You are on page 1of 23

‫وزارة الععلي العيل و البحث العلمي‬

‫جيمعة الزائر‪3‬‬
‫كرة العلوم اقتصيدية و العلوم العجيرية و علوم التسيري‬
‫الموعة ‪ 1 :‬الفوج ‪3 :‬‬

‫بث حول‬

‫دور اوول ف النشيط اقتصيدي‬


‫تت راشاف ا أاليعيذ ‪:‬‬ ‫من ارعداد الطلبة ‪:‬‬
‫عزيون محمد‬

‫بوطيش لطفي‬

‫بودة محمد‬

‫بن صادق عبد لل‬

‫السينة اليمعرة ‪2023/2022‬‬


‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬

‫للمبحث للول ‪ :‬عموميات حول للدولة و للنشاط للقتصادي‬

‫للمطلب للول ‪ :‬تعريف للدولة و تطورها للتاريخي‬

‫للمطلب للثاني ‪ :‬تعريف للنشاط للقتصادي‬

‫للمطلب للثالث‪ :‬أهمية للدولة في للنشاط للقتصادي و نظرياتها‬

‫للمبحث للثاني ‪ :‬دور للدولة في للفكر للقتصادي‬

‫للمطلب للول ‪ :‬دور للدولة في للفكر للكلسيكي‬

‫للمطلب للثاني ‪ :‬دور للدولة في للفكر للقتصادي للكينزي‬

‫للمطلب للثالث‪ :‬دور للدولة في للفكر للقتصادي لليبيرللي للحديث‬

‫للمطلب للرلبع ‪ :‬دور للدولة في للفكر للقتصادي للماركسي و لسسلمي‬

‫للمبحث للثالث ‪ :‬ركائز للدولة في للقتصاد‬

‫للمطلب للول ‪ :‬دور للدولة في مولجهة للزمات للقتصادية‬

‫للمطلب للثاني ‪ :‬أهدلف للدولة للتي وجب مولكبتها في للقتصاد‬

‫للمطلب للثالث ‪ :‬آثار للدولة في للفكر للقتصادي‬

‫خاتمة‬

‫مرلجع‬
‫مقدمة‬
‫الحديث عن دور الدولة في تأدية الوظيفة القتصادية أو غيرها‪ ،‬و مدى إيجابية ممارسة ذلك الدور أو‬

‫سلبيته‪ ،‬يتطلب اللمام بمفهوم الدولة و طبيعتها‪ .‬فالدولة كحكم مؤسساتي تتميز عن الهيئات السياسية‬

‫وعن المدني وحتى عن الحكومة في مفهومها الحديث و مفهوم الدولة نفسه يخضع إلى التجديد و التحديث‬

‫بفعل التطور الذي تعر فه الحياة النسانية ‪ .‬إواذا كان هنالك نموذجا نظريا يحدد الخطوط الرئيسية للدولة‪،‬‬

‫فإن الواقع يفرض نماذج تختلف كثي ار أو قليل عن النموذج النظري بفعل اختلف الظروف المحلية‬

‫وخصوصية مجتمعات الدول‪.‬‬


‫للمبحث للول ‪ :‬أهمية للدولة في للقتصاد‬

‫للمطلب للول ‪ :‬تعريف للدولة و تطورها للتاريخي‬

‫تعرف الدولة بأنها تنظيم سياسي للمجتمع أو هيئة سياسية أو تحديدا مؤسسات الحكومة‪ ،‬وهي شكل من‬

‫أشكال المؤسسات النسانية التي تتميز عن الفئات والمؤسسات الخرى من خلل الغرض الخاص بها‬

‫وهو تأسيس المن والنظام‪ ،‬وأساليبها المطبقة من خلل النظام والقوة‪ ،‬وأقاليمها أي المناطق الخاضعة لها‬

‫وحدودها الجغرافية‪ ،‬وسيادتها‪ ،‬كما تتكون الدولة من اتفاق الفراد على عدة وسائل وأساليب يمكن بموجبها‬

‫تسوية النزاعات باتباع القوانين‪ ،‬بالضافة إلى أن مصطلح الدولة في عدة مناطق مثل الوليات المتحدة‬

‫وأستراليا ونيجيريا والمكسيك والب ارزيل يشير إلى الوحدات السياسية وليس السيادة‪ ،‬والتي تخضع لسلطة‬

‫‪1‬‬
‫الدولة الكبر والتحاد الفيدرالي‬

‫تعتبر الدولة شكلا من أشكال النظم السياسية التي تتميز بأنها ليست مدمجة في أي اتحادات سياسية‬

‫أخرى‪ ،‬على الرغم من أنها قد تضم اتحادات أخرى من خلل اتباعها لسلطات أخرى مثل دولة أو‬

‫إمبراطورية مختلفة‪ ،‬كما تتميز الدولة الواحدة عن نظيراتها من الدول في أنها تمتلك هيكل مستقل للسلطة‬

‫أن الدولة ل تعتبر أمة أو شعب على الرغم من أنها‬


‫إن الدولة هي مجتمع سياسي‪ ،‬كما ن‬
‫السياسية‪ ،‬حيث ن‬

‫تمتلك شعب‪ ،‬والدولة تنشأ من المجتمع‪ ،‬بالضافة إلى أن الدولة تعتبر بناء سياسي نشأ في أوروبا‬

‫الحديثة وتم تك ارره في جميع أنحاء العالم‪ ،‬كما يعتبر أهم جانب في الدولة هو جودتها التي تعتبر كيان‬

‫اعتباري تعاوني‬

‫للعامة للتقليدية) للحيادية(حصر القتصاديون التقليديون دور الدولة القتصادي‬


‫م‬ ‫للمالية‬
‫م‬ ‫للقتصاد للحر‬

‫والجتماعي في أقل الحدود الممكنة المر الذي أفقد عناصر ماليتها كل أثر فعال على القتصاد‬

‫‪1‬هارولد لسكي‪ ،‬مدخل إلى علم السياسة‪ ،‬ترجمة عز الدين محمد حسين ‪ ،‬مؤسسة سجل العرب‪ ،‬القاهرة ‪.16-15‬ص‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫القومي( حيادة السيادة المالية ) ‪ ،‬وقد نتج عن هذا أن اقتصرت النفقات العامة بصفة عامة على ضمان‬

‫التوازن بين اليرادات والنفقات او التوازن المحاسبي أي رفض التقليديون اللتجاء إلى عجز الميزانية‬

‫باللتجاء إلى القروض لتغطية النفقات العادية وهكذا فإن توازن الميزانية في الفكر المالي التقليدي أساسه‬

‫التوازن بين اليرادات العامة والنفقات العامة وبأي ثمن ‪ ،‬وليس ذلك إل فكرة منطقية لفكرة حيادة المالية‬

‫العامة السائدة في الفكر المالي‪.‬‬

‫مرحلة للدولة للمتدخلة‪:‬‬

‫إن أفكار القتصاديين التقليدين بدأت تتلشى تدريجيا بعد أن أثبتت الكساد العالمي الكبير أزمة ‪1929‬‬

‫عدم تحقيق التوازن القتصادي آليا كما أوضح بجلء الدور الذي يمكن أن تلعبه السياسة المالية في‬

‫إحداث التوازن ‪ ،‬فقد اتخذت السياسة المالية معنى أوسع من المعنى السابق فلم يعد من الممكن أن تظل‬

‫هذه السياسة ذات طابع حيادي بل أصبح يقصد بها مجهودات حكومية لتحقيق الستقرار وتشجيع النشاط‬

‫القتصادي حيث أصبحت ميزانية الدولة تمثل قطاعا حيويا له أهميته الكبرى وآثاره البالغة على القطاعات‬

‫الخرى وأولى بأهمية الدور الذي تلعبه السياسة المالية في تحقيق الستقرار القتصادي وهكذا أ خرج‬

‫كينز المالية العامة من عزلتها التقليدية عن سائر قطاعات القتصاد ‪ .‬نتيجة لزمة الفساد‪ ،‬الزمة‬

‫القتصادية الكبرى سـنة ‪، 1929‬انسـحبت الدولـة الليبراليـة وتركـت مكانتها للدولة المتدخلة ولذلك لعدم‬

‫تمكن الدولة سياستها المحايدة من معالجة مخاطر هذه الزمة وعليه ‪13‬ظهرت فلسفة جديدة تندد يتدخل‬

‫الدولة في النشاط القتصادي ‪ .‬واعتمد تدخل الدولة في هذا الطار على ركائز نظرية واجتهادات العديد‬

‫من المفكرين‪ ،‬من أبرز رواد هـذه المدرسـة هــو القتصـادي النجليـزي جــون مينــارد كينــز في ‪1936‬‬

‫مؤلفــه" النظريـة العامــة للعمالة والفائدة والنقود ‪.‬‬

‫مرحلة للدولة للعصرية ‪:‬‬


‫من خلل التطور السريع الذي شهدته اقتصـاد‪ʮ‬ت البلـدان المتطـورة في مجـال الخـدمات العموميـة‬

‫والجتماعية‪ ،‬عرفت المالية العامة تطو ار أكثر خـلل هـذا النصـف الثـاني مـن القـرن العشـرين وذلـك مـن‬

‫خـلل السـتغلل المثـل لليـرادات والتوزيـع العقـلني للنفقـات‪ .‬ف تـدخل الدولـة في الحيـاة القتصادية‬

‫أضحت وظيفة الدولة وظيفة دولة منتجة يتعدى تدخلها النشاط القتصـادي والجتمـاعي منه إوانما يشمل‬

‫ملكية واسعة لعوامل النتاج‪ .‬ففي ظل تزايد حدة البتكـار أصـبح واجبـا علـى الدولـة تبني بدقة مفهوم‬

‫الستراتيجية بدل من مفهـوم التخطـيط‪ .‬وذلـك نظـ ار لمـا يميزهـا مـن مرونـة في اسـتغلل اليرادات و‬

‫النفقات‪.‬‬

‫للمطلب للثاني ‪ :‬تعريف للنشاط للقتصادي‬

‫عائدل ماديا‪ ،‬وأحيانا ل تجني‬


‫هو جميع ما تمارسه أو تقدمه للمؤسسة من أعمال أو خدمات تحقق لها د‬

‫‪2‬‬
‫مردودا ماديا‪ ،‬كما هي الحال في الجمعيات الخيرية التي تعتمد على التبرعات‪.‬‬
‫ا‬ ‫المؤسسة من أعمالها‬

‫للمفاهيم للساسية للعامة للتي تعبر على للجولنب للمختلفة للنشاط للقتصادي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫النتاج – المبادلة – التوزيع – الستهلك‪.‬‬

‫لسنتاج‪ :‬عملية اقتصادية هدفها تحويل المعطيات الطبيعية أي المواد الولية أو‬ ‫‪-‬‬

‫مواضيع العمل بواسطة وسائل عمل من أجل خلق قيم استعماليه ‪valeurs d’usages‬‬

‫‪ ،‬تلبي الحاجيات الفردية و الجماعية للمجتمع‪.‬‬

‫من أهم عناصر النتاج‪ :‬العمل – رأس المال – الرض – "التنظيم"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2 2‬سمير عزار‪ ،‬موسوعة المال و القتصاد و إدارة العمال‪ ( ،‬لبنان‪ :‬دار النشر و التوزيع نوبليس‪ .2003 ،‬ص ‪99‬‬
‫للعمل‪ :‬يعتبر العمل العنصر الساسي و الرئيسي لكل نشاط اقتصادي و هو عبارة‬ ‫‪-‬‬

‫عن القوى الفكرية‪ ،‬الجسدية و العصبية التي يبذلها الشخص خلل قيامه بنشاط‬

‫اقتصادي‪.‬‬

‫رأس للمال‪ :‬هي تلك الشياء المكتشفة (التي اكتشفها النسان) من أجل القيام بعملية‬ ‫‪-‬‬

‫و استعمل النسان وسائل عديدة طورها بفضل عمله الفكري و الثقافي و‬ ‫النتاج‬

‫الفني وتعبر هذه الوسائل عن المستوى التقني و التكنولوجي للمجتمع‪.‬‬

‫توجد وسائل إنتاج بالمعنى الضيق و أخرى بالمعنى الواسع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫بالمعنى للضيق‪ :‬هي مجموع الشياء التي يضعها العامل بينه و بين موضوع العمل‬ ‫‪-‬‬

‫مثل آلة خياطة أو منشار‪...‬‬

‫بالمعنى للولسع‪ :‬هي كل الشروط المادية التي ل تستعمل مباشرة في عملية التحويل‬ ‫‪-‬‬

‫و لكن تعتبر من العوامل الضرورية لكي تتم هذه العملية مثل‪ :‬الطرقات – السدود –‬

‫المباني…‬

‫للرض‪ :‬تحتوي الرض على المواد الخاضعة للتحويل أي كل المواد الخام و المواد‬ ‫‪-‬‬

‫الولية‪ :‬الغاز – البترول – الحديد‪ .‬العلقة الموجودة بين هذه العناصر أن النسان‬

‫بفضل عمله الجتماعي و أثناء عملية النشاط إل قتصادى يستعمل وسائل عمل من‬

‫أجل تحويل مواضيع العمل و المواد الولية‪ ،‬ليتحصل على سلع تلبي حاجياته و هذه‬

‫العناصر‪ :‬وسائل العمل‪ ،‬مواضيع العمل تسمى "القوى النتاجية الجتماعية"‪.‬‬

‫للمبادلة‪ :‬هي نشاط اقتصادي يعبر عن عملية نقل البضاعة من شخص إلى شخص‬ ‫‪-‬‬

‫آخر أو عملية تقديم سلعة مقابل سلعة أخرى نقدية أو غير نقدية‪.‬‬
‫و المبادلة تختلف عن التداول فالمبادلة مرتبطة بوظائف تجارية‪ ،‬و تعبر عن عملية انتقال السلع من‬

‫شكل إلى شكل آخر‬

‫للمطلب للثالث‪ :‬أهمية للدولة في للنشاط للقتصادي و نظرياتها‬

‫قد استهدفت تنشيط قوة دفع النمو القتصادي‪ ،‬ودعم سوق العمل‪ ،‬إوايجاد فرص عمل جديدة‪ .‬وتباينت‬

‫الدول فيما بينها من حيث بنية وحجم وتركيبة "حزم التحفيز المالي"‪ .‬وبمقارنة برامج الحفز المالي في عينة‬

‫مكونة من ‪ 22‬دولة نامية ومتقدمة‪ ،‬تبين أنه على الرغم من أن التخفيضات الضريبية قد تجاوزت ثلث‬

‫حجم التحفيز المالي في القتصادات المتقدمة‪ ،‬إل أنها مثلت نحو ‪ %3‬فقط من النفاق المستهدف‬

‫للتحفيز في القتصادات النامية والصاعدة‪ .‬بالضافة إلى ذلك‪ ،‬فاقت نسبة النفاق المخصصة لتطوير‬

‫البنية التحتية في حزم تحفيز القتصادات النامية والصاعدة ثلثة أضعاف مثيلتها في القتصادات‬

‫المتقدمة‪ .‬وعلوة على ذلك‪ ،‬مثلت التحويلت الجتماعية إلى السر منخفضة الدخل نسبة ضئيلة نسبي ا‬

‫من حزم التحفيز المالي في كل من القتصادات المتقدمة والنامية والصاعدة (‪ 8.6% ،8.10%‬لكل‬

‫منهما على التوالي)‪.‬‬

‫وتؤكد العديد من الحصائيات أن من أبرز أدوات تدخل الدولة‪ ،‬هو تأميم الموارد والسيطرة على قطاعات‬

‫أساسية وحيوية بالدولة‪ ،‬قد باتت سمة أكثر وضوح ا خلل العوام الثلثة الخيرة‪ ،‬فقد شهدت أكثر من‬

‫‪ 15‬دولة بالعالم تقدم ا مضطردا في تأميم الموارد‪ ،‬منها دول صاعدة مثل الهند والصين وجنوب أفريقيا‬

‫وروسيا وغيرها‪ ،‬وأن نسبة الزيادة في تأميم الموارد قد بلغت أقصاها في دول منطقة شرق أفريقيا‪ ،‬وفي‬

‫أمريكا اللتينية‪ ،‬وهو أمر لتزال تداعياته على الستثمارات الخارجية غير واضحة حتى الن‪.3‬‬

‫‪3‬فضل اا محمد إسماعيل‪ ،‬الدولة المثالية‪:‬بين الفكر الغريقي والفكر السلمي ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ، 2008 ،‬ص ‪.139‬‬
‫إذن‪ ،‬عادت الدولة لتتدخل بشكل أكبر مما توقعه أنصار الرأسمالية المطلقة‪ ،‬فأضحت تراقب وتتحكم في‬

‫قوانين إواجراءات المصارف الكبرى‪ ،‬وتسعى لتأميم الموارد والقطاعات الحيوية‪ ،‬وتتدخل تنموي ا عبر فرض‬

‫المزيد من الضرائب لحداث تقارب بين الطبقات‪ ،‬وأخذت تراقب حركة السواق والستثمارات عن كثب‪،‬‬

‫ولجأت إلى تقليل المخاطر المتعلقة بالقتصاد الوهمي والفقاعات العقارية‪ ،‬وكلها أمثلة تشير إلى أننا أمام‬

‫موجة جديدة من عودة دور الدولة لتنظيم القتصاد عبر الرقابة الصارمة في الحد الدنى‪ ،‬وعبر التأميم‬

‫الممكن في الحد القصى‪.‬‬

‫فأهمية للدولة للنشاط للقتصادي هي ‪:‬‬

‫ل غنى للدولة وللمواطنين عن أن تؤدي الدولة أدوارها الولية في القتصاد‪ ،‬فنجاح الدولة في أداء‬

‫عول عليه في تحقيق نتائج هامة‪ ،‬أبرزها التي‪:‬‬


‫مسئوليتها القتصادية عي و‬

‫أوال‪ :‬رفع درجة الثقة في القتصاد‪ ،‬والثقة في القتصاد هي مؤشر تنتجه مؤسسات مالية عالمية؛ فإذا كان‬

‫جيدا فإنه يشجع المستثمرين والمنتجين على ممارسة أنشطتهم النتاجية داخل الدولة‪ ،‬وبالتالي توفير‬
‫ا‬

‫المزيد من التدفقات المالية وفرص التوظيف وتنشيط الخدمات المالية داخل القتصاد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تدعيم السلم الجتماعي‪ ،‬نجاح الدولة في تحقيق مستوى معيشة لئق للمواطنين‪ ،‬والحصول على‬
‫ا‬

‫رضائهم العام تجاه الخدمات العامة والدعم السلعي‪ ،‬وتقليل الفوارق الطبقية‪ ،‬كل ذلك يقلل من احتقان‬

‫الغاضبين‪ ،‬ويقلل من احتمالت حدوث اشتباكات أو احتقانات بين طبقات المجتمع لسباب اقتصادية‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬دفع التنمية المستدامة‪ ،‬لن التنمية القتصادية هي واحدة من أهم دعائم التنمية المستدامة‪ ،‬الكثر‬

‫شمولا‪ ،‬والتي تشمل جهود الدولة التنموية في مجالت أخرى كالجتماع والسياسة‪ .‬ويمكننا القول إن‬

‫الدوار القتصادية للدولة تمثل مدخلت أساسية لنتاج تنمية مستدامة‬


‫للمبحث للثاني ‪ :‬دور للدولة في للفكر للقتصادي‬

‫للمطلب للول ‪ :‬دور للدولة في للفكر للكلسيكي‪.‬‬

‫‪ .1‬دور للدولة للفكر للكلسيكي ‪:‬‬

‫أجمع مفكرو هذه المدرسة و من أشهرهم آدم سميث ومالتس وريكاردو ومل على مبدأ سيادة الحرية‬

‫القتصادية وحصروا دور الدولة في القيام ببعض الوظائف كالدفاع الخارجي والمن الداخلي و العدالة و‬

‫القيام ببعض الخدمات الساسية التي يعجز القطاع الخاص عن القيام بحكم انخفاض أو انعدام الملكية‬

‫فيها ‪ .‬و بحكم توسع السواق الخارجية و تزايد دور الحيوية القتصادية الخارجية‪.‬‬

‫للدولة في مجال حماية منافذ تصريف سلعتها و خدماتهاو السيطر ة على مناطق حصولها على المواد‬

‫الولية و اليدي العاملة المنخفضة الجور‪ ،‬حدث نوع من إعادة ترتيب دور الدولة على المستوى‬

‫التطبيقي إذ تقلص دور الدولة القتصادي على المستوى الداخلي‪ ،‬في السيطرة القتصادية و العسكرية و‬

‫السياسية على المستوى الخارج‪ .‬ولكن بظهور التطورات القتصادية الداخلية و مستجدات العلقات‬

‫القتصادية الخارجية‪ ،‬ثبت فشل آلية السوق لوحدها‪ ،‬و عدم قدر‪ē‬ا على سد الفراغ الذي تركته الدولة‬

‫على المستوى الداخلي في ميدان تخصيص الموارد و حسن استغللها‪ ،‬و توزيع الثروات و المداخيل‬

‫بشكل عادل‪ ،‬فأدت الحرية القتصادية للسواق غير الموجهة إلى حدوث أزمات كبيرة و أشهرها أزمة‬

‫الكساد القتصادي الكبير‬

‫للمطلب للثاني ‪ :‬دور للدولة في للفكر للقتصادي للكينزي‬

‫دور للدولة في للفكر للقتصادي للكينزي ‪:‬‬


‫أدى عجز النظرية الكلسيكية على مواجهة مشكلت القتصادات القوية خاصة الزمة المالية العالمية‬

‫الشاملة أو أزمة الكساد العالمي لسنة ‪ 1929‬إلى ظهور مجموعة من الفكار القتصادية تنتقد أفكار‬

‫الكلسيكيين و المناداة بتدخل الدولة لمواجهة الزمة‪ ،‬و كان على رأس أصحاب تلك الفكار القتصادي‬

‫"جون مينارد كينز" الذي أعطى تحليل جديدا للظواهر القتصادية أل و هو التحليل الكلي أي التركيز‬

‫على الكلية عكس النظرية الكلسيكية التي اهتمت فقط بمشكلة سلوك الوحدة القتصادية‪.‬‬

‫لقد رفض "كينز" العتراف بما جاءت به النظرية الكلسيكية بأن الفرد‪ ،‬و هو يحقق مصلحته الخاصة ل‬

‫يضر مصالح الخرين‪ ،‬كما رأى أن تدخل الدولة عند الضرورة لتحقيق التوظيف الكامل عن طريق خلق‬

‫طلب كاف لمعادلة الزيادة في النتاج و البيئة و الظروف اللزمة لتحقيق التوازن شيء ضروري و‬

‫‪4‬‬
‫لزم‪.‬‬

‫و توافقت التجربة التطبيقية للسياسة الكينزية مع التطورات القتصادية العالمية و أهمها نشأة الدولة‬

‫الشتراكية و قيامها على أساس يخالف أسس النظام الرأسمالي‪ ،‬و تلعب الدولة فيه دو ار محوريا في مجال‬

‫التنظيم والتخطيط‪ ،‬و في ميدان الستثمار و النتاج و الستهلك عن طريق قطاع عام قوي‪ ،‬هذا من‬

‫جهة ‪ .‬ومن جهة أخرى نجد الدمار الكبير الذي خلفته الحرب العالمية الثانية ‪.‬‬

‫إل أن إسناد دور متعاظم للدولة لتحسين كفاءة السوق و التخفيف من النحرافات التوزيعية وانعكاساتها‬

‫الجتماعية إضافة إلى المهام التقليدية التي ظلت تمارسها كالمن والدفاع و العدالة والتعليم والصحة و‬

‫المحافظة على قوة العمل‪ ،‬كل ذلك أدى إلى تنامي الختللت القتصادية والجتماعية وعجزت المدرسة‬

‫‪4‬عصام أحمد البهجي‪ ،‬الموسوعة القانونية لبورصة الوراق المالية في التشريعات العربية‪ ،‬الطبعة الولى‪ ( ،‬مصر‪ :‬دار الجامعة الزارطية‪،‬‬
‫‪ .2009‬ص ‪66‬‬
‫الكينزية عن تفسير اخفاق الدولة في إعادة التوازنات المطلوبة رغم تدخلها القوي‪ ،‬وفقدت بذلك الفكار‬

‫القتصادية الكينزية للدولة فعاليتها التطبيقية و كفاءتهاالميدانية‪.‬‬

‫للمطلب للثالث‪ :‬دور للدولة في للفكر للقتصادي لليبيرللي للحديث‬

‫دور للدولة للفكر للقتصادي للليبيرللي للحديث ‪:‬‬

‫موازاة مع بدأ ا التحاد السوفياتي و النظام الشتراكي ككل و اخفاق مسيرة التنمية في الدول التي تبنت‬

‫ذلك النظام و منها الدول النامية‪ ،‬راح الفكر الليبيرالي يتجدد عبر تياراته العديدة‪ ،‬و التي تشترك جميعها‬

‫في التركيز على تحجيم دور الدولة في الحياة القتصادية و حصر تدخلها في أدنى الحدود ‪ .‬عملت‬

‫جميعها على تقليص دور الدولة في الحياة القتصادية الى الحدود الدنيا عن طريق سياسات خوصصة‬

‫القطاع العام‪ ،‬و اعادة النظر في الحماية الجتماعية و تخفيض اللتزامات الجبارية و القتصاد في‬

‫النفقات العامة‪ ،‬و إعطاء الدور الحيوي للقطاع الخاص‪ ،‬وتحرير السواق النقدية والمالية وتوازنا‪ē‬ا على‬

‫حساب التوازنات الجتماعية و القتصادية‪ .‬و هكذا عادت الفكرة المركزية في الليبيرالية ‪-‬التي تعتبر ان‬

‫من شأن السوق لوحدها فقط‪ ،‬و بدون تدخل أي جهة أخرى‪ ،‬أن تؤمن توزيع الثروات والخدمات‪ ،‬وتوفير‬

‫الستثمار والتنمية‪ -‬إلى البروز وبوسائل أحدث وأقوى وأوسع ومنها الشركات القتصادية الكبرى تدعمها‬

‫بعض الحكومات كما حدث في بريطانيا في ظل حكومة المحافظين بقيادة تاشر عام ‪ 1979‬م‬

‫إعادة النظر في دور الدولة و يتم ذلك عن طريق إلغاء دورها في اللتزام بمهامها الجتماعية والقتصادية‬

‫كتخفيض أو إلغاء المساعدات و العانات للمواطنين و رفع الحماية الجتماعية عنهم وتفكيك أو إزالة‬

‫المؤسسات و القوانين التي تنظم شروط العمل (مدة ساعات العمل‪ ،‬الحد الدنى للجور‪ ،‬ظروف‬

‫العمل‪ )...‬وتلك التي تنظم وتراقب اجازات الستثمار وشروطه وحماية الثروات العامة والبيئة‪ ،‬و الحماية‬

‫الجمركية و غيرها ‪ .‬وبالجمال التخلص من كل السياسات التي تعيق حرية السواق وتوسيعها و‬
‫تطويرها ‪.‬ويبقى على الدولة فقط تأمين البنية التحتية التي تدعم حركة السوق كالطرق و المطارات و‬

‫المرافيء داخليا أو إعادة احتواء أسواق السلع والخدمات‪ ،‬وأسواق المواد الولية والطاقوية خارجيا‬

‫الدولـ ة لهــا دور فــي التنميــة القتصــادية والجتماعيــة‪ ،‬ولكــن لــي بوصــفها الجهــة التــي تقــوم مباش ـرة‬

‫بتحقيق النمو‪ ،‬بل بوصفها شريكا وعامل محفزا‪ ،‬أي أداة تعمل على تيسير المور‪ .‬ومـن ثـم فـإن هنـاك‬

‫مهـام جوهريـة تعتبر محـور رسـالة الدولـة‪ ،‬وبـدونها يتعـذر تحقيـق التنميـة المستدامة التـي يسـتفيد الجميـع‬

‫بمنافعهـا والتـي تـؤدي إلـى القلل من الفقر و العوزو تتمثل هذه المهام في‪:‬‬

‫‪ ‬تعـديل القـوانين القتصـادية القائمـة‪ ،‬واستحداث قـوانين جديـدة وبمـا يحقـق قيـام بنيـة قانونيـة ملئمة‬

‫للنشاط القتصادي‬

‫‪ ‬وضع سياسات اقتصادية مالية – نقدية‪ -‬تجارية مرنة ومستقرة وواضحة المعالم وأل هداف‬

‫‪ ‬تفعيــل الق ـوانين والتش ـريعات النافــذة بمــا يضــمن النضــباط والمحاسبة والشــفافية والســتقرار‬

‫‪ ‬دعـم بـرامج البحـث والتطـوير والتحـديث فـي المؤسسات القتصـادية إوالداريـة لمواكبة المستجدات‬

‫في ألسواق العالمية‪.‬‬

‫‪ ‬ضمان وحماية حقوق الملكية الفردية حاف از في برامج التنمية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬لحد من الحتكار والتجاهات الحتكارية وتعزيز المنافسة ‪.‬‬

‫للمطلب للرلبع ‪ :‬دور للدولة في للفكر للقتصادي للماركسي و لسسلمي‬

‫ساهمت التحولت القتصادية و السياسية و الجتماعية التي عرفتها أوروبا بعد الثورة الصناعية في‬

‫ظهور طبقة اجتماعية تضررت من انتقال الوروبي من مرحلة القطاع إلى المرحلة الرأسمالية‬

‫الصناعية و هي الطبقة العاملة فتشكلت حركات ثورية من بين صفوفها صاحبها بروز نظريات فكرية‬

‫‪5‬فضل اا محمد إسماعيل‪ ،‬الدولة المثالية‪:‬بين الفكر الغريقي والفكر السلمي ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ، 2008 ،‬ص ‪.139‬‬
‫فلسفية راحت تساهم في بلورة هوية تلك الطبقة و في تعرية و انتقاد ممارسات النظام الرأسمالي في‬

‫استغلله للعمال بطول ساعات العمل و قساوة ظروف القيام به و ضعف الجور و اتساع رقعة‬

‫حم لَ نَ لل النظام‬
‫الفقر ‪ .‬جاء على رأس تلك النظريات و الفكار الفكر الماركسي نسبة لماركس الذي ل‬

‫الرأسمالي مسؤولية ذلك الستغلل و دعى إلى التخلي عنه و التحول إلى النظام الشتراكي الذي‬

‫أضحت فيه الدولة جهاز سيطرة نخبوية تمارس حماية الطبقة الشغيلة و رعاية مصالح العمال عن‬

‫طريق التحكم في السياسة و القتصاد و فأصبحت هي المقاول و المنتج و الموزع و المشغل فحلت‬

‫محل السوق و محل القطاع الخاص‪ ،‬و تحملت لوحدها مسؤولية التنمية القتصادية و الجتماعية فلم‬

‫يعد دورها قاص ار على توفير المن في الداخل و الخارج و ضمان استقرار الطار القانوني للنشاط‬

‫القتصادي‪ ،‬بل أصبحت الدولة مسؤولة أيضا عن توفير قدر من الحقوق القتصادية و الجتماعية‬

‫للمواطنين و ضمان تحقيق درجة أكبر من العدالة و المساواة بينهم‪ ،‬و ذلك بحماية مستوى النشاط‬

‫القتصادي والعمالة ودفع التنمية القتصادية عن طريق خلق الستثمار والتصنيع من خلل وضع‬

‫الخطط القتصادية في شكل مخططات رباعية و خماسية تحدد الهداف التي ينبغي الوصول إليها‬

‫وبيان الوسائل و الساليب التي تضمن تحقيقها‪.‬‬

‫الفكر السلمي ‪ :‬يجب في البداية التفرقة بين نشأة الدولة السلمية من ناحية و بين أراء الفلسفة‬

‫السلمية حول نشأة الدولة بصفة عامة‪.‬‬

‫فقد تناول المفكرون السلميون موضوع نشأة الدولة و أرجعوها إلى تعدد حاجات النسان و عدم‬

‫قدرته على القيام بها وحده و لجوءه إلى غيره للتعاون من أجل تحقيق الهداف المشتركة مما أدى في‬

‫النهاية إلى ظهور المجتمع المنظم أبي الدولة‪.‬‬

‫و يتناول الغزالي على سبيل المثال نشأة الدولة موضحا أنها نتيجة للجتماع البشري فيقول أنها قامت‬

‫لحفظ العباد من اعتداء بعضهم على بعض ‪ .‬ويقول ‪ ":‬ومعلوم أن السلطنة و المارة لو تعطلت لبطل‬
‫الدين و الدنيا جميعا ‪،‬وثار القتال بين الخلق ‪،‬وزال المن ‪ ،‬وخربت البلد ‪ ،‬وتعطلت المعايش"‪...‬‬

‫و يرى الفارابي أنه ل يمكن يصل النسان إلى الكمال الذي تدفعه إليها الفطرة الطبيعية إل بتعاونه‬

‫مع غيره من الفراد‪ .‬و أن هناك اختلفا في قدرات الفراد و استعداداتهم و حاجاتهم و بالتالي نشأ ما‬

‫يسمى " الحقوق و الواجبات " و التخصص حتى يكمل البعض البعض الخر‪.‬‬

‫أما بالنسبة لنشأة الدولة السلمية فيمكن تحديدها مراحلها كما يلي‪:‬‬

‫‪‬بدأت الدعوة إلى السلم تم أذن للنبي صلى ال عليه وسلم أن يدعو الناس جهرا‪.‬‬

‫‪‬كانت بيعة العقبة الولى و الثانية بمثابة حجر الزاوية في بناء الدولة السلمية‪.‬‬

‫‪‬وجد المسلمون في المدينة الذي مثلت القليم الذي استقروا عليه بأمان ‪ ،‬كما كان نظام السلم خير‬

‫نظام للحكم و نشأت أول حكومة إسلمية كاملة‪.‬‬

‫‪‬قامت الدولة السلمية في المدينة بتنظيم الدفاع و حماية المن و نشر العلم و العدل و عقد‬

‫المعاهدات و إيفاد السفراء‪ .‬و كان النبي رئيسا لهذه الدولة‪.‬‬

‫للمبحث للثالث ‪ :‬ركائز للدولة في للقتصاد‬

‫للمطلب للول ‪ :‬دور للدولة في مولجهة للزمات للقتصادية‬

‫أدت الزمة القتصادية العالمية التي طالت معظم دول العالم تقريبا إلى تجديد التنازع بين دور الدولة‬

‫ودور السوق في القتصاد‪ .‬ولكن في البداية يجب أن يكون مستق ار في الذهن أنه ل يمكن لقتصاد السوق‬

‫أن يعمل في فراغ‪ .‬فلبد لكي يعمل اقتصاد السوق بكفاءة – لبد له من وجود حكومة تضمن وجود شبكة‬

‫من اللوائح والقوانين‪ ،‬كما تضمن في ذات الوقت تنفيذ تلك اللوائح والقوانين‪ ،‬وذلك فيما بين الطراف‬

‫العديدة التي تتعامل في اقتصاد دولة ما‪ .‬كما تقوم الحكومة في بعض الحيان بوضع تعريفات محددة‬

‫للمعايير التي تتعامل بها‪ ،‬وعلى سبيل المثال فهي تضع قيمة محددة لما يحتويه الجنيه من قوة شرائية‪،‬‬
‫ووزنا معينا لما يحتويه الكيلو جرام من وزن‪ ... ،‬الخ‪ .‬كما يجب على الحكومة أيضا القيام بجباية‬

‫الضرائب لدعم أنشطتها‪ ،‬وهو المر الذي يؤثر في المقابل على عملية صنع القرار القتصادي من خلل‬

‫أولئك الذين يتأثرون بهذه الضرائب‪.6‬‬

‫يجمع الخبراء و المحللون على أن وقوع الزمات المالية الحديثة و ما أفرزته من كوارث اقتصادية كونية‬

‫مرتبط ارتباطا شديدا بالنفلت التام في عالم المال لما خارج عن نطاق القواعد و النظم المتعارف عليها‬

‫عبر قرون من الزمن‪ ،‬و أن ذلك ما كان ليقع لول قبول دو ل مهيمنة على القتصاد العالمي بتغييب‬

‫سلطات الرقابة و المتابعة و تعطيلها‪ ،‬كأجهزة تابعة لسلطة الدولة‪ ،‬عن أداء عملها تجاه المؤسسات‬

‫والشركات المالية و سلوكيا الستغللية المنفلتة من كل القيود القانونية و الخلقية ‪.‬بأن السواق تملك‬

‫الخفية" القادرة على تصويب أو تصحيح الزمات مهما اشتدت لكن و في تناقض صارخ مع مبادئها‬

‫القتصادية الرأسمالية‪ ،‬التزمت تلك الدول بتحمل أعباء تلك الزمات‬

‫بل لم يكن أمام بعض الدول من وسيلة لنقاذ النظام المصرفي سوى تأميم البنوك المعرضة تأميما كليا و‬

‫لو بشكل مؤقت قصد إعادة هيكلتها ثم إعادة بيعه إلى القطاع الخاص و في ذلك خضوع لعتبارات‬

‫فرضها الواقع و ليس لقناعة مذهبية جديدة‪.‬‬

‫للمطلب للثاني ‪ :‬أهدلف للدولة للتي وجب مولكبتها في للقتصاد‬

‫إن دور الدولة يجب أن يتواكب مـع زيـادة قـدر ها المؤسسية عـن طريـق تـوفير الحـوافز لتحسـين أل داء‬

‫مـع الحـد من التصرفات التحكمية‪ ،‬ومن هنا فإن دور الدولة تجديد ينبغيان يهدف إلى ‪:‬‬

‫‪6‬هارولد لماسكي‪ ،‬مدخل إلى علم السياسة‪ ،‬ترجمة عز الدين محمد حسين ‪ ،‬مؤسسة سجل العرب‪ ،‬القاهرة ‪.16-15‬ص‪1965 ،‬‬
‫‪ ‬يعزي تكوين الحياة الجتماعية إلى ميل النسان إلى التجمع مع أقرانه في شكل جماعات تربطهم‬

‫روابط معينة كالقرابة أو الدين أو العمل المشترك أو القتال و غيرها من العوامل‪ ،‬مجتمعة أو‬

‫جزءا منها ‪.‬حياة اجتماعية تطلبت التفكير في إقامة سلطة بدائية ضرورية تنظم سير الحياة‬

‫فتطورت حتى أخذت شكل الدولة ‪.‬‬

‫‪ ‬العمل على تحقيق التنمية الشاملة وهذا يقتضي العمل على ضمان النتفاع بكل الموارد‬

‫القتصادية المتاحة و استغللها و استخدام كل من العملية النتاجية وعمارة الرض وتوجيه‬

‫النتاج نحو التنويع حسب الولويات الشرعية بما يخدم مصالح و الستفادة من الخبرات الفنية‬

‫المتاحة‪.7‬‬

‫‪ ‬الشراف على النقود من حيث صكها و المحافظة على قيمة وحدة النقد أي تحقيق الستقرار‬

‫النقدي في القتصاد‪.‬‬

‫‪ ‬إذن فاول دور تلعبه الدولة في القتصاد هو حماية تطبيق القانون والنظام العام‪ ،‬واللذين بدونهما‬

‫ل يمكن لقتصاد السوق العمل أو الستمرار‪ .‬ذلك أن الدور الذي يلعبه وجود شبكة موثوق بها‬

‫من القوانين هو نفس الدور الذي تلعبه السعار في القتصاد‪ ،‬كما أن وجود تلك الشبكة من‬

‫القوانين لفهم وملحظة ما يحدث في الماكن التي ل يوجد فيها مثل تلك الشبكة من القوانين‪.‬‬

‫فالدول التي تكون حكوماتها غير فعالة أو تسلطية أو فاسدة يمكن أن تظل فقيرة بالرغم من وفرة‬

‫الموارد الطبيعية‪ ،‬بسبب عدم رغبة المستثمرين الجانب أو المحليين في المخاطرة باستثماراتهم‬

‫الكبيرة المطلوبة لتطوير الموارد الطبيعية إلى منتجات تؤدي لزيادة رخاء تلك الدول‪.‬‬

‫كما أن " تعطيل القانون " له تكاليفه الباهظة على القتصاد‪ .‬وبالضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن قدرة‬

‫الجهاز البيروقراطي على إحداث هذا " التعطيل " عادة ما يعني وجود فرصة لهم لجمع الرشاوى‬

‫‪7‬علي عبد المعطي‪ ،‬الفكر السياسي الغربي‪ ،‬دار المعرفة الجامعيي ة‪ ،‬السكندرية ‪، 1981‬ص ‪.67‬‬
‫للسراع بإنجاز الشياء المطلوبة – وهو ما يضيف إلى زيادة تكاليف أداء العمال‪ .‬وهذا يعني‬

‫بالمقابل أسعار أعلى للمستهلكين‪ ،‬وبالتالي مستويات أقل للمعيشة بالنسبة للبلد ككل‪.‬‬

‫وأما الدور الخير فهو دور الدولة في إعادة توزيع الدخل والثروة‪ ،‬ويتحدد هذا من خلل مالية‬ ‫‪‬‬

‫الدولة في المقام الول‪ ،‬والذي تقوم الدولة من خلله بتحصيل الضرائب وغيرها من اليرادات‬

‫واستخدامها للنفاق على مجالت معينة‪ ،‬وعادة ما يتقاطع هدف إعادة التوزيع مع أهداف تنموية‬

‫أخرى فعلى سبيل المثال جمع الضرائب لدعم نظم التعليم والرعاية الصحية ترفع من مستويات‬

‫المعيشة ولكنها في الوقت نفسه ترفع من إنتاجية وكفاءة القوى العاملة وتخفض من تكلفة العمل‬

‫على أصحاب الشركات الخاصة‪ ،‬ويتصل دور الدولة في إعادة التوزيع اتصال وثيقا بقضية‬

‫شرعية الدولة والنظام الجتماعي ككل لنه من خللها يتحدد للمواطنين ـ أو لجزء كبير منهم ـ ما‬

‫إذا كان النظام الجتماعي والقتصادي والسياسي يخدم مصالحهم أو يضمن لهم فرصا مستقبلية‬

‫في الترقي وتحسين مستويات المعيشة‪ ،‬ومن هنا كانت قضية إعادة التوزيع تجمع بين الشرعية‬

‫السياسية وشرعية النظام الجتماعي ووظائف الدولة التموية في آن واحد ‪.‬‬

‫للمطلب للثالث ‪ :‬آثار للدولة في للفكر للقتصادي‬

‫واضطلعت الدولة بدور أكبر خصوصا في مجال التنمية القتصادية بحجة أن القطاع العام يشكل عنص ار‬

‫فاعل للتنمية‪ ،‬وذلك لمكانياته الكبيرة ‪ .‬ونتيجة لذلك فقد تدخلت الدولة للقيام بالتنمية تحقيقا للمصلحة‬

‫العامة‪ ،‬والحجة في ذلك أن القطاع الخاص لن يستطيع تحقيق أهداف ا لتنمية فالقتصاد ‪.‬‬

‫من الطبيعي أن كل إنسان يسعى إلى إشباع حاجاته المتعددة والمتزايدة وهو أساس المشكلة القتصادية‬

‫فالمشكلة القتصادية تتمثل في ندرة الموارد المتاحة بالنسبة للحاجات المتعددة‪ ،‬مما يتطلب اختيار إشباع‬
‫بعض الحاجات والتضحية بباقي الحاجات‪ ،‬وهنا نجد أن تلك الحاجات التي يشبعها النسان تنقسم الى‬

‫نوعين أساسيين هما‪:8‬‬

‫حاجات خاصة‪ :‬يقوم الفرد بإشباعها بنفسه لنها تحقق له وحده النفع لذلك هو يدفع‬ ‫‪‬‬

‫قيمة تلك الحاجات مثل الحاجة الى الطعام والمسكن والزواج وغيرها من الحاجات النتي‬

‫تعود بالمنفعة على صاحبها فقط‪.‬‬

‫عامة‪ :‬وهي حاجات ل تعود بالمنفعة على الفرد وحده‪ ،‬بل تعود بالمنفعة‬
‫حاجات م‬ ‫‪‬‬

‫على المجتمع ككل لذلك ل يشبعها الفرد لنفسه بل يسعى الفراد والمجتمع كلهم لشباعها‬

‫مثل الدفاع والعدالة والمن ‪.‬وهنا نتساءل هل هناك فرد على استعداد لتحمل نفقة رصف‬

‫طريق لمجرد انه يمشى عليه؟ وهل هناك شخص ما يدفع ثمن دبابة لتشارك في حمايته؟‬

‫لن المنفعة من هذه الشياء ل تعود عليه هو فقط بل تعود‬


‫الجابة بالطبع هي‪ :‬ل‪ .‬ن‬

‫على المجتمع ككل‪ ،‬لذلك يجب ان يتحملها الجميع‪.‬‬

‫شهدت هذه الفترة ظهور الدولة الحديثة التي تحكمها مركزية قوية كان هدفها الرئيسي زيادة الثروة عن‬

‫طريق تجميع الذهب و الفضة بإتباع جميع الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف ‪ .‬و تميزت‬

‫بالعتقاد الجازم بمزايا و فوائد تدخل الدولة إذ هي الوحيدة القادرة على ترجيح كفة العتبارات القتصادية‬

‫للمجتمع بأكمله ضد المصالح الشخصية المتناقضة و فتح أسواق جديدة لتسويق النتاج و حماية‬

‫‪9‬القتصاد الوطني بشكل عام بكل الوسائل‪ ،‬داخليا و خارجيا‪،‬و كان الميزان التجاري من وجهة نظر‬

‫التجاريين تعبي ار عن مدى قوة الدولة‪.‬‬

‫‪8‬محمد يونس الصائغ‪ ،‬النظام المالي في الدولة السلمية‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق‪ ،‬ا‪Đ‬لد ‪، 10‬العدد ‪، 2008، 38‬ص ص ‪2-199‬‬

‫‪9‬بد امزيان‪ ،‬النظريات القتصاديية عند ابن خلدون‪ ،‬المؤسسة الوطنيي ة للنشر والشهار‪ ،‬الجزائر ‪ .‬ص ‪63‬‬
‫‪ ‬ينطلق الدور الثالث من اتخاذ الدولة لدور تنموي إزاء القتصاد بأن تضطلع بإدارة جزء من‬

‫الموارد القتصادية بما يدفع النمو أو يحقق أهدافا تنموية كالتصنيع أو دعم منافسة الصناعات‬

‫المحلية في السواق العالمية أو تنمية قطاعات بعينها لخلق الوظائف‪ ،‬ويمتد هذا الدور إلى‬

‫اضطلع الدولة بدور داعم للقتصاد الخاص عن طريق الستثمار الحكومي في قطاعات قلما‬

‫يتجه إليها الستثمار الخاص لضعف عائدها على المدى المباشر كالبنية الساسية والستثمار‬

‫في الموارد البشرية من خلل التعليم والتدريب المهني والرعاية الصحية والتأمين الجتماعي‪ ،‬وهي‬

‫قضايا لها بعد تنموي من ناحية لنها تزيد من قدرة القتصاد على المنافسة والنمو وترفع من‬

‫مستويات المعيشة‪ ،‬ولها بعد اجتماعي كذلك لنها تمس القدرات النتاجية للمواطنين‪ ،‬وترتب لهم‬

‫حقوقا اقتصادية واجتماعية كمواطنين وليسوا فحسب كأطراف في العملية النتاجية ‪.‬‬

‫‪ ‬دور الدولة التنظيمي‪ ،‬والذي تضطلع الدولة فيه بتنظيم العلقات بين الفاعلين القتصاديين ابتغاءا‬

‫للصالح العام‪ ،‬وفي هذا السياق تتدخل الدولة لضبط اختللت القوة بين الفاعلين القتصاديين‬

‫كحال قوانين منع الحتكار والقوانين المنظمة لتدفق المعلومات في أسواق الوراق المالية والقواعد‬

‫الضابطة لنشاط البنوك وقوانين حماية المستهلك وقواعد السلمة الصحية والمن الصناعي والحد‬

‫الدنى من الحقوق للعمال وغيرها ‪.‬‬

‫دور الدولة التنظيمي‪ ،‬والذي تضطلع الدولة فيه بتنظيم العلقات بين الفاعلين‬ ‫‪‬‬

‫القتصاديين ابتغاءا للصالح العام‪ ،‬وفي هذا السياق تتدخل الدولة لضبط اختللت القوة‬

‫بين الفاعلين القتصاديين كحال قوانين منع الحتكار والقوانين المنظمة لتدفق المعلومات‬
‫في أسواق الوراق المالية والقواعد الضابطة لنشاط البنوك وقوانين حماية المستهلك‬

‫‪10‬‬
‫وقواعد السلمة الصحية والمن الصناعي والحد الدنى من الحقوق للعمال وغيرها‬

‫‪10‬محمد عامر شابرا‪ ،‬السلم والتحدي القتصادي" المعهد العالمي للفكر السلمي والمعهد العربي للدراسات الماليي ة والمصرفيي ة"‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫الردن‪، 1996 ،‬ص‪9‬‬
‫ايتة‬
‫وهكذا تبدو الفكرة الساسية التي تتخلل جميع هذه المواقف هي أن الدولة تتحمل شروط النتاج الرأسمالي‬

‫إواعادة إنتاج العلقات الجتماعية المرتبطة بهذا النمط‪ .‬أما نقطة الختلف الرئيسية بينها فتمثل في‬

‫إعتبار الدولة ذات جوهر رأسمالي بالنسبة للبعض‪ ،‬مقابل كونها ليست سوى صيغة أو أداة بالنسبة‬

‫لخرين‪ .‬و لكن حتى في الحالة الثانية فإنها مبنية بطريقة تجعل وجودها ذاته متوقفا على مدى تلبيتها‬

‫لشروط نمط النتاج الرأسمالي‪ .‬لكن في الحالتين‪ ،‬هناك قيود على تصرف الدولة و ليمكن إستبعاد‬

‫التأثيرات العكسية لتدخلها‪ .‬وبهذا الصدد يقول بعض الباحثين أنه يمكننا القول من الناحية التاريخية أن‬

‫تنامي تدخل الدولة الذي ساعد "على توفير أرضية صلبة لتراكم رأس المال بعد الحرب الثانية هو ذاته‬

‫الذي يهدد الن إستمرار التراكم ذاته‬


‫مراجع‬
‫‪ ‬فضل اال محمد إسماعيل‪ ،‬الدولة المثالية‪:‬بين الفكر الغريقي والفكر السلمي ‪ ،‬دار الجامعة‬

‫الجديدة‪.2008 ،‬‬

‫الجامعي ة‪ ،‬السكندرية ‪. 1981‬‬


‫ن‬ ‫‪ ‬علي عبد المعطي‪ ،‬الفكر السياسي الغربي‪ ،‬دار المعرفة‬

‫الوطني ة للنشر والشهار‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬


‫ن‬ ‫القتصادية عند ابن خلدون‪ ،‬المؤسسة‬
‫ن‬ ‫‪ ‬بد مزيان‪ ،‬النظريات‬

‫‪ ‬هارولد لماسكي‪ ،‬مدخل إلى علم السياسة‪ ،‬ترجمة عز الدين محمد حسين ‪ ،‬مؤسسة سجل العرب‪،‬‬

‫القاهرة ‪1965.‬‬

‫اقتصادي الخوصصة‬
‫ن‬ ‫الدولي حول‬
‫القتصادية‪ ،‬الملتقى ن‬
‫ن‬ ‫‪ ‬صالح صالحي‪ ،‬دور الدولة في الحياة‬

‫عب اس‪ ،‬سطيف ‪. 2004‬‬


‫والدور الجديد للدولة‪ ،‬جامعة فرحات ن‬

‫‪ ‬محمد يونس الصائغ‪ ،‬النظام المالي في الدولة السلمية‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق ‪،‬العدد ‪38‬‬

‫‪. 2008،‬‬

‫‪ ‬محمد عامر شابرا‪ ،‬السلم والتحدي القتصادي" المعهد العالمي للفكر السلمي والمعهد العربي‬

‫في ة"‪ ،‬عمان‪ ،‬الردن‪. 1996 ،‬‬


‫المالي ة والمصر ن‬
‫ن‬ ‫للدراسات‬

You might also like