Professional Documents
Culture Documents
دراسة على كتاب الإحكام -WPS Office
دراسة على كتاب الإحكام -WPS Office
) ٢أهمية الكتاب
يعتبر هذا الكتاب من الكتب المهمة ،وذلك لكون مؤلفه -رحمه هللا تع الى -مجته د ل ه العدي د
من اآلراء والتفردات عن بقية العلماء ،وتوسع في هذا الكتاب بما فيه الغنية والكفاية.
) ٣سبب التأليف
ذكر المؤلف في مقدمة كتابه أن سبب تأليفه أنه كتب م ؤلفيِن في علم أص ول الفق ه ،وأن ه أراد
بهذا التأليف استيفاء جميع األحك ام األص ولية بعي دا عن فض ول المس ائل حيث ق ال " :فكتبن++ا
االس تدالل جمل ة وأن واع كتابنا المرسوم بكت++اب التق++ريب وتكلمنا في ه على كيفي ة
البرهان الذي به يستبين الح ق من الباط ل في ك ل مطل وب وخلص ناها مم ا يظن أن ه بره ان
وليس ببرهان وبينا كل ذلك بيانا سهال ال إشكال في ه ورجون ا ب ذلك األج ر من هللا ع ز وج ل
فكان ذلك الكتاب أصال لمعرفة عالمات الحق من الباطل وكتبنا أيضا كتابنا المرسوم بالفصل
فبينا فيه صواب ما اختلف الناس فيه من الملل والنحل بالبراهين ال تي أثبتن ا جمله ا في كت اب
التقريب ولم ندع بتوفيق هللا عز وجل لنا للشك في شيء من ذل ك مس اغا والحم د هلل كث يرا ثم
جمعنا كتابنا هذا وقصدنا فيه بيان الجمل في مراد هللا عز وج ل من ا فيم ا كلفن اه من العب ادات
والحكم بين الناس بالبراهين التي أحكمناها في الكتاب المذكور آنفا وجعلنا ه++ذا الكت++اب بتأيي++د
خالقن++ا ع++ز وج++ل لن++ا موعب++ا للحكم فيم++ا اختل++ف في++ه الن++اس من أص++ول األحك++ام في الديان++ة
مستوفى مستقصى محذوف الفض++ول محكم الفص++ول راجين أن ينفعن ا هللا ع ز وج ل ب ه ي وم
فقرنا إلى ما يثقل به ميزاننا من الحسنات وأن ينفع به تع الى من يش اء من خلق ه فيض رب لن ا
في ذلك بقسط ويتفضل علينا منه بحظ فهو الذي ال يخيب رجاء من قص ده بأمل ه وه و الق ادر
على كل شيء ال إله إال هو " .
1
1
طريق ة المؤل ف في ع رض الخالف من خالل النم وذج أن ه ي ذكر أوال ال رأي ال ذي يعتم ده،
ويذكر حجته ،ثم يذكر الرأي المخالف ،ويقوم بالرد عليه وبل ويشنع عليه.
مثاله " :الباب الرابع والعشرون وهو باب الحكم بأقل ما قيل ،قال أبو محمد رحمه هللا :ادعى
قوم أن هذا أيضا نوع من أنواع اإلجماع صحيح ال شك فيه وقالوا ألنه قد صح إلزام هللا ع ز
وجل لنا إتباع اإلجم اع والنص وح رم علين ا الق ول بال بره ان ف إذا اختل ف الن اس في ش يء
فأوجب قوم فيه مقدارا ما وذلك نح و النفق ات واألروش وال ديات وبعض الزك وات وم ا أش به
ذلك وأوجب آخرون أكثر من ذلك واختلفوا فيما زاد على ذلك فاإلجماع فرض علين ا أن نأخ ذ
به وأما الزيادة فدعوى من موجبها إن أقام على وجوبها برهانا من النص أخذنا به والتزمناه ا
وإن لم يأت عليها بنص فقوله مطرح وهو مبط ل عن د هللا ع ز وج ل بيقين ال ش ك في ه ونحن
محقون في األخذ بأقل ما قيل عند هللا عز وجل بيقين ألنه أمر مجتمع عليه...
ومنهم من قال بل نأخذ بأكثر ما قيل ألنه ال يخ رج من لزم ه ف رض عم ا لزم ه إال بيقين وال
يقين إال بعد أن يستوعب كل ما قيل قال أبو محمد وهذا باطل ألنه ص ار به ذا الق ول قافي ا م ا
ليس له به علم ومثبتا حكما بال برهان وهذا حرام بنص القرآن وإجماع األمة وك ل من خالفن ا
في هذا األصل فإنه يتناقض ضرورة ويرجع إلى القول به أال ترى أننا اتفقنا كلنا على إيج اب
خمس صلوات وادعى قوم أن الوتر فرض فوجب االنقياد لما اجتمعوا عليه وترك م ا اختلف وا
فيه إال أن يأتوا بدليل على ما زادوا وكذلك اتفقنا على أن في خمسين من البقر بقرة وق ال ق وم
في كل خمس بقرات شاة وق ال ق وم في الثالثين ت بيع وفي األربعين وق ال ق وم فيم ا زاد على
األربعين بحساب ذلك بجزء من بقرة فوجب األخذ بما اتفقوا عليه وترك ما اختلف وا في ه إذا لم
يأتوا بدليل على ما ادع وا من ذل ك ووجب أن يل زم أح دا إال البق رة في خمس ين وهي المتف ق
عليه منهم ومن غيرهم ال ما زاد في إيجاب الغرامة في ذلك.
ثم نقول لمن خالفنا في هذا األصل أرأيت إن اجتمع الناس على مق دار م ا ثم ق ال ق وم بأزي د
منه ولم يأتوا على صحة قولهم بدليل هل لك بد من ثالثة أوجه ال راب ع له ا إم ا أن تق ول بم ا
أجمعوا عليه وبترك ما اختلفوا فيه وهو قولنا هذا الذي خالفتنا في ه أو تأخ ذ ب أكثر م ا قي ل بال
دليل فتصير قافيا ما ليس لك به علم ومثبتا حكما بال برهان فهذا حرام بنص الق رآن وبإجم اع
األمة لم يقل به أحد ويصير قائله منتهكا إما عرضا حراما وإما ماال حراما وإما موجبا ش رعا
لم يأذن به هللا تع الى وك ل ذل ك ح رام ال يح ل أص ال وإم++ا أن ي++ترك ه++ذين الق++ولين فيف++ارق
اإلجماع جملة ويأتي أيضا بقول لم يقله أحد " .
2
2
المرجع السابق ،ج ٥ص . ٥٢ ، ٥١ ، ٥٠
2
) ٥طريقة عرضه للدليل
من خالل النموذج يتضح لي أن طريقة المؤلف في عرض الدليل أن ه أوال رأي ه ال ذي يعتم ده
ويذكر دليله ،ثم يذكر اآلراء اآلخرى ودليلها ويرد عليها.
مثال ذلك " :الباب الرابع والعشرون وهو باب الحكم بأقل ما قيل ،قال أب++و محم++د رحم++ه هللا:
ادعى قوم أن هذا أيضا نوع من أنواع اإلجماع صحيح ال شك فيه وقالوا ألنه ق+د ص+ح إل+زام
هللا عز وجل لنا إتباع اإلجماع والنص وحرم علينا القول بال برهان فإذا اختل++ف الن++اس في
شيء فأوجب قوم فيه مقدارا ما وذلك نحو النفقات واألروش وال+ديات وبعض الزك+وات وم++ا
أشبه ذلك وأوجب آخرون أكثر من ذلك واختلفوا فيما زاد على ذلك فاإلجماع فرض علينا أن
نأخذ به وأما الزي++ادة ف++دعوى من موجبه++ا إن أقام على وجوبه ا برهان ا من النص أخ ذنا ب ه
والتزمناها وإن لم يأت عليها بنص فقوله مطرح وهو مبط ل عن د هللا ع ز وج ل بيقين ال ش ك
فيه ونحن محقون في األخذ بأقل ما قيل عند هللا عز وجل بيقين ألنه أمر مجتمع عليه...
ومنهم من قال بل نأخذ بأكثر ما قيل ألنه ال يخ+رج من لزم+ه ف+رض عم+ا لزم+ه إال بيقين وال
يقين إال بعد أن يستوعب كل ما قيل قال أبو محمد وهذا باطل ألنه صار به ذا الق ول قافي ا م ا
ليس له به علم ومثبتا حكما بال برهان وهذا حرام بنص القرآن وإجماع األمة وك ل من خالفن ا
في هذا األصل فإنه يتناقض ضرورة ويرجع إلى القول به أال ترى أننا اتفقنا كلنا على إيج اب
خمس صلوات وادعى قوم أن الوتر فرض فوجب االنقياد لما اجتمعوا عليه وترك م ا اختلف وا
فيه إال أن يأتوا بدليل على ما زادوا وكذلك اتفقنا على أن في خمسين من البقر بقرة وق ال ق وم
في كل خمس بقرات شاة وق ال ق وم في الثالثين ت بيع وفي األربعين وق ال ق وم فيم ا زاد على
األربعين بحساب ذلك بجزء من بقرة فوجب األخذ بما اتفقوا عليه وترك ما اختلف وا في ه إذا لم
يأتوا بدليل على ما ادع وا من ذل ك ووجب أن يل زم أح دا إال البق رة في خمس ين وهي المتف ق
عليه منهم ومن غيرهم ال ما زاد في إيجاب الغرامة في ذلك.
ثم نقول لمن خالفنا في هذا األصل أرأيت إن اجتمع الناس على مقدار م++ا ثم قال ق وم بأزي د
منه ولم يأتوا على صحة قولهم بدليل هل لك بد من ثالثة أوجه ال راب ع له ا إم ا أن تق ول بم ا
أجمعوا عليه وبترك ما اختلفوا فيه وهو قولنا هذا الذي خالفتنا في ه أو تأخ ذ ب أكثر م ا قي ل بال
دليل فتصير قافيا ما ليس لك به علم ومثبتا حكما بال برهان فهذا حرام بنص الق رآن وبإجم اع
األمة لم يقل به أحد ويصير قائله منتهكا إما عرضا حراما وإما ماال حراما وإما موجبا ش رعا
لم يأذن به هللا تعالى وكل ذلك حرام ال يحل أصال وإما أن يترك هذين القولين فيفارق اإلجماع
جملة ويأتي أيضا بقول لم يقله أحد " .
3
3
المرجع السابق ،والصفحة السابقة.
3
) ٦معرض ذكره للمسائل الفروعيه
من خالل النموذج يظهر لي أن المؤلف يذكر المسائل الفرعي ة أثن اء ذك ره لل دليل وأثن اء رده
لآلراء األخرى.
مثال ذلك (( :وكذلك اتفقنا على أن في خمسين من البقر بقرة ،وقال قوم في ك ل خمس بق رات
شاه ،وقال قوم في الثالثين تبيع وفي األربعين ،وقال قوم فيما زاد على األربعين بحساب ذل ك
بجزء من بقرة فوجب األخذ بما اتفقوا عليه وترك م ا اختلف وا في ه إذا لم ي أتوا ب دليل على م ا
ادعوا من ذلك ووجب أن يلزم أحدا إال البقرة في خمسين وهي المتفق عليه منهم ومن غ يرهم
ال ما زاد في إيجاب الغرامة في ذلك )) .
4
4
المرجع السابق ،ص . ٥١
4