You are on page 1of 14

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫جامعة مالاي كواالملبور ماليزاي‬

‫أكادميية الدراسات اإلسالمية‬

‫قسم القران واحلديث (أصول الدين)‬

‫"صفات املرأة املسلمة الىت وردت ىف القران الكرمي‬

‫واألحاديث النبوية "‬

‫األعداد‬

‫أنعم بشري‬

‫الرقم اجلامعي‪IOG190003:‬‬

‫‪INDIVIDUAL ASSIGNMENT‬‬
‫املقدمة‬

‫احلمدهلل احملمود على ماله األمساء احلسىن ‪ ،‬والصفات الكاملة العليا ‪ ،‬وعلى نعمه العظيمة ‪ ،‬وأصلى وأسلم على حممد‪،‬‬

‫أمجع اخللق لكل وصف محيد ‪ ،‬وخلق رشيد ‪ ،‬وقول سديد ‪ ،‬وعلى آله وأصحابه وأتباعه من مجيع العبيد‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫مكرما للمرأة يف مجيع مراحل عمرها منذ والدهتا‪ ،‬فهي الطفلة اليت أتيت ابلرزق ألبيها‪ ،‬وهي األخت احلنونة‬
‫جاء اإلسالم ً‬
‫اليت متأل البيت ابلدفء واحلنان واليت توصل أخاها للجنة إذا أحسن إليها‪ ،‬وهي الزوجة اليت جعلها هللا سبحانه وتعايل‬

‫السكن لزوجها ‪ ،‬وهي األم اليت حتنو على أبنائها واليت جعلها اإلسالم موطئ اجلنة يف األرض ‪ ،‬وطري ًقا للوصول لنعيمها‬

‫األبدي ‪ ،‬ومل يكن للمرأة هذا القدر وتلك املكانة العظيمة يف احلياة إال بعد قدوم اإلسالم ‪ ،‬وأعطى اإلسالم للمرأة‬

‫كرمها وأعطاها‬
‫حقوقها وساواها ابلرجل يف اخلطاب واملعاملة‪ ،‬وحض على معاملتها ابلعطف والرفق والرعاية ‪ ،‬إذ ّ‬
‫هامة يف احلياة ال تصلح لسواها من اخللق‪ ،‬وحدد صفات تليق‬
‫حقوقها‪ ،‬وكلفها أيضا بواجبات خاصة وأعطاها أداورا ّ‬
‫هبا‪ ،‬وقد جاء وصفها من خالل القرآن الكرمي والسنّة النبويّة الشريفة‪.‬‬

‫خاصة ‪ ،‬إذ ورد ذكرهن يف كثري من املواضع ‪ ،‬وخاطبها بكثري من األلفاظ والصفات ‪ ،‬ويف‬
‫وىل القرآن الكرمي النساء عناية ّ‬
‫ذلك تكرمي للنساء ؛ فجل املناسبات اليت ورد فيها ذكر النساء كانت مناسبات مشرقة ومواقف عظيمة ‪ ،‬وفيما أييت‬

‫الصفات اليت وردت يف القرآن الكرمي ‪،‬كما قال ‪-‬عزوجل‪ -‬ىف سورة األحزاب ‪:‬‬

‫الصابِر ِ‬ ‫ادقِني و َّ ِ ِ‬
‫ات و َّ ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬‫ين َو َّ َ‬
‫ات و َّ ِ‬
‫الصاب ِر َ‬ ‫الصادقَ َ‬ ‫الص َ َ‬ ‫ني َوال ُْم ْؤمنَات َوالْ َقانِتِ َ‬
‫ني َوالْ َقانتَ َ‬ ‫ني َوال ُْم ْسل َمات َوال ُْم ْؤمنِ َ‬
‫إِ َّن ال ُْم ْسل ِم َ‬
‫ات و َّ ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الصائِ ِمني و َّ ِ‬ ‫ات والْمتَص ِدقِني والْمتَ ِ ِ‬
‫اش ِعني و ْ ِ ِ‬
‫وْ ِ‬
‫الذاك ِر َ‬
‫ين‬ ‫وج ُه ْم َوا ْْلَافظَ َ‬ ‫الصائِ َمات َوا ْْلَافظ َ‬
‫ني فُ ُر َ‬ ‫صدقَات َو َّ َ َ‬
‫اْلَاش َع َ ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫اْلَ َ َ‬ ‫َ‬
‫(‪) ۱‬‬
‫يما◌‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع َّد َّ‬ ‫الذاكِر ِ‬
‫اَّللَ َكثِ ً َّ‬
‫َّ‬
‫َج ًرا َعظ ً‬
‫اَّللُ ََلُم َّمغْف َرًة َوأ ْ‬ ‫ات أ َ‬‫ريا َو َ‬

‫(‪ )۱‬سورة األحزاب ‪ ،‬اآلية‪۳۵:‬‬


‫و حيث النىب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬على تكرميها ورفع شأهنا ‪ ،‬وإعطائها املكانة اليت تليق هبا يف اجملتمع ‪ ،‬واهتم اهتماما‬

‫كبريا بتعليم النساء وبرتبيتهن و يعلـم زوجـاته و نساء املسلمني بنفسه أخالقا عاليا ‪ ،‬و لذلك اتصفت املرأة املسلمة يف‬

‫صدر االسالم جبملة من الصفات ‪ ،‬أهلتها لتشارك بفاعلية يف احلياة العامة ‪ ،‬فقدكان هلا من قوة الشخصية ‪ ،‬والقدرة‬

‫العقلية وفصاحة اللسان وحسن الفهم والبيان ‪ ،‬والقدرة على الصرب والثبات ‪ .‬و أكرم النىب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬هذه‬
‫(‪)۲‬‬
‫املرأة الصاحلة بقوله‪" :‬الدنيا متاع‪ ،‬وخري متاع الدنيا املرأة الصاْلة"‬

‫وعلى املرأة الصاحلة املبادرة إىل اخلريات واالستكثار من األعمال الصاحلة‪ ،‬حىت تعمر وقتها كله ابلطاعة والقرب من هللا‬

‫تعاىل‪ ،‬قبل أن أيتيها هادم اللذات‪ .‬فإن املرأة املسلمة تتصف بصفات حسنة وتتميز مبيزات طيبة ‪ ،‬دعاها اإلسالم للتمسك‬

‫هبا والتميز عن ابقي النساء من غري املسلمات بتلك الصفات‪ ،‬واليت جعل هللا تعاىل هلا هبا األجر والثواب العظيم ‪ ،‬وإن‬

‫املرأة املسلمة تعد ركن البيت األساسي فتعتمد عليها األسرة لرتبية األبناء والقيام بكل ما حيتاجونه‪ ،‬وإن اتصفت املرأة‬

‫ابلصفات ا حلسنة كانت قدرهتا على الرتبية أكرب‪ ،‬واهتم اإلسالم بصفات املرأة وأخالقها وطرق احملافظة عليها‪ ،‬فشرع‬

‫التشريعات اليت تزيد عفة املرأة وصوهنا‪.‬‬

‫ما أحسن قول الشاعر عن املرأة املسلمة‪:‬‬

‫ليس الفتاة مباَلا ومجاَلا كال وال مبفاخر األابء‬

‫لكنها بعفافها وبطهرها وصالحها للزوج واألبناء‬

‫وقيامها بشؤون منزَلا وأن ترعاك يف السراء والضراء‬

‫ايليت شعري أين توجد هذه الفتيات يف القبة اْلضراء‬

‫التمسك أبخالقيات اإلسالم‬


‫يعد ّ‬ ‫واملوضوع الذي سنتحدث عنه جمموعة من اخلصال املهم تواجدها يف املرأة املسلمة ‪ُّ ،‬‬

‫(‪)۲‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬ابب خري متاع الدنيا املرأة الصاحلة‪ ،‬حديث (‪)1467‬‬
‫وفضائله من صفات املرأة املسلمة‪ ،‬ومنها حفظ العهود والوفاء ابلوعود‪ ،‬واألمانة وحفظ العرض واحلرص على عدم‬

‫اختالط األنساب‪ ،‬وعدم التجسس وتتبع عورات الناس‪ ،‬واحلياء ‪-‬يشمل فيه الوقار يف املشي ‪،‬واجلدية يف التخاطب ‪،‬‬

‫والتحدث بصدق ‪ ، -‬واالحتشام يف امللبس ‪ ،‬و حفظ اللسان ‪ ،‬وإقامة الشعائر الدينية ‪.‬وقد حرص هللا عز وجل على‬

‫إظهار هذه الصفات من خالل كتابه العظيم‪ ،‬ومن املؤكد أ ّن السنة ال تتعارض مع ما جاء يف القرآن الكرمي من أمور وقد‬

‫وافقت السنة النبوية الشريفة ما جاء يف القرآن الكرمي من صفات املرأة املسلمة مثل البعد عن الغيبة والنميمة واحلسد‪،‬‬

‫وقد وردت الكثري من االحاديث اليت حتذر من هذه الصفة‪ ،‬وقد دعا النيب حممد صلى هللا عليه وسلم إىل التواضع‪ ،‬وهنى‬

‫عن التكرب والفخر والغرور والتعايل‪ ،‬إضافة إىل حتري الصدق وعدم الكذب‪.‬‬

‫مشكلة البحث‬

‫نلحظ هذه األايم هجمة شرسة موجهة ضد ديننا وقيمنا وعقيدتنا‪ ،‬مستهدفةً ركيزة عزيزة من ركائز جمتمعنا؛ أال وهي املرأة‪،‬‬

‫متهمني ديننا وبالدان هبضم حقوقها ‪ ،‬ويظنون أن األحكام اإلسالمية الىت خاصة للمرأة املسلمة هى معارض حريتها و‬

‫يتهمون دين اإلسالم بدين التشدد ‪ ،‬فنسمع ونقرأ لبعض املستغربني ينادون بقيادة املرأة‪ ،‬وأحياان حبقوق املرأة ومرات بعمل‬

‫املرأة‪ ،‬وكأهنم أوصياء عليها دون نفسها‪ ،‬ومرادهم من ورائها هدم الدين‪ ،‬وهدم الفضيلة‪ ،‬وهدم األخالق‪ ،‬وهدم اجملتمع‬

‫املسلم‪ .‬ومن املؤمل – حقاً‪ -‬أن تقف املسلمة حائرة ال تستطيع الرد على أولئك ‪ ،‬وأشد منه أملاً وحسرة أن تذوب شخصيتها‬

‫أمام تلكم الصيحات‪ ،‬وتنسى هويتها ‪ ،‬وأشد من ذلك وقعا أن تفقد الفتاة املسلمة إمياهنا‪ ،‬وتتملص من قيمها‪ ،‬وتتنكر‬

‫لثوابت إسالمها فتنساق خلف بريق أصواهتم الزائفة‪.‬‬

‫و على العكس لو أتملنا على تعليمات اإلسالم نعرف أن اإلسالم كرم املرأة أحسن تكرمي‪ ،‬ورفع مكانتها وأنصفها اإلسالم‬

‫وأعزها‪ ،‬فجعلها البنت املصونة‪ ،‬والزوجة املكفولة‪ ،‬واألم احلنون ‪ ،‬ووضعها يف املكان الالئق هبا‪ ،‬فهي صانعة الرجال‪ ،‬ومربية‬

‫األجيال وملا كان للمرأة املسلمة أمهية كبرية يف تربية األجيال‪ ،‬وهلا أتثريها املباشر يف تنشئتهم على اإلسالم عقيدة وسلوكاً‬

‫وعبادة وأخالقاً‪ ،‬لذا فقد أعطى أعداء اإلسالم أمهية قصوى حملاولة تغريبها والرتكيز عليها‪.‬‬
‫فإن حياة املرأة املسلمة املعاصرة اآلن ويف نواحي شىت مل تعد تلك احلياة البسيطة السهلة كما كانت ألخواهتا من ذي قبل‪،‬‬

‫بل طرأ عليها متغريات عدة مركبة‪ ،‬سامهت إىل حد بعيد يف مالمح شخصيتها‪ ،‬و من أبرزها خفاء مجلة وافرة من أحكام‬

‫الشريعة اإلسالمية ذات املساس حبياة املرأة ابطناً وظاهراً ‪ ،‬وامليل الشديد إىل الرتف وحماكاة اآلخرين ‪ ،‬و سيطرة النزعة‬

‫املادية النفعية على كثري من مناشط احلياة النسوية‪ ،‬وثورة الوسائط املعلوماتية املتعددة يف العلم والثقافة والرتبية واالجتماع مبا‬

‫حتمله من توجهات فكرية وسلوكية متباينة على اجملتمعات‪ ،‬و قد حلق املرأة املسلمة املعاصرة نصيب وافر مما هو مؤثر يف‬

‫حياهتا سلباً‪ ،‬لذا كان ال بد هلا أن تقف حبزم وشجاعة إميانية تنتقى من تلك الفنت و تتعلم أحكام الشرعية اإلسالمية‬

‫وتشعر أمهية هذه األحكام وبركاهتا ‪ ،‬و تعرف هذه سعادة هلا ألن هللا تعاىل بعلمه وحكمته وقدرته البالغة قد رسم للمرأة‬

‫املسلمة مسات تتميز هبا عن غريها سواء يف الباطن أم الظاهر ‪ ،‬وكل هذه السمات على وجه اإلمجال دائرة بني العدل‬

‫واإلحسان‪.‬‬

‫فاآلن هذه مهمة للمرأة الصاحلة أن تعرف مكانتها العليا و تكرميها الىت أعطاها األسالم و تتصف شخصيتها بصفات‬

‫حسنة و تتميز نفسها مبيزات طيبة‪ ،‬و ىف هذا البحث حنن نبحث عن أهم الصفات املرأة الصاحلة ‪-‬الىت تتميز هبا من‬

‫النساء األخرى ىف العامل‪ -‬ىف ضوء القران والسنة و ندرس عن الصفات احلميدة تتحلى هبا النساء املسلمة يف صدر االسالم‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬

‫تسعى هذه الدراسة إىل حتقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬التعريف ابلصفات لغة و إصطالحا‪.‬‬

‫‪ .2‬تعريف املرأة الصاحلة وإبراز أمهيتها ومكانتها ىف اإلسالم‪.‬‬

‫‪ .3‬توضيح الصفات املهمة للمرأة املسلمة ىف ضوء آايت القرآن الكرمي‪.‬‬


‫‪ .4‬معرفة األحاديث النبوية‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬اليت وردت عن صفات املرأة املسلمة ‪ ،‬ووصااي النىب‪-‬صلى هللا عليه‬

‫وسلم‪ -‬للنساء‪.‬‬

‫أسئلة الدراسة‪:‬‬

‫‪.1‬ما معىن الصفات لغة و إصطالحا؟‬

‫‪.2‬ما املراد من املرأة الصاحلة ؟ وما هى مكانتها ىف اإلسالم؟‬

‫‪.3‬ما هى أهم صفات املرأة الصاحلة الىت وردت ىف القران الكرمي ؟‬

‫‪.4‬ما هى الصفات العليا الىت وصى هبا النىب‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬للمسلمات أن تتحلى هبا ؟‬

‫أمهية الدراسة‪:‬‬

‫إن هذه الدراسة بعنواهنا الكرمي أتخذ أمهية قصوى تربز عرب اآليت‪:‬‬

‫‪.1‬إن املستهدف هبا هو النصف اآلخر من اجملتمع‪ ،‬والذي يلد النصف اآلخر‪ ،‬متثله النخبة املتعلمة من أخواتنا املوفقات‪.‬‬

‫‪. 2‬إن املرأة املسلمة املعاصرة أخذت بعض أبعاد عن أحكام الشرعية‪ ،‬فهي حباجة ماسة إىل مراجعات‪ ،‬يف ضوء ثوابتها‬

‫الشرعية‪.‬‬

‫‪.3‬احلاجة املاسة هلذا املوضوع للنساء املسلمات على إرجاع أحكام الكتاب والسنة و أن تتحلي نفوسهن ابلصفات العليا‬

‫اليت تكرمها أحسن تكرمي‪ ،‬وترفع مكانتها‪ ،‬ومتيزها من نساء أخري يف العامل‪.‬‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬

‫يتناول البحث النقاط التالية‪:‬‬


‫سينحصر البحث‪-‬إبذن هللا‪-‬ضمن احلدود األتية‪:‬‬

‫‪.1‬من انحية املوضوع فإن حدود البحث تنحصر يف تقرير صفات املرأة املسلمة اليت ورردت يف الكتاب والسنة‪.‬‬

‫‪.2‬تتناول الدراسة اآلايت القرانية واألحاديث النبوية فقط لتبيني صفات املرءة املسلمة‪.‬‬

‫‪.3‬تتناول الدراسة األدلة احلقيقية من املراجع واملصادر األساسية ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫من خالل تتبعي للمواضيع اليت كتبت حول صفات املرأة املسلمة عثرت علي بعض املوضوعات القريبة من موضوعي‬

‫منها‪:‬‬

‫هدفت دراسة أ‪ .‬م ‪.‬د‪ .‬احالم حمسن حسيىن [‪ ]1‬بعنوان "حقوق وواجباث املرأة يف القران الكرمي " سورة النساء‬

‫امنوذجا"" إىل التعريف على حقوق املرأة وواجباهتا اليت وردت يف القران الكرمي و وضح الباحث يف دراسته أن لإلسالم‬

‫االولوية يف التاريخ بني الدعوات والدايانت األخري يف رفع مكانة املرأة وإعداء حقوقها وفرض عليها واجبتها ‪ ،‬وأعطاها‬

‫اإلسالم أمهية و مسي سور ابسم املرأة كسورة النساء وسورة مرمي ‪ ،‬وأعطاها حقوقا مثل املهر الذي حق املرأة يف محاية‬

‫عرضها وشرفها أو املساس به ‪ ،‬و بني حق املساواة بني املرأة و الرجل و خاصة يف اإلميان وكذلك يف اختيار الزوج ويف‬

‫الصلح ‪ ،‬وبني أن القران الكرمي خري من حفظ لكل ذي حق حقه يف نظام كامل شامل ال يقبل الشك ‪ ،‬فاملرأة انهلا‬

‫التكرمي من خالل آايت هللا التامات ورفع من شأهنا وحفظ هلا حقوقها و حدد واجباهتا بشكل كامل وواضح‪ .‬ووضح‬

‫من دراسته مكانة املرأة يف االسالم و وحقوقها وواجباهتا الواردة يف سورة النساء و حتدث املؤلف عن هذه احلقوق‬

‫والواجبات يف ضوء آايت القرانية‪.‬ويف البداية ذكر الباحث نساء خالدات ذكرهن القران الكرمي عرب التاريخ مثل حواء ‪-‬‬

‫عليها السالم‪ ،-‬وامرأيت نوح ولوط ‪ ،‬وزوجات النيب إبراهيم ‪ ،‬و سيدة مرمي‪-‬عليها السالم‪ ، ،-‬وامرأة العزيز ‪ ،‬و بلقيس‪،‬‬

‫ونساء النيب ‪-‬صلي هللا عليه وسلم‪ .-‬مث وضح حقوقها وواجباهتا يف ضوء آايت القرانية‪.‬‬
‫قام د‪ .‬مجال حممد ابجالن [‪ ]2‬بدراسة بعنوان‪" :‬املرأة يف الفكر اإلسالمي" و هدفت هذه الدراسة إىل معرفة الصفات‬

‫الطبيعية للمرأة املسلمة و حقوقها و واجباهتا ‪ ،‬ووضح املؤلف من خالل دراسته جممل صفات املرأة الفطرية واملكتسبة ‪،‬‬

‫وحقوقها و واجباهتا يف األسرة واجملتمع ‪ ،‬وذكر يف صفاهتا الفطرية عن الصفات اليت البد للمرأة يف إكتساهبا ‪ ،‬و حتدث‬

‫يف أخالقها عن شهرته ابحلياء ‪ ،‬واجتناهبا عن الكيد والرايء ‪ ،‬وذكر مسألتني يف واجباهتا اجملتمعية فقط ومها مسألة‬

‫احلجاب ومسألة تعدد الزوجات ‪ ،‬واستنتج من دراسته أن املرأة املسلمة قد متيزت بشخصيتها الكاملة واملستقلة عن‬

‫الرجل و أن رأي اإلسالم ضرورة كون حياة املرءة املسلمة داخلية ابلدرجة األساسية واقتصار نشاطها اخلارجي علي قدر‬

‫الضرورة ‪ ،‬ويعترب حجاب املرأة املسلمة ملا عدا وجهها وكفيها مشروعا إسالميا عاما لكل امرأة يف أي مكان وزمان ‪ ،‬كأنه‬

‫قصد به صيانة املراة من االبرتاز واملراودة واالستهداف من قبل مرضي النفوس ابلتعرض هلن إيذائهن ‪ ،‬فهذه الدراسة‬

‫منتشرة بني خمتلف املباحث عن املرأة املسلمة‪.‬‬

‫كما أجري أمحد حممد مسري [‪ ]3‬دراسة بعنوان " صفات املرأة الصاْلة‪ ،‬وعالج النشوز" و هدفت الدراسة إيل معرفة‬

‫صفات املرأة الصاحلة‪ ،‬وعالج نشوزها ‪ ،‬وقسم النساء أمام حقيقة قيادة البيت وسياسته واألمر فيه وتصريف أموره ومدي‬

‫القيام حبقوق زوجها إيل صنفني‪:‬صنف فهم عن هللا مراده وعلم أن هللا حني أعطى القوامة للرجل إمنا أعطاه تكلي ًفا ال‬

‫تشري ًفا‪ ،‬أعطاه مسئولية خاصة يؤدى هبا واجبه حىت تنتظم حياة األسرة ‪ ،‬وتنتظم ابلتايل حياة األمة‪.‬فإن املرأة الصاحلة‬

‫القانتة العابدة املخلصة املخبتة هلل رب العاملني حتفظ هذه احلقيقة‪ ،‬حتفظ نفسها من أن ختالف أمر هللا يف ذاهتا وحتفظ‬

‫زوجها‪ ،‬وترعى ماله وبيته وأهله وولده‪ ،‬فهن حافظات للغيب مبا حفظ هللا‪ .‬وصنف مترد وعصا ‪ ،‬وهللا أثىن على الصنف‬

‫عالجا للصنف الثاين ‪.‬ووضح الباحث صفات املرأة الصاحلة وعالج نشوز املرأة يف ضوء آايت سورة النساء‬
‫األول ووضع ً‬
‫من ‪ ۲۹‬إيل ‪.۳۵‬‬

‫ويف دراسة م‪.‬د‪ .‬حممد ضياء الدين خليل إبراهيم واليت بعنوان "صورة املرأة يف القرآن الكرمي (دراسة حتليلية)" بذل‬

‫الباحث جهوده ليتناول صورة املرأة يف ضوء اخلطاب القرآين ‪ ،‬من حيث خصائصها اليت بينها القران الكرمي‪ ،‬وشخصيتها‬
‫اليت أشار إليها ‪ ،‬ودورها يف األسرة واجملتمع كما جاء يف آايت القران الكرمي‪ .‬وقد تناول الباحث يف دراسته أهم‬

‫اخلصائص اليت بينها القران الكرمي اليت متيز املرأة عن الرجل مثل السكن ‪ ،‬احلمل والوضع ‪ .‬والضعف واألخري ‪ ،‬وأبرز‬

‫معامل شخصية املرأة اليت وردت يف القران الكرمي ‪ ،‬من العبادة واحلكمة والتعقل والقوة والتحمل ومثل ذلك‪ ،‬وألدوار اليت‬

‫حتدث فيها القران الكرمي عن املرأة يف األسرة ‪ ،‬من كوهنا أما وأختا وزوجة وبنتا‪ ،‬وبعض األدوار االجتماعية خارج نطاق‬

‫األسرة اليت حتدث فيها القران الكرمي عن املرأة ‪ ،‬ومنها كوهنا ملكة ‪ ،‬واملهاجرة ‪ ،‬واملبايعة ‪،‬والعاملة‪ ،‬و استلتج من دراسته‬

‫أن اخلطاب القراين وضح مجلة اخلصائص اليت ختتص هبا املرأة ‪ ،‬واليت تتميز هبا عن الرجل يف أصل خلقها‪ ،‬ككوهنا سكنا‬

‫للرجل‪ ،‬واختصاصها ابحلمل والوضع دونه ‪ ،‬وارتفاع معدل الغرية عندها عن الرجل ‪ ،‬وحبها للزينة ‪ ،‬اليت هي من األمور‬

‫املفطورة عليها ‪ ،‬وأن املرأة متتعت يف ظل اإلسالم حبقوقها الكاملة ‪.‬‬

‫و كتب الدكتور حممد على هامشي كتابه "شخصية املرأة املسلمة كما يصوغها اإلسالم يف الكتاب والسنة" و هدف‬

‫هذا الكتاب إيل معرفة شخصية املرأة املسلمة اليت صاغتها نصوص القرآن الكرمي والسنة‪ ،‬وبني شؤون املرأة اخلاصة و‬

‫العامة مثل عالقة املرأة املسلمة مع رهبا و نفسها ووالديها وزوجها وأوالدها وأقرابئها وذوي رمحها وجمتمعها‪،‬ومجع الباحث‬

‫النصوص الصحيحة من كتاب هللا وسنة رسوله ليبني للقارئ كيف كون اإلسالم شخصية املرأة‪ ،‬وكيف بلغ يف هذا‬

‫التكوين الشأن الرفيع الذي مل تبلغه امرأة يف التاريخ إال يف ظل هذا الدين‪.‬ووضح هذه العالقات املرأة وشؤوهنا ابلتفصيل‬

‫مع بيان األدلة من الكتاب والسنة و أقوال السلف و األمثلة من التاريخ‪.‬‬

‫وبعد اإلطالع على الدراسات السابقة تبني لنا مكانة املرأة املسلمة يف اإلسالم و حقوقها اليت أعطاها اإلسالم و واجباهتا‬

‫و صفاهتا ابلتجمل ‪ ،‬ومن خالل حبثيت عن هذه املوضوع يف الدراسات السابقة أان ال أستطيع أن أجد رسالة أو مقالة‬

‫كاملة اليت تشتمل علي مجيع صفات املرأة املسلمة اليت وردت يف كتا ب هللا واألحاديث النبوية ‪ ،‬ففي هذه الدراسة أريد‬

‫أن أقدم صفات املرأة املسلمة ابلرتتيب يف ضوء آايت القرآنية واألحاديث النبوية‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫إين أحاول يف هذه الدراسة‪:‬‬

‫(‪ )۱‬أن أبني املوضوع وما يتعلق به بسهولة وتوضيح‪ ،‬حىت كثريا من املعلومات أنقل من الكتب الدينية والكتب العصري‬

‫(‪ )۲‬أن أذكر األدلة املناسبة للموضوع من القران والسنة وأقوال علماء األمة اإلسالمية‪.‬‬

‫(‪ )۳‬أن أقسم املادة العلمية موضوعيا مث أجعل اآلايت القرانية واألحاديث النبوية يف منظومتها و ربطها يف موضوع واحد‪.‬‬

‫(‪ )۴‬أن أنسب كل قول إيل قائله‪ ،‬وعند نقل املعلومات أذكر يف اهلوامش اسم املؤلف والكتاب ورقم الصفحة حسب‬

‫املنهج العلمي املشهور‪.‬‬

‫(‪)۵‬وأوضع اآلايت القرآنية بني القوسني املزهرين يف صلب املوضوع مع ذكر اسم السو رة ورقم اآلية‪ ،‬وخرجت األحاديث‬

‫النبوية حسب املنهج العلمي ‪.‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬

‫هذا البحث حيتوي على املقدمة‪ ،‬وأربعة فصول ‪،‬و حيتوي كل فصل عدة مباحث‪ ،‬واخلامتة يف آخر البحوث‪.‬‬

‫املقدمة ‪ :‬و تتضمن مشكلة البحث ‪ ،‬وأسئلته ‪ ،‬وأهدافه ‪ ،‬وأمهيته ‪ ،‬وحدوده‪ ،‬والدراسات السابقة له ‪ ، ،‬ومنهجه ‪،‬‬

‫وخطته‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬تعريف الصفات لغة و اصطالحا‪ ،‬وفيه مبحثان‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬الصفات ىف اللغة‬

‫املبحث الثاين‪ :‬تعريف الصفات إصطالحا‬

‫الفصل الثاين‪ :‬تعريف املرأة الصاْلة ومكانتها ىف اإلسالم ‪ ،‬وفيه ثالثة مباحث ‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬تعريف املرأة لغة و اصطالحا‬

‫املبحث الثاين‪ :‬تعريف الصاحلة لغة و اصطالحا‬

‫املبحث الثالث‪ :‬مكانة املرءة ىف اإلسالم‬

‫الفصل الثالث‪ :‬صفات املرأة الصاْلة ىف القران الكرمي‪،‬وفيه التمهيد و عشرة مباحث‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مراقبة هللا عز وجل و حب هللا تعاىل ورسوله صلى هللا عليه وسلم‬

‫املبحث الثاين‪ :‬احلرص لطاعة هللا عزوجل و عدم اتباع خطوات الشيطان‬

‫املبحث الثالث‪ :‬احلياء والعفة‬

‫املبحث الرابع‪ :‬غض البصر وحفظ النفس‬

‫املبحث اخلامس‪ :‬احلجاب ‪ ،‬والتسرت ‪ ،‬وعدم التربج‬

‫املبحث السادس‪ :‬لزوم البيت‪ ،‬وعدم خروجها إال حلاجة ماسة‬

‫املبحث السابع‪ :‬االلتزام ابللباس الشرعي‬

‫املبحث الثامن‪ :‬الزوجة الصاحلة‬

‫املبحث التاسع‪ :‬الصدق و الصرب على احلياة‬

‫املبحث العاشر‪ :‬عدم السخرية واإلحتقار من ااملسلمات‬

‫الفصل الرابع‪ :‬صفات املرأة املسلمة ىف األحاديث النبوية وفيه التمهيد و عشرين مباحث‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬التقرب إىل هللا من األعمال الصاحلة‬

‫املبحث الثاين‪ :‬سرعة اإلستجابة ألمر هللا وأمر رسوله‬

‫املبحث الثالث‪ :‬اإلميان ابلقضاء والقدر و إصالح النفس‬

‫املبحث الرابع‪ :‬حريصة علي طلب العلم النافع‬

‫املبحث اخلامس‪ :‬داعية إىل هللا عزوجل‬

‫املبحث السادس‪ :‬طلب الشهادة ىف سبيل هللا‬

‫املبحث السابع‪ :‬احللم والرفق‬

‫املبحث الثامن‪ :‬العفو عمن أساء ىف حقها‬

‫املبحث التاسع ‪ :‬حفظ اللسان‬

‫املبحث العاشر‪ :‬احلياء و احملفاظة على احلجاب‬

‫املبحث احلادي عشر‪ :‬السخاء والكرم‬

‫املبحث الثاىن عشر ‪ :‬إكرام الضيف واجلار‬

‫املبحث الثالث عشر ‪ :‬الصرب عند املصيبة‬

‫املبحث الرابع عشر‪ :‬بر الوالدين و صلة الرحم‬

‫املبحث اخلامس عشر‪ :‬طاعة الزوج‬


‫املبحث السادس عشر‪:‬العدل بني األوالد ورعايتهم‬

‫املبحث السابع عشر‪ :‬التعاون بني النساء املسلمات‬

‫املبحث الثامن عشر ‪ :‬الشجاعة‬

‫املبحث التاسع عشر‪ :‬القناعة‬

‫املبحث العشرون‪ :‬الرفق واللني وحسن اخللق‬

‫اْلامتة‪:‬‬

‫وأخريا ختتم الباحثة دراسته بذكر أهم النتائج والتوصيات اليت توصلت إليها يف دراسة هذا املوضوع‪.‬‬

‫املراجع واملصادر‬

‫• القران الكرمي‬

‫• مسلم بن احلجاج‪ ،‬اإلمام أبو احلسني القشريي النيسابوري (‪۱۴۱۲‬ه‪۱۹۹۱/‬م)‪ :‬صحيح مسلم (الطبعة األويل ‪ ،‬اجلزء‬

‫الثالث) بريوت ‪-‬لبنان‪:‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫• ]‪[1‬ا‪.‬م‪ .‬حسني‪ ،‬حقوق وواجبات املرأة يف القران الكرمي" سورة النساء امنوذجاً"‪ ،‬جملة جامعة األنبار للعلوم األنسانية‬

‫(‪.45-23 )2018( )3‬‬

‫• ]‪[2‬د‪.‬ج‪.‬م‪ .‬ابجالن‪ ،‬املرأة يف الفكر اإلسالمي‪ ،‬دار املعرفة للطباعة والنشر‪-‬لبنان‪.2017‬‬

‫• ]‪[3‬مسري‪ ،‬صفات املرأة الصاحلة‪ ،‬وعالج النشوز‪ Al-Madinah Quranic Studies Studies| ،‬جملة‬

‫جامعة املدينة العاملية للتفسري وعلوم القرآن‪-‬مصر ‪) (2013).23(23‬‬


‫• م‪.‬د‪ .‬حممد ضياء الدين خليل إبراهيم ‪ ،‬صورة املرأة يف القرآن الكرمي (دراسة حتليلية( ‪ ،‬أعمال املؤمتر الدويل السابع‪:‬‬

‫املرأة والسلم األهلي ‪ ،‬طرابلس (‪)2015‬‬

‫• هامشي ‪ ،‬الدكتور حممد على(‪2012‬م)‪ :‬شخصية املرأة املسلمة كما يصوغها اإلسالم يف الكتاب والسنة (الطبعة‬

‫األويل) بريوت‪ :‬شركة دار البشائر االسالمية‪.‬‬

‫‪.‬‬

You might also like