Professional Documents
Culture Documents
Basic Ed20 35
Basic Ed20 35
1
-1عادل حسن وعبد الرحمن غنيم ،تاريخ الهند الحديث ,القاهرة،1984،ص.14
656
نيسان2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد20/
(المسيحية والبهارات ) ولما عاد دي كاما إلى البرتغال كان يحمل معه شحنة كبيرة من البهارات واالحجار الكريمة .
()1
عاد البرتغاليون في السنوات الالحقة وانشأوا أول مستعمرة لهم في كوتشين إلى جنوب كلكتا ،وقد احس سالطين
المماليك في مصر بالخطر فأعدوا اسطوًال سيروه لمقاتلة البرتغاليين ،ولكن البرتغاليين انتصروا عليهم في (موقعة ديو)
ع ام ،1509وفي ع ام 1510ج اء إلى الهن د اح د رج االت االس تعمار البريط اني وه و الفونس و البوك يرك واخ ذ ينش ئ
مراكز حصينة ،وكان احدها ميناء هرمز على مدخل الخليج العربي ،واآلخر على الساحل الغربي في والية بيجابور،
وق د جعله ا البرتغ اليون عاص مة لمس تعمراتهم في الش رق ،ووض ع الب و ك رك خط ة لالختالط ب الهنود ومص اهرتهم
واستخدموا في الجيش البرتغالي جنودًا من الهنود ،وقد تركوا للهندوس حرية العبادة ولكنهم حرموا عليهم ح رق االرام ل
بعد وفاة ازواجهن إال انهم غيروا سياسة التسامح هذه مع الهندوس فيما بعد ،أما المسلمون فكانوا يعاملونهم معاملة قاسية
منذ البداية(.)2
ب دأ االس تعمار االنكل يزي في بداي ة الق رن الس ابع عش ر مت أخرًا عن االس تعمار البرتغ الي بنح و مائ ة ع ام ،ثم ب دا
االستعمار الفرنسي في الهند بعد ذلك بخمسين عام ،وكان لكل منهما شركة للتجارة فاخذ ينشأ تنافس شديد بين االنكليز
والفرنسيين ادى إلى قيام حروب كثيرة بينهما ،وكان كل من الطرفين يدرب فتيان الهند ويسلحهم بأحدث االسلحة ،كما
استغل كل منهما االنقسامات التي كانت سائدة بين الواليات الهندية والخالفات الموجودة بين االمراء من اجل تحريض
احدهم ضد اآلخر وكان كل منهم ياخذ جانب احد االمراء وامداده بالسالح من اجل مقاتلة االخر وتكون النتيجة اضعاف
االمراء الهنود لبعضهم البعض ،والفائدة النهائية تعود على المستعمر من اجل تسهيل عملية احتالله للبالد(.)3
اخذ البرتغاليون وشركة الهند الشرقية االنكليزية والشراكتان الهولندية والفرنسية تتصارع على بسط نفوذها على
تلك المنطقة .وكانت قد ابتدأت عملها التجاري في الهند في عهد الحكم االسالمي للهند .وكان االباطرة المغول ابان قوة
حكمهم ال ينظرون اليهم إال نظرتهم إلى تاجر يريد الكسب المادي ،لكن ما ان بدأ الضعف يدب في اوصال الدولة حتى
ب دأت ه ذه الش ركات دورًا جدي دًا ه و بس ط النف وذ على البالد واخ ذت تتص ارع فيم ا بينه ا ح تى اس تطاعت ش ركة الهن د
الشرقية االنكليزية ان تحظى بالمقام االول وتقضي على النفوذ البرتغالي والهولندي والفرنسي ويخلو لها الجو لتفعل ما
تريد وكانت هذه الشركة قد تأسست عندما قام فئة مغامرة من تجار لندن في /22ايلول 1599 /بتأسيس هذه الشركة تحت
اس م (اتح اد التج ار المغ امرين للتج ارة م ع الس رق) وفي /31ك انون االول1600 /م أص درت الملك ة ال زابيث (-1588
1603م) مرسومًا ملكيًا يمنح الشركة حرية التجارة في الهند والمناطق المجاورة لها مدة 15عاما تخضع بعدها لتقرير
الت اج .وق د كرس ت الش ركة جهوده ا في البحث عن ال ثروة في الش رق وح اولت تجنب االلتزام ات السياس ية ،ورك زت
جهوده ا على تج ارة االس تيراد والتص دير ،وح اولت ال دخول في عالق ات ص داقة م ع الحك ام المحل يين مم ا س هل على
البريطانيين غزو اسواق الهند فضًال عن خلو جالياتهم أول االمر من المبشرين وحرصهم على تجنب التدخل في شؤون
الناس وتظاهرهم بالمودة لهم] .
()4
أسست الشركة اول مركز تجاري لها في (سورات) بالقرب من بمباي عام ،1612ثم بدأت تنشأ فروع في داخل
البالد ،وفي ع ام 1640أنش أت الش ركة قلع ة (الق ديس ج ورج) ب القرب من مدين ة م دراس ،وعلى ال رغم من ق وة
االمبراطورية المغولية وقتذاك إال انهم كانوا ينظرون إلى االنكليز نظرتهم إلى تاجر ال ُيخشى بأسه(.)5
شجع نجاح شركة التجار االنكليز إلى انشاء شركة ثانية .ونتيجة تنافس الشركتين رات الحكومة دمجهما في شركة
واحدة عام 1661في عهد الملك شارك الثاني ،والذي خول الشركة الجديدة اصدار النقد ،وبظهور هذه الشركة بدأت
1
-2المصدر نفسه.
2
-1عبد الرزاق مطلق الفهد ،دراسات في حركات التحرر في العالم الثالث ،بغداد،1985 ،ص225
3
-2اسماعيل ياغي ،تاريخ شرق اسيا الحديث ،الرياض ،1994 ،ص58-57
4
-3ك .م.بانيكار،أسيا والسيطرة الغربية ،ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد،القاهرة ،1962 ،ص151
5
-4المصدر نفسه
657
نيسان2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد20/
مرحل ة جدي دة من النش اط االنكل يزي ي رمي غلى ابع د من التج ارة ،إذ اخ ذت تع د الع دة لالس تيالء على الهن د ،وب دأت
بعملي ات الس لب والنهب لجيرانه ا واع دت له ا جيش ًا ل ذلك .ولكن بع د م دة وج دوا انفس هم ال يزال ون أض عف من ان
يس تطيعوا االس تيالء على الهن د ،وال س يما ان الس لطة في الهن د م ا ت زال قوي ة ف تركوا ه ذه الفك رة بع د ان تكب دوا خس ائر
اقتصادية وعسكرية كبيرة ولكنهم وجدوا انفسهم ام ام منافسة فرنسية في بعض من اطق الهند .فك ان عليهم القضاء على
هذه المنافسة ،اذ ان الفرنسيين قد كونوا لهم مراكز تجارية في الهند وبدءوا التدخل في سؤون البالد الداخلية عن طريق
استغالل الخالفات بين االمراء الهنود ونصرة أحدهم على االخر للحصول على المغانم ،فبدء االنكليز العمل للتخلص من
ه ذه المنافس ة .ح تى ج اءت ح رب الس نوات الس بع في ع ام 1756م في أورب ا فارس ل االنكل يز اس طوًال كب يرًا إلى الهن د
وحاص ر الحامي ات الفرنس ية في م دراس وبون د يش يري .وال تي اض طرت إلى االستس الم وهك ذا تخلص االنكل يز من
المنافسة الفرنسية(.)1
ابت دأ االنكل يز العم ل من اج ل تنفي ذ مخططهم في االس تيالء على البالد فك انت البداي ة من البنغ ال وال تي ك انوا ق د
اتخ ذوها مم رًا إلى داخ ل الهن د ،فأخ ذت الش ركة تض غط على والي البنغ ال عن طري ق الت دخل في ش ؤون بالده الداخلي ة.
مما اعده والي البنغال االمير (سراج الدولة) اساءة البه فوجد انه البد من استخدام القوة إليقاف تدخلهم ذلك ،فقام بالهجوم
على حص ونهم ليقض ي عليهم وذل ك ع ام 1757م ،ولكن الخالف ات الداخلي ة بين س راج الدول ة ورجاالت ه وال تي اس تغلها
االنكل يز ادت إلى فش ل س راج الدول ة والقبض علي ه وقتل ه وب ذلك تخلص االنكل يز من اك بر عقب ة ك انت تق ف ام امهم في
البنغ ال فت ولت الش ركة االش راف على االدارة المالي ة للبنغ ال( .)2وب ذلك ض من االنكل يز س يطرة فعلي ة على اغ نى اق اليم
الهند .وصارت شركة الهند الشرقية االنكليزية يتلك الشركة التي تأسست قبا مائة وخمسون عام ًا تقريبا لمنظمة تجارية،
س لطة سياس ية وعس كرية تض اهي قوته ا أعظم االمبراطوري ات واوس عها وص ار م دراءها اب اطرة غ ير مت وجين ألق اليم
شاسعة تفوق مساحتها وسكانها ثلثي االقطار االوربية من ضمنها الجزر البريطانية .ولم تعد الشركة التجارية االنكليزية
كما كانت بل اصبحت دولة تعقد المعاهدات وتعلن الحروب وتسن القوانين وتضرب النقد ،واصبح مدير الشركة حاكم ًا
اعلى له مجلس ادارة وتحت امرته جيوش(.)3
هكذا بدأ االنكليز االستيالء على الهند وشن حربًا ال هوادة فيها ضد المسلمين (حكام البالد) استطاعوا فيها القضاء
على امبراطورية المغول التي حكمت الهند زمن ًا طويًال واقامت حضارة ما تزال آثارها قائمة الى اليوم ،ولم تكن شدة
مراس المسلمين لتردع االنكليز عن عسفهم وما كان عسف االنكليز ليمنع المسلمين من الدفاع عن كيانهم(.)4
عن دما ج اء االنكل يز الى الهن د وج دوا المس لمين يحكم ون ذل ك البل د .فك ان الع داء ش ديدًا بين المس تعمر االجن بي
وصاحب النفوذ من اهل البالد ،وما ان قويت شوكة البريطانيين بتقادم الزمن حتى ضعفت مكانة المسلمين ضعفًا كبيرا ال
بسبب السياسة البريطانية بل الن المسلمين ابتعدوا عن االدارة واحجموا عن الثقافة الغربية فكان تأخرهم كبير في هاتين
الناحيتين(.)5
المبحث الثاني
أسباب ثورة السيبوي الهندية 1857م
-1األسباب غير المباشرة
األسباب االقتصادية:
1
-5اسماعيل ياغي ،المصدر السابق ،ص59
2
-1اسماعيل ياغي ،المصدر السابق ،ص59
3
-2عادل حسن وعبد الرحمن غنيم ،المصدر السابق ،ص 24
4
-3عبد المنعم النمر ،تاريخ االسالم في الهند ،دار الشؤون الثقافية العامة ،بغداد،1985،ص444
5
-4المصدر نفسه ،ص445
658
نيسان2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد20/
أدت السيطرة البريطانية على الهند الى تدهور أحوال الطبقة الفالحية ،إذ كان وضع الفالح في المناطق
الغربية والجنوبية من الهند يختلف عن وضعه في المناطق الشمالية ،فلم يتكيف األخير مع السياسة البريطانية لذا نمت
روح الثورة هناك بين الفالحين والزعماء االقطاعيين واتباعهم على حد سواء ،كما استاءت الطبقة االرستقراطية في
الهند هي األخرى من التصرفات المهينة التي مارسها البريطانيون وتجاهلهم للتقاليد الهندية ،وأدت سياسة ضم
األراضي التي طبقها اللورد دلهاوزي الى فقدان االقطاعيين نفوذهم والسيما بعد تطبيق مبدأ الغاء السيادة االسمية
واأللقاب لعدد كبير من االقطاعيين واخراجهم من أراضيهم(.)1
من المسائل التي أدت الى أثارة حكام الواليات الهندية تطبيق دلهاوزي مبدأ سوء الحكم على أراضي حيدر آباد
عام( ،)1853وبتحـذير تـنبؤي للعقيد( سليمان ) كـتب في العام نـفسه بـأن(( الواليات المحلية هي األساس وأنا انظر اليها
على أنها األساس الحاجز وعندما يتم اكتساحها فإننا سوف نترك تحت رحمة جيشنا المحلي الذي يمكن أن ال يكون
دائمًا تحت سيطرتنا بـصورة كـافية))( ،)2كما كانت الصناعة الهندية الناشئة عرضه للعراقيل ولم يكن اقتصاد الهند
معتمدًا على الصناعات الهندية ذات الطابع الريفي والمنزلي ،إذ انقرضت هذه الصناعات لغزو السلع البريطانية
المتطورة لألسواق الهندية ،فاتجه سكان الهند الى الزراعة السيما بعد تزايد الطلب على المحاصيل الزراعية لسد الحاجة
المحلية( ، )3لذا اعتمد اقتصاد الهند على الزراعة ،التي عانت هي األخرى من التدخل ،لتطبيق قانون التسوية الدائمة،
الذي زاد من تدهور حال الفالح واإلقطاعي على حد سواء ،وقد وصف الكاتب براساد Prasadحال سكان الهند قبل
الثورة قائًال(( :أصبحـت الهند بقرة حلوب تغذي بريطانيا في حين تم دفع أبنائها بالتدريج الى الموت جـوعًا))(.)4
لم يقتصر تأثير سياسة بريطانيا االقتصادية على طبقات معينة بل شملت مختلف الطبقات في المجتمع الهندي ،فقد
حرمت األمراء المخلوعين من رواتبهم مثلما حصل مع نانا صاحب ،وأدى ضم مملكتي ساتار وجهانسي ووالية ناكـبور
للممتلكات البريـطانية الى تدمـير العوائل الحـاكمة فيها ،ووصـف الكاتـب جون كي1814-1876(John Kayeم)
الطريقة الوحشية التي تم فيها ضـم ناكبور قائًال ((إن جميع الماشية الحية منها والميتة قد تمت مصادرتها ،وإ ن
الحيوانات التي تستخدمها العائلة والحاشية الملكية مثل الفيلة،الخيول ،والثيران ،قد تم بيعها بسعر اللحم المتعفن
للتخلص منها ،وتم رفع أثاث ومجوهرات العائلة الملكية ،باستثناء بعض الممتلكات التي ارسلت الى سوق كلكتا ،ولقد
سمعت بأن هذا االستيالء وهذه المبيعات قد خلقت أسوأ انطباع ليس فقط في بيرار ولكن كذلك في المقاطعات
المجاورة وهو أسوأ من انـطباع االسـتيالء على المملكة نفسها))( ،)5وفي ذلك اثر ضم الواليات الهندية الى السيطرة
البريطانية على اقتصاد الهند ،إذ أدى الضم الى حرمان الكثير من الرجال الحرفيين من فرصة ممارسة حرفهم،
والسيما بعض الصناعات مثل صناعة األواني المزخرفة والنسيج التي لم تعد تجد لها سوقًا بعد أن حلت محلها السلع
االوربية المنتجة على نحو واسع ،وقد وصف فيروز شاه Feroz Shahآثار ذلك قائًال ((أدى إدخال السلع البريطانية
الى الهند ،الى جعل النساجين والنجارين والحدادين عاطلين عن العمل ،بعد أن سيطر البريطانيون على حـرفـهم))(.)6
وكان من الطبيعي أن تؤدي األوضاع االقتصادية السيئة واإلجراءات البريطانية التي المست حياة الشعب الهندي،
الى تزايد النقمة الشعبية ضد الوجود البريطاني في الهند ،ساهمت فيما بعد الى اندالع الثورة الهندية.
األسباب الدينية واالجتماعية
كان لصدور قانون انعدام األهلية الدينية لعام (1856م) األثر السيئ على الهنود؛ ألنه منح شرعية الزواج
لألرامل الهندوسيات ،بل ومنح حق الحماية للهندوس والمسلمين المتحولين الى المسيحية باستيراث ممتلكات أجدادهم،
1
-5عادل حسن وعبد الرحمن غنيم ،المصدر السابق35،
2
-1محمد حلمي عبد الوهاب ,تيارات االصالح والتجديد في شبه القارة الهندية خالل القرنين( ،)20-19القاهرة ،د.ت ،ص.43
3
-2المصدر نفسه ,ص.44
4
-3المصدر نفسه.
5
-4علي عبد هللا احمد فارس ،شركة الهند الشرقية البريطانية ودورها في تاريخ الخليج العربي ،1858-1600القاهرة( ،د.ت) ,ص.63
6
-5عادل حسن وعبد الرحمن غنيم ،المصدر السابق ،ص63
659
نيسان2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد20/
فعد الهندوس واعتقد المسلمون إن ذلك القانون ضربة لمعتقداتهم الدينية ألنه كان مهينًا للهندوسي بصور خاصة،
فبموجبه أصبح من حق المرتد الحصول على إرث األجداد دون تنفيذ االلتزامات الدينية ألجداده المتوفين ،أما المسلم
فإن القانون كان حافزًا للردة ألن مجتمعه غير محصن ضـد خطر الحمالت التبشيرية ،وقد صرح روس مانكلز
) Mangles Ross (1803-1863رئيس مجلس مدراء شركة الهند الشرقـية قائـًال ((إن العناية اإللهية قد منحت
امبراطورية هندستان الى بريطانيا ألجل أن ترفرف راية المسيح منتصرة على أرض الهند بأسرها وأن الجميع يجب
أن يبذل جهوده الكاملة بحيث اليكون هناك أي تساهل أو ضعف على أي أساس في مواصلة العمل العظيم في هذه
البالد بهدف جعل جميع الهنود مسيحيين)) .
()1
وبهذا الصدد عد سكان الهند إدخال سكك الحديد واالسالك البرقية اعتداء على ديانتهم والسيما بعدما أعلنت
البعثة التبشيرية في كلكتا بأن أقاليم الهند المختلفة أصبحت مرتبطة ببعضها بوسائل المواصالت الحديدية والبرقية،
وبالتالي حان الوقت الذي يرتبط فيه أهل الهند بدين وأحد وكانوا يقصدون الدين المسيحي ،لذا عملوا على تنصير
الهنود ،وقد امتد نشاط البعثات التبشيرية الى المدارس والمستشفيات والسجون واألسواق ،فضًال عن ذلك انتشرت أخبار
في الهند بأن الحاكم العام اللورد كاننك أرسل بهدف تحويلهم الى المسيحية ،وإ ن أرامل الجنود المقتولين في حرب القرم
نقلن بحرًا الى الهند ليتزوجن من مالك االراضي رغمًا عنهن لتعود أراضيهم في النهاية الى المسيحيين(.)2
عد الهندوس السياسة البريطانية مساسا حقيقيا بعاداتهم وتقاليدهم ،فقد جعلت البراهمي والسودار يخضعان لنفس
القوانين ،أما المسلمون فقد كانوا األكثر سخطًا ألن مكانتهم االجتماعية قد تدنت وأصبحوا متخلفين مقارنة باصحاب
االديان األخرى ،وعلى نحو عام يمكن القول إن عدم قبول الهنود في الفروع التشريعية واالدارية في الحكومة أدى الى
إخفاق البريطانيين في فهم وحل مشاكل الهنود ،وقد أدت السياسة البريطانية في الهند الى ظهور عدد من الزعماء
()3
الهنود يدعون الى مواجهة البريطانيين أشهرهم مولوي فيزاباد الذي حث سكان الواليات الشمالية الغربية على الثورة .
قاد قانون ضم األراضي الى السيطرة على الكثير من عقارات اإلقطاعيين في والية أوده الذين شكلوا طبقة
ارستقراطية قوية ،األمر الذي حول أودة الى مركز لالستياء والمؤامرات ضد البريطانيين ،كما شعر الماراثيون باإلهانه
بسبب ضم مملكتي ساتار وجهانسي ووالية ناكبور ،وما زاد االستياء من البريطانيين اقتراح نقل االمبراطور المغولي
وبالطه الى منطقة كوتب Kutbالتي تقع على بعد بضعة اميال عن العاصمة ،وفي هذا السياق كتب نابيه يصف وضع
االمبراطور (( ملك دلهي داخل القصر كان مجرد تمثال أو صورة ،إال أنه يشكل نقطة تجمع معنوي تتجمع حولها
()4
أحالم األمراء المستائين الذين يتغذون على التنبؤات ،ومثل هذه التنبؤات والتقاليد حول دلهي غالبًا ما تتحقق)) ،
ومن األمور التي أدت الى تدهور الوضع االجتماعي ،إضعاف الطبقات القديمة ،ودعم الطبقات الجديدة المتمثلة بالطبقة
الرأسمالية ،التي ارتبطت مصالحها السياسية واالقتصادية بالمصالح البريطانية في الهند فضًال عن ذلك جعل اللغة
اإلنكليزية اللغة الرسمية في المؤسسات الحكومية(.)5
ويتضح مما تقدم مستوى التدهور الحاصل في المجال االقتصادي واالجتماعي والديني ،مما شكل مناخًا مناسبًا
لقيام الثورة ،ولكن البد من التنويه هنا ان معالم تلك "الثورة" لم تكن مكتملة في ظل مجتمع تسوده الطبقية والتناحر
الطبقي والديني ،لذا يمكن وصفها بالثورة في مراحلها الجنينية ،وان كانت قد اكدت كرهها لالحتالل والمحتلين ،وتفتحت
االبواب نسبيًا فيما بعد امام ابناء الهند لتولي المناصب المهمة في الحكومة.
1
-6علي عبد هللا احمد فارس ،شركة الهند الشرقية البريطانية ودورها في تاريخ الخليج العربي ،1858-1600القاهرة( ،د.ت) ,ص.63
2
-1المصدر نفسه،ص73
3
-2عمر االسكندري ،تاريخ أوربا في القرن التاسع عشر ،القاهرة( ،د0ت) ،ص ص .320-319
4
-3المصدر نفسه.
5
-4ك .م.بانيكار،المصدر السابق ،ص158
660
نيسان2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد20/
مما دفع الحكومة البريطانية الى أن تتخذ بعض اإلجراءات للحفاظ على وضعها في الهند ،فأصدرت قانون رقم (
)33لعام 1857المعروف بـ (قانون الطوارئ) الذي يتعلق باألجانب ،وقد ورد في مقدمة القانون من األمور الطارئة
إبالغ ممثلي الحكومات المختلفة في األراضي البريطانية في الهند منع رعايا الدول األجنبية من اإلقامة أو المرور
والسفر الى الهند دون الحصول على موافقة الحكومة البريطانية في الهند؛ لذا تم إصدار تشريع يقدم بموجبه كل شخص
أجنبي عند وصوله الى الهند تقريًر ا يوضح فيه بياناته للحكومة البريطانية في الهند ،واستنادًا عليه يتم منحهم إجازات
وفقًا لشروط محددة ،ويستثنى اصحاب السفن والعاملون عليها من هذه اإلجراءات ،إذ يقدم صاحب السفينة قائمه تضم
اسماء اولئك(.)1
-2االسباب المباشرة
قبل البدء في السبب المباشر للثورة ال بد من معرفة الفرق التي يتكون منها الجيش البريطاني في الهند
المعروف بـ السيبوي ،تألف من ثالثة جيوش عسكرية هي جيش البنغال وجيش مدراس وجيش بومباي ،وبلغ مجموع
عدد السيبوي 311038جنديًا ،بينما بلغ عدد القوات البريطانية ،39500ويبدو إن األعداد الصغيرة لألوربيين يعود
()2
الى انسحاب الكثير منهم واشتراكهم في حرب القرم و بالد فارس ،وأن هؤالء األوربيين كانوا في البنجاب والبنغال ،
أما في كلكتا فلم تكن هناك أية كتائب أوربية ،ما عدا كتيبة واحدة متمركزة في دينابور في بيهار ،إذ كان معظم الجنود
في هذه المنطقة من طبقة البراهمه ،وما يقارب الثلث جاؤوا من أوده ،وشكلوا مجموعة متجانسة متماسكة في داخل
الجيش ،وبمرور الوقت تخلى أفضل الضباط البريطانيين عن كتائبهم إلشغال مناصب مدنية أكثر فائدة لهم ،األمر الذي
أدى الى اعتماد الحكومة البريطانية على السيبوي في حروبها ،والسيما خارج الهند ،االمر الذي تنافى مع عقائدهم التي
تعد كل من يغادر موطنه خارج عن طبقته منبوذًا(.)3
أدى إصدار قانون التجنيد اإللزامي عبر البحار لعام( ،)1856الى إستياء شديد في جيش البنغال ألن هذا
األجراء يعرضهم لفقدان ((طبقتهم ودينهم)) ،وكان الرابط الوحـيد بين السيبوي والحـكومة ((الراتب الذي يحصلون
عليه))( ، )4وتميز جيش البنغال عن جيشي مدراس وبومباي بمنح الترقيات على أساس األقدمية فقط ولم يكن هناك سن
تقاعدي ،وفي عام ( ) 1857اقتنع السيبوي بأن البريطانيين مصممون على سلب مكانتهم االجتماعية وتحويلهم بالقوة الى
الـديانة المـسيحية ،فـقد كان العـميد فرانسـيس ويلـر) Brigadier General Francis Wheler (1801-1878في
باراكبور Barrackporeغرب البنغال يعظ وبصورة علنية بتعاليم المسيح لكل طبقات الجيش الهندي ولم يحاول اخفاء
حماسه في تحويلهم الى المسيحية(.)5
في غضون ذلك تم طرد الكثير من السيبوي بسبب رفضهم تنفيذ األمر بحلق ذقونهم وشعر رأسهم ،وبعد العديد من
التجاوزات غير المباشرة على مكانة السيبوي االجتماعية جاءت في كانون الثاني من عام( )1857التصريحات
بخصوص الطلقات المدهونة التي تستخدم في البنادق الجديده التي تم جلبها الى الهند ،فقد أشيع بأنها خليط من دهن البقر
(الحيوان المقدس لدى الهندوس) ودهـن الخـنزيـر (المحرم لدى المسلمين) .إذ كان على من يستخدمها قضمها بفمه قبل
وضعها في البندقية(.)6
رفض جيش البنغال االنصياع الى ألوامر التي تشترط عليهم استعمال هذا النوع من الذخيرة ،ومما دفع القادة
العسكريين البريطانيين الى سوق هؤالء الى محاكم عسكرية بتهمه عدم االنضباط العسكري ،تصل أحكامها الى اإلعدام
1
-5المصدر نفسه.
2
-1نايف محمد حسن االحبابي،الثورة الهندية الكبرى ،1858-1857مجلة دراسات في التاريخ واالثار ،العددان ،13-12السنة الحادية
والعشرون ،2002 ،ص.99
3
-2احمد محمود الساداتي ،تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية وحضارتهم(الدولة المغولية) ،القاهرة ،ج( ،2د.ت) ،ص293
4
-3نايف محمد حسن االحبابي ،المصدر السابق100 ،
5
-4احمد محمود الساداتي ،المصدر السابق ،ص.299
6
-5نايف محمد حسن االحبابي ،المصدر السابق.100 ،
661
نيسان2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد20/
لقادة العصيان ،وأدت تلك اإلجراءات بالتالي الى تصاعد روح التحدي وعصيان الجنود ألوامر قادتهم البريطانيين ،وقد
وصل األمر الى قيام أحد الجنود الهنود في السرية الخامسة من الكتيبة( )34في فرقة المشاة المحلية في البنغال المدعو
مانكال باندي )Mangal Pandey (1827-1857باطالق النار على ضابط بريطاني في 29آذار ،1857كما تم
اشعال الحرائق في باراكبور ،وكانت تلك التطورات الفتيل الذي أشعل نار الثورة في عموم الهند(.)1
المبحث الثالث
اندالع ثورة السيبوي الهندية 1857وعوامل فشلها
-1اندالع الثورة
توسعت أعمال العنف الثورية بشكل سريع في مناطق مختلفة من الهند ،ففي 10آيار 1857تمرد الجيش الهندي
في ميروت شمال غرب دلهي وتحول الى ثورة انتشرت بسرعة متخذة هوية الثورة الشعبية ألجل استقالل الهند،
والسيما بعد صدور الحكم بالسجن لمدة عشر سنوات على 58جنديًا من الكتيبة المحلية لمحطة ميروت ،بسبب رفضهم
استخدام الطلقات المدهونة ،وثار زمالؤهم وقاموا بقتل الضباط البريطانيين وحرق المحطة العسكرية البريطانية،
()2
وحرروا السجناء ،وفي اليوم الثاني توجهـوا بمسيرة مسلـحة نحو دلهي يـهتفون بعبارة ((نمضي قدمًا الى دلهي)) .
لم يبذل أي جهد لمنع الثوار من الوصول الى دلهي سوى قيام بعض الجنود البريطانيين بنسف مخزن للبارود ليحرم
السيبوي من االستيالء عليه ،وقيام عامل التلغراف من إرسال برقية الى البنجاب ،فضًال عن عدم وجود قوات بريطانية
في دلهي ،بل كانت تحت حماية ثالث فرق من السيبوي الذين انضموا الى الثوار ،وفتكوا بالسكان البريطانيين والهنود
الذين اعتنقوا الديانة المسيحية بطريقة بشعة ،ومن تبقى منهم هرب والبعض اآلخر تحصنوا بالقرب من المدينة،
وبوصول الثوار الى دلهي اعلنوا بهادر شاه امبراطورًا للهند وقائدًا لهم؛ وقد تفاجأ األخير باندالع الثورة كما تفاجأ
البريطانيون ،لكنه تولى القيادة بشيء من التردد ،إال أن مكانته كإمبراطور للهند أعطى للثورة سلطة رسمية وعزز
خطابها(.)3
انتشرت الثورة بعد سقوط دلهي في شمال الهند لتشمل كاونبور ولكناو عاصمة أودة والمناطق الزراعية في أودة،
ما أدى الى هروب الموظفين المدنيين بسبب غياب القوات البريطانية الداعمة لهم ،ودخلت البالد في حال فوضى ،قاتل
الهندوس جنبًا الى جنب مع المسلمين ،بينما كانت البنجاب والبنغال مخلصتين للبريطانيين على الرغم من تعاطف
البنجابيين قليًال مع السيبوي الذين إجتاحوهم مؤخرًا ،إال أنهم لم يمتلكوا أية عاطفة تجاه اإلمبراطور ،فقد استطاع
البنجابيون بجهود السير جون لورنس من نزع سالح كتائب الجنود السيبوي ،وتنظيم جيش صغير من الجنود األوربيين
وأصبحت البنجاب والبنغال قاعدة النطالق القوات البريطانية ،وتمكن لورنس من الحفاظ على عالقته الجيدة باألفغان ،إذ
أدرك رئيس الوزراء البريطاني بالمرستون بأن المحافظة على اإلمبراطورية الهندية قد يتطلب استخدام القوة العسكرية
فأكد قائال ((ليس بوسع أي فرد أن يتظاهر بالقول إننا قد ال نضطر للدفاع عن الهند في الهند))(.)4
-2أسباب فشل ثورة السيبوي الهندية .1857
اتسمت الثورة الهندية في مراحلها األولى بسرية التنظيم ،لكن اندالعها قبل نضوجها أدى الى عرقلة خطط
قادتها ،وفي الوقت نفسه ورثت الثورة مظاهر الضعف في النظام القديم ،الذي حاول يائسًا اخراج البريطانيين من
البالد ،وعلى الرغم من تمتع الزعماء القطاعيين بتعاطف السكان ،إال إنهم اتسموا بعدم القدرة واالفتقار الى التنظيم
والتنسيق ،إذ وقف الكثير منهم متفرجًا لمعرفة الطرف المنتصر(.)5
1
- 6الفيلد كارفر مارشال ،تراث عريق عبر سبع عصور للجيش البريطاني ،ترجمة عبد الجبار محمود شكري ،بغداد( ،د.ت) ،ص.103
2
-1عادل حسن وعبد الرحمن غنيم ،المصدر السابق،ص84
3
المصدر نفسه 2-
4
-3نايف محمد حسن االحبابي ،اإلدارة البريطانية في الهند( ،)1905 – 1858أطروحة دكتوراه غير منشورة ،كلية اآلداب ،جامعة بغداد،
،1997ص 55-54
662
نيسان2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد20/
من أهم أسباب فشل الثورة ،نجاح البريطانيين في إضعاف أواصر الوحدة الوطنية ،وغياب القيادة الوطنية الموحدة،
ومما يثير الدهشة أن القوات البريطانية نجحت في الحصول على دعم القوات السيخية ،التي تعد من ألد خصوم
المحتلين ،وكذلك حصولها على دعم ومساعدة الكوركا ،ما أدى الى اضعاف الرابطة الوطنية بين أبناء الشعب الهندي،
فضًال عن غياب التخطيط بين قادة الثورة ،وضعف وسائل االتصال بين بعضهم البعض في سنوات اندالع الثورة(.)1
وقد كان من أسباب عدم نجاح الثورة غياب القيادة الموحدة ،فلم تكن هناك شخصية قيادية كارزميةCharismatic
- Leadershipمصطلح يوناني يعني تمتع الشخص بالتأثير على اآلخرين والجاذبية واإلقناع وبذلك يكون منقذ
للشعب -بين زعماء الثورة تستطيع تنظيم وقيادة الثوار ولملمة شملهم وكسب إعجابهم ألجل تحقيق مصالح موحدة ،وأن
كثيرًا من رموز الثورة كانوا قد قدموا مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة الوطنية ،كما تصفوا باألنانية وعدم
ومنهم بهادر شاه فعلى على الرغم ()2
القدرة على التخطيط وفقدان الشجاعة الكافية لخوض المعارك على نطاق واسع
من شعبيته الكبيره لم يكن له دور فعال في الثورة ،إذ كان مجرد شخصية مشهورة ولم يكن قائدًا لعملياته ،وفي الجانب
اآلخر فأن القادة البريطانيين مثل جون لورنس و اوترام و هافيلوك كانوا منظمين ومخططين مقتدرين ،إذ كان لسياسة
جون لورنس في الحفاظ على البنجاب ونظرته الثاقبة األثر في النجاحات التي حققها البريطانيون في الهند ،إذ أمتاز
()3
بالنظرة الثاقبة
كانت القوات العسكرية المحلية سيئة التدريب والمعدات وتنقصها اإلمكانية القتالية لمواجهة حرب شديدة ،وإ ن ((كادر
الضباط الهنود لم يتلق إال ما يسمى في الجيش التدريب األساسي واستعمال السالح وأن اولئك الضباط كانوا جاهلين
وافتقر الثوار لفهم ستراتيجية الحرب ،فمع أن دلهي مثلت النقطة األساسية والمهمة في (،)4
في التكنيك والستراتيجية))
الثورة وإ ن سقوطها يعني كسر العمود الفقري للثوار ،إال أن الثوار لم يحاولوا انقاذها عندما تمت محاصرتها من القوات
البريطانية ،ولم يبادر نانا صاحب بإرسال قوات من لكناو إلنقاذ العاصمة ،إذ ربما كان يخشى من أن يقود نجاح الثوار
في دلهي الى بهادر شاه ،والسيما أن نانا صاحب لم يكن مستعدًا للتعامل معه(.)5
ومن األسباب التي أدت الى فشل الثورة عدم اشتراك جميع أجزاء الهند فيها واقتصارها على األجزاء الشمالية ،فلم
تشترك األجزاء الغربية والشرقية والجنوبية فيها ،وبقيت السند والنيبال مخلصتين للبريطانيين ،وان دوست محمد في
أفغانستان قدم مساعدة للبريطانيين ،في حين لم يحصل الثوار على دعم شعبي من األجزاء الشمالية-الغربية من الهند
التي تشكل اآلن باكستان ،كما لم يحصل الثوار على دعم من سكان البنجاب وراجبوتانا؛ ألنهم كانوا يفضلون اإلدارة
البريطانية المنضبطة على اإلدارة الفوضوية لألمراء الهنود ،فقد وضح السير جون ستراجي(Sir John Strache
) (1823-1907ذلك عندما كتب ((نقل عدد من القرى التي كانت ولفترة طويلة ضمن اإلدارة البريطانية الى إمارة
من اإلمارات المحلية التي كان يسودها االنضباط ،ولكن رغم ذلك سوف ال أنسى االحتجاجات الصاخبه والشاملة التي
أظهرها الناس ضد الظلم والقسوة التي تعرضوا لها من األمراء الهنود))( ،)6وساندت الطبقة المتوسطة التي نشأت في
ظل الحكم البريطاني القوات البريطانية للحفاظ على مصالحها.)7
5
-4حيدر صبري الخيقاني ،الملكة فكتوريا وأثرها في السياسة البريطانية( ،)1901-1837أطروحة دكتوراه غير منشورة ،كلية اآلداب،
جامعة بغداد ،2009 ،ص.173
1
-5المصدر نفسه
2
-6نايف محمد حسن االحبابي ،اإلدارة البريطانية في الهند( ،)1905 – 1858المصدر السابق 60
3
-1عبد العزيز عبد الغني ابراهيم ،حكومة الهند البريطانية واإلدارة في الخليج العربي "دراسة وثائقية" ،الرياض ،1981،ص.78
4
-2المصدر نفسه.80 ،
5
-3المصدر نفسه.80 ،
6
- -4عبد الفتاح ابراهيم ،على طريق الهند ،ط،5بغداد ،2004 ،ص.44
7
-5المصدر نفسه.
663
نيسان2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد20/
ومن األمور التي كانت لصالح البريطانيين انتهاء حرب القرم لصالحهم ،قبل اندالع الثورة الهندية ،ما سهل عليهم
مقاومة الثورة واخمادها ،والتخلص من الدعم الروسي للثوار،إذ كان الثوار معزولين دوليًا وإ ن األمل الوحيد الذي كان
يراودهم هو تحقيق االنتصار قبل وصول االمدادات من بريطانيا(.)1
كما أدى تطور جهاز االستخبارات البريطانية دورًا مهمًا في اتخاذ اإلجراءات الالزمة ضد الثوار ،فقبل الهجوم
على لكناو وصلت معلومات توزيع القوات المحلية في لكناو ،الى العقيد كولن كامبل الذي اقترب بقواته من لكناو ،وقد
سرع ورود هذه المعلومات بتقدم القوات البريطانية لالستيالء على لكناو ،فانتهت الثورة بانتصار عسكري بريطاني
ولم تنته بأية اتفاقية أو شروط للتسوية ،إذ لم تكن هناك أي جهة يمكن التفاوض معها(.)2
الخاتمة
من خالل البحث في انتفاضة عام 1857توصلنا الى هذه االستنتاجات:
-1ان الشعب الهندي قد قاوم االستعمار البريطاني منذ البداية ولم يكن يوما خانعا له.
-2حدثت هذه االنتفاضة نتيجة للقوانين والتصرفات الجائرة الستعمار البريطاني.
-3كان الفرق الكبير بين ما يمتلكه الجيش البريطاني من اسلحة ومعدات مقارنة بالوسائل اليدوية والبدائية للشعب
الهندي من ابرز االسباب الكبيرة لفشل االنتفاضة.
-4على الرغم من فشل االنتفاضة اال انها كانت نبراسا ليس للحركة الوطنية في الهند فقط وانما لحركات التحرر
في للعالم الثالث اجمع.
-5كانت من اهم النتائج السلبية لهذه االنتفاضة انها ادت ربط ادارة الهند بالتاج البريطاني مباشرة وانهاء ادارة
شركة الهند الشرقية لتلك البالد.
1
-6المصدر نفسه.،
2
-7جواهر الل نهرو ،لمحات من تاريخ العالم ،ترجمة لجنه من االساتذه الجامعيين ،منشورات المكتبة التجارية للطباعة والتوزيع والنشر،
،1957ص.212
664