Professional Documents
Culture Documents
بحث بعنوان:
1
المقدمة:
النهضة العربية الحديثة فترة مهمة جدا في حياة شعوبنا العربية ،إذ تمتد ألكثر
من ٢٠٠عام من فترة دخول نابليون مصر إلى وقتنا الحاضر ،حيث تم إحياء اللغة
العربية من جديد وإعادة بعثها بعد التخلص من القيود والعوائق التي وقفت في سبيل
تقدمها ،فكان ال بد من وجود حل لهذا اإلشكال الذي مس الحياة االجتماعية
والسياسية والثقافية فكانت عوامل النمو األدبي في البالد العربية كثيرة ،منها ما ابتكر
بها ،ومنها ما استمد من ثقافات وحضارات أخرى أجنبية وهذا ما يعرف بالنهضة
األدبية العربية في العصر الحديث.
2
قادة النهضة العربية: )1
-رفاعة رافع الطهطاوي ( 1216هـ 1290 – 1801/هـ:)1873/
ويلحقون نسبهم
هو رفاعة بك بن بدوي بن علي بن محمد بن علي بن رافعُ ،
الحسين بن فاطمة الزهراء ،من قادة
بمحمد الباقر بن علي زين العابدين بن ُ
النهضة العلمية في مصر في عهد محمد
علي باشاُ .ولد رفاعة رافع الطهطاوي في
15أكتوبر ،1801بمدينة طهطا إحدى
مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر ،يتصل
نسبه بالحسين السبط.
نشأ في عائلة ملحوظة من القضاة ورجال
الدين فلقي رفاعة عناية من أبيه ،فحفظ
القرآن الكريم ،وبعد وفاة والده رجع إلى
موطنه طهطا ،ووجد من أخواله اهتماماً كبي اًر حيث كانت زاخرة بالشيوخ
والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر ،وق أر
شيئا من الفقه والنحو .التحق رفاعة وهو في السادسة عشرة من عمره
عليهم ً
باألزهر في عام 1817وشملت دراسته في األزهر الحديث والفقه والتفسير
إماما في الجيش النظامي الجديد
والنحو والصرف ،وغير ذلك .خدم بعدها ً
عام .1824من كتبه ودراساته:
ديوان رفاعة الطهطاوي :جمع ودراسة ،طه وادي ،الهيئة المصرية العامة
للكتاب.1979 ،
توفي رفاعة الطهطاوي سنة 1290هـ1873/م .عن عمر ناهز اإلثنين
وسبعين سنة.
3
-جمال الدين األفغاني (:)1897 - 1838
األعمال البارزة :فكر في التجديد الديني والسياسي
وشجع على التحرر من االستعمار.
التأثير :أثر في الفكر السياسي واالجتماعي والديني
في العالم العربي.
-محمد عبده (:)1905 - 1849
األعمال البارزة :ناقش قضايا التجديد الديني
والتأثير الغربي على العالم اإلسالمي.
التأثير :أثر في تحفيز النقاش حول التجديد
الديني والفكري في العالم العربي.
4
-رشيد رضا (:)1935 - 1865
األعمال البارزة :قيادي في الحركة الوطنية
المصرية ،دعم فكرة الوحدة العربية.
-التأثير :أثر في تحفيز الوعي الوطني والحركات
الوطنية في العالم العربي.
5
األدب العربي مع اآلداب الغربية تفاعالً عميقاً أدى إلى ظهور فنون أدبية
وجود من قبل ،كاألقصوصة والرواية والمسرحية.
جديدة لم يكن لها في العربية ٌ
ضافرت عدة عوامل ساعدت على ظهور )3عوامل النهضة العربية:
اليقظة العربية في منتصف القرن الثامن عشر ،واتساع ينابيعها وتنوعها
خالل القرنين التاسع عشر والعشرين ،وهي عوامل داخلية وخارجية:
)1العوامل الداخلية :وتتمثل في:
-حركات اإلصالح اإلسالمي :شهدت العديد من المجتمعات العربية حركات
إصالحية دينية تهدف إلى تحفيز الوعي الديني وإحياء العمل الديني بطرق
تفسيرية جديدة وإعادة النظر في المفاهيم الدينية التقليدية.
-الجمعيات واألحزاب السياسية :نشأت جمعيات وأحزاب سياسية تطالب
بالتغيير واإلصالح في البنية االجتماعية والسياسية ،ودعت إلى التحرر
تقدما.
من االستعمار وبناء مجتمعات أكثر ً
-سياسة التتريك :كانت سياسة التتريك -أو التعليم الحديث -هامة لتحفيز
التقدم والتطور الثقافي والتقني والعلمي في العالم العربي.
)2العوامل الخارجية :وتتمثل في:
كبير
تأثير ًا
-انفتاح الوطن العربي على الفكر األوروبي :شهد العالم العربي ًا
من الفكر والتقنية األوروبية ،مما أدى إلى نقل األفكار والمفاهيم الجديدة
والتقنيات إلى هذه المنطقة.
-الحملة الفرنسية على مصر وبالد الشام :نتيجة لهذه الحملة ،جلبت فرنسا
معها التقنيات الحديثة والثقافة والفكر األوروبي إلى المنطقة.
6
-إصالحات محمد علي :شهدت مصر وبالد الشام تحوالت اقتصادية
وسياسية هامة جاءت نتيجة إصالحات محمد علي ،حيث جرى تحديث
البنية التحتية والنظام االقتصادي والسياسي.
-البعثات التبشيرية التي ساهمت في تنشيط الحركة التعليمية والثقافية:
تأثير البعثات المسيحية في تعزيز التعليم والثقافة وإحياء الحركة التعليمية
في المنطقة.
هذه العوامل كلها ساهمت في تعزيز التقدم والتحول في مختلف الجوانب االجتماعية
والثقافية واالقتصادية في العالم العربي خالل ذلك الزمن ،مما جعلها فترة مهمة في
تاريخ المنطقة.
نادى بعض دعاة اإلصالح باالنفتاح على الحضارة الغربية واالستفادة من تفوق
الغرب في العلم واالقتصاد ،وقد شكل دعاة هذا االتجاه عددا من الجمعيات الثقافية
والعلمية ،حاول أعضاؤها عن طريق الخطب والمحاضرات إبراز فضل العرب في
اآلداب والعلوم ،ووجوب عمل العرب على استعادة أمجادهم .وأبرز من مثل هذا
االتجاه:
8
-خارجيا :لتهديد الدول االستعمارية بإثارة الشعوب اإلسالمية الخاضعة لها
فيما إذا استمرت في سياستها المعادية للدولة العثمانية.
إن خوف العرب من األخطار االستعمارية جعلهم يلتفون حول دولة الخالفة ،ويؤيدون
السلطان عبد الحميد ،لكنهم لم يقبلوا بسياسته .لذا فقد استمرت الدعوة إلى اإلصالح
والالمركزية .وكان من أشهر من سار في هذا االتجاه عبد الرحمن الكواكبي الذي
انتقد الحكم االستبدادي في كتابه طبائع االستبداد باإلضافة للشيخ عبد الحميد
الزهراوي الذي أسس جريدة المنير وشارك في تأسيس العديد من األحزاب المناوئة
ل جمعية االتحاد والترقي أما رشيد رضا فدعا إلى محاربة االستبداد .وإعادة العمل
بالدستور .وربط بين العروبة واإلسالم .وجسد أفكاره في مجلة المنار.
9
توازي األحزاب في يومنا الحالي ،ومن منظري السياسة في تلك المرحلة عبد
الرحمن الكواكبي وساطع الحصري.
• بداية إنشاء المكتبات والجامعات والمسرح :حيث لم تكن البالد تحوي من
شيئا سوى ما تحويه مكتبات المساجد الكبرى ،وخالل النهضة أعيد
المكتبات ً
افتتاح وتنظيم بعض المكتبات السابقة كالمكتبة الظاهرية في دمشق عام
1880والتي أصبحت «دار الكتب الوطنية» ،وتأسست المكتبة الشرقية في
حجما في سائرً بيروت عام .1880وعدد من المكتبات األخرى األصغر
المدن ورافق ذلك ظهور العديد من المدارس والجامعات في سوريا الشمالية
تحديداً كالجامعة السورية في دمشق التي أصبحت فيما بعد جامعة دمشق
والجامعة األمريكية وجامعة القديس يوسف في بيروت باإلضافة لجامعة
الحكمة في العراق ويعود للفترة ذاتها نشأة المسرح العربي على يد أبو خليل
القباني.
• دور المسيحيين :النهضة الثقافية العربية في القرن التاسع عشر بدأت في
أعقاب خروج محمد علي باشا من بالد الشام عام 1840وتسارعت وتيرتها
أواخر القرن التاسع عشر ،وكانت بيروت والقاهرة ودمشق وحلب مراكزها
األساسية ،وتمخض عنها تأسيس المدارس والجامعات العربية والمسرح
والصحافة العربيين وتجديد أدبي ولغوي وشعري مميز ونشوء حركة سياسية
نشطة عرفت باسم «الجمعيات» رافقها ميالد فكرة القومية العربية والمطالبة
بإصالح الدولة العثمانية ثم بروز فكرة االستقالل عنها مع تعذر اإلصالح
والمطالبة بتأسيس دول حديثة على الطراز األوروبي؛ كذلك وخالل النهضة
تم تأسيس أول مجمع للغة العربية وإدخال المطابع بالحرف العربي ،وفي
الموسيقى والنحت والتأريخ والعلوم اإلنسانية عامة فضالً عن االقتصاد وحقوق
أن النهضة الثقافية التي قام بها العرب أواخر الحكم
اإلنسان ،وملخص الحال ّ
10
العثماني كانت نقلة نوعية لهم نحو حقبة ما بعد الثورة الصناعية ،وال يمكن
حصر ميادين النهضة الثقافية العربية في القرن التاسع عشر بهذه التصنيفات
يعم االتفاق
فقط إذ إنها امتدت لتشمل أطياف المجتمع وميادينه برمته ،ويكاد ّ
اء ن
بين المؤرخين على الدور الذي لعبه المسيحيو العرب في هذه النهضة سو ً
في جبل لبنان أو
أو مصر
أو فلسطين
سوريا ،ودورهم
في ازدهارها من
خالل المشاركة
ليس فقط من
أيضا .إذ كون المسيحيون في العصر الحديث النخبة
الوطن بل في المهجر ً
المثقفة والطبقة البرجوازية مما جعل مساهمتهم في النهضة االقتصادية ذات
أثر كبير ،على نحو ما كانوا أصحاب أثر كبير في النهضة الثقافية ،وفي
الثورة على االستعمار بفكرهم ومؤلفاتهم ،وعملهم .يذكر على سبيل المثال في
الصحافة سليم العنجوي مؤسس «مرآة الشرق» عام 1879وأمين السعيل
مؤسس مجلة الحقوق وجرجس ميخائيل فارس مؤسس «الجريدة المصرية»
عام 1888واسكندر شلهوب مؤسس مجلة السلطنة عام 1897وسليم تقال
وشقيقه بشارة تقال مؤسسا جريدة األهرام ورزق هللا حسون مؤسس جريدة (مرآة
االحوال) وعبد المسيح حداد مؤسس جريدة (السائح) من المغترب كما أنه يعد
مؤسس الرابطة القلمية ،وفي فقه اللغة العربية يذكر إبراهيم اليازجي وناصيف
اليازجي وبطرس البستاني وقسطاكي الحمصي وأديب إسحق وخليل
11
السكاكيني .وفي الوقت ذاته دخلت إلى حلب على يد المطران مال تيوس
نعمة المطبعة األولى بأحرف عربية إلى بالد الشام واستمرت في الطباعة
حتى .1899من جهة أخرى ،ساهم
المسيحيون العرب في مقارعة سياسة
التتريك التي انتهجتها جمعية االتحاد
والترقي وبرز في حلب على وجه
الخصوص المطران جرمانوس فرحات
والخوري بطرس التالوي ،وتأسست
المدرسة البطريركية في غزير التي
افر من أعالم العربية في
عددا و ًا
خرجت ً
الجامعات ولعبت المرحلة، تلك
المسيحية كجامعة القديس يوسف
والجامعة األميركية في بيروت وجامعة
ياديا في تطوير الحضارة والثقافة العربية .وفي
دور ر ً
الحكمة في بغداد وغيرها ًا
العراق نشط األب أنستاس ماري الكرملي ،وفي األدب يذكر جبران خليل
جبران وميخائيل نعيمة ومي زيادة وأمين الريحاني ونسيب عريضة وندرة حداد
وشفيق المعلوف وإلياس فرحات وفرنسيس مراش واخته مريانا مراش .وفي
السياسة يذكر نجيب العازوري وشكري غانم ويعقوب صروف وفارس نمر
ونظر لهذا الدور
ًا وعبد هللا مراش وبطرس غالي في لبنان وسوريا ومصر.
12
فإن الشرق العربي قاد بمسلميه ومسيحييه نهضة ثقافية وقومية بوجه االستبداد
الذي شكلت ركيزته جمعية االتحاد والترقي وسياسة التتريك ،ورسخت هذه
النهضة كما يرى بولس نعمان «المسيحيين العرب كأحد أعمدة المنطقة وليس
كأقلية على هامشها».
13
14