في احد الغابات كان هناك مجموعة من الرجال مفتولين العضالت
قويين البنية يستعدون لقطع األشجار و اسقاطها ارضا ً لم يذكر أحد
هؤالء الثمار الشهية التي تخرج من هذه الشجر لم يذكر أحد منهم انه احتمى تحت ظلها في يوم مشمس ولم ينظر أحد لكي يتأمل جمالها قليالً وينظر الى اعماق اعماقها ويشعر بالحب الصادر منها إليهم اخرجوا بنادق الصيد و أوقعوا العصافير واحد تلو االخر صمت غناء الحب وحل العزاء ولم يدرك اي واحداً منهم ذلك بل صاحوا مزهوين بين هرج ومرج بكلمات النصر وأخذوا في تحضير الغنيمة التي ظفروا بها من اجل ان تكون وجبة الغداء لهذا اليوم دون ان يذكر احداً منهم زقزقة هذا الطائر في ايام الربيع وجماله وهو يحلق في رحاب السماء وطرقه على النوافذ كل صباح ليبشرهم بحلول يوم جديد أشعلوا النار وطبخوا الطيور و امتألت بطونهم واحتموا في النهر الجاري وغسلوا ما معهم من عدة ملوثة فيه واخيراً قرروا العودة الى منازلهم فإذا بهم يتركون األوساخ التي خلفوها و النار التي اظلموها حتى اشتعلت كل الغابة واحترق كل ما بها قتلوا الطبيعة والحيوان وظنوا انهم اعظم المخلوقات على االرض ولم يعلموا ان الكون يسري في نظام محكم كان االنسان عديم الرحمة مع األم االرض ولذلك لم تعطف االرض بعد ذلك على ايا ً منهم عندما حدث الزلزال الذي أوقع بالبالد فيما قبل كانت الطبيعة تحتضنهم بكل حب وتعطف وتحن وتكرم وتهب اال انهم لم يقدروا ذلك االحتواء قط بل استمروا على ما عهدوا من اذى لم ينفكوا عن النيل من كل ما هو نابض بالجمال كانوا يتسارعون في ما بينهم على قتل طاقة الحياة لذلك عوقبوا على ما فعلوا وخرجوا من جنة األرض