You are on page 1of 20

‫سلسلة مختصر المقرر‬

‫القصص القرآن‬

‫إعداد‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬نادي محمود حسن‬

‫‪@_mfajarsiddiq‬‬
‫أقسام القصص في العالم‬
‫قصة متخالية ؛ وهي التي تستحيل وقوعها‬
‫الخيال العلمي ؛ وهو ما يتخيل فيه ما يمكن أن يصل إليه البشر في المستقبل‬
‫قصص القرآن ؛ فهو حق و صدق كله‪ ,‬يحكي أخبارا وقعت ال زيادة وال نقصان‬

‫اإلعتبار بالقصة‬
‫اإلعتبار بالقصة ال يحصل إال إذا كانت خبر عن أمر وقع‬
‫فاإلتبار بالقصة المتخالية ؛ ال يحصل بها اإلعتبار ؛ الستبعاد السامع وقوعها‬
‫واإلعتبار بالخيال العلمي و إسفنديار ؛ ال يحصل بها إال على سبيل الفرض‬
‫واإلعتبار بالقصص القرآن ؛ يحصل بها ألن القرآن ال خيال فيه كقصة البشر‬
‫مفهوم القصة في اللغة‬
‫الحفظ ؛ يقال ‪ :‬تقصصت الكالم إذا حفظته‬
‫الخبر المقصوص ؛ يقال ‪ :‬قص علي خبره‬
‫تتبع األثر أو الخبر ؛ يقال ‪ :‬تقصص الخبر ‪ :‬تتبعه‬
‫إتباع الشئ الشئ ؛ فيسمى الخبر الطويل قصصا ؛ ألن بعضه يتبع بعضه فيطول‬
‫الحديث وروايته ؛ يقال ‪ :‬اقتصصت الحديث أي رويته على وجهه‬

‫مفهوم القصة في اإلصطالح‬


‫القصة العامة ‪ :‬حكاية خبر وقع في زمن مضى ال يخلو من العبر‬
‫الصقة القرآنية ‪ :‬كل خبر موجود بين دفتي المصحف أخبر به الله تعلى رسوله‬
‫محمد بحوادث الماضي بقصد العبرة والهداية سواء أكان ذلك بين الرسل‬
‫وأقوامهم أم بين األمم السابقة أفرادا وجماعات‬

‫مفهوم القصة من جهتين معا ( اللغة واإلصطالح )‬


‫وسيلة من وسائل التعبير عن طريق سرد ومتابعة اآليار والتنقيب عن أحدث وقعت‬
‫في الزمن الغابر نساها الناس أو غفلو عنها‪ ,‬وفيها تماسك سردي بين أجزائها كما‬
‫يجب أن تكون لها بداية ونهاية والغية منها لتكون عبرة وعظة للناس‬

‫التنبيه‬
‫فالحكاية والقصة مترادفان إال أن الحكاية ال تطلق على القصص القرآني تأدبا ؛ ألن القرآن لم يسمها كذلك‬
‫لم ترد في القرآن كلمة قصة مفردة وال كلمة ِقصص جمعا وإنما وردت كلمة َقَصص ووردت األفعال المشتقة منها‬
‫المناسبة بين معنى اللغوي واإلصطالحي ؛ اشتركهما في أصل معنى القصة وهو التتبع والنقل والفرق بينهما هو‬
‫شئ أمته طبيعة التطور واالزدهار في العلوم وال‬
‫الفرق بين القصة األدبية القصة القرآنية‬
‫من جهة صحة األخبار‪ :‬فاألولى تستمد من الخيال أو الواقع أو منهما معا وأما‬
‫الثانية تستمد من حق ال ظل للخيال فيه‬
‫من جهة الغرض ؛ فاألولى للتسلية غالبا وأما الثانية ليان أحوال القوم أو إبالغ‬
‫الدعوة من األمم الماضية وغيرهما من أغراض الدينية‬
‫من جهة التصنيف ؛ فأولى تذكر مرتبة على حسب زمن وقوعها بخالف الثاني‬

‫أقسام الفن القصص‬


‫األقصوصة ‪ :‬هي قصة قصيرة يعالج فيها الكاتب جانبا من حياة ال كل جوانب‬
‫هذه الحياة‬
‫الرواية ‪ :‬هي قصة يعالج المؤلف موضوعا كامال أو أكثر‬
‫الصقة ‪ :‬هي تتوسط بين األقصوصة والرواية ؛ حيث يعالج الكاتب جوانب‬
‫أرحب مما يعالج في األولى‬
‫الحكاية ‪ :‬فهي سرد واقعة أو وقائع حقيقة أو خيالية ال يلتزم فيها الحاكي قواعد‬
‫الفن الدقيقة بل يرسل الكالم كما يريده‬
‫أنواع القصص في القرآن‬
‫القصص الذي يتعلق األنبياء‬
‫القصص الذي يتعلق بحوادث غبرة وأشخاص لم تثبت نبوتهم ؛ كقصة الذين‬
‫أخرجوا من جيارهم وهو ألوف حذر الموت‬
‫القصص الذي يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله ؛ كغزوة بدر‬
‫القصص الذي يتعلق ببعض المخلوقات األخرى ؛ كقصة النملة‬
‫القصص الذي يتعلق بالباالد والديار؛ عن أهلها والفساد بعد اإلصالح وغيرهما‬

‫أسلوب القصة القرآنية‬


‫أسلوب معجز ؛ وهذه الخصوصية الفريدة ألسلوب القرآن التي ال يرتقي إليه‬
‫أسلوب في العربية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها‪ .‬قال الباقالني ‪ :‬أسلوب‬
‫القرآن خاص به ال يضارعه فيه غيره كما أنه خارج عن األساليب المعروفة‬
‫أسلوب الحوار‬
‫أسلوب ضرب والمثل‬
‫أسلوب التربية النفسية والتوجيه الخلقي‬
‫‪ ...‬الخ‬

‫أسلوب الحوار في القرآن‬


‫شكله‬
‫الحوار في القرآن الكريم قائم على المناقشة و البراهين المنطقية فلذلك الحوار من‬
‫أقصر السبل للوصول إلى الغرض ومعرفة الحقيقة والدفاع عن الدعوة اإلسالمية‬
‫وإبطال الشبهات‬
‫ما يشكل به‬
‫الحوار يشكل األساس أو القاعدة التي بني عليه القصص في القرآن ؛ فال تكاد تخلو‬
‫قصة من قصص القرآن من عنصر الحوار‪.‬‬

‫غرضه‬
‫إثارة الوجدان وإيقاظ الفكر ثم تدرج نحو الطول والتفصيل بتدرج أسلوب الدعوة‬
‫وتهيؤ النفوس ؛ لالطالع والمعرفة واستعداد العقول للجدل والخوض في القضايا‬
‫الغيبية التي كانت محور هذ القصص وهي التوحيد والرسالة‬

‫أنواع القصد في القصة‬


‫العناصر المألوفة للقصة ال نجدها مجتمعة في القصص القرآن فقد يكون القصد‬
‫لإلنذار والترهيب ؛ فيبرز العنصر االألحداث كقوله تعالى [ كذبت ثمود وعاد‬
‫بالقارعة ‪ ...‬من باقية ]‬
‫لتثبيت الرسول والمؤمنين على الحق الذي يدعو إليه ؛ فيبرز العنصر‬
‫األشخاص كقوله [ ولوطا ءاتينه حكما وعلما ‪ ...‬إنه من الصلحين ]‬
‫إلقامة الحجة واإلقناع بحكاية أقوال الخصم أو التعريف بشخصية ما ؛ فيبرز‬
‫العنصر الحوار كحوار الذي جرى بين نوح وقومه‬
‫وأما المكان والزمان إن كانا عنصرين هامين في القصة الكالسكية فإن القصة‬
‫القرآنية ال يعنها من ذكر المكان إال جعلت منه مسرحا لألحداث الهمة كمصر في‬
‫قصة يوسف‪ ,‬وال يعنينا من ذكر الزمان تحديد تاريخ الحادثة وال مدتها إال إذا كان في‬
‫تعينها أبعاد لقيمة الحادثة نفسها كمدة التذتي ناهما أهل الكهف‬
‫أهداف القصة القرآنية وأغراضها‬
‫هدى للناس ؛ [إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم ]‬
‫بيان أن الدين الذي دعا إليه األنبياء هو من عند الله [ الشورى ‪] 13 :‬‬
‫بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص [ األعراف ‪] 176‬‬
‫بيان أن وسائل األنبياء في الدعوة موحدة ؛ [سورة هود ‪] 68-25 :‬‬
‫تثبيت لقلب رسول الله وقلوب األمة المحمدية ؛ [هود ‪]120 :‬‬
‫إثبات وحدة الرسالة والعقيدة وإن اختلفت الشريعة ؛‬
‫إثبات وجه من وجوه إعجاز القرآن‬
‫إيجاد التغيير الجذري للمجتماعات‬
‫تعميق العقيد في النفوس‬
‫التسامي باإلنسان ليمتاز عن الحيوان‬
‫بيان قدرة الله على الخوارق‬
‫بيان عاقبة اإلستقامة والصالح‬


‫طريقة عرض القصص القرآني‬
‫سرد القصة من أولها إلى آخرها في سياق واحد وموضع واحد ؛ كقصة يوسف‬
‫يعرض جانبا من القصة في سورة و جوانب أخرى في سورة أخرى ؛ كقصة آدم‬
‫يسرد القصة مرة مبسوطة ومرة موجزة ومرة بإشارة ؛ وكل مرة يراعي مكان‬
‫العبرة ومقتضى المقام والغرض من القصة كقصة موسى‬
‫خضوع القصة للغرض الديني‬
‫من أوضح اآلثار ما يأتي‬
‫تكرار القصة الواحدة‬
‫انتخاب أجزاء من القصة‬
‫الموعظة‬

‫تكرار القصة الواحدة‬


‫المراد به‬
‫أن ترد القصة الواحدة مكرر في مواضع شتى ؛ ليس كلها وإنما هو لبعض حلقاتها‬
‫السر فيه‬
‫حين يقرأ اإلنسان هذه الحلقات المكررة مالحظا السياق الذي وردت فيه يجدها‬
‫مناسبة لهذا السياق تماما ؛ في اختيار الحلقة التي تعرض هنا أو هناك‪ .‬وكل هذا‬
‫ظاهر لمن يقرأه بحسب ترتيب نزولها ؛ فمعظم القصص يبدأ بإشارة مقتضبة ثم‬
‫تطول هذه اإلشارات شيئا فشيئا‬

‫انتخاب أجزاء من القصة‬


‫قصص تعرض منذ الحلقة األول وهي حلقة ميالد بطلها ؛ كقصة آدم وعيسى‬
‫قصص تعرض من حلقة متأخرة نسبيا كقصة يوسف وإبراهيم‬
‫قصص تعرض في حلقة متأخرة جدا ؛ وهي حلقة الرسالة كقصة نوح وغيره‬

‫وهذا يقع ألن الهذف التاريخي لم يكن بين أهداف القرآن الساسية فسارت القصة‬
‫وهدفها األول هو الهدف الديني‬
‫الموعظة‬
‫إذا تتبعنا قصص القرآن وجدنا عقب كل قصة تعقيا يناسب العبرة فيها‬

‫التنبيه‬
‫خضوع القصة للغرض الديني لم يمنع بروز الخصائص الفنية في عرضها‪ .‬فمن‬
‫الخصائص الفنية في القصة القرآنية‬

‫تنوع طريقة المفاجأة‬

‫قد يكتم سر المفاجأة عن البطل وعن النظارة حتى يكشف لهم معا في آن‬
‫واحد كقصة موسى مع الخضر‬
‫يكشف بعض السر للنظارة ؛ وهو خاف على البطل في موضع وخاف عن‬
‫النظارة وعن البطل في موضع آخر في القصة الواحدة ؛ كقصة عرش بلقيس في‬
‫البداية وإسالمها في النهاية‬
‫يكشف السر للناظارة منذ أول لحظة ؛ كقصة أصحاب الجنة في سورة القلم‬

‫تنوع طريقة العرض‬

‫يذكر ملخصا للقصة يسبقها ثم يعرض التفصيالت بعد ذلك كقصة أهل الكهف‬
‫تذكر عاقبة القصة ثم تبدأ القصة بعد ذلك من أولها وتسير بتفصيل خطواتها‬
‫كقصة موسى في سورة القصص‬
‫تذكر القصة مباشرة بال مقدمة وال تلخيص ويكون في مفاجأتها الخاصة كقصة‬
‫مرية عند مولد عيسى ومفاجأتها وقصة سليمان مع النمل والهدهد‬
‫يحيل اقصة تمثيلية كقصة إبراهيم وحواره مع قومه عند تكسير األصنام‬
‫فوائد قصص القرآن‬
‫إيضاح أسس الدعوة إلى الله‬
‫تثبيت قلب رسول الله على دين الله‬
‫إظهار صدق النبي محمد في دعوته‬
‫التنبيه على سنن الله في االجتماع البشري‬
‫تصديق األنبياء السابقين وإحياء ذكراهم وتخليد آثارهم‬
‫التحذير من وثوع المسلمين فيما وقعت فيه األمم السابقة من المعاصي‬

‫مزايا قصص القرآن‬


‫من جهة اإلعجاز الصوري‬
‫إن لعبارات القرآن كله من الدقة الغريبة والمعاني العجيبة ما ال يقرب منه شئ‬
‫من كالم بلغاء البشر‬
‫من جهة اإلعجاز المعنوي‬
‫بيان أصول دين الله العامة المشتركة بين جميع أنبيائه المرسلين‬
‫بيان أن وظيفة الرسل تبليغ وحي الله تعالى لعباده‬
‫بيانهم ألقوامهم أن ه\اية الدين سبب لزيادة النعم في الدنيا وحفظها‬
‫نصائح األنبياء ومواعظهم الخاصة بكل قوم بحسب حالهم‬
‫بيان سنن الله في استعداد الناس النفسي والعقلي‬
‫بيان سنن الله في الطباع واالجتماع‬
‫آيات الله وحججه على خلقه في تأييد رسله‬
‫مزايا قصص القرآن‬
‫من جهة اإلعجاز التاريخي‬
‫يقرر القرآن إعجازه التاريخي بأسلوب قطعي ال مجال فيه للشبهة أو اإلجتهاد ؛‬
‫يقرر ذلك حين يقص على النبي قصص األمم الغابرة وقصص إخوانه األنبياء‬
‫السابقين ثم يختم هذه القصص بالمن عليه بأنه لوال إخبار القرآن له بها ما كان‬
‫يعلمها [ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ‪ ...‬إذ يختصمون ]‬
‫أثر القصص القرآني في التربية والتهذيب‬
‫الهدف األصيل‬
‫القصة في القرآن وسيلة فنية لعرض مبادئه والدعوة إليها والتربية على أساسها‬
‫وتثبيت حقائقها في قلوب المؤمنين ؛ فال تهدف القصة القرآنية إلى التاريخ ( ال‬
‫تاريخ الرساالت والرسل أو األمم واألشخاص)‪ .‬إنما تأخذ من الواقع التاريخي ما‬
‫بقي بتحقيق هدفها األصيل وهو الدعوة والتربية‪ .‬فتكون القصة القرآنية من هنا‪:‬‬

‫أداة عملية ناجحة لتربية النفس وتقويم السلوك ؛ فيستطيع المربي أن‬
‫يصوغ القصة القرآنية باألسلوب الذي يالئم المستوي الفكري للمتعلمين في‬
‫كل مرحلة من مراحل التعليم‬
‫وسيلة دعوية تربوية ؛ فهي تسهم في بناء اإلنسان تصورا وسلوكا‪ .‬فأما من‬
‫ناحية الفكر فهي تمده بزخم من التصورات العقدية‪ ,‬وأما من ناحية السلوك‬
‫فهي تمده بنموذج بشري واقعي لتطبيق هذه التصورات في الحياة الدنيا‬
‫الحكمة من قصص األنبياء‬
‫إثبات نبوتهم وذكر معتجزاتهم تصديقا لهم في دعواهم‬
‫التخلق بأخالقهم وليقتدي بهم ويعترف على هدىهم‬
‫التماس العبرة والعظة من سيرة األنبياء واتخاذها نبراسا لحيانتا‬
‫التعرف على سنن الله‪ ,‬منها‬
‫سوء عاقبة المكذبين للرسل وإهالكهم‬
‫نصره لعباده المؤمنين‬
‫مداولة األيام بين الناس من الشدة إلى الرخاء‬
‫أن البشر يتحملون مسؤوليتهم في الخير والشر‬
‫أن االبتالء لألنبياء والمؤمنين سنة جارية ال تتبدل‬

‫سر التكرار في قصص األنبياء‬


‫بيان بالغة القرآن في أعلى مراتبها ؛ فمن خصائص البالغة إبراز المعنى‬
‫الواحد في صور مختلفة‪ .‬فمن هنا فالتكرار في قصص القرآن لم يكن لمجرد‬
‫التكرار بل هو تجديد للمعاني وليس ترديدا‪ .‬والفرق بين التجديد ومجرد‬
‫الترديد أن الترديد يكون تكرارا ال غاية لها أما التجديد فإنه يكون لغاية بعده‬
‫ال تتم إال به‬
‫التأكيد على قوة اإلعجاز القرآني وعجز العرب ؛ فلو سلك القرأن طريقا‬
‫واحدا في إيراد القصص لقال الكفار ‪ :‬نحن نقدر على غيره هذا النوع‪,‬‬
‫فقطع الله عليهم كل سبيل لالعتراض‪ .‬فإعادة الصقة الواحدة بألفاظ مختلفة‬
‫يؤدي معنى واحدا من األمر الصعب الذي تظهر فيه الفصاحة‬
‫االهتمام بشأن القصة لتمكين عبرها في النفس ؛ فإن التكرار من االهتمام؛‬
‫فتبرز بعض معنيها الوافية بالغرض في مقام و تذكر معان أخرى في سائر‬
‫المقامات حسب اختالف مقتضيات األحوال‬
‫تسلية للنبي وتثبيت لقلبه ؛ ليرى الرسول والمؤمنون ما القي األنبياء‬
‫وأتباعهم من أذي أقوامهم‪ ,‬ومصابرتهم ومجاهدتهم في سبيل الله‪ ,‬فيصبروا‬
‫على أذى المشركين كما صبر غيرهم من الرسل‬
‫إظهار اإلشارة في القصة التي لها معان متعددة ؛ ففي بعض السور يكون‬
‫مساق الكالم اإلخبار عن التوحد وتبليغ الرسالة فتقص القصص على هذا‬
‫المساق لإلشارة إلى أنهم على وتيرة واحدة ومنهج واحد‪ ,‬وتارة يكون مساق‬
‫الكالم في بعض السور ‪ :‬إثبات البعث والنشور فتساق قصص األنبياء إلثبات‬
‫هذا المعنى وأنهم دعوا إلى هذا األمر‬

‫سر عدم التكرار في قصة يوسف‬


‫أن القصة خلت من عبرة المكذبين ألنبيائهم وهالكهم‬
‫جاءت اسورة للتحدي ؛ فكأنه تعالى يقول "فأتوا بما ترون من أي نوع من‬
‫هذه القصص"‬
‫طلب الصحابة قصة يوسف من رسول الله ترويحا عن نفوسهم ؛ فنزل بها‬
‫متسلسلة األجزاء مرتبة ترتيبا زمنيا كما وقعت‬
‫لما فيها من الحديث عن امرأة العزيز تراود يوسف عن نفسه وتغلق األبواب‬
‫وتقول هيب لك الخ فإطالة الكالم في مثل هذه األحوال ال يليق عادة‬
‫واإلنسان يمتنع حياء من ذكرها ولو مرة واحدة فكيف يكررها أكثر من مرة‬
‫موازنة بين قصص األنبياء في الرآن والتوراة‬
‫من جهة المنهج و الغرض‪:‬‬
‫التوراة ‪:‬‬
‫تتعرض لتفاصيل جزئيات المسائل‬
‫اجتمعت القصة من جميع نواحيها‬
‫قصدت إلى التاريخ‬
‫القرآن ‪:‬‬
‫لم يتعرض لتفاصيل جزئيات المسائل بل بصفة عامة‬
‫لم يجتمع القصة من جميع نواحيها بل اقتصر على موضع العبرة منها‬
‫لم يقصد إال العظة والعبرة‬

‫من جهة صحة األخبار‪:‬‬

‫التوراة ‪:‬‬
‫وحي إلهي غير خالص عن التحريف ؛ كاأليات التي تعبر عن‬
‫سليمان الذي يعبد االوثان‬
‫كون لوط الذي يزنى ابنتيه‬
‫هارون هو الذي صنع العجل لبني إسرائيل‬
‫القرآن ‪:‬‬
‫وحي إلهي خالص عن التحريف‬
‫التنبيه‬
‫لو كان النبي نقل عن التوراة لوافقها في كل ما نقله لكن التالي باطل فثبت نقيض المقدم فهو لم يكن النبي نقل عن التوراة‬
‫أن العوام إذا سمعوا القصص النادرة ثم ذكر خصوصياتها يميلون إلى القصص نفسه ويفوتهم التذكر الذي هو الغرض األصلي‬
‫فيها ومن ثم يهتم القصص القرآني برؤوس العبر‬
‫قصة آدم في سورتي البقرة واألعراف‬
‫المعنى اإلجمالي‬
‫اختالف السياق بينهما‪:‬‬
‫أما سورة البقرة فقد وردت في سياق تكريم آدم ؛ وكل الجوانب‬
‫األخرى المذكورة فيها إنما تخدم هذا التكريم‪ .‬فتكريم العلم إنما ظهر‬
‫في العلم الذي يحمله آدم ومسألة االستخالف إنما تدور على‬
‫استخالف آدم‪ ,‬وهكذا‬
‫أم سوروف األعراف فقد وردت في سياق العقوبات ؛ وإهالك األمم‬
‫الظالمة من بنى آدم لذا قال عز وجل [ وكم من قرية أهلكنها‪...‬ظلمين ]‬
‫المعنى التفصيلي‬
‫األول ‪ :‬تمام ورودهما في المكان المناسب‬
‫فقد وردت أوليات القصة عند أول ذكر لها في أول سورة من سور القرآن‪,‬‬
‫كما أنها أول قصة افتتح فيها القصص القرآني في حين ذكرت القصة في‬
‫سورة األعراف من مرحلة الخلق والتصوير فهي تبدأ بقوله ‪[ :‬ولقد خلقنكم‬
‫ثم صورنكم ] فكأنها كانت استكماال لما ورد في البقرة‬
‫ذكر الله قصة آدم في البقرة بعد قوله [ هو الذي خلق لكم ما ‪ .] ...‬وهذه‬
‫األية التي سبقت بها قصة آدم بدأت بتكريم اإلنسان [ ‪ ...‬خلق لكم ما في‬
‫األرض جميعا ‪ ] ...‬وختمت بالعلم [ ‪ ...‬وهو بكل شئ عليم ]‬
‫أسباب في تكريم آدم ‪ :‬ذكر استخالف آدم في األرض‪ ,‬تفضيله على‬
‫المالئكة بالعلم‪ ,‬إسجاد المالئكة له‬
‫ركائز العلم في هذه األية ‪ :‬إثبات العلم الشامل لله‪ ,‬نفي العلم عن‬
‫المالئكة إال ما علمهم الله ‪ ,‬إثبات التعليم آلدم‬
‫الثاني‪ :‬اختالف ذكر معصية إبليس‬
‫في السورة البقرة ‪ ... [ :‬أبى واستكبر وكان من الكفرين ]‬
‫في السورة الحجر ‪ ... [ :‬أبى ‪] ...‬‬
‫في السورة األعراف‪ ... [ :‬إال إبليس لم يكن من السجدين ]‬

‫الثالث‪ :‬اختالف بين آيتين‬

‫وجه االختالف‬ ‫سورة األعراف‬ ‫رقم سورة البقرة‬

‫إسناد القول إلي الله أم ال‬ ‫ويئادم اسكن‬ ‫وقلنا يئادم اسكن‬ ‫‪1‬‬
‫استعمال الواو أو الفاء‬ ‫فكال‬ ‫وكال منها‬ ‫‪2‬‬
‫زيادة "رغدا" أم ال‬ ‫‪-‬‬ ‫رغدا‬ ‫‪3‬‬

‫زيادة "من" أم ال‬ ‫من حيث شئتما‬ ‫حيث شئتما‬ ‫‪4‬‬

‫اإليضاح‬
‫فقد أسند القول في البقرة إلى نفسه [ وقلنا يئادم ] ألنه يقول في مقام التكريم والتعظيم‪ ,‬في‬
‫حين جمع بين طرد إبليس وإسكان آدم بقول واحد في األعراف [ قال الخرج منها ] [ ويئادم‬
‫اسكن أنت ]‬
‫جاء بالواو في سورة البقرة للداللة على السعة في اإلختيار وهو المناسب لمقام التكريم‬
‫كقولك لشخص ( ادخل وكل ) كان له الحق في أن يأكل متى شاء‪ ,‬بخالف ( ادخل فكل )‪.‬‬
‫فقد أعاد الضمير في البقرة فقال [ منها ] ولم يعده في األعراف ؛ لذكر الجنة في البقرة وهو‬
‫المناسب لمقام التكريم فيها بخالف األعراف‬
‫وزاد في البقرة [ رغدا ] لما زاد في الخبر تعظيما بقوله [ قلنا ] بخالف سولة األعراف فإن‬
‫فيها ‪ :‬قال‬
‫الظرف في البقرة [ حيث شئتما ] تحتمل أن يكون للسكن واألكل جميعا بخالف في سورة‬
‫األعرف الذي اقتصر على األكل [ فكال من حيث شئتما ] فالمشيئة في البقرة أوسع ألنها‬
‫تشمل السكن واألكل بخالف األعراف‪ ,‬وهو المناسب لمقام التكريم في البقرة كما هو ظاهر‬
‫الرابع‪ :‬اختالفهما في اإلزالل والتدليل الشيطان‬
‫في السورة البقرة ‪ [ :‬فأزلهما الشيطن عنها ]‬
‫في السورة األعراف‪ [ :‬فدلهما بغرور ]‬
‫المراد‬
‫معنى التدليل ‪ :‬أن يجعل شئ إلى أسفل وأما اإلزالل قد تكون في الموضع نفسه‪.‬‬
‫فمعنى ( دالهما ) أنزلهما من مكان إلى مكان أحد منه‪ ,‬فخفف المعصية في‬
‫البقرة وسماها زلة مراعاة لمقام التكريم بخالف األعراف‬
‫الخامس ‪ :‬عدم ذكر العتاب في سورة البقرة‬
‫في السورة البقرة ‪ ] -[ :‬؛ مراعة لمقام التكريم‬
‫في السورة األعراف‪ [ :‬ونادىهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة ‪] ...‬‬
‫السادس ‪ :‬عدم ذكر تصريح آدم عن نفسه بالمعصية‬
‫في السورة البقرة ‪ ] -[ :‬؛ إكراما له‬
‫في السورة األعراف‪ [ :‬قاال ربنا ظلمنا أنفسنا ‪] ...‬‬
‫السابع‪ :‬اختالف المقامين في طلب المغفرة‬
‫في السورة البقرة ‪ ... [ :‬فتاب عليه ] ؛ لم يذكر أن آدم طلب المغفرة‬
‫في السورة األعراف‪ [ :‬قاال ربنا ظلمنا ‪ ] ...‬؛ لم يذكر أنه قد تاب عليه‬
‫التناسب بينهما‬
‫مقام البقرة الذي لم يذكر أن آدم طلب المغفرة وذكر أنه تاب عليه ومقام األعراف‬
‫الذي ذكر فيه أن آدم طلب المغفرة ولم يذكر أنه تاب عليه ؛ مراعة للمقام التكريم‬
‫في السورة البقرة والمقام العتاب والمؤاخذة في األعراف‬
‫الثامن‪ :‬مناسبتهما بخاتمة السورة‬
‫في السورة البقرة ‪ [ :‬وكان من الكفرين ] وقال في آخر السورة [ فانصرنا من‬
‫القوم الكفرين ]‬
‫في السورة األعراف‪ [ :‬لم يكن من السجدين] وقال في آخر السورة [ إن‬
‫الذين عند ربك ال يستكبرون عن عبادته ويستحونه وله يسجدون ]‬

‫الحمد لله تم المختصر بإذن الله تعالى‬


‫ش ف‬ ‫أرجو الدعاء منكم لنا بالنجاح واإلمتياز آمين‬
‫الك ا‬
‫‪Book‬‬ ‫‪Center‬‬ ‫أخوكم محمد فجر صديق رمضان األندونيسي‬
‫انظر مختصارات هنا‬
‫ش ف‬
‫الك ا‬
Book Center

You might also like