You are on page 1of 34

‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................

‬محمد عبد ال رحمن‬


‫عودات‬

‫اإلعجاز القرآني في جملة ْ‬


‫"إن" الشرطية‬

‫تاريخ قبوله للنشر‪20/10/2016 :‬م‬ ‫تاريخ تسلم البحث‪18/08/2015 :‬م‬

‫عبد الرحمن عودات*‬ ‫محمد‬


‫الملخص‬
‫(إن) الش‪%% %‬رطية في الق‪%% %‬رآن الك‪%% %‬ريم‪ ،‬ال‪%% %‬ذي‬
‫يمثل البحث أنموذجا للدراسة األس‪%% %‬لوبية‪ ،‬فيتن‪%% %‬اول أس‪%% %‬لوب ْ‬
‫إن) الش‪%% % %‬رطية في س‪%% % %‬ياق األم‪%% % %‬ور المش‪%% % %‬كوك في تحققه‪%% % %‬ا‪ ،‬جريا على بابها في الوض‪%% % %‬ع‪،‬‬
‫يتض‪%% % %‬من اس‪%% % %‬تعمال ( ْ‬
‫واس‪%% %‬تعمالها في س‪%% %‬ياق األم‪%% %‬ور المس‪%% %‬تحيلة‪ ،‬واس‪%% %‬تعمالها في س‪%% %‬ياق األم‪%% %‬ور الثابتة اليقيني‪%% %‬ة‪ ،‬بما يعكس ص‪%% %‬ورة‬
‫واضحة عن سمو البالغة القرآنية التي وصلت إلى حد اإلعجاز الباهر‪.‬‬
‫(إن) الش‪%% %‬رطية في الق‪%% %‬رآن الك‪%% %‬ريم ك‪%% %‬ون أس‪%% %‬لوبها الش‪%% %‬رطي من أس‪%% %‬اليب‬
‫ومما دفع‪%% %‬ني لتن‪%% %‬اول أس‪%% %‬لوب ْ‬
‫البالغة القرآنية الظريفة ال ‪%% %‬تي يه ‪%% %‬دف من دراس ‪%% %‬تها إلى الوق ‪%% %‬وف على بعض أس ‪%% %‬رار الق‪%% %‬رآن الك ‪%% %‬ريم‪ ،‬ومن ثم‬
‫إن) الش‪%%‬رطية‬‫الكشف عن المزيد من مف‪%%‬ردات اإلعج‪%%‬از الق‪%%‬رآني الب‪%%‬اهر‪ ،‬فقص‪%%‬د البحث إلى التعري‪%%‬ف بأحك‪%%‬ام ( ْ‬
‫النحوي‪%%‬ة‪ ،‬ومعانيه‪%%‬ا البياني ‪%%‬ة‪ ،‬ودراس ‪%%‬تها دراس‪%%‬ة علمي‪%%‬ة تتض ‪%%‬من التط ‪%%‬بيق بالش‪%%‬واهد القرآني ‪%%‬ة على اس‪%%‬تعماالتها‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫إن" الش‪%%‬رطية‪" ،‬إذا" الش‪%%‬رطية‪ ،‬اإلعج‪%%‬از‪ ،‬األم‪%%‬ور اليقيني‪%%‬ة‪ ،‬األم‪%%‬ور‬
‫الكلم ات الدالة‪ :‬أم أدوات الش‪%%‬رط‪ْ ".‬‬
‫المشكوك في تحققها‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪This study is a model of the stylistic study that deals with the use of the conditional‬‬
‫‪“in” in the holy Quran, which includes the uses of the conditional “in” in the context of‬‬
‫‪possibility, impossibility, and certainty. This reflects a clear picture of the Quran rhetoric,‬‬
‫‪which is deemed as an inimitable linguistic miracle. The motivation for this study was that‬‬
‫‪“in” is used in the holy Quran to indicate conditionality and its use belongs to the Quranic‬‬
‫‪Rhetoric. Also, there is a need to examine some of the secrets of the Holy Quran.‬‬
‫‪Therefore, this study seeks to account for the grammar of the conditional “in” and its‬‬
‫‪meanings, giving Quranic examples on its three uses.‬‬
‫‪Key words: “aem” the conditional word, ”in” the conditional, ”if“ the conditional,‬‬
‫‪miracle, certainty, uncertainty.‬‬

‫أستاذ مشارك‪ ،‬جامعة الملك فيصل‪.‬‬ ‫*‬

‫‪221‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫الحمد هلل رب الع‪%%‬المين‪ ،‬والص‪%%‬الة والس‪%%‬الم على س‪%%‬يد األولين واآلخ‪%%‬رين‪ ،‬رس‪%%‬ولنا محمد وعلى‬
‫آله وصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فقد أعجز القرآن الكريم العرب بفصاحته وبالغته‪ ،‬فكان الوجه البياني في القرآن الكريم هو‬
‫هو وجه اإلعج ‪%% %‬از المس ‪%% %‬تغرق لجميع آي ‪%% %‬ات الكت ‪%% %‬اب الك ‪%% %‬ريم‪ ،‬فهو الوع ‪%% %‬اء الحاضن لجميع المع ‪%% %‬اني‬
‫القرآنية الراقي ‪%%‬ة‪ ،‬فاإلعج ‪%%‬از البي ‪%%‬اني مس ‪%%‬توعب للق ‪%%‬رآن الك ‪%%‬ريم من أوله إلى آخ ‪%%‬ره‪ ،‬وه ‪%%‬ذا ما لم يتهيأ‬
‫لغيره من وجوه اإلعج‪%‬از األخ‪%‬رى‪ ،‬ومما رش‪%‬حه له‪%‬ذه الرتبة نب‪%‬وغ الع‪%‬رب وب‪%‬راعتهم في فن‪%‬ون الق‪%‬ول‬
‫وتصريف الكالم‪ ،‬فهم سادة القول‪ ،‬وبلغاء الخطاب‪.‬‬
‫(إن) الش‪%%‬رطية في النظم الق‪%%‬رآني‬‫وانطالقا من ه‪%%‬ذه الحقيقة المس‪%%‬لمة أردت أن أتن‪%%‬اول أس‪%%‬لوب ْ‬
‫إن)‬
‫مجليا بعض أس‪%% % %‬رار ه‪%% % %‬ذا األس‪%% % %‬لوب في بي‪%% % %‬ان الكت‪%% % %‬اب الب‪%% % %‬اهر‪ ،‬إذ أن من المق‪%% % %‬رر اختص‪%% % %‬اص ( ْ‬
‫الش ‪%% %‬رطية ب‪%% % %‬دخولها على األم‪%% % %‬ور المش‪%% % %‬كوك في تحققه‪%% % %‬ا‪-‬وهي ال‪%% % %‬تي يتس‪%% % %‬اوى فيها تََوقُّع الحص‪%% % %‬ول‬
‫وعدم‪%%‬ه‪-‬ه‪%%‬ذا هو بابها وأص‪%%‬لها‪ ،‬فت‪%%‬دخل على األم‪%%‬ور المس‪%%‬تحيلة ع‪%%‬ادة‪ ،‬أو عقال‪ ،‬كما أنها ت‪%%‬دخل على‬
‫األم‪%‬ور اليقيني‪%‬ة‪ ،‬وله‪%%‬ذا الخ‪%‬روج عن أصل وض‪%‬عها مس‪%%‬وغاته ومقتض‪%%‬ياته‪ ،‬كما تختص (إذا) الش‪%%‬رطية‬
‫بم‪%%‬تيقَّن الوق‪%%‬وع بحكم مع‪%%‬نى الظ‪%%‬رف‪ ،‬وتش‪%%‬تركان في المش‪%%‬كوك في‪%%‬ه‪ ،‬والمحتَ َمل بحكم مع‪%%‬نى الش‪%%‬رط‪،‬‬
‫تعين اليقين‪ ،‬أو الظن‪ ،‬أو الش ‪%%‬ك‪ ،‬أو االس ‪%%‬تحالة مع الداللة على الش ‪%%‬رطية‬
‫‪%‬رائن وح ‪%َ %‬دها هي ال ‪%%‬تي ّ‬
‫والق ‪ُ %‬‬
‫في كل حالة‪.‬‬
‫(إن) الش ‪%%‬رطية دون س ‪%%‬واها من أدوات الش ‪%%‬رط‪ ،‬حكاية (س ‪%%‬يبويه‪ ،‬ب ‪%%‬دون‬
‫ومما دفع ‪%%‬ني لدراسة ْ‬
‫ت‪%%‬اريخ نش‪%%‬ر‪ )1()63 %:3 ،‬عن ش‪%%‬يخه الخليل (الخليل ين أحمد الفراهي‪%%‬دي‪170‬هـ‪786/‬م) قول‪%%‬ه‪" :‬وزعم‬
‫(إن) هي أم ح‪%‬روف الج‪%%‬زاء‪ ،‬فس‪%%‬ألته لم قلت ذل‪%%‬ك؟ فق‪%%‬ال‪ :‬من قبل أني أرى ح‪%%‬روف الج‪%%‬زاء‬ ‫الخليل أن ْ‬
‫قد يتص‪%‬رفن فََي ُكن اس‪%‬تفهاما‪ ،‬ومنها ما يفارقه (م‪%‬ا) فال يك‪%‬ون فيه الج‪%‬زاء‪ ،‬وه‪%%‬ذه على ح‪%‬ال واح‪%%‬دة أب‪%‬دا‬
‫ال تفارق المجازاة"‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وتلقى النحاة ه‪%‬ذه المقولة ب‪%‬القبول يق‪%‬ول (الم‪%%‬برد‪ ،‬ب‪%‬دون ت‪%%‬اريخ نشر‪" : )46 %:2 ،‬فحرفها في‬
‫(إن) وه‪%%‬ذه كلها دواخل عليه‪%%‬ا‪ ،‬الجتماعه‪%%‬ا"‪ ،‬ويق‪%%‬ول أيضا(‪" :)3‬وكل ب‪%%‬اب فأص‪%%‬له ش‪%%‬يء واح‪%%‬د‪،‬‬
‫األصل ْ‬
‫‪%‬ارت(إن) أحق ب ‪%% %‬الجزاء؟ كما أن‬
‫ْ‬ ‫ثم ت ‪%% %‬دخل عليها دواخل الجتماعها في المع ‪%% %‬نى‪ ،‬وس ‪%% %‬نذكر كيف ص ‪% %‬‬
‫األلف أحق باالستفهام‪ ،‬و(إال) أحق باالستثناء‪ ،‬والواو أحق بالعطف"‪.‬‬

‫‪222‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫وأما ابن الس‪%% %‬راج(‪( )4‬أبو بكر محمد بن الس‪%% %‬ري النح‪%% %‬وي المع‪%% %‬روف ب‪%% %‬ابن الس‪%% %‬راج ‪316‬هـ‪/‬‬
‫(إن) أم أدوات الش ‪%%‬رط"‪ ،‬فيجعل‬
‫‪929‬م) فأسس تقس ‪%%‬يمه لألدوات إلى ح ‪%%‬روف وأس ‪%%‬ماء على مقول ‪%%‬ة‪ْ " :‬‬
‫(إن) وتنوب عنه طائفة من األسماء‪.‬‬ ‫للشرط حرفا هو ْ‬
‫(إن) في الس‪%% %‬ياق الق‪%% %‬رآني الجليل حظا واف‪%% %‬را من العناية واالهتم‪%% %‬ام عند‬
‫ن‪%% %‬ال ح‪%% %‬رف الش‪%% %‬رط ْ‬
‫المفس ‪%%‬رين‪ ،‬ق‪%%‬ال (أبو حي‪%%‬ان‪1413 ،‬هـ‪1993 ،‬م‪ )5()191-190 % :5 ،‬في تفس ‪%%‬ير قوله تع ‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬ف ِإ ن‬
‫ق ِمن َّر ِّب َك فَالَ‬ ‫اءك ا ْل َح ُّ‬ ‫اب ِمن قَْبلِ َك لَقَ ْد َج َ‬ ‫ين ي ْق رُؤ َ ِ‬
‫ون ا ْلكتَ َ‬
‫َأنز ْل َنا ِإلَ ْي َك فَ ِ َّ ِ‬
‫اس َأل الذ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ش ٍّك ِّم َّما َ‬ ‫نت ِفي َ‬ ‫ُك َ‬
‫ون ِم َن ا ْل َخ ِ‬‫ات اللّ ِه فَتَ ُك َ‬ ‫ين َك َّذبواْ ِبآي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫تَ ُكو َن َّن ِم َن ا ْل ُم ْمتَ ِر َ‬
‫ين﴾ (ي‪%%‬ونس‪-94 :‬‬ ‫اس ِر َ‬ ‫َ‬ ‫*والَ تَ ُكو َن َّن م َن الَّذ َ ُ‬‫ين َ‬
‫(إن) شرطية ف‪%%‬ذكروا أنها ت‪%%‬دخل على الممكن وج‪%%‬وده‪ ،‬أو‬ ‫(إن) شرطية‪...‬وإ ذا كانت ْ‬ ‫أن ْ‬ ‫‪")95‬الظاهر ّ‬
‫ش ٍر ِّمن قَْبِل َك ا ْل ُخ ْل َد َأفَ ِإ ن ِّم َّ‬
‫ت َف ُه ُم‬ ‫المحقق وجوده‪ ،‬المبهم زمان وقوعه‪ ،‬كقوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َما َج َع ْل َنا ِل َب َ‬
‫ون﴾(األنبياء‪.)34 :‬‬ ‫ا ْل َخ ِال ُد َ‬
‫(إن) الش ‪%%‬رطية تقتضي تعليق ش ‪%%‬يء على ش ‪%%‬يء‪ ،‬وال‬ ‫إن ْ‬ ‫وال ‪%%‬ذي أقوله (والكالم ألبي حي ‪%%‬ان)‪ّ :‬‬
‫ان ِلل َّر ْح َم ِن َولَ ٌد‬
‫ال كقوله تع‪%%‬الى﴿ ُق ْل ِإن َك َ‬ ‫تس‪%%‬تلزم تحتم وقوعه وال إمكان‪%%‬ه‪ ،‬فت‪%%‬دخل على المس‪%%‬تحيل عق ً‬
‫ين﴾(الزخ‪%%‬رف‪ ،)81 :‬ومس‪%%‬تحيل أن يك‪%%‬ون له ول‪%%‬د‪ ،‬فك‪%%‬ذلك ه‪%%‬ذا مس‪%%‬تحيل أن يك‪%%‬ون في‬ ‫فََأَنا ََّأو ُل ا ْل َعا ِب ِد َ‬
‫ط ْع َت َأن تَْبتَِغ َي َن َفق اً‬ ‫اض ُه ْم فَِإ ِن ْ‬
‫استَ َ‬ ‫ان َك ُبَر َعَل ْي َك ِإ ْعَر ُ‬
‫شك‪ ،‬وفي المستحيل عادة كقوله تعالى‪َ ﴿ :‬وِإن َك َ‬
‫ال تَ ُك و َن َّن ِم َن‬ ‫آي ٍة َوَل ْو َ‬
‫ش اء الّل ُه لَ َج َم َع ُه ْم َعلَى ا ْل ُه َدى فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫س لَّماً ِفي َّ‬
‫الس َماء فَتَ ْأت َي ُهم ِب َ‬ ‫ض َْأو ُ‬ ‫اَألر ِ‬ ‫في ْ‬
‫ِ‬
‫(إن) للتعليق على المس‪%%‬تحيل قلي‪%%‬ل‪ ،‬وه‪%%‬ذه اآلية من‬ ‫لكن وقوع ْ‬ ‫ين﴾ (األنعام‪ ،)35 :‬أي‪ :‬فافعل‪ّ ،‬‬ ‫اهِل َ‬
‫ا ْلج ِ‬
‫َ‬
‫ذلك‪ .‬ولما خفي هذا الوجه على أكثر الناس اختلفوا في تخريج هذه اآلي‪%%‬ة‪ ،‬فق‪%‬ال ابن عطي‪%‬ة‪ :‬الص‪%‬واب‬
‫أنها مخاطبة للنبي ‪ ،r‬والمراد بها سواه من كل من يمكن أن يشك أو يعارض‪."...‬‬
‫ق‪%‬ال اآللوسي(‪( )6‬اآللوس‪%‬ي‪ ،‬ب‪%%‬دون ت‪%%‬اريخ نش‪%‬ر‪ )258 %:14 ،‬في تفس‪%%‬ير قوله اهلل تع‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬وِإ ْن‬
‫ِ ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رين﴾(النحل‪.)126 :‬‬ ‫لصا ِب َ‬ ‫َعاقَ ْبتُ ْم فَ َعاق ُبواْ ِبمثْ ِل َما ُعو ِق ْبتُم ِبه َولَ ن َ‬
‫ص َب ْرتُ ْم َل ُه َو َخ ْيٌر لِّ َّ‬
‫ين﴾ (النح‪%%‬ل‪َ ﴿ ،)125 :‬وِإ ْن َع اقَ ْبتُ ْم﴾‬ ‫َأعلَ ُم ِبا ْل ُم ْهتَ ِد َ‬
‫"وفي تقييد األمر بقوله س‪%%‬بحانه‪َ ﴿ :‬و ُه َو ْ‬
‫(إن) الش‪%% % %‬رطية من الداللة على ع‪%% % %‬دم الج‪%% % %‬زم بوق‪%% % %‬وع ما في حيزها‬ ‫حث على العفو تعريض‪% % %‬اً لما في ْ‬
‫فكأنه قي ‪%%‬ل‪ :‬ال تع ‪%%‬اقبوا وان ع ‪%%‬اقبتم الخ كق ‪%%‬ول ط ‪%%‬بيب لم ‪%%‬ريض س ‪%%‬أله عن أكل الفاكه ‪%%‬ة‪ :‬إن كنت تأكل‬
‫ص َب ْرتُ ْم﴾ أي عن المعاقبة‬ ‫ِئ‬
‫الفاكهة فكل الكم‪%% %‬ثرى‪ ،‬وقد ص ‪%%‬رح ب‪%% %‬ذلك على الوجه اآلكد فقي‪%% %‬ل‪َ ﴿ :‬ولَ ن َ‬
‫ب ِللتَّ ْق َوى﴾(المائ‪%% %‬دة‪َ ﴿ ،)8 :‬خ ْي ٌر﴾ من‬ ‫بالمث‪%% %‬ل‪َ﴿ ،‬له و﴾ أي لص‪%% %‬بركم على حد ﴿ ْ ِ‬
‫اع دلُواْ ُه َو َأ ْق َر ُ‬ ‫َُ‬
‫رين﴾ أي‪ :‬لكم إال أنه عدل عنه إلى ما في النظم الجليل‪ ،‬م‪%%‬دحاً لهم وثن‪%%‬اء‬ ‫االنتصار بالمعاقبة‪ِّ﴿ ،‬ل َّ‬
‫لصا ِب َ‬

‫‪223‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫عليهم بالص ‪%% % %‬بر‪ ،‬وفيه إرش ‪%% % %‬اد إلى أنه إن ص ‪%% % %‬برتم فهو ش ‪%% % %‬يمتكم المعروفة فال تتركوها إذاً في ه ‪%% % %‬ذه‬
‫القضية"‪.‬‬
‫َأه َل‬
‫ق‪%% %‬ال (ابن عاش‪%% %‬ور‪ ،‬ب‪%% %‬دون ت‪%% %‬اريخ نش‪%% %‬ر‪ )269:3 ،‬في تفس‪%% %‬ير قوله اهلل تع‪%% %‬الى‪ُ ﴿ :‬ق ْل َيا ْ‬
‫ش ِر َك ب ِ‬
‫س َواء َب ْي َن َنا َو َب ْي َن ُك ْم َأالَّ َن ْع ُب َد ِإالَّ اللّ َه َوالَ ُن ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ا ْل ِكتَ ِ‬
‫ش ْيئاً َوالَ َيتَّخِ َذ َب ْع ُ‬
‫ض َنا‬ ‫ِه َ‬ ‫اب تَ َع الَ ْواْ ِإلَى َكلَ َم ة َ‬
‫ون﴾(آل عم‪%%‬ران‪" :)64 :‬ويس‪%%‬تفاد من‬ ‫س ِل ُم َ‬‫ش َه ُدواْ ِب ََّأنا ُم ْ‬‫ون الّل ِه َفِإ ن تََولَّ ْو ْا َفقُولُواْ ا ْ‬ ‫َب ْعضاً َْأر َباباً ِّمن ُد ِ‬
‫ض َنا بعض اً َأرباب اً ِّمن ُد ِ ِ‬ ‫ش ِر َك ب ِ‬ ‫قوله ﴿َأالَّ َن ْع ُب َد ِإالَّ اللّ َه َوالَ ُن ْ‬
‫‪%‬ريض‬
‫ون اللّ ه﴾ التع‪ُ %‬‬ ‫َْ‬ ‫ش ْيئاً َوالَ َيتَّخِ َذ َب ْع ُ َ ْ‬ ‫ِه َ‬
‫ون﴾ جيء في ه‪%%‬ذا الش‪%%‬رط‬ ‫سِل ُم َ‬ ‫بالذين عبدوا المسيح ُكلِّهم‪ ،‬وقوله‪َ ﴿ :‬فِإ ن تََولَّ ْواْ فَقُولُواْ ا ْ‬
‫ش َه ُدواْ ِب َّ‬
‫َأنا ُم ْ‬
‫ألن الت‪%%‬ولِّي بعد نه‪%%‬وض ه‪%%‬ذه الحجة وما قبلها من األدلة غ‪%%‬ريب الوق‪%%‬وع‪ ،‬فالمق‪%%‬ام مش‪%%‬تمل‬ ‫(إن) ّ‬ ‫بح‪%%‬رف ْ‬
‫على ما هو ص‪%%‬الح القتالع حص‪%%‬ول ه‪%%‬ذا الش‪%%‬رط‪ ،‬فص‪%%‬ار فعل الش‪%%‬رط من ش‪%%‬أنه أن يك‪%%‬ون ن‪%%‬ادر الوق‪%%‬وع‬
‫‪%‬ؤيس من إس‪%‬المهم‬ ‫(إن) الش‪%‬رطية‪ ،‬ف‪%‬إن ك‪%‬ان ذلك منهم فقد ص‪%‬اروا بحيث ُي َ‬ ‫مفروضاً‪ ،‬وذلك من مواقع ْ‬
‫ِ‬
‫فأعرض ‪%% %‬وا عنهم‪ ،‬وأمس ‪%% %‬كوا أنتم بإس ‪%% %‬المكم‪ ،‬وأش ‪%% %‬هدوهم أنكم على إس ‪%% %‬المكم‪ ،‬ومع ‪%% %‬نى ه ‪%% %‬ذا اإلش ‪%% %‬هاد‬
‫الت ْس ‪% %‬جيل عليهم لئالّ ُيظه‪%% %‬روا إع‪%% %‬راض المس‪%% %‬لمين عن االسترس‪%% %‬ال في مح‪%% %‬اجتهم في ص‪%% %‬ورة العجز‬
‫والتسليم بأحقية ما عليه أهل الكتاب‪ ،‬فهذا معنى اإلشهاد عليهم بأنا مسلمون"‪.‬‬
‫(إن) الش‪%% %‬رطية في‬
‫إن ه‪%% %‬ذه النق‪%% %‬ول الص‪%% %‬ريحة عن ثالثة من أهل التفس‪%% %‬ير ت‪%% %‬بين أن اس‪%% %‬تعمال ْ‬
‫األسلوب القرآني قد جاء على أنحاء ثالثة هي‪:‬‬
‫(إن) الش‪%%‬رطية على أصل وض‪%%‬عها في ب‪%%‬اب الش‪%%‬رط المش‪%%‬كوك في وقوع ‪%%‬ه‪،‬‬ ‫األول‪ :‬اس ‪%%‬تعمال ْ‬
‫اب ِمن قَْبل َ‬
‫ِك لَقَ ْد‬ ‫ين ي ْق رُؤ َ ِ‬
‫ون ا ْلكتَ َ‬
‫َأنز ْل َنا ِإَل ْي َك فَ ِ َِّ‬
‫اس َأل الذ َ َ َ‬
‫ْ‬ ‫ش ٍّك ِّم َّما َ‬ ‫نت ِفي َ‬ ‫ومثاله قوله تع‪%%‬الى‪﴿ :‬فَ ِإ ن ُك َ‬
‫ون ِم َن‬‫ات اللّ ِه فَتَ ُك َ‬
‫ين َك َّذبواْ ِبآي ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫*و َال تَ ُك و َن َّن م َن الَّذ َ ُ‬
‫ين َ‬ ‫ال تَ ُك و َن َّن ِم َن ا ْل ُم ْمتَ ِر َ‬
‫ق ِمن َّرِّب َك فَ َ‬
‫َج اء َك ا ْل َح ُّ‬
‫ين﴾(يونس‪.)95-94 :‬‬ ‫اس ِر َ‬ ‫ا ْل َخ ِ‬
‫(إن) الش‪%%‬رطية في ب‪%%‬اب الش‪%%‬رط المس‪%%‬تحيل وقوعه عقال‪ ،‬ومثاله قوله تع‪%%‬الى‪:‬‬ ‫الثاني‪ :‬استعمال ْ‬
‫ين﴾(الزخرف‪ ،)81 :‬والمس‪%%‬تحيل وقوعه ع‪%‬ادة ومثاله قوله‬ ‫ان ِل َّلر ْح َم ِن َولَ ٌد فََأَنا ََّأو ُل ا ْل َعا ِب ِد َ‬
‫﴿ ُق ْل ِإن َك َ‬
‫س لَّماً ِفي َّ‬
‫الس َماء‬ ‫اَألر ِ‬
‫ض َْأو ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ْع َت َأن تَْبتَغ َي َنفَقاً في ْ‬ ‫اض ُه ْم فَِإ ِن ْ‬
‫استَ َ‬ ‫ان َك ُبَر َعلَ ْي َك ِإ ْعَر ُ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإن َك َ‬
‫ين﴾(األنع‪%%‬ام‪ ،)35 :‬الث‪%%‬الث‪:‬‬ ‫اهِل َ‬
‫ش اء اللّ ُه َلجمعهم عَلى ا ْله َدى فَالَ تَ ُك و َن َّن ِم َن ا ْلج ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُْ َ‬ ‫آي ٍة َولَ ْو َ‬ ‫ِ‬
‫فَتَ ْأت َي ُهم ِب َ‬
‫(إن) الش‪%‬رطية في ب‪%‬اب الش‪%‬رط الث‪%‬ابت المس‪%‬تيقن وقوع‪%‬ه‪ ،‬وذلك اس‪%‬تثناء عن أصل وض‪%‬عها‪،‬‬ ‫اس‪%‬تعمال ْ‬
‫ت فَ ُه ُم ا ْل َخ ِال ُد َ‬
‫ون﴾(األنبياء‪.)34 :‬‬ ‫ش ٍر ِّمن قَْبِل َك ا ْل ُخ ْل َد َأفَِإ ن ِّم َّ‬
‫ومثاله قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َما َج َع ْل َنا ِل َب َ‬

‫‪224‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫ه‪%% % %‬ذا التن‪%% % %‬وع البالغي في االس‪%% % %‬تعمال الق‪%% % %‬رآني لـ (إن) الش ‪%% %‬رطية ال‪%% % %‬ذي يجمع في مجيئه بين‬
‫المش‪%% % %‬كوك في وقوع ‪%% % %‬ه‪ ،‬والمقط‪%% % %‬وع في وقوع‪%% % %‬ه‪ ،‬والمس‪%% % %‬تحيل في تحقق‪%% % %‬ه‪ ،‬يؤكد أهمية دراسة ه ‪%% % %‬ذا‬
‫االستعمال الشرطي في النظم الكريم‪ ،‬أمال في الوقوف على التناسق بين ه‪%%‬ذه األنح‪%%‬اء المتنوعة ح‪%%‬تى‬
‫تظهر القاعدة النحوية واستعماالتها البالغية بصورة متكاملة في األسلوب القرآني الفريد‪.‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫اعت‪%%‬نى علم‪%%‬اء اإلس‪%%‬الم ق‪%%‬ديما وح‪%%‬ديثا بالكشف عن وج‪%%‬وه اإلعج‪%%‬از الق‪%%‬رآني المتع‪%%‬ددة‪ ،‬وتترشح‬
‫(بإن) باألمور اآلتية‪:‬‬
‫أهمية البحث في اإلعجاز القرآني في الجملة الشرطية المصدرة ْ‬
‫‪ .1‬يعد موض ‪%%‬وع اإلعج ‪%%‬از الق ‪%%‬رآني من الموض ‪%%‬وعات المهمة في مج ‪%%‬ال الدراس ‪%%‬ات القرآني ‪%%‬ة‪،‬‬
‫وذلك إلجماع العلماء كافة من اللغويين‪ ،‬والمفسرين‪ ،‬واألصوليين على أن معرفة اإلعج‪%‬از‬
‫الق ‪%%‬رآني ي ‪%%‬ورث العلم بقداسة ه ‪%%‬ذا الكت ‪%%‬اب الم ‪%%‬بين‪ ،‬ومن عي ‪%%‬ون الكالم‪ :‬ش ‪%%‬رف العلم بش ‪%%‬رف‬
‫ص لَ ْت ِمن لَّ ُد ْن َح ِك ٍيم َخب ٍ‬
‫ِير﴾(ه‪%%‬ود‪:‬‬ ‫آياتُ ُه ثُ َّم فُ ِّ‬ ‫المعل‪%%‬وم‪ ،‬ق‪%%‬ال اهلل تع‪%%‬الى‪﴿ :‬الَر ِكتَ اب ْ ِ‬
‫ُأحك َم ْت َ‬ ‫ٌ‬
‫‪ ،)1‬فاإلعجاز هو سمة القرآن الكريم في مبانيه ومعانيه‪.‬‬
‫‪ .2‬معرفة اإلعج‪%%‬از الق‪%%‬رآني هو من‪%%‬اط التص‪%%‬ديق برس‪%%‬الة الن‪%%‬بي الخ‪%%‬اتم محمد ‪ ،r‬ق‪%%‬ال اهلل تع‪%%‬الى‪:‬‬
‫ش َه َداء ُكم ِّمن‬ ‫﴿وِإن ُكنتُم ِفي ر ْي ٍب ِّم َّما َنَّز ْل َنا علَى ع ْب ِد َنا فَ ْأتُواْ ِبس ور ٍة ِّمن ِّمثْل ِ‬
‫ِه َو ْاد ُع واْ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الن َار الَّتي َوقُ ُ‬
‫ود َها َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ادقين*فَ ِإ ن لَّ ْم تَ ْف َعلُ واْ َولَن تَ ْف َعلُ واْ فَ اتَّقُواْ َّ‬ ‫ِ‬
‫اس‬
‫الن ُ‬ ‫ون اللّ ه ِإ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫ُد ِ‬
‫ين﴾ (البقرة‪.)24-23 :‬‬ ‫َّت ِل ْل َك ِ‬
‫اف ِر َ‬ ‫وا ْل ِحجارةُ ِ‬
‫ُأعد ْ‬ ‫َ ََ‬
‫‪ .3‬تقرير حقيقة إعج‪%%‬از الق‪%%‬رآن من أوجب الواجب‪%%‬ات في ه‪%%‬ذا العص‪%%‬ر‪ ،‬ال‪%%‬ذي طغت فيه الم‪%%‬ادة‪،‬‬
‫آي ِات َنا ِفي اآْل فَ ا ِ‬
‫ق‬ ‫س ُن ِري ِه ْم َ‬
‫وتنكر فيه الملح‪%%‬دون للكت‪%%‬اب الس‪%%‬ماوي الخال‪%%‬د‪ ،‬ق‪%%‬ال اهلل تع‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬‬
‫ش ِه ٌ‬
‫يد﴾‬ ‫ش ْي ٍء َ‬ ‫ق َأولَم ي ْك ِ‬
‫ف ِبَر ِّب َك ََّأن ُه َعلَى ُك ِّل َ‬ ‫َو ِفي َأنفُ ِس ِه ْم َحتَّى َيتََبي َ‬
‫َّن لَ ُه ْم ََّأن ُه ا ْل َح ُّ َ ْ َ‬
‫(فصلت‪.)53 :‬‬
‫‪ .4‬الكشف عن األس ‪%% %‬رار القرآنية الكامنة في االس ‪%% %‬تعمال الق ‪%% %‬رآني للجملة الش ‪%% %‬رطية المص ‪%% %‬درة‬
‫ند َغ ْي ِر اللّ ِه‬
‫ان ِم ْن ِع ِ‬
‫آن َولَ ْو َك َ‬
‫ون ا ْلقُ ْر َ‬
‫‪%‬إن) الش‪%%‬رطية مص‪%%‬داقا لقوله تع‪%%‬الى‪َ﴿ :‬أفَالَ َيتَ َدبَُّر َ‬ ‫(ب‪ْ %‬‬
‫اخ ِتالَفاً َك ِثيراً﴾ (النساء‪.)82 :‬‬ ‫لَوج ُدواْ ِف ِ‬
‫يه ْ‬ ‫َ َ‬
‫‪ .5‬تعد ه‪%%‬ذه الدراسة إض‪%%‬افة علمية في مج‪%%‬ال الدراس‪%%‬ات القرآنية واللغوي‪%%‬ة‪ ،‬حيث لم أق‪%%‬ف‪ -‬في‬
‫ح ‪%%‬دود اطالعي‪-‬على دراسة س ‪%%‬ابقة في الكشف عن اإلعج ‪%%‬از الق ‪%%‬رآني في الجملة الش ‪%%‬رطية‬
‫(إن) الشرطية‪.‬‬
‫المصدرة بـ ْ‬

‫‪225‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف البحث للتوصل إلى األمور اآلتية‪:‬‬
‫لجملة(إن) الشرطية‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪ .1‬الكشف عن المزيد من أسرار التغاير في االستعمال القرآني‬
‫‪%‬ة(إن) الش‪%%‬رطية على المس‪%%‬توى النح‪%%‬وي‪ ،‬والمس‪%%‬توى ال‪%%‬داللي في الس‪%%‬ياق‬
‫‪ .2‬بي‪%%‬ان اس‪%%‬تعمال جمل‪ْ %‬‬
‫القرآني‪.‬‬
‫‪ .3‬الوق‪%%‬وف على النكت‪ ،‬واللط‪%%‬ائف‪ ،‬واله‪%%‬دايات القرآنية المس‪%%‬تفادة من التن‪%%‬وع األس‪%%‬لوبي لجملة‬
‫(إن) الشرطية في القرآن الكريم‪.‬‬
‫ْ‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫(إن)‬
‫تكمن مش‪%% % % %‬كلة الدراسة في تن‪%% % % %‬وع االس‪%% % % %‬تعمال النح‪%% % % %‬وي‪ ،‬وال‪%% % % %‬داللي ألم أدوات الش‪%% % % %‬رط ْ‬
‫الشرطية في الدرس اللغوي أوال‪ :‬وفي القرآن الكريم ثانيا‪.‬‬
‫فجاءت هذه الدراسة لتجيب على جملة من األسئلة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫(إن) الشرطية هي أم أدوات الشرط؟‬
‫‪ .1‬هل ْ‬
‫(إن) الشرطية بميزات عن باقي أدوات الشرط حتى صارت أم أدواته؟‬
‫‪ .2‬هل تمتاز ْ‬
‫(إن) الش‪%%‬رطية في‬
‫‪ .3‬ما هي النكت‪ ،‬واله‪%%‬دايات القرآنية المس‪%%‬تفادة من التن‪%%‬وع األس‪%%‬لوبي لجملة ْ‬
‫القرآن الكريم؟‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫(إن) الش‪%% % % %‬رطية‪ -‬ال‪%% % % %‬تي هي أم أدوات الش‪%% % % %‬رط‪-‬في‬
‫تقتصر الدراسة على بحث اس‪%% % % %‬تعماالت ْ‬
‫األسلوب القرآني‪ ،‬وبيان إعجاز القرآن البالغي في تصريفه لهذا الحرف الشرطي الفذ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫هن ‪%%‬اك ع ‪%%‬دد من البح ‪%%‬وث والرس ‪%%‬ائل العلمية في موض ‪%%‬وع أس ‪%%‬لوب الش‪%%‬رط‪ ،‬والجملة الش‪%%‬رطية‪،‬‬
‫ومن هذه الدراسات ما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬أساليب الشرط والقسم في القرآن الكريم‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬أحمد اللهيب‪.‬‬
‫‪ .2‬أس‪%%‬اليب الش‪%‬رط وص‪%%‬لتها بالمض‪%%‬مون الق‪%%‬رآني‪ ،‬رس‪%‬الة دكت‪%%‬وراه‪ ،‬جامعة اإلس‪%%‬كندرية‪ ،‬عزي‪%%‬زة‬
‫أبو حنين‪.‬‬

‫‪226‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫‪ .3‬أس ‪%% %‬اليب الش ‪%% %‬رط والقسم من خالل الق‪%% % %‬رآن الك‪%% % %‬ريم‪ ،‬رس‪%% % %‬الة ماجس‪%% % %‬تير‪ ،‬جامعة الجزي‪%% % %‬رة‪،‬‬
‫صبحي عمر شو‪.‬‬
‫‪ .4‬أس‪%%‬لوب الش‪%%‬رط في س‪%%‬ورة البق‪%%‬رة‪ ،‬رس‪%%‬الة ماجس‪%%‬تير‪ ،‬جامعة األم‪%%‬ير عبد الق‪%‬ادر‪ ،‬عبد الناصر‬
‫بن طناش‪.‬‬
‫‪ .5‬الجملة الشرطية الواقعة في خواتيم اآليات‪ ،‬رفعت السوداني‪.‬‬
‫(إن)‬
‫غ‪%% % %‬ير أني أردت من ه‪%% % %‬ذا البحث الوق‪%% % %‬وف على ج‪%% % %‬وانب اإلعج‪%% % %‬از الق‪%% % %‬رآني في جملة ْ‬
‫الش‪%% % %‬رطية في األس‪%% % %‬لوب الق‪%% % %‬رآني‪ -‬وهي أم أدوات الش‪%% % %‬رط‪-‬حيث ج‪%% % %‬اءت على أش‪%% % %‬كال متع‪%% % %‬ددة في‬
‫االستعمال البالغي‪ ،‬وهو مطلب جديرة بالبحث‪ ،‬لم أر من عرض له في دراسة سابقة‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫اتبعت في هذا البحث المناهج اآلتية‪:‬‬
‫(إن) الش‪%‬رطية في الق‪%‬رآن الك‪%‬ريم‪ ،‬وت‪%‬بين لي‬ ‫‪ .1‬المنهج االس‪%‬تقرائي‪ ،‬وذلك بتتبع جميع مواضع ْ‬
‫انحص ‪%% %‬ار اس ‪%% %‬تعمالها في ص ‪%% %‬ور ثالث س ‪%% %‬بقت اإلش ‪%% %‬ارة إليها مع المث ‪%% %‬ال الق ‪%% %‬رآني في أهمية‬
‫البحث‪ ،‬وقد اقتص‪%%‬رت في الج‪%%‬انب التط‪%%‬بيقي على نم‪%%‬وذج‪ ،‬أو اث‪%%‬نين لكل واح‪%%‬دة من الص‪%%‬ور‬
‫إن) الش‪%% % %‬رطية في الق‪%% % %‬رآن الك‪%% % %‬ريم يض‪%% % %‬يق عنه كت‪%% % %‬اب من‬
‫الثالث‪ ،‬إذ تحليل جميع ش ‪%% %‬واهد ْ‬
‫المبسوطات‪.‬‬
‫(إن) الش‪%% % % %‬رطية‪-‬ال‪%% % % %‬تي هي أم أدوات‬
‫‪ .2‬المنهج االس‪%% % % %‬تنباطي‪ ،‬وذلك ب‪%% % % %‬الوقوف على مواضع ْ‬
‫الش ‪%%‬رط‪ -‬في األس ‪%%‬لوب الق ‪%%‬رآني‪ ،‬ومن ثم تحليله ‪%%‬ا‪ ،‬وبي ‪%%‬ان األس ‪%%‬رار المعنوية والنكت البيانية‬
‫في النظم القرآني‪.‬‬
‫‪ .3‬المنهج النق ‪%%‬دي للنق ‪%%‬ول ال ‪%%‬واردة في البحث‪ ،‬ووض ‪%%‬عها في م ‪%%‬يزان المناقشة واالس ‪%%‬تدالل‪ ،‬وبه‬
‫تتميز الوجوه المقبولة من المردودة من التأويالت‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫المقدم ‪%%‬ة‪ :‬وفيها أهمية البحث‪ ،‬وأهداف ‪%%‬ه‪ ،‬ومش ‪%%‬كلة البحث وح ‪%%‬دوده‪ ،‬والدراس ‪%%‬ات الس ‪%%‬ابقة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ومنهج البحث‪ ،‬وخطته‪.‬‬
‫(إن) الشرطية أحكامها النحوية ومعانيها البيانية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ْ :‬‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األحكام النحوية لـ ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في السياق القرآني‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬

‫‪227‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫(إن) الشرطية في القرآن الكريم‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية لدراسة ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في األمور المشكوك تحققها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في االقتتال بين المؤمنين‪.‬‬
‫النموذج األول‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في سياق تشريع الطالق‪.‬‬ ‫النموذج الثاني‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في األمور المستحيلة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في استحالة معارضة الثقلين للقرآن الكريم‪.‬‬
‫النموذج األول‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الش‪%% % %‬رطية في اس‪%% % %‬تحالة ردة المس‪%% % %‬لمين كافة عن دين‬
‫النم‪%% % %‬وذج الث‪%% % %‬اني‪ :‬اس‪%% % %‬تعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫(إن) الشرطية في األمور اليقينية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في حقيقة الموت الكونية‪.‬‬
‫النموذج األول‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في عقيدة البعث‪.‬‬
‫النموذج الثاني‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫الخاتمة‪ :‬وضمنتها نتائج البحث وتوصياته‪ ،‬ثم أتبعتها بقائمة المصادر والمراجع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫واهلل أس ‪%%‬أل أن يرزقنا اإلخالص والتوفيق في جميع أحوالنا الب ‪%%‬ارزة والخفية إنه س ‪%%‬ميع ق ‪%%‬ريب‬
‫مجيب الدعاء‪.‬‬

‫المبحث األول‪( :‬إنْ ) الشرطية أحكامها النحوية ومعانيها البيانية‪:‬‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫(إن) الشرطية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األحكام النحوية لـ ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في السياق القرآني‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األحكام النحوية لـ (إنْ ) الشرطية‪:‬‬


‫(إن) هي أم أدوات‬
‫أن ْ‬‫إن الش‪%%‬رطية عند النح‪%%‬اة هي كما ي‪%%‬أتي‪ :‬األول‪ :‬اتفق النح‪%%‬اة على ّ‬
‫أحك‪%%‬ام ْ‬
‫(‪)7‬‬
‫الش‪%%‬رط على تف‪%%‬اوت في عب ‪%%‬اراتهم‪ ،‬فع ‪%%‬دها أبو علي الفارسي "ح‪%%‬رف الش‪%%‬رط"‪( ،‬أبو علي الفارس‪%%‬ي‪،‬‬
‫‪1969‬م‪ ،‬ص‪ ،)320:‬والزج ‪%%‬اج(‪" )8‬أم الج ‪%%‬زاء" (الزج ‪%%‬اج‪1973 ،‬م‪ ،)149 % % :2 ،‬والس‪%% %‬يرافي(‪" )9‬أم‬
‫(‪)10‬‬
‫"أم الج ‪%% %‬زاء"‬ ‫ح ‪%% %‬روف الج ‪%% %‬زاء" (الس ‪%% %‬يرافي‪ ،‬ب ‪%% %‬دون ت ‪%% %‬اريخ نش ‪%% %‬ر‪ ،)130-128 % % %:3 ،‬والرم ‪%% %‬اني‬
‫(‪)11‬‬
‫"أم الب ‪%%‬اب وأص ‪%%‬له" (الجرج ‪%%‬اني‪،‬‬ ‫(الرم ‪%%‬اني‪ ،‬ب ‪%%‬دون ت ‪%%‬اريخ نش ‪%%‬ر‪ ،)130-128 % %:3 ،‬والجرج ‪%%‬اني‬
‫(‪)12‬‬
‫"األصل في كلمات الش‪%‬رط"(ابن األنب‪%‬اري‪ ،‬ب‪%‬دون‬ ‫‪1975‬م‪ ،‬ص‪ ،)1063 :‬وأبو بكر ابن األنباري‬
‫(‪)13‬‬
‫"أم الكلم‪%% %‬ات الش‪%% %‬رطية" (الرض‪%% %‬ى‪ ،‬ب‪%% %‬دون ت‪%% %‬اريخ‬ ‫ت‪%% %‬اريخ نش‪%% %‬ر‪1969 ،‬م‪ ،)383 % % :2 ،‬والرضى‬

‫‪228‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫(‪)15‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫"أم األدوات" (أبو حيان‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪ ،‬ص‪ ،)802‬والمرادي‬ ‫نشر‪ ،)254 %:2،‬وأبو حيان‬
‫(‪)16‬‬
‫"أم الب‪%% % % %‬اب وأصل أدوات‬ ‫"أم أدوات الش‪%% % % %‬رط" (الم‪%% % % %‬رادي‪1973 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،)208 :‬والس‪%% % % %‬يوطي‬
‫الشرط"(السيوطي‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪.)59 :2 ،‬‬
‫(إن) كلم‪%%‬ة‪ ،‬والكلمة في ال‪%%‬درس الع‪%%‬ربي على ثالثة أقس‪%%‬ام‪ :‬اس‪%%‬م‪ ،‬وفع‪%%‬ل‪ ،‬وح‪%%‬رف‬ ‫ف‪%%‬أداة الش‪%%‬رط ْ‬
‫ج‪%%‬اء لمع‪%%‬نى ليس باسم وال فعل(‪( ،)17‬س‪%%‬يبويه‪ ،)12 % :1 ،‬ه‪%%‬ذا المع‪%%‬نى هو الرس‪%%‬الة المعنوية ال‪%%‬تي ج‪%%‬اء‬
‫(إن) ي ‪%%‬أتي ألداء مع ‪%%‬نى الش‪%%‬رط وح‪%%‬ده‪ ،‬أما س‪%%‬ائر‬
‫الح‪%%‬رف ألدائها في الجملة العربي ‪%%‬ة‪ ،‬فح ‪%%‬رف الش‪%%‬رط ْ‬
‫أدوات الشرط فتأتي لمعنى الشرط وغيره(‪( )18‬سيبويه‪.)63 :3 ،‬‬
‫(إن) ح‪%%‬رف ش‪%%‬رط مب‪%%‬ني على الس‪%%‬كون ال محل له من اإلع‪%%‬راب‪،‬‬
‫أن ْ‬‫الث‪%%‬اني‪ :‬اتفق النح‪%%‬اة على ّ‬
‫وهذه هي ثمرة الخالف بين حروف الشرط وأسمائه‪.‬‬
‫الث ‪%%‬الث‪ :‬بن ‪%%‬اء على التقس ‪%%‬يم الص ‪%%‬رفي ألدوات الش ‪%%‬رط يظهر أنها على ثالثة أض ‪%%‬رب‪ :‬بس ‪%%‬يط‪،‬‬
‫(‪)19‬‬
‫بعد إض ‪%%‬افة (م ‪%%‬ا)‬ ‫(إن) حرفا بس ‪%%‬يطا‪ ،‬أو مركبا‬
‫وم ‪%%‬ركب‪ ،‬وبس ‪%%‬يط وم ‪%%‬ركب‪ ،‬فإنه يج ‪%%‬وز أن تك ‪%%‬ون ْ‬
‫(إن ما)(‪( )20‬سيبويه‪.)60-59 :3 ،‬‬ ‫إليها على نحو‪ْ :‬‬
‫الراب‪%%‬ع‪ :‬انطالقا من أن األصل في أدوات الش‪%%‬رط أن تك‪%%‬ون عامل‪%%‬ة‪ ،‬ف‪%%‬الجزم هو س‪%%‬مة األدوات‬
‫(إن)‪ ،‬وممن ذهب إلى ذلك الزجاجي(‪( ،)21‬الزجاجي‪1957 ،‬م‪ ،‬ص‪217‬‬
‫الشرطية التي أمها وأصلها ْ‬
‫)‪ ،‬والس ‪%% %‬يرافي(‪( ،)22‬الس ‪%% %‬يرافي‪ ،)194 % % %:3 ،‬والرم ‪%% %‬اني(‪( ،)23‬الرم ‪%% %‬اني‪ ،)130-128 % % %:3 ،‬وابن‬
‫عص‪%% %‬فور(‪( ،)24‬ابن عص‪%% %‬فور‪1971 ،‬م‪ ،)273 % % :2 ،‬والم‪%% %‬القي(‪( ،)25‬الم‪%% %‬القي‪1975 ،‬م‪ ،‬ص‪،)104‬‬
‫والم‪%% % %‬رادي(‪( ،)26‬الم‪%% % %‬رادي‪ ،‬ص‪ ،)207‬وابــن األنبــاري ونس‪%% % %‬به إلى جمه‪%% % %‬ور البص‪%% % %‬ريين(‪( ،)27‬ابن‬
‫األنباري‪ )2:383 ،‬فالعامل في جزم فعل الشرط وجوابه هو أداة الشرط‪.‬‬
‫(إن) الشرطية باعتبارها أم األدوات الشرطية ببعدها‬ ‫الخامس‪ :‬تتميز أدوات الشرط وعلى رأسها ْ‬
‫ال‪%%‬داللي ال‪%%‬ذي ي‪%%‬برز في أم‪%%‬رين‪ :‬األول‪ :‬داللتها العامة والمبهمة(‪( ،)28‬س‪%%‬يبويه‪ ،)61 %:3 ،‬والث‪%%‬اني‪ :‬أن‬
‫فيها معنى الشرط أو الجزاء وهو الربط الشرطي بين حدثين‪ ،‬ولهذا شاع اقتران جواب الشرط بالف‪%%‬اء‬
‫التي ال يفارقها معنى التعقيب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬استعمال (إنْ ) الشرطية في السياق القرآني‪.‬‬


‫"إن" الشرطية خلصت إلى األمور اآلتية‪:‬‬
‫بعد تتبع االستعمال القرآني ألسلوب ْ‬
‫"إن" الشرطية صراحة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬ذكر جواب ْ‬

‫‪229‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫"إن" الش‪%%‬رطية في مواضع كث‪%%‬يرة من الق‪%%‬رآن الك‪%%‬ريم‪ ،‬وأقيم مقامه دليل‬
‫ثاني‪%%‬ا‪ :‬ح‪%%‬ذف ج‪%%‬واب ْ‬ ‫‪‬‬
‫الجواب‪.‬‬
‫"إن" الش ‪%%‬رطية في مواضع كث ‪%%‬يرة من الق ‪%%‬رآن الك ‪%%‬ريم حرف ‪%%‬ان من ح ‪%%‬روف‬
‫ثالث ‪%%‬ا‪ :‬اق ‪%%‬ترن ب ْ‬ ‫‪‬‬
‫العطف هما‪ :‬الفاء‪ ،‬والواو‪.‬‬
‫"إن" الش‪%%‬رطية في األم‪%%‬ور المش‪%%‬كوك في وقوعه‪%‬ا‪ ،‬وه‪%%‬ذا هو أصل وض‪%%‬عها‬ ‫رابع‪%%‬ا‪ :‬اس‪%%‬تعملت ْ‬ ‫‪‬‬
‫كما نص عليه س‪%% % % %‬يبويه‪(" :‬إذا) تجيء وقتا معلوم‪%% % % %‬ا‪ ،‬أال ت‪%% % % %‬رى لو أنك قلت‪ :‬آتيك إذا احمر‬
‫فإن أبدا مبهمة‪ ،‬وكذلك ح‪%‬روف‬
‫إن احمر البسر كان قبيحا‪ْ ،‬‬
‫البسر كان حسنا‪ ،‬ولو قلت آتيك ْ‬
‫الجزاء"(‪( ،)29‬سيبويه‪.)433 :1 ،‬‬
‫‪%‬تعملت"إن" الش ‪%%‬رطية في األم ‪%%‬ور المس ‪%%‬تحيلة‪ ،‬وه ‪%%‬ذا منس ‪%%‬جم مع أصل وض ‪%%‬عها‪،‬‬
‫ْ‬ ‫خامس ‪%%‬ا‪ :‬اس ‪%‬‬ ‫‪‬‬
‫وسيأتي بيان ذلك‪ -‬إن شاء اهلل تعالى‪ -‬عند الكالم عن النماذج التطبيقية‪.‬‬
‫"إن" الش‪%%‬رطية في س‪%%‬ياق األم ‪%%‬ور اليقيني‪%%‬ة‪ ،‬وذلك العتب ‪%%‬ار االحتم ‪%%‬ال في‬ ‫سادس‪%%‬ا‪ :‬قد تس‪%%‬تعمل ْ‬ ‫‪‬‬
‫بعض حيثي ‪%% %‬ات تلك األم ‪%% %‬ور‪ -‬ف ‪%% %‬الموت مثال وإ ْن ك ‪%% %‬ان ثابتا ال ريب فيه ‪ -‬ف ‪%% %‬إن اإلبه ‪%% %‬ام في‬
‫استعمال"إن" الشرطية في هذه الحقيقة اليقينية‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫زمانه‪ ،‬ومكانه‪ ،‬وأسبابه يسوغ‬
‫(إن) الش‪%% %‬رطية في الس‪%% %‬ياق الق‪%% %‬رآني ض‪%% %‬من االس‪%% %‬تفهام‪ ،‬والقس‪%% %‬م‪ ،‬واالمتن‪%% %‬ان‪،‬‬
‫س‪%% %‬ابعا‪ :‬ت‪%% %‬أتي ْ‬ ‫‪‬‬
‫والتش‪%%‬ريع‪ ،‬والتعج‪%%‬يز‪ ،‬فتق‪%%‬وم بوظيفتها المتع‪%%‬ددة‪ ،‬وفيما ي‪%%‬أتي إش‪%%‬ارة إلى بعض المواقع ال‪%%‬تي‬
‫(إن) الشرطية في السياق القرآني‪:‬‬ ‫تقعها ْ‬
‫(إن) الش‪%% % %‬رطية في س‪%% % %‬ياق التح‪%% % %‬دي والتعج‪%% % %‬يز‪ :‬نسب المش‪%% % %‬ركون الولد هلل‬
‫‪ .1‬مجيء ْ‬
‫تب ‪%%‬ارك وتع ‪%%‬الى‪ ،‬ف ‪%%‬زعمت اليه ‪%%‬ود أن عزي ‪%%‬را ابن هلل تع ‪%%‬الى‪ ،‬وزعمت النص ‪%%‬ارى أن‬
‫المس‪%%‬يح ابن م‪%%‬ريم عليه الس‪%%‬الم ابن هلل تع‪%%‬الى‪ ،‬وزعمت الع‪%%‬رب أن المالئكة بن‪%%‬ات هلل‬
‫تع ‪%%‬الى‪ ،‬وج ‪%%‬اء النظم الق ‪%%‬رآني المعجز ص ‪%%‬ريحا في إبط ‪%%‬ال ه ‪%%‬ذه االف ‪%%‬تراءات‪ ،‬وإ قامة‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫اب‬‫ال‪%%‬براهين على زيفه‪%%‬ا‪ ،‬يق‪%%‬ول اهلل تع‪%%‬الى‪﴿ :‬ا ْل َح ْم ُد للَّه الَّذي َأن َز َل َعلَى َع ْب ده ا ْلكتَ َ‬
‫ين‬‫ين الَِّذ َ‬‫ش َر ا ْل ُم ْؤ ِمِن َ‬
‫ش ِديداً ِمن لَّ ُد ْن ُه َو ُي َب ِّ‬
‫َولَ ْم َي ْج َعل لَّ ُه ِع َو َج ا*قَِّيم اً لِّ ُين ِذَر َبْأس اً َ‬
‫*و ُين ِذَر الَِّذ َ‬
‫ين قَ الُوا اتَّ َخ َذ‬ ‫اك ِث َ ِ ِ‬
‫ين في ه ََأب داً َ‬
‫َأج راً حس ناً*م ِ‬
‫َأن لَ ُه ْم ْ َ َ َ‬
‫الص ِالح ِ‬
‫ات َّ‬ ‫ون َّ َ‬ ‫َي ْع َملُ َ‬
‫ِه ِم ْن ِع ْلٍم واَل آِل ب اِئ ِهم َكب ر ْت َكِلم ًة تَ ْخ رج ِم ْن َأ ْف و ِ‬ ‫*ما لَهم ب ِ‬
‫اه ِه ْم ِإن‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫اللَّ ُه َولَ داً َّ ُ‬
‫ون ِإاَّل َك ِذباً﴾ (الكهف‪.)5 -1 :‬‬ ‫َيقُولُ َ‬

‫‪230‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬

‫*ولَ ْم َي ُكن لَّ ُه ُكفُ واً َ‬


‫َأح ٌد﴾‬ ‫ِد َولَ ْم ُيولَ ْد َ‬ ‫َأح ٌد*اللَّ ُه َّ‬
‫الص َم ُد*لَ ْم َيل ْ‬ ‫وقال اهلل عز وج‪%%‬ل‪ُ ﴿ :‬ق ْل ُه َو اللَّ ُه َ‬
‫(اإلخالص‪ ،)4-1 :‬فالخ‪%%‬الق له‪%%‬ذا الك‪%%‬ون إله م‪%%‬نزه عن الح‪%%‬وادث ومش‪%%‬ابهتها‪ ،‬فهو الص‪%%‬مد ال‪%%‬ذي لم يلد‬
‫من شيء‪ ،‬ولم يولد منه شيء‪ ،‬وصدق سبحانه وتعالى إذ يقول‪َ ﴿ :‬و ُق ِل ا ْل َح ْم ُد ِللّ ِه الَِّذي لَ ْم َيتَّخِ ْذ َولَ داً‬
‫الذ َّل َو َك ِّبْرهُ تَ ْك ِبيراً﴾(اإلسراء‪.)111 :‬‬ ‫ش ِري ٌك ِفي ا ْلم ْل ِك ولَم ي ُكن لَّ ُه وِل ٌّي ِّم َن ُّ‬
‫َولَم َي ُكن لَّ ُه َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َْ‬
‫(إن) الشرطية لتؤدي هذه الرس‪%‬الة القيم‪%‬ة‪ ،‬وهي رس‪%‬الة عقدية جوهرها اس‪%%‬تحالة إثب‪%%‬ات‬ ‫جاءت ْ‬
‫ان ِل َّلر ْح َم ِن َولَ ٌد َفَأَنا‬
‫الولد هلل سبحانه‪ ،‬تعالى اهلل عما يقولون علوا كبيرا‪ ،‬قال اهلل عز وجل‪ُ ﴿ :‬ق ْل ِإن َك َ‬

‫‪1‬‬
‫(‪ )1‬س ‪%% % %‬يبويه‪ ،‬أبو بشر عم ‪%% % %‬رو بن قن ‪%% % %‬بر‪ ،‬الكت ‪%% % %‬اب‪ ،‬تحقيق عبد الس ‪%% % %‬الم ه ‪%% % %‬ارون‪ ،‬الهيئة العامة للكتب‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.63 :3 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫الم‪%% %‬برد‪ ،‬أبو العب‪%% %‬اس محمد بن يزي‪%% %‬د‪ ،‬المقتض‪%% %‬ب‪ ،‬تحقيق عبد الخ‪%% %‬الق عض‪%% %‬يمه‪ ،‬المجلس األعلى‬ ‫(‪)2‬‬
‫للشئون اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.46 :2 ،‬‬
‫(‪ )3‬المبرد‪ ،‬المقتضب‪ ،‬مصدر سابق‪.50 :2 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫(‪ )4‬ابن الس‪%% %‬راج‪ ،‬أبو بكر محمد بن الس‪%% %‬ري‪ ،‬الأص‪%% %‬ول في النح‪%% %‬و‪ ،‬تحقيق عبد الحس‪%% %‬ين الفتلي‪ ،‬مطبعة‬
‫األعظمي‪ ،‬بغداد‪1973 ،‬م‪.2/162 ،‬‬
‫‪5‬‬
‫(‪ )5‬أبو حي‪%%‬ان‪ ،‬محمد بن يوسف األندلس‪%%‬ي‪ ،‬البحر المحي‪%%‬ط‪ ،‬دراسة وتحقيق وتعلي‪%%‬ق‪ ،‬الش‪%%‬يخ ع‪%%‬ادل أحمد‬
‫عبد الموج‪%% % %‬ود‪ ،‬الش‪%% % %‬يخ علي محمد مع‪%% % %‬وض‪ ،‬ش‪%% % %‬ارك في تحقيق‪%% % %‬ه‪ ،‬د‪/‬زكريا عبد المجيد الن‪%% % %‬وتي‪ ،‬د أحمد‬
‫النجولي الجمل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1413 ،1‬هـ‪1993 ،‬م‪.191-5/190 ،‬‬
‫(‪ )6‬اآللوس ‪%%‬ي‪ ،‬أبو الثن ‪%%‬اء ش ‪%%‬هاب‪ %‬ال ‪%%‬دين محم ‪%%‬ود بن ش ‪%%‬كري البغ ‪%%‬دادي‪ ،‬روح المع ‪%%‬اني في تفس ‪%%‬ير الق‪%%‬رآن‬ ‫‪6‬‬

‫العظيم والس‪%%‬بع المث‪%%‬اني‪ ،‬دار إحي‪%%‬اء ال‪%%‬تراث الع‪%%‬ربي‪ ،‬ب‪%%‬يروت‪ ،‬لبن‪%%‬ان‪ ،‬ب‪%%‬دون رقم طبع‪%%‬ة‪ ،‬وال ت‪%%‬اريخ نشر‪،‬‬
‫‪.14:258‬‬
‫‪7‬‬
‫(‪)7‬الفارس ‪%%‬ي‪ ،‬أبو علي الحسن بن أحم ‪%%‬د‪ ،‬اإليض ‪%%‬اح العض ‪%%‬دي‪ ،‬تحقيق حسن ش ‪%%‬اذلي فره ‪%%‬ود‪ ،‬مطبعة دار‬
‫التأليف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1969 ،1‬م‪ ،‬ص‪.320:‬‬
‫‪8‬‬
‫(‪ )8‬الزجاج‪ ،‬أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل‪ ،‬معاني القرآن وإ عراب‪%%‬ه‪ ،‬تحقيق عبد الجليل عب‪%%‬ده‬
‫شلبي‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪1973 ،‬م‪.149 :2 ،‬‬
‫‪9‬‬
‫(‪ )9‬الس ‪%%‬يرافي‪ ،‬أبو س ‪%%‬عيد الحسن بن عبد اهلل المرزب ‪%%‬ان‪ ،‬ش ‪%%‬رح كت ‪%%‬اب س ‪%%‬يبويه‪ ،‬نس ‪%%‬خة مص ‪%%‬ورة‪ ،‬مكتبة‬
‫جامعة القاهرة‪.229 :3 ،‬‬
‫‪10‬‬
‫(‪ )10‬الرم‪%%‬اني‪ ،‬أبو الحسن علي بن عيس‪%%‬ى‪ ،‬ش‪%%‬رح كت‪%%‬اب س‪%%‬يبويه‪ ،‬نس‪%%‬خة مص‪%%‬ورة مكتبة مجمع اللغة‬
‫العربية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.130-128 :3 ،‬‬

‫‪231‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫(إن) في اآلية الكريمة على‬ ‫ََّأو ُل ا ْل َعا ِبِد َ‬
‫ين﴾ (الزخرف‪ ،)81 :‬اختلف اللغويون والمفسرون في مع‪%‬نى ْ‬
‫قولين‪:‬‬
‫(‪)30‬‬
‫األول‪ :‬إنها ش‪%%‬رطية‪ ،‬وممن اخت‪%%‬اره الط‪%%‬بري ‪( ،‬الط‪%%‬بري‪ 1422 ،‬هـ‪2001 ،‬م‪657 %:20 ،‬‬
‫‪ ،)658-‬والزمخش ‪%%‬ري(‪( ،)31‬الزمخش ‪%%‬ري‪1418 ،‬هـ‪1998 ،‬م‪ ،)459-458 % %:5 ،‬وابن عطية(‪،)32‬‬
‫(ابن عطي‪%% % % %‬ة‪1428 ، ،‬هـ‪2007 ،‬م‪ )66-65 % % % % :5 ،‬وال‪%% % % %‬رازي(‪( ،)33‬ال‪%% % % %‬رازي‪1401 ،‬هـ‪1981 ،‬م‪،‬‬
‫‪ ،)232-230:27‬والبيض‪%‬اوي(‪( ،)34‬البيض‪%‬اوي‪ ،‬ب‪%%‬دون ت‪%‬اريخ نش‪%‬ر‪ ،)97 %:20 ،‬وأبوحي‪%%‬ان(‪( ،)35‬أبو‬
‫حي ‪%%‬ان‪ ،)29-28 % %:8 ،‬وأبو الس ‪%%‬عود(‪( .)36‬أبو الس ‪%%‬عود‪ ،‬ب ‪%%‬دون ت ‪%%‬اريخ نش ‪%%‬ر‪ ،)96:5 ،‬ثم اختلف ‪%%‬وا في‬

‫(‪ )11‬ك ‪%%‬اظم بحر مرج ‪%%‬ان‪ ،‬تحقيق كت ‪%%‬اب المقتص ‪%%‬د‪ ،‬الجرج ‪%%‬اني‪ ،‬عبد الق ‪%%‬اهر بن عبد ال ‪%%‬رحمن‪ ،‬رس ‪%%‬الة‬ ‫‪11‬‬

‫دكتوراة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‪ %‬القاهرة‪1975 ،‬م‪ ،‬ص‪.1063 :‬‬


‫(‪ )12‬ابن األنب ‪%% %‬اري‪ ،‬أبو البرك‪%% %‬ات كم‪%% %‬ال ال‪%% %‬دين عبد ال‪%% %‬رحمن بن محم‪%% %‬د‪ ،‬البي‪%% %‬ان في غ‪%% %‬ريب إع ‪%% %‬راب‬ ‫‪12‬‬

‫الق‪%%‬رآن‪ ،‬تحقيق طه عبد الحميد ط‪%%‬ه‪ ،‬دار الكت‪%%‬اب الع‪%%‬ربي للطباعة والنش‪%%‬ر‪ ،‬الق‪%%‬اهرة‪ ،‬ب‪%%‬دون رقم طبع‪%%‬ة‪،‬‬
‫‪1969‬م‪.383 :2 ،‬‬
‫‪13‬‬
‫(‪ )13‬الرض‪%%‬ى‪ ،‬محمد بن الحسن االس‪%%‬تراباذي‪ ،‬ش‪%%‬رح الكافي‪%%‬ة‪ ،‬مص‪%%‬ور عن مطبعة الش‪%%‬ركة الص‪%%‬حافية‬
‫العثمانية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.254 :2،‬‬
‫(‪ )14‬مص ‪%%‬طغى النح ‪%%‬اس‪ ،‬تحقيق كت ‪%%‬اب ارتش ‪%%‬اف الض ‪%%‬رب من لس ‪%%‬ان الع ‪%%‬رب‪ ،‬أبو حي ‪%%‬ان‪ ،‬أث ‪%%‬ير ال ‪%%‬دين‬ ‫‪14‬‬

‫محمد بن يوسف األندلسي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪ ،‬ص‪.802 :‬‬
‫‪15‬‬
‫(‪ )15‬الم‪%‬رادي‪ ،‬ب‪%%‬در ال‪%‬دين الحس‪%‬ن بن قاس‪%%‬م‪ ،‬الج‪%%‬نى ال‪%%‬داني في ح‪%%‬روف المع‪%%‬اني‪ ،‬تحقي‪%‬ق فخ‪%‬ر ال‪%%‬دين‬
‫قباوة‪ ،‬محمد نديم فاضل‪ ،‬المكتبة العربية‪ ،‬حلب‪1973 ،‬م‪ ،‬ص‪.208 :‬‬
‫‪16‬‬
‫(‪ )16‬السيوطي‪ ،‬أبو بكر جالل الدين عبد الرحمن بن كمال الدين‪ ،‬همع الهوامع ش‪%%‬رح جمع الجوامع‪،‬‬
‫دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.59 :2 ،‬‬
‫(‪ )17‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬مصدر سابق‪.12 :1 ،‬‬ ‫‪17‬‬

‫(‪ )18‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪.63 :3 ،‬‬ ‫‪18‬‬

‫(‪ )19‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪.57-56 :3 ،‬‬ ‫‪19‬‬

‫(‪ )20‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪.60-59 :3 ،‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪21‬‬
‫(‪ )21‬الزج ‪%%‬اجي‪ ،‬أبو القاسم عبد ال ‪%%‬رحمن بن إس ‪%%‬حاق‪ ،‬الجم ‪%%‬ل‪ ،‬تحقيق ابن أبي ش ‪%%‬نب‪ ،‬مطبعة كلين ‪%%‬ك‪،‬‬
‫باريس‪1957 ،‬م‪ ،‬ص‪.217/‬‬
‫(‪ )22‬السيرافي‪ ،‬شرح كتاب سيبويه‪ ،‬مصدر سابق‪.194 :3 ،‬‬ ‫‪22‬‬

‫(‪ )23‬الرماني‪ ،‬شرح كتاب سيبويه‪ ،‬مصدر سابق‪.130-128 :3 ،‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪232‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬

‫تفسير جملة الجزاء‪﴿ :‬فََأَنا ََّأو ُل ا ْل َعا ِبِد َ‬


‫ين﴾ فقال بعضهم‪ :‬فأنا أول العابدين لذلك الولد‪ ،‬وق‪%%‬ال بعض‪%%‬هم‪:‬‬
‫فأنا أول العابدين هلل جازمين بأنه ال يمكن أن يكون له ولد‪.‬‬
‫(‪)37‬‬
‫الث‪%%‬اني‪ :‬إنها نافي‪%%‬ة‪ ،‬وممن اخت‪%%‬اره وأط‪%%‬ال في االنتص‪%%‬ار له الش‪%%‬نقيطي ‪( ،‬الش‪%%‬نقيطي‪ ،‬ب‪%%‬دون‬
‫ت ‪%%‬اريخ نش ‪%%‬ر‪ ،)324-7/306 ،‬والمع ‪%%‬نى ما ك ‪%%‬ان هلل ول ‪%%‬د‪ .‬وعلى الق ‪%%‬ول بأنها نافية ففي تفس ‪%%‬ير جملة‬
‫ِ‬
‫ين ﴾ ثالثة أوجه‪ :‬الوجه األول‪ :‬أن المعنى ما ك‪%‬ان هلل ولد فأنا أول العاب‪%‬دين‬ ‫الجزاء‪ ﴿ :‬فَ ََأنا ََّأو ُل اْل َعابِد َ‬
‫هلل‪ ،‬المنزهين له عن الولد‪ ،‬وعن كل ما ال يليق بكماله وجالله‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫(‪ )24‬ابن عص ‪%%‬فور‪ ،‬أبو الحسن علي بن م ‪%%‬ؤمن‪ ،‬المق ‪%%‬رب‪ ،‬تحقيق أحمد عبد الس ‪%%‬تار الح ‪%%‬واري‪ ،‬مطبعة‬
‫المعاني‪ ،‬بغداد‪1971 ،‬م‪.273 :2 ،‬‬
‫‪25‬‬
‫(‪ )25‬لم‪%% %‬القي‪ ،‬أحمد بن عبد الن‪%% %‬ور‪ ،‬رصف المب‪%% %‬اني في ش‪%% %‬رح ح‪%% %‬روف المع‪%% %‬اني‪ ،‬تحقيق محمد أحمد‬
‫الخراط‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دمشق‪1975 ،‬م‪ ،‬ص‪.104 :‬‬
‫(‪ )26‬المرادي‪ ،‬الجنى الداني‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.207 :‬‬ ‫‪26‬‬

‫(‪ )27‬ابن األنباري‪ ،‬البيان‪.383 :2 ،‬‬ ‫‪27‬‬

‫(‪ )28‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬مصدر سابق‪.61 : 3 ،‬‬ ‫‪28‬‬

‫(‪ )29‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬مصدر سابق‪.433 : 1 ،‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪30‬‬
‫(‪ )30‬الطبري‪ ،‬أبو جعفر محمد بن جرير‪ ،‬ج‪%‬امع البي‪%‬ان عن تأويل الق‪%‬رآن‪ ،‬تحقيق ال‪%‬دكتور عبد اهلل بن‬
‫عبد المحسن التركي‪ ،‬مركز البحوث والدراسات العربية واإلسالمية‪ ،‬دار هجر‪ ،‬الق‪%%‬اهرة‪ ،‬مص‪%%‬ر‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪ 1422 ،‬هـ‪2001 ،‬م‪.658-657 :20 ،‬‬
‫‪31‬‬
‫(‪ )31‬الزمخش ‪%% %‬ري‪ ،‬أبو القاسم محم ‪%% %‬ود بن عمر الخ ‪%% %‬وارزمي‪،‬الكش ‪%% %‬اف عن حق ‪%% %‬ائق غ ‪%% %‬وامض التنزيل‬
‫وعي‪%%‬ون األقاويل في وج‪%%‬وه التأوي‪%%‬ل‪ ،‬دراسة وتحقيق وتعلي‪%%‬ق‪ ،‬الش‪%%‬يخ ع‪%%‬ادل أحمد عبد الموج‪%%‬ود‪ ،‬الش‪%%‬يخ‬
‫علي محمد مع‪%% % % %‬وض‪ ،‬ش‪%% % % %‬ارك في تحقيق‪%% % % %‬ه‪ ،‬د فتحي عبد ال‪%% % % %‬رحمن أحمد حج‪%% % % %‬ازي‪ ،‬مكتبة العبيك‪%% % % %‬ان‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط‪1418 ،1‬هـ‪1998 ،‬م‪.459-458 :5 ،‬‬
‫‪32‬‬
‫(‪ )32‬ابن عطي ‪%%‬ة‪ ،‬أبو محمد عبد الحق بن غ ‪%%‬الب‪ ،‬المح ‪%%‬رر الوج ‪%%‬يز في تفس ‪%%‬ير الكت ‪%%‬اب العزيز‪ ،‬تحقيق‬
‫وتعلي ‪%% %‬ق‪ ،‬الرحالة الف ‪%% %‬اروق‪ ،‬عبد اهلل بن إب ‪%% %‬راهيم األنص ‪%% %‬اري‪ ،‬الس ‪%% %‬يد عبد الع ‪%% %‬ال الس ‪%% %‬يد إب ‪%% %‬راهيم‪ ،‬محمد‬
‫الش‪%% %‬افعي الص‪%% %‬ادق الحن‪%% %‬اني‪ ،‬مطبوع‪%% %‬ات وزارة األوق‪%% %‬اف والش‪%% %‬ؤون اإلس‪%% %‬المية‪ ،‬الدوح‪%% %‬ة‪ ،‬قط‪%% %‬ر‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪1428‬هـ‪2007 ،‬م‪.66-65 :5 ،‬‬
‫‪33‬‬
‫(‪ )33‬ال‪%‬رازي‪ ،‬محمد بن عمر فخر ال‪%‬دين‪ ،‬مف‪%‬اتيح الغيب‪ ،‬دار الفك‪%%‬ر‪ ،‬ب‪%‬يروت‪ ،‬لبن‪%%‬ان‪ ،‬ط‪1401 ،1‬هـ‪،‬‬
‫‪1981‬م‪.232-230 :27 ،‬‬

‫‪233‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬

‫الوجه الث‪%%‬اني‪ :‬أن مع‪%%‬نى قوله تع‪%%‬الى‪﴿ :‬فََأَنا ََّأو ُل ا ْل َعا ِبِد َ‬
‫ين﴾ أي‪ :‬اآلنفين المس‪%%‬تنكفين من ادع‪%%‬اء‬
‫الولد له‪.‬‬
‫والع‪%%‬رب تق‪%%‬ول‪ :‬عبد بكسر الب‪%%‬اء يعبد بفتحه‪%%‬ا‪ ،‬فهو عبد بفتح فكسر على القي‪%%‬اس‪ ،‬وعابد أيض ‪%‬اً‬
‫س ‪%%‬ماعاً‪ ،‬إذا اش ‪%%‬تدت أنفت ‪%%‬ه‪ ،‬واس ‪%%‬تنكافه‪ ،‬وغض ‪%%‬به(‪( ،)38‬الثع ‪%%‬البي‪1418 ،‬هـ‪1997 ،‬م‪ :191 :5 ،‬ابن‬
‫عطي ‪%% %‬ة‪ )66-65 % % %:5 ،‬في قصة عثم ‪%% %‬ان بن عف ‪%% %‬ان رضي اهلل عنه المش ‪%% %‬هورة‪ :‬أنه جيء ب ‪%% %‬امرأة من‬
‫ال قبل العقد‬
‫جهينة تزوجت‪ ،‬فول‪%‬دت لس‪%‬تة أش‪%‬هر‪ ،‬فبعث بها عثم‪%‬ان ل‪%‬ترجم‪ ،‬اعتق‪%‬ادًا منه أنها ك‪%‬انت ح‪%‬ام ً‬
‫ون‬ ‫لوالدتها قبل تس ‪%%‬عة أش ‪%%‬هر‪ ،‬فق ‪%%‬ال له علي رضي اهلل عنهم ‪%%‬ا‪ :‬إن اهلل يق ‪%%‬ول‪َ ﴿ :‬و َح ْملُ ُه َو ِف َ‬
‫ص الُ ُه ثَاَل ثُ َ‬
‫ِ‬
‫ام ْي ِن﴾ (لقم ‪%%‬ان‪ ،)14 :‬فلم يبق عن‬ ‫ص الُ ُه في َع َ‬ ‫ش ْهراً﴾ (األحق ‪%%‬اف‪ ،)15 :‬ويق ‪%%‬ول جل وعال‪َ ﴿ :‬و ِف َ‬‫َ‬
‫(‪)39‬‬
‫الفص ‪%%‬ال من الم ‪%%‬دة إال س ‪%%‬تة أش ‪%%‬هر‪ ،‬فما عبد عثم ‪%%‬ان رضي اهلل عنه أن بعث إليه ‪%%‬ا‪ ،‬لتُ ‪%َ %‬ر َّد وال ت ‪%%‬رجم‬
‫(أضواء البيان‪.)308-307 :7 ،‬‬

‫‪34‬‬
‫(‪ )34‬البيض‪%% %‬اوي‪ ،‬أبو الخ‪%% %‬ير ناصر ال‪%% %‬دين عبد اهلل بن عم‪%% %‬ر‪ ،‬أن‪%% %‬وار التنزيل وأس‪%% %‬رار التأوي‪%% %‬ل‪ ،‬إع‪%% %‬داد‬
‫وتق‪%%‬ديم محمد عبد ال‪%%‬رحمن المرعش‪%%‬لي‪ ،‬دار إحي‪%%‬اء ال‪%%‬تراث الع‪%%‬ربي‪ ،‬مؤسسة الت‪%%‬اريخ الع‪%%‬ربي‪ ،‬ب‪%%‬يروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.97 :20 ،‬‬
‫(‪ )35‬أبو حيان‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬مصدر سابق‪.29-28 :8 ،‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪36‬‬
‫(‪ )36‬أبو الس‪%%‬عود‪ ،‬محمد بن محمد العم‪%%‬ادي‪ ،‬إرش‪%‬اد العقل الس‪%%‬ليم إلى مزايا الكت‪%‬اب الك‪%‬ريم‪ ،‬تحقيق عبد‬
‫القادر أحمد عطا‪ ،‬مكتبة الرياض الحديثة‪ ،‬الرياض‪ ،‬الس‪%%‬عودية‪ ،‬ب‪%‬دون رقم طبع‪%%‬ة‪ ،‬وال ت‪%‬اريخ نش‪%%‬ر‪:5 ،‬‬
‫‪.96‬‬
‫‪37‬‬
‫(‪ )37‬الش‪%% %‬نقيطي‪ ،‬محم‪%% %‬د األمين بن محم‪%% %‬د المخت‪%% %‬ار الجك‪%% %‬ني‪ .،‬أض‪%% %‬واء البي‪%% %‬ان في إيض‪%% %‬اح الق‪%% %‬رآن‬
‫ب‪%%‬القرآن‪ ،‬إش‪%%‬راف بك‪%%‬ر بن عب‪%%‬د اهلل أب‪%%‬و زيد‪ ،‬تمويل مؤسسة س‪%%‬لمان بن عبد العزيز ال‪%%‬راجحي الخيري‪%%‬ة‪،‬‬
‫مطبوع‪%% %‬ات مجمع الفقه اإلس‪%% %‬المي‪ ،‬ج‪%% %‬دة‪ ،‬الس‪%% %‬عودية‪ ،‬ب‪%% %‬دون رقم طبع‪%% %‬ة‪ ،‬وال ت‪%% %‬اريخ نشر‪-306 % % :7 ،‬‬
‫‪.324‬‬
‫(‪ )38‬الثع‪%%‬البي‪ ،‬عب‪%%‬د ال‪%%‬رحمن بن محم‪%%‬د أب‪%%‬و زي‪%%‬د‪ ،‬الج‪%%‬واهر الحس‪%%‬ان في تفس‪%%‬ير الق‪%%‬رآن‪ ،‬حقق أص‪%%‬وله‬ ‫‪38‬‬

‫على أربع نسخ خطية وعلق عليه وخ‪%%‬رج أحاديث‪%%‬ه‪ ،‬الش‪%%‬يخ علي محمد مع‪%%‬وض‪ ،‬الش‪%%‬يخ ع‪%%‬ادل أحمد عبد‬
‫الموجود‪ ،‬وشارك في تحقيقه األستاذ ال‪%‬دكتور عبد الفت‪%%‬اح أبو س‪%‬نة‪ ،‬دار إحي‪%%‬اء ال‪%%‬تراث الع‪%‬ربي‪ ،‬مؤسسة‬
‫التاريخ العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1418 ،1‬هـ‪1997 ،‬م‪ .5/191 ،‬المحرر الوجيز‪.66-65 :5 ،‬‬
‫(‪ )39‬الشنقيطي‪ ،‬أضواء البيان‪ ،‬مصدر سابق‪.308-307 :7 ،‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪234‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫ومحل الشاهد من القصة‪ ،‬فو اهلل ما عبد عثمان‪ ،‬أي‪ :‬ما أنف‪ ،‬وال استنكف من الرجوع إلى‬
‫الحق‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬أن المعنى ﴿ َفَأَنا ََّأو ُل ا ْل َعا ِب ِد َ‬
‫ين﴾ أي‪ :‬الجاحدين النافين أن يك‪%%‬ون هلل ولد س‪%%‬بحانه‬
‫وتعالى‪.‬‬
‫(إن) في اآلية الكريمة شرطية وذلك لألسباب اآلتية‪:‬‬ ‫والذي يراه الباحث أن ْ‬
‫األول‪ :‬أن أس‪%% % %‬لوب الش‪%% % %‬رط المقتضي للتح‪%% % %‬دي‪ ،‬والتعج‪%% % %‬يز‪ ،‬واإلل‪%% % %‬زام في س‪%% % %‬ياق نفي الول‪%% % %‬د‪،‬‬
‫ان ِفي ِهما ِ‬
‫آل َه ٌة ِإاَّل اللَّ ُه‬ ‫والش‪%%‬ريك عن اهلل تع‪%%‬الى‪ ،‬كما أش‪%%‬ارت إليه آي‪%%‬ات ع‪%%‬دة منه‪%%‬ا‪ :‬قوله تع‪%%‬الى‪﴿ :‬لَ ْو َك َ‬
‫َ‬
‫ون﴾ (األنبي ‪%%‬اء‪ ،)22 :‬وقوله تع ‪%%‬الى‪﴿ :‬لَ ْو ََأر َاد اللَّ ُه ْ‬ ‫ش ع َّما ي ِ‬ ‫لَفَس َدتَا َفس ْبح َ ِ‬
‫َأن‬ ‫ص فُ َ‬ ‫ان اللَّه َر ِّب ا ْل َع ْر ِ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫الل ُه ا ْلو ِ‬ ‫ط َفى ِم َّما َي ْخلُ ُ‬ ‫ِ‬
‫اح ُد ا ْلقَ َّهار﴾ (الزمر‪.)4 :‬‬ ‫س ْب َحا َن ُه ُه َو َّ َ‬
‫اء ُ‬
‫ش ُ‬ ‫ق َما َي َ‬ ‫صَ‬‫َيتَّخ َذ َولَداً اَّل ْ‬
‫(إن) هو األك ‪%%‬ثر تب ‪%%‬ادرا ألنها تختص‬ ‫الث ‪%%‬اني‪ :‬أن أس ‪%%‬لوب الش ‪%%‬رط الخ ‪%%‬اص ب ‪%%‬أم أدوات الج ‪%%‬زاء ْ‬
‫بال‪%% %‬دخول على المش ‪%% %‬كوك في وقوع‪%% %‬ه‪ ،‬بل على المس‪%% %‬تحيل في العق‪%% %‬ل‪ ،‬والع‪%% %‬ادة وج ‪%% %‬وده وهو االبن هلل‬
‫تعالى‪.‬‬
‫الث‪%%‬الث‪ :‬أن أس‪%%‬لوب الش‪%%‬رط ال‪%%‬داعي إلى التنبي‪%%‬ه‪ ،‬والتعج‪%%‬يز‪ ،‬واإلفح‪%%‬ام هو األك‪%%‬ثر انس‪%%‬جاما مع‬
‫منهج القرآن الكريم في إثبات مسائل التوحيد‪.‬‬
‫ومن ثم كان هذا القول هو اختيار جمهور اللغويين‪ ،‬والمفسرين في معنى اآلية الكريمة‪.‬‬
‫(‪)40‬‬
‫(الط ‪%%‬بري‪" :)658-657 % %:20 ،‬وأولى األق ‪%%‬وال في ذلك‬ ‫يق ‪%%‬ول ش ‪%%‬يخ المفس ‪%%‬رين الط ‪%%‬بري‬
‫‪%‬دي‪،‬‬
‫(إن) الش‪%‬رط ال‪%‬ذي يقتضي الج‪%‬زاء على ما ذكرن‪%‬اه عن الس ّ‬ ‫عن‪%‬دي بالص‪%‬واب ق‪%‬ول من ق‪%‬ال‪ :‬مع‪%‬نى ْ‬
‫وذلك أن (إن) ال تع‪%%‬دو في ه‪%%‬ذا الموضع أحد معن‪%%‬يين‪ :‬إما أن يك‪%%‬ون الح‪%%‬رف ال‪%%‬ذي هو بمع‪%%‬نى الش‪%%‬رط‬
‫ال‪%% % % %‬ذي يطلب الج‪%% % % %‬زاء‪ ،‬أو تك‪%% % % %‬ون بمع‪%% % % %‬نى الجح‪%% % % %‬د‪ ،‬وهي إذا وجهت إلى الجحد لم يكن للكالم كب‪%% % % %‬ير‬
‫ك‪ ،‬ولكن على وجه اإللط‪%%‬اف‬ ‫معنى‪...‬وإ ذا وجه الكالم إلى ما قلنا من هذا الوجه لم يكن على وجه الش ّ‬
‫من الكالم‪ ،‬وحسن الخط ‪%% %‬اب‪ ،‬كما ق ‪%% %‬ال ج‪ّ % % %‬ل ثن ‪%% %‬اؤه‪َ ﴿ :‬وِإ َّنا َْأو ِإيَّا ُك ْم لَ َعلَى ُه ًدى َْأو ِفي َ‬
‫ض اَل ٍل ُّمِب ٍ‬
‫ين﴾‬
‫الحق معه‪ ،‬وأن مخالفيه في الضالل المبين"‪.‬‬ ‫(سبأ‪ ،)24 :‬وقد علم أن ّ‬
‫(‪)41‬‬
‫(ابن عاش ‪%%‬ور‪ )265-264 % %:25 ،‬في تفس ‪%%‬يره لآلية الكريم ‪%%‬ة‪" :‬ونظم‬ ‫يق ‪%%‬ول ابن عاش ‪%%‬ور‬
‫‪%‬اء لك‪%% % %‬ان أول من‬ ‫ِ‬
‫وأواله‪%% % %‬ا‪ :‬أنه لو َيعلم أن هلل أبن‪َ % % %‬‬
‫جم‪%% % %‬ة‪ :‬وأولُها ْ‬
‫ومعض ‪% % %‬ل‪ ،‬وتحته مع‪%% % %‬ان ّ‬
‫اآلية دقيق ُ‬

‫(‪ )40‬الطبري‪ ،‬جامع البيان‪ ،‬سابق‪.658 -657 :20 ،‬‬ ‫‪40‬‬

‫(‪ )41‬ابن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬مصدر سابق‪.265 -264 :25 ،‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪235‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫يعبدهم‪ %،‬أي أحق منكم ب‪%%‬أن أعب‪%%‬دهم‪ ،‬أي ألنه ليس أقل فهم‪%‬اً من أن يعلم ش‪%%‬يئاً ابن‪%‬اً هلل وال يع‪%%‬ترف ل‪%%‬ذلك‬
‫باإللهية ألن ابن اهلل يكون منسالً من ذات إلهية فال يك‪%%‬ون إال إله‪%%‬ا‪ ،‬وأنا أعلم أن اإلله يس‪%‬تحق العب‪%‬ادة‪،‬‬
‫فرضي‪ ،‬والمالزمة بين الجواب والش‪%%‬رط مبنية على أن‬ ‫ٌّ‬ ‫مة شرطية‪ ،‬والشرط‬ ‫الَز ٍ‬
‫فالدليل مركب من ُم َ‬
‫داع إلى الحق والنجاة فال يرضى لنفسه ما يورطه‪ ،‬وأيضاً ال يرضى لهم إال ما رض‪%%‬يه‬ ‫المتكلم عاقل ٍ‬
‫يتم االستدالل ويفيد أنه ثابت القدم في توحيد اإلله‪.‬‬ ‫لنفسه‪ ،‬وهذا منتهى النصح لهم‪ ،‬وبه ّ‬
‫ان اللَّ ِه‬
‫س ْب َح َ‬ ‫ِ‬ ‫وهذا على وزان االستدالل في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬لو َك َ ِ‬
‫ان في ِه َما آل َه ٌة ِإاَّل اللَّ ُه لَفَ َ‬
‫س َدتَا َف ُ‬ ‫ْ‬
‫ش ع َّما ي ِ‬
‫ون﴾ (األنبي ‪%%‬اء‪ ،)22 :‬إال أن تلك جعل ش ‪%%‬رطها ب ‪%%‬أداة ص ‪%%‬ريحة في االمتن ‪%%‬اع‪،‬‬ ‫ص فُ َ‬ ‫َر ِّب ا ْل َع ْر ِ َ َ‬
‫وه ‪%%‬ذه جعل ش ‪%%‬رطها ب ‪%%‬أداة غ ‪%%‬ير ص ‪%%‬ريحة في االمتن ‪%%‬اع‪ ،‬والنكتة في الع ‪%%‬دول عن األداة الص ‪%%‬ريحة في‬
‫‪%‬رض الولد هلل محل نظ‪%ٍ % %‬ر‪ ،‬وليت‪%% %‬أتى أن يك‪%% %‬ون نظم الكالم‬
‫‪%‬امهم في ب‪%% %‬ادئ األمر أن ف‪َ % %‬‬
‫االمتن‪%% %‬اع هنا إيه‪ُ % %‬‬
‫موجه ًا حتى إذا تأملوه وجدوه ينفي أن يكون هلل ولد بطريق المذهب الكالمي"‪.‬‬
‫(إن) الش ‪%%‬رطية في س ‪%%‬ياق عالج النش ‪%%‬وز من ال ‪%%‬زوجين‪ :‬اس ‪%%‬تعمل النظم الجليل‬ ‫مجيء ْ‬ ‫‪.2‬‬
‫(إن) الش ‪%%‬رطية في س ‪%%‬ياق خ ‪%%‬وف الزوجة من نش ‪%%‬وز زوجه ‪%%‬ا‪ ،‬ق ‪%%‬ال اهلل تع ‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬وِإ ِن‬ ‫ْ‬
‫ص ْلحاً‬ ‫ال ج َن اْح علَ ْي ِهما َأن ي ِ‬ ‫ِإ‬ ‫امَرَأةٌ َخافَ ْت ِمن َب ْعِل َها ُن ُ‬
‫ص ل َحا َب ْي َن ُه َما ُ‬‫ُ ْ‬ ‫شوزاً َْأو ْعَراضاً فَ َ ُ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ون‬‫ان ِب َما تَ ْع َملُ َ‬ ‫الش َّح َوِإن تُ ْح ِس ُنواْ َوتَتَّقُواْ فَِإ َّن اللّ َه َك َ‬
‫س ُّ‬ ‫الص ْلح َخ ْير و ْ ِ ِ‬
‫ُأحضَرت اَألنفُ ُ‬ ‫َو ُّ ُ ٌ َ‬
‫َخِبيراً﴾ (النس‪%‬اء‪ ،)128 :‬وه‪%‬ذا متفق مع الواقع ج‪%‬دا فالنش‪%‬وز في األس‪%‬رة أك‪%‬ثر ما يقع‬
‫من النس‪%%‬اء على أزواجهن‪ ،‬وله‪%%‬ذه الحكمة الس‪%%‬رية أوردها النظم الق‪%%‬رآني على ص‪%%‬ورة‬
‫ون َعلَى‬ ‫ام َ‬
‫ال قَ َّو ُ‬‫الر َج ُ‬
‫جملة صلة الموصول التي تتعلق بموص‪%%‬ولها في قوله تع‪%%‬الى‪ِّ ﴿ :‬‬
‫ات قَ ِانتَ ٌ‬
‫ات‬ ‫الص ِال َح ُ‬
‫َأم َو ِال ِه ْم فَ َّ‬ ‫ِ‬
‫ض َوِب َما َأنفَقُواْ م ْن ْ‬ ‫ض ُه ْم َعَلى َب ْع ٍ‬ ‫ساء ِب َما فَ َّ‬
‫ض َل الّل ُه َب ْع َ‬ ‫ِّ‬
‫الن َ‬
‫وه َّن ِفي‬
‫اه ُج ُر ُ‬ ‫وز ُه َّن فَ ِعظُ ُ‬
‫وه َّن َو ْ‬ ‫ش َ‬‫ون ُن ُ‬ ‫ظ الّل ُه َوالالَِّتي تَ َخ افُ َ‬ ‫ات لِّْل َغ ْي ِب ِب َما َحفِ َ‬
‫ظ ٌ‬ ‫حِ‬
‫اف َ‬ ‫َ‬
‫ان َعِل ّي اً َكبِيراً﴾‬‫ال ِإ َّن اللّ َه َك َ‬
‫س ِبي ً‬‫ال تَْب ُغواْ َعلَ ْي ِه َّن َ‬ ‫وه َّن فَِإ ْن َأ َ‬
‫ط ْع َن ُك ْم فَ َ‬ ‫اض ِر ُب ُ‬
‫اج ِع َو ْ‬ ‫ض ِ‬
‫ا ْل َم َ‬
‫(النساء‪.)34 :‬‬
‫(إن‪ ،‬وإ ذا) من‬ ‫وال ‪%% %‬ذي ي ‪%% %‬راه الب ‪%% %‬احث ان ه ‪%% %‬ذه المغ ‪%% %‬ايرة في األس ‪%% %‬لوب الش ‪%% %‬رطي بين األداتين ْ‬
‫الناحية البيانية ك ‪%%‬انت لحكمة ربانية تتصل باإلعج‪%%‬از الغي ‪%%‬بي والتش‪%%‬ريعي ال ‪%%‬ذي يص ‪%%‬دقه الواق ‪%%‬ع‪ ،‬وه ‪%%‬ذه‬
‫النكتة تتمثل في ك‪%%‬ثرة وق‪%%‬وع النش‪%%‬وز من النس‪%%‬اء بالنس‪%%‬بة لما يقع من الرج‪%%‬ال‪ ،‬فاس‪%%‬تعمل البي‪%%‬ان المعجز‬
‫مع نشوز النساء االسم الموصول وصلته الذي يدل على الثبوت والدوام‪ ،‬في حين استعمل مع نش‪%‬وز‬

‫‪236‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫الرج ‪%%‬ال أم أدوات الش ‪%%‬رط ال ‪%%‬تي ت ‪%%‬دخل أص ‪%%‬الة على المش ‪%%‬كوك في وقوع ‪%%‬ه‪ ،‬وه ‪%%‬ذه إش ‪%%‬ارة واض ‪%%‬حة إلى‬
‫معنى القلة‪.‬‬
‫(إن) الش‪%% % %‬رطية في س‪%% % %‬ياق االمتن‪%% % %‬ان على العب‪%% % %‬اد ب‪%% % %‬النعم ال‪%% % %‬تي ال تعد وال‬ ‫مجيء ْ‬ ‫‪.3‬‬
‫س َأْلتُ ُموهُ َوِإن تَ ُع دُّو ْا ِن ْع َم َت الّل ِه َال‬
‫تحص‪%%‬ى‪ :‬ق‪%%‬ال اهلل تع‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬وآتَ ا ُكم ِّمن ُك ِّل َما َ‬
‫وم َكفَّار﴾ (إبراهيم‪)34 :‬‬ ‫ظلُ ٌ‬
‫ان َل َ‬ ‫وها ِإ َّن اِإل َ‬
‫نس َ‬ ‫ص َ‬‫تُ ْح ُ‬
‫(إن) يش ‪%%‬رعوا في عد نعم اهلل تع ‪%%‬الى ال يطيق ‪%%‬وا ع ‪%%‬دها ولو‬
‫يخ ‪%%‬بر اهلل جل ذك ‪%%‬ره عب ‪%%‬اده أنهم ْ‬
‫ٍ‬
‫متناهية(‪( ،)42‬أبو السعود‪.)264 :3 ،‬‬ ‫غير‬
‫إجماالً فإنها ُ‬
‫(‪)43‬‬
‫(اآللوس‪%%‬ي‪" :)13/226 ،‬وإ نما أتى ب‪%%‬إن وع‪%%‬دم العد مقط‪%%‬وع به نظ‪%%‬راً‬ ‫ق‪%%‬ال اإلم‪%%‬ام اآللوسي‬
‫إلى توهم أنه يطاق"‪.‬‬
‫وكشف كل من اإلم ‪%%‬امين ال ‪%%‬رازي(‪606‬هـ‪1210/‬م) وأبي الس ‪%%‬عود(‪982()44‬هـ‪1574/‬م) (أبو‬
‫السعود‪ )266-264 :3 ،‬رحمهما اهلل تعالى وجه استحالة اإلحصاء لنعم اهلل تعالى‪.‬‬
‫قال اإلمام الرازي(‪" :)45‬واعلم أن اإلنسان إذا أراد أن يع‪%‬رف أن الوق‪%‬وف على أقس‪%‬ام نعم اهلل‬
‫ممتن‪%% % %‬ع‪ %،‬فعليه أن يتأمل في ش‪%% % %‬يء واحد ليع‪%% % %‬رف عجز نفسه عنه ونحن ن‪%% % %‬ذكر منه مث‪%% % %‬الين‪ :‬المث‪%% % %‬ال‬
‫األول‪ :‬أن األطب‪%%‬اء ذك‪%%‬روا أن األعص‪%%‬اب قس‪%%‬مان‪ :‬منها دماغي‪%%‬ة‪ ،‬ومنها نخاعي‪%%‬ة‪ ،... ،‬المث‪%%‬ال الث‪%%‬اني‪:‬‬
‫أنك إذا أخ‪%%‬ذت اللقمة الواح‪%%‬دة لتض‪%%‬عها في الفم ف‪%%‬انظر إلى ما قبله‪%%‬ا‪ ،‬وإ لى ما بع‪%%‬دها‪ ،‬أما األم‪%%‬ور ال‪%%‬تي‬
‫قبلها‪ :‬فاعرف أن تلك اللقمة من الخبز ال تتم وال تكمل إال إذا كان هذا الع‪%%‬الم بكليته قائم‪%‬اً على الوجه‬
‫األص‪%% %‬وب‪ ،‬ألن الحنطة ال بد منه‪%% %‬ا‪ ،‬وأنها ال تنبت إال معونة الفص‪%% %‬ول األربع ‪%% %‬ة‪ ،‬وت‪%% %‬ركيب الطب‪%% %‬ائع‪،‬‬
‫وظهور الرياح‪ ،‬واألمطار‪ ...‬فانظر أنه ال بد من اجتماع العناصر األربع‪%%‬ة‪ ،‬وهي األرض‪ ،‬والم‪%%‬اء‪،‬‬
‫والهواء‪ ،‬والنار‪ ،‬حتى يمكن طبخ الخبز من ذلك الدقيق‪.‬‬
‫فه‪%%‬ذا هو النظر فيما تق‪%%‬دم على حص‪%%‬ول ه‪%%‬ذه اللقم‪%%‬ة‪ .‬وأما النظر فيما بعد حص‪%%‬ولها‪ :‬فتأمل في‬
‫ت ‪%% %‬ركيب ب ‪%% %‬دن الحي ‪%% %‬وان‪ ...‬فظهر بما ذكرنا أن االنتف ‪%% %‬اع باللقمة الواح ‪%% %‬دة ال يمكن معرفته إال بمعرفة‬

‫(‪ )42‬أبو السعود‪ ،‬إرشاد العقل السليم‪ ،‬مصدر سابق‪.264 :3 ،‬‬ ‫‪42‬‬

‫(‪ )43‬اآللوسي‪ ،‬روح المعاني‪ ،‬مصدر سابق‪.226 :13 ،‬‬ ‫‪43‬‬

‫(‪ )44‬أبو السعود‪ ،‬إرشاد العقل السليم‪ ،‬مصدر سابق‪.266-264 :3 ،‬‬ ‫‪44‬‬

‫(‪ )45‬الرازي‪ ،‬مفاتيح الغيب‪ ،‬مصدر سابق‪.133-131 :19 ،‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪237‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫جملة األم‪%‬ور‪ ،‬والعق‪%‬ول قاص‪%‬رة عن إدراك ذرة من ه‪%‬ذه المب‪%‬احث‪ ،‬فظهر به‪%‬ذا البره‪%‬ان الق‪%‬اهر ص‪%‬حة‬
‫وم َكفَّ ٌار﴾ (إبراهيم‪.")34 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظلُ ٌ‬
‫ان لَ َ‬ ‫وها ِإ َّن اِإل َ‬
‫نس َ‬ ‫ص َ‬‫قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وِإن تَ ُعدُّواْ ن ْع َم َت اللّه الَ تُ ْح ُ‬
‫وه‪%%‬ذا البره‪%%‬ان ال‪%%‬ذي أورده اإلم‪%%‬ام ال‪%%‬رازي رحمه اهلل في مق‪%%‬ام بي‪%%‬ان النعم اإللهية ي‪%%‬بين المع‪%%‬نى‬
‫البالغي المقص ‪%% %‬ود من ذكر أم أدوات الش ‪%% %‬رط بالتحديد ال ‪%% %‬تي تش ‪%% %‬ير إلى بعد إمكانية عد النعم الربانية‬
‫الذي أشارات إليه فاصلة اآليتين الكريمتين‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية لدراسة (إنْ ) الشرطية في القرآن الكريم‪.‬‬


‫وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬
‫(إن) الشرطية في األمور المشكوك في تحققها‬
‫المطلب األول‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في األمور المستحيلة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في األمور اليقينية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬
‫(إن) الشرطية في األمور المشكوك في تحققها‪.‬‬‫المطلب األول‪ :‬استعمال ْ‬ ‫‪‬‬

‫النموذج األول‪ :‬استعمال (إنْ ) الشرطية في سياق االقتتال بين المؤمنين‬


‫اه َما َعلَى‬ ‫ص‪ِ%‬ل ُحوا َبْيَنهُ َما فَ‪ِ%‬إن َب َغ ْ‬
‫ت ِإ ْ‪%‬ح َد ُ‬ ‫ِ‬ ‫طاِئ َفتَ‪ِ ِ %‬‬
‫‪%‬ان م َن اْل ُم‪ْ %‬ؤ ِمن َ‬
‫ين ا ْقتََتلُ‪%%‬وا فََأ ْ‬ ‫﴿وِإن َ‬
‫يق‪%%‬ول اهلل تع‪%%‬الى‪َ :‬‬
‫ص‪ِ%‬ل ُحوا َبْيَنهُ َما بِاْل َع ْ‪%‬د ِل َوَأ ْق ِس‪%‬طُوا ِإ َّن اللَّ َه‬ ‫يء ِإلَى َْأم ِر اللَّ ِه فَ‪ِ%‬إن فَ ْ‬
‫‪%‬اءت فََأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬
‫اُأْلخ َرى فَقَاتلُوا التي تَْبغي َحتَّى تَف َ‬
‫ْ‬
‫ين﴾ (س ‪%% %‬ورة الحج ‪%% %‬رات‪ )9 :‬ي ‪%% %‬أمر اهلل جل ذك ‪%% %‬ره باإلص ‪%% %‬الح بين المؤم ‪%% %‬نين إذا اقتتل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُي ِح ُّ‬
‫ب اْل ُم ْقس‪% % %‬ط َ‬
‫بعض‪%% %‬هم مع بعض‪ ،‬فس‪%% %‬مى النظم الجليل الط‪%% %‬ائفتين المقتتل‪%% %‬تين مؤم‪%% %‬نين مع ك‪%% %‬ون االقتت‪%% %‬ال من كب‪%% %‬ائر‬
‫ال ‪%%‬ذنوب في اإلس ‪%%‬الم‪ ،‬وه ‪%%‬ذا محل إجم ‪%%‬اع عند العلم ‪%%‬اء‪ ،‬وقد اس ‪%%‬تدل اإلم ‪%%‬ام البخ ‪%%‬اري رحمه اهلل تع ‪%%‬الى‪،‬‬
‫وغيره على أنه ال يخرج من اإليم‪%‬ان بالمعص‪%‬ية‪ ،‬وإ ن عظمت(‪ ،)46‬وخ‪%‬الف في ه‪%‬ذا األصل الخ‪%‬وارج‪،‬‬
‫والمعتزلة‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬واألدلة على هذا األصل الراسخ كثيرة منها ما ثبت في صحيح اإلم‪%%‬ام البخ‪%%‬اري‬
‫من حديث الحسن قال‪ :‬ولقد سمعت أبا بك‪%‬رة يق‪%‬ول رأيت رس‪%‬ول اهلل ‪ r‬على المن‪%‬بر‪ ،‬والحسن بن علي‬
‫إلى جنبه وهو يقبل على الن‪%%‬اس م‪%%‬رة‪ ،‬وعليه أخ‪%%‬رى‪ ،‬ويق‪%%‬ول‪(( :‬إن اب‪%%‬ني ه‪%%‬ذا س‪%%‬يد ولعل اهلل أن يص‪%%‬لح‬
‫به بين فئ‪%%‬تين عظيم‪%%‬تين من المس‪%%‬لمين))"(‪ ،)47‬فك‪%%‬ان كما ق‪%%‬ال‪ ،‬ص‪%%‬لوات اهلل وس‪%%‬المه علي‪%%‬ه‪ ،‬أص‪%%‬لح اهلل به‬
‫بين أهل الشام‪ ،‬وأهل العراق‪ ،‬بعد االختالف والتقاتل‪.‬‬
‫(إن) الش‪%‬رطية في اآلية الكريمة ثالث م‪%‬رات اع‪%%‬ترى ثالثتها مع‪%‬نى التش‪%%‬كيك المالزم‬ ‫ووردت ْ‬
‫اُأْلخ َرى﴾ فمص‪%%‬دره‬ ‫لها‪ :‬أما التشكيك في الموض‪%%‬عين األولين وهم‪%%‬ا‪ :‬األول‪﴿ :‬فَِإ ن َب َغ ْت ِإ ْح َد ُ‬
‫اه َما َعلَى ْ‬
‫َأصِل ُحوا‬ ‫الش‪%%‬رع الح‪%%‬نيف ألنه يح‪%%‬رم االقتت‪%%‬ال‪ ،‬ويج‪%%‬رم البغي‪ ،‬وأما الموضع الث‪%%‬الث‪ :‬فهو ﴿فَِإ ن فَ ْ‬
‫اءت فَ ْ‬

‫‪238‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬

‫ْس طُوا ِإ َّن اللَّ َه ُي ِح ُّب ا ْل ُم ْق ِس ِط َ‬


‫ين﴾‪ ،‬فمص‪%%‬دره الواقع إذ يبعد الع‪%%‬ودة إلى التص‪%%‬الح بعد‬ ‫ب ْي َنهما ِبا ْلع ْد ِل وَأق ِ‬
‫َ َُ َ َ‬
‫الع‪%%‬دول عنه إلى البغي‪ ،‬والت‪%%‬ورط بج‪%%‬رائم االقتت‪%%‬ال‪ ،‬حيث أم‪%%‬رت اآلية الكريمة بال‪%%‬دعوة إلى التص‪%%‬الح‪،‬‬
‫ولكن الفئة الباغية اختارت الجور‪ ،‬فأنى لها االمتثال بعد التنكب‪.‬‬
‫(إن) ال‪%%‬ذي األصل فيه أن يك‪%%‬ون‬ ‫وله‪%%‬ذا أوثر في النظم الك‪%%‬ريم أس‪%%‬لوب الش‪%%‬رط بحرفها األس‪%%‬اس ْ‬
‫للش‪%%‬رط المش‪%%‬كوك في وقوع‪%%‬ه‪ ،‬للتنبيه على أن ش‪%%‬أن فعل الش‪%%‬رط أن يك‪%%‬ون ن‪%%‬ادر الوق‪%%‬وع‪ ،‬ال يق‪%%‬دم عليه‬
‫المسلمون‪ ،‬وهو هنا (االقتتال الذي يحرمه اإلسالم‪ ،‬وتنكره األخوة اإلسالمية)(‪.)48‬‬
‫ُّها الَّ ِذ َ‬
‫(‪)49‬‬
‫ين‬ ‫يق‪%% %‬ول ابن عاش‪%% %‬ور (ابن عاش‪%% %‬ور‪ ،)229 % % :26 ،‬في تفس‪%% %‬يره لقوله تع‪%% %‬الى‪َ ﴿ :‬يا َأي َ‬
‫اس ٌ ٍأ‬
‫ص ِب ُحوا َعلَى َما فَ َع ْلتُ ْم َن ِاد ِم َ‬
‫ين﴾‬ ‫ٍ‬
‫يبوا َق ْوم اً ِب َج َهالَ ة فَتُ ْ‬
‫ِ‬
‫ق ِب َن َب فَتََب َّي ُن وا َأن تُص ُ‬
‫آم ُن وا ِإن ج اء ُكم َف ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫(الحج ‪%%‬رات‪" )9 :‬والفاس ‪%%‬ق‪ :‬المتصف بالفس ‪%%‬وق‪ ،‬وهو فعل ما يحرمه الش ‪%%‬رع من الكب ‪%%‬ائر‪ ،‬وفسر هنا‬
‫(إن) ال ‪%%‬ذي األصل فيه أن يك ‪%%‬ون للش ‪%%‬رط المش ‪%%‬كوك في وقوع ‪%%‬ه‪،‬‬
‫بالك ‪%%‬اذب‪ ،‬وأوثر في الش ‪%%‬رط ح ‪%%‬رف ْ‬
‫للتنبيه على أن شأن فعل الشرط أن يكون نادر الوقوع ال يقدم عليه المسلمون"‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫(‪ )46‬البخاري‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح المختصر من أمور رسول‬
‫اهلل ‪ r‬وس ‪%% %‬ننه وأيام ‪%% %‬ه‪( ،‬ق ‪%% %‬ام بش ‪%% %‬رحه وتحقيقه محب ال ‪%% %‬دين الخطيب)‪ ،‬رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه محمد‬
‫ف ‪%%‬ؤاد عبد الب ‪%%‬اقي‪ ،‬نش ‪%%‬ره وراجعه قصي محب ال ‪%%‬دين الخطيب‪ ،‬كت ‪%%‬اب اإليم ‪%%‬ان‪ ،‬ب‪% %‬اب المعاصي من أمر‬
‫الجاهلية وال يكفر ص‪%%‬احبها بارتكابها إال بالش‪%%‬رك‪ ،‬كت‪%%‬اب اإليم‪%%‬ان‪ ،‬ب ‪%‬اب المعاصي من أمر الجاهلية وال‬
‫يكفر صاحبها بارتكابها إال بالشرك‪1404( ،‬هـ)‪ ،‬ط‪ ،1‬المكتبة السلفية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.26‬‬
‫‪47‬‬
‫(‪ )47‬البخ‪%%‬اري‪ ،‬محمد بن إس‪%%‬ماعيل‪ ،‬الج‪%%‬امع الص‪%%‬حيح المختص‪%%‬ر‪ ،‬مص‪%%‬در س‪%%‬ابق‪ ،‬كت‪%%‬اب الص‪%%‬لح‪ ،‬ب‪%%‬اب‬
‫ق‪%% % %‬ول الن‪%% % %‬بي ‪ r‬للحسن بن علي رضي اهلل عنهما ((اب‪%% % %‬ني ه‪%% % %‬ذا س‪%% % %‬يد ولعل اهلل أن يص‪%% % %‬لح به بين فئ‪%% % %‬تين‬
‫ََأصِل ُحوا َب ْي َن ُه َما ِبا ْل َع ْد ِل﴾ الحج‪%%‬رات‪ ،9 :‬رقم الح‪%%‬ديث (‪ )2704‬ج‪،2‬‬ ‫عظيمتين))‪ ،‬وقوله جل ذكره‪﴿ :‬ف ْ‬
‫ص‪.269‬‬
‫ََأص ِل ُحوا َب ْي َن‬
‫ون ِإ ْخ َوةٌ ف ْ‬‫(‪ )48‬واألخ‪%% % %‬وة ال‪%% % %‬تي أثبتها اهلل جل وعال في قوله تع‪%% % %‬الى‪ِ﴿ :‬إنَّ َما ا ْل ُمْؤ ِم ُن َ‬
‫‪48‬‬

‫ون﴾‪ ،‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلية‪ .10 :‬للمؤمنين بعض‪%‬هم لبعض هي أخ‪%‬وة‬ ‫َأخ َو ْي ُك ْم َواتَّقُوا اللَّ َه لَ َعلَّ ُك ْم تُْر َح ُم َ‬
‫َ‬
‫الدين ال النسب‪ ،‬وقد بين تعالى أن األخوة تكون في الدين في قوله تع‪%%‬الى‪ْ ﴿ :‬ادع ُ آِل ِئ‬
‫ط‬
‫ْس ُ‬‫وه ْم َبا ِه ْم ُه َو َأق َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اءه ْم فَِإ ْخ َوا ُن ُك ْم ِفي الد ِ‬ ‫ِع َ ِ‬
‫ط ْأتُم بِه َولَكن‬ ‫َأخ َ‬
‫يما ْ‬
‫اح ف َ‬
‫س َعلَ ْي ُك ْم ُج َن ٌ‬
‫ِّين َو َم َوالي ُك ْم َولَ ْي َ‬ ‫آب ُ‬‫ند اللَّه فَِإن لَّ ْم تَ ْعلَ ُموا َ‬
‫ان اللَّ ُه َغفُوراً َّر ِحيماً﴾‪ ،‬األح‪%%‬زاب‪ ،5 :‬واألخ‪%%‬وة الدينية أعظم‪ ،‬وأق‪%%‬وى من األخ‪%%‬وة‬ ‫وب ُك ْم َو َك َ‬ ‫َّما تَ َع َّم َد ْت ُقلُ ُ‬
‫النسبية‪ ،‬واألدلة من الكتاب والسنة على ذلك مشهورة‪.‬‬
‫(‪ )49‬ابن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬مصدر سابق‪.229 :26 ،‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪239‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫النموذج الثاني‪ :‬استعمال (إنْ ) الشرطية في سياق تشريع الطالق‪.‬‬
‫(إن) الش‪%%‬رطية وقبيلته‪%%‬ا‪( ،‬إذا) الش‪%%‬رطية في س‪%%‬ياق تش‪%%‬ريع أحك‪%%‬ام‬ ‫وظف النظم الق‪%%‬رآني الجليل ْ‬
‫الطالق‪ ،‬ويمكن توض ‪%% % %‬يح ه ‪%% % %‬ذا التقابل المليء ب ‪%% % %‬النكت البالغية من خالل تقس ‪%% % %‬يم آي ‪%% % %‬ات الطالق إلى‬
‫مجموعتين‪ ،‬بناء على ورود أداتي الشرط فيهن‪.‬‬
‫وذلك على النحو اآلتي‪ :‬المجموعة األولى‪ :‬وهي ثالث آيات‪:‬‬
‫وه َّن ِبمع ر ٍ‬ ‫النس اء فَبلَ ْغ َن َأجلَه َّن فَ ِ‬
‫وف َْأو‬ ‫َأمس ُك ُ َ ْ ُ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫طلَّ ْقتُ ُم َّ َ‬
‫‪ .1‬قوله س ‪%% % % %‬بحانه وتع ‪%% % % %‬الى‪َ ﴿ :‬وِإ َذا َ‬
‫س ُه َوالَ‬ ‫ض َراراً لَّتَ ْعتَ ُدواْ َو َمن َي ْف َع ْل َذل َ‬ ‫وه َّن ِ‬ ‫وف َوالَ تُ ْم ِس ُك ُ‬‫وه َّن ِبمع ر ٍ‬
‫ظلَ َم َن ْف َ‬
‫ِك فَقَ ْد َ‬ ‫س ِّر ُح ُ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫اب وا ْل ِح ْكم ةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫آي ات اللّ ه ُه ُزواً َوا ْذ ُك ُرواْ ن ْع َم َت اللّ ه َعلَ ْي ُك ْم َو َما َأن َز َل َعلَ ْي ُك ْم ِّم َن ا ْلكتَ َ‬‫تَتَّخِ ُذ َواْ َ‬
‫َأجلَ ُه َّن فَالَ‬ ‫طلَّ ْقتُم ِّ‬ ‫َأن اللّ َه ِب ُك ِّل َ ٍ ِ‬ ‫َي ِعظُ ُكم ِب ِه َواتَّقُواْ اللّ َه َو ْ‬
‫ساء فََبلَ ْغ َن َ‬‫الن َ‬ ‫يم َوِإ َذا َ ُ‬ ‫ش ْيء َعل ٌ‬ ‫اعلَ ُمواْ َّ‬
‫ان ِمن ُك ْم‬‫ِه َمن َك َ‬ ‫وف َذلِ َك يوع ظُ ب ِ‬
‫ُ َ‬
‫اضواْ ب ْي َنهم ِبا ْلمعر ِ‬
‫اج ُه َّن ِإ َذا تََر َ ْ َ ُ َ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫وه َّن َأن َينك ْح َن َْأز َو َ‬‫ضلُ ُ‬ ‫تَ ْع ُ‬
‫ون﴾ (البق ‪%%‬رة‪:‬‬ ‫ُي ْؤ ِم ُن ِباللّ ِه َوا ْل َي ْوِم اآلخِ ِر َذِل ُك ْم َْأز َكى لَ ُك ْم َوَأ ْط َه ُر َواللّ ُه َي ْعلَ ُم َوَأنتُ ْم الَ تَ ْعلَ ُم َ‬
‫‪.)232-231‬‬
‫ص وا ا ْلع َّ‬
‫ِدةَ‬ ‫َأح ُ‬ ‫وه َّن ِلعِدَِّت ِه َّن َو ْ‬
‫طلِّقُ ُ‬ ‫س اء فَ َ‬ ‫طلَّ ْقتُم ِّ‬
‫الن َ‬ ‫‪ .2‬قوله س‪%%‬بحانه وتع‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬يا َأي َ َّ ِإ‬
‫ُّها النِب ُّي َذا َ ُ‬
‫ش ٍة ُّم َب ِّي َن ٍة َو ِت ْل َك‬ ‫ين ِبفَ ِ‬
‫اح َ‬ ‫وه َّن ِمن ُب ُي و ِت ِه َّن َواَل َي ْخ ُر ْج َن ِإاَّل َأن َي ِْأت َ‬
‫َواتَّقُوا اللَّ َه َر َّب ُك ْم اَل تُ ْخ ِر ُج ُ‬
‫َأم راً﴾‬ ‫ِك ْ‬‫ث َب ْع َد َذل َ‬ ‫س ُه اَل تَ ْد ِري لَ َع َّل اللَّ َه ُي ْح ِد ُ‬
‫ظلَ َم َن ْف َ‬‫ود اللَّ ِه فَقَ ْد َ‬
‫ود اللَّ ِه َو َمن َيتَ َع َّد ُح ُد َ‬ ‫ُح ُد ُ‬
‫(الطالق‪.)1 :‬‬
‫المجموعة الثانية‪ :‬وهي ثالث آيات‪:‬‬
‫طلَّقَ َها‬
‫نك َح َز ْوج اً َغ ْي َرهُ فَ ِإ ن َ‬‫ِل لَ ُه ِمن بع ُد حتَّى تَ ِ‬
‫طلَّقَ َها فَالَ تَح ُّ‬
‫‪ .1‬قوله س‪%%‬بحانه وتع‪%%‬الى‪﴿ :‬فَِإ ن َ‬
‫َْ َ َ‬
‫ود اللّ ِه ُي َب ِّي ُن َها ِلقَ ْوٍم‬
‫ود اللّ ِه َوِت ْل َك ُح ُد ُ‬
‫يما ُح ُد َ‬ ‫ِ‬
‫ظنا َأن ُيق َ‬
‫اج َعا ِإن َ َّ‬
‫اح َعلَ ْي ِه َما َأن َيتََر َ‬
‫فَالَ ُج َن َ‬
‫ون﴾(البقرة‪.)230 :‬‬ ‫َي ْعلَ ُم َ‬
‫وه ُّن َْأو تَ ْف ِر ُ‬
‫ض واْ لَ ُه َّن‬ ‫س ُ‬ ‫س اء َما لَ ْم تَ َم ُّ‬ ‫طلَّ ْقتُم ِّ‬
‫الن َ‬ ‫ِإ‬
‫اح َعلَ ْي ُك ْم ن َ ُ‬ ‫‪ .2‬قوله س‪%%‬بحانه وتع‪%%‬الى‪﴿ :‬الَّ ُج َن َ‬
‫ِر قَ ْدرهُ متَاع اً بِا ْلمعر ِ‬ ‫ِ‬
‫وف َحقّ اً َعلَى‬ ‫َ ُْ‬ ‫وه َّن َعلَى ا ْل ُموس ِع قَ َد ُرهُ َو َعلَى ا ْل ُم ْقت ِ ُ َ‬ ‫ِّع ُ‬ ‫يض ًة َو َمت ُ‬ ‫فَ ِر َ‬
‫ف َما‬ ‫ص ُ‬ ‫ض تُم لَه َّن فَ ِر َ ِ‬ ‫وه َّن ِمن قَْب ِل َأن تَ َم ُّ‬‫طلَّ ْقتُ ُم ُ‬ ‫ا ْل ُم ْح ِس ِن َ‬
‫يض ًة فَن ْ‬ ‫وه َّن َوقَ ْد فََر ْ ْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫*وِإن َ‬ ‫ين َ‬
‫اح وَأن تَعفُ و ْا َأ ْق ر ِ‬ ‫ون َْأو َي ْعفَُو الَِّذي ِب َي ِد ِه ُع ْق َدةُ ِّ‬
‫ضتُ ْم َإ َّال َأن َي ْعفُ َ‬
‫ب للتَّ ْق َوى َو َال تَ َ‬
‫نس ُو ْا‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫الن َك ِ َ‬ ‫َفَر ْ‬
‫ير﴾(البقرة‪.)237-236 :‬‬ ‫ض َل ب ْي َن ُكم ِإ َّن اللّ َه ِبما تَعملُ َ ِ‬
‫ون َبص ٌ‬ ‫َ َْ‬ ‫ا ْل َف ْ َ ْ‬

‫‪240‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫ه ‪%% %‬ذا االس ‪%% %‬تعمال الق ‪%% %‬رآني لألداتين الش ‪%% %‬رطيتين في المجموع ‪%% %‬تين ج ‪%% %‬ار على بابهما في أصل‬
‫الوض‪%% % %‬ع‪ ،‬وبيان‪%% % %‬ه‪ :‬أن النظم الق‪%% % %‬رآني الفريد أورد (إذا) الش‪%% % %‬رطية في س‪%% % %‬ياق تش‪%% % %‬ريع أصل الطالق‬
‫وإ باحته أوال‪ ،‬ووقوعه في الطالق ال ‪%%‬رجعي ثاني ‪%%‬ا‪ ،‬وه ‪%%‬ذا أمر موج ‪%%‬ود ومس ‪%%‬تقر واقع ‪%%‬ا‪ ،‬وش ‪%%‬رعا‪ ،‬فهو‬
‫منس ‪%% % %‬جم تماما مع دخ ‪%% % %‬ول (إذا) الش ‪%% % %‬رطية على األمر المتحقق الوق ‪%% % %‬وع‪ ،‬في حين آثر النظم الك ‪%% % %‬ريم‬
‫(إن) الش‪%‬رطية في ح‪%‬االت طالق يقل وجودها بالنس‪%‬بة إلى ح‪%‬االت الطالق ال‪%‬رجعي‪ ،‬فوق‪%‬وع‬ ‫استعمال ْ‬
‫(إن) الش‪%%‬رطية على الطلقة الثالثة‬
‫الطالق قبل ال‪%%‬دخول أقل ج‪%%‬دا من الطالق بعد ال‪%%‬دخول‪ ،‬وأما دخ‪%%‬ول ْ‬
‫(البائن بينونة كبرى) ففيه إيماء لما ينبغي أن يكون عليه الحال من التقليل منه‪ ،‬والتريث في شأنه‪.‬‬
‫(إن) و(إذا) الشرطيتين وهي‬ ‫وبقي في سياق تشريع الطالق آية لم يقترن لفظ الطالق فيها بـ ْ‬
‫وه َّن فَ َما لَ ُك ْم‬
‫س ُ‬‫وه َّن ِمن َق ْب ِل َأن تَ َم ُّ‬
‫طلَّ ْقتُ ُم ُ‬ ‫ين آم ُن وا ِإ َذا َن َك ْحتُم ا ْلمْؤ ِم َن ِ‬
‫ات ثُ َّم َ‬ ‫ُ ُ‬
‫قوله تع‪%%‬الى‪﴿ :‬يا َأي َّ ِ‬
‫ُّها الذ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫س َراحاً َج ِميالً﴾(األحزاب‪ )49 :‬فهي ك‪%%‬ذلك متالئمة‪%‬‬ ‫وه َّن َ‬‫سِّر ُح ُ‬ ‫وه َّن َو َ‬ ‫ِّع ُ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫َعلَ ْي ِه َّن م ْن عدَّة تَ ْعتَدُّو َن َها فَ َمت ُ‬
‫(إن)‪ ،‬و(إذا) الش ‪%%‬رطيتين‪ ،‬ف ‪%%‬دخلت (إذا) على فعل النك ‪%%‬اح ال ‪%%‬ذي تميل إليه‬ ‫مع االس ‪%%‬تعمال النح ‪%%‬وي ل ْ‬
‫(إن) اكتف‪%‬اء بورودها‬
‫الفطر السليمة‪ ،‬ويحث عليه الش‪%‬رع الق‪%‬ويم‪ ،‬وج‪%‬رد فعل الطالق من أداة الش‪%‬رط ْ‬
‫في النظائر القرآنية ال‪%‬تي تحكي حالة الطالق قبل المس‪%‬يس ال‪%‬واردة في س‪%‬ورة البق‪%‬رة(‪( )50‬ابن عاش‪%‬ور‪،‬‬
‫‪.)2/457‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬استعمال (إنْ ) الشرطية في األمور المستحيلة‪:‬‬


‫النموذج األول‪ :‬اس تعمال (إنْ ) الش رطية في اس تحالة معارضة الثقلين للق رآن‬
‫الكريم‬
‫من المعل ‪%%‬وم ض ‪%%‬رورة من دين اإلس ‪%%‬الم أن اهلل تع ‪%%‬الى بعث عب ‪%%‬ده محم ‪%%‬دا ‪ r‬رس ‪%%‬وال للع ‪%%‬المين‪،‬‬
‫وص‪%% %‬دق دعوته ه‪%% %‬ذه ب‪%% %‬أعظم المعج‪%% %‬زات‪ ،‬وهي معج‪%% %‬زة الق‪%% %‬رآن العظيم ال‪%% %‬ذي تكفل س‪%% %‬بحانه وتع‪%% %‬الى‬
‫بإنزال ‪%%‬ه‪ ،‬وجمع‪%%‬ه‪ ،‬وبيان ‪%%‬ه‪ ،‬وحفظه على م‪%%‬دى الزم‪%%‬ان‪ ،‬ق‪%%‬ال عز وج‪%%‬ل‪ِ﴿ :‬إ َّنا َن ْح ُن َنَّز ْل َنا ال ِّذ ْكَر َوِإ َّنا َل ُه‬
‫ِه*ِإ َّن َعلَ ْي َنا َج ْم َع ُه َوقُْرآ َن ُه*‬ ‫ون﴾(الحج‪%%‬ر‪ )9 :‬وق‪%%‬ال عز وج‪%%‬ل‪﴿ :‬اَل تُحِّر ْك ِب ِه ِلس ا َن َك ِلتَعج َل ب ِ‬ ‫لَ َح ِافظُ َ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فَِإ َذا قََرْأ َناهُ فَاتَِّب ْع قُْرآ َن ُه*ثَُّم ِإ َّن َعلَ ْي َنا َب َيا َن ُه﴾ (القيامة‪.)19-16 :‬‬
‫ومن المعل‪%%‬وم ض‪%%‬رورة ك‪%%‬ذلك أن اهلل تع‪%%‬الى تح‪%%‬دى به‪%%‬ذا الق‪%%‬رآن العظيم اإلنس والجن‪ ،‬فعج‪%%‬زوا‬
‫نس َوا ْل ِج ُّن َعلَى َأن َي ْأتُواْ ِب ِم ْث ِل َهـ َذا ا ْلقُ ْر ِ‬
‫آن الَ‬ ‫عن معارض ‪%%‬ته‪ ،‬ق‪%%‬ال عز وج ‪%%‬ل‪ُ ﴿ :‬قل لَِّئ ِن ْ ِ‬
‫اجتَ َم َعت اِإل ُ‬

‫(‪ )50‬ابن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬مصدر سابق‪.457 :2 ،‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪241‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫آن ِمن ُك ِّل َمثَ ٍل فَ ََأبى‬
‫اس ِفي َهـ َذا ا ْلقُ ْر ِ‬
‫ص َّر ْف َنا ِل َّلن ِ‬
‫*ولَقَ ْد َ‬
‫ظهِيراً َ‬ ‫ض ُه ْم ِل َب ْع ٍ‬
‫ض َ‬ ‫ون ِب ِم ْثِل ِه َولَ ْو َك َ‬
‫ان َب ْع ُ‬ ‫َيْأتُ َ‬
‫اس ِإالَّ ُكفُوراً﴾(اإلسراء‪.)89-88 :‬‬ ‫َأ ْكثَُر َّ‬
‫الن ِ‬
‫وس‪%%‬ميت ه‪%%‬ذه اآلي‪%%‬ات ال‪%%‬تي تح‪%%‬دى اهلل بها الثقلين أن يعارض‪%%‬وا الق‪%%‬رآن الك‪%%‬ريم بآي‪%%‬ات التح‪%%‬دي‪،‬‬
‫وأوسع ه‪%%‬ذه اآلي‪%%‬ات خطابا اآلية ال‪%%‬واردة في س‪%%‬ورة البق‪%%‬رة اس‪%%‬تنادا على س‪%%‬ياقها حيث وردت ه‪%%‬ذه اآلية‬
‫في سورة البقرة المدنية باإلجماع‪ ،‬وباقي آيات التحدي في سور مكية(‪ ،)51‬هذا أوال‪ ،‬وأما ثانيا فجاءت‬
‫في س ‪%%‬ياق العم ‪%%‬وم حيث س‪%%‬بقت بن‪%%‬داء اهلل تع‪%%‬الى لجنس الن ‪%%‬اس المس‪%%‬تغرق للم ‪%%‬ؤمن‪ ،‬والك ‪%%‬افر‪ ،‬والمن‪%%‬افق‬
‫على ما فصل في صدر السورة الكريمة‪ ،‬وباقي آيات التحدي وردت في سياق الكافرين خاص‪%%‬ة‪ ،‬ق‪%%‬ال‬
‫ون*الَِّذي َج َع َل‬ ‫ين ِمن َقْبِل ُك ْم َل َعلَّ ُك ْم تَتَّقُ َ‬
‫اع ُب ُدو ْا َر َّب ُك ُم الَِّذي َخلَقَ ُك ْم َوالَِّذ َ‬
‫اس ْ‬‫الن ُ‬‫ُّها َّ‬ ‫س‪%%‬بحانه وتع‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬يا َأي َ‬
‫ات ِرْزق اً لَّ ُك ْم َف َ‬
‫ال تَ ْج َعلُ واْ‬ ‫َأخرج ِب ِه ِم َن الثَّمر ِ‬ ‫َأنز َل ِم َن َّ ِ‬ ‫الس َماء ِب َناء َو َ‬ ‫ض ِفَراشاً َو َّ‬
‫ََ‬ ‫اء َف ْ َ َ‬ ‫الس َماء َم ً‬ ‫اَألر َ‬
‫لَ ُك ُم ْ‬
‫ون*وِإن ُكنتُم ِفي ر ْي ٍب ِّم َّما َنَّز ْل َنا عَلى ع ْب ِد َنا َف ْأتُواْ ِبس ور ٍة ِّمن ِّم ْثل ِ‬
‫ِه َو ْاد ُع واْ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫للّ ه َأن َداداً َوَأنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ َ‬
‫اس‬ ‫الن ُ‬‫ود َها َّ‬‫الن َار الَِّتي َوقُ ُ‬ ‫ين*فَ ِإ ن لَّ ْم تَ ْف َعلُ واْ َولَن تَ ْف َعلُ واْ َف اتَّقُو ْا َّ‬ ‫ص ِاد ِق َ‬ ‫شه َداء ُكم ِّمن ُد ِ ِ‬
‫ون اللّه ِإ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬ ‫َُ‬
‫ين﴾(البقرة‪.)24-22 :‬‬ ‫َّت ِل ْل َك ِاف ِر َ‬ ‫وا ْل ِحجارةُ ِ‬
‫ُأعد ْ‬ ‫َ ََ‬
‫والرس ‪%%‬الة البيانية ال ‪%%‬تي ألجلها ج ‪%%‬اءت أداة التش ‪%%‬كيك الش ‪%%‬رطي في س ‪%%‬ياق التح ‪%%‬دي ب ‪%%‬القرآن العظيم‬
‫تتلخص في أمور ثالثة هي‪:‬‬
‫‪%‬دوره عنهم من الطعن في الق‪%% % %‬رآن العظيم‪ ،‬وإ ن‬
‫األول‪ :‬لإلي‪%% % %‬ذان ب‪%% % %‬أن أقصى ما يمكن ص‪ُ % % %‬‬ ‫‪‬‬
‫‪%‬ذكور‬ ‫ِ‬
‫‪%‬زم الم ُ‬‫‪%‬اب في ش‪%‬أنه‪ ،‬وأما الج ُ‬ ‫يكون من المكابرة‪ ،‬والعن‪%‬اد‪ ،‬هو االرتي ُ‬
‫كانوا في غاية ما ُ‬
‫فخارج من دائرة االحتمال‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫منهم بكونه ليس من عند اهلل تعالى‬
‫مشكوك الوقوع‪.‬‬
‫َ‬ ‫الثاني‪ :‬لإلشعار بأن َّ‬
‫حق ارتيابهم في الكتاب العزيز أن يكون ضعيفاً‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪51‬‬
‫(‪ )51‬وقد وضح ش‪%% %‬يخ اإلس ‪%%‬الم ابن تيمية رحمه اهلل تع ‪%%‬الى انقس ‪%%‬ام آي ‪%%‬ات التح‪%% %‬دي إلى قس ‪%%‬مين‪ :‬األول‪:‬‬
‫آي ‪%%‬ات تح ‪%%‬دى اهلل تع ‪%%‬الى بها أهل مكة وهي اآلي ‪%%‬ات ال ‪%%‬واردة في س ‪%%‬ور الط‪%%‬ور‪ ،‬وه‪%%‬ود‪ ،‬وي ‪%%‬ونس‪ ،‬الث ‪%%‬اني‪:‬‬
‫اآليتان التي تحدي اهلل تعالى بها أهل المدينة وهما آية البقرة التي معنا‪ ،‬واآلية التي في سورة اإلس‪%%‬راء‪.‬‬
‫إعج‪%% % %‬از الق ‪%% %‬رآن الك‪%% % %‬ريم عند ش‪%% % %‬يخ اإلس‪%% % %‬الم ابن تيمية مع المقارنة بكت‪%% % %‬اب إعج‪%% % %‬از الق‪%% % %‬رآن للب‪%% % %‬اقالني‪،‬‬
‫العواجي‪ ،‬د محمد عبد العزيز‪ ،‬دار المنهج‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الري‪%%‬اض‪1427 ،‬هـ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪:‬‬
‫‪ .149-147‬والذي أراه أن هذا الكالم جيد في تقسيم آيات التحدي من حيث أهل الخط‪%%‬اب‪ ،‬إال قول‪%‬ه‪:‬‬
‫إن آية اإلسراء خوطب بها اهل المدينة‪ ،‬ألن سورة اإلسراء مكية‪ ،‬واهلل تعالى أعلم‪.‬‬

‫‪242‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫‪%‬وح دالئ ِ‪%‬ل اإلعج ِ‬
‫‪%‬از‬ ‫الثالث‪ :‬للتنبيه على أن ج‪%‬زمهم ذلك بمنزلة ال‪%‬ريب الض‪%‬عيف لكم ِ‬
‫‪%‬ال وض ِ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬
‫وكمال قوتِها‪.‬‬
‫ق‪%%‬ال (الزمخش ‪%%‬ري‪ )52()459- 458 % :5 ،‬في تفس ‪%%‬يره لقوله جل وعال‪َ ﴿ :‬ف ِإ ن لَّ ْم تَ ْف َعلُ واْ َولَن‬
‫ين﴾(البق‪%%‬رة‪" )24 :‬ف‪%%‬إن قلت‪ :‬انتف‪%%‬اء‬ ‫َّت ِل ْل َك ِ‬
‫اف ِر َ‬ ‫عد ْ‬‫اس َوا ْل ِح َج َارةُ ُأ ِ‬ ‫الن َار الَِّتي َوقُ ُ‬
‫ود َها َّ‬ ‫تَ ْف َعلُ واْ َف اتَّقُواْ َّ‬
‫الن ُ‬
‫إتي‪%% %‬انهم بالس ‪%%‬ورة واجب‪ ،‬فهال جيء بـ(إذا) ال‪%% %‬ذي للوج‪%% %‬وب دون إن ال ‪%%‬ذي للش ‪%%‬ك‪ ،‬قلت‪ :‬فيه وجه ‪%%‬ان‪:‬‬
‫أح ‪%% %‬دهما أن يس ‪%% %‬اق الق ‪%% %‬ول معهم على حسب حس ‪%% %‬بانهم وطمعهم‪ ،‬وأن العجز عن المعارضة ك ‪%% %‬ان قبل‬
‫التأمل كالمش ‪%%‬كوك فيه ل ‪%%‬ديهم التك ‪%%‬الهم على فص ‪%%‬احتهم واقت ‪%%‬دارهم على الكالم‪ ،‬والث ‪%%‬اني‪ :‬أن يتهكم بهم‬
‫ّ‬
‫كما يقول الموصوف بالقوة الواثق من نفسه بالغلبة على من يقاويه‪ :‬إن غلبتك لم أبق عليك وهو يعلم‬
‫أنه غالبه ويتيقنه‪ ،‬تهكم ًا به"‪.‬‬
‫ق‪%%‬ال (أبو الس‪%%‬عود‪َ ﴿" )111-110 % :1 ،‬وِإن ُكنتُ ْم ِفي َر ْي ٍب ِّم َّما َنَّز ْل َنا َعلَى َع ْب ِد َنا﴾ ش‪ٌ %‬‬
‫(‪)53‬‬
‫‪%‬روع‬
‫في تحقيق أن الكتاب الكريم الذي من جملته ما تلي من اآليتين الكريمتين‪ ،‬الناطقتين بوج‪%%‬وب العب‪ِ %‬‬
‫‪%‬ادة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫منزل من عند اهلل عز وجل على رسوله ‪ ،r‬كما أن ما ذكر فيهما من اآليات التكويني ِ‪%‬ة الدال ِ‪%‬ة‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫والتوحيد‬
‫الجلي ِ‪%‬ة‬
‫‪%‬وت ّ‬ ‫‪%‬افه بما ذكر في مطَل‪%ِ %‬ع الس‪%‬ور ِة الش‪%‬ريفة من النع ِ‬ ‫على ذلك ص‪%‬ادرة عنه تع‪%%‬الى لتوض‪%%‬يح اتص ِ‬
‫‪%‬ير عن اعتق‪%% % %‬ادهم في حقه ب‪%% % %‬الريب مع أنهم‬ ‫ريب م‪%% % %‬ا‪ ،‬والتعب‪ُ % % %‬‬
‫يعتريه ٌ‬
‫َ‬ ‫ال‪%% % %‬تي من جملتها نزاهتُه عن أن‬
‫ص ِاد ِق َ‬
‫ين﴾ إما لإلي‪%% %‬ذان ب‪%% %‬أن‬ ‫ج‪%% %‬ازمون بكونه من كالم البشر كما ُيع‪%% %‬رب عنه قوله تع‪%% %‬الى‪ِ﴿ :‬إ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫‪%‬اب في‬ ‫ِ‬
‫‪%‬ون من المك ‪%%‬ابرة والعن ‪%%‬اد هو االرتي ‪ُ %‬‬ ‫‪%‬دوره عنهم‪ ،‬وإ ن ك ‪%%‬انوا في غاية ما يك ‪ُ %‬‬ ‫أقصى ما يمكن ص ‪ُ %‬‬
‫فخارج من دائرة االحتمال‪ ،‬كما أن تنكيره وتصديره بكلمة الش‪ِّ %‬‬
‫‪%‬ك لإلش‪%%‬عار‬ ‫ٌ‬ ‫المذكور‬ ‫الجزم‬ ‫شأنه‪ ،‬وأما‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪%‬زمهم ذلك بمنزلة ال‪%%‬ريب الض‪%%‬عيف‬
‫ك الوق‪%‬وع‪ ،‬وإ ما للتنبيه على أن ج َ‬ ‫ب‪%%‬أن حقَّه أن يك‪%%‬ون ض‪%‬عيفاً مش‪%‬كو َ‬
‫ِ‬
‫ونهاية قوتِها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلعجاز‬ ‫وضوح ِ‬
‫دالئل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لكمال‬
‫وإ نما لم يقل وإ ن ارتبتم فيما نزلن‪%% % % %‬ا‪ ،‬لما أش‪%% % % %‬ير إليه فيما س ‪َ% % % %‬لف من المبالغة في تنزيه س‪ِ % % % %‬‬
‫‪%‬احة‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب الَ َر ْي َب فيه﴾ (البق‪%%‬رة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طق به قولُه تع‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬ذل َك ا ْلكتَ ُ‬ ‫‪%‬وع ال‪%%‬ريب فيه ح ْس ‪%‬بما ن َ‬ ‫التنزيل عن ش‪%%‬ائبة وق‪ِ %‬‬
‫‪%‬تقرارهم فيه وإ حاطتُه بهم‬ ‫‪%‬ار اس‪ِ %‬‬ ‫ِ‬
‫إن وقع فمن جهتهم ال من جهته العالي‪%%‬ة‪ ،‬واعتب‪ُ %‬‬ ‫‪ )2‬واإلش‪%%‬عار ب‪%%‬أن ذلك ْ‬
‫دوام مالبستهم به ال قوتُه وكثرتُه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫اعتبار ضعفه وقلته‪ ،‬لما أن ما يقتضيه ذلك هو ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ينافي‬

‫(‪ )52‬الزمخشري‪ ،‬الكشاف‪ ،‬مصدر سابق‪.459-458 :5 ،‬‬ ‫‪52‬‬

‫(‪ )53‬أبو السعود‪ ،‬إرشاد العقل السليم‪ ،‬مصدر سابق‪.111-110 :1 ،‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪243‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫ور ٍة ِّمن ِّم ْثِل‪%ِ %‬ه ﴾ من ب‪%%‬اب التعج‪%%‬يز وإ لق‪%ِ %‬ام الحج‪%%‬ر‪ ،‬كما في‬ ‫واألم‪%ُ %‬ر في قوله تع‪%%‬الى‪ ﴿ :‬فَ‪ْ%%‬أتُوْا بِ ُس ‪َ %‬‬
‫ين﴾(البقرة‪.")258 :‬‬ ‫ْأت ِب َها ِم َن ا ْل َم ْغ ِر ِب فَ ُب ِه َت الَِّذي َكفََر َواللّ ُه الَ َي ْهِدي ا ْلقَ ْو َم الظَّ ِال ِم َ‬
‫قوله تعالى‪﴿ :‬فَ ِ‬
‫ق‪%%‬ال (اآللوس‪%%‬ي‪ % )54( %)197 %:1 ،‬في تفس‪%%‬يره لآلية ذاتها "وأتى بـ (إن) والمق‪%%‬ام لـ(إذا) الس‪%%‬تمرار‬
‫العجز‪ ،‬وهو سبحانه وتعالى اللطيف الخبير تهكم‪%‬اً بهم‪ ،‬كما يق‪%‬ول الواثق بالغلبة لخص‪%‬مه إن غلبتك لم‬
‫أبق عليك‪ ،‬وتحميق‪%‬اً لهم لش‪%‬كهم في الم‪%‬تيقن الش‪%‬ديد الوض‪%‬وح‪ ،‬ففي اآلية اس‪%‬تعارة تهكمية تبعية حرفي‪%‬ة‪،‬‬
‫أو حقيقة‪ ،‬وكناية كسائر ما جاء على خالف مقتضى الظاهر"‪.‬‬

‫النموذج الثاني‪ :‬استعمال (إنْ ) الش رطية في اس تحالة ردة المس لمين كافة عن‬
‫دين اإلسالم‪.‬‬
‫من الوج‪%%‬وه ال‪%%‬تي يتض‪%%‬منها تفس‪%%‬ير الق‪%%‬رآن ب‪%%‬القرآن أن ي‪%%‬ذكر الق‪%%‬رآن العظيم أم‪%%‬را‪ ،‬أو نهي‪%%‬ا‪ ،‬في‬
‫موضع ثم ي ‪%%‬بين في موضع آخر هل حصل االمتث ‪%%‬ال في األمر أو النهي أو ال؟ ومنه ك ‪%%‬ذلك أن ي ‪%%‬ذكر‬
‫القرآن العظيم شرطا في موضع‪ ،‬ثم يبين في موضع آخر هل تحقق هذا الشرط أو ال؟‪.‬‬
‫ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫سَألُو َن َك َع ِن َّ‬
‫الش ْه ِر ا ْل َحَرام قتَال فيه ُق ْل قتَا ٌل فيه َكب ٌ‬
‫ِير‬ ‫ومثال الشرط قوله سبحانه وتعالى‪َ ﴿ :‬ي ْ‬
‫ِه ِم ْن ُه َأ ْك َب ُر ِعن َد الّل ِه َوا ْل ِفتْ َن ُة َأ ْك َب ُر ِم َن‬ ‫َأهل ِ‬
‫اج ْ‬ ‫ِه وا ْلم ِ‬
‫س ِجد ا ْل َح َر ِام َوِإ ْخ َر ُ‬
‫ِ‬ ‫وص ٌّد عن سِب ِ ِ‬
‫يل الّل ه َو ُك ْف ٌر ب َ َ ْ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫طاعواْ ومن يرتَ ِد ْد ِمن ُكم عن ِدين ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ا ْل َق ْت ِل و َال يَزالُ َ ِ‬
‫ِه َف َي ُم ْت‬ ‫ْ َ‬ ‫اس تَ َ ُ َ َ َ ْ‬ ‫ون ُيقَ اتلُو َن ُك ْم َحتَّ َى َي ُردُّو ُك ْم َعن دين ُك ْم ِإ ِن ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬ ‫افٌر َف ُْأولَـِئ َك َح ِب َ‬
‫و ُه و َك ِ‬
‫ون﴾‬ ‫ِد َ‬ ‫يها َخال ُ‬ ‫ار ُه ْم ف َ‬ ‫الن ِ‬ ‫َأص َح ُ‬ ‫َأع َم الُ ُه ْم في ال ُّد ْن َيا َواآلخِ َر ِة َو ُْأولَـ َك ْ‬ ‫ط ْت ْ‬ ‫َ َ‬
‫(البقرة‪ )217 :‬فهل ستحقق مقاتلة الكفار للمسلمين ه‪%%‬دفها األك‪%%‬بر‪ ،‬وهو رجع المؤم‪%%‬نين كف‪%%‬ارا من بعد‬
‫إيمانهم؟ أو ستخيب هذه المحاوالت في إضالل المسلمين عند دينهم؟‪.‬‬
‫(إن) الش‪%‬رطية في اآلية الكريمة ج‪%‬اءت لت‪%‬ؤدي رس‪%‬الة‪ ،‬بياني‪%‬ة‪ ،‬كب‪%‬يرة‪،‬‬
‫أن ْ‬‫والذي ي‪%‬راه الب‪%‬احث ّ‬
‫مفاده‪%%‬ا‪ :‬اس‪%%‬تحالة ردة المس‪%%‬لمين جميعا عن دينهم‪ %،‬وقواطع النظم العزيز تؤكد ه‪%%‬ده الحقيقة المس‪%%‬لمة‪،‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫ش ْو ِن‬ ‫اخ َ‬‫ش ْو ُه ْم َو ْ‬
‫ال تَ ْخ َ‬ ‫ين َكفَ رو ْا ِمن ِد ِ‬
‫ين ُك ْم فَ َ‬ ‫األول‪ :‬قوله س‪%% %‬بحانه وتع‪%% %‬الى‪﴿ :‬ا ْلي وم يِئ َِّ‬
‫س الذ َ ُ‬ ‫َََْ َ‬
‫ال َم ِديناً﴾ (المائدة‪.)3 :‬‬ ‫سَ‬‫يت َل ُك ُم اِإل ْ‬
‫ض ُ‬ ‫ت عَل ْي ُكم ِنعمِتي ور ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َل ُك ْم دي َن ُك ْم َوَأ ْت َم ْم ُ َ ْ ْ َ َ َ‬ ‫ا ْل َي ْو َم َأ ْك َم ْل ُ‬
‫ون ِباللّ ِه َوالَ بِا ْل َي ْوِم اآلخِ ِر َوالَ ُي َحِّر ُم َ‬
‫ون‬ ‫الثاني‪ :‬قوله سبحانه وتعالى‪﴿ :‬قَ ِاتلُواْ الَّ ِذ َ‬
‫ين الَ ُيْؤ ِم ُن َ‬
‫ط واْ ا ْل ِج ْز َي َة َعن َي ٍد َو ُه ْم‬‫اب َحتَّى ُي ْع ُ‬ ‫ِ‬
‫ين ُأوتُواْ ا ْلكتَ َ‬ ‫ق ِم َن الَِّذ َ‬ ‫ون ِد َ‬
‫ين ا ْل َح ِّ‬ ‫سولُ ُه َو َال َيِدي ُن َ‬‫َما َحَّر َم اللّ ُه َوَر ُ‬
‫ِك قَ ولُهم بَِأفْو ِ‬
‫اه ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود ُعَز ْي ٌر ْاب ُن الّل ِه َوقَ ا َل ْت َّ‬
‫*وقَ ا َل ِت ا ْل َي ُه ُ‬ ‫ص ِ‬
‫َ‬ ‫يح ْاب ُن الّل ه َذل َ ْ ُ‬ ‫ص َارى ا ْل َمس ُ‬ ‫الن َ‬ ‫ون َ‬‫اغ ُر َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )54‬اآللوسي‪ ،‬روح المعاني‪ ،‬مصدر سابق‪.197 :1 ،‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪244‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬

‫ون*اتَّ َخ ُذواْ ْ‬
‫َأح َب َار ُه ْم َو ُر ْه َب ا َن ُه ْم َْأر َباب اً ِّمن‬ ‫ين َكفَُرواْ ِمن قَْب ُل قَ اتَلَ ُه ُم اللّ ُه ََّأنى ُيْؤ فَ ُك َ‬ ‫ئون قَ ْو َل الَِّذ َ‬
‫اه َ‬ ‫ض ِ‬‫ُي َ‬
‫يح ْاب َن م ر َيم وما ُأمِرواْ ِإالَّ ِل َي ْع ُب ُدواْ ِإلَـهاً واحِداً الَّ ِإلَ َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـه ِإال ُه َو ُ‬
‫س ْب َحا َن ُه َع َّما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َََ‬ ‫ون اللّ ه َوا ْل َمس َ‬ ‫ُد ِ‬
‫*ه َو‬‫ون ُ‬ ‫ورهُ َولَ ْو َك ِرهَ ا ْل َك ِافُر َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور اللّه ِبَأف َْواه ِه ْم َو َي َْأبى اللّ ُه ِإال َأن ُيت َّم ُن َ‬ ‫ون َأن يطفئوا ُن َ‬ ‫يد َ‬‫*ي ِر ُ‬
‫ون ُ‬‫ش ِر ُك َ‬ ‫ُي ْ‬
‫ون﴾(التوب‪%%‬ة‪-29 :‬‬ ‫ش ِر ُك َ‬ ‫ِّين ُكلِّ ِه َولَ ْو َك ِرهَ ا ْل ُم ْ‬
‫ق ِل ُي ْظ ِهَرهُ َعلَى الد ِ‬ ‫سولَ ُه ِبا ْل ُه َدى َو ِد ِ‬
‫ين ا ْل َح ِّ‬ ‫س َل َر ُ‬
‫ِ‬
‫الَّذي َْأر َ‬
‫‪ ،)33‬ونظائرها في سورتي الفتح‪ ،‬والصف معلومة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬استعمال (إنْ ) الشرطية في األمور اليقينية‪.‬‬


‫النموذج األول‪ :‬استعمال (إنْ ) الشرطية في حقيقة الموت الكونية‪.‬‬
‫من العل‪%%‬وم الض‪%%‬رورية عند جميع البشر أن الم‪%%‬وت هو نهاية كل حي في ه‪%%‬ذه ال‪%%‬دار‪ ،‬والم‪%%‬وت‬
‫َأهلَ ْك َنا قَْبلَ ُهم ِّمن‬
‫على ه‪%‬ذه الص‪%‬ورة أمر فط‪%‬ري‪ ،‬ك‪%‬وني محت‪%‬وم ال مفر من‪%‬ه‪ ،‬ق‪%‬ال اهلل عز وج‪%‬ل‪َ ﴿ :‬و َك ْم ْ‬
‫يص﴾ (ق‪ ،)36 :‬وأك ‪%%‬دت كث ‪%%‬ير من اآلي ‪%%‬ات‬ ‫َأش ُّد ِم ْن ُهم َب ْطش اً فَ َنقَّ ُب وا ِفي ا ْلِباَل ِد َه ْل ِمن َّم ِح ٍ‬ ‫قَ ْر ٍن ُه ْم َ‬
‫القرآنية هذه الحقيقة الثابتة‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ام ِة‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫األولى‪ :‬قوله س ‪%%‬بحانه وتع ‪%%‬الى‪ُ ﴿ :‬ك ُّل َن ْف ٍ ِئ‬
‫ور ُك ْم َي ْو َم ا ْلق َي َ‬ ‫س َذآ قَ ُة ا ْل َم ْوت َوِإ َّن َما تَُوف ْو َن ُ‬
‫ُأج َ‬
‫ور﴾(آل عمران‪.)185 :‬‬ ‫ار َو ُْأد ِخ َل ا ْل َج َّن َة فَقَ ْد فَ َاز َوما ا ْل َح َياةُ ُّ‬
‫الد ْن َيا ِإالَّ َمتَاعُ ا ْل ُغ ُر ِ‬ ‫فَمن ُز ْح ِز َح َع ِن َّ‬
‫الن ِ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫ش ي ََّدة﴾‬
‫وج ُّم َ‬ ‫ِ‬
‫ت َولَ ْو ُكنتُ ْم في ُب ُر ٍ‬ ‫الثاني ‪%%‬ة‪ :‬قوله س ‪%%‬بحانه وتع ‪%%‬الى‪َْ ﴿ :‬أي َن َما تَ ُكو ُن واْ ُي ْد ِر ُّ‬
‫كك ُم ا ْل َم ْو ُ‬
‫(النساء‪.)78 :‬‬
‫الش ِّر َوا ْل َخ ْي ِر ِفتْ َن ًة َوِإلَ ْي َنا‬
‫س َذاِئقَ ُة ا ْل َم ْو ِت َو َنْبلُ و ُكم ِب َّ‬
‫الثالث ‪%%‬ة‪ :‬قوله س ‪%%‬بحانه وتع ‪%%‬الى‪ُ ﴿ :‬ك ُّل َن ْف ٍ‬
‫ون﴾ (األنبياء‪.)35 :‬‬‫تُْر َج ُع َ‬
‫وعلى ال‪%% %‬رغم من تس‪%% %‬ليم الخلق كافة بثب‪%% %‬وت حقيقة الم‪%% %‬وت إال أننا نجد بعض اآلي‪%% %‬ات القرآنية‬
‫(إن) ال‪%%‬تي أصل معناها التش‪%%‬كيك‪ ،‬ومن ه‪%%‬ذه‬ ‫الكريمة اس‪%%‬تعملت مع ه‪%%‬ذه القض‪%%‬ية المركزية أداة الش‪%%‬رط ْ‬
‫اآليات الكريمة‪:‬‬
‫س ُل َأفَ ِإ ن َّم َ‬
‫ات َْأو‬ ‫األولى‪ :‬قوله س‪%%‬بحانه وتع‪%%‬الى‪﴿ :‬وما مح َّم ٌد ِإالَّ رسو ٌل قَ ْد َخلَ ْت ِمن قَْبل ِ‬
‫الر ُ‬
‫ِه ُّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ َُ‬
‫ين﴾ (آل‬ ‫ِ‬ ‫س َي ْج ِزي اللّ ُه َّ‬
‫الش اك ِر َ‬ ‫َأعقَاِب ُك ْم َو َمن َين َقِل ْب َعلَ َى َع ِق َب ْي ِه َفلَن َي ُ‬
‫قُِت َل ان َقلَ ْبتُ ْم َعلَى ْ‬
‫ش ْيئاً َو َ‬
‫ضَّر اللّ َه َ‬
‫عمران‪.)144 :‬‬
‫ِرةٌ ِّم َن اللّ ِه َوَر ْح َم ٌة‬ ‫ِ ِ‬
‫س ِبيل اللّ ه َْأو ُمتُّ ْم لَ َم ْغف َ‬
‫ِئ ِ ِ‬
‫الثاني ‪%%‬ة‪ :‬قوله س ‪%%‬بحانه وتع ‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬ولَ ن قُت ْلتُ ْم في َ‬
‫ون﴾ (آل عمران‪.)157 :‬‬
‫َخ ْيٌر ِّم َّما َي ْج َم ُع َ‬

‫‪245‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫ون﴾‬ ‫ِك ا ْل ُخ ْل َد َأفَ ِإ ن ِّم َّت فَ ُه ُم ا ْل َخال ُ‬
‫ِد َ‬ ‫الثالث ‪%%‬ة‪ :‬قوله س ‪%%‬بحانه وتع ‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬و َما َج َع ْل َنا ِل َب َ‬
‫ش ٍر ِّمن قَْبل َ‬
‫(األنبياء‪.)34 :‬‬
‫(إن) في س‪%‬ياق الم‪%‬وت في‬
‫وال‪%‬ذي ي‪%‬راه الب‪%‬احث أن السر البي‪%‬اني في اس‪%‬تعمال أم أدوات الش‪%‬رط ْ‬
‫اآليات الكريمة الثالث منسجم مع التسلم بحقيقة الموت التي ال جدال فيها‪ ،‬وبيان ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫(إن) الشرطية في آية سورة آل عم‪%‬ران في س‪%‬ياق غ‪%‬زوة أحد ال‪%‬تي أش‪%‬يع فيها‬ ‫أوال‪ :‬استعملت ْ‬
‫مقتل الرس ‪%%‬ول ‪ ،r‬ف ‪%%‬أخبرت اآلية المؤم ‪%%‬نين على س ‪%%‬بيل االحتم ‪%%‬ال بين م ‪%%‬وت الرس ‪%%‬ول‪ r‬ومقتل ‪%%‬ه‪ ،‬وه ‪%%‬ذا‬
‫االحتم ‪%%‬ال م ‪%%‬وجب الس ‪%%‬تعمال األداة ال ‪%%‬تي تعطي مع ‪%%‬نى التش ‪%%‬كيك فما ت ‪%%‬دري النفس س ‪%%‬اعة الم ‪%%‬وت‪ ،‬وال‬
‫اَأْلر َح‪ِ %‬ام‬ ‫ِ‬ ‫اع ِة َوُيَن‪%ِّ %‬ز ُل اْل َغْي َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ث َوَي ْعلَ ُم َما في ْ‬ ‫مكان‪%%‬ه‪ ،‬وال كيفيت‪%%‬ه‪ ،‬ق‪%%‬ال اهلل عزوج‪%%‬ل‪ِ﴿ :‬إ َّن الل َه عن‪%َ %‬دهُ عْل ُم ال َّس ‪َ %‬‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪%‬ير﴾ (لقم‪%%‬ان‪،)34 :‬‬ ‫يم َخبِ‪ٌ %‬‬
‫‪%‬وت ِإ َّن اللهَ َعل ٌ‬ ‫ض تَ ُم‪ُ %‬‬ ‫َأي َْأر ٍ‬‫ب َغدًا َو َما تَ ْد ِري َن ْف ٌس بِ ِّ‬
‫َو َما تَ ْد ِري َن ْف ٌس َّما َذا تَ ْكس ُ‬
‫وما يق‪%‬ال في ه‪%‬ذه اآلية يق‪%‬ال في أختها إذ هما في س‪%‬ياق واحد في س‪%‬ورة آل عم‪%‬ران‪ ،‬فما ي‪%‬دري المس‪%‬لم‬
‫المقاتل في ساحة القتال أيفتل أم يموت؟‪.‬‬
‫(إن) الش‪%‬رطية في آية س‪%‬ورة األنبي‪%‬اء في س‪%‬ياق خط‪%‬اب الك‪%‬افرين ال‪%‬ذين ك‪%‬انوا‬
‫ثانيا‪ :‬اس‪%‬تعملت ْ‬
‫يتمن‪%‬ون م‪%‬وت الرس‪%‬ول ‪ r‬في حي‪%‬اتهم‪ ،‬ب‪%‬أن الرس‪%‬ول ‪ r‬بشر تعتريه أح‪%‬وال البشر ال‪%‬تي أظهرها الم‪%‬وت‪،‬‬
‫فمدار الشك في موت الرسول ‪ r‬في زمان من تمنى موته من المشركين‪ ،‬ال في أصل موته ‪ ،r‬ولذلك‬
‫ف‪%%‬رع على ه‪%%‬ذه الحقيقة االس‪%%‬تفهام اإلنك‪%%‬اري للك‪%%‬افرين‪ ،‬وعقبه باآلية ال‪%%‬تي أطلقت حكم الم‪%%‬وت على كل‬
‫نفس‪.‬‬

‫النموذج الثاني‪ :‬استعمال (إنْ ) الشرطية في عقيدة البعث‬


‫أخذت عقيدة إثبات البعث بعد الموت حظا وافرا من اهتمام القرآن الكريم‪ ،‬نظرا ألنها العقي‪%%‬دة‬
‫الحقة التي أنكرها كف‪%‬ار الع‪%‬رب في مك‪%‬ة‪ ،‬وع‪%‬دها البي‪%‬ان الق‪%‬رآني أحد أرك‪%‬ان اإليم‪%‬ان الس‪%‬تة‪ ،‬وقد توسع‬
‫النظم الجليل في االس ‪%% %‬تدالل على إثب ‪%% %‬ات عقي ‪%% %‬دة البعث والنش ‪%% %‬ور‪ ،‬ومن أجمع المق ‪%% %‬اطع القرآنية ال ‪%% %‬تي‬
‫اس‬
‫الن ُ‬ ‫ُّها َّ‬
‫﴿يا َأي َ‬
‫حش‪%% %‬دت أب‪%% %‬رز ال‪%% %‬براهين على مص‪%% %‬داق ه‪%% %‬ذا األصل األص‪%% %‬يل قوله س‪%% %‬بحانه وتع‪%% %‬الى‪َ :‬‬
‫ض ِفَراش اً َو َّ‬
‫الس َماء ِب َن اء‬ ‫اَألر َ‬ ‫ين ِمن قَْبِل ُكم لَعلَّ ُكم تَتَّقُ َ ِ‬
‫ون*الَّذي َج َع َل لَ ُك ُم ْ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫اع ُب ُدواْ َر َّب ُك ُم الَِّذي َخلَقَ ُك ْم َوالَِّذ َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأخَر َج بِه م َن الث َم َرات ِر ْزق اً ل ُك ْم فَالَ تَ ْج َعلُ واْ للّ ه َأن َداداً َوَأنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬
‫ون﴾‬ ‫اء فَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َماء َم ً‬ ‫َوَأن َز َل م َن َّ‬
‫(البقرة‪.)22-21 :‬‬
‫وأنواع البراهين التي تضمنها هذا القول الكريم ثالثة(‪ )55‬هي‪:‬‬

‫(‪ )55‬الشنقيطي‪ ،‬أضواء البيان‪ ،‬مصدر سابق‪.66-64 :1 ،‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪246‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫اع ُب ُدواْ َر َّب ُك ُم الَِّذي َخلَقَ ُك ْم‬
‫اس ْ‬ ‫ُّها َّ‬
‫الن ُ‬ ‫﴿يا َأي َ‬
‫البرهان األول‪ :‬خلق الن‪%%‬اس أوالً المش‪%%‬ار إليه بقول‪%%‬ه‪َ :‬‬
‫ين ِمن قَْبِل ُك ْم﴾ ألن اإليجاد األول أعظم برهان على اإليجاد الث‪%%‬اني‪ ،‬وأوضح ذلك في آي‪%%‬ات كث‪%%‬يرة‬ ‫َوالَِّذ َ‬
‫ات‬ ‫الس ماو ِ‬ ‫َأه و ُن علَ ْي ِه ولَ ُه ا ْلمثَ ُل ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫كقوله تع‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬و ُه َو الَِّذي َي ْب َدُأ ا ْل َخ ْل َ‬
‫اَأْلعلَى في َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ق ثَُّم ُيعي ُدهُ َو ُه َو ْ َ َ َ‬
‫الس ِج ِّل ِل ْل ُكتُ ِب‬
‫ط ِّي ِّ‬ ‫يم﴾(ال‪%%‬روم‪.)27 :‬وقوله تع‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬ي ْو َم َن ْط ِوي َّ‬
‫الس َماء َك َ‬ ‫ض و ُهو ا ْلع ِز ُ ِ‬
‫يز ا ْل َحك ُ‬ ‫اَأْلر ِ َ َ َ‬ ‫َو ْ‬
‫ين﴾(األنبي ‪%%‬اء‪ ،)10 :‬وقوله تع ‪%%‬الى‪ُ ﴿ :‬قل ُكو ُن و ْا‬ ‫اعِل َ‬‫ق ُّن ِعي ُدهُ و ْع داً علَ ْي َنا ِإ َّنا ُك َّنا َف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َك َما َب َدْأ َنا ََّأو َل َخ ْل ٍ‬
‫ط َر ُك ْم ََّأو َل َم َّر ٍة‬‫ون َمن ُي ِعي ُد َنا ُق ِل الَِّذي َف َ‬ ‫س َيقُولُ َ‬
‫ور ُك ْم َف َ‬‫ص ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح َج َارةً َْأو َحدي داً* ْأو َخ ْلق اً ِّم َّما َي ْك ُب ُر في ُ‬
‫ِ‬
‫ون َق ِريباًَ﴾ (اإلس‪%%‬راء‪ ،)51-50 :‬ول‪%%‬ذا‬ ‫سى َأن َي ُك َ‬ ‫ون َمتَى ُه َو ُق ْل َع َ‬ ‫ون ِإَل ْي َك ُرُؤ َ‬
‫وس ُه ْم َو َيقُولُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫س ُي ْن ِغ ُ‬
‫َف َ‬
‫ال َو َن ِس َي‬ ‫ضَر َب َل َنا َمثَ ً‬ ‫ذكر تع‪%%‬الى أن من أنكر البعث فقد نسي اإليج‪%%‬اد األول‪ ،‬كما في قوله تع‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬و َ‬
‫يم﴾ (يس‪.)78 :‬‬ ‫ام َو ِه َي َر ِم ٌَ‬ ‫ظَ‬ ‫ال َم ْن ُي ْحِيي ا ْل ِع َ‬ ‫َخ ْلقَ ُه َق َ‬
‫ِ‬
‫ض‬ ‫البره‪%%‬ان الث‪%%‬اني‪ :‬خلق الس‪%%‬موات واألرض المش‪%%‬ار إليه بقوله تع‪%%‬الى‪﴿ :‬الَّذي َج َع َل لَ ُك ُم ْ‬
‫اَألر َ‬
‫الس َماء ِب َن اء﴾ ألنهما من أعظم المخلوق ‪%%‬ات‪ ،‬ومن ق ‪%%‬در على خلق األعظم‪ ،‬فهو على غ ‪%%‬يره‬ ‫ِفَراش اً َو َّ‬
‫ات‬ ‫السماو ِ‬
‫ق َّ َ َ‬ ‫قادر من باب أحرى‪ ،‬وأوضح اهلل تعالى هذا البرهان في آيات كثيرة كقوله تعالى‪﴿ :‬لَ َخ ْل ُ‬
‫ون﴾ (غافر‪.)57 :‬‬ ‫الن ِ‬
‫اس اَل َي ْعلَ ُم َ‬ ‫اس َوَل ِك َّن َأ ْكثََر َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ق َّ‬ ‫ض َأ ْك َب ُر ِم ْن َخ ْل ِ‬‫اَأْلر ِ‬‫َو ْ‬
‫ق ِم ْثلَ ُهم َبلَى َو ُه َو‬ ‫َأن َي ْخلُ َ‬ ‫ض ِبقَ ِاد ٍر َعلَى ْ‬ ‫اَأْلر َ‬ ‫ِ‬
‫الس َم َاوات َو ْ‬ ‫ق َّ‬ ‫س الَِّذي َخَل َ‬ ‫وقوله تع‪%%‬الى‪ََ ﴿ :‬أوَل ْي َ‬
‫س ْم َك َها‬ ‫َأش ُّد َخ ْلق اً َِأم َّ‬ ‫ا ْل َخاَّل ُ ِ‬
‫ا*ر َف َع َ‬ ‫اه َ‬ ‫الس َماء َب َن َ‬ ‫يم﴾(يس‪ ،)81 :‬وقوله تع‪%% % % %‬الى‪َ﴿ :‬أَأنتُ ْم َ‬ ‫ق ا ْل َعل ُ‬
‫ا*َأخ َر َج ِم ْن َها َم َ‬
‫اءها‬ ‫ْ‬ ‫اه‬
‫ض َب ْع َد َذلِ َك َد َح َ‬ ‫اَأْلر َ‬
‫ا*و ْ‬ ‫اه َ‬ ‫ض َح َ‬ ‫َأخ َر َج ُ‬ ‫ش لَْيلَ َها َو ْ‬ ‫طَ‬‫ا*وَأ ْغ َ‬‫اه َ‬ ‫س َّو َ‬ ‫َف َ‬
‫ام ُك ْم﴾ (النازعات‪.)33-27 :‬‬ ‫اها*متَاعاً لَّ ُكم وَأِلْنع ِ‬ ‫ا*وا ْل ِج َب َ‬
‫ْ َ َ‬ ‫س َ َ‬ ‫ال َْأر َ‬ ‫اه َ‬ ‫َو َم ْر َع َ‬
‫البره‪%%‬ان الث‪%%‬الث‪ :‬إحي‪%%‬اء األرض بعد موته‪%%‬ا‪ ،‬فإنه من أعظم األدلة على البعث بعد الم‪%%‬وت‪ ،‬كما‬
‫ات ِر ْزق اً لَّ ُك ْم ﴾‪ ،‬وج‪%% %‬اء‬ ‫ِه ِم َن الثَّم ر ِ‬ ‫َأخرج ب ِ‬ ‫أش‪%% %‬ار له هنا بقوله تع‪%% %‬الى‪﴿ :‬وَأن َز َل ِم َن َّ ِ‬
‫ََ‬ ‫اء فَ ْ َ َ‬ ‫الس َماء َم ً‬ ‫َ‬
‫ض َخ ِ‬ ‫توض‪%%‬يح ه‪%%‬ذا البره‪%%‬ان المش‪%%‬هود في آي‪%%‬ات كث‪%%‬يرة كقوله تع‪%%‬الى‪﴿ :‬و ِم ْن ِ ِ‬
‫اش َع ًة‬ ‫اَأْلر َ‬‫آياته ََّأن َك تَ َرى ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ير﴾‬ ‫اها لَم ْحِيي ا ْلم وتَى ِإ َّن ُه علَى ُك ِّل َ ٍ ِ‬ ‫اهتَ َّز ْت َوَر َب ْت ِإ َّن الَِّذي ْ‬ ‫فَ ِإ َذا َ‬
‫ش ْيء قَ د ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َأح َي َ ُ‬ ‫َأنز ْل َنا َعَل ْي َها ا ْل َم اء ْ‬
‫ون﴾‬ ‫َأخَر ْج َنا ِم ْن َها َح ّباً فَ ِم ْن ُه َي ْأ ُكلُ َ‬
‫اها َو ْ‬ ‫َأح َي ْي َن َ‬
‫ض ا ْل َم ْيتَ ُة ْ‬ ‫آي ٌة لَّ ُه ُم ْ‬
‫اَأْلر ُ‬ ‫(فصلت‪ ،)39 :‬وقوله تع‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬و َ‬
‫ِ‬ ‫(يس‪ ،)33 :‬وقوله تع‪%%‬الى‪َ ﴿ :‬و ُه َو الَِّذي ُيْر ِس ُل ِّ‬
‫س َحاباً‬ ‫ي َر ْح َمتِه َحتَّى ِإ َذا َأ َقلَّ ْت َ‬ ‫ش راً َب ْي َن َي َد ْ‬‫اح ُب ْ‬‫الر َي َ‬
‫ات َك َذِل َك ُن ْخ ِر ُج ا ْلم ْوتَى لَ َعلَّ ُك ْم‬ ‫ِه ِمن ُك ِّل الثَّم ر ِ‬
‫ََ‬
‫َأخر ْج َنا ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْق َناهُ ِلَبلَ ٍد َّمِّي ٍت فَ َ‬
‫َأنز ْل َنا بِه ا ْل َم اء فَ ْ َ‬ ‫ث َق ا ًال ُ‬
‫ِ‬
‫ون﴾ (األعراف‪.)57 :‬‬ ‫تَ َذ َّكُر َ‬

‫‪247‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫وعلى ال‪%% %‬رغم من ك‪%% %‬ون قض‪%% %‬ية البعث والنش‪%% %‬ور هي القض‪%% %‬ية العقدية المركزية ال‪%% %‬تي وص‪%% %‬فها‬
‫الق ‪%% %‬رآن الك ‪%% %‬ريم بالنبأ العظيم‪ ،‬إال أننا نجد بعض اآلي ‪%% %‬ات القرآنية الكريمة اس ‪%% %‬تعملت مع ه ‪%% %‬ذه القض‪%% %‬ية‬
‫(إن) ال‪%‬تي أصل معناها التش‪%‬كيك‪ ،‬ومن ه‪%‬ذه اآلي‪%‬ات الكريمة قوله س‪%‬بحانه وتع‪%‬الى‪:‬‬ ‫العقدية أداة الش‪%‬رط ْ‬
‫اب ثَُّم ِمن ُّن ْط َف ٍة ثَُّم ِم ْن َعلَقَ ٍة ثَُّم ِمن‬ ‫اس ِإن ُكنتُ ْم ِفي َر ْي ٍب ِّم َن ا ْل َب ْع ِث َفِإ َّنا َخلَ ْق َن ا ُكم ِّمن تُ َر ٍ‬ ‫ُّها َّ‬
‫الن ُ‬ ‫﴿ َيا َأي َ‬
‫س ًّمى ثَُّم ُن ْخ ِر ُج ُك ْم ِط ْف ً‬
‫ال ثَُّم‬ ‫َأج ٍل ُّم َ‬
‫شاء ِإَلى َ‬ ‫اَأْلر َح ِام َما َن َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّم ْ ٍ‬
‫ض َغة ُّم َخلَّقَة َو َغ ْي ِر ُم َخلَّ َقة لِّ ُن َب ِّي َن َل ُك ْم َو ُنقُّر في ْ‬
‫ش ْيئاً َوتَ َرى‬ ‫َأش َّد ُك ْم َو ِمن ُكم َّمن ُيتَ َوفَّى َو ِمن ُكم َّمن ُي َر ُّد ِإلَى َْأر َذ ِل ا ْل ُع ُم ِر ِل َك ْياَل َي ْعَل َم ِمن َب ْع ِد ِع ْلٍم َ‬ ‫ِلتَْبلُ ُغ وا ُ‬
‫َِأن اللَّ َه ُه َو‬
‫ِك ب َّ‬ ‫يج* َذل َ‬ ‫َأنبتَ ْت ِمن ُك ِّل َز ْو ٍج َب ِه ٍ‬ ‫اهتَ َّز ْت َوَر َب ْت َو َ‬ ‫َأنز ْل َنا َعلَ ْي َها ا ْل َم اء ْ‬‫ِدةً َف ِإ َذا َ‬‫ض َهام َ‬ ‫اَأْلر َ‬
‫ْ‬

‫‪248‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫َأن اللَّ َه َي ْب َع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق و ََّأن ُه ي ْحِيي ا ْلموتَى و ََّأن ُه علَى ُك ِّل َ ٍ ِ‬
‫ث َمن‬ ‫اع َة آت َي ٌة اَّل َر ْي َب ف َ‬
‫يها َو َّ‬ ‫الس َ‬
‫َأن َّ‬
‫*و َّ‬
‫ير َ‬
‫ش ْيء قَد ٌ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ا ْل َح ُّ َ ُ‬
‫ور﴾ (الحج‪.)7-5 :‬‬ ‫ِفي ا ْلقُ ُب ِ‬
‫وال‪%%‬ذي يرفع ه‪%%‬ذا التس‪%%‬اؤل هو الس‪%%‬ياق ألنه يخ‪%%‬اطب المش‪%%‬ركين ال‪%%‬ذين ش‪%%‬اع في الق‪%%‬رآن الك‪%%‬ريم‬
‫وهي‬ ‫تش‪%‬كيكهم في حقية البعث والي‪%‬وم اآلخ‪%‬ر‪ ،‬فإيث‪%‬ار أس‪%‬لوب الش‪%‬رط على ه‪%‬ذا الش‪%‬كل لنكتة دقيقة‬
‫توهين زعم المشركين في إنكارهم للبعث والنشور‪ ،‬فالرسالة البيانية التي ألجلها ج‪%‬اءت أداة التش‪%%‬كيك‬
‫الشرطي هي إثبات البعث والنشور‪.‬‬

‫‪249‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫(‪)56‬‬
‫ريبهم في البعث مفروض ‪%‬اً ب(إن)‬
‫"وجعل ْ‬
‫(ابن عاش ‪%%‬ور‪ُ : )196 ،17،‬‬ ‫يق ‪%%‬ول ابن عاش ‪%%‬ور‬
‫الش‪%‬رطية مع أن ريبهم محقق للداللة على أن المق‪%‬ام لما حف به من األدلة المبطلة ل‪%‬ريبهم ي‪%‬نزل منزلة‬
‫س ِر ِف َ‬
‫ين﴾"‬ ‫ِّ‬ ‫ض ِر ُ‬
‫ص ْفحاً َأن ُكنتُ ْم َق ْوم اً ُّم ْ‬
‫ب َعن ُك ُم الذ ْكَر َ‬ ‫ريبه كما في قوله تع‪%%‬الى‪َ﴿ :‬أفَ َن ْ‬
‫مقام من ال يتحقق ُ‬
‫(الزخرف‪.)5 ،‬‬
‫(إن) هو إبط ‪%%‬ال ارتي ‪%%‬ابهم في ه ‪%%‬ذه الحقيقة‬
‫ف ‪%%‬الغرض البي ‪%%‬اني ال ‪%%‬ذي ج ‪%%‬اءت ألدائه أداة الش ‪%%‬رط ْ‬
‫المطلقة‪ ،‬واهلل تعالى أعلم‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫(‪ )56‬ابن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬مصدر سابق‪.17:196 ،‬‬ ‫‪56‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫القرآن الكريم‪:‬‬
‫اآللوس ‪%%‬ي‪ ،‬أبو الثن ‪%%‬اء ش ‪%%‬هاب ال ‪%%‬دين محم ‪%%‬ود بن ش ‪%%‬كري البغ ‪%%‬دادي‪ ،‬روح المع ‪%%‬اني في تفس ‪%%‬ير‬ ‫‪‬‬
‫القرآن العظيم والسبع المثاني‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬بدون رقم طبع‪%%‬ة‪،‬‬
‫وال تاريخ نشر‪.‬‬
‫البخ ‪%%‬اري‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن إس ‪%%‬ماعيل الجعفي‪ ،‬الج ‪%%‬امع الص ‪%%‬حيح المختصر من أم ‪%%‬ور‬ ‫‪‬‬
‫رس ‪%%‬ول اهلل ‪ r‬وس ‪%%‬ننه وأيام ‪%%‬ه‪ ،‬ق ‪%%‬ام بش ‪%%‬رحه وتحقيقه محب ال ‪%%‬دين الخطيب‪ ،‬رقم كتبه وأبوابه‬
‫وأحاديثه محمد ف‪%% % % %‬ؤاد عبد الب‪%% % % %‬اقي‪ ،‬نش‪%% % % %‬ره وراجعه قصي محب ال‪%% % % %‬دين الخطيب‪ ،‬المكتبة‪%‬‬
‫السلفية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1404 ،1‬هـ‪.‬‬
‫البيضاوي‪ ،‬أبو الخير ناصر الدين عبد اهلل بن عمر‪ ،‬أن‪%‬وار التنزيل وأس‪%‬رار التأوي‪%‬ل‪ ،‬إع‪%‬داد‬ ‫‪‬‬
‫وتقديم محمد عبد الرحمن المرعشلي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬مؤسسة التاريخ العربي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.‬‬
‫الثع ‪%%‬البي‪ ،‬عب ‪%%‬د ال ‪%%‬رحمن بن محم ‪%%‬د أب ‪%%‬و زي ‪%%‬د‪ ،‬الج ‪%%‬واهر الحس ‪%%‬ان في تفس ‪%%‬ير الق ‪%%‬رآن‪ ،‬حقق‬ ‫‪‬‬
‫أص ‪%% %‬وله على أربع نسخ خطية وعلق عليه وخ ‪%% %‬رج أحاديث ‪%% %‬ه‪ ،‬الش ‪%% %‬يخ علي محمد مع ‪%% %‬وض‪،‬‬
‫الش‪%%‬يخ ع‪%%‬ادل أحمد عبد الموج‪%%‬ود‪ ،‬وش‪%%‬ارك في تحقيقه األس‪%%‬تاذ ال‪%%‬دكتور عبد الفت‪%%‬اح أبو س‪%%‬نة‪،‬‬
‫دار إحي ‪%% %‬اء ال ‪%% %‬تراث الع ‪%% %‬ربي‪ ،‬مؤسسة الت ‪%% %‬اريخ الع ‪%% %‬ربي‪ ،‬ب ‪%% %‬يروت‪ ،‬لبن ‪%% %‬ان‪ ،‬ط‪1418 ،1‬هـ‪،‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬

‫‪250‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫(إن) الش‪%% % %‬رطية في الق‪%% % %‬رآن الك‪%% % %‬ريم‪ ،‬وأثرها في الكشف عن‬
‫بعد ه‪%% % %‬ذه التط‪%% % %‬واف مع دراسة ْ‬
‫األسرار المعنوية‪ ،‬والنكت البيانية في النظم الق‪%‬رآني المعج‪%‬ز‪ ،‬يحسن بي أذكر أهم نت‪%%‬ائج ه‪%%‬ذه الدراسة‬
‫وتوصياتها‪ ،‬وهي كما يأتي‪:‬‬
‫(إن) الش‪%%‬رطية هي أم أدوات الش‪%%‬رط‪ ،‬وأنها تتمحض لمع‪%%‬نى الش‪%%‬رط‬ ‫أوال‪ :‬أكد البحث على أن ْ‬
‫خاصة من دون أخواته ‪%%‬ا‪ ،‬كما نص على ذلك الخليل بن أحمد الفراهي ‪%%‬دي‪ ،‬لما س ‪%%‬أله س ‪%%‬يبويه عن ه‪%%%‬ذا‬
‫الحرف الشرطي الفذ‪.‬‬

‫أبو حي‪%% % %‬ان‪ ،‬محمد بن يوسف األندلس‪%% % %‬ي‪ ،‬البحر المحي‪%% % %‬ط‪ ،‬دراسة وتحقيق وتعلي‪%% % %‬ق‪ ،‬الش‪%% % %‬يخ‬ ‫‪‬‬
‫ع‪%% %‬ادل أحمد عبد الموج‪%% %‬ود‪ ،‬الش‪%% %‬يخ علي محمد مع‪%% %‬وض‪ ،‬ش‪%% %‬ارك في تحقيق‪%% %‬ه‪ ،‬د زكريا عبد‬
‫المجيد الن‪%% % % %‬وتي‪ ،‬د‪.‬أحمد النج‪%% % % %‬ولي الجم‪%% % % %‬ل‪ ،‬دار الكتب العلمي‪%% % % %‬ة‪ ،‬ب‪%% % % %‬يروت‪ ،‬لبن‪%% % % %‬ان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1413‬هـ‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫ال‪%% % %‬رازي‪ ،‬محمد بن عمر فخر ال‪%% % %‬دين‪ ،‬مف‪%% % %‬اتيح الغيب‪ ،‬دار الفك‪%% % %‬ر‪ ،‬ب‪%% % %‬يروت‪ ،‬لبن‪%% % %‬ان‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1401‬هـ‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫الرض‪%% % %‬ى‪ ،‬محمد بن الحسن االس ‪%% % %‬تراباذي‪ ،‬ش‪%% % %‬رح الكافي‪%% % %‬ة‪ ،‬مص‪%% % %‬ور عن مطبعة الش‪%% % %‬ركة‬ ‫‪‬‬
‫الصحافية العثمانية‪ %،‬بيروت‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.‬‬
‫الرم‪%%‬اني‪ ،‬أبو الحسن علي بن عيس‪%%‬ى‪ ،‬ش‪%%‬رح كت‪%%‬اب س‪%%‬يبويه‪ ،‬نس‪%%‬خة مص‪%%‬ورة مكتبة مجمع‬ ‫‪‬‬
‫اللغة العربية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.‬‬
‫الزج ‪%%‬اج‪ ،‬أبو إس ‪%%‬حاق إب ‪%%‬راهيم بن الس ‪%%‬ري بن س ‪%%‬هل‪ ،‬مع ‪%%‬اني الق ‪%%‬رآن وإ عراب ‪%%‬ه‪ ،‬تحقيق عبد‬ ‫‪‬‬
‫الجليل عبده شلبي‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪1973 ،‬م‪.‬‬
‫الزج ‪%% % %‬اجي‪ ،‬أبو القاسم عبد ال ‪%% % %‬رحمن بن إس‪%% % %‬حاق‪ ،‬الجم ‪%% % %‬ل‪ ،‬تحقيق ابن أبي ش ‪%% % %‬نب‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪‬‬
‫كلينك‪ ،‬باريس‪1957 ،‬م‪.‬‬
‫الزمخش‪%% % %‬ري‪ ،‬أبو القاسم محم‪%% % %‬ود بن عمر الخ‪%% % %‬وارزمي‪ ،‬الكش‪%% % %‬اف عن حق‪%% % %‬ائق غ‪%% % %‬وامض‬ ‫‪‬‬
‫التنزيل وعي ‪%%‬ون األقاويل في وج ‪%%‬وه التأوي ‪%%‬ل‪ ،،‬دراسة وتحقيق وتعلي ‪%%‬ق‪ ،‬الش ‪%%‬يخ ع ‪%%‬ادل أحمد‬
‫عبد الموج‪%%‬ود‪ ،‬الش‪%%‬يخ علي محمد مع‪%%‬وض‪ ،‬ش‪%%‬ارك في تحقيق‪%%‬ه‪ ،‬د فتحي عبد ال‪%%‬رحمن أحمد‬
‫حجازي‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط‪1418 ،1‬هـ‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫ابن الس‪%% %‬راج‪ ،‬أبو بكر محمد بن الس‪%% %‬ري‪ ،‬الأص‪%% %‬ول في النح‪%% %‬و‪ ،‬تحقيق عبد الحس‪%% %‬ين الفتلي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مطبعة األغظمي‪ ،‬بغداد‪1973 ،‬م‪.‬‬

‫‪251‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫(إن) الش ‪%%‬رطية وأص ‪%%‬لها في االس ‪%%‬تعمال البالغي هو االختص ‪%%‬اص‬
‫ثاني ‪%%‬ا‪ :‬أثبت البحث أن ب ‪%%‬اب ْ‬
‫بالش‪%%‬رط المش‪%%‬كوك في تحقق‪%%‬ه‪ ،‬أو مس‪%%‬تحيل الوق‪%%‬وع ع‪%%‬ادة‪ ،‬أو عقال‪ ،‬وقد تس‪%%‬تعمل في غ‪%%‬ير ه‪%%‬ذا الب‪%%‬اب‪،‬‬
‫وله ‪%%‬ذا الخ ‪%%‬روج عن أصل وض ‪%%‬عها مس ‪%%‬وغاته ومقتض ‪%%‬ياته‪ ،‬كما تختص (إذا) الش ‪%%‬رطية ب ‪%%‬دخولها على‬
‫متيقَّن الوجود بحكم معنى الظرف‪.‬‬
‫(إن) الشرطية في مستواها الداللي في آي‪%‬ات الكت‪%%‬اب العزي‪%‬ز‪،‬‬
‫ثالثا‪ :‬بين البحث أوجه استعمال ْ‬
‫(إن) الشرطية في القرآن الكريم‪.‬‬‫كاشفا عن األسرار البالغية‪ ،‬والنكت المعنوية ألسلوب ْ‬

‫أبو السعود‪ ،‬محمد بن محمد العمادي‪ ،‬إرشاد العقل الس‪%‬ليم إلى مزايا الكت‪%‬اب الك‪%‬ريم‪ ،‬تحقيق‬ ‫‪‬‬
‫عبد القادر أحمد عطا‪ ،‬مكتبة الرياض الحديثة‪ ،‬الري‪%%‬اض‪ ،‬الس‪%%‬عودية‪ ،‬ب‪%%‬دون رقم طبع‪%%‬ة‪ ،‬وال‬
‫تاريخ نشر‪.‬‬
‫سيبويه‪ ،‬أبو بشر عمرو بن قن‪%‬بر‪ ،‬الكت‪%‬اب‪ ،‬تحقيق عبد الس‪%%‬الم ه‪%‬ارون‪ ،‬الهيئة العامة للكتب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.‬‬
‫الس‪%%‬يرافي‪ ،‬أبو س‪%%‬عيد الحسن بن عبد اهلل المرزب‪%%‬ان‪ ،‬ش‪%%‬رح كت‪%%‬اب س‪%%‬يبويه‪ ،‬نس‪%%‬خة مص‪%%‬ورة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مكتبة جامعة القاهرة‪.‬‬
‫الس‪%% %‬يوطي‪ ،‬أبو بكر جالل ال‪%% %‬دين عبد ال‪%% %‬رحمن بن كم‪%% %‬ال ال‪%% %‬دين‪ ،‬همع الهوامع ش‪%% %‬رح جمع‬ ‫‪‬‬
‫الجوامع ‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.‬‬
‫الش‪%%‬نقيطي‪ ،‬محم‪%%‬د األمين بن محم‪%%‬د المخت‪%%‬ار الجك‪%%‬ني‪ ،‬أض‪%%‬واء البي‪%%‬ان في إيض‪%%‬اح الق‪%%‬رآن‬ ‫‪‬‬
‫ب‪%% % % %‬القرآن‪ ،‬إش ‪%% % %‬راف بك‪%% % % %‬ر بن عب‪%% % % %‬د اهلل أب‪%% % % %‬و زيد‪ ،‬تمويل مؤسسة س ‪%% % %‬لمان بن عبد العزيز‬
‫ال‪%%‬راجحي الخيري‪%%‬ة‪ ،‬مطبوع‪%%‬ات مجمع الفقه اإلس‪%%‬المي‪ ،‬ج‪%%‬دة‪ ،‬الس‪%%‬عودية‪ ،‬ب‪%%‬دون رقم طبع‪%%‬ة‪،‬‬
‫وال تاريخ نشر‪.‬‬
‫الط‪%%‬بري‪ ،‬أبو جعفر محمد بن جري‪%%‬ر‪ ،‬ج‪%%‬امع البي‪%%‬ان عن تأويل الق‪%%‬رآن‪ ،‬تحقيق ال‪%%‬دكتور عبد‬ ‫‪‬‬
‫اهلل بن عبد المحسن ال ‪%%‬تركي‪ ،‬مركز البح ‪%%‬وث والدراس ‪%%‬ات العربية واإلس ‪%%‬المية‪ ،‬دار هج ‪%%‬ر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ 1422 ،1‬هـ‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫ابن عاش‪%%‬ور‪ ،‬محمد الط‪%%‬اهر‪ ،‬التحرير والتن‪%%‬وير‪ ،‬ال‪%%‬دار التونس‪%%‬ية للنش‪%%‬ر‪ ،‬ت‪%%‬ونس‪ ،‬ب‪%%‬دون رقم‬ ‫‪‬‬
‫طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.‬‬
‫ابن عص ‪%% %‬فور‪ ،‬أبو الحسن علي بن م ‪%% %‬ؤمن‪ ،‬المق ‪%% %‬رب‪ ،‬تحقيق أحمد عبد الس ‪%% %‬تار الح ‪%% %‬واري‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مطبعة المعاني‪ ،‬بغداد‪1971 ،‬م‪.‬‬

‫‪252‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫وأما التوصيات فهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ينبغي للمؤسس‪%% % %‬ات التعليمية خاصة العليا منها لفت األنظ‪%% % %‬ار إلى أهمية تن‪%% % %‬اول ال‪%% % %‬درس‬
‫اللغ‪%% %‬وي في س‪%% %‬ياق النظم الق‪%% %‬رآني المعج‪%% %‬ز‪ ،‬فهو اله‪%% %‬ادي لل‪%% %‬تي هي أق‪%% %‬وم في جميع المج‪%% %‬االت المادية‬
‫والمعنوية‪.‬‬

‫ابن عطي ‪%% %‬ة‪ ،‬أبو محمد عبد الحق بن غ ‪%% %‬الب‪ ،‬المح ‪%% %‬رر الوج‪%% %‬يز في تفس ‪%% %‬ير الكت‪%% %‬اب العزيز‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق وتعلي‪%%‬ق‪ ،‬الرحالة الف‪%%‬اروق‪ ،‬عبد اهلل بن إب‪%%‬راهيم األنص‪%%‬اري‪ ،‬الس‪%%‬يد عبد الع‪%%‬ال الس‪%%‬يد‬
‫إبراهيم‪ ،‬محمد الشافعي الصادق الحناني‪ ،‬مطبوعات وزارة األوقاف والش‪%%‬ؤون اإلس‪%%‬المية‪،‬‬
‫الدوحة‪ ،‬قطر‪ ،‬ط ‪1428 ،2‬هـ‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫الفارس ‪%% %‬ي‪ ،‬أبو علي الحسن بن أحم ‪%% %‬د‪ ،‬اإليض ‪%% %‬اح العض ‪%% %‬دي‪ ،‬تحقيق حسن ش ‪%% %‬اذلي فره ‪%% %‬ود‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مطبعة دار التأليف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1969 ،1‬م‪.‬‬
‫ك ‪%% %‬اظم بحر مرج ‪%% %‬ان‪ ،‬تحقيق كت ‪%% %‬اب المقتص ‪%% %‬د‪ ،‬الجرج ‪%% %‬اني‪ ،‬عبد الق ‪%% %‬اهر بن عبد ال ‪%% %‬رحمن‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪1975 ،‬م‪.‬‬
‫المالقي‪ ،‬أحمد بن عبد النور‪ ،‬رصف المباني في شرح حروف المعاني‪ ،‬تحقيق محمد أحمد‬ ‫‪‬‬
‫الخراط‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دمشق‪1975 ،‬م‪.‬‬
‫الم‪%% % %‬برد‪ ،‬أبو العب‪%% % %‬اس محمد بن يزي‪%% % %‬د‪ ،‬المقتض‪%% % %‬ب‪ ،‬تحقيق عبد الخ‪%% % %‬الق عض‪%% % %‬يمه‪ ،‬المجلس‬ ‫‪‬‬
‫األعلى للشئون اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬وال تاريخ نشر‪.‬‬
‫الم‪%%‬رادي‪ ،‬ب‪%%‬در ال‪%%‬دين الحس‪%%‬ن بن قاس‪%%‬م‪ ،‬الج‪%%‬نى ال‪%%‬داني في ح‪%%‬روف المع‪%%‬اني‪ ،‬تحقي‪%%‬ق فخر‬ ‫‪‬‬
‫الدين قباوة‪ ،‬محمد نديم فاضل‪ ،‬المكتبة العربية‪ ،‬حلب‪1973 ،‬م‪.‬‬
‫مصطفى النح‪%‬اس‪ ،‬تحقيق كت‪%‬اب ارتش‪%‬اف الض‪%‬رب من لس‪%‬ان الع‪%‬رب‪ ،‬أبو حي‪%‬ان‪ ،‬أث‪%‬ير ال‪%‬دين‬ ‫‪‬‬
‫محمد بن يوسف األندلسي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪.‬‬
‫ابن األنب‪%%‬اري‪ ،‬أبو البرك‪%%‬ات كم‪%%‬ال ال‪%%‬دين عبد ال‪%%‬رحمن بن محم‪%%‬د‪ ،‬البي‪%%‬ان في غ‪%%‬ريب إع‪%%‬راب‬ ‫‪‬‬
‫الق ‪%%‬رآن‪ ،‬تحقيق طه عبد الحميد ط ‪%%‬ه‪ ،‬دار الكت ‪%%‬اب الع ‪%%‬ربي للطباعة والنش ‪%%‬ر‪ ،‬الق ‪%%‬اهرة‪ ،‬ب ‪%%‬دون‬
‫رقم طبعة‪1969 ،‬م‪.‬‬

‫‪253‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬


‫اإلعج از الق رآني في جملة "إن" الش رطية ‪......................................‬محمد عبد ال رحمن‬
‫عودات‬
‫ثاني‪%%‬ا‪ :‬تك‪%%‬ثيف الدراس‪%%‬ات اللغوية التطبيقية الجامعة بين ف‪%%‬ني النحو والبالغ‪%%‬ة‪ ،‬وتوظيف الس‪%%‬ياق‬
‫س َن ُه‬
‫َأح َ‬
‫ون ْ‬ ‫س تَ ِم ُع َ‬
‫ون ا ْلقَ ْو َل فَ َيتَِّب ُع َ‬ ‫وتحكيمه في المع‪%%‬اني المس‪%%‬تنبطة‪ ،‬امتث‪%%‬اال لقوله جل ش‪%%‬أنه‪﴿ :‬الَِّذ َ‬
‫ين َي ْ‬
‫اهم اللَّ ُه َو ُْأولَِئ َك ُه ْم ُْأولُوا اَأْلْل َب ِ‬
‫اب﴾‪.‬‬ ‫ُْأولَِئ َك الَِّذ َ‬
‫ين َه َد ُ ُ‬
‫وختاما أس ‪%%‬أل اهلل تب ‪%%‬ارك وتع ‪%%‬الى أن يفقهنا في ال ‪%%‬دين‪ ،‬وأن يعلمنا أس ‪%%‬رار التأوي ‪%%‬ل‪ ،‬وأن يرزقنا‬
‫حسن الخت ‪%%‬ام‪ ،‬وص ‪%%‬لى اهلل على س ‪%%‬يد الخل ‪%%‬ق‪ ،‬وأول من تنشق عنه األرض‪ ،‬وعلى آله وص ‪%%‬حبه وس ‪%%‬لم‬
‫تسليما كثيرا‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪254‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪/4 I‬ج‪2016 ،‬‬

You might also like