Professional Documents
Culture Documents
دور الدولة في النشاط الاقتصادي
دور الدولة في النشاط الاقتصادي
جيمعة الزائر3
كرة العلوم اقتصيدية و العلوم العجيرية و علوم التسيري
الموعة 1 :الفوج 3 :
بث حول
بوطيش لطفي
بودة محمد
خاتمة
مرلجع
مقدمة
الحديث عن دور الدولة في تأدية الوظيفة القتصادية أو غيرها ،و مدى إيجابية ممارسة ذلك الدور أو
سلبيته ،يتطلب اللمام بمفهوم الدولة و طبيعتها .فالدولة كحكم مؤسساتي تتميز عن الهيئات السياسية
وعن المدني وحتى عن الحكومة في مفهومها الحديث و مفهوم الدولة نفسه يخضع إلى التجديد و التحديث
بفعل التطور الذي تعر فه الحياة النسانية .إواذا كان هنالك نموذجا نظريا يحدد الخطوط الرئيسية للدولة،
فإن الواقع يفرض نماذج تختلف كثي ار أو قليل عن النموذج النظري بفعل اختلف الظروف المحلية
تعرف الدولة بأنها تنظيم سياسي للمجتمع أو هيئة سياسية أو تحديدا مؤسسات الحكومة ،وهي شكل من
أشكال المؤسسات النسانية التي تتميز عن الفئات والمؤسسات الخرى من خلل الغرض الخاص بها
وهو تأسيس المن والنظام ،وأساليبها المطبقة من خلل النظام والقوة ،وأقاليمها أي المناطق الخاضعة لها
وحدودها الجغرافية ،وسيادتها ،كما تتكون الدولة من اتفاق الفراد على عدة وسائل وأساليب يمكن بموجبها
تسوية النزاعات باتباع القوانين ،بالضافة إلى أن مصطلح الدولة في عدة مناطق مثل الوليات المتحدة
وأستراليا ونيجيريا والمكسيك والب ارزيل يشير إلى الوحدات السياسية وليس السيادة ،والتي تخضع لسلطة
1
الدولة الكبر والتحاد الفيدرالي
تعتبر الدولة شكلا من أشكال النظم السياسية التي تتميز بأنها ليست مدمجة في أي اتحادات سياسية
أخرى ،على الرغم من أنها قد تضم اتحادات أخرى من خلل اتباعها لسلطات أخرى مثل دولة أو
إمبراطورية مختلفة ،كما تتميز الدولة الواحدة عن نظيراتها من الدول في أنها تمتلك هيكل مستقل للسلطة
تمتلك شعب ،والدولة تنشأ من المجتمع ،بالضافة إلى أن الدولة تعتبر بناء سياسي نشأ في أوروبا
الحديثة وتم تك ارره في جميع أنحاء العالم ،كما يعتبر أهم جانب في الدولة هو جودتها التي تعتبر كيان
اعتباري تعاوني
والجتماعي في أقل الحدود الممكنة المر الذي أفقد عناصر ماليتها كل أثر فعال على القتصاد
1هارولد لسكي ،مدخل إلى علم السياسة ،ترجمة عز الدين محمد حسين ،مؤسسة سجل العرب ،القاهرة .16-15ص ،ص 23
القومي( حيادة السيادة المالية ) ،وقد نتج عن هذا أن اقتصرت النفقات العامة بصفة عامة على ضمان
التوازن بين اليرادات والنفقات او التوازن المحاسبي أي رفض التقليديون اللتجاء إلى عجز الميزانية
باللتجاء إلى القروض لتغطية النفقات العادية وهكذا فإن توازن الميزانية في الفكر المالي التقليدي أساسه
التوازن بين اليرادات العامة والنفقات العامة وبأي ثمن ،وليس ذلك إل فكرة منطقية لفكرة حيادة المالية
إن أفكار القتصاديين التقليدين بدأت تتلشى تدريجيا بعد أن أثبتت الكساد العالمي الكبير أزمة 1929
عدم تحقيق التوازن القتصادي آليا كما أوضح بجلء الدور الذي يمكن أن تلعبه السياسة المالية في
إحداث التوازن ،فقد اتخذت السياسة المالية معنى أوسع من المعنى السابق فلم يعد من الممكن أن تظل
هذه السياسة ذات طابع حيادي بل أصبح يقصد بها مجهودات حكومية لتحقيق الستقرار وتشجيع النشاط
القتصادي حيث أصبحت ميزانية الدولة تمثل قطاعا حيويا له أهميته الكبرى وآثاره البالغة على القطاعات
الخرى وأولى بأهمية الدور الذي تلعبه السياسة المالية في تحقيق الستقرار القتصادي وهكذا أ خرج
كينز المالية العامة من عزلتها التقليدية عن سائر قطاعات القتصاد .نتيجة لزمة الفساد ،الزمة
القتصادية الكبرى سـنة ، 1929انسـحبت الدولـة الليبراليـة وتركـت مكانتها للدولة المتدخلة ولذلك لعدم
تمكن الدولة سياستها المحايدة من معالجة مخاطر هذه الزمة وعليه 13ظهرت فلسفة جديدة تندد يتدخل
الدولة في النشاط القتصادي .واعتمد تدخل الدولة في هذا الطار على ركائز نظرية واجتهادات العديد
من المفكرين ،من أبرز رواد هـذه المدرسـة هــو القتصـادي النجليـزي جــون مينــارد كينــز في 1936
والجتماعية ،عرفت المالية العامة تطو ار أكثر خـلل هـذا النصـف الثـاني مـن القـرن العشـرين وذلـك مـن
خـلل السـتغلل المثـل لليـرادات والتوزيـع العقـلني للنفقـات .ف تـدخل الدولـة في الحيـاة القتصادية
أضحت وظيفة الدولة وظيفة دولة منتجة يتعدى تدخلها النشاط القتصـادي والجتمـاعي منه إوانما يشمل
ملكية واسعة لعوامل النتاج .ففي ظل تزايد حدة البتكـار أصـبح واجبـا علـى الدولـة تبني بدقة مفهوم
الستراتيجية بدل من مفهـوم التخطـيط .وذلـك نظـ ار لمـا يميزهـا مـن مرونـة في اسـتغلل اليرادات و
النفقات.
2
مردودا ماديا ،كما هي الحال في الجمعيات الخيرية التي تعتمد على التبرعات.
ا المؤسسة من أعمالها
للمفاهيم للساسية للعامة للتي تعبر على للجولنب للمختلفة للنشاط للقتصادي: -1
لسنتاج :عملية اقتصادية هدفها تحويل المعطيات الطبيعية أي المواد الولية أو -
مواضيع العمل بواسطة وسائل عمل من أجل خلق قيم استعماليه valeurs d’usages
من أهم عناصر النتاج :العمل – رأس المال – الرض – "التنظيم". -
2 2سمير عزار ،موسوعة المال و القتصاد و إدارة العمال ( ،لبنان :دار النشر و التوزيع نوبليس .2003 ،ص 99
للعمل :يعتبر العمل العنصر الساسي و الرئيسي لكل نشاط اقتصادي و هو عبارة -
عن القوى الفكرية ،الجسدية و العصبية التي يبذلها الشخص خلل قيامه بنشاط
اقتصادي.
رأس للمال :هي تلك الشياء المكتشفة (التي اكتشفها النسان) من أجل القيام بعملية -
و استعمل النسان وسائل عديدة طورها بفضل عمله الفكري و الثقافي و النتاج
بالمعنى للضيق :هي مجموع الشياء التي يضعها العامل بينه و بين موضوع العمل -
بالمعنى للولسع :هي كل الشروط المادية التي ل تستعمل مباشرة في عملية التحويل -
و لكن تعتبر من العوامل الضرورية لكي تتم هذه العملية مثل :الطرقات – السدود –
المباني…
للرض :تحتوي الرض على المواد الخاضعة للتحويل أي كل المواد الخام و المواد -
الولية :الغاز – البترول – الحديد .العلقة الموجودة بين هذه العناصر أن النسان
بفضل عمله الجتماعي و أثناء عملية النشاط إل قتصادى يستعمل وسائل عمل من
أجل تحويل مواضيع العمل و المواد الولية ،ليتحصل على سلع تلبي حاجياته و هذه
للمبادلة :هي نشاط اقتصادي يعبر عن عملية نقل البضاعة من شخص إلى شخص -
آخر أو عملية تقديم سلعة مقابل سلعة أخرى نقدية أو غير نقدية.
و المبادلة تختلف عن التداول فالمبادلة مرتبطة بوظائف تجارية ،و تعبر عن عملية انتقال السلع من
قد استهدفت تنشيط قوة دفع النمو القتصادي ،ودعم سوق العمل ،إوايجاد فرص عمل جديدة .وتباينت
الدول فيما بينها من حيث بنية وحجم وتركيبة "حزم التحفيز المالي" .وبمقارنة برامج الحفز المالي في عينة
مكونة من 22دولة نامية ومتقدمة ،تبين أنه على الرغم من أن التخفيضات الضريبية قد تجاوزت ثلث
حجم التحفيز المالي في القتصادات المتقدمة ،إل أنها مثلت نحو %3فقط من النفاق المستهدف
للتحفيز في القتصادات النامية والصاعدة .بالضافة إلى ذلك ،فاقت نسبة النفاق المخصصة لتطوير
البنية التحتية في حزم تحفيز القتصادات النامية والصاعدة ثلثة أضعاف مثيلتها في القتصادات
المتقدمة .وعلوة على ذلك ،مثلت التحويلت الجتماعية إلى السر منخفضة الدخل نسبة ضئيلة نسبي ا
من حزم التحفيز المالي في كل من القتصادات المتقدمة والنامية والصاعدة ( 8.6% ،8.10%لكل
وتؤكد العديد من الحصائيات أن من أبرز أدوات تدخل الدولة ،هو تأميم الموارد والسيطرة على قطاعات
أساسية وحيوية بالدولة ،قد باتت سمة أكثر وضوح ا خلل العوام الثلثة الخيرة ،فقد شهدت أكثر من
15دولة بالعالم تقدم ا مضطردا في تأميم الموارد ،منها دول صاعدة مثل الهند والصين وجنوب أفريقيا
وروسيا وغيرها ،وأن نسبة الزيادة في تأميم الموارد قد بلغت أقصاها في دول منطقة شرق أفريقيا ،وفي
أمريكا اللتينية ،وهو أمر لتزال تداعياته على الستثمارات الخارجية غير واضحة حتى الن.3
3فضل اا محمد إسماعيل ،الدولة المثالية:بين الفكر الغريقي والفكر السلمي ،دار الجامعة الجديدة ، 2008 ،ص .139
إذن ،عادت الدولة لتتدخل بشكل أكبر مما توقعه أنصار الرأسمالية المطلقة ،فأضحت تراقب وتتحكم في
قوانين إواجراءات المصارف الكبرى ،وتسعى لتأميم الموارد والقطاعات الحيوية ،وتتدخل تنموي ا عبر فرض
المزيد من الضرائب لحداث تقارب بين الطبقات ،وأخذت تراقب حركة السواق والستثمارات عن كثب،
ولجأت إلى تقليل المخاطر المتعلقة بالقتصاد الوهمي والفقاعات العقارية ،وكلها أمثلة تشير إلى أننا أمام
موجة جديدة من عودة دور الدولة لتنظيم القتصاد عبر الرقابة الصارمة في الحد الدنى ،وعبر التأميم
ل غنى للدولة وللمواطنين عن أن تؤدي الدولة أدوارها الولية في القتصاد ،فنجاح الدولة في أداء
أوال :رفع درجة الثقة في القتصاد ،والثقة في القتصاد هي مؤشر تنتجه مؤسسات مالية عالمية؛ فإذا كان
جيدا فإنه يشجع المستثمرين والمنتجين على ممارسة أنشطتهم النتاجية داخل الدولة ،وبالتالي توفير
ا
المزيد من التدفقات المالية وفرص التوظيف وتنشيط الخدمات المالية داخل القتصاد.
ثانيا :تدعيم السلم الجتماعي ،نجاح الدولة في تحقيق مستوى معيشة لئق للمواطنين ،والحصول على
ا
رضائهم العام تجاه الخدمات العامة والدعم السلعي ،وتقليل الفوارق الطبقية ،كل ذلك يقلل من احتقان
الغاضبين ،ويقلل من احتمالت حدوث اشتباكات أو احتقانات بين طبقات المجتمع لسباب اقتصادية.
ثالثاا :دفع التنمية المستدامة ،لن التنمية القتصادية هي واحدة من أهم دعائم التنمية المستدامة ،الكثر
شمولا ،والتي تشمل جهود الدولة التنموية في مجالت أخرى كالجتماع والسياسة .ويمكننا القول إن
أجمع مفكرو هذه المدرسة و من أشهرهم آدم سميث ومالتس وريكاردو ومل على مبدأ سيادة الحرية
القتصادية وحصروا دور الدولة في القيام ببعض الوظائف كالدفاع الخارجي والمن الداخلي و العدالة و
القيام ببعض الخدمات الساسية التي يعجز القطاع الخاص عن القيام بحكم انخفاض أو انعدام الملكية
فيها .و بحكم توسع السواق الخارجية و تزايد دور الحيوية القتصادية الخارجية.
للدولة في مجال حماية منافذ تصريف سلعتها و خدماتهاو السيطر ة على مناطق حصولها على المواد
الولية و اليدي العاملة المنخفضة الجور ،حدث نوع من إعادة ترتيب دور الدولة على المستوى
التطبيقي إذ تقلص دور الدولة القتصادي على المستوى الداخلي ،في السيطرة القتصادية و العسكرية و
السياسية على المستوى الخارج .ولكن بظهور التطورات القتصادية الداخلية و مستجدات العلقات
القتصادية الخارجية ،ثبت فشل آلية السوق لوحدها ،و عدم قدرēا على سد الفراغ الذي تركته الدولة
على المستوى الداخلي في ميدان تخصيص الموارد و حسن استغللها ،و توزيع الثروات و المداخيل
بشكل عادل ،فأدت الحرية القتصادية للسواق غير الموجهة إلى حدوث أزمات كبيرة و أشهرها أزمة
الشاملة أو أزمة الكساد العالمي لسنة 1929إلى ظهور مجموعة من الفكار القتصادية تنتقد أفكار
الكلسيكيين و المناداة بتدخل الدولة لمواجهة الزمة ،و كان على رأس أصحاب تلك الفكار القتصادي
"جون مينارد كينز" الذي أعطى تحليل جديدا للظواهر القتصادية أل و هو التحليل الكلي أي التركيز
على الكلية عكس النظرية الكلسيكية التي اهتمت فقط بمشكلة سلوك الوحدة القتصادية.
لقد رفض "كينز" العتراف بما جاءت به النظرية الكلسيكية بأن الفرد ،و هو يحقق مصلحته الخاصة ل
يضر مصالح الخرين ،كما رأى أن تدخل الدولة عند الضرورة لتحقيق التوظيف الكامل عن طريق خلق
طلب كاف لمعادلة الزيادة في النتاج و البيئة و الظروف اللزمة لتحقيق التوازن شيء ضروري و
4
لزم.
و توافقت التجربة التطبيقية للسياسة الكينزية مع التطورات القتصادية العالمية و أهمها نشأة الدولة
الشتراكية و قيامها على أساس يخالف أسس النظام الرأسمالي ،و تلعب الدولة فيه دو ار محوريا في مجال
التنظيم والتخطيط ،و في ميدان الستثمار و النتاج و الستهلك عن طريق قطاع عام قوي ،هذا من
جهة .ومن جهة أخرى نجد الدمار الكبير الذي خلفته الحرب العالمية الثانية .
إل أن إسناد دور متعاظم للدولة لتحسين كفاءة السوق و التخفيف من النحرافات التوزيعية وانعكاساتها
الجتماعية إضافة إلى المهام التقليدية التي ظلت تمارسها كالمن والدفاع و العدالة والتعليم والصحة و
المحافظة على قوة العمل ،كل ذلك أدى إلى تنامي الختللت القتصادية والجتماعية وعجزت المدرسة
4عصام أحمد البهجي ،الموسوعة القانونية لبورصة الوراق المالية في التشريعات العربية ،الطبعة الولى ( ،مصر :دار الجامعة الزارطية،
.2009ص 66
الكينزية عن تفسير اخفاق الدولة في إعادة التوازنات المطلوبة رغم تدخلها القوي ،وفقدت بذلك الفكار
موازاة مع بدأ ا التحاد السوفياتي و النظام الشتراكي ككل و اخفاق مسيرة التنمية في الدول التي تبنت
ذلك النظام و منها الدول النامية ،راح الفكر الليبيرالي يتجدد عبر تياراته العديدة ،و التي تشترك جميعها
في التركيز على تحجيم دور الدولة في الحياة القتصادية و حصر تدخلها في أدنى الحدود .عملت
جميعها على تقليص دور الدولة في الحياة القتصادية الى الحدود الدنيا عن طريق سياسات خوصصة
القطاع العام ،و اعادة النظر في الحماية الجتماعية و تخفيض اللتزامات الجبارية و القتصاد في
النفقات العامة ،و إعطاء الدور الحيوي للقطاع الخاص ،وتحرير السواق النقدية والمالية وتوازناēا على
حساب التوازنات الجتماعية و القتصادية .و هكذا عادت الفكرة المركزية في الليبيرالية -التي تعتبر ان
من شأن السوق لوحدها فقط ،و بدون تدخل أي جهة أخرى ،أن تؤمن توزيع الثروات والخدمات ،وتوفير
الستثمار والتنمية -إلى البروز وبوسائل أحدث وأقوى وأوسع ومنها الشركات القتصادية الكبرى تدعمها
بعض الحكومات كما حدث في بريطانيا في ظل حكومة المحافظين بقيادة تاشر عام 1979م
إعادة النظر في دور الدولة و يتم ذلك عن طريق إلغاء دورها في اللتزام بمهامها الجتماعية والقتصادية
كتخفيض أو إلغاء المساعدات و العانات للمواطنين و رفع الحماية الجتماعية عنهم وتفكيك أو إزالة
المؤسسات و القوانين التي تنظم شروط العمل (مدة ساعات العمل ،الحد الدنى للجور ،ظروف
العمل )...وتلك التي تنظم وتراقب اجازات الستثمار وشروطه وحماية الثروات العامة والبيئة ،و الحماية
الجمركية و غيرها .وبالجمال التخلص من كل السياسات التي تعيق حرية السواق وتوسيعها و
تطويرها .ويبقى على الدولة فقط تأمين البنية التحتية التي تدعم حركة السوق كالطرق و المطارات و
المرافيء داخليا أو إعادة احتواء أسواق السلع والخدمات ،وأسواق المواد الولية والطاقوية خارجيا
الدولـ ة لهــا دور فــي التنميــة القتصــادية والجتماعيــة ،ولكــن لــي بوصــفها الجهــة التــي تقــوم مباش ـرة
بتحقيق النمو ،بل بوصفها شريكا وعامل محفزا ،أي أداة تعمل على تيسير المور .ومـن ثـم فـإن هنـاك
مهـام جوهريـة تعتبر محـور رسـالة الدولـة ،وبـدونها يتعـذر تحقيـق التنميـة المستدامة التـي يسـتفيد الجميـع
بمنافعهـا والتـي تـؤدي إلـى القلل من الفقر و العوزو تتمثل هذه المهام في:
تعـديل القـوانين القتصـادية القائمـة ،واستحداث قـوانين جديـدة وبمـا يحقـق قيـام بنيـة قانونيـة ملئمة
للنشاط القتصادي
وضع سياسات اقتصادية مالية – نقدية -تجارية مرنة ومستقرة وواضحة المعالم وأل هداف
تفعيــل الق ـوانين والتش ـريعات النافــذة بمــا يضــمن النضــباط والمحاسبة والشــفافية والســتقرار
دعـم بـرامج البحـث والتطـوير والتحـديث فـي المؤسسات القتصـادية إوالداريـة لمواكبة المستجدات
5
لحد من الحتكار والتجاهات الحتكارية وتعزيز المنافسة .
ساهمت التحولت القتصادية و السياسية و الجتماعية التي عرفتها أوروبا بعد الثورة الصناعية في
ظهور طبقة اجتماعية تضررت من انتقال الوروبي من مرحلة القطاع إلى المرحلة الرأسمالية
الصناعية و هي الطبقة العاملة فتشكلت حركات ثورية من بين صفوفها صاحبها بروز نظريات فكرية
5فضل اا محمد إسماعيل ،الدولة المثالية:بين الفكر الغريقي والفكر السلمي ،دار الجامعة الجديدة ، 2008 ،ص .139
فلسفية راحت تساهم في بلورة هوية تلك الطبقة و في تعرية و انتقاد ممارسات النظام الرأسمالي في
استغلله للعمال بطول ساعات العمل و قساوة ظروف القيام به و ضعف الجور و اتساع رقعة
حم لَ نَ لل النظام
الفقر .جاء على رأس تلك النظريات و الفكار الفكر الماركسي نسبة لماركس الذي ل
الرأسمالي مسؤولية ذلك الستغلل و دعى إلى التخلي عنه و التحول إلى النظام الشتراكي الذي
أضحت فيه الدولة جهاز سيطرة نخبوية تمارس حماية الطبقة الشغيلة و رعاية مصالح العمال عن
طريق التحكم في السياسة و القتصاد و فأصبحت هي المقاول و المنتج و الموزع و المشغل فحلت
محل السوق و محل القطاع الخاص ،و تحملت لوحدها مسؤولية التنمية القتصادية و الجتماعية فلم
يعد دورها قاص ار على توفير المن في الداخل و الخارج و ضمان استقرار الطار القانوني للنشاط
القتصادي ،بل أصبحت الدولة مسؤولة أيضا عن توفير قدر من الحقوق القتصادية و الجتماعية
للمواطنين و ضمان تحقيق درجة أكبر من العدالة و المساواة بينهم ،و ذلك بحماية مستوى النشاط
القتصادي والعمالة ودفع التنمية القتصادية عن طريق خلق الستثمار والتصنيع من خلل وضع
الخطط القتصادية في شكل مخططات رباعية و خماسية تحدد الهداف التي ينبغي الوصول إليها
الفكر السلمي :يجب في البداية التفرقة بين نشأة الدولة السلمية من ناحية و بين أراء الفلسفة
فقد تناول المفكرون السلميون موضوع نشأة الدولة و أرجعوها إلى تعدد حاجات النسان و عدم
قدرته على القيام بها وحده و لجوءه إلى غيره للتعاون من أجل تحقيق الهداف المشتركة مما أدى في
و يتناول الغزالي على سبيل المثال نشأة الدولة موضحا أنها نتيجة للجتماع البشري فيقول أنها قامت
لحفظ العباد من اعتداء بعضهم على بعض .ويقول ":ومعلوم أن السلطنة و المارة لو تعطلت لبطل
الدين و الدنيا جميعا ،وثار القتال بين الخلق ،وزال المن ،وخربت البلد ،وتعطلت المعايش"...
و يرى الفارابي أنه ل يمكن يصل النسان إلى الكمال الذي تدفعه إليها الفطرة الطبيعية إل بتعاونه
مع غيره من الفراد .و أن هناك اختلفا في قدرات الفراد و استعداداتهم و حاجاتهم و بالتالي نشأ ما
يسمى " الحقوق و الواجبات " و التخصص حتى يكمل البعض البعض الخر.
أما بالنسبة لنشأة الدولة السلمية فيمكن تحديدها مراحلها كما يلي:
بدأت الدعوة إلى السلم تم أذن للنبي صلى ال عليه وسلم أن يدعو الناس جهرا.
كانت بيعة العقبة الولى و الثانية بمثابة حجر الزاوية في بناء الدولة السلمية.
وجد المسلمون في المدينة الذي مثلت القليم الذي استقروا عليه بأمان ،كما كان نظام السلم خير
قامت الدولة السلمية في المدينة بتنظيم الدفاع و حماية المن و نشر العلم و العدل و عقد
أدت الزمة القتصادية العالمية التي طالت معظم دول العالم تقريبا إلى تجديد التنازع بين دور الدولة
ودور السوق في القتصاد .ولكن في البداية يجب أن يكون مستق ار في الذهن أنه ل يمكن لقتصاد السوق
أن يعمل في فراغ .فلبد لكي يعمل اقتصاد السوق بكفاءة – لبد له من وجود حكومة تضمن وجود شبكة
من اللوائح والقوانين ،كما تضمن في ذات الوقت تنفيذ تلك اللوائح والقوانين ،وذلك فيما بين الطراف
العديدة التي تتعامل في اقتصاد دولة ما .كما تقوم الحكومة في بعض الحيان بوضع تعريفات محددة
للمعايير التي تتعامل بها ،وعلى سبيل المثال فهي تضع قيمة محددة لما يحتويه الجنيه من قوة شرائية،
ووزنا معينا لما يحتويه الكيلو جرام من وزن ... ،الخ .كما يجب على الحكومة أيضا القيام بجباية
الضرائب لدعم أنشطتها ،وهو المر الذي يؤثر في المقابل على عملية صنع القرار القتصادي من خلل
يجمع الخبراء و المحللون على أن وقوع الزمات المالية الحديثة و ما أفرزته من كوارث اقتصادية كونية
مرتبط ارتباطا شديدا بالنفلت التام في عالم المال لما خارج عن نطاق القواعد و النظم المتعارف عليها
عبر قرون من الزمن ،و أن ذلك ما كان ليقع لول قبول دو ل مهيمنة على القتصاد العالمي بتغييب
سلطات الرقابة و المتابعة و تعطيلها ،كأجهزة تابعة لسلطة الدولة ،عن أداء عملها تجاه المؤسسات
والشركات المالية و سلوكيا الستغللية المنفلتة من كل القيود القانونية و الخلقية .بأن السواق تملك
الخفية" القادرة على تصويب أو تصحيح الزمات مهما اشتدت لكن و في تناقض صارخ مع مبادئها
بل لم يكن أمام بعض الدول من وسيلة لنقاذ النظام المصرفي سوى تأميم البنوك المعرضة تأميما كليا و
لو بشكل مؤقت قصد إعادة هيكلتها ثم إعادة بيعه إلى القطاع الخاص و في ذلك خضوع لعتبارات
إن دور الدولة يجب أن يتواكب مـع زيـادة قـدر ها المؤسسية عـن طريـق تـوفير الحـوافز لتحسـين أل داء
مـع الحـد من التصرفات التحكمية ،ومن هنا فإن دور الدولة تجديد ينبغيان يهدف إلى :
6هارولد لماسكي ،مدخل إلى علم السياسة ،ترجمة عز الدين محمد حسين ،مؤسسة سجل العرب ،القاهرة .16-15ص1965 ،
يعزي تكوين الحياة الجتماعية إلى ميل النسان إلى التجمع مع أقرانه في شكل جماعات تربطهم
روابط معينة كالقرابة أو الدين أو العمل المشترك أو القتال و غيرها من العوامل ،مجتمعة أو
جزءا منها .حياة اجتماعية تطلبت التفكير في إقامة سلطة بدائية ضرورية تنظم سير الحياة
العمل على تحقيق التنمية الشاملة وهذا يقتضي العمل على ضمان النتفاع بكل الموارد
النتاج نحو التنويع حسب الولويات الشرعية بما يخدم مصالح و الستفادة من الخبرات الفنية
المتاحة.7
الشراف على النقود من حيث صكها و المحافظة على قيمة وحدة النقد أي تحقيق الستقرار
النقدي في القتصاد.
إذن فاول دور تلعبه الدولة في القتصاد هو حماية تطبيق القانون والنظام العام ،واللذين بدونهما
ل يمكن لقتصاد السوق العمل أو الستمرار .ذلك أن الدور الذي يلعبه وجود شبكة موثوق بها
من القوانين هو نفس الدور الذي تلعبه السعار في القتصاد ،كما أن وجود تلك الشبكة من
القوانين لفهم وملحظة ما يحدث في الماكن التي ل يوجد فيها مثل تلك الشبكة من القوانين.
فالدول التي تكون حكوماتها غير فعالة أو تسلطية أو فاسدة يمكن أن تظل فقيرة بالرغم من وفرة
الموارد الطبيعية ،بسبب عدم رغبة المستثمرين الجانب أو المحليين في المخاطرة باستثماراتهم
الكبيرة المطلوبة لتطوير الموارد الطبيعية إلى منتجات تؤدي لزيادة رخاء تلك الدول.
كما أن " تعطيل القانون " له تكاليفه الباهظة على القتصاد .وبالضافة إلى ذلك ،فإن قدرة
الجهاز البيروقراطي على إحداث هذا " التعطيل " عادة ما يعني وجود فرصة لهم لجمع الرشاوى
7علي عبد المعطي ،الفكر السياسي الغربي ،دار المعرفة الجامعيي ة ،السكندرية ، 1981ص .67
للسراع بإنجاز الشياء المطلوبة – وهو ما يضيف إلى زيادة تكاليف أداء العمال .وهذا يعني
بالمقابل أسعار أعلى للمستهلكين ،وبالتالي مستويات أقل للمعيشة بالنسبة للبلد ككل.
وأما الدور الخير فهو دور الدولة في إعادة توزيع الدخل والثروة ،ويتحدد هذا من خلل مالية
الدولة في المقام الول ،والذي تقوم الدولة من خلله بتحصيل الضرائب وغيرها من اليرادات
واستخدامها للنفاق على مجالت معينة ،وعادة ما يتقاطع هدف إعادة التوزيع مع أهداف تنموية
أخرى فعلى سبيل المثال جمع الضرائب لدعم نظم التعليم والرعاية الصحية ترفع من مستويات
المعيشة ولكنها في الوقت نفسه ترفع من إنتاجية وكفاءة القوى العاملة وتخفض من تكلفة العمل
على أصحاب الشركات الخاصة ،ويتصل دور الدولة في إعادة التوزيع اتصال وثيقا بقضية
شرعية الدولة والنظام الجتماعي ككل لنه من خللها يتحدد للمواطنين ـ أو لجزء كبير منهم ـ ما
إذا كان النظام الجتماعي والقتصادي والسياسي يخدم مصالحهم أو يضمن لهم فرصا مستقبلية
في الترقي وتحسين مستويات المعيشة ،ومن هنا كانت قضية إعادة التوزيع تجمع بين الشرعية
واضطلعت الدولة بدور أكبر خصوصا في مجال التنمية القتصادية بحجة أن القطاع العام يشكل عنص ار
فاعل للتنمية ،وذلك لمكانياته الكبيرة .ونتيجة لذلك فقد تدخلت الدولة للقيام بالتنمية تحقيقا للمصلحة
العامة ،والحجة في ذلك أن القطاع الخاص لن يستطيع تحقيق أهداف ا لتنمية فالقتصاد .
من الطبيعي أن كل إنسان يسعى إلى إشباع حاجاته المتعددة والمتزايدة وهو أساس المشكلة القتصادية
فالمشكلة القتصادية تتمثل في ندرة الموارد المتاحة بالنسبة للحاجات المتعددة ،مما يتطلب اختيار إشباع
بعض الحاجات والتضحية بباقي الحاجات ،وهنا نجد أن تلك الحاجات التي يشبعها النسان تنقسم الى
حاجات خاصة :يقوم الفرد بإشباعها بنفسه لنها تحقق له وحده النفع لذلك هو يدفع
قيمة تلك الحاجات مثل الحاجة الى الطعام والمسكن والزواج وغيرها من الحاجات النتي
عامة :وهي حاجات ل تعود بالمنفعة على الفرد وحده ،بل تعود بالمنفعة
حاجات م
على المجتمع ككل لذلك ل يشبعها الفرد لنفسه بل يسعى الفراد والمجتمع كلهم لشباعها
مثل الدفاع والعدالة والمن .وهنا نتساءل هل هناك فرد على استعداد لتحمل نفقة رصف
طريق لمجرد انه يمشى عليه؟ وهل هناك شخص ما يدفع ثمن دبابة لتشارك في حمايته؟
شهدت هذه الفترة ظهور الدولة الحديثة التي تحكمها مركزية قوية كان هدفها الرئيسي زيادة الثروة عن
طريق تجميع الذهب و الفضة بإتباع جميع الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف .و تميزت
بالعتقاد الجازم بمزايا و فوائد تدخل الدولة إذ هي الوحيدة القادرة على ترجيح كفة العتبارات القتصادية
للمجتمع بأكمله ضد المصالح الشخصية المتناقضة و فتح أسواق جديدة لتسويق النتاج و حماية
9القتصاد الوطني بشكل عام بكل الوسائل ،داخليا و خارجيا،و كان الميزان التجاري من وجهة نظر
8محمد يونس الصائغ ،النظام المالي في الدولة السلمية ،مجلة الرافدين للحقوق ،اĐلد ، 10العدد ، 2008، 38ص ص 2-199
9بد امزيان ،النظريات القتصاديية عند ابن خلدون ،المؤسسة الوطنيي ة للنشر والشهار ،الجزائر .ص 63
ينطلق الدور الثالث من اتخاذ الدولة لدور تنموي إزاء القتصاد بأن تضطلع بإدارة جزء من
الموارد القتصادية بما يدفع النمو أو يحقق أهدافا تنموية كالتصنيع أو دعم منافسة الصناعات
المحلية في السواق العالمية أو تنمية قطاعات بعينها لخلق الوظائف ،ويمتد هذا الدور إلى
اضطلع الدولة بدور داعم للقتصاد الخاص عن طريق الستثمار الحكومي في قطاعات قلما
يتجه إليها الستثمار الخاص لضعف عائدها على المدى المباشر كالبنية الساسية والستثمار
في الموارد البشرية من خلل التعليم والتدريب المهني والرعاية الصحية والتأمين الجتماعي ،وهي
قضايا لها بعد تنموي من ناحية لنها تزيد من قدرة القتصاد على المنافسة والنمو وترفع من
مستويات المعيشة ،ولها بعد اجتماعي كذلك لنها تمس القدرات النتاجية للمواطنين ،وترتب لهم
حقوقا اقتصادية واجتماعية كمواطنين وليسوا فحسب كأطراف في العملية النتاجية .
دور الدولة التنظيمي ،والذي تضطلع الدولة فيه بتنظيم العلقات بين الفاعلين القتصاديين ابتغاءا
للصالح العام ،وفي هذا السياق تتدخل الدولة لضبط اختللت القوة بين الفاعلين القتصاديين
كحال قوانين منع الحتكار والقوانين المنظمة لتدفق المعلومات في أسواق الوراق المالية والقواعد
الضابطة لنشاط البنوك وقوانين حماية المستهلك وقواعد السلمة الصحية والمن الصناعي والحد
دور الدولة التنظيمي ،والذي تضطلع الدولة فيه بتنظيم العلقات بين الفاعلين
القتصاديين ابتغاءا للصالح العام ،وفي هذا السياق تتدخل الدولة لضبط اختللت القوة
بين الفاعلين القتصاديين كحال قوانين منع الحتكار والقوانين المنظمة لتدفق المعلومات
في أسواق الوراق المالية والقواعد الضابطة لنشاط البنوك وقوانين حماية المستهلك
10
وقواعد السلمة الصحية والمن الصناعي والحد الدنى من الحقوق للعمال وغيرها
10محمد عامر شابرا ،السلم والتحدي القتصادي" المعهد العالمي للفكر السلمي والمعهد العربي للدراسات الماليي ة والمصرفيي ة" ،عمان،
الردن، 1996 ،ص9
ايتة
وهكذا تبدو الفكرة الساسية التي تتخلل جميع هذه المواقف هي أن الدولة تتحمل شروط النتاج الرأسمالي
إواعادة إنتاج العلقات الجتماعية المرتبطة بهذا النمط .أما نقطة الختلف الرئيسية بينها فتمثل في
إعتبار الدولة ذات جوهر رأسمالي بالنسبة للبعض ،مقابل كونها ليست سوى صيغة أو أداة بالنسبة
لخرين .و لكن حتى في الحالة الثانية فإنها مبنية بطريقة تجعل وجودها ذاته متوقفا على مدى تلبيتها
لشروط نمط النتاج الرأسمالي .لكن في الحالتين ،هناك قيود على تصرف الدولة و ليمكن إستبعاد
التأثيرات العكسية لتدخلها .وبهذا الصدد يقول بعض الباحثين أنه يمكننا القول من الناحية التاريخية أن
تنامي تدخل الدولة الذي ساعد "على توفير أرضية صلبة لتراكم رأس المال بعد الحرب الثانية هو ذاته
الجديدة.2008 ،
هارولد لماسكي ،مدخل إلى علم السياسة ،ترجمة عز الدين محمد حسين ،مؤسسة سجل العرب،
القاهرة 1965.
اقتصادي الخوصصة
ن الدولي حول
القتصادية ،الملتقى ن
ن صالح صالحي ،دور الدولة في الحياة
محمد يونس الصائغ ،النظام المالي في الدولة السلمية ،مجلة الرافدين للحقوق ،العدد 38
. 2008،
محمد عامر شابرا ،السلم والتحدي القتصادي" المعهد العالمي للفكر السلمي والمعهد العربي