولهــا‪ ،‬ويجلــس بعضهــم عــى‬ ‫الســتقبال املعزيــن كمــا هــو احلــال يف يومنــا هــذا‪ ،‬غــر أنــه‬
‫الرمــل ويلعبــون «الدومــة»‪ ،‬وهــي مشــابهة للشــطرنج‪ ،‬فيلعــب‬ ‫كانــت تمــارس عــادات أخــرى ربمــا لــم تكــن عنــد اآلخريــن‪،‬‬
‫اثنــان ويتفــرج اآلخــرون أو يتحدثــون‪ ،‬وقــد يحــل أحدهــم‬ ‫وهــي إقامــة أهــل امليــت وليمــة بعــد صــاة العــر بعــد مــي‬
‫محــل الالعــب اخلــارس‪ ،‬وعنــد اذان املغــرب يذهبــون للصــاة ثــم‬ ‫اســبوع عــى الوفــاه‪ ،‬وغالبـ ًا مــا تكــون تكاليفهــا مــن مــال املتــوىف‬
‫إىل بيوتهــم لتنــاول طعــام العشــاء‪ ،‬وهــو الوجبــة الرئيســة يف العــا‪.‬‬ ‫وربمــا تكــون بقصــد الصدقــة عنــه‪ ،‬كمــا جــرت العــادة أن يقــوم‬
‫ـزل عــن األنــس ولقــاء بعضهــن بعض ـاً‪ ،‬ففــي‬‫ولــم يكــن النســاء بمعـ ٍ‬ ‫بعــض النســاء مــن أقــارب واصدقــاء أرملــة املتــوىف بزيــارة لهــا‬
‫(الصفحة اليرسى)‬
‫مسجد يف بلدة العال القديمة‬
‫ليــايل الشــتاء الطويلــة‪ ،‬وبعــد االنتهــاء مــن تنــاول العشــاء‪ ،‬جــرت‬ ‫مرتــن يف الشــهر ‪ ،‬بقصــد مؤانســتها‪ ،‬وذلــك يف يــوم اجلمعــة مــن‬ ‫يوهان دوماريني‪2019 ،‬‬

‫العــادة أن تقــوم ربــة املنــزل يف بعــض األحيــان مــع أطفالهــا‬ ‫وقــت الضحــى إىل الظهــر‪ ،‬ويقــدم لهــن اخلبــز‪ ،‬وقــد يشــارك‬ ‫(أدناه)‬
‫أحمد عيل مسعود‪ ،‬مهندس‬
‫وبناتهــا بزيــارة بيــت أحــد األقربــاء أو األصدقــاء لقضــاء بعــض‬ ‫بعضهــن يف إعــداده‪ ،‬وبعــد انتهــاء فــرة احلَـ َـداد؛ تقــام عــادة وليمــة‬ ‫زراعي ومريب نحل يف العال‬
‫توماس بنسايس‪2019 ،‬‬
‫الوقــت وتعــرف هــذه الزيــارة باملســيار‪.‬‬ ‫للنســاء فقــط‪.‬‬
‫األسمر هليل خازن اخلمعيل‪،‬‬
‫را ٍ‬
‫ع سابق من العال توماس‬
‫بنسايس‪2019 ،‬‬

‫‪117‬‬ ‫‪116‬‬
‫داوتي‪ ،‬أويتنج‪ ،‬أوبير‪،‬‬
‫جوسين وسافينياك‪:‬‬
‫للغايــة‪ .‬مجــرد ًا مــن املعــدات الثقيلــة إلجــراء عمليــات الرفــع‬
‫اجلغرافيــة وتلــك املتعلقــة بالنقــوش الكتابيــة‪ ،‬جــازف بوصــف‬ ‫مكتشفو مدائن صالح‬
‫للموقــع مــن خــال نــص طموحاتــه األدبيــة معروفــة‪ .‬مــن الواضــح‬
‫أنــه يســتند عــى رســومات للمشــاهد الطبيعيــة ولألوابــد األثريــة‬
‫التــي قــدر أهميتهــا وجمالهــا‪ ،‬ومــن اجلــي أنهــا أكــر دقــة مــن‬
‫إلى ذكرى جان‪-‬كلود ريفيردي (‪)2012-1934‬‬
‫املوحيــات مــن الناحيــة الفنيــة‪ .‬لكنهــا رهــن الدقــة وســتبقى‬
‫بذلــك باكــورة املعلومــات حــول املوقــع لبضــع ســنوات‪.‬‬ ‫مدير أبحاث فخري‪ ،‬مدرسة الدراسات العليا للعلوم االجتماعية في باريس‬ ‫فرنسوا بويون‬
‫قــام بإرســال الطبعــات النافــرة مــن خــال القنــوات القنصليــة إىل‬
‫باريــس‪ ،‬حيــث أنجــز العظيم إرنســت رينان طباعتهــا‪ .‬يعد كتاب‬
‫«وثائــق النقــوش الكتابيــة املجموعــة يف شــمال جزيــرة العــرب»‬ ‫ينــدرج االكتشــاف والدراســة املنهجيــة ملدائــن صالــح ومنطقتهــا‪،‬‬
‫(‪)Documents épigraphiques recueillis dans le nord de l’Arabie‬‬ ‫مــن واحــة العــا إىل تيمــاء‪ ،‬ضمــن مرحلــة الشــغف بـ»مــدن‬
‫املنشــور يف عــام ‪ 1884‬التقييــم األول لبعثــة داويت املليئــة باملخاطر‪.‬‬ ‫الصحــراء»‪ ،‬وهــي األماكــن األســطورية (مثــل تدمــر أو تمبكتــو)‪،‬‬
‫بالنســبة لبقيــة وصوفــه ورســوماته ورواياتــه‪ ،‬يجــب انتظــار النــر‬ ‫املعروفــة حتــى ذلــك احلــن كأســماء يف النصــوص القديمــة‬
‫(املتعــر) لرحلتــه يف عــام ‪ ،1888‬وربمــا حتــى إحيــاء الكتــاب‬ ‫أو نصــوص الكتــاب املقــدس (العهديــن القديــم واجلديــد) أو‬
‫بطبعــة ثانيــة مدفوعــة بزخــم جديــد ومقــدم لهــا مــن قبــل تومــاس‬ ‫النصــوص القرآنيــة‪ .‬كان االستكشــاف العلمــي للمواقــع النبطيــة يف‬
‫إدوارد لورنــس ‪ T.E. Lawrence‬يف عــام ‪ .1924‬وهــذا مــا يفــر‬ ‫مدائــن صالــح وحولهــا ثمــرة ملســا ٍع فرديــة جــرت يف مطلــع القــرن‬
‫جزئي ـ ًا ســبب بقــاء مســاهمة داويت غــر معروفــة نســبياً‪ ،‬وخاصــة‬ ‫العرشيــن مــن قبــل شــخصيات فــذة ومبدعــة‪ ،‬مــن املثــر لالهتمــام‬
‫مــن ِقبــل «املكتشــفني» اآلخريــن‪.‬‬ ‫مقارنــة منهجهــا وأســلوبها‪.‬‬
‫بعــد خمســة أعــوام‪ ،‬يف العــام ‪ ،1880‬بينمــا لــم تكــن حكايــة داويت‬ ‫إن أقــدم استكشــاف بــا منــازع هــو الــذي قــام بــه الرحالــة‬
‫لرحلتــه قــد نــرت بعــد‪ ،‬كانــت املنطقــة موضوع ـ ًا الســتقصاءات‬ ‫اجلــريء صاحــب «الرحلــة الكــرى»‪ .‬فبعــد أن درس وأصبــح‬
‫علميــة قــام بهــا باحثــان جريئــان‪ ،‬أحدهمــا فرنــي واآلخــر أملــاين‪.‬‬ ‫جيولوجيــ ًا وأديبــاً‪ ،‬عــزم تشــارلز داويت ‪Charles Doughty‬‬
‫(‪ )1926-1843‬عــى أن يكــون أول مــن يكتشــف إحداهــا‪ .‬بمــروره‬
‫تشارلز داويت (‪،)1926-1843‬‬ ‫بالبــراء يف ربيــع العــام ‪ ،1875‬قصــد ذكــر اســم «مــدن» أخــرى‪،‬‬
‫رسم تخطيطي للمدفن ‪،IGN 100‬‬
‫احلِ ْجر باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش‬
‫ارتبــط مصــرا يوليــوس أويتنــج ‪)1913-1839( Julius Euting‬‬ ‫ومنهــا مدائــن صالــح‪ ،‬والتــي نجدهــا يف اجلنــوب‪ .‬ســيقوم بإعــداد‬
‫واآلداب اجلميلة‪f.16 ،‬‬ ‫وشــارل أوبــر ‪ )1884-1847( Charles Huber‬ببعضهمــا علميــاً‪،‬‬ ‫بعثــة استكشــافية طلــب ألجلهــا مســاعدة ودعــم مــن اجلمعيــة‬
‫شارل أوبري (‪ )1884-1847‬صفحة‬ ‫عــى الرغــم مــن أن الثــاين تعــرض لنهايــة مأســاوية ومبكــرة‪ .‬إن‬ ‫الربيطانيــة لتقــدم العلــوم (‪British Association for the‬‬
‫من يوميات رحلة إىل اجلزيرة العربية‬
‫املنشور يف العامني ‪1884-1883‬‬
‫اجلمــع بــن هذيــن الرجلــن يخبــئ أيض ـ ًا أمــر ًا الفت ـ ًا لالنتبــاه‪ .‬يف‬ ‫‪ )Advancement of Science‬لكــن دون جــدوى‪ .‬ومــع ذلــك‪،‬‬
‫باريس‪ ،‬مكتبة معهد العالم العريب‪،‬‬ ‫أوروبــا التــي لــم تخفــق فيهــا حــرب ‪ 1870‬بطبــع بنــاء الهويــة‬ ‫قــرر الــروع يف املغامــرة باالنضمــام إىل قافلــة احلجــاج املتجهــة إىل‬
‫‪ ،HUB )560(911.35‬ص ‪442‬‬
‫حــول نهــر الرايــن بطابــع عميــق‪ ،‬هــا هــي تؤبــد تقليــد ًا يقــوم عــى‬ ‫مكــة املكرمــة‪ .‬بعــد عــام أمضــاه يف دمشــق يف إتقــان لغتــه العربيــة‪،‬‬
‫التعــاون العلمــي األورويب املفتــوح يف بدايــة القــرن التاســع عــر‪،‬‬ ‫غــادر يف ‪ 10‬ترشيــن الثاين‪/‬نوفمــر مــن العــام ‪ 1876‬ليصــل إىل‬
‫عندمــا مكــن مــروع مخــزن الكنــوز املرشقيــة (‪Fundgruben‬‬ ‫املدينــة بعــد عــرة أيــام‪ .‬وهنــا‪ ،‬ثابــر عــى زيــارة األطالل مســتعين ًا‬
‫‪ 1818-1809 (des Orients‬ملؤلفــه جوزيــف فــون هامــر بورغشــتال‬ ‫بخدمــات شــيخ بــدوي يدعــى زيــد‪ ،‬ومعتمــد ًا عــى دعــم القلعــة‪،‬‬
‫‪ Joseph von Hammer-Purgstall‬واجلريــدة اآلســيوية (‪)1822‬‬ ‫وهــي محطــة مرحليــة ملبيــت احلاميــة العثمانيــة (املؤلفــة عــى‬
‫التــي أسســها سلفســر دو ســايس ‪ Silvestre de Sacy‬مــن جعــل‬ ‫نحــو أســايس مــن مغاربــة فارين مــن تقــدم القــوات االســتعمارية)‪.‬‬
‫املســاهمات العلميــة عــن الــرق اآلتيــة مــن جميــع أنحــاء أوروبــا‬
‫يــردد صداهــا وبجميــع اللغــات املمكنــة‪.‬‬ ‫تشارلز داوتي‪ ،‬المغامرة األدبية‬
‫ســوف يقــي شــهرين وهــو يجــوب املوقــع‪ ،‬مجريـ ًا عمليــات رفــع‬
‫يوليوس أويتنج وشارل أوبير‪ :‬تشارك العلم‬ ‫بينمــا ليــس لديــه أي معرفــة بلغــات الــرق القديمــة‪ .‬كان برفقتــه‬
‫ســيجوب الرشيــكان شــمال جزيــرة العــرب (ســيتوىل أوبــر نقــل‬ ‫أشــخاص آخريــن‪ ،‬ومــع ذلــك كان يخــى الناهبــن البــدو‪،‬‬
‫«مســلة تيمــاء» الشــهرية التــي اقتناهــا‪ ،‬واملوجــودة اليــوم يف متحــف‬ ‫وبمواجهتــه ملــارة مخيفــن يف بعــض األحيــان‪ ،‬توجــب عليــه‬
‫اللوفــر) مدفوعــن مــن «ريب عملهمــا» رينــان ونولدكــه‪ ،‬وذلك بفضل‬ ‫االنكفــاء باســتمرار إىل القلعــة‪ .‬تتداخــل روايــة هــذه الوقائــع مــع‬
‫صورة (بورتريه) تشارلز داويت‬
‫نقطــة االرتــكاز التــي كانــت تشــكلها لهمــا إمــارة حائــل‪ ،‬حيــث‬ ‫الوصــوف‪ ،‬ممــا يســبغ عليهــا طابعــ ًا قليــل األكاديميــة وحيويــ ًا‬ ‫باريس‪ ،‬املكتبة الوطنية الفرنسية‪.‬‬

‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬
‫كان يحكــم آل الرشــيد حينهــا‪ .‬يصــف أويتنــج يف كتابــه «يوميــات‬ ‫جوليوس أوتينغ (‪،)1913-1839‬‬
‫رحلــة إىل داخــل جزيــرة العــرب» يف عــام ‪ ،1896‬بواقعيــة شــديدة‬ ‫نظام رفع تقليدي للماء (النصبة) يف‬
‫برئ يف حائل‪ ،‬يف ‪Tagebuch einer‬‬
‫وبطريقــة مبهجــة الظــروف التــي أجــرى بهــا عمليــات الرفــع‪ :‬واقف ًا‬ ‫‪،Reise in Inner-Arabien‬‬
‫أملانيا‪ 1914 ،‬باريس‪ ،‬مكتبة معهد‬
‫عــى أكتــاف دليلــه‪ ،‬أو متســلق ًا عــى جــذع شــجرة نخيــل تتكــئ‬ ‫العالم العريب‪،911.35(56)EUT ،‬‬
‫عــى الســور العمــودي الــذي يتيــح الوصــول إىل النقــوش الكتابيــة‬ ‫ص ‪22‬‬

‫(أو اخلربشــات اجلداريــة «اجلرافيتــي») اجلاثمــة عاليـاً‪.‬‬


‫وكعاملــن مســترشقني‪ ،‬قامــا برفــع النقــوش الكتابيــة بشــغف خــال‬
‫بعثــات قاداهــا مع ـ ًا أو منفصلــن‪ ،‬ويف أثنــاء إحداهــا القــى أوبــر‬
‫حتفــه‪ ،‬مقتــو ًال عــى يــد أدالئــه الذيــن كانــوا يهدفــون فقــط إىل‬
‫ســلبه‪ .‬وهــذا يذكرنــا أنــه عــى الرغــم مــن بــروز قــوى إمربياليــة‬
‫كانــت ســتهيمن عــى العالــم‪ ،‬لــم تكــن البعثــات يف هــذه اجلزيــرة‬
‫العربيــة الداخليــة آمنــة تمامـاً‪ .‬إذا مــا أتلفــت بعــض طبعــات أوبري‬
‫أنطونان جوسني (‪،)1962-1871‬‬ ‫النافــرة‪ ،‬فقــد اســرد بعضهــا اآلخــر بفضــل أويتنــج الــذي اســتمر يف‬
‫األب رفائيل سافينياك يقوم بأخذ‬
‫طبعة لنقش محفور عىل مدفن نبطي‪،‬‬
‫يكشــفون النقــاب عنهــا‪ .‬كانــت هــذه املعتقــدات مطلوبــة ملواجهــة‬ ‫بفطنــة دبلوماســية‪ ،‬عــى األقــل يف التقريــر املتعلــق ببعثتهمــا‬ ‫التعــاون مــن مكتبتــه يف سرتاســبورغ (الواقعــة آنــذاك يف األرايض‬
‫احلِ ْجر‪ 1907 ،‬القدس‪ ،‬مدرسة‬ ‫ومعرضــن حياتهــم للخطــر‬
‫َ‬ ‫وضــع ســيايس فوضــوي إىل حــد مــا‪،‬‬ ‫األوىل‪ ،‬ظــا متكتمــن بشــأن املهانــات التــي تعرضــا لهــا عــى يــد‬ ‫األملانيــة) مــع أكاديميــة النقــوش واآلداب اجلميلــة الفرنســية‪.‬‬
‫الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬
‫‪01697-STN-228‬‬ ‫أحيانـاً‪ ،‬وملواجهــة حجــم املغامــرة اخلطــرة عــى الهامــش‪ ،‬يف وســط‬ ‫الســلطات السياســية التــي اصطدمــا بهــا‪ ،‬والتــي حــدت بشــدة‬
‫أنطونان جوسني (‪،)1962-1871‬‬
‫كان ال يــزال غــر مؤمــن جيــد ًا مــن قبــل القــوى اإلمربياليــة‪،‬‬ ‫مــن طموحاتهمــا التــي كانــا يعلقانهــا عــى إقامتهمــا‪ .‬إذا مــا‬ ‫األبوان أنطونان جوسين ورفائيل‬
‫األب رفائيل سافينياك وهو يأخذ‬ ‫األوروبيــة والعثمانيــة عــى حــد ســواء‪.‬‬ ‫كانــت أعمــال الرفــع تكمــل وتوســع تلــك التــي قــام بهــا داويت‬ ‫سافينياك‪ :‬تقارير استقصاء ضخمة‬
‫(‪ 173‬نصـ ًا نبطيـ ًا مقابــل ‪ 27‬نصـ ًا منشــور ًا مــن ِقبــل هــذا األخــر)‬
‫صورة لألسود املنحوتة يف دادان‬
‫(اخلريبة)‪ ،‬العال‪ 1910 ،‬القدس‪،‬‬ ‫ونبقــى مندهشــن أمــام الشــغف العلمــي الــذي يوجــه أخــذ هــذه‬ ‫إن رحــات األبويــن الدومينيــكان أنطونــان جوســن ‪Antonin‬‬
‫مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار‬
‫الفرنسية‪01196-J1213 ،‬‬
‫الطبعــات النافــرة بطريقــة بهلوانيــة‪ ،‬واملنفــذة أحيانـ ًا بــا تبــر‪،‬‬ ‫وحتــى مــن قبــل أوبــر وأويتنــج‪ ،‬فقــد اقتــر أبوانــا الطيبــان‬ ‫‪ )1962-1871( Jaussen‬ورفائيــل ســافينياك ‪Raphaël Savignac‬‬
‫دون وجــود أي مــروع إمربيــايل يف مــدن الصحــراء هــذه‪ ،‬ولــم‬ ‫عــى االعتبــارات الطبوغرافيــة والباليوغرافيــة (دراســة النقــوش‬ ‫(‪ ،)1951-1874‬التــي أطلقــت يف بدايــة القــرن العرشيــن‪ ،‬كانــت‬
‫يكــن الغــرب اســتعمر منطقــة احلجــاز ووســط جزيــرة العــرب‬ ‫الكتابيــة القديمــة) بصــورة خاصــة‪ ،‬ولــم يركــزا عــى روعــة‬ ‫مؤطــرة بطــرق مختلفــة بمزيــد مــن احلداثــة‪ .‬تلقــى ركنــا مدرســة‬
‫عــى اإلطــاق‪ .‬كل هــذا جللــب النقــوش الكتابيــة القديمــة إىل‬ ‫املشــاهد الطبيعيــة والشــعور الــذي يتولــد منهــا‪ .‬مــن الواضــح أن‬ ‫الكتــاب املقــدس يف القــدس التــي أسســها األب الغرانــج تعليم ـ ًا‬
‫حــوارض العلــم‪ ،‬كتلــك التــي ســيتم تجميعهــا يف مدونــة النقــوش‬ ‫«بنــاة» هــذه املجموعــات اســتندوا إىل مناظــر الصخــور املنحوتــة‬ ‫لغويــ ًا ومتعلقــ ًا بالنقــوش الكتابيــة بعــدد مــن اللغــات املرتبطــة‬
‫الســامية (‪ ،)Corpus Inscriptionum Semiticarum‬بعــد عام ‪.1867‬‬ ‫بفعــل احلــت‪ ،‬قبــل أن ينحتهــا اإلنســان‪ ،‬لالحتفــاء بأمواتهــم مــن‬ ‫ويف املقابــل‪ ،‬ســيتمكنان مــن القيــام بأعمــال رفــع هامــة يف‬ ‫بعالــم الكتــاب املقــدس‪ .‬وبهــذا وصــا مســلحني بتقنيــات لرفــع‬
‫ال بــد مــن االعــراف هنــا بالبعــد األكاديمــي للرحــات بصــورة‬ ‫خــال الفــن ضمــن مــا أصبــح شــيئ ًا فشــيئ ًا مجموعـ ًا معماريـاً‪ .‬كمــا‬ ‫موقــع مدائــن صالــح املهجــور‪ ،‬مغطيــان بحمايــة فرمــان مــن‬ ‫النقــوش الكتابيــة وبــأدوات لغويــة ليفــكا قــدر اإلمــكان رمــوز‬
‫أساســية‪ ،‬دون مغــزى ســيايس‪ ،‬والــذي يقــوم عــى االرتحــال إىل‬ ‫وصفــا واحــة العــا‪ ،‬حدائقهــا وآبارهــا‪.‬‬ ‫اإلمرباطوريــة العثمانيــة‪ .‬وختام ـاً‪ ،‬كانــا يمتلــكان أداة التصويــر‬ ‫الكتابــات التــي يرفعانهــا‪ .‬ومــن بــن عنــارص الراحــة األخــرى‪،‬‬
‫بــاد مجهولــة لدراســة عالــم نبطــي‪ ،‬وهوامــش مــا قبــل إســامية‬ ‫بقــي أن نذكــر أن فــرات إقامــة العاملــن القسيســن تختتــم‬ ‫الفوتوغــرايف التــي عرفــا كيــف يســتخدمانها برباعــة ســابق ًا ألجــل‬ ‫كان بمقدورهمــا أخــذ خــط ســكة حديــد احلجــاز الــذي أنشــأه‬
‫لإلمرباطوريــة الرومانيــة التــي يتعلــق األمــر بكتابــة تاريخهــا‬ ‫مرحلــة تاريخيــة اســتفادا خاللهــا يف نهايــة املطــاف أكــر ممــا‬ ‫تصويــر القبائــل العربيــة املســيحية التــي درســاها‪.‬‬ ‫العثمانيــون (‪ 1000‬كــم انطالق ـ ًا مــن دمشــق) لنقــل احلجــاج عــى‬
‫بجديــة‪ ،‬حيــث أننــا نأســف أنــه‪ ،‬باســتثناء مــا نجــده لــدى داويت‪،‬‬ ‫عانيــا مــن االضطرابــات وتقلــب الســلطات واحلــكام عــى األقاليــم‬ ‫نتــج مــن كل هــذا النشــاط تقاريــر بحــث ضخمــة نُــرت بــن‬ ‫األقــل إىل املدينــة املنــورة (يف عــام ‪ .)1908‬لــم تكــن اســتقصاءاتهما‬
‫تــأيت روعــة املوقــع يف املرتبــة الثانيــة مقارنــة بالكتابــات بلغــات‬ ‫التــي استكشــفاها‪ .‬لــم تســمح الدولــة الســعودية‪ ،‬التــي بســطت‬ ‫عامــي ‪ 1909‬و ‪ 1914‬لــدى كبــار النارشيــن املســترشقني لــورو‬ ‫مريحــة عــى اإلطــاق‪ .‬باإلضافــة إىل قســوة العوامــل املناخيــة‬
‫مغرقــة يف القــدم تمــت املثابــرة حينهــا عــى إجــراء حــر لهــا‪.‬‬ ‫ســلطتها عــى هــذه املنطقــة يف ثالثينيــات القــرن العرشيــن‪،‬‬ ‫‪ Leroux‬وجوتنــر ‪ ،Geuthner‬وهــي مطبوعــات أعيــد نرشهــا‬ ‫(ريــاح محملــة بالرمــال‪ ،‬أمطــار الشــتاء تحــت مالجــئ مؤقتــة‪،‬‬
‫بإجــراء أبحــاث جديــدة حتــى فــرة قريبــة مــن الزمــن‪.‬‬ ‫بصــورة رائعــة مــن قبــل املعهــد الفرنــي لآلثــار الرشقيــة (‪)IFAO‬‬ ‫أو موجــات احلــر يف كل الفصــول)‪ ،‬واجهــا أكــر الصعوبــات مــع‬
‫يف القاهــرة يف عــام ‪ .1997‬وتهــدف هــذه املجلــدات الكبــرة إىل‬ ‫الســلطات املحليــة لتنفيــذ أعمــال الرفــع‪ ،‬فواجهــا تعســف الزعمــاء‬
‫الشغف العلمي ينتصر على‬ ‫الشــمولية حــول ظــروف الرحلــة‪ ،‬واملســارات الطبوغرافيــة‪ ،‬ووصــف‬ ‫املحليــن التابعــن إلقطاعيــات متنافســة‪ ،‬وانعــدام األمــن العــام‬
‫المخاطر المواجهة‬ ‫األوابــد األثريــة‪ ،‬والنقــوش الكتابيــة املرفوعــة واملنســوخة بدقــة‬ ‫الناتــج عــن االنتفاضــات القبليــة ضــد تقــدم اإلمرباطوريــة‬
‫إذا مــا اســتعرضنا حصيلــة هــذه الفــرة «البطوليــة»‪ ،‬تــرز‬ ‫صارمــة‪ ،‬عــدا عــن الكشــف اجلــزيئ عــن تماثيــل ضخمــة مــا قبــل‬ ‫العثمانيــة الــذي يتجــى عــى وجــه التحديــد باخلــط احلديــدي‪.‬‬
‫العديــد مــن العنــارص حــول الدوافــع الكامنــة وراء قيــام هــؤالء‬ ‫إســامية يف موقــع دادان (اخلريبــة)‪ ،‬وال يتعلــق األمــر بتنقيبــات‪.‬‬ ‫وهكــذا واجهــا خــال ثــاث فــرات إقامــة بــن عامــي ‪ 1907‬و‬
‫العلمــاء برحــات إىل هــذه املناطــق النائيــة يف شــمال احلجــاز‪.‬‬ ‫وهنــاك ملحــق هــام مكــرس لقبيلــة تعيــش بالقرب مــن هــذه اآلثار‪.‬‬ ‫‪ 1910‬أكــر الصعوبــات بإجــراء تحرياتهمــا يف املواقــع املأهولــة‬
‫أوالً‪ ،‬اخللفيــة الفكريــة لألبحــاث حــول عالــم الكتــاب املقــدس‪،‬‬ ‫تعــاين هــذه األعمــال مــن احلــدود األكاديميــة املميــزة للدراســات‬ ‫بالســكان‪ ،‬تيمــاء والعــا وخيــر‪ ،‬الغنيــة باآلثــار احلقيقيــة أو‬
‫توقيع شارل أوبري منقوشاً‬ ‫وهــو دافــع روحــي قــوي ألكرثيــة العلمــاء الذيــن ســيقومون يف‬ ‫اإلثنوغرافيــة يف تلــك الفــرة‪ ،‬وينبغــي مالحظــة التســطيح النســبي‬ ‫املفرتضــة‪ ،‬التــي تمكــن الســكان مــن تكســر نقوشــها الكتابيــة‬
‫عىل جدار صخري‪ ،‬العال‬
‫فلوران إجال‪2018 ،‬‬ ‫نهايــة املطــاف بالتمييــز بــن إيمانهــم واملعطيــات األثريــة التــي‬ ‫يف هــذه التقاريــر‪ ،‬األكــر صواب ـ ًا مــن كونهــا دقيقــة‪.‬‬ ‫باملطرقــة‪ ،‬والتــي كانــا قــد قامــا برفعهــا للتــو يف بعــض األحيــان‪.‬‬

‫‪121‬‬ ‫‪120‬‬
‫خمسون عاما ً من‬
‫التقاليد واالكتشافات‬

‫السياسة األثرية‬
‫دائرة لآلثار والمتاحف منذ عام ‪1963‬‬ ‫والمتحفية في المملكة‬
‫العربية السعودية‬
‫«يعتقــد معظــم الغربيــن أن الســعودية ليســت ســوى أرض‬
‫صحراويــة بهــا آبــار نفــط‪ ،‬فهــم ال يعرفــون أن اململكــة كانــت‬
‫جــر ًا بــن الــرق والغــرب‪ ،‬وقــد اضطلعنــا بهــذا الــدور يف‬
‫األلفيــة الرابعــة قبــل امليــاد وســنواصل لعــب هــذا الــدور يف‬
‫املســتقبل‪ ،‬كذلــك يتحتــم علينــا عــى املســتوى اخلارجــي‬ ‫باحثة مشاركة‪ ،‬المركز الفرنسي لآلثار والعلوم االجتماعية في صنعاء‬ ‫فيرجينيا كاسوال‪-‬كوشان‬
‫أن نصحــح الصــورة اخلاطئــة عــن بالدنــا‪ .‬ويف الداخــل‪ ،‬علينــا‬
‫نعــرف الشــعب برتاثــه»‪ .‬بهــذا الترصيــح الــذي أدىل بــه‬ ‫أن ّ‬
‫يف عــام ‪ 2010‬يف إطــار معــرض‪ :‬طــرق التجــارة يف اجلزيــرة‬
‫العربيــة‪ ،‬روائــع آثــار اململكــة العربيــة الســعودية عــر العصــور‬
‫(متحــف اللوفــر‪ ،‬باريــس‪ ،‬مــن ‪ 14‬تموز‪/‬يوليــو إىل ‪ 27‬أيلــول‪/‬‬ ‫مــا يــزال كتــاب «بعثــة أثريــة إىل اجلزيــرة العربيــة» الــذي نــره‬
‫ســبتمرب ‪ )2010‬أكــد األســتاذ الدكتــور عــي بــن ابراهيــم الغبــان‪،‬‬ ‫األبــوان الدومينيــكان أنطونــان جوســن ‪Antonin Jaussen‬‬
‫نائــب رئيــس الهيئــة الســعودية للســياحة والــراث الوطنــي‪ ،‬ثــم‬ ‫ورفائيــل ســافينياك ‪ Raphaël Savignac‬يف عــام ‪ 1914‬مرجعــ ًا‬
‫املــرف عــى برنامــج خــادم احلرمــن الرشيفــن للعنايــة بالرتاث‬ ‫للمهتمــن باآلثــار النبطيــة خــارج األردن وببدايــات األبحــاث‬
‫احلضــاري يف اململكــة‪ ،‬عــى إرادة اململكــة العربيــة الســعودية‬ ‫األثريــة يف جزيــرة العــرب عــى حــد ســواء‪ .‬يتيــح إطــاق‬
‫تشــجيع البحــث املتعلــق باملجتمعــات الغابــرة واالســتعانة بعلــم‬ ‫برنامــج علمــي ومتحفــي وســياحي واســع يف العــا الفرصــة للعــودة‬
‫اآلثــار لتثقيــف املواطنــن‪.‬‬ ‫إىل هــذا التاريــخ األثــري غــر املعــروف‪ ،‬ولكــن األســايس يف‬
‫انطالق ـ ًا مــن العــام ‪ 1963‬ومــع إنشــاء أول قســم لآلثــار واملتاحــف‬ ‫تطويــر املعــارف حــول الفــرات مــا قبــل اإلســامية واإلســامية يف‬
‫يف الريــاض برعايــة وزارة الرتبيــة‪ ،‬بــدأت املســوحات والتنقيبــات‬ ‫شــبه اجلزيــرة العربيــة مــن جهــة‪ ،‬وحــول كيفيــة تبنــي اململكــة‬
‫األثريــة يف كافــة أرايض البــاد‪ ،‬دون تمييــز بــن الفــرات‬ ‫العربيــة الســعودية لرتاثهــا األثــري مــن جهــة أخــرى‪.‬‬
‫التاريخيــة‪ ،‬مــن عصــور مــا قبــل التاريخ إىل فــرة الوجــود العثماين‪.‬‬ ‫يف شــهر تموز‪/‬يوليــو مــن العــام ‪ ،2017‬أنشــئت الهيئــة امللكيــة‬
‫الغايــة مــن ذلــك جــرد جميــع املواقــع واختيــار بعــض منهــا ليتــم‬ ‫ملحافظــة العــا يف الريــاض‪ ،‬ثــم الوكالــة الفرنســية لتطويــر العــا‬
‫تنقيبــه جزئيـ ًا أو كليـاً‪ .‬لهــذه البعثــات األوىل التــي أدارهــا علمــاء‬ ‫يف باريــس بعــد ذلــك بعــام‪ ،‬وذلــك لتنســيق التنميــة الســياحية‬
‫آثــار ســعوديني درســوا يف اجلامعــات الفرنســية واألنجلو ساكســونية‬ ‫ملنطقــة العــا‪ :‬زيــارات بصحبــة أدالء‪ ،‬متاحــف‪ ،‬دروب لتســهيل‬
‫‪ -‬قبــل إنشــاء جامعــات يف اململكــة العربيــة الســعودية ومناهــج‬ ‫عمليــات االستكشــاف‪ ،‬أماكــن إقامــة تطــل عــى مناظــر خالبــة‪،‬‬
‫جامعيــة يف علــم اآلثــار بعــد ذلــك ببضــع ســنوات ‪ -‬هدفــان‬ ‫إلــخ‪ .‬وبمــوازاة ذلــك‪ ،‬هنــاك تكثيــف للمســوحات األثريــة‬
‫رئيســيان‪ :‬البــدء يف إعــادة كتابــة فــرة مــا قبــل اإلســام (اجلاهليــة)‬ ‫املوجهــة بصــورة خاصــة نحــو البنــى مــا قبــل التاريخيــة ومعابــد‬
‫مقربة جبل اخلريمات‪ ،‬احلِ ْجر‬ ‫يف جزيــرة العــرب‪ ،‬وحمايــة املواقــع األثريــة واألوابــد التاريخيــة‬ ‫دادان‪ ،‬وتهــدف إىل توفــر فهــم أفضــل للتاريــخ احلضــاري للعــا‬
‫إحصاء ما يقارب األربعة‬
‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬
‫مــن قبــل تشــارلز داويت ‪ Charles Doughty‬وشــارل أوبــر‬ ‫مــن التدمــر املحتمــل الناجــم عــن أعمــال التخطيــط احلــري‬ ‫واحلفــاظ عــى هــذه اآلثــار عــى أفضــل وجــه مــن مشــاريع البنــى‬
‫آالف موقع أثري‬ ‫‪ Charles Huber‬ويوليــوس أويتنــج ‪ Julius Euting‬واألبويــن‬ ‫والتحديــث واســعة النطــاق‪ ،‬والتــي تــم إطالقهــا يف ســبعينيات‬ ‫التحتيــة الســياحية املســتقبلية‪.‬‬
‫يعــد األســتاذ الدكتــور عبــد الرحمــن الطيــب األنصــاري مــن‬ ‫جوســن ‪ Jaussen‬وســافينياك ‪ Savignac‬وهــاري ســانت جــون‬ ‫القــرن العرشيــن مــن قبــل امللــك فيصــل رحمــه اللــه‪.‬‬ ‫هــذا املــروع الكبــر الــذي يجمــع بــن املســوحات والتنقيــب‬
‫رواد البحــث األثــري الســعوديني يف اململكــة واملســؤول عــن‬ ‫فيلبــي نفســه‪ .‬يف عــام ‪ ،1962‬حصــل عالــم اآلثــار الدنماركــي‬ ‫يف عــام ‪ ،1951‬تجلــت بــوادر اهتمــام اململكــة العربيــة الســعودية‬ ‫والتوثيــق‪ ،‬ومــن ثــم عــرض القطــع يف متاحــف مشــيدة يف املوقع أو‬
‫املأسســة األكاديميــة لهــذا املجــال‪ .‬دافــع يف عــام ‪ 1966‬عــن‬ ‫جيفــري بيبــي ‪ ،Geoffrey Bibby‬الــذي انطلــق للبحــث عــن‬ ‫بعلــم اآلثــار مــن خــال منــح موافقــة رســمية مــن قبــل امللــك‬ ‫يف معــارض مؤقتــة يف اخلــارج‪ ،‬هــو مــروع غــر مســبوق يف اململكة‬
‫أطروحــة دكتــوراه يف ليــدز باململكــة املتحــدة حــول دراســة‬ ‫دملــون عــى الســاحل الرشقــي جلزيــرة العــرب‪ ،‬عــى ترصيــح‬ ‫عبــد العزيــز ‪-‬رحمــه اللــه‪ -‬نفســه ملجموعــة مــن العلمــاء الراغبــن‬ ‫العربيــة الســعودية‪ ،‬وينــدرج ضمــن سياســة أثريــة ومتحفيــة‬
‫نقديــة ومقارنــة لألســماء والكنــى اللحيانيــة‪ ،‬وعــاد إىل الريــاض‬ ‫لدخــول األرايض الســعودية يتيــح لــه التعــرف عــى شــبكات‬ ‫بدراســة آثــار وســط وجنــوب جزيــرة العــرب (خيــر‪ ،‬أبهــا‪،‬‬ ‫بــدأت يف ســتينيات القــرن العرشيــن‪ ،‬وأدت إىل إعــادة تعريــف‬
‫حيــث تــم تعيينــه أســتاذ ًا يف جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬التــي كانــت‬ ‫التبــادالت بــن بــاد الرافديــن وشــبه اجلزيــرة العربيــة عــى وجه‬ ‫نجــران وقريــة الفــاو) للقيــام بأعمــال مســح‪ .‬أحــى الفريــق‬ ‫الفــرة املعروفــة بفــرة مــا قبــل اإلســام يف جزيــرة العــرب‪ .‬يســهم‬
‫حديثــة اإلنشــاء يف العاصمــة الســعودية‪ .‬أســس اجلمعيــة العربيــة‬ ‫اليقــن‪ .‬يف الوقــت نفســه‪ ،‬عكــف عاملــون يف الرشكــة احلديثــة‬ ‫املؤلــف مــن جونــزاج ريكمانــز ‪ Gonzague Ryckmans‬وفيليــب‬ ‫غنــى البقايــا األثريــة يف زيــادة عمليــات التنقيــب واالفتتــاح‬
‫الســعودية للدراســات التاريخيــة واألثريــة‪ ،‬وهــي جمعيــة علميــة‬ ‫اإلنشــاء احلاصلــة عــى امتيــاز التنقيــب عــن النفــط أرامكــو‬ ‫ليبينــز ‪ Philippe Lippens‬ويقــوده هــاري ســانت جــون فيلبــي‬ ‫املبكــر للمتاحــف األوىل يف جميــع أنحــاء البــاد‪ ،‬ال ســيما يف العال‪،‬‬
‫مقرهــا كليــة اآلداب يف هــذه اجلامعــة‪ ،‬وهــو يكــرس ســرته‬ ‫الســعودية عــى القيــام بحفريــات أثريــة رسيــة غــر احرتافيــة‬ ‫‪ Harry St. John Philby‬املبعــوث الربيطــاين آنــذاك والقريــب‬ ‫باإلضافــة إىل التطويــر التدريجــي للســياحة يف اململكــة‪ .‬أصبحــت‬
‫املهنيــة مــن أجــل معرفــة وتعــرف أفضــل عــى فــرة مــا قبــل‬ ‫عــى ســاحل املنطقــة الرشقيــة أيضـاً‪ ،‬وســاهموا بطريقتهــم اخلاصــة‬ ‫مــن امللــك والشــغوف بآثــار مــا قبــل اإلســام‪ ،‬أحــى اثنــي عــر‬ ‫اآلثــار تدريجيـ ًا العنــوان الرئيــي لالنفتــاح االســراتيجي للبــاد‬
‫اإلســام يف جزيــرة العــرب‪.‬‬ ‫يف تطويــر علــم اآلثــار يف اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫ألــف نقــش كتــايب‪ ،‬تضــاف إىل عــرات اآلالف املكتشــفة ســابق ًا‬ ‫أمــام الــزوار القادمــن مــن جميــع أنحــاء العالــم‪.‬‬

‫‪123‬‬ ‫‪122‬‬
‫التقاليد واالكتشافات‬

‫ويف عــام ‪ 1966‬أيضــاً‪ ،‬تــزودت جامعــة امللــك ســعود بقســم‬


‫لآلثــار يقــدم لطالبــه تعليمــ ًا نظريــ ًا وعمليــاً‪ :‬يتعــن أن تعدهــم‬
‫املحــارضات اجلامعيــة ودورات التدريــب امليدانيــة ليصبحــوا‬
‫علمــاء آثــار اململكــة يف املســتقبل‪ ،‬وليحلــوا تدريجيــ ًا محــل‬
‫علمــاء اآلثــار واملؤرخــن األجانــب (األردنيــن‪ ،‬الســوريني‪،‬‬
‫العراقيــن‪ ،‬الربيطانيــن واألمريكيــن) الذيــن شــاركوا يف البعثــات‬
‫األوىل‪ .‬يف العــام التــايل‪ ،‬حــاز القســم عــى أول متحــف لآلثــار يف‬
‫اململكــة ملواكبــة تعليــم الطــاب و «رسد تاريــخ اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية منــذ أقــدم العصــور إىل بــزوغ فجــر اإلســام» كمــا‬
‫يشــر دليــل املتحــف عــى الــدوام‪ .‬يعــرض يف القاعــة الوحيــدة‬
‫للمتحــف اليــوم قطــع أثريــة مكتشــفة يف موقــع قريــة الفــاو‬
‫(وســط جزيــرة العــرب) والــذي يعــود إىل فــرة مــا قبــل اإلســام‪،‬‬
‫ويف موقــع الربــذة (عــى طريــق احلــج العراقــي القديــم) العائــد‬
‫إىل الفــرة اإلســامية‪ ،‬وهــذا دليــل إذا اقتــى األمــر عــى اعــراف‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية باالســتمرارية الزمنيــة للغنــى األثــري‬
‫والتاريخــي ألراضيهــا‪.‬‬

‫النشر السريع للنتائج وأعمال‬


‫التعاون العلمي‬
‫يف عــام ‪ ،1981‬مكنــت احلملــة التــي قادهــا عــى نطــاق واســع‬
‫عالــم اآلثــار الســعودي عبــد اللــه املــري‪ ،‬والتــي تعتــر «أكــر‬
‫حملــة أثريــة منــذ حملــة نابليــون عــى مــر»‪ ،‬مكنــت مــن‬
‫إحصــاء مــا يقــرب مــن ‪ 4000‬موقــع أثــري‪ .‬وأغنــت معارفنــا‬
‫كثــر ًا حــول آثــار اململكــة‪ ،‬وشــجعت دائــرة اآلثــار واملتاحــف‬
‫عــى اتبــاع سياســة ترميــم األوابــد األثريــة والتاريخيــة‪،‬‬
‫وقدمــت كميــة كبــرة مــن القطــع األثريــة‪ .‬مدفوعــن برغبــة‬
‫جامحــة بتوعيــة املواطنــن والعلمــاء األجانــب بغنــى آثــار‬
‫تنقيبات يف قرب نبطي يف احلِ ْجر‬ ‫اململكــة‪ ،‬رشع علمــاء اآلثــار بالنــر الرسيــع للنتائــج يف كتــب‬
‫أجريت من قبل فريق فرنيس‬
‫أوبري راجيه‪2009 ،‬‬
‫االهتمــام الــذي أواله لهــا الســعوديون أنفســهم‪ .‬ويف واقــع األمــر‪ ،‬قــام‬ ‫وطويــل األمــد بــن اجلمهوريــة الفرنســية واململكــة العربيــة‬ ‫ومجــات ثنائيــة اللغــة عريب‪/‬إنجليــزي‪ :‬مقدمــة عــن آثــار‬
‫علمــاء اآلثــار يف قســم اآلثــار واملتاحــف بإجــراء أول مســح بــدء ًا‬ ‫الســعودية‪ ،‬وتبعتهــا بعثــات بحثيــة يف أرخبيــل جــزر فرســان‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية (‪)2001 ،1975‬؛ قريــة الفــاو‪ :‬صــورة‬
‫مــن عــام ‪ ،1966‬تــاه إنشــاء منتــزه أثــري مســيج ومحمــي مــن قبــل‬ ‫برئاســة فرنســوا فيلنــوف ‪ François Villeneuve‬ومــن ثــم سـولني‬ ‫للحضــارة العربيــة قبــل اإلســام يف اململكــة العربيــة الســعودية‬
‫حــراس يف عــام ‪ .1972‬تــم باإلضافــة إىل ذلــك تســجيل املوقــع عــى‬ ‫ماريــون دو بــرويس ‪ Solène Marion de Procé‬منــذ العــام‬ ‫(‪)1982‬؛ أطــال‪ :‬حوليــة اآلثــار العربيــة الســعودية (‪.) 1977-‬‬
‫قائمــة اليونســكو للــراث العاملــي يف عــام ‪.2008‬‬ ‫‪ ،2006‬وحــول نقــوش آبــار حمــى الكتابيــة والصخريــة بالقــرب‬ ‫كمــا فعلــوا ذلــك مــن خــال النــدوات واملؤتمــرات‪ ،‬ومنهــا‬
‫يعــد قســم اآلثــار يف جامعــة امللــك ســعود مــن جانبــه اجلهــة‬ ‫مــن نجــران مــن قبــل كريســتيان روبــان ‪ Christian Robin‬ثــم‬ ‫«نــدوة الدراســات العربيــة» الشــهرية (‪Seminar for Arabian‬‬
‫الرئيســية الفاعلــة‪ ،‬منــذ عــام ‪ ،2004‬يف تنقيبــات املعبــد اللحيــاين‬ ‫أليســيا بريوليتــا ‪ Alessia Prioletta‬منــذ العــام ‪ ،2006‬وديــر كلوة‬ ‫‪ ،)Studies‬التــي تنظــم ســنوي ًا يف اململكــة املتحــدة منــذ العــام‬ ‫حفريات معبد دادان (اخلريبة)‬
‫جامعة امللك سعود‬
‫يف دادان‪ ،‬ومدينــة املابيــات اإلســامية‪ ،‬والواقعــة حاليــ ًا تحــت‬ ‫مــن قبــل صبــا فــارس منــذ العــام ‪ ،2008‬وموقــع دومــة اجلنــدل‬ ‫‪ 1968‬مــن قبــل اجلمعيــة الربيطانيــة لدراســة جزيــرة العــرب‬
‫مبخرة مكتشفة يف معبد دادان (اخلريبة)‬
‫مســؤولية كل مــن الدكتــور عبــد الرحمــن الســحيباين والدكتــور‬ ‫مــن قبــل جيــوم شــارلو ‪،)2017-2010( Guillaume Charloux‬‬ ‫‪.British Foundation for the Study of Arabia‬‬ ‫جامعة امللك سعود‬
‫أحمــد العبــودي‪ .‬وبمــوازاة ذلــك‪ ،‬ويف العــام ‪ ،2005‬نــرت صبــا‬ ‫وآثــار ثــاج الهلنســتية مــن قبــل جــروم رومــر ‪Jérôme Rohmer‬‬ ‫يف بدايــة العقــد األول مــن القــرن احلــادي والعرشيــن‪ ،‬طــور علمــاء‬
‫فــارس كتاب ـ ًا بالفرنســية بعنــوان «دادان وحليــان‪ .‬تاريــخ عــرب‬ ‫منــذ العــام ‪ ،2016‬وموقــع البــدع مــن قبــل جيــوم شــارلو منــذ‬ ‫اآلثــار الســعوديون رشاكات مــع علمــاء آثــار أجانــب‪ ،‬فرنســيني‬
‫عــى تخــوم القــوى الفارســية والهيلينســتية»‪ ،‬ويتضمــن معظــم‬ ‫العــام ‪.2017‬‬ ‫عــى وجــه اخلصــوص‪ .‬ففــي عــام ‪ ،2002‬بــدأت البعثــة الســعودية‪-‬‬
‫النقــوش الدادانيــة املعروفــة آنــذاك‪ .‬تزودنــا األبحــاث التــي‬ ‫ِ‬
‫أولــت البعثــة السعودية‪-‬الفرنســية العاملــة يف احل ْجــر اهتمامـ ًا جليـ ًا‬ ‫الفرنســية العاملــة يف مدائــن صالــح ِ‬
‫(احل ْجــر)‪ ،‬التــي ترأســها اآلن‬
‫أجريــت عــى هــذه املواقــع الثالثــة‪ ،‬مدائــن صالــح ودادان‬ ‫كذلــك األمــر باآلثــار النبطيــة عــى األرايض الســعودية‪ ،‬وهو يعقب‬ ‫ليــى نعمــة ‪ ،Laïla Nehmé‬تعاونــ ًا علميــ ًا ودبلوماســي ًا مثمــر ًا‬

‫‪125‬‬ ‫‪124‬‬
‫التقاليد واالكتشافات‬

‫الســعودية الســياحية‪ .‬تقــوم الهيئــة الســعودية للســياحة والــراث‬


‫الوطنــي منــذ عــام ‪ 2008‬بوضــع تصــور للتنميــة الســياحية‬
‫املســتدامة يف جميــع أرجــاء اململكــة (متاحــف‪ ،‬فنــادق‪ ،‬وســائل‬
‫نقــل‪ ،‬وأنشــطة ثقافيــة ورياضيــة) يعــود بفوائــد اجتماعيــة‬
‫وثقافيــة وبيئيــة واقتصاديــة عــى املواطنــن الســعوديني‪ .‬مــن‬
‫جانبهــا‪ ،‬تعمــل الهيئــة امللكيــة ملحافظــة العــا بصــورة أساســية مــن‬
‫أجــل التطويــر الرسيــع لهــذه املنطقــة بالــذات‪ .‬يعــد علــم اآلثــار‬
‫بالنســبة لكلتــا الهيئتــن املحــرك احلاســم الــذي يســاهم بجــذب‬
‫الــزوار واملســتثمرين‪ ،‬ال ســيما األجانــب منهــم‪ ،‬وبإعــادة تأكيــد‬
‫املوقــع التاريخــي واحلضــاري للمملكــة العربيــة الســعودية يف‬
‫العالــم‪ .‬تعتــر هــذه املشــاريع احلديثــة نتيجــة منطقيــة لألعمــال‬
‫العلميــة واملتحفيــة التــي تقودهــا اململكــة العربيــة الســعودية منــذ‬
‫ســتينيات القــرن العرشيــن‪ ،‬مــع فــارق وحيــد وهــو أنهــا تتمتــع‬
‫هــذه املــرة بتغطيــة إعالميــة غــر مســبوقة‪ ،‬خاصــة عــى شــبكات‬
‫التواصــل االجتماعــي‪ ،‬واضعــة اململكــة العربيــة الســعودية قطعي ـ ًا‬
‫يف خانــة الــدول ذات اإلمكانــات الرتاثيــة والســياحية العاليــة‪.‬‬

‫منظر ملوقع قرح (املابيات) األثري‬


‫الهيئة امللكية ملحافظة العال‪2018 ،‬‬
‫‪ ،Company‬بســبعة متاحــف أخــرى‪ ،‬وبذلــك يصــل إىل ثالثــة‬ ‫واملابيــات‪ ،‬باملعلومــات الرئيســية حــول البقايــا األثريــة يف العــا‪،‬‬
‫(الصفحة اليرسى)‬
‫عــر عــدد املتاحــف املنشــأة يف مناطــق البــاد الثالثــة عــر‪.‬‬ ‫والتــي يقدمهــا معهــد العالــم العــريب والهيئــة امللكيــة ملحافظــة العال‬ ‫مدخل متحف العال لآلثار والرتاث‬
‫الشعبي فرجينيا كاسوال‪2015 ،‬‬
‫ضمــن معــرض «العــا‪ ،‬واحــة العجائــب يف اجلزيــرة العربيــة»‪.‬‬
‫معرفة أفضل بالمنطقة‬ ‫معظــم القطــع ســيتم عرضهــا ألول مــرة ضمــن معــرض كبــر‪ ،‬وكان‬ ‫مقربة األسود‪ ،‬دادان (اخلريبة)‪،‬‬
‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬ ‫العال‬
‫يقــرح متحــف العــا لآلثــار والــراث الشــعبي إعــادة تصــور‬ ‫قــد عــرض جــزء منهــا فقــط يف أوىل متاحــف اآلثــار يف اململكــة‬
‫متحفيــة لتاريــخ املنطقــة‪ ،‬منــذ تشــكلها اجليولوجــي حتــى‬ ‫العربيــة الســعودية‪ .‬كانــت الســلطات ترغــب يف واقــع األمــر‪،‬‬
‫ضمهــا إىل اململكــة العربيــة الســعودية‪ .‬وهكــذا فــإن شــعوب مــا‬ ‫وانطالقـ ًا مــن بدايــة ســبعينيات القــرن العرشيــن‪ ،‬أن تعــرض علنـ ًا‬
‫قبــل التاريــخ‪ ،‬والدادانيــن‪ ،‬واللحيانيــن‪ ،‬واألنبــاط‪ ،‬واملســلمني‪،‬‬ ‫اآلثــار املكتشــفة تدريجيــ ًا عــى يــد علمــاء اآلثــار الســعوديني‪.‬‬
‫والعثمانيــن والســعوديني الذيــن ســكنوا أو عــروا العــا مســجلون‬ ‫ولهــذه الغايــة تــم يف الريــاض افتتــاح أول «متحــف لآلثــار‬
‫يف التاريــخ العظيــم للمملكــة العربيــة الســعودية‪ .‬تــروي القطــع‬ ‫والــراث الشــعبي» خــارج اجلامعــة يف عــام ‪( 1978‬حــل محلــه‬
‫األثريــة واإلثنوغرافيــة التــي اســتعملت حتــى ثمانينيــات القــرن‬ ‫املتحــف الوطنــي احلــايل يف عــام ‪ .)1999‬ويف نفــس العــام‪ ،‬أعلنــت‬
‫العرشيــن ثــراء االبتــكارات احلرفيــة والفنيــة وكذلــك تكيــف‬ ‫دائــرة اآلثــار واملتاحــف نيتهــا تصميــم ســتة متاحــف أخــرى‬
‫الســكان مــع بيئــة شــمال احلجــاز اخلاصــة منــذ آالف الســنني‪.‬‬ ‫تحمــل نفــس االســم يف العــا وتيمــاء (يف الشــمال الغــريب)‪ ،‬ودومــة‬
‫ســتغني املتاحــف املخطــط إلقامتهــا يف العــا هــذه املواضيــع‬ ‫اجلنــدل (يف الشــمال)‪ ،‬وجــازان (يف اجلنــوب الغــريب)‪ ،‬ونجــران‬
‫وغريهــا الكثــر‪.‬‬ ‫(يف اجلنــوب)‪ ،‬والهفــوف (يف الــرق)‪ .‬أتبعــت هــذه املتاحــف‬
‫يعــد اســتيطان جزيــرة العــرب عــى مــدى آالف الســنني أحــد‬ ‫الســتة املفتتحــة يف عــام ‪ ،1987‬والتــي صممهــا مكتــب الهندســة‬
‫العنــارص الرئيســية لإلعــام عــن إمكانــات اململكــة العربيــة‬ ‫املعماريــة الربيطــاين مايــكل رايــس ورشكاه ‪Michael Rice and‬‬

‫‪127‬‬ ‫‪126‬‬
‫قائمة األعمال المعروضة‬

‫مبخرة‬ ‫ممالك ما قبل‬ ‫رفائيل سافينياك (‪)1951-1874‬‬ ‫السنط (أكاسيا)‬ ‫بيير‪-‬جوزيف رودوتيه (‪)1840-1759‬‬ ‫استهالل‬
‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫اإلسالم في العال‬ ‫العال‪ ،‬عمليات احلصاد عىل أطراف الواحة‬ ‫قامت بجنيه‪ :‬شارلني بوشو وجولييت ميلون‬
‫ِ‬
‫نخلة التمر (فينيكس دكتيليفريا ‪)Phoenix dactylifera‬‬
‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1909 ،‬‬ ‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2018 ،‬‬ ‫يف  ‪H.-L. Duhamel du Monceau‬‬ ‫يان أرتوس‪-‬برتران‬
‫حجر صابوين‪ ،‬االرتفاع ‪ 4‬سم‪ ،‬العرض ‪ 10‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 9‬سم‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫لوحة من كتاب األعشاب‪ ،‬عينة عىل الورق‪،‬‬ ‫ ‪J.-L.-A Loiseleur-Deslongchamps et E. Michel‬‬ ‫العال‪ ،‬منظر من السماء‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪9-218 ،‬‬ ‫مملكتا دادان ولحيان‬ ‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫االرتفاع ‪ 42‬سم‪ ،‬العرض ‪ 28‬سم‬ ‫‪Traité des arbres et arbustes, 1809, tome 4‬‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬
‫باريس‪ ،‬املتحف الوطني للتاريخ الطبيعي‪P00915712 ،‬‬ ‫مطبوعة‪ ،‬االرتفاع ‪ 56‬سم‪ ،‬العرض ‪ 41,5‬سم‬ ‫فيلم‬
‫مبخرة‬ ‫مبخرة مزخرفة بثالثة أفاريز تحمل أشكاال ً حيوانية‬ ‫رفائيل سافينياك (‪)1951-1874‬‬ ‫باريس‪ ،‬املتحف الوطني للتاريخ الطبيعي‪ ،‬رقم ‪f.1 bis ،D8177‬‬
‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫العال‪ ،‬واحة الينسية اجلديدة بالتوجه من الشمال إىل اجلنوب‬ ‫نبات من الفصيلة القُ طَيفية ‪Amaranthaceae‬‬
‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1909 ،‬‬ ‫(نبات حولي)‬ ‫بيير جان فرنسوا توربان (‪)1840-1775‬‬ ‫واحة ألفية‬
‫حجر بركاين‪ ،‬االرتفاع ‪ 5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 6‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 6‬سم‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 140‬سم‪ ،‬العرض ‪ 49‬سم‪ ،‬القطر ‪ 43‬سم‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫قامت بجنيه‪ :‬شارلني بوشو وجولييت ميلون‬ ‫نخل‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪9-17 ،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2018 ،‬‬ ‫يف ‪F.-P. Chaumeton, J. B. J. A. C. T. Chamberet‬‬
‫‪15606-Y0103‬‬ ‫لوحة من كتاب األعشاب‪ ،‬عينة عىل الورق‪،‬‬ ‫‪et J.-L. M. Poiret, Flore médicale, 1816, tome 3‬‬ ‫ٍ‬
‫واد بديع المنظر‬
‫مائدة قرابين‬ ‫مبخرة مزخرفة بثالثة أفاريز تحمل أشكاال ً حيوانية‬ ‫االرتفاع ‪ 42‬سم‪ ،‬العرض ‪ 28‬سم‬ ‫مطبوعة‪ ،‬االرتفاع ‪ 31‬سم‪ ،‬العرض ‪ 26,5‬سم‬
‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫رفائيل سافينياك (‪)1951-1874‬‬ ‫باريس‪ ،‬املتحف الوطني للتاريخ الطبيعي‪P00915716 ،‬‬ ‫باريس‪ ،‬املتحف الوطني للتاريخ الطبيعي‪ ،‬رقم ‪،D2071‬‬ ‫التشكيل الجيولوجي للعال‬
‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫العال‪ ،‬بعض جذوع أشجار النخيل املجوفة التي توصل املاء‬ ‫‪f.148 bis‬‬ ‫بناء عىل النمذجة‪2019 ،‬‬
‫عرض برصي ً‬
‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 20‬سم‪ ،‬العرض ‪ 28‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 12‬سم‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 210‬سم‪ ،‬العرض ‪ 50‬سم‪ ،‬القطر ‪ 40‬سم‬ ‫املنسكب بقطع الدرب الضيق عرضي ًا‬ ‫نبات من الفصيلة البركانية (الغاسولية) ‪Aizoaceae‬‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪6-274 ،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1909 ،‬‬ ‫(نبات حولي)‬ ‫نوى تمر وزيتون وبذور شعير وقمح وقطن‬ ‫يان أرتوس‪-‬برتران‬
‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫قامت بجنيه‪ :‬شارلني بوشو وجولييت ميلون‬ ‫ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬القرن األول قبل‬ ‫يوم يف الوادي‬
‫مائدة قرابين عليها تصوير لشخصية (كاهن؟)‬ ‫بصمة يد‬ ‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2018 ،‬‬ ‫امليالد‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬
‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫‪02752-3264‬‬ ‫لوحة من كتاب األعشاب‪ ،‬عينة عىل الورق‪،‬‬ ‫نوى‪ ،‬بذور‪ ،‬من ‪ 1‬إىل ‪ 5‬سم تقريب ًا‬ ‫فيلم‬
‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫االرتفاع ‪ 42‬سم‪ ،‬العرض ‪ 28‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 30‬سم‪ ،‬العرض ‪ 45‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 42‬سم‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 40‬سم‪ ،‬العرض ‪ 60‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 18‬سم‬ ‫رفائيل سافينياك (‪)1951-1874‬‬ ‫باريس‪ ،‬املتحف الوطني للتاريخ الطبيعي‪P00915694 ،‬‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪12-109 ،‬‬ ‫العال‪ ،‬درابزينات الرشفة املطلة عىل البساتني‬ ‫أنبوب لتصريف المياه‬ ‫أولى مراحل االستيطان البشري‬
‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1909 ،‬‬ ‫نبات من الفصيلة الرطريطية ‪Zygophyllaceae‬‬ ‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬القرنني التاسع والعارش‬
‫مائدة قرابين‬ ‫فارس ذو نقش كتابي يذكر كلمة «كاهن»‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫(نبات حولي)‬ ‫حجر‪ ،‬االرتفاع ‪ 47‬سم‪ ،‬القطر ‪ 10‬سم‬ ‫هوج توماس‬
‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬ ‫قامت بجنيه‪ :‬شارلني بوشو وجولييت ميلون‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫قبور ركامية مؤرخة ما بني ‪ 5000‬و ‪ 2000‬ق‪ .‬م‪ .‬العال‪،‬‬
‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫‪05344-2330‬‬ ‫ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2018 ،‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‪2018 ،‬‬
‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 112‬ســم‪ ،‬العرض ‪ 46,5‬سم‪ ،‬السماكة‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 30‬سم‪ ،‬العرض ‪ 40‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 15‬سم‬ ‫لوحة من كتاب األعشاب‪ ،‬عينة عىل الورق‪،‬‬ ‫أنبوب لتصريف المياه‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬
‫‪ 12‬سم‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪1-161 ،‬‬ ‫إنتاج العسل في العال‬ ‫االرتفاع ‪ 42‬سم‪ ،‬العرض ‪ 28‬سم‬ ‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬القرنني السابع والتاسع‬ ‫بإذن من الهيئة امللكية ملحافظة العال‬
‫الرياض‪ ،‬املتحف الوطني‪1-06-1-002844 ،‬‬ ‫مقابلة مع أحمد عيل مسعود‪ ،‬مهندس زراعي ومريب نحل‬ ‫باريس‪ ،‬املتحف الوطني للتاريخ الطبيعي‪P00915715 ،‬‬ ‫حجر‪ ،‬االرتفاع ‪ 36‬سم‪ ،‬القطر ‪ 20‬سم‬
‫مبخرة تحمل نقشا ً دادانيا ً‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪،‬‬ ‫أوبير راجيه‬
‫مسلة منقوشة بكتابة معينية‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫باريس‪ ،‬معهد العالم العريب‬ ‫نبات من الفصيلة النجيلية ‪( Poaceae‬النجيل)‬ ‫‪1-05-1-001892‬‬ ‫قرب مذيل (ذو ذيل) من األلف الرابع ق‪ .‬م‪.‬‬
‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني السادس والثاين قبل‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫قامت بجنيه‪ :‬شارلني بوشو وجولييت ميلون‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2018 ،‬‬
‫امليالد‪.‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 70‬سم‪ ،‬العرض ‪ 26‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 25‬سم‬ ‫مزرعة في العال‬ ‫مزرعة احللوة لسمو األمرية نورة الفقري‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫دوالب يشكل جزءاً من نظام الرفع لسحب‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬
‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 42‬سم‪ ،‬العرض ‪ 24,5‬سم‪ ،‬السماكة‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪-5 ،‬‬ ‫مقابلة مع الشيخ نارص خلف محمد بن مرض‪ ،‬صاحب مزرعة‬ ‫السعودية‪2018 ،‬‬ ‫الماء من اآلبار (درجة)‬ ‫بإذن من الهيئة امللكية ملحافظة العال‬
‫‪ 21‬سم‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬ ‫لوحة من كتاب األعشاب‪ ،‬عينة عىل الورق‪،‬‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-002845 ،‬‬ ‫مبخرة‬ ‫باريس‪ ،‬معهد العالم العريب‬ ‫االرتفاع ‪ 42‬سم‪ ،‬العرض ‪ 28‬سم‬ ‫خشب‪ ،‬االرتفاع ‪ 35‬سم‪ ،‬العرض ‪ 24‬سم‪ ،‬القطر ‪ 14‬سم‬ ‫نقوش حجرية من األلف الرابع قبل الميالد‬
‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني اخلامس واألول قبل‬ ‫باريس‪ ،‬املتحف الوطني للتاريخ الطبيعي‪P00915704 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪546 ،‬‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2018 ،‬‬
‫مقبض إناء‬ ‫امليالد‪.‬‬ ‫مزرعة للنخيل والحمضيات في العال‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬
‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 72‬سم‪ ،‬العرض ‪ 28,5‬سم‬ ‫مقابلة مع ثامر إبراهيم عبد الكريم‪ ،‬صاحب مزرعة‬ ‫قطن مزروع‬ ‫بكرة للحبال المستخدمة لسحب الماء‬ ‫بإذن من الهيئة امللكية ملحافظة العال‬
‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-04-1-000058 ،‬‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬ ‫قامت بجنيه‪ :‬شارلني بوشو وجولييت ميلون‬ ‫من اآلبار (الحاللة)‬
‫حجر األلباسرت‪ ،‬االرتفاع ‪ 15‬سم‪ ،‬العرض ‪ 10‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 9‬سم‬ ‫باريس‪ ،‬معهد العالم العريب‬ ‫مزرعة احللوة لسمو األمرية نورة الفقري‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪6-113 ،‬‬ ‫مبخرة مزدوجة‬ ‫السعودية‪2018 ،‬‬ ‫خشب‪ ،‬االرتفاع ‪ 83‬سم‪ ،‬العرض ‪ 15‬سم‬ ‫واحة وبساتين‬
‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫الجمال‬ ‫لوحة من كتاب األعشاب‪ ،‬عينة عىل الورق‪ ،‬االرتفاع ‪ 42‬سم‪ ،‬العرض‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-496 ،‬‬
‫عنق آنية عطر‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫مقابلة مع حسن عبد الله دفع الله‪ ،‬راعي‬ ‫‪ 28‬سم‬ ‫يان أرتوس‪-‬برتران‬
‫اليونان؟ عرث عليه يف معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 14‬سم‪ ،‬العرض ‪ 25‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 12‬سم‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬ ‫باريس‪ ،‬املتحف الوطني للتاريخ الطبيعي‪P00915704 ،‬‬ ‫بردعة كانت توضع على ظهر ثور الستخراج الماء من اآلبار‬ ‫نزهة يف بساتني العال‬
‫السعودية‪ ،‬بني القرنني الرابع والثاين قبل امليالد‪.‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪2-345 ،‬‬ ‫باريس‪ ،‬معهد العالم العريب‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬
‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬زخرفة مرسومة‪ ،‬االرتفاع ‪ 4‬سم‪ ،‬القطر ‪ 3‬سم‬ ‫رفائيل سافينياك (‪)1951-1874‬‬ ‫خشب‪ ،‬حبل‪ ،‬االرتفاع ‪ 83‬سم‪ ،‬العرض ‪ 34‬سم‬ ‫فيلم‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪11-180 ،‬‬ ‫مبخرة‬ ‫العال‪ ،‬برئ يف وسط البساتني‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪2-508 ،‬‬
‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1909 ،‬‬
‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫يوليوس أويتنج (‪)1913-1839‬‬
‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 6‬سم‪ ،‬العرض ‪ 6‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 6‬سم‬ ‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬ ‫نظام رفع تقليدي للماء (النصبة) يف برئ يف حائل‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪9-108 ،‬‬ ‫‪15603-Y0100‬‬ ‫يف ‪Tagebuch einer Reise in Inner-Arabien‬‬
‫‪1914 ، Allemagne‬‬
‫مطبوعة‪ ،‬االرتفاع ‪ 25‬سم‪ ،‬العرض ‪ 17‬سم‬
‫باريس‪ ،‬مكتبة معهد العالم العريب‪،911.35(56)EUT ،‬‬
‫ص‪23-22 .‬‬

‫(الصفحة املزدوجة السابقة)‬


‫‪131‬‬ ‫يان أرتوس‪-‬برتران‪2019 ،‬‬ ‫املدفن ‪ IGN 129‬يف جبل األحمر‪ ،‬احلِ ْجر‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫‪130‬‬
‫قائمة األعمال المعروضة‬

‫طرف كفن‬ ‫هيكل عظمي المرأة نبطية‬ ‫وجه لنذر‬ ‫الذراع اليسرى لتمثال‬ ‫النصف األعلى من تمثال يحمل الحرف «د» منقوشا ً‬ ‫غطاء إناء‬
‫املدفن ‪ِ ،IGN 88‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 116.1‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫معبد أم درج‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني اخلامس‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫بالخط الداداني‪ ،‬ربما يكون الحرف األول (الطغراء) من‬ ‫اليونان؟ عرث عليه يف معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫اسم اإلله ذي غيبة‬ ‫السعودية‪ ،‬بني القرنني الرابع والثاين قبل امليالد‪.‬‬
‫جلد‪ ،‬االرتفاع ‪ 13‬سم‪ ،‬العرض ‪ 12‬سم‬ ‫بقايا برشية‪ ،‬االرتفاع ‪ 150‬سم‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 7‬سم‪ ،‬العرض ‪ 5,5‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 3,1‬سم‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 90‬سم‪ ،‬العرض ‪ 30‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 25‬سم‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬زخرفة مرسومة‪ ،‬االرتفاع ‪ 3‬سم‪ ،‬القطر ‪ 6‬سم‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50421_L23 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪60536 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1-002336 ،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪11-180 ،‬‬
‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 120‬ســم‪ ،‬العرض ‪ 85‬سم‪ ،‬السماكة‬
‫قطعة من كفن للدفن تحمل طبعات السيور‬ ‫قطع من كفن للدفن‬ ‫نذر‬ ‫نقش بارز تزينه لبؤة‬ ‫‪ 55‬سم‬ ‫بُوتَقَ ة صغيرة‬
‫املدفن ‪ِ ،IGN 88‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫معبد أم درج‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني اخلامس‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1-000017 ،‬‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬
‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬
‫جلد‪ ،‬االرتفاع ‪ 21‬سم‪ ،‬العرض ‪ 13‬سم‬ ‫جلد‪ ،‬نسيج‪ ،‬االرتفاع ‪ 25‬سم‪ ،‬العرض ‪ 25‬سم‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 24‬سم‪ ،‬العرض ‪ 1,11‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 4‬سم‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 33‬سم‪ ،‬العرض ‪ 46‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 15‬سم‬ ‫تمثال لرجل‪ ،‬مكسور على مستوى الركبتين‬ ‫حجر األلباسرت‪ ،‬االرتفاع ‪ 2‬سم‪ ،‬القطر ‪ 9‬سم‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50421_L25.1 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50283_T02 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1-002594 ،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪15D2 ،‬‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪4-57 ،‬‬
‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬
‫سيور مضفورة للنقل‬ ‫قطعة من كفن للنقل‬ ‫يان أرتوس‪-‬برتران‬ ‫نقش داداني يذكر حجا ً إلى معبد أم درج‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 170‬سم‪ ،‬العرض ‪ 88‬سم‪ ،‬السماكة‬ ‫طاسة‬
‫املدفن ‪ِ ،IGN 88‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫معبدا دادان (اخلريبة) وأم درج‪ ،‬ومنحدرات جبل عكمة‬ ‫معبد أم درج‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني اخلامس‬ ‫‪ 50‬سم‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬
‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬ ‫واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬
‫جلد‪ ،‬االرتفاع ‪ 30‬سم‪ ،‬العرض ‪ 15‬سم‬ ‫جلد‪ ،‬االرتفاع ‪ 27‬سم‪ ،‬العرض‪ 20‬سم‬ ‫أفالم‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 32‬سم‪ ،‬العرض ‪ 32‬سم‬ ‫بازلت‪ ،‬االرتفاع ‪ 8‬سم‪ ،‬القطر ‪ 14‬سم‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50420_L06 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50229_L03 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-03-1-000085 ،‬‬ ‫تمثال لرجل‪ ،‬مكسور على مستوى الركبتين‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪2-358 ،‬‬
‫تاريخ آثار ممالك دادان ولحيان‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬
‫سيور منبسطة‬ ‫قطعة من كفن للنقل مزخرفة‬ ‫مقابلة مع عبد الرحمن السحيباين‪ ،‬أستاذ اآلثار املسؤول عن‬ ‫أربعة وثالثون نذراً مجزأً إلى قطع‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫أسد‬
‫املدفن ‪ِ ،IGN 88‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫حفرية موقع دادان (اخلريبة)‪ ،‬املفوض املشارك بتنظيم املعرض‬ ‫(وجوه‪ ،‬تماثيل نصفية (صدور)‪ ،‬جذوع‪ ،‬سيقان‪ ،‬أقدام)‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 120‬سم‪ ،‬العرض ‪ 51‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 22‬سم‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬
‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫دادان (اخلريبة)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬ ‫معبد أم درج‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني اخلامس‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1002853 ،‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬
‫جلد‪ ،‬االرتفاع ‪ 35‬سم‪ ،‬العرض ‪ 3‬سم‬ ‫جلد‪ ،‬االرتفاع ‪ 20‬سم‪ ،‬العرض ‪ 9‬سم‬ ‫باريس‪ ،‬معهد العالم العريب‬ ‫واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫برونز‪ ،‬االرتفاع ‪ 1,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 3‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 1‬سم‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50421_L15.1 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50296_L01 ،‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 4,5 - 21‬سم‪ ،‬العرض ‪ 3,9 - 18‬سم‪،‬‬ ‫تمثال لرجل‪ ،‬مكسور على مستوى الركبتين‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫السماكة ‪ 2,6 - 10‬سم‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬
‫أربطة مجدولة‬ ‫قناع جنازي‬ ‫جر‬ ‫األنباط في ال ِ‬
‫ح ْ‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1-002364, 320-5 ،‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫إفريز‬
‫املدفن ‪ِ ،IGN 88‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫‪،1-06-1-002658 ،1-06-1-002647 ،1-06-1-002640‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 280‬سم‪ ،‬العرض ‪ 83‬سم‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬
‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫يان أرتوس‪-‬برتران‬ ‫‪،1-06-1-002683 ،1-06-1-002631 ،1-06-1-002655‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪137D4 ،‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬
‫جلد‪ ،‬االرتفاع ‪ 15‬سم‪ ،‬العرض ‪ 5‬سم‬ ‫جلد‪ ،‬االرتفاع ‪ 30‬سم‪ ،‬العرض ‪ 22‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 12‬سم‬ ‫احل ْجر‪ ،‬منظر من السماء‬ ‫ِ‬ ‫‪،1-06-1-002678 ،1-06-1-002671 ،1-06-1-002680‬‬ ‫و‪136D4‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 35‬سم‪ ،‬العرض ‪ 40‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 28‬سم‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50421_L14.1 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50421_L27 ،‬‬ ‫ِ‬
‫احل ْجر‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬ ‫‪،1-06-1-002689 ،1-06-1-002685 ،1-06-1-002668‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫فيلم‬ ‫‪،1-06-1-002621 ،1-06-1-002681 ،1-06-1-002687‬‬ ‫رأس تمثال‬
‫سيور‬ ‫قطعة من كفن للدفن‬ ‫‪،1-06-1-002659 ،1-06-1-002651 ،1-06-1-002706‬‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫عنصر معماري مزين بثالثة وعول‬
‫املدفن ‪ِ ،IGN 97‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫حفر مدفن نبطي‬ ‫‪،1-06-1-002660 ،1-06-1-002645 ،1-06-1-002700‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬
‫الفرتة النبطية‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫فرنسا‪2019 ،‬‬ ‫‪،1-06-1-002648 ،1-06-1-002649 ،1-06-1-000117‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 45‬سم‪ ،‬العرض ‪ 30‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 16‬سم‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬
‫نسيج‪ ،‬االرتفاع ‪ 22‬سم‪ ،‬العرض ‪ 3,2‬سم‬ ‫جلد‪ ،‬نسيج‪ ،‬حبات من التمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 40‬سم‪ ،‬العرض ‪ 8‬سم‬ ‫فيلم رسوم متحركة‬ ‫‪،1-06-1-002679 ،1-06-1-002664 ،1-06-1-002661‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 20‬سم‪ ،‬العرض ‪ 44‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 27‬سم‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50432_T14 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50240_T11 ،50240_L02 ،‬‬ ‫‪،1-06-1-002696 ،1-06-1-002676 ،1-06-1-002682‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪12-146 ،‬‬
‫حجر عليه نقش لوردة‬ ‫‪1-06-1-002662 ،1-06-1-002649‬‬ ‫رأس تمثال‬
‫سيور‬ ‫قطعة من كفن للدفن‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 132‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫عنصر معماري مزين بزخرف على شكل ثعبان‬
‫املدفن ‪ِ ،IGN 97‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫تمثال نصفي نذري يحمل نقشا ً دادانيا ً‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬
‫الفرتة النبطية‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫حجر رميل‪ ،‬االرتفاع ‪ 27‬سم‪ ،‬العرض ‪ 43‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 19‬سم‬ ‫معبد أم درج‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني اخلامس‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 53‬سم‪ ،‬العرض ‪ 30‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 27‬سم‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬
‫نسيج‪ ،‬االرتفاع ‪ 24‬سم‪ ،‬العرض ‪ 14‬سم‬ ‫نسيج أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 23‬سم‪ ،‬العرض ‪ 20‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪60600_S01 ،‬‬ ‫واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪2-285،‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 25‬سم‪ ،‬العرض ‪ 28‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 11‬سم‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50432_T19 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50229_T01 ،‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 17,2‬سم‪ ،‬العرض ‪ 15‬سم‪ ،‬السماكة‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪6-90 ،‬‬
‫مراسم جنازة نبطية‬ ‫‪ 6,8‬سم‬ ‫اليد اليمنى لتمثال‬
‫خيوط مبرومة‬ ‫جزء من كفن للدفن‬ ‫فرنسا‪2019 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1-002704 ،‬‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫نقش داداني يذكر الملك عاصي‬
‫املدفن ‪ِ ،IGN 97‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫يغطي الوجه‬ ‫فيلم رسوم متحركة‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬
‫الفرتة النبطية‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫تمثال نصفي نذري يحمل نقشا ً دادانيا ً‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 40‬سم‪ ،‬العرض ‪ 28‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 30‬سم‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬
‫قطن‪ ،‬االرتفاع ‪ 10‬سم‪ ،‬العرض ‪ 0,5‬سم‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫تحضير لوازم الجنازة‬ ‫معبد أم درج‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني اخلامس‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪5-92،‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 15‬سم‪ ،‬العرض ‪ 26‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 4‬سم‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50432_T27 ،‬‬ ‫نسيج‪ ،‬حبات من التمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 40‬سم‪ ،‬العرض ‪ 20‬سم‬ ‫فرنسا‪2019 ،‬‬ ‫واألول قبل امليالد‪.‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪10-201 ،‬‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50083_T01 ،‬‬ ‫فيلم‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 17,2‬سم‪ ،‬العرض ‪ 15‬سم‪ ،‬السماكة‬ ‫قاعدة تمثال‬
‫قطعة نسيج ذات أهداب‬ ‫باريس‪ ،‬معهد العالم العريب‬ ‫‪ 6,8‬سم‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬
‫املدفن ‪ِ ،IGN 97‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫مقبض لكفن يستخدم للنقل‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-06-1-002693 ،‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬
‫الفرتة النبطية‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 32‬سم‪ ،‬العرض ‪ 60‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 37‬سم‬
‫قطن‪ ،‬االرتفاع ‪ 25‬سم‪ ،‬العرض ‪ 20‬سم‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50432_T41 ،‬‬ ‫جلد‪ ،‬االرتفاع ‪ 18‬سم‪ ،‬العرض ‪ 8‬سم‬
‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50304_L01 ،‬‬

‫‪133‬‬ ‫‪132‬‬
‫قائمة األعمال المعروضة‬

‫تشارلز داوتي (‪)1926-1843‬‬ ‫نقش جنائزي بحروف نبطية‪-‬عربية‬ ‫جمهرة من األبجديات‬ ‫سراج مزخرف‬ ‫قدر للطبخ مكسر إلى أجزاء‬ ‫حبات من التمر مثقوبة استخدمت كقالئد‬
‫طبعة غائرة للنقش النبطي للمدفن ‪ِ ،IGN 102‬‬
‫احل ْجر‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪280 ،‬‬ ‫املنطقة السكنية‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 116.1‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬
‫(مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1876 ،‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 11‬سم‪ ،‬العرض ‪ 43‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 28‬سم‬ ‫نقش ثنائي اللغة داداني‪-‬آرامي‬ ‫الفرتة النبطية‬ ‫السعودية‪ 50 - 70 ،‬ميالدي‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬
‫ورق نشاف‪ ،‬االرتفاع ‪ 43‬سم‪ ،‬العرض ‪ 65‬سم‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪-2،‬‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 8‬سم‪ ،‬العرض ‪ 6‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 2‬سم‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 11‬سم‪ ،‬القطر ‪ 12‬سم‬ ‫تمرات‪ ،‬االرتفاع ‪ 1‬سم‬
‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪201 ،CIS II ،‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪92049_P01 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50551_P01 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50298_VS01 ،50295 ،‬‬
‫تشارلز داوتي (‪)1926-1843‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 25‬سم‪ ،‬العرض ‪ 60‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 33‬سم‬
‫تشارلز داوتي (‪)1926-1843‬‬ ‫نسخ من نقوش دادانية‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1876 ،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪11-102 ،‬‬ ‫سراج‬ ‫زبديات مزينة برسومات ومكسرة إلى أجزاء‬ ‫حبات من الحنظل والخوخ مثقوبة استخدمت كقالئد‬
‫طبعة غائرة للنقش النبطي للمدفن ‪ِ ،IGN 89‬‬
‫احل ْجر‬ ‫ورق‪ ،‬قلم رصاص‪ ،‬حرب‪ ،‬االرتفاع ‪ 21,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 16,5‬سم‬ ‫املنطقة السكنية‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 20‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫(مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1876 ،‬‬ ‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪f.21, f.30 ،‬‬ ‫نقش داداني‬ ‫القرنان اخلامس‪-‬السادس للميالد‬ ‫السعودية‪ ،‬القرن األول امليالدي‬ ‫الفرتة النبطية‬
‫ورق نشاف‪ ،‬االرتفاع ‪ 31,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 38,5‬سم‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 8‬سم‪ ،‬العرض ‪ 6‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 2‬سم‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬زخرفة مرسومة‪ ،‬القطر ‪ 15,5 - 16‬سم‬ ‫حنظل‪ ،‬خوخ‪ ،‬االرتفاع ‪ 1‬سم‬
‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪225 ،CIS II ،‬‬ ‫تشارلز داوتي (‪)1926-1843‬‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪10017_P10 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪،50432_P02 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50053_VS01 ،50068 ،‬‬
‫نسخ من نقوش عربية شمالية وعربية‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪،‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 26‬سم‪ ،‬العرض ‪ 40‬سم‪ ،‬السماكة ‪40‬‬ ‫‪50432_P03‬‬
‫‪Corpus Inscriptionum Semiticarum‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‪1876 ،‬‬ ‫سم‬ ‫إهداء منقوش باللغة الالتينية من أجل خالص‬ ‫سوار‬
‫مدونة النقوش السامية‬ ‫ورق‪ ،‬قلم رصاص‪ ،‬حرب‪ ،‬االرتفاع ‪ 16,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 21,5‬سم‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫اإلمبراطور ماركوس أوريليوس‬ ‫قدر‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 103‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬
‫باريس‪ ،‬فرنسا‪1881 ،‬‬ ‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪f.36 ،‬‬ ‫احلصن الروماين‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫املنطقة السكنية‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬
‫مطبوعة‪ ،‬االرتفاع ‪ 37,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 29‬سم‬ ‫ساكف يحمل نقشا ً دادانيا ً‬ ‫‪ 213-217‬للميالد‬ ‫القرن األول امليالدي‬ ‫برونز‪ ،‬القطر ‪ 3‬سم‬
‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪ ،‬ص‪233-232 .‬‬ ‫تشارلز داوتي (‪)1926-1843‬‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫حجر‪ ،‬االرتفاع ‪ 63‬سم‪ ،‬العرض ‪ 43‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 23‬سم‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 21‬سم‪ ،‬العرض ‪ 15‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50405_M01 ،‬‬
‫رسم تخطيطي لقاعة املآدب املعروفة باسم الديوان‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪34303_i01 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪00000_P35 ،‬‬
‫شارل أوبير (‪)1884-1847‬‬ ‫صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1876 ،‬‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 35‬سم‪ ،‬العرض ‪ 220‬سم‪ ،‬السماكة‬ ‫مشط‬
‫يوميات رحلة إىل اجلزيرة العربية‬ ‫ورق‪ ،‬قلم رصاص‪ ،‬حرب‪ ،‬االرتفاع ‪ 16,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 21,5‬سم‬ ‫‪ 50‬سم‬ ‫ختم للخبز العسكري يحمل نقشا ً‬ ‫إﺑﺮﻳﻖ ﺻﻐﻴﺮ‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 20‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫باريس‪ ،‬فرنسا‪1883-1884 ،‬‬ ‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪f.30 ،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫البوابة اجلنوبية الرشقية للسور‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة‬ ‫املنطقة السكنية‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫الفرتة النبطية‬
‫مطبوعة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬الفرتة الرومانية‬ ‫القرن الثاين امليالدي؟‬ ‫خشب‪ ،‬االرتفاع ‪ 6,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 2,4‬سم‬
‫باريس‪ ،‬مكتبة معهد العالم العريب‪911.35(560) HUB ،‬‬ ‫تشارلز داوتي (‪)1926-1843‬‬ ‫ساكف يحمل نقشا ً دادانيا ً‬ ‫حجر‪ ،‬االرتفاع ‪ 4‬سم‪ ،‬العرض ‪ 7‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 2,5‬سم‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 10‬سم‪ ،‬العرض ‪ 9‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50045_W05 ،‬‬
‫ص‪443-442 .‬‬ ‫رسم تخطيطي للعقاب املنحوت فوق جبهية املدفن ‪،IGN 42‬‬ ‫معبد أم درج‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني اخلامس‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪35098_i01 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪25015_P01 ،‬‬
‫ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1876 ،‬‬ ‫واألول قبل امليالد‬ ‫جرس صغير‬
‫أنطونان جوسين (‪،)1962-1871‬‬ ‫ورق‪ ،‬قلم رصاص‪ ،‬حرب‪ ،‬االرتفاع ‪ 16,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 21,5‬سم‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 24,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 118‬سم‪ ،‬السماكة‬ ‫رأس أسد مكسر إلى أجزاء‬ ‫غطاء إناء‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬
‫رفائيل سافينياك (‪)1951-1874‬‬ ‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪f.28 ،‬‬ ‫‪ 18‬سم‬ ‫املنطقة السكنية‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬
‫مخطط وادي العال‬ ‫الرياض‪ ،‬املتحف الوطني‪1-03-1-000355 ،‬‬ ‫الفرتة الرومانية‬ ‫حجر األلباسرت‪ ،‬االرتفاع ‪ 2,5‬سم‪ ،‬القطر ‪ 3,5‬سم‬ ‫برونز‪ ،‬حديد‪ ،‬االرتفاع ‪ 1,8‬سم‪ ،‬العرض ‪ 2‬سم‬
‫‪Mission archéologique en Arabie, II, El-‘Ela,‬‬ ‫تشارلز داوتي (‪)1926-1843‬‬ ‫حجر رميل‪ ،‬االرتفاع ‪ 29‬سم‪ ،‬العرض ‪ 7‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 45‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50505_S01 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50120_M01 ،‬‬
‫‪d’Hégra à Teima, Harrah de Tebouk, Atlas‬‬ ‫رسم تخطيطي للمدفن ‪ِ ،IGN 100‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪،‬‬ ‫خربشات (غرافيتي) عربية شمالية‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪91005_S / 4215 ،‬‬
‫يف كتاب‪ :‬رحلة استكشافية أثرية إىل اجلزيرة العربية (اجلزء‬ ‫اململكة العربية السعودية‪1876 ،‬‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الفرتة غري محددة‬ ‫خرزات عقد‬ ‫رؤوس سهام‬
‫الثاين)‪ ،‬العال‪ ،‬من ِ‬
‫احل ْجر إىل تيماء‪ ،‬حرة تبوك‪ ،‬أطلس‬ ‫ورق‪ ،‬قلم رصاص‪ ،‬حرب‪ ،‬االرتفاع ‪ 16,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 21,5‬سم‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 17‬سم‪ ،‬العرض‪ 33‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 25‬سم‬ ‫ماعز‬ ‫املنطقة السكنية‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬
‫باريس‪ ،‬فرنسا‪1909-1920 ،‬‬ ‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪f.16 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪1-03-1-000356 ،‬‬ ‫احلصن الروماين‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫القرن األول قبل امليالد؟‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة الرومانية‬
‫مطبوعة‪ ،‬االرتفاع ‪ 28,6‬سم‪ ،‬العرض ‪ 20‬سم‬ ‫الفرتة الرومانية‬ ‫حجر‪ ،‬االرتفاع ‪ 1,7‬سم‬ ‫حديد‪ ،‬االرتفاع ‪ 3,5 - 5,2‬سم‪ ،‬العرض ‪ 1,2 - 3‬سم‬
‫باريس‪ ،‬مكتبة معهد العالم العريب‪930.26(53) JAU t. 2،‬‬ ‫تشارلز داوتي (‪)1926-1843‬‬ ‫نقش نبطي‬ ‫برونز‪ ،‬االرتفاع ‪ 9‬سم‪ ،‬العرض ‪ 10,3‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 2,5‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪10227_S01-S06 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪،50297_M01 ،‬‬
‫‪supplément, planche VIII‬‬ ‫رسم تخطيطي للمدفنني ‪ IGN 17‬و ‪ IGN 46‬يف جبل قرص‬ ‫مأدبا‪ ،‬األردن‪37 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪34240_M01 ،‬‬ ‫‪50298_M01‬‬
‫البنت‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1876 ،‬‬ ‫بازلت‪ ،‬االرتفاع ‪ 56‬سم‪ ،‬العرض ‪ 86‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 13‬سم‬ ‫لوحة مساحيق التجميل‬
‫أنطونان جوسين (‪)1962-1871‬‬ ‫ورق‪ ،‬قلم رصاص‪ ،‬حرب‪ ،‬االرتفاع ‪ 16,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 21,5‬سم‬ ‫باريس‪ ،‬متحف اللوفر‪ ،‬قسم اآلثار الرشقية‪AO 4454 ،‬‬ ‫ساتير يشكل جزءاً من مقبض إناء كبير‬ ‫املعبد ‪ِ ،IGN 132‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫جرار مكسرة إلى أجزاء على شكل الكمثرى وذات‬
‫األب رفائيل سافينياك يقوم بأخذ طبعة لنقش محفور عىل مدفن‬ ‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪f.7 ،‬‬ ‫احلصن الروماين‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬ ‫مقبضين‬
‫نبطي‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1907 ،‬‬ ‫أوبير راجيه‬ ‫الفرتة الرومانية‬ ‫حجر‪ ،‬االرتفاع ‪ 5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 3‬سم‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 116.1‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬
‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫تشارلز داوتي (‪)1926-1843‬‬ ‫كتابة نبطية منقوشة‬ ‫برونز‪ ،‬االرتفاع ‪ 6,9‬سم‪ ،‬العرض ‪ 3,6‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪61947_S01 ،‬‬ ‫السعودية‪ 50 - 70 ،‬ميالدي‬
‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬ ‫رسم تخطيطي للمدفنني ‪ IGN 64‬و ‪ IGN 74‬يف جبل‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 21‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪34240_M04/4213 ،‬‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 40‬سم‪ ،‬القطر ‪ 10‬سم‬
‫‪01697-STN-228‬‬ ‫اخلريمات‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1876 ،‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫مفتاح‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪،50504_P03 ،‬‬
‫ورق‪ ،‬قلم رصاص‪ ،‬حرب‪ ،‬االرتفاع ‪ 16,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 21,5‬سم‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫ساتير‬ ‫املعبد ‪ِ ،IGN 132‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫‪50507_P02‬‬
‫أنطونان جوسين (‪)1962-1871‬‬ ‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪f.7 ،‬‬ ‫بإذن من الفنان‬ ‫احلصن الروماين‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬
‫األب رفائيل سافينياك وهو يأخذ صورة ألسود منحوتة‬ ‫الفرتة الرومانية‬ ‫برونز (أشابة النحاس)‪ ،‬االرتفاع ‪ 5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 2,5‬سم‬ ‫طاس‬
‫دادان (اخلريبة)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1910 ،‬‬ ‫تشارلز داوتي (‪)1926-1843‬‬ ‫أوبير راجيه‬ ‫برونز‪ ،‬االرتفاع ‪ 7,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 3‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪60910_M01 ،‬‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 116.1‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬
‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫رسم تخطيطي جلبل قرص البنت‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة‬ ‫نقش نبطي‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪34502_M01 ،‬‬ ‫السعودية‪ 50 - 70 ،‬ميالدي‬
‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬ ‫العربية السعودية‪1876 ،‬‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 3‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫عقاب‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬القطر ‪ 13‬سم‬
‫‪01196-J1213‬‬ ‫ورق‪ ،‬قلم رصاص‪ ،‬حرب‪ ،‬االرتفاع ‪ 16,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 21,5‬سم‬ ‫‪2018‬‬ ‫إصبع تمثال‬ ‫املعبد ‪ِ ،IGN 132‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50504_P01 ،‬‬
‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪f.8 ،‬‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫احلصن الروماين‪ِ ،‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬
‫مقابلة مع ليلى نعمة‪ ،‬المديرة المشاركة للبعثة األثرية‬ ‫بإذن من الفنان‬ ‫الفرتة الرومانية‬ ‫برونز‪ ،‬االرتفاع ‪ 5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 8‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 3‬سم‬ ‫طاس مثقوب‬
‫جر‪ ،‬المفوضة بتنظيم المعرض بالمشاركة‬ ‫في ال ِ‬ ‫أشابة النحاس‪ ،‬االرتفاع ‪ 5,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 1,9‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪60704_M01 ،‬‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 116.1‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬
‫ح ْ‬ ‫تشارلز داوتي (‪)1926-1843‬‬
‫باريس‪ ،‬معهد الفن وعلم اآلثار‪2019 ،‬‬ ‫مخطط وادي العال‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1876 ،‬‬ ‫أوبير راجيه‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪Surface_M262 ،‬‬ ‫السعودية‪ 50 - 70 ،‬ميالدي‬
‫باريس‪ ،‬معهد العالم العريب‬ ‫ورق‪ ،‬قلم رصاص‪ ،‬حرب‪ ،‬االرتفاع ‪ 21,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 16,5‬سم‬ ‫نقوش نبطية وثمودية‪ ،‬نقوش صخرية‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬القطر ‪ 15,5‬سم‬
‫باريس‪ ،‬أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪f.8 ،‬‬ ‫ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2018 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50506_P01 ،‬‬
‫طباعة حديثة للصورة‬
‫بإذن من الفنان‬

‫‪135‬‬ ‫‪134‬‬
‫قائمة األعمال المعروضة‬

‫غطاء‬ ‫وزنة‬ ‫العال على طريق الحج الشامي‬ ‫دراخما من عهد تراجان تحمل رمزاً للجزيرة العربية على‬ ‫تيترادرخمات تحمل صوراً ألثينا ولبومة‬ ‫القوافل والحج‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫الظهر (جمل واقف على قدميه)‬ ‫ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني الرابع‬
‫والعارش للميالد‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫شارل تيودور فرير‪ ،‬المسمى فرير بيك (‪)1888-1814‬‬ ‫أنطاكية‪ ،‬سوريا‪ ،‬عرث عليها يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة‬ ‫والثالث قبل امليالد؟‬
‫حجر صابوين‪ ،‬االرتفاع ‪ 8‬سم‪ ،‬العرض ‪ 6‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 2‬سم‬ ‫برونز‪ ،‬االرتفاع ‪ 8‬سم‪ ،‬العرض ‪ 6‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 2‬سم‬ ‫قافلة تعرب الصحراء ‪،Caravane traversant le désert‬‬ ‫العربية السعودية‪ 112 ،‬للميالد‬ ‫برونز وبرونز مفضض‪ ،‬القطر ‪ 1,4 - 2,2‬سم‬ ‫محطة توقف قوافل البخور في العال‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪12-56 ،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪4-51 ،‬‬ ‫فرنسا‪1883 ،‬‬ ‫فضة‪ ،‬القطر ‪ 1,6‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪،35014_C01 ،‬‬
‫لوحة زيتية‪ ،‬االرتفاع ‪ 12,8‬سم‪ ،‬العرض ‪ 32,8‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪34414_C01 ،‬‬ ‫‪Surface_C336 ،Surface_C047‬‬ ‫هجانة وجمال‬
‫زخرفة‬ ‫جزء من قارورة‬ ‫رانس‪ ،‬متحف الفنون اجلميلة‪،n°45 ،887.3.5 ،‬‬ ‫احلجاز‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬فرتة ما قبل اإلسالم‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫(يف السجل القديم ‪)B‬‬ ‫آس من عهد تراجان‬ ‫تيترادرخمات تحمل صوراً ألثينا ولبومة‬ ‫برونز أو طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 18‬سم‪ ،‬العرض ‪22 - 19‬‬
‫والعارش للميالد‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫أنطاكية‪ ،‬سوريا‪ ،‬عرث عليها يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة‬ ‫ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬ ‫سم تقريب ًا (اثنان كبريا احلجم)‪ ،‬االرتفاع ‪ 3,6 - 2,1‬سم‪ ،‬العرض‬
‫برونز‪ ،‬االرتفاع ‪ 7‬سم‪ ،‬العرض ‪ 7‬سم‬ ‫زجاج‪ ،‬االرتفاع ‪ 3‬سم‪ ،‬العرض ‪ 3‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 3‬سم‬ ‫إدمون جان باتيست تشاجيني (‪)1873-1818‬‬ ‫العربية السعودية‪ 98 - 99 ،‬للميالد‬ ‫الثالث واألول قبل امليالد‬ ‫‪ 9,1 - 5,7‬سم تقريب ًا (سبعة متوسطو احلجم)‪ ،‬االرتفاع ‪7,4 - 6,3‬‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪9-70 ،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪4-148 ،‬‬ ‫قافلة عربية تسري يف طريقها ‪،Caravane arabe en marche‬‬ ‫فضة‪ ،‬القطر ‪ 1,6‬سم تقريب ًا‬ ‫برونز وبرونز مفضض‪ ،‬القطر ‪ 1,7 - 2,4‬سم‬ ‫سم‪ ،‬العرض ‪ 3,4 - 2,6‬سم تقريب ًا (اثنا عرش صغريو احلجم)‬
‫فرنسا‪ ،‬القرن التاسع عرش‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪Surface_C087 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪،10096 C01 ،34015_C05 ،‬‬ ‫لندن‪ ،‬مؤسسة الفروسية للفنون‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫خنجران‬ ‫دينار‬ ‫لوحة مائية‪ ،‬االرتفاع ‪ 30‬سم‪ ،‬العرض ‪ 53,7‬سم‬ ‫‪21003_C06 ،Surface C245 ،Surface_C242‬‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫مرص‪ ،‬عرث عليه يف قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الفرتة‬ ‫ليل‪ ،‬قرص الفنون اجلميلة‪PL.984 ،‬‬ ‫ديناريوس (دينار فضي) من عهد أنطونينوس بيوس‬ ‫‪70500_C03‬‬ ‫ماال ً‬
‫شاهدة قبر تصور َج ّ‬
‫والعارش للميالد‬ ‫الفاطمية‬ ‫روما‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬عرث عليه يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫جنوب اجلزيرة العربية‪ ،‬بني القرنني األول والثالث للميالد‬
‫برونز‪ ،‬االرتفاع ‪ 4 - 8‬سم‪ ،‬العرض ‪ 1‬سم‬ ‫ذهب‪ ،‬القطر ‪ 2‬سم‬ ‫ابن بطوطة‬ ‫السعودية‪ 145 - 161 ،‬للميالد‬ ‫تترادراخما من عهد اإلسكندر‪ ،‬عليها رأس هرقل‬ ‫حجر األلباسرت‪ ،‬االرتفاع ‪ 27‬سم‪ ،‬العرض ‪ 20‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 10‬سم‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ , .-9 ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪-14 ،‬‬ ‫اجلزء األول من الرحالت (‪ ،)1345‬نسخة تعود لعام ‪1721‬‬ ‫فضة‪ ،‬القطر ‪ 1,8‬سم‬ ‫وزيوس جالسا ً على العرش‬ ‫باريس‪ ،‬متحف اللوفر‪ ،‬قسم اآلثار الرشقية‪AO1128 ،‬‬
‫مخطوطة‪ ،‬االرتفاع ‪ 31,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 22,2‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪60748_C02 ،‬‬ ‫ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬نهاية القرن الرابع‬
‫خنجر عليه تصوير لوجه‬ ‫أمفورتان‬ ‫باريس‪ ،‬املكتبة الوطنية الفرنسية‪ ،‬قسم املخطوطات الرشقية‪،‬‬ ‫وبداية القرن الثالث قبل امليالد‬ ‫ريجوبيرت بون (‪)1795-1727‬‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫‪Arabe 2290‬‬ ‫ديناريوس (دينار فضي) لغيتا‪ ،‬إبن األمبراطور‬ ‫فضة‪ ،‬القطر ‪ 2,9‬سم‬ ‫خريطة اجلزيرة العربية‬
‫والعارش للميالد‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫سبتيميوس سفيروس‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪90042_C03 ،‬‬ ‫حوايل عام ‪1870‬‬
‫عظم منحوت‪ ،‬زخرفة مرسومة‪ ،‬االرتفاع ‪ 5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 2‬سم‪،‬‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 65‬سم‪ ،‬القطر ‪ 45 - 55‬سم‬ ‫ثالثة أجزاء من كسوة جدار‬ ‫الوديسيا‪ ،‬سوريا‪ ،‬عرث عليه يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة‬ ‫حفر عىل النحاس‪ ،‬االرتفاع ‪ 28,7‬سم‪ ،‬العرض ‪ 24,3‬سم‬
‫السماكة ‪ 3‬سم‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫العربية السعودية‪ 202 - 203 ،‬للميالد‬ ‫دراخما من عهد كليوباترا السابعة‬ ‫مجموعة معايل خالد العنقري‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪12-117 ،‬‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫فضة‪ ،‬القطر ‪ 1,8‬سم‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬مرص‪ ،‬عرث عليها يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪،‬‬
‫آنية‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا) مقولب‪ ،‬االرتفاع ‪ 21 - 30‬سم‪ ،‬العرض‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪35014_C02 ،‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‪ 51 - 30 ،‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫أجزاء من زبدية مستوردة من البتراء (األردن)‬
‫خنجر‬ ‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫‪ 17 - 25‬سم‬ ‫فضة‪ ،‬القطر ‪ 2,9‬سم‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 116.1‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪،5-23 ،‬‬ ‫تترادراخما لفيليب سيزار‪ ،‬إبن األمبراطور فيليب‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪Surface_C329 ،‬‬ ‫السعودية‪ 50 - 70 ،‬ميالدي‬
‫والعارش للميالد‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 18‬سم‪ ،‬القطر ‪ 11‬سم‬ ‫‪ ،5-8‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫العربي‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬زخرفة مرسومة‪ ،‬االرتفاع ‪ 17,5‬سم‪ ،‬العرض‬
‫عظم منحوت‪ ،‬زخرفة مرسومة‪ ،‬االرتفاع ‪ 6‬سم‪ ،‬العرض ‪ 2‬سم‪،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪5-311 ،‬‬ ‫أنطاكية‪ ،‬سوريا‪ ،‬عرث عليها يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة‬ ‫مسكوكة تحمل رسما ً لخطوط ونقاط ودوائر‬ ‫‪ 9‬سم‬
‫السماكة ‪ 1‬سم‬ ‫تاج عمود‬ ‫العربية السعودية‪ 244 - 247 ،‬للميالد‬ ‫رشق اجلزيرة العربية‪ ،‬عرث عليها يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50506_P05 ،‬‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪12-125 ،‬‬ ‫كوب‬ ‫الرقة‪ ،‬سوريا‪ ،‬النصف الثاين من القرن الثامن ‪ -‬القرن التاسع للميالد‬ ‫فضة‪ ،‬القطر ‪ 2,6‬سم‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني األول والرابع للميالد‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫حجر األلباسرت املجصص املنحوت‪،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪34208_C02 ،‬‬ ‫فضة‪ ،‬القطر ‪ 2,1‬سم‬ ‫إبريق بارثي صغير مستورد من بالد الرافدين‬
‫مقبضان‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫االرتفاع ‪ 20,5‬سم‪ ،‬العرض ‪ 30,5‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 30,5‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪Surface_C308 ،‬‬ ‫املدفن ‪ِ ،IGN 117‬‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 15‬سم‪ ،‬القطر ‪ 5‬سم‬ ‫باريس‪ ،‬متحف اللوفر‪ ،‬قسم فنون اإلسالم‪OA8142 ،‬‬ ‫تترادراخما لهيرينيا إتروسيال‪ ،‬زوجة األمبراطور تراجان‬ ‫السعودية‪ ،‬القرن األول للميالد‬
‫والعارش للميالد‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪9-99 ،‬‬ ‫داكيوس (ديسيوس)‬ ‫دراخما من عهد الملك الحارث الرابع والملكة خلدو‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬زخرفة مزججة‪ ،‬االرتفاع ‪ 15‬سم‪ ،‬القطر‬
‫زجاج‪ ،‬االرتفاع ‪ 10 - 13‬سم‪ ،‬العرض ‪ 3‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 3‬سم‬ ‫جزء من صحن‬ ‫أنطاكية‪ ،‬سوريا‪ ،‬عرث عليها يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة‬ ‫البرتاء‪ ،‬األردن‪ ،‬عرث عليها يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫‪ 15‬سم‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪9-126, 12-41 ،‬‬ ‫ناطل (إبريق تكال به السوائل)‬ ‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫العربية السعودية‪ 249 - 251 ،‬للميالد‬ ‫السعودية‪ 9 ،‬ق‪.‬م ‪ 16 -‬م‪.‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪50095_P02 ،50110_P01 ،‬‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫فضة‪ ،‬القطر ‪ 2,6‬سم‬ ‫فضة‪ ،‬القطر ‪ 2‬سم تقريب ًا‬
‫مسبحة ذات حبات من الخرز‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫فخار ذو زخرفة بريق معدين‪ ،‬االرتفاع ‪ 7‬سم‪ ،‬العرض ‪ 20‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪34207_C02 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪90025_C01 ،‬‬ ‫مبخرة‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 19‬سم‪ ،‬القطر ‪ 15‬سم‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪7-261 ،‬‬ ‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬
‫والعارش للميالد‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪9-150 ،‬‬ ‫أنتونينياس من عهد األمرباطور فالرييان‬ ‫مسكوكة للملك الحارث الرابع والملكة شقيلة‬ ‫والعارش للميالد‬
‫خرز‪ ،‬االرتفاع ‪ 8‬سم‪ ،‬العرض ‪ 1‬سم‬ ‫جزء من صحن عليه نقش كتابي‬ ‫إيطاليا ؟‪ ،‬عرث عليها يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫البرتاء‪ ،‬األردن‪ ،‬عرث عليها يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫حجر رميل أحمر‪ ،‬االرتفاع ‪ 16‬سم‪ ،‬العرض ‪ 10‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 9‬سم‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪12-101 ،‬‬ ‫آنية‬ ‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫السعودية‪ 253 - 254 ،‬للميالد‬ ‫السعودية‪ 18 ،‬ق‪.‬م ‪ 40 -‬م‪.‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪6-93 ،‬‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫برونز مفضض‪ ،‬القطر ‪ 2‬سم‬ ‫برونز‪ ،‬القطر ‪ 2‬سم تقريب ًا‬
‫خاتم‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫فخار ذو زخرفة مزججة‪ ،‬االرتفاع ‪ 3‬سم‪ ،‬العرض ‪ 24‬سم‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪34087_C01 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪0048_C01 ،‬‬ ‫علبة لمساحيق التجميل‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫طني نضيج (ترياكوتا)‪ ،‬االرتفاع ‪ 11‬سم‪ ،‬القطر ‪ 19‬سم‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الفرتة النبطية‬
‫والعارش للميالد‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪1-116 ،‬‬ ‫فلس من عهد األمبراطور ليسينيوس‬ ‫مسكوكة للملك الحارث الرابع‬ ‫برونز‪ ،‬االرتفاع ‪ 12,3‬سم‪ ،‬القطر ‪ 17,5‬سم‬
‫فضة‪ ،‬االرتفاع ‪ 1‬سم‬ ‫جزء من قطعة نسيج عليه نقش باللغة العربية يذكر‬ ‫روما‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬عرث عليه يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫البرتاء‪ ،‬األردن‪ ،‬عرث عليها يف ِ‬
‫احل ْجر (مدائن صالح)‪،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪60681_M01 ،‬‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪5-146 ،‬‬ ‫مصباح‬ ‫نشاطا ً تجاريا ً‬ ‫السعودية‪ 314 - 315 ،‬للميالد‬ ‫اململكة العربية السعودية‪ 9 ،‬ق‪.‬م ‪ 40 -‬م‪.‬‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬ ‫برونز مفضض‪ ،‬القطر ‪ 2,2‬سم‬ ‫برونز‪ ،‬القطر ‪ 2‬سم تقريب ًا‬ ‫نقود لحيانية‬
‫باب من البلدة القديمة‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫والعارش للميالد‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪60901_C01 ،‬‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪25430_C02 ،‬‬ ‫معبد دادان (اخلريبة)‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني‬
‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني السابع عرش والتاسع‬ ‫حجر صابوين‪ ،‬االرتفاع ‪ 6‬سم‪ ،‬العرض ‪ 3‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 2‬سم‬ ‫نسيج‪ ،‬االرتفاع ‪ 7‬سم‪ ،‬العرض ‪ 5‬سم‬ ‫اخلامس واألول قبل امليالد‪.‬‬
‫عرش للميالد‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪12-58 ،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪.-14 ،‬‬ ‫برونز‪ ،‬القطر ‪ 2‬سم‬
‫خشب‪ ،‬حديد‪ ،‬االرتفاع ‪ 240‬سم‪ ،‬العرض ‪ 102‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 15‬سم‬ ‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪10-201, 10-235 ،‬‬
‫العال‪ ،‬متحف عبدالرحمن محمد مطري بن حميد‬ ‫مصباح مكسر إلى أجزاء‬
‫قرح (املابيات)‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بني القرنني التاسع‬
‫والعارش للميالد‬
‫حجر صابوين‪ ،‬االرتفاع ‪ 12‬سم‪ ،‬العرض ‪ 7‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 4‬سم‬
‫الرياض‪ ،‬متحف قسم اآلثار‪ ،‬جامعة امللك سعود‪5-21 ،‬‬

‫‪137‬‬ ‫‪136‬‬
‫قائمة األعمال المعروضة‬

‫مصباح‬ ‫رفائيل سافينياك (‪)1951-1874‬‬ ‫ج‪ .‬ه‪ .‬حالجيان‬ ‫أنطونان جوسين (‪)1962-1871‬‬ ‫زيارة رفقة مرشد لمدينة العال القديمة‬
‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬ ‫مدائن صالح‪ ،‬عىل رصيف املحطة‪ ،‬مدائن صالح‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫عمان التي تخدم مدينتي السلط‬
‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬محطة ّ‬ ‫مدائن صالح‪ ،‬ملحمة ومقهى‪-‬مطعم‪ ،‬مدائن صالح‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫مقابلة مع أحمد اإلمام‬
‫معدن‪ ،‬زجاج‪ ،‬االرتفاع ‪ 33‬سم‪ ،‬العرض ‪ 14,5‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 14‬سم‬ ‫السعودية‪1909 ،‬‬ ‫وجرش‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪1908 ،‬‬ ‫السعودية‪1907 ،‬‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬
‫مدائن صالح‪ ،‬متحف سكة حديد احلجاز‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫باريس‪ ،‬معهد العالم العريب‪ ،‬بمشاركة يان أرتوس‪-‬برتران‬
‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫لندن‪ ،‬متاحف احلرب اإلمرباطورية‪Q 59648 ،‬‬ ‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬
‫تلغراف‬ ‫‪01108-J1126‬‬ ‫إتيان دينيه (‪)1929-1861‬‬
‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬ ‫رفائيل سافينياك (‪)1951-1874‬‬ ‫ج‪ .‬ه‪ .‬حالجيان‬ ‫قافلة ضمن مشهد طبيعي صخري‬
‫خشب‪ ،‬فوالذ‪ ،‬رشيط كهربايئ‪ ،‬االرتفاع ‪ 8‬سم‪ ،‬العرض ‪ 15‬سم‪،‬‬ ‫أحد مباين محطة مدائن صالح‪ ،‬مدائن صالح‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬اجلرس الرابع عىل وادي األثييل‪ ،‬وادي‬ ‫بطاقة ثمنها ريال واحد تثبت أن حاملها قام بالحج‬ ‫‪Caravane dans un paysage rocheux‬‬
‫السماكة ‪ 8‬سم‬ ‫السعودية‪1909 ،‬‬ ‫األثييل‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1908 ،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1953 ،‬‬ ‫فرنسا‪ ،‬أواخر القرن التاسع عرش ‪ -‬بداية القرن العرشين‬
‫مدائن صالح‪ ،‬متحف سكة حديد احلجاز‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫ورق‪ ،‬االرتفاع ‪ 7‬سم‪ ،‬العرض ‪ 13‬سم‬ ‫حفر‪ ،‬االرتفاع ‪ 21,7‬سم‪ ،‬العرض ‪ 17‬سم‬
‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬ ‫لندن‪ ،‬متاحف احلرب اإلمرباطورية‪Q 59666 ،‬‬ ‫العال‪ ،‬متحف عبدالرحمن محمد مطري بن حميد‬ ‫باريس‪ ،‬متحف دورسيه‪ ،‬مودعة يف متحف اللوفر‪ ،‬قسم فنون‬
‫ختم عسكري‬ ‫‪15612-Y0109‬‬ ‫اجلرافيك‪RF 39436.2 recto ،‬‬
‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬ ‫مجهول االسم‬ ‫القرآن الكريم‬
‫معدن‪ ،‬االرتفاع ‪ 16‬سم‪ ،‬العرض ‪ 4,5‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 8‬سم‬ ‫أنطونان جوسين (‪)1962-1871‬‬ ‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬محطة تبوك‪ ،‬تبوك‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬ ‫إتيان دينيه (‪)1929-1861‬‬
‫العال‪ ،‬متحف محمد خليص احلريب‬ ‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬قطار حجاج عرب الصحراء‬ ‫السعودية‪1908 ،‬‬ ‫ورق‪ ،‬االرتفاع ‪ 21‬سم‪ ،‬العرض ‪ 15‬سم‬ ‫قافلة تتقدم يف مكان ميلء بعيون املاء ومخضورض‬
‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1909 ،‬‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫متحف العال لآلثار والرتاث الشعبي‪2-01-000001 ،‬‬ ‫‪Caravane s’avançant dans un lieu‬‬
‫قطعة من سكة الحديد تذكر كلمة «الحجاز»‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫لندن‪ ،‬متاحف احلرب اإلمرباطورية‪Q 58761 ،‬‬ ‫‪plein de sources et verdoyant‬‬
‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1908 ،‬‬ ‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬ ‫سجادة صالة‬ ‫فرنسا‪ ،‬أواخر القرن التاسع عرش ‪ -‬بداية القرن العرشين‬
‫فوالذ‪ ،‬االرتفاع ‪ 17‬سم‪ ،‬العرض ‪ 27‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 6‬سم‬ ‫‪20031-J-1507 Pos‬‬ ‫ج‪ .‬ه‪ .‬حالجيان‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬ ‫حفر‪ ،‬االرتفاع ‪ 21,7‬سم‪ ،‬العرض ‪ 17‬سم‬
‫مدائن صالح‪ ،‬متحف سكة حديد احلجاز‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬نفق بالقرب من األخرض وبرج حراسة‪،‬‬ ‫نسيج‪ ،‬االرتفاع ‪ 70‬سم‪ ،‬العرض ‪ 45‬سم‬ ‫باريس‪ ،‬متحف دورسيه‪ ،‬مودعة يف متحف اللوفر‪ ،‬قسم فنون‬
‫رفائيل سافينياك (‪)1951-1874‬‬ ‫األخرض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1908 ،‬‬ ‫العال‪ ،‬متحف محمد احلريب‬ ‫اجلرافيك‪RF 39441.2, recto ،‬‬
‫قطع من سكة الحديد‬ ‫نتوء اخلريبة الصخري كما يراه القادم من الشمال‪ .‬يف املقدمة‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬
‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1908 ،‬‬ ‫موكب جوسني وسافينياك‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1909 ،‬‬ ‫لندن‪ ،‬متاحف احلرب اإلمرباطورية‪Q 59670 ،‬‬ ‫ثالثة عشر قرنا ً من الحج إلى العال‬ ‫إتيان دينيه (‪)1929-1861‬‬
‫فوالذ‪ ،‬االرتفاع ‪ 246‬سم‪ ،‬العرض ‪ 187‬سم‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫بناء عىل النمذجة‪2019 ،‬‬
‫عرض برصي ً‬ ‫فرسان يتعقبون قافلة عنرت‬
‫العال‪ ،‬متحف عبدالرحمن محمد مطري بن حميد‬ ‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬ ‫ج‪ .‬ه‪ .‬حالجيان‬ ‫حزام احلاج‬ ‫‪Cavaliers poursuivant la caravane d’Antar‬‬
‫‪15588-Y0085‬‬ ‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬حجارة هائلة احلجم من قطع واحدة شكلها‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬ ‫فرنسا‪ ،‬أواخر القرن التاسع عرش ‪ -‬بداية القرن العرشين‬
‫أوبير راجيه‬ ‫الرمل الذي تحمله الرياح العنيفة يف مربك الناقة‪ ،‬مدائن صالح‪،‬‬ ‫جلد‪ ،‬معدن‪ ،‬االرتفاع ‪ 92‬سم‪ ،‬العرض ‪ 12‬سم‬ ‫حفر‪ ،‬االرتفاع ‪ 21,7‬سم‪ ،‬العرض ‪ 17‬سم‬
‫محطة مدائن صالح‪ ،‬مدائن صالح‪،‬‬ ‫برنهارد موريتز (‪)1939-1859‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‪1908 ،‬‬ ‫متحف محمد خليص احلريب‬ ‫باريس‪ ،‬متحف دورسيه‪ ،‬مودعة يف متحف اللوفر‪ ،‬قسم فنون‬
‫اململكة العربية السعودية‪2018 ،‬‬ ‫وادي العال‪ ،‬عىل مبعدة كيلومرت واحد من املحطة‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫اجلرافيك‪RF 39437.2, recto ،‬‬
‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫العربية السعودية‪1915 ،‬‬ ‫لندن‪ ،‬متاحف احلرب اإلمرباطورية‪Q 59683 ،‬‬ ‫ربابة‬
‫بإذن من الفنان‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬ ‫إتيان دينيه (‪)1929-1861‬‬
‫واشنطن العاصمة‪ ،‬مكتبة الكونغرس‪ ،‬قسم املطبوعات والصور‪،‬‬ ‫مجهول االسم‬ ‫جلد‪ ،‬خشب‪ ،‬معدن‪ ،‬خيوط صناعية‪ ،‬االرتفاع ‪ 81‬سم‪ ،‬العرض‬ ‫جمال يف مرعى ‪Dromadaires dans un pâturage‬‬
‫‪LOT 3704, no. 60a‬‬ ‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬قرية مدائن صالح‪ ،‬مدائن صالح‪ ،‬اململكة‬ ‫‪ 23‬سم‬ ‫فرنسا‪ ،‬أواخر القرن التاسع عرش ‪ -‬بداية القرن العرشين‬
‫منطقة حية‬ ‫العربية السعودية‪1913 ،‬‬ ‫متحف محمد خليص احلريب‬ ‫حفر‪ ،‬االرتفاع ‪ 21,7‬سم‪ ،‬العرض ‪ 17‬سم‬
‫برنهارد موريتز (‪)1939-1859‬‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫باريس‪ ،‬متحف دورسيه‪ ،‬مودعة يف متحف اللوفر‪ ،‬قسم فنون‬
‫سلسلة من اثنتي عشرة شهادة‬ ‫نهاية خط سكة حديد احلجاز بالنسبة لألوروبيني يف العال‪ ،‬عىل‬ ‫لندن‪ ،‬متاحف احلرب اإلمرباطورية‪Q 58762 ،‬‬ ‫اجلرافيك‪RF 39468, recto ،‬‬
‫أصلية لسكان من العال‬ ‫مبعدة ‪ 980‬كيلومرت ًا من دمشق و ‪ 684‬مرت ًا فوق مستوى سطح‬ ‫محطتا العال ومدائن صالح‬
‫السيدات‬ ‫البحر؛ درك بدوي (شمر)‬ ‫ج‪ .‬ه‪ .‬حالجيان‬ ‫على الخط الحديدي الحجازي‬ ‫إتيان دينيه (‪)1929-1861‬‬
‫نورا موىس أراجيس‪،‬‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1915 ،‬‬ ‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬قلعة مدائن صالح وخزان ماء يستخدمه‬ ‫هودج مقبب يحمله جمالن‬
‫شهد سعيد محمد بدير‪،‬‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫حجاج القوافل‪ ،‬مدائن صالح‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1908 ،‬‬ ‫‪Litière à coupole portée par deux dromadaires‬‬
‫سحر سعد‪ ،‬مع أمل حسن اجلوهاين‬ ‫واشنطن العاصمة‪ ،‬مكتبة الكونغرس‪ ،‬قسم املطبوعات والصور‪،‬‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫مجهول االسم‬ ‫فرنسا‪ ،‬أواخر القرن التاسع عرش ‪ -‬بداية القرن العرشين‬
‫زينب العنزي‬ ‫‪LOT 3704, no. 60‬‬ ‫لندن‪ ،‬متاحف احلرب اإلمرباطورية‪Q 59685 ،‬‬ ‫خريطة السكك احلديدية لبالد الرافدين‪ ،‬سوريا‪ ،‬احلجاز واليمن‪،‬‬ ‫حفر‪ ،‬االرتفاع ‪ 21,7‬سم‪ ،‬العرض ‪ 17‬سم‬
‫أم موىس شويكان‬ ‫حوايل عام ‪1895‬‬ ‫باريس‪ ،‬متحف دورسيه‪ ،‬مودعة يف متحف اللوفر‪ ،‬قسم فنون‬
‫ساعة جيب وعليها تصوير لقطار‬ ‫ج‪ .‬ه‪ .‬حالجيان‬ ‫طباعة حجرية‪ ،‬االرتفاع ‪ 49,6‬سم‪ ،‬العرض ‪ 39,2‬سم‬ ‫اجلرافيك‪RF 39367, recto ،‬‬
‫السادة‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬ ‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬مدخل أرض احلجاز املقدسة‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة‬ ‫مجموعة معايل خالد العنقري‬
‫سليمان البدير‬ ‫فضة‪ ،‬االرتفاع ‪ 36‬سم‪ ،‬العرض ‪ 6‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 2‬سم‬ ‫العربية السعودية‪1908 ،‬‬ ‫هودج‬
‫خالد فالح العنزي‬ ‫مدائن صالح‪ ،‬متحف سكة حديد احلجاز‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫سكة الحديد في المدينة المنورة‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬القرن التاسع عرش؟‬
‫عيل بن بشري الفقري العنزي‬ ‫لندن‪ ،‬متاحف احلرب اإلمرباطورية‪Q 59691 ،‬‬ ‫يف ‪ L’Illustration‬الصادرة يف ‪ 3‬ترشين األول‪/‬أكتوبر لعام ‪1908‬‬ ‫خشب‪ ،‬نسيج‪ ،‬جلد غري مدبوغ‪ ،‬حبل‪ ،‬معدن‪ ،‬االرتفاع ‪ 130‬سم‪،‬‬
‫زبن املعزي صالح العنرتي‬ ‫قبعة مفتش في السكك الحديدية‬ ‫فرنسا‬ ‫العرض ‪ 122‬سم‪ ،‬السماكة ‪ 82‬سم‬
‫عبد العزيز بن عيل احلريب‬ ‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بداية القرن العرشين‬ ‫رفائيل سافينياك (‪)1951-1874‬‬ ‫مطبوعة‪ ،‬االرتفاع ‪ 40‬سم‪ ،‬العرض ‪ 30,3‬سم‬ ‫مدائن صالح‪ ،‬متحف احلج‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬
‫األسمر هليل خازن اخلمعيل‬ ‫نسيج‪ ،‬جلد‪ ،‬معدن‪ ،‬االرتفاع ‪ 20‬سم‪ ،‬العرض ‪ 28‬سم‪ ،‬السماكة‬ ‫حاكم العال وأبناؤه‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1908 ،‬‬ ‫باريس‪ ،‬مكتبة مدينة باريس‪ ،13881 tr 16 n° 3423 ،‬ص‪219 .‬‬
‫‪ 16‬سم‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫أنطونان جوسين (‪)1962-1871‬‬
‫العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪2019 ،‬‬ ‫مدائن صالح‪ ،‬متحف سكة حديد احلجاز‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪ ،‬د‪ .‬ر‪.‬‬ ‫ج‪ .‬ه‪ .‬حالجيان‬ ‫قلعة أم نارص يف وسط القرية‪ ،‬العال‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫باريس‪ ،‬معهد العالم العريب‬ ‫سكة حديد احلجاز‪ ،‬ساحة يف دمشق حيث كانت توجد مكاتب‬ ‫‪1908‬‬
‫خط دمشق‪ ،‬سوريا‪1908 ،‬‬ ‫طباعة حديثة للصورة‬
‫طباعة حديثة للصورة‬ ‫القدس‪ ،‬مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،‬‬
‫لندن‪ ،‬متاحف احلرب اإلمرباطورية‪Q 59645 ،‬‬ ‫‪01211-J1230‬‬

‫‪139‬‬ ‫‪138‬‬
‫المراجع‬

‫المراجع العامة‬ ‫المراجع العربية‬

W. Abu-Azizeh, « Excavation of a Cairn Complex J.-M. Dentzer, « Les Nabatéens et l’eau : M.C.A. Macdonald, « ARNA Nab 17 and M. Özyüksel, The Hejaz Railway and the Ottoman ‫ التطور التاريخي ملنطقة املدينة املنورة يف‬،‫ سعيد بن فايز‬،‫السعيد‬ ‫ «ملحات من املدن القديمة يف‬:‫ عبدالرحمن‬،‫األنصاري‬
in Jabal al-Khraymât, Massif 22, Loci 42000 », technologie et culture. La conduite d’eau du Jebel the transition from the Nabataean to the Arabic Empire: Modernity, Industrialisation and Ottoman ‫ املجلد‬،‫ موسوعة اململكة العربية السعودية‬،‫عصور ما قبل اإلسالم‬ ،‫ الرياض‬،1975 ،‫ الدارة‬،»‫شمال وغرب اجلزيرة العربية‬
2014, p. 171-192, in L. Nehmé (sous la dir.), Ithlib à Madaïn Saleh (Arabie saoudite) », script », in W. Arnold, M. Jursa, W. Müller, Decline, 2014, Londres, I. B. Tauris. .197-161 ‫ ص‬،‫ الرياض‬،2006 ،‫ هـ‬1428 ،(1( ‫الرابع‬ .)76-89 .‫(ص ص‬
Report on the Fifth Season (2014) of the Madâ’in Sâlih Syria no 85, 2008, p. 5-17. S. Procházka (sous la dir.), Philologisches und
Archaeological Project, Paris (https://halshs. Historisches zwischen Anatolien und Sokotra. Analecta A. Nassif, « Qanâts at Al-‘Ula’ », Proceedings of ‫ كنوز أثرية‬،‫ الداللة واملضمون‬:‫ نقوش دادان‬،‫ سعيد بن فايز‬،‫السعيد‬ ‫ العال‬:‫ حسني بن عيل‬،‫ أبو احلسن‬.‫ عبد الرحمن‬،‫األنصاري‬
archives-ouvertes.fr/halshs-01122002). C. Doughty, Travels in Arabia Deserta, 1888, Semitica In Memoriam Alexander Sima, 2009, the Seminar for Arabian Studies no 10, 1980, p. 75-80. ‫ دراسات أثرية‬،‫ نتائج تنقيبات املواسم السبعة األوىل‬،‫من دادان‬ ،‫ سلسلة قرى ظاهرة عىل درب البخور‬.)‫ومدائن صالح (احلجر‬
Londres, Cambridge University Press, 2 t. ; 2e éd., Wiesbaden, Harrassowitz, p. 207-240. ،‫ الرياض‬،2013 ،‫ اجلمعية السعودية للدراسات األثرية‬،1 ‫ميدانية‬ .‫ الرياض‬،2005،‫دار القوافل للنرش والتوزيع‬
C. Bouchaud, I. Sachet, P. Dal Prà, 1921 (intro. de T.E. Lawrence), Medici Press & J. Nicholson, The Hejaz Railway, 2005, Londres .302-281
N. Delhopital, R. Douaud, M. Leguilloux, Jonathan Cape. Trad. française, Voyages dans L. Nehmé, « A Glimpse of the Development et Riyâd, Stacey International, Al-Turath. ‫ كنوز أثرية من‬،‫ العمارة‬،‫ محمد‬،‫ العتيبي‬،‫ محمد‬،‫الديري‬
« New discoveries in a Nabataean tomb. Burial l’Arabie déserte (par Jean-Claude Reverdy), 2002, of the Nabataean Script into Arabic Based on Old ‫ كنوز‬،‫ عبدالعزيز بن سعود‬،‫ الغزي‬،‫ سعيد بن فايز‬،‫السعيد‬ ‫ دراسات أثرية‬،‫ نتائج تنقيبات املواسم السبعة األوىل‬،‫دادان‬
practices and “plant jewellery” in ancient Hegra Paris, Karthala. and New Epigraphic Material », in M.C.A. F. Pouillon, « Doughty d’Arabie, un voyageur ‫ دراسات‬،‫ نتائج تنقيبات املواسم السبعة األوىل‬،‫أثرية من دادان‬ ،2013،‫ اجلمعية السعودية للدراسات األثرية‬،1 ‫ميدانية‬
(Madâ’in Sâlih, Saudi Arabia) », Arabian Macdonald (sous la dir.), The Development of Arabic d’exception », 1990 ; Dossier critique in C. Doughty, ،2013 ،‫ اجلمعية السعودية للدراسات األثرية‬،)1( ‫أثرية ميدانية‬ .222-141 ،‫الرياض‬
Archaeology and Epigraphy no 26, 2015, p. 28-42. C. Durand, « Le grand commerce caravanier as a Written Language, 2010, Oxford, Archaeopress Arabia deserta, 2008, Paris, Payot, p. 331-375. .‫الرياض م‬
et maritime à l’époque nabatéenne », in Dossiers (coll. Supplement to the Proceedings Dictionnaire des orientalistes de langue française (sous ‫ «مسارات التطور الثقايف يف‬.‫هيو قروكت ومايكل برتاليا‬
C. Bouchaud, M. Tengberg, P. Dal-Prà, d’archéologie no 386, mars-avril 2018, p. 58-61. of the Seminar for Arabian Studies, 40), p. 47-88. la dir.), Paris, IISMM-Karthala (3e éd., 2012). ‫ نقوش ثمودية من اململكة‬،‫ سليمان بن عبدالرحمن‬،‫الذييب‬ ،‫ ترجمة عىل‬.»‫اجلزيرة العربية خالل فرتات ما قبل التاريخ‬
« Cotton cultivation and textile production .‫ مكتبة امللك فهد الوطنية‬:‫ الرياض‬،1999،‫العربية السعودية‬ ‫ مجلة جمعية التاريخ واآلثار بدول‬.‫أزهري مصطفى صادق‬
in the Arabian Peninsula during Antiquity. J. Euting, Tagebuch einer reise in Inner-Arabien, 1896, L. Nehmé, M. Mouton, « Sur les traces des J.-B. Rigot, « Le site de Madâin Sâlih dans une .‫ العدد‬.‫مجلس التعاون لدول اخلليج العربية‬
The evidence from Madâ’in Sâlih (Saudi Arabia) Leyde, Brill. Nabatéens », Pour la science no 454, 2015, p. 42-51. perspective géoarchéologique », in L. Nehmé, ،2007 ،‫ نقوش تيماء اآلرامية‬،‫ سليمان بن عبدالرحمن‬،‫الذييب‬ 51-11 .2016 .98
and Qal’at al-Bahrein (Bahrain) », Vegetation T. Arnoux, J.-C. Bessac, J.-P. Braun, J.-M. Dentzer, .‫ منشورات مكتبة امللك فهد الوطنية‬:‫الرياض‬
History and Archaeobotany, 2011 (en ligne). Z.T. Fiema, F. Villeneuve, « The Roman Military L. Nehmé (sous la dir.), The Darb al-Bakrah. A. Kermorvan, I. Sachet, L. Tholbecq (sous la dir.), ،2002 ،‫ نقوش حليانية من منطقة العال‬:‫ حسني‬،‫أبو احلسن‬
Camp in Ancient Hegra », in C.S. Sommer, A Caravan Route in North-West Arabia Discovered « Recherche menées de 2001 à 2003 dans ‫ مدونة النقوش النبطية يف‬،‫ سليمان بن عبدالرحمن‬،‫الذييب‬ .‫ وكالة اآلثار واملتاحف‬،‫الرياض‬
G.F. Brown, D.L. Schmidt, A. Curtis S. Matešić (sous la dir.), Limes XXIII. Proceedings of by Ali I. al-Ghabban. Catalogue of the Inscriptions, l’ancienne Hijrâ des Nabatéens », Arabian .‫ دارة امللك عبدالعزيز‬:‫ الرياض‬،2010،‫اململكة العربية السعودية‬
Huffman Jr, Geology of the Arabian Peninsula. Shield the 23rd International Congress of Roman Frontier 2018, Riyâd, Saudi Commission for Tourism Archaeology and epigraphy no 17, 2006, p. 54-73. ‫ قراءة لكتابات حليانية من جبل عكمة‬:‫ حسني‬،‫أبو احلسن‬
Area of Western Saudi Arabia. U.S. Geological Survey Studies Ingolstadt 2015, 2018, Mayence, Nünnerich- and National Heritage (https://hal.archives- ،2011،‫ التاريخ السيايس لألنباط‬،‫ سليمان بن عبدالرحمن‬،‫الذييب‬ .‫ مكتبة امللك فهد الوطنية‬،‫ الرياض‬،1997 ،‫بمنطقة العال‬
Professional Paper 560-A, 1989, Washington, United Asmus Verlag (coll. Beiträge zum welterbe Limes. ouvertes.fr/hal-02096586v1). C.J. Robin, A. de Maigret, « Le royaume sud- .‫ الهيئة العامة لآلثار والسياحة‬:‫الرياض‬
States Government Printing Office. Sonderband 4/II), p. 702-711. arabique de Ma’în : nouvelles données grâce ‫ العدد‬،1980،‫ أطالل‬.‫ األنباط ومدائن صالح‬:‫ جون‬،‫هييل‬
L. Nehmé (sous la dir.), avec les contributions aux fouilles italiennes de Barâqish (l’antique ‫ ددن عاصمة مملكتي‬،‫ وآخرون‬،‫ سليمان بن عبدالرحمن‬،‫الذييب‬ .144-135 ‫ ص‬،‫العارش‬
V. Cassola, « Saudi Arabian National Museum: Z.T. Fiema, « Le fort romain de Hégra », Dossiers de J.-C. Bessac, J.-P. Braun, J. Dentzer-Feydy, Yathill) », 2009, comptes rendus de l’Académie .‫ الرياض‬،‫ هـ‬2011 ،1437‫ نتائج املوسم العارش‬،‫دادان وحليان‬
unexpected collections and narratives? », d’archéologie no 386, mars-avril 2018, p. 70-71. Les tombeaux nabatéens de Hégra, 2015, Paris, des inscriptions et belles-lettres, p. 57-96. ،2007 ،‫ دراسة أثرية مقارنة‬،‫ تل الكثيب بالعال‬:‫ عوض‬،‫الزهراين‬ )‫ دراسة تحليلية مقارنة لنقوش من منطقة (رم‬،‫ خالد‬،‫إسكويب‬
in P. Erskine-Loftus, M. Ibrahim Al-Mulla, Académie des inscriptions et belles-lettres .‫ وكالة اآلثار واملتاحف‬،‫ وزارة الرتبية والتعليم‬،‫الرياض‬ ‫ وكالة‬،‫ وزارة املعارف‬:‫ الرياض‬،1999 ،‫جنوب غرب تيماء‬
V. Hightower (sous la dir.), Representing the Nation. S.A. Ghazanfar, M. Fisher, Vegetation (coll. Épigraphie et archéologie, 2). S. al-Said, « Dédân (Al-‘Ulâ) », Routes d’Arabie, .‫ اململكة العربية السعودية‬،‫اآلثار واملتاحف‬
The Use of Museums and Heritage to Create National of the Arabian Peninsula, 1998, Dordrecht, Boston, archéologie et histoire du royaume d’Arabie saoudite,
Narratives and Identity in the Arabian Peninsula, Londres, Kluwer Academic Publishers. L. Nehmé, T. Arnoux, J.-C. Bessac, J.-P. Braun, 2010, p. 263-269. ‫ مدخل‬،‫ العرب يف العصور القديمة‬،‫ عبدالوهاب‬،‫لطفي‬
2016, Londres, Routledge, p. 175-190. J.-M. Dentzer, A. Kermorvant, I. Sachet, .‫ اإلسكندرية‬،1988،‫حضاري يف تاريخ العرب قبل اإلسالم‬
A. Hausleiter, A. Zur, « Tayma’ in the Bronze Age L. Tholbecq, avec la contribution de J.-B. Rigot, J.-F. Salles, « Al-‘Ulâ-Dédan. Recherches
V. Cassola, « Musées publics et musées privés (c. 2,000 BCE): Settlement and Funerary « Mission archéologique de Madâ’in Sâlih (Arabie récentes », Topoi, vol. 6/2, 1996, p. 565-607. ‫ العال دراسة يف التاريخ احلضاري‬:‫ عبدالله‬،‫نصيف‬
en Arabie saoudite : l’identification à la nation Landscapes », 2016, p. 135-173, in M. Luciani saoudite) : recherches menées de 2001 à 2003 .‫ مكتبة امللك فهد‬،‫ الرياض‬،1995 ،‫واالجتماعي‬
par l’exposition », in Arabian Humanities, (sous la dir.), The Archaeology of North Arabia: dans l’ancienne Hijrâ des Nabatéens », Arabian M. Sartre, « La Mission en Arabie des pères
dossier thématique « Réappropriations plurielles Oases and Landscapes, actes du colloque Archaeology and Epigraphy no 17, 2006, p. 41-124. A. Jaussen et R. Savignac. Historique et bilan ،‫ فرانسوا فيلنوف‬،‫ ضيف الله الطلحي‬،‫ ليىل‬،‫نعمة‬
des modes d’identification à la nation dans de l’Université de Vienne, 5-8 décembre 2013, scientifique », Topoi, vol. 6(2), 1996, p. 533-552. ِ
‫ كتاب طرق التجارة‬:‫ يف‬،»‫«احل ْجر يف بالد العرب السعيدة‬
la péninsule Arabique contemporaine », no 9, 2017. Vienne, Académie des sciences. L. Nehmé, « Aramaic or Arabic? The Nabataeo- :‫ الرياض‬،2010 ،‫القديمة روائع آثار اململكة العربية السعودية‬
Arabic Script and the Language J. Zarins et al., « The comprehensive .297- 277 :‫الهيئة العامة للسياحة واآلثار‬
R. Crassard et al., « Middle Palaeolithic and C. Huber, Journal d’un voyage en Arabie, 1884, Paris, of the Inscriptions Written in this Script », archaeological survey program. The second
Neolithic occupations around Mundafan Leroux. in A. Al-Jallad (sous la dir.), Arabic in Context. preliminary report on the southwestern ‫ املوسمان الثالث‬.)‫أزهري مصطفى صادق (تحت النرش‬
Paleolake, Saudi Arabia: Implications for climate Celebrating 400 years of Arabic at Leiden University, province », 1981, Riyâd, Atlal, p. 9-42. .‫والرابع ملسح حرة عويرض بالعال‬
change and human dispersals », 2013, PLoS One, A. Jaussen, R. Savignac, Mission archéologique 2017, Leyde, Brill (coll. Studies in Semitic
8(7), p. 1-22. en Arabie (mars-mai 1907). De Jérusalem au Hedjaz. Languages and Linguistics, 89), p. 75-98. ‫ إضاءة جديدة عىل إنسان ما قبل‬.‫أزهري مصطفى صادق‬
Medain-Saleh, t. 1, 1909, Paris, Leroux. ‫ اجلمعية السعودية للدراسات‬.‫التاريخ يف واحة اخلليج العريب‬
N. Delhopital, I. Sachet, « Monumental Tombs, Rééd. Le Caire, Ifao, 1997. L. Nehmé, « Pétra et Hégra. Deux villes .‫ الرياض‬،2014 ،‫األثرية‬
Area 5 », in L. Nehmé, D. alTalhi, F. Villeneuve nabatéennes » (p. 14-19) et « Religion
(sous la dir.), Report on the second season (2009) A. Jaussen, R. Savignac, Mission archéologique et sanctuaires à Hégra » (p. 38-43), ‫ حملة امللك البابيل نبونيد عىل شمال‬،‫ سعيد بن فايز‬،‫السعيد‬
of the Madâ’in Sâlih archaeological project, 2013, en Arabie. El- ‘Ela, d’Hegra à Teima, Harrah de Tebouk, Dossiers d’archéologie no 386, mars-avril 2018. ‫ بحوث‬،‫ اجلمعية التاريخية السعودية‬،‫غرب اجلزيرة العربية‬
Riyâd, Saudi Commission for Tourism and t. 2 et vol. Atlas, 1914, Paris, Geuthner. .‫ الرياض‬،‫م‬2000 /‫ هـ‬1421 ،‫ اإلصدار الثامن‬،‫تاريخية‬
Antiquities, p. 165-216. Rééd. Le Caire, Ifao, 1997. L. Nehmé, Archéologie au pays des Nabatéens
d’Arabie. Guide de Madâin Sâlih, 2019, Paris, ‫ «زوجات املعينيني األجنبيات يف ضوء‬:‫ سعيد بن فايز‬،‫السعيد‬
N. Delhopital, I. Sachet, « Les tombeaux M. Khan, Prehistoric rock art of northern Saudi Maisonneuve et Larose/Hémisphères. .)72-53 .‫ (ص ص‬5 ‫ ادوماتو‬،2002 ،»‫نقوش جديدة‬
de Hégra et les pratiques funéraires Arabia, 1993, Riyâd, Department of antiquities
nabatéennes », Dossiers d’archéologie no 386, and museums. W. Ochsenwald, The Hijaz Railroad, 1980,
mars-avril 2018, Faton, p. 52-55. Charlottesville, University Press of Virginia.

141 140
‫حقوق الصور‬

‫© متاحف احلرب اإلمرباطورية‪107a ،106 ،92a :‬‬ ‫© أكاديمية النقوش واآلداب اجلميلة‪119a :‬‬
‫© معهد العالم العريب‪120 ،119b ،117 ،116ab ،105 ،102 :‬‬ ‫© أحمد اإلمام‪53b :‬‬
‫© جان‪-‬باتيست ريجو‪28 :‬‬ ‫© عيل بن إبراهيم الغبان‪83a :‬‬
‫© جوليان برفيليه‪73 :‬‬ ‫© أندرو بيكوك‪59b :‬‬
‫© ليىل نعمة‪99ab ،96 ،86 ،83bcd ،75b ،71 ،65 ،59a ،57 ،46 ،41 ،23 :‬‬ ‫© مكتبة مدينة باريس‪104a :‬‬
‫© مكتبة الكونغرس‪ ،‬قسم املطبوعات والصور‪109b :‬‬ ‫© املكتبة الوطنية الفرنسية‪118 :‬‬
‫© مالك السليماين‪98 ،97ab :‬‬ ‫© كارولني دوران‪88b :‬‬
‫© مارغريت جراي‪5 :‬‬ ‫© سيلني ماركري‪53c :‬‬
‫© مايكل ك‪ .‬أ‪ .‬ماكدونالد‪83f ،58ab ،56 :‬‬ ‫© هيئة السياحة والرتاث الوطني‪،69abefg ،68ab ،51a ،16 :‬‬
‫© البعثة السعودية الفرنسية للتنقيب يف موقع احلجر‪:‬‬ ‫‪107b ،89a ،81b ،78 ،77ad‬‬
‫‪89cde ،80 ،77bc ،45 ،44ab ،39b‬‬ ‫© الهيئة امللكية ملحافظة العال‪،36 ،35 ،34b ،33 ،32 ،22c ،21 ،16 :‬‬
‫© البعثة األثرية السعودية الفرنسية يف نجران‪83 :‬‬ ‫‪126 ،115 ،114 ،113 ،111-110 ،95e ،69cd‬‬
‫© حميد املزروع‪48 :‬‬ ‫© ضيف الله الطلحي‪74 :‬‬
‫© ‪101a ،90a ،89b ،53a : RMN‬‬ ‫© مدرسة الكتاب املقدس وعلم اآلثار الفرنسية‪،104b ،103ab ،51b :‬‬
‫‪121ab ،108‬‬
‫© جامعة امللك سعود‪،67abcd ،66abc ،63ab ،62ab ،52 ،16 :‬‬
‫‪124ab ،95abcd ،94 ،91b ،79ab‬‬ ‫© إليوت رامبو‪72a ،43 ،42 :‬‬

‫© فريجينيا كاسوال‪127a :‬‬ ‫© فلوران إجال‪121c ،49ab ،47ab :‬‬

‫© وائل أبو عزيزة‪39a ،38 ،37ab ،16 :‬‬ ‫© فرنسوا فيلنوف‪75a :‬‬
‫© يان أرتوس‪-‬برتران‪،52 ،31 ،29 ،27-26 ،24 ،22a ،20 ،19-18 :‬‬ ‫© مؤسسة الفروسية للفنون‪90 :‬‬
‫‪129-128 ،127b ،123 ،112 ،101b ،100 ،88a‬‬ ‫© حميد املزروع‪48 :‬‬
‫© ز‪ .‬ت‪ .‬فييما‪76 :‬‬ ‫© إيلني دافيد‪87 :‬‬
‫© أوبري راجيه‪،64ab ،61 ،60 ،55-54 ،50 ،40 ،34a ،30ab ،25 ،22b :‬‬
‫‪125 ،109a ،92b ،85-84 ،81a ،72b ،70‬‬
‫الحفر الضوئي‪:‬‬
‫‪ REPROSCAN, ORIO AL TRIO‬بيرغامو‪ ،‬إيطاليا‬

‫أنجزت طباعة هذا الكتاب في آب‪/‬أغسطس ‪2019‬‬


‫في مطابع ‪ GRAPHICOM‬في فيتشنزا‪ ،‬إيطاليا‪.‬‬

‫ردمك ‪978-2-07-285286-2‬‬
‫اإليداع القانوني‪ :‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪2019‬‬
‫رقم الطبعة‪354311 :‬‬

You might also like