Professional Documents
Culture Documents
1672150213132 أولا
1672150213132 أولا
إن الش هر العق اري ه و مجموع ة من القواع د واإلج راءات ال تي ته دف إلى تث بيت ملكي ة عق ار أو حق وق عيني ة
عقارية لشخص معين أو ألشخاص معينين اتجاه الغير.
فمن شأن هذه القواعد واإلجراءات تنظيم شهر حق الملكية أو الحقوق العينية العقارية األخرى الواردة عليها في
سجالت معدة إلطالع الكافة.
بحيث وفقا لهذا النظام يتم مسك سجل خاص لدى مصلحة الشهر وتخصص فيه صفحة أو أكثر لكل عقار تدون
فيه كل التصرفات التي ترد عليه مع تحديد موقعه،مساحته،رقمه وحدوده،ويسمى العقار المعني بالوحدة العقارية وتعتبر
البطاقة المخصصة له بمثابة بطاقة تعريف له ويسمى هذا السجل في التشريع الجزائري بمجموعة البطاقات العقارية.
فمن أراد اإلطالع على حال ة العق ار ومعرف ة الحق وق وااللتزام ات واالرتفاق ات ال تي تثقل ه بإمكان ه أن يطلب ه ذه
المعلومات من مصلحة الشهر.
ويتميز نظام الشهر العيني بأّن كل الحقوق العينية الواردة على العقار ال تكتسب وال تنتقل فيه إال بالشهر سواء
ك انت حقوق عيني ة أص لية (حق الملكي ة،ح ق االنتف اع،ح ق االرتفاق،حق االس تعمال والس كنى) أو تبعي ة (الرهن الرس مي
والحيازي،حق التخصيص،حقوق االمتياز )،وأيا كان سبب اكتسابها.
-1المفاعيل القانونية للشهر:
أوال-المفعول اإلنشائي للشهر:
في أقل من شهر بين صدور القانون رقم 75/58المؤرخ في 1975-09-26المتضمن القانون المدني واألمر
74-75المؤرخ في 12/11/1975المتضمن مسح األراضي العام وتأسيس السجل العقاري،تم التناغم الّت ام بين أحكام
الق انون الم دني في الم واد 165و 793من ه وبين أحك ام الم واد 16-15من ق انون الش هر أو الس جل العق اري،بحيث
جعلت إنشاء الحق العيني أو تعديله أو نقله وترتيب مفعوله اتجاه الغير يكون بالشهر وحده وهذا ما جاء في المادة 165
من الق انون الم دني الجزائ ري ال تي نص ت على م ا يلي (:االل تزام بنق ل الملكي ة أو أي ح ق عي ني آخ ر من ش أنه أن ينق ل
بحكم القانون الملكية والحق العيني،إذا كان محل االلتزام شيئا معينا بالذات يملكه الملتزم وذلك مراعاة لألحكام المتعلقة
باإلشهار العقاري )،فنفس المبدأ استقرت عليه المادة 793ق.م وكذا أحكام المادة 16من األمر .74-75
فإذا كانت الملكية في السابق تنتقل بمجرد العقد وكانت نتيجة الزمة للبيع الصحيح فأصبحت اليوم متراخية إلى
ما بعد الشهرما عدا نقل الملكية عن طريق الوفاة فإنه يسري مفعولها من يوم الوفاة ألصحاب الحقوق العينية وهو ما
نص ت علي ه الم ادة 15من األم ر ،75-74بحيث جعلت ه ذه الم ادة أن انتق ال الحق وق للورث ة والموص ى لهم عن طري ق
الوفاة هو نقل طبيعي لوعاء التركة وحيث جاء في نص المادة 91من المرسوم رقم 76/63أن إثبات نقل هذه الملكية
يتم عن طريق الشهادة التوثيقية.
فالشهر هو مصدر الحق العيني وبالتالي البد من التفريق بين التصرف وبين الشهر،فلم يعد التصرف أو سببه
القانوني الذي ينشأ به هو الذي يرتب األثر المنشئ وإ نما ذلك يتم بالشهر وحده وذلك عكس ما ذهبت إليه قوانين بعض
الدول التي اعتبرت أن التصرف هو مصدر الحق العيني.
ثانيا-مفعول الشهر اتجاه الغير:
نصت المادة 15من األمر (: 74-75كل حق الملكية وكل حق عيني آخر يتعلق بالعقار ال وجود له بالنسبة
للغير إال من تاريخ إشهاره في مجموعة البطاقات العقارية).
يستخلص من هذه المادة أن المشرع الذي أخذ بنظام الشهر العيني لم يعترف بغير الشهر لإلدعاء بالملكية في
الحقوق العينية ،فإذا ما تم إشهارها فإنها تسري في مواجهة الكافة،بحيث كل من يتعامل معهم هو في مأمن تام.
المحور الثاني:مدى األخذ بنظام الشهر العيني.
سنبين في هذا الفرع المبادئ التي يقوم عليها الشهر العيني ونقارنها بما جاء به المشرع الجزائري في األم ر رقم
75/74والمرسومين التنفيذيين له 62-76و .63-76
وبالتالي فمن خالل هذه المادة نستنتج أن المشرع قد أخذ بمبدأ تخصيص لكل وحدة عقارية بطاقة عقارية.
فإذا ما تّم التأكد من صحة المحررات الواجبة الشهر يّتم شهرها والعكس إذا ما ثبت عيب فيها امتنع عن شهرها
طبقا ألحكام المواد 61،66،100إلى المادة 108من المرسوم 76/63سالف الذكر.
لق د منح المحاف ظ العق اري س لطة واس عة بم وجب الم ادتين 33و 51من نفس المرس وم،س لطة التص حيح التلق ائي
لألخط اء ال تي تش وب إج راءات الش هر وت رقيم العق ارات الممس وحة ح تى تس ليم ال دفاتر العقاري ة وتص حيحها أو
إتالفها،وهكذا يكون المشرع قد أخذ بمبدأ الشرعية وذلك بشهر الحقوق المشروعة واستبعاد الحقوق المشكوك فيها مما
يضمن الّثقة في المعامالت واستقرارها.
-4مدى أخذ المشرع بمبدأ القوة الثبوتية للشهر واألثر الطهر له:
إن الش هر العي ني يعت بر الض امن الق انوني المطل ق للعملي ات القانوني ة باعتب اره يخض ع للّتحري ات الدقيق ة والس ابقة
لكل الوثائق المثبتة للملكية العقارية،فكل شخص يريد امتالك عقار ما يكون في مأمن من كل مفاجآت من ناحية إمكانية
تغير مالك العقار.
إن هذا النظام يقوم على مبدأ القوة الثبوتية المطلقة،بحيث التصرفات التي تشهر تعد قرينة على الملكية وتسري
في مواجهة الكافة فهي تطهر الملكية من كل العيوب ،حيث نجد أن الحق العيني الذي نشأ ال يتأثر بالعيوب التي كانت قد
شابت التصرف من بطالن أو عدم نفاذ وبالتالي فهو يعد عنوانا للحقيقة ال يمكن إثبات عكسها إال إذا شاب قرار القيد أو
الشهر نفسه عيب.
ففي نظام الشهر العيني وحفاظا على استقرار المعامالت والمراكز القانونية،فالشهر يطهر التصرف من العيوب
وبالت الي ال يمكن الطعن في ه م ادام ق د تّم ش هره ال ب دعوى الفس خ أو البطالن وال يبقى للمتض رر إال التع ويض الس تحالة
استرداد حقه عينا ،فالشخص الذي تم قيد حقه في السجل العقاري هو صاحب الحق من الناحية القانونية حتى وإ ن خالف
الواق ع الق انوني،وبالت الي فللش هر ق وة ثبوتي ة مطلق ة فال يك ون للقاض ي أي س لطة في إبط ال الحق وق المش هرة ومن ه فه ل
المشرع الجزائري وحفاظا على استقرار المعامالت قد أخذ بهذا المبدأ التطهيري للشهر أو أخذ بقواعد العدالة التي تسعى
لعدم إهدار حقوق المالك الحقيقي،وهل الشهر يحصن العقد؟
إن المشرع من خالل النصوص القانونية قد أجاز الطعن في الحقوق المشهرة والترقيمات المؤقتة والنهائية وذلك
بعد ظهور المالك الحقيقي أما في مرحلة الترقيمات بعد إيداع وثائق المسح وعندما ال يظهر المالك أثناء عملية المسح
وال يب دي أي اع تراض عن النت ائج المتوص ل إليه ا من ط رف ف رق المس ح فإن ه يتم تس جيل العق ار باس م الغ ير ويس تمر
غيابه حتى بعد إيداع الوثائق المسحية لدى المحافظة العقارية وفي هذه المرحلة يمكن للمالك طبقا للمادة 13و 14من
المرس وم 63-76خالل م دة 04أش هر أو س نتين حس ب طبيع ة ال ترقيم،أن يق دم احتج اج إلى المحاف ظ العق اري وإ لى
الخصم.
أما بالنسبة للترقيم النهائي والذي ينتج عنه تسليم الدفتر العقاري فقد أجاز المشرع الطعن فيه أمام القضاء ولكن
دون أجل مسقط للدعوى ،فقط البد من مراعاة انقضاء اآلجال بالتقادم المكسب الذي يحصن الشهر من المنازعة والطعن
وهذا ما أكدته المادة 85من المرسوم 63_76حث أجازت الطعن في الحقوق المشهرة سواء بدعوى الفسخ،اإلبطال أو
اإللغاء أو النقض أمام القضاء وذلك في أي وقت إلى غاية آجال سقوط الحق العيني لمدة 15سنة.
وبالت الي فق د أعطى الق انون إمكاني ة الطعن في التص رفات المش هرة رغم الق ول ب أن ه ذه التص رفات هي عق ود
موثق ة باإلض افة إلى أنه ا مش هرة مم ا يعطيه ا مركز ق انوني معين ال يمكن المس اس ب ه،ومن ه فحجي ة ه ذه التص رفات هي
حجية نسبية وليست مطلقة،
فشهر الحق ليس سندا قطعيا على الملكية بل يمكن إثبات عكس ذلك وهذا ال يعني إهدار للحق المشهر بل هو
إه دار لح ق مع ارض ق ائم على أس اس ق انوني ص حيح ،فق د أج از الق انون الطعن في الح ق المش هر ول و ك ان ص احبه ق د
تحصل على الدفتر العقاري،وبالتالي وفقا لهذا فقابلية ال دفاتر العقاري ة والترقيم ات النهائي ة والعق ود المش هرة للطعن س واء
باإللغ اء أو الفس خ أو النقض طبق ا ألحك ام الم واد 16و 85من المرس وم 76/63من ش أنه أن يجع ل مب دأ الق وة الثبوتي ة
للشهر معرضة لالهتزاز ،وهذا له أثر سيء على ضمان االئتمان واألمن واالستقرار القانوني للمراكز ومن أهمية الشهر
العيني ومصداقيته.