You are on page 1of 30

‫ماسرت‪ :‬قانون التوثيق‬

‫عرض تحت عنوان‬

‫العقود التجارية الدولية‬

‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫سهام الزين‬
‫سلسبيل الرداني المصبر‬
‫مريم الجبلي‬
‫سيسوط التازي ندى‬
‫الريفي العمارتي زينب‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪2022/2021‬‬
‫تعتبر العقود التجارية الدولية الأداة القانونية الأكثر استعمالا في مجال المعاملات الدولية‬

‫وبمقتضاها يتم جلب وتنمية الاستثمارات‪ ،‬سواء تعلق الأمر بالدولة في إطار تحقيق خطتها‬
‫الاقتصادية واستغلال مواردها الطبيعية وتطوير بنياتها التحتية‪ ،‬ومختلف الصناعات ونقل‬

‫التكنولوجيا‪ ،‬أو بالنسبة للأفراد بينهم من خلال المعاملات التجارية التي تتخذ في الغالب بشكل‬

‫تصدير واستراد‪ ،‬أو مبادلات مختلفة و وفاءات دولية ونقل وتأمين دوليين واستثمار‪]1[.‬‬

‫ومند زمن بعيد و التجارة الدولية تلعب ادوارا هامة في الاقتصاد العالمي[‪ ،]2‬وبالتالي فالعقود‬
‫التجارية الدولية من الركائز الاساسية التي تقوم عليها التجارة الدولية‪ ،‬فبواسطتها تسير عجلة‬
‫الاقتصاد الدولي في الوقت الحاضر‪ ،‬على الرغم من مما تعرضت له التجارة الدولية من صعود‬

‫وهبوط نتيجة عدم استقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية[‪]3‬‬


‫وعلى اعتبار أن التجارة الدولية محرك النمو كونها تساهم بشكل كبير في زيادة النشاط‬

‫الاقتصادي لدول العالم‪ ،‬فان نمو اقتصاد أي دولة يعتمد على مدى فعالية التجارة الدولية‪ ،‬وقد‬
‫حظيت هذه الأخيرة باهتمام بالغ من طرف فقهاء القانون وكذلك الهيئات و المنظمات الدولية‪،‬‬

‫فمثلا نجد المنظمة العالمية للتجارة مختصة بالقوانين الدولية المعنية بالتجارة مابين الأمم‪،‬‬

‫ومهمتها الأساسية تكمن في ضمان انسياب التجارة بأكبر قدر ممكن من السلاسة والحرية‪ .‬كذلك‬

‫نجد أن الهيئات الدولية قد بذلت جهودا كبيرة لتوحيد أحكام هذه التجارة‪ ،‬حتى برزت ملامح فرع‬
‫جديد من فروع القانون هو" قانون التجارة الدولية" الذي يتضمن الاتفاقيات الدولية التي تم‬

‫انجازها في مجال التجارة الدولية والعقود النموذجية والشروط العامة التي وضعت في هذا‬

‫المجال‪.‬‬

‫وعقود التجارة الدولية تعد من بين أهم الوسائل التي تسير بها التجارة الدولية كما أصبحت أداة‬
‫للمبادلات الاقتصادية والخدمية والمعلوماتية عبر الحدود‪ ،‬وهذه العقود عديدة ومتنوعة لا حصر‬

‫لها كونها تسير المعاملات التجارية الدولية التي هي في تطور مستمر‪ .‬ولعل أبرز ما يميز هذه‬

‫العقود اختلافها عن العقود الأخرى في أنها لا يوجد قانون خاص بها تخضع له بل تخضع في أغلب‬

‫الأحيان لقواعد القانون الدولي وبالأخص قواعد التجارة الدولية‪ ،‬أما الثانية فيتم تنظيمها بموجب‬

‫القوانين الوطنية‪ .‬وتتخذ عقود التجارة الدولية أسماء وأشكال مختلفة طبقا لاتفاق الأطراف‬
‫وطبيعة عملهم‪ ،‬كذلك طول مدة تنفيذها التي يرجع تحديدها إلى إرادة الأطراف ورغبتهم في‬

‫تحديد نوع من الاستقرار في معاملاتهم التجارية الدولية‪ ،‬وكذلك ضخامة مبالغها المالية ومواردها‬

‫البشرية وقدراتها الاقتصادية والتجارية الهائلة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وتدفعنا الخصوصية التي يتميز بها العقد التجاري الدولي الى طرح تساؤلات مفادها ما طبيعة‬

‫العقد التجاري الدولي ؟ وما هو مفهومه ؟ ومراحل انعقاده ؟‬

‫للإجابة على الإشكالية المطروحة سنتناول هذا الموضوع في فصلين‪ ،‬حيث سنتطرق في الفصل‬

‫الأول لمفهوم العقد التجاري الدولي وسنقسمه إلى مبحثين‪ ,‬نسلط الضوء في الأول على تحديد‬
‫العقد التجاري الدولي‪ ,‬ونتطرق في الثاني سلطان الارادة في العقد التجاري الدولي‪.‬‬

‫أما فيما يخص الفصل الثاني‪ ,‬فسنتناول فيه مرحلة ابرام وتنفيذ العقد التجاري الدولي‪,‬‬

‫وسنقسمه إلى مبحثين كذلك‪ ,‬نخصص الأول لإبرام العقد التجاري الدولي‪ ,‬والثاني يتعلق بتنفيذ‬

‫العقد التجاري الدولي‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ - ]1[ 1‬أمينة الخياط "واقع وآفاق تنظيم القانوني للعقود الدولية في القانون الدولي المغربي" "المجلة المغربية للدراسات‬
‫واالستثمارات القانونية" العدد األول سنة‪-2011‬ص‪.15‬‬
‫[‪ - ]2‬محمد نخلي "القوة القاهرة في عقود التجارة الدولية" اطروحة لنل الدكتوراة في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫مراكش‪،‬السنة الجامعية‪ 1999/2000‬ص‪.2‬‬
‫[‪- ]3‬صالح بن عبد الهينن عطاف العوني "المب ادىء القانونية في صياغة عقود التجارة الدولية" منشورات مركز البحوث‬
‫و الدراسات االدارية‪ ،‬الرباط ‪1998‬ص ‪.11‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل الأول‪ :‬مفهوم العقد التجاري الدولي‬
‫المبحث الأول ‪ :‬تحديد العقد التجاري الدولي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور سلطان الارادة في العقد التجاري الدولي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ابرام وتنفيذ العقد التجاري الدولي‬


‫المبحث الأول‪ :‬ابرام العقد التجاري الدولي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تنفيذ العقد التجاري الدولي‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مفهوم العقد التجاري الدولي‪.‬‬
‫يعتبر العقد التجاري الدولي من بين أهم الوسائل التي تسير بها التجارة الدولية كما أنه أداة‬
‫للمبادلات الاقتصادية والخدماتية والمعلوماتية عبر الحدود‪ ،‬وهذه العقود التجارية الدولية عديدة‬

‫ومتنوعة لا حصر لها كونها تسير المعاملات التجارية الدولية التي هي في تطور مستمر‪.‬‬

‫ويرتبط مفهوم العقد التجاري الدولي بتحديده وهدا ما سنتناوله في المبحث الأول وكذلك‬

‫بالنظام القانوني الدولي للتجارة والمبادلات الدولية موضوعنا في المبحث الثاني من هذا‬
‫الفصل‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تحديد العقد التجاري الدولي‬


‫لتحديد العقد التجاري الدولي سنتناول في هدا المطلب العناصر المميزة للعقد التجاري الدولي‬
‫من خلال الفقه والقضاء كمطلب أول ثم مميزات العقد التجاري الدولي من خلال الاتفاقيات‬
‫الدولية في الفقرة ثانية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬العناصر المميزة للعقد التجاري الدولي من خالل الفقه والقضاء‬
‫يقصد بالعقد في القوانين الداخلية للدول التصرف القانوني القائم على توافق ارادتين أو أكثر‬

‫بقصد انشاء التزام أو تعديله أو انهائه[‪ ]4‬لإحداث أثر قانوني معين‪ ،‬وقد يتمثل هذا الأثر القانوني‬

‫في إعطاء شيء أو القيام بعمل أو الامتناع عن عمل‪ .‬وللعقد في مجال القانون الدولي للأفراد‬
‫أهمية خاصة‪ ،‬حيث يعد الأداة الأساسية التي يتم من خلالها التبادل التجاري عبر الحدود‪ ،‬وهو ما‬

‫يطلق عليه اسم العقد التجاري الدولي‪.‬‬

‫والعقد التجاري الدولي هو اتفاق بين شخصين أحدهما مقيم والآخر غير مقيم‪ ،‬ويخضع لقانون‬

‫الصرف والتحويل الخارجي‪ ،‬وهدا يدفع بالقول على أن عقود التجارة الدولية هي تلك العقود‬
‫المنصبة على معاملات تجار ية موجهة لأن تتخطى حدود الدولة لتنتج آثارها في دولة أخرى[‪.]5‬‬
‫وأمام صعوبة تعريف عقود التجارة الدولية‪ ،‬أوجد كل من الفقه والقضاء معايير من خلالها يمكن‬

‫إضفاء الصفة الدولية‬

‫على العقد‪ ،‬لأجل دلك سنحاول الوقوف عند المعيار القانوني (الفقرة الأولى) ثم المعيار‬
‫الاقتصادي (الفقرة الثانية)‬

‫‪2‬‬

‫‪ - ]4[ 2 2‬محمودي مسعود "أساليب وتقنيات ابرام العقود الدولية" ديوان المطبوعات الجامعية سنة‪ 2006‬ص‪.20‬‬

‫‪5‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المعيار القانوني‬
‫وفقا لهذا المعيار فإن العقد يعد دوليا إذا ارتبطت عناصره القانونية بأكثر من نظام قانوني واحد‬

‫إما في مكان إبرام العقد أو تنفيذه أو جنسية المتعاقدين أو موطنهم‪،‬‬


‫وتتمثل هذه العناصر ّ‬
‫وانسجاما مع هدا فقد قضت محكمة باريس في قرارها الصادر‪ 19‬في جوان ‪1970‬في قضية‬
‫"هشت ‪"Hecht‬بأنه يعتبر دوليا العقد الذي يرتبط بعدة معايير قانونية مصدرها دول متعددة ‪،‬‬

‫وأكدت محكمة النقض الفرنسية هدا القرار في ‪4‬جويي ‪. 1972‬‬


‫‪3‬‬

‫وفي قرار لنفس المحكمة بتاريخ ‪8‬جويي ‪1977‬في قضية ‪Bourion tradieu‬نجد أن المحكمة تبنت‬
‫نفس المعيار واعتبرت العقد دوليا لارتباطه بمعايير قانونية وقد استنتج الفقهاء المهتمين بهدا‬
‫الميدان أن القضاء تبنى من خلاله المعيار القانوني وحده‪ ،‬وبالتالي أصبح تكييف العقد الدولي‬

‫يرتكز على مجرد معطيات قانونية محضة‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المعيار االقتصادي‬


‫إن هذا المعيار يعتمد على العملية التي يحققها العقد التجاري الدولي المتمثلة في مصالح‬

‫التجارة الدولية‪ ،‬وبالتالي تتحقق الصفة الدولية للعقد عندما يتطلب تداول القيم او الخدمات او‬

‫الأموال‪ ،‬والانتقال بها خار ج الحدود‪ ،‬وكذلك عندما يرتبط العقد بالعمليات التجارية الدولية[‪.]7‬‬
‫وتترتب الصفة الدولية للعقد بالنظر الى محتواه الاقتصادي لأن العقد الدولي تصرف قانوني‬

‫ارادي تترتب عليه آثار اقتصادية في المجال الدولي ويمثل أهم وسيلة قانونية في التجارة الدولية‬

‫بمفهومها الواسع‪ ,‬ونكون ادا أمام عقد دولي كلما تعلق الأمر أو كانت له علاقة بالتجارة الدولية‬

‫بمعناها الواسع‪ ،‬فيدخل ضمن دلك عمليات الاستثمار والبناء واستغلال الحقوق المعنوية ونقل‬
‫التكنولوجيا والخدمات ذات الطابع الاقتصادي والثقافي‪ ،‬وقد أدخل بعضهم عقود الامتياز وعقود‬

‫التنمية الاقتصادية التي تكون الدولة طرفا فيها‪.‬‬

‫[‪ - ]5‬تياب نادية "التحكيم كآلية لتسوية نزاعات عقود التجارة الدولية" مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ .‬فرع‬
‫قانون األعمال‪،‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪ . 2006 .‬ص ‪.02‬‬

‫‪ - ]7[ 44‬سناء راكيع "تنازع القوانين في عقود التجارة الدولية‪ ،‬عقد البيع الدولي للبضائع نمودجا" رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا المعمقة في قانون المقاوالت‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‬
‫اكدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2005/2006‬ص‪.13‬‬
‫[‪ - ]8‬محمودي مسعود نفس المرجع ص‪ 24‬و ص ‪.25‬‬
‫[‪- ]9‬هشام علي صادق "القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية" مطبعة منشأة المعارف االسكندرية سنة‬
‫‪1995‬ص‪94‬‬
‫‪6‬‬
‫والى هدا المعنى ذهبت محكمة الاستئناف لفرنسية بباريس في حكم لها بتاريخ ‪9‬ديسمبر‪1980‬‬

‫حيث اعتبرت "عقدا دوليا" العقد الذي ابرم في باريس بين شركتين سويسريتي الجنسية‪ ،‬تعهدت‬

‫فيه احداهما باستيراد لحم الحمير من تركيا الى فرنسا قصد الاستهلاك البشري‪ ،‬لكنهما امتنعتا لأن‬

‫محل الالتزام غير مشروع في فرنسا[‪.]8‬‬


‫وتجدر الاشارة الى أن القيمة الحقيقية للأخذ بالمعيار الاقتصادي في مجال المعاملات المالية هي‬

‫اضفاء الطابع المؤثر للعنصر أو العناصر الأجنبية التي تطرقت الى العقد فجعلته على هذا النحو‬

‫دوليا لارتباطه بأكثر من نظام قانوني واحد[‪.]9‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مميزات العقد التجاري الدولي من خالل االتفاقيات الدولية‬


‫لقد طرحت الاتفاقيات الدولية على الساحة الفقهية مفهوم جديد للعقد التجاري الدولي ‪ ,‬اعتبرت‬

‫بمقتضاه دوليا العقد الذي تطرقت الصفة الأجنبية لعنصر من عناصره القانونية‪ ,‬والاتفاقيات‬

‫الدولية التي نضمت مجالات من أنواع التعامل الدولي واعتبرت فيها العقد التجاري الدولي‬
‫بطبيعته‪ ،‬كثيرة ومتعددة نذكر منها في مجال التجارة الدولية (الفقرة الأولى) ثم من خلال أعمال‬
‫الثانية)‪.‬‬ ‫(الفقرة‬ ‫الدولي‬ ‫التحكيم‬

‫الفقرةاالولى‪ :‬في مجال التجارة الدولية‬


‫شهد هذا المجال ابرام عدة اتفاقيات دولية منها ‪:‬‬

‫الاتفاقية المتضمنة القانون الموحد حول المبيعات الدولية للمنقولات المبرمة في لاهاي في‬

‫‪01/07/1964‬‬

‫‪Convention portent loi uniforme sur la vente internationale des objects mobiliers‬‬
‫الاتفاقية حول القانون المطبق على المبيعات ذات الصبغة الدولية للمنقولات المبرمة في لاهاي‬

‫‪15/06/1955‬‬

‫‪convention sur la loi d’applicable aux vents a caractères internationales des objets‬‬
‫‪mobiliers‬‬
‫الاتفاقية الأمم المتحدة حول عقود المبيعات الدولية الخاصة بالبضائع المبرمة في‬

‫فينا‪11/04/1980‬‬

‫‪5‬الاتفاقية حول القانون المطبق على عقود التمثيل والوساطة المبرمة في لاهاي ‪17/06/1975‬‬

‫‪Convention sur la loi d’applicable aux contrats‬‬

‫‪ - ]8[ 5‬محمودي مسعود نفس المرجع ص‪ 24‬و ص ‪.25‬‬


‫[‪ - ]9‬هشام علي صادق "القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية" مطبعة منشأة المعارف االسكندرية سنة‬
‫‪1995‬ص‪9‬‬
‫‪7‬‬
‫الاتفاقية حول القانون المطبق على الالتزامات التعاقدية بين دول السوق الاوروبية المشتركة‬

‫المبرمة في روما ‪]10[19/06/1980‬‬

‫فالعقود المبرمة وفق أحكام الاتفاقيات الدولية السالفة الذكر هي عقود دولية بطبيعتها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬من خالل أعمال التحكيم الدولي‬


‫إن القرارات والأحكام الصادرة عن الهيئات المنوطة صلاحيات قضاء التحكيم والتي فصلت في‬

‫نزاعات دولية وأضفت الصيغة الدولية على العقود متعددة وكثيرة نكتفي في هذا المجال بذكر‬

‫حكمين منها ‪:‬‬


‫و قرار لها بتاريخ ‪19/10/1979‬قضت لجنة التحكيم لغرفة التجارة الخارجية لروسيا ان العقد محل‬

‫النزاع بين مؤسسة مجربة وهيئة بولونية مختصة في التجارة الخارجية والمتعلق بتوريد مصنع‬

‫وتركيبه عقد دولي تحكمه قواعد وأحكام معاهدة الكوميكون لسنة ‪1968‬المتعلقة بتوريد البضائع‪.‬‬

‫وقد رأى المحكم الوحيد لغرفة التجارة الدولية في قضية ‪calassiatic texaco‬ضد الجماهيرية‬
‫الليبية ان العقد المبرم بين الطرفين عقد دولي سواء بالمفهوم الاقتصادي لأنه يثير مصالح‬

‫التجارة الدولية أو بالمعنى القانوني لأنه يتضمن عناصر اسناد لدول مختلفة[‪.]11‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور سلطان االرادة في العقد التجاري الدولي‬ ‫‪6‬‬

‫إن العقود التجارية الدولية اهمية كبرى على مستوى الساحة الاقتصادية لكن ذلك شكل مجالا‬

‫خصبا لظهور النظرية العامة للعقود التجارية الدولية‪.‬‬

‫ويلاحظ ان هده العقود اعتمدت في ظهورها على العلاقات الاقتصادية و التجارية ذاتها‬
‫في ظل سيطرة مبدأ سلطان الارادة على العلاقات التعاقدية[‪ ]12‬وهدا يدفعنا لتخصيص الفقرة‬

‫الأولى لاتساع نطاق سلطان الارادة عند ابرام وتنف يذ العقد التجاري الدولي‪ ،‬والفقرة الثانية‬

‫لامتداد مبدأ سلطان الارادة الى المنازعات التعاقدية الناتجة عن العقد التجاري الدولي‪.‬‬

‫[‪ - ]11‬محمودي مسعود مرجع سابق ص‪. 26‬‬


‫‪.‬‬
‫[‪ - ]12‬امينة الخياط‪ ،‬واقع وافاق التنظيم القانوني للعقود الدولية في القانون الدولي الخاص‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية‬
‫للدراسات و االستشارات القانونية ‪ ،‬العدد االول‪ ، 0299 ،‬ص‪17‬‬
‫[‪ . - ]13‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬دراسة حديثة للنظرية العامة لاللتزام على ضوء تأثرها بالمفاهيم الجديدة للقانون‬
‫أالقتصادي الكتاب األول‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬التصرف القانوني ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة المعارف الجديدة‪،‬‬
‫الرباط‪ ،2014 ،‬ص ‪43‬‬
‫[‪ - ]14‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪103‬‬
‫[‪ . - ]15‬طالب حسن مرسي‪،‬قانون التجارة الدولية‪،‬دار التقافة‪،‬عمان‪ ، 2012 ،‬ص ‪136‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اتساع نطاق سلطان االرادة عند ابرام وتنفيذ العقد التجاري‬
‫الدولي‬
‫إن من تجليات سلطان الإرادة الحرية التعاقدية و القوة الملزمة للعقد الذين عرفا اتساعا في ضوء‬

‫العقد التجاري الدولي حيث سنعالج ذلك تباعا على مستوى العقد التجاري الدولي‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اتساع نطاق الحرية التعاقدية عند إبرام العقد التجاري الدولي‬
‫إن الحرية التعاقدية تعتبر من المرتكزات الأساسية لمبدأ سلطان الإرادة في ضوء نظرية العامة‬
‫للعقد الداخلي حيث يفيد هذا المبدأ أن الفرد حر في أن يتعاقد من عدمه [‪.]13‬‬

‫غير أنه عكس العقد التجاري الداخلي الذي ينعقد باقتران الإيجاب بالقبول[‪، ]14‬فالعقد التجاري‬

‫الدولي في الغالب الأعم ما لا يكون الايجاب صادرا عن الموجب ولا القبول عن القابل بل يتم‬

‫تحديد ذلك بناء على الارادة المشتركة للطرفين من خلال المفاوضات السابقة على التعاقد لإبرام‬

‫العقد التجار الدولي‪.‬‬


‫وإذا ثبت ذلك فإنه يجب رصد تجليات الحرية التعاقدية على مستوى مرحلة التفاوض (أولا) ثم‬

‫على مستوى ضمانا التفاوض ( ثانيا)‪.‬‬

‫أو لاـ تجليات الحرية التعاقدية على مستوى مرحلة التفاوض‬

‫إن التفاوض هو مناقشة مشتركة لعناصر العقد المقترح تهدف إلى الوصول إلى الصيغة أو‬

‫تصور مشترك مقبول بين الطرفين‪ ،‬فإذا أعلن احدهما قبوله الدخول في مفاوضات تمهيدية‬

‫للتعاقد‪ ،‬فهو يعلن في الواقع قبوله للمشاركة في صنع هذا التصور المشترك الذي سوف يتم‬

‫التعاقد علية في المستقبل القريب[‪. ]15‬‬

‫وهنا يمكن القول أن الحرية التعاقدية لا وجود لها لأنها تابعة لمبدأ حرية التفاوض غيران هذا‬
‫التفاوض قد ينشأ بموجب عقد أولي يلتزم بموجبه الطرفين بمباشرة التفاوض‪.‬‬

‫وعند وجود هذا العقد الأولي الذي يخضع عند إبرامه للقواعد الأولية يمكن الجزم بأن نطاق‬
‫الحرية التعاقدية التي تأتي بعد نطاق الحرية التفاوضية‪ ،‬وتصير هي المؤسسة للحرية‬

‫التفاوضية‪ ،‬حيث إعمالا لمبدأ الحرية التعاقدية يتم إبرام العقد الأولي الخاص بالتفاوض الذي‬

‫يؤسس للحرية التفاوضية ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪7‬‬

‫وهنا تنشأ مجموعة من الالتزامات على الاطراف المتفاوضة بناء على عقد التفاوض وهى تتجلى‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬عدم قطع المفاوضات بسبق الإصرار‬

‫‪ -2‬الحفاظ على سرية المعلومات المحصل عليها الأطراف أثناء التفاوض‬

‫‪ -3‬إطلاع الأخر على المنازعات والقيود اتي تحيط موضوع التفاوض[‪]16‬‬


‫عموما فهذه الالتزامات تتأسس على عقد التفاوض غير أنه في حالة عدم وجوده أو عدم‬
‫التنصيص عليها فيمكن التمسك بها بناء على مبدأ حسن النية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬تجليات الحرية التعاقدية على مستوى ضمانات المفاوضات‬


‫إن العقد التجاري الدولي ونظرا لطابعه الدولي كان من الضروري البحث عن تقنيات قانونية تعزز‬

‫الثقة فيه خاصة اثناء مرحلة تكوين الإيجاب والقبول المشتركين‪ ،‬اي مرحلة تكوين المشروع‬
‫التعاقدي‪ ،‬نظرا لما تعرفه هذه المرحلة من تبادل للمعلومات بل والأسرار المهنية‪ ،‬حيث أمام كل‬

‫هذا تم ابتداع تقنية قانونية تسمى اعلان النية ‪.‬‬

‫وخطا ب إعلان النية يعبر عن رغبة أحد الاطراف المتفاوضة في إبرام العقد النهائي في ضوء‬

‫الاتفاقات التمهيدية ومثل هذا الخطاب لا يعتبر بحد ذاته إيجابا ولا وعدا بالتعاقد‪.‬‬
‫وان القيمة القانونية لهذه الخطابات تختلف من نظام قانوني إلى آخر‪ ،‬الواجب التطبيق على‬

‫العقد التجاري الدولي‪ ،‬حيت انه في المدرسة القانونية الامريكية يتوقف على نية الأطراف بحيث‬

‫يشكل خطاب النوايا عقدا ادا تبت ان الاطراف قد قصدوا اتباث ما تم التوصل اليه من اتفاقات‬

‫في خطاب النوايا‪ ،‬اما المدرسة القانونية الفرنسية فهي تعتبره عقدا إلا ادا كان موقعا من طرفيه‬
‫و مثبتا لاتفاقات بينهما[‪.]17‬‬

‫وخطابات النوايا تتعدد انواعها سواء خطاب الدعوة الى التعاقد او خطاب الدعوى للبدء في‬
‫مفاوضات‪ ،‬خطاب الاتفاق المبدئي الحر خطاب الاتفاق المبدئي التعاقدي وخطاب مشرو ع العقد‬

‫‪ . - ]13[ 7‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬دراسة حديثة للنظرية العامة لاللتزام على ضوء تأثرها بالمفاهيم الجديدة للقانون‬
‫أالقتصادي الكتاب األول‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬التصرف القانوني ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة المعارف الجديدة‪،‬‬
‫الرباط‪ ،2014 ،‬ص ‪43‬‬
‫[‪ - ]14‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪103‬‬
‫[‪ . - ]15‬طالب حسن مرسي‪،‬قانون التجارة الدولية‪،‬دار التقافة‪،‬عمان‪ ، 2012 ،‬ص ‪136‬‬

‫‪10‬‬
‫النهائي [‪ ، ]18‬تلعب فيها الارادة دورا جوهريا في تحديد عناصرها و قيمتها حيت انها قد ترقى الى‬

‫درجة عقد أولي او بالتالي فتجليات الحرية التعاقدية واضحة‪ ،‬اد بموجبها يتم توليد الخطاب و‬

‫تحديد قيمته القانونية‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫وعموما ادا كانت الحرية التعاقدية على مستوى العقد الداخلي تعطي للفرد الحق في ان يتعاقد‬

‫من عدمه‪ ،‬فإنه على مستوى العقد التجاري الدولي‪ ،‬يتم التمهيد لهاته الحرية عبر مفهوم الحرية‬

‫التفاوضية‪ ،‬حيت يعمل الاطراف على صياغة المشروع التعاقدي‪ ،‬وتمتد الحر ية التعاقدية للأطراف‬

‫لتكون سابقة للتعاقد ادا ما تم ابرام عقد التفاوض‪ ،‬وقد تمتد فقط الى صلب المرحلة التفاوضية‬
‫عند ابرام خطاب النية في صيغة عقد ملزم لجانب واحد‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬اتساع نطاق القوة الملزمة للعقد التجاري الدولي‬

‫أولا‪ -‬اتساع نطاق القوة الملزمة للعقد التجاري الدولي عبر تطويع نظرتي الظروف‬

‫الطارئة و القوة القاهرة‪.‬‬


‫تتميز عقود التجارة الدولية عادة بطول مدتها كما هو الحال في عقود التوريد و عقود نقل‬
‫التكنولوجيا‪...‬‬

‫ولا جدال ان العقد ممتد في الزمان يكون عرضة للتأثر بتغير الظروف المحيطة به‪ ،‬وتكون هده‬

‫الظروف المتغيرة اما ظرف طارئة او قوة قاهرة[‪.]19‬‬

‫وإدا كانت نظرية الظروف الطارئة التي تأخذ بها التشريعات الوطنية تعتبر استثناء من قاعدة‬
‫العقد شريعة المتعاقدين حيت تسمح القوانين للقاضي تعديل مقتضيات العقد إذا تبين أن تنفيذه‬

‫مرهقا بالنسبة لأحد المتعاقدين ‪.‬‬


‫أما نظرية القوة القاهرة فيقصد بها " كل امر لا يستطيع الانسان ان يتوقعه كالظواهر الطبيعية‪،‬‬

‫الفيضانات والجفاف و العواصف و الحرائق و الجراد وغارات العدو‪ ،‬وفعل السلطة ويكون من‬

‫شأنه ان يجعل تنفيذ الالتزام مستحيلا‪.‬‬

‫‪ . - ]16[ 8‬طالب حسن مرسي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪142‬‬


‫[‪ . - ]17‬مصطفى احمد عبد الجواد‪ ،‬خطاب النوايا الصادرة عن الغير في مجال االئتمان‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ، 2000 ،‬ص‪5‬‬
‫[‪ . - ]18‬احمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬قانون العقد الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة االولى‪ ، 2001 ،‬ص ‪41‬‬

‫‪11‬‬
‫ولا يعتبر من قبيل القوة القاهرة الامر الذي كان من الممكن دفعه ما لم يقر المدين الدليل على‬

‫انه بدل كل العناية لدرئه عن نفسه‪ ،‬و كذلك لا يعتبر من قبيل القوة القاهرة السبب الدية ينتج عن‬

‫خطأ سابق للمدين [‪."]20‬‬

‫‪9‬‬

‫ولقد اصبح من المسلم به بان الحلول التي تقدمها هاته النظرتين على مستوى المشكلات‬
‫الناجمة عن العلاقات الداخلية لا تواكب نظيرتها على مستوى العلاقات التجارية الدولية‪ ،‬نظرا‬
‫لخصوصية هاته الأخيرة وبالتالي فقد تم خلق حلول لمواجهة التغيرات تمكن الاطراف من تصحيح‬

‫اختلال توازن العقد الذي سببته تقلبات الظروف مما يترتب على دلك تعزيز الثقة والاطمئنان في‬
‫عقود التجارة الدولية[‪.]21‬‬

‫فاذا كانت نظرية القوة القاهرة على مستوى التشريع المدني تعطي للقاضي الوطني حق فسخ‬
‫العقد‪ ،‬مما يعني نهاية قوته الالزامية‪ ،‬فإنه على مستوى عقود التجارة الدولية‪ ،‬انطلاقا من مبدأ‬

‫الحفاظ على العقد و على والعلاقة التعاقدية بين الأطراف‪ ،‬تم تحديت مفهوم هده النظرية –‬

‫القوة القاهرة ء من حيت اثارها[‪.]22‬‬

‫‪ 10‬لقد اصبح سبب نظرية القوة القاهرة ابتداع ما يسمى بمفهوم التوقف المؤقت للعقد‬
‫[‪،]23‬وكذلك شرط اعادة التفاوض‪ ،‬فالأول يقصد به عدم تنفيذ الالتزامات الناشئة عن العقد مؤقتا‬

‫دون ان يكون لهدا القف المؤقت اي تأثير على وجوده[ ‪.]24‬‬

‫اما شرط اعادة التفاوض فيقصد به التزام طرفي العقد بتنفيذ التزاماتهم حتى ولو اصبح تنفيذ‬

‫العقد أ شد كلفة‪ ،‬ودلك عن طريق الجلوس مع بعضهما البعض لإيجاد حل معقول عن طريق‬
‫تعديل احكام وبنود العقد حتى يتناسب مع الواقع المرهق‪ ،‬ومن تم يستمر بعد تعديله حتى نهاية‬

‫‪ - ]19[ 9 9‬فاطمة داحا‪ ،‬القوة القاهرة في عقود التجارة الدولية‪ ،‬بحت لنيل دبلوم الماستر في العلوم القانونية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية السويسي‪ ،‬الرباط ‪ ،‬اكتوبر ‪ ، 2011‬ص‪.4‬‬
‫[‪ - ]20‬الفصل ‪ 269‬من قانون االلتزامات و العقود المغربي‬

‫[‪ - ]21‬محمد شريف غانم‪ ،‬اتر تغير الظروف في عقود التجارة الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ، 2000 ،‬ص‪4‬‬
‫[‪ - ]22‬فاطمة داحا‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪27‬‬
‫‪ - ]23[ 10‬فائق ادريس‪ ،‬القوة القاهرة في عقود التجارة الدولية ‪،‬أطروحة لنيل لدكتوراه الدولة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 1999/2000‬ص ‪179‬‬
‫[‪ - ]24‬فائق ادريس‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪180‬‬
‫[‪ - ]25‬عبد الرحيم السلماني‪ ،‬شرط اعادة التفاوض في عقود التجارة الدولية‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون المغربي‪ ،‬عدد‬
‫‪،2006/16‬ص ‪217‬‬

‫‪12‬‬
‫أجله‪ ،‬اما في حالة عدم الوصول الى حل مرضي ومقبول لجميع الأطراف يمكن اللجوء الى‬

‫القاضي او المحكم او الوسيط لتقرير ما يراه مناسبا ومحققا لحاجات ومصالح طرفي التعاقد[‪.]25‬‬

‫اما نظرية الظروف الطارئة فتم تطو يعها حيت لم تعد تعطي للقاضي سلطة تعديل العقد‬

‫مباشرة‪ ،‬بل اصبح ينتج عنها اعمال شرط اعادة التفاوض المتحدث عنه أعلاه ويجب التنبيه الى ان‬
‫اعمال كلا النظرتين على مستوى العقد التجاري الدولي يتم بناء على التنصيص عليهما في العقد‬

‫على اعتبارهما شروطا تعاقدية ‪.‬‬


‫ما يلاحظ من خلال ما سبق ان القوة الملزمة للعقد التجاري الدولي اكتر اتساعا من القوة الملزمة‬

‫للعقد التجاري الداخلي‪ ،‬حيت لا يتم اللجوء مباشرة الى الفسخ او تعديل الالتزامات من طرف‬

‫القضاء‪ ،‬بل تنتج القوة الملزمة للعقد التجاري الدولي التزامات جديدة في حالة تغير الظروف و‬

‫هو الالتزام بإعادة مراجعة العقد‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬اتساع نطاق القوة الملزمة للعقد التجاري الدولي عبر خلق ضمانات التنفيذ‪.‬‬
‫ان طبيعة العقد التجاري الدولي تجعله يتصف بالتعقيد البالغ مما يطرح بشكل بليغ اشكالية‬

‫تنفيذ هدا النوع من العقود خصوصا ضمانات التنفيذ‪ ،‬ولقد زاد من حدة هدا الاشكال انفتاح‬
‫الاسواق العالمية على بعضها وظهور مفهوم عولمة الاقتصاد وكذلك وسائل الاتصال الحديثة‬

‫التي اصبحت تشكل ادوات تعاقدية هامة في الحياة التجارية الدولية[‪.]26‬‬


‫وفي ظل كل هدا افرزت الممارسة التجارية الدولية مجموعة من ضمانات التنفيذ للعقد التجاري‬

‫الدولي‪ ،‬تتجلى بالأساس في خطاب الضمان و الاعتماد المستندي‪.‬‬

‫ويقصد بخطاب الضمان بأنه "عبارة عن تعهد مستقل منفصل قابل للدفع لدى اول طلب تصدره‬
‫مؤسسة مالية سواء كانت بنكا او مؤسسة أخرى‪ ،‬او اي شخص اخر ودلك بناء على طلب من‬

‫العميل المضمون لمصلحة المستفيد‪ ،‬يلتزم بمقتضاه الضامن بالوفاء‪ ،‬دون معارضة ودون‬

‫‪13‬‬
‫امكانية التمسك على المستفيد بأية دفوع مستمدة من علاقة اخرى‪ ،‬ماعدا علاقته بالمستفيد‬

‫نفسه"[‪.]27‬‬

‫‪11‬‬

‫اما الاعتماد المستندي فهو" الاعتماد الذي يفتحه البنك بناء على طلب عميله ‪،‬أيا كانت طريقة‬

‫تنفيذه‪ ،‬اي سواء بقبول الكمبيالة او الوفاء بقيمتها أو بخصمها لصلح العميل الأمر‪ ،‬ويكون‬
‫الاعتماد مضمونا بحيازة المستندات الممثلة للبضاعة التي ارسلت او اعدت للإرسال[‪.]28‬‬
‫وأن هاته الضمانات التي تأتي في رحاب الممارسات التجارية الدولية يمكن ان نقول عنها انها‬

‫ضمانات معززة للقوة الملزمة للعقد‪ ،‬نظرا لاتصافها بمبدأ الاستقلالية عن الالتزام الأصلي‪ ،‬حيت‬
‫ان المستفيد منهما يمكن ان يطالب البنك الضامن بالأداء بغض النظر عن وضعية العلاقة‬

‫الاصلية[‪.]29‬‬
‫وادا كانت هاته الاستقلالية التي تجعل القوة الملزمة للالتزام الاصلي اكتر قوة وصلابة‪ ،‬حيت ان‬

‫المتعاقد المقدم لهاته الضمانات يعمد الى تنفيذ الالتزام الاصلي بحسن نية ادراكا منه بان‬

‫التنفيذ واقع لا محال عبر اللجوء الى مطالبة البنك بتنفيذ الاعتماد المستندي او خطاب الضمان‬

‫في حال عدم تنفيذ الالتزام الاصلي‪ .‬ونخلص في الاخير ان القوة الملزمة للعقد التجاري الدولي‬
‫تتميز بمجموعة من الخصوصيات سواء عبر مفهوم شرط اعادة التفاوض او ضمانات التنفيذ‪،‬‬

‫يجعلنا نقول باتساع نطاق القوة الملزمة للعقد التجاري الدولي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬النظام القانوني الدولي للتجارة والمبادالت الدولية‬


‫أدى التطور الحديث الذي طرأ على العلاقات الدولية الخاصة إلى عدم توافق القوانين الوطنية‬
‫مع حاجات هذه العلاقات‪ ،‬حيث عمدت بعض التشر يعات لوضع تنظيم مباشر لعقود التجارة‬

‫الدولية والمبادلات والتي تستجيب لطبيعة هذه العقود‪ ،‬في حين اكتفت أغلب التشريعات الأخرى‬

‫‪[ 11‬‬

‫[‪ - ]26‬نرجس البكوري‪ ،‬دور العادات و األعراف في تأصيل قواعد التجارة الدولية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬
‫المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية سال‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ 2007/2008‬ص ‪.65‬‬
‫[‪ - ]27‬خليل فكتورتادرس‪،‬مبدا استقالل خطاب الضمان الدولي وفقا التفاقية االمم المتحدة لعام ‪، 1995‬دار النهضة‬
‫العربية القاهرة ‪، 2004/2005‬ص ‪.34/35‬‬

‫‪14‬‬
‫إلى إخضاع العقود التجارية الدولية لكل من التنظيم الاتفاقي (الفقرة الأولى)‪ ،‬والإرادة والإسناد‬

‫كمعايير لتحديد قانون العقد التجاري الدولي [‪(]30‬الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪13‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التنظيم االتفاقي لعقود التجارة الدولية‬


‫إن التنظيم القانوني لعقود التجارة الدولية لكي يكون مغنيا عن إخضاع العقد للقوانين الوطنية‬
‫يجب أن يعمد الأطراف في صياغته إلى بذل قصارى جهدهم في إعداد عقد جيد محبوك الصياغة‬

‫القانونية‪ ،‬الشيء الذي يقتضي الدخول مبكرا في مفاوضات ومناقشات تمهد لصياغة العقد‬

‫النهائي (أولا)‪ ،‬وكذلك بذل الجهد في تحرير وصياغة العقد الدولي حتى يكون كافيا بذاته (ثانيا)‪.‬‬

‫أولا‪ :‬مبادئ صياغة عقود التجارة الدولية‪.‬‬


‫استقر الفكر القانوني على أن العقد عموما هو توافق إرادتين أو أكثر على إحداث أثر قانوني‬

‫معين‪ ،‬وهذا الأثر القانوني هو جوهر أو ثمرة التراضي أو الاتفاق بين أطراف العقد‪ ،‬وهو لا يكون‬

‫كذلك إلا بمقتضى ما وضعه هؤلاء من محددات وضوابط والتي من غيرها لا يمكن الارتكاز عليه‪،‬‬
‫إذ أن ما يتصوره أطراف العقد ويضعوه حول تلك المسائل تعتبر في الواقع قواعد سلوكية‬

‫اتفاقية تضبط علاقاتهم وهي قواعد قانونية خاصة تشبه القواعد القانونية الصادرة عن السلطة‬

‫التشريعية المختصة حيث تتميز سمات القانون الرسمي من خلال توخي تحقيق الهدفين الذين‬

‫يطمح إليهما أي تشريع وطني رسمي‪ :‬العدالة والأمان‪ ،‬في نفس السياق فإن الفقه ما زال يردد‬
‫بخصوص العقود الدولية مبدأ السيادة القاعدية للمتعاقدين أي مقدرتهم على خلق قواعد اتفاقية‬

‫خاصة تضبط وتحكم علاقاتهم التعاقدية‪ ،‬ويصل الفقه إلى القول بأن العقد الدولي يعتبر القانون‬
‫التعاقدي الدولي التابع من مبدأ الحرية الدولية للاتفاقات‪ ،‬وهذا المبدأ قد اعترف به وأقره المعهد‬

‫‪ - ]28 12‬زهير بونعامية‪ ،‬االعتماد المستندي الحماية القانونية لمصالح االمر‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬
‫المعمقة‪،‬شعبة القانون الخاص‪ ،‬وحدة قانون األعمال‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫اكدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 1999/2000‬ص ‪.2‬‬
‫[‪ - ]29‬محمداالطرش‪ ،‬الضمانات البنكية المستقلة في عقود التجارة الدولية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 1992/1993‬ص ‪.80‬‬
‫[‪ - ]30‬محمود محمد ياقوت "نحو مفهوم حديث لقانون عقود التجارة الدولية" الطبعة األولى ‪2012‬دار الفكر الجامعي‬
‫ص ‪.19‬‬

‫‪15‬‬
‫الدولي لتوحيد القانون الخاص ‪ unidroit‬في مجموعة المبادئ المتعلقة بعقود التجارة الدولية‬

‫التي تبناها عام ‪ ،1994‬حيث نص هذا الأخير على أن " يكون الأطراف أحرارا في إبرام العقد وفي‬

‫تحديد مضمونه "‪.‬‬

‫هكذا إذن يجب على الأطراف أن يعمدوا على احترام مجموعة ن المبادئ في صياغة عقود التجارة‬
‫الدولية كقانون تعاقدي يضبط علاقاتهم‪ ،‬حيث يجب الإعداد الجيد للمفاوضات التي تسبق إبرام‬

‫العقد الدولي باعتبارها من العمليات الشاقة التي تستغرق وقتا وجهدا ونفقات‪ ،‬بل يمكن القول‬

‫أن المفاوضات التي يعد لها جيدا تنتهي بإبرام عقد ناجح‪ ،‬عن طريق اعتماد خطابات النوايا‬

‫كوسيلة تجسد إظهار النية الجادة في التعاقد كقيد عن مبدأ سلطان الإرادة‪ .‬وقاعدة العقد شريعة‬
‫المتعاقدين نصت عليه محكمة التحكيم بغرفة التجارة الدولية بباريس ‪ 1987‬الذي شددت على‬
‫المبادئ التي وضعتها معهد توحيد القانون الخاص بروما ‪ ،unidroit‬إذ جاء في المادة ‪ 7/1‬منها أن‬

‫"يلتزم الأطراف باحترام مقتضيات حسن البنية في التجارة الدولية ولا يستطيعون استبعاد هذا‬
‫الالتزام أو يضيقوا نطاقه‪ ،‬ولعل القانون المدني الإيطالي لعام ‪ 1942‬و الوحيد من بين القوانين‬

‫المدنية التي عالجت مسألة المفاوضات في العقود واقتصر وجه المعالجة على مبدأ حسن النية‬
‫في التفاوض المادة ‪ 1337‬مدني إيطالي‪.‬‬

‫وتبدو أهمية التأكيد على هذا الالتزام في مجال مفاوضات العقود الدولية حيث يتم اتباع‬

‫استراتيجيات تفاوضية تقوم على تقنيات ومناورات تؤدي بمبدأ حسن النية‪ ،‬الأمر الذي يحتم‬

‫ضرورة الإحالة بشخصية المتعاقد الآخر من ناحية نفسية‪ ،‬بيئية‪ ،‬وتكوينه الفني والثقافي‬
‫والاجتماعية‪]31[.‬‬

‫وبعد مرحلة المفاوضات هاته تأتي مرحلة صياغة العقد‪ ،‬حيث يجب على المتعاقد أن يعمد إلى‬

‫احترام مجموعة من المبادئ العامة لتجنب استعمال العبارات التي تلزمه بأداء شيء لا يريده‪،‬‬

‫وكذلك تجنب استعمال العبارات المطاطية كما لو نص العقد على التأمين ضد الأخطار المألوفة‬
‫أو عبارة (التي يتم التأمين عليها عادة) فمثل هذه العبارات تفتح باب المنازعات‪ ،‬لذلك وجب الميل‬

‫نحو تبني مبدأ المرونة في صياغة العقود التجارية الدولية من خلال تضمين العقد التجاري‬

‫الدولي بنود تمكن المتعاقد من إنقاص حدة الالتزامات المجحفة في حقه مثلا تمكين المشتري‬

‫من طلب إبطال العقد فيما بعد للغلط إذا تبين أن المبيع لا يصلح للغرض الذي تم الشراء من‬

‫أجله بالرغم من أنه قد يصلح للاستعمال في أغراض‬


‫‪14‬‬

‫‪- ]31[ 14‬أحمد عبد الكريم سالمة "قانون العقد الدولي" دار النهضة العربية ‪2001-2000‬ص ‪.39-25‬‬
‫[‪ - ]32‬أحمد عبدالكريم سالمة‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.393‬‬
‫‪16‬‬
‫أخرى[‪ ،]32‬هذا ويعد الالتزام بمراعاة العادات التجارية والأعراف في صياغة العقد الدولي من‬

‫الأهمية بما كان باعتبار أن هذا الأخير يجد أساسه في هذه الأعراف والعادات الدولية‪ ،‬إذ يلتزم‬

‫الأطراف بما يتفقون عليه من عادات‪ ،‬وكذلك أية ممارسات استقرت فيما بينهم‪ ،‬كما يلتزمون بأي‬

‫عادة في مجال التجارة الدولية‪ ،‬ما دامت شائعة ومتبعة في مجال المعاملات المعنية ما لم يكن‬
‫من غير المعقول تطبيقها‪]33[.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الكفاية الذاتية لعقود التجارة الدولية‬


‫لا يستلزم العقد لوجوده أو خلقه وعلى العكس من كثير من النظم القانونية‪ ،‬تدخل أية سلطة‬

‫خارجية أو نظامية‪ ،‬فهو كتصرف إرادي‪ ،‬يمكن أن يتمتع بتنظيم ذاتي‪ ،‬مرده إرادة الأطراف وحدهم‪،‬‬
‫ودورها في وضع الاشتراطات الكفيلة بقيام هذا التنظيم الذاتي‪ ،‬دون الرجوع إلى أية قاعدة‬

‫قانونية‪ ،‬فهو نظام قانوني خاص‪ ،‬له القدرة‪ ،‬باعتراف المشرع نفسه‪ ،‬منذ اعتمد قاعدة أو مبدأ‬

‫سلطان الإرادة‪ ،‬على خلق قواعد قانونية وإن كانت فردية‪ ،‬وإذا كان الأمر كذلك فهو لا يفتقد‬
‫بالرغم من هذا إلى القوة الملزمة التي قد يزعم البعض أنها لا تستمد إلا من أحكام وقواعد‬

‫القانون‪ ،‬لأنه يلاحظ من ناحية‪ ،‬أن المشرع ذاته‪ ،‬قد منح قوة القانون للعقد وهذا هو مبدأ العقد‬
‫شريعة أو قانون المتعاقدين‪.‬‬

‫فمن غير المجافي للحقيقة لدى البعض التقرير بأن العقد الدولي يعتبر‪ ،‬بالنسبة للمتعاقدين‪،‬‬

‫كالقانون الصادر من البرلمان بالنسبة للمخاطبين بأحكامه‪ ،‬فعملية إعداد العقد الدولي‪ ،‬هي أشبه‬

‫بعملية تشريعية‪ ،‬ولذلك تكون ما عبرت عنه إرادة الأطراف‪ ،‬القانون بالنسبة إليهم‪ ،‬والشروط‬
‫التعاقدية تشكل في مجموعها‪ ،‬قانونا خاصا بحكم كافة جوانب العقد‪ ،‬دون حاجة إلى قانون‬

‫المشرع‪ ،‬فالعقد يكفي في ذاته‪ ،‬للتعريف بحقوق والتزامات الأطراف‪ ،‬دون حاجة إلى الالتجاء إلى‬

‫أي نظام قانوني‪ ،‬هنا يصدق القول بأن الفكرة التقليدية لسلطان الإرادة كان لها الفضل في عدم‬

‫انغلاق الباب نهائيا أمام العقد بدون قانون الذي أصبح تطبيقه يتردد أكثر فأكثر في أوساط التجارة‬
‫الدولية‪.‬‬

‫من هذا المنطلق لم يتوان الفقه والقضاء المتخصص منه في ميدان القانون التجاري الدولي‪ ،‬عن‬
‫الدعوة إلى الأخذ بمبدأ الكفاية الذاتية للعقود الدولية‪ ،‬أو العقود المنظمة ذاتيا‪ .‬ففي مجال تلك‬

‫الدعوة يذهب الأستاذ "فوشار" إلى أنه في قانون التجارة الدولية‪ ،‬يعد من أحسن السبل للإفلات‬

‫من قوانين الدول‪ ،‬وبخصوص بعض العقود الدولية ذات الطابع الخاص‪ ،‬تبدو الدعوة‪ ،‬إلى تحقيق‬
‫الكفاية الذاتية‪ ،‬أكثر أهمية وإلحاحا‪ ،‬ففي عقود التمويل المسندة بالأورو دولار التي تبرمها‬

‫[‪ - ]33‬طالب حسن موسى "الموجز في قانون التجارة الدولية الدار العلمية الدولية ومكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬الطبعة ‪ ،2001‬ص ‪70‬‬

‫‪17‬‬
‫الشركات الاستثمارية والمشروعات متعددة الجنسيات‪ ،‬نجد أن المتعاملين‪ ،‬قد قاموا بتحرير‬

‫عقودهم بتفصيل واف وكامل‪ ،‬حق على خلاف ما تقضي به القواعد القانونية الآمرة في الدول‬

‫التي على صلة بتلك العقود‪ ،‬وذلك من أجل معالجة القصور أو العجز في القوانين الوطنية‪ ،‬التي‬

‫لا تعرف هذا النوع من العمليات الحديثة‪.‬‬


‫وقد سار القضاء هو الآخر إلى الأخذ بمبدأ الكفاية الذاتية للعقد كأساس لتقرير حق أحد الطرفين‬

‫قبل الآخر‪ ،‬دون الرجوع إلى قواعد القانون‪ ،‬الذي يمكن أن يكون واجب التطبيق على العقد‪ .‬وتجدر‬

‫الإشارة إليه أن العقود النمطية تعد وسيلة هامة لتحقيق مبدأ الكفاية الذاتية للعقود التجارية‬

‫الدولية استقرت عادات وواقع التجارة الدولية على التعامل بها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور المنظمات ا لدولية في إنشاء القواعد القانونية المطبقة على العقد التجاري الدولي‬
‫تمارس المنظمات الدولية مجموعة من الاختصاصات التي تمنح لكل منظمة دولية بمقتضى‬

‫الميثاق المنشئ لها‪ ،‬وهي بذلك تعتبر اختصاصات ممنوحة ‪ ،‬أي أنها ناتجة عن إرادة الدول‬
‫المنشئة للمنظمة‪.‬‬

‫ويقصد بهذا التعبير أن المنظمات الدولية ليست لها كامل الصالحيات‪ ،‬أي ليست لها السلطة‬

‫التقديرية كما هو الشأن بالنسبة للدول والتي تتمتع بمقتضى سيادتها بكامل الصلاحيات لمزاولة‬

‫الدولية‬ ‫فالمنظمات‬ ‫مهامها‪.‬‬

‫لها فقط اختصاصات محددة ومحصورة في تلك المنصوص عليها في الميثاق والتي تمكنها من‬
‫تحقيق أهدافها‪ ،‬كذلك تتمتع المنظمات الدولية باختصاصات ضمنية أخرى ‪،‬اضافة الى دلك فان‬

‫وجود وتكاثر المنظمات الدولية يجعل لها دورا بارزا في انشاء القواعد القانونية المطبقة على‬

‫العقد التجاري الدولي نذكر منها عصبة الأمم و الأمم المتحدة (أولا) ثم التجمعات الدولية‬

‫(ثانيا)‪.‬‬ ‫والإقليمية‬

‫أولا‪ :‬عصبة الأمم و الأمم المتحدة‬

‫عصبة الأمم ‪ Société des Nations‬هي إحدىالمنظمات الدولية السابقة التي تأسست عقب‬
‫دمرت أنحاء كثيرة من‬
‫مؤتمر باريس للسلام عام ‪ ،1919‬الذي أنهى الحرب العالمية الأولى التي ّ‬
‫أول منظمة أمن دولية‬
‫وأوروباخصوصا‪ .‬كانت هذه المنظمة سل ًفا للأمم المتحدة‪ ،‬وهي ّ‬
‫ً‬ ‫العالم‬

‫هدفت إلى الحفاظ على السلام العالمي‪ .‬وصل عدد الدول المنتمية لهذه المنظمة إلى ‪ 58‬دولة‬

‫في أقصاه‪ ،‬وذلك خلال الفترة الممتدة من ‪ 28‬سبتمبر سنة ‪ 1934‬إلى ‪ 23‬فبراير سنة ‪ .1935‬كانت‬
‫أهداف العصبة الرئيسية تتمثل في منع قيام الحرب عبر ضمان الأمن المشترك بين الدول‪ ،‬والحد‬

‫‪18‬‬
‫من انتشار الأسلحة‪ ،‬وتسوية المنازعات الدولية عبر إجراء المفاوضات والتحكيم الدولي‪ ،‬كما ورد‬

‫في ميثاقها‪ .‬من الأهداف الأخرى التي كانت عصبة الأمم قد وضعتها نصب أعينها‪ :‬تحسين أوضاع‬

‫للعمال‪ ،‬معاملة سكّان الدول المنتدبة والمستعمرة بالمساواة مع السكّان‬


‫ّ‬ ‫العمل بالنسبة‬

‫والموظفين الحكوميين التابعين للدول المنتدبة‪ ،‬مقاومة الاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة‪،‬‬
‫أوروبا‪.‬‬ ‫في‬ ‫العرقية‬ ‫الأقليات‬
‫ّ‬ ‫وحماية‬ ‫الحرب‪،‬‬ ‫وأسرى‬ ‫العالمية‬ ‫بالصحة‬ ‫والعناية‬

‫أثبتت العصبة عجزها عن حل المشكلات الدولية وفرض هيبتها على جميع الدول دون استثناء‪،‬‬

‫عندما أخذت دول معسكر المحور تستهزئ بقراراتها ولا تأخذها بعين الاعتبار‪ ،‬وتستخدم العنف‬

‫تجاه جيرانها من الدول والأقليات العرقية قاطنة أراضيها‪ ،‬خلال عقد الثلاثينيات من القرن‬
‫العشرين‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬رفع أحداليهود‪ ،‬واسمه فرانز برينهايم‪ ،‬شكوى إلى العصبة يتحدث‬
‫فيها عن معاملة الإدارة الألمانية العنصرية له ولأبناء دينه وشعبه في سيليزيا العليا‪ ،‬فما كان من‬

‫الألمان إلا أن أرجأوا تنفيذ القرارات المعادية لليهود وغير الآريين حتى سنة ‪ ،1937‬عندما انتهت‬
‫المدة التي تسمح بإشراف خبراء العصبة على وضع الأقليات في ألمانيا‪ ،‬فجددوا القوانين التي‬

‫تنص على ملاحقة غير الآريين‪ ،‬ورفضوا تجديد إقامة الخبراء في البلاد[‪ .]34‬كانت حجة ألمانيا‬
‫وغيرها من دول المحور للانسحاب من العصبة‪ ،‬أن بعض البنود الواردة في ميثاق الأخيرة تنتهك‬

‫سيادتها‪ ،‬وكان نشوب الحرب العالمية الثانية بمثابة الدليل القاطع على فشل العصبة في مهمتها‬

‫تم حل العصبة‪،‬‬
‫المدمرة‪ ،‬وما أن وضعت الحرب أوزارها حتى ّ‬
‫ّ‬ ‫الرئيسية‪ ،‬ألا وهي منع قيام الحروب‬

‫وخلفتها هيئة جديدة‬


‫‪15‬‬

‫‪16‬‬

‫العصبة‪.‬‬ ‫ووكالات‬ ‫منظمات‬ ‫من‬ ‫دا‬


‫عد ً‬ ‫ورثت‬ ‫التي‬ ‫المتحدة‪،‬‬ ‫الأمم‬ ‫هيئة‬ ‫هي‬

‫مقرها في‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫تأسست عام ‪1945‬م‪ ،‬علماً ّ‬
‫ّ‬ ‫دولية‬
‫ّ‬ ‫نظمة‬
‫م َّ‬
‫الم ّتحد‪ ،‬عبارة عن هيئة أو ُ‬
‫ُ‬ ‫وهيئة الأُ َ‬
‫مم‬
‫ل عضو‬
‫الأمريكية‪ ،‬ويبلغ عدد أعضائها ‪ 193‬عضواً‪ُ ،‬يمثّل ك ّ‬
‫ّ‬ ‫الم ّتحدة‬
‫مدينة نيويورك في الولايات ُ‬
‫الم ّتحدة الذي ُيع ّد دستوراً لها‪ ،‬كما‬
‫مم ُ‬‫معينةً ‪ ،‬تستم ّد مهامها ونطاق وظائفها من ميثاق الأُ َ‬
‫ّ‬ ‫دولةً‬
‫العامة‪ ،‬ومجلسها‬
‫ّ‬ ‫الجمعية‬
‫ّ‬ ‫تسمح لأعضائها بال ّتعبير عن آرائهم عن طريق الحوارات التي ُتقام في‬

‫الدولي‪ ،‬وهناك العديد من اللّجان والأجهزة‬


‫ّ‬ ‫والاجتماعي‪ ،‬إضافةً إلى مجلس الأمن‬
‫ّ‬ ‫الاقتصادي‬
‫ّ‬
‫فاوضات[‪.]35‬‬
‫والم َ‬
‫ُ‬ ‫الاتفاقيات‬
‫ّ‬ ‫وتعقد‬ ‫المشاكل‪،‬‬ ‫ل‬
‫تح ّ‬ ‫التي‬ ‫المنظمة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫في‬ ‫العاملة‬

‫‪The Covenant of the League of Nations - ]34[ 15‬اطلع عليه على الموقع واي باك مشين‬
‫بتاريخ‪.6./04/2019‬‬
‫‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫[‪ - ]35‬لمحة عامة" األ َمم ال ُمتحدة‪ ،‬اطلع عليه بتاريخ‪.06/04/2019‬‬
‫‪19‬‬
‫السلم‬
‫ّ‬ ‫المستدامة‪ ،‬وقضايا‬
‫الإنسانية‪ ،‬كقضايا حقوق الإنسان‪ ،‬وال ّتنمية ُ‬
‫ّ‬ ‫ومن مهام عملها القضايا‬

‫تهتم‬
‫ّ‬ ‫والإنسانية‪ ،‬كما‬
‫ّ‬ ‫الصحية‬
‫ّ‬ ‫السلاح والإرهاب‪ ،‬وتواجه هيئة الأُمم الحالات الطارئة‬
‫ّ‬ ‫والحرب‪ ،‬ونزع‬

‫وظيفي فيها‬
‫ّ‬ ‫مستوى‬
‫ً‬ ‫أما أعلى‬
‫الأمة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الجنسين‪ ،‬وتحقيق العدالة والكثير من قضايا‬
‫َ‬ ‫بالمساواة بين‬

‫لأي‬
‫ّ‬ ‫نبه أعضاء مجلس الأمن في حال ملاحظته‬
‫وي ّ‬
‫العام المسؤول عن شؤونها جميعها‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫فهو الأمين‬
‫العالمي‪ ،‬إضافةً إلى تقديم الاقتراحات ومناقشتها مع لجان هيئة‬
‫ّ‬ ‫أمر من شأنه أن ُيه ّدد السلام‬

‫م ّتحدة‪.‬‬
‫ال ُ‬ ‫ال ُأمم‬

‫ثانيا‪ :‬التجمعات الدولية و الإقليمية‪.‬‬

‫ان اتساع حجم المعاملات الدولية وتشعبها وما يترتب عنها من آثار قانونية واقتصادية وسياسية‬
‫أوجد واقع جديد أدى الى بعث قانون التجارة الدولية وتحليه بثوب جديد كبديل لمنهج تنازع‬

‫القوانين‪ ،‬ويرجع أساس هدا التطور الى تطور الأعراف والعادات التجارية وتوحيدها في شكل‬

‫قواعد موضوعية تحكم العقود الدولية الى درجة أنها أصبحت قانون مهني دولي يتمتع بقواعد‬

‫متحررة ذات قوة ذاتية وتتكفل المنظمات الدولية وكذلك التجمعات الدولية والإقليمية بالمسائل‬
‫التي تهم التجارة الدولية‪ ،‬وتخصصها في هدا الميدان وتبنيها لكل المشاكل والافرازات المطروحة‬

‫من جراء المعاملات التجارية الدولية ورصد الأموال والخبرات الفنية لإيجاد الحلول اللازمة لها كما‬

‫تكرس نشاطها وعملها في انشاء القواعد والقوانين الدولية التي تحكم العقود الدولية[‪.]36‬‬

‫‪20‬‬
‫‪17‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ابرام وتنفيذ العقد التجاري الدولي‬


‫في هذا الجزء سنتناول بعض المسائل المتعلقة بإبرام وتنفيـذ العقود التجارية الدولية لأنها‬
‫مرحلة هامة و هي حجر الأساس في البناء التعاقدي لأنها تنطوي على انعكاسات و أثار قانونية‬

‫تؤثر إجابيا أو سلبـيا على الاتفاق النهائي و سنتطرق إلى ذلك فـي مبحثين يتعلق الأول بإبرام‬

‫العقد التجاري الدولي فيما الثاني نخصه لتنفيذ العقد التجاري الدولي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ابرام العقد التجاري الدولي‬


‫تبرم عقود التجارة الدولية بأكثر من أسلوب كما هو الشأن في عقود التجارة الداخلية‪ ،‬فبالإضافة‬
‫للاتصال المباشر مع الطرف الآخر سواء عن طريق الاتصالات عبر المراسلات‪ ،‬هناك الاتصالات‬

‫بواسطة أجهزة الحاسوب الحديثة‪ ،‬وهو ما يعبر عنه بعقود المعلوماتية أو عقود التجارة‬

‫الالكترونية‪ ،‬كما يوجد أسلوب المزايدة إضافة إلى أسلوب المناقصة‪ .‬إلى جانب كل هذه الأساليب‬

‫يمكن العمل بأسلوب التفاوض‪ ،‬سواء كان مكملا لأي أسلوب أخر أو رئيسيا لذاته بغية الوصول‬
‫إلى إبرام العقد ‪.‬‬

‫والعقود التجارية الدولية يحتاج إبرامها إلى الكثير من التفكير والتخطيط وهذا نظرا لطبيعتها‪.‬‬

‫فإبرام عقد تجاري دولي ليس مثل إبرام أي عقد آخر‪ ،‬لأجل دلك سنتناول مرحلة الاعداد لإبرام‬

‫العقود الدولية كمطلب اول والتي تعتبر من أهم مراحل ابرام العقد التجاري الدولي ثم الشروط‬
‫لإبرام العقد التجاري الدولي موضوع المطلب الثاني‪.‬‬

‫‪ - ]36 17‬محمودي مسعود مرجع سابق ص‪ 53‬و ص‪54‬و ص‪5‬‬


‫‪21‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬االعداد إلبرام العقود الدولية‬
‫تحتاج مرحلة ما قبل التعاقد إلى إدارة قانونية لعملية التفاوض‪ ،‬لأن حسن الإدارة لمرحلة ما قبل‬

‫التعاقد تؤدي في النهاية إلى قيام عقد لا يتعرض فيما بعد للإبطال أو البطلان ‪ ،‬كذلك تفادي‬

‫الوقوع في الغلط و التدليس أو الشكوى من عيوب خفية في محل التعاقد و غيرها من العيوب‬
‫إضافة إلى أن حسن توجيه مرحلة ما قبل التعاقد يخدم مرحلة ما بعد التعاقد أي مرحلة التنفيذ‪,‬‬

‫ولتحقيق دلك وجب على المتعاقدين بداية تحديد موضوع وأهداف التعاقد (الفقرة الاولى) ثم‬

‫ضمانات حسن التنفيذ (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرةاألولى ‪ :‬تحديد موضوع وأهداف التعاقد‬


‫لتحديد موضوع وأهداف التعاقد في العقد التجاري الدولي وجب تحديد ملامح الرابطة التعاقدية‬

‫التي يكون الطرفان بصدد الدخول فيها‪ ،‬فمن يتعاقد مع الآخر يجب أن يعرف على وجه الدقة ما‬

‫الذي يريده هو كطرف في العقد و ما الذي يريده الطرف الآخر بموجبه‪ .‬ومن بين العناصر‬
‫الجوهرية نذكر مثلا الثمن فعقود التجارة الدولية لابد أن يكون الثمن محددا وهذا بالنص عليه في‬

‫أحد بنود العقد أثناء المفاوضات أو يجعلوه قابلا للتحديد[‪ ,]1‬فمثلا في عقود البيع الدولية يعتبر‬

‫ثمن السلعة أو الخدمة من بين الالتزامات الرئيسية والأساسية للمشتري كذلك من بين العناصر‬

‫الجوهرية الاتفاق على نوع العقد‪ ،‬والاتفاق على الأوصاف الدقيقة للشئ ‪ ،‬وموعد التسليم‪ ،‬إلى‬

‫غير ذلك من العناصر ‪.‬‬


‫كذلك من بين المسائل المهمة التي يتم التطرق إليها في عقود التجارة الدولية‪ ،‬آثار التقلبات‬

‫والتغيرات في الظروف التي تؤثر في تنفيذها أو عرقلة تنفيذها‪ .‬وهذه الظروف سواء كانت قوة‬

‫قاهرة أو ظروف طارئة‪ ،‬فعلى الأطراف التطرق إليها كونها لا تهدد فقط أطرافها وانما تمتد إلى‬

‫اقتصاديات الدول التي ينتمي إليها الأطراف‪.‬‬


‫وتكون المفاوضات إما عامة أو عقدية‪ ،‬فالأولى تسفر عن تكوين إيجاب مشترك يصلح لإقامة عقد‬

‫بمجرد القبول‪ ،‬أما المفاوضات العقدية فهي تنصب على مناقشة تفاصيل عقد معين‪.‬‬
‫وعموما يجب إتباع إستراتيجية جيدة حيث يتم دراسة الجدول ومعرفة ما إن كان استثمارا مفيـدا‬

‫ويرتبط موضوع التعاقد ارتباطا وثيقا بالسياسة العامة للمشروع والإستراتيجية و تحديـد موضوع‬
‫التعاقد يستمد مصدره من المقومات الأساسية للمشروع و من القرارات الهامة التي تؤثر على‬

‫الوظائف المالية والإنتاجية‪.‬‬

‫الفقرةالثانية ‪ :‬ضمانات حسن التنفيذ‬


‫الضمان في العقود الدولية متعلق بالحماية التي يحصل عليها أطراف العقد الدولي لتجنب‬

‫الأضرار التي يمكن أن تلحقهم من جراء تنفيد أو الاخلال بتنفيد الالتزامات التعاقدية التي تم‬

‫الاتفاق عليها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫والضمانات بالنظر الى مصدرها اما أن تكون ضمانات قانونية أو ضمانات اتفاقية‪ ،‬فالأولى هي‬

‫التي يرتبها القانون لحق فيجعل له مركز امتياز بصرف النظر عن ارادة الدائن أما الثانية فتنشأ من‬

‫ارادة الطرفين و ادا نظرنا اليها من حيث موضوعها فنجد أنها تنقسم الى ضمانات شخصية‬

‫وضمانات عينية‪.‬‬
‫وتأتي ضمانات حسن التنفيذ في شكل اشتراطات يتضمنها العقد التجاري الدولي‪ ،‬ويمكن أن‬

‫تكون محل عقد مستقل يضمن به الدائن مدينه‪ ،‬والضمان مرتبط ارتباطا وثيقا بنوعية المخاطر‬

‫المحتملة التي يمكن أن يتعرض لها المتعامل في مجال العقود الدولية[‪.]2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط إلبرام العقد التجاري الدولي‬


‫إن مراعاة الاسس والأساليب المطلوبة في صياغة عقود التجارة الدولية لها اهمية كبيرة في‬

‫الواقع العملي‪ ،‬وهده الأسس والأساليب منها ما یتعلق بالشروط الشكلية (الفقرةالألى)ومنها ما‬

‫یتعلق بالشروط بالموضوع)الفقرةالثانية(‪.‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬شروط شكلية تتمثل الشروط الشكلية في ‪:‬‬


‫‪ -1‬الكتابة ‪:‬‬

‫إن وقع التطبيق الدولي في مجال العلاقات الدولية و ما درجت عليه أعمال المنظمات الدولية‬
‫المهتمة بهذا الميدان فرض ضرورة التجسيد الكتابي لما انصرفت إليه أداة الأطراف المتعاقدة‪،‬‬

‫حيث أن كل المراحل التي يمر بها العقد إلا و تدون في شكل محررات قد تكون اتفاق مبدئي أو‬

‫عقد نهائي أو بروتوكول اتفاقي أو تعهد شرفي[‪.]3‬‬


‫‪ -2‬لغة العقد ‪:‬‬
‫في الغالب يكون طرفا عقد التجارة الدولية‪ ،‬من جنسيتين مختلفتين‪ ،‬ويتكلمان لغتين مختلفتين‪،‬‬

‫وقد يتفقان على تحرير العقد بلغة واحدة‪ ،‬سواء كانت لغة احدهما أم لغة أجنبية عنهما‪ .‬وتقوم‬

‫المشكلة عند تحرير ذات العقد بلغتيهما معا‪ ،‬ومن أجل تفادي المشاكل في التفسير‪ ،‬يفضل ألا‬

‫يغفل الأطراف عن تعيين اللغة المعتمدة‪.‬‬


‫‪– 3‬التوقيع ‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫كقاعدة عامة لا ينعقد العقد الدولي إلا عند توقيع المحرر‪ ،‬إذ يعتبر التوقيع الشرط الجوهري فيه‬

‫لأنه هو أساس نسبته إلى الموقع‪ ،‬فالتوقيع يتضمن قبول المكتوب به و اعتماد محتواه كدليل‬

‫إثبات كامل و يكون حجة على من وقعه‪.‬‬

‫الفقرةالثانية‪ :‬شروط موضوعية‬


‫يشتمل العقد الدولي كغيره من العقود على شروط موضوعية إلى جانب الشروط الشكلية ‪:‬‬

‫أولا‪ -‬أطراف العقد الدولي ‪:‬‬


‫التراضي هو الركن الأساسي في العقد و ذلك بتلاقي الايجاب و القبول بين الأطراف المتعاقدة‪،‬‬

‫والرضا وحده لا يكفي لإبرام العقد الدولي و إنما يجب أن يصدر من شخص مؤهل قانونا‪.‬‬

‫وينعقد العقد بإيجاب وقبول يصدران عن طرفي العقد‪ ،‬دون أن يشترط في ذلك أن يصدر‬

‫الايجاب عن المشتري والقبول عن البائع أو العكس‪ ،‬إذ العبرة باتصال القبول بالإيجاب الذي يوجهه‬
‫أحد طرفي العقد إلى الطرف الآخر‪.‬‬

‫على أن الأمر لا يتم بهذه الصورة البسيطة في نطاق عقد البيع الدولي‪ ،‬لأن هذا العقد تسبقه‬

‫عادة إما مفاوضات بين طرفي البيع‪ ،‬أو معاملات سابقة بين الطرفين‪ ،‬بحيث يعتبر سلوك‬

‫الطرفين لانعقاد العقد دون حاجة إلى تميز أو تجسيد كل من الايجاب والقبول[‪.]4‬‬

‫ثانيا‪ -‬محل العقد الدولي ‪:‬‬


‫المحل هو الشيء المتعاقد عليه‪ ،‬و هو إما نقلا لحق عيني أو عملا و الامتناع عن عمل‪ ،‬فالعقد لا‬

‫يكون صحيحا إذا كان محله موجودا وقت ابرام العقد صحيحا و مشروعا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تنفيذ العقد التجاري الدولي‬


‫تستوجب مرحلة تنفيذ العقد التجاري الدولي التزامات تلزم الأطراف المعنية سنحاول الوقوف‬

‫عندها في المطلب الأول اضافة الى تجسيد محل العقد التجاري الدولي موضوع المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التزامات األطراف‬


‫تنشئ العقود التجارية الدولية التزامات وحقوق متبادلة بين الأطراف المعنية‪ ،‬تتنوع وتختلف‬

‫حسب طبيعة العقود المبرمة‪ ,‬إلا أنه يجري في الواقع التمييز بين نوعين من الالتزامات الواردة‬
‫عادة في العقد والمتمثلة في التزامات التنفيذ والتزامات الضمان و التي تقع على عاتق أطراف‬

‫العقد[‪,]5‬ومن هده الالتزامات نذكر (الفقرة أولى) تقديم المعلومات والمشورة والنصح ثم (الفقرة‬

‫الثانية) المحافظة على السرية الاعمال‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفقرةاألولى‪ :‬تقديم المعلومات والمشورة والنصح‬
‫في العقود التجارية الدولية يتم صياغة النصوص و المواد التي تتعلق بالتزامات الأطراف وهي‬

‫تهدف في نطاقها إلى تحديد المسؤولية عن تنفيذ الالتزامات أو الحد منها أو تأكيدها أو تعديلها أو‬
‫تعديل قواعد المسؤولية العقدية المنصوص عليها في القانون الواجب التطبيق على العقد‪ ،‬حيث‬

‫تتطلب ممن يقوم بتحديدها الإحاطة الكاملة بظروف التنفيذ المستقبلية للعقد و البيئة القانونية‬

‫التي سوف ينفذ فيها أو القانون الواجب التطبيق على العقد‪.‬‬

‫ويقتضي دلك التزام المتفاوض بالتعاون يعتبر التزاما أساسيـا‪ ،‬حيث ينبغي تحديد أغراضه‬
‫وأهدافه من العقد الساعي إليه و يبدو ذلك بوضوح في كافة العقــود الفنية ‪.‬‬

‫و يتحمل العميل مسؤولية تقصير المقاول في إنجاز مهمته متى ثبت أن هذا التقصير راجع إخلال‬
‫العميل بالتزامه بالتعاون‪.‬‬

‫كما يتعين علـى المتفاوض الافصاح إلى الطرف الآخر بكل ما لديه من بيانات و معلومــات تتعلق‬
‫بالعقد موضوع التفاوض‪ ،‬حتى تستنير إرادة المتعاقدين‪ ،‬اضافة الى التزامه بالنصح والتحذير‪ ،‬و‬

‫الواقع أن هذا الالتزام يتوقف علـى قدرات أطـراف التفاوض و خبرتهم و إمكانياتهم‪ ،‬فالقضاء‬

‫يتشدد في هذا الالتزام بالنسبة للمحترف في مواجهة عدم خبرة الطـرف الآخر و عدم علمه‬

‫بالتفاصيل الفنية‪.‬‬

‫الفقرةالثانية ‪ :‬المحافظة على السرية األعمال‬


‫يلتزم المتفاوض بالمحافظة علـى الأسرار التي يطلع عليها أثناء التفاوض‪ ،‬حيث قد تقتضي‬

‫المفاوضات إفضاء أحـد الطرفين للآخر ببعض أسراره الهامة الفنية أو المهنية ‪ ،‬حتى و لو لم تكن‬
‫هذه الأسرار تحظى بالحماية القانونية‪ ،‬وتكون أهم تطبيقات السرية خاصة في مجالات‬

‫التكنولوجيا و هي التطبيقات القائمة علـى مبادئ علمية و تستخدم في إنتاج السلع و الخدمات‪ ،‬و‬

‫المعرفة الفنية و أسرار الأعمـال ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تجسيد محل العقد الدولي‬


‫لملامسة موضوع تجسيد محل العقد الدولي لابد من التطرق الى الالتزام بتسليم المحل (الفقرة‬
‫الأولى) ثم الالتزام بدفع الثمن (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االلتزام بتسليم المحل‬


‫ان محل التزام البائع هو الشيء المتفق عليه أي الشيء المبيع و كذا توابعه‪ ،‬مادية كانت أو إدارية‬

‫أو قانونية‪ ،‬كما يجب التطرق إلى حالة النقص والزيادة في المبيع‪.‬‬

‫و الشيء المتفق عليه هو محل التنفيذ في عقد البيع‪ ،‬و يجب أن ينصب التسليم بوضوح على‬

‫المبيع‪ ،‬كما هو معرف في العقد‪ ،‬إذ يجب على البائع تسليم ذلك الشيء طبقا لذلك التعريف‪ ،‬ولا‬

‫يمكن أن يقوم بتعويضه بشيء آخر حتى و لو لم يبد ذلك ضارا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االلتزام بدفع الثمن‬
‫تنص الشروط العقدية على الثمن المقرر دفعه إلى المتعاقد كما تنص على تعيين أشكال‬

‫التسديد‪ ،‬و يمكن تعيين الثمن التعاقدي بدقة كما يمكن أن يكون متغيرا‪ ،‬كما و يمكن أن يشترط‬
‫في العقد في جانب آخر ثمن مستقل‪.‬‬

‫فالثمن الثابت‪ ،‬ليس له مشاكل قانونية لأن تعيينه يتم بالكامل أثناء إبرام العقد‪ ،‬باستثناء حالات‬

‫المراجعة التي تسببها المتغيرات الاقتصادية الدولية اليت تظهر لاحقا على توقيع العقد‪.‬‬

‫أما بخصوص الثمن المتغير فإنه في حالة اشتراطه يعين تعيين مقداره و تبيان أشكال تحديده‬
‫لاحقا و بصورة تدريجية مع مراحل تنفيذ العقد‪ ،‬للمتغيرات والظروف الاقتصادية‪.‬‬

‫وفيما يخص التقسيم في العلوم القانونية فهو عادة ما يكون ثنائيا مع تحقيق توازن بين المباحث‪,‬‬
‫المطالب والفروع حيث يرتبط الجزء الأول بالإطار النظري في حين ينصب الثاني على الاطار‬

‫التطبيقي المرتبط بالواقع‪ ,‬فالقانون مرتبط بالسلوك اليومي والواقعي للأفراد وبالتالي فهم‬
‫باستمرار في احدى الحالتين‪ ,‬في القوانين الجاري بها العمل أو مخالفين لأحد القواعد القانوني‬

‫‪26‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬

‫لقد حاولنا في هدا العرض تسليط الضوء على مفهوم العقد التجاري الدولي‪ ,‬نظرا‬
‫لكونها من أبرز وسائل التبادل التجاري الدولي ولكونها الأداة القانونية الأكثر‬

‫استخداما في هذا المجال‪ ،‬إلا أنها ذات طبيعة معقدة ومركبة‪ ،‬مما يجعلها تحظى‬

‫باهتمام كبير من المجتمع الدولي سواء من طرف مؤسساته أو منظماته‪ ،‬حيث‬


‫حاولت و ضع قواعد خاصة بها تتلاءم مع ما يسفر عنها من مشاكل وتساعدها على‬

‫مسايرة التطور الذي يلحق بها‪ .‬إلا أن هذه القواعد غير كافية لمسايرة تلك المشاكل‬

‫التي تثيرها‪.‬‬
‫وما يمكن استخلاصه هو أن الطبيعة المركبة لهذه العقود وتخطيها لحدود الدول‬

‫يثير الكثير من الجدل سواء أثناء إبرامها أو أثناء تنفيذها‪ .‬فإبرام هذه العقود يتم بين‬

‫أطراف أجنبية من جنسيات مختلفة مما يثير القلق والتخوف من عدم الوفاء‬
‫بالالتزامات الملقاة على عاتق أطرافها‪ ،‬لهذا فإنها تحتاج إلى الكثير من التخطيط‬
‫والتفكير أثناء إبرامها‪ ،‬كذلك هذه المرحلة تعرف صعوبات لعدم وجود قوانين خاصة‬

‫بمواضيع هذه العقود أو قانون خاص يحكم المفاوضات وهذا ما يتطلب جهدا كبيرا‬

‫ووقتا لإبرامها‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪:‬‬ ‫المراجع‬ ‫الئحة‬

‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬أمينة الخياط "واقع وآفاق تنظيم القانوني للعقود الدولية في القانون الدولي المغربي" "المجلة المغربية للدراسات‬
‫سنة‪-2011‬ص‪.15‬‬ ‫األول‬ ‫العدد‬ ‫القانونية"‬ ‫واالستثمارات‬
‫‪ -‬محمد نخلي "القوة القاهرة في عقود التجارة الدولية" اطروحة لنل الدكتوراة في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫ص‪.2‬‬ ‫الجامعية‪1999/2000‬‬ ‫مراكش‪،‬السنة‬
‫‪-‬صالح بن عبد الهينن عطاف العوني "المبادىء القانونية في صياغة ع قود التجارة الدولية" منشورات مركز البحوث و‬
‫‪.11‬‬ ‫‪1998‬ص‬ ‫الرباط‬ ‫االدارية‪،‬‬ ‫الدراسات‬
‫‪ -‬محمودي مسعود "أساليب وتقنيات ابرام العقود الدولية" ديوان المطبوعات الجامعية سنة‪ 2006‬ص‪22‬و ص‪.23‬‬
‫‪ -‬هشام علي صادق "القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية" مطبعة منشأة المعارف االسكندرية سنة‬
‫‪.‬‬ ‫‪1995‬ص‪94‬‬
‫‪ -‬محمود محمد ياقوت "نحو مفهوم حديث لقانون عقود التجارة الدولية" الطبعة األولى ‪2012‬دار الفكر الجامعي ص ‪.19‬‬
‫‪-‬أحمد عبد الكريم سالمة "قانون العقد الدولي" دار النهضة العربية ‪2001-2000‬ص ‪.39-25‬‬
‫‪.393‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫سالمة‪،‬‬ ‫عبدالكريم‬ ‫أحمد‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬طالب حسن موسى "الموجز في قانون التجارة الدولية الدار العلمية الدولية ومكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪70‬‬ ‫ص‬ ‫‪،2001‬‬ ‫الطبعة‬
‫‪ -‬موكه عبد الكريم الثمن في عقود التجارة الدولية مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية‬
‫‪.19‬‬ ‫ص‬ ‫‪،2007‬‬ ‫وزو‪،‬‬ ‫تيزي‬ ‫ء‬ ‫معمري‬ ‫مولود‬ ‫جامعة‬ ‫الحقوق‪،‬‬
‫‪ -‬محمد علي جواد "العقود الدولية مفاوضاتها إبرامها تنفيذها" دار الثقافة للشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬طبعة ‪ 2010‬ص‬
‫‪.107‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬دراسة حديثة للنظرية العامة لاللتزام على ضوء تأثرها بالمفاهيم الجديدة للقانون أالقتصادي‬
‫الكتاب األول‪ - ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬التصرف القانوني‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪ -‬محمود محمد ياقوت "نحو مفهوم حديث لقانون عقود التجارة الدولية" الطبعة األولى ‪2012‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫‪2012‬‬ ‫التقافة‪،‬عمان‪،‬‬ ‫الدولية‪،‬دار‬ ‫التجارة‬ ‫مرسي‪،‬قانون‬ ‫حسن‬ ‫طالب‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مصطفى احمد عبد الجواد‪ ،‬خطاب النوايا الصادرة عن الغير في مجال االئتمان‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪ -‬احمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬قانون العقد الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة االولى‪2001 ،‬‬
‫‪ -‬محمد شريف غانم‪ ،‬اتر تغير ا لظروف في عقود التجارة الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2000 ،‬‬
‫‪ -‬خليل فكتورتادرس‪،‬مبدا استقالل خطاب الضمان الدولي وفقا التفاقية االمم المتحدة لعام ‪، 1995‬دار النهضة العربية‬
‫القاهرة ‪2004/2005‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الأول‪ :‬مفهوم العقد التجاري الدولي‪5...................... ................................ ................................ .‬‬
‫المبحث الأول ‪ :‬تحديد العقد التجاري الدولي ‪5................... ................................ ................................‬‬
‫المطلب الأول ‪:‬العناصر المميزة للعقد التجاري الدولي من خلال الفقه والقضاء ‪5.............................‬‬
‫الفقرة الأولى‪ :‬المعيار القانوني ‪5............................. ................................ ................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المعيار الاقتصادي‪6........................... ................................ ................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مميزات العقد التجاري الدولي من خلال الاتفاقيات الدولية ‪7 ... ................................‬‬
‫الفقرةالاولى‪ :‬في مجال التجارة الدولية ‪7 .................. ................................ ................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬من خلال أعمال التحكيم الدولي ‪8........ ................................ ................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور سلطان الارادة في العقد التجاري الدولي ‪8.......................... ................................‬‬
‫المطلب الأول‪ :‬اتساع نطاق سلطان الارادة عند ابرام وتنفيذ العقد التجاري الدولي ‪9.........................‬‬
‫الفقرة الأولى‪ :‬اتساع نطاق الحرية التعاقدية عند إبرام العقد التجاري الدولي ‪9..............................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬اتساع نطاق القوة الملزمة للعقد التجاري الدولي ‪11............... ................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظام القانوني الدولي للتجارة والمبادلات الدولية ‪14 ........... ................................‬‬
‫الفقرة الأولى‪ :‬التنظيم الاتفاقي لعقود التجارة الدولية ‪15 ........................... ................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دور المنظمات الدولية في إنشاء القواعد القانونية المطبقة على العقد التجاري‬
‫الدولي ‪18 ............................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ابرام وتنفيذ العقد التجاري الدولي ‪21 ............. ................................ ................................‬‬
‫المبحث الأول‪ :‬ابرام العقد التجاري الدولي ‪21 ................... ................................ ................................‬‬
‫المطلب الأول ‪ :‬الاعداد لإبرام العقود الدولية ‪22........... ................................ ................................‬‬
‫الفقرةالأولى ‪ :‬تحديد موضوع وأهداف التعاقد ‪22...... ................................ ................................‬‬
‫الفقرةالثانية ‪ :‬ضمانات حسن التنفيذ‪22.................... ................................ ................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط لإبرام العقد التجاري الدولي ‪23................................ ................................‬‬
‫الفقرة الاولى‪ :‬شروط شكلية تتمثل الشروط الشكلية في ‪23...................... ................................ :‬‬
‫الفقرةالثانية‪ :‬شروط موضوعية ‪24........................... ................................ ................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تنفيذ العقد التجاري الدولي ‪24................. ................................ ................................‬‬

‫‪29‬‬
‫المطلب الأول‪ :‬التزامات الأطراف ‪24............................ ................................ ................................‬‬
‫الفقرةالأولى‪ :‬تقديم المعلومات والمشورة والنصح ‪25............................... ................................‬‬
‫الفقرةالثانية ‪ :‬المحافظة على السرية الأعمال ‪25....... ................................ ................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تجسيد محل العقد الدولي ‪25.............. ................................ ................................‬‬
‫الفقرة الأولى‪ :‬الالتزام بتسليم المحل ‪25.................... ................................ ................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الالتزام بدفع الثمن ‪26........................ ................................ ................................‬‬

‫‪30‬‬

You might also like