‫مدونة يحررها ط"ب ~ ‪Reporting & Writing in Arabic‬‬

‫ا‪8‬ع"م باللغة العربية‬

‫أهمية الصراع في مسرحية “ا=لك لير” للكاتب ويليام‬

‫شكسبير‬
‫‪03 Wednesday May 2017‬‬

‫‪POSTED BY MIRNASHRAF IN UNCATEGORIZED‬‬

‫‪≈ LEAVE A COMMENT‬‬

‫هناك لحظات قد تكون فارقة في حياة ا‪8‬نسان ويكون قرار الفرد في تلك اللحظة سببا ً في تحديد مصيره‪ .‬وا=سرح حياة‬
‫للبشر ونموذج للدنيا التي يعيشها ا‪8‬نسان بكل مقتضياتها وجوانبها والصراع هو ا=حك وا=حور الذي تدور حوله ا=سرحية و‬
‫يمثل الع"قات ب‪ f‬شخوص ا=سرحية‪ .‬ف" مسرح بدون صراع‪ .‬والصراع هو تلك اللحظات التي يأخذ ا‪8‬نسان فيها موقفا ً أو‬
‫قرارا ً ويتجاذب كل من ا=وقف‪ f‬تلك الشخصية حتى يقرر وبنا ًء على هذا القرار يتحدد مصير ا‪8‬نسان‪ .‬فهناك صراع ب‪f‬‬
‫الخير والشر أو صراع ب‪ f‬الحق والواجب أو صراع ب‪ f‬العدل والرحمة أو غير ذلك‬

‫وفي مسرحية ا=لك لير للكاتب وليم شكسبير‪ ،‬يظهر الصراع بشكل واضح منذ الفصل ا‪q‬ول الذي ينبثق منه القرار في تلك‬
‫اللحظات الفارقة التي ستبنى عليها أحداث ا=سرحية و من خ"ل الصراع يتطور ا=وقف حتى يبلغ قمته )العقدة( ثم تتوالى‬
‫ا‪q‬حداث حتى تصل إلى الحل‪ :‬النهاية‬

‫فكل شخصيات مسرحية ا=لك لير مرت بتلك اللحظات الفارقة وتعرضت لهذا الصراع عند اتخاذ القرار بد ًءا من )ا=لك لير(‬
‫نفسه وابنته الصغرى )كورديليا( ثم ابنتيه )غونريل( و )ريغان‬

‫ف)ا=لك لير(عندما قرر التخلي عن ملكه ‪“ :‬اعلموا بأننا قد قسمنا مملكتنا إلى ث"ث أقسام وأن غرضنا ا‪q‬ساس من ذلك هو‬
‫رفع كافة ا‪q‬عباء وا‪q‬عمال عن كاهلنا في هذه السن” في تلك اللحظة غلبت عليه شهوة السلطان و تجبر ا=لوك حتى مع بناته‬
‫لكي يشترط أن يسمع منهن ك"ما ً يعجبه‪ .‬فهو يرفض الحقيقة ‪q‬ن ا‪8‬نسان بطبيعته يتهرب دائما ً من الحقيقة ا=ؤ=ة‪ ،‬و لذلك‬
‫حرم ابنته الصغرى )كورديليا( من نصيبها ‪q‬نها أخبرته الحقيقة ب" نفاق و هي أنها تحبه ‪q‬نه والدها فقط‪ .‬أما )لير( ف"‬
‫يرضيه إˆ الك"م ا=عسول الذي يرضي غروره‪ ،‬ولذا فقد صب غضبه على ابنته )كورديليا( و أخرجها من فردوسه الزائف في‬
‫ح‪ f‬أنه يمنح رضاه لبنتيه الكبرى و الوسطى و يقسم ا=ملكة بينهما؛ والحقيقة أنه يفتت ا=ملكة بمنتهى التسلط والغباء‬
‫كتصرف ا‪8‬قطاعي في أم"كه‪ .‬و ما جرى ˆ يمكن تفسيره إˆ بقصر نظر ا=لك عندما اتخذ هذا القرار الذي أدى إلى تلك‬
‫النهاية ا=ؤسفة له‪ .‬فتآمرت عليه البنتان و صار هو كا=جنون يضع على رأسه تاجا ً من القش حتى مات طريدا ً ذلي"ً‪ ،‬البرد‬
‫يحوطه و الهم يفتك بكيانه وهذه نتيجة ظلمه وخطأه في القرار‬

‫أما )كورديليا( ا=سكينة فتقف حائرةً أمام هذا ا=وقف الصعب حتى أنها تقول لنفسها ‪“ :‬ماذا ستقول كورديليا؟ ” حتى أنها‬
‫لم تجب إˆ بكلمة “ˆ شيء”‪ .‬فهي متحيرة في أن تنافق أو تظهر الحقيقة في أنها تحب ا=لك حب البنت ‪q‬بيها‪ .‬وهنا أعلنتها‬
‫واضح ًة ‪“ :‬إني أحب ج"لتكم وفقا ً لواجبي كابنتك؛ ˆ أكثر وˆ أقل”‪ .‬لقد أخذت )كورديليا( قرارها في تلك اللحظة الفارقة‬
‫ولتتحمل نتيجة هذا القرار ا=صيري في حياتها ولتقف ب‪ f‬التن‪ f‬وغضبه الذي طردها من نعيمه ‪.‬ونتيج ًة لقرارها تزوجت‬
‫‪:‬‬
‫من )ملك فرنسا( وعاشت معه عيش ًة شريفة يتبادˆن الحب والتقدير ‪q‬نه قد قاسمها الوضوح والصراحة واحترم عقليتها‪ ،‬ثم‬
‫يأتي قرارها الثاني وهو الوقوف بجانب والدها مما كان سببا ً في أن تدفع حياتها ثمنا ً للحق والواجب ‪.‬فقد ماتت ميتة شريفة‬
‫فدا ًء للحق‬

‫و)غونريل( و )ريغان( تجسدت فيهما الخيانة بكل معانيها ‪q‬قرب الناس لديهما‪ .‬فتآمرا على ا=لك وانتزعا‬
‫السلطة منه‪.‬و‪q‬ن النفاق يتفق مع نفسيتهما الضعيفة فقد كان من السهل عليهما أن يزيفا الحقيقة بكلمات معسولة رغب ًة في‬
‫رضا ا=لك‪ .‬وهنا قررتا التخلي عن والدهما على عكس )كورديليا(‪ ،‬و ظلت كلتاهما تتقلب في الوحل ب‪ f‬الخيانة والخطيئة حتى‬
‫كانت نهايتهما ا=خزية بدس إحدهما السم ل•خرى والقبض على الثانية؛ إذا ً فالجزاء من جنس العمل ولكل ظالم نهاية‬

‫لقد كان شكسبيرمفتونا ً بالتراث الشعبى فاستاق مسرحيته من العهد القديم فى العصر ا‪8‬غريقي الذى يحكمه ا=لوك‬
‫ا=تسلط‪ f‬الدكتاتوري‪ f‬أصحاب السلطة ا=طلقة وفي ظل زمن تعددت فيه ا‘لهة وخضعت العقول لكثير من الخرافات إˆ أنه‬
‫أراد بهذه ا=سرحية أن يبعث برسالة إلى ملوك عصره في أوروبا خ"ل القرن السابع عشر الذين ˆ يعترفون لشعوبهم بحق‬
‫التعبير و الحرية فى الرأى وإلى هؤˆء ا‪8‬قطاعي‪ f‬الذين يمشون فى ا‪q‬رض فسادا ً وهم يملكون كل شيئ أما بقية أفراد‬
‫الشعب ف" يملكون أي شيء‪ .‬فهذه ا=سرحية تسقط ا=اضي على الحاضر وتعكس واقع وليم شكسبير‪ ،‬كما أنها تنذر بقيام‬
‫ثورة وزوال ا=لكية ونهايتها وتصدع الحكم وانهياره‬

‫وقد اعتمد الكاتب اعتمادا ً أساسيا ً على الحوار الذى هو عماد ا=سرح وقد كان الحوار انسيابيا ً ب" تكلف منطقيا ً مرتبطا ً بلغة‬
‫سهلة قريبة من لغة الحياة اليومية يتخلله بعض ا=قاطع الشعرية ولقد استعمل شكسبير الضروب ا‪q‬دبية والب"غية من‬
‫استعارة وتشبيه وكناية وجناس وطباق‪ .‬وأما الت"عب بالكلمات ف" حد له وهذا دليل على إ=امه وغزارة معرفته الكثيرة للمفردة‬
‫الواحدة‪ .‬ونوع الكاتب ب‪ f‬ا‪8‬سلوب الخبري وا‪8‬نشائي ‪8‬ثارة ذهن القارئ وتعددت الشخصيات التي اختارها الكاتب بعناية‬
‫فائقة لتخدم فكرته ونسجها في نسيج متماسك وحبكة متقنة من البداية إلى النهاية مستخدما ً الرمز‬

‫وأخيراً‪ ،‬يقف القارئ أمام هذه ا=سرحية منبهرا ً بأسلوبها البارع في التعبير عن النفس ا‪8‬نسانية وصراعها في الحياة ب‪f‬‬
‫الخير والشر‪ ،‬ومع شخصيات ا=سرحية يشعر القارئ أنه يعيش أحداثها ليتعلم أن يفكر في القرار قبل اتخاذه وأن ˆ‬
‫يتسرع فيه حتى ˆ يعاني من نتائجه الحتمية‬
‫‪:‬‬
 Blog at WordPress.com.
:
: