You are on page 1of 25

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التربية والتعليم‬

‫ثانوية الشهيد مؤذن بوزيان‬

‫شعبة تسيير واقتصاد‬ ‫السنة‪ :‬الثالثة ثانوي‬

‫بحث بعنوان‪:‬‬

‫جمعية العلماء المسلمين واهم نشاطاتها‬

‫بحث من اعداد‪:‬‬
‫تحت اشراف األستاذة‪:‬‬
‫‪ -‬كريم ندى الريحان‬
‫‪ -‬نصر هللا سعاد‬
‫‪ -‬كريم مليكة ايناس نور الهدى‬
‫‪ -‬بكوش نور الهدى‬
‫‪ -‬حاكم نسرين‬
‫‪ -‬معاريف فاطمة‬

‫السنة الدراسية‪2024-2023 :‬‬

‫‪1‬‬
‫نشأة وتأسيس جمعية العلماء المسلمين‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوم ‪ 5‬مايو ‪ 1931‬في نادي الترقي‬
‫بالعاصمة الجزائرية على يد الشيخ العالمة عبد الحميد ابن باديس إثر دعوة وجهت‬
‫إلى كل عالم من علماء اإلسالم في الجزائر‪ ،‬من طرف هيئة مؤسسة مؤلفة من‬
‫أشخاص حياديين ينتمون إلى نادي الترقي غير معروفين بالتطرف‪ ،‬ال يثير ذكرهم‬
‫حساسية أو شكوكا لدى الحكومة‪ ،‬وال عند الطرقيين‪ .‬أعلنوا‪ :‬أن الجمعية دينية‬
‫تهذيبية تسعى لخدمة الدين والمجتمع‪ ،‬ال تتدخل في السياسة وال تشتغل بها‪ّ .‬لبى‬
‫الدعوة وحضر االجتماع التأسيسي أكثر من سبعين عالما‪ ،‬من مختلف جهات‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬ومن شتى االتجاهات الدينية والمذهبية‪ :‬مالكيين وإباضين مصلحين‬


‫وطرقيين‪ ،‬موظفين وغير موظفين وانتخبوا مجلسا إداريا للجمعية يتكون‬
‫من ثالثة عشر عضوا برئاسة الشيخ ابن باديس الذي لم يحضر إال في‬
‫اليوم األخير لالجتماع وباستدعاء خاص مؤكد‪ ،‬فكان انتخابه غيابيا‪ .‬لم‬
‫يكن رئيس الجمعية وال معظم أعضاء مجلسها اإلداري من سكان العاصمة‪،‬‬
‫لذلك عينوا لجنة للعمل الدائم ممن يقيمون بالعاصمة‪ ،‬تتألف من خمسة‬
‫أعضاء برئاسة عمر إسماعيل‪ ،‬تتولى التنسيق بين األعضاء‪ ،‬وتحفظ‬
‫الوثائق‪ ،‬وتضبط الميزانية‪ ،‬وتحضر لالجتماعات الدورية للمجلس اإلداري‪.‬‬
‫لم يحضر ابن باديس االجتماع التأسيسي للجمعية من األول‪ ،‬وكان وراء‬
‫ذلك هدف يوضحه الشيخ خير الدين أحد المؤسسين الذي حضر الجلسات‬
‫العامة والخاصة لتأسيس الجمعية‪ ،‬يقول‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫كنت أنا والشيخ مبارك الميلي‬ ‫• جمعية العلماء المسلمين الجزائريين‬
‫في مكتب ابن باديس بـقسنطينة يوم دعا الشيخ أحد المصلحين محمد‬
‫عبابسة االخضري وطلب إليه أن يقوم بالدعوة إلى تأسيس جمعية‬
‫العلماء المسلمين الجزائريين في العاصمة وكلفه أن يختار ثلة من‬
‫جماعة نادي الترقي الذين ال يثير ذكر أسمائهم شكوك الحكومة‪ ،‬أو‬
‫مخاوف أصحاب الزوايا‪ ،‬وتتولى هذه الجماعة توجيه الدعوة إلى‬
‫العلماء لتأسيس الجمعية في نادي الترقي بالعاصمة حتى يتم االجتماع‬
‫في هدوء وسالم‪ ،‬وتتحقق الغاية المرجوة من نجاح التأسيس جمعية‬
‫العلماء المسلمين الجزائريين‬
‫• ويضيف الشيخ خير الدين‪ :‬جمعية العلماء المسلمين الجزائريين‬
‫وأسر إلينا ابن باديس أنه سوف ال يلبي دعوة االجتماع وال يحضر‬
‫يومه األول حتى يقرر المجتمعون استدعاءه ثانية بصفة رسمية‪،‬‬
‫لحضور االجتماع العام‪ ،‬فيكون بذلك مدعوا ال داعيا‪ ،‬وبذلك يتجنب‬
‫ما سيكون من ردود فعل السلطة الفرنسية وأصحاب الزوايا‪ ،‬ومن‬
‫يتحرجون من كل عمل يقوم به ابن باديس جمعية العلماء المسلمين‬
‫الجزائريين‪.‬‬

‫وهكذا تأسست الجمعية‪ ،‬وتشكل مجلسها اإلداري المنبثق عن االجتماع العام‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫التعريف بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫‪ -‬هي جمعية إسالمية جزائرية أسسها مجموعة من العلماء الجزائريين خالل‬
‫النصف األول من القرن العشرين في ‪.1931‬‬
‫سطرت الجمعية أهدافا لها وهي‬
‫الجزائري‬ ‫الشعب‬ ‫إحياء‬
‫والنهوض به وإصالح مجتمعه‬
‫وزرع القيم واألخالق اإلسالمية‬
‫الرفيعة والمحافظة على هويته‬
‫من أجل أن يتبوأ مكانة رائدة بين‬
‫األمم وفق هويته اإلسالمية والعربية‪ .‬واتخذت الجمعية «اإلسالم ديننا‬
‫والعربية لغتنا والجزائر وطننا» شعا ار لها‪.‬‬
‫الجمعية‪ :‬تشكل مجلس الجمعية على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ )3‬مجلس‬
‫‪ -‬الرئيس‪ :‬عبد الحميد بن باديس‪.‬‬
‫• هو عبد الحميد بن محمد بن مكي بن باديس‪ ،‬وهو جزائر ّي األصل‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وتسعة‬ ‫ٍ‬
‫وثمانمائة‬ ‫ولِد في الرابع من ديسمبر (كانون األول) في عام ٍ‬
‫ألف‬ ‫ّ‬ ‫َُ‬
‫الن ِ‬
‫هضة‬ ‫رو ِاد َّ‬
‫وثمانين في مدينة قسنطينة إحدى ُمدن الجزائر‪ ،‬وهو من ّ‬
‫طاق الوطن‬ ‫رجال اإلصالح على ِن ِ‬‫ِ‬ ‫اإلسالمية في بالده‪ ،‬ومن أه ِّم‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫ساللة أُس ٍرة عريقة‪،‬‬ ‫نحدر الشيخ عبد الحميد بن باديس من‬ ‫العربي‪َ .‬ي ُ‬

‫‪4‬‬
‫فقد كانت أسرته تمتاز بالحسب‬
‫وينتشر صيتُها في‬
‫ُ‬ ‫والنسب والجاه‪،‬‬
‫المغرب العربي؛ بسبب امتالكها العلم‬
‫ّ‬
‫والثّراء‪ ،‬وساعد ذلك ابن باديس على‬
‫الوظيفة‬ ‫التزامات‬ ‫من‬ ‫التحرر‬
‫ّ‬
‫وقيودها؛ خصوصاً ّأنها كانت في‬
‫نسية المحتّلة‪ ،‬كما‬ ‫ِ‬
‫ظل اإلدارة الفر ّ‬
‫ّ‬
‫التفرغ‬
‫ّ‬ ‫ساعدته هذه الظروف على‬
‫تماماً لمشروع إحياء روح النهضة والكفاح البطولي عند الشعب‬
‫الجزائر ّي‪ ،‬ودعم ثورته ضد المحتل الفرنسي‪.‬‬
‫ّ‬
‫في حياته لم يترك أية مؤلفات منشورة‪ ،‬ويقال إنه ألف الرجال ولم يؤلف الكتب‪ .‬غير‬
‫أنه ترك آثا ار كثيرة جمعها تالمذته في أعمال منشورة أهمها‪:‬‬

‫✓ تفسير ابن باديس طبعه أحمد بوشمال عام ‪ ،1948‬ثم طبعته و ازرة الشؤون‬
‫الدينية بالجزائر تحت عنوان "مجالس التذكير من كالم الحكيم الخبير" عام‬
‫‪ ،1982‬وطبعته مرة أخرى و ازرة الشؤون الدينية بالجزائر تحت عنوان مجالس‬
‫التذكير من حديث البشير النذير عام ‪.1983‬‬
‫✓ كما ترك "كتاب العقائد اإلسالمية من اآليات القرآنية واألحاديث النبوية"‪ ،‬الذي‬
‫طبعه تلميذه محمد الصالح رمضان سنة ‪ ،1963‬ثم على يد الشيخ محمد‬
‫الحسن فضالء في ‪.1984‬‬
‫✓ كما طبع كل من توفيق شاهين ومحمد الصالح رمضان كتاب "رجال السلف‬
‫ونساؤه" عام ‪.1966‬‬

‫‪5‬‬
‫✓ ثم كتاب "مبادئ األصول" الذي حققه ونشره الدكتور عمار طالبي سنة‬
‫‪.1988‬‬
‫✓ وخلف آثا ار عديدة نشرت على شكل مقاالت وخطب ومحاضرات وقصائد‬
‫شعر في صحف بينها المنتقد‪ ،‬والشهاب‪ ،‬والنجاح‪ ،‬والشريعة المطهرة‪ ،‬والسنة‬
‫المحمدية‪ ،‬والبصائر‪.‬‬

‫‪ -‬نائب الرئيس‪ :‬محمد البشير اإلبراهيمي‪.‬‬


‫• هو من أعالم الفكر واألدب في العالم العربي‪ ،‬ومن العلماء العاملين‬
‫في الجزائر‪ .‬هو رفيق النضال للشيخ عبد الحميد ابن باديس في قيادة‬
‫الحركة اإلصالحية الجزائرية‪ ،‬ونائبه‪ ،‬ثم خليفته في رئاسة جمعية‬
‫العلماء المسلمين‪ ،‬وكاتب تبنى‬
‫أفكار تحرير الشعوب العربية من‬
‫االستعمار‪ ،‬وتحرير العقول من‬
‫الجهل والخرافات وهو محمد‬
‫البشير بن محمد السعدي بن‬
‫عمر بن محمد السعدي بن عبد‬
‫هللا بن عمر اإلبراهيمي"‪ ،‬ولد يوم‬
‫الخميس ‪ 14‬شوال ‪ 1306‬هـ‪،‬‬
‫الموافق ‪ 13‬جوان عام ‪1889‬م‬
‫في أوالد إبراهيم (حاليا بلدية تابعة لدائرة رأس الوادي ‪ -‬والية برج‬
‫األول على يد والده وعمه؛ فحفظ‬
‫بوعريريج‪ ،‬الجزائر)‪ .‬تلقى تعليمه َّ‬
‫القرآن‪ ،‬ودرس بعض المتون في الفقه واللغة برأس الوادي‪ .‬من اهم‬
‫اعماله‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫✓ عيون البصائر‪ :‬وهي مجموعة من مقاالته التي كتبها في‬
‫السلسلة الثانية من مجلة البصائر‪.‬‬
‫✓ بقايا فصيح العربية في اللهجة العامية بالجزائر‬
‫✓ النقايات والنفايات في لغة العرب‪ :‬جمع فيه كل ما جاء على‬
‫وزن فعالة من مختار الشيء أو مرذوله‪.‬‬
‫✓ أسرار الضمائر في العربية‬
‫✓ التسمية بالمصدر‬

‫✓ الصفات التي جاءت على وزن َ‬


‫فعل‬
‫✓ نظام العربية في موازين كلماتها‬
‫✓ االطراد والشذوذ في العربية‪ :‬وهي رسالة في الفرق بين لفظ‬
‫المطرد والكثير عند ابن مالك‪.‬‬
‫✓ ما أخلت به كتب األمثال من األمثال السائرة‬
‫✓ رسالة في ترجيح أن األصل في بناء الكلمات العربية ثالثة‬
‫أحرف ال اثنان‬
‫✓ رواية كاهنة األوراس‪ :‬بأسلوب مبتكر يجمع بين الحقيقة‬
‫والخيال‪.‬‬
‫✓ رسالة في مخارج الحروف وصفاتها بين العربية الفصيحة‬
‫والعامية‬
‫✓ حكمة مشروعية الزكاة في اإلسالم‬
‫✓ شعب اإليمان‪ :‬جمع فيه األخالق والفضائل اإلسالمية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬الكاتب العام‪ :‬محمد األمين العمودي‪.‬‬

‫نشأ وسط عائلة فقيرة تلقى تعليمه األول بمسقط رأسه بالمدرسة القرآنية‪ ،‬ثم بالمدرسة‬
‫األهلية وبعد نجاحه انتقل إلى بسكرة لمواصلة دراسته‬
‫مرة‬
‫الثانوية لكنه سرعان ما طرد من الثانوية كما طرد ّ‬
‫أخرى من المدرسة الرسمية بقسنطينة‪ ،‬لكن هذا لم‬
‫يمنعه من الحصول على مستوى ثقافي جيد باللغتين‬
‫أهله ليستغل وظيفة وكيل شرعي‬
‫العربية والفرنسية ّ‬
‫بمدينة بسكرة‪ ،‬أين ربط عالقات متشعبة مع مثقفي‬
‫المنطقة من أدباء وشعراء‪ .‬ومن اثاره األدبية والدينية كتب في النثر والشعر‪ ،‬نذكر‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ -‬مقالة بعنوان‪« :‬المرأة المسلمة الجزائرية» المنشورة في جريدة اإلصالح‬


‫العدد ‪ 08‬بتاريخ ‪ 28‬أكتوبر‪1926‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مقالة بعنوان‪« :‬الناشئة اإلسالمية الجزائرية» المنشورة بجريدة اإلصالح‪.‬‬
‫‪ -‬أبيات باسم «الشكر للنعمى يوفرها» و«ضاقت على ذكر ما قاسيت أعوام»‬
‫و«نار عصيبة االلتهاب‪».‬‬

‫ومن رسائله‪:‬‬

‫‪ -‬رسالة وجهها إلى صديقه الشيخ الهادي السنوسي الزاهري رحمه هللا‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة أخرى إلى سماحة مفتي القدس سنة ‪.1948‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى التقرير الموجه إلى هيئة األمم المتحدة والمتعلق بانتهاكات‬
‫حقوق اإلنسان من طرف السلطات االستعمارية ضد السجناء الجزائريين‬
‫والتعذيب الذي يتعرضون إليه‪.‬‬

‫وفي مجال اإلعالم كتب في جرائد عدة منها‪:‬‬


‫‪8‬‬
‫‪« -‬المنتقد»‪،‬‬
‫‪« -‬الشهاب»‪،‬‬
‫‪« -‬البصائر»‬
‫‪ -‬وفي صحف «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين» وبعض الصحف‬
‫التونسية‪ ،‬كما أنه أصدر جريدة «النجاح» باللغة العربية و«الدفاع» باللغة‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫‪ -‬نائب الكاتب العام‪ :‬الطيب العقبي‪.‬‬

‫هو الطيب بن محمد بن إبراهيم “العقبي”‪ ،‬ولد بوالية “بسكرة” في شهر شوال سنة‬
‫‪1307‬هـ الموافق لـ ‪1890‬م في الجزائر بضواحي بلدة “سيدي عقبة”‪ ،‬التي سميت‬
‫بهذا االسم نسبة إلى الفاتح عقبة بن نافع الفهري‬
‫القرشي الذي وصل إلى المنطقة أثناء الفتوحات‬
‫اإلسالمية في القرن السابع الميالدي حيث ُبنى‬
‫على ضريحه مسجدا وحوله األحياء العتيقة‬
‫للمدينة‪ ،‬التي أقيمت على بضعة كيلومترات من‬
‫قرية “تهودة” وهو اسم المعركة التي استشهد‬
‫فيها الفاتح عقبة بن نافع رفقة أكثر من ‪300‬‬
‫من الصحابة والتابعين‪ .‬وقد أنشئ بالمدينة معلم‬
‫ديني وصرح علمي هو عبارة عن مركب‬
‫إسالمي للتكوين العلمي اإلسالمي ال يزال قطبا‬
‫يتخرج منه سنويا مئات األساتذة والدعاة والمؤطرين الدينين‪ .‬ويكفي العالمة الطيب‬
‫العقبي شرفا أنه ينتسب لهذه المدينة العريقة‪ ،‬فاقترن اسمه بها‪ ،‬فيقال له “العقبي”‬
‫نسبة لسيدي عقبة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬أمين المال‪ :‬مبارك الميل‪.‬‬

‫هو الشيخ مبارك بن محمد إبراهيمي الميلي من مواليد مشتة‬


‫الرمامن وهي جمع الرمان‪ ،‬الموجودة ببلدية غبالة‪ ،‬دائرة‬
‫السطارة والية جيجل في الشرق الجزائري‪ ،‬ولد بتاريخ ‪26‬‬
‫ماي ‪ 1895‬م وهناك من يقول سنة ‪ 1898‬م الموافق لسنة‬
‫عماه‪.‬‬
‫‪ 1316‬هـ‪ .‬توفي أبوه وعمره أربع سنين فكفله جده ثم ّ‬
‫بدأ تعليمه بأوالد مبارك بالميلية تحت رعاية الشيخ أحمد بن‬
‫الطاهر مزهود حتى أتم حفظ القرآن ثم انتقل إلى مدينة ميلة وكانت آنذاك حاضرة‬
‫علمية كبيرة فواصل تعليمه بها بجامع سيدي عزوز على يد الشيخ المعلم الميلي بن‬
‫معنصر ولم يتجاوز عندها السن الثانية عشرة‪ .‬يقول عن نفسه أنه ينحدر من أوالد‬
‫مبارك بن حباس من االثبج‪ ،‬العرب الهالليين وهم من القبائل العربية القليلة في‬
‫نواحي جيجل‪ .‬افكاره مميزة وهي ضد الشعوذة والخرافات‪ .‬عانى من مرض السكري‬
‫عام ‪ 1933‬وتوفي عام ‪1945‬م‪.‬‬

‫نشاطه في الصحافة‪:‬‬

‫أبرز الشيخ مبارك الميلي نشاطا كبي ار بكتاباته خصوصا في مقاالته الصحفية التي‬
‫نشرت في الصحف الجزائرية الناطقة بالغة العربية من بين بينها جريدة المنتقد‪،‬‬
‫الشهاب‪ ،‬السنة والبصائر التي كان قد استلم إدارتها من الشيخ الطيب العقبي عام‬
‫‪ .1935‬تميز الميلي بأسلوبه القوى الواضح ذو النزعة المجددة المناهضة لألحوال‬
‫المزرية للجزائريين‪ ،‬خصوصا في الجانب الديني‪ ،‬االجتماعي كتب كتابا في ‪1937‬‬
‫بعنوان رسالة الشرك ومظاهره واصل ادارته بجريدة البصائر حتى منعها االستعمار‬
‫مع بداية الحرب العالمية الثانية في ‪1939‬‬

‫نشاطه في جمعية العلماء المسلمين‪:‬‬


‫‪10‬‬
‫ساهم الشيخ مبارك الميلي في عام ‪ 1931‬في تأسيس جمعية العلماء المسلمين‬

‫الجزائريين وانتخب من أول يوم عضوا في المكتب اإلداري وأمينا للمالية‪ّ .‬‬
‫وعين في‬
‫أكتوبر ‪ 1937‬مدي ار لمجلة البصائر خلفا للشيخ الطيب العقبي الذي استقال من‬
‫إدارة جمعية العلماء وجريدتها‪ .‬انتدبته جمعية العلماء إلى األغواط فبقي فيها سبع‬
‫سنوات مدرسا في المسجد العتيق‪ ،‬ومشرفا على مدرسة الشبيبة‪ ،‬والتي تخرج منها‬
‫طلبة سيلعبون فيما بعد دو ار بار از في الحركة اإلصالحية ومن أشهرهم‪ :‬أبو بكر‬
‫األغواطي‪ ،‬أحمد بوزيد قصيبة وأحمد شطة‪ .‬وفي عام ‪ ،1933‬عاد الشيخ الميلي‬
‫إلى (مسقط رأسه) بميلة ليواصل جهوده اإلصالحية في مجال التعليم واإلرشاد‪.‬‬
‫وعندما توفي الشيخ عبد الحميد بن باديس في أبريل ‪ ،1940‬خلفه الشيخ مبارك‬
‫الميلي في دروسه بجامع األخضر بقسنطينة‪ .‬قام الشيخ مبارك الميلي بعدة رحالت‬
‫عبر التراب الجزائري لتفقد شعب جمعية العلماء الجزائريين‪ .‬وقد كتب عن بعض‬
‫رحالته في الشرق الجزائري في عام ‪ .1936‬وسافر أيضا إلى فرنسا في سنة ‪1938‬‬
‫في مهمة علمية واستشفائية‪ ،‬والتقى خاللها برجال اإلصالح ومندوبي جمعية العلماء‬
‫في فرنسا وعلى رأسهم سعيد صالحي وسعيد البيباني ومحمد الزاهي‪( .‬مسقط رأسه‬
‫بسطارة والية جيجل وليس بميلة)‬

‫مؤلفاته‪:‬‬

‫• كتاب تاريخ الجزائر القديم والحديث‬


‫• كتاب «الشرك ومظاهره»‬
‫• مقاالت بحوث كتبها في جريدة «الجمعية»‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬نائب أمين المال‪ :‬إبراهيم بيوض‪.‬‬

‫الشيخ ابراهيم بن عمر بيوض‪ ،‬ولد سنة ‪1313‬هـ ‪ 1899 /‬م في أحضان والدة من‬
‫عائلة الحكم بالق اررة بوالية غرداية جنوب‬
‫الجزائر‪ ،‬ووالده يعد من أعيان البلد‪ .‬دخل‬
‫كتاب القرية فاستظهر القرآن قبل سن‬
‫البلوغ‪ .‬ثم أخذ مبادئ العلوم الشرعية‬
‫واللغوية على يد مشايخ الق اررة المشهورين‬
‫آنئذ الحاج ابراهيم لبريكي (ت‪1911:‬م)‪،‬‬
‫الحاج عمر بن يحي أمليكي‪1921‬م‪ ،‬أبو العال عبد هللا ‪1960‬م‪ .‬ومن آثاره الفكرية‪:‬‬

‫• تفسير كامل للقرآن الكريم‪ ،‬المسجل منه يبدأ من سورة اإلسراء إلى سورة‬
‫الناس‪ ،‬يقع في حوالي ‪ 1500‬ساعة‪ ،‬حررت في ‪ 12497‬صفحة‪.‬‬
‫• مئات األشرطة لدروس في الدين‪ ،‬والتربية‪ ،‬واالجتماع‪ ،‬والسياسة‪،‬‬
‫والثقافة‪ ،‬وكان يلقيها في المسجد أو في المناسبات والحفالت‪ ،‬وقد نشر‬
‫بعض منها بعد تحريرها وتحقيقها‪ ،‬من ذلك‪.‬‬
‫• المجتمع المسجدي‪ ،‬من تحرير الدكتور محمد ناصر بوحجام‪ ،‬صدرت‬
‫الطبعة الثانية عن دار أبي الشعتاء‪ ،‬عمان‪1409 ،‬هـ‪1988 /‬م‬
‫(المقدمة)‬
‫• حديث الشيخ اإلمام‪ ،‬في جزأين‪ ،‬من تحرير الشيخ محمد سعيد كعباش‪،‬‬
‫المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫• البدعة مفهومها وأنواعها وشروطها‪ ،‬تحرير الطالب ابراهيم أبو األرواح‪،‬‬
‫(مرقون) معهد الحياة‪1998 ،‬م‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫• "فضل الصحابة و الرضا عنهم"‪ ،‬تحرير الطالب بهون حميد أوجانة‪،‬‬
‫مطبوع‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫• فتاوى اإلمام الشيخ بيوض"‪ ،‬يقع في جزأين‪ ،‬جمعه وحققه وقدم له‬
‫األستاذ الشيخ بالحاج بكير‪ ،‬طبع مرتين في كل من الجزائر وعمان‪،‬‬
‫ينظر دار الضامري للنشر والتوزيع‪ ،‬سلطنة عمان‪1990 ،‬م‬
‫• ثبوت الهالل بين الرؤية البصرية والمراصد الفلكية"‪ ،‬حرره عمر‬
‫اسماعيل‪ ،‬وقدم له د‪ .‬محمد ناصر‪ ،‬صدر عن مكتبة معالي السيد‬
‫محمد بن أحمد‪ ،‬سلطنة عمان‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫• مقاالت كثيرة في موضوعات مختلفة نشرت بصحف الشيخ أبي‬
‫اليقظان‪ ،‬ينظر د‪ .‬محمد ناصر‪ ،‬المقالة الصحفية الجزائرية‪ ،‬جزءان‪،‬‬
‫نشر ش‪ ،‬و‪ ،‬ن‪ ،‬ت الجزائر‪1398 ،‬هـ‪1978 /‬‬
‫• مذكرات الشيخ بيوض (مخ)‪ ،‬صدر منها "أعمالي في الثورة" إعداد‬
‫وتقديم د‪ .‬محمد ناصر‪ ،‬نشر جمعية التراث‪ ،‬الق اررة‪1990 ،‬م‬

‫‪13‬‬
‫❖أعضاء مستشارين‪:‬‬
‫المولود‬ ‫الحافظي‪:‬‬ ‫‪ -‬المولود‬
‫الحافظي هو المولود بن الصديق‬
‫بن العربي‪ ،‬وأمه بنت يحيى لقبه‬
‫سحابي‪ ،‬وينسب إلى قرية بني‬
‫حافظ الواقعة ببلدية عين لقراج‬
‫دائرة بني ورتيالن والية سطيف‪.‬‬
‫ففي قرية بني حافظ الجبلية ولد‬
‫الشيخ المولود الحافظي سنة‬
‫‪1880‬م‪ ،‬ويرى البعض أنه من‬
‫مواليد سنة ‪1895‬م‪ ،‬سمي الشيخ‬
‫الحافظي بالمولود نسبة إلى المولد‬
‫النبوي الشريف‪ ،‬وفي هذه المنطقة من القبائل الصغرى خرج العديد من‬
‫كبار العلماء والفقهاء الذين صنعوا تاريخ الجزائر‪ .‬نشأ الشيخ المولود‬
‫الحافظي في قرتيه وتلقى هنالك العلوم الشرعية من خالل التحاقه إلى‬
‫كتاب القرية فحفظ القرآن الكريم مبك ار على يد الشيخ الصديق بمسجد‬
‫القرية‪ ،‬ثم دخل المدرسة لتعلم اللغة الفرنسية فأتقنها‪ ،‬ومع ذلك اكتسب‬
‫الشيخ الحافظي مبادئ اللغة العربية والفقه والحساب على يد أهل العلم‬
‫والثقافة بالمنطقة‪ ،‬ورغم هذا فقد عانى الشيخ من ظروف قاسية اضطرته‬
‫إلى مغادرة قريته من أجل طلب العلم‪ .‬حيث جاهد الشيخ في مجال إصالح‬
‫العقيدة اإلسالمية لدى الشعب الجزائري ال سيما مسألة التوسل واالستغاثة‬
‫بالصالحين التي نفاها جملة وتفصيال في مقال له في جريدة الشهاب ردا‬
‫على مقال نشره أستاذه باألزهر الشيخ يوسف الدجوي المصري‪ ،‬والذي‬
‫‪14‬‬
‫نشر بمجلة «نور اإلسالم» ونقلته مجلة الشهاب وصحيفة النجاح والذي‬
‫ذهب فيه الشيخ الدجوي إلى جواز التوسل‪ ،‬فكان رد الحافظي أنه‪( :‬إذا‬
‫امتنع الفعل والعلم من الميت حقيقة ومجا از ولغة امتنع التوسل به‬
‫واالستغاثة ألن جوازهما بناء على صحة صدور الفعل منه للسببية الظاهرة‬
‫وهي مفقودة منه لما عرفت‪ .‬فوجب ترك التوسل واالستغاثة باألموات)‪،‬‬
‫هذا وللشيخ الحافظي عدة مقاالت في مجال الدين‪ ،‬في مختلف فروع‬
‫الشريعة وأركان اإليمان‪ ،‬منها تلك التي كتبها تحت عنوان‪« :‬سوانح‬
‫رمضان» المنشورة في «صحيفة النجاح» في شهر رمضان سنتي ‪1926‬م‬
‫و‪1927‬م والتي تعالج مجموعة من القضايا المتعلقة بالدين كالغاية من‬
‫الصوم واألبعاد والنتائج التي تنجم عن مجاهدة النفس بالصوم‪ ،‬هذا وتناول‬
‫في مقاالته مسألة طغيان العوائد على الناس على حساب الشرائع في‬
‫أحوالهم االجتماعية والشخصية من رمضان وإتباع الجنائز والمواريث‬
‫واألنكحة والطالق‪ .‬كما اهتم بإنشاء الجمعيات الخيرية‪ ،‬كما اتسم فكره‬
‫بالوطنية فقد كان يدعوا لتوحيد الصف الجزائري ونبذ الفرقة‪ ،‬واهتم أيضا‬
‫بمجال التعليم مع اهتمامه بعلم الفلك والكونيات فقد نشر مقاالت عدة عن‬
‫األهلة والخسوف والكسوف وعن الساعات الشمسية التي أنشأها ورسمها‪.‬‬
‫‪ -‬الميلود المهاجي‪ :‬الميلود زدور محمد إبراهيم‬
‫المعروف بـالميلود المهاجي فقيه ولغوي ومؤرخ‬
‫جزائري‪ ،‬أحد أعضاء جمعية العلماء المسلمين‬
‫الجزائريين ومن مؤلفاته‪:‬‬
‫• أنفس الذخائر وأطيب المآثر في أهم ما اتفق‬
‫لي في الماضي والحاضر‬
‫• مبادئ الصرف‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬موالي بن شريف‪ :‬ولد الشيخ موالي ابن المكي بن أحمد بن عبد القادر‬
‫بن شريف في عام ‪ 1883‬م بفرندة والية تيارت‪ ،‬تتلمذ على يد شيخه‬
‫الحاج موالي العربي في مدينة فاس المغربية‪.‬‬

‫‪ -‬السعيد اليجري‪ :‬سعيد بن علي بن محمد‬


‫بن محمد بن علي بن أحمد (‪ 1597‬م) بن‬
‫علي بن موسى‪ .‬لقبه العائلي هو عليلي‬
‫نسبة لجده األعلى علي بن موسى‪ ،‬الذي‬
‫عاش بين سنتي ‪ 1523‬م و‪ 1605‬م‪،‬‬
‫وينسب له تأسيس قرية آثم يزار‪ .‬أما اسم‬
‫شهرته فهو السعيد اليجري نسبة إلى عرش‬
‫بني يجر أين ولد في قرية آث سيدي احمد واعلي‪ .‬ويقع هذا العرش حاليا‬
‫بـ بلدية بوزقن (دائرة بوزقن‪ ،‬والية تيزي وزو)‪ .‬كما قد يلحق باسمه أحيانا‬

‫‪16‬‬
‫الزواوي نسبة إلى قبيلة زواوة المعروفة‪ .‬من اثاره انه نشر العديد من‬
‫المقاالت في صحيفة النجاح التي كانت تصدر بقسنطينة‪.‬‬
‫‪ -‬حسن الطرابلسي‪ :‬سيدي الشيخ الحاج‬
‫حسن الطرابلسي العالوي‪ .‬قدم هذا الشيخ من‬
‫طرابلس الغرب (ليبيا) واستقر في الجزائر‬
‫ومنها ذهب إلى تونس للدراسة في جامع‬
‫الزيتونة المعمور حيث جايل أخاه في هللا‬
‫سيدي محمد المدني رحمه هللا وبعد ذلك‬
‫تعرف على الشيخ سيدي أحمد العالوي وأخذ‬
‫منه الطريقة وصاحبه بصدق وإخالص فعينه‬
‫هذا األخير مقدما على مدينة عنابة فاستقر بها وبين زاوية ال تزال إلى حد‬
‫اآلن قائمة مفتوحة واجتهد في نشر الطريق وبث العلوم والصالح‪ .‬وقد ازره‬
‫سيدي محمد المدني سنة ‪ 1954‬في طريق الذهاب والتقى به‪ .‬ومن‬
‫الطريف أنه كان على وشك الخروج إلى عمل هام فبقي مع أخيه الشيخ‬
‫المدني ساعة وألح عليه هذا األخير في الذهاب قائال‪" :‬نحن في زاويتنا‬
‫وبين أبنائنا" وفعال قضوا الليلة هناك في النشاط‪ .‬وتوفي بعد ذلك تاركا‬
‫العديد من الفقراء المنتسبين وتاركا محبة الناس له وتقديره له‪.‬‬
‫‪ -‬عبد القادر القاسمي‪ :‬لد األستاذ عبد القادر ببلدة الهامل وتعّلم في‬
‫حب النشاط االجتماعي والثقافي‪،‬‬ ‫شب معه ّ‬ ‫زاويتها‪ ،‬ومنذ أن استوى عوده ّ‬
‫فكون عالقات واسعة مع الكثير من العلماء واألدباء والمفكرين‪ .‬يعتبر ِمن‬
‫ّ‬
‫المؤسسين األوائل لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة ‪1931‬م‪ ،‬وأحد‬
‫ّ‬

‫‪17‬‬
‫أعضاء جمعية علماء السنة التي ترأسها‬
‫الشيخ المولود الحافظي سنة ‪1932‬م‪ ،‬كما‬
‫أشرف على إدارة جريدة الرشاد‪ ،‬لسان حال‬
‫جامعة اتحاد الزوايا والطرق الصوفية سنة‬
‫‪1938‬م‪ ،‬وهي جريدة دينية إرشادية إخبارية‬
‫أسبوعية‪ ،‬كتبت فيها أقالم معروفة على‬
‫الساحة األدبية الجزائرية أمثال‪ :‬الحسن‬
‫ّ‬
‫الوارزقي‪ ،‬ومحمد العاصمي‪ ،‬وإبراهيم بن‬
‫عزوز‪ ،‬والمكودي بن عبد القادر العمراني وغيرهم‪ « ،‬وهي في أسلوبها‬
‫تتسم بالهدوء والرصانة والتعقل‪ ،‬وتبتعد عن المتاهرات الشخصية »( )‪،‬‬
‫وخاصة في األمور الخالفية‪.‬‬
‫الناجع لصالح المجتمع‬ ‫الدواء ّ‬
‫‪ -‬له فيها بعض المقاالت نذكر منها‪ :‬ما هو ّ‬
‫الديني‪ ،‬وعاقبة الشعور بالضعف المادي والمعنوي‪ ،‬وإدارة الرشاد وشواهد‬
‫التأييد المتواردة عليها‪ ،‬والتحلية بعد التخلية‪ ،‬وما هو االصالح وما هو‬
‫النوع المطلوب منه‪ ،‬وأسوأ النتائج للتعليم الناقص‪ .‬وغيرها‪ .‬توفي (رحمه‬
‫هللا) فجر يوم األربعاء ‪ 24‬من شهر رمضان المعظم سنة ‪ 1373‬هـ‪/‬‬
‫‪1954‬م‪ ،‬فنعته جريدة محلية بقولها‪« :‬نكبت بحق نوادي األدب الجزائرية‬
‫التي كان عبد القادر تحفتها بأدبه ولطفه وذكائه ووفائه ألصدقائه‪،‬‬
‫وأصبحت بعد القاسمي وأمثاله بلقعا وحقال يابسا موبوء‬
‫‪ -‬محمد الفضيل الورتيالني‪ )1959–1900( :‬من أعالم الجزائر‪ .‬ومن‬
‫أعالم جماعة اإلخوان المسلمين‪ .‬يعتبر العالمة الفضيل الورتالني‬
‫الجزائري من أبرز أعالم الحركة اإلسالمية في الجزائر الذين كان له دور‬
‫مهم وفاعل في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة ‪،1931‬‬

‫‪18‬‬
‫أقرب‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫حيث‬
‫الشخصيات لإلمام عبد الحميد‬
‫بن باديس واإلمام البشير‬
‫اإلبراهيمي‪ ،‬وساهم مساهمة‬
‫فعالة في التمكين لمبادئ‬
‫الجمعية في الجزائر ثم في‬
‫فرنسا في صفوف العمال‬
‫الجزائريين هناك‪ .‬ثم كان همزة‬
‫الوصل القوية بين الفكر اإلخواني وجمعية العلماء‪ ،‬بحيث انضم إلى‬
‫جماعة اإلخوان لما استقر في مصر وأصبح من أقرب المقربين لإلمام‬
‫الشهيد حسن البنا وكان محل ثقته‪ ،‬إذ كان ينوبه أحيانا في درس الثالثاء‬
‫وكلفه باإلشراف على فتح بعض شعب الجماعة في مصر كما كلف بملف‬
‫اليمن‪ ،‬وقد جمعت بعض مقاالته في كتاب بعنوان الجزائر الثائرة‪.‬‬
‫اهداف الجمعية‪:‬‬ ‫‪)4‬‬
‫حددت جمعية العلماء المسلمين الجزائرّيين األهداف التي ترمي إلى تحقيقها في‬
‫الشيخ ابن باديس في جريدة البصائر في العدد ‪ 160‬الصادر‬‫للجمعية نشره ّ‬
‫ّ‬ ‫منشور‬
‫في ‪ 7‬أبريل ‪.1939‬‬

‫وتشمل أهداف الجمعية‪:‬‬

‫‪" -‬التّعليم والتربية‪،‬‬


‫‪ -‬تطهير اإلسالم من البدع والخرافات‪،‬‬
‫‪ -‬إيقاد شعلة الحماسة في القلوب بعد أن بذل االحتالل جهده في إطفائها‬
‫حتى تنهار مقاومة الجزائرّيين‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬إحياء الثقافة العربية ونشرها بعد أن عمل المستعمر على وأدها‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة على الشخصية الجزائرية بمقوماتها الحضارية والدينية‬
‫والتاريخية‪.‬‬
‫‪ -‬مقاومة سياسة االحتالل الرامية إلى القضاء عليها‪.‬‬
‫‪ -‬أسست الجمعية ُشعبا (فروعا) لها على المستوى الوطني‪ ،‬وبلغ عدد تلك‬
‫الشعب ‪ 58‬عام ‪.1938‬‬
‫‪ -‬نشر اللغة العربية على نطاق واسع‪ ،‬وإحياء الثقافة العربية اإلسالمية في‬
‫وبعث التاريخ العربي اإلسالمي‪.‬‬
‫الجزائر‪ْ ،‬‬
‫‪ -‬لترسيخ غيرة وطنية لدى الجزائريين في وجه سياسة االحتالل‪ ،‬واجتهدت‬
‫في إعداد نخبة من الرجال والنساء ليكونوا عمدة لنهضة الجزائر‪ ،‬وقامت‬
‫في سبيل ذلك بإصالح أساليب التعليم وطرق التدريس‪ ،‬وإصالح الكتب‬
‫المدرسية‪.‬‬
‫‪ -‬نظمت الجمعية بعثات تعليمية لخريجي مدارس الجمعية ومعاهدها إلى‬
‫المشرق العربي‪ ،‬وأولت اهتماما بالتعليم المسجدي‪ ،‬ووضعت برامج لنشر‬
‫التعليم الديني والعربي للصغار المبتدئين‪ ،‬وتدارك النقائص التي عانى‬
‫منها الملتحقون بالمدارس الفرنسية‪ ،‬كما اهتمت الجمعية بالكبار‬
‫وخصصت لهم دروسا في الوعظ واإلرشاد ومحو األمية‪.‬‬
‫الجزائر‪ :‬شاركت‬ ‫‪ )5‬دور جمعية العلماء المسلمين بعد استقالل‬
‫جمعية العلماء المسلمين في الحكومة المؤقتة التي تش ّكلت بعد استقالل‬
‫عاماً للجمعية‪ ،‬وساهمت‬
‫الجزائر‪ ،‬حيث ُعّين فيها السيد توفيق المداني سكرتي اًر ّ‬
‫خاص ًة في مجالي التعليم والثقافة‬
‫الجمعية حينها في رسم سياسات الحكومة ّ‬
‫في عهد الهواري بومدين‪ ،‬كما كان لها دور في مواجهة التفرقة المذهبية في‬

‫‪20‬‬
‫المجتمع الجزائري اإلسالمي والحفاظ على الثقافة العربية واألمازيغية في‬
‫البالد‪.‬‬
‫نشاط الجمعية‪:‬‬ ‫‪)6‬‬
‫انطلق نشاط الجمعية في تنفيذ برنامجها الذي كان قد ضبطت محاوره في االجتماع‬
‫الذي عقد عام ‪1928‬م مع صفوة من العلماء الذين رجعوا من المشرق ومن تونس‪،‬‬
‫واستجاب الشعب لهذا البرنامج وبدأ يؤسس المساجد وينشئ المدارس والنوادي بأمواله‬
‫ويَيسر لهم االضطالع بمهامهم‪ .‬وحتى يسهل اإلشراف‬ ‫الخاصة‪ ،‬ويستقبل العلماء ُ‬
‫على متابعة العمل اإلصالحي وتنشيط العمل التربوي الذي يقدم في المدارس الحرة‬
‫التي بدأت تنتشر في أرجاء القطر‪،‬‬

‫كلف اإلمام عبد الحميد بن باديس باقتراح من الجمعية الشيخ الطيب العقبي بأن‬
‫يتولى اإلشراف على العمل الذي يجري في العاصمة وما جاورها؛ الشيخ البشير‬
‫اإلبراهيمي بأن يتولى العمل الذي يجري بالجهة الغربية من البالد انطالقا من‬
‫تلمسان؛ وأبقى قسنطينة وما جاورها تحت إشرافه شخصيا‪.‬‬

‫وهكذا تقاسم الثالثة العمل في القطر كله‪ .‬وتنفيذا لما تضمنه القانون األساسي‬
‫للجمعية تم إحداث فروع لها (شعب) في جهات مختلفة من القطر‪،‬‬

‫• السنة األولى تم تأسيس ‪ 22‬شعبة‪،‬‬


‫• ‪1936‬م كان عدد الشعب ‪ 33‬شعبة‪،‬‬
‫• ‪1938‬م فقد تطور العدد إلى ‪ 58‬شعبة‪،‬‬

‫واستمر هذا الجهد التعليمي واإلصالحي رغم العراقيل واالضطهاد الذي كان العلماء‬
‫والمعلمون عرضة له‪ ،‬ولكن المالحظة التي يجب تسجيلها هنا هي أن الشعب أقبل‬
‫على التعليم الحر بكيفية خارقة للعادة‪ ،‬لذلك انتشرت المدارس في جميع مدن الجزائر‬

‫‪21‬‬
‫وقراها‪ .‬وبعد مضي ست سنوات من عمر الجمعية‪ ،‬بادر اإلمام عبد الحميد بن‬
‫حر وشامل للجمعية وهو أشبه بميثاق أو دستور وضعه لتسير‬
‫باديس بوضع إطار ّ‬
‫على هديه الجمعية في نشاطها اإلصالحي والتعليمي‪ ،‬فحدد من خالل هذا اإلطار‬
‫ما أسماه «بدعوة جمعية العلماء وأصولها» ونشره في مجلة الشهاب العدد الرابع‪،‬‬
‫المجلد الثالث عشر في جوان ‪ 1937‬ثم طبع ووزع على العموم‪.‬‬

‫حرمت جمعية العلماء من استئناف نشاطها في الجزائر المستقلة‪ ،‬فقام نخبة من‬
‫بقايا الجمعية وتالميذها ومدرسيها بتأسيس جمعية القيم اإلسالمية‪ .‬عادت لنشاطها‬
‫تحت اسمها التاريخي بعد أحداث ‪ 5‬أكتوبر ‪ 1988‬في الجزائر‪.‬‬

‫نشاط جمعية العلماء في فرنسا‪:‬‬ ‫‪)7‬‬


‫لم تغفل الجمعية عن الجالية الجزائرية المقيمة بـفرنسا فأنشأت الجمعية‬
‫وزودتها بالعديد من الشيوخ والمعلمين فأرسل ابن باديس‬
‫عشرات من النوادي ّ‬
‫الشيخ سعيد صالحي مبعوثا إلى فرنسا سنة ‪1938‬م باإلضافة إلى العديد من‬
‫الشخصيات البارزة وعلى رأسها الشيخ الفضيل الورتيالني‪ ،‬وهذا للقيام بسلسلة‬
‫من المحاضرات في نوادي الجمعية بمختلف المدن الفرنسية‪ ،‬يتعلم فيها‬
‫أعضاء الجالية العربية ضروريات دينهم ودنياهم‪ ،‬ويتعلم فيها أبناؤهم اللغة‬
‫العربية تكلما وكتابة‪ ،‬ويتربون على الدين والوطنية‪.‬‬
‫مجالت الجمعية‪:‬‬ ‫‪)8‬‬
‫‪ -‬جريدة السنة النبوية المحمدية‪ :‬صدر أول عدد منها في الثامن من ذي‬
‫الحجة عام ‪1351‬هـ الموافق للعاشر من أفريل سنة ‪ 1933‬م أي بعد‬
‫سنتين من تأسيس الجمعية وما صدر منها إال ‪ 13‬عددا حتى أوقفتها‬
‫السلطات االستعمارية‪ ،‬فكان آخر عدد يوم ‪ 1‬ربيع األول سنة ‪ 1352‬هـ‬
‫الموافق لـ ‪ 03‬جويلية ‪ 1933‬م‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬جريدة الشريعة النبوية المحمدية‪ :‬طبع ّأول عدد منها يوم االثنين ‪24‬‬
‫األول ‪ 1352‬هـ الموافق لـ ‪ 17‬جويلية ‪ 1933‬م واستمرت حتى‬ ‫ربيع ّ‬
‫عددها السابع يوم اإلثنين ‪ 7‬جمادى األولى ‪ 1352‬هـ الموافق لـ ‪ 28‬أوت‬
‫‪ 1933‬م أين جاء قرار تعطيلها‪ ،‬قد واكبت هذه الجريدة بداية السنة الثالثة‬
‫األول منها الذي ُذكر‬
‫لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين كما ّبينه العدد ّ‬
‫فيه خطاب الرئيس في االجتماع العام الثالث لجمعية العلماء؛‬
‫‪ -‬جريدة الصراط السوي‪ :‬صدر أول عدد يوم اإلثنين ‪ 21‬جمادى األولى‬
‫عام ‪ 1352‬هـ الموافق لـ ‪ 11‬سبتمبر ‪ 1933‬م وصدر منها ‪ 17‬عددا‬
‫حتى ‪ 22‬رمضان ‪ 1352‬هـ الموافق لـ ‪ 8‬جانفي ‪1934‬م‪.‬‬
‫الجمعية طلبها‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬جريدة البصائر‪ :‬بعد توقيف جريدة الصراط السوي أعادت‬
‫الرخصة القانونية بإصدار جريدة تكون لسان حالها‪ .‬وبعد مدة ليست‬
‫بالقصيرة أذنت لها اإلدارة االستعمارية بإصدار جريدة «البصائر»‪ ،‬وذلك‬
‫في ‪ 01‬شوال ‪ 1354‬هـ الموافق لـ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1935‬م وقد أشرف عليها‬
‫الشيخ الطيب العقبي من أول عدد لها ‪ 27‬سبتمبر ‪ 1935‬م إلى العدد‬
‫ّ‬
‫‪ 83‬الصادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1937‬م‪ ،‬حين تحولت إدارة تحريرها من‬
‫الشيخ‬
‫لجمعية العلمـاء ّ‬
‫ّ‬ ‫العـاصمة إلى قسنطينة‪ ،‬وعين المجلس اإلداري‬
‫للشيخ العقبي إلى أن توقفت بسبب‬
‫مبارك الميلي مدي ار ومحر ار لها خلفا ّ‬
‫الحرب عند العدد ‪ 180‬الصادر في ‪ 25‬أوت ‪ 1939‬م‪ .‬وتعد جريدة‬
‫الشيخ ابن باديس‬
‫البصائر الجريدة الوحيدة التي بقيت تصدر بعد وفاة ّ‬
‫(من بين الجرائد التي أشرف على إصدارها) حيث عادت إلى الصدور‬
‫بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية من عام ‪ 1947‬م إلى غاية ‪ 1956‬م‪،‬‬
‫الشيخ محمد البشير اإلبراهيمي‪ ،‬وقد‬
‫الجمعية الثاني ّ‬
‫ّ‬ ‫بإشراف وإدارة رئيس‬
‫بدأ صدورها يوم ‪ 25‬جويلية ‪ 1947‬م‪ ،‬ولكنها لم تلبث أن توقفت عن‬

‫‪23‬‬
‫الصدور مجددا من طرف المشرفين عليها سنة ‪ 1956‬م‪ ،‬بسبب احتدام‬
‫الثورة التحريرية وتأزم األوضاع‪.‬‬
‫لم تكتف جمعية العلماء بدورها التربوي والتعليمي داخل‬ ‫‪ )9‬جهود الجمعية‪:‬‬
‫الوطن فحسب‪ ،‬بل امتدت جهودها إلى فرنسا لمرافقة أبناء المهاجرين‬
‫الجزائريين هناك‪ .‬وخصت الجمعية المرأة بأهمية خاصة في برامجها‪ ،‬فبرمجت‬
‫للنساء دروسا عبر المساجد‪ ،‬وشجعت على كسر العراقيل التي كانت تقف‬
‫أمام تعليم المرأة وتكوينها‪ .‬وباإلضافة إلى جهودها في مجال التربية والتعليم‪،‬‬
‫عرف عن الجمعية سعيها لمقاومة سياسة التّجنيس‪ ،‬حيث أصدرت فتوى‬
‫بتكفير من يتجنس بالجنسية الفرنسية‪ ،‬ويتخلى عن أحكام الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫وجاء ذلك ردا على دعوات أطلقها بعض الجزائريين الذين درسوا في مدارس‬
‫االستعمار الفرنسي‪ .‬وأنشأت الجمعية عددا من الصحف لنشر مبادئها ومتابعة‬
‫أوضاع البالد خالل الفترة التي تلت تأسيسها‪ ،‬ومن بين تلك الصحف جريدة‬
‫السوي‪ ،‬ثم جريدة‬
‫السنة النبوية وجريدة الشريعة المحمدية وجريدة الصراط ّ‬‫ّ‬
‫البصائر التي ال تزال تصدر حتى اليوم‪ .‬وقد تولى رئاسة الجمعية عبد الحميد‬
‫بن باديس ثم البشير اإلبراهيمي وأحمد حماني وعلي مغربي وعبد الرحمن‬
‫شيبان وعبد الرزاق قسوم‪.‬‬

‫‪24‬‬
25

You might also like