You are on page 1of 24

‫جملة العامرة والتخطيط‪ ،‬م‪ ،)1(28‬ص ص ‪ ،51-29‬الرياض ( ‪2016‬م ‪1437 /‬هـ )‬

‫واقع األحياء السكنية‪ ،‬من أجل أحياء صديقة للطفل‬


‫دراسة حالة املنطقة السكنية احلرضية اجلديدة بمدينة باتنة‬

‫نور الدين عنون‬


‫أستاذ حمارض‪ ،‬ختصص التهيئة العمرانية‬
‫قسم علوم األرض والكون‪ ،‬كلية العلوم‪ ،‬جامعة احلاج خلرض‪ -‬باتنة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪Noro01975@yahoo.fr‬‬

‫قدم للنرش يف ‪1435/8/3‬هـ ؛ وقبل للنرش يف ‪1436/2/26‬هـ‬

‫ملخص البحث‪ .‬يف عام ‪ ،1996‬أجاز املؤمتر الثاين لألمم املتحدة حول املستوطنات البرشية إطالق املبادرة‬
‫الدولية للمدن الصديقة للطفل‪ ،‬وقد أقر املؤمتر أن رفاه األطفال هو املؤرش األساس ملسكن صحي وملجتمع‬
‫ديمقراطي وحكامة رشيدة‪ .‬يناقش موضوع البحث املؤرشات التخطيطية للمنطقة السكنية احلرضية اجلديدة‪،‬‬
‫للنسيج العمراين للمدن اجلزائرية باعتبارها جزء ًا مه ًام وهلا دور أساس يف تنشيط االحتكاك االجتامعي‪ .‬هيدف‬
‫البحث إىل تقييم مدى كفاءة الوضعية الراهنة لالستخدام السكني هبذه املناطق يف حتقيق رفاهية الطفولة عىل‬
‫وجه اخلصوص‪ .‬اختيارنا للمنطقة السكنية احلرضية اجلديدة ملدينة باتنة‪ ،‬جاء بوصفها نموذج ًا مثالي ًا للبحث‬
‫يف الرهانات الواجب توفريها لتحقيق عالقة قوية بني الوظيفة السكنية والفئة االجتامعية لألطفال‪ .‬وقد خلص‬
‫البحث إىل أن هذه املناطق السكنية احلرضية اجلديدة‪ ،‬التي جاءت بوصفها نموذج ًا عمراني ًا هيدف إىل زيادة‬
‫قدرات استيعاب املدن اجلزائرية للقضاء عىل أزمة السكن‪ ،‬قد حددت فيها نسب مجيع املكونات العمرانية بدقة‪.‬‬
‫إال أهنا تفتقد للعنارص العمرانية املخصصة الحتياجات األطفال سواء كانت حيوية‪ ،‬أو نفسية‪ ،‬أو اجتامعية‪.‬‬
‫كام خلص إىل أن خمالفة قواعد التعمري خاصة تلك العمليات الرامية إىل زيادة كثافة العقار املبني عىل حساب‬
‫العقار غري املبني؛ سامهت يف تدين بيئة الفضاءات العمومية وتقهقر جودة اخلدمات املرفقة بالسكن‪ .‬باإلضافة‬
‫إىل أن حمدودية املقاربات املعمول هبا يف ميدان التعمري‪ ،‬وباخلصوص تلك التي تضبط حقوق الطفل؛ سامهت‬
‫يف تدهور الذوق العام والسلوك غري املهذب املدمر جلودة احلياة احلرضية‪ .‬خاصة أن املدينة الصديقة للطفل‬
‫هي مدينة‪ ،‬أو منظومة حكم حميل‪ ،‬تلتزم بتطبيق حقوق الطفل‪ ،‬ويكون فيها صوت األطفال واحتياجاهتم‬
‫وأولوياهتم وحقوقهم جزء ًا ال يتجزأ من السياسات والربامج العامة والقرارات املتخذة؛ ألن املدينة الصديقة‬
‫للطفل‪ ،‬هي مدينة تناسب اجلميع‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬حقوق الطفل‪ ،‬املؤرشات التخطيطية‪ ،‬املدينة الصديقة للطفل‪ ،‬احتياجات األطفال‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫نور الدين عنون‪ :‬واقع األحياء السكنية‪ ،‬من أجل أحياء صديقة للطفل‪...‬‬ ‫‪30‬‬

‫(‪ )2‬املنهج البحثي‬ ‫(‪ )١‬املقدمة‬


‫لقـد تـم توجيـه البحـث وفقـ ًا ملقاربـة قائمة عىل‬ ‫إن االهتمام بالصحـة النفسـية واجلسـدية للطفل‬
‫أربعـة حمـاور أساسـية مرتبة كما ييل‪:‬‬ ‫أضحـى مـن القضايـا احلديثـة املثـارة يف الدراسـات‬
‫املحـور األول‪ :‬عـرف فيـه كل من‪ :‬جمال الدراسـة‪ ،‬وما‬ ‫العمرانيـة‪ ،‬وعليـه فـإن معرفـة خصائـص مرحلـة‬
‫املقصـود من املنطقة السـكنية احلرضيـة اجلديدة‪.‬‬ ‫الطفولـة وفهـم احتياجاهتـم واهتامماهتـم هـي خطـوة‬
‫املحـور الثـاين‪ :‬تناولنـا فيـه مفاهيـم نظريـة عـن‬ ‫رضوريـة نحـو تلبيـة احتياجاهتـم‪ ،‬والتـي يمكـن‬
‫الطفولـة وخصائصها باالسـتعانة بمعـارف علم نفس‬ ‫حتقيقهـا داخـل املجـال السـكني على اعتبـاره فضـاء‬
‫الطفـل التـي سـمحت لنـا بضبـط تصـور حـول كيفية‬ ‫ملامرسـة احليـاة اخلاصـة والعائليـة‪ ،‬ومكانـ ًا للراحـة‬
‫االسـتجابة الحتياجـات الطفـل واهتامماتـه‪.‬‬ ‫والرتفيـه‪.‬‬
‫املحـور الثالـث‪ :‬الـذي يمثـل صميـم البحـث حيـث‬ ‫هيـدف البحـث املقـدم إىل حتليـل اإلطـار العـام‬
‫حاولنـا يف مرحلـة أوىل حتليـل الوضـع الراهـن‪ ،‬ثـم‬ ‫لفكـرة املنطقـة السـكنية احلرضيـة اجلديـدة بوصفهـا‬
‫تقييم املـؤرشات العمرانية يف املنطقة السـكنية احلرضية‬ ‫نموذجـ ًا عمرانيـ ًا اعتمـدت عليـه الدولـة لتلبيـة حـق‬
‫اجلديـدة باسـتنتاج تأثريها على تطور الطفـل وتوازنه‪.‬‬ ‫السـكن‪ ،‬أيـن اتضـح أن إدراج احتياجـات الطفولة يف‬
‫املحـور الرابـع‪ :‬وفيه تم تفسير الوضع الراهن ورسـم‬ ‫التصميـم العمـراين‪ ،‬كان شـبه معـدوم‪.‬‬
‫التوجهـات الراميـة لتجسـيد رهـان أحيـاء صديقـة‬ ‫وإلبـراز مـدى رفـاه األطفـال قمنـا بتقييـم‬
‫للطفـل‪ .‬وعليـه اعتمـد سير البحـث ومنهجيتـه على‬ ‫واقـع املنطقـة السـكنية احلرضيـة اجلديـدة ملدينـة باتنة‬
‫كل مـن‪ :‬املنهـج الوصفـي ألمهيتـه يف دراسـة الفضـاء‬ ‫بوصفهـا نموذجـ ًا لألحيـاء السـكنية‪ .‬أيـن اتضـح‬
‫السـكني مـن خلال وصـف حالتـه وهيئتـه وصفـ ًا‬ ‫الواقـع املتدهور للمسـاحات احلرة واخلضراء‪ ،‬ناهيك‬
‫موضوعيـ ًا‪ .‬واملنهـج الكمـي مـن خلال توظيـف قيم‬ ‫عن اإلخلال بالقيـم النظريـة للمـؤرشات التخطيطية‬
‫املـؤرشات التخطيطيـة مثل نصيـب الفرد من املسـاحة‬ ‫وهـو األمـر الذي أثر عىل تطـور الطفـل وتوازنه‪ .‬ومن‬
‫احلـرة‪ .‬واملنهـج التحليلي للكشـف عـن احلقيقـة‬ ‫ثمـة السـعي ملحاولـة اقتراح توصيات ترمي لتجسـيد‬
‫بعـد مجـع احلقائـق واملعلومـات ومقارنتهـا وحتليلهـا‬ ‫فكـرة األحياء الصديقـة لألطفال‪ ،‬بالرتكيـز عىل تعزيز‬
‫وتفسيرها للوصـول إىل نتائـج وتوصيـات مقبولـة‪.‬‬ ‫كل مـن احلـس املـدين واإلدارة الرشـيدة‪ ،‬بوصفهـا‬
‫عوامـل لتحسين الوضعيـة الراهنـة‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫جملة العامرة والتخطيط‪ ،‬م‪ ،)1(28‬الرياض ( ‪2016‬م ‪1437 /‬هـ )‬

‫خلال خمتلـف املخططـات العمرانيـة‪ ،‬حيث شـهدت‬ ‫(‪ )3‬أهداف البحث‬


‫املدينـة ظهـور أول خمطـط عمـراين رئيـس (‪)PUD‬‬ ‫إن تطرقنـا ملثـل هـذه اإلشـكاليات التـي هتـدف‬
‫سـنة ‪١٩٧٨‬م‪ ،‬والـذي كان مـن بين أهـم توجيهاتـه‬ ‫إىل ترقيـة جـودة احليـاة احلرضية يف املـدن اجلزائرية من‬
‫الكبرى‪ :‬حتديـد مناطق التوسـع املسـتقبيل للمدينة من‬ ‫خلال الرتكيـز على فكـرة األحيـاء الصديقـة للطفل؛‬
‫خلال برجمـة منطقتني سـكنيتني حرضيتين جديدتني‪،‬‬ ‫جـاء حماولـة ملعرفـة مـدى كفايـة وكفـاءة اخلدمـات‬
‫بمسـاحة عقاريـة إمجاليـة قدرهـا‪ 348,78 :‬هكتـار‪،‬‬ ‫امللحقة بالسـكن‪ ،‬لتلبيـة احتياجات الطفـل واهتامماته‬
‫تقعـان يف جنـوب مركـز املدينـة كما يوضحـه الشـكل‬ ‫داخـل الفضـاء السـكني‪ ،‬وكـذا اإلشـارة إىل بعـض‬
‫رقـم (‪.)١‬‬ ‫املخاطـر القائمـة واملحتملـة التـي قـد يتعرضـون هلـا‪،‬‬
‫كما هيـدف البحـث مسـتقب ً‬
‫ال إىل حتقيـق غايـة تطبيقية‪،‬‬
‫(‪ )٤،١‬املنطقــة الســكنية احلرضيــة اجلديــدة‪ :‬نمــوذج‬ ‫من خالل فهم أسـباب فشـل السياسـة السـكنية املسامة‬
‫لسياســة الســكن االجتامعــي‬ ‫بــ (‪ )ZHUN‬عىل صعيـد نوعية اخلدمـات املقدمة؛ ألن‬
‫مـن أجـل بنـاء وتقديـم وجـه حضري جديـد‬ ‫ذلـك له أمهية يف حتسين كفـاءة أداء تلـك اخلدمات بام‬
‫للجزائـر‪ ،‬وترمجـة ملبـادئ السياسـة االجتامعيـة حتـت‬ ‫يكفـل توفريهـا لفئـة اجتامعيـة مهمة‪.‬‬
‫شـعار العدالـة االجتامعيـة؛ كان االعتماد على فكـرة‬
‫املنطقـة السـكنية احلرضيـة اجلديـدة رضوريـ ًا حتـى‬ ‫(‪ )٤‬تقديم جمال الدراسة‬
‫تسـجل السـلطة العموميـة حضورهـا ميدانيـ ًا وتؤكـد‬ ‫يف وسـط الشرق اجلزائـري ويف موقـع جغـرايف‬
‫مسـامهتها وتكفلهـا بمشـكلة السـكن واإلسـكان؛‬ ‫جيـد يسـمح هلـا بتطويـر خمتلـف وظائفهـا احلرضيـة‪،‬‬
‫ألنـه نمـوذج ينسـجم ووتيرة عمليـة التنميـة الوطنية‬ ‫يمتـد النسـيج العمـراين ملدينـة باتنة يف موضع منبسـط‬
‫املتسـارعة والراميـة إىل توفير السـكن‪.‬‬ ‫نسـبي ًا على مسـاحة تقـدر بــ ‪ 3٧2٦‬هكتـار‪ .‬حيـث‬
‫هبـدف زيـادة قـدرات اسـتيعاب املـدن‬ ‫شـهدت مدينـة باتنة منـذ نشـأهتا سـنة ‪ ١٨٤٨‬ميالدية‬
‫اجلزائريـة من السـكن والتجهيـزات اجلامعيـة‪ ،‬ولتلبية‬ ‫نمـو ًا متزايـد ًا للسـكان‪ ،‬إال أن التوسـع الكبير يف‬
‫االحتياجـات التوسـعية للمـدن جـاءت التعليمـة رقم‬ ‫النسـيج العمـراين للمدينـة‪ ،‬الـذي يمثـل قرابـة‪%80‬‬
‫‪ 03/75‬املؤرخـة يف ‪ ١٩‬فيفـري ‪١٩٧٥‬م املتضمنـة‬ ‫مـن نسـيجها احلضري احلـايل قـد تـم تشـييده خلال‬
‫إنشـاء املناطـق السـكنية احلرضيـة اجلديـدة‪ ،‬حيـث تم‬ ‫اخلمسين سـنة األخرية التـي تتوافق مع فرتة اسـتقالل‬
‫تعريفهـا على أهنـا مناطـق السـتقبال برامـج السـكن‬ ‫البلاد (نـور الديـن‪.)2012،‬‬
‫الوطنيـة‪ .‬وهـي أيضـ ًا عمليـة للتحكـم يف‬ ‫وقـد جتسـد هـذا النمـو العمـراين الكبير‪ ،‬مـن‬
‫نور الدين عنون‪ :‬واقع األحياء السكنية‪ ،‬من أجل أحياء صديقة للطفل‪...‬‬ ‫‪32‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)١‬موقع املنطقتني السكنيتني احلرضيتني اجلديدتني داخل مدينة باتنة‪ .‬املصدر‪ )Google earth, 2014( :‬بترصف‪.‬‬

‫هـذا االهتمام باجلانـب الكمـي أثـر على نوعيـة‬ ‫العقـار احلضري ومـن ثمـة توجيـه التوسـع العمراين‬
‫املجـال السـكني‪ ،‬الـذي يعتبر مـكان احليـاة اخلاصـة‬ ‫للتجمعـات احلرضيـة (بشير‪ .)2000،‬غير أنـه ال‬
‫العائليـة ومـكان الراحـة والرتفيـه‪ ،‬مـع رضورة توفـر‬ ‫يوجـد تعريـف دقيـق حيـدد اخلصائـص العمرانيـة‬
‫بعـض املرافـق العموميـة واجلامعيـة التـي تسـمح‬ ‫للمنطقـة السـكنية احلرضيـة اجلديـدة‪ ،‬فأكبر املناطـق‬
‫باالحتـكاك االجتامعـي واالسـتفادة مـن اخلدمـات‬ ‫السـكنية احلرضيـة قـد تصـل مسـاحتها إىل ‪ ٤٠٠‬هك‬
‫(‪ .)Alberto,1984‬فاملجـال السـكني الصـايف يتكـون‬ ‫بطاقة اسـتيعاب ‪ 12000‬مسـكن‪ ،‬يف حني أن أصغرها‬
‫مـن‪ :‬املسـاحة املبنيـة السـكنية‪ ،‬ومسـاحة املرافـق‬ ‫مسـاحة يرتاوح ما بين ‪ ١٥‬و‪ 30‬هك بطاقة اسـتيعاب‬
‫امللحقـة التـي هـي جممـوع كل مـن املسـاحات احلـرة‬ ‫‪ ٥٠٠-٤٠٠‬مسـكن‪ ،‬والكثافـات اخلام تتراوح ما بني‬
‫واملسـاحات املخصصـة للطـرق الثالثيـة ومسـاحات‬ ‫‪١٦‬و‪ ٦٠‬مسـكن ‪/‬هكتـار (وزارة التهيئـة العمرانيـة‪،‬‬
‫توقـف السـيارات (‪ .)Pierre,2005‬وال يمكـن احلكـم‬ ‫‪.)1987‬‬
‫‪33‬‬ ‫جملة العامرة والتخطيط‪ ،‬م‪ ،)1(28‬الرياض ( ‪2016‬م ‪1437 /‬هـ )‬

‫حتقـق اهلدف األسـاس من عمليـة التنشـئة االجتامعية‪،‬‬ ‫على حسـن تنظيـم هـذه املكونـات الثالثـة‪ ،‬إال إذا‬
‫وهنـا نجـد أن املختصين يف علوم الرتبيـة جيمعون عىل‬ ‫حققت الراحة النفسـية واجلسـدية للسـكان وسـامهت‬
‫أن مرحلـة الطفولـة تنقسـم إىل فرتتين متميزتين مها‪:‬‬ ‫يف اندماجهـم االجتامعـي‪ .‬لكن إمهـال اجلانب النوعي‬
‫مرحلـة الطفولـة املبكـرة مـن (‪ ٥-2‬سـنوات) وفيهـا‬ ‫جعـل مـن املنطقـة السـكنية احلرضيـة اجلديـدة عملية‬
‫يكتسـب الطفـل املهـارات األساسـية مثـل‪ :‬املشي‬ ‫تعمرييـة تقنيـة بحتـة‪ ،‬وليـدة قـرار سـيايس إداري يف‬
‫واللغـة وهـو مـا حيقـق قـدر ًا كبير ًا مـن االعتماد عىل‬ ‫أعلى مسـتويات هـرم السـلطة واملؤسسـات الرسـمية‬
‫النفـس‪.‬‬ ‫(حممد األمني‪.)2001 ،‬‬
‫مرحلـة الطفولـة املتأخرة (‪ 12-٦‬سـنة) وهـي املرحلة‬
‫التـي تنتهـي ببلـوغ الطفـل ودخولـه مرحلـة خمتلفـة‬ ‫(‪ )٥‬معرفة الطفولة‪ ،‬خطوة نحو تلبية احتياجاهتم‬
‫كثير ًا عـن سـابقتها وهـي مرحلـة املراهقة‪.‬‬ ‫تعـرف الطفولـة مـن وجهة نظـر علماء االجتامع‬
‫والشـكل رقـم (‪ )2‬يوضـح التطـور يف اخلصائـص‬ ‫على أهنـا الفترة املبكـرة مـن احليـاة اإلنسـانية التـي‬
‫العقليـة والسـلوكية‪ ،‬وكـذا االجتامعيـة يف كل مـن‬ ‫يعتمـد فيهـا الفرد على والديـه اعتماد ًا كليـ ًا فيام حيفظ‬
‫مرحلتـي الطفولـة املبكـرة واملتأخـرة‪ .‬ففـي املرحلـة‬ ‫حياتـه وحتى تتـم عملية نضجه الفسـيولوجي والعقيل‬
‫األوىل يسـعى الطفـل لالسـتطالع وتكويـن عالقـات‬ ‫والنفسي واالجتامعـي واخللقـي والروحي‪.‬‬
‫اجتامعيـة‪ ،‬يف حين نجـده يف املرحلـة املتأخـرة يطـور‬ ‫كما يعرف الطفـل وفق ًا للمادة األوىل من مرشوع‬
‫مدركاتـه احلسـية لعنـارص البيئـة التـي يعيـش فيهـا‬ ‫اتفاقيـة األمـم املتحـدة على أنـه‪ :‬كل إنسـان مل يتجاوز‬
‫ويطـور عالقاتـه االجتامعيـة؛ لـذا نـرى أنـه مـن‬ ‫الثامنـة عرشة‪ ،‬وأمـا الطفولـة فتعرف عىل أهنـا املرحلة‬
‫الضروري األخـذ هبـذه املعطيـات يف إعداد املشـاريع‬ ‫التـي ال يتحمـل فيهـا اإلنسـان مسـؤوليات احليـاة‬
‫التـي متكـن الطفـل مـن أن يطـور عالقاتـه باملـكان‬ ‫معتمـد ًا على األبويـن وذوي القربـى إلشـباع حاجتـه‬
‫وباألطفـال الراشـدين وباجلامعـة وبالثقافـة احلرضية‪.‬‬ ‫العضويـة وعلى املدرسـة يف التعليـم‪ ،‬ومتتـد زمنيـ ًا من‬
‫وهبذا الشـكل تصبح العالقات الدعامـة األوىل للحياة‬ ‫امليلاد وحتـى قـرب هنايـة العقد الثـاين مـن العمر‪.‬‬
‫النفسـية واالجتامعيـة للطفـل‪.‬‬
‫(‪ )٥،١‬خصائص مرحلة الطفولة‬
‫جيـب الوقـوف على أهـم خصائـص وسمات‬
‫مرحلـة الطفولـة حتـى نتمكـن مـن التعامل مـع أفراد‬
‫هذه الفئة العمرية احلساسـة بأسـاليب سـوية ومشاريع‬
‫نور الدين عنون‪ :‬واقع األحياء السكنية‪ ،‬من أجل أحياء صديقة للطفل‪...‬‬ ‫‪34‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2‬أهم خصائص مرحلة الطفولة‪.‬‬

‫متطلباهتـم املكانية‪،‬‬ ‫(‪ )٥،2‬كيفيــة االســتجابة الحتياجــات الطفــل‬


‫وذلـك مـن خلال حتميـة التفكير يف تصميـم‬ ‫واهتامماتــه‬
‫وجتهيـز الفضـاءات العموميـة بالعنـارص واملكونـات‬ ‫رعايـة الطفولـة هـي مفهـوم يشير إىل رفاهيـة‬
‫املاديـة التـي مـن شـأهنا تلبيـة احتياجاهتـم احليويـة‪،‬‬ ‫األطفـال التـي هـي هدف كل نشـاط مبـذول من أجل‬
‫والنفسـية واالجتامعيـة كما هـي خمتصرة يف اجلـدول‬ ‫الطفولـة وتعنـى هبـا برامـج الرعايـة االجتامعيـة التـي‬
‫املـوايل الـذي يربـط بين نـوع االحتياجـات وكيفيـة‬ ‫تصـاغ لصالـح الطفولـة‪ .‬ونحـن بوصفنـا متخصصني‬
‫تلبيتهـا‪:‬‬ ‫يف هتيئـة العمران مطالبـون باالعتنـاء بحاجاهتم وتلبية‬
‫‪35‬‬ ‫جملة العامرة والتخطيط‪ ،‬م‪ ،)1(28‬الرياض ( ‪2016‬م ‪1437 /‬هـ )‬

‫اجلدول رقم (‪ :)١‬توزيع احتياجات الطفل وكيفية تلبيتها‪.‬‬

‫كيفية تلبيتها‬ ‫الغاية من االحتياجات‬ ‫االحتياجات‬


‫احليوية‬
‫تزويد فضاءات اللعب باألدوات (التفكيك‬ ‫استكشاف‪ ،‬معاجلة يدوية‪ ،‬تنسيق وتنظيم‪،‬‬ ‫متالك النفس ورباطة اجلأش‬
‫والرتكيب‪ ،‬اللصق‪ ،‬البناء‪ ،‬الطحن‪ ،‬النحت‪،‬‬ ‫تذكر‪ ،‬حتسن الكفاءة‬
‫الرسم‪ ،‬العزف)‬
‫هتيئة مسارات التنقل وأماكن الرياضة‬ ‫النشاط اجلسي (البدين)‬ ‫احلاجة للحركة‬
‫مثل عزله بني األشجار‬ ‫الراحة النفسية‬ ‫احلاجة للراحة واهلدوء‬
‫حتديد جماالت االرتفاق‪ ،‬ممرات ومساحات‬
‫الراحة النفسية‬ ‫احلاجة لألمن‬
‫حميية‬
‫أماكن خمصصة لرياضات الرسعة‬ ‫رسعة االستجابة‬ ‫احلاجة لليغامرة‬

‫االجتامعية‬
‫ألعاب مجاعية‬ ‫العيل لآلخرين‪ ،‬املساعدة‪ ،‬معنى املسؤولية‪،‬‬ ‫حياة اجتامعية‪ ،‬املدرسة‪ ،‬اجلامعة‬
‫القواعد والقوانني‬ ‫أمهية تنام اجلامعة‬
‫الرياضة‪ ،‬ألعاب مجاعية النوادي الثقافية‬
‫مصلحة لليحيط‬ ‫التنشئة االجتامعية‬
‫الرتفيهية‬
‫‪-‬‬ ‫االعتامد عىل النفس‬ ‫احلاجة لالستقاللية‬

‫النفسية‬
‫تصييم جمسامت أو رسم واجهات ذات‬
‫البحث عن القدوة‬ ‫استكشاف اآلخرين والعامل‬
‫مدلول تارخي ‪ ،‬طبيع ‪ ،‬ثقايف‪...‬‬
‫‪-‬‬ ‫املشاركة والشعور باالنتامء‬ ‫االنخراط يف قيم البالغني‬

‫املـدن (‪ 300‬ألـف نسـمة) مثـل مدينـة باتنـة‪ ،‬جيـب‬ ‫(‪ )٦‬تقييــم وضعيــة املنطقــة الســكنية احلرضيــة‬
‫أن تتوفـر على نصيـب قـدره ‪١٠‬م‪2‬مـن املسـاحات‬ ‫اجلديــدة ملدينــة باتنــة‬
‫اخلضراء لـكل نسـمة أي جيـب أن تتوفـر املدينـة على‬
‫أكثـر مـن ‪ 250‬هكتـار مـن املسـاحات اخلضراء‪ ،‬غري‬ ‫(‪ )٦،١‬اإلخــال باملــؤرشات التخطيطيــة‪ ،‬خطــوة‬
‫أن الواقـع الراهـن للمسـاحات اخلضراء ال يتجـاوز‬ ‫نحــو اإلخــال بجــودة البيئــة الســكنية‬
‫عتبـة ‪ 30‬هكتـار ًا وهـو مـا جيعل مـن نصيـب الفرد يف‬ ‫إن املعايير النظريـة الـواردة يف الشـبكة النظريـة‬
‫حـدود‪0.29‬م‪ 2‬لـكل نسـمة‪.‬‬ ‫للتجهيـز‪ ،‬املعتمـدة لـدى الـوزارة الوصيـة واملعمـول‬
‫أمـا بالنسـبة للمنطقتين السـكنيتني احلرضيتين‬ ‫هبـا يف مكاتـب الدراسـات اجلزائريـة؛ تبين أنـه يف فئة‬
‫نور الدين عنون‪ :‬واقع األحياء السكنية‪ ،‬من أجل أحياء صديقة للطفل‪...‬‬ ‫‪36‬‬

‫حيـث أصبـح عـدد املسـاكن الفعلي يف كل مـن‬ ‫اجلديدتين اللتين مهـا بمنزلة جمموعـة أحيـاء؛ فيجب‬
‫املنطقتين السـكنيتني ‪ 60114‬مسـكن و‪33791‬‬ ‫أن تتوفـر بـكل واحدة منهام خمتلف أصناف املسـاحات‬
‫مسـكن على الرتتيـب وهـو مـا يعنـي أن املسـاحة‬ ‫احلـرة‪ :‬مـن حدائـق عمومية وحدائـق أحيـاء وحدائق‬
‫اخلضراء احلقيقيـة الواجـب توفريهـا هـي‪84،96‬‬ ‫لألطفـال بمسـاحة إمجاليـة قدرهـا ‪ 36،95‬هكتـار‬
‫هكتـار و‪ 80،22‬هكتـار‪.‬‬ ‫للمنطقـة السـكنية األوىل و‪ 32،4‬هكتـار للمنطقـة‬
‫واجلـدول املـوايل يوضـح أهـم املعطيـات‬ ‫احلرضيـة الثانيـة‪.‬‬
‫التخطيطيـة لـكل من املنطقتين السـكنيتني احلرضيتني‬ ‫غير أن عمليـات تكثيـف اإلطـار املبنـي (أي‬
‫اجلديدتين بمدينـة باتنـة‪:‬‬ ‫زيـادة املسـاحة املبنيـة على حسـاب املسـاحة غير‬
‫املبنيـة) التـي عرفتهـا منطقـة الدراسـة كام هـو موضح‬
‫يف الشـكل رقم (‪)3‬؛ سـامهت يف اإلخلال باملؤرشات‬
‫التخطيطيـة املحددة يف دفتر الرشوط اخلـاص باملنطقة‬
‫السـكنية احلرضيـة اجلديـدة‪ .‬حيـث قامـت السـلطات‬
‫املحليـة يف التسـعينيات بتحويـل املسـاحات احلـرة‬
‫املنترشة بين العامرات السـكنية‪ ،‬إىل مسـاحات جديدة‬
‫لبنيـات السـكن الفـردي وذلـك بتجزئـة الفضـاءات‬
‫الشكل رقم (‪ :)3‬توجيه املساحات احلرة يف السكن اجلامعي‬ ‫املفتوحـة إىل قطـع أرضيـة معـدة للبنـاء الفـردي‪.‬‬
‫إىل حتصيصات للسكن الفردي‪ .‬املصدر‪،)Google eart, 2014( :‬‬
‫بترصف‪.‬‬

‫اجلـدول رقـم (‪ :)2‬املعطيـات النظريـة والفعليـة للمنطقتين السـكنيتني احلرضيتين يف مدينـة باتنـة‪ .‬املصـدر‪ (:‬معطيـات مـن مديرية‬

‫التعمير والبنـاء‪ ،‬باتنـة‪2014 ،‬م)‪ ،‬بتصرف‪.‬‬


‫الكثافة السكنية‬ ‫الكثافة السكنية‬ ‫عدد املساكن‬ ‫عدد املساكن‬ ‫مساكن‬ ‫مساكن‬ ‫املساحة‬
‫الفعلية‬ ‫اخلام النظرية‬ ‫الفعيل‬ ‫النظري‬ ‫فردية‬ ‫مجاعية‬ ‫(هكتار)‬
‫‪٤٤‚٤‬‬ ‫‪٤۱‬‬ ‫‪٠٦۱۱٤‬‬ ‫‪٠۱٧٥‬‬ ‫‪۱٤٤۳‬‬ ‫‪۳٤۱٠‬‬ ‫‪۱٧٦‬‬ ‫املنطقة السكنية احلرضية‬
‫اجلديدة ‪۱‬‬
‫‪٧٦‚۳‬‬ ‫‪٧٥‚۱٠‬‬ ‫‪۳۳٥٤۱‬‬ ‫‪٧٤۰۰‬‬ ‫‪۱۰۱۳‬‬ ‫‪٧۳٠٠‬‬ ‫‪۱٤٧‚٥٧‬‬ ‫املنطقة السكنية احلرضية‬
‫اجلديدة ‪٧‬‬
‫‪37‬‬ ‫جملة العامرة والتخطيط‪ ،‬م‪ ،)1(28‬الرياض ( ‪2016‬م ‪1437 /‬هـ )‬

‫الوحـدات القاعديـة‪ ،‬وهـي املجلات التـي‬ ‫وباالعتماد على حتليـل املـؤرشات التخطيطيـة‬
‫تتضمـن املرافـق امللحقـة بالسـكن مثـل املمـرات‬ ‫املعتمـدة يف ختطيـط وتصميـم املجـال السـكني الـذي‬
‫والطـرق الثالثيـة‪ ،‬ومسـاحات توقـف السـيارات‪،‬‬ ‫يقسـم إىل مسـاحة سـكنية صافيـة ومسـاحة خمصصـة‬
‫واملسـاحات احلـرة واخلضراء‪.‬‬ ‫للمرافـق ومسـاحة موجهـة للطـرق األوليـة والثانوية‬
‫حيـث يتبين مـن خلال القـراءة الرقميـة ملجال‬ ‫وكـذا املسـاحة املخصصـة للنشـاطات الثالثيـة‪ ،‬على‬
‫الدراسـة؛ النقـص الفـادح للحدائـق العموميـة‬ ‫كل مـن املنطقتين السـكنيتني احلرضيتين اجلديدتين؛‬
‫والسـاحات احلـرة بوصفهـا مرافـق ملحقـة للمجـال‬ ‫نتوصـل للنتائـج التاليـة‪:‬‬
‫السـكني الصايف (الوحـدة القاعدية) واملوجهة أساسـ ًا‬
‫خلدمـة األطفال حيـث نجدها ال متثل سـوى ‪ %22‬من‬ ‫‪ -‬بالنســبة للمنطقــة الســكنية احلرضيــة اجلديــدة‬
‫إمجـايل مسـاحة املرافق العمومية املوجودة عىل مسـتوى‬ ‫األوىل‪:‬‬
‫هـذه الوحـدة التخطيطية يف حين أن القواعـد النظرية‬ ‫يبين اجلـدول املـوايل تقسـيم املنطقـة السـكنية‬
‫للتخطيـط احلضري تبين أنـه جيـب أن تكـون هـذه‬ ‫إىل وحـدات ختطيطيـة حيـث تـم التحديـد املـكاين‬
‫النسـبة يف حـدود ‪.٪٦٤‬‬ ‫للمجـاالت السـكنية الصافيـة التـي هـي نفسـها‬

‫اجلدول رقم (‪ :)3‬توزيع قيم املؤرشات التخطيطية يف املنطقة السكنية احلرضية األوىل‪.‬‬

‫املساحة السكنية الصافية (الوحدات القاعدية)‬


‫نسبة املساحة‬ ‫نسبة‬ ‫نسبة مساحة‬ ‫نسبة‬
‫احلرة‬ ‫مساحة‬ ‫الطرق‬ ‫املساحة‬ ‫النسبة‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫املساحة‬ ‫الوحدة‬
‫توقف‬ ‫الثالثية‬ ‫املبنية‬ ‫إمجايل‬ ‫مساحة‬ ‫عدد‬ ‫(هكتار)‬ ‫العدد‬ ‫التخطيطية‬
‫السيارات‬ ‫السكنية‬ ‫مساحة‬ ‫املرافق‬ ‫املساكن‬
‫املرافق‬ ‫اخلرضاء‬
‫‪٪٢٢‬‬ ‫‪٪٧‬‬ ‫‪٪۱٦‬‬ ‫‪٪٩٩‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪۳١١‬‬ ‫‪۳ - ١ ‚٩‬‬ ‫‪٩٥‬‬ ‫وحدة قاعدية‬
‫‪٪١۱‬‬ ‫‪٠‚٤٤‬‬ ‫‪١۲٧۳‬‬ ‫‪١۲ - ٦‬‬ ‫‪١٦‬‬ ‫وحدة جوار‬
‫‪-‬‬ ‫‪٪٩‬‬ ‫‪٠‚٥٦‬‬ ‫‪۳٢٦٩‬‬ ‫‪۳٩ -۲٤‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫احلي‬
‫‪٪٢‬‬ ‫‪۱‚۳٦‬‬ ‫‪٦٠١١٤‬‬ ‫‪١٩۰‬‬ ‫‪١‬‬ ‫املنطقة السكنية‬
‫األوىل‬
‫نور الدين عنون‪ :‬واقع األحياء السكنية‪ ،‬من أجل أحياء صديقة للطفل‪...‬‬ ‫‪38‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)4‬تقسيم املنطقة السكنية احلرضية اجلديدة األوىل إىل وحدات ختطيطية‪ .‬املصدر‪ ،)Google earth, 2014( :‬بترصف‪.‬‬

‫عىل مسـتوى املسـاحة السـكنية الصافية (الوحدة‬ ‫‪ -‬بالنســبة للمنطقــة الســكنية احلرضيــة اجلديــدة‬
‫القاعديـة) يتضـح التقـارب الكبير يف قيـم املـؤرشات‬ ‫الثانيــة‪:‬‬
‫باملقارنـة مـع تلـك املسـجلة يف املنطقـة السـكنية‬ ‫وبتطبيـق املنهجيـة نفسـها املعتمـدة يف حتليـل‬
‫احلرضيـة اجلديـدة األوىل‪ .‬أيـن نسـجل العجـز الفادح‬ ‫املـؤرشات التخطيطيـة للمجـال السـكني على املنطقة‬
‫للمسـاحات احلـرة واملهيـأة‪ ،‬إذ ال متثـل سـوى نسـبة‬ ‫السـكنية احلرضيـة اجلديـدة الثانيـة؛ حتصلنـا على‬
‫‪ %34‬مـن إمجـايل املسـاحة السـكنية الصافيـة‪.‬‬ ‫املعطيـات املدونة يف اجلـدول رقم (‪ )٤‬حيث نسـتنتج‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)4‬توزيع قيم املؤرشات التخطيطية يف املنطقة السكنية احلرضية الثانية‪.‬‬
‫املساحة السكنية الصافية (الوحدات القاعدية)‬ ‫النسبة‬ ‫متوسط‬
‫نسبة املساحة‬ ‫نسبة‬ ‫نسبة مساحة‬ ‫نسبة‬ ‫إمجايل‬ ‫مساحة‬ ‫متوسط‬ ‫املساحة‬ ‫الوحدة‬
‫احلرة‬ ‫مساحة‬ ‫الطرق‬ ‫املساحة‬ ‫مساحة‬ ‫املرافق‬ ‫عدد‬ ‫(هكتار)‬ ‫العدد‬ ‫التخطيطية‬
‫توقف‬ ‫الثالثية‬ ‫املبنية‬ ‫املرافق‬ ‫اخلرضاء‬ ‫املساكن‬
‫السيارات‬ ‫السكنية‬
‫‪٪۳٤‬‬ ‫‪٪٩‬‬ ‫‪٪۳٢‬‬ ‫‪٪٥٥‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪۳۳٨‬‬ ‫‪۳ - ١ ‚٥‬‬ ‫‪۳٧‬‬ ‫وحدة قاعدية‬
‫‪٪٨‬‬ ‫‪۳‚٦۲‬‬ ‫‪۳۲٧٧‬‬ ‫‪١۲ - ٦‬‬ ‫‪۳۳‬‬ ‫وحدة جوار‬
‫‪-‬‬ ‫‪٪۳٢‬‬ ‫‪٤‚٧۳‬‬ ‫‪۳٢٦٥‬‬ ‫‪۳٥ -٢٤‬‬ ‫‪۳‬‬ ‫احلي‬
‫‪٪۳۳‬‬ ‫‪۳٥‚۳۳‬‬ ‫‪۳۳٧٩۳‬‬ ‫‪۳٩٨‚٧٨‬‬ ‫‪۳‬‬ ‫املنطقة السكنية‬
‫الثانية‬
‫‪39‬‬ ‫جملة العامرة والتخطيط‪ ،‬م‪ ،)1(28‬الرياض ( ‪2016‬م ‪1437 /‬هـ )‬

‫الشكل رقم (‪ :)5‬تقسيم املنطقة السكنية احلرضية اجلديدة الثانية إىل وحدات ختطيطية‪ .‬املصدر‪ ،)Google earth, 2014( :‬بترصف‪.‬‬

‫فقـط على خمططـات الكتلـة بوصفهـا أداة ملـلء الفراغ‬ ‫(‪ )٦،٢‬الواقــع املتدهــور للمســاحات احلــرة‪ ،‬اخلرضاء‬
‫ال غير (بلقاسـم‪ .)2000،‬بل أصبح أداؤهـا الوظيفي‬ ‫واملهيــأة يف جمال الدراســة‬
‫مقتصر ًا على كوهنـا فضـاء واسـع ًا لرمـي القاممـة‬ ‫مـن خلال املعاينـة امليدانية ثبـت لنا أن املسـاحة‬
‫ومرتعـ ًا للمنحرفني ليلاً‪ ،‬حيث حيولوهنـا إىل فضاءات‬ ‫احلـرة‪ ،‬واخلضراء‪ ،‬واملهيـأة تعـاين ضعفـ ًا يف التجهيـز‬
‫للفسـاد‪.‬‬ ‫وتدهـور ًا متقدمـ ًا يف الصيانـة والنظافة‪ .‬نتيجـة لرتاكم‬
‫سـنوات مـن املامرسـة اخلاطئة‪.‬‬
‫(‪ )٦،3‬إدراج احتياجــات الطفولــة يف التصميــم‬ ‫فقبـل العرشيـة احلاليـة مل يكـن هنـاك اهتمام‬
‫العمــراين للمنطقــة الســكنية احلرضيــة اجلديــدة‪ ،‬شــبه‬ ‫باملجـال اخلارجـي سـواء كان يف الواقـع أو حتـى يف‬
‫معــدوم‬ ‫الترشيـع‪ ،‬لدرجـة أن املسـاحة اخلارجيـة أصبحـت‬
‫إن التصميـم العمراين للمنطقة السـكنية احلرضية‬ ‫تسـتغل مـن طـرف السـكان حتـى أن بعضهـم‬
‫اجلديـدة ال يلبـي احتياجـات الطفل‪ ،‬ويمكن اسـتنتاج‬ ‫ضمهـا إىل مسـكنه باسـتعامل سـياج يف غيـاب تدخـل‬
‫ذلك مـن خالل‪:‬‬ ‫السـلطات‪ .‬وعليـه فإن املسـاحات العموميـة موجودة‬
‫نور الدين عنون‪ :‬واقع األحياء السكنية‪ ،‬من أجل أحياء صديقة للطفل‪...‬‬ ‫‪40‬‬

‫يف العديـد مـن الدراسـات العمرانيـة‪،‬؛ ألن الكثير‬ ‫• •كـون الفترة الزمنيـة التـي نفـذت فيهـا فكـرة‬
‫مـن أفـراد هـذه الفئـة االجتامعيـة احلساسـة ‪ -‬أطفـاالً‬ ‫املنطقـة السـكنية احلرضيـة اجلديـدة؛ متقدمـة ومل يتـم‬
‫وشـباب ًا ‪ -‬يعانـون مـن اضطرابـات عاطفيـة ونفسـية‬ ‫العمـل بعـد بوثائـق التعمير احلديثـة ممثلـة يف املخطط‬
‫يمكـن متييزهـا واالسـتدالل عليهـا بدقـة مـن خلال‬ ‫التوجيهـي للتهيئـة والتعمير (‪ )PDAU‬وخمطـط شـغل‬
‫املعاينـة امليدانيـة ملجـال الدراسـة أيـن يمكـن مالحظة‬ ‫األرايض (‪ )POS‬اللذيـن يضبطان مجلـة من التصورات‬
‫النسـب املعتبرة للجانحين الذيـن يدخنـون أو‬ ‫الراميـة لرتقية جـودة احلياة احلرضية‪ ،‬حيـث إن املنطقة‬
‫يتعاطـون املخـدرات أو حتى من مالحظة املشـاجرات‬ ‫السـكنية تـم إنشـاؤها وفقـ ًا لقـرار وزاري (الـوزارة‬
‫واملشـاحنات التـي توظـف فيهـا ألفـاظ قبيحـة خملـة‬ ‫الوصيـة) بعـد أخـذ رأي اجلامعـات املحليـة‪ ،‬حـول‬
‫باحليـاء حتـى أضحت لغـة التواصـل بين األطفال يف‬ ‫الدراسـة األوليـة‪.‬‬
‫الشـوارع‪.‬‬ ‫• •مل تـراع رشوط اندمـاج هـذه املنطقـة السـكنية مـع‬
‫ومـن خلال التحليـل السـابق للمـؤرشات‬ ‫باقـي التجمـع احلرضي مـن أجل االسـتفادة القصوى‬
‫التخطيطيـة للمكونـات العمرانيـة لـكال املنطقتين‬ ‫مـن التجهيـزات القاعديـة واملرافـق املوجودة سـابق ًا‪.‬‬
‫السـكنيتني (‪1:ZHUN‬و‪ )2‬وباخلصـوص املـؤرشات‬ ‫• •اعتماد الدولـة على نماذج مستنسـخة بتعميـم‬
‫املتعلقـة باملرافـق امللحقـة باملجـال السـكني الصـايف‬ ‫النمـوذج العمـراين نفسـه على كل املـدن‪ ،‬وهـو األمر‬
‫(طـرق اخلدمـة واملسـاحات احلـرة) بوصفهـا املرافـق‬ ‫الـذي أدى إىل إغفـال اخلصوصيـات املحليـة لـكل‬
‫التـي يتردد عليها األطفـال بكثـرة؛ يمكننا اسـتخراج‬ ‫مدينـة؛ ألن هاجـس الدولـة هـو توفير أكبر قـدر‬
‫ثلاث نقـاط أساسـية تؤثر بشـكل مبارش على الطفل‪،‬‬ ‫مـن املسـاكن االجتامعيـة‪ ،‬وهـو األمـر الـذي أثـر عىل‬
‫وهـي كما ييل‪:‬‬ ‫اجلانـب النوعـي هلـا‪.‬‬
‫كل النقـاط السـابقة أدت إىل إمهـال جـودة البيئة‬
‫‪- -‬بالنسبة لتنقل الطفل‪:‬‬ ‫السـكنية بأبعادهـا املختلفـة‪ ،‬بام فيهـا إدراج احتياجات‬
‫(‪)Wallstrom,2002‬‬ ‫تشير الدراسـات االجتامعيـة‬ ‫خمتلـف الفئـات العمريـة وعلى وجـه اخلصـوص فئـة‬
‫إىل أن ارتبـاط األطفـال مـع أوليائهـم أثنـاء التنقلات‬ ‫األطفال‪.‬‬
‫املختلفـة سـواء كانت باجتاه املدرسـة أو نحـو وجهات‬
‫أخرى؛ شـكل من أشـكال التأثري السـلبي على طريقة‬ ‫(‪ )٧‬تأثــر الوضعيــة الراهنــة للمنطقــة الســكنية عــى‬
‫تعلمهـم املسـتقل‪ ،‬حيـث يقلـل ذلـك مـن إمكانيـات‬ ‫تطــور الطفــل وتوازنــه‪:‬‬
‫اختياراهتـم واسـتجابتهم اخلاصة مع احلـاالت الطارئة‬ ‫الصحـة النفسـية للطفـل أضحت قضية أساسـية‬
‫‪41‬‬ ‫جملة العامرة والتخطيط‪ ،‬م‪ ،)1(28‬الرياض ( ‪2016‬م ‪1437 /‬هـ )‬

‫يشكل هتديد ًا حقيقي ًا لسالمة تنقالت األطفال‬ ‫واملواقـف املسـتجدة‪ .‬كما يفقـدون الكثير مـن فرص‬
‫‪- -‬بالنسبة لأللعاب والفضاءات املخصصة هلا‪:‬‬ ‫احتكاكهـم االجتامعـي وهـو األمـر الـذي يؤثـر يف‬
‫تشير إحـدى الدراسـات العمرانيـة املنجـزة‬ ‫تطورهـم النفيس‪.‬‬
‫(‪)Wallstrom,2002‬‬ ‫يف مدينـة زوريـخ السـويرسية‬ ‫يف جمـال الدراسـة نسـجل هـذا االرتبـاط الوثيق‬
‫واملسـتهدفة ألماكـن وطريقـة لعـب األطفـال األقـل‬ ‫لألوليـاء مـع أطفاهلـم خاصـة حلظـة التوجـه نحـو‬
‫مـن مخـس سـنوات‪ ،‬إىل أن األطفـال الذيـن يسـتغلون‬ ‫املدرسـة االبتدائيـة‪ ،‬وعلى وجـه اخلصـوص بالنسـبة‬
‫الطريـق ميدانـ ًا للعـب‪ ،‬هـم األطفـال الذيـن يملكون‬ ‫للمتمدرسين اجلـدد‪ .‬فمـن خلال املعاينـة امليدانيـة‬
‫الرغبـة للعـب لوقت أكثـر وبمتعـة أفضل مـن أولئك‬ ‫لا واحـد ًا مـن كل ثالثـة يصطحبـه أحـد‬
‫نجـد أن طف ً‬
‫األطفـال الذيـن يلعبون يف فضـاءات مغلقـة حتى ولو‬ ‫األوليـاء إىل املدرسـة يوميـ ًا‪.‬‬
‫كانت مسـاحات خضراء ومهيأة ومغطـاة؛ ألن عنرص‬ ‫مـن جهـة أخـرى فـإن حالـة ووضعيـة الطـرق‬
‫املخاطـرة املتمثـل أساسـ ًا يف حركـة املـرور باإلضافـة‬ ‫واملسـالك غير املعبـدة تؤثـر وبشـكل كبير على‬
‫إىل األخطـار األخـرى املوجـودة يف الشـارع تزيـد من‬ ‫السلامة اجلسـدية لألطفال إذ إن الغيـاب التام ملمرات‬
‫محاسـة وعوامـل جـذب األطفـال‪ ،‬كام تزيـد من حجم‬ ‫الراجلين‪ ،‬واألروقـة اخلاصـة للدراجـات اهلوائيـة أو‬
‫دائـرة أصدقائهـم‪ .‬وشـكل املـوايل يؤكـد نتائـج هـذه‬ ‫عنـارص تفصل بين احلركـة امليكانيكية وحركة املشـاة‪،‬‬
‫الدراسـات‪.‬‬ ‫يف ظل عدم احرتام إشـارات املرور واستعامل الرسعة؛‬

‫الشكل رقم (‪ :)٦‬توزيع توجهات األطفال وفق ًا ملكان ونوع اللعبة املصدر‪.)Wallstrom,2002( :‬‬
‫نور الدين عنون‪ :‬واقع األحياء السكنية‪ ،‬من أجل أحياء صديقة للطفل‪...‬‬ ‫‪42‬‬

‫احلـرة واخلضراء واملهيـأة‪ ،‬يمكـن أن نشير هنـا إىل‬ ‫وهـي النقطـة اإلجيابيـة الوحيـدة التـي نجدهـا‬
‫الغيـاب التـام ألماكـن خمصصـة للعب األطفـال رغم‬ ‫بمجـال الدراسـة ألن املعاينـة امليدانية أثبتـت أن فضاء‬
‫أمهيـة هـذه املرافـق يف ترقيـة جـودة احليـاة احلرضيـة‬ ‫لعـب األطفـال هو الشـارع‪ .‬وكام متت اإلشـارة إليه يف‬
‫للسـاكنني‪.‬‬ ‫العنرص السـابق املوضـح للواقع املتدهور للمسـاحات‬

‫الشـكل رقـم (‪:)7‬صـورة باالقامر الصناعيـة توضح الوضعيـة املتدهورة للمسـاحات العمومية والتوطني السـيئ للعمارات ‪ .‬املصدر‪:‬‬

‫(‪.)Google earth, 2014‬‬

‫كالعاصمـة إىل ‪1.2‬كلـغ يف اليـوم (وزارة هتيئة اإلقليم‬ ‫‪- -‬بالنسبة للضجيج والتلوث‪:‬‬
‫والبيئـة‪ .)٢٠٠٢،‬وكوهنـا خملفات تطـرح يومي ًا وبدون‬ ‫النفايـات املنزلية تشـكل أهم املشـاكل املطروحة‬
‫موعـد مسـبق فإهنـا تشـكل معضلـة حقيقية أمـام نقاء‬ ‫يف جمال الدراسـة‪ ،‬خاصة أن دراسـات سـابقة بينت أن‬
‫الوسـط السـكني‪ ،‬يف ظـل اإلمكانيـات املسـخرة‬ ‫املواطـن اجلزائـري ينتـج يوميـ ًا مـا يعـادل ‪ 0.5‬كلـغ‬
‫للتخلـص منهـا والتـي نراهـا غير كافيـة وال تفـي‬ ‫مـن النفايـات احلرضيـة وقـد تصـل يف املـدن الكبرى‬
‫‪43‬‬ ‫جملة العامرة والتخطيط‪ ،‬م‪ ،)1(28‬الرياض ( ‪2016‬م ‪1437 /‬هـ )‬

‫• •يوضـح خمطـط الكتلة ملجال الدراسـة سـوء توطني‬ ‫بالغـرض‪.‬‬


‫األطر املبنية (سـوء توزيـع العامرات السـكنية) وهو ما‬ ‫يضـاف إىل هـذه النفايـات املنزليـة التـي تكـون‬
‫يؤثـر على االسـتمتاع باملتابعـات البرصيـة حسـب ما‬ ‫يف متنـاول األطفـال؛ ملوثـات برصيـة حيـث تعـرف‬
‫هـو موضح يف الشـكل رقـم (‪.)٧‬‬ ‫على أهنـا كل تغري غير مرغـوب فيـه يف عنـارص البيئة‬
‫كما تتأثـر البيئـة الصوتيـة بالضجيـج املنبعث من‬ ‫العمرانيـة‪ :‬مـن إضافـات أو كتـل بنائيـة غير قانونية‪،‬‬
‫حركـة املـرور واملحـاور التجاريـة املوجـودة بداخـل‬ ‫أو فراغـات غير مصممـة‪ ،‬أو أيـة إضافـات تتنافـر‬
‫جمال الدراسـة‪ ،‬هـذا الضجيج الذي يؤثـر عىل األطفال‬ ‫مـع البيئـة الطبيعـة أو الوظيفيـة أو القيـم الدينيـة أو‬
‫بوجـه خاص‪ ،‬حيث يسـاهم يف خفض قـدرات التعلم‬ ‫احلضاريـة أو اجلامليـة أو املعامرية‪ ،‬حيـث إن هذا التغري‬
‫والقـراءة‪ ،‬باإلضافـة إىل مسـامهته يف ظاهـرة اضطراب‬ ‫يـؤدي إىل النفـور أو األذى منـه (حييى عيـد‪.)٢٠٠٨ ،‬‬
‫النـوم وقلـة الرتكيـز وضعـف تواصـل األطفـال مـع‬ ‫ومـن مظاهر هـذا النمط مـن التلوث بمجال الدراسـة‬
‫عاملهـم اخلارجي‪.‬‬ ‫نذ كر ‪:‬‬
‫• •التنافـر والتداخـل مـا بين نمـط السـكن اجلامعـي‬
‫(‪ )٨‬ضعــف كل مــن احلــس املــدين وأداء مصالــح‬ ‫والسـكن الفـردي‪.‬‬
‫التســيري‪ ،‬عوامــل تفــر وتؤســس ألحيــاء صديقــة‬ ‫• •تبايـن املعاجلـات اهلندسـية لواجهـات السـكن‬
‫للطفــل‬ ‫الفـردي (يف أغلبـه غير مكتمـل) واختلاف علوهـا‬
‫حيـث ال حتترم األسـس التنظيميـة كعـرض الشـارع‬
‫(‪ )٨،1‬عالقة احلس املدين باملستوى االجتامعي‬ ‫وارتفـاق التجـاور‪....‬‬
‫هبـدف إجيـاد تفسير اجتامعـي ألسـباب تدهـور‬ ‫• •تشـويه منظـر العمارة بفعـل عامـل الزمـن وتبايـن‬
‫املحيط احلضري بمجال الدراسـة؛ نسـتدل بمعطيات‬ ‫اسـتغالل الرشفـات حيـث نجـد أجهـزة اهلوائيـات‬
‫إحصائيـة تـم اسـتقاؤها مـن املصالـح اإلحصائيـة‬ ‫املقعـرة وصهاريـج امليـاه‪ ...‬باإلضافـة إىل تشـويه‬
‫للبلديـة‪ ،‬حيـث تتعلـق هـذه املعطيـات‪:‬‬ ‫الرشفـات والواجهـات‪ ،‬باسـتعامل مـواد وألـوان‬
‫‪- -‬بمتوسط الدخل لكل أرسة‪.‬‬ ‫متنافـرة‪.‬‬
‫ما معتبر ًا (نسـبة‬
‫‪- -‬نسـبة األفـراد الذيـن تلقـوا تعلي ً‬ ‫• •تدهـور حالـة الطـرق واألرصفـة وتراكـم األتربـة‬
‫احلاصلين على تعليـم جامعـي)‪.‬‬ ‫واألوسـاخ عليهـا‪.‬‬
‫‪- -‬نسبة الفئة العمرية الشابة‪.‬‬ ‫• •االنتشـار العشـوائي لنقـاط مجـع القاممـة التـي ال‬
‫حيـث يتضـح أن يف كل مـن املنطقتني السـكنيتني‬ ‫يمكـن حصر عددهـا‪ ،‬وخملفـات احلفـر والبنـاء‪.‬‬
‫نور الدين عنون‪ :‬واقع األحياء السكنية‪ ،‬من أجل أحياء صديقة للطفل‪...‬‬ ‫‪44‬‬

‫(‪ )٨،٢‬مبادرة سياسية منعدمة بمجال الدراسة‬ ‫احلرضيتين اجلديدتين نجـد فئـة اجتامعيـة بسـيطة أو‬
‫للطفـل‬ ‫الصديقـة‬ ‫املـدن‬ ‫مبـادرة‬ ‫حمـدودة الدخـل باملقارنة مع إمجـايل سـكان املدينة‪ ،‬كام‬
‫(‪ The Child Friendly Cities Initiative (CFCI‬هي رشاكة‬ ‫أن الذيـن تقل أعامرهم عن ‪ ٢٥‬عامـ ًا يمثلون ‪ %60‬من‬
‫عامليـة بين جمموعـة مـن الفاعلين‪ ،‬تشـمل حكومات‬ ‫إمجايل عدد السـكان الـكيل يف املنطقتني السـكنيتني‪ .‬كام‬
‫ومنظمات غير حكوميـة دوليـة ووطنية وحمليـة تعمل‬ ‫ال تتعدى نسـبة األفـراد املتعلمني جيد ًا نسـبة ‪ %10‬من‬
‫معـ ًا عىل تطبيـق اتفاقيـة األمـم املتحدة حلقـوق الطفل‬ ‫إمجايل السـكان‪.‬‬
‫(‪ .)UNCRC‬وهتـدف هـذه احلركـة التـي انبثقـت مـن‬ ‫هـذه املـؤرشات تعكـس نقـص الوعـي وغيـاب‬
‫قمة املدن املنعقدة بإسـتانبول عـام ‪1996‬م؛ إىل إرشاك‬ ‫ثقافة جـودة احلياة احلرضيـة لألطفال والشـباب‪ ،‬وهو‬
‫ودعـم احلكومـات املحليـة يف تعزيـز حقـوق الطفـل‪.‬‬ ‫األمـر الـذي أدى إىل غيـاب احلـس املـدين واحلضاري‬
‫حيـث تقـوم بمسـاعدة البلديـات أو إدارات احلكـم‬ ‫للمواطـن‪ ،‬وهـو مـا أدى إىل تدهـور مكونات الوسـط‬
‫املحلي على وضـع خطـط موجهـة لفائـدة األطفـال‪،‬‬ ‫العمراين‪.‬‬
‫مـن خلال وضـع األطـر القانونيـة واملؤسسـاتية وفق ًا‬ ‫نتيجـة لسـلوك السـكان املتمثـل أساسـ ًا يف‬
‫ملبـادئ اتفاقيـة حقـوق الطفـل‪ ،‬وختصيـص ميزانيـة‬ ‫ختلصهـم مـن البقايـا والفضلات يف أي مـكان‪:‬‬
‫للطفـل‪ ،‬ورصـد التقـدم املحـرز يف ضمان حقـوق‬ ‫مثـل الشـارع أو السـاحات احلـرة‪ ،‬بـل تعـدى األمـر‬
‫الطفـل (فرانشيسـكا‪.)٢٠٠٥،‬‬ ‫إىل أكثـر مـن ذلـك حيـث أصبـح بعـض السـكان ال‬
‫أمـا يف مدينـة باتنـة فـإن قضيـة االهتمام بأوضاع‬ ‫يبحـث سـوى عـن حتقيـق مصاحلـه اخلاصـة بغـض‬
‫األطفـال واحتياجاهتـم النفسـية واالجتامعيـة بشـكل‬ ‫النظـر عما قـد يسـببه مـن أذى لآلخرين‪ .‬وهو جتسـيد‬
‫فعلي لتفعيل سياسـة املـدن الصديقـة للطفـل؛ ال تزال‬ ‫للسـلوك االجتامعي األنـاين الذي يقع ضمن السـلوك‬
‫بعيـدة عـن التحقيق‪ .‬حيث مل نسـجل أي عملية لتفعيل‬ ‫االجتامعـي العقلاين‪.‬‬
‫مشـاركة الشـباب واليافعين وآبائهـم أو القائمني عىل‬ ‫خاصـة أن ماكس فيرب يعرف السـلوك االجتامعي‬
‫رعايتهـم‪ ،‬على مسـتوى املبـادرة السياسـية‪ ،‬فكيـف‬ ‫العقلاين (حممـد سـيد‪ ،)2010،‬بذلك السـلوك الذي‬
‫بذلـك على مسـتوى التخطيـط احلضري والتهيئـة‬ ‫خيـرج من منطقـة العقـل الظاهـري ويتالءم وينسـجم‬
‫العمرانيـة؟‪ .‬حيث ال تـزال أدوات التخطيـط العمراين‬ ‫مـع طبيعـة احليـاة الواقعيـة واملوضوعيـة التي يعيشـها‬
‫بعيـدة عـن توظيـف آراء السـكان وأفكارهـم التـي‬ ‫األفـراد واجلامعـات‪ .‬كما زاد فشـل التصميـم يف عـدم‬
‫قـد ختتلـف عـن آراء وأفـكار اإلداريين واملهندسين‬ ‫متكين السـكان مـن التكيـف مـع املـكان وعـدم قدرة‬
‫املكلفين بالدراسـات والتخطيـط‪.‬‬ ‫هـذا األخري على حتقيـق التفاعـل معهم‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫جملة العامرة والتخطيط‪ ،‬م‪ ،)1(28‬الرياض ( ‪2016‬م ‪1437 /‬هـ )‬

‫ألدوات التخطيـط املـكاين واحلضري سـابقة الذكـر‪،‬‬ ‫(‪ )9‬خريطة طريق األحياء الصديقة لألطفال‬
‫تـدرج أدوات جديـدة للتخطيـط والتوجيـه القطاعيـة‬ ‫بعد النجاعـة املحـدودة ألدوات التهيئة والتعمري‬
‫على مسـتوى املدينـة وال سـيام تلـك املتعلقـة بحاميـة‬ ‫يف اجلزائـر (حممـد اهلـادي‪ ،)2008 ،‬واملتمثلـة أساسـ ًا‬
‫البيئـة والتراث الثقـايف والنقـل وامليـاه والتجهيـزات‬ ‫يف املخطـط التوجيهـي للتهيئـة والتعمير (‪)PDAU‬‬
‫واملنشـآت الكبرى‪ ،‬فلما ال تكـون هنـاك أداة قطاعيـة‬ ‫وخمطـط شـغل األرايض (‪ ،)POS‬ونظـر ًا ملـا تتضمنـه‬
‫خاصـة برعاية وتنميـة الطفولة يتـم إعدادها من طرف‬ ‫سياسـة املدينة مـن رؤية مجاعيـة لتنمية املدينـة يف خطة‬
‫املختصين يف التنشـئة‪ ،‬الرتبيـة‪ ،‬الصحـة‪ ،‬العمـران‪...‬‬ ‫عمـل هتـدف إىل ترقيـة وإدارة احلكـم احلضري وكذا‬
‫إ لخ ‪.‬‬ ‫زيـادة االسـتثامر لتوفير فـرص العمـل واخلدمـات‬
‫‪ -‬أدوات الرشاكـة‪ :‬أن الــمدينة حتتـاج اليـوم‬ ‫وختفيـف مظاهـر الفقـر بطريقـة منتظمـة ومسـتمرة‪،‬‬
‫إىل عنايـة أكثـر فيـما يتعلـق بتسـيريها بوصفهـا فضـاء‬ ‫فقـد اسـتوجب تعزيـز استراتيجية التهيئـة والتعمير‬
‫حيويـ ًا ومعقـد ًا‪ ،‬يشترط فيـه تـوازن الـمصالــح بين‬ ‫بـأدوات جديدة وهيئات من شـأهنا تطوير السياسـات‬
‫كل الفاعلين‪ .‬وعليـه أصبـح اليـوم احلديـث عـن‬ ‫احلرضيـة‪ ،‬وحتسين أداء اإلدارة احلرضيـة‪ ،‬وترفـع‬
‫«عقـد احلـي» والـذي سـيصبح أداة عمليـة ملموسـة‬ ‫قـدرات السـلطات املحليـة يف حتقيـق التنميـة احلرضية‬
‫يتـم مـن خاللـه إرشاك املواطنين يف محايـة املحيـط‬ ‫املسـتدامة‪ ،‬وتعزيـز الشراكات بني متخـذي وصانعي‬
‫وحتمـل مسـؤولية صيانـة املرافـق العموميـة واحلفـاظ‬ ‫القـرار والفئات املسـتهدفة‪ .‬وعليه يمكننـا اقتباس هذه‬
‫على الطابـع اجلمايل ألحيائهم‪ .‬وعقـد احلي هـو وثيقة‬ ‫األدوات اجلديدة واهليئـات‪ ،‬انطالق ًا مما ورد يف القانون‬
‫قانونيـة ينـدرج ضمـن «عقـد تطويـر املدينـة» الـذي‬ ‫التوجيهـي للمدينـة كام يلي (القانـون‪:)٠٦-٠٦‬‬
‫هـو‪ :‬اتفـاق اكتتـاب مع مجاعـة إقليميـة أو أكثـر و‪/‬أو‬ ‫‪ -‬أدوات التخطيـط املـكاين واحلضري‪ :‬تعزيـز‬
‫فاعـل أو رشيك اقتصـادي أو أكثر يف إطار النشـاطات‬ ‫توجهـات املشـاريع الراميـة لالهتمام بمتطلبـات‬
‫والربامـج التـي تنجـز بعنـوان سياسـة املدينـة‪.‬‬ ‫األطفـال يف تصاميم عمرانية حمـددة بدقة‪ ،‬يف خمططات‬
‫ويف هـذا السـياق يمكـن جتسـيد مبـادرة املـدن‬ ‫شـغل األرض (‪ )POS‬واملخططـات التوجيهيـة للتهيئة‬
‫الصديقـة للطفـل مـن خلال وضـع بنـود موجهـة‬ ‫والتعمير (‪ )PDAU‬بوصفهـا األدوات األساسـية‬
‫لفائـدة األطفـال‪ ،‬يف عقـود األحيـاء أو بتنظيـم اتفاقية‬ ‫املرتبطـة بتخطيـط املـدن‪ .‬إذ ال يمكـن اقتراح أداة‬
‫حلقـوق الطفـل ضمـن عقـد تطويـر املدينـة‪.‬‬ ‫للتخطيـط احلضري خمصصة فقـط ألماكـن األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬أدوات اإلعلام واملتابعـة والتقييـم‪ :‬أمام رغبة‬ ‫‪ -‬أدوات التخطيـط والتوجيـه القطاعيـة‪:‬‬
‫املجتمـع يف املشـاركة لبنـاء جمتمـع معلومـات جامـع‪،‬‬ ‫لتسـيري حضري فعـال ولضمان التطبيـق الناجـع‬
‫نور الدين عنون‪ :‬واقع األحياء السكنية‪ ،‬من أجل أحياء صديقة للطفل‪...‬‬ ‫‪46‬‬

‫وفـق مقاربـة مدروسـة يـؤدي إىل إعداد مشروع جيد‬ ‫يسـتطيع كل فـرد فيـه أن خيلـق املعلومـات واملعـارف‬
‫متثـل فيـه رفاهيـة الطفـل غايـة حمققـة‪ .‬حيـث كلما‬ ‫وأن ينفـذ إليهـا وأن يسـتخدمها وأن يتقاسـمها‪ ،‬بما‬
‫بعضها‬
‫بعضهـا َ‬
‫ازدادت درجـة تداخـل الدوائر مكمل ُ‬ ‫يعين األفـراد واملجتمعـات على حتقيـق إمكاناهتـم‬
‫اآلخـر؛ ازدادت رفاهيـة الطفـل وأضحـى املشروع‬ ‫الكاملـة وحتسين نوعيـة حياهتـم‪ ،‬فمـن الضرورة‬
‫مثاليـ ًا‪ .‬حسـب مـا هـو مبين يف الشـكل التايل‪:‬‬ ‫التفكير يف وسـائط إعلام كتخصيـص برامـج إذاعية‬
‫أو نشر جملات هتتـم بمختلف شـؤون الطفـل‪ .‬وكذا‬
‫التفكير يف هيئـات جديـدة أو مصالـح مسـتحدثة يف‬
‫هيئـات قائمـة تتابع احتياجات الطفـل‪ ،‬مثل‪ :‬ختصيص‬
‫مكتـب حلقوق الطفـل يكون ملحقـ ًا باملرصد احلرضي‬
‫للمد ينة ‪.‬‬
‫‪ -‬أدوات التمويـل‪ :‬على اعتبـار أن توفير قـدر‬
‫كاف مـن السـيولة املاليـة أحـد املتطلبـات الرضوريـة‬
‫لتجسـيد املشـاريع العمرانيـة‪ ،‬والربامـج الثقافيـة‬
‫املوجهـة أساسـ ًا للطفـل‪ .‬فكما أن للبلدية أغلفـة مالية‬
‫الشـكل رقـم (‪ :)9‬تصـور لرهانـات حتقيـق أحيـاء صديقـة‬ ‫خمصصـة للتنميـة املحليـة‪ ،‬فإنـه مـن الرضوري إنشـاء‬
‫للطفـل ‪.‬‬ ‫أدوات متويـل بتخصيـص اعتامد مايل للهيئـات املرشفة‬
‫على تلبية احتياجـات الطفل‪ ،‬باالقتطـاع من الرضائب‬
‫وإلعـداد مشروع جيـد متثل فيـه رفاهيـة الطفل‬ ‫والرسـوم املحليـة واإلعانـات احلكوميـة التي تشـكل‬
‫غايـة حمققـة؛ ال بـد أن يتضمـن املشروع احلضري‬ ‫املصدر األسـاس لتمويل برامـج العمرانيـة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إدراج الشروط أو األبعـاد التاليـة‪:‬‬ ‫إىل فضـل دور املسـتثمرين اخلـواص والعموميين يف‬
‫• •البعـد الزمنـي بوصفـه رضورة لربجمـة مشـاريع‬ ‫املسـامهة يف التنميـة‪.‬‬
‫التنميـة يف آجال خمتلفة (احلارض واملسـتقبل) بمعنى أن‬ ‫وعليـه فـإن توظيـف هـذه األدوات اجلديـدة‪،‬‬
‫يكـون للمرشوع أهـداف يف اآلجال القريبـة والبعيدة‪.‬‬ ‫وعلى وجـه اخلصـوص أدوات اإلعلام والرصد مهم‬
‫• •البعـد املـكاين ألن التخطيـط عمـل شـامل لـكل‬ ‫جـد ًا لتجسـيد أحياء صديقـة للطفل‪ ،‬ترتكـز عىل ثالثة‬
‫املجـال وتنظيم اجلـزء منه مبنـي عىل تنظيـم الكل (من‬ ‫اهتاممـات تنموية رئيسـة هي‪ :‬تلبيـة احتياجاته احليوية‪،‬‬
‫مقيـاس املسـكن إىل مقيـاس املدينـة)‪ .‬ونقصـد هنا أن‬ ‫والنفسـية واالجتامعية‪ .‬إذ إن تداخلهـا بتناغم وتكامل‬
‫‪47‬‬ ‫جملة العامرة والتخطيط‪ ،‬م‪ ،)1(28‬الرياض ( ‪2016‬م ‪1437 /‬هـ )‬

‫احلـرة التـي تـم إعـادة تصنيفهـا على أهنـا مسـاحات‬ ‫املشروع الـذي هيـدف إىل رفاهيـة الطفـل‪ ،‬جيـب أن‬
‫شـاغرة جيـب اسـتغالهلا وهـو األمر الـذي يؤثر سـلب ًا‬ ‫يراعـي هـذه الرفاهية يف مقاييـس خمتلفة بـدء ًا بمقياس‬
‫على هتيئـة السـاحات العموميـة وتنظيمهـا‪ ،‬ومـن ثـم‬ ‫الوحـدة السـكنية إىل غايـة مقيـاس املدينة‪.‬‬
‫على نوعيـة البيئـة السـكنية‪ .‬باإلضافـة إىل أن دفاتـر‬ ‫• •البعد اإلداري والسـيايس للمشروع ويقصد بذلك‬
‫الشروط املوجهـة ملكاتـب الدراسـات ال حتـوي أيـة‬ ‫رضورة وجـود هيئـات أو مصالـح إداريـة ترشف عىل‬
‫إشـارة إىل االهتمام باملسـاحات احلـرة‪ ،‬اخلضراء‬ ‫متابعـة تنفيـذ املشروع باختـاذ القـرارات الترشيعيـة‬
‫واملهيـأة‪ ،‬مـع وجـود تعليمات مـن الـوزارة الوصيـة‬ ‫واإلداريـة املناسـبة (مثـل‪ :‬هيئـة مرصـد املدينـة)‪،‬‬
‫تشـدد على رضورة عـدم تبذيـر العقـار وإنجـاز أكبر‬ ‫وبـاإلرشاف على االتفاقـات والعقـود (عقـود تطوير‬
‫قـدر ممكـن من السـكنات (تشـجيع رفـع كثافـة األطر‬ ‫املدينـة)‪ .‬وهي األمور التي من شـأهنا جتسـيد املرشوع‪.‬‬
‫املبنيـة)‪ ،‬وهـذا يف ظل جهـل عدد معترب من املهندسين‬ ‫• •البعـد الكمـي والنوعـي‪ :‬فحتـى يكـون املشروع‬
‫لألسـس والقواعد اخلاصة بتهيئة وتصميم املسـاحات‬ ‫احلضري املوجـه للطفـل ينـدرج ضمـن فلسـفة‬
‫التـي تلبـي كل تطلعـات األطفـال‪.‬‬ ‫التخطيـط املسـتدام الـذي هيـدف إىل مضاعفـة الثـروة‬
‫ومـن خلال هـذا البحـث املتواضـع يمكـن أن‬ ‫حسـب املـوارد املتاحـة (أدوات التمويـل) واملحافظـة‬
‫نقترح بعـض التوصيـات‪:‬‬ ‫على النوعيـة اجليـدة للبيئـة بـإرشاك اجلميـع (الفـرد‬
‫• •حتميـة إعـداد استراتيجية جـادة ملعاجلـة‬ ‫واملجتمـع)؛ فإنـه مـن الضروري التفكير يف مصـادر‬
‫القضايـا واملشـكالت البيئيـة واملحافظـة على صحـة‬ ‫متويـل متجـددة وأدوات إعلام يستشـار مـن خالهلـا‬
‫البيئـة ومحايتهـا يف املـدن اجلزائريـة‪ ،‬تكـون جامعـة‬ ‫مجيـع أفـراد املجتمـع فيهـا‪.‬‬
‫لـكل األطـراف والفاعلين؛ كالسـلطات املحليـة‪،‬‬
‫واملواطنين‪ ،‬واملتعاملين االقتصاديين‪ ،‬واإلعالميين‪،‬‬ ‫(‪ )10‬اخلالصة والتوصيات‬
‫واألكاديميين‪ ...‬مـع األخذ بنتائـج الدراسـات البيئية‬ ‫يف دراسـتنا ألحيـاء املنطقتين السـكنيتني‬
‫وخاصـة تلـك التـي تركـز على النواحـي اإلنسـانية‬ ‫اجلديدتين يف مدينـة باتنـة؛ تبين أن عمليـة إنجازهـا‬
‫واملسـتويات البيئيـة املطلوبة واجلـدوى االقتصادية من‬ ‫متـت عبر مراحـل زمنيـة خمتلفـة بـل ال يـزال بعـض‬
‫استرجاع النفايـات‪.‬‬ ‫التحصيصـات السـكنية يف حالـة ورشـة إىل يومنـا‬
‫• •تعزيـز هيـاكل ووسـائل اإلدارة احلرضيـة بوسـائل‬ ‫هـذا‪ .‬كما قـد ثبـت أنـه بعـد االنتهـاء مـن تشـطيبات‬
‫تعتنـي بقضايـا الطفولـة والبيئـة مـع اختـاذ كافـة‬ ‫املسـاكن اجلامعيـة وتوزيعهـا على املسـتفيدين‪ ،‬يتـم‬
‫اإلجـراءات الوقائيـة والعالجيـة بدعـم برامـج توعية‬ ‫تسـجل مشـاريع سـكنية جديـدة داخـل املسـاحات‬
‫نور الدين عنون‪ :‬واقع األحياء السكنية‪ ،‬من أجل أحياء صديقة للطفل‪...‬‬ ‫‪48‬‬

‫تبنتهـا الدولـة اجلزائريـة يف فترة الثامنينيـات لتلبيـة‬ ‫املواطنين وحثهـم على محايـة بيئتهـم واالبتعـاد عـن‬
‫احلاجة التوسـعية للمدن‪ ،‬بإنشـاء جمموعـة من عامرات‬ ‫السـلبيات التـي تـؤدي إىل التلـوث والسـلوكيات‬
‫السـكن اجلامعـي‪.‬‬ ‫األخـرى التـي ينتـج عنهـا تدهـور املحيـط‪ ،‬وبتدريب‬
‫‪:PDAU‬‬ ‫وتأهيـل املكلفين بتخطيـط وتسـيري املـدن والبلديات‬
‫‪)Plan Directeur‬‬ ‫(‪d’Aménagementet d’Urbanisme‬‬ ‫تدري ًبـا حدي ًثـا يف جمـال الصحـة احلرضيـة ومحايتهـا‪.‬‬
‫املخطـط التوجيهـي للتهيئـة والتعمير هـو خمطـط‬ ‫• •االهتمام بالتوسـعات احلرضيـة واألخذ بأسـلوب‬
‫توجيهـي مـن اجليـل الثالـث مـن أدوات التهيئـة‬ ‫التعمير التوافقـي مـع رضورة إعـداد عقـود تطويـر‬
‫والتعمير‪ ،‬جـاء بدي ً‬
‫لا للمخطـط العمـراين املوجـه‬ ‫الفضـاءات احلرضيـة‪ ،‬وااللتزام بقوانين محاية الطفولة‬
‫(‪ )PUD‬وللمخطـط العمراين املؤقت (‪ ،)PUP‬متجسـد ًا‬ ‫وترقيتهـا مع األخذ يف احلسـبان القوانين واالتفاقيات‬
‫يف تقريـر توجيهـي يصطحبه مسـتندات مرجعية بيانية‪.‬‬ ‫الدوليـة واإلقليميـة املرتبطـة بالتأثير على تنشـئة‬
‫فهـو أداة للتخطيط املكاين والتسـيري احلضري‪ ،‬يضبط‬ ‫الطفولـة‪.‬‬
‫وحيـدد التوجيهـات األساسـية للتهيئـة العمرانيـة عىل‬ ‫• •رضورة قيـام رشطـة العمـران بدورهـا يف احلد من‬
‫مسـتوى كامـل املدينـة‪ ،‬ويضبـط الصيـغ املرجعيـة‬ ‫مظاهـر اإلمهـال البيئـي ويف ضبـط املخالفـات البيئية‪،‬‬
‫ملخططـات شـغل األرايض‪.‬‬ ‫والتجـاوزات على حقـوق الطفل‪.‬‬
‫خمطـط شـغل‬ ‫‪Plan d’Occupation du Sol : POS‬‬ ‫• •التعامـل مـع فئـة الشـباب بأسـلوب علمـي‬
‫األرايض هـو تقريـر مصحـوب بمسـتندات وخرائـط‬ ‫وحضـاري وذلـك بتوعيتهـم بحقوقهـم وواجباهتـم‬
‫بيانيـة تثبـت القواعـد العامـة السـتعامل األرايض‪،‬‬ ‫وبإرشاكهـم وإعالمهـم بانتظـام تشـارك يف ذلـك‬
‫يعين الكميـة الدنيـا والقصوى مـن البناء املسـموح به‬ ‫مجعيـات املجتمـع املـدين ومجيـع املؤسسـات املعنيـة‪.‬‬
‫ويضبـط القواعد املتعلقـة باملظهر اخلارجـي للبنايات‪،‬‬ ‫• •رصـد األغلفـة املاليـة الكافية إلنجاز جممع سـكني‬
‫كام حيـدد املسـاحة العموميـة واملنشـآت ذات املصلحة‬ ‫متكامـل بيئيـ ًا؛ ألن الوضـع احلـايل يبين أن امليزانيـات‬
‫العامـة وكذلـك مواصفـات طـرق املرور‪.‬‬ ‫بالـكاد تكفـي لدراسـة ومتابعـة وإنجـاز البنـاء مـع‬
‫الوحـدة القاعديـة (‪ )L’Unite de Base‬هـي وحدة‬ ‫ملحقاتـه الصحيـة فقط‪.‬‬
‫ختطيطيـة للمجـال السـكني يف اجلزائـر‪ ،‬حيـث إن‬
‫عمليـة ضـم جمموعة مـن الوحـدات القاعدية يشـكل‬ ‫(‪ )11‬قائمة املصطلحات‪:‬‬
‫لنـا وحـدة جـوار (جمـاورة سـكنية)‪ .‬ويقـدر متوسـط‬ ‫املنطقـة‬ ‫‪zone d’habitat urbain nouvelle : ZHUN‬‬

‫حجمهـا بــ‪ 200‬مسـكن‪ .‬والوحـدة القاعديـة هـي‬ ‫السـكنية احلرضيـة اجلديـدة‪ ،‬هـي سياسـة عمرانيـة‬
‫‪49‬‬ ‫جملة العامرة والتخطيط‪ ،‬م‪ ،)1(28‬الرياض ( ‪2016‬م ‪1437 /‬هـ )‬

‫عنـون نورالديـن‪‘‘ .‬دور البنيـة التجاريـة يف تنظيـم‬ ‫املسـاحة السـكنية الصافيـة (‪ )SRN‬التـي تتكـون مـن‬
‫املجـاالت احلرضيـة‪ ،‬حالـة مدينـة باتنـة’’‪،‬‬ ‫جممـوع املسـاحة املبنيـة السـكنية (‪ ،)SBH‬واملسـاحة‬
‫رسـالة دكتـوراه علـوم غير منشـورة‪ ،‬جامعـة‬ ‫احلرة (‪ ،)SL‬ومسـاحة طـرق اخلدمة أو الطـرق الثالثية‬
‫منتـوري قسـنطينة‪2012( ،‬م)‪.‬‬ ‫(‪ ،)SVT‬ومسـاحة توقـف السـيارات (‪.)SST‬‬
‫لعـروق حممـد اهلـادي‪‘‘ .‬التحسين احلضري آليـة‬
‫لالرتقـاء بجـودة احليـاة يف املدينـة اجلزائريـة’’‬ ‫املراجع‬
‫جملـة خمبر التهيئـة العمرانيـة جامعـة منتـوري‬ ‫املراجع العربية‪:‬‬
‫قسـنطينة‪ ،‬العـدد (‪20٠٨( ،)09‬م)‪.‬‬
‫مونتـي فرانشيسـكا‪‘‘ .‬مـاذا جيعـل املدينـة صديقـة‬ ‫التجـاين بشير‪‘‘.‬التحرض والتهيئـة العمرانيـة يف‬
‫للطفـل’’ ‪ ،‬شـبكة معلومـات حقـوق الطفـل ‪،‬‬ ‫اجلزائر’’‪ .‬ديـوان املطبوعـات اجلامعية‪،‬اجلزائر‪،‬‬
‫( ‪2005‬م)‪.‬‬ ‫رقـم النشر ‪2000(،1064373‬م)‪.‬‬
‫نجـدي حممـد سـيد‪‘‘ .‬دراسـة سوسـيولوجية عـن‬ ‫حـركات حممـد األمين‪‘‘ .‬املناطـق السـكنية احلرضيـة‬
‫امللوثات البيئية يف املناطق السياحية بصعيد مرص‬ ‫اجلديـدة يف اجلزائـر تعمير أم بناء دراسـة حالة‬
‫دراسـة مطبقة عىل منطقتي األقرص وأسـوان’’‪،‬‬ ‫مدينة سكيكدة’’‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪،‬‬
‫مركـز الدراسـات التخطيطيـة واملعامرية ‪caps‬‬ ‫جامعـة منتوري قسـنطينة‪2001(،‬م)‪.‬‬
‫‪2٠١٠(، http://www.Cpas-egypt.com ،‬م)‪.‬‬ ‫ذيـب بلقاسـم وآخـرون‪‘‘ .‬البيئـة العمرانيـة بين‬
‫وزارة هتيئـة اإلقليـم والبيئـة‪‘‘ .‬تقريـر حـول حالـة‬ ‫التخطيـط والواقـع األبعـاد التخطيطيـة‬
‫ومسـتقبل البيئـة يف اجلزائـر’’‪ ،‬اجلزائـر‪،‬‬ ‫والتحديـات االجتامعيـة’’‪ ،‬جملـة علوم إنسـانية‬
‫( ‪2002‬م )‪.‬‬ ‫جامعـة قسـنطينة‪ ،‬عـدد(‪2000( ،)13‬م)‪.‬‬
‫وزارة هتيئـة التهيئـة العمرانيـة ‘‘حوصلـة املناطـق‬ ‫عسـايس عبـد احلليـم و بوجالل لزهـر‪ ‘‘ .‬هتيئـة العقار‬
‫السـكنية احلرضيـة اجلديـدة يف اجلزائـر’’‪،‬‬ ‫احلضري الغير مبنـي باملسـاحات اخلضراء‬
‫اجلزائـر (‪1987‬م)‪.‬‬ ‫يف مشـاريع العمـران والعمارة دراسـة ميدانيـة‬
‫يوهانسـن حيـي عيـد‪‘‘ .‬التلـوث البصري وتأثريه عىل‬ ‫لواقع مشـاريع السـكن اجلامعي بمدينة باتنة’’‪،‬‬
‫سـلوكيات اإلنسـان واسـتيعابه للفراغـات‬ ‫مقالـة بحثيـة مقدمة يف نـدوة التنميـة العمرانية‬
‫العمرانيـة العامـة’’‪ ،‬جامعـة عين شـمس‪،‬‬ ‫األويل‪ ،‬التطويـر العقاري واإلسـكان املسـتدام‪،‬‬
‫( ‪2008‬م)‪.‬‬ ‫الدمـام‪ -‬أكتوبـر (‪2010‬م)‪.‬‬
...‫ من أجل أحياء صديقة للطفل‬،‫ واقع األحياء السكنية‬:‫نور الدين عنون‬ 50

Najdi Mohamed Sayed. ‘‘a sociological study of Arabic References:


environmental pollutants in the tourist
areas of Upper Egypt study applied to Tijani Bachir. ‘‘urbanization and land in Algeria’’, the
the areas of Luxor and Aswan’’ Centre Office of University Publications Publication
of planning and architectural studies No. 1064373, (2000).
(cpas),http://www.Cpas-egypt.com,(2010). Harkat Mohamed Lamine. ‘‘areas of urban habitat
The Ministry of Spatial Planning and the news in Algeria, urbanization or construction,
Environment . ‘‘a report on the status and future the case study of the city of Skikda’’,
of the environment in Algeria’’, Algeria, (2002). unpublished MA thesis, University
The Ministry of Spatial Planning. ‘‘vacuolation new of Constantine Mentori, (2001).
urban residential areas in Algeria’’, Algeria, dhib Belkacem and other. ‘‘urban environment
(1987). between urban planning and the reality of
Johansen aide Yahya. ‘‘visual pollution and its impact fact-dimensional and social challenges’’,
on human behavior and absorb urban public Journal of Human Science , University
spaces’’, Ain Shams University, (2008). of Constantine, Nbr13 (2000).
Asasi Abdul Halim and Bodjelal lazhar. ‘‘Spatial
undeveloped urban land in green areas in urban
planning and architectural projects, a field
English References: study of the reality of mass housing projects
in Batna’’ ,the first urban Development
Merlin Pierre & Choay Françoise. “Dictionnaire seminar: real estate development and
de L’urbanisme et de L’aménagement”, sustainable housing Damam, October(2010).
Achvé d’imprimer sur les presses de Anoune Nourdine. ‘‘The role of business structure
l’imprimerie France Quercy, 46001 Cahors, in the organization of urban spaces, where the
Dépôt légal – N : 50321(2005). city of Batna’’ PhD thesis, unpublished Mentori
Wallstrom .M. “Villes d’enfants, villes d’avenir Margot University Constantine, (2012).
Luxembourg” , Office des publications larouk Mohamed El-Hadi. ‘‘urban upgrading as a
officielles des Communautés européennes, mechanism to improve the quality of life in the
(2002). Algerian town’’ laboratory review of regional
Zucchele Alberto. “Introduction a L’urbanisme planning, Mentori University, Nbr(09), (2008).
Opérationnel et a la Composition”, l’Office Monte Francesca. ‘‘What makes a child friendly
des publications universitaires .vol.3. - Alger. city’’, Network information on the rights of the
(1984). Child, (2005).
51 ) ‫هـ‬1437 / ‫م‬2016 ( ‫ الرياض‬،)1(28‫ م‬،‫جملة العامرة والتخطيط‬

The Reality Of Residential Neighborhoods,


For The Child-Friendly Cities
A Case Study Of Areas Of New Urban Housing In Batna

Nourdine Anoune
Master of Conference, Urban Planning specialty
Department of Earth Sciences and The Universe, Faculty of Science, University Hadj Lakhdar - Batna, Algeria.
Noro01975@yahoo.fr

Received 1/6/2014 ; accepted for publication 18/12/2014

Abstract: In 1996, the second conference of the united nation about Human settlements permitted the appearance of
the international initiative about the child friendly city. The conference also admitted that the prosperity of children
is a principal proof of a healthy housing condition and a democratic society.
The topic of the research discusses the planning indicators for Areas of new urban housing as it plays an
essential role in the fiction between the static, it is there the research anis to assess the efficiency of the current
situation of the use in achieving the well-being children in particular.
Our choice for this for Areas of new urban housing in the city of Batna comes as a model to look for the
guarantees that must be available in the relationship between children and the houses they live in.
The research concluded that the Areas of new urban housing, come with the aim of increasing the capacity of the
reception Algerian cities, urban identified as a model in which the proportion of all the ingredients urban accurately,
but it lacks the elements of urban customized to the needs of both children was vital, psychological, or even social.
The survey also finds that breaking laws when building houses, especially to build houses over green spaces
contributed to the low level of public spaces. and leads to the bad quality of services accompanying the houses.
Besides, the limited competencies used in the field of building especially those competencies that keep the
children rights.
All these contributed to the bad taste behave our that devastates the high living conditions. Since the child
friendly city is a system of local government, obliged to apply the children’s rights; the voice of children, their
needs, their rights is a part of the general policies and programs. So, I think that the child friendly city is a city which
complies with everybody.

Key words: The child rights, Planning Indicators, The child friendy city, The child needs, Batna.

You might also like