You are on page 1of 42

‫ت إِ ْش َراؼ نَِيػافَةُ ْاْل ْنَبا إِ ْسطفَ ُانػػوس‬ ‫تَ ْح ُ‬

‫ػؼ بِػ ػ َػب ػ ػػا َوا ْلفَ ْش ػ ػ ػ ػػف َو َس ُم ْسػ ػ ػ َ‬


‫طػ ػ ػ ػػا‬ ‫َسقُ ػ ػ ْ‬
‫أْ‬

‫َج َع َل األ ََب ِد َّي َة ِفي َق ْم ِب ِهِم‬


‫(جا ‪)11 : 3‬‬

‫س ِبي‬ ‫ط ِة ِل ُبمُوِغ َحالَة ا ْل َكم ِ‬


‫ال ِّ‬
‫الن ْ‬ ‫َّة وا ْل َب ِسي َ‬
‫يحي ا ْلمتَ َدِّرج ِة وا ْلعممِي ِ‬
‫ات ا ْلم ِس ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫َخطَ َو ُ َ‬
‫اعداد‬
‫ِ‬
‫ب َم َك ِاري ْاْل َْنَبا َم َك ْارُي ْ‬
‫وس‬ ‫ا َّلراى ػ ُ‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫َم ْز َرعَ ُة بَيْ ِت امر ْ َحـــــ ِة‬
‫َم ْن ِطقَ ُة ُشهَدَ ا ُء الَْبَ ْن َ َسـا‬
‫امْ َطري ُِق امْ َص َحــ َراوي امْغ َْر ِب امْ ِكيلُو ‪ِ -512-‬م ْن امقا ِهـر ِة‬

‫َج َع َل ا َألب َ ِدي َة‬


‫ِِف قَلْ ِ َِب ِم‬
‫(جا ٖ ‪)ٔٔ :‬‬
‫ط ِة لِ ُبمُوِغ َحالَة‬
‫يحي ا ْل ُمتَ َدِّر َج ِة وا ْل َع َممِ َّي ِة وا ْل َب ِسي َ‬
‫ات ا ْلم ِس ِ‬
‫َخطَ َو ُ َ‬
‫س ِبي‬ ‫الن ْ‬‫ال ِّ‬ ‫ا ْل َكم ِ‬
‫َ‬

‫ِ‬
‫ب َم َك ِاري ْاْل َْنَبا َم َك ْارُي ْ‬
‫وس‬ ‫ا َّلراى ُ‬
‫‪1‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫(جا ٖ ‪)ٔٔ :‬‬ ‫اسـ الكتاب‪َ :‬ج َع َل األ ََب ِديَّ َة ِفي َق ْم ِب ِيِم‬
‫الن ْسبِي]‪.‬‬ ‫َّة واْل َب ِسيطَ ِة لُِبمُوِغ َحالَة اْل َكم ِ‬
‫اؿ ِّ‬ ‫يحي اْلمتَ َدِّرج ِة واْلعممِي ِ‬ ‫ات اْلم ِس ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫[خطَ َو ُ َ‬
‫َ‬
‫اعداد‪ِ َّ :‬‬
‫ب َم َك ِاري ْاْل َْن َبا َم َك ْارُي ْ‬
‫وس‪.‬‬ ‫الراى ُ‬
‫المطبعة‪ :‬دار يوسؼ كماؿ لمطباعة ت‪ ٕٕٗٗٗٚٓٗ :‬القاىرة‬
‫جميع الحقوؽ محفوظة لممؤلؼ‪.‬‬
‫يطمب ىذا ِ‬
‫الكتاب مف‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ٔ‪ .‬مكتبة دير العذراء والمالؾ ميخائيؿ الشيير بمزرعة بيت الرحمة – بني‬
‫مزار – المنيا (الصحرواي الغربي ‪ -‬الكيمو ٕ٘ٔ مف القاىرة)‪,‬‬
‫[تميفوف‪]ٕٕٓٔٚٛٔٗ٘ٔٙ :‬‬
‫ٕ‪ .‬مكتبة المحبة بِشب ار مصر‪.‬‬
‫بكية‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬مكتبة الكاتدرائية المرقسية باْلز ّ‬
‫ِ‬
‫بالقاىرة واْلقاليـ‪.‬‬ ‫المسيحية والكنائس‬ ‫ٗ‪ .‬جميع المكتبات‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫البابا تواضروس الثاني‬

‫المرقسية‬ ‫بابا اإلسكندرية وبطريرك ِ‬


‫الكرازة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪3‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
4
http://coptic-treasures.com
‫األنبا إسطفانوس‬

‫أسقف ببا والفشن وسمسطا‬

‫‪5‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
6
http://coptic-treasures.com
‫مقدمة‬
‫ّ‬
‫بموغ المسيحي إلى درجة الكماؿ النسبي كوصية السيد المسيح الذي قاؿ‬
‫ات ىو َك ِ‬
‫َف أَبا ُكـ الَِّذي ِفي الس ِ‬ ‫ِِ‬
‫ام ٌؿ" (مت ٘‪)ٗٛ :‬‬ ‫َّم َاو ُ َ‬
‫َ‬ ‫يف َك َما أ َّ َ ُ‬
‫ونوا أ َْنتُ ْـ َكامم َ‬
‫" ُك ُ‬
‫أمر مف شأنو أف يشغؿ بالو طيمة حياتو اْلرضية ‪,‬طالت أـ قصرت‪ ,‬وىكذا مف‬ ‫ٌ‬
‫منطمؽ أىمية ىذا الموضوع وتَ َشعُّبو وامتداده عمى مر اْلجياؿ والعصور ليشغؿ‬
‫باؿ الجميع مف الراغبيف في حياة الكماؿ استجابةً لِوصية المسيح مف ناحية‬
‫لذات وتعز ٍ‬
‫يات مف‬ ‫واشتياقاً لِبموغ تمؾ الدرجة وكشؼ مكنونيا وما تتضمنو مف ٍ‬
‫أف تمؾ الصفحات القميمة ال‬ ‫ٍ‬
‫كاممة َّ‬ ‫ديد ٍ‬
‫وثقة‬ ‫يقيف ش ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ناحية أخرى‪ُ ,‬كَّنا عمى ٍ‬
‫يقة مبس ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫َّطة تَ َد ُّرج المسيحي مف الحالة‬ ‫تُ َغطي الموضوع‪ ,‬إنما ىي تتناوؿ بِطر ُ َ‬
‫اْلولية التي لربما تعتري الكثيريف‪ ,‬وىي الحياة الفاترة أو باْلحرى الحياة‬
‫ّ‬
‫الروتينية إلى البموغ لتمؾ الحالة مف الكماؿ النسبي التي أوصى بيا‬ ‫ّ‬ ‫الروحية‬
‫ّ‬
‫السيد المسيح‪.‬‬
‫أما يقيننا التاـ مف قوة ىذه الكممات فمـ يكف ّإال لِثقتنا اْلكيدة في صدؽ‬ ‫ّ‬
‫الوصية المنطوقة بِفـ المسيح في (مت ٘‪ )ٗٛ :‬والتي تفتح الباب أماـ اإلنساف‬ ‫ّ‬
‫أف ىذا البموغ ىو في قُدرة واستطاعة الجميع‬ ‫لبموغ حالة الكماؿ النسبي مبينةً َّ‬
‫ممف يجتيدوف في الطريؽ الضيؽ والكرب (مت ‪ ,)ٖٔ :ٚ‬وقد أحببنا أف نتناوؿ‬
‫عممي ٍة تفتح الباب أماـ العديد مف النقاط الروحية‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫مبسطة‬ ‫ىذا الموضوع بطر ٍ‬
‫يقة‬
‫التي تتعمؽ بو‪ ,‬بيد أف تناولنا لِذلؾ الموضوع قد َنيَ َج َن ْي َج اْلسموب اإلنجيمي‬
‫المتَ َدِّرج‪ ,‬بمعنى َّأنوُ َيتَ َد َّرج بالقارئ في الطريؽ الروحي مف بدء الطريؽ إلى بموغ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫حالة الكماؿ‪ ,‬ذلؾ ْل َّف اْلسموب ُ‬
‫المتَ َدِّرج ىو اْلسموب العممي الذي ُي َسيِّ ُؿ عمى‬
‫العممية لو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المتَمَقِّي االستجابة‬
‫ُ‬
‫ثَُّـ وغني عف الذكر َّأننا ال نقوؿ بأننا قد تَطَ َّرقنا لِكافة التفاصيؿ الخاصة‬
‫بِيذا الموضوع الذي ال يكفيو عمر اإلنساف كمو فكيؼ تكفو ىذه الصفحات‬
‫‪7‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫وتأمالً‪ ,‬وىكذا صار لساف حالنا عف ىذا الموضوع قائالً‬ ‫شرحاً وتفسي اًر ومناقشةً ُّ‬
‫وبةَ" (يو‬ ‫ب اْل َم ْكتُ َ‬ ‫ت أَظُ ُّف أ َّ‬
‫َف اْل َعالَ َـ َن ْف َسوُ َي َسعُ اْل ُكتُ َ‬ ‫مع مار يوحنا الحبيب "لَ ْس ُ‬
‫يرة الَ نِيَ َايةَ‬
‫ٕٔ‪ )ٕ٘ :‬وطفقنا نقوؿ مع الجامعة عنو أيضاً "لِ َعم ِؿ ُكتُ ٍب َكثِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب لِْم َج َسِد" (جا ٕٔ‪ ,)ٕٔ :‬إنما وبِقدر اإلمكاف حاولنا أف‬ ‫الد ْر ُس اْل َكثِ ُير تَ َع ٌ‬
‫و َّ‬
‫َ‬
‫المحتوى ُمتَ َدِّرجة الخطوات تفتح أبواب البحث‬ ‫ِ‬
‫نتناوؿ الموضوع بطريقة مبسطة ُ‬
‫والتفتيش أماـ الجميع لكي ما يستزيدوا مف ُمحاوالتيـ لِطرؽ باب ىذا الموضوع‪,‬‬
‫وىكذا تَتَ َح َّوؿ لدييـ اْلولويات مف اإلنشغاؿ بالعالـ ‪,‬الذي طفؽ يستخدـ‬
‫الكثيروف ويستغميـ لحساب الشيطاف‪ ,‬إلى ُمحاولة تَ َك ُّشؼ الطريؽ الروحي اْلمر‬
‫شع ُر مف يسمكو بِ َّأنوُ ال يزد عف كونو غريباً عمى اْلرض ال مكاف‬ ‫الذي لعمو ي ِ‬
‫ُ‬
‫لو بيا‪ ,‬فمئف كاف يسكنيا فيو اليزاؿ في مرتبة الغريب الذي ينتظر موطنو‬
‫اْلصمي وىو السماء‪.‬‬
‫أف تَ َشجُّعنا لِطرؽ باب ىذا الموضوع إنما عزى لِعبارة الروح القدس‬ ‫والحقيقة َّ‬
‫ص َن َع اْل ُك َّؿ َح َسناً ِفي َوْقتِ ِو َوأ َْيضاً َج َع َل األ ََب ِد َّي َة ِفي َق ْم ِب ِيِم‬ ‫بِمساف الجامعة "ٔٔ َ‬
‫النيَ َاي ِة" (جا‬‫اف اْل َع َم َؿ الَِّذي َي ْع َممُوُ المَّوُ ِم َف اْلبِ َد َاي ِة إِلَى ِّ‬ ‫ؾ ِ‬
‫اإل ْن َس ُ‬ ‫الَّتِي بِالَ َىا الَ ُي ْد ِر ُ‬
‫أمر ليس‬ ‫أف بموغ حالة الكماؿ النسبي بالنسبة لممسيحي ٌ‬ ‫ٖ‪ ,)ٔٔ :‬حينيا أدركنا َّ‬
‫الطبيعية لبموغ اإلنساف‬
‫ّ‬ ‫اْلبدية التي ىي النتيجة‬
‫ّ‬ ‫صعباً كما بدى لمكثيريف‪ ,‬فيا‬
‫إلى حالة الكماؿ النسبي ىي في قمبو قد غرسيا اهلل في مكنونات وجدانو وفي‬
‫طبع خمقتو لكي ما يستشعر حنيناً بينما ىو غريباً عمى اْلرض إلى موطنو‬
‫اْلبدية التي قد‬
‫ّ‬ ‫اْلصمي‪ ,‬وىكذا يصير شوقو طواؿ حياتو منساقاً ومنجذباً نحو‬
‫سبؽ اهلل وغرسيا في طبع خمقتو حتى قاؿ عف ىذا الموضوع القديس‬
‫أغسطينوس [ستظؿ نفوسنا حائرة إلى أف تستقر فيؾ يا اهلل]‪ ,‬وىكذا تصير‬
‫تعزية اإلنساف حينما تُحاصره اليموـ وتكثر عميو اْلىواء وتزيد حولو‬
‫اْلبدية الذي غرسو اهلل داخمو قبؿ حتى أف‬
‫ّ‬ ‫المضايقات ىي أف يسترجع فكر‬
‫ُ‬
‫‪8‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ومقاومة عواصؼ الحياة‬ ‫ِ‬
‫ُيولَد اْلمر الذي يؤوؿ بو لمثبات والتَ َشجُّع ل ُمقابمة ُ‬
‫ٍ‬
‫كنتيجة‬ ‫وىموميا وأحزانيا التي ورثيا عف أبيو آدـ اْلوؿ (ٔكو ٘ٔ‪)ٗ٘ :‬‬
‫طبيعي ٍة لِخطيتو اْلولى في الفردوس (تؾ ٖ‪.)ٙ :‬‬
‫ّ‬
‫وقد ابتدأت بذرة ىذا الكتاب كرسالة أرسمناىا لِبعض اْلحباب ثَُّـ أثمرت‬
‫اآلف بِيذا العمؿ المبسط الذي نرجو مف المسيح أف يجعمو فائدةً لمجميع‪.‬‬
‫الم َعظَّـ اْلنبا تواضروس الثاني‬
‫ببركة صالة صاحب الغبطة والقداسة البابا ُ‬
‫الرسولية اْلنبا إسطفانوس أسقؼ ببا والفشف وسمسطا‬ ‫ّ‬ ‫وشريكو في الخدمة‬
‫ُنصدر ىذا الكتاب لكي يكوف نفعاً لمكنيسة وخي اًر لشعبيا بِكؿ مكاف وزماف‪.‬‬
‫إللَينا المجد إلى اْلبد‪ ,‬آميف‪.‬‬
‫!‬

‫‪9‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
11
http://coptic-treasures.com
‫قوة الكممات ليس فى ببلغتيا‬ ‫ّ‬
‫القوية قد تُقاس بكثرتيا أو ببالغتيا وما بيا مف ُح ّجة ومنطؽ يأثر‬ ‫الكممات ّ‬
‫َغ َوتْوُ بِ َكثَْ ِرة‬
‫العقوؿ ويسبيا بحالوة الكممات وزخرفتيا كقوؿ الحكيـ سميماف "أ ْ‬
‫فُُنونِيا بِمْم ِث َشفَتَْييا طَ َّوحتْو‪َ .‬ذ َىب وراء َىا لِوْقتِ ِو َكثَوٍر ي ْذ َىب إِلَى َّ‬
‫الذ ْب ِح أ َْو‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ ََ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َف َشفَتَ ِي اْلم أرَةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫اص" (أـ ‪ ,)ٕٕ–ٕٔ : ٚ‬وكقولو أيضاً "ْل َّ‬ ‫ص ِ‬ ‫َكاْل َغبِ ِّي إِلَى قَ ْيد اْلق َ‬
‫أما ىذه الكممات‬ ‫الزيت" (أـ ٘ ‪ّ ,)ٖ :‬‬ ‫اف َع َسالً و َح َن ُكيَا أ َْن َعـ ِم َف َّ‬ ‫َج َنبِي ِ‬
‫َّة تَ ْقطُ َر ِ‬ ‫اْل ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ستمدة مف استقامة ىدفيا إذ ىى‬ ‫فقوتيا انما تنبع مف مصداقيتيا التى ىى ُم ّ‬
‫ُمرسمةٌ لمف تربطنى معيـ عالقة محبة حقيقية ال تبتغى ظيو اًر أو اشتياءاً‬
‫ظنوا أَّنيا‬ ‫روحانياً‪ ,‬ولو أَّنيا قد اُرسمت آلخريف لربما ّ‬
‫ٔ‬
‫ّ‬ ‫لشكؿ قد يبدو‬ ‫ٍ‬ ‫لكرام ٍة أو‬
‫روتينيةٌ تتناسب والمكاف الذى أنا‬ ‫ّ‬ ‫طبيعيةٌ‬
‫ّ‬ ‫بدافع تمؾ اْلشياء عينيا أو َّأنيا نتيجةٌ‬
‫أتمنى مف كؿ قمبى أف‬ ‫بو أو الحالة التى يظنونى فييا! ومع أننى كنت والزلت ّ‬
‫اطنِي‬ ‫ينسانى الجميع تماماً إ َّال أَّننِى لـ أقدر عمى السكوت إذ أف "روح ب ِ‬
‫ُ ُ َ‬
‫ؽ" (أى ٕٖ ‪:‬‬ ‫يد ِة َي َك ُ‬
‫اد َي ْن َش ُّ‬ ‫ؽ اْل َجِد َ‬ ‫طنِي َك َخ ْم ٍر لَ ْـ تُ ْفتَ ْح‪َ .‬ك ِّ‬
‫الزقَا ِ‬ ‫ضايِقُنِي‪ُ .‬ى َوَذا َب ْ‬ ‫تُ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫يب" (أى ٕٖ ‪ )ٕٓ :‬فمف َ"ي ْستَطيعُ‬ ‫‪ )ٜٔ–ٔٛ‬لذلؾ "أَتَ َكم ُـ فَأُ ْف َرُج‪ .‬أَ ْفتَ ُح َشفَتَ َّي َوأُ ِج ُ‬
‫اع َع ِف اْل َكالَِـ" (أى ٗ ‪.)ٕ :‬‬ ‫ِ‬
‫اال ْمتَِن َ‬

‫الميل لموحدة ال يعنى البغضة‬


‫والكالـ ‪,‬كما قمت‪ ,‬ىو بسبب المحبة القوية التى ىى أثمف مف كؿ ثروات‬
‫الدنيإ‪ ,‬والتى ىى أقوى مف الموت (نش ‪ ,)ٙ : ٛ‬والتى ىى أيضاً ٍ‬
‫كنار ال‬ ‫ُ‬
‫٘‬ ‫ٗ‬ ‫ٖ‬
‫تقدر سيوؿ المياه أف تطفئػ ػ ػيا ‪ ,‬تمؾ التى ظ ػ ػ ػ ّف الجمي ػ ػ ػ ػ ػع أنيا لـ تكف عن ػ ػ ػدى‬

‫ٔ‬
‫أى تمؾ الكممات‪.‬‬
‫احتِقَا اًر" (نش ‪.)ٚ : ٛ‬‬ ‫طى اإلنساف ُك َّؿ ثَروِة ب ْيتِ ِو ب َد َؿ ا ْلمحب ِ‬
‫َّة تُ ْحتَقَُر ْ‬ ‫ََ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫كما قيؿ "ِإ ْف أ ْ‬
‫َع َ‬
‫ٕ‬

‫ئ ا ْل َم َحَّبةَ َوالسُُّيو ُؿ الَ تَ ْغ ُم ُرَىا" (نش ‪.)ٚ : ٛ‬‬ ‫َف تُ ْ ِ‬


‫"مَياهٌ َكثِ َيرةٌ الَ تَ ْستَ ِطيعُ أ ْ‬
‫كقوؿ الجامعة ِ‬ ‫ٖ‬
‫طف َ‬
‫ٗ‬
‫المحبة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أى تمؾ‬
‫٘‬
‫خاصةً منكـ ومف اْلقرباء‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫النفصالى أو بالحرى لسعيى الدائـ لالبتعاد عف الجميع‪ ,‬فمـ أ ُكف بذلؾ السموؾ‬
‫كاآلخريف‪ ٙ‬الذيف ليـ ارتباط شديد بذوييـ وأقربائيـ وأنسبائيـ‪ ,‬والحؽ ُيقاؿ فكثي اًر‬
‫ؾ‬‫الوصية القائمة "أَ ْك ِرْـ أ ََبا َ‬
‫ّ‬ ‫ما ظننت فى نفسى ىذا اْلمر‪ ,‬فأيف أنا مثالً مف‬
‫ب إِلَيُ َؾ" (خر ٕٓ ‪,)ٕٔ :‬‬ ‫الر ُّ‬
‫يؾ َّ‬‫ض الَّتِي ُي ْع ِط َ‬‫َّام َؾ َعمَى اْل َْر ِ‬‫وؿ أَي ُ‬ ‫ُم َؾ لِتَطُ َ‬ ‫َوأ َّ‬
‫ِ‬
‫لؾ َخ ْيٌر عمى‬ ‫وف َ‬‫ؾ َولِ َي ُك َ‬ ‫ب إليُ َؾ لتَطُوؿ أََّي ُ‬
‫ام َ‬ ‫الر ُّ ِ‬
‫اؾ َّ‬‫ص َ‬ ‫ُم َؾ َك َما أ َْو َ‬ ‫"أَ ْك ِرْـ أ ََب َ‬
‫اؾ َوأ َّ‬
‫ب إِليُ َؾ" (تث ٘ ‪ ,)ٔٙ :‬أو اْلخرى التى تقوؿ َ"وِا ْف‬ ‫الر ُّ‬
‫يؾ َّ‬ ‫ض التِي ُي ْع ِط َ‬ ‫اْل َْر ِ‬
‫اف‪َ ,‬و ُى َو َشٌّر ِم ْف‬ ‫يم َ‬ ‫ِ‬ ‫َكاف أَح ٌد الَ يعتَنِي بِ َخاصَّتِ ِو‪ ,‬والَ ِسيَّما أ ْ ِ ِ‬
‫َى ُؿ َب ْيتو‪ ,‬فَقَ ْد أ َْن َك َر اإل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫َغ ْي ِر اْل ُم ْؤ ِم ِف" (ٔتي ٘ ‪.)ٛ :‬‬

‫لكل شيئ زمان ولكل أمر تحت السموات وقت‬

‫مى الرحمة والحناف والعدؿ ولكى ما يثبت لى‪ ٚ‬أف وصاياه‬ ‫لكف المسيح ال ُك ً‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ليست ثقيمة (ٔيو ٘‪ ٛ)ٖ :‬فيؤكد أف " ُك ُّؿ اْل ِكتَ ِ‬
‫وحى بِو م َف اهلل‪َ ,‬وَنافعٌ‬
‫ً‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫ُ‬ ‫اب‬
‫قادر عمى تنفيذ كؿ‬ ‫أف كؿ إنساف ٌ‬ ‫يخ" (ٕتى ٖ ‪ )ٔٙ :‬مف ناحية‪ ,‬و َّ‬ ‫لِمتَّ ْعمِ ِيـ َوالتَّْوبِ ِ‬
‫وصية مف ناحية أخرى أرجع لى الفرصة التماـ ما ظننت‪ ٜ‬انو فاتنى وما ُعدت‬
‫ّ‬
‫الوصية معيـ‬
‫ّ‬ ‫عمى اتماـ‬
‫أقدر عمى تنفيذه بعدما انفصمت عف الذيف كاف يجب ّ‬
‫وبينيـ‪ .‬وفى رأيى أَّنوُ لـ ُيرجعيا إذ ىو لـ ُي ّ‬
‫ضيعيا منى أصالً بؿ أبقاىا لموقت‬
‫أىمية أيضاً‪.‬‬
‫المناسب ولمشئ اْلكثر ّ‬ ‫ُ‬

‫‪ٙ‬‬
‫مف اْلقرباء واْلصدقاء‪.‬‬
‫‪ٚ‬‬
‫ولمجميع أيضاً‪.‬‬

‫ب ا ْل َح ِك ِيـ َي ْع ِر ُ‬ ‫صي ِ‬
‫َّة الَ َي ْش ُع ُر بِأ َْم ٍر َش ٍّ‬ ‫كقوؿ الجامعة "ح ِافظُ ا ْلو ِ‬ ‫‪ٛ‬‬
‫ت َوا ْل ُح ْك َـ" (جا ‪.)٘ : ٛ‬‬
‫ؼ ا ْل َوْق َ‬ ‫اؽ َوَق ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫وربما أنتـ أيضاً‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫(مز ‪( )6 : 96‬يو ٕ ‪)ٔ1 :‬‬ ‫"غيرة بيتك أكمتنى"‬
‫وفعاالً" (ٔكو ‪)ٜ :ٔٙ‬‬ ‫لكف العجيب َّ‬
‫أف المسيح الذى "فتح لى باباً عظيماً ّ‬
‫الوصية التى فاتتنىٓٔ‪ ,‬لـ ُيرجعيا فى شكميا المنطقي والطبيعى‬
‫ّ‬ ‫تمـ‬
‫ْلرجع فاُ ّ‬
‫ٔٔ‬
‫التميفونية‬
‫ّ‬ ‫لممكالمات‬ ‫فرح الكثيريف ممف ليـ نفس حالتكـ كاالشتياؽ ُ‬ ‫الذى ُي ّ‬
‫الشخصية‪ ,‬بؿ ولـ ُيرجعيا فى أبسط صورة يعمميا اْلكثروف‬ ‫ّ‬ ‫والسعى لممقابالت‬
‫المزخرفة الخاصة بالدير‪,‬‬ ‫ِ‬
‫ُىنا ُمظيريف اىتماماً بذوييـ كارساؿ احدى الصور ُ‬
‫احد من ُكـ عف‬ ‫لكنو أرجعيإٔ فى صورة اىتماـ قوى وانشغاؿ ُكمّى بعدـ حيداف و ٍ‬ ‫ّ‬
‫اليدؼ اْلساسى الذى غرسو اهلل داخؿ اإلنساف ليتحرؾ دائماً صوبو أال وىو‬
‫ص َن َع اْل ُك َّؿ َح َسناً ِفي َوْقتِ ِو َوأ َْيضاً َج َع َل‬ ‫اْلبدية كقوؿ الحكيـ سميماف " َ‬ ‫ّ‬ ‫الحياة‬
‫ؾ اإلنساف اْل َع َم َؿ الَِّذي َي ْع َممُوُ المَّوُ ِم َف اْلبِ َد َاي ِة‬
‫األ ََب ِد َّي َة ِفي َق ْم ِب ِيِم الَّتِي بِالَ َىا الَ ُي ْد ِر ُ‬
‫النيَ َاي ِة" (جا ٖ ‪.)ٔٔ :‬‬ ‫إِلَى ِّ‬

‫شيوة بولس لخبلص ذويو‬


‫عمى فى ىذا اْلمرٖٔ ْلنو كاف عند بولس الرسوؿ‬ ‫احد منكـ ّ‬ ‫وال يعتب و ٌ‬
‫س‪ :‬إِ َّف‬ ‫اى ٌد لِي بِ ُّ‬
‫الرو ِح اْلقُ ُد ِ‬ ‫يري َش ِ‬ ‫ض ِم ِ‬ ‫ب َو َ‬
‫ِ‬
‫يح الَ أَ ْكذ ُ‬‫ؽ ِفي اْل َم ِس ِ‬ ‫ِّد َ‬
‫فقاؿ "أَقُو ُؿ الص ْ‬
‫وف أ ََنا َن ْف ِسي‬ ‫لِي ُح ْزناً َع ِظيماً َوَو َجعاً ِفي َقْمبِي الَ َي ْنقَ ِطعُ! فَِإِّني ُك ْن ُ‬
‫ت أ ََوُّد لَ ْو أَ ُك ُ‬
‫ب اْل َج َسِد" ( رو ‪,) ٖ – ٔ : ٜ‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َج ِؿ إِ ْخ َوتِي أ َْنس َبائي َح َس َ‬ ‫َم ْح ُروماً ِم َف اْل َم ِس ِ‬
‫يح ْل ْ‬
‫جداً ىو اْلب متى المسكيف الذى قاؿ ْلحد‬
‫وكاف عند آخر ُيحبو (‪ّ )......‬‬

‫اف‪َ ,‬و ُى َو َشٌّر ِم ْف‬


‫يم َ‬ ‫ِ‬ ‫ٓٔ التى تقوؿ "وِاف َكاف أَح ٌد الَ يعتَنِي بِ َخاصَّتِ ِو‪ ,‬والَ ِسيَّما أ ْ ِ ِ‬
‫َى ُؿ َب ْيتو‪ ,‬فَقَ ْد أ َْن َك َر اإل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫َغ ْي ِر ا ْل ُم ْؤ ِم ِف" (ٔتي ٘ ‪.)ٛ :‬‬
‫ٔٔ‬
‫التى ىى فراؽ أحد اْلبناء لمترّىب‪.‬‬
‫ٕٔ‬
‫أى الفرصة‪.‬‬
‫ٖٔ‬
‫أى تمؾ الغيرة وىذا االنشغاؿ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫عزيو فييا عف بعض متاعبو [بودى يا أخى الحبيب الذى‬‫أصدقائو فى رسالة ُي ّ‬
‫أتوسؿ بدموع‪ ,‬لو كاف ىذا ممكناً أف أتنازؿ عف نصؼ‬
‫احبو مف عمؽ روحى‪ ,‬و ّ‬
‫ما أستمتع بو مف سالـ أو حتى كمو ليكوف لؾ]‪.‬‬

‫المسيحية‬
‫ّ‬ ‫الفتور وباء‬
‫عمى أف الحزف الذى كاف عند بولس الرسوؿ والذى ّأدى بو إلى غيره جعمتو‬
‫يؤمنوا بو بعد يختمؼ‬
‫يتمنى لو كاف محروماً مف المسيح ْلجؿ الييود الذيف لـ ّ‬
‫ّ‬
‫بعض الشئ عف الذى َسَّب َ‬
‫ب لى غيرة جعمتنى أىتـ بارساؿ تمؾ الرسالو اليكـ‪,‬‬
‫فيو كاف حزيناً عمى عدـ إيمانيـ بالمسيح بخالفكـ أنتـ المؤمنوف بو‬
‫صيره‬
‫مؤمناً بالرب؟ ُلي ّ‬
‫مسيحياً ّ‬
‫ّ‬ ‫المعتمدوف السمو‪ ,‬لكف ىؿ يكتفى المؤمف بكونو‬
‫وُ‬
‫٘ٔ‬
‫فيفسد ممحو بعدما‬ ‫ىذا االكتفاء بال روحٗٔ‪ ,‬وبال نضارة بؿ باْلحرى يبوسة‬
‫كاف مفروضاً عميو وموضوعاً أف ُيممّح اْلرض كميا بنور المسيح الذي فيو‬
‫والذي مف شأنو أف يجتذب اآلخريف لتمجيد أسمو القدوس‪ ,‬وبسموكو الحسن‬
‫مجدوف اهلل فى يوـ‬
‫جدفوف‪ُ ,‬ي ّ‬
‫وي ّ‬
‫وف ُ‬
‫الذى مف حالو أف يجعؿ الذيف كانوا َي ْفتَُر َ‬

‫طِم ٌّي بِ َّ‬ ‫َى َو ُي َعمِّ ُـ؟ َىا ُى َو َم ْ‬ ‫استَْي ِق ْ‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫الذ َى ِب‬ ‫َص ِّـ‪ْ :‬انتَبِ ْو! أ ُ‬‫ظ! َولِ ْم َح َج ِر اْل َ‬ ‫كقوؿ النبى َ"وْي ٌؿ ل ْمقَائ ِؿ ل ْم ُعوِد‪ْ :‬‬
‫ٗٔ‬

‫اخمِ ِو!" (حب ٕ ‪.)ٜٔ :‬‬ ‫َّة والَ روح ا ْلبتَّةَ ِفي َد ِ‬
‫َوا ْلفض َ ُ َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ؽ‬‫ُصولَيَا وَي ْقطَعُ ثَ َم َرَىا فَتَْيَب َس؟ ُك ٌّؿ ِم ْف أ َْوَار ِ‬ ‫َّب‪َ :‬ى ْؿ تَْن َج ُح؟ أَفَالَ َي ْقمَ ُع أ ُ‬ ‫ِّد الر ُّ‬‫" ُق ْؿ‪َ :‬ى َك َذا قَا َؿ السَّي ُ‬
‫٘ٔ‬
‫َ‬
‫ُصولِيَا‪َ .‬ىا ِىي ا ْل َم ْغ ُرو َسةُ‪ ,‬فَيَ ْؿ‬ ‫وىا م ْف أ ُ‬
‫ير لِي ْقمَع َ ِ‬ ‫ِ‬
‫يمة أ َْو بِ َش ْع ٍب َكث ٍ َ ُ‬
‫َغصانِيا تَْيبس‪ ,‬ولَْيس بِِذ ار ٍع ع ِظ ٍ‬
‫أْ َ َ َُ َ َ َ َ َ‬
‫َ‬
‫َص َابتْيَا؟ ِفي َخ َمائِ ِؿ َن ْبتِيَا تَْيَب ُس" (حز ‪َ ,)ٔٓ–ٜ : ٔٚ‬‬
‫"خ ِج َؿ‬ ‫َف ِريحاً َش ْرِقَّيةً أ َ‬ ‫تَْن َج ُح؟ أَالَ تَْيَب ُس َيَبساً َكأ َّ‬
‫يد ا ْل َح ْق ِؿ‪ .‬اَْل َج ْفَنةُ َيبِ َس ْ‬ ‫ؼ ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش ِع ِ‬‫وف َعمَى ا ْل ِح ْنطَ ِة و َعمَى َّ‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫صُ‬ ‫ير ْلََّنوُ قَ ْد تَم َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّام َ‬‫وف‪َ .‬وْل َو َؿ ا ْل َكر ُ‬ ‫ا ْلفَال ُح َ‬
‫ت‪ .‬إَِّنوُ قَ ْد َيبِ َس ِت ا ْلَب ْي َجةُ ِم ْف َبنِي ا ْلَب َش ِر"‬‫ار ا ْل َح ْق ِؿ َيبِ َس ْ‬‫احةُ ُك ُّؿ أَ ْش َج ِ‬ ‫الن ْخمَةُ َوالتُّفَّ َ‬
‫ُّم َانةُ َو َّ‬
‫ت‪ .‬الرَّ‬ ‫َوالتِّ َينةُ َذُبمَ ْ‬
‫س َعمَى‬ ‫ص ْو ٍت َع ِظ ٍيـ إِلَى ا ْل َجالِ ِ‬ ‫ص ُرُخ بِ َ‬
‫ؾ َ ِ‬
‫آخ ُر م َف ا ْليَْي َك ِؿ‪َ ,‬ي ْ‬ ‫(يوئيؿ ٔ ‪"َ ,)ٕٔ–ٔٔ :‬و َخ َرَج َمالَ ٌ‬
‫يد اْل َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫صاد‪ ,‬إِ ْذ قَ ْد َيبِ َس َحص ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّح َاب ِة‪« :‬أ َْرِس ْؿ ِم ْن َجمَ َ‬
‫ض" (رؤ‬ ‫َّاعةُ ل ْم َح َ‬
‫اءت الس َ‬ ‫ص ْد‪ْ ,‬لََّنوُ قَ ْد َج َ‬ ‫ؾ َوا ْح ُ‬ ‫الس َ‬
‫ٗٔ ‪.)ٔ٘ :‬‬
‫‪14‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫"ىـ‬
‫االفتقاد مف أجؿ أعمالو الحسنة التى الحظوىا (ٔبط ٖ ‪ !)ٕٔ :‬ثَُّـ يأتى ّ‬
‫البقية‬ ‫ِ‬
‫كمالف عمى ّ‬ ‫في ّ‬
‫ىذا العالـ وغرور غناه" (مت ٖٔ ‪ )ٕٕ :‬ويخنقاف الكممة ُ‬
‫الباقية مما بقى عنده ُليشابو بذلؾ الفريسييف الذيف اكتفوا ببر االيماف الذى‬
‫ْلبييـ ابراىيـ (رو ٗ ‪ )ٜ :‬فوبخيـ يوحنا المعمداف (مت ٖ ‪ ,ٔٙ)ٜ :‬ومف بعده‬
‫السيد المسيح الذى قاؿ ليـ "فَِإِّني أَقُو ُؿ لَ ُك ْـ‪ :‬إَِّن ُك ْـ إِ ْف لَ ْـ َي ِزْد بُِّرُك ْـ َعمَى اْل َكتََب ِة‬
‫ات" (مت ٘ ‪.)ٕٓ :‬‬ ‫وت السَّماو ِ‬ ‫ِّيف لَ ْف تَ ْد ُخمُوا َممَ ُك َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َواْلفَِّريسي َ‬

‫المسيحى مدعو لحياة الكمال‬


‫المسيحى مدعو لحياة الكماؿ كما يتضح مف قوؿ الرب لمالؾ كنيسة‬
‫وت‪ْ ,‬لَِّني لَـ أ ِ‬
‫َج ْد‬ ‫ْ‬ ‫َف َي ُم َ‬ ‫اى اًر َو َش ِّد ْد َما َب ِق َي‪ ,‬الَِّذي ُى َو َعتِ ٌ‬
‫يد أ ْ‬
‫ساردس " ُكف س ِ‬
‫ْ َ‬
‫اـ اهلل ‪sou ta. e;rga peplhrwme,na evnw,pion tou/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َم َ‬
‫َع َمالَ َؾ َكاممَة أ َ‬
‫أْ‬
‫ِ‬
‫الموضع لبياف‬ ‫حيث ُيستخدـ الفعؿ ‪ plhro,w‬بِيذا‬ ‫ُ‬ ‫‪( "qeou/ mou‬رؤ ٖ ‪,)ٕ :‬‬
‫ِّف قُدرة‬‫وي َبي ُ‬
‫ليس فقط انجاز الشئ إنما وأيضاً انجازه إلى التماـ والكماؿ بما ُ‬
‫نسبية مف الكماؿ‪ ,‬ذلؾ الفعؿ الذي‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنساف عمى إتياف العمؿ الصالح إلى در ٍ‬
‫جة‬
‫ال يتـ وال يتحقؽ إ َّال باتماـ ما أعمنو داود النبى فى المزمور حينما قاؿ " ِح ْد َع ِف‬
‫اص َن ِع اْل َخ ْي َر" (مز ٖٗ ‪.)ٔٗ :‬‬ ‫َّ‬
‫الشِّر َو ْ‬

‫عممية فى طريق الكمال‬


‫ّ‬ ‫خطوات‬
‫الحيدان عن الشر‬
‫ّ‬
‫يبتدئ فعؿ الحيداف عف الشر بػػأف يخاؼ اإلنساف اهلل ويتقيو ذلؾ اْلمر‬
‫ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫لموصية القائمة " َيا ْابنِي ْ‬
‫ب َواْل َمم َؾ‪ .‬الَ تُ َخالط اْل ُمتََقمبِ َ‬
‫يف"‬ ‫الر َّ‬
‫ش َّ‬‫اخ َ‬ ‫ّ‬ ‫الذي فيو طاعة‬

‫يـ ِم ْف َى ِذ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ"الَ تَ ْفتَ ِك ُروا أ ْ‬


‫يـ أَباً‪ْ .‬لَنِّي أَقُو ُؿ لَ ُك ْـ‪ :‬إ َّف الموَ قَادٌر أَ ْف ُيق َ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫َف تَقُولُوا في أ َْنفُس ُك ْـ‪ :‬لََنا إ ْبراى ُ‬
‫يـ" (مت ٖ‪.)ٜ :‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا ْلح َج َارة أ َْوالَداً إل ْبراى َ‬
‫‪15‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫َّ‬
‫وف إِلَى‬ ‫َف ُك َّؿ َما َي ْع َممُوُ الموُ أََّنوُ َي ُك ُ‬
‫ت أ َّ‬
‫(أـ ٕٗ ‪ ,)ٕٔ :‬والتى تقوؿ أيضاً " َع َرْف ُ‬
‫اموُ"‬ ‫َّ‬ ‫اْلَبِد‪ .‬الَ َشيء ي َز ُاد عمَ ْي ِو والَ َشيء ي ْنقَص ِم ْنو وأ َّ َّ ِ‬
‫َم َ‬‫َف الموَ َعممَوُ َحتى َي َخافُوا أ َ‬ ‫َُْ ُ َُ‬ ‫َُْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ب ي ْنبوعُ حياةٍ‬
‫الر ِّ َ ُ َ َ‬ ‫(جا ٖ ‪ ,)ٔٗ :‬وفيو حيداف عف الشر كقوؿ الحكيـ " َم َخافَةُ َّ‬
‫اؾ اْل َم ْو ِت" (أـ ٗٔ ‪ ,)ٕٚ :‬وىكذا ففيو ثقة فى وعود الرب‬ ‫اف عف أَ ْشر ِ‬
‫لْم َح َي َد ِ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫وف‬
‫يدةٌ َوَي ُك ُ‬‫ب ثِقَةٌ َشِد َ‬ ‫الذى أوصى بضرورة مخافتو كقوؿ الجامعة " ِفي َم َخافَ ِة َّ‬
‫الر ِّ‬
‫ب‬ ‫يو َمْم َجأٌ" (أـ ٗٔ ‪ ,)ٕٙ :‬وفيو أيضاً تواضع ومسكنة " َم َخافَةُ َّ‬
‫الر ِّ‬ ‫لِبنِ ِ‬
‫ب أ ََد ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫امة التََّو ُ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫اضعُ" (أـ ٘ٔ ‪ ,)ٖٖ :‬وفيو حكمة بؿ ىو رأسيا كقوؿ‬ ‫ح ْك َمة َوقَْب َؿ اْل َك َر َ‬
‫ب" (مز ٔٔٔ‪.)ٔٓ :‬‬ ‫أس اْل ِح ْك َم ِة َم َخافَةُ َّ‬
‫الر ِّ‬ ‫المزمور " َر ُ‬

‫التدقيق‬
‫ثـ أف ىذه المخافة تؤدى باإلنساف أو بالحرى تدفعو لمتدقيق فى وصايا‬
‫اء َو ْعٍد‬
‫ؼ‪ ,‬أََّنو مع بقَ ِ‬
‫ُ ََ َ‬ ‫اْلبدية " َفْم َن َخ ْ‬
‫ّ‬ ‫الرب لئال يفوتو الوعد بالدخوؿ إلى الراحة‬
‫اب ِم ْنوُ" (عب ٗ ‪ ,)ٔ :‬فيصير‬ ‫وؿ إِلَى راحتِ ِو‪ ,‬يرى أ ِ‬
‫َح ٌد م ْن ُك ْـ أََّنوُ قَ ْد َخ َ‬
‫َ َ َُ َ‬ ‫الد ُخ ِ‬
‫بِ ُّ‬
‫ُمجتيداً ضابطاً لنفسو فى كؿ شئ (ٔكو ‪ ٔٛ)ٕ٘ : ٜ‬ساعياً لتطييرىا مف كافة‬
‫َف الَِّذي لَ ْي َس‬‫خطاياىا المعنى الذي أشار إليو مار بطرس الرسوؿ فى قولو "ْل َّ‬
‫ط ِي َير َخطَ َاياهُ السَّالِفَ ِة" (ٕبط ٔ ‪:‬‬ ‫ص ِر‪ ,‬قَ ْد َن ِس َي تَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِع ْن َدهُ َىِذ ِه ُى َو أ ْ‬
‫َع َمى قَص ُير اْل َب َ‬
‫الرج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫اء بِو‪ُ ,‬يطَيُِّر َن ْف َسوُ‬
‫‪ ,)ٜ‬وأعمنو يوحنا الحبيب حينما قاؿ " َو ُكؿ َم ْف ع ْن َدهُ َى َذا َّ َ ُ‬
‫لوـ وال عيب‬ ‫لموصية بال ٍ‬ ‫اىٌر" (ٔيو ٖ ‪ ,)ٖ :‬عازماً أف يكوف حافظاً‬ ‫َكما ىو طَ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ َُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اـ اهلل الذي‬ ‫ِ‬
‫َم َ‬
‫يؾ أ َ‬
‫إلى مجئ الرب كأمر الرسوؿ بولس لتمميذه تيموثاوس "أُوص َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُي ْحيِي اْل ُك َّؿ َواْل َم ِس ِ‬
‫يح َي ُسوعَ الَّذي َش ِي َد لَ َدى بِيالَطُ َس اْلُب ْنط ِّي بِاال ْعت َراؼ اْل َح َسنأ ْ‬
‫َف‬

‫‪ ٔٚ‬بمعنى بدايتيا‪.‬‬
‫ْخ ُذوا إِ ْكمِيالً َي ْفَنى َوأ َّ‬
‫َما َن ْح ُف‬ ‫ؾ َفمِ َك ْي َيأ ُ‬
‫َما أُولَئِ َ‬
‫ضبِطُ َن ْف َسوُ ِفي ُك ِّؿ َش ْي ٍء‪ .‬أ َّ‬ ‫‪ُ ٕ٘" ٔٛ‬ك ُّؿ م ْف يج ِ‬
‫اى ُد َي ْ‬ ‫َ َُ‬
‫فَِإ ْكمِيالً الَ َي ْفَنى"‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ع اْل َم ِس ِ‬
‫يح" (ٔتى ‪–ٖٔ : ٙ‬‬ ‫س َوالَ لَ ْوٍـ إِلَى ظُيُ ِ‬
‫ور َرب َِّنا َي ُسو َ‬ ‫ظ اْلو ِ‬
‫صَّيةَ بِالَ َد َن ٍ‬
‫تَ ْحفَ َ َ‬
‫ٗٔ)‪.‬‬

‫الوصايا ليست ثقيمة‬


‫أف الوصايا ليست ثقيمة (ٔيو ٘ ‪:‬‬ ‫ىذا التدقيؽ ُيعطى اإلنساف تدرج ُيشعره َّ‬
‫فيتشجع ُم ِقدماً بفرح عمى اتماميا شاع اًر بمحبتو الشديدة لمرب الذى قاؿ‬ ‫ّ‬ ‫ٖ)‪,ٜٔ‬‬
‫اي‬ ‫َِّ ِ‬ ‫ُّوننِي فَ ْ‬
‫"إِ ْف ُك ْنتُ ْـ تُ ِحب َ‬
‫ص َاي َ‬ ‫اي" (يو ٗٔ ‪" ,)ٔ٘ :‬اَلذي ع ْن َدهُ َو َ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫احفَظُوا َو َ‬
‫ظ ِي ُر لَوُ َذاتِي"‬ ‫وي ْحفَظُيا فَيو الَِّذي ي ِحبُّنِي‪ ,‬والَِّذي ي ِحبُّنِي ي ِحبُّو أَبِي‪ ,‬وأ ََنا أ ِ‬
‫ُحبُّوُ‪َ ,‬وأُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫ظ‬
‫َح ٌد َي ْحفَ ْ‬
‫َحبَّني أ َ‬ ‫(يو ٗٔ ‪ ,)ٕٔ :‬و ُمتيقَِّناً مف محبة الرب لو كقولو "ِإ ْف أ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َنعُ َم ْن ِزالً" (يو ٗٔ‪.)ٕٖ :‬‬ ‫َكالَمي‪َ ,‬وُيحبُّوُ أَبِي‪َ ,‬وِالَ ْيو َنأْتي‪َ ,‬و ِع ْن َدهُ َن ْ‬

‫التمذذ‬
‫ابتداء اإلنساف بِأف يسمؾ بِتَدقيؽ ثَُّـ شعوره الواثؽ بِأف الوصايا ليست ثقيمة‬
‫كوصية‬
‫ّ‬ ‫اإلتماـ والتنفيذ إنما ىي في قُدرة استطاعتو يؤوؿ بو الى التمذذ بالرب‬
‫ب فَُي ْع ِط َي َؾ ُس ْؤ َؿ َقْمبِ َؾ" (مز ‪ ,)ٗ :ٖٚ‬ومف ثََّـ يقبؿ عمى إتماـ‬ ‫النبى "تَمَ َّذ ْذ بِ َّ‬
‫الر ِّ‬
‫وتنفيذ الوصايا ليس خوفاً مف العقاب لكف تم ّذ ّذاً بيا وبواضعيا ُمختب اًر ما أعمنو‬
‫َحمَى ِم َف اْل َع َس ِؿ لِفَ ِمي" (مز ‪: ٜٔٔ‬‬ ‫َحمَى قَ ْولَ َؾ لِ َح َن ِكي! أ ْ‬‫النبى حينما قاؿ " َما أ ْ‬
‫ت" (مز ‪.)ٗٚ : ٜٔٔ‬‬ ‫َح َب ْب ُ‬‫اؾ الَّتِي أ ْ‬
‫ص َاي َ‬ ‫َّ‬
‫ٖٓٔ)‪ ,‬وقولو أيضاً " َوأَتَمَذ ُذ بِ َو َ‬
‫لموصية ال تنبعث مف داخمو‬ ‫ّ‬ ‫الم َنفِّ ُذ‬
‫أف مشاعر التمذذ التي تُصاحب ُ‬ ‫بيد َّ‬
‫روتينياً ُمتَ َكمِّفاً إنما تنساب عميو بِفعؿ الروح القدس الذي يبعث‬ ‫ّ‬ ‫وكأنيا شيئاً‬ ‫َّ‬

‫ت َوا ْل ُح ْك َـ" (جا ‪ٛ‬‬ ‫ب ا ْل َح ِك ِيـ َي ْع ِر ُ‬


‫ؼ ا ْل َوقْ َ‬ ‫اؽ َوَق ْم ُ‬
‫صي ِ‬
‫َّة الَ َي ْش ُع ُر بِأ َْم ٍر َش ٍّ‬ ‫‪ ٜٔ‬قارف قوؿ الجامعة "٘ح ِافظُ ا ْلو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪.)٘ :‬‬
‫‪17‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫البيجة والمذة داخؿ نفس اإلنساف لكي ما يستحث لديو لرغبة في إتماـ الوصية‬
‫َّ‬
‫وكأف تمؾ المذة تصير بمثابة‬ ‫حينما يعتريو الفتور أو تتكاتؼ عميو اْلحزاف‪,‬‬
‫ٍ‬
‫بشجاعة عمى احتماؿ أياـ التجربة أو‬ ‫الوقود أو الدافع لإلنساف لكي يقوى‬
‫الضيؽ!‬

‫صنع الخير‬‫ُ‬
‫صنع الخير‪ ,‬ذلؾ الفعؿ الذى ُيمثّؿ الشؽ الثانى بؿ بالحرى‬
‫التمذذ ىو بدائة ُ‬
‫الدرجة التالية فى طريؽ الكماؿ‪ ,‬والتمذذ يتبعوُ شعور اإلنساف بمحبة شديدة‬
‫ليسوع كالنار التى ال تقدر السيوؿ أف تطفئيا (نش ‪ ٕٓ)ٚ :ٛ‬فال يعود ُيدرؾ ما‬
‫إذا كاف فعؿ المحبة صاد اًر منو إلى الخارج أو أنو يأتى إليو مف الخارج‪ ,‬وحينيا‬
‫ٕٔ‬
‫تحصره (مز ‪ٖٜٔ‬‬‫أف محبة المسيح صارت تُحاصره (ٕكو ٘ ‪ )ٔٗ :‬و ُ‬ ‫يحس َّ‬
‫َّ‬
‫الزبِ ِ‬
‫يب‪.‬‬ ‫َسنِ ُدونِي بِأَ ْق َر ِ‬
‫اص َّ‬ ‫‪ , )٘ :‬فيصير لساف حالو مع عذراء النشيد قائالً "أ ْ‬
‫ٕٕ‬

‫أ َْن ِع ُشونِي بِالتُّفَّ ِ‬


‫اح فَِإِّني َم ِر َ‬
‫يضةٌ ُحّباً" (نش ٕ ‪.)٘ :‬‬

‫النمو فى الطريق‬
‫المقدـ عمى الدرجة التالية فى طريؽ‬ ‫ىذا الشعور الذى يعترى المسيحى ُ‬
‫الكماؿ يصؿ بو لمحاول ٍة حثيث ٍة مف جانبو لبناء روحو عمى االيماف اْلقدس‬
‫س‪,‬‬ ‫يمانِ ُكـ اْلَ ْق َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاء فَ ْابُنوا أ َْنفُ َس ُك ْـ َعمَى إ َ ُ‬
‫َما أ َْنتُ ْـ أَيُّيَا اْلَحب ُ‬‫كوصية الرسوؿ " َوأ َّ‬
‫ساعياً لمحيداف عف الشر‬ ‫ّ‬ ‫فيتحوؿ مف كونو‬ ‫ّ‬ ‫س" (يو ٕٓ)‬ ‫يف ِفي ُّ‬
‫الرو ِح اْلقُ ُد ِ‬ ‫م ِّ‬
‫صم َ‬‫ُ َ‬
‫اع ِزلُوا َش َّر أَ ْف َعالِ ُك ْـ‬ ‫ِ‬
‫لصنع الخير كقوؿ إشعياء النبى "ا ْغتَ ِسمُوا‪ .‬تََنقُّوا‪ْ .‬‬ ‫شتيياً ُ‬
‫إلى ُم ّ‬

‫ئ ا ْل َم َحَّبةَ َوالسُُّيو ُؿ الَ تَ ْغ ُم ُرَىا"‪.‬‬ ‫َف تُ ْ ِ‬‫"‪ِ ٚ‬مَياهٌ َكثِ َيرةٌ الَ تَ ْستَ ِطيعُ أ ْ‬
‫ٕٓ‬
‫طف َ‬
‫ِ‬
‫َف َم َحَّبةَ ا ْل َمسي ِح تَ ْح ُ‬‫"ْٗٔل َّ‬ ‫ٕٔ‬
‫ص ُرَنا"‪.‬‬
‫اص ْرتَنِي َو َج َع ْم َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫"٘م ْف َخ ْمؼ َو ِم ْف قُ َّداـ َح َ‬
‫ِ‬ ‫ٕٕ‬
‫ؾ"‪.‬‬‫ت َعمَ َّي َي َد َ‬
‫‪18‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ؽ‪ْ .‬ان ِ‬
‫صفُوا‬ ‫الشِّر‪ .‬تَ َعمَّ ُموا ِف ْع َل ا ْل َخ ْي ِر‪ .‬ا ْ‬
‫طمُُبوا اْل َح َّ‬ ‫َم ِاـ َع ْي َن َّي‪ُ .‬كفُّوا َع ْن ِف ْع ِل َّ‬ ‫ِ‬
‫م ْف أ َ‬
‫حيث ُنالحظ‬‫ُ‬ ‫اموا َع ِف اْل َْرَممَ ِة" (إش ٔ ‪,)ٔٚ–ٔٙ :‬‬ ‫ِ ِِ‬
‫ضوا لْم َيتيـ‪َ .‬ح ُ‬ ‫وـ‪ .‬ا ْق ُ‬ ‫ظمُ َ‬ ‫اْل َم ْ‬
‫بالكؼ عف الشر تسبؽ مثيمتيا بإبتداء عمؿ الخير والشروع فيو‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫أف الوصية‬ ‫َّ‬

‫االمتناع عن الشر وشبو الشر‬


‫لصنع الخير تدفعو دفعاً إلى االمتناع عف كؿ‬ ‫ثـ أف محاولة اإلنساف الجادة ُ‬
‫شر " َو ِش ْب ِو َشٍّر" (ٔتس ٘ ‪ )ٕٕ :‬اْلمر الذي أوصى بو مار بطرس الرسوؿ‬
‫الري ِ‬ ‫َّة اْلعِد ِ‬ ‫َّة اْل َ ِ‬ ‫الرو ِح لِْممحب ِ‬‫ؽ بِ ُّ‬‫اع ِة اْل َح ِّ‬ ‫ِ‬
‫اء‪,‬‬ ‫يمة ِّ َ‬ ‫َخ ِوي َ َ‬ ‫ََ‬ ‫وس ُك ْـ في طَ َ‬‫بقولو "طَيُِّروا ُنفُ َ‬
‫اى ٍر بِ ِش َّد ٍة" (ٔبط ٔ ‪ ,)ٕٕ :‬وأشار إليو مار‬ ‫َحُّبوا بعض ُكـ بعضاً ِمف َقْم ٍب طَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ ُ ْ َْ‬
‫فَأ ِ‬
‫اء تَ ِح ُّؿ لِي لَ ِك ْف لَ ْي َس ُك ُّؿ‬‫بولس الرسوؿ في قولو ِْلىؿ كورينثوس " ُك ُّؿ اْلَ ْشي ِ‬
‫َ‬
‫اء تَ ِح ُّؿ لِي لَ ِك ْف الَ َيتَ َسمَّطُ َعمَ َّي َش ْي ٌء" (ٔكو ‪–ٔٔ : ٙ‬‬ ‫ؽ‪ُ .‬ك ُّؿ اْلَ ْشي ِ‬
‫َ‬ ‫اء تُو ِاف ُ‬‫اْلَ ْشي ِ‬
‫َ‬
‫وـ‪ ,‬لِ َك ْي ُي ْخ َزى‬ ‫ص ِحيحاً َغ ْي َر ممُ ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ٕٔ) ‪ ,‬وفي وصيتو لتمميذه تيطُس َ"و َكالَماً َ‬
‫ٖٕ‬

‫يء َيقُولُوُ َع ْن ُك ْـ" (تيطُس ٕ ‪ُ ,)ٛ :‬م َبيِّناً لو ضرورة‬ ‫اد‪ ,‬إِ ْذ لَ ْي َس لَوُ َش ْي ٌء َرِد ٌ‬
‫ض ُّ‬
‫اْل ُم َ‬
‫لوـ وال ٍ‬
‫عيب‪.‬‬ ‫أف ُيدقّؽ حتى فى كالمو ليصير بال ٍ‬
‫ىذا التدقيؽ الذى يعممو اإلنساف الساعى لمكماؿ ‪,‬ليس خوفاً مف العقاب‬
‫عبر عنو اْلب متى المسكيف حينما قاؿ [ما وجدت فى‬
‫لكف محبةً لمرب‪ ,‬ىو ما ّ‬
‫حياتى قوة ردتنى عف جيالتى أعظـ مف المحبة‪ ,‬المحبة عندى ليا ج أرة أشد‬
‫ينـ]‪.‬‬
‫سطوة عمى ضميرى مف نار ُج ّ‬

‫المحبة الكاممة نياية الطريق‬


‫أخي اًر يصؿ اإلنساف إلى درجة المحبة الكاممة التى "تطرح الخوؼ خارجاً"‬
‫صالِ ٍح" (ٕتى‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صيره "إنساناً هلل َكامالً‪ُ ,‬متَأَىِّباً ل ُك ِّؿ َع َمؿ َ‬
‫(ٔيو ٗ ‪ )ٔٛ :‬والتى تُ ّ‬

‫اس َـ ا ْل َم ِسي ِح" (ٕتى ٕ ‪.)ٜٔ :‬‬


‫اإلثْ َـ ُك ُّؿ َم ْف ُي َس ِّمي ْ‬
‫قارف أيضاً قولو " وْلَيتَ َجَّن ِب ِ‬
‫َ‬
‫ٖٕ‬

‫‪19‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫امالً الَ ُي ْخ َزى‪,‬‬ ‫ِ‬
‫هلل م َزّكى‪ ,‬ع ِ‬ ‫اجتَ ِي ْد أ ِ‬
‫يـ َن ْف َس َؾِ ُ ً َ‬ ‫َف تُق َ‬‫ْ‬ ‫ٖ ‪ , )ٔٚ :‬ف ُيصبح ُمزّكى " ْ‬
‫ام ِة" (ٕتى ٕ ‪ ,)ٔ٘ :‬ذي قمباً كامالً أماـ الرب‬ ‫صالً َكمِمةَ اْلح ِّ ِ ِ ِ‬
‫ؽ باال ْستقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُمفَ ِّ‬
‫ض ِو‬ ‫ب إِلَ ِي َنا ِإ ْذ تَ ِسيروف ِفي فَرائِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫الر ِّ‬
‫امالً لَ َدى َّ‬ ‫كدعوة النبى القائؿ "لي ُكف َقْمب ُكـ َك ِ‬
‫َ ْ ُ ْ‬
‫ص َاياهُ َكيَ َذا اْل َي ْوِـ" (ٔمؿ ‪ ,)ٙٔ : ٛ‬وكشيوة آخر قاؿ "لِ َي ُك ْف َقْمبِي‬ ‫َوتَ ْحفَظُو َف َو َ‬
‫َخ َزى" ( مز ‪ , ) ٛٓ : ٜٔٔ‬ومف ثَّـ يجد نفسو‬ ‫ض َؾ لِ َك ْي الَ أ ْ‬ ‫امالً ِفي فَرائِ ِ‬
‫َ‬
‫َك ِ‬
‫ليية التى كاف يظنيا ُمستحيمة االتماـ والتنفيذ " ُكونُوا أ َْنتُ ْـ‬ ‫لموصية اإل ّ‬
‫ّ‬ ‫تم َماً‬
‫ُم ِّ‬
‫ات ىو َك ِ‬ ‫َف أَبا ُكـ الَِّذي ِفي الس ِ‬ ‫ِِ‬
‫ام ٌؿ" (مت ٘ ‪ ,)ٗٛ :‬والتى سعى‬ ‫َّم َاو ُ َ‬ ‫َ‬ ‫يف َك َما أ َّ َ ُ‬
‫َكامم َ‬
‫ام ٍؿ‪َ .‬متَى تَأْتِي إِلَ َّي؟" (مز ٔٓٔ ‪)ٕ :‬‬ ‫ؽ َك ِ‬ ‫إلييا قبمو النبى داود "أَتَ َع َّق ُؿ ِفي طَ ِري ٍ‬
‫اؿ َقْمبِي ِفي َو َس ِط َب ْيتِي"‬
‫ؾ ِفي َكم ِ‬
‫َ‬ ‫َسمُ ُ‬
‫فأدركيا كما يتضح مف قولو بعدىا ُمباشرةً "أ ْ‬
‫(مز ٔٓٔ ‪.)ٕ :‬‬

‫ال عيب فى تقديم المخافو هلل‬


‫َعطُوا‬‫احد حقو "أ ْ‬ ‫قدـ لكؿ و ٍ‬ ‫فمئف كاف الرسوؿ اذف‪ُ ,‬يوصى بضرورة أف ُن ّ‬
‫اْلج ِميع حقُوقَيـ‪ :‬اْل ِج ْزيةَ لِمف لَو اْل ِج ْزيةُ‪ .‬اْل ِجبايةَ لِمف لَو اْل ِجبايةُ‪ .‬واْل َخو َ ِ‬
‫ؼ ل َم ْف لَوُ‬ ‫ََ َْ ُ ََ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ َ ُ ُُ‬
‫اإل ْك َرُاـ" (رو ٖٔ ‪ )ٚ :‬فال عيب أف يبدأ اإلنساف‬ ‫ِ‬
‫اإل ْكراـ لم ْف لَوُ ِ‬‫ِ‬
‫ؼ‪َ .‬و َ َ َ‬ ‫اْل َخ ْو ُ‬
‫الوصية مف ناحية ومعطياً لنفسو الفرصة ليتدرج‬
‫ّ‬ ‫عالقتو مع اهلل بمخافتو ُمتمماً‬
‫فى عالقتو معو فيصؿ إلى درجة الكماؿ مف ناحية أخرى‪ ,‬وال يقؿ قائؿ بأنو لف‬
‫المبتعد عف الشر! ْلنو كما‬
‫يصؿ أبداً لدرجة الكماؿ ولذلؾ فيو يكتفى بالسموؾ ُ‬
‫أف الطالب الذى يبتغى درجو التفوؽ قد ال يصؿ إلييا بؿ عمى أقؿ تقدير يناؿ‬
‫أما الذى يكتفى بدرجة النجاح قد ال يناليا أبداً ىكذا‬
‫درجو عالية مقبولة‪ ,‬و ّ‬
‫كتفياً بمحاولتو لمحيداف عف الشر لف‬
‫المسيحى الذى ال يبتغى درجة الكماؿ ُم ّ‬
‫يصؿ لمكماؿ مف ناحية وربما أيضاً لف يقدر عمى الحيداف عف الشر مف ناحية‬
‫أخرى!‬
‫‪21‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫مثال يؤكد أىمية الشروع في عمل الخير دون االكتفاء باالبتعاد عن الشر‬
‫تتضح أىمية عمؿ الخير دوف االكتفاء باالبتعاد عف الشر مف قصو الغنى‬
‫وف ِل َي‬ ‫َي صالَ ٍح أ ْ ِ‬
‫َع َم ُؿ لتَ ُك َ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫تقدـ لمرب يسألو "أَيُّيَا اْل ُم َعم ُـ الصَّال ُح‪ ,‬أ َّ َ‬ ‫لما ّ‬‫الذى ّ‬
‫اْلبدية ىو ُمرتبطٌ‬ ‫ّ‬ ‫اْل َح َياةُ اْل ََبِدَّيةُ؟" (مت ‪ )ٔٙ : ٜٔ‬أعمف لو أف نواؿ الحياه‬
‫ت أَف تَ ْد ُخ َؿ اْلحياةَ فَ ْ ِ‬
‫ص َايا" (مت ‪)ٔٚ : ٜٔ‬‬ ‫احفَظ اْل َو َ‬ ‫ََ‬ ‫بحفظ كؿ الوصايا "إِ ْف أ ََرْد َ ْ‬
‫وليس بمجرد الحيداف عف الشر‪ ,‬ذلّؾ ْلف حفظ اإلنساف لكافة الوصايا كفيالً‬
‫ٕٗ‬
‫مجرد الحيداف عف الشر‬
‫أما اكتفاؤه ب ّ‬
‫خطية ‪َّ ,‬‬
‫بحد ذاتو أف يحيد بو عف اتياف ال ّ‬
‫فال ينفعو إذ ال دافع لو لالستمرار فى طريقو‪ ,‬ونالحظ أف وصية السيد المسيح‬
‫مجرد قراءتيا ْلف الذى يق أر قد‬
‫لمشاب كانت توجب ضرورة حفظ الوصايا ال ّ‬
‫ينسى ما قد ق أرهُ أما الذى يجتيد فى الحفظ فحتماً ُيعطو الرب حسب أمانتو‬
‫واجتياده سعياً لمكماؿ‪.‬‬

‫ما بين الزواج والرىبنة من حيث اقتبال السبلم الداخمى‬


‫أما عف السالـ الذى كاف عند اْلب متى المسكيف والذى أراد أف يتنازؿ‬ ‫ّ‬
‫المتضايؽ فال يعنى اقتصاره عمى اْلديرة فقط كتفكير‬ ‫المتعب و ُ‬ ‫عنو لصديقو ُ‬
‫البعض‪ ,‬وا َّال لكاف فى ذلؾ ظُ ٌمـ لمذيف ال يطمبوف الرىبنة وال يسعوف إلييا‪ ,‬وكاف‬
‫الزَنا لِ َي ُك ْف لِ ُك ِّؿ‬
‫أيضاً ُمناقضاً لإلنجيؿ الذى قيؿ فى أحد مواضعو " َولَ ِك ْف لِ َس َب ِب ِّ‬
‫ؾ‬‫ب َو َك َذلِ َ‬ ‫اج َ‬ ‫الرُج ُؿ اْلم أرَةَ َحقَّيا اْلو ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫اح َد ٍة رجمُيا‪ .‬لِي ِ‬
‫وؼ َّ‬ ‫َُ َ ُ‬
‫احٍد ام أرَتُو وْلي ُكف لِ ُك ِّؿ و ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ُ َ َ ْ‬
‫وِ‬
‫َ‬
‫وف‬
‫َما اْل ُمتََزِّو ُج َ‬ ‫الرُج َؿ" (ٔكو ‪ ,)ٖ–ٕ : ٚ‬وقيؿ فيو أيضاً " َوأ َّ‬ ‫اْل َم ْأرَةُ أ َْيضاً َّ‬
‫ؽ اْل َم ْأرَةُ َرُجمَيَا" (ٔكو ‪ِ" ,)ٔٓ : ٚ‬إذاً َم ْف‬ ‫َف الَ تُفَ ِار َ‬ ‫ُوصي ِي ْـ الَ أ ََنا َب ِؿ َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫فَأ ِ‬
‫ب أْ‬
‫َح َس َف" (ٔكو ‪ ,)ٖٛ : ٚ‬فمو أف الجميع‬ ‫َزَّو َج فَ َح َسناً َي ْف َع ُؿ َو َم ْف الَ ُي َزِّو ُج َي ْف َع ُؿ أ ْ‬

‫[في لَ ْحظَ ٍة ِفي طَ ْرفَ ِة َع ْي ٍف (ٔكو ٘ٔ‪-])ٕ٘ :‬المؤلِّؼ‪.‬‬


‫لمز ٍيد مف التفاصيؿ عف ىذه النقطة راجع كتابنا ِ‬ ‫ٕٗ‬

‫‪21‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ؽ ِم َف‬‫َف الَِّذي َخمَ َ‬ ‫َما قَ َأرْتُ ْـ أ َّ‬
‫مدعووف لمرىبنة لمتمتّع بيذا السالـ فمماذا قاؿ الرب "أ َ‬ ‫ّ‬
‫ؽ‬
‫صُ‬ ‫ُمو ويْمتَ ِ‬ ‫اؿ‪ِ :‬م ْف أ ْ‬
‫َج ِؿ َى َذا َيتُْر ُ‬ ‫اْل َب ْد ِء َخمَقَيُ َما َذ َك اًر َوأ ُْنثَى؟ َوقَ َ‬
‫الرُج ُؿ أ ََباهُ َوأ َّ ُ َ َ‬ ‫ؾ َّ‬
‫اح ٌد‪ .‬فَالَِّذي‬
‫احداً‪ .‬إِذاً لَ ْيسا بع ُد اثَْن ْي ِف ب ْؿ جس ٌد و ِ‬ ‫اف جسداً و ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِ ِ ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫وف االثَْن ِ َ َ َ‬ ‫ام َأرَتو‪َ ,‬وَي ُك ُ‬
‫ْ‬
‫َج َم َعوُ المَّوُ الَ ُيفَِّرقُوُ إنساف" (مت ‪)ٙ–ٗ : ٜٔ‬؟ ولماذا بارؾ ُعرس قانا الجميؿ‬
‫المباركة (يو ٕ ‪)ٔ :‬؟ ولماذا اختار‬ ‫أتميا فيو تأكيداً لتمؾ ُ‬ ‫بحضوره وبآيتو التى ّ‬
‫المتزوجيف كبطرس (لو ٗ ‪ ,)ٖٛ :‬ولماذا قيؿ عنو‬
‫بعضاً مف تالميذه مف بيف ُ‬
‫أَّنوُ "ال ُيحابى بيف الوجوه" (رو ٕ ‪ )ٔٔ :‬وىا ىو ُيحابى بيف الذيف يسكنوف‬
‫الصحارى فييبيـ سالمو وبيف اآلخريف فيحرميـ منو! وماذا سيعمؿ الذى ييرب‬
‫فيفاجأ‬
‫مف العالـ لمدير سعياً وراء الشعور الداخمى بالسالـ الذى افتقده فى العالـ ُ‬
‫أَّنوُ ال يزؿ لـ يشعر بو أيضإً٘‪.‬‬

‫اهلل ييب سبلمو لمعالم ُكمّو‬


‫فالروح القدس ىو الذى ييب اإلنساف السالـ الداخمى كما يتضح مف قوؿ‬
‫ث َم َع ُك ْـ إِلَى اْلََبِد" ( يو‬
‫آخ َر لَِي ْم ُك َ‬
‫اآلب فَُي ْع ِطي ُك ْـ ُم َعِّزياً َ‬
‫ب ِم َف ِ‬
‫طمُ ُ‬
‫الرب " َوأ ََنا أَ ْ‬
‫ٗٔ‪ ,)ٔٙ :‬وىو‪ ٕٙ‬مالئٌ لمعالـ كمو كما ُنناجيو فى احدى صموات اْلجبية‬
‫طالبيف حضوره ُليطيّرنا مف كؿ ما ُيع ّكر سالمنا فنقوؿ [أييا الممؾ السمائى‬
‫ومعطى الحياة‪,‬‬
‫عزى الحاضر فى كؿ مكاف والمالئ الكؿ كنز الصالحات ُ‬ ‫الم ّ‬
‫ُ‬
‫تفضؿ وحؿ فينا وطيّرنا مف كؿ دنس أييا الصالح وخمّص نفوسنا] ثـ فى‬ ‫ىمـ ّ‬
‫المخمّص‬
‫نفس الصالة ُنناجى االبف قائميف [كما ُكنت مع تالميذؾ أييا ُ‬
‫ونج نفوسنا]‪ ,‬والرب عندما قاؿ‬
‫وأعطيتيـ السالـ‪ ,‬ىمـ أيضاً ُكف معنا وخمّصنا ِ‬

‫النقطة رداً عمى بعض اْلفكار الخاطئة بِخصوص ىذا الموضوع‪.‬‬


‫نورد ىذه ُ‬
‫ٕ٘‬

‫‪ٕٙ‬‬
‫أى الروح‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫اس ِمي‪ ,‬فَيُ َو ُي َعمِّ ُم ُك ْـ ُك َّؿ َش ْي ٍء‪,‬‬
‫اآلب بِ ْ‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫الذي َسُي ْرسمُوُ ُ‬ ‫الرو ُح اْلقُ ُد ُس‪,‬‬‫َما اْل ُم َعِّزي‪ُّ ,‬‬ ‫"أ َّ‬
‫عينة بسالمو عف‬ ‫يخص فئو ُم ّ‬ ‫(يو ٗٔ‪ )ٕٙ :‬لـ ُ‬ ‫َوُي َذ ِّك ُرُك ْـ بِ ُك ِّؿ َما ُقْمتُوُ لَ ُك ْـ"‬
‫المتزوجيف فقط وال البتولييف وحدىـ بؿ الجميع‪.‬‬
‫اْلخرى فمـ يقصد ُ‬

‫من الذى يتمتّع بالسبلم ومن الذى ُيحرم منو‬


‫‪ٕٚ‬‬
‫فمئف كاف اهلل موجوداً فى كؿ مكاف (مز ‪ , )ٛ–ٚ : ٖٜٔ‬وروحو يمأل‬
‫ستعداً أف ييب الجميع السالـ الذى يفوؽ كؿ عقؿ (في ٗ‪ )ٚ :‬فمف ىو‬
‫الكؿ ُم ّ‬
‫الذى يفقد ىذا السالـ ومف ىو الذى يتمتّع بو‪ٕٛ‬؟‬

‫المختمفة من أسباب فُقدان السبلم‬


‫االنشغاالت ُ‬
‫‪ٕٜ‬‬
‫بانشغاالتو‬ ‫اإلنساف ‪,‬أياً كاف مكاف وجوده و ُسكناه‪ ,‬سواء بالدير أو بالعالـ‬
‫َما َش ْعبِي فَقَ ْد َب َد َؿ‬ ‫ت آلِيَةً؟ أ َّ‬ ‫ُمةٌ آلِيَةً َوِى َي لَ ْي َس ْ‬
‫ت أّ‬ ‫"ى ْؿ َب َدلَ ْ‬
‫الكثيرة التى ال تنفع َ‬
‫ام َعةُ‪.‬‬‫اؿ اْلج ِ‬ ‫اط ِ‬ ‫اط ُؿ اْلَب ِ‬ ‫م ْج َده بِما الَ ي ْنفَع!" (إر ٕ ‪ ,ٖٓ)ٔٔ :‬وال تدوم "ب ِ‬
‫يؿ قَ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫اط ُؿ اْل ََباطيؿ اْل ُكؿ َباط ٌؿ»‪َ .‬ما اْلفَائ َدةُ لإلنساف م ْف ُك ِّؿ تَ َعبِو الذي َيتْ َعُبوُ تَ ْح َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«ب ِ‬
‫َ‬
‫ؽ‬ ‫ض قَائِمةٌ إِلَى اْل ََبِد‪ .‬و َّ‬
‫الش ْم ُس تُ ْش ِر ُ‬ ‫يء َواْل َْر ُ‬
‫ِ‬
‫س؟ َد ْوٌر َي ْمضي َوَد ْوٌر َي ِج ُ‬ ‫َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وب‬‫ب إِلَى اْل َجُن ِ‬ ‫يح تَ ْذ َى ُ‬ ‫ؽ‪ .‬اَ ِّلر ُ‬‫ث تُ ْش ِر ُ‬ ‫ض ِعيَا َح ْي ُ‬
‫الشمس تَ ْغرب وتُس ِرعُ إِلَى مو ِ‬
‫َْ‬ ‫َو َّ ْ ُ ُ ُ َ ْ‬
‫يح‪ُ .‬ك ُّؿ اْل َْنيَ ِار‬ ‫الر ُ‬ ‫ب َدائِ َرةً َد َوَراناً َوِالَى َم َد َاراتِيَا تَْرِجعُ ِّ‬ ‫اؿ‪ .‬تَ ْذ َى ُ‬ ‫الشم ِ‬
‫ِّ‬
‫ور إلَى َ‬
‫وتَ ُد ِ‬
‫َ ُ‬

‫ت إِلَى السَّماو ِ‬
‫ص ِع ْد ُ‬ ‫‪ٚ" ٕٚ‬أ َْيف أَ ْذ َىب ِم ْف ر ِ‬
‫ؾ َوِا ْف‬
‫ت ُىَنا َ‬
‫ات فَأ َْن َ‬ ‫ََ‬ ‫ب؟ ‪ٛ‬إِ ْف َ‬
‫َى ُر ُ‬ ‫ؾ َو ِم ْف َو ْج ِي َ‬
‫ؾ أ َْي َف أ ْ‬ ‫وح َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت ِف ْ َ َ َ َ ْ َ‬
‫ت"‪.‬‬ ‫َن‬
‫أ‬ ‫ا‬‫ي‬‫ف‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫او‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫فََر ْش ُ‬
‫‪ٕٛ‬‬
‫سنتناوؿ الفئة اْلولى ْلف عكس أسباب فُقداف السالـ ىى عينيا وسيمة التمتّع بو‪.‬‬
‫‪ٕٜ‬‬
‫دير‪.‬‬
‫تُطمؽ لفظة [العالـ] في الوسط الرىباني عمى كؿ ما ىو ليس ٌ‬
‫ؾ َو ُم َعمِّ ُـ ا ْل َك ِذ ِب‬
‫صانِ ُعوُ أ َِو ا ْل َم ْسُبو ُ‬
‫وت َحتَّى َن َحتَوُ َ‬
‫"ما َذا َنفَ َع التِّ ْمثَا ُؿ ا ْل َم ْن ُح ُ‬
‫قارف قوؿ الكتاب أيضاً َ‬
‫ٖٓ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَنعُ أ َْوثَاناً ُب ْكماً؟" (حب ٕ ‪.)ٔٛ :‬‬ ‫ص ْن َعةً َيتَّك ُؿ َعمَْييَا فََي ْ‬
‫َحتَّى إِ َّف الصَّان َع َ‬
‫‪23‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ت ِم ْنوُ اْل َْنيَ ُار إِلَى‬ ‫اف الَِّذي َج َر ْ‬
‫آلف‪ .‬إِلَى اْل َم َك ِ‬
‫تَ ْج ِري إِلَى اْل َب ْح ِر َواْل َب ْح ُر لَْي َس بِ َم َ‬
‫سبب التعب "اَْل ُمولَعُ بِاْل َك ْس ِب‬ ‫ٖٔ‬
‫اج َعةً" (جا ٔ ‪ , )ٚ–ٕ :‬بؿ والتى تُ ّ‬ ‫ب رِ‬
‫اؾ تَ ْذ َى ُ َ‬ ‫ُى َن َ‬
‫ليية‬
‫الوصية اإل ّ‬ ‫ّ‬ ‫يش" (أـ ٘ٔ ‪ ,)ٕٚ :‬يحيد عف‬ ‫ُي َك ِّد ُر َب ْيتَوُ َواْل َك ِارهُ اْليَ َد َايا َي ِع ُ‬
‫اآلمرة بطمب "ممكوت اهلل و ّبره" (مت ‪ )ٖٖ :ٙ‬فينطفئ داخمو الروح (ٔتس ٘ ‪:‬‬
‫شقاء وضي ٍ‬
‫ؽ‬ ‫ٍ‬ ‫داخمياً يفوؽ العقؿ‪ ,‬وىكذا يمضى فى‬ ‫‪ )ٜٔ‬الذى ييبو سالماً‬
‫ٕٖ‬
‫ّ‬
‫وحزف ُمعتقداً أف عدـ ىروبو لمبرّية ىو سبب شقاؤه فى حيف أف عدـ استخدامو‬ ‫ٍ‬
‫وف َى َذا اْل َعالَ َـ َكأََّنيُ ْـ الَ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫يف َي ْستَ ْعممُ َ‬
‫لما فى العالـ بتع ّقؿ كقوؿ الرسوؿ " َوالذ َ‬
‫َف َى ْي َئةَ َى َذا اْل َعالَِـ تَُزو ُؿ" (ٔكو ‪ )ٖٔ : ٚ‬ىو السبب فى فقدانو‬ ‫َي ْستَ ْع ِممُ َ‬
‫ونوُ‪ْ .‬ل َّ‬
‫لمسالـ‪.‬‬

‫اهلل يجتذب اإلنسان ليطمبو ويسعى إليو‬


‫عمى أف اهلل مف محبتو العجيبة لمبشر جعؿ االحساس الداخمى بالسالـ‬
‫لإلنساف محصو اًر فى طمب الممكوت فقط إذ ىو يعمـ بميموُٖٖ الدائـ وسعيو‬
‫ص ُّوِر أَ ْف َك ِار َقْمبِ ِو إَِّن َما ُى َو ِشِّر ٌير‬ ‫َّ‬
‫الحثيث إلى اْلرضيات والى الشر ْلف " ُكؿ تَ َ‬
‫ُك َّؿ َي ْوٍـ" (تؾ ‪ ,)٘ : ٙ‬ولو أَّنوُ قد جعؿ شعور اإلنساف بالسالـ فى أى شئ‬
‫أرضي آخر لحاد اإلنساف عف طمب الممكوت ساعياً لنواؿ ذلؾ الشئ‪ ,‬ولذلؾ‬
‫فأى طريؽ آخر يميجو اإلنساف أو أى انشغاؿ آخر يستيويو ال يشعر فيو‬

‫ض َرِرِه‪ .‬فَيَمَ َك ْ‬ ‫ونةٌ لِ ِ ِ‬ ‫ت َّ‬


‫صاحبِيَا ل َ‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫َخبِ ٌ‬
‫ٖٔ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫صَ‬ ‫س‪ :‬ثَْرَوةٌ َم ُ‬ ‫يث َأرَْيتُوُ تَ ْح َ‬
‫وج ُد َشٌّر‬ ‫قارف قوؿ الكتاب ُ"ي َ‬
‫ِ‬ ‫ط ِف أ ِّ ِ‬
‫َو َما بَِي ِد ِه َش ْي ٌء‪َ .‬ك َما َخ َرَج ِم ْف َب ْ‬ ‫ؾ الثَّْرَوةُ بِأ َْم ٍر َسي ٍ‬‫تِْم َ‬
‫ُمو ُع ْرَياناً َي ْر ِجعُ َذاىباً َك َما َج َ‬
‫اء‬ ‫ِّئ ثَُّـ َولَ َد ْابناً‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْخ ُذ َش ْيئاً ِمف تَعبِ ِو فَي ْذى ِ ِ ِ ِ‬
‫ب بِو في َيده‪َ .‬و َى َذا أ َْيضاً َمص َيبةٌ َرِد َيئةٌ‪ .‬في ُك ِّؿ َش ْيء َك َما َج َ‬
‫اء َى َك َذا‬ ‫ْ َ َ َُ‬ ‫َوالَ َيأ ُ‬
‫ب لِ ِّمري ِح؟" (جا ٘ ‪.)ٔٙ–ٖٔ :‬‬ ‫ٍ َِِّ ِ‬
‫ب فَأََّيةُ َم ْنفَ َعة لَوُ لمذي تَع َ‬ ‫َي ْذ َى ُ‬
‫ط ِفُئوا ُّ‬
‫الرو َح"‪.‬‬ ‫"‪ٜٔ‬الَ تُ ْ‬
‫ٕٖ‬

‫ٖٖ‬
‫المقصود‪ :‬ميؿ اإلنساف‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ونجاح‪ ,‬ومف ثََّـ يرجع لطمب الممكوت‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مركز‬ ‫بسالـ ميما بمغ فيو مف ٍ‬
‫شأف‬
‫ليتمتّع بالسالـ اإلليى والذي يختبره ليس فى آخر الطريؽ المؤدى لمممكوت بؿ‬
‫وأيضاً فى بدائتو‪َّ .‬‬
‫وكأف الرب لحنانو ولمعرفتو بضعؼ الطبيعة البشرّية الخاطئة‬
‫يجتذب اإلنساف ليطمب الممكوت عف طريؽ بعض التعزيات الخفية أثناء سموكو‬
‫بالطريؽ الضيؽ والكرب (مت ‪ )ٔٗ :ٚ‬وذلؾ لكي ما يستحث لديو الرغبة في‬
‫بصبر وبِ ُش ٍ‬
‫كر أمالً في بموغ نياية الطريؽ الذي‬ ‫ٍ‬ ‫احتماؿ آالـ الطريؽ الروحي‬
‫يؤوؿ إلى الممكوت‪.‬‬

‫ٖٗ‬
‫اآلالم التى يسمح بيا اهلل سبب لخبلص اإلنسان‬
‫نفس اْلمر نقولو عندما يسمح اهلل لإلنساف باالحتياج لبعض‬
‫َّ‬
‫وكأف اهلل إنما يستدرج اإلنساف لطمبو مف خالؿ احتياجو إليو‬ ‫الضرورياتٖ٘‪,‬‬
‫نسى اإلنساف ما كاف يطمبو‪ ,‬وىو عينو‬‫داخمياً عجيباً قد ُي ّ‬
‫ّ‬ ‫ومف ثََّـ ييبو سالماً‬
‫مرة وقفت‬
‫المعنى الذي َعب ََّر عنو اْلب متى المسكيف في قولو مناجياً نفسو [كم ّ‬
‫ستعصية ليس ليا‬
‫ّ‬ ‫أمام اهلل ومعى مشاكل ىذا عددىا‪ ,‬وأسئمة عديدة‪ ,‬أسئمة ُم‬
‫البكاء إلى نوع من الحزن لعدم وجود حل‪,‬‬
‫تتحول إلى ُبكاء ومن ُ‬
‫حل‪ ,‬وكانت ّ‬
‫ومرات أننى‬
‫مرة ّ‬‫وأطمب من صبلة الى صبلة لع ّل الرب يستجيب‪ ,‬ثم حدث ّ‬
‫لى‪ ,‬فبل أحتمل وأقوم واصمى فأجد أن كل‬
‫أن الرب قريب وقد اقترب إ َّ‬
‫أحسست َّ‬
‫األسئمة سقطت ولم يقف أمامى أى سؤال‪ ,‬ليس ألنو قد ُوجدت حموال‬

‫أف اآلالـ نفسيا ال تُ َخمِّص اإلنساف‪ ,‬إنما ىي وسيمة يستخدميا اهلل بِ ٍ‬


‫حكمة لديو‬ ‫غني عف الذكر َّ‬ ‫ٖٗ‬

‫يب عمى اْلرض‬‫وبسما ٍح منو لكي ما يمفت انتباه اإلنساف المنشغؿ بالعالـ واْلرضيات إلى أنوُ غر ٌ‬
‫وأنوٌ في احتيا ٍج لكي ما يسعى بِكامؿ نشاطو الكتشاؼ أف وطنو اْلصمي والدائـ ىو الممكوت اْلبدي‬
‫ضيِّعوُ‪.‬‬
‫الجيد لكي يبمغو وال ُي َ‬
‫والذي يجب عميو أف يجتيد تماـ ُ‬
‫الجسدية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ٖ٘ مثؿ االحتياج لمزواج أو لالنجاب أو لمحصوؿ عمى عمؿ أو حتى لمصحة‬
‫‪25‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫لؤلسئمة‪ ,‬بل تكون ىى نفسيا قد اُلغيت فبل أجد لمسؤال مكانا ال فى حياتى وال‬
‫يعد ُىناك سؤال‬
‫في قد ح ّل كل المشاكل ولم ُ‬ ‫فى نفسى‪ ,‬إ َّن وجود المسيح ّ‬
‫يحتاج إلى اجابو]‪ ,‬وفى قولو أيضاً [إذا تحسست وجود الرب فى حياتى ففى‬
‫الحال ال أجد مشاكل‪ ,‬وقد أصبحت األسئمة ليست ليا قيمة فى وجوده‪ ,‬فالعقل‬
‫عمى أحزن‪ ,‬ولكن حالما أشعر أن‬ ‫عمى بالسؤال‪ ,‬واذا لم يرد الرب ّ‬ ‫كان يمح َّ‬
‫فى وأ َّن ُو قريب منى واشعر بو فى حياتى أجد أن السؤال صار‬ ‫الرب موجود ّ‬
‫سخيفا لدرجة أ َّن ُو ال يحتاج إلى اجابة ألنو قد تبلشى ب ُك ّميتو فى اختبار‬
‫االحساس بوجود اهلل]‪.‬‬

‫اإلنسان قد ُيزيد تعبو بنفسو‬

‫تكرر‪ ,‬يندفع بأكثر فى‬ ‫الم ّ‬ ‫أما اإلنساف الذى ال ينتبو ليذا االسموب اإلليى ُ‬
‫ّ‬
‫ظناً منو أنَّيَا تُنسيو تعبو ومف ثََّـ‬
‫انشغاالتو ‪,‬الضرورى منيا وغير الضرورى‪ّ ,‬‬
‫ب‪ ,‬ونفس اْلمر نقولو عف أحداث‬ ‫تيبو سالماً وراحةً فيتعب بأكثر مما تَ َع َ‬
‫تكررة‪ ,‬فكثرة انشغاالت اإلنساف بيا وقمقو حياليا‬
‫الم ّ‬
‫المختمفة و ُ‬
‫االضطيادات ُ‬
‫‪ٖٙ‬‬
‫وضح مدى‬ ‫تحجب رؤيتو فال يقوـ بالربط بينيا وبيف اعالنات االنجيؿ التى تُ ّ‬
‫وف لَ ُك ْـ ِف َّ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫حكمة اهلل فى ضبطو لكافة اْلحداث كقولو "ٖٖقَ ْد َكم ْمتُ ُك ْـ بِيَ َذا ل َي ُك َ‬
‫ت اْل َعالَ َـ" ( يو ‪:ٔٙ‬‬ ‫يؽ‪َ ,‬ولَ ِك ْف ثِقُوا‪ :‬أ ََنا قَ ْد َغمَ ْب ُ‬ ‫سالَـ‪ِ .‬في اْلعالَِـ سي ُكوف لَ ُكـ ِ‬
‫ض ٌ‬ ‫َ ََ ُ ْ‬ ‫َ ٌ‬
‫ٖٖ)‪ ,‬فيفقد سالمو الداخمى شاع اًر بتعب الترؾ والتخمّى مف جانب اهلل الذى ىو‬
‫المضطيديف‬
‫عينو مف سمح بكافة اْلحداث والظروؼ لصالح الجميع بؿ ولخير ُ‬
‫أنفسيـ‪.‬‬

‫‪ٖٙ‬‬
‫أى تمؾ اْلحداث‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫وال يقؿ قائ ٌؿ أف ىذه الدرجة تخص أقوياء‪ ,‬ال ضعيفى اإليماف ْلف الرب‬
‫المندفع الواثؽ مف ايمانو‪ ٖٚ‬واستجاب لمف اعترؼ‬ ‫قدس عاتب ُ‬ ‫الم ّ‬
‫فى الكتاب ُ‬
‫يمانِي" (مر ‪ )ٕٗ :ٜ‬ومف ثََّـ‬ ‫ِ‬ ‫بضعؼ ايمانو قائالً "أُو ِمف يا سي ُ ِ‬
‫ِّد‪ ,‬فَأَع ْف َع َد َـ إ َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫شفى ابنو مف الروح النجس‪.‬‬

‫ما بين استخدام اإلنسان لمعالم وانشغالو بو‬


‫إذف‪ ,‬الوجود بالعالـ ليس مف شأنوُ أف ُيفقد اإلنساف سالمو! لكف ما ُيفقده‬
‫تؤكدهُ بعض‬‫ضيعو ىو االنشغاؿ بما فى العالـ‪ ,‬وىذا عينو ما ِّ‬ ‫وي ّ‬
‫اياه ُ‬
‫نجيمية التى لـ تسكف البرارى والصحارى ومع ذلؾ كاف ليا‬‫الشخصيات اإل ّ‬
‫قوي ٍة بالرب وسعى دائـ فى إثر الممكوت‪,‬‬ ‫ٍ‬
‫داخمياً نابعاً عف عالقة ّ‬
‫ّ‬ ‫سالماً‬
‫كابراىيـ وصموئيؿ النبي وداود وبطرس و ُكميـ كانوا متزوجيف وبعضيـ كاف لو‬
‫لكنيا لـ تحرميـ مف السعى الدائـ والدؤوب‬
‫أبناء ومف ثََّـ كانت ليـ انشغاالت ّ‬
‫ٌ‬
‫فى إثر الممكوت!‬

‫لفظو [العالم] فى استخدامات االنجيل‬


‫وال يغيب عف باؿ إنساف أف كممة العالـ فى اعالف الرب الذى قاؿ فيو‬
‫يؽ‪َ ,‬ولَ ِك ْف‬
‫ض ٌ‬‫"ٖٖقَ ْد َكمَّمتُ ُكـ بِي َذا لِي ُكوف لَ ُكـ ِف َّي سالَـ‪ِ .‬في اْلعالَِـ سي ُكوف لَ ُكـ ِ‬
‫َ ََ ُ ْ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ْ ْ َ َ َ ْ‬
‫ت اْل َعالَ َـ" ( يو ‪ )ٖٖ :ٔٙ‬تشمؿ كؿ مكاف يسكنو مف يدعو‬ ‫ثِقُوا‪ :‬أ ََنا قَ ْد َغمَْب ُ‬
‫البرّية لو‬
‫ييج عميو أتباعو‪ ,‬فالذى يسكف ّ‬
‫باسـ الرب فال يطيقو الشيطاف وىكذا ُي ّ‬
‫المدف لو نصيب أيضاً مف التعب‪ ,‬وبدييى‬
‫نصيب مف ىذا الضيؽ والذى يسكف ُ‬

‫اف لِ َما َذا َش َك ْك َ‬


‫يم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٖٚ‬‬
‫ت؟" (مت ٗٔ‪ )ٖٔ :‬أى لماذا تشككت بعدما‬ ‫مثؿ بطرس الذى قاؿ لو َ"يا َقمي َؿ اإل َ‬
‫أعمنت عف إيمانؾ القوى ونزلت مف المركب لمسير عمى البحر اليائج‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫‪ٖٜ‬‬
‫ىو أف‬ ‫أف الضيؽ اْلوؿ يختمؼ عف اآلخر‪ ,ٖٛ‬لكف ىدؼ اهلل منيما واحد‬ ‫َّ‬
‫لمجد أكثر بحسب ما احتمموا وصبروا‬ ‫ٍ‬ ‫ُيزّكى إيماف كال الفريقيف لكي يؤىميـ‬
‫بشكر وبفرح كقوؿ الرسوؿ بولس "ِإ ْف ُكَّنا َنتَأَلَّ ُـ َم َعوُ لِ َك ْي َنتَ َمج َ‬
‫َّد أ َْيضاً َم َعوُ" (رو‬
‫‪ ,)ٔٚ :ٛ‬وىكذا يشعر اإلنساف غير ال ُمنشغؿ بالعالـ أنو ‪,‬أى العالـ‪ ,‬كمو بكافة‬
‫عزياتو ُيمثّؿ جزءاً يسي اًر جداً ال‬ ‫وم ّ‬ ‫أحداثو واضطراباتو وضيقاتو وأتعابو وأفراحو ُ‬
‫يزيد عف قطرة واحدة أماـ احدى صفات اهلل الذى يقؼ أمامو ويمتمسو ويحبو‪,‬‬
‫وىكذا ال تسود عميو أية أحداث وال تُفقده سالمو الداخمى ومف ثََّـ يبتدئ يشعر‬
‫بصغر العالـ فى عينيو مختب اًر قوؿ النبى فى المزمور "ٔاَهللُ لََنا َمْم َجأٌ َوقُ َّوةٌ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫عوناً ِفي ِّ ِ‬
‫ض َولَ ِو‬ ‫الضيقَات ُو ِج َد َشديداً‪ٕ .‬ل َذل َؾ الَ َن ْخ َشى َولَ ْو تََز ْح َز َحت اْل َْر ُ‬ ‫َْ‬
‫ْان َقمََب ِت اْل ِج َبا ُؿ إِلَى َقْم ِب اْلبِ َح ِار" (مز ‪.)ٕ-ٔ :ٗٙ‬‬

‫الحقيقية‬
‫ّ‬ ‫رسالو المسيحى‬
‫اْلرضيات ال يفقد فقط سالمو الداخمى فيحيد عف‬ ‫ّ‬ ‫المسيحى الذى تشغمو‬
‫الحقيقية مف وجوده فى العالـ‬ ‫ّ‬ ‫الخالص‪ ,‬إنما وأيضاً يفوتو تماماً أف ُيدرؾ رسالتو‬
‫ِ‬
‫َف تَأْتُوا‬ ‫َّد أَبِي‪ :‬أ ْ‬
‫وصية الرب " ِبيَ َذا َيتَ َمج ُ‬ ‫أال وىى السعى لخالص اآلخريف إتماماً ل ّ‬
‫اختَْرتُ ُمونِي َب ْؿ أ ََنا ْ‬
‫اختَْرتُ ُك ْـ‪,‬‬ ‫وف" (يو ٘ٔ ‪" ,)ٛ :‬لَ ْي َس أ َْنتُُـ ْ‬ ‫ون َ‬ ‫ير فَتَ ُك ُ‬‫بِثَ َم ٍر َكثِ ٍ‬
‫اآلب ُك َّؿ َما طَمَ ْبتُ ْـ‬
‫ُ‬ ‫وـ ثَ َم ُرُك ْـ‪ ,‬لِ َك ْي ُي ْع ِط َي ُك ُـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوأَقَ ْمتُ ُك ْـ لتَ ْذ َىُبوا َوتَأْتُوا بثَ َم ٍر‪َ ,‬وَي ُد َ‬
‫اس ِمي" (يو ٘ٔ ‪ّ , )ٔٙ :‬‬ ‫بِ ْ‬
‫ٓٗ‬
‫لكنو حينما يدرؾ معنى الخالص الذى وىبو الرب‬

‫‪ٖٛ‬‬
‫البرّية لف ُي َجرَّب ‪,‬في أغمب اْلحياف‪ ,‬باالحتياج لمزواج أو لالنجاب أو لمماؿ أو لمعمؿ‬
‫فساكف ّ‬
‫البرّية‪.‬‬
‫جرب بو ساكف ّ‬‫جرب بما ُي ّ‬
‫المدف لف ُي ّ‬
‫وىكذا فساكف ُ‬
‫أف اهلل ىو الذي يجمب الضيؽ ‪,‬حاشا‪ ,‬إنما ىو ُي َح ِّوؿ الضيؽ إلى فرح والتعب إلى راحة‪.‬‬ ‫‪ ٖٜ‬ال نقصد َّ‬
‫َّ ِ ِ َِّ ِ ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قارف وصية الرسوؿ بولس بِخصوص نفس النقطة "ْلََّنَنا َرائ َحةُ ا ْل َمسي ِح الذكيَّة لمو‪ ,‬في الذ َ‬
‫ٓٗ‬
‫يف‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫وف" (ٕكو ٕ ‪.)ٔ٘ :‬‬ ‫وف َوِفي الذ َ‬
‫يف َي ْيم ُك َ‬ ‫ص َ‬‫َي ْخمُ ُ‬
‫‪28‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ٕٗ‬ ‫ٔٗ‬
‫تغنّياً مع النبى‬ ‫يسوع مجاناً (رو ٖ‪ )ٕٗ :‬بنعمتو (أؼ ٕ ‪ )٘ :‬فيطفؽ ُم ّ‬
‫صنِي‪.‬‬ ‫اء‪ .‬تَ َذلَّْم ُ َّ‬
‫ت فَ َخم َ‬
‫ب ح ِافظُ اْلبسطَ ِ‬
‫َُ‬ ‫الر ُّ َ‬ ‫يـ‪َّ .‬‬ ‫ِ‬
‫يؽ َوِالَيَُنا َرح ٌ‬
‫اف و ِ‬
‫ص ِّد ٌ‬ ‫ب َحَّن ٌ َ‬ ‫الر ُّ‬
‫" َّ‬
‫ت َن ْف ِسي ِم َف‬‫َح َس َف إِلَ ْي ِؾ‪ْ .‬لََّن َؾ أ َْنقَ ْذ َ‬
‫ب قَ ْد أ ْ‬ ‫الر َّ‬
‫َف َّ‬‫احتِ ِؾ ْل َّ‬ ‫ِ‬
‫ْارِجعي َيا َن ْفسي إِلَى َر َ‬
‫ِ‬
‫َحي ِ‬
‫اء"‬ ‫ب ِفي أ َْر ِ‬ ‫ؾ قُ َّد َاـ َّ‬
‫الر ِّ‬ ‫الد ْم َع ِة وِر ْجمَ َّي ِم َف َّ‬
‫الزلَ ِ‬ ‫اْل َم ْو ِت و َع ْينِي ِم َف َّ‬
‫ض اْل ْ َ‬ ‫َسمُ ُ‬
‫ؽ‪ .‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تأخذه الحمية‬ ‫(مز ‪ ,)ٜ–٘ : ٔٔٙ‬ال َي ُعد يطيؽ رؤية اُناساً لـ يخمُصوا بعد إذ ُ‬
‫بسببيـ (مز ‪ )ٖ٘ : ٜٔٔ‬فيصير ‪,‬بعدما كاف يسعى بالكاد لخالص نفسو‪,‬‬
‫طالباً ُمصمّّياً ليـ مف أجؿ أف يقبموا خالص الرب‪.‬‬

‫الكرازة لآلخرين ليست ارتقاء لئل نسان فوق ما ينبغى لو‬


‫ٖٗ‬
‫تئياً فوؽ ما ينبغى لو أف يرتئى (رو‬ ‫أف المسيحى فى ذلؾ ال يكوف مر ّ‬ ‫بيد َّ‬
‫ليياً بالك ارزة لممؤمنين الذيف فترت ح اررتيـ‬ ‫تمـ أم اًر إ َّ‬‫ٕٔ ‪ ,)ٖ :‬ذلؾ ْلنَّوُ ُي ّ‬
‫نى‪َ ,‬وأ َْنتُ ْـ بِ ُك ِّؿ ِح ْك َم ٍة‬ ‫الروحية كقوؿ الرسوؿ "لِتَس ُكف ِفي ُكـ َكمِمةُ اْلم ِس ِ ِ ِ‬
‫يح بغ ً‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َغان َّي ُروحَّية‪ ,‬بِن ْع َمة‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫يح َوأ َ‬ ‫ض ُك ْـ َب ْعضاً‪ ,‬بِ َم َزام َير َوتَ َسابِ َ‬‫وف َب ْع ُ‬ ‫وف َو ُم ْنذ ُر َ‬‫ُم َعم ُم َ‬
‫ب" (كو ٖ ‪ ,)ٔٙ :‬ولغير المؤمنين كما أوصى قائالً‬ ‫يف ِفي ُقمُوبِ ُك ْـ لِ َّمر ِّ‬ ‫ِ‬
‫ُمتََرِّنم َ‬
‫ت‪ٙ.‬لِ َي ُك ْف َكالَ ُم ُك ْـ ُك َّؿ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف ُى ْـ م ْف َخ ِارٍج‪ُ ,‬م ْفتَد َ‬
‫يف اْل َوْق َ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫"اُ ْسمُ ُكوا بِح ْك َمة م ْف ِجيَة الذ َ‬
‫احٍد" (كو ٗ ‪:‬‬ ‫ؼ ي ِجب اف تُج ِاوبوا ُك َّؿ و ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫صمَحاً بِمْم ٍح‪ ,‬لتَ ْعمَ ُموا َك ْي َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِح ٍ ِ ٍ‬
‫يف بِن ْع َمة‪ُ ,‬م ْ‬
‫جدؼ عمى االسـ الحسف" (رو ٕ‪,ٗٗ)ٕٗ :‬‬ ‫جدفين "لكى ال ُي ّ‬ ‫لمم ّ‬‫٘)‪ ,‬و ُ‬
‫وف‬ ‫ولممفترين "وأَف تَ ُكوف ِسيرتُ ُكـ ب ْيف اْلُمِـ حس َنةً‪ ,‬لِ َكي ي ُك ُ ِ‬
‫ونوا في َما َي ْفتَُر َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع َمال ُك ُـ اْل َح َس َنة التي‬ ‫َجؿ أ ْ‬ ‫وف اهللَ في َي ْوِـ اال ْفتقَاد‪ ,‬م ْف أ ْ‬ ‫ِّد َ‬
‫َعمَ ْي ُك ْـ َكفَاعمي َشٍّر ُي َمج ُ‬

‫ع ا ْل َم ِسي ِح"‪.‬‬ ‫اء الَّ ِذي بَِي ُسو َ‬ ‫"ٕٗمتَبِّرِريف مجَّاناً بِنِعمتِ ِو بِا ْل ِف َد ِ‬ ‫ٔٗ‬
‫َْ‬ ‫َُ َ َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحَي َانا َم َع ا ْل َمسي ِح‪ ,‬بِالن ْ‬ ‫ات بِا ْل َخطَ َايا أ ْ‬
‫ٕٗ‬
‫وف"‪.‬‬
‫ص َ‬‫ِّع َمة أ َْنتُ ْـ ُم َخم ُ‬ ‫"٘ َوَن ْح ُف أ َْم َو ٌ‬
‫ٖٗ‬
‫أى فى ك ارزتو لآلخريف‪.‬‬
‫ؼ َعمَْي ِو بِ َسَببِ ُك ْـ َب ْي َف اْل َُمِـ"‪.‬‬ ‫َف اسـ ِ‬
‫اهلل ُي َج َّد ُ‬ ‫"ْٕٗل َّ ْ َ‬
‫ٗٗ‬

‫‪29‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ونيَا" (ٔبط ٕ ‪ ,)ٕٔ :‬ولؤلغبياء الذيف يجيموف حقائؽ االيماف‬ ‫ُيالَ ِحظُ َ‬
‫الن ِ‬
‫اس‬ ‫َف تَ ْف َعمُوا اْل َخ ْي َر فَتُ َس ِّكتُوا َجيَالَةَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيسخروف منو " ْل َّ‬
‫َف َى َك َذا ى َي َمش َيئةُ اهلل أ ْ‬
‫اء" (ٔبط ٕ ‪ ,)ٔ٘ :‬ولممقاومين "مؤِّدباً بِاْلوَد ِ‬ ‫َغبِي ِ‬
‫َف‬
‫يف‪َ ,‬ع َسى أ ْ‬ ‫اعة اْل ُمقَ ِاو ِم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫اْل ْ َ‬
‫صيُ ْـ ِإل َر َادتِ ِو"‬ ‫ِ‬
‫يس إِ ْذ قَد ا ْقتََن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ؽ‪ ,‬فََي ْستَفيقُوا م ْف فَ ِّخ إِْبم َ‬ ‫ُي ْع ِط َييُ ُـ اهللُ تَ ْوَبةً لِ َم ْع ِرفَ ِة اْل َح ِّ‬
‫ب َي ِج ُد إِ ْخ َوتُ ُك ْـ َوَبُنو ُك ْـ‬ ‫وع ُك ْـ إِلَى َّ‬
‫الر ِّ‬ ‫(ٕتى ٕ ‪ ,)ٕٙ–ٕ٘ :‬ولمبلىين" ْلََّنوُ بِرُج ِ‬
‫ُ‬
‫ب إِلَيَ ُك ْـ َحَّن ٌ‬
‫اف‬ ‫الر َّ‬
‫َف َّ‬ ‫ض ْل َّ‬ ‫وف إِلَى َىِذ ِه اْل َْر ِ‬ ‫ونيُ ْـ فََي ْرِج ُع َ‬ ‫يف َي ْسُب َ‬ ‫ر ْحمةً أَم َِّ‬
‫اـ الذ َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫امم‬ ‫ِ‬
‫يـ َوالَ ُي َح ِّو ُؿ َو ْجيَوُ َع ْن ُك ْـ ِإ َذا َر َج ْعتُ ْـ ِإلَ ْيو" (ٕأخ ٖٓ ‪ ,)ٜ :‬ولشعوب و َّ‬ ‫ِ‬
‫َوَرح ٌ‬
‫ؾ‬‫ضَ‬ ‫ِ‬ ‫َحب ْبتُ َؾ‪ .‬أ ْ ِ‬ ‫ت َع ِزي اًز ِفي َع ْي َن َّ‬ ‫بأكمميا "إِ ْذ ِ‬
‫ُعطي أ َُناساً ع َو َ‬ ‫ي ُم َك َّرماً َوأ ََنا قَ ْد أ ْ َ‬ ‫ص ْر َ‬
‫طمُُبوا َسالَ َـ اْل َمِد َين ِة الَّتِي‬ ‫لمدن كثيرة " َوا ْ‬ ‫ض َن ْفس َؾ" (إش ٖٗ ‪ ,)ٗ :‬و ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ُش ُعوباً ع َو َ‬
‫ِ‬ ‫َجمِيَا إِلَى َّ‬ ‫صمُّوا ْل ْ‬
‫وف لَ ُك ْـ َسالَ ٌـ" (إر ‪: ٕٜ‬‬ ‫ب ْلََّنوُ بِ َسالَميَا َي ُك ُ‬ ‫الر ِّ‬ ‫َس َب ْيتُ ُك ْـ إِلَْييَا َو َ‬
‫ض‪َ ,‬ولَ ِك ْف إِ ْف فَ َس َد اْل ِمْم ُح فَبِ َما َذا ُي َممَّ ُح؟"‬ ‫‪ ,)ٚ‬وأخي اًر لؤلرض كميا " أ َْنتُ ْـ ِمْم ُح اْل َْر ِ‬
‫(مت ٘ ‪.)ٖٔ :‬‬

‫الناحة األضيق‬
‫الكرازة من ّ‬
‫أما الذيف ال ُيكمموف رسالتيـ ُمحتجيف بعدـ قدرتيـ وضعؼ فيميـ عمى‬
‫ّ‬
‫الناحية‬
‫ّ‬ ‫العمؿ الكرازي‪ ,‬فعمى اْلقؿ ال يجب أف يفوتيـ اتماـ رسالتيـ مف‬
‫أتصور خالص إنساف‬‫ّ‬ ‫اْلضيؽ كقوؿ القديس يوحنا ذىبى الفـ [ال أستطيع أف‬
‫ال يعمؿ عمى خالص غيره]‪ ,‬وكممة [غيره] ُىنا فى معناىا اْلضيؽ تُفيـ عمى‬
‫المستوى العائمى‪ ,‬فيؿ ال يقدر الشخص َّ‬
‫‪,‬أياً كاف‪ ,‬أف ُيب ّشر اسرتو وذويو‬
‫وباْلبدية؟! واف كاف يخجؿ! أفيؿ ال يقدر أف يبحث عف أية وسيمة‬
‫ّ‬ ‫بالخالص‬
‫ويجازؼ‬
‫ويب ّشرىـ بواسطتيا؟ فاف لـ يجد فميجحد ذاتو ويكسر مشيئتو ُ‬
‫ُيكمّميـ بيا ُ‬
‫سبب تعباً يسي اًر أو ألماً‬ ‫جداً اذ َّ‬
‫أف الحيداف عنو ال ُي ّ‬ ‫ىاـ ّ‬
‫أمر ٌ‬
‫فيكمّميـ ْلنو ٌ‬
‫ُ‬
‫‪31‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫لكنو يؤدى لميالؾ مف ناحية ويحرميـ مف لقاء يسوع عمى السحاب حاؿ‬
‫بسيطاً ّ‬
‫مجيئو فى مجده مف ناحية أخرى (مت ٕٗ ‪.)ٕٓ :‬‬
‫يقوؿ القديس اغسطينوس عف وجوب الكرازة باسـ الرب والشيادة لو بأية‬
‫شكؿ أو طريقة [الثمرة التى يطمبيا اهلل ِمّنا ىى أف نقوـ نحف بالفالحة عنده فى‬
‫كرمو]‪ ,‬ويقوؿ [اىتـ بِخالص كؿ أىؿ منزلؾ بِسير فاف فعمت ىذا تكوف قد‬
‫استخدمت الوزنة]‪ ,‬ويقوؿ أيضاً [عند اكتماؿ شعمة الحب تتوؽ فى النفس رغبة‬
‫قويو لِتعميـ اآلخريف وتسميميـ ثِمار حياة التأمؿ]‪ ,‬وأخي اًر يقوؿ [عميكـ أف تقوموا‬
‫بأعماؿ وظيفتنا ‪,‬يقصد الخدمة والرعاية‪ ,‬فى منازلكـ]‪ ,‬وبَِنفس الحاؿ نيج‬
‫القديس يوحنا ذىبى الفـ بقولو [لنالحظ ىذه النقمة‪ ,‬ليس اننا قد تحررنا مف ىذه‬
‫الخطية‪ ,‬بؿ وأف نخمص آخريف منيا ايضاً‪ ,‬ليتنا ال نتوقؼ عف العمؿ بؿ يقدـ‬
‫ّ‬
‫كؿ منا هلل عشرة أصدقاء يصمح حاليـ]‪ ,‬وىكذا ففى حديثو عف الغائبيف عف‬
‫االجتماعات قاؿ [كـ انا مغموـ! يا لو مف جزء كبير مف جسد الكنيسة أشبو‬
‫بجثة ىامدة‪ ,‬اتقولوف ما لنا وىذا اْلمر؟ أقوؿ لديكـ امكانية عظيمة بِخصوص‬
‫اخوتكـ‪ ,‬انكـ مسؤلوف اف كنتـ ال تنصحونيـ وتصدونيـ عف الشر وتجتذبونيـ‬
‫بِقوة إلى ىينا وتسحبونيـ مف تراخييـ الشديد إذ ال يميؽ باإلنساف أف ييتـ بِنفسو‬
‫فقط بؿ يمزمو أف ييتـ باآلخريف أيضاً‪ ,‬فإَّنوُ أى فائدة لِمصباح ال يضئ‬
‫لمجالسيف فى الظُممة وأى نفع لممسيحى الذى ال يفيد غيره وال يرد أحداً إلى‬
‫الفضيمة؟]‪ ,‬وقاؿ [مداومة النصيحة والتعميـ يحثّاف اإلنساف عمى االجتياد‬
‫واصالح حالو‪ ,‬فى ىذا ِّ‬
‫اؤكد الحقيقة مقتبساً المثؿ العاـ (قطرات الماء المتواترة‬
‫تشؽ الصخر)]‪ ,‬وقاؿ أيضاً [ال يكف اجتماعكـ ىذا باطالً ف ِّإنى ال اكؼ عف‬
‫التوسؿ إليكـ بكؿ غيرة قائالً لكـ (تعالوا باخوتكـ إلى ىنا‪ ,‬ارشدوا الضاليف‬
‫عمموىـ بالعمؿ ال بالكالـ فقط)‪ ,‬فانو يميؽ بكـ وانتـ خارجوف مف ىذا الموضع‬
‫ٍ‬
‫كاناس نازلوف مف السماء عينيا‪,‬‬ ‫أف تعمنوا عنو انو موضع مقدس‪ ,‬تخرجوف‬
‫‪31‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫مممؤوف وقا اًر وحكمة ناطقيف عامميف كؿ شئ بِمياقة]‪ ,‬وأخي اًر قاؿ [ َعمِّموا الذيف‬
‫صحبة السيرافيـ‪ ,‬عممونيـ انكـ محصوف مع‬ ‫فى خارج الكنيسة انكـ فى ُ‬
‫السمائييف‪ُ ,‬م َعدوف فى مصاؼ المالئكة‪ ,‬تتحدثوف مع الرب وتكونوف فى‬
‫صحبة المسيح]‪.‬‬ ‫ُ‬

‫اإلنسان بسموكو المسيحى يكرز بدون كبلم‬


‫فعالة‬
‫أما لو لـ يجد الشخص الفرصة وال الجرأة الكافية لمكالـ فإليو وسيمة ّ‬
‫ّ‬
‫تؤدى لنفس الغرض بدوف كالـ ُيخجمو لكنيا ‪,‬أى الوسيمة‪ ,‬تحتاج منو أف يجحد‬
‫ذاتو ويكسر مشيئتو لكى يقدر بسيولة أف يعمؿ ىو نفسو ‪,‬حتى ولو غصباً‪ ,‬ما‬
‫ويب ّشر بو‪ ,‬بؿ وحتى لو أنَّوُ قد وجد طريقاً لمكالـ والك ارزه فمف‬ ‫أراد أف يتكمـ عنو ُ‬
‫المصداقية إ َّال لو أظير ىو نفسو اىتماماً وانشغاالً بما يتكمّـ عنو‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫يكوف ليما‬
‫وىذا عينو ما أعمنو الرب فى قولو "‪َ ٜٔ‬م ْف َع ِم َؿ َو َعمَّ َـ‪ ,‬فَيَ َذا ُي ْد َعى َع ِظيماً ِفي‬
‫ات" (مت ٘‪ ,)ٜٔ :‬فإف لـ ينشغؿ الشخص بالسعى وراء اليدؼ‬ ‫وت السَّماو ِ‬
‫ممَ ُك ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫اْلساسى الذى جعمو اهلل فى قموب البشر أال وىو الحياة اْلبدية٘ٗ‪ ,‬فكيؼ ُينادى‬
‫بو آلخريف؟ واف نخسو الروح فمـ يقدر عمى السكوت (أع ٗ‪ ٗٙ)ٕٓ :‬وتكمّـ‬
‫صدقو سامعيو وىـ عالموف بسموكو‬
‫ُمب ّش اًر باْلبدية والممكوت والخالص أفيؿ ُي ّ‬
‫الروحية؟ واذا لـ ييتـ اإلنساف بأبديَّتوُ وبخالص ذويو‬ ‫ّ‬ ‫لمروتينية‬
‫ّ‬ ‫الفاتر المائؿ‬
‫اْلرضية لصار حتماً فى تعب إذ ينطبؽ عميو قوؿ‬ ‫ّ‬ ‫كتفياً بتأميف حياتيـ‬ ‫ُم ّ‬
‫اف‬ ‫ث أَتْرُكوُ لِ ِ‬
‫إل ْن َس ِ‬ ‫ت َّ‬
‫الش ْم ِ‬ ‫ت ِف ِ‬
‫ت ُك َّؿ تَ َعبِي الَِّذي تَ ِع ْب ُ‬
‫الجامعة "‪َ ٔٛ‬ك ِرْى ُ‬
‫س َح ْي ُ ُ‬ ‫يو تَ ْح َ‬
‫الَِّذي ي ُكوف بعِدي‪ٜٔ .‬ومف يعمَـ ى ْؿ ي ُكوف ح ِكيماً أَو ج ِ‬
‫اىالً َوَي ْستَ ْولِي َعمَى ُك ِّؿ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ْ َْ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َ ُ َْ‬

‫ؾ اإلنساف ا ْل َع َم َؿ الَِّذي‬ ‫"صَن َع ا ْل ُك َّؿ َح َسناً ِفي َوْقتِ ِو َوأ َْيضاً َج َع َل األ ََب ِد َّي َة ِفي قَ ْم ِب ِيِم الَّتِي بِالَ َىا الَ ُي ْد ِر ُ‬
‫َ‬
‫٘ٗ‬

‫َي ْع َممُوُ المَّوُ ِم َف ا ْلبِ َد َاي ِة إِلَى النِّيَ َاي ِة " ( جا ٖ ‪.) ٔٔ :‬‬
‫َف الَ َنتَ َكمَّ َـ بِ َما َأرَْيَنا َو َس ِم ْعَنا"‪.‬‬
‫راجع قوؿ بطرس الرسوؿ لرؤساء الكينة "ْٕٓلََّنَنا َن ْح ُف الَ ُي ْم ِكُنَنا أ ْ‬
‫‪ٗٙ‬‬

‫‪32‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫س؟ ى َذا أ َْيضاً ب ِ‬ ‫ت َّ‬‫يو ِح ْك َمتِي تَ ْح َ‬
‫ت ِف ِ‬ ‫ت ِف ِ‬
‫تَ َعبِي الَِّذي تَ ِع ْب ُ‬
‫اط ٌؿ" (جا‬ ‫َ‬ ‫الش ْم ِ َ‬ ‫ظيَ ْر ُ‬
‫يو َوأَ ْ‬
‫ٕ‪.)ٜٔ-ٔٛ :‬‬
‫يقوؿ العالمة والفيمسوؼ المسيحى أثيناغوراس فى احتجاجو عف المسيحييف‬
‫لدى االمبراطور [اسمحوا لى ُىنا أف أرفع صوتى بِشجاعة وبِج أرة‪ ,‬فى صياح‬
‫عاؿ وصراخ مسموع ُمحتجاً لدى اُمراء الفمسفة‪ْ ,‬لنَّوُ َمف ِمف اولئؾ الذيف يردوف‬
‫ِ‬
‫المبيمات ويشرحوف اصوؿ الكممات‪ ,‬أو مف اولئؾ الذيف‬ ‫القياسات ويوضحوف ُ‬
‫المتشاكالت والمترادفات‪ ,‬وما ىو الموضوع وما ىو المحموؿ‪ ,‬والذيف‬ ‫يعمموف ُ‬
‫وعدوا تالميذىـ اف ُيسعدوىـ بيذه االمور وأمثاليا‪ ,‬مف منيـ ‪,‬أى مف الفالسفة‬
‫الوثنييف‪ ,‬قد طير أرواحيـ (كالمسيحييف) فجعميـ ُيحبوف اْلعداء بدؿ اف‬
‫يكرىوىـ‪ ,‬واف يدعوا ليـ بالبركة بدالً مف أف يتكمموا ش اًر عمى مف يمعنيـ‪,‬‬
‫ويصموف مف أجؿ الذيف يأتمروف عمى حياتيـ؟ قد جعموا حرفتيـ ومينتيـ فف‬ ‫ُ‬
‫وص ّناعاً‬
‫اْللفاظ ال اظيار الحقائؽ لكنكـ تجدوف بيننا اشخاصاً غير ُمثقفيف ُ‬
‫وعجائز‪ ,‬فإذا عجزوا عن أن ُيبرىنوا عمى قيمة تعميمنا بكمماتيم ُيظيرون‬
‫ض ِربوا ال َيضربوف ُ‬
‫وىـ ُيعطوف مف‬ ‫بأعماليم ثمرة اقتناعيم بالحق‪ ,‬فاذا ُ‬
‫ويحبوف أقربائيـ كنفوسيـ]‪.‬‬
‫يسأليـ ُ‬

‫التغصب فى طمب الممكوت‬


‫ُّ‬
‫وتحوصميا فى‬
‫ُ‬ ‫الحؿ الوحيد إذف ىو أف ُيخرج اإلنساف ذاتو مف انحصارىا‬
‫اْلرضيات واالنشغاؿ بيا ُمتجياً بكافة أفكاره ومشاعره وميولو بؿ وسموكو‬
‫ّ‬ ‫طمب‬
‫اْلبدية فيجذب معو نفوس الذيف يحبيـ ويكترث ْلمرىـ‪ ,‬وىو‬ ‫ّ‬ ‫أيضاً صوب‬
‫المعنى الذي َعبَّر عنو القديس سيرافيـ ساروفسكى بقولو [إذا خمدت ُشعمة‬
‫الحب التى تميبؾ فاف الكثيريف حولؾ سييمكوف برداً]‪ ,‬وحتى لو أجبر اإلنساف‬
‫تغصّباً عمى طمب الممكوت الجتذاب مف يحبيـ إليو فميثؽ أف اهلل لحنانو‬
‫نفسو ُم ّ‬
‫‪33‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫التغصب! وعمى أى حاؿ فالرسالو ُمتبادلة بيف أفراد‬
‫ّ‬ ‫العجيب ال ُيضيع أجر ىذا‬
‫العائمة الواحدة فاف لـ يعمميا اْلب مف أجؿ اسرتو فميعمميا االبف ْلجؿ‬
‫خالصيـ‪ ,‬واف لـ تُنفّذىا االـ فمتقـ بيا االبنو لكى تربحيـ لممسيح‪.‬‬

‫ِ‬
‫بئس وفقير وعريان‬
‫أحد أىـ أسباب عدـ ميؿ اإلنساف لنواؿ التغيير والتجديد سأذكره فى قصة‬
‫شخص كبير فى السف سألوه إذا كاف سيخدـ‬ ‫ٌ‬ ‫حدثت أمامى وىى كاآلتى‪:‬‬
‫كشم ٍ‬
‫اس فى احد القداسات فأجابيـ بالحرؼ [ىوه بعد ما شاب ودوه ال ُكتّاب!]‪,‬‬ ‫ّ‬
‫ظنا منيـ أنيـ شابوا‬
‫أف ىذا ىو تفكير البعض ممف يرفضوف التغيير ّ‬‫والحقيقة َّ‬
‫وكبروا أماـ الرب آخذيف فى االعتبار أف الشيب الذى يقصدونو ليس كما ُيفيـ‬
‫التقدـ فى العمر لكنو يحوى ضمناً شعور باالكتفاء‬ ‫ضمناً مف معناه بما ُيفيد ُّ‬
‫وعدـ االحتياج لمرب ناسييف عتاب الرب لمالؾ كنيسة الالودكييف "ْلََّن َؾ تَقُو ُؿ‪:‬‬
‫ت‬ ‫اجةَ لِي إِلَى َش ْي ٍء‪َ ,‬ولَ ْس َ‬
‫ت تَ ْعمَ ُـ أََّن َؾ أ َْن َ‬ ‫ت‪َ ,‬والَ َح َ‬ ‫استَ ْغ َن ْي ُ‬ ‫إِِّني أ ََنا َغنِ ٌّ ِ‬
‫ي َوقَد ْ‬
‫اف" (رؤ ٖ ‪.)ٔٚ :‬‬ ‫َع َمى َو ُع ْرَي ٌ‬ ‫الش ِق ُّي َواْل َبئِ ُس َوفَِق ٌير َوأ ْ‬
‫َّ‬

‫عبلقو المسيحى باهلل تيبو قوة لمكرازة‬


‫المريض إذف البد وأف يتناوؿ الدواء لكى ما يناؿ الشفاء‪ ,‬فإذا لـ يتناولو لف‬
‫ُيشفى ومف ثـ لف يقوى عمى أعطاء مرضى آخريف مف دوائو ليشفوا‪ ,‬ىكذا‬
‫قدمو‬
‫المسيحى البد وأف يناؿ قوة فى عالقتو بيسوع ُليشفى ومف ثََّـ يقدر أف ُي ّ‬
‫قدـ آخريف لو كقوؿ بولس الرسوؿ‬ ‫داقي ٍة إلى آخريف أو بالحرى ُي ّ‬
‫بدالة وبمص ّ‬
‫ٍ‬
‫قدـ عذراء عفيفو لممسيح" (ٕكو ٔٔ‪ ,)ٕ :‬وىكذا يشفيـ مف أسقاميـ‬ ‫"خطبتكـ الُ ّ‬
‫ضيؽ اإلنساف عمى نفسو ليعمؿ ثَُّـ ُيعمّـ ذويو‬
‫وأحزانيـ وضيقاتيـ‪ ,‬فمو لـ ُي ّ‬
‫‪34‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫وأحبابو طريؽ الرب والممكوت لحاد ىو حتماً عنو ‪,‬أى عف الطريؽ‪ ,‬ولربما‬
‫حادوا ىـ أيضاً عنو حتى ولو كانوا فيو قبالً بق ّوة‪.‬‬
‫!‬

‫‪35‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
36
http://coptic-treasures.com
‫مراجع الكتاب‬

‫العيد القديـ (بالمغو العر ّبية \ االنجميزّية \ العبرّية)‬


‫السبعينية)‬
‫ّ‬ ‫العيد القديـ (الترجمة‬
‫انية)‬
‫العيد الجديد (بالمغو العر ّبية \ االنجميزّية \ اليون ّ‬
‫أحاديث اْلب متى المسكيف‬
‫رسائؿ اْلب متى المسكيف‬
‫المتََنيِّح‬
‫الفمسفية \ اْلنبا غريغوريوس ُ‬
‫ّ‬ ‫الدراسات‬

‫‪37‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫فيرس الكتاب‬

‫مقدمة ‪ٚ ...............................................................‬‬
‫ّ‬
‫قوة الكممات ليس فى بالغتيا‪ٔٔ ..........................................‬‬‫ّ‬
‫الميؿ لموحدة ال يعنى البغضة ‪ٔٔ .........................................‬‬
‫لكؿ شيئ زماف ولكؿ أمر تحت السموات وقت ‪ٕٔ .........................‬‬
‫"غيرة بيتؾ أكمتنى" (مز ‪( )ٜ : ٜٙ‬يو ٕ ‪ٖٔ ...................... )ٔٚ :‬‬
‫شيوة بولس لخالص ذويو‪ٖٔ .............................................‬‬
‫المسيحية ‪ٔٗ .................................................‬‬
‫ّ‬ ‫الفتور وباء‬
‫المسيحى مدعو لحياة الكماؿ‪ٔ٘ ..........................................‬‬
‫عممية فى طريؽ الكماؿ ‪ٔ٘ ......................................‬‬
‫خطوات ّ‬
‫الحيداف عف الشر‪ٔ٘ .....................................................‬‬
‫ّ‬
‫التدقيؽ‪ٔٙ ...............................................................‬‬
‫الوصايا ليست ثقيمة‪ٔٚ ...................................................‬‬
‫التمذذ ‪ٔٚ ...............................................................‬‬
‫صنع الخير ‪ٔٛ ..........................................................‬‬
‫ُ‬
‫النمو فى الطريؽ ‪ٔٛ .....................................................‬‬
‫االمتناع عف الشر وشبو الشر‪ٜٔ .........................................‬‬
‫المحبة الكاممة نياية الطريؽ‪ٜٔ ...........................................‬‬
‫ال عيب فى تقديـ المخافو هلل ‪ٕٓ ..........................................‬‬
‫مثاؿ يؤكد أىمية الشروع في عمؿ الخير‪ٕٔ ...............................‬‬
‫ما بيف الزواج والرىبنة مف حيث اقتباؿ السالـ الداخمى ‪ٕٔ .................‬‬
‫‪38‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫اهلل ييب سالمو لمعالـ ُكمّو‪ٕٕ .............................................‬‬
‫مف الذى يتمتّع بالسالـ ومف الذى ُيحرـ منو ‪ٕٖ ...........................‬‬
‫المختمفة مف أسباب فُقداف السالـ ‪ٕٖ ..........................‬‬
‫االنشغاالت ُ‬
‫اهلل يجتذب اإلنساف ليطمبو ويسعى إليو ‪ٕٗ ................................‬‬
‫سبب لخالص اإلنساف ‪ٕ٘ .......................‬‬‫اآلالـ التى يسمح بيا اهلل ٌ‬
‫اإلنساف قد ُيزيد تعبو بنفسو‪ٕٙ ............................................‬‬
‫ما بيف استخداـ اإلنساف لمعالـ وانشغالو بو‪ٕٚ .............................‬‬
‫لفظو [العالـ] فى استخدامات االنجيؿ‪ٕٚ ..................................‬‬
‫حقيقية ‪ٕٛ ..............................................‬‬
‫رسالو المسيحى ال ّ‬
‫الك ارزة لآلخريف ليست ارتقاء لإلنساف فوؽ ما ينبغى لو ‪ٕٜ .................‬‬
‫الناحة اْلضيؽ‪ٖٓ .............................................‬‬
‫الك ارزة مف ّ‬
‫اإلنساف بسموكو المسيحى يكرز بدوف كالـ‪ٖٕ .............................‬‬
‫التغصُّب فى طمب الممكوت ‪ٖٖ ...........................................‬‬
‫بئِس وفقير وعرياف‪ٖٗ ....................................................‬‬
‫عالقو المسيحى باهلل تيبو قوة لمك ارزة‪ٖٗ ...................................‬‬
‫مراجع الكتاب ‪ٖٚ ........................................................‬‬
‫!‬

‫‪39‬‬
‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
41
http://coptic-treasures.com
‫تَ َش ُّجعنا لِطرؽ باب ىذا الموضوع إنما عزى لِعبارة الروح القدس بِمساف‬

‫ِفي َوْقتِ ِو َوأ َْيضاً َج َع َل األ ََب ِد َّي َة ِفي َق ْم ِب ِهِم الَّتِي‬ ‫صَن َع ا ْل ُك َّؿ َح َسناً‬
‫الجامعة "‪َ 11‬‬
‫النيَ َاي ِة" (جا‬ ‫الَِّذي َي ْع َممُوُ المَّوُ ِم َف ا ْلبِ َد َاي ِة إِلَى ِّ‬ ‫اف ا ْل َع َم َؿ‬ ‫ؾ ِ‬
‫اإل ْن َس ُ‬ ‫بِالَ َىا الَ ُي ْد ِر ُ‬
‫أمر‬ ‫‪ ,)11 :3‬حينيا أدركنا َّ‬
‫أف بموغ حالة الكماؿ النسبي بالنسبة لممسيحي ٌ‬
‫الطبيعية لبموغ‬
‫ّ‬ ‫اْلبدية التي ىي النتيجة‬
‫ّ‬ ‫ليس صعباً كما بدى لمكثيريف‪ ,‬فيا‬

‫اإلنساف إلى حالة الكماؿ النسبي ىي في قمبو قد غرسيا اهلل في مكنونات‬

‫وجدانو وفي طبع خمقتو لكي ما يستشعر حنيناً بينما ىو غريباً عمى اْلرض‬

‫إلى موطنو اْلصمي‪ ,‬وىكذا يصير شوقو طواؿ حياتو منساقاً ومنجذباً نحو‬

‫اْلبدية التي قد سبؽ اهلل وغرسيا في طبع خمقتو حتى قاؿ عف ىذا‬
‫ّ‬
‫الموضوع القديس أغسطينوس [ستظؿ نفوسنا حائرة إلى أف تستقر فيؾ يا‬

‫اهلل]‪ ,‬وىكذا تصير تعزية اإلنساف حينما تُحاصره اليموـ وتكثر عميو اْلىواء‬

‫اْلبدية الذي غرسو اهلل داخمو‬


‫ّ‬ ‫المضايقات ىي أف يسترجع فكر‬
‫وتزيد حولو ُ‬
‫ِ‬
‫قبؿ حتى أف ُيولَد اْلمر الذي يؤوؿ بو لمثبات والتَ َش ُّجع ل ُمقابمة ُ‬
‫ومقاومة‬

‫عواصؼ الحياة وىموميا وأحزانيا التي ورثيا عف أبيو آدـ اْلوؿ (‪1‬كو‬

‫طبيعي ٍة لِخطيتو اْلولى في الفردوس (تؾ ‪.)6 :3‬‬


‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫كنتيجة‬ ‫‪)51 :11‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬

You might also like