You are on page 1of 4

‫نبذة من حياة بدر الملة والدين‬

‫هو العالم النحرير النبيل المربي الصالح الكبير العالمة‬


‫الهمام بدر الملة والدين بدر الدين احمد القادري‬
‫الرضوي عليه الرحمة و الرضوان‬
‫کان كريم المحتد نسیج وحده غرة من العلماء فقيها‬
‫عظيمًا محققا بارعا له صلة قلبية خاصة بإمام أهل السنة‬
‫احمد رضا رضي هللا عنه و مسلكه و حب عميق و رباط‬
‫الوثيق بهما‬
‫أبصر النور سنة ‪‍١٣٣٦‬ه المصادف ‪١٩٢٩‬م في قرية‬
‫"حميد فور" من أعمال "كورك فور" للوالية الشمالية‬
‫"اترابرديش" الهند و ينتهي نسبه الى سيدنا امير‬
‫المؤمنين ابي بكر الصديق رضي هللا عنه‬
‫كان والده "عاشق علي" رحمه هللا رجال متدينا متواضعا‬
‫و حسن الخلق من أبرز أوصافه أنه كان أشد اعتناء‬
‫بإكرام العلماء الكرام‬
‫نشأ بدر الملة في أسرة دينية و ترعرع في بيئة صالحة‬
‫نقية‬
‫تلقي دراسته االبتدائية في مدرسة دينية في قرية "شاه‬
‫"فور‬
‫ثم دخل في المدرسة انوار العلوم ب "جين " هنالك‬
‫عكف علي دراسة الكتب المتوسطة ثم التحق بدار العلوم‬
‫اشرفية بمبارك فور و أنكب هناك علي دراسة الكتب‬
‫المتداولة بعلو الهمة هذه حقيقة ال ريب فيها أنه كان‬
‫وسيع النظر رحب الصدر في العلم و الدراسة وال زال‬
‫بدر الملة يقتبس فيها العلم من العلماء الذين يفوقون‬
‫أقرانهم و اخذ منهم حظا وافرا حتى تخرج منها بإمتياز‬
‫و حصل الشهادة علي أيدي العلماء األجلة‬
‫بعد التخرج منها انخرط في سلك التدريس و تم تعيينه‬
‫كأستاذ فيها و درس فيها سنتين ثم هكذا يودي خدمات‬
‫التدريس في مدارس مختلفة حوالي أربع سنين‬
‫لكنه رحمه هللا أمضي معظم حياته كرئیس المدرس‪LL‬ین في‬
‫دار العل‪LL‬وم فيض الرس‪LL‬ول ب‪LL‬براؤن الش‪LL‬ريفة ال‪LL‬تي ك‪LL‬انت‬
‫تحت رعاية شعيب األولي‪LL‬اء ي‪LL‬ار علي لق‪LL‬د رض‪LL‬ي الم‪LL‬ولي‬
‫عنه فلما اتاها و تولي المنص‪L‬ب فب‪L‬ذل قص‪L‬اري جه‪LL‬ده في‬
‫التعليم و التربية و خدم لها خدم‪LL‬ة جليل‪LL‬ة عظيم‪LL‬ة ح‪LL‬والي‬
‫عشرين سنة و لعب دورا هاما فی تنميتها و التزال تزداد‬
‫رقعته‪LL‬ا تحت رئاس‪LL‬ته يوم‪LL‬ا فيوم‪LL‬ا ح‪LL‬تي ص‪LL‬ارت فيض‬
‫الرس‪LL‬ول بين الم‪LL‬درس واس‪LL‬طة عق‪LL‬دهها لك‪LL‬ون اعتناءه‪LL‬ا‬
‫لتربي‪LL‬ة الطالب أش‪LL‬د االهتم‪LL‬ام ب‪LL‬التعليم له‪LL‬ذا ك‪LL‬ان ش‪LL‬عيب‬
‫األولياء يحبه و يعتم‪LL‬د علي علم‪LL‬ه و فض‪LL‬له و تبح‪LL‬ره في‬
‫العلوم كان يق‪LL‬ول "إن‪LL‬ه روح فيض الرس‪LL‬ول" م‪LL‬ادام ب‪LL‬در‬
‫المل‪LLL‬ة في فيض الرس‪LLL‬ول ك‪LLL‬ان عض‪LLL‬ده األيمن لش‪LLL‬عيب‬
‫األولي‪LL‬اء ثم تن‪LL‬ازل يوم‪LL‬ا عن وظيفت‪LL‬ه آن‪LL‬ذاك ك‪LL‬انت س‪LL‬نة‬
‫‪‍١٣٩٤‬ه‬
‫م‪LL‬رت ف‪LL‬ترة امت‪LL‬دت أش‪LL‬هرا بع‪LL‬د اس‪LL‬تقالته من الوظيف‪LL‬ة إذ‬
‫استغاث بخدمته مسئولو المدرسة الغوثية فيض العلوم ب‬
‫برهيا فاجاب بدعوتهم و أتاها و تشرف بمنصب الرئاس‪LL‬ة‬
‫فيها و ظل مشغوال هناك بالخدمات الدينية و نشر العقائد‬
‫االسالمية الصافية حتي الرمق األخير‬
‫ان بدر الملة والدين رحمه هللا قد أكرمه اإلمام ابن اإلم‪LL‬ام‬
‫المفتي األعظم رضي هللا عن‪LL‬ه باإلج‪LL‬ازة و الخالف‪LL‬ة و ن‪LL‬ال‬
‫شرف البيعة علي يديه المباركة‬
‫قد انجب اربع اوالد منهم االثن‪LL‬ان ط‪LL‬ار ص‪LL‬يتهما في البالد‬
‫أما األكبر اسمه العالمة الهمام المفتي جم‪LL‬ال ال‪LL‬دين احم‪LL‬د‬
‫الق‪LL‬ادري فإن‪LL‬ه خطيب ب‪LL‬ارع ج‪LL‬دير ب‪LL‬أن يتخ‪LL‬د مث‪LL‬اال في‬
‫الخطاب‪LL‬ة و ام‪LL‬ا األص‪LL‬غر اس‪LL‬مه عبق‪LL‬ري العص‪LL‬ر العالم‪LL‬ة‬
‫المفتي نوراني شاه البدري فإنه شخص‪LL‬ية ذو جه‪LL‬ات ل‪LL‬ه‬
‫قدم راسخة في اللغة العربية وعلومها أن كتاب‪LL‬ه "عظم‪LL‬ة‬
‫الرسول تتجلي في القرآن والسنة" كت‪LL‬اب فري‪LL‬د لم ينس‪LL‬ج‬
‫علي منواله في موضوعه‬
‫قام بدر الملة و الدين في حياته بمآثر باهرة عظيمة و و‬
‫ادي الخدمات العظيمة للمسلك و الملة و كانت حياته كلها‬
‫عبارة عن ابتغاء مرضاة هللا و رسوله و بذل كل ما في‬
‫وسعه في خدمة الدين من ميزاته أنه كلما رأي في رجل‬
‫أعماله و معتقداته شيئا نبهه علي ذالك بالفور و‬
‫أصلحه بالحكمة و الموعظة الحسنة و ال يخاف فيه لومة‬
‫الئم و هكذا ال زال يسعي في إبطال الخرافات التي عمت‬
‫بين المجتمع اإلسالمي النزيه سلك و التزم طريق األكابر‬
‫الصالحين في ابطال الباطل و الرد علي المبتدعين و كان‬
‫شعاره "الحب في هللا و البعض في هللا" ال شأن له‬
‫بأمور الدنيا إال ما ينفعه في اآلخرة‬
‫ان بدر الملة رحمه هللا له حسن الملكة في مجال‬
‫التدريس و التصنيف الف كتبا نالت كلها حسن القبول‬
‫لما بدأ سلسلة تأليف الكتب المدرسية باالردية فقد ظهر‬
‫أول كتاب فيها بعنوان "جواهر المنطق" ثم الف‬
‫فيض االدب" و "تلخيص اإلعراب" و صّن ف كتابًا "‬
‫مهذبا بإسم "تعمير أدب" في ستة اجزاء الطفال الكّت اب‬
‫و الحاجة الماسة إلى كتب تحتوي على تعاليم صافيه‬
‫للطالب الناشئين ألن كتب المتطرفين متداولة في‬
‫المدارس و المعاهد آنذاك انه كتاب رائج جدا حتي أدخله‬
‫أهل العلم في مقررات المدارس اإلسالمية‬
‫ألف كتابه المشهور "سوانح اعليحضرت" ظهر هذا‬
‫الكتاب عام ‪‍١٣٨٣‬ه الذي يعد من أهم و ابرز الكتب‬
‫المؤلفة في هذا الباب و هكذا له مقاالت عديدة في‬
‫موضوعات شتي و أعطي هللا تعالى كتبه كلها حسن‬
‫القبول في أوساط العلم و األدب‬
‫قد انتقل رحمه هللا الي جوار ربه في سبع خلون من‬
‫رمضان سنة ‪‍١٤١٢‬ه شيعت جنازته المباركة بجمع‬
‫عظيم و تشاركت نحالت كثيرة فيها كانت علي رؤس‬
‫الناس كالظلة ظنوا أنه واقع بهم لكنها بعد الجنازة عادت‬
‫كما جاءت و لم تضر أحدا‪،‬‬
‫غالم معين الدين‬

You might also like