You are on page 1of 82

‫المبتدأ والخبر‬

‫********‬
‫عرفنا أن الجملة اإلسمية هي التي تبدأ بإسم ‪ ،‬وال يكتمل معنى الجملة إال إذا تكونت‬
‫‪ .‬من ركنين هما المبتدأ والخبر ‪ ،‬وهما من مرفوعات األسماء‬
‫‪-‬‬
‫‪ .‬المبتدأ ‪ :‬إسم مرفوع يقع غالبا ً في أول الجملة‬
‫ويكون المبتدأ دائما ً معرفا ً ‪ ،‬كأن يكون إسما ً علما ً ‪ ،‬أو معرفا ً باأللف والالم ‪ ،‬أو‬
‫معرفا ً باإلضافة‬
‫" كأن نقول " نور الفجر جميل‬
‫‪ .‬كلمة نور ‪ :‬مبتدأ مرفوع بالضمة معرف باإلضافة‬
‫‪ .‬كلمة الفجر‪ :‬مضاف إليه مجرور وعالمة جره الكسرة‬
‫‪ .‬كلمة جميل‪ :‬خبر المبتدأ مرفوع وعالمة رفعه الضمة‬

‫‪-‬‬
‫‪ .‬الخبر ‪ :‬إسم مرفوع تتم به معنى الجملة مع المبتدأ‬

‫أنواع الخبر‬

‫*******‬

‫الخبر المفرد ‪ :‬وهو ما ليس جملة وال شبه جملة‪1 .‬‬


‫مثال ‪ :‬الكتابُ صدي ٌ‬
‫ق‬
‫الكتاب مبتدأ مرفوع وعالمة رفعه الضمة‬
‫‪.‬صديق خبر مرفوع وعالمة رفعه الضمة‬
‫ويكون الخبر مطابقا ً للمبتدأ من حيث التذكير والتأنيث ‪ ،‬ومن حيث اإلفراد والتثنية‬
‫‪ .‬والجمع‬

‫الخبر الجملة‪2.‬‬
‫يكون جملة إسمية أو فعلية‬
‫‪ :‬مثال‬
‫الشعر أساسه اإلحساس ‪ .‬الخبر جملة إسمية‬
‫السعادة تنبع من الرضا ‪ .‬الخبر جملة فعلية‬
‫والبد أن يكون بجملة الخبر ضمير يعود على المبتدأ سواء كان الضمير ظاهر أو‬
‫‪ .‬مستتر‬
‫الخبر شبه الجملة ‪3:‬‬
‫‪ .‬يكون على شكل ظرف زمان أو مكان ‪ ،‬أو على شكل جار ومجرور‬
‫‪ :‬مثال‬
‫الجنة تحت أقدام األمهات ‪ .‬الخبر شبه جملة ظرف‬
‫‪ .‬المنــزل من صنع يديك ‪ .‬الخبر شبه جملة جار ومجرور‬
‫تعدد الخبر‬

‫******‬

‫‪ .‬قد يأتي الخبر واحداً كما رأينا ‪ ،‬وقد يتعدد في الجملة الواحدة‬
‫‪ :‬مثال‬
‫‪-‬‬
‫ي ناب ٌغ‬
‫‪ .‬الطالب ُ مهذبٌ ذك ٌ‬
‫‪-‬‬
‫‪ .‬الدرس ُ واضح المعنى ‪ ،‬قوي األسلوب ‪ ،‬رصين العبارة‬

‫تقديم الخبر على المبتدأ‬

‫**************‬

‫‪ .‬يجوز أن يقدم الخبر على المبتدأ إذا كان المبتدأ معرفة والخبر شبه جملة‬
‫‪ .‬مثال ‪ :‬في التأني السالمة‬
‫‪ .‬السالمة مبتدأ مؤخر ‪ ،‬وفي التأني خبر شبه جملة مقدم على المبتدأ‬
‫‪ :‬يكون تقديم الخبر على المبتدأ وجوبيا ً في عدة حاالت‬
‫‪ .‬أ – أن يكون المبتدأ نكرة والخبر شبه جملة‬
‫مثال ‪ :‬فوق كل ذي علم عليم ( عليم مبتدأ مرفوع وعالمة رفعه الضمة ) ( فوق كل‬
‫‪ .‬ذي علم – شبه جملة في محل رفع خبر المبتدأ )‬
‫‪ .‬ب – أن يكون الخبر من األلفاظ التي لها صدارة الجملة كأسماء االستفهام‬
‫مثال ‪ :‬متى النصر ؟‬
‫‪ .‬جـ ‪ -‬أن يكون بالمبتدأ ضمير يعود على الخبر‬
‫مثال ‪ :‬للكاتب أسلوبه ‪ ( .‬أسلوب – مبتدأ ) ( للكاتب – شبه جملة في محل رفع خبر‬
‫‪ .‬المبتدأ )‬
‫حذف المبتدأ والخبر‬

‫************‬

‫يجوز حذف المبتدأ أو الخبر إذا دل عليه دليل ‪.‬‬


‫مثال ‪ - :‬في الساعة الرابعة ‪ .‬وهي إجابة لسؤال ( متى االجتماع ؟) ففي اإلجابة‬
‫يجوز حذف المبتدأ وهو كلمة االجتماع ‪ ،‬فنقول ‪ :‬في الساعة الرابعة ‪ ،‬أو االجتماع‬
‫في الساعة الرابعة ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫أسامة بن زيد ‪ .‬وهو إجابة لمن يسأل ‪ :‬من فاتح األندلس ‪ ،‬وهنا حذفنا الخبر " فاتح‬
‫األندلس " فيجوز أن نقول ‪ :‬أسامة بن زيد ‪ ،‬أو نقول‪ :‬أسامة بن زيد فاتح األندلس ‪.‬‬

‫يحذف المبتدأ وجوبيا ً في عدة مواضع ‪:‬‬


‫أ – أن يكون خبره نائبا ً عن فعله ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬صبر جميل ‪ ،‬وهنا حذف المبتدأ وتقديره حالي أي أن أصل الجملة‬
‫( حالي صبر جميل ) ‪.‬‬
‫ب – أن يكون الخبر موحيا ً بالقسم واليمين ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬في عنقي ألضربنك ‪ ،‬وهنا حذف المبتدأ وتقديره قسم ‪ ،‬ويكون أصل الجملة‬
‫( قس ٌم في عنقي ألضربنك ) ‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬أن يكون الخبر مخصوصا ً لنعم أو بئس ‪:‬‬
‫مثال ‪ :‬نعم الخلق الوفاء ‪ -‬المبتدأ محذوف تقديره الضميرـ هو ( نعم الخلق هو الوفاء(‬
‫بئس الخلق الغدر – أصلها ( بئس الخلق هو الغدر (‬

‫حذف الخبر‬

‫يحذف الخبر وجوبيا ً في عدة مواضع ‪:‬‬


‫أ – إذا جاء المبتدأ بعد ( لوال ) ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬لوال األم ما تعلمنا ‪ .‬وهنا الخبر محذوف تقديره موجودة ( لوال األم موجودة ما‬
‫تعلمنا )‪.‬‬
‫ب – إذا ُعطف على المبتدأ بواو تدل على المصاحبة ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬كل طالب ومجهوده ‪ .‬الخبر محذوف تقديره معه ( ك ُل طالب ومجهوده‬
‫معه) ‪.‬‬
‫الفاعل‬

‫تعريفه ‪:‬‬

‫اسم مرفوع يأتي بعد فعل مبني للمعلوم ‪ ،‬ويدل على من فعل الفعل ‪.‬‬

‫نحو ‪ :‬سافر" الحجاج ‪ ،‬ونحو ‪ :‬حضر القاضي ‪.‬‬

‫ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح }‪. 1‬‬

‫حكمه ‪:‬‬

‫يكون الفاعل مرفوعا دائما ‪ ،‬غير أنه قد يسبق بحر جر زائد فيجر‬
‫لفظا ‪ ،‬ويرفع محال ‪.‬‬

‫نحو قوله تعالى ‪ { :‬وكفى باهلل شهيدا }‪. 2‬‬

‫ـ وقوله تعالى ‪ { :‬كفى باهلل نصيرا }‪. 3‬‬

‫أنواعه ‪ :‬ينقسم الفاعل إلى ثالثة أنواع ‪ :‬ـ‬

‫‪ 1‬ـ اسم ظاهر ‪ .‬نحو ‪ :‬غزا العالم الفضاء في القرن العشرين ‪.‬‬

‫العالم ‪ :‬فاعل ‪ .‬نوعه ‪ :‬اسم ظاهر ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ضمير بأنواعه ‪ :‬متصل ‪ .‬نحو ‪ :‬عاقبت المسيء ‪.‬‬

‫مستتر" ‪ .‬نحو ‪ :‬محمد سافر ‪ .‬التقدير ‪ :‬سافر هو ‪.‬‬

‫" التاء " في عاقبت ضمير متصل في محل رفع فاعل ‪ .‬و " هو "‬
‫في سافر ضمير مستتر في األصل في محل رفع فاعل ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أ ـ أن يكون مؤوال من حرف مصدري" والفعل ‪.‬‬


‫ـ نحو قوله تعالى ‪ { :‬ألم ِ‬
‫يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر‬
‫اهلل }‬

‫وتقدير الفاعل المصر المؤول بالصريح " خشوع" " ‪.‬‬

‫ب ـ أن يكون مؤوال من أن ومعموليها ‪ .‬نحو ‪ :‬أعجبني َّ‬


‫أن النظام‬
‫مستتب ‪.‬‬

‫والتقدير ‪ :‬استتباب النظام ‪.‬‬

‫العامل في الفاعل ‪ :‬ينقسم العامل في الفاعل إلى قسمين ‪ :‬ـ‬

‫‪ 1‬ـ عامل صريح وهو ‪ :‬الفعل ‪ ،‬كما في جميع األمثلة السابقة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ عامل مؤول وهو على خمسة أنواع ‪ :‬ـ‬

‫أ ـ اسم الفعل ‪ .‬نحو ‪ :‬هيهات التقهقر بعد اليوم ‪.‬‬

‫هيهات ‪ :‬اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى " َب ُع َد " ‪.‬‬

‫التقهقر ‪ :‬فاعل مرفوع" بالضمة ‪.‬‬

‫ب ـ المصدر" ‪ .‬نحو ‪ :‬عجبت من إهمالك درسك ‪.‬‬

‫من إهمالك ‪ :‬جار ومجرور ‪ ،‬والكاف ضمير" متصل في محل جر‬


‫مضاف إليه ‪.‬‬

‫درسك ‪ :‬مفعول به منصوب" ‪ ،‬ودرس مضاف ‪ ،‬والضمير المتصل‬


‫في محل جر باإلضافة ‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر" تقديره ‪ :‬أنت ‪ .‬أي ‪:‬‬
‫من أنك أهملت درسك ‪.‬‬

‫ج ـ اسم الفاعل ‪ .‬نحو ‪ :‬أعارف الدليل دروب الصحراء ‪.‬‬

‫ـ ومنه قوله تعالى { يخرج به زرعا مختلفا ألوانه }‪. 1‬‬

‫د ـ اسم التفضيل ‪ .‬نحو ‪ :‬لم أر تلميذا أجدر به الثناء من المجتهد ‪.‬‬


‫فالثناء فاعل السم التفضيل " أجدر " ‪.‬‬

‫هـ ـ الصفة المشبهة ‪ .‬نحو ‪ :‬محمد حسن وجهه ‪ ،‬والعنب حلو‬


‫مذاقه ‪.‬‬

‫فوجهه فاعل للصفة المشبهة " حسن " ‪.‬‬

‫أحكام الفاعل ‪:‬‬

‫للفاعل ثالثة أحكام هي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ال يتقدم الفاعل على فعله ‪ ،‬فال يجوز أن نقول في " قام أخوك "‬
‫أخوك قام ‪ ،‬ولكن نقول أخوك قام هو ‪ ،‬على اعتبار أن " هو "‬
‫ضمير مستتر" في محل رفع فاعل لقام ‪ ،‬والجملة الفعلية في محل‬
‫رفع خبر للمبتدأ " أخوك " ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ال يثنى الفعل مع الفاعل المثنى ‪ ،‬وال يجمع مع الفاعل الجمع ‪.‬‬

‫فال يصح أن نقول مثال ‪ :‬جاءا الطالبان ‪ ،‬ونقول ‪ :‬جاء الطالبان ‪.‬‬

‫ألنه ال يصح أن يأخذ الفعل فاعلين األول ‪ :‬ألف االثنين ‪ ،‬والثاني ‪:‬‬
‫الطالبان ‪.‬‬

‫وكذلك ال يصح أن نقول ‪ :‬صافحوا المدرسون مدير المدرسة ‪.‬‬

‫ونقول ‪ :‬صافح المدرسون" مدير المدرسة ‪.‬‬

‫وما ينطبق على التثنية ينطبق على الجمع ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ إذا كان الفعل مؤنثا" لحق عامله عالمة التأنيث الساكنة إن كان‬
‫العامل فعال ماضيا ‪ .‬نحو ‪ :‬قامت هند ‪ ،‬وحضرت فاطمة ‪.‬‬

‫أمه ‪.‬‬
‫أو المتحركة إذا كان عامله وصفا مشتقا ‪ .‬نحو ‪ :‬محمد قائمة ّ‬
‫وجوب تأنيث الفعل مع الفاعل ‪:‬‬

‫يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في موضعين ‪ :‬ـ‬

‫‪ 1‬ـ إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث ظاهرا متصال بفعله‬
‫المتصرف ‪ ،‬وسواء أكان مفردا ‪ ،‬أم مثنى ‪ ،‬أم جمع مؤنث‬
‫سالما ‪.‬‬

‫نحو ‪ :‬ذهبت آمنة إلى السوق ‪.‬‬

‫ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما‬
‫في بطني }‪. 1‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم" }‪. 2‬‬

‫ومنه قول كعب بن زهير ‪:‬‬

‫متيم إثرها لم يفد مكبول‬ ‫بانت سعاد فقلبي اليوم متبول‬

‫‪ 2‬ـ أن يكون الفاعل ضميرا عائدا على مؤنث حقيقي التأنيث ‪ ،‬أو‬
‫مجازي التأنيث ‪.‬‬

‫نحو ‪ :‬مريم قامت ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬قامت هي ‪.‬‬

‫ونحو ‪ :‬الشمس أشرقت ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬أشرقت هي ‪.‬‬

‫ومنه قوله تعالى ‪ { :‬قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت‬


‫لنا }‪. 1‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت }‪. 2‬‬

‫جواز تأنيث الفعل مع الفاعل ‪:‬‬

‫يجوز تأنيث الفعل مع الفاعل في أربعة مواضع ‪ :‬ـ‬


‫‪ 1‬ـ إذا كان الفاعل المؤنث اسما ظاهرا مجازي التأنيث ‪.‬‬

‫نحو ‪ :‬طلعت الشمس ‪ ،‬وطلع الشمس ‪.‬‬

‫ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬قد جاءتكم موعظة }‪. 3‬‬

‫والوجه األول أحسن لغلبة معنى التأنيث على الفاعل " شمس " ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن يكون الفاعل اسما ظاهرا حقيقي التأنيث ‪ ،‬منفصال عن فعله‬


‫بغير " إال " ‪.‬‬

‫نحو ‪ :‬حضرت إلى القاضي امرأة ‪ ،‬ويجوز" ‪ :‬حضر إلى القاضي‬


‫امرأة ‪.‬‬

‫أما إذا فصل بين الفاعل المؤنث الحقيقي التأنيث وفعله بـ " إال " فال‬
‫تدخل على فعله التاء ‪ .‬نحو ‪ :‬ما نجح إال فاطمة ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ يجوز التأنيث مع الفاعل المؤنث إذا كان فعله جامدا ‪.‬‬

‫نحو ‪ :‬نعمت المرأة عائشة ‪ ،‬ونعم المرأة عائشة ‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫والوجه الثاني أحسن ‪ ،‬وهو عدم إلحاق التاء بالفعل الجامد ‪ ،‬ألن‬
‫األلف والالم في الفاعل‬

‫للجنس ‪ ،‬والجنس ليس له تأنيث حقيقي ‪ ،‬وإ ثبات التاء أفصح ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ يجوز التأنيث إذا كان الفاعل جمع تكسير" لمؤنث ‪ ،‬أو مذكر ‪ ،‬أو‬
‫كان الفاعل ضميرا يعود على جمع تكسير ‪.‬‬

‫مثال جمع التكسير" لمذكر ‪ ،‬أو مؤنث ‪ :‬قالت الرواة ‪ ،‬وقال" الرواة ‪.‬‬
‫وجاءت النساء ‪ ،‬وجاء النساء ‪ .‬واألحسن التأنيث مع المؤنث ‪،‬‬
‫والتذكير مع المذكر ‪.‬‬

‫ونحو ‪ :‬الرواة قالت ‪ .‬والرواة قالوا ‪ .‬والرجال" جاءت ‪ ،‬والرجال"‬


‫جاءوا ‪.‬‬

‫كان وأخواتها‬

‫ليس ‪ -‬ما َب ِر َح ‪ -‬ما ا ْن َف َّ‬


‫ك‪-‬‬ ‫(كان ‪ -‬أصبح ‪ -‬أضحى ‪ -‬ظل ‪ -‬أمسى ‪ -‬بات ‪ -‬صار ‪َ -‬‬
‫مافتيء ‪ -‬ما َزا َل ‪ -‬ما دا َم)‪.‬‬
‫‪ -‬فهذه األفعال كلها تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ و يسمى اسمها وتنصب‬
‫الخبر و يسمى خبرها ‪.‬‬
‫‪ -‬مثل ‪ :‬كان انتصا ُر أكتوبر عظيما ً ‪.‬‬

‫‪ -‬تنقسم كان وأخواتها من حيث التصرف والجمود إلى ثالثة أقسام‪:‬‬


‫(أ) قسم يتصرف تصرفا ً كامال فيأتي منه الماضي والمضارع واألمر ‪،‬‬
‫وهو‪ :‬كان ‪ ،‬وأصبح ‪ ،‬وأمسى ‪ ،‬و أضحى ‪ ،‬وظل ‪ ،‬و بات ‪ ،‬وصار‪.‬‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬يصبح الجو معتدالً في الربيع ‪.‬‬
‫تر الوجود جميالً ‪.‬‬‫ب ‪ُ -‬كنْ جميالً َ‬
‫(ب) قسم يتصرف تصرفا ً ناقصا ً ‪ ،‬و هي أفعال االستمرار ‪:‬‬
‫(ما زال ‪ -‬ما برح ‪ -‬ما فتئ ‪ -‬ما انفك) ال يأتي منها إال المضارع و يعمل عمل‬
‫الماضي ‪ ،‬ويشترط لكي تعمل أن تسبق بنفي أو نهي ‪.‬‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الرصاصة ال تزال في جيبي ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬وما فتئ الكسول جاهال ‪.‬‬
‫(ج) قسم جامد ال يتصرف مطلقا ً ‪ ،‬وال يأتي إال في صورة الماضي دائما ً ‪ ،‬وهو ‪:‬‬
‫ما دام ‪ ،‬وليس فال مضارع و ال أمر لهما ‪.‬‬
‫مثل ‪ - :‬مادام الحق واضحا ً فليس من العدل أن نخفيه ‪.‬‬

‫اسم كان و أخواتها يأتي ‪:‬‬


‫اسما ً ظاهراً ضميراً متصالً ضميراً مستتراً‬
‫كنت من المتفوقين العا َلم صار * مجنونا ً‬
‫ُ‬ ‫أصبحت الفتاة متفوقة‬

‫خبر كان و أخواتها يأتي ‪:‬‬


‫مفرداً جملة شبه جملة‬
‫ت البنت تذاكر ما زالت فلسطين تحت االحتالل‬ ‫ليس التواضع‪ N‬ضعفا ً أمس ِ‬
‫تذكر ‪:‬‬
‫ما ينطبق على المبتدأ والخبر من حيث التقديم والتأخير ‪ ،‬ينطبق على جملة كان‬
‫وأخواتها ؛ ألنها في األصل جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر‪.‬‬
‫‪ -‬تحذف " كان " مع اسمها ويبقى الخبر وال ُي َع َّوض عنها بشيء ‪:‬‬
‫وذلك بعد " ِإنْ " و" َل ْو " الشرطيتين ‪.‬‬
‫مثال بعد " إن " ‪ :‬الناس مجزيون بأعمالهم ‪ ،‬إن خيراً فخير ‪ ،‬و إن شراً فشر ‪.‬‬
‫أي ‪ :‬إن كان عملهم خيراً فجزاؤهم خير ‪ ،‬و إن كان عملهم شراً فجزاؤهم شر ‪- .‬‬
‫مثال بعد " لو " ‪ ( :‬تقبل النصح ولو مراً ) ‪.‬أي و لو كان مراً ‪.‬‬
‫تدريبات‬
‫بين األفعال الناقصة وأسماءها وأخبارها فيما يلي ‪:‬‬
‫(كان الناس فيما مضى من الزمان يمضون أوقات طويلة ويصادفون مشقات كثيرة‬
‫عند االنتقال من مكان إلى مكان يبعد عنه مسافة قصيرة ‪ ،‬وقد أصبحوا اآلن‬
‫بواسطة الطائرات السريعة ‪ ،‬يقطعون آالف األميال في ساعات قليلة ‪ ،‬ويمسون‬
‫آمنين على أنفسهم وأموالهم ‪ .‬وال يزال مهندسو الطيران يجدون في تحسين وسائل‬
‫الطيران ‪ ،‬حتى تقطع الطائرات المسافات الطويلة الشاسعة في دقائق معدودات ‪ ،‬بل‬
‫في لحظات ‪ ،‬فما أجل نعمة هللا بما أعطاهم من العلم ) ‪.‬‬

‫كاد وأخواتها‬
‫اخ َل ْو َلق ‪َ -‬أ ْن َشأ ‪َ -‬طفِق ‪َ -‬ج َعل‪َ -‬هبَّ ‪َ -‬ع َل َق ‪-‬‬
‫( كادَ ‪َ -‬ك َرب ‪َ -‬أ ْو َشك ‪َ -‬ع َسى‪َ -‬ح َرى ‪ْ -‬‬
‫َه ْل َه َل ‪َ -‬أ َخ َذ ‪َ -‬بدَأ )‪.‬‬
‫كاد وأخواتها ‪ :‬أفعال ناقصة ناسخة تعمل عمل كان فتدخل على الجملة االسمية‬
‫فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ‪ ،‬وتكون الجملة الفعلية بعدها في محل نصب خبرها ‪.‬‬
‫كاد وأخواتها اسمها خبرها (جملة فعلية فقط )‬
‫أنواع أخوات كاد‬
‫أ ‪( -‬كاد َ‪َ ،‬ك َرب ‪َ ،‬أ ْو َشك) وتسمى أفعال المقاربة ؛ ألنها تفيد قرب وقوع الخبر ‪.‬‬
‫أوشك القطار يصل كرب صبر عليِّ ينفذ ‪.‬‬
‫اخ َل ْو َلق) وتسمى أفعال الرجاء ‪ :‬ألنها تفيد معنى الرجاء‬ ‫ب ‪َ ( -‬ع َسى ‪َ ،‬ح َرى ‪ْ ،‬‬
‫والتمني في حصول الخبر ‪.‬‬
‫‪ - 2‬حرى خالد أن يصل‬ ‫‪ - 1‬عسى محمد ينجح‬
‫جـ ‪َ[ -‬أ ْن َشأ‪َ ،‬طفِق (بمعني أخذ يفعل َك َذا) ‪َ ،‬ج َعل ‪َ ،‬هبَّ ‪َ ،‬ع َل َق ‪َ ،‬ه ْل َه َل ‪َ ،‬أ َخ َذ ‪َ ،‬بدَأ]‬
‫وتسمى أفعال الشروع ‪ :‬ألنها تفيد معنى الشروع و البدء في الخبر ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أنشأت العصافير تغ ّني ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬شرعت الفتاة تذاكر ‪.‬‬
‫‪ - 4‬هبَّ الرجال يدافعون عن وطنهم ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أخذت السيارة تسرع‪.‬‬
‫‪ - 6‬جعل الخطيب يعظ الناس‪.‬‬ ‫‪ - 5‬بدأ المدعوون يتوافدون‪.‬‬
‫‪ - 8‬قام عمرو يقرأ ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬طفِق القوم يغادرون ‪.‬‬
‫حكم اقتران خبر كاد وأخواتها بأن‬
‫‪ - 1‬األفعال( َأ ْو َشك ‪َ -‬ع َسى ‪َ -‬ح َرى) يكثر اقتران خبرها " بأن "‪ .‬مثل ‪:‬‬
‫أوشك العدل أن يختفي ‪.‬‬
‫‪ - 2‬األفعال (كادَ ‪َ -‬ك َرب) يقل اقتران خبرها " بأن "‪ .‬مثل ‪:‬‬
‫كادَ النهار ينتصف أو أن ينتصف ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أفعال الشروع كلها يمتنع اقتران خبرها بأن ‪ .‬مثل ‪:‬‬
‫بدأ الطفل يحبو ‪.‬‬ ‫أخذ أحمد يذاكر بجد ‪-‬‬
‫تذكر ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن خـبر كاد وأخواتها ال يأتي إال جملة فعلية فعلها مضارع ‪ ،‬مع ( أنْ ) أو‬
‫بدونها ‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز دخول أنْ على أخبار أفعال المقاربة كلها ‪ ،‬وأخبار عسى وحرى من أفعال‬
‫الرجاء ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز دخول أنْ على أخبار أفعال الشروع ‪.‬‬
‫‪ -‬هذه األفعال كلها جامدة عدا (كاد ‪ -‬أوشك) فيأتي منهما المضارع ويعمل عملهما‬
‫مثل ‪ - 1 :‬يوشك الليل أن ينقضي ‪.‬‬
‫‪ - 2‬يكاد زيتها يضيء ‪.‬‬
‫‪ -‬عسى وبعض أفعال الشروع قد تأتي تامة بمعنى أنها ترفع فاعالً وتنصب‬
‫مفعوالً مثل ‪ - :‬شرع هللا الحق ‪ - .‬أخذ الطالب الكتاب ‪.‬‬
‫(ع َسى َأنْ َت ْك َرهُوا َشيْئا ً َوه َُو َخ ْي ٌر َل ُك ْم) (البقرة ‪ :‬من اآلية‪. )216‬‬
‫‪َ -‬‬
‫‪ -‬المصدر المؤول (أن تكرهوا) في محل رفع فاعل لعسى‪..‬‬

‫إن وأخواتها‬
‫حروف ناسخة تدخل على الجملة االسمية فتنصب المبتدأ و يسمي اسمها وترفع‬
‫الخبر ويسمى خبرها ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫ْت ‪ ،‬ولكِنَّ ‪ ،‬و َل َعلّ) ‪.‬‬ ‫(إنَّ ‪ ،‬أنَّ ‪ ،‬و َكَأنَّ ‪ ،‬و َلي َ‬
‫‪ -‬أنواع اسم إنَّ وأخواتها ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬يأتي اسم إن وأخواتها اسما ً ظاهراً‬
‫إنَّ الحياة جميلة ‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬
‫ب ‪ -‬يأتي اسم إن وأخواتها ضميراً متصالً ‪ ،‬ويكون مبنيا ً في محل نصب اسمها‬
‫مثل ‪ :‬إنكم أصدقائي ‪ .‬ليتها تجتهد ‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع خبر إن وأخواتها‬
‫أ ‪ -‬يأتي مفرداً ‪ .‬مثل ‪ :‬إن هللا فعّال لما يريد ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬يأتي جملة (اسمية ‪ -‬فعلية) ‪ ،‬وتكون في محل رفع ‪.‬‬
‫الشباب أيامُه دائمة ‪ .‬إنَّ العل َم يتقد ُم ‪.‬‬
‫َ‬ ‫مثل ‪ :‬ليت‬
‫جـ ‪ -‬يأتي شبه جملة (ظرف ‪ -‬جار ومجرور) ‪ ،‬ويكون في محل رفع ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬إن العل َم في الصدور ‪ .‬لعل أخي عند صديقه ‪.‬‬
‫تذكر ‪:‬‬
‫ما ينطبق على المبتدأ والخبر من حيث التقديم والتأخير‪ ،‬ينطبق على جملة إنّ‬
‫وأخواتها ؛ ألنها في األصل جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر‬

‫* إذا دخلت (ما) الزائدة على إن أو إحدى أخواتها فإنها تبطل عملها وبذلك يكون‬
‫االسم الواقع بعدها يعرب مبتدأ مع مالحظة أن (ما) عندما تلتحق بـ (ليت) يجوز‬
‫فيها اإلعمال واإلهمال ‪.‬‬

‫الشباب [الشبابُ ] يعود يوما ً ‪.‬‬


‫َ‬ ‫‪ -‬مثل ‪ :‬إنما المؤمنون أخوة ‪ -‬ليتما‬

‫فتح همزة (أن)‬


‫إذا كانت هى و اسمها و خبرها مصدرا مؤوال ‪.‬‬
‫‪ -‬مثل ‪ :‬سرني أنك كريم ‪ -‬سرني كرمك ‪.‬‬
‫‪ -‬استغربت من أنك مهمل ‪ -‬استغربت من إهمالك‬
‫مواضع كسر همزة (إنّ )‬
‫ك َف ْتحا ً م ُِبينا ً " ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬إذا وقعت في أول الكالم مثل‪ِ " :‬إ َّنا َف َتحْ َنا َل َ‬
‫ك غائب‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إذا وقعت بعد القول مثل ‪ :‬قال ‪ :‬إنه موافق ‪ -‬قيل ‪ :‬إن َ‬
‫وز َما ِإنَّ َم َفات َِح ُه َل َت ُنو ُء ْ‬
‫بالعُصْ َب ِة‬ ‫(وآ َت ْي َناهُ م َِن ْال ُك ُن ِ‬
‫‪ - 3‬إذا وقعت أول جملة الصلة مثل َ‬
‫ُأولِي ْالقُوَّ ةِ)‪.‬‬
‫‪ - 4‬إذا وقعت أول جملة القسم مثل (وهللا إن القدس عربية) ‪.‬‬
‫‪ - 5‬إذا وقعت أول جملة الحال مثل (صافحته وإني غير راض)‪.‬‬
‫‪ - 6‬إذا وقعت بعد ( أال ) االستفتاحية؛ مثل (أال إنَّ المعتدين نادمون)‪.‬‬
‫‪ - 7‬إذا وقعت بعدَ (حتى) مثل ‪ :‬صام الرجل عن الكالم ‪ ،‬حتى إ َّنه لم يكلم أحداً‬
‫‪ - 8‬أن تقع بعد كال مثل ‪{ :‬كال إن اإلنسان ليطغى}‬
‫جواز كسر همزة إنّ وفتحها‬
‫النار تشتعل ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ - 1‬وقعت بعد إذا الفجائية مثل ‪ :‬خرجت فإذا أنّ (إنّ )‬
‫‪ - 2‬إذا وقعت بعدَ (إذ) مثل ‪ :‬وقفت إذ إنَّ (أنّ ) اإلشارة حمراء ‪.‬‬
‫َ‬
‫الرزق وفير ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إذا وقعت بعد (حيث) مثل ‪ :‬اذهب حيث إنَّ (أنّ )‬
‫‪ - 4‬إذا وقعت بعد الفاء الجزاء مثل ‪ :‬من يذاكر فإ ّنه (فأ ّنه) ناجح ‪.‬‬

‫المفعول به‬

‫تعريف المفعول به ‪:‬‬

‫كل اسم منصوب" يدل على من وقع عليه فعل الفاعل دون تغيير معه في صورة الفعل ‪.‬‬

‫نحو ‪ :‬كتب الطالب الدرس ‪ ،‬وجنى المزارع الفاكهة ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬ال نشتري" به ثمنا }‪. 2‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬قد بلغت من لدنا عذرا }‪. 3‬‬

‫حكمه ‪ :‬واجب النصب ‪.‬‬

‫العامل فيه ‪:‬‬

‫األصل أن يعمل الفعل في المفعول به النصب ‪ ،‬غير أن هناك من يعمل عمل الفعل وهو ‪ :‬ـ‬

‫‪ 1‬ـ اسم الفاعل ‪ .‬نحو ‪ :‬جاء الشاكر نعمتك ‪ ،‬وأقبل جندي حامل سالحه ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬وال آمين البيت الحرام }‪. 4‬‬
‫وقوله تعالى ‪ { :‬وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد }‪. 5‬‬

‫ومنه قول الشاعر ‪ :‬بال نسبة ‪.‬‬

‫أم اقتفيتم جميعا وعد عرقوب‬ ‫أمنجز أنت وعدا قد وثقت به‬

‫فالكلمات " نعمتك ‪ ،‬وسالحه ‪ ،‬والبيت ‪ ،‬وذراعيه ‪ ،‬ووعدا " جميعها مفاعيل بها العامل‬

‫فيها أسماء الفاعلين ‪ ،‬وهي على الترتيب ‪ :‬الشاكر ‪ ،‬حامل ‪ ،‬آمين ‪ ،‬باسط ‪ ،‬منجز ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ اسم المفعول المشتق من الفعل المتعدي لمفعولين ‪.‬‬

‫نحو ‪ :‬محمد مكسو أخوه ثوبا ‪ ،‬وأحمد ُم ْخَبٌر أبوه االمتحان قريبا" ‪.‬‬

‫فكلمة " ثوبا ‪ ،‬واالمتحان " كل منهما مفعول به منصوب" باسم المفعول ‪ :‬مكسو" ‪ ،‬ومخبر" ‪.‬‬
‫ألن اسمي المفعول السابقين كل منهما مشتق" من فعل متعد لمفعولين ‪ ،‬فالمفعول األول وقع‬
‫نائبا للفاعل لكون اسم المفعول يعمل عمل الفعل المبني للمجهول ‪ ،‬والثاني" بقي مفعوال به ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ المصدر ‪ .‬نحو قولهم" ‪ :‬حبك الشيء يعمي ويصم" ‪.‬‬

‫ونحو ‪ :‬يسعدني إكرامك الضيف ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما }‪. 1‬‬

‫فالكلمات " الشيء ‪ ،‬والضيف ‪ ،‬ويتيما " جاءت مفاعيل بها منصوبة للمصادر" ‪ :‬حب ‪،‬‬

‫وإ كرام ‪ ،‬وإ طعام ‪ ،‬وجميعها عملت عمل أفعالها المتعدية ‪.‬‬

‫منحار إبله لضيوفه ‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫‪ 4‬ـ صيغ المبالغة ‪ .‬نحو ‪ :‬أنت حما ٌل الضر ‪ ،‬والكريم‬

‫‪ 1‬ـ ومنه قول القالح بن حزن ‪ :‬ـ‬

‫وليس بوالج الخوالف أعقال‬ ‫أخا الحرب لباسا إليها جاللها‬


‫فالكلمات " الضر ‪ ،‬وإ بله ‪ ،‬وجاللها " جاء كل منها مفعوال به لصيغة المبالغة ‪ :‬حمال في‬
‫المثال األول ‪ ،‬ومنحار في المثال الثاني ‪ ،‬ولباس في بيت الشعر ‪ .‬ألن صيغ المبالغة إذا‬
‫اشتقت من أفعال متعدية عملت عمل أفعالها المتعدية ‪ ،‬فترفع" فاعال ‪ ،‬وتنصب مفعوال به ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ صيغ التعجب ‪ .‬نحو ‪ :‬ما أجمل القمر ‪ ،‬وما أكرم محمدا ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬فما أصبرهم على النار }‪. 2‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬قتل اإلنسان ما أكفره }‪. 3‬‬

‫ومنه قول الشاعر ‪:‬‬

‫ولكنهم في النائبات قليل‬ ‫فما أكثر اإلخوان حين تعدهم‬

‫فالكلمات " القمر ‪ ،‬ومحمدا ‪ ،‬والضمير في أصبرهم ‪ ،‬والضمير" في أكفره ‪ ،‬واإلخوان"‬


‫وقعت مفاعيل بها ألفعال التعجب التي سبقتها وهي ‪ :‬أجمل ‪ ،‬وأكرم ‪ ،‬وأصبر ‪ ،‬وأكفر ‪،‬‬
‫وأكثر ‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ اسم الفعل ‪ .‬نحو ‪ :‬دونك الكتاب ‪ .‬ومنه قوله تعالى ‪ { :‬عليكم أنفسكم }‪. 1‬‬

‫‪ 5‬ـ وقوله تعالى ‪ { :‬قل هلم شهداءكم الذين يشهدون }‪.2‬‬

‫وهلم ‪،‬‬
‫فـ " الكتاب ‪ ،‬وأنفسكم ‪ ،‬وشهداءكم " مفاعيل بها ألسماء األفعال ‪ :‬دونك ‪ ،‬وعليكم ‪َّ ،‬‬
‫ألنها تعمل عمل الفعل ‪.‬‬

‫أنواع المفعول به ‪ :‬ـ‬

‫‪ 1‬ـ األصل في المفعول به أن يكون اسما ظاهرا ‪ .‬نحو ‪ :‬كتب الطالب الواجب ‪.‬‬

‫ومنه قوله تعالى ‪ { :‬ال نشتري به ثمنا }‪. 3‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬الذي أحلنا دار المقامة }‪. 4‬‬


‫وقوله تعالى ‪ { :‬الذي جعل لكم األرض فراشا" }‪. 5‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬إذ ابتلى إبراهيم ربه }‪. 6‬‬

‫فالكلمات " الواجب ‪ ،‬وثمنا ‪ ،‬ودار ‪ ،‬واألرض ‪ ،‬وفراشا ‪ ،‬وإ براهيم" " جميعها مفاعيل بها‬
‫جاءت أسماء ظاهرة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ يأتي المفعول به ضميرا" متصال ‪ ،‬أو منفصال ‪.‬‬

‫مثال المتصل ‪ :‬صافحتك" ‪ ،‬أنت أكرمتني" ‪ ،‬أنا كافأته ‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬هو الذي يصوركم" في األرحام" }‪. 1‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬ولو شاء اهلل لجمعهم على الهدى }‪. 2‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬عسى ربي أن يهديني }‪. 3‬‬

‫فالضمائر" المتصلة وهي ‪ :‬الكاف في صافحتك ‪ ،‬والياء في أكرمتني" ‪ ،‬والهاء في كافأته ‪،‬‬
‫والكاف في يصوركم" ‪ ،‬والهاء في جمعهم ‪ ،‬والياء في يهديني" ‪ ،‬وقعت جميعها في محل‬
‫نصب مفاعيل بها لألفعال المتصلة بها ‪.‬‬

‫ومثال الضمير المنفصل ‪ 7 :‬ـ قوله تعالى ‪ { :‬إياك نعبد وإ ياك نستعين }‪. 4‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬إيانا يعبدون }‪ . 5‬وقوله تعالى ‪ { :‬وإ ياي فارهبون }‪. 6‬‬

‫فالضمائر" المنفصلة " إياك ‪ ،‬وإ ياك ‪ ،‬وإ يانا ‪ ،‬وإ ياي " وقعت جميعها في محل نصب مفاعيل‬
‫بها لألفعال التي تلتها وهي ‪ :‬نعبد ‪ ،‬ونستعين ‪ ،‬ويعبدون ‪ ،‬وفارهبون ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ المصدر المؤول بالصريح ‪ .‬وهو كل فعل مضارع مسبوق بأن المصدرية ‪ ،‬أو كل‬
‫جملة مكونة من " إن " المشبهة بالفعل ومعموليها" ‪.‬‬

‫مثال المصدر المسبوك" من أن والفعل ‪ :‬نقدر أن تعمل واجبك أوال بأول ‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬أ فأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا }‪. 7‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬وأجمعوا" أن يجعلوه في غيابات الجب }‪. 8‬‬


‫وقوله تعالى ‪ { :‬إن اهلل يأمركم أن تذبحوا بقرة }‪. 9‬‬

‫فالمصدر" المؤول ‪ :‬أن تعمل ‪ ،‬وتقديره ‪ :‬عمل ‪ ،‬وأن يأتيهم وتقديره ‪ :‬إيتاء أو آتيان ‪ ،‬وأن‬
‫يجعلوه ‪ ،‬وتقديره ‪ :‬جعل ‪ ،‬وأن تذبحوا" ‪ ،‬وتقديره ‪ :‬ذبح ‪ ،‬وقعت كلها في محل نصب‬
‫مفاعيل بها ‪.‬‬

‫ومثال المصدر المؤول من أن ومعموليها" ‪ :‬أثبت المعلم أن التجربة خاطئة ‪.‬‬

‫والتقدير ‪ :‬أثبت خطأ التجربة ‪.‬‬

‫ونحو ‪ :‬عرفت أن األسد ال يأكل الجيف ‪.‬‬

‫والتقدير ‪ :‬عدم أكل األسد الجيف ‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬زعمتم أنهم فيكم شركاء }‪. 1‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬ليعلموا أن وعد اهلل حق }‪. 2‬‬

‫والتقدير في اآلية األولى ‪ :‬زعمتموهم" شركاء ‪ ،‬فالضمير مفعول أول ‪ ،‬وشركاء مفعول ثان‬
‫‪ ،‬ألن زعم يتعدى لمفعولين ‪.‬‬

‫وفي اآلية الثانية ‪ :‬ليعلموا وعد اهلل حقا ‪ ،‬فالمفعول األول ‪ :‬وعد ‪ ،‬والمفعول الثاني ‪ :‬حقا ‪،‬‬
‫ألن علم متعد لمفعولين ‪.‬‬

‫حذف المفعول به ‪ :‬ـ‬

‫‪ 1‬ـ يجوز حذف المفعول به إذا دل عليه دليل ‪.‬‬

‫‪ 10‬ـ نحو قوله تعالى ‪ { :‬أين شركائي الذين كنتم تزعمون }‪. 3‬‬

‫والتقدير ‪ :‬يزعمونهم شركاء ‪.‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬وما يتبع الذين يدعون من دون اهلل شركاء }‪. 4‬‬
‫فـ " شركاء " مفعول يتبع ‪ ،‬وأما مفعول يدعون فهو محذوف" لفهم المعنى ‪ ،‬وتقديره ‪ :‬آلهة ‪،‬‬
‫وقد جوزوا أن تكون " ما " استفهامية مفعول يتبع ‪ ،‬وشركاء مفعول يدعون ‪ ،‬وال حذف في‬
‫اآلية ‪.‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬فإن يخرجوا منها فإنا داخلون }‪ . 3‬والتقدير" ‪ :‬داخلوها ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ يحذف المفعول به طلبا لالختصار ‪.‬‬

‫‪ 11‬ـ نحو قوله تعالى ‪ { :‬ما ودعك ربك وما قلى }‪. 1‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬ألم يجدك يتيما فآوى" }‪. 2‬‬

‫والتقدير ‪ :‬قالك ‪ ،‬وآواك ‪ ،‬وهو عائد على الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ يحذف اقتصارا ‪.‬‬

‫‪ 12‬ـ كقوله تعالى ‪ { :‬ويقولون على اهلل الكذب وهم يعلمون }‪. 3‬‬

‫والتقدير ‪ :‬وهم من ذوي العلم ‪ ،‬وقد" يكون الحذف لالختصار" ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬يعلمون كذبهم ‪.‬‬
‫ومنه قوله تعالى ‪ { :‬وقال الذين ال يعلمون لوال يكلمنا اهلل }‪. 4‬‬

‫فقد حذف مفعول يعلمون اقتصارا" ‪ ،‬ألن المقصود إنما هو نفي نسبة العلم إليهم ‪ ،‬ال نفي‬
‫علمهم بشيء مخصوص" ‪ ،‬فكأنه قيل ‪ :‬وقال الذين ليس لهم سجية في العلم لفرط غباوتهم {‬
‫‪ . }5‬ويراد باالختصار" الحذف لدليل ‪ ،‬وباالقتصار" الحذف لغير دليل ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ يحذف المفعول به بعد لو شئت ‪.‬‬

‫‪ 13‬ـ نحو قوله تعالى ‪ { :‬فلو شاء لهداكم أجمعين }‪ . 6‬والتقدير ‪ :‬لو شاء هدايتكم ‪.‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬ولو نشاء لطمسنا" على أعينهم }‪. 7‬‬

‫فالمفعول به محذوف" تقديره ‪ :‬لو نشاء طمسها ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ويحذف" بعد نفي ِ‬


‫العْلم ‪.‬‬

‫‪ 14‬ـ كقوله تعالى ‪ { :‬أال إنهم هم السفهاء ولكن ال يعلمون }‪. 8‬‬
‫والتقدير ‪ :‬ال يعلمون أنهم السفهاء ‪ .‬فالمصدر" المؤول من أن ومعموليها" في محل نصب‬
‫مفعول به محذوف ‪.‬‬

‫ومنه قوله تعالى ‪ { :‬ونحن أقرب إليه منكم ولكن ال تبصرون }‪. 9‬‬

‫والتقدير ‪ :‬ال تبصرون الحق ‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ ويحذف" إذا كان المفعول به عائدا على الموصول" ‪.‬‬

‫‪ 15‬ـ نحو قوله تعالى ‪ { :‬أ هذا الذي بعث اهلل رسوال }‪ . 1‬والتقدير ‪ :‬بعثه ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ كما يكثر حذفه في الفواصل ‪.‬‬

‫‪ 16‬ـ نحو قوله تعالى ‪ { :‬ووجدك ضاال فهدى }‪. 2‬‬

‫وقوله تعالى ‪ { :‬ووجدك" عائال فأغنى }‪ . 3‬والتقدير ‪ :‬فهداك ‪ ،‬فأغناك ‪.‬‬

‫حذف العامل في المفعول به ‪ :‬ـ‬

‫‪ 1‬ـ يجوز حذف عامل المفعول به إذا دلت عليه قرينة ‪ ،‬وذلك في جواب االستفهام ‪.‬‬

‫نحو ‪ :‬من ضربت ؟ فتقول ‪ :‬خالدا ‪ ،‬والتقدير" ‪ :‬ضربت خالدا ‪.‬‬

‫فحذفنا" الفعل لداللة ما قبله عليه وهو ‪ :‬من ضربت ؟‬

‫ويجوز" الحذف إذا دلت عليه القرينة في غير جواب االستفهام ‪.‬‬

‫‪ 17‬ـ نحو قوله تعالى ‪ { :‬ولوطا إذ قال لقومه }‪. 4‬‬

‫فـ " لوط " منصوب" بإضمار" الفعل " وأرسلنا " ‪.‬‬

‫‪ 18‬ـ وقوله تعالى ‪ { :‬ولسليمان الريح عاصفة }‪. 5‬‬


‫فـ " الريح " مفعول به على إضمار " سخرنا" "‬

‫‪ 19‬ـ وقوله تعالى ‪ { :‬ومريم ابنة عمران الني أحصنت فرجها" }‪. 6‬‬

‫فـ " مريم " مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره ‪ :‬واذكر" مريم ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ يجب حذف عامل المفعول به إذا تقدم المفعول به على فعل عمل في الضمير" المتصل‬
‫العائد عليه ‪ .‬نحو ‪ :‬محمدا أكرمته ‪.‬‬

‫‪ 20‬ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬واألرض بعد ذلك دحاها }‪. 1‬‬

‫فـ " األرض " مفعول به لفعل واجب الحذف يفسره ما بعده ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬ودحا األرض ‪.‬‬
‫ومنه قوله تعالى ‪ { :‬والجبال أرساها }‪. 2‬‬

‫والتقدير ‪ :‬أرسى الجبال ‪ ،‬وفسره الفعل الموجود ‪.‬‬

‫تقديم المفعول به وتأخيره ‪ :‬ـ‬

‫أوال ـ جواز التقديم ‪:‬‬

‫األصل في المفعول به أن يكون مؤخرا" ‪ ،‬وأن يتقدم عليه فعله وفاعله ‪ ،‬كما بينا ذلك‬
‫في باب الفاعل ‪ ،‬غير أنه يجوز تقديم المفعول به على فعله ‪ ،‬وفاعله إذا أمن اللبس ‪.‬‬
‫نحو ‪ :‬كسر زجاجا" التلميذ ‪ ،‬وكتب الواجب الطالب ‪.‬‬

‫ونحو ‪ :‬درسا كتب الطالب ‪ ،‬وزجاجا كسر التلميذ ‪.‬‬

‫ففي المثالين اللذين تقدم فيهما المفعول به على فاعله ال خالف في تجويزه ‪ ،‬ألمن اللبس ‪.‬‬

‫ومثله قولهم ‪ :‬خرق الثوب المسمار ‪.‬‬

‫إذ ال يعقل أن يكون الثوب هو الفاعل ألن المسمار هو الذي يخرق ‪ ،‬وكذا ال يعقل أن يكسر‬
‫الزجاج التلميذ ‪ ،‬وال يكتب الدرس الطالب ‪ ،‬ألن كل من الزجاج والدرس هما المفعول بهما‬
‫أصال ‪.‬‬
‫أما في تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا ‪ ،‬قد يوهم أن يكون مبتدأ ‪ ،‬غير أنه في‬
‫المثالين السابقين ‪ ،‬وما شابهّما" ال يصح أن يكونا مبتدأين ألن كل منهما نكرة وال مسوغ"‬
‫لالبتداء بها إال إذا أفادت ‪.‬‬

‫أما إذا كان المفعول به المقدم على فعله وفاعله معرفة ‪ .‬نحو ‪ :‬الدرس كتب الطالب ‪،‬‬
‫والزجاج كسر المهمل ‪ .‬يصح في كل منهما أن يكون في موضع المبتدأ ‪ ،‬إذ ال مانع للبس‬
‫في هذه الحالة بين المفعول به ‪ ،‬وبين المبتدأ ‪ ،‬فكل منهما يجوز فيه أن يكون مفعوال به ‪،‬‬
‫ويجوز" فيه أن يكون مبتدأ ‪ ،‬والجملة الفعلية في محل رفع خبره ‪ ،‬فتدبر"‬

‫العدد‬
‫الجزء األول‬

‫الفئة األولى العددان ‪1‬و‪ . 2‬وهذان العددان يطابقان المعدود في التأنيث والتذكير‬
‫واإلعراب ‪ ،‬مثل ‪:‬جا َء َو َل ٌد وا ِح ٌدجاء ‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح‬

‫ولد ‪ :‬فاعل مرفوع عالمته تنوين الضم‬

‫واحد ‪ :‬صفة مرفوعة‬


‫جا َء ْ‬
‫ت بنتان اثنتانجاءت ‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح ‪ ،‬التاء للتأنيث حرف مبني‬
‫علىالسكون‬

‫بنتان ‪ :‬فاعل مرفوع عالمته األلف ألنه مثنى‬

‫اثنتان ‪ :‬صفة مرفوعة عالمتها األلف‬

‫ْت َس ْطراً واحِداكتبت ‪ :‬كتب فعل ماض مبني على السكون التصاله بتاء المتكلم‬
‫َك َتب ُ‬
‫وهي ضمير متصل مبني على الضمة في محل رفع فاعل‬

‫سطرا ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته التنوين‬

‫واحدا ‪ :‬نعت منصوب‬


‫ُ‬
‫كتبت مقالتين اثنتينمقالتين ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته الياء ألنه مثنى‬

‫اثنتين ‪ :‬صفة منصوبة عالمتها الياء‬


‫اس َت َع ْن ُ‬
‫ت ِب َمرْ ِج ٍع واح ٍد‬

‫استعنت ‪ :‬فعل وفاعل‬

‫بمرجع ‪ :‬جار ومجرور‬

‫واحد ‪ :‬نعت مجرور‬


‫استع ُ‬
‫نت بموسوعتين اثنتينبموسوعتين‪ : N‬اسم مجرور عالمته الياء‬ ‫َ‬
‫اثنتين ‪ :‬نعت مجرور عالمته الياء‬

‫وكذلك الحال مع هذين العددين عندما يدالن على ترتيب ‪:‬‬

‫الثاني* استقبلت األسرةُمولودَتها الثاني َة‬


‫َ‬ ‫*استقبلت اُألسرةُ مولودَها‬
‫ْ‬

‫الساِئق َيسْ ُكنُ فيالطبقةِاألولى‬


‫ُ‬ ‫األول *‬
‫ِ‬ ‫الطابق‬
‫ِ‬ ‫*الساِئق َيسْ ُكنُ في‬
‫ُ‬

‫*ألقىالشاع ُر الثانيقصيد َت ُه * أل َق ْتالشاعرةُ الثاني ُةقصيدَتها‬

‫َّباح الثاني * التقى المذيع السَّباحة َ الثانية َ‬


‫* التقى المذيعُبالس ِ‬
‫ت اُألولى‬
‫الو َل ُد األوَّ ُل * هذ ِه الب ْن ُ‬ ‫َ‬
‫الفاِئز َة األولى* هذا َ‬ ‫األو َل * َه َّن ُ‬
‫أت‬ ‫َ‬
‫الفاِئز َ‬ ‫* َه َّن ُ‬
‫أت‬

‫الفئة الثانية‬

‫الفئة الثانية من ‪ 9-3‬و ‪ 10‬المفردة – غير المركبة‬

‫وهذه األعداد تخالف المعدود في التذكير والتأنيث ‪ ،‬فإن كان العدد مذكرا كان‬
‫معدوده مؤنثا والعكس صحيح ‪ ،‬وأما إعرابها وإعراب االسم كان معدوده مؤنثا‬
‫والعكس صحيح ‪ ،‬وأما إعرابها وإعراب االسم – المعدود – بعدها فسنالحظه من‬
‫بعد ‪ ،‬نقول ‪:‬‬

‫ب ‪ ،‬و َعدَ ُد الطالبا ِ‬


‫ت ثماني طالبا ٍ‬
‫ت‬ ‫ب في الصّفِ َثما ِن َي ُة ُ‬
‫طال ِ‬ ‫* َعدَ ُد الطال ِ‬

‫القماش َخ ْمسُ ليرا ٍ‬


‫ت‬ ‫ِ‬ ‫دنانير ‪َ ،‬ث َمنُ ِم ْت ِر‬
‫َ‬ ‫*يُبا ُع مِت ُر البَالطِ ِب َخ ْم َس ِة‬
‫شر َب َقرا ٍ‬
‫ت‬ ‫رؤوس من الغنم َو َع َ‬
‫ٍ‬ ‫*يُربي المزار ُع َع َش َر َة‬

‫ت مسافرا ٍ‬
‫ت‬ ‫* َأ َقلَّ ْ‬
‫ت السيارةُ سِ َّت َة مسافرين * أقلت السيارةُ سِ َّ‬

‫بالدينار ِتسْ َع روبيا ٍ‬


‫ت‬ ‫ِ‬ ‫دَراه َم * َب َّد ْل ُ‬
‫ت‬ ‫بالدينار َتسْ َع َة َ‬
‫ِ‬ ‫* َب َّد ْل ُ‬
‫ت‬

‫أربع مجال ٍ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ْت َأرْ َب َع َة ُك ُت ٍ‬
‫ب * اشتريت‬ ‫* اشتري ُ‬

‫* األسبو ُع َسب َْع ُة ٍ‬


‫أيام * األسبو ُع َس ْب ُع ٍ‬
‫ليال‬
‫* للرجل َثال َث ُة أوال ٍد * وله َث ُ‬
‫الث بنا ٍ‬
‫ت‬

‫للرجل َثال َث ُةأوال ٍد‬

‫للرجل ‪ :‬شبه جملة في محل رفع خبر مقدم‬

‫ثالثة ‪ :‬مبتدأ مؤخر مرفوع عالمته الضمة‬

‫أوالد ‪ :‬مضاف إليه مجرور عالمته تنوين الكسر‬


‫وله َث ُ‬
‫الث بنا ٍ‬
‫ت ثالث ‪ :‬مبتدأ مرفوع مؤخر عالمته الضمة‬

‫بنات ‪ :‬مضاف إليه مجرور عالمته الكسرة ‪ ،‬وهو مضاف‬

‫ْت َأرْ َب َع َة ُك ُت ٍ‬
‫ب‬ ‫اشتري ُ‬

‫اشتريت ‪ :‬فعل وفاعل‬

‫أربعة ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته الفتحة ‪ ،‬وهو مضاف‬

‫كتب ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫اشتريتأربع مجال ٍ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫أربع ‪ :‬مفعول به منصوب وهو مضاف‬

‫مجالت ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫دنانير‬
‫َ‬ ‫يُبا ُع مِت ُر البَالطِ ِب َخمْ َس ِة‬

‫يباع ‪ :‬فعل مضارع مرفوع مجهول فاعله‬


‫متر ‪ :‬نائب فاعل مرفوع عالمته الفتحة ‪ ،‬وهو مضاف‬

‫البالط ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫بخمسة ‪ :‬الباء حرف جر – خمسة ‪ :‬اسم مجرور عالمته الكسرة‬

‫دنانير ‪ :‬مضاف إليه مجرورعالمته الفتحة عوضا عن الكسرة ألنه ممنوع من‬
‫الصرف‬

‫القماش َخمْ سُ ليرا ٍ‬


‫ت‬ ‫ِ‬ ‫َث َمنُ ِم ْت ِر‬

‫ثمن ‪ :‬مبتدأ مرفوع‬

‫متر ‪ :‬مضاف إليه مجرور عالمته الكسرة وهو مضاف‬

‫القماش ‪ :‬مضاف إليه مجرور عالمته الكسرة‬

‫خمس ‪ :‬خبر مرفوع عالمته الضمة وهو مضاف‬

‫ليرات ‪ :‬مضاف إليه مجرور عالمته تنوين الكسرة‬

‫ت السيارةُ سِ َّت ََة مسافرين‬


‫َأ َقلَّ ْ‬

‫أقلت ‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح ‪ ،‬التاء مبنية على السكون للتأنيث‬

‫السيارة ‪ :‬فاعل مرفوع عالمته الضمة‬

‫ستة ‪ :‬مفعول به عالمته الفتحة وهو مضاف‬

‫مسافرين ‪ :‬مضاف إليه مجرور عالمته الياء‬


‫أقلت السيارةُسِ َّ‬
‫ت مسافرا ٍ‬
‫ت‬

‫ست ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته الفتحة وهو مضاف‬

‫مسافرات ‪ :‬مضاف إليه مجرور عالمته تنوين الكسر‬

‫األسبو ُع َس ْب َع ُة ٍ‬
‫أيام‬

‫األسبوع ‪ :‬مبتدأ مرفوع عالمته الضمة‬

‫سبعة ‪ :‬خبر مرفوع عالمته الضمة‬


‫أيام ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫األسبو ُع َس ْب ُع ليالٍسبع ‪ :‬خبر مرفوع عالمته الضمة‬

‫ليال ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫ب‬ ‫ب في الصّفِ َثما ِن َي ُة ُ‬


‫طال ِ‬ ‫َعدَ ُد الطال ِ‬

‫عدد ‪ :‬مبتدأ مرفوع‬

‫الطالب ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫في الصف ‪ :‬جار مجرور‬

‫ثمانية ‪ :‬خبر مرفوع عالمته الضمة‬

‫طالب ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫ت ثماني ‪ :‬خبر مرفوع بضمة مقدرة على آخره‬ ‫وعدَ ُد الطالبا ِ‬


‫ت ثماني طالبا ٍ‬ ‫َ‬
‫طالبات ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫بالدينار َتسْ َع َة َ‬
‫دَراهم‬ ‫ِ‬ ‫َب َّد ْل ُ‬
‫ت‬

‫بدلت ‪ :‬فعل وفاعل‬

‫بالدينار ‪ :‬جار ومجرور‬

‫تسعة ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته الفتحة وهو مضاف‬

‫دراهم ‪ :‬مضاف إليه مجرور بالفتحة بدال من الكسرة ألنه ممنوع من الصرف‬

‫بالدينار ِتسْ َع روبياتٍتسع ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته الفتحة ‪ ،‬وهو مضاف‬


‫ِ‬ ‫َب َّد ْل ُ‬
‫ت‬

‫روبيات ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫رؤوس من الغنم َو َع َش َر َب َقرا ٍ‬


‫ت‬ ‫ٍ‬ ‫يُربي المزار ُع َع َش َر َة‬

‫يربي ‪ :‬فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على آخره‬

‫المزارع ‪ :‬فاعل مرفوع عالمته الضمة‬


‫عشرة ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته الفتحة‬

‫رؤوس ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫من الغنم ‪ :‬جار ومجرورة‬

‫عشر ‪ :‬معطوف على منصوب‬

‫بقرات ‪ :‬مضاف إليه مجرور عالمته تنوين الكسر ‪.‬‬

‫الفئة الثالثة‬

‫الفئة الثالثة ‪12 – 11 :‬‬

‫‪ -1‬معلوم ان العددين ‪ 11‬و ‪ 12‬يتكونان من ‪ 1+ 10‬و ‪ ، 2 + 10‬فالعدد ‪ 10‬متضمن فيهما ‪ ،‬وهما‬


‫يتفقان مع العددين ‪ 1‬و من حيث مطابقة العددين ‪ 1‬و ‪ 2‬للمعدود في التذكير والتأنيث شأنهما شأن‬
‫ذلك العددين ‪ ،‬نقول ‪:‬‬

‫أح َد َع َش َر رجالً * إحدى َع ْش َرةَ امرأةً‬


‫* َ‬
‫* اثنا َع َش َر َمس ِْجداً * اثنتا َع ْش َرةَ مدرسةً‬

‫أح َد َع َش َر ُمذيعا ً * إحدى َع ْش َرةَ ُمذيعةً‬


‫* َ‬
‫* اثنا َع َش َر ُشرطيا ً * اثنتا َع ْش َرةَ ُشرْ طيةً‬

‫* َأ َح َد َع َش َر ُمتَفَ ّرجا ً * إحدى َع ْش َرةَ ُمتَف ّرجةً‬

‫* اثنا َع َش َر ُمتسابقا ً * اثنتا َع ْش َرةَ متسابِقَةً‬

‫‪ -2‬وان العدد (‪ )11‬مبني على فتح الجزئين دائما ‪ ،‬مهما كان موقعه من اإلعراب ‪.‬‬

‫‪ -3‬وان العدد (‪ )12‬جزؤه األول يعرب إعراب المثنى ‪ ،‬يرفع باأللف وينصب ويجر بالياء وجزؤه‬
‫الثاني مبني على الفتح‪ .‬وعند اإلعراب فإننا ال نعمد إلى تجزئة العدد (‪ )12‬بل نعتبره كتلة واحدا ‪،‬‬
‫ونعربه على هذا األساس مثل ‪:‬‬
‫جاءاثنا َع َش َر ضيفا ً‬

‫اثنا عشر ‪ :‬فاعل مرفوع جزؤه األول مرفوع عالمته األلف ‪ ،‬وجزؤه الثاني مبني على الفتح ‪.‬‬

‫أك َر ْمتُاثنتي َع ْشرةَ ضيفة‬

‫اثنتي عشرة ‪ :‬مفعول به منصوب ‪ ،‬جزؤه األول منصوب بالياء وجزؤه الثاني مبني على الفتح ‪.‬‬

‫اشتركت معاثنتي َع ْش َرةَ قناةً فضائية‬

‫اثنتي عشرة ‪ :‬اسم مجرور جزؤه األول مجرور عالمته الياء والثاني مبني على الفتح ‪.‬‬

‫الفئة الثالثة‬

‫ومثل ‪-:‬‬
‫ً‬
‫طالبة‬ ‫* في الصَّفِّ َأ َحدَ َع َش َر طالبا ً ‪ ،‬إحدى َع ْش َر َة‬

‫أيت َأ َحدَ َع َش َر َك ْو َكبا ً ‪ ،‬إحدى َع ْش َر َة َنجْ َم ًة‬


‫* َر ُ‬

‫الدينار بَأ َحدَ َع َش َر ِدرْ هما ‪ ،‬إحدى َع ْش َر َة لير ًة‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫أبدلت‬ ‫*‬

‫* عددهم اثنا َع َش َر َرجُال ‪ ،‬اثنتا َع ْش َر َة امرأ ًة‬


‫*َأقا َم ْ‬
‫ت الدول ُة اثني َع َش َر َمرْ صِ داً ‪ ،‬اثنتي َع ْش َر َة َم َح َّط ًة لِس َّك ِة الحدي ِد‬

‫ت باثني َع َش َر خبيراً ‪ ،‬اثنتي َع ْش َر َة َخ َ‬


‫بير ًة‬ ‫* واستعا َن ْ‬
‫في الصَّفِّ َأ َحدَ َع َش َر طالبا ً‬

‫في الصف ‪ :‬شبه جملة جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم‬

‫أحد عشر ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئين في محل رفع مبتدأ مؤخر‬

‫طالبا ‪ :‬تمييز منصوب عالمته تنوين الفتح‬


‫ً‬
‫طالبة‬ ‫وإحدى َع ْش َر َة‬

‫إحدى عشرة ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئيين معطوف على مرفوع محال‬

‫طالبة ‪ :‬تمييز منصوب عالمته تنوين الفتح‬


‫أيت َأ َحدَ َع َش َر َك ْو َكبا ً‬
‫َر ُ‬

‫رأيت ‪ :‬فعل وفاعل‬

‫أحد عشر ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئين ‪ ،‬في محل نصب مفعول به‬

‫كوكبا ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫وإحدى َع ْش َر َة َنجْ َم ًة‬

‫إحدى عشرة ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئية معطوف محالً على ما هو منصوب‬

‫نجمة ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫الدينار بَأ َحدَ َع َش َر ِدرْ همابأحد عشر ‪ :‬الباء حرف جر ‪ ،‬أحد عشر عدد مبني‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أبدلت‬
‫على فتح الجزئين في محل جر‬

‫درهما ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫وإحدى َع ْش َر َة لير ًة‬

‫إحدى عشرة ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئين معطوف على منصوب‬

‫ليرة ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫عددهم اثنا َع َش َر َرجُال‬

‫عدد ‪ :‬مبتدأ مرفوع عالمته الضمة ‪ ،‬وهو مضاف‬

‫هم ‪ :‬ضمير مبني على السكون في محل جر باإلضافة‬

‫اثنا عشر ‪ :‬اثنا خبر مرفوع عالمته األلف ألنه مثنى ‪،‬عشر اسم مبني على الفتح‬

‫رجال ‪ :‬تمييز منصوب‬


‫واثنتا َع ْش َر َة امرأ ًة‬

‫اثنتا عشرة ‪ :‬اثنتا خبر مرفوع عالمته األلف ألنه مثنى ‪ ،‬وعشرة اسم مبني على‬
‫الفتح‬

‫امرأة ‪ :‬تمييز منصوب‬


‫َأقا َم ْ‬
‫ت الدول ُة اثني َع َش َر َمرْ صِ داً‬

‫اثني عشر ‪ :‬اثني مفعول به منصوب عالمته الياء ألنه مثنى ‪،‬وعشر اسم مبني‬
‫على الفتح‬

‫مرصدا ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫واثنتي َع ْش َر َة َم َح َّط ًة لِس َّك ِة الحدي ِد‬

‫اثنتي عشرة ‪ :‬اثنتي مفعول به منصوب عالمته الياء وعشرة اسم مبني على الفتح‬

‫محطة ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫لسكة ‪ :‬جار ومجرور‬

‫الحديد ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬


‫ت باثني َع َش َر خبيراً‬
‫واستعا َن ْ‬

‫استعانت ‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح والتاء للتأنيث‬

‫الفاعل ‪ :‬مستتر تقديره هي – الدولة ‪-‬‬

‫عشر ‪ :‬اثني اسم مجرور عالمته الياء وعشر اسم مبني على الفتح‬
‫َ‬ ‫باثني‬

‫خبيرا ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫واثنتي َع ْش َر َة َخ َ‬
‫بير ًة‬

‫باثنتي عشرة ‪ :‬اثنتي اسم مجرور عالمته الياء وعشرة اسم مبني على الفتح‬

‫خبيرة ‪ :‬تمييز منصوب‬


‫الفئة الرابعة‬

‫الفئة الرابعة ‪ :‬األعداد من‪19-13‬‬

‫وهذه األعداد من حيث تركيبها تدخل في باب العشرة المركبة مضافا إليها األعداد‬
‫المفردة ثالثة إلى تسعة ‪ ،‬لذا فإن نوعين من األحكام والقواعد تنطبق عليها األول‬
‫من حيث‬

‫التذكير والتأنيث ‪ ،‬والثاني من حيث الوظيفة النحوية ‪ ،‬وفيما يلي بيان‬

‫الستعمال هذه األعداد ‪.‬‬


‫* َعلَّ َم المُحْ سِ نُ على َن َف َق ِت ِه سِ َّت َة َع َش َر َفتىً وسِ َّ‬
‫ت َع ْش َر َة فتا ًة‬

‫يتون َثماني َع ْش َر َة تنك َة َز ْي ٍ‬


‫ت‬ ‫الز ِ‬‫ِمار َّ‬
‫*جنى المُزار ُع من ث ِ‬
‫رب َّي ِة ِب َسب َْع َة َع َش َر َفرْ داً‬ ‫ُأل‬
‫الع ِ‬ ‫* ُي َق َّد ُر َعدَ ُد أفرا ِد بعض ا ِ‬
‫سر َ‬
‫ْس َع ْش َر َة لِير ًة‬ ‫* َبينما يُبا ُع في لُ َ‬
‫بنان ِب َخم َ‬
‫يتون الم َُخ َل ِل‬
‫الز ِ‬‫* و ِتس َّع َة َع َش َر رطالً من َّ‬

‫ندق َأرْ َب َع َع ْش َر َة ُغرْ َف ًة‬


‫* َعدَ ُد ُغ َرفِ الفُ ِ‬
‫البلح‬
‫ِ‬ ‫ف َثالَث َة َع َش َر عُنقوداً من‬
‫*و َق َط َ‬
‫بز ِب َخ ْم َس َة َع َش َر قِرْ شا ً‬
‫* ُي َبا ُع كِيلو ال ُخ ِ‬
‫العمار ِة َسب َْع َع ْش َر َة َش ً‬
‫قة‬ ‫بيع من َ‬
‫* َ‬
‫ُوظفي ِه َأرْ َب َع َة َع َش َر م َُو َظفا ً‬
‫* و َعدَ ُد م َ‬

‫ثالث َع ْش َر َة َش َج َر ًة‬
‫َ‬ ‫* َقلَّ َم المُزار ُع‬

‫ثالث َع ْش َر َة َش َج َر ًة‬
‫َ‬ ‫َقلَّ َم المُزار ُع‬

‫قلم ‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح‬

‫المزارع ‪ :‬فاعل مرفوع عالمته الضمة‬

‫ثالث عشرة ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به‬
‫شجرة ‪ :‬تمييز منصوب عالمته تنوين الفتح‬

‫البلح‬
‫ِ‬ ‫ف َثالَث َة َع َش َر عُنقوداً من‬
‫و َق َط َ‬
‫ثالثة عشر ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به‬

‫عنقودا ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫ندق َأرْ َب َع َع ْش َر َة ُغرْ َف ًة‬


‫َعدَ ُد ُغ َرفِ الفُ ِ‬
‫أربع عشرة ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئين في محل رفع خبر‬
‫فيهأ أرْ َب َع َة َع َش َر م َُو َظفا ً‬
‫وعدَ ُد مُو َظ ِ‬
‫َ‬
‫أربعة عشر ‪ :‬اسم مبني على فتح الجزئين في محل رفع خبر‬
‫بز ِب َخمْ َس َة َع َش َر قِرْ شا ً‬
‫ُي َبا ُع كِيلو ال ُخ ِ‬
‫بخمسة عشر ‪ :‬خمسة عشر ‪ :‬اسم مبني على فتح الجزئين في محل جر بحرف‬
‫جر‬

‫قرشا ‪ :‬تمييز منصوب عالمته تنوين الفتح‬

‫َبينما يُبا ُع في لُبنا َن ِب َخ َ‬


‫مْس َع ْش َر َة لِير ًة‬

‫بخمس عشرة ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئين في محل جر‬


‫َعلَّ َم المُحْ سِ نُ على َن َف َقت ِِهسِ َّت َة َع َش َر َفتىً وسِ َّ‬
‫ت َع ْش َر َة فتا ًة‬

‫ستةعشر ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به‬

‫فتى ‪ :‬تمييز منصوب بتنوين مقدر على آخره‬

‫ست عشرة ‪ :‬عدد مبنى على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به‬

‫فتاة ‪ :‬تمييز منصوب عالمته تنوين الفتح‬


‫ُأل‬
‫رب َّي ِة‬ ‫ُي َق َّد ُر َعدَ ُد أفرا ِد بعض ا ِ‬
‫سر ال َع ِ‬
‫ِب َس ْب َع َة َع َش َر َفرْ داًبسبعة عشر ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئين في محل جر بحرف‬
‫الجر‬
‫فردا ‪ :‬تمييز منصو‬
‫العمار ِة َسب َْع َع ْش َر َة َش ً‬
‫قةسبع عشرة ‪ :‬سبع عدد مبني على فتح الجزئين في‬ ‫بيع من َ‬
‫َ‬
‫محل رفع نائب فاعل‬

‫شقة ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫الزيتو ِن َثماني َع ْش َر َة تنك َة َز ْي ٍ‬


‫ت‬ ‫ِمار َّ‬
‫جنى المُزار ُع من ث ِ‬
‫ثماني عشرة ‪ :‬عدد مبني على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به‪.‬‬

‫يتون الم َُخ َل ِل‬


‫الز ِ‬‫و ِت ّس َع َة َع َش َر رطالً من َّ‬

‫تسعة عشر ‪ :‬عددمبني على فتح الجزئين في محل نصب معطوف على منصوب‪.‬‬

‫الفئة الخامسة‬

‫الفئة الخامسة ألفاظ العقود ‪ 90-20‬وما يعطف عليها فتأتي على األشكال التالية ‪:‬‬

‫نقول ‪:‬‬
‫تسعين َسهْما ً من َأسْ ه ُِم المِصفا ِة ‪َ ،‬و َر ِب َح في ك ِّل َسه ٍْم أربعين ديناراً‬
‫َ‬ ‫اع أخي‬
‫* َب َ‬
‫ص ْف َح ِة اَألخير ِة ثالثون إعالنا ً‬ ‫ً‬
‫صفحة ‪ ،‬وفي ال َّ‬ ‫الجريد ِة عِ شرون‬
‫ت َ‬ ‫ص َفحا ِ‬
‫* َعدَ ُد َ‬
‫وخمْسٌ وعشرون ً‬
‫ليلة‬ ‫* َمضى من الشهر َأ َر َب ٌ‬
‫عة وعشرون يوما ً ‪َ ،‬‬
‫ً‬
‫بريدية‬ ‫ً‬
‫بطاقة‬ ‫ت َثال َث ًة وخمسين طا َبعا ً ‪ ،‬وثماني وستين‬
‫* َج َمعْ ُ‬
‫ً‬
‫راكبة‬ ‫* على الطائر ِة َخ ٌ‬
‫مسة وأربعون راكبا ً ‪ ،‬وسِ ٌ‬
‫ت وثالثون‬
‫ت الرِّ حل ُة اثنين وثالثين يوما ً ‪ ،‬وثالثا وثالثين ً‬
‫ليلة‬ ‫* استغر َق ْ‬
‫ٌ‬
‫نعجة واحدة "‬ ‫ً‬
‫نعجة ‪ ،‬ولي‬ ‫* "إن هذا أخي له تس ٌع وتسعون‬

‫وسبْعا ً وخمسين لير ًة‬ ‫ً‬


‫ثمانية وثمانين ديناراً ‪َ ،‬‬ ‫* ادفعوا‬

‫ص ْف َح ِة اَألخير ِة ثالثون إعالنا ً‬ ‫ً‬


‫صفحة ‪ ،‬وفي ال َّ‬ ‫الجريدةِعِ شرون‬
‫ت َ‬ ‫ص َفحا ِ‬
‫َعدَ ُد َ‬
‫عشرون ‪ :‬خبر مرفوع عالمته الواو ‪ ،‬ملحق بجمع المذكر السالم‬

‫صفحة ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫ثالثون ‪ :‬خبر مرفوع عالمته الواو ‪ ،‬ملحق بجمع مذكرسالم‬

‫إعالنا ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫ت الرِّ حل ُة اثنين وثالثينيوما ً وثالثا وثالثين ً‬


‫ليلة‬ ‫استغر َق ْ‬

‫استغرق ‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح والتاء للتأنيث‬

‫الرحلة ‪ :‬فاعل مرفوع عالمته الفتحة‬

‫اثنين ‪ :‬ظرف منصوب عالمته الياء ألنه مثنى‬

‫وثالثين ‪ :‬معطوفة على اثنين بالنصب وعالمتها الياء ألنه ملحق بجمع المذكر‬
‫السالم‬

‫ليلة ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫وخمْسٌ وعشرون ً‬
‫ليلة‬ ‫َمضى من الشهر َأ َر َب ٌ‬
‫عة وعشرونيوما ً َ‬

‫مضى ‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره‬

‫من الشهر ‪ :‬جار ومجرور‬

‫أربعة ‪ :‬فاعل مرفوع عالمته تنوين الضم‬

‫وعشرون ‪ :‬اسم معطوف على مرفوع عالمته الواو ألنه ملحق بجمع المذكر‬
‫السالم‬

‫خمس ‪ :‬اسم معطوف على مرفوع عالمته تنوين الضم‬

‫وعشرون ‪ :‬اسم معطوف على مرفوع عالمته الواو ألنه ملحق بجمع المذكر‬
‫السالم‬
‫ً‬
‫راكبة‬ ‫على الطائر ِة َخ ٌ‬
‫مسة وأربعونراكباًوسِ ٌ‬
‫ت وثالثون‬

‫خمسة ‪ :‬مبتدأ مؤخر مرفوع‬

‫وأربعون ‪ :‬اسم معطوف على مرفوع عالمته الواو‬

‫ست ‪ :‬معطوف على مرفوع‬

‫وثالثون ‪ :‬معطوف على مرفوع‬

‫ً‬
‫بريدية‬ ‫ً‬
‫بطاقة‬ ‫َج َمعْ ُت َثال َث ًة وخمسينطا َبعاًوثماني وستين‬

‫ثالثة ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته الفتح‬

‫وخمسين ‪ :‬معطوف على منصوب عالمته الياء‬

‫ثماني ‪ :‬معطوف على منصوب عالمته فتحة مقدرة على الياء‬

‫وستين ‪ :‬معطوف على منصوب عالمته الياء‬

‫وسبْعا ً وخمسين لير ًة‬ ‫ً‬


‫ادفعواثمانية وثمانين ديناراً َ‬
‫ثمانية ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته الفتحة‬

‫وثمانين ‪ :‬اسم معطوف على منصوب عالمته الياء‬

‫سبعا ً ‪ :‬معطوف على منصوب عالمته تنوين الفتح‬

‫وخمسين ‪ :‬معطوف على منصوب عالمته الياء‬

‫ٌ‬
‫ولينعجة واحدة "‬ ‫ً‬
‫نعجة‬ ‫"إن هذا أخي لهتس ٌع وتسعون‬

‫تسع ‪ :‬مبتدأ مؤخر مرفوع عالمته تنوين الضم‬

‫وتسعون ‪ :‬معطوف على مرفوع عالمته الواو‬


‫ٌ‬
‫نعجة ‪ :‬مبتدأ مؤخر مرفوع عالمته تنوين الضم‬ ‫ً‬
‫نعجة ‪ :‬تمييز منصوب‬

‫واحدة ‪ :‬نعت مرفوع عالمته تنوين الضم‬

‫الفئة السادسة‬

‫الفئة السادسة‪999 ، 300 ، 200 ، 100‬‬

‫تستخدم (مئة) مفردة ومثناة ومجموعة ‪ ،‬وفي كل حالة تدل على كممحدديُفهم من‬

‫جملتها ‪ ،‬لذا فهي ُتعربإعراب االسم المفرد حينا ‪ ،‬وإعرابالمثنىحينا آخر ‪ ،‬وتعرب‬

‫إعراب جمع المؤنث السالم في أحيان أخرى ‪.‬نقول ‪:‬‬

‫‪َ -1‬ث َمنُ المحرِّ كِمئ ُة ٍ‬


‫دينار‬

‫مئتيدينار ثمناللمحرك‬
‫ٍ‬ ‫‪ -2‬دفع ُت‬

‫ِدينار‬
‫ث مئة ٍ‬‫اآلخربثال ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اشتريت المحرِّ َك‬ ‫‪-3‬‬
‫ٌ‬
‫ٍوخمسة وستون يوما ً ‪.‬‬ ‫‪ -4‬في السنة ُ‬
‫ِثالث مئة‬
‫‪-‬وثالث مِئةٍوخمسٌ وستون ً‬
‫ليلة ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪5‬‬
‫‪-6‬تخرَّ َج في كلي ِة الهندسةِأرب ُع مئةٍوواح ٌد وأربعون شابا ً‬
‫ً‬
‫شابة‬ ‫‪ -7‬تخرَّ َج في كلي ِة الهندسةِخمسُ مئةٍواثنتانوثالثون‪N‬‬
‫شرمسافراً‬ ‫كان عد ُد المسافرين عن طريقِالمينا ِء َ‬
‫ست مئةٍوأح َد َع َ‬ ‫‪َ -8‬‬

‫‪ -9‬كان عد ُد الطائرا ِ‬
‫ت التي حطت في المطار االسبو َعالماضي سب َعمئةٍواثنتا‬
‫َع ْش َر َة طاِئر ًة‬
‫ٍلتسع مئةٍوثالث ٍة وسبعينمواطنا ً‬ ‫ْ‬
‫منحت السفارةُ تأشيرا ِ‬
‫ت ُدخول ِ‬ ‫‪-10‬‬
‫ً‬
‫وستينمواطنة‬ ‫ت ُدخولٍلثماني مئة‬
‫ٍوأربع‬ ‫ْ‬
‫منحت السفارةُ تأشيرا ِ‬ ‫‪-11‬‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫ِوثالثة وعشرينطنا ً مناألسمدة‬ ‫استوردت الحكوم ُة َ‬
‫تسع مئة‬ ‫ْ‬ ‫‪-12‬‬
‫ً‬
‫مختلفةونقول‪:‬‬ ‫ً‬
‫وثالثينسلعة‬ ‫استوردت الحكوم ُة َ‬
‫تسع مئةٍوأربعا ً‬ ‫ْ‬ ‫‪-13‬‬

‫الوطن‬
‫ِ‬ ‫‪ -14‬عادَمئا ُتالمهاجرين إلى‬

‫‪ُ -15‬ي َق َّد ُر َعدَ ُد النسو ِة العامالتِبمئاتِالنسا ِء‬

‫ت الحكوم ُةمئاتِالمهاجرين غيرالشرعيين‪N.‬‬


‫‪َ -16‬رحَّ َل ْ‬

‫من حيث الوظيفة النحوية ‪:‬‬

‫دينارمئة ‪ :‬خبر مرفوع عالمته الضمة وهو مضاف‬


‫ٍ‬ ‫َث َمنُ المحرِّ كِ مئ ُة‬

‫دينار ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫دينارثمنا للمحرك‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫دفعت مئتي‬

‫مئتي ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته الياء النه مثنى ‪ ،‬وحذفت نون المثنى النه‬
‫مضاف‬

‫دينار ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫دينار‬
‫ٍ‬ ‫ث مئ ِة‬
‫ك اآلخر بثال ِ‬ ‫ُ‬
‫اشتريت المحرِّ َ‬
‫بثالث ‪ :‬اسم مجرور عالمته الكسرة وهو مضاف‬

‫مئة ‪ :‬مضاف إليه مجرور عالمته الكسرة وهو مضاف‬

‫دينار ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫ٌ‬
‫وخمسة وستون يوما ً‬ ‫ُ‬
‫ثالث مئ ٍة‬ ‫في السن ِة‬

‫ثالث ‪ :‬مبتدأ مؤخر مرفوع عالمته الضمة ‪ ،‬وهو مضاف‬

‫مئة ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫وخمسة ‪ :‬اسم مرفوع ‪ ،‬النه معطوف على مرفوع (ثالثة)‬

‫وستون ‪ :‬معطوف على مرفوع‬


‫يوما ‪ :‬تمييز منصوب لـِ (ستون)‬

‫تخرَّ َج في كلي ِة الهندسةِأرب ُع مئ ٍة وواح ٌد وأربعون شابا ً‬

‫أربع ‪ :‬فاعل مرفوع عالمته الضمة ‪ ،‬وهو مضاف‬

‫مئة ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫وواحد ‪ :‬اسم معطوف على مرفوع (أربع)‬

‫وأربعون ‪ :‬اسم معطوف على مرفوع (واحد)‬

‫شابا ‪ :‬تمييز منصوب لالسم (أربعون)‪N‬‬


‫شر مسافراً‬ ‫طريق المينا ِء َ‬
‫ست مئ ٍة وأح َد َع َ‬ ‫ِ‬ ‫كان عد ُد المسافرين عن‬
‫َ‬
‫ست ‪ :‬خبر كان منصوب ‪ ،‬وهو مضاف‬

‫مئة ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫وأحد عشر ‪ :‬اسم مبني على فتح الجزئين ‪ ،‬في محل نصب ألنه معطوف على‬
‫اسم منصوب (ست)‬

‫مسافرا ‪ :‬تمييز منصوب لالسم (أحد عشر)‬


‫لتسع مئ ٍة وثالث ٍة وسبعين مواطنا ً‬
‫ِ‬ ‫ت ُد ٍ‬
‫خول‬ ‫ْ‬
‫منحت السفارةُ تأشيرا ِ‬

‫لتسع ‪ :‬اسم مجرور بحرف الجر ‪ ،‬عالمته الكسرة ‪ ،‬وهو مضاف‬

‫مئة ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫وثالثة ‪ :‬اسم معطوف على مجرور‬

‫وسبعين ‪ :‬اسم معطوف على مجرور ‪ ،‬وعالمته الياء‬

‫مواطنا ‪ :‬تمييز منصوب بـِ (سبعين)‬

‫ً‬
‫وثالثة وعشرين طنا ً مناألسمدة‬ ‫استورد ْتالحكوم ُة َ‬
‫تسع مئ ِة‬
‫تسع ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته الفتحة ‪ ،‬وهو مضاف‬

‫مئة ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫وثالثة ‪ :‬اسم معطوف على منصوب‬

‫وعشرين ‪ :‬اسم معطوف على منصوب ‪ ،‬عالمته الياء‬

‫طنا ‪ :‬تمييز منصوب لالسم (عشرين)‬

‫الوطن‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫مئات المهاجرين إلى‬ ‫عادَ‬

‫مئات ‪ :‬فاعل مرفوع عالمتهالضمة‬

‫ُي َق َّد ُر َعدَ ُد النسو ِة العامالتِبمئاتِالنسا ِء‬

‫بمئات ‪ :‬اسم مجرور عالمته الكسرة‬

‫ت الحكوم ُة مئاتِالمهاجرين غير الشرعيين‬


‫َرحَّ َل ْ‬

‫مئات ‪ :‬مفعول به منصوب عالمته الكسرة ‪ ،‬ألنه ملحق بجمع المذكرالسالم‬

‫االدب‬
‫أوال‪ //‬الشعر‬
‫السالم‬
‫الفرزدق وقصيدته في مدح اإلمام زين العابدين عليه ّ‬
‫حسن معتوق‬
‫ٍ‬
‫بنخبة من الشعراء‪ ،‬اقترن ذكرهم بقصيدة من القصائد‬ ‫ما زال األدب العربي يزهو" ويفخر‬
‫ظ َمها قائلُها وأجاد في صياغتها‪ ،‬فتمثلت موقفاً مهماً في حياة ناظمها‪ .‬من بين‬
‫رائعة عصماء‪ ،‬ن َ‬
‫تلك القصائد بائية الكميت بن زيد األسدي‪ ،‬وميمية الفرزدق‪ ،‬وتائية دعبل الخزاعي‪ ،‬ورائية‬
‫التهامي‪ ،‬ودالية المعري وغيرها من القصائد التي انتشرت وذاعت على ألسنة الناس‪ ،‬وما‬
‫‪.‬زالت تنفح األدب بعطر الفن والجمال‬
‫يتضمن فيها من‬
‫ّ‬ ‫هذه القصائد ُكتِب لها الخلود‪ ،‬ألنها جاءت تعبيراً عن الروح اإلنسانية‪ ،‬وما‬
‫صدق العاطفة‪ ،‬وجمال الذوق‪ ،‬وسمو" الخيال‪ ..‬وهي في الوقت نفسه‪ ،‬صورة عن إبداع‬
‫أبعادها الخيال‪ ،‬ويرفدها" الوجدان‪ ،‬ويمد‬
‫عبر عن حقيقة يرسم" َ‬‫الشاعر فيما نسج من رؤى أو ّ‬
‫‪..‬في لحمتها وسداها روعة التصوير‪ ،‬وجمال التعبير‪ ،‬وحرارة الموقف‬
‫إن قصيدة عاشت أكثر من عشرة قرون ونيف‪ ،‬لهي َح ِرّية بالثناء والتقدير‪ .‬ولم تكن ميمية‬
‫تضمنت سجالً لمكارم األخالق‬
‫ّ‬ ‫الفرزدق إالّ واحدة من عيون الشعر العربي واإلسالمي‪ ،‬التي‬
‫‪.‬ومحامد" األفعال‬
‫همام بن غالب التميمي‪ ،‬أبو فراس‪ ،‬الشهير بالفرزدق" ( ‪ 19‬هـ ـ ‪ 110‬هـ )‪ ،‬شاعر‬ ‫َّ‬
‫إن ناظمها‪ّ ،‬‬
‫من أهل البصرة‪ ،‬عظيم األثر في اللّغة‪ ،‬كان يقال‪ :‬لوال شعره لذهب ثلث لغة العرب‪ ،‬ونصف‬
‫(‪)1‬‬ ‫‪.‬أخبار الناس‪ .‬وكان شريفاً في قومه‪ ،‬عزيز الجانب‬
‫ُولد في البصرة سنة ‪ 19‬هـ‪ ،‬وأقام" مع والده في البادية‪ ،‬وكانت البصرة حاضرة األدب والعلم‬
‫فرواه والده الشعر حتّى ظهرت ملكته فيه وهو غالم‪ ،‬فجاء به في يفاعته إلى‬
‫والبيان آنذاك‪ّ ،‬‬
‫السالم‪« :‬‬
‫السالم في حدود" سنة ‪36‬هـ‪ ،‬وأخبره أنه شاعر‪ ،‬فقال له اإلمام عليه ّ‬
‫اإلمام علي عليه ّ‬
‫القرآن فهو" أنفع له »‪ ،‬فلم ينظم شعراً حتى حفظ القرآن‪ .‬وقيل إنه ّقيد نفسه وآلى على‬
‫َ‬ ‫ِعلّ ْمه‬
‫فيبر بقسمه‬
‫ك القيد حتّى يحفظ كتاب اهلل‪ّ ،‬‬‫‪.‬نفسه أن ال يف ّ‬
‫رؤساء عشيرتهم‪ ،‬لهم مناقب مشهورة‪ ،‬ومحامد مأثورة في الكرم‬
‫َ‬ ‫وكان والد الفرزدق وأجداده‬
‫جده صعصعة كان عظيم القدر في الجاهلية‪ ،‬حيث افتدى الموؤودات من‬ ‫والمجد‪ .‬منها أن ّ‬
‫تميم‪ ،‬وكان من عادات بعض قبائل العرب أن تئد بناتها اتقاء العار والفاقة‪ ،‬فلما ظهر اإلسالم‬
‫‪:‬منع ذلك بشدة‪ .‬يقول الفرزدق مفتخراً بجده‬

‫وأحيا الوئيد فلـم ي ِ‬


‫وأد (‬ ‫وجدي" الذي منع‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫‪)2‬‬ ‫الوائدات‬

‫نبوغه وشهرته‬
‫السالم وقع كبير في نفسه‪ ،‬فحفظ القرآن وروى بعض الحديث‪،‬‬
‫كان لكالم اإلمام علي عليه ّ‬
‫السالم‪ ،‬وجرى" بينهما حديث مشهور تناقله‬
‫كما أنه التقى في فترة شهرته باإلمام الحسين عليه ّ‬
‫األئمة منهجاً‬
‫الرواة‪ .‬لقد نهل من معين البادية لغة‪ ،‬واكتسب شفافية في المشاعر‪ ،‬وقبس عن ّ‬
‫أهلته للنبوغ‪ « ،‬فخرج إذ ذاك إلى الميدان الرحيب‪ ،‬كامل العدة من الروح العظيمة‬
‫وعقيدة ّ‬
‫البليغة‪ ،‬والذكاء البدوي الحضري‪ .‬وما كادت تظهر" بوادر نبوغه حتّى أحاطه المنافسون بالنقد‬
‫وبزهم" جميعاً » (‪)3‬‬
‫‪.‬والهجاء‪ ،‬فمشى معهم في هذه السبيل حتّى غلبهم ّ‬

‫مكانته الشعرية‬
‫كان مقدماً على أقرانه ومعاصريه عند أكثر أهل العلم واللّغة والشعر‪ .‬قال أبو الفرج‬
‫فليقدم الفرزدق"‬
‫‪ ».‬األصفهاني‪ « :‬من كان يميل إلى جودة الشعر وفخامته‪ ،‬وشدة أسره‪ّ ،‬‬
‫الحجاج قتيبةَ بن مسلم عن أشعر شعراء الوقت‪ ،‬فقال‪ « :‬الفرزدق أفخرهم‬
‫ُ‬ ‫‪ ».‬وحين سأل‬
‫ومن األدلة على نبوغه المب ّكر في الشعر أنه دخل وهو غالم يافع على سعيد بن العاص‬
‫‪:‬وأنشده والحطيئةُ حاضر‬

‫األمر في الحدث ِ‬
‫ـان‬ ‫ُ‬ ‫إذا ما‬ ‫الحجاحج من‬
‫َ‬ ‫الغر‬
‫نرى َّ‬
‫آال‬ ‫ٍ‬
‫قريش‬
‫كأنه ُـم َي َـرون بـه الهـالال‬ ‫قياماً ينظـرون إلـى سعي ٍـد‬

‫أدركت َمن قَبلك‪،‬‬ ‫فقال الحطيئة‪ « :‬هذا ِ‬


‫واهلل الشعر ال ما تعلل به نفسك منذ اليوم‪ ،‬يا غالم‬
‫َ‬
‫وسبقت َمن َبعدك‬
‫َ‬ ‫‪».‬‬
‫سمع‬
‫وجاء في كتاب الحيوان للجاحظ‪ « :‬إن أحببت أن تروي" من قصار القصائد شعراً لم ُي َ‬
‫بمثله‪ ،‬فالتمس ذلك في قصار" قصائد" الفرزدق‪ ،‬فإنك ال ترى شاعراً قط يجمع التجويد في‬
‫‪:‬القصار والطوال غيره »‪ .‬وله من بديع النظم‬

‫والشيب ينهض في الشباب‬


‫ـار (‪)4‬‬ ‫ِ‬
‫بجانبيه نه ُ‬
‫َ‬ ‫لي ٌل يصيـح‬
‫كأنه‬

‫مواقفه الجريئة مع الح ّكام‬


‫كان الفرزدق يمتاز بقوة الشخصية والجرأة‪ ،‬إلى كونه شاعراً مطبوعاً على الثورة والتمرد‪،‬‬
‫فمن ذلك أنه حضر يوماً عند سليمان‬ ‫كيانه الفخر‪ ،‬ويهتز عزة وأريحية‪ِ .‬‬
‫وهو معتز بنفسه يمأل َ‬
‫ٍ"‬
‫يومئذ حاكم‪ ،‬فقال سليمان للفرزدق‪ :‬أنشدني شيئاً‪ .‬وإ نما أراد‬ ‫بن عبدالملك األموي‪ ،‬وهو‬
‫‪:‬سليمان أن ينشده مدحاً له‪ ،‬فأنشده في مدح أبيه غالب‪ ،‬والد الفرزدق‬

‫ٍ‬
‫وركب‪ ،‬كأن الريح تُطلّب‬
‫ِ‬
‫بالعصائب‬ ‫لها ترةً (‪ )5‬من جذبها‬
‫عندهم‬
‫سروا" يخبطون الليل وهو‬
‫إلى ُشع ِب األكوار ِ‬
‫ذات الحقائ ِ‬
‫ـب‬ ‫َ‬ ‫يلفّهـم‬
‫نار‬
‫أيديهم (‪َ )6‬‬
‫ُ‬ ‫وقد خضرت‬
‫إذا آنسـوا نـاراً يقولـون إنهـا‬
‫ِ‬
‫غالب‬
‫فغضب سليمان‪ .‬ومن اعتداده بنفسه أنه كان ال ينشد الوالة واألمراء إالّ جالساً‪ ،‬ولم يكن‬
‫خوار‬ ‫الفرزدق حينما مدح بعض األمويين طلباً ِ‬
‫ب اإلرادة ّ‬ ‫اتقاء لألذى‪ُ ،‬مستلَ َ‬
‫للجدة (‪ )7‬أو ً‬
‫ويفوقها دونما خوف" أو وجل إلى الح ّكام أنفسهم‪،‬‬
‫يوجه سهام شعره ِّ‬ ‫الهمة‪ ،‬بل كثيراً ما كان ِّ‬
‫ّ‬
‫‪.‬حينما يشعر بالضيم يلحقه‬

‫والؤه وعقيدته‬

‫السالم‪ ،‬مجاهراً‬
‫السالم‪ ،‬مناصراً لعلي وأبنائه عليهم ّ‬
‫كان الفرزدق موالياً ألهل البيت عليهم ّ‬
‫المتكسب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بحبه لهم‪ ،‬وإ ذا مدحهم تدفق" شعره عاطفة وحماسة‪ ،‬فال نرى فيه أثراً لتكلّف المادح‬
‫ّ‬
‫السالم‪ ،‬قصيدته في زين العابدين علي بن‬‫وخير دليل على صدق مواالته آل البيت عليهم ّ‬
‫السالم‪ ،‬وهي من أبلغ الشعر وأخلصه عاطفة‪ .‬يقول ابن َخلِّكان في أعيانه‪« :‬‬
‫الحسين عليه ّ‬
‫الجنة »‪ .‬وهي أنه لما حج هشام بن عبدالملك‪،‬‬
‫نسب إلى الفرزدق مكرمة يرجى" له بها ّ‬‫وتُ َ‬
‫صب له منبر‬‫فن ِ‬
‫وج ِهد أن يصل إلى الحجر ليستلمه‪ ،‬فلم يقدر عليه من كثرة الزحام‪ُ ،‬‬
‫فطاف َ‬
‫وجلس عليه‪ ،‬ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام‪ .‬وفيما" هو كذلك إذ أقبل زين‬
‫السالم‪ ،‬وكان من أحسن الناس وجهاً‬
‫العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم ّ‬
‫تنحى له الناس‪ ،‬وانشقت له الصفوف‪،‬‬
‫وأطيبهم" أرجاً‪ ،‬فطاف بالبيت‪ ،‬فلما انتهى إلى الحجر‪ّ ،‬‬
‫من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟!‬
‫وم ّكنته من استالم الحجر‪ ،‬فقال رجل من أهل الشام‪ْ :‬‬
‫فقال هشام‪ :‬ال أعرفه ( مخافة أن يرغب فيه أهل الشام )‪ .‬وكان الفرزدق" الشاعر حاضراً‪،‬‬
‫الشامي‪َ :‬من هذا يا أبا فراس ؟ فقال الفرزدق" وأطلق" قصيدته الشهيرة‬
‫ّ‬ ‫فقال‪ :‬أنا أعرفُه! فقال‬
‫‪.‬العصماء (‪)8‬‬

‫قصيدة الفرزدق‬

‫ـحرم‬ ‫ُّ‬ ‫ـبيت َي ِ‬


‫ـعرفه والـحل وال ُ‬ ‫وال ُ‬ ‫البطحاء وطأتَه‬
‫ُ‬ ‫هـذا الـذي تـعرف"‬
‫العلَ ُم‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫هـذا اب ُـن خ ِ‬
‫ـطاهر َ‬
‫ـنقي ال ُ‬‫ـتقي ال ُّ‬
‫هـذا ال ُّ‬ ‫هم‬
‫ـير عـباد اهلل كـل ُ‬
‫ـياء اهلل قـد ُخـتِموا‬
‫ب َـج ِّـده أنـب ُ‬
‫ـاطمة إن َ ِ‬
‫كنت جاهلَهُ‬
‫هـذا آبـن ف ٍ‬
‫ُ‬
‫األمم‬
‫ُ‬ ‫ت بـنور هـداه تـهتدي‬ ‫ـس ْ‬
‫أم َ‬ ‫ـي رسـول اهلل وال ُـده‬‫هــذا عـل ٌّ‬
‫ـكرم‬ ‫ِ‬
‫إلـى مـكارم هـذا يـنتهي ال ُ‬ ‫ـش قـال قـائلها"‬‫إذا رأتــه قـري ٌ‬
‫يستلم (‪)9‬‬
‫ُ‬ ‫رك ُـن الـحطيم إذا ما جاء‬ ‫ـرفان راحـته‬
‫يـكـاد ُيـمـسكه ع َ‬
‫القلم‬ ‫ِ‬ ‫اهلل شـ ّـرفـه ِق ْـدمـاً وعـظّـمه‬
‫جـرى بـذاك لـه فـي لوحه ُ‬
‫العز التي‬
‫ُيـنمى إلـى ُذروة ّ‬
‫والعجم‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‬ ‫ـرب‬
‫عـن نـيلها ع ُ‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫قص َر ْ"‬
‫ُ‬
‫مـشتقّةٌ مـن رسول اهلل نبعتُه (‬
‫والشيم‬
‫ُ"‬ ‫طـابت مغارسه والخيم (‪)11‬‬
‫‪)10‬‬
‫ـوب الدجى عن نور"‬
‫ـنشق ث ُ‬
‫ي ّ‬
‫كـالشمس ينجاب عن إشراقها" الظُّ ُلم‬
‫ُغ ّرته‬
‫ويغضى من‬ ‫ـياء ُ‬
‫ُيـغضي ح ً‬
‫ـبتسم‬
‫فـمـا ُيـكـلّ ُم إالّ حـيـن ي ُ‬ ‫مهابته‬
‫عم (‪)12‬‬ ‫مـا قـال ال ق ُّ‬
‫لـوال الـتشهد كـانت الُؤ ه َن ُ‬ ‫ـط إالّ فـي تـشهده‬
‫واأللم‬
‫ُ‬ ‫واإلمالق (‪)13‬‬
‫ُ‬ ‫الغياهب‬
‫ُ‬ ‫عـنها‬ ‫ع ّـم الـبريةَ بـاإلحسان فـانقشعت‬
‫ُيـستو َك ِ‬
‫فان (‪ )14‬وال َي ْـعروهما" َع َد ُم‬ ‫ـفعهُما‬
‫ـياث ع ّـم ن ُ‬
‫كـلـتا يـديه غ ٌ‬
‫والكرم‬
‫ُ"‬ ‫الخْل ِ‬
‫ق‬ ‫سن ُ‬ ‫َيـزينه اث ِ‬
‫ـنان‪ُ :‬ح ُ‬ ‫سـهل الـخليقة ال تُـخشى بـوادره‬
‫الفناء‪ ،‬أريب (‪ )15‬حين‬ ‫رحب ِ‬
‫ـيمون نـقيبتُهُ‬
‫ـوعد م ٌ‬
‫ال ُيـخلف ال َ‬
‫يعتزم‬
‫ُ"‬
‫ُحـْل ُو الـشمائل تـحلو عـنده نِ َـع ُم‬ ‫ـوام إذا فُ ِـدحوا"‬
‫ـقال أق ٍ‬
‫حـمـال أث ِ‬
‫ّ‬
‫الشرى والبأس م ِ‬
‫حتد ُم‬ ‫واُألس ُ"ـد أس ُـد َّ‬ ‫ت‬ ‫أزم ْ‬
‫ُ‬ ‫هـم الـغيوث إذا مـا أزمـة َ‬
‫ـيان ذلـك إن أثْ َـروا وإ ن َع ِدموا‬ ‫س َ‬ ‫هم‬
‫ـعسر بـسطاً" من أكفّ ُ‬ ‫ال ُيـنقص ال ُ‬
‫ـضم‬ ‫ٍ‬
‫خـيم كـريم وأيـد بـالندى ه ُ‬ ‫ـذم ساحتَهم"‬
‫أبـى لـهم أن يـحل ال ُّ‬
‫ـعتص ُ"م‬
‫وم َ‬ ‫هم مـنجى ُ‬
‫ـرب ُ‬
‫ـفر‪ ،‬وق ُ‬
‫كٌ‬ ‫هم‬
‫وبغض ُ"‬
‫ُ‬ ‫ـعشر حـبُّهم ِدي ٌـن‬
‫ِم ْـن م ٍ‬
‫ـختوم بـه ال َكِل ُم‬
‫فـي كـل بـدء وم ٌ"‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُمـق َّـدم بـع َـد ذ ْكـر اهلل ذك ُـر ُ‬
‫هم‬
‫خير أهل األرض قيل‪:‬‬ ‫أو قيل َم ْن ُ‬ ‫إن ُع ّـد أهـ ُل الـتقى كـانوا أئمتَهم‬
‫ُه ُم‬
‫ـيهم قــوم وإ ن كـرموا"‬
‫وال ُيـدان ُ"‬ ‫ـواد بـعد غـايتهم‬
‫ال يـسـتطيع" ج ٌ‬
‫األمم‬
‫ُ‬ ‫ـالدين ِمـن بـيت هـذا ناله‬
‫ف ُ‬ ‫ـعرف ّأولـيةَ ذا‬ ‫م ْـن ي ِ‬
‫ـعرف اهلل ي ْ‬ ‫َ‬
‫والعجم‬
‫ُ"‬ ‫أنكرت‬
‫َ‬ ‫ب تـعرف َم ْن‬
‫ال ُـع ْر ُ‬ ‫ولـيس قـولُك َم ْـن هذا ؟ بضائره‬

‫فلما سمع هشام هذه القصيدة‪ ،‬غضب وحبس الفرزدق‪ ،‬فأنفذ إليه اإلمام علي بن الحسين عليه‬
‫السالم‪:‬‬
‫فردها" وقال‪ :‬مدحتُكم" هلل تعالى ال للعطاء‪ ،‬فقال اإلمام عليه ّ‬
‫السالم عشرين ألف درهم‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫الشاعر بين المدينة‬
‫َ‬ ‫ّإنا أهل البيت‪ ،‬إذا وهبنا شيئاً ال نستعيده‪ ،‬فقَبِلها (‪ .)16‬وعندما حبس هشام‬
‫‪:‬ومكة‪ ،‬قال‬

‫إليها قلوب الناس يهوي‬ ‫أتحبسني بين المدينـة والتـي‬


‫ُ‬
‫نيبها‬
‫ُم ُ‬
‫رأس‬
‫تُقلّب رأساً لم يكن َ‬
‫عيوبهـا!‬ ‫وعين له حوالء ٍ‬
‫باد‬ ‫ٌ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سي ٍـد‬

‫(‪)17‬‬ ‫‪.‬ولكن هشاماً أطلقه خوفاً" من لسانه‬


‫كتاب أدب أو تاريخ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫السيد األمين في أعيانه‪ « :‬هذه القصيدة قلّما يخلو منها ومن خبرها‬
‫يقول ّ‬
‫السالم‪ ،‬له مكانته‬
‫أئمة أهل البيت عليهم ّ‬
‫قديماً وحديثاً‪ "،‬وذلك ألن قصيدته تتعلق بفضل إمام من ّ‬
‫محبوه وخصومه‪ ،‬وقد حفظها التاريخ لطرافتها وداللتها‬‫بين المسلمين‪ ،‬وقد شهد له بالفضل ّ‬
‫على جرأة عظيمة‪ ،‬وقوة جنان وإ قدام من الفرزدق‪ "،‬فجابه هشاماً بما جابهه‪ ،‬مجاهراً بالحق‬
‫أمية‪ ،‬فآثر دينه على ُدنياه‬
‫ويرجى‪ ،‬وهو شاعر يأمل الجوائز من بني ّ‬
‫أمام شخص ُيخاف ُ‬
‫‪.‬صدعاً بالحق » (‪)18‬‬

‫مناقشة رأي الدكتور إحسان عباس‬


‫ذكر الدكتور" إحسان عباس أثناء تحقيقه لكتاب « وفيات" األعيان »‪ ،‬في هامش القصيدة التي‬
‫السالم من شعر الفرزدق‪ .‬أورد الدكتور"‬
‫أوردها ابن خلكان في مدح اإلمام زين العابدين عليه ّ‬
‫العبارة التالية‪ « :‬والقصيدة صحيحة النسبة إلى الفرزدق في رأي أبي الفرج األصفهاني‪،‬‬
‫وإ يراد القصة على أن القصيدة جاءت عفو الخاطر‪ ،‬أو أن الفرزدق" كان متوقعاً ذلك السؤاله‪،‬‬
‫(‪)19‬‬ ‫‪.‬فيه قدر من السذاجة »‬
‫وهو رأي ال ينفرد به الدكتور" عباس‪ ،‬بل ربما عثرنا على آخرين يرون مثل هذا الرأي‪ ،‬وهم‬
‫القصائد واألبيات من دواوين أصحابها‪ ،‬حينما ال تتالءم مع ما‬
‫َ‬ ‫الذين ُيسقطون في العادة‪،‬‬
‫يعتقدون أو يرتأون‪ .‬ولئن كان التشكيك في عفوية صدورها وإ نشادها ارتجاالً ُيراد من ورائه‬
‫أئمة‬
‫حد اإلجماع لدى ّ‬‫التشكيك في صحة وقوع" الحادثة نفسها؛ فما نقول عن تواترها الذي بلغ ّ‬
‫اآلداب والعلم واللّغة‪ ،‬فصاحب « األغاني » و « العقد الفريد » و « زهر األداب » و «‬
‫وفيات األعيان » و « معجم الشعراء » و « شرح شواهد المعنى » ومؤلفو هذه األسفار التي‬
‫هي من أمهات كتب التراث من األصفهاني‪ ،‬إلى ابن عبدربه األندلسي والحصري القيرواني‬
‫وابن خلكان والمرزبائي والسيوطي‪ "،‬وغيرهم من علماء الفقه واألدب‪ ،‬كسبط ابن الجوزي في‬
‫« تذكرة الخواص » والشبلنجي في « نور األبصار » وابن الصباغ المالكي في « الفصول‬
‫المهمة »‪ ،‬وابن حجر العسقالني في « الصواعق المحرقة »‪ ،‬والكنجي الشافعي" في كتابه «‬
‫‪.‬كفاية الطالب »‪ ،‬وأبي ُن َعيم في « حلية األولياء »‬
‫(‪)20‬‬

‫قال شيخ الحرمين أبو عبداهلل القرطبي‪ « :‬لو لم يكن ألبي فراس عند اهلل عمل إالّ هذا‪ ،‬دخل‬
‫(‪)21‬‬ ‫الجنة‪ ،‬ألنها كلمة حق عند سلطان جائر! »‬
‫‪.‬به ّ‬
‫السيد المرتضى" الذي قال‪ « :‬إن الفرزدق مع تقدمه في الشعر وبلوغه فيه‬
‫ناهيك بما أورده ّ‬
‫الدرجة العليا والغاية القصوى‪ ،‬شريف اآلباء‪ ،‬كريم البيت‪ ،‬وآلبائه مآثر ال تدفع‪ ،‬ومحامد" ال‬
‫(‪)22‬‬ ‫‪.‬تجحد »‬
‫السيد األمين في أعيانه عن كل من ذكرنا‪ ،‬وأن القصيدة نقلها عن الطبعة األلمانية‪،‬‬
‫وقد نقل ّ‬
‫‪.‬ووصفها" بأنها محققة ومضبوطة‬
‫المقدمين في الطبقة‬
‫أما في إمكانية صدورها" عن شاعر فحل هو من ّ‬ ‫هذا في سند القصيدة‪ّ ،‬‬
‫‪.‬األولى من أشعر ثالثة هم‪ :‬جرير واألخطل والفرزدق‪ "،‬فهو صادر من معدنه‬
‫لث اللّغة‪ ،‬ونصف أخبار العرب‪ ،‬ال يبعد أن ينظم قصيدة كهذه‪ ،‬وهو من‬ ‫إن َم ْن حفظ شعره ثُ َ‬
‫وأيدته القريحة‪ ،‬وكان مستنفراً في موقع‪ ،‬ينافح‬
‫أسعفَته العاطفة‪ّ ،‬‬
‫الفحول المتقدمين‪ ،‬ال سيما إذا َ‬
‫‪.‬فيه عن عقيدته‪ ،‬ويصدر" عن رأي يلهب الخيال‪ ،‬ويذكي الشاعرية‬
‫أما فيما يعود إلى ارتجال الشعر فهذا أمر واقع ال غرابة فيه‪ ،‬فلو أحصينا ما ارتجله الشعراء‪،‬‬
‫قديماً وحديثاً‪ "،‬لوجدنا قدراً ليس باليسير‪ ،‬فإن من البيان لَسحراً‪ ،‬وكان الشاعر ُي َقرن بالساحر‬
‫يمر‬
‫والحكيم والمتنبئ والمبدع" وغير ذلك من صفات القدرة الخارقة واإلعجاز المبهر‪ .‬أو لم ّ‬
‫ب أن مقطوعته تلك‪ ،‬كانت‬ ‫وه ْ‬ ‫معنا أن سليمان استنشد الفرزدق" شعراً فأنشده م ِ‬
‫فاخراً بأبيه‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ص ْيب الشاعر الذي كان حاضراً وأجاب على مقطوعة‬ ‫معدة سلفاً لإلنشاد‪ ،‬فما قولك عن ُن َ‬
‫ّ‬
‫والروي نفسه‬
‫ّ"‬ ‫‪.‬الفرزدق" بشعر يجاريه في القافية عينها‬
‫عق ْل عن إثبات القصيدة في كتاب « وفيات‬‫يعد من المحققين في األدب‪ ،‬ولم َي ُ‬
‫والدكتور" عباس ّ‬
‫‪.‬األعيان » الذي حققه الدكتور" نفسه‪ ،‬ولم ينقص منها بيتاً واحداً‬
‫تنم عن عقيدة الفرزدق التي ال ينافيها" مجاراته أحياناً لبعض والة عصره‪ ،‬تكلّفاً‬
‫هذه القصيدة ّ‬
‫وتقية‪ ،‬فيقول بطرس البستاني‪ « :‬على أن مدحه لهؤالء لم يكن إال تكلّفاً إذا قابلناه بهذه القصيدة‬
‫عما في نفسه من هوى » (‪ .)23‬ومما يؤيد رأينا كون‬ ‫الميمية‪ ،‬فهو عاطفي‪ ،‬صادق‪ ،‬ينطق" ّ‬
‫القصيدة تشتمل على بعض األلفاظ المكررة كاسم اإلشارة ( هذا )‪ ،‬أو لفظ ( ابن ) في مقام‬
‫التعريف عن اإلمام‪ ،‬وكذلك تكرار القافية أحياناً دليل على كونها ِ‬
‫ُأنشدت ارتجاالً‪ ،‬وما المانع‬
‫إذا كانت معانيها حاضرة في وجدان الشاعر وعقله وعاطفته‪ ،‬فهي كالماء الذي ينبجس من‬
‫قوي العارضة‪ ،‬حاضر البديهة‪،‬‬
‫الصخر‪ ،‬وقد كان مختزناً في طبقات األرض‪ ،‬والشاعر ّ"‬
‫أوابد اللغة وشواردها‪ ،‬وكان شعره‬
‫ونيف‪ ،‬حفظ َ‬ ‫مطبوع‪ ،‬قال الشعر في حداثته وهو ابن عشر ّ‬
‫علم ِي النحو واللغة‬
‫‪.‬مما ُيستشهَد" به‪ ،‬ويرجع إليه في تدريس َ‬
‫ّ‬
‫غرب في عالم الشعر‪ ،‬فتغزل ومدح وهجا وأطرف وأغرب في‬ ‫شرق" الفرزدق أو ّ‬ ‫ولئن ّ‬
‫أعده لمناسبة يضمن‬
‫شعره‪ ،‬ونقائضه‪ ،‬فإنه احتفظ في كنانته بسهم صادق" النصل ماضي الحد‪ّ ،‬‬
‫الم ْعلَمة كما اشتهر غيره‬
‫الجنة ـ كما قال ابن خلكان ـ ليصبح واحداً من أصحاب القصائد ُ‬
‫بها ّ‬
‫مذهبة أو يتيمة أو مو ّشح‬
‫‪.‬بمعلّقة أو ّ‬
‫وبذلك غدا الشاعر الفرزدق" في ميميته عنواناً للتطابق بين الشعر والموقف‪ ،‬وبين الفن‬
‫والعقيدة‪ ،‬واألدب وااللتزام"‬

‫الجواهري‬

‫‪..‬دجلة الخير‬
‫يعد محمد مهدي الجواهري واحدا من ابرز شعراء العرب في التاريخ ‪ ،‬وقد اطلقت عليه‬
‫صفات وتسميات‪ N‬عديدة ‪ ،‬ولكن صفة " شاعر العرب االكبر " غلبت عليه في ارجاء العالم‬
‫العربي كله اذ غدا مالئ الدنيا وشاغل الناس المثقفين‪ . N‬وقد عاش الجواهري القرن العشرين‬
‫بطوله ‪ ،‬وكان قد قدم للعراق ابداعاته وادواره السياسية وانتخبه‪ N‬المبدعون العراقيون ان‬
‫يكون على رأس تكوينهم النقابي‪ .. N‬قضى العقدين االخيرين من حياته‪ N‬في المنفى وهو يتطلع‪N‬‬
‫الى اليوم الذي يزال فيه صرح الظلم واالضطهاد من اجل ان يرجع الى وطنه ليموت فيه ‪..‬‬
‫ولكن حلمه تحقق بعد رحيله ‪ ..‬اذ كان قد مات في دمشق بحسرته ودفن فيها ولم ير العراق ‪.‬‬
‫وسواء اختلف النقاد والك ّتاب حول الجواهري وشخصيته ومواقفه السياسية‪ .. N‬اال انني اعتبره‬
‫آخر سلسلة الشعراء الكبار في الشعر العربي الكالسيكي ‪ ..‬اذ لم يبق ولم يظهر من بعده أي‬
‫‪ .‬شاعر من وزنه حتى اليوم‬

‫قصة حياته‪N‬‬
‫وُ لد الشاعر محمد مهدي بن الحسين بن عبد علي بن صاحب الجواهر الشـيخ محمد حسن‬
‫في النجف االشرف في ‪1899 /26/7‬م ‪ ،‬والنجف مدينة مق ّدسة تقصدها االالف المؤلفة من‬
‫الناس لزيارة ضريح االمام علي بن ابي طالب (ع) فيها ‪ ..‬وكانت ولم تزل تعّج بالشعراء‬
‫واالدباء ورجال الدين اذ تستقر بها الحوزة العلمية للشيعة الجعفرية في كل العالم ‪ .‬وكان‬
‫أبوه عبد الحسين عالما ً من علماء النجف ‪ ،‬أراد البنه‪ N‬الذكي أن يكون عالماً‪ ،‬لذلك ألبسه‬
‫عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة ‪ .‬وكان لهذه األسرة في النجف مجلس عامر‬
‫باألدب واألدباء يرتاده كبار الشخصيات‪ N‬األدبية والعلمية ‪ .‬درس في المدرسـة العلوية ثم أخذ‬
‫علوم اللغة واألدب عن كبار مشايخ الغري‪ ،‬ونبغ في الشعر مبكراً ودرس القرآن الكريم ثم‬
‫حفظ دواوين الشعر العربي وخصوصا المتنبي الذي حفظ له كل شعره وهو لم يزل فتى‬
‫غرير‪ .‬كان قوي الذاكرة ‪ ،‬سريع الحفظ ‪ ،‬ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة‬
‫ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له‪ .‬فغاب الفتى ثماني‬
‫ساعات وحفظ قصيدة من (‪ )450‬بيتا ً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة الذهبية‪ . N‬وفي سنة‬
‫‪ ،1917‬توفي والده وقد غدا محمد مهدي في ريعان الشباب ‪ ،‬فحزن عليه ‪ ..‬وبعد أن‬
‫انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان‪ N‬والمنطق والفلسفة‪..‬‬
‫وقرأ كل شعر جديد سواء كان عربيا ً أم مترجما ً عن الغرب من خالل تتبّعه الصحف‬
‫‪ .‬والمجالت العربية‬
‫وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين ألنه نشأ نشأ ًة دينيه محافظة ‪،‬‬
‫ومدح الملك فيصل االول بقصائد رائعة وكان ال يزال يرتدي العمامة ‪ ،‬والحقيقة انه لم يبق‬
‫من شعره األول شيء يُذكر ‪ ،‬وأول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر كانون الثاني ‪ /‬يناير‪N‬‬
‫العام ‪ ، 1921‬وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجالت العراقية والعربية‪، N‬‬
‫فنشر أول مجموعة له باسم " حلبة األدب " عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى‬
‫والمعاصرين ‪ .‬سافر إلى إيران مرتين‪ : N‬المرة األولى في العام ‪ ، 1924‬والثانية‪ N‬في العام‬
‫‪ ، 1926‬وكان قد ُأخِذ بطبيعتها الجميلة ‪ ،‬فنظم في ذلك عدة مقطوعات ‪ .‬ترك مدينة النجف‬
‫العام ‪ 1927‬بعد ان ضاقت به وضاق بها لي َُعيَّن مدرّ سا ً في المدارس الثانوية ‪ ،‬ولكنه فوجيء‬
‫‪ .‬بتعيينه معلما ً على المالك االبتدائي‪ N‬في قصبة الكاظمية‪ N‬شمالي بغداد‬
‫انتقل الجواهري إلى بغداد سـنة ‪ 1927‬فعيّن معلما ً في بعض المدارس االبتدائية‪ N‬وفي‬
‫هذه الفترة حدثت مشكلته‪ N‬المشهورة مع األستاذ ساطع الحصري مدير المعارف العام على‬
‫أثر نشر قصيدة له يقال‪ N‬انه ذ ّم فيها العراق ومدح إيران‪ ،‬فاتهم بالشعوبية‪ N‬وفصل من‬
‫وظيفته ‪ ..‬اما الجانب االخر من المسألة ان الحصري ناصبه العداء بالذات ألكثر من مرّ ة‬
‫وألسباب شخصية ت ّتوضح في رسائل ومساجالت قديمة وقعت عليها‪ .. N‬ولكن وزير المعارف‬
‫الذي كان يرعى الجواهري ويلتزم جانبه‪ N‬توسـط في تعيينه بوظيفة كاتب في البالط الملكـي‪.‬‬
‫أصدر الجواهري في العام ‪ 1928‬ديوانا ً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد‬
‫من شعره ‪ .‬استقال من البالط سنة ‪ ، 1930‬ليصدر جريدته (الفرات) ‪ ،‬وقد صدر منها‬
‫عشرون عدداً ‪ ،‬ثم ألغت الحكومة امتيازها فآلمه ذلك كثيراً ‪ ،‬وحاول أن يعيد إصدارها ولكن‬
‫دون جدوى ‪ ،‬فبقي بدون عمل إلى أن ُعي َِّن معلما ً في أواخر سنة ‪ 1931‬في مدرسة‬
‫‪ .‬المأمونية ‪ ،‬ثم نقل الى ديوان الوزارة رئيسا ً لديوان التحرير‬
‫في العام ‪ 1935‬أصدر ديوانه الثاني‪ N‬بإسم " ديوان الجواهري " ‪ .‬واتهم بنشر قصيدة‬
‫سياسية في جريدة " اإلصالح" عرّ ض فيها بوزارة ياسين‪ N‬الهاشمي فارتأى وزير الداخلية‬
‫رشـيد عالي الكيالني‪ N‬إحالة الجواهري إلى المجلس العرفي العسكري إال أن رئيس الوزراء‬
‫ياسـين الهاشـمي لم يوافق على ذلك فاسـتدعى الجواهري ووعده بأنه‪ N‬يرشـحه إلحدى‬
‫النيابات‪ N‬الشاغرة عن لواء كربالء وقبل أن يتم ذلك وقع انقالب بكر صدقي – حكمت سليمان‬
‫الذي أسقط وزارة الهاشـمي ‪ ،‬فسارع الجواهري إلى تأييده ومباركة االنقالبيين وأصدر‬
‫جريدة اسـمها " االنقالب"‪ N‬في اواخر العام ‪1936‬أيد على صفحاتها وزارة حكمت سـليمان‬
‫ومدح رئيسها‪ N‬وهاجم وزارة الهاشمي ‪ ،‬ولكن وزارة االنقالب لم ترشـح الجواهري نائبا ً في‬
‫االنتخابات‪ N‬التي أجرتها ‪ ،‬كما كان يتوقع ‪ ،‬بل إنها اسـتغلت بعض ما نشره في جريدته‬
‫‪.‬فأحالته على المحاكم وصدر الحكم عليه بالسجن بضعة أشـهر‬
‫وبعد خروج الجواهري من السـجن اختار لجريدته اسـما ً جديداً هو " الرأي العام" ‪ ،‬ولم‬
‫يتح لها مواصلة الصدور ‪ ،‬فعطلت أكثر من مرة بسبب‪ N‬ما كان يكتب‪ N‬فيها من مقاالت ناقدة‬
‫للسياسات المتعاقبة ‪ .‬ولما قامت حركة مايس‪ 1941‬العسكرية بقيادة رشيد عالي والعقداء‬
‫االربعة ويونس السبعاوي وبمعيتهم‪ N‬السيد امين الحسيني مفتي فلسطين ‪ ،‬أيّدها الجواهري‬
‫وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ‪ ،‬ثم عاد إلى العراق في العام نفسه مادحا‬
‫االمير عبد االله ومقتربا من نوري باشا السعيد ليستأنف‪ N‬إصدار جريدته‪( N‬الرأي العام) وقد‬
‫نهج فيها االن نهجا ً يسارياً‪ N‬واضحا ً وعوتب الجواهري في حينه القتصاره في قصائده على‬
‫مدح الجيش األحمر وانتصاراته في سيفاستوبول وسـتالينغراد‪ N‬فنظم قصيدته المشهورة‬
‫‪".‬تونس"‪ N‬التي امتدح فيها الجنرال مونتغومري‬
‫وفي العام ‪ 1944‬شارك في مهرجان أبي العالء المعري في دمشق ‪ ،‬وألقى قصيدته‬
‫الشهيرة التي اهتاجت‪ N‬لها كل المشاعر العربية ‪ ،‬ومطلعها ‪ " :‬قف بالمعرة وامسح خدها‬
‫التربا " ‪ ..‬أصدر في عامي ‪ 1949‬و ‪ 1950‬الجزء األول والثاني‪ N‬من ديوانه في طبعة‬
‫جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في األربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيراً ال يدانيه‪N‬‬
‫أحد ‪ .‬وفي سنة ‪ 1946‬أصدر الجواهري جريدة باسم " صدى الدستور" وانتخب‪ N‬نائباً‪ N‬عن‬
‫كربالء ولكن المجلس لم يدم طويالً وح ّل في سـنة ‪ 1948‬وفي تلك السنة سافر إلى لندن‬
‫ضمن وفد صحافي عراقي وانفصل عن الوفد وبقي في لندن مدة ثم سافر إلى باريس وفيها‬
‫نظم ملحمته الغزلية "أنيتا"‪ N‬ثم شارك في عام ‪ 1950‬في المؤتمر الثقافي للجامعة العربية‬
‫‪ .‬الذي عُقد في االسكندرية بمصر‬
‫أقام في مصر مدة وعاد إلى بغداد فحرر في بعض صحفها واعتقل في أبو غريب في‬
‫سنة ‪ 1952‬ثم اطلق سراحه ‪ ،‬وأصدر جريدة اسمها "الجديد" في أيار‪ /‬مايو ‪ 1953‬ثم‬
‫غادر العراق إلى دمشق في سنة ‪ 1956‬فاتخذها سـكنا ً وعهد إليه فيها بتحرير جريدة "‬
‫الجندي" التي تصدرها رئاسة أركان الجيش السـوري‪ .‬وعاد الجواهري إلى بغداد في تموز‬
‫‪ /‬يوليو سنة ‪ . 1957‬وفي السنة التالية‪ N‬وقع االنقالب العسكري فجر يوم ‪ 14‬يوليو ‪1958‬‬
‫بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم الذي اعقبته‪ N‬ثورة جماهيرية‪ N‬عارمة ‪ ،‬فتحمس له الجواهري‬
‫وأيده بشعره ومدح قاسم بعدة قصائد كانت اشهرها ‪ " :‬عبد الكريم وفي العراق خصاصة وقد‬
‫كنت الكريم االوحدا " وأعاد إصدار "الرأي العام" وانحاز إلى اليساريين‪ N‬انحيازا كامال‬
‫وساير الشـيوعيين‪ N‬وانتخب رئيسا ً التحاد األدباء ونقيبا ً للصحافيين في العراق ‪ ،‬وقد اقترب‬
‫من الزعيم قاسم كثيرا على غرار العديد من المثقفين العراقيين‪ N‬التقدميين الكبار وشارك في‬
‫عدة مؤتمرات ونشاطات ‪ ..‬ثم حدثت جفوة بين االثنين ألسباب عدة ‪ ..‬واجه بعدها مضايقات‬
‫مختلفة فغادر العراق في العام ‪ 1961‬إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفا ً على اتحاد‬
‫األدباء التشيكوسلوفاكيين‪ . N‬أقام في براغ سبع سنوات ‪ ،‬وصدر له فيها في العام ‪1965‬‬
‫ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة " ‪ .‬عاد إلى العراق في العام ‪ 1968‬بعد انقالب قاده‬
‫البعثيون في ‪ 17‬يوليو ‪ /‬تموز ‪ 1968‬وخصصت له حكومة االنقالب وبتوجيه من رئيس‬
‫الجمهورية احمد حسن البكر راتبا ً تقاعديا ً قدره ‪ 150‬ديناراً في الشهر من اجل ان يقدم‬
‫مدائحه للنظام الجديد ‪ .‬في العام ‪ 1969‬صدر له في بغداد ديوان "بريد‪ N‬العودة" ‪ .‬وفي العام‬
‫‪ 1971‬أصدرت له وزارة اإلعالم ديوانين ‪ ،‬هما " أيها األرق" و " خلجات " ‪.‬وفي العام‬
‫مثل العراق في مؤتمر األدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق‬ ‫نفسه رأس الوفد العراقي الذي ّ‬
‫‪ .‬وفي العام ‪ 1973‬رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر األدباء التاسع الذي عقد في تونس ‪.‬‬
‫ومن اشهر قصائده التي ت ّغنى بها لمناسبة‪ N‬اصدار حكومة البكر بيان آذار ‪ 1970‬ومنح‬
‫االكراد العراقيين الحكم الذاتي قصيدة رائعة مطلعها ‪ :‬اختلف مع نظام الحكم البعثي‪ N‬في‬
‫العراق ‪ ،‬فعزم على مغادرته ‪ ،‬واختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل‬
‫فيها ‪ ،‬ولما كان هناك‪ N‬خالف بين نظامي الحكم بين سوريا والعراق ‪ ،‬فلقد رحب به الرئيس‬
‫حافظ األسد و كرمه بمنحه أعلى وسام في البالد ‪ ،‬فمدحه بقصيدة عصماء عنوانها "‬
‫دمشق جبهة المجد " ‪ ..‬عاش سنوات طويلة في الغربة وكانت براغ مدينته‪ N‬المفضلة ‪ ،‬فقد‬
‫عشقها تماما ‪ ..‬زار عدة بلدان عربية وغير عربية ومن اشهر من مدح من الزعماء الملك‬
‫الحسن الثاني‪ N‬في المغرب والملك الحسين بن طالل في االردن وتوفي الجواهري في ‪27‬‬
‫يوليو ‪ /‬تموز ‪ 1997‬بعد ان عاش ‪ 98‬سنة بالضبط ‪ ،‬فقد كان قد ولد في ‪ 26‬يوليو ‪ /‬تموز‬
‫‪ ، 1899‬وبهذا فهو يعد واحدا من شهود العصر في القرن العشرين بطوله ‪ .‬نال عدة‬
‫‪.‬أوسمة وجوائز منها جائزة اللوتس‪ ،‬وجائزة سلطان العويس‬

‫اسلوب الجواهري في شعره وحياته‬

‫يتصف أسلوب الجواهري بالحرارة في التعبير والقوة في البيان واالنجذاب في‬


‫اإلحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ‪ ،‬ولكنه يبدو من خالل أفكاره‬
‫متشائما ً حزينا ً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة واإلحساس القاتم الحزين مع‬
‫نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي اليرضيه شيء ‪ ..‬انه قمة‬
‫نتاج عصارة كل من تاريخ عظيم لالدب العربي في زمنه العريق على ارض وادي‬
‫الرافدين ‪ ..‬وايضا تاريخ عجيب لسلسلة احداث سياسية واجتماعية ثقيلة شهدها‬
‫العراق في كل من القرنين التاسع عشر والعشرين ‪ .‬انني اقول بأن الجواهري قد‬
‫جمع كل متناقضات الحياة العربية ليس في طبيعة شعره المذهل ‪ ،‬بل في طبيعة‬
‫مواقفه السياسية والشخصية المتباينة ‪ ..‬وخصوصا وانه مدح عدد كبير من الحكام‬
‫العرب وقفوا بأنفسهم على رأس تلك التناقضات ‪ ،‬ومنهم الملوك والرؤساء‬
‫واالمراء المعروفين في القرن العشرين ‪ :‬فيصل االول وغازي االول وفيصل‬
‫الثاني وعبد االله وعبد الكريم قاسم ومحمد الخامس والحسن الثاني واحمد حسن‬
‫البكر وحافظ االسد والحسين بن طالل وغيرهم كثير ‪ ،‬ويقال انه ّذم وهجا صدام‬
‫حسين بقصيدة شنيعة المعاني ومقذعة الكلمات بقي الناس يتداولوها سرا ‪ ،‬علما بأن‬
‫عالقة وشيجة كانت قد ربطت بين االثنين في بدايات حكم البعث ‪ ،‬ناهيكم عن‬
‫عالقته بالبكر ‪ .‬لقد غادر العراق ولكنه بقي حتى ايامه االخيرة ال يّصرح بمعارضته‬
‫‪ .‬النظام السابق بشكل مباشر خوفا من اجهزة النظام‬
‫يعتبر الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري من أشعر الشعراء وأبرزهم‪ ،‬ويعد من المتأثرين‬
‫‪.‬بأبي الطيب المتنبي ويتضح ذلك من خالل ما نقرأه من قصائده‬
‫لقد مر على الجواهريـ في حياته أحداث وتحوالت مختلفة ساهمت في بناء شخصيته الشعرية‪،‬‬
‫والحق يقال إن الجواهريـ يرغمك على قراءة شعره وإن الذي يقرأ شعره بتمعن يحس بأنه يستمع‬
‫‪.‬إلى الجواهريـ مباشرة‬

‫‪.‬ويتميز الجواهريـ بحسن اإللقاء وجودة التعبير أثناء قراءته لشعره ومنظومه‬

‫ومن أعظم قصائده قصيدته الوجدانية العاطفية والتي نالت أعجاب األدباء والشعراء والمثقفين‬
‫والمتذوقين للشعر والتي عنون لها (بدجلة الخير) والتي نظمها في براغ عام ‪1962‬م وهو يمر‬
‫بحالة نفسية اتضحت هذه الحالة من خالل أبيات القصيدة‪ ،‬وعدد أبياتها ‪ 173‬بيتا ً والتي يقول في‬
‫‪:‬مطلعها‬
‫يا دجلة الخير ‪ ,‬يا أ َّم البساتين‬ ‫فحييني‬ ‫حييت سفحكِ عن بع ٍد َ‬ ‫ُ‬
‫لوذ الحماِئم بين الما ِء والطين‬ ‫سفحك ظمآنا ً ألوذ به‬‫حييت َ‬ ‫ُ‬
‫والحين‬
‫ِ‬ ‫ِين‬
‫على الكراه ِة بين الح ِ‬ ‫يا دجلة الخير ِيا نبعا ً أفارقه‬
‫َنبعا ً فنبعا ً فما كانت لترْ ويني‬ ‫وردت عُيون الما ِء صافية‬ ‫ُ‬ ‫إني‬
‫األفانين‬
‫ِ‬ ‫ليَّ النساِئم أطراف‬ ‫وأنت ياقاربا ً تلوي الريا ُح ب ِه‬
‫ك منه غداة الب َين َيطويني‬ ‫يُحا ُ‬ ‫راع الرخص لو كفني‬ ‫ِدت ذاك الشِ َ‬ ‫ود ُ‬
‫مضمون‬
‫ِ‬ ‫حتى ألدنى طِ ماح ِ غي ُر‬ ‫الخير‪ :‬قد هانت مطامحنا‬ ‫ِ‬ ‫يا دجلة َ‬

‫ثانيا‪ //‬النثر‬
‫المقامة للهمذاني‬
‫هو أبو الفضل أحمد بن الحسين الهم‪N‬ذاني‪ ،‬ول‪N‬د بهم‪N‬ذان س‪N‬نة ‪348‬هـ‪ ،‬وت‪N‬وفى س‪N‬نة‬
‫‪398‬هـ نشأ في مدينة همذان مس‪NN‬قط رأس‪NN‬ه‪ ،‬وال‪NN‬تي ك‪NN‬انت مرك‪NN‬زاً للعلم‪NN‬اء واألدب‪NN‬اء‪،‬‬
‫وأقبل على تحصيل العلم واألدب واشتهر بمقاماته التي وصلنا منها اثنتان وخمس‪NN‬ون‬
‫مقام‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ةفقط‪.‬‬
‫* معنىالمقام‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة‪:‬‬
‫‪ -1‬المقام‪NNNNNNNN‬ة في اللغ‪NNNNNNNN‬ة‪ :‬تع‪NNNNNNNN‬ني المجلس أو الجماع‪NNNNNNNN‬ة من الن‪NNNNNNNN‬اس‪.‬‬
‫‪ -2‬المقامة في األدب‪ :‬تعني قصة خيالية قصيرة ت‪NN‬دور في مجلس يض‪NN‬م جماع‪NN‬ة من‬
‫الن‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬اس‬
‫وكان بديع الزمان في مقاماته متأثراً بابن دريد‪ ،‬وقد جعل بديع الزمان لمقاماته بطالً‬
‫ه‪N‬و أب‪N‬و الفتح الس‪NN‬كندري‪ ،‬كم‪N‬ا اخت‪N‬ار راوي‪NN‬ة لمقامات‪N‬ه وه‪N‬و عيس‪NN‬ى بن هش‪N‬ام‪ .‬ومن‬
‫المالحظ أن أبا الفتح السكندري ال يظهر في جميع المقامات‪ .‬كما هو الح‪NN‬ال في ه‪NN‬ذه‬
‫المقامة‬
‫*‬

‫أسبابنش‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬أةالمقامة ‪:‬‬
‫كان من أسباب نش‪NN‬أة المقام‪NN‬ة انتش‪NN‬ار " الكدي‪NN‬ة" أي " االس‪NN‬تجداء" ‪ ،‬و ك‪NN‬ان ذل‪NN‬ك في‬
‫الق‪NN‬رن الراب‪NN‬ع الهج‪NN‬ري في ه‪NN‬ذه المنطق‪NN‬ة من بالد ف‪NN‬ارس حيث نش‪NN‬أ ب‪NN‬ديع الزم‪NN‬ان‬
‫الهمذاني ‪.‬وأصحاب الكدية قوم يتجولون في البالد يتكسبون عن طري‪NN‬ق األدب حين ‪N‬ا ً‬
‫أو عن طريق االحتيال على الناس بحيل مختلفة حينا آخر‪ ،‬ومن هنا فالمقام‪NN‬ات تنق‪NN‬ل‬
‫إلينا صورة من صور الحياة االجتماعية في هذا القرن ‪.‬‬

‫تعريف المقامة‬

‫المقامة هي‪ :‬قصص قصيرة مضمّنة فكرة أدبية‪ ،‬أو فلسفية‪ ،‬أو خواطر أدبية‪ ،‬أو‬
‫‪.‬لمحة من لمحات الدعابة من األدب المستطرف‬

‫راو‬
‫وقد عرفوها علماء آخرون في األدب العربيّ بأنها‪ :‬أحاديث أدبية لغوية يرويها ٍ‬
‫من الرواة على جماعة من الناس بقالب قصصي بقصد التسلية‪ ،‬والتشويق‪ N.‬ومهما‬
‫اختلفت موضوعات المقامة‪ ،‬من أدبية لغوية‪ ،‬أو فقهية‪ ،‬أو خيالية‪ ،‬أو أخالقية‪ ،‬فإن‬
‫‪.‬اتجاهها اللغوي التعليمي الوعظي هو الهدف الرئيسي من إنشائها‬

‫العربي‬
‫ّ‬ ‫نشأة المقامة في األدب‬

‫المقامة فن مستحدث من فنون النثر‪ ،‬نشأت في نهاية القرن الثالث وبداية القرن‬
‫الرابع الهجريّين‪ ،‬ويقال إنّ الدور األقوى في إنشائها وإخراجها لحيز النور هو بديع‬
‫الزمان الهمذانيّ ‪ ،‬علما ً أن هناك محاوالت خجولة لكتابة المقامات قد ال تضاهي‬
‫المقامات التي أبدعها بديع الزمان الهمذانيّ ‪ ،‬لكنها ُتحتسب فعالً على تاريخ األدب‬
‫‪.‬العربيّ ‪ ،‬وكان رائدها ابن دريد المتوفي سنة ثالثمئة وواحد وعشرين هجرية‬
‫الهمذاني كاتب المقامات‬
‫ّ‬ ‫بديع الزمان‬

‫بديع الزمان الهمذانيّ هو‪ :‬أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذانيّ ‪ ،‬ولد عام ثالثمئة‬
‫وثمانية وخمسين‪ ،‬وتوفي عام ثالثمئة وثمانية وتسعين هجرية‪ ،‬ولد في همذان‬
‫ودرس فيها‪ ،‬واتصل بالوزير والكاتب المشهور الصاحب بن عبَّاد وتعلم على يده‬
‫فنون الكتابة النثرية‪ ،‬وأصولها‪ ،‬ولم يستقر به المقام في همذان؛ ألنه أحب التجوال‬
‫بحثا ً عن أصول كتابية جديدة تختلف عن ما هو متداول بين الناس‪ ،‬فأهتدى إلى فن‬
‫المقامة في نيسابور‪ ،‬وأبدع في كتابة المقامات فيها حتى يقال إنه أملى ما يزيد عن‬
‫أربعمئة مقامة بديعية على تالميذه فيها نحلها جميعها من شخصية أبي الفتح‬
‫‪.‬اإلسكندري‪ ،‬وقصرها على الكِدية (الحيلة)‪ ،‬واالستجداء الذكي‬

‫الهمذاني المضيرية‬
‫ّ‬ ‫شرح مقامة بديع الزمان‬

‫مضمون المقالة‬

‫في المقامة المضيرية نجد كثيراً من الحوادث األدبية التي احتسبت لبديع الزمان‬
‫‪:‬الهمذانيّ بالفطنة‪ ،‬والعلم‪ ،‬وعليه يمكننا إيجاز مضمون المقامة فيما يلي‬

‫أبو الفتح اإلسكندري هو بطل الكدية‪ ،‬واالحتيال على الناس‪ ،‬يُق ّدم له لون من ألوان‬
‫الطعام فيعرض عن تناوله‪ ،‬بل ويعرب عن إعراضه عنه بسيل من السباب‪ ،‬فيثير‬
‫موقفه غرابة المدعوين ودهشتهم‪ ،‬ويسألوا أبا الفتح عن السر ليصبح المدعون‬
‫‪.‬والقراء جميعا ً في واجهة واحدة يطلون منها على حكاية أبي الفتح مع المضيرة‬

‫الجو القصصي' في المقامة‬

‫تعتمد المقامة في بدايتها على اإلثارة والتشويق‪ ،‬حين يشا َهد أبا الفتح األسكندري في‬
‫رهط من المدعوين على الطعام‪ ،‬ثم تبدأ األحداث تأخذ منحى آخر‪ ،‬لعقدة النص وهو‬
‫جانب يحمل بين طياته عنصراً قصصيا ً يثير القارئ ويشوّ قه ليعرف تتمة المقامة‪،‬‬
‫‪.‬وما سيحدث مع أبي الفتح اإلسكندري وموقفه بين التجار بعد رفضه األكل‬
‫تحدد المقامة مكانها كالقصة تماماً‪ ،‬إذ توضح أنها بدأت من البصرة‪ ،‬حيث التقى‬
‫ذلك الرهط على طعام المضيرة‪ ،‬وتحدد أيضا ً أبطالها من الشخوص التي ألهبت‬
‫‪.‬الجو القصصي في المقامة‪ ،‬وهم المدعون‪ ،‬وأبو الفتح اآلسكندري‪ ،‬والتاجر‬

‫عناصر المقامة‬

‫‪‬‬ ‫شخصيات المقامة‪ :‬وهم التاجر‪ ،‬وأبو فتح اإلسكندري‪ ،‬والمدعوون‪ ،‬مع‬
‫ف وتحليل لكل شخصيّة على حدة‬ ‫‪.‬طرح شرح وا ٍ‬
‫لغة المقامة‪ :‬واختار فيها بديع الزمان الهمذانيّ أن يزاوج بين تكلف ‪‬‬
‫األلفاظ‪ ،‬وتسخيرها لخدمة المعنى‪ ،‬وتوجيهها لرسم صورة نفسيّة دقيقة‬
‫‪:‬إلحدى شخصيات مقاماته وهي شخصية التاجر‪ .‬ومن سمات لغة المقامة‬
‫إبراز اللغة المعنى وتفصيله وتوضيحه‪ ،‬وذلك من خالل مالحقة ‪o‬‬
‫الحدث وتصويره‪ N‬بما يشتمل عليه من مفاجئات‪ ،‬وتشويق‪ ،‬وما‬
‫‪.‬يقتضيه من مالحقة‪ ،‬ومتابعة‬
‫استخدام أسلوب السجع الذي يحوي مزيداً من الموسيقى‪ ،‬فهو قائم ‪o‬‬
‫على إيقاع الوزن والقافية‪ ،‬ومن األمثلة عليه‪( :‬يا غالم الخوان‪ ،‬فقد‬
‫طال الزمان‪ ،‬والقصاع (المدة) فقد طال المصاع (المنازعة)‪،‬‬
‫والطعام‪ ،‬وقد كثر الكالم‪ ،‬فأتى الغالم الخوان‪ ،‬وقلبه التاجر على‬
‫المكان‪ ،‬ونقره بالبنيان وعجمه باألسنان (عضه ليعلم صالبته من‬
‫‪.‬رخاوته)‪ ،‬وقال‪ :‬عمر هللا بغداد فما أجود متاعها‪ ،‬وأظرف صناعها)‬
‫استخدام أساليب متعددة في بناء الجملة‪ ،‬فزاوج بين جمل النداء‪o ،‬‬
‫والجمل الشرطية‪ ،‬والجمل القائمة على التمني‪( :‬لو رأيت الدخان يغبر‬
‫‪.‬في ذلك الوجه الجميل‪ ،‬لرأيت منظراً تحار فيه العيون)‪N‬‬
‫‪‬‬ ‫الحوار‪ :‬جاء الحوار في أسلوب بديع الزمان الهمذانيّ محاكيا ً للحوار الواقعي‬
‫بين شخصيتين‪ ،‬إحداهما ثرثارة ال تكف عن طرح الكالم‪ ،‬واألخرى صامتة‬
‫تتلقى الحديث بمقتضاه وتجري مجراه‪ ،‬وهذا ما كان عليه أسلوب البديع في‬
‫‪.‬أغلب المقامات التي كتبها‬

‫المقامة المضيرية‪N‬‬
‫ت ِبال َبصْ َرةِ‪َ ،‬و َمعِي َأبُو ال َف ْت ِح اِإلسْ َك ْند َِريُّ َر ُج ُل‬ ‫َح َّد َثنا عِ ي َسى بْنُ ه ٍ‬
‫ِشام َقا َل‪ُ :‬ك ْن ُ‬
‫ض‬ ‫ضرْ َنا َمعْ ُه دَعْ َو َة َبعْ ِ‬ ‫اح ِة َي ْدعُو َها َف ُت ِجي ُبهُ‪َ ،‬وال َبال َغ ِة َيَأ ُم ُر َها َف ُتطِ ي ُعهُ‪َ ،‬و َح َ‬ ‫ص َ‬‫ال َف َ‬
‫ارةِ‪ ِ، ،‬فِي‬ ‫ض َ‬ ‫ارةِ‪َ ،‬و َت َت َرجْ َر ُج في ال َغ َ‬ ‫ض َ‬‫الح َ‬ ‫يرةٌ‪ُ ،‬ت ْثنِي على َ‬ ‫ار‪َ ،‬فقُ ِد َم ْ‬
‫ت ِإ َل ْي َنا مَضِ َ‬ ‫ال ُّتجَّ ِ‬
‫ِوان َمكا َن َها‪َ ،‬وم َِن‬ ‫ت م َِن الخ ِ‬ ‫الظرْ فُ ‪َ ،‬ف َلمَّا َأ َخ َذ ْ‬ ‫الطرْ فُ ‪َ ،‬و َيمُو ُج فِي َها َّ‬ ‫َقصْ َع ٍة َي ِز ُّل َع ْن َها َّ‬
‫صا ِح َب َها‪َ ،‬و َي ْمقُ ُت َها َوآ ِك َل َها‪َ ،‬و َي ْثلِ ُب َها‬
‫دَريُّ َي ْل َع ُن َها َو َ‬ ‫َأ‬
‫ب ْو َطا َن َها‪َ ،‬قا َم بُو ال َف ْت ِح اِإلسْ َك ْن ِ‬
‫القُلُو ِ َأ‬
‫ض ِّد‪َ ،‬وِإ َذا الم َِزا ُح َعيْنُ ال ِج ِّد‪َ ،‬و َت َن َحى َع ِن‬ ‫مْز ُح َفِإ َذا اَألمْ ُر ِبال ِّ‬ ‫َو َط ِاب َخ َها‪َ ،‬و َظ َن َّناهُ َي َ‬
‫ت َخ ْل َف َها‬ ‫ت َم َع َها القُلُوبُ ‪َ ،‬و َسا َف َر ْ‬ ‫ان‪َ ،‬و َر َفعْ َنا َها َفارْ َت َف َع ْ‬ ‫اعدَ َة اِإل ْخ َو ِ‬ ‫ان‪ِ ،‬وت ِِركِ ُم َس َ‬ ‫ا ُ ْلخ َِو ِ‬
‫ضى فِي‬ ‫َت َل َها اَأل ْك َبا ُد‪َ ،‬و َم َ‬
‫ت َل َها ال ِّش َفاهُ‪َ ،‬وا َّت َقد ْ‬ ‫ت َل َها اَأل ْف َواهُ‪َ ،‬و َت َل َّم َظ ْ‬‫ال ُعيُونُ ‪َ ،‬و َت َحلَّ َب ْ‬
‫صتِي َم َع َها‬ ‫اع ْد َناهُ على َهجْ ِر َها‪َ ،‬و َسَأ ْل َناهُ َعنْ َأم ِْر َها‪َ ،‬ف َقا َل‪ِ :‬ق َّ‬ ‫ِإ ْث ِر َها الفَُؤ ا ُد‪َ ،‬ول ِك َّنا َس َ‬
‫ت‬ ‫الو ْق ِ‬
‫اع َة َ‬‫ض َ‬ ‫ت‪َ ،‬وِإ َ‬ ‫َأ ْط َو ُل ِمنْ مُصِ ي َبتي فِي َها‪َ ،‬و َل ْو َح َّد ْث ُت ُك ْم ِب َها َل ْم آ َم ِن ال َم ْق َ‬

‫المقالة‬

‫( ‪ ) 1‬فن المقال‬
‫( ‪ ) 1‬تعريف المقال‬
‫لغويا ً ‪ :‬بحث قصير مركز في (العلم أو األدب أو السياسة أو االجتماع) ينشر(' في‬
‫صحيفة أومجلة)‬
‫(تعريف المجمع اللغوي)‪.‬‬
‫فنيا ً ‪ :‬قالب من النثر الفني يعرض فيه موضوع ما عرضا مسلسال مترابطا يبرز'‬
‫فكرة الكاتب وينقلها إلى القارئ والسامع نقال ممتعا مؤثرا‬
‫(تعريف فني) و هو التعريف األدق ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬أنواع المقال‬
‫تعددت أنواع المقال من حيث ‪ ( :‬أ ) الشكل ( ب ) المضمون ( جـ ) األسلوب‬
‫( أ ) من حيث الشكل ( الحجم ) نوعان ‪ -1 :‬قصير ‪ -2‬طويل‬
‫‪ -1‬المقال القصير ( مقال الخاطرة )‬
‫أ‪ -‬يتناول فكرة واحدة يعرضها الكاتب‬
‫ب‪ -‬طريقة الكاتب في عرض فكرته ( موضوعه ) يجب أن تكون بــ‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬طريقة مركزة شائقة‬
‫( ‪ ) 2‬أسلوب واضح‬
‫( ‪ ) 3‬وعبارات سهلة‬
‫فوائد ‪ ( :‬أ ) يطلق على هذا اللون في المقال ( العمود الصحفي ) أو ( الخاطرة )‬
‫( ب ) أحيانا ً يختارالكاتب لمقاله القصير هذا عنوانا ثابتا مثل ‪:‬‬
‫(فكرة) لمصطفى أمين ‪ ،‬و (ما قل ودل) ألحمد الصاوي محمد و (نحو النور)‬
‫لمحمد زكي عبد القادر ‪( ،‬صندوق الدنيا) ألحمد بهجت و (يوميات) ألحمد بهاء‬
‫الدين ‪ ،‬و (مواقف) ألنيس منصور ‪ ،‬و (مجرد رأي) لصالح منتصر ‪.‬‬
‫( جـ ) في كل مقال يعرض الكاتب ناحية من نواحي الحياة‬
‫( االجتماعية أو السياسية أو الدينية أو االقتصادية )‬
‫‪ -2‬المقال الطويل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬يتناول موضوعا ً ( أفكاراً ) يعرضه الكاتب فيما بين صفحتين و عشر صفحات‬
‫ب‪ -‬طريقة الكاتب في عرض فكرته ( موضوعه ) يجب أن تكون بــ‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬العرض الشائق‬
‫( ‪ ) 2‬اللغة الواضحة السهلة بحيث يحقق عنصري ( اإلقناع و اإلمتاع )‬
‫ومن ُك َّتابه ‪ :‬طه حسين والمازني وأحمد أمين ‪ ..‬وغيرهم‬
‫(‪)1‬‬
‫( ب ) من حيث المضمون ثالثة أنواع ‪ ) 1 ( :‬المقال التصويري'‬
‫( ب ) المقال النزالي‬
‫( جـ ) المقال الفلسفي‬
‫( ‪ ) 1‬المقال التصويري' ( ويستخدم فيه الكاتب القلم بدال من الريشة)'‬
‫أ‪ -‬هو الذي يرسم فيه الكاتب صورة قلميه لشخصية (ما) فيبرز ما فيها من‬
‫محاسن أوعيوب ب‪ -‬كالصورة القلمية التي رسمها الشيخ عبد العزيز البشري‬
‫لشخصيات مصرية' عاصرها‬
‫جـ‪ -‬و كان ذلك في مجلة السياسة األسبوعية بأسلوب فكه يجمع بين الدعابة و‬
‫صدق النظرة‬
‫( ‪ ) 2‬المقال النزالي ( وهو الذي يكون في المعارك األدبية أو الفكرية' بين األدباء)‬
‫ويظهر هذا النوع عندما تثور هذه المعارك األدبية مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬المعارك التي ثارت بين العقاد والرافعي والتي نشرت بعنوان ( على السفود )‬
‫ُ‬
‫حيث هاجم طه‬ ‫في مجلة الشروق ب‪ -‬ما جاء في الجزء األول من حديث األربعاء‬
‫حسين أنصارالقديم ودعاإلى التجديد‬
‫( ‪ ) 3‬المقال الفلسفي‬
‫وهو فن قائم بذاته ‪ ،‬ال كجزء من التحرير الصحفي مثل مقاالت الدكتور زكي‬
‫نجيب‬
‫( فائدة ) أسباب اختالف المقال من حيث المضمون‬
‫يختلف المقال من حيث المضمون بحسب ‪:‬‬
‫(‪ )1‬طبيعة موضوعه‬
‫أ‪ -‬فإذا كان الموضوع يدور حول فكرة أو رأي فالتركيز يكون على الجانب الفكري‬
‫ب‪ -‬و إذا كان يدور حول مشهد تأثر به الكاتب أو قضية ( اجتماعية أو إنسانية )‬
‫فإن التركيز يكون على دقة العرض‬
‫(‪ )2‬شخصية الكاتب و ثقافته‬
‫فال ُك َّتاب يتفاوتون في الثقافة من ناحية‬
‫أ‪ -‬العمق و السطحية‬
‫ب‪ -‬خصب الفكر أو ضيق األفق‬
‫جـ ‪ -‬الميل إلى التركيز أو البسط‬
‫د‪ -‬امتالك المقدرة اللغوية أو القصور فيها‬
‫(‪ )3‬وسيلة النشر‬
‫ألن ما ينشر ( للخاصة )من المثقفين في مجلة متخصصة' ‪ ،‬يختلف عما ينشر' في‬
‫صحيفة‬
‫سيارة ( تخاطب القاعدة العريضة' من الجماهير ) إذ يراعي مستواهم فيكتب بــــ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬العبارة اليسيره‬
‫ب‪ -‬التراكيب المبسطة‬
‫جـ ‪ -‬األدلة الخطابية التي تجذبهم إليه‬
‫( دـ ) من حيث األسلوب‬
‫( ‪ ) 1‬المقال األدبي‬
‫خصائصه' ‪ -1 :‬يتأنق الكاتب في اختيار عباراته‬
‫‪ -2‬يعمد إلى جمال أسلوبه‬
‫‪ -3‬يمزج' الفكرة بالعاطفة‬
‫‪ -4‬يعتمد فيه على ( األدلة الخطابية' ‪ ،‬استخدام الخيال )‬
‫( ‪ ) 2‬المقال العلمي المتأدب‬
‫خصائصه' ‪ :‬أ‪ -‬يعتمد الكاتب فيه على إيراد الحقائق في صور جذابة شائقة‬
‫ب‪ -‬و يراعي ( التجديد ‪ ،‬و الدقة ‪ ،‬و الموضوعية ) في صياغة جمله‬
‫( ‪ ) 3‬المقال العلمي‬
‫خصائصه' ‪ :‬أ‪ -‬يحاول الكاتب فيه توضيح الحقائق العلمية بأسلوب دقيق‬
‫ب‪ -‬تكثر فيه المصطلحات العلمية‬
‫جـ‪ -‬تجنب الخيال و المحسنات البديعية‬
‫د‪ -‬البعد عن العاطفة‬
‫( ‪ ) 3‬الخصائص العامة للمقال‬
‫‪ -1‬التكوين الفني ‪ :‬يتحقق عن طريق ( ترابط األفكار وانسجامها )‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلقناع ‪ :‬يتحقق عن طريق( سالمة األفكار ودقتها ووضوحها )‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلمتاع ‪ :‬يتحقق عن طريق( العرض الشائق الذي يجذب القارئ ويؤثر' فيه)‬
‫‪ -4‬القصر ‪ :‬فال يتجاوز بضع صفحات فإذا طالت أكثر من ذلك صار بحثا أو كتابا‪.‬‬
‫‪ -5‬النثرية' ‪ ( :‬لغلبة الفكر عليه ) و العاطفة و الخيال في المقال األدبي مجندة‬
‫لخدمة‬
‫الفكرة التي يسعى األديب إلى إيضاحها و تأييدها‬
‫‪ -6‬الذاتية ‪ :‬فاألديب ال يستطيع' أن يخفي عاطفته أو رأيه الشخصي وبداخله رغبة‬
‫ملحة فى التعبير عن رأيه الخاص ونلمح مالمح شخصيته' من خالل أسلوبه‬
‫وكلماته ‪.‬‬
‫‪ -7‬تنوع أسلوب المقال ‪ :‬تبعا ً لطبيعة موضوعه ‪ ،‬وشخصية كاتبه ‪ ،‬و وسيلة‬
‫نشره‬
‫فالمقال الذي يدور حول رأى أو فكرة‬ ‫أ‪-‬‬
‫يكون التركيز فيه على الجانب الفكري من( حيث الصحة والدقة والوضوح )‬
‫ب‪ -‬والمقال الذي يدور حول مشهد أو ناحية ( نفسية' أو اجتماعية أو إنسانية )‬
‫يكون التركيز فيه على ( جمال العرض‪ ،‬و دقته ‪ ،‬وطرافته)‬
‫جـ‪ -‬و إذا كان التعبير بأسلوب ( أدبي ‪ ،‬أو علمي متأدب ) يستخدم خصائص كل‬
‫أسلوب‬
‫(‪)3‬‬
‫( ‪ ) 4‬السمات األسلوبية' التي تشترك فيها جميع المقاالت‬
‫( أ ) وضوح األسلوب ( سمة تشترك فيها جميع أنواع المقال )‬
‫ألن الهدف من المقال إبالغ الرأي إلى القراء ‪ ،‬والتأثير فيهم ومن ثم كان لزاما ً‬
‫على الكاتب‬
‫‪ -1‬أن يتجنب األلفاظ الغريبة والعامية' المبتذلة‬
‫‪ -2‬ويبتعد عن ( الكنايات ‪ ،‬واالستعارات ‪ ،‬والمجازات البعيدة ) ؛ ألنها تلقي على‬
‫المعاني ظالالً يصعب معها تب ّينها ‪.‬‬
‫( ب ) قوة األسلوب‬
‫‪ -1‬فال ضعف في تراكيبه'‬
‫‪ -2‬و ال تنافر في حروفه‬
‫‪ -3‬كما ال يوجد بعباراته و جمله حشو أو تطويل‬
‫( جـ ) جمال األسلوب‬
‫‪ -1‬باستخدام األلفاظ المعبرة عن المعاني‬
‫‪ -2‬و استخدام الصور البيانية الجميلة‬
‫‪ -3‬و بعض المحسنات في غير تكلف‬

‫قميص السعادة‬
‫“يحكى ان رجال ضاق بنفسه وضاقت به نفسه‪ ،‬ومل الحياة وملته الحياة‪ ،‬ال يكاد‬
‫يستقر في مكانه من مأواه حتى يخرج هائما على وجهه في الطريق‪ ،‬ثم ال يكاد‬
‫يهيم في الطريق على وجهه حتى يقفل راجعا إلى مكانه من مأواه‪ ،‬ولبث على هذا‬
‫النحو حينا‪ ،‬فاشتد به القلق‪ ،‬ولم يعد في قوس الصبر عنه منزع‪ '..‬حتى قال له‬
‫قائل عليك بالبحث عن اسعد الناس عيشا واطلب منه أن يعيرك قميصه' ساعة او‬
‫ساعتين وستصبح مثله سعيدا‪ .‬بحث صاحبنا عن أسعد الناس حتى وصل إلى رجل‬
‫شهد لنفسه وشهد له الناس أنه سعيد وانه لم يعرف قط شيئا من تعاسة فإذا به‬
‫عريان ال قميص له‪”.‬‬
‫عندها ادرك الرجل أن السعادة الحقيقية إن هي اال في ثراء النفوس ال في الثراء‬
‫المادي‪ .‬وال اقصد هنا ان نتوقف عن السعي إلمتالك المال او التمكن من سبل‬
‫وأدوات نقتنيه' من خاللها‪ ،‬فالمال والماديات من أسباب الحياة الكريمة وقوة‬
‫تضاف إلى قوة العقل والبدن‪ ،‬وهي بعد نعمة من نعم هللا‪ ،‬علينا السعي لتحصيلها‪،‬‬
‫وتحصيلها بحد ذاته جهاد نثاب عليه‪ ،‬لكنني أقصد أن الثراء يبدا من أعماقنا‬
‫ليتخلل ما نمتلكه فيبارك فيه‪ ،‬ومن تكون نفسه فقيرة لن يشعر بالغنى وإن امتلك‬
‫الدنيا كلها‪ ،‬سيبقى في أعماقه كمن ال يملك شيئا‪.‬‬
‫المسرحية العربية‬
‫َع ِّرف المسرحية‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬المسرحية ‪ :‬قصة تمثيلية' تعرض فكرة أو موضوعا ً أو موقفا ً من خالل حوار‬
‫يدور بين شخصيات مختلفة ‪ ،‬وعن طريق الصراع بين هذه الشخصيات يتطور‬
‫الموقف المعروض حتى يبلغ قمة التعقيد ‪ ،‬ثم يستمر' هذا التطور لينتهي بانفراج‬
‫ذلك التعقيد ‪ ،‬ويصل' إلى الحل المسرحي المطلوب ‪.‬‬
‫ما عالقة األدب المسرحي بالتمثيل؟‬
‫جـ‪ :‬عالقة تالزمية فمنذ قديم األزل واألدب المسرحي مرتبط' بالتمثيل وبعث الحياة‬
‫في النص األدبي عن طريق التمثيل والحركة ‪ ,‬حتى أن القارئ ال يتمتع' بالنص‬
‫المسرحي أو ينفعل به إال إذا كانت المسرحية ممثلة أمامه أو تخيلها كذلك‪.‬‬
‫ما أنواع المسرحية من حيث الحجم ؟‬
‫جـ‪ :‬قد تكون المسرحية من ‪:‬‬
‫‪ - 1‬فصل واحد كمسرحية "ملك القطن" ليوسف إدريس‪.‬‬
‫‪ - 2‬ثالثة فصول ‪ ،‬وهي الغالبة حاليا ً ‪.‬‬
‫‪ - 3‬خمسة فصول كمسرحية "الصفقة" لتوفيق الحكيم ‪.‬‬
‫ماذا يقصد بمفهوم " وحدة المسرحية " قديما ً و حديثا ً ؟‬
‫جـ ‪ :‬المفهوم القديم لـ" وحدة المسرحية " يقصد به ‪:‬‬
‫ً‬
‫ساعة ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬وحدة الزمان ‪ :‬فال يزيد مدى أحداثها عن أربع وعشرين‬
‫‪ - 2‬وحدة المكان ؛ فال يقع الحدث المسرحي في أكثر من مكان ‪.‬‬
‫‪ - 3‬وحدة الحدث ‪ :‬بحيث تدور فصول المسرحية في فلك (أي إطار) حدث‬
‫رئيسي' واحد ‪.‬‬
‫* المفهوم الحديث ‪ :‬أصبح الكاتب المسرحي الحديث ال يلتزم بذلك ‪،‬ولكنه مهتم بـ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الوحدة المسرحية الناشئة عن الدقة في توزيع االهتمام ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ومراعاة التوازن بين الفصول واألجزاء حتى تخضع لجاذبية النهاية ‪،‬‬
‫فيحذف التفصيالت التي ال تؤدي إلى هذه النهاية ويسرع ببعضها ‪ ،‬ويؤكد بعضها‬
‫اآلخر ؛ ألنها عناصر أساسية في البناء المسرحي ‪.‬‬
‫مم يتكون الهيكل العام للمسرحية ؟‬
‫جـ ‪ :‬الهيكل العام للمسرحية يتكون من ثالثة أجزاء هي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬العرض ‪ :‬ويأتي في الفصل األول ‪ ،‬وفيه يتم التعريف بموضوع المسرحية‬
‫والشخصيات المهمة فيها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬التعقيد ‪ :‬ويقصد به الطريقة التي يتم بها تتابع األحداث في تسلسل طبيعي‬
‫من البداية إلى الوسط إلى النهاية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الحل ‪ :‬الذي تنتهي' به المسرحية ويكشف عن عقدتها ‪.‬‬
‫ما أسس بناء المسرحية ؟‬
‫جـ ‪ :‬أسس بناء المسرحية‪:‬‬
‫‪ -1‬الفكرة ‪ - 2‬الحكاية ‪ - 3‬الشخصيات ‪ - 4‬الصراع ‪ - 5‬الحوار أو األسلوب ‪.‬‬
‫تحدث عن الفكرة باعتبارها أساسا ً من أسس بناء المسرحية ‪ ،‬وبين شروط‬
‫جودتها ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬تعتمد كل مسرحية على فكرة يحاول الكاتب أن يبرهن عليها باألحداث‬
‫واألشخاص‪ ،‬وقد تكون الفكرة في جوهرها‪:‬‬
‫‪ - 1‬اجتماعية‪ :‬كفكرة مسرحية' (الست هدى) ألحمد شوقي ‪.‬‬
‫‪ - 2‬سياسية' ‪ :‬كفكرة مسرحية (وطني عكا) لعبد الرحمن الشرقاوي ‪.‬‬
‫{ شروط جودتها‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن يكون مضمون المسرحية ناضجا ً (مكتمالً) يحقق المتعة والفائدة معا ً ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أال تقدم الفكرة مباشرة ‪ ،‬بل يجب أن تقدم في إطار الحكاية المسرحية‬
‫(المقصود أن ُيعمل المشاهد عقله)‪.‬‬
‫ما المقصود بالحكاية في المسرحية ؟ ممثالً ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬الحكاية هي ‪ :‬جسد المسرحية ‪ ،‬وعن طريقها تنمو' وتتقدم ‪ ،‬بحيث تتركز‬
‫األحداث على قضية يدور حولها الصراع ‪ ،‬كفكرة البطولة ‪ ،‬التي ينعقد حولها‬
‫الصراع في مسرحية " ميالد بطل " لتوفيق الحكيم ال عن طريق سرد األحداث ‪،‬‬
‫وروايتها مجردة ‪ ،‬بل عن طريق توزيعها بين الشخصيات بدقة وترتيب وتدرج ‪،‬‬
‫بحيث يترتب الالحق على السابق مما يجعل التسلسل بين األحداث منطقيا ً ‪.‬‬
‫من أسس بناء المسرحية الشخصيات ‪ ..‬فما المقصود بها ؟ وما أنواعها ؟‬
‫جـ ‪ :‬من أسس بناء المسرحية' " الشخصيات " وهى النماذج البشرية' التي‬
‫اختارها الكاتب لتنفيذ أحداث المسرحية ‪ ،‬وعلى ألسنتها يدور الحوار الذي يكشف‬
‫عن طبيعتها واتجاهاتها‬
‫أنواع الشخصيات ‪:‬‬
‫‪ - 1‬من حيث الدور والتأثير‪:‬‬
‫أ ‪ -‬شخصية' محورية' (أساسية) ‪ :‬كشخصية (مبروكة) في مسرحية' "الصفقة"‬
‫لتوفيق الحكيم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬شخصية ثانوية' (مساعدة) ‪ :‬ينحصر' دورها في معاونة الشخصيات المحورية‬
‫كشخصية "الصراف أو حالق القرية" في نفس المسرحية' ‪.‬‬
‫‪ - 1‬من حيث التطور والتكوين ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬شخصية ثابتة (مسطحة) ‪ :‬وهي التي ال تتغير صورتها خالل فصول المسرحية‬
‫‪ ،‬كما في مسرحيات السلوك والعادات كشخصية البخيل أو المرابي ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬شخصية نامية' (متطورة) ‪ :‬وهي التي تتكشف جوانبها تدريجيا ً مع األحداث‪،‬‬
‫كما في المسرحيات االجتماعية والوطنية والنفسية' مثل شخصية(سعد) في‬
‫مسرحية "اللحظة الحرجة" ليوسف إدريس حيث يتحول سعد إلى بطل بمجرد‬
‫إحساسه بالخطر من عدوان ‪ 1956‬م ‪.‬‬
‫{ جوانب كل شخصية ‪:‬‬
‫ولكل شخصية جوانبها الشكلية من الطول والقصر واالجتماعية كالغنى والفقر‬
‫والنفسية' كالحب والبغض ‪ ،‬وتظهر براعة الكاتب في رسم كل هذه الجوانب من‬
‫خالل األحداث وتطور الحوار وتدفقه‪.‬‬
‫وضح المقصود بالصراع المسرحي واذكر أنواعه ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬المقصود بالصراع المسرحي أنه االختالف الناشئ من تناقض اآلراء‬
‫ووجهات النظر بالنسبة' لقضية أو فكرة ما بين شخصيات المسرحية ‪ ،‬ولذلك يقول‬
‫النقاد‪( :‬ال مسرح بال صراع) فلو اكتفى الكاتب بتقديم شخصياته' دون أن يضعها‬
‫في مواقف تظهر ما بينها من صراع فإنه ال يكون قد كتب مسرحية' حقيقة ‪ ،‬إنما‬
‫قيمة المسرحية في اجتماع شخصياتها إزاء قضية أو فكرة تتصارع فيما بينها‬
‫حولها فتتفق أو تختلف لتنتهي غلبة وجهة نظر هذه الشخصية' أو تلك‪.‬‬
‫{ أنواع الصراع ‪:‬‬
‫قد يكون هدا الصراع اجتماع ًيا أو خلقيا ً أو ذهن ًيا‪.‬‬

‫الحوار هو المظهر الحسي للمسرحية' ‪ .‬ما المقصود بالحوار المسرحي ؟ وما‬


‫شروط جودته ؟‬
‫جـ ‪ :‬الحوار المسرحي هو ‪ :‬اللغة التي تتوزع على ألسنة الشخصيات في المواقف‬
‫المختلفة ‪ ،‬وتسمى العبارة التي تنطقها الشخصية (بالجملة المسرحية)' التي‬
‫تختلف طوالً وقصراً باختالف المواقف ‪ ،‬كما تتفاوت في فصاحتها تبعا ً لمستوى'‬
‫الشخصية ‪ ،‬وطبيعة الفكرة التي تعبر عنها ‪.‬‬
‫{ شروط جودته ‪:‬‬
‫‪ - 1‬مناسبة' (الجمل الحوارية)' لمستوى الشخصية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬قدرة (الجمل الحوارية)' على إيصال الفكرة التي تعبر عنها ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تدفق الحوار وحرارته ‪.‬‬
‫‪ - 4‬فصاحة الحوار النابعة من دقة تمثيله للصراع وطبائع األشخاص‬
‫واألفكار ‪ ،‬ال من فصاحته اللغوية ‪.‬‬

‫ما الفرق بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية ؟‬


‫جـ ‪ :‬الفرق بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية ‪:‬‬

‫{الرواية ‪ :‬طويلة متعددة الشخصيات ‪ ،‬متشابكة األحداث ‪ ،‬متنوعة األهداف ‪،‬‬


‫واألفكار فيها وصف وسرد وتفصيل ‪.‬‬
‫{القصة القصيرة ‪ :‬محدودة المساحة والشخصيات واألحداث والهدف ‪ ،‬تثير' لدى‬
‫القارئ شعوراً واحداً ‪ ،‬وهي كثيفة تتميز' بالوحدة العضوية‪.‬‬
‫{أما المسرحية ‪ :‬فتعتمد على الحوار الذي يقوم بتصوير' األحداث ‪ ،‬وتنمية'‬
‫الصراع ‪ ،‬وتحريك المشاعر للوصول إلى النهاية ‪.‬‬
‫كان لمحمد تيمور' ومحمود تيمور فضل على المسرحية بعد ثورة ‪1919‬م ‪ .‬وضح‬
‫جـ ‪ :‬األديب (محمد تيمور) كان له فضل ترسيخ' المسرحية االجتماعية من خالل‬
‫عدد من األعمال التي تعالج مشكلة تربية األبناء تربية' قاسية في مسرحية‬
‫(العصفور في القفص) ‪ ،‬ومشكلة (اإلدمان) ‪ ،‬وما يؤدي إليه من انحالل األسر‬
‫وخراب البيوت ‪ ،‬وذلك في مسرحية (الهاوية) ‪.‬‬
‫‪( -‬محمود تيمور)' أضاف إلى المسرحية االجتماعية عناية خاصة بالمسرحية‬
‫التاريخية مثل مسرحية' (اليوم خمر) عن الشاعر الجاهلي امرئ القيس ‪ ،‬وقد‬
‫صدرت سنة ‪1949‬م ‪.‬‬
‫متى دخل األدب المسرحي المصري مرحلة ازدهاره الحقيقية' ؟ وعلى يد من ؟‬
‫جـ ‪ :‬مع بداية الربع الثاني من القرن العشرين دخل األدب المسرحي المصري‬
‫مرحلة ازدهاره الحقيقية ‪.‬‬
‫‪ -‬علي يد علمين من أعالم أدبنا الحديث هما ‪ :‬أحمد شوقي رائد المسرحية‬
‫الشعرية ‪ ،‬وتوفيق الحكيم رائد المسرحية' النثرية ‪.‬‬

‫تحدث عن إبداع أحمد شوقي المسرحي ‪.‬‬


‫جـ ‪ :‬كتب شوقي عدة مسرحيات شعرية' مثل ‪ ( :‬مصرع كليوباترا ‪1927‬م) ‪ ،‬و‬
‫(مجنون ليلى ‪1931‬م) ‪ ،‬و(قمبيز' ‪1931‬م) ‪ ،‬و(عنترة ‪1932‬م) ‪ ،‬و (أميرة‬
‫األندلس‪1932‬م) ‪ ،‬ثم مسرحية' فكاهية وحيدة (الست هدى) التي توفى قبل نشرها‬
‫‪ ،‬وجميع مسرحياته' في قالب شعري ما عدا (أميرة األندلس‪1932‬م) ‪ ،‬كما أنها‬
‫جميعا ً تستوحي موضوعاتها من التاريخ ما عدا مسرحية' (الست هدى) ‪.‬‬

‫من رائد المسرحية' النثرية في األدب العربي ؟ وما اآلفاق المتعددة لمسرحياته ؟‬
‫جـ ‪ :‬عرفت المسرحية النثرية' على يد توفيق الحكيم الذي بدأ نشاطه المسرحي‬
‫النثري بمسرحية' " الضيف الثقيل " سنة ‪ 1918‬مستخدما ً أسلوب الرمز ‪ ،‬حيث‬
‫رمز بالضيف الثقيل إلى االحتالل اإلنجليزي ‪ ،‬ثم ألف مسرحية " المرأة الجديدة "‬
‫ثم المسرحية الرمزية الذهنية " أهل الكهف " سنة ‪ - 1933‬ثم " شهر زاد "‬
‫سنة ‪ ،1934‬والمسرحية' االجتماعية " األيدي الناعمة " سنة ‪ ،1954‬و"‬
‫الصفقة " سنة ‪ ،1956‬والتحليلية النفسية مثل " أريد أن أقتل " و" نهر الجنون‬
‫" والمسرحية' الوطنية' مثل " ميالد بطل " ‪.‬‬
‫ما المصادر التي استمد منها كتاب المسرح في الستينات و السبعينات موضوعات‬
‫مسرحياتهم ؟ وما أهم كتاب وأعمال تلك المرحلة وما تالها ؟‬
‫جـ ‪ :‬المصادر التي استمدوا منها موضوعات مسرحياتهم ‪ :‬التاريخ تارة و التراث‬
‫الشعبي عالجوهما معالجة عصرية فيها إسقاطات رمزية على مشكالت الحاضر‬
‫وقضاياه ‪.‬‬

‫المهارات اللغوية‬
‫‪-1‬عالمات الترقيم‬

‫وهي مجموعة من اإلشارات والرموز‪ ،‬توضع بين أجزاء الكالم المكتوب لمساعدة‬
‫القارئ على فهم ما يقرأ‪ .‬ولعالمات الترقيم أهمية بالغة في عملية اإلفهام‪ ،‬كما أن‬
‫اختالف عالمة الترقيم في جملة معينة' ربما يحيل المعنى إلى شيء آخر غير‬
‫مقصود‪ .‬وعالمات الترقيم المشهورة هي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬المجموعة األولى‪:‬‬
‫الفاصلة (‪:)،‬‬
‫وتوضع الفاصلة‪:‬‬
‫‪ -1‬بين الجمل القصيرة‪ ،‬نحو‪ :‬إن الجهاد باب من أبواب الجنة‪ ،‬فتحه هللا لخاصة‬
‫أوليائه‪ ،‬وهو لباس التقوى‪ ،‬ودرع هللا الحصينة‪....،‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -2‬بين أقسام الشيء‪ :‬أقسام الكلمة ثالثة‪ :‬اسم‪ ،‬وفعل‪ ،‬وحرف‪.‬‬
‫‪ -3‬بين الشرط وجوابه‪ :‬إذا زرتني‪ '،‬أكرمتك‪.‬‬
‫‪ -4‬بين القسم وجوابه‪ :‬وهللا‪ ،‬ألجتهدن‪.‬‬
‫صا في أداء عملك‪.‬‬
‫‪ -5‬بعد المنادى‪ :‬يا عبد الرحمن‪ ،‬كن مخل ً‬

‫الفاصلة المنقوطة(؛)‪:‬‬
‫وتوضع الفاصلة المنقوطة‪:‬‬
‫‪ -1‬بين الجمل الطويلة‪ :‬لم تعد القصيدة الحديثة وليدة االنفعال المباشر أو العاطفة‬
‫التلقائية؛' بل أصبحت جز ًءا من تكوين ثقافي معقد‪.‬‬
‫‪ -2‬بين جملتين تكون إحداهما سب ًبا في حدوث األخرى‪:‬‬
‫ضا‪ .‬ونحو‪ :‬قل‪ :‬هذه بئر عميقة‪ ،‬والتقل هذا بئر‬
‫ذهبت إلى العيادة؛ ألني كنت مري ً‬
‫عميق؛ ألن كلمة بئر مؤنثة‪'.‬‬

‫ب ‪ -‬المجموعة الثانية‪':‬‬
‫النقطة(‪':).‬‬
‫وتدل على وقف تام‪ ،‬وتوضع نهاية الفقرات‪ ،‬أو داخل الفقرة بعد الجمل التامة‬
‫المستقلة‪.‬‬

‫النقطتان الفوقيتان (‪:):‬‬


‫وتدالن على وقف متوسط‪ ،‬وتوضعان‪:‬‬
‫‪ -1‬بين القول والمقول‪ ،‬نحو‪ :‬قال رسول هللا‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪": -‬إنما‬
‫األعمال بالنيات"‪.‬‬
‫‪ -2‬بعد ما يفيد القول‪ ،‬نحو‪ :‬فأجابه‪ ':‬إن ذلك ليس من أعمالي‪.‬‬
‫‪ -3‬عند التعريف بعد المعرف‪ ،‬نحو‪ :‬الغبش‪ :‬البقية من الليل‪ ،‬وقيل ظلمة آخر‬
‫الليل‪.‬‬
‫‪ -4‬بين الشيء وأقسامه‪ ،‬نحو‪ :‬أقسام الفعل ثالثة‪ :‬الماضي‪ ،‬والمضارع‪ ،‬واألمر‪.‬‬
‫‪ -5‬بعد لفظ (مثل' أو نحو)‪ :‬كما في هذا الدرس‪.‬‬

‫عالمة الحذف(‪':)....‬‬
‫وتستعمل للداللة على كالم محذوف‪ ،‬نحو‪( :‬مدح هللا أصحاب العقول في قوله‬
‫تعالى‪ '......" :‬وما يذكر إال أولو األلباب"‪.‬‬

‫ج ‪ -‬المحموعة الثالثة‪:‬‬
‫عالمة االستفهام(؟)‪:‬‬
‫وتوضع بعد أسلوب االستفهام‪ ،‬نحو‪ :‬كيف حالك؟‬

‫عالمة التأثر(!)‪':‬‬
‫وتوضع بعد الجمل التي تعبر عن االنفعاالت النفسية‪ '،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬التعجب‪ :‬ما أجمل أن تحيا محبا ً لغيرك!‬
‫‪ -2‬الفرح‪ :‬هنيًئ ا لك الفوز!‬
‫‪ -3‬الحزن‪ :‬حتى أنت ِ يا أحالم!‬
‫‪ -4‬الدعاء‪ :‬غفر هللا لك!‬
‫‪ -5‬التحذير‪ :‬إياك والغدر!‬
‫‪ -6‬التذمر‪ :‬لقد طفح الكيل! ماهذا؟!‬
‫(؟!)‪:‬‬
‫وقد تستخدم العالمتان (عالمة االستفهام وعالمة التأثر) م ًعا‪ ،‬وغال ًبا ما يكون ذلك‬
‫بعد االستفهام اإلنكاري‪ ،‬نحو‪ :‬كيف حدث هذا؟!‬

‫د ‪ -‬المجموعة الرابعة‪:‬‬
‫القوسان( )‪:‬‬
‫ويوضع القوسان‪:‬‬
‫‪ -1‬لتفسير ماقبلهما‪ ،‬نحو‪ :‬ثم حسبل الرجل (قال‪ :‬حسبي هللا ونعم الوكيل)‪.‬‬
‫‪ -2‬لالحتراز‪ ،‬نحو‪ :‬لُغوي( بضم الالم) تعني الماهر في اللغة‪.‬‬

‫عالمة التنصيص (" " )‪:‬‬


‫ويوضع بينها كل كالم منقول بنصه دون تغير‪ ،‬نحو‪ :‬قال صاحب الرواية‪:‬‬
‫"‪."..........‬‬

‫القوسان المعقوقان( [ ] )‪:‬‬


‫كثيرا محققو‬
‫ويوضعان عند الزيادة في النص المنقول‪ ،‬ويحتاج إليهما ً‬
‫المحفوظات‪ ،‬نحو زيادة المحقق محمد محيي الدين عبد الحميد على سبيل' المثال‬
‫في قول ابن قتيبة في أدب الكاتب‪:‬‬
‫و"أضللت الشيء بمكان كذا" إذا أضعته‪ ،‬وأضللته [وضللته] إذا أردته ولم تهتد‬
‫إليه‪( .‬فما بين القوسين المعقوفين من زيادات المحقق)‪.‬‬

‫القوسان المزهران ‪:‬‬


‫مخرجا‬
‫ً‬ ‫ويوضعان لآليات القرآنية‪ '،‬نحو‪ :‬ومن يتق ِ هللا يجعل له‬
‫هـ ‪ -‬المجموعة الخامسة‪':‬‬
‫الشرطة (‪:)-‬‬
‫‪ -1‬توضع بين العدد والمعدود ‪-2 -1 :‬‬
‫‪ -2‬توضع في الحوار‪:‬‬
‫‪ -‬قال خالد‪ :‬كيف حالك؟‬
‫‪ -‬الحمد هلل‪.‬‬
‫‪ -‬متى وصلت؟‬
‫‪ -‬ليلة البارحة‪.‬‬

‫‪ -3‬قبل الخبر أو ُم َك ِّمل ِالجملة إذا تأخر ً‬


‫كثيرا‪ ،‬مثل قولنا‪:‬‬
‫الرجل الماجد ذو الهمة العصامية' التي تدفعه نحو تحقيق طموحه‪ ،‬والنفس األبية‬
‫التي ترفع بها عن الدنيات ‪ -‬أصبح عملة نادرة هذه األيام‪.‬‬
‫أو قولنا‪:‬‬
‫إذا شئت أن تكون إنسا ًنا ماج ًدا‪ ،‬ذا شأن في الحياة‪ ،‬يحبك اآلخرون ويجلونك ‪-‬‬
‫فأعط ِالناس وال تفكر في األخذ منهم‪ ،‬فإذا احتجت فالجأ إلى هللا‪.‬‬

‫الشرطتان ( ‪:) - -‬‬


‫توضع بينهما الجمل المعترضة‪ '،‬نحو‪ :‬كان عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬إذا‬
‫مشى أسرع‪ ،‬وإذا قال أسمع‪ ،‬وإذا ضرب أوجع‪.‬‬

‫عالمة المساواة( =)‪:‬‬


‫وتوضع نهاية هامش الصفحة األولى للداللة على أن للهامش بقية ًفي الصفحة‬
‫التي تليها‪.‬‬
‫ملحوظة‪:‬ومن عالمات الترقيم التي ال صورة لها أن يترك الكاتب مسافة بسيطة‬
‫بداية كل فقرة جديدة‪.‬‬
‫حاول أن تالحظ ذلك في كتبك المطبوعة‪.‬‬

‫‪-2‬التاء المربوطة والتاء المفتوحة‬

‫كثيراً ما يخلط ما بين التاء المفتوحة والتاء المربوطة في كتابتهم ‪ ،‬لذا البد من‬
‫وضع ضوابط لهذا الخلط حتى يتجنبوا ذلك وتستقيم كتابتهم ‪ .‬وإليك التفصيل ‪:‬‬

‫‪ -1‬التاء المربوطة' (ة) ‪:‬‬


‫هي التاء التي نلفضها ها ًء عند الوقف ‪ ،‬مثل قولنا ‪ :‬جاءت فاطمة – نقف عليها‬
‫(هاء) ‪ ،‬ولكنها تنطق تاء حال الوصل ‪.‬‬

‫ولها أماكن ثابتة ‪-:‬‬


‫أ‪ -‬في االسم المفرد المؤنث غير الثالثي الساكن وسطه نحو ‪ :‬فاطمة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬في تاء جمع التكسير الذي ال يوجد في مفرده تاء مفتوحة ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬قضاة ‪ ،‬فمفردها ‪ :‬قاضي وال يوجد فيه تاء مفتوحة ‪ .‬ومثله ‪ :‬أباة ‪ُ ،‬رعاة‪.‬‬
‫ج‪ -‬في تاء َث َّمة الظرفية ‪ ،‬وهي ‪ :‬غير ُث َّمت العاطفة‪.‬‬
‫د‪ -‬في بعض أسماء الذكور مثل ‪ :‬طلحة ‪ ،‬حمزة ‪ ،‬قتيبة ‪.‬‬
‫‪ -2‬التاء المفتوحة (ت) ‪:‬‬
‫ْ‬
‫ذهبت‬ ‫وهي التي تبقى على حالها دون تغيير إذا وقفنا على آخرها بالسكون ‪ ،‬مثل‪':‬‬
‫‪ ،‬فات ‪ ،‬بنت ‪ .‬فلو وقفت عليها تبقى تاء ‪.‬‬
‫ولها أماكن ثابتة ‪-:‬‬
‫شر َب ْت ‪.‬‬
‫أ‪ -‬تاء التأنيث الساكنة ‪ِ :‬‬
‫ُ‬
‫درست ‪.‬‬ ‫ب‪-‬تاء الفاعل المتحركة ‪:‬‬
‫فات ‪َ ،‬‬
‫مات ‪.‬‬ ‫ج‪-‬تاء أصلية ‪َ :‬‬
‫د‪ -‬تاء جمع المؤنث السالم ‪ :‬مجالت ‪ ،‬مسلمات ‪.‬‬
‫هـ‪-‬تاء االسم الثالثي الساكن الوسط ‪ :‬زيت ‪ ،‬بيت ‪.‬‬
‫و‪ -‬تاء جمع التكسير الذي يحوي مفرده تاء مفتوحة ‪ :‬وقت = أوقات ‪ ،‬صوت =‬
‫أصوات‪.‬‬
‫ز‪ -‬تاء االسم المفرد المذكر ‪ :‬عزت ‪ ،‬وطلحت ‪ ،‬بنت ‪ ،‬وأخت ‪.‬‬
‫ح‪ -‬تاء بعض الحروف ‪ :‬ليت ‪ُ ،‬ث ّم َت ‪َ ،‬‬
‫الت ‪ُ ،‬ر ّبت ‪..‬‬
‫ط‪ -‬بعض أسماء األفعال ‪ :‬هيهات ‪ ،‬هات ‪.‬‬
‫ك‪-‬األسماء المنتهية بتاء مربوطة' إذا أضيفت إلى ضمير مثل ‪ :‬شهادة – شهادتك ‪.‬‬

‫تمرين ‪:1‬‬
‫بين التاء المفتوحة ‪ ،‬والتاء المربوطة فيما يأتي ‪-:‬‬
‫غش القلوب يظهر في فلتات األلسن ‪ ،‬وصفحات الوجوه‪ ،‬الشبهة أخت الحرام ‪،‬‬
‫وبكثرة الصمت تكون الهيبة ‪.‬‬
‫إذا فقدت العقول الحكمة ماتت ‪ُ .‬ر َّب صداقة ظاهرة باطنها عداوة كامنة ‪ ،‬ال خير‬
‫في القول إال مع العمل ‪ ،‬وال في الثقة إال مع الورع ‪ ،‬وال في الصداقة إال مع‬
‫النية ‪ ،‬وال في المال إال مع الزكاة ‪ ،‬وال في الصدق إال مع إنجاز الوعد‪ ،‬وال في‬
‫الحياة إال مع الصحة ‪.‬‬
‫تمرين ‪:2‬‬
‫اجمع الكلمات اآلتية ‪ ،‬ثم فرق بين ما هو منته بالتاء المربوطة وما هو منه بالتاء‬
‫المبسوطة ‪ :‬عظة – غازي – قوت – قفاز – م ْيت – رامي – توضيح – ثقة –‬
‫باني ‪.‬‬
‫‪ -3‬كتابة حرفي الضاد والظاء‬

‫تسمى العربية بـ(لغة الضاد) ؛ ألنها تتميز بنطق هذا الحرف من سائر اللغات ‪،‬‬
‫ومع كونها تسمى كذلك إال أننا نرى كثيراً من أبنائها قد تركوا هذا الحرف ‪ .‬فكثير‬
‫منهم ال يخرجونه من مخرجه الصحيح ‪ ،‬بل يخرجونه من مخرج آخر هو مخرج‬
‫الظاء على األكثر ‪ ،‬فيقولون في ((ضحك)) ((ظحك)) بإخراج حرف الضاد من‬
‫مخرج الظاء ‪ ،‬أو يقلبونه' داالً ((ادحك)) كما في اللهجة المصرية ‪ ،‬كما يقلبون‬
‫(( الظاء )) (( زايا ً )) ‪ ،‬فيقولون (( َح ّز )) بالزاي المفخمة ويريدون ((حظ)) ‪.‬‬
‫وهكذا ‪..‬‬

‫وألهمية المحافظة على اللغة وخصائصها يجب علينا االهتمام بمثل هذا الموضوع‬
‫ودراسته ؛ حتى يتصوب حديثنا وتقل الفوارق بين اللهجات ؛ وصوالً إلى لغة‬
‫قريبة ( هي الفصحى السهلة ) ‪ ،‬تتداول بين متحدثي اللغة العربية أينما كانوا ‪.‬‬
‫مخرجا الضاد والظاء ‪-:‬‬
‫يخرج حرف الضاد من إحدى حافتي اللسان وما يحاذيها من األضراس العليا (وال‬
‫يخرج اللسان عند النطق به ) ‪ ،‬أ ّما حرف الظاء فيخرج من مقدمة اللسان مع‬
‫أطراف الثنايا العليا ( يبدو طرف اللسان من أطراف الثنايا العليا عند النطق به) ‪.‬‬

‫وعلى هذا نقرأ اآليات اآليات قراءة صحيحة ‪ :‬قال تعالى‪-:‬‬


‫ين ‪‬‬
‫الل ُم ِب ٍ‬
‫ض ٍ‬ ‫ص َّم َأ ْو َت ْهدِي ا ْل ُع ْم َي َو َمنْ َكانَ فِي َ‬
‫‪َ ‬أ َفَأ ْن َت ُت ْس ِم ُع ال ُّ‬
‫ضالالً َبعِيداً‪‬‬ ‫ش ِر ْك ِباهَّلل ِ َف َقدْ َ‬
‫ضل َّ َ‬ ‫و قال تعالى ‪َ  :‬و َمنْ ُي ْ‬

‫ش َر َأ َح ُد ُه ْم ِباُأْل ْن َثى َظل َّ َو ْج ُه ُه ُم ْس َو ّداً َوه َُو َكظِ ي ٌم ‪‬‬


‫و قال تعالى ‪َ  :‬وِإ َذا ُب ِّ‬

‫و قال تعالى ‪َ  :‬ف َظلَّ ْت َأ ْع َناقُ ُه ْم َل َها َخاضِ عِينَ ‪‬‬

‫الل َع َلى اَأْل َراِئكِ ُم َّت ِكُئونَ ‪‬‬


‫و قال تعالى ‪ُ  :‬ه ْم َوَأ ْز َوا ُج ُه ْم فِي ظِ ٍ‬
‫ضالل )) غير ((ال َّظالل )) ‪.‬‬
‫فــ (( ضل ّ )) غير (( ظل ّ )) ‪ ،‬و (( ال َّ‬

‫تنبــيـــه ‪:‬‬
‫وكثيراً ما يكتب بعض الطالب والطالبات أمثال هذه الكلمات‪ (( :‬في ضالل‬
‫فالضالل‪ :‬الغواية واالنصراف عن الهداية ‪ .‬وضل َّ ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫القرآن )) وهو خطأ فادح ؛‬
‫الظالل فمن‬‫س ُع ٍر ‪ . ‬أما َّ‬
‫الل َو ُ‬
‫ض ٍ‬ ‫ضاع و َه َلك ‪ ،‬قال تعالى ‪ِ :‬إنَّ ا ْل ُم ْج ِرمِينَ فِي َ‬
‫ال َّظالل ما أظلك من سحاب ونحوه ‪ ،‬و َظل ّ ‪ :‬بقي واستمر ‪ .‬وعلى هذا تفهم اآليات ‪.‬‬

‫وفيما يأتي نعرض بعض الكلمات المشهورة التي يخطئ بعض الكتاب فيها ‪-:‬‬
‫باهظ ‪ ،‬جاحظ ‪ ،‬حظ ‪ ،‬حظر ( ) ‪ُ ،‬حظوة ‪ ،‬شظية ‪ ،‬شظف ‪ ،‬شواظ ‪ ،‬ظبي ‪ ،‬ظرف ‪،‬‬
‫ظرافة ‪ ،‬ظعينة ‪ُ ،‬ظ ْفر ‪َ ،‬ظ َفر ( ) ‪ ،‬ظِ ل‪ ،‬ظلم ‪ ،‬ظالم ‪ ،‬ظمأ ‪َ ،‬ظن ‪َ ،‬ظهر ‪ ،‬عظم ‪،‬‬
‫عظيم ‪،‬‬
‫غلظ ‪ ،‬غيظ ‪ ،‬قيظ ‪ ،‬لظى ‪ ،‬لفظ ‪ ،‬نظم ‪ ،‬نظام ‪ ،‬نظافة ‪ ،‬نظير ‪ ،‬مناظرة ‪ ،‬مواظبة ‪،‬‬
‫وعظ ‪ ،‬يقظة‪.‬‬
‫ضالل‬
‫ض ‪ ،‬رمضاء ‪َ ،‬‬ ‫أرض ‪ُ ،‬ب ْغض ‪ ،‬تحريض ‪ ،‬تخفيض ‪َ ،‬ح ٌّ‬
‫ض ‪ ،‬خوض ‪ ،‬د َْح ٌ‬
‫ض ْب ٌط ‪ ،‬ضحية ‪ ،‬ضامن ‪ ،‬ضأن ‪ ،‬ضئيل ‪ ،‬ضبع ‪،‬‬ ‫وضل ‪ ،‬ضمير' ‪ ،‬ضيق ضائقة ‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫ضحك ‪ ،‬ضراء ‪ ،‬ضرغام ‪ ،‬ضغينة ‪ ،‬ضفيرة ( ) ‪ ،‬ضلع ‪ ،‬ضنين ( ) ‪ ،‬ضاري ‪،‬‬
‫ضب ‪ ،‬نضوب ‪،‬‬ ‫ضيم ‪ ،‬ع ِْرض ‪ ،‬غيض ‪ ،‬غضروف ‪ ،‬فيض‪ ،‬محض ‪ ،‬نقض ‪َ ،‬ن َ‬
‫ُنضرة ‪ ،‬نضح ‪.‬‬
‫تـــــدريب ‪:‬‬
‫اقرأ وفرق بين كل كلمتين مشار إليها في الجملة الواحدة‪-:‬‬
‫‪ - 1‬نظرت إلى وجهك الناضر ‪.‬‬
‫‪ -2‬ظل يدعو هللا أال ُيضلَّ ُه ‪.‬‬
‫علي الحضور إليك ‪.‬‬
‫‪ -3‬حظر أبي َّ‬
‫‪ -4‬ظننتك ضنينا ً ‪.‬‬
‫‪ -5‬أغاضني قولك (( هذا غيض من فيض )) ‪.‬‬
‫الحض على فعل الخير كثير ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -6‬ح ُّظ المؤمن التقي من‬

‫تحليل النص القراني‬

‫سورة يوسف‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫ين (‪ِ )1‬إنَّا َأ ْن َز ْلنَاهُ قُ ْرآنًا َع َربِيًّا‬ ‫ب ا ْل ُمبِ ِ‬
‫((الر تِ ْل َك آيَاتُ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ص بِ َما‬ ‫ص ِ‬ ‫س َن ا ْلقَ َ‬ ‫ص َعلَ ْي َك َأ ْح َ‬ ‫ون (‪ )2‬نَ ْحنُ نَقُ ُّ‬ ‫لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْعقِلُ َ‬
‫ين (‪)3‬‬ ‫آن وَِإنْ ُك ْنتَ ِمنْ قَ ْبلِ ِه لَ ِم َن ا ْل َغافِلِ َ‬ ‫َأ ْو َح ْينَا ِإلَ ْي َك َه َذا ا ْلقُ ْر َ‬
‫ش َر َك ْو َكبًا‬ ‫ت ِإنِّي َرَأ ْيتُ َأ َح َد َع َ‬ ‫سفُ َأِلبِي ِه يَاَأبَ ِ‬ ‫ِإ ْذ قَا َل يُو ُ‬
‫ين (‪ )4‬قَا َل يَابُنَ َّي اَل‬ ‫اج ِد َ‬‫س ِ‬‫س َوا ْلقَ َم َر َرَأ ْيتُ ُه ْم لِي َ‬ ‫ش ْم َ‬ ‫َوال َّ‬
‫ان‬‫ش ْيطَ َ‬ ‫ص ُرْؤ يَا َك َعلَى ِإ ْخ َوتِ َك فَيَ ِكيدُوا لَ َك َك ْي ًدا ِإنَّ ال َّ‬ ‫ص ْ‬ ‫تَ ْق ُ‬
‫ان َع ُد ٌّو ُمبِينٌ (‪َ )5‬و َك َذلِ َك يَ ْجتَبِي َك َربُّ َك َويُ َعلِّ ُم َك ِمنْ‬ ‫س ِ‬ ‫لِِإْل ْن َ‬
‫وب َك َما َأتَ َّم َها‬ ‫آل يَ ْعقُ َ‬ ‫ث َويُتِ ُّم نِ ْع َمتَهُ َعلَ ْي َك َو َعلَى ِ‬ ‫يل اَأْل َحا ِدي ِ‬ ‫تَْأ ِو ِ‬
‫ق ِإنَّ َربَّ َك َعلِي ٌم َح ِكي ٌم (‪)6‬‬ ‫َعلَى َأبَ َو ْي َك ِمنْ قَ ْب ُل ِإ ْب َرا ِهي َم وَِإ ْ‬
‫س َحا َ‬
‫ين (‪ِ )7‬إ ْذ قَالُوا‬ ‫ساِئلِ َ‬ ‫ف وَِإ ْخ َوتِ ِه آيَاتٌ لِل َّ‬ ‫س َ‬ ‫ان فِي يُو ُ‬ ‫لَقَ ْد َك َ‬
‫ُصبَةٌ ِإنَّ َأبَانَا لَفِي‬ ‫سفُ َوَأ ُخوهُ َأ َح ُّب ِإلَى َأبِينَا ِمنَّا َونَ ْحنُ ع ْ‬ ‫لَيُو ُ‬
‫ضا يَ ْخ ُل لَ ُك ْم‬ ‫ف َأ ِو ا ْط َر ُحوهُ َأ ْر ً‬ ‫س َ‬ ‫ين (‪ )8‬ا ْقتُلُوا يُو ُ‬ ‫ضاَل ٍل ُمبِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ين (‪ )9‬قَا َل قَاِئ ٌل‬ ‫صالِ ِح َ‬ ‫َو ْجهُ َأبِي ُك ْم َوتَ ُكونُوا ِمنْ بَ ْع ِد ِه قَ ْو ًما َ‬
‫ض‬‫ت ا ْل ُج ِّب يَ ْلتَقِ ْطهُ بَ ْع ُ‬ ‫ف َوَأ ْلقُوهُ فِي َغيَابَ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ِم ْن ُه ْم اَل تَ ْقتُلُوا يُو ُ‬
‫ين (‪.)) )10‬‬ ‫سيَّا َر ِة ِإنْ ُك ْنتُ ْم فَا ِعلِ َ‬
‫ال َّ‬

‫الشرح والتفسير‪:‬‬
‫تاب ال ُْمبِي ِن (‪ِ )1‬إنَّا َأْن َزلْناهُ ُق ْرآناً َع َربِيًّا ل ََعلَّ ُك ْم َت ْع ِقلُو َن (‪)2‬‬
‫ْك ِ‬‫آيات ال ِ‬
‫ْك ُ‬ ‫الر تِل َ‬
‫س َت ْف ِس َير‪ :‬الر تِل َ‬ ‫تاب الْمبِي ِن] وقَ ْد ذَ َكرنَا فِي ََّأو ِل س ِ‬ ‫ْك ُ ِ‬ ‫[في قوله تعالى الر تِل َ‬
‫ْك‬ ‫ورة يُونُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫آيات الْك ِ ُ‬
‫َأي تِل َ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ْح ِك ِيم [يونس‪َ ]1 :‬ف َق ْولُهُ‪ :‬تِل َ‬ ‫آيات ال ِ‬
‫ات‬
‫ْك اآْل يَ ُ‬ ‫ورة ْ‬ ‫ْك ِإ َش َارةٌ ِإلَى آيَات َهذه ُّ َ‬ ‫تاب ال َ‬ ‫ْك ِ‬ ‫ُ‬
‫تاب ال ُْمبِي ِن َو ُه َو الْ ُق ْرآ ُن‪َ ،‬وِإنَّ َما‬ ‫ْك ِ‬ ‫آيات ال ِ‬‫ور ِة ال ُْم َس َّم ِاة الر ِه َي ُ‬ ‫ك فِي َه ِذ ِه ُّ‬
‫الس َ‬ ‫الَّتِي ُأنْ ِزل ْ‬
‫َت ِإل َْي َ‬
‫صلَّى اللَّه‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَأْلو ُل‪َّ :‬‬ ‫ف الْ ُقرآ ُن بِ َكونِِه مبِينًا لِوج ٍ‬ ‫ِ‬
‫َأن الْ ُق ْرآ َن ُم ْعج َزةٌ قَاه َرةٌ َوآيَةٌ َبِّينَةٌ ل ُم َح َّمد َ‬ ‫وه‪َّ :‬‬ ‫ْ ُ ُُ‬ ‫ُوص َ ْ‬
‫ت َه ِذ ِه اَأْل ْشيَاءُ فِ ِيه‬ ‫ْح َر َام‪َ ،‬ول ََّما ُبِّينَ ْ‬ ‫ْحاَل َل َوال َ‬ ‫الر ْش َد‪َ ،‬وال َ‬ ‫َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪َ .‬والثَّانِي‪َ :‬أنَّهُ َبيَّ َن فِ ِيه ال ُْه َدى َو ُّ‬
‫ال‬
‫َأح َو ُ‬ ‫اَأْلولِين و ُش ِرح ْ ِ ِ‬
‫ت فيه ْ‬ ‫ص َّ َ َ َ‬ ‫ص ُ‬
‫ث‪َ :‬أنَّهُ بِّينَ ْ ِ ِ ِ‬
‫ت فيه ق َ‬ ‫ُ‬ ‫اب ُمبِينًا لِ َه ِذ ِه اَأْل ْشيَ ِاء‪ .‬الثَّالِ ُ‬ ‫ِ‬
‫َكا َن الْكتَ ُ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال ُْمَت َقدِّم َ‬
‫ال‪ِ :‬إنَّا َأْن َزلْناهُ ُق ْرآناً َع َربِيًّا ل ََعلَّ ُك ْم َت ْع ِقلُو َن َوفِ ِيه َم َساِئ ُل‪:‬‬ ‫ثُ َّم قَ َ‬
‫ين‪َ ،‬سلُوا ُم َح َّم ًدا لِ َم ا ْنَت َق َل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي َّ‬
‫آل‬ ‫اء الَْي ُهود قَالُوا ل ُكَب َراء ال ُْم ْش ِرك َ‬ ‫َأن عُلَ َم َ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ اُأْلولَى‪ُ :‬ر ِو َ‬
‫ف‪ ،‬فََأْن َز َل اللَّه َت َعالَى َه ِذ ِه اآْل يَةَ‪َ ،‬وذَ َك َر فِ َيها‬ ‫صر‪ ،‬و َعن َكي ِفيَّ ِة قِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب ِم َن َّ‬
‫وس َ‬‫صة يُ ُ‬ ‫الش ِام ِإلَى م ْ َ َ ْ ْ‬ ‫َي ْع ُق َ‬
‫يل ال َْم ْع ِرفَ ِة‬ ‫صِ‬ ‫اظ َعربِيَّ ٍة‪ ،‬لِيتَم َّكنُوا ِمن َف ْه ِم َها وي ْق ِدروا َعلَى تَ ْح ِ‬ ‫َأنَّه‪َ /‬تعالَى عَّبر عن ه ِذ ِه ال ِْق َّ ِ ِ ٍ‬
‫ََ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫صة بَألْ َف َ‬ ‫ُ َ َ َ َْ َ‬
‫ال َك ْونِِه ُق ْرآنًا َع َربِيًّا‪َ ،‬و ُس ِّم َي‬ ‫ف فِي َح ِ‬ ‫وس َ‬ ‫صةُ يُ ُ‬ ‫اب الَّ ِذي فِ ِيه قِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫بِها‪ .‬و َّ ِ‬
‫الت ْقد ُير‪ِ :‬إنَّا َأْن َزلْنَا َه َذا الْكتَ َ‬ ‫َ َ‬
‫ض‪.‬‬ ‫س َي َق ُع َعلَى الْ ُك ِّل َوالَْب ْع ِ‬ ‫اس ُم ِج ْن ٍ‬ ‫آن ُق ْرآنًا‪َّ ،‬‬
‫َأِلن الْ ُق ْرآ َن ْ‬ ‫ض الْ ُقر ِ‬
‫َب ْع ُ ْ‬
‫اَأْلو ُل‪َّ :‬‬
‫َأن‬ ‫آن َم ْخلُوقًا ِم ْن ثَاَل ثَِة َْأو ُج ٍه‪َّ :‬‬ ‫احتَ َّج الْجبَّاِئ ُّي بِ َه ِذ ِه اآْل ي ِة َعلَى َكو ِن الْ ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّانِيَةُ‪ْ :‬‬
‫ال ِإلَى َح ٍ‬ ‫وز َت ْن ِزيلُهُ وِإ ْن َزالُهُ وتَ ْح ِويلُهُ ِم ْن َح ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ ِإ‬ ‫ِإ‬
‫ال‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يم اَل يَ ُج ُ‬ ‫َق ْولَهُ‪ :‬نَّا َأْن َزلْناهُ يَ ُدل َعلَْيه‪ ،‬فَ َّن الْ َقد َ‬
‫ال‪ِ :‬إنَّا‬ ‫ث‪َ :‬أنَّهُ ل ََّما قَ َ‬ ‫يم اَل يَ ُكو ُن َع َربِيًّا َواَل فَا ِر ِسيًّا‪ .‬الثَّالِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫الثَّانِي‪َ :‬أنَّهُ َتعالَى و ِ ِِ‬
‫ص َفهُ ب َك ْونه َع َربِيًّا َوالْ َقد ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ك يَ ُد ُّل َعلَى‬ ‫اد ًرا َعلَى َأ ْن ُي ْن ِزلَهُ اَل َع َربِيًّا‪َ ،‬وذَلِ َ‬ ‫َأْنزلْناهُ ُقرآناً َعربِيًّا َد َّل َعلَى َأنَّهُ َتعالَى َكا َن قَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ات والْ َكلِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫تاب ي ُد ُّل علَى َأنَّه مر َّك ِ‬ ‫ْك ُ ِ‬ ‫َأن َق ْولَهُ‪ :‬تِل َ‬ ‫الرابِ ُع‪َّ :‬‬ ‫ُح ُدوثِِه‪َّ .‬‬
‫ات‪َ ،‬و ُك ُّل‬ ‫ب م َن اآْل يَ َ َ‬ ‫آيات الْك ِ َ َ ُ ُ َ ٌ‬
‫َما َكا َن ُم َر َّكبًا َكا َن ُم ْح َدثًا‪.‬‬
‫وف والْ َكلِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأن الْمر َّك ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ات‬ ‫ْح ُر َ َ‬ ‫ب م َن ال ُ‬ ‫ول‪ِ :‬إَّن َها تَ ُدل َعلَى َّ ُ َ َ‬ ‫اب َع ْن َهذه ال ُْو ُجوه بِ ْ‬
‫َأس ِر َها َأ ْن َن ُق َ‬ ‫ْج َو ُ‬ ‫َوال َ‬
‫ك اَل نِزاع فِ ِيه‪ِ ،‬إنَّما الَّ ِذي نَد ِ‬
‫ث َو َذلِ َ َ َ‬
‫َّعي قِ َد َمهُ َش ْيءٌ َ‬ ‫اظ وال ِْعبار ِ‬ ‫ِ‬
‫ط هذا‬ ‫آخ ُر فَ َس َق َ‬ ‫َ‬ ‫ات ُم ْح َد ٌ‬ ‫َواَأْللْ َف َ َ َ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫االستدالل‪ .‬الْمسَألَةُ الثَّالِثَةُ‪ :‬احت َّج الْجبَّاِئ ُّي بَِقولِ ِه‪ :‬لَعلَّ ُكم َتع ِقلُو َن َف َق َ ِ‬
‫ال‪َ :‬كل َمةُ «ل ََع َّل» يَج ُ‬ ‫ْ َ ْ ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫وز َأ ْن‬ ‫الت ْق ِد ُير‪ِ :‬إنَّا َأْن َزلْنَاهُ ُق ْرآنًا َع َربِيًّا لَِت ْع ِقلُوا َم َعانِيَهُ فِي َْأم ِر الدِّي ِن‪ِ ،‬إ ْذ اَل يَ ُج ُ‬ ‫ْج ْزم َو َّ‬ ‫َح ْملُ َها َعلَى ال َ‬
‫اد ِة َأ ْن َي ْع ِرفُوا‬
‫اد َأنَّهُ َأْن َزلَهُ ِإِل َر َ‬ ‫ت َّ‬
‫َأن ال ُْم َر َ‬ ‫ال‪َ ،‬فثَبَ َ‬ ‫ك َأِلنَّهُ َعلَى اللَّه ُم َح ٌ‬ ‫اد بِلَ َعلَّ ُك ْم َت ْع ِقلُو َن؟ َّ‬
‫الش َّ‬ ‫ُي َر َ‬
‫ف‬‫اد َأ ْن َي ْع ِقلُوا َت ْو ِحي َدهُ َو َْأم َر ِدينِ ِه‪َ ،‬م ْن َع َر َ‬ ‫اد ِمن ُك ِّل ال ِْعب ِ‬
‫َ‬ ‫ك يَ ُد ُّل َعلَى َأنَّهُ َت َعالَى ََأر َ ْ‬ ‫َداَل ِئلَهُ‪َ ،‬وذَلِ َ‬
‫ف َق ْو ِل ال ُْم َجِّب َر ِة‪.‬‬ ‫ف‪ ،‬بِ ِخاَل ِ‬ ‫َم َي ْع ِر ْ‬ ‫ِ‬
‫م ْن ُه ْم‪َ ،‬و َم ْن ل ْ‬
‫اد ِم ْن ُه ْم‬
‫ورةَ‪َ ،‬و ََأر َ‬‫الس َ‬‫اَأْلم َر َما ذَ َك ْرتُ ْم ِإاَّل َأنَّهُ يَ ُد ُّل َعلَى َأنَّهُ َت َعالَى َأْن َز َل َه ِذ ِه ُّ‬
‫َأن ْ‬ ‫ب َّ‬‫اب‪َ :‬ه ْ‬ ‫ْج َو ُ‬ ‫َوال َ‬
‫َكن لِم ُقلْتم ِإَّنها تَ ُد ُّل علَى َأنَّه َتعالَى َأر َ ِ‬ ‫م ْع ِرفَةَ َكي ِفيَّ ِة َه ِذ ِه ال ِْق َّ ِ ِ‬
‫يما َن والعمل‬ ‫اد م َن الْ ُك ِّل اِإْل َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫صة َول ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الصالح‪.‬‬

‫[سورة يوسف (‪ : )12‬آية ‪]3‬‬


‫ين (‬ ‫ِِ‬ ‫ك ه َذا الْ ُقرآ َن وِإ ْن ُك ْن َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ص بِما َْأو َح ْينا ِإل َْي َ‬
‫ص ِ‬
‫ت م ْن َق ْبله لَم َن الْغافل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َأح َس َن الْ َق َ‬
‫ك ْ‬ ‫ص َعلَْي َ‬
‫نَ ْح ُن َن ُق ُّ‬
‫‪)3‬‬
‫َوفِ ِيه َم َساِئ ُل‪:‬‬
‫ال َْم ْسَألَةُ اُأْلولَى‪:‬‬
‫صلَّى اللَّه َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َو َكا َن‬ ‫ول اللَّه َ‬ ‫روى َس ِعي ُد بْن ُجَب ْي ٍر َأنَّهُ َت َعالَى ل ََّما ُأنْ ِز َل الْ ُقرآ ُن َعلَى ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ورةُ َفتَاَل َها َعلَْي ِه ْم‬ ‫الس َ‬ ‫َت َه ِذ ِه ُّ‬ ‫ت َعلَْينَا َفَن َزل ْ‬ ‫صَ‬ ‫ص ْ‬‫ول اللَّه ل َْو قَ َ‬ ‫َي ْتلُوهُ َعلَى َق ْو ِم ِه‪َ ،‬ف َقالُوا يَا َر ُس َ‬
‫يث كِتاباً ُّ‬ ‫َأحسن الْح ِد ِ‬
‫[الز َم ِر‪َ ]23 :‬ف َقالُوا ل َْو ذَ َّك ْرَتنَا َفَن َز َل‪:‬‬ ‫َف َقالُوا ل َْو َح َّد ْثَتنَا َفَن َز َل‪ :‬اللَّهُ َن َّز َل ْ َ َ َ‬
‫يد‪. ]16 :‬‬ ‫ْأن لِلَّ ِذين آمنُوا َأ ْن تَ ْخ َشع ُقلُوبهم لِ ِذ ْك ِر اللَّ ِه [الْح ِد ِ‬ ‫َألَم ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫َت‬‫ال َت َعالَى‪َ :‬وقال ْ‬ ‫َأصلُهُ فِي اللُّغَ ِة ال ُْمتَ َاب َعةُ قَ َ‬ ‫ضا َو ْ‬ ‫ص ِإْتبَاعُ الْ َخبَ ِر َب ْع ُ‬
‫ضهُ َب ْع ً‬ ‫ص ُ‬
‫ِ‬
‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّانيَةُ‪ :‬الْ َق َ‬
‫صصاً [الْ َك ْه ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأي اتْبِ ِعي َأَث َرهُ َوقَ َ‬ ‫ُأِل ْختِ ِه قُ ِّ ِ‬
‫ف‪:‬‬ ‫ال َت َعالَى‪ :‬فَ ْارتَدَّا َعلى آثا ِرهما قَ َ‬ ‫ص‪ِ ]11 :‬‬ ‫ص ِ‬ ‫صيه [الْ َق َ‬
‫صةَ َش ْيًئا‬ ‫ْك ال ِْق َّ‬ ‫ْح ِد َ‬
‫يث يَ ْذ ُك ُر تِل َ‬ ‫ص ال َ‬ ‫َأِلن الَّ ِذي َي ُق ُّ‬‫صا َّ‬ ‫صً‬
‫ِ ِ‬
‫اعا َوِإنَّ َما ُس ِّميَت الْح َكايَةُ قَ َ‬ ‫‪ِ ]64‬‬
‫َأي اتِّبَ ً‬
‫ص فِي‬ ‫ٍ‬ ‫ال تَاَل الْ ُقرآ َن ِإذَا َقرَأه َأِلنَّه ي ْتلُو َأي ي ْتبع ما ح ِف َ ِ‬
‫ص ُ‬ ‫ظ م ْنهُ آيَةً َب ْع َد آيَة َوالْ َق َ‬ ‫ْ َ َُ َ َ‬ ‫َ ُ َُ‬ ‫ْ‬ ‫فَ َش ْيًئا َك َما ُي َق ُ‬
‫ْح ِد َ‬ ‫اِل ِ‬ ‫ِِ‬
‫صا ِإذَا‬ ‫صً‬ ‫صا َوقَ َ‬ ‫صهُ قَ ًّ‬
‫يث َي ُق ُّ‬ ‫ص ال َ‬ ‫ال قَ َّ‬ ‫اص ُي َق ُ‬‫ص ِ‬ ‫ص َد ًرا بِ َم ْعنَى ا قْت َ‬ ‫َهذه اآْل يَِة يُ ْحتَ َم ُل َأ ْن يَ ُكو َن َم ْ‬
‫اب تَس ِميَ ِة الْم ْفعُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َْأر َسلَهُ ُي ْر ِسلُهُ ِإ ْر َسااًل َويَ ُج ُ‬
‫ص َد ِر‬ ‫ول بِال َْم ْ‬ ‫َ‬ ‫وز َأ ْن يَ ُكو َن م ْن بَ ِ ْ‬ ‫طََر َدهُ َو َساقَهُ َك َما ُي َق ُ‬
‫َأي‬
‫ومهُ َو َه َذا َر َجاُؤ نَا ْ‬ ‫َأي َم ْعلُ ُ‬
‫ٍ‬
‫ْم فُاَل ن ْ‬
‫ْكت ِ‬
‫اب عل ُ‬
‫ِ‬
‫ورهُ َو َه َذا ال َ ُ‬ ‫ك َه َذا قُ ْد َرةُ اللَّه َت َعالَى ْ‬
‫َأي َم ْق ُد ُ‬ ‫َك َق ْولِ َ‬
‫الت ْق ِدي ِر‬‫اص‪َ ،‬و َعلَى َه َذا َّ‬ ‫ص ِ‬ ‫اِل ِ‬
‫َأح َس َن ا قْت َ‬ ‫ك ْ‬ ‫ص َعلَْي َ‬ ‫ص َد ِر َكا َن ال َْم ْعنَى َن ُق ُّ‬ ‫َم ْر ُج ُّونَا فَِإ ْن َح َملْنَاهُ َعلَى ال َْم ْ‬
‫يحةً‬ ‫اد ِمن َه َذا الْحس ِن َكو ُن َه ِذ ِه اَأْللْ َفا ُ ِ‬ ‫ان اَل ِإلَى ال ِْق َّ ِ‬ ‫ود ِإلَى حس ِن الْبي ِ‬
‫ظ فَص َ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫صة َوال ُْم َر ُ ْ‬ ‫ُ ْ ََ‬ ‫ْح ْس ُن َيعُ ُ‬ ‫فَال ُ‬
‫يخ َم َع َّ‬
‫َأن‬ ‫َّوا ِر ِ‬‫ب الت َ‬ ‫ورةٌ فِي ُكتُ ِ‬ ‫صةَ َم ْذ ُك َ‬ ‫َأن َه ِذ ِه ال ِْق َّ‬
‫اح ِة ِإلَى َح ِّد اِإْل ْع َجا ِز َأاَل َت َرى َّ‬ ‫ص َ‬
‫ِ ِ‬
‫بَالغَةً في الْ َف َ‬
‫ول َكا َن َم ْعنَى َك ْونِِه‬ ‫اح ِة والْبَاَل غَ ِة وِإ ْن َحملْنَاهُ َعلَى الْم ْفعُ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص َ َ‬ ‫ورةَ في الْ َف َ‬ ‫َش ْيًئا م ْن َها اَل يُ َشابهُ َهذه ُّ َ‬
‫ت فِي غَْي ِر َها فَِإ َّن ِإ ْح َدى‬ ‫ب الَّتِي ل َْي َس ْ‬ ‫ْح َك ِم َوال َْع َجاِئ ِ‬ ‫ت و ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأحسن الْ َقص ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ص ل َما فيه م َن الْعبَ ِر َوالنُّ َك َ‬ ‫ْ ََ َ‬
‫ض ِاء اللَّه َت َعالَى َواَل َمانِ َع ِم ْن قَ َد ِر اللَّه َت َعالَى َوَأنَّهُ َت َعالَى‬ ‫ص ِة َأنَّهُ اَل َدافِ َع لَِق َ‬ ‫الْ َف َواِئ ِد الَّتِي فِي َه ِذ ِه ال ِْق َّ‬
‫َم َي ْق ِد ُروا َعلَى َدفْ ِع ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ان بِ َخ ْي ٍر َو َم ْك ُر َم ٍة َفلَ ْو َّ‬‫ضى لِِإْل نْس ِ‬ ‫ِإ َذا قَ َ‬
‫اجتَ َمعُوا َعلَْيه ل ْ‬ ‫َأن َْأه َل العالم ْ‬ ‫َ‬
‫الن ْقص ِ‬ ‫َأن الْحس َد سب ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ب للْخ ْذاَل ن َو ُّ َ‬ ‫َوالْ َفا َدةُ الثَّانيَةُ‪َ :‬داَل لَُت َها َعلَى َّ َ َ َ َ ٌ‬
‫وب َعلَْي ِه َّ‬ ‫ِ‬ ‫َأن َّ ِ‬ ‫َوالْ َفاِئ َدةُ الثَّالِثَةُ‪َّ :‬‬
‫الساَل ُم فَِإ نَّهُ ل ََّما َ‬
‫صَب َر فَ َاز‬ ‫اح الْ َف َر ِج َك َما في َح ِّق َي ْع ُق َ‬ ‫الص ْب َر م ْفتَ ُ‬
‫ف َعلَْي ِه َّ‬
‫الساَل ُم‪.‬‬ ‫وس َ‬ ‫ود ِه‪ ،‬و َك َذلِ َ ِ‬ ‫بِم ْقص ِ‬
‫ك في َح ِّق يُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫الت ْق ِد ُير ِإ ْن َج َعلْنَا‬
‫ك َه َذا الْ ُق ْرآ َن‪َ ،‬و َه َذا َّ‬‫ك ه َذا الْ ُق ْرآ َن فَال َْم ْعنَى بَِو ْحيِنَا ِإل َْي َ‬ ‫فَ ََّأما َق ْولُهُ‪ :‬بِما َْأو َح ْينا ِإل َْي َ‬
‫ِ‬
‫«ما» َم َع الْف ْع ِل بِ َم ْن ِزل َِة ال َْم ْ‬
‫ص َد ِر‪.‬‬ ‫َ‬
‫ين (‪)4‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َأح َد َع َش َر َك ْو َكبًا َو َّ‬ ‫ت ِإنِّي َرَأيْ ُ‬ ‫ف َأِلبِ ِيه ياَأب ِ‬ ‫ِإ ْذ قَ َ‬
‫س َوالْ َق َم َر َر َْأيُت ُه ْم لي َساجد َ‬ ‫الش ْم َ‬ ‫ت َ‬ ‫ََ‬ ‫وس ُ‬ ‫ال يُ ُ‬

‫ف َوِإ ْخ َوتِِه‪،‬‬ ‫ك ل َِمن الْغافِلِين َعن قِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ :‬وِإ ْن ُك ْن َ ِ ِ ِ‬


‫وس َ‬
‫صة يُ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ت م ْن َق ْبله يُ ِري ُد م ْن َق ْب ِل َأ ْن نُوح َي ِإل َْي َ َ‬ ‫ثُ َّم قَ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ك بِال َْو ْحيِ‪َ ،‬و ِم ْن ُه ْم َم ْن قَ َ‬
‫الساَل ُم ِإنَّ َما َعلِ َم ذَلِ َ‬
‫َأِلنَّهُ َعلَْي ِه َّ‬
‫اد َأنَّهُ َكا َن م َن الْغَافل َ‬
‫ين َع ِن الدِّي ِن‬ ‫ال‪ :‬ال ُْم َر ُ‬
‫ورى‪. ]52 :‬‬ ‫تاب َواَل اِإْل يما ُن ُّ‬
‫[الش َ‬
‫ِ‬
‫ت تَ ْد ِري َما الْك ُ‬ ‫ال َت َعالَى‪َ :‬ما ُك ْن َ‬ ‫ك َك َما قَ َ‬ ‫الش ِر َيع ِة َق ْب َل ذَلِ َ‬
‫َو َّ‬

‫[سورة يوسف (‪ : )12‬آية ‪]4‬‬


‫ين (‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َأح َد َع َش َر َك ْو َكباً َو َّ‬ ‫ت ِإنِّي َرَأيْ ُ‬ ‫ف َأِلبِ ِيه يا َأب ِ‬ ‫ِإ ْذ َ‬
‫س َوالْ َق َم َر َر َْأيُت ُه ْم لي ساجد َ‬ ‫الش ْم َ‬ ‫ت َ‬ ‫َ َ‬ ‫وس ُ‬ ‫قال يُ ُ‬
‫‪)4‬‬
‫َوفِ ِيه َم َساِئ ُل‪:‬‬
‫اف» ‪ِ َّ :‬‬ ‫ش ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ اُأْلولَى‪َ :‬ت ْق ِد ُير اآْل يَِة‪ :‬اذْ ُك ْر ِإ ْذ َ‬
‫اس ٌم‬‫يح َأنَّهُ ْ‬ ‫الصح ُ‬ ‫ب «الْ َك َّ‬ ‫صاح ُ‬ ‫ف قَ َ َ‬ ‫وس ُ‬‫قال يُ ُ‬
‫ضهم ي ِ‬ ‫َّع ِر ِ‬‫ب آ َخ َر ِس َوى الت ْ‬ ‫ف لِ ُخلُِّو ِه َع ْن َسبَ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف‬
‫وس َ‬ ‫يف‪َ ،‬و َق َرَأ َب ْع ُ ُ ْ ُ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ع ْب َران ٌّي‪َ ،‬أِلنَّهُ ل َْو َكا َن َع َربِيًّا اَل نْ َ‬
‫ث‪،‬‬ ‫ات الثَّاَل ُ‬‫س َه ِذ ِه اللُّغَ ُ‬ ‫ي في يُونُ َ‬
‫ضا ر ِو ِ‬
‫ف ب َف ْتح َها‪َ .‬وَأيْ ً ُ َ‬
‫السي ِن ويوس َ ِ ِ‬
‫بِ َك ْس ِر ِّ َ ُ َ‬
‫يم ابْ ُن الْ َك ِر ِيم ابْ ِن‬ ‫و َع ِن النَّبِ َّي صلَّى اللَّه َعلَي ِه وسلَّم قَ َ ِإ ِ‬
‫يم َف ُقولُوا الْ َك ِر ُ‬‫يل َم ِن الْ َك ِر ُ‬
‫ال‪ « :‬ذَا ق َ‬ ‫ْ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يم َعلَْي ِه ُم السالم» ‪.‬‬ ‫ِإ ِ‬ ‫ف بْ ِن َي ْع ُق َ ِإ‬
‫وب بْ ِن ْس َحا َق بْ ِن ْب َراه َ‬ ‫وس ُ‬ ‫الْ َك ِر ِيم يُ ُ‬
‫آن‪ ،‬والْباقُو َن بِ َكس ِر الت ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َّاء‪ََّ .‬أما‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ت بَِف ْت ِح التَّاء في َجمي ِع الْ ُق ْر َ َ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّانِيَةُ‪َ :‬ق َرَأ ابْ ُن َع ِام ٍر يَا َأبَ َ‬
‫ف َوال َْهاءُ‪َ .‬و ََّأما الْ َك ْس ُر‬ ‫ت اَأْللِ ُ‬ ‫يل النُّ ْدب ِة‪ ،‬فَح ِذفَ ِ‬
‫اَأْلص ِل يَا ََأبتَاهُ َعلَى َسبِ ِ َ ُ‬
‫ِ‬
‫الْ َف ْت ُح َف َو ْج ُههُ َأنَّهُ َكا َن في ْ‬
‫ت الْياء وا ْكتُِفي بِالْ َكسر ِة َع ْن َها ثُ َّم ُأ ْد ِخل هاء الوقف فقال‪ :‬يا َأب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ثُ َّم َك ُث َر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َأصلُهُ يَا َأبي‪ ،‬فَ ُحذفَ َ ُ َ َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ب َوابْ ِن‬ ‫ضافَةَ‪َ ،‬و َه َذا َق ْو ُل َث ْعلَ ٍ‬‫س الْ َكلِ َم ِة فََأ ْد َخلُوا َعلَْي ِه اِإْل َ‬ ‫ص َار َكَأنَّهُ ِم ْن َن ْف ِ‬‫است ْع َمالُهُ َحتَّى َ‬
‫ِْ‬
‫ي‪.‬‬ ‫اَأْلْنبَا ِر ِّ‬
‫اد كَاَل َم ُه ْم َفلْيُطَالِ ْع « ُكتَُب ُه ْم» ‪.‬‬‫ين طََّولُوا فِي َه ِذ ِه ال َْم ْسَأل َِة‪َ ،‬و َم ْن ََأر َ‬ ‫َّح ِويِّ َ‬
‫َأن الن ْ‬ ‫َوا ْعلَ ْم َّ‬
‫س َوالْ َق َم َر‬ ‫َأح َد َع َش َر َك ْو َكبًا َو َّ‬ ‫الساَل ُم َرَأى فِي ال َْمنَ ِام َّ‬ ‫ف َعلَْي ِه َّ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّالِثَةُ‪َّ :‬‬
‫الش ْم َ‬ ‫َأن َ‬ ‫وس َ‬ ‫َأن يُ ُ‬
‫ب بِاِإْل ْخ َو ِة‪ ،‬والشمس والقمر‬ ‫ِ‬
‫س َر الْ َك َواك َ‬‫َأح َد َع َش َر َن َف ًرا ِم َن اِإْل ْخ َو ِة‪َ ،‬ف َف َّ‬ ‫ت لَهُ‪َ ،‬و َكا َن لَهُ َ‬ ‫َس َج َد ْ‬
‫َأح َد‬
‫ت َ‬ ‫ت َْأم ِر ِه‪َ ،‬وِإنَّ َما َح َملْنَا َق ْولَهُ‪ِ :‬إنِّي َرَأيْ ُ‬ ‫باألب واألم‪ ،‬والسجود بتواضعهم به َو ُد ُخولِ ِه ْم تَ ْح َ‬
‫َع َش َر َك ْو َكباً َعلَى الرُّْؤ يَا لَِو ْج َه ْي ِن‪:‬‬
‫ب َح ْم ُل َه َذا الْكَاَل ِم َعلَى الرُّْؤ يَا‪َ .‬والثَّانِي‪َ :‬ق ْو ُل‬ ‫َأن الْ َكواكِب اَل تَسج ُد فِي ال ِ ِ‬
‫ْحقي َقة‪َ ،‬ف َو َج َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫اَأْلو ُل‪َ َ َّ :‬‬ ‫َّ‬
‫ت‪:‬‬‫ف‪َ ]5 :‬وفِي اآْل يَِة ُسَؤ ااَل ٌ‬ ‫وس َ‬‫ك [يُ ُ‬ ‫ياك َعلى ِإ ْخ َوتِ َ‬ ‫ص ُرْؤ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫الساَل ُم‪ :‬اَل َت ْق ُ‬ ‫وب َعلَْي ِه َّ‬ ‫َي ْع ُق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ساج ِدين اَل يَلِ ُ ِ‬ ‫ساج ِدين َف َقولُهُ‪ِ :‬‬ ‫اَأْلو ُل‪َ :‬قولُهُ‪ :‬ر َْأيُت ُهم لِي ِ‬
‫ب‬‫يق ِإاَّل بالْعُقَاَل ء‪َ ،‬والْ َك َواك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ال َّ‬ ‫السَؤ ُ‬ ‫ُّ‬
‫اد ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫وصةُ بِالْعُقَاَل ء في َح ِّق ال َ‬
‫ْج َم َ‬ ‫ص َ‬ ‫ف َج َازت اللَّ ْفظَةُ ال َْم ْخ ُ‬ ‫ات‪ ،‬فَ َك ْي َ‬
‫اد ٌ‬ ‫َج َم َ‬
‫احتَ ُّجوا بِ َه ِذ ِه اآْل يَِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َي ْزعُ ُمو َن َّ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ُقلْنا‪ِ :‬إ َّن جم ِ‬
‫َأحيَاءٌ نَاط َقةٌ ْ‬ ‫ب ْ‬ ‫َأن الْ َك َواك َ‬ ‫اعةً م َن الْفَاَل س َفة الذ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫ك يسبحو َن [األنبياء‪ ]33 :‬والْجمع بِالْوا ِو والن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َو َك َذلِ َ‬
‫ُّون‬ ‫َ َْ ُ َ َ‬ ‫احتَ ُّجوا بَِق ْوله َت َعالَى‪َ :‬و ُكلٌّ في َفلَ َ ْ َ ُ‬ ‫ك ْ‬
‫ت َك ََّأن َها َت ْع ِق ُل‪ ،‬فََأ ْخَب َر‬ ‫ص َار ْ‬ ‫ي‪ِ :‬إنَّهُ َتعالَى ل ََّما وص َفها بِ ُّ ِ‬ ‫اح ِد ُّ‬ ‫ال الْو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم ْختَ ٌّ ِ‬
‫الس ُجود َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ص بالْعُقَاَل ء‪َ .‬وقَ َ َ‬
‫ك و ُهم اَل ي ْب ِ‬ ‫ص َف ِة ْ‬ ‫ال فِي ِ‬ ‫َع ْن َها َك َما يُ ْخبِ ُر َع َّم ْن َي ْع ِق ُل َك َما قَ َ‬
‫ص ُرو َن‬ ‫راه ْم َي ْنظُُرو َن ِإل َْي َ َ ْ ُ‬ ‫اَأْلصنَ ِام َوتَ ُ‬
‫اف‪َ ]198 :‬و َك َما فِي قوله‪ :‬يا َُّأي َها الن َّْم ُل ا ْد ُخلُوا َمساكِنَ ُك ْم [الن َّْم ِل‪. ]18 :‬‬ ‫[اَأْل ْعر ِ‬
‫َ‬
‫ظ الرُّْؤ يَا َم َّر ًة ثَانِيَةً‪،‬‬ ‫اد لَ ْف َ‬‫َأع َ‬
‫س َوالْ َق َم َر ثُ َّم َ‬ ‫َأح َد َع َش َر َك ْو َكباً َو َّ‬
‫الش ْم َ‬ ‫ت َ‬ ‫ال‪ِ :‬إنِّي َرَأيْ ُ‬ ‫ال الثَّانِي‪ :‬قَ َ‬ ‫السَؤ ُ‬ ‫ُّ‬
‫ال‪:‬‬‫َوقَ َ‬
‫ين فَ َما الْ َفاِئ َدةُ فِي َه َذا التَّ ْك ِري ِر؟‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َر َْأيُت ُه ْم لي ساجد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال الْ َق َّف ُ ِ‬
‫س‬‫الش ْم َ‬ ‫ب َو َّ‬ ‫اه َد الْ َك َواك َ‬ ‫ال َرح َمهُ اللَّه‪ :‬ذَ َك َر الرُّْؤ يَةَ اُأْلولَى لتَ ُد َّل َعلَى َأنَّهُ َش َ‬ ‫اب‪ :‬قَ َ‬ ‫ْج َو ُ‬ ‫ال َ‬
‫َأح َد‬ ‫ال‪ِ :‬إنِّي َرَأيْ ُ‬ ‫ض ُه ْم‪ِ :‬إنَّهُ ل ََّما قَ َ‬ ‫اه َد ِة َكونِ َها س ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالْ َق َم َر‪َ ،‬والثَّانِيَةَ لتَ ُد َّل َعلَى ُم َش َ‬
‫ت َ‬ ‫ال َب ْع ُ‬ ‫اج َدةً لَهُ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ْ َ‬
‫س‬
‫الش ْم َ‬‫َع َش َر َك ْو َكباً َو َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َفيَ ِكي ُدوا ل َ‬ ‫اك َعلَى ِإ ْخ َوتِ َ‬
‫ين (‪)5‬‬ ‫الش ْيطَا َن لِإْل نْ َسان َع ُد ٌّو ُمبِ ٌ‬ ‫َك َك ْي ًدا ِإ َّن َّ‬ ‫ص ُرْؤ يَ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ال يَ ُابنَ َّي اَل َت ْق ُ‬‫قَ َ‬
‫وب َك َما‬ ‫آل َي ْع ُق َ‬ ‫ك و َعلَى ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫اَأْلحاديث َويُت ُّم ن ْع َمتَهُ َعلَْي َ َ‬ ‫يل َ‬ ‫ك ِم ْن تَْأ ِو ِ‬ ‫ك َو ُي َعلِّ ُم َ‬ ‫يك َربُّ َ‬ ‫ك يَ ْجتَبِ َ‬ ‫َو َك َذلِ َ‬
‫ِ‬ ‫ك ِمن َقبل ِإبر ِاهيم وِإسحا َق ِإ َّن ربَّ َ ِ‬
‫يم (‪)6‬‬ ‫يم َحك ٌ‬ ‫ك َعل ٌ‬ ‫َ‬ ‫َأتَ َّم َها َعلَى ََأب َويْ َ ْ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ‬

‫[سورة يوسف (‪ : )12‬اآليات ‪ 5‬الى ‪]6‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َفيَ ِكي ُدوا ل َ‬ ‫ياك َعلى ِإ ْخ َوتِ َ‬
‫الش ْيطا َن لِإْل نْسان َع ُد ٌّو ُمبِ ٌ‬
‫ين (‬ ‫َك َك ْيداً ِإ َّن َّ‬ ‫ص ُرْؤ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫قال يَا ُبنَ َّي اَل َت ْق ُ‬
‫َ‬
‫وب‬
‫آل َي ْع ُق َ‬ ‫ك و َعلى ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫يل اَأْلحاديث َويُت ُّم ن ْع َمتَهُ َعلَْي َ َ‬ ‫ك ِم ْن تَْأ ِو ِ‬ ‫ك َو ُي َعلِّ ُم َ‬ ‫ك يَ ْجتَبِ َ‬
‫يك َربُّ َ‬ ‫‪َ )5‬و َكذلِ َ‬
‫ِ‬ ‫راهيم وِإسحا َق ِإ َّن ربَّ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َكما َأتَ َّمها على َأبوي َ ِ‬
‫يم (‪)6‬‬
‫يم َحك ٌ‬ ‫ك َعل ٌ‬ ‫َ‬ ‫ك م ْن َق ْب ُل ِإبْ َ َ ْ‬ ‫َ ََ ْ‬
‫ياك] فِي اآْل يَِة َم َساِئ ُل‪:‬‬ ‫ص ُرْؤ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫قال يا ُبنَ َّي ال َت ْق ُ‬‫[فِي قوله تعالى َ‬
‫ص يَا ُبنَ َّي بَِف ْت ِح الْيَ ِاء َوالْبَاقُو َن بِالْ َك ْس ِر‪.‬‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ اُأْلولَى‪َ :‬ق َرَأ َح ْف ٌ‬
‫َأخ ِيه فَ َح َس َدهُ ِإ ْخ َوتُهُ لِ َه َذا‬ ‫فو ِ‬ ‫الساَل م َكا َن َش ِدي َد الْح ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّانِيَةُ‪َّ :‬‬
‫وس َ َ‬ ‫ب ليُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وب َعلَْيه َّ ُ‬ ‫َأن َي ْع ُق َ‬
‫ف َعلَْي ِه‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫وب َعلَْي ِه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ب َوظَ َه َر ذَلِ َ‬
‫وس ُ‬ ‫اَأْلم َارات الْ َكث َيرة َفلَ َّما ذَ َك َر يُ ُ‬ ‫الساَل ُم بِ َ‬ ‫ك ال َْم ْعنَى لَي ْع ُق َ‬ ‫السبَ ِ‬
‫َّ‬
‫اك فَِإ َّن ُه ْم‬ ‫ال اَل تُ ْخبِ ْر ُه ْم بُِرْؤ يَ َ‬ ‫ضعُو َن لَهُ َف َق َ‬ ‫الساَل ُم َه ِذ ِه الرُّْؤ يَا َو َكا َن تَْأ ِويلُ َها َّ‬
‫َأن ِإ ْخ َوتَهُ َو ََأب َويْ ِه يَ ْخ َ‬ ‫َّ‬
‫َك َك ْي ًدا‪.‬‬ ‫َي ْع ِرفُو َن تَْأ ِويلَ َها َفيَ ِكي ُدوا ل َ‬
‫اس ًما‬ ‫ص َار ْ‬ ‫ورى ِإاَّل َأنَّهُ ل ََّما َ‬ ‫الش َ‬ ‫ال الواحدي‪ :‬الرؤيا مصدر كالبشرى والسقيا َو ُّ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّالِثَةُ‪ :‬قَ َ‬
‫اف» ‪ :‬الرُّْؤ يَا بِ َم ْعنَى الرُّْؤ يَِة‬ ‫ش ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب «الْ َك َّ‬ ‫صاح ُ‬ ‫اَأْلس َماء‪ .‬قَ َ َ‬ ‫ل َه َذا ال ُْمتَ َخيَّ ِل في ال َْمنَ ِام َج َرى َم ْج َرى ْ‬
‫صةٌ بِما َكا َن ِم ْن َها فِي الْمنَ ِام ُدو َن الْي َقظَ ِة فَاَل جرم َف َّر َق ب ْيَن ُهما بِحرفَ ِي التَّْأنِ ِ‬
‫يث‪َ ،‬ك َما‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِإاَّل ََّأن َها ُم ْختَ َّ َ‬
‫اك بِاِإْل ْدغَ ِام‬ ‫ْك َساِئ ُّي َي ْق َرُأ ُريَّ َ‬‫ْب الْهمز ِة واوا وس ِمع ال ِ‬ ‫ِ‬
‫اك َو ِريَّ َ‬ ‫اك بَِقل ِ َ ْ َ َ ً َ ُ َ‬ ‫يل‪ :‬الْ ُق ْربَةُ َوالْ ُق ْربَى َوقُ ِرَئ ُرويَ َ‬ ‫ق َ‬
‫الر ِاء َو َك ْس ِر َها َو ِه َي َ‬
‫ض ِعي َفةٌ‪.‬‬ ‫ض ِّم َّ‬ ‫َو َ‬
‫وك‪.‬‬‫اد َ‬ ‫صَت َها َعلَْي ِه ْم َك ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ض َما ِر َأ ْن َوال َْم ْعنَى ِإ ْن قَ َ‬ ‫وب بِِإ ْ‬‫ص ٌ‬ ‫َك َك ْيداً َو ُه َو َم ْن ُ‬ ‫ال َت َعالَى‪َ :‬فيَ ِكي ُدوا ل َ‬ ‫ثُ َّم قَ َ‬
‫ود‪. ]55 :‬‬ ‫ال‪ :‬فَ ِكي ُدونِي [ه ٍ‬ ‫وك َك َما قَ َ‬ ‫َم َي ُق ْل َفيَ ِكي ُد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫ُ‬ ‫يل‪ :‬فَل َم ل ْ‬ ‫فَ ْن ق َ‬
‫ك‬‫َك َو َش َك ْرتُ َ‬ ‫تل َ‬ ‫ص ْح ُ‬ ‫ك َونَ َ‬ ‫ص ْحتُ َ‬ ‫ك نَ َ‬ ‫لر ْءيا َت ْعُب ُرو َن‪َ ،‬و َك َق ْولِ َ‬ ‫ُقلْنَا‪َ :‬ه ِذ ِه الاَّل ُم تَْأكِي ٌد للصلة كقوله لِ ُّ‬
‫يق‪َ :‬و َه َذا‬ ‫َّح ِق ِ‬
‫ال َْأه ُل الت ْ‬ ‫َك‪ .‬قَ َ‬ ‫صلَ ِة الْ َك ْي ِد َعلَى َم ْعنَى َفيَ ِكي ُدوا َك ْي ًدا ل َ‬ ‫َك‪ ،‬وقِيل ِهي ِمن ِ‬
‫تل َ َ َ َ ْ‬ ‫َو َش َك ْر ُ‬
‫ب ِح ْق ًدا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َم َي ْعلَ ُموا م ْن َهذه الرُّْؤ يَا َما يُوج ُ‬
‫يَ ُد ُّل َعلَى َأنَّهُ قَ ْد َكا َن ل َُهم ِعل ِ‬
‫ْم بَِت ْعبي ِر الرُّْؤ يَا َوِإاَّل ل ْ‬‫ْ ٌ‬
‫ضبًا‪.‬‬‫َوغَ َ‬
‫ب فِي َه َذا الْكَاَل ِم ََّأن ُه ْم ل َْو َأقْ َد ُموا َعلَى الْ َك ْي ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السبَ ُ‬
‫ين َو َّ‬ ‫الش ْيطا َن لِإْل نْسان َع ُد ٌّو ُمبِ ٌ‬ ‫ال‪ِ :‬إ َّن َّ‬ ‫ثُ َّم قَ َ‬
‫الساَل ُم َه َذا ِم ْن َع َم ِل الشيطان‪[ ،‬في‬ ‫وسى َعلَْي ِه َّ‬ ‫ضافًا ِإلَى َّ ِ ِ‬
‫الش ْيطَان َونَظ ُيرهُ َق ْو ُل ُم َ‬ ‫ك ُم َ‬ ‫لَ َكا َن ذَلِ َ‬
‫وب َعلَْي ِه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ك إلى قوله ِإ َّن ربَّ َ ِ‬ ‫ك يَ ْجتَبِ َ‬ ‫قوله تعالى َو َكذلِ َ‬
‫الساَل ُم‬ ‫يم] ثُ َّم ِإ َّن َي ْع ُق َ‬ ‫يم َحك ٌ‬ ‫ك َعل ٌ‬ ‫َ‬ ‫يك َربُّ َ‬
‫ك َي ْعنِي‬ ‫يك َربُّ َ‬ ‫ك يَ ْجتَبِ َ‬ ‫ورا‪ََّ :‬أول َُها‪َ :‬ق ْولُهُ‪َ :‬و َكذلِ َ‬ ‫ْك الرُّْؤ يَا َوذَ َك ُروا ُُأم ً‬ ‫يح ِة َت ْعبِ َير تِل َ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ص َد بِ َهذه النَّص َ‬ ‫قَ َ‬
‫ك يَ ْجتَبِ َ‬ ‫ْأن َك َذلِ َ‬‫ف و ِع ِّز وكِب ِر َش ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اك بِ ِمثْ ِل َه ِذ ِه الرُّْؤ يا الْع ِظ ِ ِ‬
‫ُأِلمو ٍر‬
‫يك ُ‬ ‫يمة الدَّالَّة َعلَى َش َر َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫اجتَبَ َ‬
‫َو َك َما ْ‬
‫اء فِي‬ ‫ت ال َْم َ‬ ‫ك َو ِم ْنهُ َجَب ْي ُ‬ ‫صتَهُ لَِن ْف ِس َ‬ ‫الش ْي َء ِإ َذا َخلَّ ْ‬‫ت َّ‬ ‫اج‪ :‬ااِل ْجتِبَاءُ ُم ْشتَ ٌّق ِم ْن َجَب ْي َ‬ ‫الز َّج ُ‬ ‫ال َّ‬ ‫ِعظَ ٍام‪ .‬قَ َ‬
‫ك بِالنُُّب َّو ِة‪َ ،‬وقَ َ‬
‫ال‬ ‫يك َربُّ َ‬ ‫ْح َس ُن‪ :‬يَ ْجتَبِ َ‬ ‫ال ال َ‬ ‫ض‪َ ،‬وا ْخَتلَ ُفوا فِي ال ُْم َر ِاد بِ َه َذا ااِل ْجتِبَ ِاء‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ْح ْو ِ‬‫ال َ‬
‫ين النُُّب َّو ِة فَاَل َداَل لَةَ فِي اللَّ ْف ِظ َعلَْي ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اد ِم ْنه ِإ ْعاَل ء الد ِ ِ‬
‫يم ال َْم ْرَتبَة فَ ََّأما َت ْعيِ ُ‬‫َّر َجة َوَت ْعظ ُ‬ ‫آخ ُرو َن‪ :‬ال ُْم َر ُ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫اَأْلو ُل‪ :‬الْمر ُ ِ‬ ‫يث َوفِ ِيه ُو ُجوهٌ‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫اَأْلحاد ِ‬ ‫ك ِم ْن تَْأ ِو ِ‬ ‫َوثَانِ َيها‪َ :‬ق ْولُهُ‪َ :‬و ُي َعلِّ ُم َ‬
‫اد م ْنهُ َت ْعبِ ُير الرُّْؤ يَا َس َّماهُ‬ ‫َُ‬ ‫يل‬
‫يما َي َر ْونَهُ فِي َمنَ ِام ِه ْم‪.‬‬ ‫يث الن ِ ِ‬
‫َّاس ف َ‬
‫اد ِ‬ ‫تَْأ ِوياًل ألنه يئول َأمرهُ ِإلَى ما رآهُ فِي الْمنَ ِام ي ْعنِي تَْأ ِويل َأح ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫ب اللَّه َت َعالَى‬ ‫يث فِي ُكتُ ِ‬ ‫اد ِ‬ ‫َّعبِي ِر غَايةً‪ ،‬والثَّانِي‪ :‬تَْأ ِويل اَأْلح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قَالُوا‪ِ :‬إنَّهُ َعلَْي ِه َّ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫الساَل ُم َكا َن في عل ِْم الت ْ‬
‫اح َد ِمن عُلَم ِاء َزمانِنَا ي ْشتَ ِغل بَِت ْف ِسي ِر الْ ُقر ِ‬ ‫َأن الْو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫آن‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ َ ُ‬ ‫ين‪َ ،‬ك َما َّ َ‬ ‫َواَأْل ْخبَا ِر ال َْم ْر ِويَّة َع ِن اَأْلنْبيَاء ال ُْمَت َقدِّم َ‬
‫يث َج ْم ُع‬ ‫اد ُ‬ ‫ث‪ :‬اَأْلح ِ‬
‫َ‬ ‫صلَّى اللَّه َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪َ ،‬والثَّالِ ُ‬ ‫ول َ‬ ‫الر ُس ِ‬‫يث ال َْم ْر ِويَِّة َع ِن َّ‬ ‫اد ِ‬ ‫يل اَأْلح ِ‬ ‫ِِ‬
‫َوتَْأ ِويله‪َ ،‬وتَْأ ِو ِ َ‬
‫ث ِإلَى قُ ْد َر ِة اللَّه َت َعالَى َوتَ ْك ِوينِ ِه‬ ‫آل الْحو ِاد ِ‬
‫ث‪َ ،‬وتَْأ ِويلُ َها َمآل َُها‪َ ،‬و َم ُ َ َ‬
‫يث ُهو الْح ِ‬
‫اد ُ‬ ‫ْحد ُ َ َ‬
‫يث‪ / ،‬وال ِ‬
‫َ َ‬
‫ح ِد ٍ‬
‫َ‬
‫وحانِيَّ ِة‬
‫الر َ‬
‫ات ُّ‬‫اف الْم ْخلُوقَ ِ‬
‫َ‬
‫يث َكي ِفيَّةُ ااِل ستِ ْداَل ِل بَِأصنَ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫اَأْلحاد ِ ْ‬ ‫يل َ‬ ‫اد ِم ْن تَْأ ِو ِ‬
‫َو ِح ْك َمتِ ِه‪َ ،‬وال ُْم َر ُ‬
‫ك و َعلى ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫آل‬ ‫ْج ْس َمانيَّة َعلَى قُ ْد َرة اللَّه َت َعالَى َوح ْك َمته َو َجاَل لَته‪َ ،‬وثَال ُث َها‪َ :‬ق ْولُهُ‪َ :‬ويُت ُّم ن ْع َمتَهُ َعلَْي َ َ‬ ‫َوال ُ‬
‫وب‪.‬‬ ‫َي ْع ُق َ‬
‫ب ِإلَى َأبِينَا ِمنَّا‬
‫َأح ُّ‬
‫َأخوهُ َ‬ ‫ف َو ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫ين (‪ِ )7‬إ ْذ قَالُوا لَيُ ُ‬
‫ات لِ َّ ِئِ‬
‫لسا ل َ‬ ‫ف َوِإ ْخ َوتِِه آيَ ٌ‬ ‫وس َ‬ ‫ِ‬
‫لََق ْد َكا َن في يُ ُ‬
‫ضاَل ٍل ُمبِي ٍن (‪)8‬‬ ‫صبَةٌ ِإ َّن َأبَانَا ل َِفي َ‬‫َونَ ْح ُن عُ ْ‬

‫ب َوَأْنتُ ْم َع ْنهُ غَافِلُو َن‪َ ،‬م َع ِعل ِْم ِه بِ َّ‬


‫َأن‬ ‫اف َأ ْن يَْأ ُكلَهُ ِّ‬
‫الذْئ ُ‬ ‫َأخ ُ‬‫ال ِإِل ْخ َوتِِه َو َ‬‫ف قَ َ‬ ‫ِإ ْخ َوتِِه َأ ْن ُي ْهلِ ُكوهُ‪َ ،‬و َك ْي َ‬
‫ص َّح ِة َه ِذ ِه‬
‫الساَل م ما َكا َن َعالِما بِ ِ‬
‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللَّه ُس ْب َحانَهُ َسيَ ْجتَبِيه َويَ ْج َعلُهُ َر ُسواًل ‪ ،‬فَ ََّأما ِإذَا ُقلْنَا ِإنَّهُ َعلَْيه َّ ُ َ‬
‫وعها ح ْكما جا ِزما ِمن غَي ِر َترد ٍ‬
‫ُّد؟‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف قَطَ َع بِ َها؟ َو َك ْي َ‬ ‫اَأْلح َو ِال‪ ،‬فَ َك ْي َ‬
‫ف َح َك َم ب ُوقُ َ ُ ً َ ً ْ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ك قَ ْد‬‫َأِلن ِذ ْك َر ذَلِ َ‬
‫ك َم ْش ُروطًا بَِأ ْن اَل يَ ِكي ُدوهُ‪َّ ،‬‬ ‫يك َربُّ َ‬‫ك يَ ْجتَبِ َ‬ ‫ُقلْنَا‪ :‬اَل َي ْبعُ ُد َأ ْن يَ ُكو َن َق ْولُهُ‪َ :‬و َكذلِ َ‬
‫الساَل م سي ِ‬ ‫َأن يوس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ِ :‬إنَّهُ َعلَْي ِه َّ‬ ‫ضا فَبَِت ْق ِدي ِر َأ ْن ُي َق َ‬
‫ص ُل ِإلَى‬ ‫ف َعلَْيه َّ ُ َ َ‬ ‫الساَل ُم َكا َن قَاط ًعا بِ َّ ُ ُ‬ ‫َّم‪َ ،‬وَأيْ ً‬
‫َت َقد َ‬
‫ص ُل ِإلَى تِل َ‬
‫ْك‬ ‫الش ِدي َد ِة ثُ َّم يتَ َخلَّص ِم ْن َها وي ِ‬
‫ضايِ ِق َّ‬ ‫ب ِإاَّل َأنَّهُ اَل يَ ْمتَنِ ُع َأ ْن َي َق َع فِي ال َْم َ‬‫اص ِ‬‫َه ِذ ِه الْمنَ ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‪]13 :‬‬ ‫وس َ‬ ‫َأخاف َأ ْن يَْأ ُكلَهُ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اص ِ‬‫الْمنَ ِ‬
‫ب [يُ ُ‬ ‫الذْئ ُ‬ ‫ب َويَ ُكو ُن َم ْعنَى َق ْوله‪َ :‬و ُ‬ ‫ب فَ َكا َن َخ ْوفُهُ ل َه َذا َّ‬ ‫َ‬
‫الذْئب اَل ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّه ُاو ِن في ح ْفظه َوِإ ْن َكا َن َي ْعلَ ُم َّ‬
‫ص ُل إليه‪.‬‬ ‫َأن ِّ َ َ‬ ‫الز ْج َر َع ِن الت َ‬
‫َّ‬

‫[سورة يوسف (‪ : )12‬اآليات ‪ 7‬الى ‪]8‬‬


‫ب ِإلى َأبِينا ِمنَّا‬ ‫َأح ُّ‬
‫َأخوهُ َ‬ ‫ف َو ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫ين (‪ِ )7‬إ ْذ قالُوا لَيُ ُ‬
‫آيات لِ َّ ِئِ‬
‫لسا ل َ‬ ‫ف َوِإ ْخ َوتِِه ٌ‬ ‫وس َ‬ ‫ِ‬
‫لََق ْد كا َن في يُ ُ‬
‫الل ُمبِي ٍن (‪)8‬‬ ‫ض ٍ‬ ‫صبَةٌ ِإ َّن َأبانا ل َِفي َ‬ ‫َونَ ْح ُن عُ ْ‬
‫ين] فِي َه ِذ ِه اآْل يَِة َم َساِئ ُل‪:‬‬ ‫آيات لِ َّ ِئِ‬
‫لسا ل َ‬ ‫ف َوِإ ْخ َوتِِه ٌ‬ ‫وس َ‬ ‫ِ‬
‫[في َق ْولُهُ َت َعالَى لََق ْد كا َن في يُ ُ‬
‫يل‪َ ،‬ش ْمعُو ُن اَل ِوي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ال َْم ْسَألَةُ اُأْلولَى‪ :‬ذَ َك َر صاحب «الكشاف» أسماء إخوة يوسف‪ :‬يهوذا‪ُ ،‬روب ُ‬
‫ت‪َ /‬خال َِة‬ ‫اَأْلولُو َن ِمن لَيا بِْن ِ‬‫الس ْب َعةُ َّ‬
‫ال‪َّ :‬‬ ‫آش ُر‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬‫اد‪ِ ،‬‬ ‫َربَالُو ُن‪ ،‬يَ ْش ُج ُر‪ِ ،‬دينَةُ‪َ ،‬دا ُن‪َ ،‬ن ْفتَالِي‪َ ،‬ج ُ‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫اَأْلر َب َعةُ اآْل َخ ُرو َن ِم ْن ُس ِّر َّيَت ْي ِن ُزلْ َفةَ َوبَلِ َهةَ‪َ ،‬فلَ َّما ُت ُو ِّفيَ ْ‬
‫وب ُأ ْخَت َها َراح َ‬
‫يل‬ ‫ت لَيَا َت َز َّو َج َي ْع ُق ُ‬ ‫وب َو ْ‬ ‫َي ْع ُق َ‬
‫ف‪.‬‬ ‫وس َ‬ ‫َفولَ َد ْ ِ ِ‬
‫ين َويُ ُ‬ ‫ت لَهُ بْنيَام َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫آيات لِ َّ ِئِ‬‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّانِيَةُ‪َ :‬ق ْولُهُ‪ٌ :‬‬
‫ف‬
‫وس َ‬‫ين َق َرَأ ابْ ُن َكثي ٍر آيَةٌ بِغَْي ِر َألف َح َملَهُ َعلَى َشْأن يُ ُ‬ ‫لسا ل َ‬
‫اح ٍد ِم ْن َها آيَةٌ بَِن ْف ِس ِه‪.‬‬
‫ت َكثِيرةً و ُك ُّل و ِ‬
‫ف َكانَ ْ َ َ َ‬ ‫وس َ‬‫ور يُ ُ‬ ‫َأِلن ُُأم َ‬ ‫ْج ْم ِع َّ‬‫آيات َعلَى ال َ‬ ‫َوالْبَاقُو َن ٌ‬
‫ال ابْ ُن َعبَّ ٍ‬
‫اس‬ ‫اَأْلو ُل‪ :‬قَ َ‬
‫وها‪َّ :‬‬ ‫ين ُو ُج ً‬
‫آيات لِ َّ ِئِ‬
‫لسا ل َ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّالِثَةُ‪ :‬ذَ َك ُروا فِي َت ْف ِسي ِر َق ْولِ ِه َت َعالَى‪ٌ :‬‬
‫اد ِإلَى الْيه ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود‬ ‫َُ‬ ‫ف َف َع َ‬ ‫وس َ‬
‫اء َة يُ ُ‬ ‫صلَّى اللَّه َعلَْيه َو َسلَّ َم فَ َسم َع م ْنهُ ق َر َ‬ ‫َد َخ َل َح ْب ٌر م َن الَْي ُهود َعلَى النَّبِ ِّي َ‬
‫فََأ ْعلَ َم ُه ْم َأنَّهُ َس ِم َع َها ِم ْنهُ َك َما ِه َي فِي الت َّْو َر ِاة‪ ،‬فَانْطَلَ َق َن َف ٌر ِم ْن ُه ْم فَ َس ِمعُوا َك َما َس ِم َع‪َ ،‬ف َقالُوا لَهُ َم ْن‬
‫آيات لِ َّ ِئِ‬‫ف َوِإ ْخ َوتِِه ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َه ِذ ِه ال ِْق َّ‬
‫ين َو َه َذا‬ ‫لسا ل َ‬ ‫وس َ‬ ‫ال‪ :‬اللَّه َعلَّ َمني‪َ ،‬فَن َز َل‪ :‬لََق ْد كا َن في يُ ُ‬ ‫صةَ؟ َف َق َ‬ ‫َعلَّ َم َ‬
‫ين َو َعلَى َه َذا ال َْو ْج ِه‬ ‫ات لِ َّ ِئِ‬ ‫ف آي ٍ‬ ‫َأِلن الْم ْفهوم ِمن اآْل ي ِة َّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫لسا ل َ‬ ‫وس َ َ‬ ‫َأن في َواق َعة يُ ُ‬ ‫ال َْو ْجهُ ع ْندي بَعي ٌد‪َ َ َ ُ َ َّ ،‬‬
‫صلَّى اللَّه َعلَْي ِه‬ ‫ٍ‬ ‫ت اآْل ي ُ ِ‬ ‫ف‪ ،‬بل َكانَ ِ‬ ‫ات فِي قِ َّ ِ‬ ‫الَّ ِذي َن َقلْنَاهُ ما َكانَ ِ‬
‫ات في ِإ ْخبَا ِر ُم َح َّمد َ‬ ‫َ‬ ‫وس َ َ ْ‬ ‫صة يُ ُ‬ ‫ت اآْل يَ ُ‬ ‫َ‬
‫َأن َْأه َل َم َّكةَ‬‫اه ٌر‪َ .‬والثَّانِي‪َّ :‬‬ ‫وسلَّم َعْنها ِمن غَي ِر سب ِق َتعلُّ ٍم واَل مطَالَع ٍة وبين الْكَاَل مي ِن َفر ٌق ظَ ِ‬
‫َْ ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ َْ َ‬
‫الساَل ُم َو َكانُوا ُي ْن ِك ُرو َن ُنُب َّوتَهُ َويُظْ ِه ُرو َن ال َْع َد َاو َة‬ ‫الصاَل ةُ َو َّ‬ ‫ول َعلَْي ِه َّ‬ ‫الر ُس ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫َأ ْك َث ُر ُه ْم َكانُوا َأقَا ِر َ‬
‫ف بَالَغُوا فِي ِإي َذاِئِه‬ ‫وس َ‬‫َأن ِإ ْخ َو َة يُ ُ‬‫صةَ َو َبيَّ َن َّ‬ ‫ْح َس ِد فَ َذ َك َر اللَّه َت َعالَى َه ِذ ِه ال ِْق َّ‬ ‫ب ال َ‬ ‫الش ِدي َد َة َم َعهُ بِ َسبَ ِ‬
‫َّ‬
‫ت يَ ِد ِه َو َرايَتِ ِه‪َ ،‬و ِمثْ ُل َه ِذ ِه ال َْواقِ َع ِة‬ ‫ص َرهُ َو َق َّواهُ َو َج َعلَ ُه ْم تَ ْح َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْح َسد َوبِاآْل خ َرة فَِإ َّن اللَّه َت َعالَى نَ َ‬
‫َأِلج ِل ال ِ‬
‫ْ َ‬
‫وب ل ََّما َعَّب َر ُرْؤ يَا‬ ‫ث‪َّ :‬‬
‫َأن َي ْع ُق َ‬ ‫ْح َس ِد َوالثَّالِ ُ‬ ‫ت َز ْج ًرا لَهُ َع ِن اِإْل قْ َد ِام َعلَى ال َ‬ ‫ِإذَا َس ِم َع َها ال َْعاقِ ُل َكانَ ْ‬
‫ك ِإ َّن اللَّه َت َعالَى ل ََّما َو َع َد‬ ‫ين َسنَةً فَ َك َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّعب ُير َو َد َخ َل في ال ُْو ُجود َب ْع َد ثَ َمان َ‬
‫ك الت ْ ِ‬ ‫ف َوقَ َع ذَلِ َ‬ ‫وس َ‬ ‫يُ ُ‬
‫ود ُم َّدةً ِم َن‬ ‫َّر ذَلِ َ‬ ‫ِ ِإ‬ ‫َّ‬ ‫الساَل ُم بِالن ْ‬ ‫ُم َح َّم ًدا َعلَْي ِه َّ‬
‫ك ال َْم ْوعُ ُ‬ ‫َّص ِر َوالظ َف ِر َعلَى اَأْل ْع َداء‪ ،‬فَ ذَا تََأخ َ‬ ‫الصاَل ةُ َو َّ‬
‫صةَ نَافِ ٌع ِم ْن‬ ‫اذبًا فِ ِيه فَ َذ َك َر َه ِذ ِه ال ِْق َّ‬‫الساَل م َك ِ‬
‫الصاَل ةُ َو َّ ُ‬ ‫ك َعلَى َك ْو ِن ُم َح َّم ٍد َعلَْي ِه َّ‬ ‫َم يَ ُد َّل ذَلِ َ‬ ‫َّ ِ‬
‫الز َمان ل ْ‬
‫ال َأم ِر ِه‪ ،‬ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َه َذا ال َْو ْج ِه‪َّ .‬‬
‫َك َّن اللَّه َت َعالَى ل ََّما َو َع َدهُ بِالن ْ‬
‫َّص ِر‬ ‫ف بَالَغُوا في ِإبْطَ ْ َ‬ ‫وس َ‬ ‫الرابِ ُع‪َّ :‬‬
‫َأن ِإ ْخ َو َة يُ ُ‬
‫صلَّى اللَّه‬ ‫ٍ‬ ‫والظََّف ِر َكا َن اَأْلمر َكما قَدَّرهُ اللَّه َتعالَى اَل َكما سعى فِ ِيه اَأْل ْع َداء‪ ،‬فَ َك َذلِ َ ِ‬
‫ك َواق َعةُ ُم َح َّمد َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َّرهُ َس ْعي الْ ُك َّفا ِر في ِإبْطَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعلَْيه وسلَّم فَِإ َّن اللَّه ل ََّما َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َْأم ِره‪َ .‬و ََّأما َق ْولُهُ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َم يَ ُ‬ ‫َّر َجة ل ْ‬ ‫ضم َن لَهُ ِإ ْعاَل َء الد َ‬ ‫ََ َ‬
‫ب ِإلَى َأبِينَا ِمنَّا‬ ‫ف َوَأ ُخوهُ َ‬
‫َأح ُّ‬ ‫وس ُ‬‫ين (‪ِ )7‬إ ْذ قَالُوا لَيُ ُ‬
‫ات لِ َّ ِئِ‬
‫لسا ل َ‬ ‫ف َوِإ ْخ َوتِِه آيَ ٌ‬ ‫وس َ‬ ‫ِ‬
‫لََق ْد َكا َن في يُ ُ‬
‫ضاَل ٍل ُمبِي ٍن (‪)8‬‬ ‫صبَةٌ ِإ َّن َأبَانَا ل َِفي َ‬ ‫َونَ ْح ُن عُ ْ‬

‫ب َوَأْنتُ ْم َع ْنهُ غَافِلُو َن‪َ ،‬م َع ِعل ِْم ِه بِ َّ‬


‫َأن‬ ‫اف َأ ْن يَْأ ُكلَهُ ِّ‬
‫الذْئ ُ‬ ‫ال ِإِل ْخ َوتِِه َوَأ َخ ُ‬‫ف قَ َ‬ ‫ِإ ْخ َوتِِه َأ ْن ُي ْهلِ ُكوهُ‪َ ،‬و َك ْي َ‬
‫ص َّح ِة َه ِذ ِه‬
‫الساَل م ما َكا َن َعالِما بِ ِ‬
‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللَّه ُس ْب َحانَهُ َسيَ ْجتَبِيه َويَ ْج َعلُهُ َر ُسواًل ‪ ،‬فَ ََّأما ِإ َذا ُقلْنَا ِإنَّهُ َعلَْيه َّ ُ َ‬
‫وعها ح ْكما جا ِزما ِمن غَي ِر َترد ٍ‬
‫ُّد؟‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف قَطَ َع بِ َها؟ َو َك ْي َ‬ ‫اَأْلح َو ِال‪ ،‬فَ َك ْي َ‬
‫ف َح َك َم ب ُوقُ َ ُ ً َ ً ْ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ك قَ ْد‬‫َأِلن ِذ ْك َر َذلِ َ‬
‫ك َم ْش ُروطًا بَِأ ْن اَل يَ ِكي ُدوهُ‪َّ ،‬‬ ‫يك َربُّ َ‬ ‫ك يَ ْجتَبِ َ‬ ‫ُقلْنَا‪ :‬اَل َي ْبعُ ُد َأ ْن يَ ُكو َن َق ْولُهُ‪َ :‬و َكذلِ َ‬
‫الساَل م سي ِ‬ ‫َأن يوس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ِ :‬إنَّهُ َعلَْي ِه َّ‬ ‫ضا فَبَِت ْق ِدي ِر َأ ْن ُي َق َ‬
‫ص ُل ِإلَى‬ ‫ف َعلَْيه َّ ُ َ َ‬ ‫الساَل ُم َكا َن قَاط ًعا بِ َّ ُ ُ‬ ‫َّم‪َ ،‬وَأيْ ً‬
‫َت َقد َ‬
‫ص ُل ِإلَى تِل َ‬
‫ْك‬ ‫الش ِدي َد ِة ثُ َّم يتَ َخلَّص ِم ْن َها وي ِ‬
‫ضايِ ِق َّ‬ ‫ب ِإاَّل َأنَّهُ اَل يَ ْمتَنِ ُع َأ ْن َي َق َع فِي ال َْم َ‬‫اص ِ‬‫َه ِذ ِه الْمنَ ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‪]13 :‬‬ ‫وس َ‬‫ب [يُ ُ‬ ‫الذْئ ُ‬ ‫ب َويَ ُكو ُن َم ْعنَى َق ْولِ ِه‪َ :‬و ُ‬
‫َأخاف َأ ْن يَْأ ُكلَهُ ِّ‬ ‫ب فَ َكا َن َخ ْوفُهُ لِ َه َذا َّ‬
‫السبَ ِ‬ ‫اص ِ‬‫الْمنَ ِ‬
‫َ‬
‫ص ُل إليه‪.‬‬ ‫الذْئب اَل ي ِ‬
‫َأن ِّ َ َ‬ ‫َّه ُاو ِن فِي ِح ْف ِظ ِه َوِإ ْن َكا َن َي ْعلَ ُم َّ‬ ‫الز ْج َر َع ِن الت َ‬
‫َّ‬

‫[سورة يوسف (‪ : )12‬اآليات ‪ 7‬الى ‪]8‬‬


‫ب ِإلى َأبِينا ِمنَّا‬ ‫ف َوَأ ُخوهُ َ‬
‫َأح ُّ‬ ‫وس ُ‬‫ين (‪ِ )7‬إ ْذ قالُوا لَيُ ُ‬
‫آيات لِ َّ ِئِ‬
‫لسا ل َ‬ ‫ف َوِإ ْخ َوتِِه ٌ‬ ‫وس َ‬ ‫ِ‬
‫لََق ْد كا َن في يُ ُ‬
‫الل ُمبِي ٍن (‪)8‬‬ ‫ض ٍ‬ ‫صبَةٌ ِإ َّن َأبانا ل َِفي َ‬ ‫َونَ ْح ُن عُ ْ‬
‫ين] فِي َه ِذ ِه اآْل يَِة َم َساِئ ُل‪:‬‬ ‫آيات لِ َّ ِئِ‬
‫لسا ل َ‬ ‫ف َوِإ ْخ َوتِِه ٌ‬ ‫وس َ‬ ‫ِ‬
‫[في َق ْولُهُ َت َعالَى لََق ْد كا َن في يُ ُ‬
‫يل‪َ ،‬ش ْمعُو ُن اَل ِوي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ال َْم ْسَألَةُ اُأْلولَى‪ :‬ذَ َك َر صاحب «الكشاف» أسماء إخوة يوسف‪ :‬يهوذا‪ُ ،‬روب ُ‬
‫ت‪َ /‬خال َِة‬ ‫اَأْلولُو َن ِمن لَيا بِْن ِ‬ ‫الس ْب َعةُ َّ‬ ‫ال‪َّ :‬‬ ‫آش ُر‪ .‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫اد‪ِ ،‬‬ ‫َربَالُو ُن‪ ،‬يَ ْش ُج ُر‪ِ ،‬دينَةُ‪َ ،‬دا ُن‪َ ،‬ن ْفتَالِي‪َ ،‬ج ُ‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫اَأْلر َب َعةُ اآْل َخ ُرو َن ِم ْن ُس ِّر َّيَت ْي ِن ُزلْ َفةَ َوبَلِ َهةَ‪َ ،‬فلَ َّما ُت ُو ِّفيَ ْ‬
‫وب ُأ ْخَت َها َراح َ‬
‫يل‬ ‫ت لَيَا َت َز َّو َج َي ْع ُق ُ‬ ‫وب َو ْ‬ ‫َي ْع ُق َ‬
‫ف‪.‬‬‫وس َ‬ ‫َفولَ َد ْ ِ ِ‬
‫ين َويُ ُ‬ ‫ت لَهُ بْنيَام َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آيات ل َّ ِئ‬
‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّانِيَةُ‪َ :‬ق ْولُهُ‪ٌ :‬‬
‫ف‬
‫وس َ‬ ‫ين َق َرَأ ابْ ُن َكثي ٍر آيَةٌ بِغَْي ِر َألف َح َملَهُ َعلَى َشْأن يُ ُ‬ ‫لسا ل َ‬
‫اح ٍد ِم ْن َها آيَةٌ بَِن ْف ِس ِه‪.‬‬‫ت َكثِيرةً و ُك ُّل و ِ‬
‫ف َكانَ ْ َ َ َ‬ ‫وس َ‬ ‫ور يُ ُ‬ ‫ْج ْم ِع َّ‬
‫َأِلن ُُأم َ‬ ‫آيات َعلَى ال َ‬ ‫َوالْبَاقُو َن ٌ‬
‫اس‬‫ال ابْ ُن َعبَّ ٍ‬ ‫اَأْلو ُل‪ :‬قَ َ‬
‫وها‪َّ :‬‬ ‫ين ُو ُج ً‬
‫آيات لِ َّ ِئِ‬
‫لسا ل َ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّالِثَةُ‪ :‬ذَ َك ُروا فِي َت ْف ِسي ِر َق ْولِ ِه َت َعالَى‪ٌ :‬‬
‫اد ِإلَى الْيه ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود‬ ‫َُ‬ ‫ف َف َع َ‬ ‫وس َ‬
‫اءةَ يُ ُ‬ ‫صلَّى اللَّه َعلَْيه َو َسلَّ َم فَ َسم َع م ْنهُ ق َر َ‬ ‫َد َخ َل َح ْب ٌر م َن الَْي ُهود َعلَى النَّبِ ِّي َ‬
‫فََأ ْعلَ َم ُه ْم َأنَّهُ َس ِم َع َها ِم ْنهُ َك َما ِه َي فِي الت َّْو َر ِاة‪ ،‬فَانْطَلَ َق َن َف ٌر ِم ْن ُه ْم فَ َس ِمعُوا َك َما َس ِم َع‪َ ،‬ف َقالُوا لَهُ َم ْن‬
‫آيات لِ َّ ِئِ‬ ‫ف َوِإ ْخ َوتِِه ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َه ِذ ِه ال ِْق َّ‬
‫ين َو َه َذا‬ ‫لسا ل َ‬ ‫وس َ‬ ‫ال‪ :‬اللَّه َعلَّ َمني‪َ ،‬فَن َز َل‪ :‬لََق ْد كا َن في يُ ُ‬ ‫صةَ؟ َف َق َ‬ ‫َعلَّ َم َ‬
‫ين َو َعلَى َه َذا ال َْو ْج ِه‬ ‫ات لِ َّ ِئِ‬ ‫ف آي ٍ‬ ‫َأِلن الْم ْفهوم ِمن اآْل ي ِة َّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫لسا ل َ‬ ‫وس َ َ‬ ‫َأن في َواق َعة يُ ُ‬ ‫ال َْو ْجهُ ع ْندي بَعي ٌد‪َ َ َ ُ َ َّ ،‬‬
‫صلَّى اللَّه َعلَْي ِه‬ ‫ٍ‬ ‫ت اآْل ي ُ ِ‬ ‫ف‪ ،‬بل َكانَ ِ‬ ‫ات فِي قِ َّ ِ‬ ‫الَّ ِذي َن َقلْنَاهُ ما َكانَ ِ‬
‫ات في ِإ ْخبَا ِر ُم َح َّمد َ‬ ‫َ‬ ‫وس َ َ ْ‬ ‫صة يُ ُ‬ ‫ت اآْل يَ ُ‬ ‫َ‬
‫َأن َْأه َل َم َّكةَ‬ ‫اه ٌر‪َ .‬والثَّانِي‪َّ :‬‬ ‫وسلَّم َعْنها ِمن غَي ِر سب ِق َتعلُّ ٍم واَل مطَالَع ٍة وبين الْكَاَل مي ِن َفر ٌق ظَ ِ‬
‫َْ ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ َْ َ‬
‫الساَل ُم َو َكانُوا ُي ْن ِك ُرو َن نُُب َّوتَهُ َويُظْ ِه ُرو َن ال َْع َد َاوةَ‬ ‫الصاَل ةُ َو َّ‬ ‫ول َعلَْي ِه َّ‬ ‫الر ُس ِ‬
‫ب َّ‬ ‫َأ ْك َث ُر ُه ْم َكانُوا َأقَا ِر َ‬
‫ف بَالَغُوا فِي ِإي َذاِئِه‬ ‫وس َ‬‫َأن ِإ ْخ َوةَ يُ ُ‬ ‫صةَ َو َبيَّ َن َّ‬ ‫ْح َس ِد فَ َذ َك َر اللَّه َت َعالَى َه ِذ ِه ال ِْق َّ‬ ‫ب ال َ‬ ‫الش ِدي َدةَ َم َعهُ بِ َسبَ ِ‬
‫َّ‬
‫ت يَ ِد ِه َو َرايَتِ ِه‪َ ،‬و ِمثْ ُل َه ِذ ِه ال َْواقِ َع ِة‬ ‫ص َرهُ َو َق َّواهُ َو َج َعلَ ُه ْم تَ ْح َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْح َسد َوبِاآْل خ َرة فَِإ َّن اللَّه َت َعالَى نَ َ‬
‫َأِلج ِل ال ِ‬
‫ْ َ‬
‫وب ل ََّما َعَّب َر ُرْؤ يَا‬ ‫َأن َي ْع ُق َ‬‫ث‪َّ :‬‬ ‫ْح َس ِد َوالثَّالِ ُ‬ ‫ت َز ْج ًرا لَهُ َع ِن اِإْل قْ َد ِام َعلَى ال َ‬ ‫ِإ َذا َس ِم َع َها ال َْعاقِ ُل َكانَ ْ‬
‫ك ِإ َّن اللَّه َت َعالَى ل ََّما َو َع َد‬ ‫ين َسنَةً فَ َك َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّعب ُير َو َد َخ َل في ال ُْو ُجود َب ْع َد ثَ َمان َ‬
‫ك الت ْ ِ‬ ‫ف َوقَ َع َذلِ َ‬ ‫وس َ‬‫يُ ُ‬
‫ود ُم َّد ًة ِم َن‬ ‫َّر َذلِ َ‬ ‫ِ ِإ‬ ‫َّ‬ ‫الساَل ُم بِالن ْ‬ ‫ُم َح َّم ًدا َعلَْي ِه َّ‬
‫ك ال َْم ْوعُ ُ‬ ‫َّص ِر َوالظ َف ِر َعلَى اَأْل ْع َداء‪ ،‬فَ َذا تََأخ َ‬ ‫الصاَل ةُ َو َّ‬
‫صةَ نَافِ ٌع ِم ْن‬ ‫اذبًا فِ ِيه فَ َذ َك َر َه ِذ ِه ال ِْق َّ‬‫الساَل م َك ِ‬
‫الصاَل ةُ َو َّ ُ‬ ‫ك َعلَى َك ْو ِن ُم َح َّم ٍد َعلَْي ِه َّ‬ ‫َم يَ ُد َّل ذَلِ َ‬ ‫َّ ِ‬
‫الز َمان ل ْ‬
‫ال َأم ِر ِه‪ ،‬ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َه َذا ال َْو ْج ِه‪َّ .‬‬
‫َك َّن اللَّه َت َعالَى ل ََّما َو َع َدهُ بِالن ْ‬
‫َّص ِر‬ ‫ف بَالَغُوا في ِإبْطَ ْ َ‬ ‫وس َ‬ ‫الرابِ ُع‪َّ :‬‬
‫َأن ِإ ْخ َوةَ يُ ُ‬
‫صلَّى اللَّه‬ ‫ٍ‬ ‫والظََّف ِر َكا َن اَأْلمر َكما قَدَّرهُ اللَّه َتعالَى اَل َكما سعى فِ ِيه اَأْل ْع َداء‪ ،‬فَ َك َذلِ َ ِ‬
‫ك َواق َعةُ ُم َح َّمد َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ال َْأم ِر ِه‪َ .‬و ََّأما َق ْولُهُ‪:‬‬ ‫ض َّرهُ َس ْعي الْ ُك َّفا ِر فِي ِإبْطَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َم يَ ُ‬ ‫ض ِمن لَهُ ِإ ْعاَل ء الد ِ‬
‫َّر َجة ل ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫َعلَْيه َو َسلَّ َم فَِإ َّن اللَّه ل ََّما َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف قِ ِإ‬ ‫َأن قَاِئاًل قَ َ‬‫ثُ َّم ِإنَّهُ َت َعالَى َح َكى َّ‬
‫ف‬ ‫وس َ‬ ‫يل َو َكا َن ابْ َن َخالَة يُ ُ‬ ‫يل نَّهُ َكا َن ُروب َ‬ ‫وس َ َ‬ ‫ال‪ :‬اَل َت ْقُتلُوا يُ ُ‬
‫ض ِل‬ ‫َأح َسَن ُه ْم َرْأيًا فيه فمنعهم عن القتل‪ ،‬وقيل يهوذا‪َ ،‬و َكا َن َأقْ َد َم ُه ْم فِي َّ‬
‫الرْأ ِي َوالْ َف ْ‬ ‫َو َكا َن ْ‬
‫الس ِّن‪.‬‬
‫َو ِّ‬
‫ب َوفِ ِيه َم َساِئ ُل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثُ َّم قال‪َ :‬وَألْ ُقوهُ في غَيابَت ال ُ‬
‫ْج ِّ‬
‫ْح ْر َف ْي ِن‪ ،‬هذا والذي بعده‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْج ْم ِع في ال َ‬ ‫ب َعلَى ال َ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ اُأْلولَى‪َ :‬ق َرَأ نَاف ٌع في غَيَابَات ال ُ‬
‫ْج ِّ‬
‫اح َي‪،‬‬ ‫ب َأقْطَارا و َنو ِ‬ ‫ْج ِّ‬ ‫ات َفهو َّ ِ‬ ‫اح ِد فِي الْحر َف ْي ِن‪ََّ .‬أما و ْجهُ الْغَياب ِ‬ ‫ت علَى الْو ِ‬ ‫ِ‬
‫ً َ َ‬ ‫َأن لل ُ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫والباقون غَيابَ َ َ‬
‫ف‪،‬‬‫وس ُ‬ ‫ب ي ِغ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يب فيه يُ ُ‬ ‫ْج ِّ َ ُ‬ ‫َفيَ ُكو ُن ف َيها غيابات‪ ،‬ومن وحد قال‪ :‬المقصود موضوع َواح ٌد م َن ال ُ‬
‫وب‪.‬‬ ‫َأد ُّل َعلَى ال َْم ْعنَى ال َْمطْلُ ِ‬‫ص َو َ‬ ‫فَالت َّْو ِحي ُد َ‬
‫َأخ ُّ‬
‫ب‪.‬‬‫ْج ِّ‬ ‫ِ‬ ‫و َقرَأ الْجح َد ِر ُّ ِ‬
‫ي في غَْيبَة ال ُ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّانِيَةُ‪ :‬قَ َ‬
‫اب‬‫ب غَ ْو ُرهُ‪َ ،‬و َما غَ َ‬ ‫ْج ِّ‬ ‫ب َش ْيًئا َو َسَت َرهُ‪َ ،‬فغَيَابَةُ ال ُ‬ ‫ال َْأه ُل اللُّغَة‪ :‬الْغَيَابَةُ ُك ُّل َما غَيَّ َ‬
‫ت ُجبًّا‪َّ ،‬‬ ‫ت بِ َمطْ ِويٍَّة ُس ِّميَ ْ‬ ‫ب الْبِْئ ُر الَّتِي ل َْي َس ْ‬ ‫َّاظ ِر وَأظْلَم ِمن ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬
‫َأِلن َها قَطَ َع ْ‬ ‫ْج ُّ‬ ‫م ْنهُ َع ْن َع ْي ِن الن َ َ ْ ْ‬
‫َأس َفله‪َ .‬وال ُ‬
‫ب َداَل لَةً‬ ‫ْج ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك‪َ ،‬وِإنَّ َما ذُك َرت الْغَيَابَةُ َم َع ال ُ‬ ‫ص ْل فِ َيها غَْي ُر الْ َقطْ ِع ِم ْن طَ ٍّي َْأو َما َأ ْشبَهَ ذَلِ َ‬ ‫َم يَ ْح ُ‬ ‫قَط ًْعا َول ْ‬
‫اد ِذ ْك ُر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َعلَى َّ ِ‬
‫ْح ُقهُ نَظَُر النَّاظ ِر َ‬
‫ين فََأفَ َ‬ ‫ب اَل َيل َ‬ ‫َأن ال ُْمش َير َأ َش َار بِطَ ْرحه في َم ْوض ٍع ُمظْل ٍم م َن ال ُ‬
‫ْج ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َب ْينَهُ َو َب ْي َن النَّاظ ِر َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ب اَل يَ ُح ُ‬ ‫الْغَيَابَة َه َذا ال َْم ْعنَى ِإ ْذ َكا َن يُ ْحتَ َم ُل َأ ْن ُي ْل َقى في َم ْوض ٍع م َن ال ُ‬
‫ْج ِّ‬
‫ال‬
‫ب َف َق َ‬ ‫ْج ِّ‬‫ك ال ُ‬ ‫السابِ َق‪ ،‬ا ْخَتلَ ُفوا فِي َذلِ َ‬ ‫ود َّ‬ ‫ضي ال َْم ْع ُه َ‬ ‫ب َت ْقتَ ِ‬‫ْج ِّ‬ ‫ِ‬
‫ف َوالاَّل ُم في ال ُ‬ ‫ال َْم ْسَألَةُ الثَّالِثَةُ‪ :‬اَأْللِ ُ‬
‫ادةُ‪:‬‬ ‫َقتَ َ‬
‫اس َخ ِم ْن‬ ‫ال م َقاتِل‪ُ :‬هو َعلَى ثَاَل ثَِة َفر ِ‬
‫َ‬ ‫اُأْلر ُد ِّن‪َ ،‬وقَ َ ُ ٌ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ب‪ُ :‬ه َو بِ َْأر ِ‬ ‫ال َو ْه ٌ‬ ‫س‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ت ال َْم ْق ِد ِ‬ ‫ُهو بِْئ ر بِب ْي ِ‬
‫َ ٌ َ‬
‫السيَّ َار ِة‬
‫ض َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وها َوه َي َق ْول ُُه ْم‪َ :‬يلْتَقطْهُ َب ْع ُ‬
‫ك الْج َّ ِ‬
‫ب لل ِْعلَّ ِة الَّتِي ذَ َك ُر َ‬
‫ِ‬
‫وب‪َ ،‬وِإنَّ َما َعَّينُوا ذَل َ ُ‬ ‫َم ْن ِز ِل َي ْع ُق َ‬
‫ِح فِ َيها‬ ‫ِ‬
‫ت َم ْع ُروفَةً َو َكانُوا يَ ِر ُدو َن َعلَْي َها َكث ًيرا‪َ ،‬و َكا َن َي ْعلَ ُم َأنَّهُ ِإذَا طُر َ‬ ‫ْك الْبِْئ َر َكانَ ْ‬ ‫َأِلن تِل َ‬
‫ك َّ‬ ‫َوذَلِ َ‬
‫ك اِإْل نْ َسا َن‬ ‫اه ُدوا ذَلِ َ‬ ‫وها َش َ‬ ‫وها‪َ ،‬وِإذَا َو َر ُد َ‬ ‫ازوا َو َر ُد َ‬ ‫السيَّ َارةَ ِإذَا َج ُ‬ ‫َأِلن َّ‬ ‫ب‪َّ ،‬‬ ‫ي ُكو ُن ِإلَى َّ ِ‬
‫الساَل َمة َأق َْر َ‬ ‫َ‬
‫اه ُدوهُ َأ ْخ َر ُجوهُ َو َذ َهبُوا بِ ِه فَ َكا َن ِإلْ َقاُؤ هُ فِ َيها َْأب َع َد َع ِن ال َْهاَل ِك‪.‬‬ ‫ف َيها‪َ ،‬وِإ َذا َش َ‬
‫ِ‬

‫ْح َس ُن َتلْتَ ِقطْهُ‬ ‫ط‪َ ،‬و َق َرَأ ال َ‬ ‫الش ْي ِء ِم َن الطَّ ِر ِيق‪َ ،‬و ِم ْنهُ‪ :‬اللُّ َقطَةُ َواللَّ ِقي ُ‬‫ط َتنَ ُاو ُل َّ‬ ‫الرابِ َعةُ‪ :‬ااِل لْتِ َقا ُ‬
‫ال َْم ْسَألَةُ َّ‬
‫ين يَ ِس ُيرو َن فِي الطَّ ِر ِيق‬ ‫السيَّارةُ الْجم َ َّ ِ‬ ‫السيَّ َار ِة َأيْ ً‬ ‫َّاء َعلَى ال َْم ْعنَى‪َّ ،‬‬ ‫بِالت ِ‬
‫اعةُ الذ َ‬ ‫ضا َسيَّ َارةٌ‪َ ،‬و َّ َ َ َ‬ ‫ض َّ‬ ‫َأِلن َب ْع َ‬
‫ين فِ ِيه ِإ َش َارةٌ ِإلَى َّ‬ ‫ِِ‬ ‫لِ َّ‬
‫اَأْلولَى َأ ْن اَل‬
‫َأن ْ‬ ‫ارةَ َو َق ْولُهُ‪ِ :‬إ ْن ُك ْنتُ ْم فاعل َ‬ ‫اس‪ :‬يُ ِري ُد ال َْم َّ‬‫ال ابْ ُن َعبَّ ٍ‬ ‫لس َف ِر‪ .‬قَ َ‬
‫ص ُروا َعلَى َه َذا الْ َق ْد ِر َونَ ِظ ُيرهُ َق ْولُهُ َت َعالَى‪َ :‬وِإ ْن‬ ‫ك‪ ،‬و ََّأما ِإ ْن َكا َن واَل ب َّد فَاقْتَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َت ْف َعلُوا َش ْيًئا م ْن ذَل َ َ‬
‫عا َق ْبتُ ْم فَعاقِبُوا بِ ِمثْ ِل َما عُوقِ ْبتُ ْم بِ ِه [النحل‪ ]126 :‬يعني األولى أن ال تفعلوا ذلك‪.‬‬

You might also like