You are on page 1of 36

‫جامعة األزهر‬

‫كلية الدراسات اإلنسانية‬


‫قسم اللغة األردية وآدابها‬

‫ورقـــــــة بحـــثيـــة بـــعنــــوان‪:‬‬


‫جهود المستشرق "جارسان دتاسي" في خدمة اللغة األردية‬
‫د‪ /‬رهـــام عـــبــدالـلـه ســالمــه‬
‫القاهرة ‪2019‬م‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة‪3 .................................................................................................................................................‬‬

‫تمهيد ‪4 .................................................................................................................................................‬‬

‫االستشراق في شبه القارة الهندو باكستانية ‪4 ....................................................................................................‬‬

‫المـــبــحث األول ‪9 ..................................................................................................................................‬‬

‫"جـارسان دتــاسي" ‪ ..‬حـياتـه‪ ،‬وآثــاره‪ ،‬وخدمــاته لألرديــة ‪9 .............................................................................‬‬

‫المـــبــحث الثاني ‪14 ................................................................................................................................‬‬

‫مقاالت "جـارسان دتــاسي" ‪ -‬من عام ‪ 1870‬حتى عام ‪14 ......................................................................... 1873‬‬

‫أ‬
‫أوأل‪ :‬خدمات "جارسان" في مجال اللغة ‪16 .....................................................................................................‬‬

‫ثانيأا‪ :‬الحالة الدينية في الهند ‪20 ....................................................................................................................‬‬

‫ثالثأا‪ :‬الحالة المجتمعية في الهند ‪25 ................................................................................................................‬‬

‫الخاتمة ‪32 .............................................................................................................................................‬‬

‫ثبت المصادر والمراجع ‪35 ........................................................................................................................‬‬


‫مقدمة‬
‫االستشراق فعله "شَرق"‪ ،‬وفي معاجم اللغة "شرقت الشمس" أي "طلعت"‪،‬‬
‫وشرق أي أخذ في ناحية الشرق(‪ ،)1‬وهو طبقًا للدكتور شكري النجار "أسلوب غربي‬
‫لفهم الشرق والسيطرة عليه‪ ،‬ومحاولة إعادة توجيهه والتحكم فيه‪ )2(".‬واالستشراق‬
‫ً‬
‫مجاال تبرز فيه‬ ‫عل ٌم واسع له منهجه وأهدافه وأغراضه ومراكزه ومؤتمراته‪ ،‬ويُشكل‬
‫صا المعرفية منها‪ ،‬والتي يُستحضر‬ ‫المصالح المشتركة بين الحضارات وخصو ً‬
‫تأثيرها بصورة ال َمحيد عنها في كل المناسبات التي يكون فيها "الشرق وعلومه‬
‫عا للنقاش"(‪.)3‬‬
‫وفنونه موضو ً‬
‫وموضوع البحث هو الشرق كذلك‪ ،‬وبالتحديد شبه القارة الباكستانية الهندية‬
‫التي يتحدث جزء كبير من أهلها اللغة األردية‪ ،‬وهي لغة حديثة المولد‪ ،‬ورغم ذلك‬
‫يفوق اإلنتاج األدبي لهذه اللغة إنتاج لغات أخرى أقدم منها‪ .‬حاول الكثيرون اإلبحار‬
‫في أعماقها الستكشاف ما فيها من ثروات وكنوز قد ال يعرفها أو يعيها أبناء اللغة‬
‫دورا ها ًما في خدمة اللغات‬ ‫ً‬ ‫أنفسهم‪ ،‬ومن ضمن هؤالء المستشرقين والذين أدّوا‬
‫صة األديب المعلم الفرنسي "جارسان دتاسي"‬ ‫الشرقية عا ًمة واألدب األردي خا ً‬
‫(‪1794‬م‪1878-‬م)‪ ،‬هذا الرجل الذي لم تتح له فرصة السفر إلى شبه القارة إال أنه قام‬
‫بمهام تدريس اللغة األردية في قسم اللغات الشرقية بجامعة باريس على مدار خمسين‬
‫عا ًما(‪1828‬م‪1878-‬م) واستطاع أن ينقل صورة إيجابية عن األردية وأهلها وروادها‬
‫وأدباءها للعالم الغربي الذي لم يعرف السواد األعظم منهم الكثير عن ثقافة الشرق‬
‫ولغاته‪ ،‬السيما اللغة األردية‪.‬‬
‫من الناحية المنهجية لن أتطرق في بحثي هذا بالتأصيل والتنظير لالستشراق‬
‫والمستشرقين‪ ،‬ولكن سأسلط الضوء على الجانب التطبيقي من خالل ترجمة وتحليل‬
‫نماذج لمقاالت "جارسان دتاسي"‪ ،‬وذلك من خالل كتاب يحمل نفس العنوان‪ ،‬قام فيه‬
‫الناقد األدبي "جميل الدين عالي" بتجميع مقاالت المؤلف ونشرها‪ ،‬حيث ظهرت‬
‫الطبعة الثانية من الكتاب عام ‪1963‬م‪ ،‬بعد حوالي عشرون عا ًما من نشر الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬وذلك بعد أن قام الدكتور "محمد حميد هللا" أحد علماء اللغة األردية والمقيم‬
‫في باريس بمراجعة دقيقة للطبعة األولى‪.‬‬
‫والكتاب محل الدراسة عبارة عن ‪ 415‬صفحة‪ ،‬وتحتوي هذه الصفحات على‬
‫أربع مقاالت ل "جارسان دتاسي" مترجمة من الفرنسية إلى األردية مع خاتمة كتبها‬
‫الدكتور "محمد حميد هللا"‪.‬‬

‫(‪)1‬إسماعيل علي محمد‪ ،‬االستشراق بين الحقيقة والتضليل(مدخل علميي لدراسية االستشيراق)‪ ،‬ط‪ ،3‬الكلمية للنشير‬
‫والتوزيع‪2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪)2‬شكري النجار‪ِ ،‬لم االهتمام باالستشراق‪ ،‬مجلة الفكر العربي‪ ،‬العدد‪1983 ،31‬م‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫(‪)3‬عبد الحي عابد‪ ،‬استشراق اور مستشرقين(مقالہ)‪ ،‬يونيورسٹى آف سرگودها‪ ،‬سرگودها‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫سوف أتناول في بحثي هذا الجانب االستشراقي من زاويتين‪ ،‬األولى‪:‬‬
‫شخصية المؤلف ورؤيته كقارئ أجنبي وناقد مطلّع‪ ،‬والثانية‪ :‬المحتوى الذي يعرضه‬
‫المؤرخ عن الهند مجتمعًا ولغةً وتراثًا‪ ،‬ومن هنا تأتي أهمية البحث للقارئ العربي‬
‫والذي يمكنه أن يستزيد عل ًما عن الحقبة التاريخية التي تناولها المؤلف بعيون أجنبية‪،‬‬
‫يقارن القارئ من خاللها ما كتبه علماء الشرق وحكماؤه وما كتبه المستشرقون‬
‫الناطقون بلغات أخرى‪ .‬ولعلي أقوم في أبحاثي المستقبلية بجانب من هذه المقارنة من‬
‫ً‬
‫كامال ونشره في مصر‪.‬‬ ‫منظور علمي أكاديمي‪ ،‬إضافةً إلى ترجمة الكتاب‬
‫وانطالقًا من هذه المنهجية سأقوم بتقسيم البحث إلى تمهيد ومبحثين وخاتمة؛‬
‫يتناول التمهيد شبه القارة الهندو باكستانية من وجهة نظر استشراقية تاريخية عامة‪،‬‬
‫أما المبحث األول فسيعرض لشخصية "دي تاسي" وحياته وأهم أعماله ومنهجه العام‬
‫في تناول المعلومات التي طرحها بما في ذلك المفاهيم والسرد‪ ،‬ويحتوي الثاني على‬
‫نماذج مختارة من مقاالته مع التحليل والنقد‪ ،‬معتمدًة في ذلك على بعض المصادر‬
‫ضا إلى المؤلف‬‫الثانوية التي تتناول االستشراق في السياق األردي والتي تطرقت أي ً‬
‫وأعماله محل البحث‪ ،‬مستهدفة وضع اإلسهامات الغربية في األدب األردي بين يدي‬
‫القارئ العربي المهتم بالدراسات الشرقية‪ .‬ثم الخاتمة التي أدرجت فيها ما توصلت‬
‫إليه من نتائج في هذا البحث‪.‬‬
‫تمهيد‬

‫االستشراق في شبه القارة الهندو باكستانية‬


‫طا وثيقًا باالحتالل اإلنجليزي لشبه القارة‬ ‫ارتبط االستشراق في الهند ارتبا ً‬
‫الهندوباكستانية‪ ،‬وقد وقع االحتالل االنجليزي الرسمي لشبه القارة الهندية عام‬
‫‪1857‬م بعد فشل ثورة التحرير‪ ،‬وإن كان قد بدأ عمليًا قبل هذا التاريخ بكثير‪ ،‬وربما‬
‫ال نكون مبالغين إذا قلنا أنه بدأ منذ عام ‪1600‬م وقت إنشاء شركة الهند الشرقية في‬
‫الهند‪ ،‬فما االحتالل إال نهب ثروات البالد‪ ،‬واغتصاب خيراتها‪ ،‬واستغالل أرضها‪،‬‬
‫وإذالل أبنائها(‪ ، )4‬مما يسهل محاولة طمس الهوية وسرقة التاريخ وتزويره‪ ،‬وعليه‬
‫بسط نفوذ القوى الجديدة بفكرها وعدائها وفسادها ومصالحها وإجابة نزعة السيطرة‬
‫لدى الغرب‪ ،‬ويصحب االحتالل آليات أخرى مشتركة في تلبية تلك النزعة وهي‬
‫االستشراق والتبشير‪.‬‬
‫كان االنجليز قد جاءوا لشبه القارة الهندوباكستانية بحجة التجارة في ثوب‬
‫شركة الهند الشرقية وبمرور الوقت وبسبب النزاعات الداخلية في البالد وتآمر‬
‫اإلنجليز وخيانة الحكام اتسع نفوذ شركة الهند الشرقية إلى أن استطاعت مدّ نفوذها‬
‫السياسي في البالد(‪)5‬؛ خاصة بعد وفاة الملك أورنگزيب عالمگير في عام ‪1707‬م‪،‬‬
‫فاستطاع اإلنجليز إخراج منافسيهم األوروبيين؛ الهولنديين والبرتغاليين والدنماركيين‬
‫(‪)4‬أنوار هاشمى‪ ،‬تاريخ پاك وہند‪ ،‬ترجمة د‪ .‬محمد السيد عبد الخالق وآخرون‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪ .‬المقدمة‪ً ،‬‬
‫نقال‬
‫عن‪ :‬فاطمة محمود بدر الدين‪ ،‬منهج سيد سليمان الندوي في الرد على المستشرقين في كتابه "أرض القرآن" مع‬
‫الترجمة‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬كلية اللغات والترجمة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬القاهرة‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫(‪)5‬سليم اختر‪ ،‬اردو ادب كى مختصر ترين تاريخ‪ ،‬اے – پى آفسيٹ پريس‪ ،‬نئى دہلى‪2003 -‬ء‪-‬صـ ‪.134‬‬
‫والفرنسيين من الساحة التجارية في شبه القارة الهندية‪ ،‬وصارت لهم السيادة التجارية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وبدأوا بدبلوماسيتهم في توطيد عالقاتهم مع أمراء شبه القارة‬
‫واستطاعوا إقامة كنيسة لهم‪ ،‬ثم مصنع‪ ،‬ثم السيطرة على بقاع استراتيجية من‬
‫أراضي شبه القارة الهندية ودانت لهم مناطق "سورت" و "مدراس" و "بومباي"‪،‬‬
‫ولما كانت أرض البنغال من أخصب البقاع في الهند قام اإلنجليز بإنشاء مستعمراتهم‬
‫التجارية بها‪ ،‬إلى أن احتلوها بالفعل عام ‪1757‬م بعد موقعة حربية باسم موقعة‬
‫"بالسي" وانتصروا فيها‪ ،‬كما استولوا على منطقتي "بهار" و "اوريسه" وقد خاض‬
‫االنجليز من أجلها معركة "بكسر" عام ‪1764‬م‪ ،‬وانتصروا فيها‪ ،‬االنتصار الذي أدى‬
‫بدوره إلى خضوع أميري "دهلي" و"أوده" وأمراء اإلمارات األخرى كر ًها‬
‫لإلنجليز‪ ،‬والجهر بمعاداة اإلنجليز قبل وأثناء المعركة‪ ،‬وفي عام ‪1786‬م كانت‬
‫الشركة قد وصلت بنفوذها االقتصادي والتجاري إلى أن صار لها صوت وقوة‬
‫سياسية في البالد‪ ،‬وظهر االنجليز في صورتهم الحقيقية؛ صورة المستعمر الالهث‬
‫وراء السيطرة والسيادة(‪ ،)6‬وبدأت خطوات السيطرة الفكرية والعقائدية بعد السيادة‬
‫االقتصادية والسياسية‪.‬‬
‫ولما كانت اللغات المحلية في الهند عائقًا لشركة الهند الشرقية ‪ -‬ستار‬
‫االحتالل في الهند‪ -‬في بسط نفوذها ومصالحها ووقوف العاملين بها على طباع‬
‫وأحوال البالد قامت الشركة بتأسيس مدرسة "ديسى كالج‪ :‬الكلية الوطنية" لتعليم‬
‫ضا ‪ -‬اللغة األدبية آنذاك ‪ -‬والتحق فيها‬‫الهندية‪ ،‬وتم فيها تدريس اللغة الفارسية أي ً‬
‫العاملون بالشركة والطالب من أهل شبه القارة ذاتها‪ ،‬وجدير بالذكر أن معرفة‬
‫اللغات وتعلمها من الشروط الرئيسة لبلوغ المحتل مأربه(‪ ،)7‬وبتوسع نفوذ الشركة في‬
‫البالد باتت ضرورة ملحة لتعلم موظفيها اللغات المحلية الهندية(‪ ،)8‬وكانت الشركة‬
‫تمنح عالوة خاصة لمتعلمي األردية والفارسية من الموظفين‪ ،‬إلى أن جاء عام‬
‫‪1799‬م وأقامت الشركة تحت رئاسة وإشراف رسمي من السيد "جون جل كرست"‬
‫معهدًا باسم "‪ ،)9( "Oriental Seminary‬وبعدها قام اإلنجليز بتأسيس كلية "فورت‬
‫وليم" وكلية "دهلي"‪ ،‬وقد قام أكبر أدباء وشعراء الهند بمهام التدريس في الكلية‪ ،‬كما‬
‫قامت الهند بنشر عدد كبير من الكتب‪ ،‬باإلضافة إلى ترجمة الكتب الهندية إلى لغات‬
‫أوروبية‪.‬‬
‫وقد لجأ اإلنجليز إلى الخط الروماني لسهولة التدريس واللغة به‪ً ،‬‬
‫بدال من‬
‫سا‬
‫الحروف األبجدية األردية‪ ،‬والتي هي من أصول عربية فارسية‪ ،‬فوضعوا قوامي ً‬
‫للغة األردية مستخدمين الخط الروماني‪ ،‬وألفوا كتبًا للصرف والنحو مستخدمين نفس‬
‫ضا‪ ،‬مثل "القاموس اإلنجليزي الهندي‪ :‬ہندوستانى انگريزى لغت"‬ ‫الخط أي ً‬
‫عام‪1832‬م‪ ،‬و"قواعد اللغة الهندوستانية‪"Grammar of the Hindustani :‬‬
‫(‪)6‬سميع هللا (ڈاكٹر) فورت وليام كالج (ايک مطالعہ)‪ ،‬نشاط آفسٹ پريس ٹانڈه‪ ،‬فيض آباد‪ ،‬اپريل ‪1989‬ء‪ ،‬ص‬
‫‪-2‬‬
‫(‪)7‬محمييد منييير األزهييري‪ ،‬تجديييد الفكيير الييديني فييي جهييود العالميية محمييد كييرم شيياه األزهييري‪ ،‬دار السييالم للطبييع‬
‫والنشر‪2008 ،‬م‪ ،‬صـ ‪.291‬‬
‫(‪)8‬سميع هللا (ڈاكٹر) فورت وليام كالج (ايک مطالعہ) ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صـ ‪-4‬‬
‫(‪)9‬سليم اختر‪ ،‬اردو ادب كى مختصر ترين تاريخ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬صـ ‪.134‬‬
‫‪ ،Language‬و"لدنكن فوريس" عام ‪1855‬م‪ ،‬و"دليل المحادثات‪Conversation :‬‬
‫‪ "Manual‬عام‪1895‬م‪ ،‬و"قواعد اللغة الهندوستانية‪Grammar of the :‬‬
‫‪ "Hindustani Language‬ل"جان ـــ تي ـ پلتيس" عام‪1901‬م(‪.)10‬‬
‫يقول الدكتور "غالم مصطفى خان"‪:‬‬
‫"لقد اهتم المستشرقون بكتابة قواعد (نحو) اللغة األردية قبل أهل اللغة‬
‫األردية (أنفسهم)‪ ،‬وقام البعض منهم بتقسيم قواعد النحو وشرحها بأسلوب رائع"(‪.)11‬‬
‫كتب ديفيد ميل (‪ )David Mill‬الحروف األبجدية األردية عام ‪1744‬م‪ ،‬كما‬
‫قام جى‪ .‬أ‪ .‬فريتس )‪ (J.A.Fritzz‬عام‪1748‬م‪ ،‬و هيدلي )‪ (Headley‬عام‪1772‬م‬
‫بتأليف كتبًا لتعليم اللغة األردية‪ ،‬وقد أدّت عملية الكتابة والتأليف هذه إلى إدراك أهمية‬
‫الطباعة‪ ،‬ومن ث َ ّم النشر‪ ،‬واألجانب هم الذين وضحوا أهمية الطباعة‪ ،‬وقاموا بتأسيس‬
‫أول مطبعة للغة األردية في الهند‪ ،‬كما تم اختراع آلة كاتبة للغة األردية‪.‬‬
‫إن تاريخ اللغة األردية يقر بالفضل لجميع المستشرقين الذين اعتنوا بها‪،‬‬
‫و نذكر على سبيل المثال ال الحصر مستشرقين لهم ريادة وفضل وغزارة في اإلنتاج‬
‫األدبي األردي أبرزهم‪:‬‬
‫المستشرق جن بارث جل كرست‪(Jehn Berth wiekgilchrist‬ت ‪1841‬م)‪ :‬في‬
‫البداية مارس الطب في الهند ثم ما لبث أن تعلم اللغة الهندية وصار ماه ًرا بها‪ ،‬فعين‬
‫خبير لغة بمعهد اللغات الشرقية ثم فيما بعد عين أستاذًا للغة الهندية في كلية فورت‬
‫وليام‪ ،‬وعاد لوطنه عام ‪1804‬م‪ ،‬إال أنه وحتى وفاته كان ناطقًا باألردية‪.‬‬
‫ضا المستشرق توماس روبك (‪1819( ،)12‬م‪1781 -‬م)‪ ،‬والمستشرق‬ ‫ونذكر أي ً‬
‫جي ايس رانكنج و المستشرق آلويزا اسبرنكر‪ :‬المتوفي ‪1893‬م‪ ،‬والمستشرق‬
‫جون شيكسبير (‪1858‬م‪1774 -‬م) و المستشرق وليام هنتر (‪1812‬م‪1755 -‬م)‬
‫(‪ ،)13‬و المستشرق جورج هيلى وله كتاب في النحو والصرف األردي نشره عام‬
‫‪1772‬م‪ ،‬والمستشرق فركوسن وله قاموس باسمه طبع عام ‪1772‬م‪ ،‬وهناك‬
‫المستشرق ايس دبليو فيلن وله الكتب الثالثة التالية والتي صارت مرجعًا لقواميس‬
‫عدة فيما بعد‪:‬‬
‫‪1- A Dictionary of Hindustani Proverbs 1886.‬‬

‫(‪)10‬رضية نور محمد‪ ،‬اردو زبان اور ادب میں مستشرقين كى علمى خدمات كا تحقيقى جائزه(مقاله برائے پی‬
‫ايچ ڈی)‪ ،‬پنجاب يونيورسٹی الہور‪ ،1975 ،‬مقدمہ‬
‫(‪")11‬مستشرقين اردو قواعد نويسى كى طرف اہل زبيان سيے پےليے متوجيہ ہيوئے اور ان مييع سيے بعيض نيے‬
‫اپنے اپنے طور پر نحو كے حصے كى عمده ترتيبات پيش كيع" غالم مصطفى خان‪ ،‬جامع القواعد (حصہ‬
‫نحو)‪ ،‬ديباچہ‪ ،‬صـ ‪.9‬‬
‫(‪)12‬فاطمة محمود بدر الدين‪ ،‬منهج سيد سليمان الندوي في اليرد عليى المستشيرقين فيي كتابيه "أرض القيرآن" ميع‬
‫الترجمة‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صـ‪.53‬‬
‫(‪)13‬المرجع السابق‪ ،‬صـ ‪54‬ـ‪.‬‬
‫‪2- A Hindustani English Law and Commercial Dictionary‬‬
‫‪1879.‬‬
‫‪3- A New Hindustani English Dictionary 1879.‬‬
‫ضا المستشرق جراهم بيلي المتوفي ‪1942‬م وله كتاب شهير باسم‪:‬‬
‫وهناك أي ً‬
‫‪A History of urdu Literature‬‬
‫دورا وأعظمهم مكانة المستشرق الفرنسي "جارسان‬ ‫ومن أبرز المستشرقين ً‬
‫دتاسي" ‪ ،‬فمهما عظم دور المستشرقين االنجليز في االهتمام باللغة األردية فدورهم‬
‫كان لمآرب أخرى تبشيرية واقتصادية وسياسية‪ ،‬أما جارسان دتاسي فكان عاشقًا‬
‫لألردية‪ ،‬وشغفوفًا بها‪ ،‬فقد عكف في باريس على دراسة موضوعات الشعر واألدب‬
‫األردي‪ ،‬وجمع من أجل األردية الدراسات واألبحاث‪ ،‬حتى أن خطاباته القت‬
‫استحسانًا لدى الفرنسيين وتاقوا لمعرفة األردية وآدابها‪ ،‬ويستفيد باحثو ومؤرخو‬
‫اللغة األردية إلى اآلن بخطاباته ودراساته‪.‬‬
‫ولم تنحصر جهود المستشرقين داخل شبه القارة فقط‪ ،‬وإنما قاموا بدور‬
‫محوري في نشر اللغة األردية وآدابها في أوروبا‪ ،‬فكانوا أول من كتبوا مقاالت عن‬
‫األردية في الجرائد األوروبية‪ ،‬هذا باإلضافة إلى نشر" قراءات في كتب‪Book :‬‬
‫‪ ،"Reviews‬ومن هنا اهتم بعض النقاد األوربيون باللغة واألدب األردي‪ ،‬وأخذت‬
‫ضا‪.‬‬
‫في االنتشار خارج الهند أي ً‬
‫دورا ها ًما في نشر األدب األوروبي في الهند‪.‬‬
‫كما لعب المستشرقون كذلك ً‬
‫واستفاد الشعراء والكتاب باآلداب الغربية وقاموا بتجارب جديدة من حيث‬
‫الموضوعات واألسلوب وتطور الشعر األردي فانتقل الشعراء لكتابة "النظم" بعد ما‬
‫كانت أشعارهم مقصورة على الغزل فقط‪ ،‬وانتقلوا بعد "النظم" (القصيدة) إلى الشعر‬
‫الحر (آزاد نظم)‪ ،‬وأدخل الشعراء موضوعات أخرى مثل "وصف الطبيعة"‪،‬‬
‫وقضايا أخالقية وإصالحية كذلك‪ ،‬وأصبح من الضروري أن يكون الشعر هادفًا‪،‬‬
‫ومن هنا نشأت مدرسة "األدب للحياة"‪.‬‬
‫وكان المستشرقون نوعان ضباط وأفراد الجيش‪ ،‬والرهبان‪ ،‬وكانت األهداف‬
‫الدينية هي الدافع الرئيس خلف تعليم اللغة األردية‪ ،‬وقد أدرك الرهبان أن عملية‬
‫التبشير لن تنجح إال من خالل لغة الفئة المستهدفة (أي الهندية) حتى يتحقق الحوار‬
‫الحقيقي‪ ،‬إذا كان التبشير ونشر الدين المسيحي عامل مهم في ترويج اللغة األردية‪،‬‬
‫ألنها دفعت رجال الدين لتعليمها‪ ،‬وكان ذلك سببًا في تأليف كتب متخصصة لتعليم‬
‫األردية لغير الناطقين بها من األجانب(‪.)14‬‬
‫وبعد هذا العرض الموجز يمكننا تقسيم الخدمات التي قدمها المستشرقين للغة األردية‬
‫إلى ثالثة محاور‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬تأليف القواميس وكتب القواعد لتدريس اللغة‪.‬‬
‫(‪)14‬ابو الليث صديقى‪ ،‬جامع القواعد‪ ،‬حصہ صرف‪ ،‬ص‪.147‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تأليف كتب دراسية باألردية‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬تقديم حوافز تشجيعية في مجال اللغة واألدب‪.‬‬
‫هيذا وقيد اعتميدت فيي دراسيتي أوالً عليى الكتياب محيل الدراسية‪ ،‬ثيم المصييادر‬
‫المتعلقيية بموضيييوع البحيييث‪ .‬وأتمنيييى مييين هللا تعييالى أن أكيييون قيييد وفقيييت فيييي اختييييار‬
‫الموضوع‪ ،‬وقدمته بالدراسة المناسبة له‪.‬‬
‫وهللا تعالى ولي التوفيق‪.‬‬
‫المـــبــحث األول‬

‫"جـارسان دتــاسي" ‪ ..‬حـياتـه‪ ،‬وآثــاره‪ ،‬وخدمــاته لألرديــة‬


‫ولد "جارسان دِتاسي" في مدينة "مارسيلز" الفرنسية عام ‪1794‬م‪ ،‬انتقل إلى‬
‫"باريس" في سن الثالثة والعشرين من عمره عام‪1817‬م‪ ،‬تعلم العربية والتركية على‬
‫يدي السيّد "سلوستر دي ساسي"( ‪ (Silvestre de sacy‬و ترجم في هذه الفترة‬
‫ثالثة أعمال فارسية إلى الفرنسية‪ ،‬أهمها ترجمة "منطق الطير"‪ ،‬و ترجم عام‬
‫عين‬ ‫‪1826‬م مثنوي "اژدر نامہ" لـلشاعر "مير تقي مير"(‪ )15‬إلعجابه الشديد بها‪ُ .‬‬
‫"جارسان" عام ‪1828‬م أستاذًا للغة الهندوستانية‪ ،‬وبدأ في العام التالي في إعداد كتابًا‬
‫للقواعد وقام بنشره عام ‪1832‬م(‪.)16‬‬

‫اهتم بشعر "ولى دكني"(‪ ،)17‬وقام بترجمة إحدى دواوينه عام‪1834‬م‪ ،‬وفي عام‬
‫‪1839‬م نشر الجزء األول من كتاب"تاريخ ادبيات ہندوى وہندوستانى"‪ ،‬والجزء‬
‫الثاني والثالث عامي ‪1846‬م‪ ،‬و‪1870‬م على التوالي(‪.)18‬‬
‫تقلّد "دتاسي" رئاسة الجمعية األسيوية في العاصمة الفرنسية "باريس"‪ ،‬كما‬
‫عضوا في مجالس علمية شهيرة في مدن سانت بطرسبرغ‪ ،‬وبرلين‪ ،‬وفيينا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كان‬
‫وفلورنسا‪ ،‬ولندن‪ ،‬وكلكتا‪ ،‬وبومباي‪ ،‬حيث كان يجيد األلمانية واإلنجليزية بجانب‬
‫ضا‪.‬‬
‫الفرنسية‪ ،‬وتعلم التركية والبنجابية أي ً‬
‫كتب "جارسان" في األدب والتاريخ والقواعد واللغويات‪ ،‬وربما لم يقدم أحد‬
‫من باحثي الهند وباكستان ما قدمه هذا الرجل‪ ،‬الذي يصل عدد كتاباته إلى ‪ 150‬مؤلَفًا‬
‫حسب ما ذكرته الدكتورة "ثريا حسين"(‪.)19‬‬
‫استمر "دتاسي" في مسيرة كفاحه في نشر اللغة األردية على الرغم من بلوغه الثانية‬
‫سا من الهندوستانية للفرنسية‬
‫والثمانين من عمره‪ ،‬وطلب من أحد تالميذه إعداد قامو ً‬

‫(‪ )‬مير تقي مير‪ :‬اسمه مير تقي‪ ،‬وتخلصه مير‪ ،‬ولد في مدينة "آكره" عام ‪1722‬م‪ ،‬تلقى تعليمه اإلبتدائي على يد‬
‫صديق والده‪ ،‬وبعد وفاته تتلمذ على يد والده‪ ،‬وهو واحد من أكبر شعراء األردية‪ ،‬توفى مير عام ‪1810‬م‪،‬‬
‫للمزيد راجع‪ :‬معاذ حسن‪ ،‬اردو شاعرى كے ٹاپ ‪ 10‬كالسيكى شاعر(فن شخصيت اور شاعرى سے‬
‫انتخاب) حيدر پبلى كيشنز‪ ،‬الہور‪2002 ،‬ء‪ ،‬ص ‪.17،18‬‬
‫(‪)16‬سيييد محييي الييدين قييادرى زور‪ ،‬گارسيياں دتاسييى اور اس كييے ہييم عصيير خواہيياں اردو‪ ،‬ط‪ ،2‬سييب رس كتيياب‬
‫گهر‪ ،‬خيريت آباد‪ ،‬حيدرآباد‪ ،‬دكن‪1941 ، ،‬ء‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )‬ولي دكني‪:‬هو محمد ولي‪ ،‬اشتهر باسم "ولي دكني"‪ ،‬نسبة إلى منطقة الدكن في جنوب الهند التي قضى بها‬
‫حياته‪ ،‬ولد عام ‪1667‬م‪ ،‬وتوفى سنة ‪1741‬م‪ .‬يمثل "ولي دكني" أهمية كبيرة في تاريخ الشعر األردي؛ ألنه‬
‫كان يُعد همزة الوصل بين األدب األردي في جنوب الهند وشمالها‪ ،‬وإليه يرجع الفضل في أن شعراء الشمال‬
‫أخذوا يهتمون بنظم الشعر باللغة األردية بعد أن كانوا يولون كل عنايتهم للغة الفارسية‪ .‬للمزيد راجع‪ :‬يوسف‬
‫السيد عامر‪ ،‬اتجاهات حديثة في الغزل األردي‪ ،‬ندوة ترجمة الشعر الحديث والمعاصر في اآلداب الشرقية‪،‬‬
‫المجلس األعلى للثقافة‪ 17 -16 ،‬أبريل ‪2007‬م‪ ،‬صـ ‪.10‬‬
‫(‪)18‬سيد محي الدين قادرى زور‪ ،‬گارساں دتاسى اور اس كے ہم عصر خواہاں اردو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صـ ‪.12‬‬
‫(‪)19‬قارن رضية نور محمد‪ ،‬ص‪.283‬‬
‫والعكس‪ ،‬وأشرف على هذا العمل بنفسه‪ ،‬وتم نشره عام‪1867‬م(‪ ،)20‬وقبل وفاته بعدة‬
‫أشهر قام بنشر الترجمة الفرنسية لكتاب"باغ وبےار" للشاعر"مير امن(‪.)22(")21‬‬
‫تميز "جارسان" بين مستشرقي القرن التاسع عشر بتقديمه للقارئ ذخيرة من‬
‫المقاالت في مجال اللغة األردية والدراسات اإلسالمية‪ ،‬ولن يكتمل أي بحث فيما‬
‫يخص مجال اللغة واألدب وحضارة مسلمي الهند وتاريخهم دون االستفادة مما كتبه‬
‫"جارسان"(‪.)23‬‬
‫اهتم "جارسان" باللغة األردية في زمن لم تكن فيه األردية ضمن قائمة‬
‫اللغات العلمية فلم يُفرد لها قواميس أو قواعد‪ ،‬لم تكن األردية لغة تدريس‪ ،‬ولم يكن‬
‫يُعتد بها كمصدر علمي للشرح‪ ،‬لم يهتم أحد بفهم مراحل ارتقائها أو تقدمها التاريخي‪،‬‬
‫ولم يلتفت أحد لضرورة تدوين تاريخها األدبي‪ ،‬في هذا التوقيت نجد "جارسان" يهب‬
‫حياته لخدمة هذه اللغة ويجعلها محور تركيزه واهتمامه‪ ،‬ويتمنى أن يراها في‬
‫صفوف اللغات المتقدمة(‪.)24‬‬
‫لقد تناول عدد كبير من األدباء والناقدين مؤلفات "جارسان" بهدف إبراز‬
‫دوره في خدمة األردية لغةً وأدبًا وتاري ًخا وثقافةً وحضارةً‪ ،‬ومن هؤالء "محي الدين‬
‫قادري زور" وكتابه "گارساں دتاسى اور اس كے ہم عصر بهى خواہان اردو" عام‬
‫‪1941‬م‪ ،‬و"ثريا حسين" وكتابها بعنوان "گارساں دتاسى اردو خدمات علمى‬
‫كارنامے" لكهنو‪1984‬م‪ ،‬وكتاب "گارساں دتاسى" للمؤلف "قاضي عبد الودود"‬
‫عام‪1995‬م‪ ،‬هذا باإلضافة إلى عدد كبير من األبحاث والمقاالت المتميزة‪ ،‬والتي‬
‫تضمنت الخدمات التي قدمها مؤرخنا الفرنسي مثل "آغا افتخار حسين" الذي تناول‬
‫هذه الجزئية من خالل ما كتبه عن "يورپ ميع اردو" (األردية في أوروبا) و"يورپ‬
‫ميع تحقيقى مطالعے" (دراسات بحثية في أوروبا)‪.‬‬

‫(‪ )20‬سيد محي الدين قادرى زور‪ ،‬صـ ‪.21‬‬


‫(‪ )‬مير امن‪ :‬ولد "مير امن" في دهلى عام ‪1748‬م‪ ،‬وكان مشهور باسم "مير امن الدهلوي"‪ ،‬كان يعمل في كلية‬
‫"فورت ويليم" في "كلكته"‪ ،‬قام بترجمة قصة "چهار درويش" ل "أمير خسرو" من اللغة الفارسية إلى اللغة‬
‫األردية‪ ،‬وأطلق عليها اسم "باغ وبهار"‪ ،‬وقام بهذه الترجمة بنا ًء على طلب السيد "جل كرست"‪ ،‬الذي كان‬
‫‪en.m.wikipedia.org‬‬ ‫مشهورا لإلنجليزية في تلك األيام‪ .‬للمزيد راجع‪:‬‬
‫ً‬ ‫أديبًا‬
‫(‪ )22‬المرجع السابق‪ ،‬صـ ‪.21‬‬
‫(‪)23‬معين الدين عقيل‪ ،‬مقالہ بعنوان "اردو زبان وادب پر گارسع دتاسى كے احسانات‪ :‬اولين‪ -‬تياريخ ادب اردو‪-‬‬
‫المجلة العلمية بنياد‪ -‬المجلد الخامس‪ ،2014 ،‬صـ ‪.11‬‬
‫(‪)24‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫لقد أحسن "جارسان" لألدب األردي فقد خدم التراث اللغوي واألدبي وهو في بالد‬
‫بعيدة عنها الذي لم يع أهلها قيمتها الحقيقية‪ ،‬كان أول من بدأ في البحث عن األدب‬
‫األردي‪ ،‬فهو أول من تعرف على شاعر األردية القديم "ولى"(‪.)25‬‬

‫مؤلفاته‪:‬‬
‫قام "جارسان" بترجمة عدد كبير من المؤلفات الهندية والفارسية إلى الفرنسية مثل‬
‫"ديوان ولى" و "منطق الطير" ل" فريد الدين العطار"(‪ ،)26‬باإلضافة إلى تأليف‬
‫ِ‬
‫كتب متخصصة في الهندية مثل‪:‬‬

‫‪" ‬مبادئ اللغة الهندوسية" عام‪1847‬م‪.‬‬


‫‪" ‬مختارات هندوسية" عام‪1847‬م‪.‬‬
‫‪" ‬مختارات اللغة واألدب الهندوي والهندوستاني" عام‪1847‬م‪،‬‬
‫الطبعة الثانية عام‪1871‬م‪ ،‬وله ثالثة أجزاء‪.‬‬
‫‪ ‬بحث في أسماء األعالم واأللقاب اإلسالمية عام‪1854‬م‪.‬‬
‫‪ ‬قاموس هندوستاني ـــــ فرنسي عام‪1858‬م‪.‬‬
‫‪ ‬مبادئ اللغة الهندوستانية عام‪1865‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الشعر الفلسفي والديني عند الفرس عام‪1864‬م‪.‬‬
‫‪ ‬فصل من تاريخ الهند اإلسالمية عام‪1865‬م‪.‬‬
‫‪ ‬البالغة والعروض في لغات الشرق اإلسالمي عام‪1873‬م‪.‬‬
‫‪ ‬اإلسالم وفقًا للقرآن‪ :‬التعليم العقدي والممارسة العملية(‪.)27‬‬

‫نال "جارسان" تقدير وإعجاب عدد كبير من نقاد ومحبي اللغة األردية الذين اعترفوا‬
‫بجهوده في خدمة ونشر ثقافة أهل الهند خارج حدودها الجغرافية وبلغات أخرى‬
‫مكنّتها من االنتشار والتأثير‪ .‬وفي هذا الصدد نجد عدد كبير من النقاد يكتبون عنه‬
‫وعن أهمية ما قام به‪ ،‬فعلى سبيل المثال استطاع "دتاسي" أن يعطي نبذة عن الحياة‬
‫األدبية والجمعيات في الهند في تلك الفترة "لقد ذكر تاريخ األدب انجازات "دتاسي"‬

‫(‪)25‬محى الدين قادرى زور‪ ،‬رسالہ "ہندوستانى"‪ ،‬اپريل ‪1931‬ء‪ ،‬ہندوسيتانى اكييديمى‪ ،‬صيوبہ متحيدة ‪ ،‬آليہ آبياد‪،‬‬
‫صـ ـ‪.3‬‬
‫(‪ )‬فريد الدين العطار‪ :‬هو شاعر فارسي متصوف‪ ،‬ولد في "نيسابور" عام ‪1142‬ه‪ ،‬قال عنه البعلبكي أنه "يعتبر‬
‫أحد أعظم الشعراء والمفكرين الصوفيين المسلمين"‪ ،‬له مؤلفات عديدة أبرزها "تذكرة األولياء" و"منطق‬
‫الطير" وهو شبه ملحمة نقع فيها على أوضح تفسير شعري للتصوف الفارسي‪ ،‬للمزيد راجع‪:‬‬
‫‪ar.m.wikipedia.org.‬‬
‫(‪ )27‬عبد الرحمن بديوي‪ ،‬موسوعة المستشرقين‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫العلمية‪ ،‬فقد عرفوا تفاصيل الجمعيات األدبية األردية من خالله فاستحق المدح اس ًما‬
‫ً‬
‫وفعال"(‪.)28‬‬
‫لقد اطلع "سر راس مسعود" على النسخة األصلية من مقاالت "جارسان"‬
‫الفرنسية أثناء إقامته في انجلترا‪ ،‬فانفرطت منه هذه الكلمات المليئة بالحب والتقدير‬
‫في حقه‪:‬‬
‫"انتاب القلب شعور غريب عندما شرعت في قراءة هذا الكتاب‪ ،‬وبلغت‬
‫السعادة منتهاها بأن هذا العالم الشهير الذي كان يعيش خارج الهند إال إنه انشغل‬
‫كبيرا في الهند‪،‬‬
‫ً‬ ‫لسنوات طوال في القراءة والبحث في لغته األم‪ ،‬ليس لتقلده منصبًا‬
‫وإنما لشغفه بهذه اللغة من أجل العلم فقط دونما السعي إلى أغراض دنيوية(‪.)29‬‬
‫"يتفق الدكتور رياض الحسن بأن "جارسان" كان شغوفًا باألدب األردي‪،‬‬
‫ضا‪ ،‬ولقد وصل‬
‫ولكنه يرى أن هذا ال يعني بالضرورة أنه كان يحب أهل الهند أي ً‬
‫لنتيجة بعد قراءة كتب "جارسان" بأنه ال يُعد صديقًا للشرقيين‪ ،‬يقول رياض الحسن‪:‬‬
‫يُعتبر "جارسان" صديقًا للعلوم الشرقية وليس ألهلها‪ ،‬فإنه ينظر إلى شعوب‬
‫الشرق نظرة فوقية ويهاجمهم كلما سنحت له الفرصة لذلك‪ .‬من السهل أن نفهم أن‬
‫العلوم الشرقية كانت الوسيلة األخطر لترسيخ النفوذ السياسي الغربي في الشرق‪ ،‬وقد‬
‫لجأ "جارسان" لهذه الوسيلة؛ لتقوية األثر الفرنسي في الشرق(‪ .)30‬ثم تعيين أساتذة‬
‫لتدريس العربية والتركية والفارسية‪ ،‬وفي عام ‪1828‬م خصص كرسي لتدريس اللغة‬
‫األردية‪ ،‬ومنذ هذا التاريخ وحتى ‪1878‬م‪ ،‬قدم "جارسان دتاسي" خدمات جليلة للغة‬
‫واألدب األردي(‪.)31‬‬
‫يمكننا تقسيم الخدمات التي قام بها "جارسان" للغة واألدب األردي إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ .1‬كتابات باللغة الفرنسية عن اللغة واألدب األردي‪.‬‬
‫‪ .2‬ترتيب وتدوين المتون األردية األصلية‪.‬‬

‫(‪")28‬تاريخ ادبيات ميع بهى گارساں دتاسى كيے علميى كارنياموں كيو سيراہا گييا ہيے‪ ،‬خصوصيا اردو كيى ادبيى‬
‫انجمنوں كى تفصيالت اسى ماخذ سے لے كر مستشيرق كيے نيام وكيام كيى تعرييف كيى گئيى ہيے"‪ -‬تياريخ‬
‫مسلمانان پاكستان وہند اردو ادب‪ ،‬ريسرچ پراجيکٹ‪ ،‬نويع مجلد‪ ،‬صـ ‪.34‬‬
‫(‪")29‬جب ميع نے اس كتاب كيو پههنيا شيروع كييا تيو مييرے دل كيى عجييب كيفييت تهيى اور اس خييال‬
‫سے ميرى مسرت اور فخر كى كوئى انتےا نہ رہى كہ ايک نامور عالم جو غير ملک كيا رہينے واال‬
‫ہے‪ -‬سال با سال تک ميرى مادرى زبان كے مطالعے اور عالمانہ تحقيق مييع مصيروف رہيا اس لييے‬
‫نےيع كہ وه ہندوستان كے كسى بهے سركارى عےدے پر نامور تها بلكيہ اس لييے كيہ وه بغيير كسيى دنيياوى‬
‫غرض كے محض علم كى خاطر اس زبان سے محبت كرتا تها‪ -‬سرراس مسيعود كيے جمليے‪ -‬در مقدميہ‬
‫خطبات ‪ ،‬صـ أ‪ ،‬ب‪.‬‬
‫(‪")30‬گارساں دتاسى مشرقى علم كا دوست ہے مگر مشرقى قوموں كا دوست نےيع‪ -‬وه مشرقى قوموں كو ذلت‬
‫كى نظر سے ديكهتيا ہيے اور جےياں كےييع اس كيو موقيع ملتيا ہيے ان پير حمليے كرتيا ہيے – ييہ بيات ييوں‬
‫آسانى سے سمجه ميع آ سكتى ہے كہ تمام يورپ ميع مشرقى علوم ‪ ،‬مغرب كا سياسى اقتيدار بههيانے كيا‬
‫ايک زبر دست آلہ رہا ہے‪ -‬گارساں بهى اس آلے كو مشرق ميع فرانس كے اثير كيو پههيانے كيے ليئے‬
‫استعمال كرتا ہے‪( -‬رسالہ "اردو"‪ ،‬جنورى ‪1956‬ء‪ ،‬صـ ‪ )75‬رضية نور محمد‪ ،‬صـ ‪.274‬‬
‫(‪)31‬المرجع السابق‪ ،‬صـ ‪.275‬‬
‫‪ .3‬ترجمة كتب ومؤلفات أردية إلى الفرنسية‪.‬‬
‫من الناحية المنهجية لن أتطرق في بحثي هذا إلى النوع الثاني والثالث‪ ،‬وإنما‬
‫سأقدم إطاللة عامة على المقاالت التي كتبها منذ عام‪1850‬م وحتى‪1877‬م‪ ،‬والتي‬
‫قامت "انجمن ترقى اردو" بطباعتها ونشرها باسم "خطبات جارسان دتاسي" في‬
‫"دهلى" عام‪1943‬م‪ ،‬وفي "كراتشي" عام‪1946‬م‪ ،‬وعام‪1964‬م‪ ،‬ثم نشر مقاالت‬
‫سنواته األولى بعنوان "تمهيدي خطبات"‪ ،‬ثم نشر كل مقاالته في ثالثة مجلدات األول‬
‫والثاني عام‪1870‬م‪ ،‬والثالث عام‪1871‬م‪ ،‬سأتناول في بحثي هذا مقاالته من‬
‫عام‪1870‬م إلى ‪1873‬م‪.‬‬

‫المـــبــحث الثاني‬

‫مقاالت "جـارسان دتــاسي" ‪ -‬من عام ‪ 1870‬حتى عام ‪1873‬‬

‫خدمات "جارسان" في مجال اللغة‬


‫الحالة الدينية في الهند‬
‫الحالة المجتمعية في الهند‬
‫أوأل‪ :‬خدمات "جارسان" في مجال اللغة‬ ‫أ‬
‫قدّم "جارسان" خدمات كبيرة في نشر اللغة األردية خارج الهند‪ ،‬فنجد في‬
‫مقاالته محل الدراسة معلومات كثيرة عن اللغة األردية وحروفها والسير الذاتية‬
‫لألدباء والشعراء في شبه القارة‪ ،‬مما يدل على تعلقه الشديد بهذه اللغة‪.‬‬
‫وقد تضمن المقال األول في كتابه محل البحث عددًا من اآلراء حول رؤية الخبراء‬
‫وعلماء اللغة واختالفهم حولها‪ ،‬وذلك من خالل تقديم نماذج من مقاالت الرأي التي‬
‫كتبها أبرز األدباء والمفكرين في تلك الفترة مثل ما كتبه"مولوي محمد حسين" أحد‬
‫انجمن تےذيب” (جمعية الحضارة) والتي كان "دتاسي" عضوا ً فيها أي ً‬
‫ضا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أعضاء "‬
‫وفي المقال ردًا علي كل اآلراء المؤيدة لتعميم اللغة الهندية بخطها الديوناجري؛‬
‫اقتبس مؤرخنا عدة سطور من المقال مع ذكر المصدر وبعض التفاصيل األخرى‬
‫مثل انه يشتمل على ‪ 33‬صفحة من القطع الصغير‪ُ ،‬وينشر في مجلة "الجمعية‬
‫الحضارية الشهرية"‪ ،‬وال داعي للقول بأن المقال باألردية‪ ،‬وفي كل صفحة ‪21‬‬
‫سطر‪ ،‬وهذا يدل على مدى دقة عرض "دتاسي" ‪ -‬المؤرخ ‪ -‬للمعلومات التي رأى‬
‫أنها مهمة أثناء سرده ألحوال اللغة واألدب في تلك الفترة‪ ،‬وذكر "دتاسي" الجزء‬
‫األخير من هذا المقال والذي جاء فيه‪:‬‬
‫"ليس لألردية مثيل في وسعتها أو حسنها أو حالوتها ويمكنها تحقيق كل‬
‫األغراض سواء كانت قانونية أو أدبية أو علمية‪ ،‬والحقيقة أن هذه هي اللغة القومية‪،‬‬
‫‪32‬‬
‫وتُستخدم في كل أنحاء البالد‪ ،‬وال يمكن تحديدها في إقليم واحد"‪.‬‬
‫استطاع أن يوضح "جارسان دتاسي" الجدال الدائر حول هذه القضية من خالل‬
‫عرض وجهات نظر عديدة منها ما جاء في مقال بعنوان "ہندى زبان كيا چيز ہے؟"‬
‫ماهي اللغة الهندية؟ والمنشور في جريدة " علي جره" في ‪ 3‬ديسمبر ‪1869‬م‪.‬‬
‫"المؤيدون للغة الهندية يريدون لغة فيها كل قواعد النحو والصرف للغة الهندية‬
‫على أن يكون التعديل الوحيد هو إقحام الكلمات الهندية مكان الكلمات الفارسية‬
‫والعربية‪ .‬والحقيقة أن هذه اللغة لم توجد حتى اآلن‪ ،‬ونرى أن محاولة إيجادها غير‬
‫مقبولة‪ ،‬إذا أراد األدباء الهندوس أن يصنعوا الستخدامهم لغة هندية‪ ،‬فال نستطيع أن‬
‫نلومهم أو نمدحهم على ذلك‪ ،‬واالمر الوحيد الذي قد يحدث هو أنهم سيفصلون أنفسهم‬
‫من التطور األدبي القومي وسيجدون معوقا ً في تطوره"(‪.)33‬‬

‫‪ 32‬اردو زبان اپنی وسعت‪ ،‬حسن اور شيرينی ميع اپنی نظير آپ ہے۔ اس کے ذريعے سے قيانونی‪ ،‬ادبيی اور‬
‫علمی ہر طرح کے مطالب پوری طرح ادا کيے جاسکتے ہيع۔ اصل ميع يےی ديسيی زبيان ہيے(اور سيارے‬
‫ملک ميع استعمال ہوتی ہے) ہم اس کو کسی ايک صيوبے سيے مخيتص نےييع کرسيکتے۔ مقياالت گارسياں‬
‫دتاسی‪ 1870 ،‬سے ‪ 1873‬تک کے مقاالت ‪ ،‬انجمن ترقی اردو‪ ،‬پاکستان ‪ ،‬بابيائے اردو روڈ۔ کراچيی‪ ،‬صيـ‬
‫‪22-21‬‬

‫(‪")33‬ہندى زبان كے حامى ايک ايسيى زبيان چياہتے ہييع جيس مييع ہندسيتانى كيے سيب تصيريفى قواعيد حسي ِ‬
‫ب‬
‫دستور برقرار رہيع‪ -‬صرف يہ كيا جائے كہ عربى اور فارسى كے ان الفاظ كى جگہ جو زبيان مييع داخيل‬
‫ہو چكے ہيع سنسكرت كےلفظ ٹهونس ديے جائيع‪ -‬در اصل يہ زبيان اس وقيت تيک وجيود مييع نےييع آئيى‬
‫ہے‪ -‬اور ہمارے خيال ميع اس كو وجود ميع النے كى كوشش ناقاب ِل قبول ہے‪ -‬ہندو ادييب اپينے اسيتعمال‬
‫يقول "جارسان" عن األردية‪" :‬تُعتبر األردية هي أكثر لغات الهند مرونة‬
‫وقدرة على التعبير‪ ،‬ومعرفتها هي األنفع ألنها األكثر استخدا ًما وقد اكتسبت األردية‬
‫أهمية كبرى منذ أن أخذت مكان الفارسية في المحاكم والمكاتب اإلدارية في شمال‬
‫الهند والمناطق الشمالية"(‪.)34‬‬
‫كما أوضح أن النقاش الدائر حول اللغة األردية ليس بجديد وإنما محاولة‬
‫إطالق "الهندية" على "األردية" واستبدال أبجديتها بالحروف "الرومانية" أو‬
‫"الديوناجرية" قد بدأت منذ زمن بعيد‪ ،‬ويكتب "جارسان" في هذا النطاق قا ً‬
‫ئال‪:‬‬
‫"لقد بدأ الهندوس في الهجوم على األردية‪ ،‬ويدّعون أن الهندية هي لغة الهند‬
‫الشعبية‪ ،‬وليست األردية‪ ،‬ولكنهم يتجاهلون حقيقة أن األردية تمتلك ثروة أدبية‬
‫رائعة‪ ،‬على عكس الهندية التي كادت أهميتها األدبية أن تنتهي"(‪.)35‬‬
‫يرجع الخالف ‪ -‬من وجهة نظر دتاسي ‪ -‬إلى عوامل كثيرة أهمها االختالف‬
‫العرقي والديني‪ ،‬الذي يؤدي بدوره إلى محاولة كل جماعة االنتصار للغتها أو لهجتها‬
‫التي تساعدها في نشر دينها أو ثقافتها وسط الزخم الحضاري المتواجد في شبه‬
‫القارة‪:‬‬
‫"إن هذه القضية قضية أدبية‪ ،‬تشبه ما فعله ضيّقي األفق في فرنسا عندما‬
‫حاولوا إحياء لهجاتهم المحلية‪ .‬فالهندوس ضد الخط الفارسي‪ ،‬ويفضلون‬
‫"الديوناجرية" عنها‪ ،‬ولكن هذا بمثابة من أصابه العمى‪ ،‬على كل حال لقد واجه‬
‫المسلمون هذه الهجمات بكل شجاعة‪ ،‬وأرى أنهم نجحوا فيما قدموه من براهين‪ ،‬في‬
‫الواقع إن هذا االختالف ناتج عن االختالف في الدين وال ِعرق‪ ،‬من الوارد أن تنهي‬
‫الحكومة البريطانية هذه المسألة الخالفية باستبدال أبجديتها بالرومانية‪ ،‬ولكن في حالة‬
‫أمرا مؤسفًا من الناحية األدبية والعلمية"(‪.)36‬‬
‫حدوث هذا سيكون ً‬

‫كے لئے ہندى زبان چاہے بنا ليع‪ ،‬اس پر نہ ان كو مالمت كى جا سكتى ہيے نيہ تعرييف‪ ،‬سيوائے اس كيے‬
‫كہ اس طرح وه اپنےتئيع عام قومى ادب كے نشو ونميا سيے عيال حيده كير لييع گيے اور اس نشيوونما مييع‬
‫بهى تعويق پيدا كر ديع گے‪ -‬مقاالت گارساں دتاسى‪ ،‬صـ ‪.22‬‬
‫(‪ ")34‬ہندوستان كى عام بوليوں ميع ہندوستانى (اردو) سيب سيے زييادة وسييع البييان اور ل كيدار زبيان ہيے اور‬
‫اس كا جاننا سب سے زياده سود مند ہے‪ ،‬وجہ يہ ہے كہ يےاں عموما يےى زبان اسيتعمال ہيوتى ہيے‪ ،‬شيمالى‬
‫ہند اور شمالى عالقے كى عدالتوں اور دفتروں ميع جب سے فارسيى كيى جگيہ اردو اسيتعمال ہيونے لگيى‬
‫ہے اس نے اور زياده اہميت حاصل كر لى ہے ‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬صـ ‪.32‬‬
‫(‪")35‬ہندؤوں نے اردو پر حملے شروع كر ديے ہيع‪ -‬ان كا دعوى ہے كہ ملک كى عام زبان اردو نےيع ہندى‬
‫ہے‪ -‬ليكن اس حقيقت كو نظر انداز كر جاتے ہيع كہ اردو ايک دلكش ادبى سرمايہ ركهتى ہے‪ -‬اس كے‬
‫برعكس ہندى ادبى حيثيت سے تقريبا ختم ہوچكى ہے"‪ -‬مقاالت گارساں دتاسى‪ ،‬صـ ‪.40‬‬

‫(‪ ")36‬يہ مسئلہ ادبى نوعيت كا ہے‪ ،‬جيسے فرانس ميع تنگ نظر قوم پرستوں نے صوبائى بولييوں كيو از سير‬
‫نو زنده كرنے كى كوشش ميع اٹهايا تها‪ ،‬ہندو فارسى رسم الخط كے مخالف ہيع اور ديوناگرى كو تيرجيح‬
‫ديتے ہيع‪ -‬ليكن ايسا كرنا آنكه كے اندهے ہو جانے سے مترادف ہے‪ -‬ہر حال مسلمانوں نے بهى حوصيلہ‬
‫مندى سے ان كے حمليوں كيا مقابليہ كييا اور ايسيى قيوى دليلييع پييش كييع كيہ مييرے نقطيہء نظير سيے وه‬
‫كامياب رہے‪ -‬يہ اختالف در اصل نسيل وميذہب كيے اخيتالف سيے پييدا ہيوا ہيے كيون جيانے كيہ انگرييزى‬
‫حكومت رومانى حروف تےجى كو رواج دے كر اس اختالفى مسيئلے كيو خيتم كيردے گيى ييا بياقى ركهيے‬
‫وحول السياق ذاته اليذي ييدور حيول الخيالف بيين الطوائيف الدينيية الهندوسيية‬
‫والمسلمة‪ ،‬والذي انعكس بدوره عليى حيال اللغية األرديية والهنديية يقيول‪" :‬ال يسيتطيع‬
‫أن يحييب الهنييدوس اللغيية األردييية التييي كانييت هييي لغيية الحكييام المسييلمين الييذين حكمييوا‬
‫الييبالد لفتييرات طويليية فييإنهم يرجحييون لهجييتهم والتييي يطلقييون عليهييا "الهندييية" علييى‬
‫األردييية وبعييض الهنييدوس يؤيييدون فكييرة أن تكييون اإلنجليزييية هييي اللغيية األولييى أي‬
‫‪37‬‬
‫الرسمية‪ ،‬ولكن وبالطبع ليس هناك عالقة بين اإلنجليزية ولغة أهل الهند‪".‬‬
‫وهكذا فإن جارسان وبعد سرده للخالف حول اللغة وتمثيله بالخالف المماثل الحادث‬
‫في فرنسا آنذاك‪ ،‬يؤكد أن هذا أمر مؤسف من شأنه أن يقضي على القيمة األدبية‬
‫والعلمية للغة التي تجمعهم تحت مظلة واحدة‪ ،‬األمر الذي يقود القارئ إلى الغيرة‬
‫الشديدة التي كانت تأتي من الخارج متمثلة في شخص المستشرق "دتاسي" في حديثه‬
‫عن اللغة التي أحبها ربما أكثر من كثير من المتحدثين بها‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك لم يبخل المؤلف على قرائه عرض وجهة نظر الهندوس الذين‬
‫يدافعون عن استخدام اللغة الهندية‪ ،‬وبموضوعية شديدة يشير المؤلف أنه يأخذ موقفًا‬
‫حياديًا‪ ،‬اليلوم فيه هذا االتجاه وال يدعمه‪ ،‬ولكنه في الوقت ذاته يشير إلى العواقب‬
‫التي ستنتج عن استخدام هذه اللغة مثل االنفصال والعزلة األدبية والثقافية‪.‬‬
‫لقد أثبتت خيدمات "جارسيان دتاسيي" األدبيية أن مقيام هيذا المستشيرق الفرنسيي يفيوق‬
‫كثيرا مين المستشيرقين‪ ،‬وتجليى ذليك فيي حبيه الشيديد لألرديية وصيدقه فيي وصيفها‬ ‫ً‬
‫والزود عنها لغة وأدبًيا‪ ،‬وفيي مقابيل منفعية سياسيية أو مذهبيية أو حتيى ماديية كانيت‬
‫واضييحة لييدى مستشييرقين آخييرين‪ .‬ولقييد ذخييرت مكتبيية "دتاسييي" بعشييرات الكتييب‬
‫العربية والفارسية والتركية واألردية والبنجابية والهندوسية واإلنجليزيية والفرنسيية‬
‫فييييي مجيييياالت العلييييوم واآلداب والسياسيييية والتيييياريخ والجغرافيييييا باإلضييييافة إلييييى‬
‫صا مين أصيدقائه‪ ،‬كيان فيي مكتبتيه ميا‬ ‫المخطوطات األردية‪ ،‬التي كان يطلبها خصي ً‬
‫يقييرب ميين ثالثيية آالف كتيياب ممييا يييدل علييى حبييه الشييديد للعلييم واآلداب وخاصيية‬
‫الشييرقية‪ .‬ويمكننييا أن نرجييع اهتمييام "دتاسييي" باللغيية األردييية إلييى أنييه كييان يراسييل‬
‫بعض الجامعات في إقليمي "البنجياب" و"سيرحد" (خيبير بختيون خياه حاليًيا) اليذين‬
‫كييانوا يؤيييدون اسييتمرار االسييتعمار البريطيياني‪ ،‬بييل كييانوا يؤمنييون بييأن قييوة النفييوذ‬
‫واالستعمار البريطاني متوقف على إمكانيات هذه األقاليم العسكرية‪ ،‬وكان أهل هذه‬
‫المنطقيية يفضييلون األردييية عيين الهندييية بجانييب لغيياتهم المحلييية‪ ،‬وعنييدما أصييبحت‬

‫واقعيہ ہوگيا"‪ -‬المرجيع السيابق‪ ،‬صيـ‬ ‫گى‪ -‬ليكن اگر ايسا ہوا تو يہ علمى وادبى حيثيت سے ايک افسوس نيا‬
‫‪.40‬‬
‫)‪"(37‬ہندو صاف صاف کےتے ہيع کہ انکے کانيدهوں پير مسيلمانوں کيی حکوميت کيا جيو اتينے عرصيےے رہيا‬
‫ہے کہ وه اردو کو کبهی پسند نےيع کر سکتے‪ ،‬وه اپنيی ازمنيہ وسيطی کيی بيولی کيو جسيے وه ہنيدی کےيتے‬
‫ہيع‪ ،‬اردو پر ترجيح ديتے ہيع۔ بعض ہندو لوگ اس خيال کے بهی حيامی ہييع کيہ اپينے موجيوده آقياؤں کيی‬
‫زبان يعنی انگريزی کو اختيار کر ليا جائے۔ ليکن ظاہر ہے کہ انگريزی زبان اہل ہنيد کيی زبيان کيے سياته‬
‫يوئی تعلق نےيع رکهتی۔ " مقاالت گارساں دتاسى صـ ‪20‬‬
‫"دهليييي" تحيييت سييييطرة إقلييييم البنجييياب باتيييت "دهليييي" هيييي مركيييز تيييرويج اللغييية‬
‫‪38‬‬
‫األردية‪.‬‬
‫وأود ُ في نهاية هذه النقطة أن أؤكد على أن ما أشرت إليه من نماذج تعكس‬ ‫ّ‬
‫تعاطي "جارسان" مع حالة اللغة في بالد الهند إنما هي ـــ كما أشرت في منهجيتي ـــ‬
‫قائمة على مقتطفات تم اختيارها بعناية من مقاالته موضوع البحث التي ال يتسع لها‬
‫عشرات األبحاث إن أردنا اإللمام بكل جوانبها‪ ،‬وبنفس المنهجية سأتطرق في‬
‫المحور التالي إلى الحالة الدينية وكذلك الحالة المجتمعية‪.‬‬

‫‪ ))38‬قارن‪ :‬مقاالت جارسان دتاسي صـ ‪44‬‬


‫ثانيأا‪ :‬الحالة الدينية في الهند‬
‫وفيما يتعلق بالحالة الدينية في المجتمع الهندي فلم تكن بمنأى عن إطاللة‬
‫ضا‬
‫"جارسان" الذي تناولها من زوايا عدة‪ ،‬ال تعكس فقط الشأن الديني هناك؛ بل أي ً‬
‫طريقة التفكير التي كانت سائدة في األوساط األوروبية المثقفة منها‪ ،‬والتي كانت تتسم‬
‫ـــ كما سنطالع ـــ بعدم الحيادية وعدم االعتراف بالحرية الدينية أو باألحرى الحرية‬
‫كثيرا؛ بل لم يكن استثنا ًء من‬
‫ً‬ ‫أوال أن مؤلفنا لم يختلف‬ ‫العقدية؛ األمر الذي يعني ً‬
‫الثقافة السائدة في أواخر العصور الوسطى في الغرب‪ ،‬وثانيًا أننا في الوقت الراهن‬
‫يجب علينا على الرغم من ذلك أن نؤكد على عدم موضوعية التعامل مع التعددية‬
‫الدينية في الشرق بمقاييس البحث العلمي المعاصر‪.‬‬
‫فقد طغى اإليمان المسيحي على السيد "جارسان" في حديثه عن الهندوسية‬
‫ومعتنقيها الذين اعتبرهم من عبدة األوثان ممن يجب على المبشرين المسيحيين‬
‫التوجه إليهم وتحويلهم إلى المسيحية‪ ،‬هذا التحول الذي أشار إليه أنه نوع من‬
‫االنتصار للدين الحق؛ بل إن "جارسان" تحدث عن سعادته البالغة بالحماس الذي‬
‫يعمل به كثير من المبشرين المسيحيين حيث قال‪:‬‬
‫"أعتقد أنه ال يمكن القضاء على السلبيات الموجودة في الفلسفة الهندوسية‪،‬‬
‫وكذلك العادات والتقاليد المتعلقة بعبادة األوثان؛ ولهذا يجب تشجيع مساعي المبشرين‬
‫المسيحيين حتى تنتشر األخالق المسيحية المبنية على العقيدة في ربوع الهند‪ .‬يجب‬
‫أن نكون سعداء بالحماس الشديد الذي يعمل به المبشرين المسيحيين(‪ ،)39‬لقد بدأ أهل‬
‫الهند أن يتأثروا بهذه الكلمات‪ ،‬فقد بدأت المعابد التي كان يُعبد فيها آالف اآللهة في‬
‫‪40‬‬
‫الغلق والعقل الوقور باالنتصار"‪.‬‬
‫وفي مقابل تجريد الديانة الهندوسية مما يؤمن به معتنقيها من أنها ديانة لها‬
‫جذورها اإليمانية الروحانية نجد "جارسان" يسهب في حديثه عن الديانة المسيحية‪،‬‬
‫كثيرا من الفخر بتحول آالف الهندوس إلى عقيدته‪ ،‬ويتباهى بغلق كثير من‬ ‫ً‬ ‫ويظهر‬
‫المعابد التي "تُعبد فيها آالف اآللهة" بل إنه كان يتحدث عن الطائفة اإلنجيلية‬
‫ضا انحيازه لطائفة مسيحية بعينها يؤمن هو بها‪:‬‬
‫باألخص‪ ،‬األمر الذي يعني أي ً‬
‫"لم يكمل هؤالء المبشرين خمسين عا ًما من العمل في الهند حتى انضم ‪78‬‬
‫ألف هندوسيًا إلى الكنيسة اإلنجيلية‪ .‬لقد اعتنق بعض الشخصيات الشهيرة المسيحية‬
‫مثل "بنرجي" و"نحميا" في "كلكته"‪ ،‬و"صفدر علي" من "جبل بور"‪ ،‬و"رام‬

‫(‪ ")39‬ہمارے خيال ميع ہندو فلسفہ يا بت پرستى كيى رسيوم سيے ان قبياحتوں كيو خيتم نےييع كييا جيا سيكتا‪ -‬اس‬
‫كيے لييے ضييرورت ہيے كيہ مسيييحى مبلغيين كييى مسياعى كيى ہمييت افزائيى كييى جيائے تيا كييہ ہندسيتان ميييع‬
‫مسيحى اخالق كيى تيرويج ہيو جيس كيى بنيا ايميان پير ہيے – ييہ ديكيه كير خوشيى ہيونى چياہئے كيہ مسييحى‬
‫مبلغين اپنے كام ميع جوش كے ساته منےمك ہيع‪ -‬مقاالت گارساں دتاسى‪ ،‬صـ ‪.59‬‬
‫(‪ )40‬قارن مقاالت گارساں دتاسي صـ ‪66‬‬
‫شندر"‪ ،‬و"تارا شندر" من "دهلى"‪ ،‬و" عبدهللا اثيم" و"عماد الدين" من "امرت‬
‫سر"‪ ،‬و"دالور خان" من "بشاور"‪ ،‬و"يانندر موهن تيغور" من "كلكته"(‪.)41‬‬
‫ومن الهندوسية والمسيحية إلى اإلسالم والمسلمين‪ ،‬اإلسالم الذي تكلم عنه‬
‫كثيرا في مقاالته بطريقة نصفها بأنها "إيجابية إلى ح ٍد كبير"‪ .‬حيث قارن بين جهود‬
‫ً‬
‫المسيحيين في التبشير والدعوة اإلسالمية بأنهما يسيران جنبًا إلى جنب في تحويل‬
‫المجتمع الهندوسي إلى مجتمع مؤمن‪ ،‬بل إنه أشار إلى بعض جهود المبشرين واصفًا‬
‫إياهم بأنهم يقلدون الدعاة المسلمون في وضع نظام أفضل للتبليغ واإلقناع‪:‬‬
‫"اإلسالم منتشر في كل ربوع الهند ستجد المساجد في كل مكان والبعض منها‬
‫كان معبدًا هندوسيًا في السابق‪ ،‬اإلسالم يتقدم يو ًما بعد يوم بجانب المسيحية في‬
‫الهند‪ ،‬ليس هذا فحسب وإنما يحقق اإلسالم تقد ًما أكبر في إفريقيا والصين‪ ،‬فالدعاة‬
‫المسلمين يأخذون األطفال الرضع الذين يتركونهم آباؤهم في كتف اإلسالم‪ ،‬وهذا‬
‫يحدث منذ زمن بعيد‪ ،‬وبدأ المبشرين المسيحيين في تقليد الدعاة المسلمين‪،‬‬
‫واستطاعوا بالفعل أن يضعوا نظا ًما أفضل وأهم‪ ،‬وقد بدأ قسيس "تانسى" "فوربين‬
‫جونسون" ‪ Forbin Johnson‬في هذا اإلجراء‪ ،‬ويبدو أن المسلمين في الصين‬
‫استقلوا عن امبراطور الصين‪ ،‬وأقاموا دويالت صغيرة(‪.)42‬‬
‫ورغم هذا االحترام الذي يبديه المؤرخ "جارسان" اتجاه اإلسالم والمسلمين‬
‫فيما يخص الدعوة اإلسالمية في مجتمع هندوسي إال أن األمر ال يلبث إال ويتحول‬
‫إلى نقد الذع لإلسالم حينما يتعلق األمر بالمقارنة بينه وبين المسيحية‪ ،‬الدين الذي‬
‫يصفه المؤلف بأنه في الحقيقة صورة مشوهة للمسيحية‪:‬‬
‫"رغم إني مؤيد للمسلمين‪ ،‬إال أني اعتبر مذهبهم في الحقيقة صورة مشوهة‬
‫للمسيحية‪ ،‬مثل ما ذكره "مون بلير" "‪ Mont pellir‬في سؤاله وجوابه الشهير‪.‬‬
‫أشعر بحزن شديد أن بعض المسيحيين يدخلون في اإلسالم بكل تبجح‪ ،‬ويتبعون‬
‫الضالل تاركين الحقيقة‪ .‬ومثال ذلك هو البريطاني "روبرت جرين"‪ ،‬وهو من سكان‬
‫مدينة "برمانجهام"‪ ،‬كان ابن "شاويس" ‪ ،""sergeant‬وقُتل والده عام‪1857‬م على‬
‫(‪ )41‬المصدر السابق صـ ‪.66‬‬
‫(‪")42‬مذہب اسالم تمام ہندستان ميع پهيال ہوا ہے – ملك كے ہر گوشے ميع آپ كو مساجد نظر آئيع گى ان مييع‬
‫سے خاصى ايسى ہيع جو سابق ميع ہندو مندر تهيع‪ -‬آج بهى مسيحى مذہب كے پےلو بہ پےلو اسالم كى ہير‬
‫روز ترقى ہندستان ميع جارى ہے اس سے زياده ترقى افريقہ اور خود چين ميع ہوئى ہيے‪ -‬يےياں جين شيير‬
‫خوار ب وں كو ان كے ظالم والدين ال وارث چهوڑ ديتے ہيع ‪ ،‬انےيع دريا دل مسيلمان مبليغ عرصيہء دراز‬
‫سے اپنے مذہب كے آغوش ميع پناه دييتے آئيے ہييع‪ ،‬ان بيے كيس شيير خيوار ب يوں كيى جيان ب يانے كيے‬
‫ليے اسالمى مبلغوں كى ديكها ديكهى مسيحى مبلغين نے زياده بےتر اور زياده مفيد انتظام كييا ہيے‪ -‬تانسيى‬
‫كے بشپ فوربين جانسون آں جےانى نے اس كام كا آغاز كيا تها‪ -‬ايسا معلوم ہوتيا ہيے كيہ شيمالى چيين مييع‬
‫مسيلمانوں نيے چييين كيى شےنشيياہى سيے آزاد خييود مختيار نئيى رياسييتيع قيائم كيير ليى ہيييع ‪ -‬مقياالت گارسياں‬
‫دتاسى‪ ،‬صـ ‪72،73‬ـ‪.‬‬
‫أيدي متمردين‪ ،‬لقد دخل "روبرت" في اإلسالم في مطلع هذا العام في مدينة‬
‫"بومباي"‪ ،‬وطبقًا للعادات اإلسالمية‪ ،‬غيّر "روبرت" اسمه‪ ،‬واختار لنفسه اسم‬
‫"عبدهللا"‪ ،‬وبنفس الطريقة اعتنقت سيدة في غاية الرقي والوقار‪ ،‬وهي اآلنسة‬
‫"دونلي" "‪ "Donnelly‬اإلسالم قريبًا في "لكهنو"‪ ،‬وهكذا فعلت سيدة إنجليزية‬
‫أخرى تٌدعى اآلنسة "شارلوت هل" "‪ ،"Charlot Hill‬وأصبحت زوجة "غالم‬
‫قادر"‪ .‬وأنا على يقين بأن هللا تعالى سيقبل الدعاء الذي يدعيه المسلمون في سورة‬
‫الفاتحة‪ ،‬وهو "اهدنا الصراط المستقيم"‪ ،‬وحينها ستؤمن جماعة محمد هذه بأن‬
‫المسيح ابن مريم هو منقذها الوحيد والحقيقي‪ً ،‬‬
‫بدال من شفاعة محمد(‪.)43‬‬
‫وفي نفس المقال يتطرق السيد "جارسان" إلى إحدى الطوائف اإلسالمية التي‬
‫كانت حديثة النشأة آنذاك‪ ،‬فقدم إلينا وجبة تاريخية دسمة عن الحركة الوهابية الوافدة‬
‫صا في العصر‬ ‫من الجزيرة العربية والتي يندر تناولها بشكل موضوعي خصو ً‬
‫كثير من األفكار المتطرفة‪ ،‬حيث تقدم لنا كثير من‬‫ٌ‬ ‫الحديث بعد أن نُسبت إليها‬
‫ضا مطلقًا أو المادحة المنجرفة‪ ،‬وبينهما‬
‫المراجع إحدى النظرتين‪ :‬إما الرافضة رف ً‬
‫يقدم لنا "دتاسي" نظرة تاريخية لبدايات التواجد الوهابي في شبه القارة الهندو‬
‫باكستانية تتسم بالموضوعية‪ .‬فيكتب "جارسان" واصفًا وضع الحركة في شأن‬
‫السياسي الهندي‪:‬‬
‫"الوهابيون متمردون في نظر الحكومة اإلنجليزية في الهند‪ ،‬ولكن ليس من‬
‫الصواب في شيء أن نسلم بهذا األمر‪ ،‬ويقال أن السبب هو أن بعض األفراد يسمون‬
‫أنفسهم وهابيون‪ .‬حاولوا الثورة ضد حكومة الهند اإلنجليزية‪ ،‬وقد أخذوا من علماء‬
‫مكة فتوى بالجهاد ضدهم‪ ،‬وجاء فيها أن الجهاد جائز إذا كان سيؤدي ذلك إلى إعالء‬
‫كلمة اإلسالم‪ ،‬وإذا كان النصر مؤكدًا(‪.")44‬‬

‫(‪ ")43‬اگر چہ ميع مسلمانوں كا طرف دار ہوں ميع سمجهتا ہوں كہ ان كا مذہب در حقيقت مسيحيت كى بگيهى‬
‫ہوئى شكل ہے جيسا موں پليئے (‪ )mont pellir‬كے مشےور سوال وجواب مييع ميذكور ہيے‪ -‬مجهيے ييہ‬
‫ديكه كر سخت مالل ہوتا ہے كہ بعض عيسائى لوگ اندهے پن اور بيے شيرمى سيے اسيالم قبيول كير لييتے‬
‫ہيع حقيقت كو چهوڑ كر گمراہى ميع پهجاتے ہيع – مثال ايک انگريز رابرٹ گيرين (‪)Robert green‬نيے‬
‫جو برمنگهم كا باشنده ہے اور ايک سرجنٹ كا بيٹا اس كا باپ ‪1857‬ء كے غدر ميع باغيوں كے ہاته سے‬
‫مارا گيا تها‪ -‬اس سال كے شروع ميع بمبئى ميع دين اسالم قبيول كير لييا‪ -‬اسيالمى رواييات كيے مطيابق اس‬
‫نے اپنا عيسائى نام بهى بدل ڈاال اور اب اپنيا نيام عبيدهللا ركهيا ہيے‪ -‬اسيى طيرح اييک نےاييت معيزز نوجيوان‬
‫انگريز خاتون مس "ڈونلى" نے حال ہى ميع لكهنؤ ميع اسيالم قبيول كير لييا‪ -‬اور اييک انگرييز خياتون ميس‬
‫"چارلوٹ ہل" بهى حلقہء اسيالم مييع داخيل ہيوگئى ہيے اور اب وه مسيز غيالم قيادر ہييع‪ -‬مجهيے ييہ پيورى‬
‫توقع ہے كہ مسلمان لوگ سوره فاتحيہ مييع جيو دعيا ميانگتے ہييع "اهيدنا الصيراط المسيتقيم" وه بارگياه رب‬
‫العزت ميع ضرور قبول ہوگى اور يہ پورى جماعت محمد(صلى هللا عليہ وسلم) كى شفاعت كے بہ جائے‬
‫ہمارے سردار حضرت مسيح ابن مريم كو حقيقى اور واحد نجات دہنده كى حيثيت سے قبيول كيرے گيى‪-‬‬
‫مقاالت گارساں دتاسى‪ ،‬صـ ‪76،77‬ـ‪.‬‬
‫(‪")44‬وہابى لوگ انگريزى حكومت كا خاتمہ كر كے مغليہ سلطنت كو پهر سے قائم كرنيا چياہتے ہييع – اس‬
‫سييے انكي ار نےيييع كيييا جييا سييكتا كييہ بعييض لوگييوں نييے مسيياجد اور مييدارس ميييع اپيينے وعظييوں كييے ذريعييہ‬
‫وتتجلى الموضوعية التي تحدثنا عنها فيما قدمه "جارسان" عندما تحدث عن‬
‫الجانب اآلخر في هذا الشأن‪ ،‬حيث أشار إلى "سير سيد أحمد خان" الذي بادر بكتابة‬
‫وجهة نظر مناقضه لرأي الوهابيين في قضية الجهاد‪:‬‬
‫ً‬
‫مفصال طبقًا لطلب من الجمعية اإلسالمية‬ ‫"لقد كتب "السيد أحمد خان" ً‬
‫مقاال‬
‫"اسالمى انجمن" في جريدة "علي جره" اخبار" بتاريخ ‪14‬أغسطس ‪1871‬م‪ ،‬وتم‬
‫نشر المقال على صورة رسالة (خطاب)‪ ،‬والذي يرى فيها أن الفتوى قد تنطبق على‬
‫دولة غير إسالمية مستقلة ليس معها معاهدة‪ ،‬أو في حالة ظلم واقع على أقلية مسلمة‬
‫في بلد غير مسلم‪ ،‬ويعيق تطبيق أحكامهم الدينية‪ ،‬وفي كال الحالتين سيكون الجهاد‬
‫جائز إذا تأكد المسلمون من انتصارهم في حالة الثورة‪.‬‬
‫ولكن أحوال مسلمي الهند تختلف تما ًما‪ ،‬ورغم فتوى علماء مكة إال أنهم غير‬
‫مكلفين بهذه الفريضة؛ ألن الحكومة اإلنجليزية ال تتدخل في شؤون المسلمين الدينية‬
‫والحرية مكفولة لهم تما ًما؛ ولهذا يمكن أن يُطلق على الهند دار اإلسالم ً‬
‫بدال من دار‬
‫الحرب"(‪.)45‬‬
‫"الوهابيون يريدون القضاء على الحكومة اإلنجليزية وإقامة الدولة المغولية‪،‬‬
‫ال يمكن أن ننكر أن البعض حاول إثارة الناس ضد الحكومة من خالل وعظهم‬
‫وخطبهم في المساجد والمدارس‪ ،‬ولكن ال ينبغي على الحكومة أن تشعر بأي قلق؛‬

‫مسلمانوں كو حكومت كے خالف مشتعل كرنے كى پورى كوشش كى ليكن حكومت كو پريشيان ہيونے كيى‬
‫كوئى وجہ نےييع اس كيے مخيالفوں كيے وسيائل بےيت محيدود ہييع اور وه اس كيو كيوئى شيديد نقصيان نےييع‬
‫پےن ا سكيع گے اس قسم كى تحريكوں كو ‪1857‬ء كى سپاہيوں كى بغاوت كے مماثل نےيع سيمجهنا چياہئے‪-‬‬
‫مقاالت گارساں دتاسى‪ ،‬صـ ‪.79‬‬
‫(‪ ")45‬ہندستان كى انگريزى حكومت كى نظر ميع وہابى باغى تصور كئے جاتے ہيع‪ -‬ليكن ايسا سيمجهنا بيهى‬
‫غلطى ہے وجہ يہ بيان كيى جياتى ہيے كيہ بعيض اشيخاص نيے جيو اپينے كيو وہيابى كےيتے تهيے حيال مييع‬
‫انگريزى حكومت ہنيد كيے خيالف شيورش پييدا كيرنے كيى كوشيش كيى اور اس كيے خيالف جےياد كيا فتيوى‬
‫مكے كہ علماء سے حاصل كيا اور اس ميع ييہ بييان ہيوا كيہ جےياد اس وقيت جيائز ہيے جيب كيہ اسيالم كيى‬
‫عظمت اس سے قائم ہوتى ہو اور كاميابى كى توقع ہو‪ -‬سيد احمد خان نے كلكتے كى "اسالمى انجمن" كيى‬
‫رائے كے مطابق اس فتوے كيى اصيليت كيے متعليق "عليگيهه اخبيار" مورخيہ ‪ 14‬اغسيطس‪1871‬ء مييع‬
‫نےايت مدلل بحث كى ہے يہ مضمون بطور ايک خط كے شائع ہوا ہے موصوف كا خيال ہے كہ اس فتيوے‬
‫كا اطالع يا تو كسى خود مختار غير مسلم مملكت پير ہوگيا‪ -‬جيب كيہ اس كيے سياته كيوئى معاہيده نيہ ہيوا ہيو‬
‫ياجب كہ كسى غير مسلم مملكت ميع مسلمانوں پر مظالم ہوتے ہيوں اور وه اپينے ميذہبى احكيام كيى پييروى‬
‫نہ كر سكتے ہوں – ان ہر دو صورتوں ميع جب مسلمانوں كو اس كا يقين ہو كہ اگر وه بغياوت كيريع گيے‬
‫تو كاميابى يقينى ہے‪ ،‬تو ايسى حالت ميع جےاد جائز ہوگا – ان كى بغاوت ہيى جےياد كيى حيثييت اختييار كير‬
‫مسلمانان ہنيد كيے حياالت بالكيل دوسيرے ہييع بياوجود مكيى علمياء كيے فتيوے كيے ان پير ييہ‬ ‫ِ‬ ‫لے گى ليكن‬
‫فييرض عائييد نےيييع ہوتييا كييہ حكومييت وقييت كييے خييالف بغيياوت كييريع – اس ليييے كييہ حكومييت ان كييے مييذہبى‬
‫معييامالت ميييع مطلييق كسييى قسييم كييى دخييل انييدازى نےيييع كرتييى‪ -‬اور اس بيياب مييع انےيييع پييورى آزادى دے‬
‫ركهييى ہييے‪ -‬لےييذا ہندسييتان كييو بييہ جييائے دار الحييرب كييے دار االسييالم كےييا جييا سييكتا ہييے‪ -‬مقيياالت گارس ياں‬
‫دتاسى‪ ،‬صـ‪.78،77‬‬
‫ألن وسائل المعارضين محدودة للغاية‪ ،‬ولن يتمكن من إلحاق ضرر كيبر بهم‪ ،‬وال‬
‫يمكن أن نقارن هذه الحركات بما حدث في الثورة العسكرية عام‪1857‬م"(‪.)46‬‬
‫األمر اإليجابي الذي أودُ أن أشير إليه عقب هذا االقتباس هو أن "جارسان‬
‫دتاسي" المسيحي يلفت النظر إلى خالف ديني إسالمي داخلي حول مفهوم الجهاد بين‬
‫الوافد الوهابي والمسلم ذو األصول الهندية (سير سيد أحمد خان) أو باألحرى من‬
‫يجهلون ثقافة البلدان وخصوصيتها‪ ،‬ومن ُولد فيها ونشأ؛ ليعلم القارئ أن المفاهيم‬
‫اإلسالمية هي كمثيالتها في األديان األخرى قد تتأثر بالواقع المجتمعي للبلدان‪.‬‬
‫وختا ًما لهذا الجزء يتبين لنا كيف أن جارسان دتاسي تناول الحالة الدينية في‬
‫المجنمع الهندي بصورة تفصيلية وصلت إلى طوائف الدين الواحد‪ ،‬مثل حديثه عن‬
‫اإلنجيلية في المسيحية والوهابية في الإلسالم‪ .‬وهي من إحدى النتائج المهمة التي‬
‫سأذكرها في نتائج البحث‪ .‬وننتقل في الجزء الثالث واألخير إلى مجموعة من‬
‫المعلومات المتفرقة التي ال تندرج تحت اللغة أو الدين ولذلك ارتأيتُ أن أضع لها‬
‫عنوان "الحالة المجتمعية في الهند" وذلك لتشعبها إلى أكثر من مجال‪.‬‬

‫(‪" )46‬وہابى لوگ انگريزى حكومت كا خاتميہ كير كيے مغلييہ سيلطنت كيو پهير سيے قيائم كرنيا چياہتے ہييع‪ -‬اس‬
‫سييے انكييار نےيييع كيييا جييا سييكتا كييہ بعييض لوگييوں نييے مسيياجد اور مييدارس ميييع اپيينے وعظييوں كييے ذريعييہ‬
‫مسلمانوں كو حكومت كے خالف مشيتعل كيرنے كيى كوشيش كيى لييكن حكوميت كيو پريشيان ہيونے كيى‬
‫كوئى وجہ نےيع اس كے مخالفوں كے وسائل بےت محدود ہيع اور وه اس كو كوئى شديد نقصيان نےييع پےن يا‬
‫سكيع گيے اس قسيم كيى تحريكيوں كيو ‪1857‬ء كيى سيپاہيوں كيى بغياوت كيے مماثيل نےييع سيمجهنا چياہئے‪-‬‬
‫مقاالت گارساں دتاسى‪ ،‬صـ ‪79‬ـ‪.‬‬
‫ثالثأا‪ :‬الحالة المجتمعية في الهند‬
‫كثير من جوانبه في‬
‫ٌ‬ ‫ومن الحالة الدينية إلى الواقع المجتمعي في الهند والذي تنعكس‬
‫مقاالت المؤرخ الفرنسي جارسان دتاسي محل الدراسة‪ ،‬وفي حقيقة األمر تفوق هذه‬
‫الجوانب المتعددة والمتداخلة صفحات األبحاث القصيرة‪ ،‬األمر الذي يدفعني هنا إلى‬
‫االقتصار على بعضها مثل حديثه المهم عن النظام الطبقي ودور الجمعيات األدبية‬
‫والعلمية‪ ،‬وكذلك المدارس والحالة التعليمية وبخاصة ما يتعلق بالفتيات‪.‬‬
‫نبدأ من حديثه عن النظام الطبقي لدى الهندوس والذي كان سائدًا في الهند آنذاك‪،‬‬
‫وكان له أثره السلبي على المجتمع من حيث التكافؤ في فرص العمل والتعليم‬
‫والزواج وما صاحب ذلك من انتقائية عنصرية ذكرها المؤلف وأشاد ببداية يقظة‬
‫مجتمعية ترفض هذا النوع من العنصرية‪ ،‬كما ذكر المؤلف نماذج من مظاهر‬
‫العنصرية وما تبعها من تغييرات على أرض الواقع آنذاك على المستوى الديني‬
‫والتعليمي وغيرهما‪:‬‬
‫"رغم مساعي الهندوس النمطية إال أن الهند في تقدم مستمر‪ .‬لم ينمحى التقسيم‬
‫الطبقي‪ ،‬ولكن بدأت الطبقات الدنيا في الحصول على مميزات كثيرة كما أقر الكهنة‬
‫بحرا باإلضافة‬
‫الهندوس أن األرملة يجوز أن تتزوج وأن اإلنسان اليفقد ذاته بالسفر ً‬
‫إلي ذلك ق ّل االهتمام بأكل البراهمة للحوم أو شربهم للخمر وبدأ أن يقتنع الناس بعدم‬
‫تزويج الفت يات قبل سن البلوغ‪ ،‬ولم يعترض البرهمن أن يدرس أبناء الطبقات الدنيا‬
‫في نفس المدارس مع أبنائهم فإن رئيس جمعية "دهر سبها" بمنقطة "كلكتا" من طبقة‬
‫الشودر وأمين سرها من البراهمة‪ ،‬وفي البنغال بدأ البراهمة في شغل بعض الوظائف‬
‫التي كانت محرمة على أبناء طبقتهم‪ .‬باختصار يمكننا القول أنه لم يعد هناك تمييز‬
‫طبقي وفقا ً للطوائف الدينية‪ ،‬وإنما نجد صورة إلدارة مدنية(‪.)47‬‬

‫ومن هذه الصور العنصرية التي أشرنا إليها‪ ،‬صورة التعليم الذي يمكن أن أتناوله هنا‬
‫كنموذج لما أشرت إليه سابقًا‪ ،‬بل إن الالفت للنظر أن مؤلفنا يقارن هنا بين تقدم‬
‫المجتمع الهندي في محاولة تخليه عن أشكال العنصرية في التعليم وبين ما كان يسود‬
‫المجتمعات الغربية وفي مقدمتها فرنسا وإيرلندا‪ ،‬وتتجلى بذلك قيمة االستفادة الكبرى‬
‫من مقاالت دتاسي التي ال تعكس للدارسين الصورة في عصر من العصور في‬
‫المجتمع الهندي فحسب بل يمكن للقارئ أن ينهل منها بعض المعلومات الهامة عن‬
‫حالة الدول الغربية كذلك‪:‬‬
‫"يبدو أن الهندوس ال يجدون غضاضة في تعليم أبنائهم مع آخرين من مذاهب وأديان‬
‫أخرى مثل ما يفعل المتعصبون من فرنسا وإيرلندا الذين يفضلون العيش بعيدًا عن‬
‫معتنقي األديان األخرى‪ ،‬ومن ضمن هذه المدارس الخمسة تطورت مدرسة واحدة‬
‫فضال عن تدريس‬ ‫ً‬ ‫ظا وفيها يتم تدريس العلوم الغربية باللغة األردية‬‫تطورا ملحو ً‬
‫ً‬

‫‪47‬‬
‫الطلبة لغات أديانهم‪ ،‬وبالتالي يقوم كاهن(هندوسي) بتدريس السنسكريتية وشي ًخا‬
‫‪48‬‬
‫لتدريس وتعليم اللغة العربية"‬
‫الجميل هنا أن المجتمع الهندي بدأ في االهتمام بالعلوم الغربية وبتدريسها‬
‫ً‬
‫حائال أمام هذا االتجاه‬ ‫باللغة المحلية (األردية)‪ ،‬ولم يمثل االهتمام باألديان ولغاتها‬
‫دوال أخرى‪ ،‬وإشارة جارسان إلى تخصيص عالم دين لتدريس‬ ‫الذي سبقت الهند فيه ً‬
‫اللغة الخاصة بطائفته الدينية هي إشارة في غاية األهمية قد ينتقدها البعض بحجة أن‬
‫اللغة ليست من اختصاص علماء الدين‪ ،‬وقد يمتدحها البعض اآلخر انطالقًا من أن‬
‫تقوم كل طائفة بتدريس لغة عقيدتها‪.‬‬

‫وفي إحدى مقاالته التي كتبها عام ‪ 1869‬أشار جارسان إلى سفر عدد كبير من‬
‫الهنود إلى أوروبا‪ ،‬وذكر تحديدًا العاصمة البريطانية "مدينة لندن العظيمة"‪ ،‬التي‬
‫اعتبرها الهنود آنذاك "مركزا ً للعالم المتحضر"‪ ،‬ويضرب جارسان دتاسي ً‬
‫مثاال حيًا‬
‫لهذه الزيارات فيتحدث عن أحد أهم الصحفيين آنذاك السيد "وجاهت علي" الذي كان‬
‫يترأس جريدتين"األردية والهندية" في مدينة "ميرٹه "‪ ،‬وكان من أهم نتائج زيارته‬
‫لبريطانيا أنه – كما ذكر جارسان – قام بنشر مجله بعنوان "آئينہ لندن" (مرآة لندن)‬
‫بهدف إرشاد بني وطنه‪ ،‬وفيها صور ألهم معالم العاصمة اإلنجليزية‪ ،‬الفكرة التي‬
‫وصفها مؤلفنا بأنها " فكرة جيدة"(‪.)49‬‬
‫ومن األهمية بمكان أن أتطرق في بحثي هذا إلى إشكالية تعليم الفتيات التي‬
‫نالت في مقاالت جارسان دتاسي اهتما ًما يدفعني إلى اإلشارة إليها في هذا الجزء‪،‬‬
‫حيث كتب "جارسان" عن تعليم الفتيات في أولى مقاالته في الكتاب محل الدراسة‬
‫معلومة موثقة من ‪ Indian Mail‬وهي إحدى الجرائد اإلنجليزية في عددها الصادر‬
‫في ديسمبر‪1870‬م‪ ،‬حيث تروي الجريدة قصة السيدة "كوربنتر" التي قامت بكثير‬
‫من الجهود الخيرية المجتمعية‪ ،‬أبرزها تأسيسها مدرسة خاصة لتعليم الفتيات في‬
‫حيث تحدث‬ ‫ُ‬ ‫الهند في وقت لم يكن تعليم الفتيات بالشيء المعهود في المجتمع الهندي‪،‬‬
‫مشيرا إلى عدد الفتيات الالتي‬
‫ً‬ ‫"جارسان" على لسان الجريدة عن هذه المدرسة‬
‫التحقن بها في عام ‪ 1869‬وكذلك عما روته بعض الصحف المحلية بالهند حول هذه‬
‫الخطوة المهمة في مجال التعليم آنذلك‪:‬‬

‫)‪ (48‬معلوم ہوتا ہے کہ ہندوستانی لوگوں کو غير ميذہب واليوں کيے سياته اپينے ب يوں کيو تعلييم دالنيے مييع‬
‫کوئی اعتراض نےيع ہوتا‪ ،‬جس طرح کے فرانس اور آئيرلينڈ ميع بےيت سيے متعصيب لوگيوں کيو ہوتيا ہيے۔‬
‫جو دوسرے عقائد سے بالکل عالحيده رہنيا چياہتے ہييع۔ ان ميدارس مييع اييک مدرسيہ نيے خياص طيور پير‬
‫ترقی کی ہے۔ يےاں اردو کے ذريعہ سے مغربی علوم پههائے جاتے ہيع اور طلبيا کيو اپنيی ميذہبی زبيانوں‬
‫کی تعايم دی جاتی ہے۔ چنان ہ ايک پنڈت سنسکرت کی تعليم کيے لييے اور اييک موليوی عربيی کيے لييے‬
‫مقرر ہے۔ صـ ‪9‬‬
‫(‪")49‬آج كل ہندستانيوں كى اچهى خاصى تعداد يورپ كے سفر كى غرض سے آ رہيى ہيے‪ -‬ان مييع سيے اكثير‬
‫لندن كا شےر عظيم ديكهينے آتيے ہييع‪ -‬جيس كيے متعليق ان كيا خييال ہيے كيہ مےيذب دنييا كيا ييہ مركيز ہيے‪-‬‬
‫وجاہت على جو ميرٹه كے دو اخباروں(اردو اور ہندى) كے مدير ہيع‪ ،‬لندن آئے تهے‪ -‬موصوف كيو اييک‬
‫اچها خيال آيا اور انهوں نے اردو ميع "آئينہ لندن" كے نام سے ايک رسالہ شائع كيا ہے جس كيا مقصيد ہيم‬
‫وطنييوں كييى رہبييرى ہييے‪ -‬اس ميييع انگلسييتان كييے دار الحكومييت كييى خيياص خيياص عمييارتوں كييى نييو عييدد‬
‫وتصاوير بهى ليتهو ميع چهپى ہيع‪ -‬مقاالت گارساں دتاسى‪ ،‬صـ ‪.19‬‬
‫" لقد بدأت ‪ 12‬فتاة هندوسية و‪ 3‬باريسيات في الدراسة [بمدرسة السيدة‬
‫كوربنتر] بنهاية عام‪1869‬م‪ ،‬أثنت جريدة "ہندو پكاش" على هذه السيدة المحبة‬
‫للخير وذكروا في الجريدة أنها أسست مدرسة لتعليم الفتيات في قرية "جر"‪ ،‬وتم‬
‫افتتاحها يوم ‪ 22‬فبراير‪ ،‬وألعمال السيدة "كوربنتر" شهرة كبيرة في إقليم "السند"‪،‬‬
‫وقد أرسل مجموعة منهم هدايا لها للتعبير عن شكرهم"(‪.)50‬‬
‫وفي ذات السياق ينقل لنا جارسان حديث إحدى الصحف عن التطورات التي‬
‫وصلت إليها فكرة تعليم الفتيات‪ ،‬حيث اهتم الهنود المقيمين خارج الهند بفكرة‬
‫النهوض بالفتيات من خالل تأسيس مدارس مخصصة لهن‪ ،‬ومن هؤالء الدكتور‬
‫بزرجي‪ ،‬الذي ال يقدم لنا المؤلف معلومات دقيقة عن شخصة‪ ،‬غير أنه أحد العلماء‬
‫المقيمين بلندن‪ ،‬حيث ذكرت جريدة "علي جره" في عددها الصادر في ‪ 29‬نوفمبر‬
‫‪" : 1870‬لقد انحاز أهل مدينة بومباي لتعليم الفتيات والنهوض به‪ ،‬وقد قرر الدكتور‬
‫بزرجي أحد مؤيدي هذا االتجاه وهو يقيم بمدينة لندن منذ عشر سنوات ولكنه قرر‬
‫العودة إل ى بالده‪ ،‬وتعتزم والدته وبناته تأسيس مدرسة خاصة لتعليم القتيات منذ سن‬
‫العاشرة وسيطبق التدريس في المدرسة على الطريقة الغربية‪ ،‬دون مخالفة التقاليد‬
‫الشرقية‪ ،‬وسيقوم الدكتور بزرجي بمهام التدريس بالمجان‪)51(".‬‬
‫الجدير بالذكر أن قضية تعليم الفتيات كانت مثارة في القرن التاسع عشر في‬
‫عدد من دول الشرق إثر عودة عدد من العلماء والمفكرين من بعثاتهم في دول‬
‫أوروبا‪ ،‬مثل قاسم أمين (‪ )1908 - 1863‬الذي عاد من فرنسا ونادى بما نادى به‬
‫بزرجي من االهتمام بتعليم الفتيات وتأسيس مدارس خاصة لهن‪ ،‬اإليجابي في السياق‬
‫الهندي هو تأكيد أسرة بزرجي على عدم االصطدام بتقاليد المجتمع الهندي‪.‬‬

‫(‪1869")50‬ء كے اخر ميع اس اسكول ميع تين پارسى اور باره ہندو لهكياں تعليم حاصل كر رہى تهيع‪ -‬اخبار‬
‫"ہندو پكاش " ميع بهى اس انسانيت پرست خاتون كى تعريف كى گئيى ہيے اور لكهيا ہيے كيہ موصيوفہ نيے‬
‫لهكيوں كى تعليم كے ليے "گر" گاؤں ميع اييك مياڈل اسيكول قيائم كييا ہيے‪ -‬جيس كيى افتتياحى رسيم گزشيتہ‬
‫فرورى كى ‪ 22‬تاريخ كو منائى گئى‪ -‬مس "كارپنٹر" كے كاموں كى سنده ميع بےت شےرت ہيے‪ -‬وہياں كيے‬
‫بےت سے باشندوں نے موصوفہ كو تحيائف بهجيوائے تاكيہ اپنيى شيكر گيزارى كيا اظےيار كيريع"‪ -‬المرجيع‬
‫السابق صـ‪.50‬‬
‫تعليم نسواں کی ترقی کی ہميشہ سے بمبئی کے لوگوں نے حمايت کی ہيے۔ اس تحرييک کيے حياميوں‬ ‫ِ‬ ‫‪) ) 51‬‬
‫ميع سے ايک ڈاکٹر بزرجی ہيع جو اپنے خاندان سميت پ هلے دس سال سے انگلستان ميع مقيم تهيے اور‬
‫اب عنقريب اپنے وطن کو واپس جانے والے ہيع۔ موصوف کی والده اور دونوں صاحبزاديوں کيا ييہ اراده‬
‫ہے کہ وه بمبئی ميع لهکيوں کيا اسيکول کهيوليع جيس مييع دس سيے زيياده بيرس کيی لهکيياں تعلييم حاصيل‬
‫کرسکيع۔ اس اسکول ميع پوری تعليم مغربی اصول پر دی جائے گی۔ ليکن اس کی کوشش کی جيائے گيی‬
‫کہ مشرقی آداب ميذہبی کيی کسيی طيرح خيالف ورزی نيہ ہيو۔ خيود ڈاکٹير صياحب اور ان کيے خانيدان کيی‬
‫خواتين بال معاوضہ تعليم ديع گی۔ صـ ‪50-49‬‬
‫ضا عدد من الشهادات الموثقة حول تأسيس‬ ‫تتضمن مقاالت جارسان أي ً‬
‫جامعات توصف اليوم بالعريقة‪ ،‬وذات مكانة كبيرة في البالد‪ ،‬منها ما كتبه نا ً‬
‫قال‬
‫ضا عن جريدة‪ Indian Mail‬عن تأسيس الجامعة الشرقية في مدينة "الهور"‪:‬‬ ‫أي ً‬
‫"أهل الهند يطالبون بتأسيس هذه الجامعة منذ عدة سنوات‪ ،‬حتى ال يضطر‬
‫الطالب بااللتزام بالمناهج التي يتم تدريسها في "كلكته" و"مدراس" و"بومباي"‬
‫ألنها ذات طابع غربي واضح‪ ،‬ولن تكون اإلنجليزية هي لغة الدراسة في هذه‬
‫الجامعة‪ ،‬وإنما الهندية للهندوس واألردية للمسلمين(‪ .)52‬والحقيقة أنه في معظم‬
‫األحيان ال يكتفي مؤرخنا بمجرد السرد وإنما بالتوثيق وتحديد المصدر وذكره‪ ،‬وقد‬
‫ذكره مؤرخنا بالتاريخ واليوم ولذلك نجده يذكر نموذ ًجا من هذه األسئلة التي دخلت‬
‫ضمن امتحان المتقدمين فذكر منها علي سبيل المثال‪:‬‬

‫‪ ‬وضح هل سيكون استخدام اللغة األردية بخطها الفارسي في محاكم والية‬


‫"اوده" أكثر إفادة وحكمة من استخدام الهندية بخطها الديوناجري؟‬
‫‪ ‬ما المراد باألردية والهندية؟ كيف تستطيع أن تفرق بينهما؟‬
‫‪ ‬ما هي اللغات األردية والهندية؟ ما هي المؤلفات التي سيطلق عليها‬
‫األردية؟ وما هي التي سيطلق عليها الهندية؟كل هذه األسئلة مترجمة من‬
‫الفرنسية إلى األردية‪)53(.‬‬

‫أود أن أخصص النقطة األخيرة في هذا الجزء للحديث عن واقع المسلمين‬


‫ومدارسهم في المجتمع الهندي‪ ،‬كما يتناولها "جارسان دتاسي"‪ ،‬الذي يؤكد في مقاله‬
‫الثالث الذي نشره عام ‪ ،1872‬على عدد من األمور أهمها‪:‬‬

‫أن الهندوس ليسوا ض د المدارس المخصصة للمسلمين بل الحقيقة أنهم‬ ‫‪‬‬


‫يحبونها ويمولونها فلقد مول الهندوس المدارس اإلسالمية في "روالبندي"‪،‬‬
‫المدارس الخاصة بالمسلمين مدارس جيدة وفيها نظام ناجح لتعليم العربية‬ ‫‪‬‬
‫والسنسكريتية باإلضافة إلي األردية واإلنجليزية‬
‫بعد غفلة طويلة ظهرت آثار اليقظة علي المسلمين في كل أنحاء الهند‬ ‫‪‬‬
‫وحماسهم الديني يزداد يو ًما بعد يوم وستجدوا هذا الحال في كل أرجاء الهند‬
‫حتي السند‪،‬‬
‫إعالن وزير التعليم في بومباي منح جائزة قدرها ‪ 400‬روبية (الف فرانك)‬ ‫‪‬‬

‫(‪")52‬اورينٹل يونيورسٹى كے متعلق اہل ہند برابر كئى سيال سيے مطالبيہ كير رہيے ہييع تاكيہ طلبيہ كيو كلكتيہ‪،‬‬
‫مدراس اور بمبئى كى طرح كے نصاب كى تعليم كى پابندى نہ كرنى پيهے جيو حيد سيے زيياده مغربيى‬
‫طرز كا ہے‪ -‬اس يونيورسٹى ميع انگرييزى زبيان مييع تعلييم نےييع دى جيائے گيى بلكيہ ہنيدووں كيے ليئے‬
‫ہندى اور مسلمانوں كے لئے اردو ميع تعليم دينے كا انتظام كياجيائے گيا‪( -‬انيڈين مييل‪ 9 -‬اگسيت ‪،)1870‬‬
‫صـ‪.57‬‬
‫‪ (53‬قارن صـ ‪21-20‬‬
‫ألفضل مقال عن مسلمي الهند ويجب أن يحتوي المقال على عدد المسلمين‬
‫‪54‬‬
‫(في الهند)‪ ،‬تاريخهم وحياتهم العامة‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى يقدم لنا المؤلف معلومات مهمة حول المجتمع المسلم‪ ،‬الذي‬
‫يدفع بصغاره إلى مدارس القرآن الكريم‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى تأخرهم في االلتحاق‬
‫بالمدارس النظامية مقارنة بأقرانهم الهندوس‪:‬‬
‫"ال نقول أن العادات والتقاليد المحلية التي يتبعها المسلمون في الوقت الحالي‬
‫تخالف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولكننا سنقول حت ًما أن هذه التقاليد ال تتوافق مع الشرع‬
‫رغم أن األجيال تطبقها منذ قرون‪ .‬فهم يعتبرون ختان األطفال وتعليمهم العلوم‬
‫الشرعية أمر واجب عليهم‪ ،‬ولهذا يدرسون ألبنائهم القرآن الكريم واللغة الفارسية قبل‬
‫اإلنجليزية أو أي لغة أخرى وهكذا يمضي األطفال أولى سنوات عمرهم ولهذا تكون‬
‫أعمار أطفال المسلمين عند دخولهم المدارس الرسمية أكبر من أطفال الهندوس‪،‬‬
‫(‪)55‬‬
‫ولهذا يتخلف أطفال المسلمين عن أطفال باقي المذاهب‪.‬‬
‫هنا ال يكتفي دتاسي بوصف حال أطفال المسلمين وإشكالية تأخرهم في‬
‫ً‬
‫حلوال لهذه المشكلة‪" :‬ولتفادي هذا العيب أرى أنه‬ ‫االلتحاق بالمدرسة‪ ،‬ولكنه يقترح‬
‫من الضروري أن يقيم المسلمون مدارس منفصلة‪ ،‬على أن تتحمل الحكومة نصف‬

‫(‪)54‬ہندو لوگ مسلمانوں كہ عال حده مدرسوں كے مخالف نےيع ہيع بلكہ حق بات تو يہ ہے كہ وه انےيع پسند‬
‫كرتے ہيع اور ان كى مالى امداد بهى كرتے ہيع‪ -‬چناں چہ راولپنڈى كے ضلع ميع جو متعدد اسالمى مدارس‬
‫قائم كيے گئے ہيع ان كى ہندوؤں نے مالى امداد كى ہے‪ -‬يہ مدرسے خوش حال ہيع‪ -‬ان ميع عربى اور‬
‫سنسكرت كے عالوه اردو اور انگريزى تعليم كا بهى كامياب انتظام كيا گيا ہے‪ -‬طويل غفلت كے بعد ہندستان‬
‫كے ہر گوشے ميع مسلمانوں ميع بيدارى كے آثار نماياں ہيع‪ -‬اور ان ميع مذہبى جوش دن بہ دن بههتا جاتا‬
‫ہے – ہندستان كے ہر حصے ميع سنده تک ہر جگہ آپ كو يےى حال نظر آئے گا‪ -‬بمبئى كے ناظم تعليمات‬
‫نے چار سو روپے "ہزار فرانك" كا ايک انعام مقرر كيا ہے جو اس شخص كو ديا جائے گا جو ہندستان كے‬
‫مسلمانوں كے متعلق بےتر مضمون لكهے گا‪ -‬اس مضمون ميع ان كى تعداد ان كى تاريخ اور ان كى عام‬
‫عمرانى زندگى پر تحقيق كے ساته تبصره ہونا چاہئے‪ -‬مقاالت گارساں دتاسى‪ ،‬صـ ‪.241‬‬

‫(‪)55‬ہم يہ نےيع كےتے كہ ہندستان كے مسلمانوں ميع اس وقت جو مقامى رسوم پائى جاتى ہيع‪ -‬وه سب دين‬
‫اسالم كے خالف ہيع – ليكن ہم يہ ضرور كےيع گے كہ يہ رسوم شريعت كے مطابق نےيع ہيع‪ ،‬اگرچہ‬
‫ان پر صديوں اور نسلوں سے عمل ہو رہا ہے ان پر يہ فرض عائد ہوتا ہےكہ وه اپنے ب وں كى ختنہ‬
‫كرائيع اور اپنى شريعت سے اپنے ب وں كو آگاه كريع‪ -‬يےى وجہ ہے كہ اپنے ب وں كو انگريزى يا اور‬
‫كوئى زبان شروع كرانے سے پےلے وه قرآن اور فارسى كى بعض كتابيع پههاتے ہيع جن كا پههنا مذہبى‬
‫تعليم كے ليے ضرورى ہے ب وں كى عمر كا ابتدائى حصہ اس طرح گزرتا ہے اب جب كہ سركارى‬
‫مدرسے ميع داخل ہوتے ہيع تو بہ نسبت ہندو طلبا كے جنےيع مذہبى تعليم ميع وقت نےيع صرف كرنا پهتا‬
‫ان كى عمر زياده ہو جاتى ہے‪ -‬اس وجہ سے مسلمان ب ے دوسرے مذاہب كے ب وں كے مقابلے پي هے‬
‫ره جاتے ہيع‪ -‬مقاالت گارساں دتاسى‪ ،‬صـ ‪.251 ،252‬‬
‫النفقات وأن يتحمل أهل الطالب النصف الثاني من النفقات وأن يتم تدريس كالم هللا‬
‫(القرآن) والكتب الدينية األكثر أهمية وأرى كذلك ضرورة اعتماد تدريس القرآن‬
‫والتفسير والحديث والفقه في مناهج المدارس الحكومية‪ ،‬وحت ًما سيعترض البعض أن‬
‫تدريس مثل هذه المواد ضد مبادئ الحكومة السؤولة عن هذه المدارس‪ ،‬ومن الممكن‬
‫تطبيق هذا مع ا لمراعاة أن ال تهاجم هذه المناهج باقي األديان‪ ،‬وإذا حدث ذلك بالفعل‬
‫سيتوافد آالف الطلبة من داخل الهند وخارجها مثل "بخارا" ومراكز إسالمية أخرى‬
‫إلى هذه المدارس وحينها سيتوجهون بالشكر للحكومة اإلنجليزية التي وفرت لتعليم‬
‫أبنائهم هذه اإلمكانيات(‪.)56‬‬
‫وفي النهاية أود اإلشارة إلى انه يتضح لنا جليًا من خالل ما نقله لنا "جارسان‬
‫دتاسي" من خطب ومقاالت حرص مجموعة كبيرة من القادة الهندوس والمسلمين‬
‫على توعية الشعب بما لهم وما عليهم واألخذ‪ ،‬بيدهم نحو مستقبل أفضل دون التعدي‬
‫علي حق اآلخر في ممارسة معتقده بحرية‪ ،‬ونذكر هنا تضمين "جارسان دتاسي"‬
‫لبعض الجمل من الخطبة التي ألقاها"بابو پرتاب چندر" في مايو ‪:1776‬‬
‫"رغم أن هناك أديان كثيرة في العالم ولكنها جميعًا تشترك في بعض المبادئ‬
‫مثل‪ :‬الربوبية واألخوة وطاعة اإلنسان لإلله والحياة ما بعد الموت ومن الممكن أن‬
‫سا لدين عالمي"(‪.)57‬‬
‫نبني على هذه المبادئ أسا ً‬
‫كانت هذه هي إطاللة سريعة على مساعي جارسان في إبراز جوانب جديدة تعكس‬
‫حال المجتمع الهندي في تلك الفترة‪ ،‬وذلك من زوايا مختلفة ورؤى متباينة وحيادية‬
‫علمية ومنطقية تتحدث عن نفسها دون تحليل أو بحث متعمق‪.‬‬

‫(‪ )56‬اس خرابى كو دور كرنے كے ليے ہمارى رائے ميع ضرورى ہے كہ مسلمان اپنے مدارس عال حده قائم‬
‫كريع‪ -‬ان مدارس كے اخراجات نصف حكومت برداشت كرے اور نصف وه خود برداشت كريع – ان مدارس‬
‫ميع كالم هللا "قرآن" اور ان مذہبى كتابوں كى تعليم كا انتظام كيا جا سكے جن كا جاننا ہر دوسرى چيز پر‬
‫مقدم ہے – اسى طرح ہمارى يہ بهى رائے ہے كہ سركارى مدارس ميع بهى قرآن ‪ ،‬تفسير حديث اور فقہ‬
‫وغيره كى تعليم كا انتظام ہونا چاہئے اس يہ اعتراض كيا جائے گا كہ ايسا كرنا اس حكومت كے اصول كے‬
‫خالف ہے جو ان مدارس كو چالتى ہے ليكن يہ كيا جا سكتا ہے كہ انتخاب عمل ميع اليا جائے اور نصاب‬
‫ميع وه كتابيع ركهى جائيع جن ميع دوسرے مذاہب كى برائى نہ ہو‪ -‬اگر اس قسم كا سركارى مدارس ميع‬
‫انتظام كيا گيا تو صرف ہندستان كے طلبا ہى جوق جوق نےيع آئيع گے بلكہ بخارا اور دوسرے دور دراز كے‬
‫اسالمى مركزوں سے طالب علم ہندستانى مدارس ميع تعليم حاصل كرنے كے ليے آيا كريع گے‪ -‬اور‬
‫انگريزى حكومت كے بےت شكر گزار ہوں گے كہ اس ميع ان كے ب وں كى تعليم كے ليے سےولتيع‬
‫فراہم كيع‪ -‬مقاالت گارساں دتاسى‪ ،‬صـ‪.252 ،253‬‬

‫(‪ " )57‬اگرچہ دنيا ميع بےت سے مذاہب ہيع ليكن ان سبهوں ميع بعض ايسے اصول ہيع جنےيع كم وپيش عام‬
‫طور پر تسليم كيا جاتا ہے ۔ جسے خدا كى ربوبيت‪ ،‬انسانوں كى اخوت‪ ،‬خدا كے آگے انسان كى اطاعت اور‬
‫موت کے بعد كى زندگى وغيره اور يہ بالكل ممكن ہے كہ انهى اصولوں پر ايک عالم گير مذہب كى بنياد‬
‫ركهى جاتے"‪ -‬مدارس ٹائمز‪ 28 -‬ابريل ‪1770‬ء ‪ -‬المرجع السابق صـ ـ‪.64‬‬
‫الخاتمة والنتائج‬

‫تناولنا في البحث شخصية المستشرق الفرنسي جارسان دتاسي وأهم‬


‫أعماله األدبية‪ ،‬وخدماته في مجال اللغة واألدب األردي‪ .‬وتناولنا هذه‬
‫الخدمات في ضوء مقاالته التي كانت تُنشر سنويًا باللغة الفرنسية‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل ثالثة محاور؛ اللغة والحالة الدينية والحالة المجتعية لبالد شبه‬
‫القارة الباكستانية الهندية في فترة ما بين ‪ 1870‬وحتى ‪ .1873‬وفي نهاية‬
‫البحث يمكننا صياغة ما توصلنا إليه من نتائج على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ )1‬يُعد "جارسان دتاسي" أحد أشهر المستشرقين المهتمين بتاريخ شبه القارة‬
‫الباكستانية الهندية‪ ،‬ووصفه البعض بأنه يأتي في مقدمتهم على اإلطالق‬
‫بعدد من األعمال يصل إلى ‪ 150‬مؤلَفًا‪ ،‬وساهم في ذلك استمراره في نشر‬
‫اللغة األردية على الرغم من بلوغه الثانية والثمانين من عمره‪ ،‬حتى‬
‫أشرف على أعمال أعدها تالميذه يأتي في مقدمتها المعاجم والترجمات‪.‬‬
‫‪ )2‬تكمن األهمية األولى لمقاالت جارسان دتاسي في أن أعماله ساهمت في‬
‫نشر اللغة األردية خارج الهند‪ ،‬وتعريف المجتمع األوروبي بها‪،‬‬
‫وبحروفها‪ ،‬وتاريخ تطورها‪ ،‬وآراء األدباء والمفكرين في استخدام‬
‫كبيرا في نقل معلومات تفصيلية عنها‬ ‫ً‬ ‫أبجديتها‪ ،‬األمر الذي يُعد اثرا ًءا‬
‫خارج المنطقة المتحدثة بها‪.‬‬
‫‪ )3‬واجهت اللغة األردية أبان الحكم اإلنجليزي في الهند وتحديدًا في فترة‬
‫كتابة دتاسي لمقاالته ثالثة تيارات مختلفة فيما يخص التعامل معها‪ ،‬حيث‬
‫رفض الهندوس ‪ -‬الذين كان لهم نفوذ سياسي ومجتمعي بسبب قربهم‬
‫لإلنجليز ‪ -‬اللغة األدرية بحروفها العربية الفارسية‪ ،‬مستهدفين استبدالها‬
‫بحروف الديوناجرية (لغة تراثهم الديني)‪ ،‬ومجموعة اإلنجليز الذي رأوا‬
‫ضرورة كتابة اللغة األدرية بحروفهم الرومانية الخاصة‪ ،‬لتيسيير تعلمها‬
‫ولسهولة التعامل معها‪ ،‬بينما ترى طائفة أخرى كان معظمها من‬
‫المسلمين‪ ،‬ضرورة اإلبقاء على اللغة األردية كما هي‪ ،‬حتى ال يفقد‬
‫المجتمع ثروة أدبية كبرى تعود إلى أكثر من ثالثمائة عام‪.‬‬
‫‪ )4‬انتقد جارسان دتاسي جميع اآلراء التي كانت تهدف إلى ادخال تغيير على‬
‫اللغة األدرية وطريقة كتابتها‪ ،‬واصفًا هذه المحاوالت باالنتصار للطائفية‬
‫والمذهبية واللهجات المحلية على حساب التراث اللغوي واألدبي للمجتمع‪.‬‬
‫‪ )5‬ال يكتفي دتاسي بنقل معلومات تاريخية مهمة وموثقة من الشرق إلى‬
‫ضا من خالل مقاراناته المهمة بين المجتمعات‬ ‫الغرب‪ ،‬وإنما يتناول أي ً‬
‫الشرقية والغربية‪ ،‬الحالة اللغوية في بالد كفرنسا وأيرلندا‪ ،‬مقد ًما للقارئ‬
‫الشرقي ثلة من المعلومات التاريخية التي ربما لم يكن ليعلمها من كتب‬
‫تاريخية أخرى‪ ،‬ال سيما وأنها تتعلق بخالف لغوي‪ ،‬نعته جارسان بـ‬
‫"ضيّق األفق‪".‬‬
‫‪ )6‬جارسان دتاسي مستشرق موضوعي حيادي حينما يتعلق األمر بتناول‬
‫الخالفات المتعلقة بتطوير اللغة األردية أو ادخال تغييرات عليها‪ ،‬يتجلى‬
‫ذلك في عرض جميع وجهات النظر‪ ،‬حتى تلك التي يرفضها وينتقدها‪،‬‬
‫مثل وجهة نظر الهندوس واإلنجليز‪.‬‬
‫‪ )7‬جارسان دتاسي مستشرق غير موضوعي إذا تعلق األمر بتناول الحالة‬
‫الدينية في الهند‪ ،‬فهو مثله مثل السواد األعظم من المستشرقين آنذلك‪،‬‬
‫الذين اعتبروا الهندوس مجموعة من عبدة أوثان‪ ،‬والمسلمين يطبقون دين‬
‫أطلق عليه انه "صورة مشهوة من المسيحية‪".‬‬
‫‪ )8‬شجع المؤلف المساعي التبشيرية المسيحية ال سيما ما تقوم به الكنيسة‬
‫اإلنجيلية التي كان يفخر باعتناق عدد كبير من الهندوس بديانتها‪ ،‬األمر‬
‫الذي وصفه بتجريد الديانة الهندوسية من عاداتها السلبية وتقاليدها المتعلقة‬
‫بعبادة األوثان‪ ،‬حتى لو كان ذلك على أيدي المسلمين الذين يسيرون في‬
‫هذا الشأن جنبًا إلى جنب مع الكنيسة اإلنجيلية في تحويل المجتمع‬
‫الهندوسي إلى مجتمع مؤمن‪.‬‬
‫‪ )9‬في مقاراناته بين المسيحية واإلسالم والتي ظهرت في بعض المقاالت‪،‬‬
‫وعلى وجه الخصوص المقال الثاني‪ ،‬يتجلى فقدان دتاسي للحيادية العلمية‬
‫في وصفه لحالة المسلمين‪ ،‬فوصف اإلسالم نفسه بالصورة المقتبسة من‬
‫سا مشو ًها‪ ،‬وأن اعتناق المسيحيين له تبجح ولجوء إلى‬ ‫المسيحية اقتبا ً‬
‫الضالل‪ ،‬مجسدًا هنا الرؤية االستشراقية التبشيرية االستعمارية العامة‬
‫التي كانت سائدة في أوروبا آنذاك‪.‬‬
‫‪ )10‬يقدم إلينا جارسان دتاسي معلومات تاريخية مهمة عن الحركة الوهابية‬
‫الوافدة من الجزيرة العربية‪ ،‬حيث يعرض للقاريء وجهات نظر متباينة‬
‫بشأن قدرة المجتمع الهندي المسلم على استيعاب األفكار الوهابية من‬
‫عدمها‪ ،‬حيث قدم اطاللة حيادية حول النقاش الذي دار بين المؤيدين من‬
‫جهة وبين المعارضين من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ )11‬نجح جارسان في نقل تطور الرؤى المجتمعية تجاه النظام الطبقي‬
‫السائد والمسيطر على المجتمع الهندي آنذاك‪ ،‬واستطاع ان يعرض‬
‫للقارىء النقلة النوعية التي طرات على الفكر الجمعي في هذه المرحلة‬
‫التاريخية للبالد‪ ،‬والتي تمثلت في تقلد أفراد من الطبقة الدنيا مناصب‬
‫ً‬
‫مستحيال قبل هذه الفترة‪.‬‬ ‫قيادية األمر الذي كان يُعد‬
‫‪ )12‬انعكس في مقاالت جارسان االتجاه المجتمعي نحو االهتمام بالعلوم‬
‫الغربية دون تخلي أهل الهند عن لغاتهم أو موروثاتهم الثقافية‪ ،‬ودون أن‬
‫يمثل الدين عائقًا أمام االنفتاح الثقافي تجاه الغرب‪ .‬األمر الذي ث ّمنه‬
‫جارسان وتجلى ذلك من خالل تعليقه على ما كان يحدث في الحياة العامة‬
‫بأن مظاهر العيش المشترك التي بدأت ان تطل برأسها في كثير من المدن‬
‫والمناطق الهندية إنما هو امر محمود ويستحق اإلشادة والتقدير‪.‬‬
‫‪ )13‬بذلت الطبقة المثقفة‪ ،‬وبخاصة هوالء الذين درسوا في اوروبا جهودًا‬
‫مؤثرة في مجال تعليم الفتيات وتأسيس مدارس خاصة لهن‪ ،‬وقد عاد‬
‫صا من أجل تحقيق هذه األهداف‪.‬‬ ‫بعض المثقفين إلى الهند خصي ً‬
‫‪ )14‬انتقد جارسان دتاسي العادات اإلسالمية التي قد تحول دون مواكبة‬
‫المسلمين النهضة الثقافية في المجتمع الهندي‪ ،‬وعلى الرغم من هذا النقد‬
‫حلوال عملية تتمثل في قيام الجهات المسؤولة عن التعليم في الهند‬ ‫ً‬ ‫قدّم‬
‫بتأسيس مدارس منفصلة للمسلمين د تتيح لهم دراسة العلوم الشرعية‪.‬‬
‫‪ )15‬تمتاز شخصية دتاسي أحيانًا بالغموض والتناقض إذا تعلق األمر‬
‫بالديانة اإلسالمية والحالة التعليمية والمجتمعية للمسلمين‪ ،‬فبينما ينزع من‬
‫الديانة اإلسالمية أصالتها ويصفها بالمشوهة يعطي المسلمين كامل‬
‫الحرية في تعلم المواد الشرعية‪ ،‬ويتجلى هذا الغموض في التوصية التي‬
‫قدمها في مقاله الثاني عندما يوصي الحكومة الهندية بإدراج المواد‬
‫الشرعية في مناهج المدارس الحكومية إلتاحة الفرصة الكاملة للمسلمين‬
‫لتعلم أصول دينهم‪ ،‬او يمكننا وصفه بالموضوعية والحيادية الشديدة عندما‬
‫يتعلق األمر فقط بالتعليم وليس العقيدة‪.‬‬
‫ثبت المصادر والمراجع‬
‫أ‬
‫أوال‪ :‬المصادر والمراجع العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬إسماعيل علي محمد‪ ،‬االستشراق بين الحقيقة والتضليل(مدخل علمي لدراسة‬
‫االستشراق)‪ ،‬ط‪ ،3‬الكلمة للنشر والتوزيع‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬عبد الرحمن بدوي‪ ،‬موسوعة المستشرقين‪ ،‬ط‪ ،3‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬فالح عبد الجبار‪ ،‬االستشراق واإلسالم‪ ،‬مركز األبحاث والدراسات االشتراكية‬
‫في العالم العربي‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬محمد عبدالرحيم الزيني(دكتور)‪ ،‬االستشراق والمستشرقون رؤية‬
‫موضوعية‪ ،‬دار اليقين للنشر والتوزيع‪.2013 ،‬‬
‫‪ .5‬محمد فتح هللا الزيادي‪ ،‬االستشراق أهدافه ووسائله‪ ،‬دار قتيبة‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬يوسف السيد عامر‪ ،‬اتجاهات حديثة في الغزل األردي‪ ،‬ندوة ترجمة الشعر‬
‫الحديث والمعاصر في اآلداب الشرقية‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪17 -16 ،‬‬
‫أبريل ‪2007‬م‪.‬‬
‫ثانيأا‪ :‬المجالت والدوريات العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬شكري النجار‪ِ ،‬لم االهتمام باالستشراق‪ ،‬مجلة الفكر العربي‪ ،‬العدد‪،31‬‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬محمد إبراهيم أبو خليل علوان (دكتور)‪ ،‬جهود المستشرقين في تطوير‬
‫المعاجم األردية‪ ،‬مجلة كلية اللغات والترجمة‪ ،‬العدد السابع واألربعون‪ ،‬يناير‬
‫‪2010‬م‪.‬‬
‫ثالثأا‪ :‬الرسائل واألبحاث العلمية العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬األمير سعد علي البرعي‪ ،‬التصوف اإلسالمي في الفكر االستشراقي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجيستير ‪ ،‬كلية الدعوة اإلسالمية‪ ،‬جامعة األزهر فرع القاهرة‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬فاطمة محمود بدر الدين‪ ،‬منهج سيد سليمان الندوي في الرد على المستشرقين‬
‫في كتابه "أرض القرآن" مع الترجمة‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬كلية اللغات‬
‫والترجمة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬القاهرة‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫رابعأا‪ :‬المصادر والمراجع األردية‪:‬‬
‫‪ .1‬گارساں دتاسى‪ ،‬مقاالت گارساں دتاسى‪1870،‬سے ‪ 1873‬کے مقاالت‪ ،‬انجمن‬
‫ترقی اردو‪ ،‬پاکستان‪ ،‬کراچی‪ ،‬طبع دوم ‪1964‬‬
‫‪ .2‬آغا افتخار حسين ‪ ،‬يورپ ميع اردو في‪:‬‬
‫‪library.aiou.edu.pk‬‬
‫‪ .3‬ابو الليث صديقى‪ ،‬جامع القواعد‪ ،‬حصہ صرف في‪:‬‬
‫‪www-lib.tufs.ac.jp‬‬
‫‪ .4‬ثناء هللا محمد ندوى‪ ،‬علوم اسالميہ اور مستشرقين‪ ،‬ميٹرو پرنٹرز‪ ،‬الہور‪،‬‬
‫‪2009‬ء‪-‬‬
‫‪ .5‬سيد محي الدين قادرى زور‪ ،‬گارساں دتاسى اور اس كے ہم عصر‪ ،‬خواہاں‬
‫اردو‪ ،‬ط‪ ،2‬سب رس كتاب گهر‪ ،‬خيريت آباد‪ ،‬حيدرآباد‪ ،‬دكن‪1941 ،‬ء‪.‬‬
‫‪ .6‬غالم مصطفى خان‪ ،‬جامع القواعد (حصہ نحو) في‪:‬‬
‫‪https://zabanoadab.gcuf.edu.pk‬‬
‫‪ .7‬مرزا محمد عسكرى(مترجم)‪ ،‬تاريخ ادب اردو(حصہ نثر )‪ ،‬رام بابو سكسينہ‪،‬‬
‫طبع نولكشور‪ ،‬لكهنو‪ ،‬ط‪1925 ،2‬ء‪.‬‬
‫‪ .8‬معاذ حسن‪ ،‬اردو شاعرى كے ٹاپ ‪ 10‬كالسيكى شاعر(فن شخصيت اور‬
‫شاعرى سے انتخاب) حيدر پبلى كيشنز‪ ،‬الہور‪2002 ،‬ء‪.‬‬
‫‪ .9‬تاريخ مسلمانان پاكستان وہند اردو ادب‪ ،‬نويع مجلد‬
‫رابعأا‪ :‬المجالت والدوريات األردية‪:‬‬
‫‪ .1‬ابراہيم محمد ابراہيم‪( ،‬پروفيسر) ‪ ،‬االستشراق في فكر العالمہ محمد كرم‬
‫شاه‪ ،‬مجلۂ جمال أكرم‪( ،‬خصوصى اشاعت)‪ ،‬استشرقيات اور ضياء األمہ‪،‬‬
‫شوال ‪1430‬هـ تا ربيع األول ‪1431‬ه۔‬

You might also like