You are on page 1of 42

http://coptic-treasures.

com
http://coptic-treasures.com
‫َم ْز َرعَ ُة بَيْ ِت الر ْ َحـــــ ِة‬
‫َم ْن ِطقَ ُة ُشهَدَ ا ُء الَْبَ ْن َ َسـا‬
‫الْ َطري ُِق الْ َص َحــ َراوي الْغ َْر ِب الْ ِكيلُو‪ِ -512-‬م ْن القا ِهـر ِة‬

‫الْسْجْودْْ ْ‬
‫فْيْْالْكْتْابْْْالْمْقْدْسْ ْ‬

‫ِ‬
‫ب َم َك ِاري ْاْل َْن َبا َم َك ْارُي ْ‬
‫وس‬ ‫ا َّلراى ُ‬
‫‪1‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫المقدس‬
‫اسم الكتاب‪ :‬السجود فى الكتاب ّ‬
‫اعداد‪ِ َّ :‬‬
‫ب َم َك ِاري ْاْل َْن َبا َم َك ْارُي ْ‬
‫وس‪.‬‬ ‫الراى ُ‬
‫المطبعة‪ :‬دار يوسف كمال لمطباعة ت‪ ٕٕٗٗٗٚٓٗ :‬القاىرة‬
‫جميع الحقوق محفوظة لممؤلف‪.‬‬
‫يطمب ىذا ِ‬
‫الكتاب من‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ٔ‪ .‬مكتبة مزرعة بيت الرحمة – بني مزار – المنيا (الصحرواي الغربي ‪-‬‬
‫الكيموٕ٘ٔ من القاىرة)‪[ ,‬تميفون‪]ٕٕٓٔٚٛٔٗ٘ٔٙ :‬‬
‫ٕ‪ .‬مكتبة المحبة بِشب ار مصر‪.‬‬
‫بكية‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬مكتبة الكاتدرائية المرقسية باْلز ّ‬
‫ِ‬
‫بالقاىرة واْلقاليم‪.‬‬ ‫المسيحية والكنائس‬ ‫ٗ‪ .‬جميع المكتبات‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫البابا تواضروس الثاني‬
‫المرقسية‬ ‫بابا اإلسكندرية وبطريرك ِ‬
‫الكرازة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪3‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
4

http://coptic-treasures.com
‫اْلنبا إسطفانوس‬
‫أسقف ببا والفشن وسمسطا‬
‫والمشرف عمى مزرعة بيت الرحمة‬
‫‪5‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
6

http://coptic-treasures.com
‫مقدمة‬
‫ّ‬
‫فضلً عن المعنى اْلساسي الذى يشير إليو فعل السجود كما نفيم من الكممة‬
‫اليونانية ‪ meta,noia‬التي ترد بمعنى (توبة \ تغيير الفكر \ تجديد الذىن)‪ ,‬فيناك‬
‫ّ‬
‫عودنا أَّنوُ فى بعض اْلحيان قد‬
‫المقدس الذى ّ‬
‫ّ‬ ‫معاني أخرى ليا يذخر بيا الكتاب‬
‫أحيان قد يستخدم لمعنى واحد‬ ‫ٍ‬ ‫عدة معانىٔ‪ ,‬وفى‬ ‫يستخدم كممة واحدة لمداللة عمى ّ‬
‫عدة كممات أو اصطلحات‪ ,‬مثال ذلك إشارتو ليوم الدينونة بكممة (فى الدين) كما‬ ‫ّ‬
‫ِّين مع ى َذا اْل ِج ِ ِ‬ ‫ورد في إنجيل البشير متى ِ"رجا ُل نِينوى سيقُوم ِ‬
‫ونوُ‪,‬‬
‫يل َوَيد ُين َ‬ ‫ون في الد ِ َ َ َ‬ ‫ََ ََ ُ َ‬ ‫َ‬
‫وم ِفي الد ِ‬
‫ِّين‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ان َىيَُنا! َمم َكةُ التْي َم ِن َستَقُ ُ‬
‫ون َ‬
‫اد ِاة يونان‪ ,‬وىوَذا أ ْ ِ‬
‫َعظَ ُم م ْن ُي َ‬ ‫ِ‬
‫ْلََّنيُ ْم تَ ُابوا ب ُمَن َ ُ َ َ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫صي اْلَر ِ ِ‬ ‫ت ِمن أَقَا ِ‬ ‫مع ى َذا اْل ِج ِ ِ‬
‫ان‪َ ,‬و ُى َوَذا‬
‫ض لتَ ْس َم َع ح ْك َمةَ ُسمَْي َم َ‬ ‫ْ‬ ‫يل َوتَد ُينوُ‪ْ ,‬لََّنيَا أَتَ ْ ْ‬ ‫ََ َ‬
‫ان َىيَُنا!" (مت ٕٔ ‪ ,)ٕٗ–ٗٔ :‬وأيضاً بكممة (يوم الدين) كقول‬ ‫ِ‬
‫َعظَ ُم م ْن ُسمَْي َم َ‬
‫أْ‬

‫‪ 1‬مثال ذلك كممة ‪ a;rtoj‬التى ترجمت فى كتاب العيد الجديد بمعنى (خبز) إ َّال أنيا فى معجزة‬
‫وى ْم أ َْنتُ ْم لَِي ْأ ُكمُوا»‪.‬‬
‫َعطُ ُ‬ ‫ضوا‪ .‬أ ْ‬ ‫َن َي ْم ُ‬ ‫اجةَ لَيُ ْم أ ْ‬
‫اشباع الجموع أتت بمعنى (أرغفة) "فَقَا َل لَيُ ْم َي ُسوعُ‪« :‬الَ َح َ‬
‫ان ‪"mh. pe,nte a;rtouj kai. du,o ivcqu,ajÅ‬‬ ‫فَقَالُوا لَوُ‪ :‬لَْي َس ِع ْن َدَنا َىيَُنا إِالَّ َخ ْم َسةُ أ َْرِغفَة َو َس َم َكتَ ِ‬
‫الكينوتية) كما‬ ‫ّ‬ ‫(متٗٔ‪ ,)ٔٚ :‬وىكذا ككممة ‪ leitourgi,a‬التى استخدميا الكتاب بمعنى (الخدمو‬
‫ضى إِلَى َب ْيتِ ِو ‪kai. evge,neto w`j evplh,sqhsan‬‬ ‫ت أَي ِ ِ ِ‬
‫َّام خ ْد َمته َم َ‬
‫ِ‬
‫قيل عن زكريا أبو يوحنا َ"ولَ َّما َكممَ ْ ُ‬
‫‪( "ai` h`me,rai th/j leitourgi,aj auvtou/( avph/lqen eivj to.n oi=kon auvtou/Å‬لؤ ‪,)ٕٖ :‬‬
‫ض َل بِ ِم ْق َد ِار ‪nunÎi.Ð de.‬‬ ‫ِ‬
‫ص َل َعمَى خ ْد َمة أَ ْف َ‬ ‫اآلن قَ ْد َح َ‬
‫ِ‬
‫وكما قال بولس الرسول عن الرب َ"ولَكَّنوُ َ‬
‫َّت َعمَى‬ ‫َعظَ َم‪ ,‬قَ ْد تَثَب َ‬ ‫|‪َ diaforwte,raj te,tucen leitourgi,aj( o[sw‬ما ُىو َو ِسيطٌ أ َْيضاً لِ َع ْي ٍد أ ْ‬
‫مختصة‬ ‫ض َل" (عب ‪ ,)ٙ : ٛ‬كما استخدميا أيضاً بمعنى ما يفيد الخدمة العامة (أى غير ال‬ ‫مو ِ‬
‫ّ‬ ‫يد أَ ْف َ‬
‫اع َ‬ ‫ََ‬
‫َن ا ْفتِ َعا َل َى ِذ ِه ا ْل ِخ ْد َم ِة ‪o[ti h` diakoni,a th/j‬‬ ‫بالعمل الكينوتى) كقول بولس الرسول "ْل َّ‬
‫ار َى ِذ ِه ا ْل ِخ ْد َم ِة‬ ‫ير لِمَّ ِو إِ ْذ ُى ْم بِ ْ‬
‫اختَِب ِ‬ ‫يد بِ ُش ْك ٍر َكثِ ٍ‬
‫ط‪َ ,‬ب ْل َي ِز ُ‬ ‫ين فَقَ ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ leitourgi,aj‬لَْي َس َي ُس ُّد ِإ ْع َو َاز ا ْلق ّْديس َ‬
‫اء التَّ ْوِزي ِع لَيُ ْم َولِ ْم َج ِمي ِع" (ٕكو‪,)ٖٔ–ٕٔ : ٜ‬‬ ‫يل ا ْلم ِسي ِح‪ ,‬وس َخ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫اعتِرِاف ُكم ِإل ْن ِج ِ‬
‫اعة ْ َ ْ‬
‫ّْدون اهلل عمَى طَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُي َمج ُ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان خ ْد َمت ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫صَ‬ ‫ت‪ُ ,‬م َخاط اًر بَن ْفسو‪ ,‬ل َك ْي َي ْجُب َر ُن ْق َ‬ ‫ب ا ْل َم ْو َ‬‫َجل َع َمل ا ْل َمسي ِح قَ َار َ‬ ‫وكقولو أيضاً "ْلَنوُ م ْن أ ْ‬
‫لِي ‪( "i[na avnaplhrw,sh| to. u`mw/n u`ste,rhma th/j pro,j me leitourgi,aj‬فى ٕ ‪)ٖٓ :‬‬
‫(الجزء‬‫المقدس ُ‬ ‫ّ‬ ‫– لمز ٍيد من التفاصيل حول ىذه النقطة نرجو الرجوع لكتابينا مصطمحات الكتاب‬
‫اْلول والثانى) ‪ -‬المؤلّْف‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪7‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫اب‬‫ضوا التَُّر َ‬ ‫اك َو ْانفُ ُ‬ ‫اخ ُر ُجوا ِم ْن ُىَن َ‬ ‫السيد المسيح " َو ُك ُّل َم ْن الَ َي ْقَبمُ ُك ْم َوالَ َي ْس َمعُ لَ ُك ْم‪ ,‬فَ ْ‬
‫ورةَ َي ْوَم‬‫وم َو َع ُم َ‬ ‫ِ‬
‫ون ْل َْرض َس ُد َ‬ ‫ول لَ ُك ْم‪َ :‬ستَ ُك ُ‬‫ق أَقُ ُ‬ ‫ت أ َْر ُجمِ ُك ْم َشيَ َ‬
‫ادةً َعمَْي ِي ْم‪ .‬اَْل َح َّ‬ ‫َِّ‬
‫الذي تَ ْح َ‬
‫احتِ َماالً ِم َّما لِتِْم َك اْل َم ِد َين ِةٕ" (مر ‪ ,)ٔٔ : ٙ‬وىكذا باستخدام‬ ‫ِّين َحالَةٌ أَ ْكثَُر ْ‬ ‫الد ِ‬

‫اصطلح (يوم الغضب) كما جاء في قول مار بولس الرسول " َولَ ِكَّن َك ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل‬
‫قَساوتِ َك وَقْمبِ َك َغي ِر التَّائِ ِب تَ ْذ َخر لِن ْف ِس َك َغضباً ِفي يوِم ا ْل َغض ِب واستِعلَ ِن َدينون ِة ِ‬
‫اهلل‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ َ ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬
‫اْل َع ِادلَ ِة" (روٕ ‪ ,)٘ :‬وأخي اًر باستخدام عبارة (اليوم العظيم) كما فى قول ييوذا الرسول‬
‫ون ِة ا ْل َي ْوِم ا ْل َع ِظ ِيم‬ ‫ِ‬
‫استَيُ ْم‪َ ,‬ب ْل تََرُكوا َم ْس َكَنيُ ْم َحفظَيُ ْم إِلَى َدْيُن َ‬ ‫ين َل ْم َي ْحفَظُوا ِرَي َ‬
‫ِ َِّ‬
‫"اْل َملَئ َكةُ الذ َ‬
‫ت الظَّلَِم" (يو ‪.)ٙ‬‬ ‫بِقُي ٍ ِ ٍ‬
‫ود أََبديَّة تَ ْح َ‬ ‫ُ‬
‫كممت ضعفنا وعجزنا‬ ‫الحنان يسوع المسيح الذى آزرنا بنعمتو التى ّ‬ ‫نشكر إلينا ّ‬
‫المقدس الذى ىو فى‬‫ّ‬ ‫(ٕكؤٕ ‪ ,)ٜ :‬فخرجت ىذه القطرة الواحدة من محيط الكتاب‬
‫يخ‪ ,‬لِمتَّ ْق ِو ِيم والتَّأ ِْد ِ‬
‫يب" (ٕتى ٖ ‪ْ ,)ٔٙ :‬لنو مآلن ًا‬ ‫ومكان "َن ِافعٌ لِمتَّ ْعِم ِيم َوالتَّْوبِ ِ‬
‫ٍ‬ ‫كل ٍ‬
‫زمان‬
‫َ‬
‫روحاً وحياةً (يو)‪.‬‬
‫ببركة صموات صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظّم اْلنبا تواضروس الثانى‬
‫َّ‬
‫الرسولية اْلنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا نصدر ىذا‬ ‫وشريكو فى الخدمة‬
‫العمل ارجين من الرب أن يستخدمو لمجد اسمو القدوس‪.‬‬
‫لو المجد منذ اْلزل واآلن الى اْلبد آمين‪.‬‬
‫!‬

‫أى تمك التى ترفض االيمان باسمو القدوس‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪8‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫بدددأت فك درة ىددذا الكتدداب بسددؤا ِل أحدددىم عددن العثددرة التددى قددد يسددببيا تقددديم السددجود‬
‫أن السددجود إنمددا‬ ‫لرفددات القديسددين مسددتندين فددى ذلددك إلددى ايمددانيم ال ارسددخ وظدّدنيم الشددديد َّ‬
‫دورةً َمددا‬ ‫يقد ّددم هلل وحددده تبعددا لموصددية اإللييددة القائم دة "الَ تَصددنع لَد َ ِ‬
‫صد َ‬‫دك ت ْمثَدداالً َمْن ُحوت داً َوالَ ُ‬ ‫َْْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫دت اْل َْر ِ‬ ‫داء ِمدن تَ ْح ِ‬‫ض ِمدن تَ ْحدت ومدا ِفدي اْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ِم ْدن فَ ْدو ُ‬ ‫ِم َّما ِفي السَّم ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ق َو َمدا فدي اْل َْر ِ ْ‬ ‫َ‬
‫داء ِفدي اْلَْبنداءِ‬ ‫دك إِلَدوٌ َغيدور أَ ْفتَِق ُدد ُذندوب اآلب ِ‬‫ب إِلَيَ َ‬
‫الر َّ‬
‫الَ تَ ْس ُج ْد لَيُ َّن َوالَ تَ ْعُب ْد ُى َّن ْلَنّْي أََنا َّ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُ ٌ‬
‫دج ُد ِإللَد ٍدو َ‬
‫آخد َدر‬ ‫دي" (خددر ٕٓ ‪" ,)٘-ٗ :‬فَِإَّند َ‬
‫دك الَ تَ ْسد ُ‬ ‫ضد َّ‬‫الربِد ِدع ِمددن مْب ِغ ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫دث َو َّا‬ ‫ِفددي اْل ِجيد ِدل الثَّالِد ِ‬
‫دور ُىد َدو" (خددر ٖٗ ‪ ,)ٔٗ :‬أو اْلخددرى التددى قددال فييددا‬ ‫دور‪ .‬إِلَددوٌ َغُيد ٌ‬
‫اسد ُدموُ َغُيد ٌ‬ ‫ب ْ‬ ‫َن الد َّدر َّ‬
‫ْل َّ‬
‫ب إِلَ ِي َك تَ ْس ُج ُد َوِايَّاهُ َو ْح َدهُ تَ ْعُب ُد" (مت ٗ ‪.ٖ)ٔٓ :‬‬ ‫وب‪ :‬لِ َّمر ّْ‬ ‫الرب " َم ْكتُ ٌ‬
‫أن المعنددى الوحيددد الددذى‬ ‫أن ليددم فددى ذلددكٗ كددل الحددق‪ ,‬فقددط ل دو افترضددوا َّ‬ ‫والحقيقددة َّ‬
‫٘‬
‫يشددتمل عميددو فعددل السددجود ى دو العبددادة ‪ ,‬أمددا ل دو كددان لفعددل السددجود معددان كثي درة جددداّ‬
‫جمي داً ف دي كثيد ٍدر مددن قصصددو وأحداثددو المختمفددة‪ ,‬لبطمددت حتم داً‬ ‫أظيرىددا الكتدداب المقد ّددس ّ‬
‫دين تد ٍدام اننددا ال نغفددل حددق اهلل الواجددب عمينددا بسددجودنا لددو وحددده‪.‬‬
‫عثدرتيم ولصدداروا فددى يقد ٍ‬
‫وىذا ما سنتناولو فى الصفحات القادمة‪.‬‬
‫!‬

‫ٖ‬
‫أو مثيمتيا مما توصى بضرورة تقديم السجود هلل وحده حتى عند الذين ُىم من خارج االيمان‪.‬‬
‫ٗ‬
‫أي فى عثرتيم‪.‬‬
‫٘‬
‫السجود ىو تعبير صادق عن مشاعر الخضوع واالتضاع لذلك فيو الئق جدا باهلل‪ ,‬اذ انو سبحانو صاحب‬
‫الحق اْلول فى خضوعنا لو واتضاعنا أمامو‪ ,‬ولكن ليس ىذا معناه أن السجود ىو حركو عبادية ‪,‬أى بقصد‬
‫يقدم بيذه‬
‫قدم الى اهلل يكون عباده حقّاً وال يصح أن ّ‬
‫يتطرق الى أذىان الكثيرين‪ ,‬فيو إذا ّ‬
‫العبادة‪ ,‬فحسب كما ّ‬
‫يقدم لآلخرين وانما فى معانى أخرى غير العبادة‪( \ ).‬كتاب حياة‬
‫الصفو آلخر سوى اهلل‪ ,‬غير أنو يصح أن ّ‬
‫ثوذكسية صفحة ٓٗ‪ \ ٙ‬اْلب متى المسكين)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الصلة االر‬
‫‪9‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫من المعاني المختمفة لفعل السجود‪:‬‬
‫سجود العبادة‬
‫موجوٌ إلى اهلل وحده اتماماً لوصيتو‬ ‫ىذا ىو النوع اْلول لمسجود وبدييي َّأنوُ َّ‬
‫لموسى النبى بعدم السجود آللي ٍة أخرى ْلنو إلوٌ غيور كقولو "الَ َي ُك ْن لَ َك آلِيَةٌ أخرى‬
‫ق َو َما ِفي‬ ‫اء ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫امي‪.‬الَ تَصنع لَ َك تِمثَاالً مْنحوتاً والَ صورةً ما ِم َّما ِفي السَّم ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬
‫أَم ِ‬
‫َ‬
‫اء ِم ْن تَ ْح ِت اْل َْر ِ‬
‫ض‪.‬الَ تَ ْس ُج ْد لَيُ َّن َوالَ تَ ْعُب ْد ُى َّن ْلَنّْي أََنا‬ ‫ض ِمن تَ ْحت وما ِفي اْلم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫اْل َْر ِ ْ‬
‫الربِ ِع ِم ْن‬
‫يل الثَّالِ ِث َو َّا‬
‫اء ِفي اْل ِج ِ‬
‫اء ِفي اْلَْبن ِ‬
‫َ‬
‫ب إِلَي َك ِإلَوٌ َغيور أَ ْفتَِق ُد ُذنوب اآلب ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ٌُ‬ ‫الر َّ َ‬ ‫َّ‬
‫فِلَّنوُ إلوٌ غيوٌر فيو يأمر بعدم‬ ‫ض َّي" (خر ٕٓ ‪ ,)٘–ٖ :‬وىو أمر منطقي جداً! ِ‬ ‫مْب ِغ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫السجود آللية أخرى محتّماً بذلك اقصار تقديم السجود الذي بقصد العبادة لو وحده‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬

‫َم َرُى ْم‪« :‬الَ تَتَّقُوا آلِيَةً أخرى َوالَ تَ ْس ُج ُدوا لَيَا َوالَ‬ ‫الر ُّ‬
‫ب َم َعيُ ْم َع ْيداً َوأ َ‬ ‫كقولو أيضاً " َوقَطَ َع َّ‬
‫ص َر بِقَُّوٍة‬ ‫ب الَّ ِذي أَصع َد ُكم ِم ْن أَر ِ ِ‬ ‫وىا َوالَ تَ ْذَب ُحوا لَيَا‪َ .‬ب ْل ِإَّن َما اتَّقُوا َّ‬
‫الر َّ‬
‫ض م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫تَ ْعُب ُد َ‬
‫اع مم ُد َ ٍ‬ ‫ع ِظ ٍ‬
‫اس ُج ُدوا َولَوُ ا ْذَب ُحوا" (ٕمل ‪.)ٖٙ–ٖ٘ : ٔٚ‬‬ ‫ودة‪َ ,‬ولَوُ ْ‬ ‫يمة َوِذ َر ٍ َ ْ‬
‫َ َ‬
‫الوصية الخاصة بالسجود هلل وحده بقصد العبادة تكمّم عنيا الرب فى "ملء‬ ‫ّ‬ ‫نفس‬
‫ان! ْلََّنوُ َم ْكتُ ٌ‬
‫وب‬ ‫ب َيا َشْيطَ ُ‬ ‫لممجرب عمى الجبل "ا ْذ َى ْ‬ ‫ّ‬ ‫الزمان" (غل ٗ ‪ )ٗ :‬حينما قال‬
‫ب إِلَ ِي َك تَ ْس ُج ُد َوِايَّاهُ َو ْح َدهُ تَ ْعُب ُد" (مت ٗ ‪ ,)ٔٓ :‬وىو نفس المعنى الذي أورده‬ ‫لِ َّمر ّْ‬
‫وب‪ :‬لِ َّمر ّْ‬
‫ب ِإلَ ِي َك تَ ْس ُج ُد َوِايَّاهُ َو ْح َدهُ تَ ْعُب ُد" (لوٗ‬ ‫البشير لوقا في إنجيمو بمسان الرب " َم ْكتُ ٌ‬
‫‪.)ٛ :‬‬

‫سجود العبادة قبل الشريعة‬


‫فمع أنو فى العيد القديم كانت العبدادة تدتم إ َّمدا فدى المجدامع المحمَّّيدة أو فدى الييكدل‬
‫الرئيسي فى اورشميم‪ ,‬وكان ال يجوز السجود فى المجامع بل يكتفى باحناء الدرأس فقدط‬
‫أمدا فددى الييكددل نفسددو فكانددت العبددادة تُ َحدتّْم الركددوع‬
‫أو الركددوع فددى اتجدداه مكددان الييكددل‪ ,‬و َّ‬
‫‪11‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫والسددجود لددِلرض بسددبب حضددور اهلل‪ ٙ‬كمددا يتضددح مددن قددول بددولس الرسددول "ِإّْنددي إِ ْذ قَد ْدد‬
‫دت‬
‫ور‪َ .‬وأَْن َ‬ ‫َحدتَ ُُّّ َع َّمدا ِفدي أ َْم ِدري بِدأَ ْكثَِر ُس ُدر ٍ‬
‫اض لِيَِذ ِه اْل َُّم ِة أ ْ‬
‫ين َكثِ َيرٍة قَ ٍ‬‫ِِ‬
‫ت أََّن َك ُمْن ُذ سن َ‬
‫ِ‬
‫َعم ْم ُ‬
‫ججج َد ِفجججي‬ ‫َسج ُ‬‫ت أل ْ‬
‫ف أََّن ددو لَ د ْديس لِ ددي أَ ْكثَددر ِم د ِدن اثْن ددي ع َش ددر يومد داً مْند د ُذ ِ‬
‫ص ددع ْد ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َن تَ ْع د ِدر َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫قَددادٌر أ ْ‬
‫يم" (أع ٕٗ ‪ ,ٚ)ٔٔ–ٔٓ :‬إ َّال َّأن دوُ يمكننددا اْلخددذ فددى االعتبددار أن سددجود بعددض‬ ‫أُور َ ِ‬
‫شججم َ‬ ‫ُ‬
‫أبرار ورجال العيد القديم فدى اْلجيدال التدى سدبقت بنداء الييكدل كدان أيضدا بقصدد تقدديم‬
‫ت لَيُ ْم‪ .‬إِلَيداً َغفُدو اًر ُكْن َ‬
‫دت‬ ‫استَ َجْب َ‬
‫ت ْ‬ ‫ب إِلَيَُنا أَْن َ‬
‫الر ُّ‬
‫العبادة هلل كقول النبي فى المزمور "أَيُّيَا َّ‬
‫ب إِلَيََنددا‬ ‫جج ُدوا ِفددي َجَبد ِدل قُ ْد ِسد ِدو ْل َّ‬
‫َن الد َّدر َّ‬ ‫لَيُد ْدم َو ُمْنتَِقم داً َعمَددى أَ ْف َعددالِ ِي ْم‪َ .‬عمُّدوا الد َّدر َّ‬
‫ب إِلَيََنددا َو ْ‬
‫اسج ُ‬
‫وس" (مز ‪ ,)ٜ–ٛ : ٜٜ‬وىو نفس المعنى الذي يتضح من قول ابدراىيم لغلميدو اندو‬ ‫قُ ُّد ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دث رفَ ِ ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫دع‬
‫ص َدر اْل َم ْوض َ‬ ‫يم َعْيَنْيدو َوأَْب َ‬ ‫ذاىب لمجبل مدع اسدحق ليسدجد " َوفدي اْلَي ْدوِم الثال َ َ‬
‫دع إْب َدراى ُ‬
‫ب‬‫َمدا أََندا َواْل ُغدلَ ُم فََند ْذ َى ُ‬ ‫دع اْل ِح َم ِ‬
‫دار َوأ َّ‬ ‫اىيم لِ ُغلَمْي ِو‪ِ ْ « :‬‬
‫اجم َسدا أَْنتُ َمدا َىيَُندا َم َ‬ ‫َ‬
‫ِم ْن ب ِع ٍيد فَقَ َ ِ ِ‬
‫ال إْب َر ُ‬ ‫َ‬
‫جج ُد ثُد َّدم َن ْر ِجددعُ إِلَْي ُك َمددا»‪( ".‬تددك ٕٕ ‪ ,)٘–ٗ :‬ويتّضددح أيض داً مددن الح دوار‬ ‫سج ُ‬ ‫إِلَددى ُىَند َ‬
‫داك َو َن ْ‬
‫الددذى انفددرد يوحنددا الحبيددب بددذكره بددين السددامرية والمسدديح عددن السددجود المقبددول عنددد اهلل‬
‫دع الَّد ِدذي َيْنَب ِغددي أ ْ‬
‫َن‬ ‫ِ‬ ‫"آباؤَنددا سججج ُدوا ِفددي ى د َذا اْلجبد ِدل‪ ,‬وأَْنددتُم تَقُولُددون إِ َّن ِفددي أ ِ‬
‫يم اْل َم ْوضد َ‬
‫ُور َشددم َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫داعةٌ‪ ,‬الَ ِفدي َىد َذا اْل َجَب ِدل‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص ّْددقيني أََّندوُ تَدأْتي َس َ‬ ‫درَةُ‪َ ,‬‬‫ام َأ‬
‫ال لَيَا َي ُسدوعُ‪َ « :‬يدا ْ‬
‫يو»‪ .‬قَ َ‬ ‫يسج َد ِف ِ‬
‫َُْ‬
‫ِ‬
‫جج ُد ل َمددا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون ل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سُ‬ ‫َمدا َن ْح ُدن فَ َن ْ‬
‫دون‪ ,‬أ َّ‬
‫ون ل َمددا لَ ْسدتُْم تَ ْعمَ ُم َ‬
‫دج ُد َ‬
‫آلب‪.‬أَْندتُْم تَ ْس ُ‬ ‫جج ُد َ‬
‫سُ‬ ‫يم تَ ْ‬
‫ور َشدم َ‬
‫َوالَ فدي أُ ُ‬

‫ثوذكسيو لِلب متى المسكين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ٙ‬كتاب حياة الصله االر‬


‫س ُج ُدوا‬ ‫ونانِيُّون ِمن الَِّذين ِ ِ‬ ‫‪ٚ‬‬
‫صع ُدوا ل َي ْ‬
‫َ َ‬ ‫اس ُي َ َ َ‬ ‫ان أَُن ٌ‬
‫وكما قيل أيضاً عن اليونانيين السائمين عن يسوع َ"و َك َ‬
‫ُّس‬ ‫ك الر ّْ َّ ِ‬ ‫الخصي الحبشي "ثَُّم إِ َّن َملَ َ‬ ‫ِفي ا ْل ِع ِ‬
‫َّب َكم َم فيمُب َ‬ ‫ّ‬ ‫يد" (يؤٕ ‪ ,)ٕٓ :‬وىكذا كما قيل أيضاً عن‬
‫َّ ِ ِ‬
‫يم إلَى َغَّزةَ التي ى َي َبّْرَّيةٌ»‪ .‬فَقَ َ‬
‫ام‬ ‫ُور َشمِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ق ا ْل ُم ْن َحد َرة م ْن أ ُ َ‬ ‫وب َعمَى الطَّ ِري ِ‬ ‫ب َن ْحو ا ْل َجُن ِ‬ ‫ِقائلً‪« :‬قُ ْم َوا ْذ َى ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان قَ ْد‬ ‫ان َعمَى َجمي ِع َخ َزائنيَا‪ .‬فَيَ َذا َك َ‬ ‫ب‪َ .‬وِا َذا َر ُج ٌل َحَبش ّّي َخص ّّي َوِز ٌير ل َك ْن َدا َكةَ َمم َكة ا ْل َحَب َشة َك َ‬ ‫َوَذ َى َ‬
‫س ُج َد" (أع ‪ ,)ٕٚ–ٕٙ : ٛ‬وأخي اًر كما ورد بِ ِ‬ ‫شمِ ِ‬
‫قول يوحنا الحبيب فى سفر الرؤيا "ثَُّم‬ ‫يم ل َي ْ‬
‫ُور َ َ‬ ‫َجا َء إِلَى أ ُ‬
‫اهلل وا ْلم ْذبح والسَّا ِج ِدين ِف ِ‬ ‫ك قَائِلً لِي‪« :‬قُم وِقس ىي َك َل ِ‬ ‫صَبةً ِش ْبوَ َعصاً‪َ ,‬وَوقَ َ‬
‫يو" (رؤ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫ْ َ ْ َْ‬ ‫ف الْ َملَ ُ‬ ‫يت قَ َ‬ ‫ُع ِط ُ‬ ‫أْ‬
‫ٔٔ ‪)ٔ :‬‬
‫‪11‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ون‬ ‫السد ِ‬ ‫ِ‬ ‫دود‪َ .‬ولَ ِكد ْدن تَدأْتِي سدداعة‪ ,‬و ِىد‬‫ص ُى دو ِمد َدن اْلَييد ِ‬ ‫َن ْعمَد ُدم‪ْ ,‬ل َّ‬
‫داج ُد َ‬ ‫دين َّ‬‫اآلن‪ ,‬حد َ‬
‫دي َ‬ ‫َ ٌَ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َن اْل َخ دلَ َ‬
‫ين" (يدوٗ‬ ‫دب ِم ْث َدل ىدؤالَ ِء الس ِ ِ‬
‫اآلب طَالِ ٌ‬ ‫ق‪ْ ,‬ل َّ‬ ‫الرو ِح واْل َح ّْ‬ ‫ُّون َي ْس ُج ُد َ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َّداجد َ‬ ‫َُ‬ ‫َن َ‬ ‫ون لآلب ب ُّ َ‬ ‫اْل َحقيقي َ‬
‫‪.)ٕٖ–ٕٓ :‬‬

‫اشارات الكتاب‬
‫السددجود الددذي بقصددد العبددادة لددو اشددا ارت كثي درة مددن الكتدداب المقدددس‪ ,‬منيددا مددثلً مددا‬
‫داآلن َىَئَند َذا‬ ‫امن ومد ٍ‬
‫دتلزم مددع تقددديم أول ثمددر اْلرض "فَد َ‬ ‫أوصددى بددو اهلل الشددعب كفعد ٍدل متدز ٍ‬
‫جج ُد‬
‫سُ‬ ‫دك َوتَ ْ‬ ‫ب إِل ِي َ‬ ‫دام ال َّدر ّْ‬
‫َم َ‬ ‫ض ُدعوُ أ َ‬ ‫ب‪ .‬ثُ َّدم تَ َ‬ ‫َعطَْيتَنِدي َيدا َر ُّ‬ ‫ض التِدي أ ْ‬ ‫ت بِدأ ََّو ِل ثَ َم ِدر اْل َْر ِ‬ ‫قَ ْد أَتَْي ُ‬
‫أتمدو رجدال وأبدرار العيدد القدديم كمدا‬ ‫ب إِل ِي َك" (تث ‪ ,)ٔٓ : ٕٙ‬ومنيا أيضاً مدا ّ‬ ‫َم َام الَّر ّْ‬
‫أَ‬
‫داءوا إِلَددى‬‫ب‪َ ,‬وَر َج ُع دوا َو َجد ُ‬ ‫دام الد َّدر ّْ‬
‫َمد َ‬‫جج ُدوا أ َ‬ ‫سج َ‬‫اح َو َ‬ ‫حن دة " َوَب َّكد ُدروا ِفددي َّ‬
‫الصد َدب ِ‬ ‫قيددل عددن ألقان دة و ّ‬
‫ب َذ َك َرَىدا" (ٔصدم ٔ ‪ ,)ٜٔ :‬وكمدا قيدل‬ ‫ام َأرَتَوُ َحَّنةَ‪َ ,‬وال َّدر ُّ‬‫ف أَْلقَ َانةُ ْ‬ ‫ام ِة‪َ .‬و َع َر َ‬ ‫َبْيتِ ِي ْم ِفي َّ‬
‫الر َ‬
‫أيض داً عددن بن دي اس درائيل فددى الييكددل عندددما أمددر حزقيددا الممددك باصددعاد المحرق دة عمددى‬
‫يل‪.‬‬‫اسدطَ ِة آالَ ِت َد ُاوَد َممِ ِدك إِ ْس َدرائِ َ‬ ‫اق بِو ِ‬
‫ب َواْلَْب َو ُ َ‬ ‫الر ّْ‬
‫يد َّ‬ ‫اء اْل ُم ْح َرقَ ِة ْابتَ َدأَ َن ِش ُ‬
‫المذبح " ِعْن َد ْابتِ َد ِ‬
‫َن‬‫دون‪ .‬اْل َج ِمي ددعُ إِلَ ددى أ ِ‬ ‫دون ُيَب ّْوقُ د َ‬ ‫دون ُي َغُّن د َ‬
‫دون َواْل ُمَب ّْوقُ د َ‬ ‫ون َواْل ُم َغُّن د َ‬
‫ججج ُد َ‬‫سج ُ‬
‫و َك ددان ُك د ُّدل اْلجم ِ‬
‫اع ددة َي ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ‬
‫جج ُدوا" (ٕأخ‬ ‫ك و ُك ُّدل اْلمو ُج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سَ‬ ‫ين َم َعدوُ َو َ‬ ‫دود َ‬ ‫َْ‬ ‫ْانتَيَت اْل ُم ْح َرقَةُ‪َ .‬وعْن َد ْانتيَاء اْل ُم ْح َرقَة َخ َّدر اْل َممد ُ َ‬
‫‪.ٛ)ٕٜ–ٕٚ : ٕٜ‬‬
‫مددن السددجود الددذى كددان أيض داً بغددرض العبددادة مددا ت دزامن مددع دخددول الييددودي إلددى‬
‫جج ُد ِفدي َىْي َك ِدل‬ ‫َس ُ‬
‫دك‪ .‬أ ْ‬ ‫َمدا أََندا فَبِ َكثْ َدرِة َر ْح َمتِ َ‬
‫دك أ َْد ُخد ُل َبْيتَ َ‬ ‫الييكل كقول المرتّل فى المزمور "أ َّ‬
‫َح َم ُد َك ِم ْدن ُك ّْدل َقْمبِدي‪ .‬قُ َّدد َام اآللِيَ ِدة أ َُرّْن ُدم‬‫قُ ْد ِس َك" (مز ٘ ‪ ,)ٚ :‬وكقولو فى موضع آخر "أ ْ‬
‫دت َكمِ َمتَ َ‬ ‫َّ‬ ‫اس َم َك َعمَى َر ْح َمتِ َ‬
‫دك‬ ‫دك قَ ْدد َعظ ْم َ‬ ‫دك ْلََّن َ‬ ‫دك َو َحقّْ َ‬ ‫َس ُج ُد ِفي َىْي َك ِل قُ ْد ِس َك َوأ ْ‬
‫َح َم ُد ْ‬ ‫لَ َك‪ .‬أ ْ‬

‫نفس اْلمر الذي ّْ‬


‫يوضح معني السجود لمعبادة يتضح من طمب شاول لصموئيل النبي بالسجود معو اكراماً لو‬
‫‪8‬‬

‫‪,‬أى لشاول‪ ,‬أمام الشعب (ٔصم ٘ٔ ‪.)ٖٓ :‬‬


‫‪12‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫اسد ِدم َك" (مددز ‪ ,)ٕ–ٔ : ٖٔٛ‬وىكددذا كقددول النبدي فددى ترنيمدة المصدداعد " ُىد َدوَذا‬ ‫َعمَددى ُكد ّْدل ْ‬
‫جج ْد ِعْند َدد‬
‫سج ُ‬
‫ِِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫دول اْلد َدو ْع ِر‪ .‬لَند ْدد ُخ ْل إِلَددى َم َسدداكنو‪ .‬ل َن ْ‬ ‫قَد ْدد سد ِدم ْعَنا بِد ِدو ِفددي أَ ْفراتَدةَ‪ .‬و َجد ْددَناه ِفددي ُحقُد ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جج ُد‬‫سُ‬ ‫َم ْوط ِئ قَ َد َمْيو" (مز ٕٖٔ ‪ ,)ٚ–٘ :‬ومنو أيضاً ما قيل فى سدفر المزاميدر " َىمُ َّدم َن ْ‬
‫ب َم ْرَعاهُ َو َغ َدن ُم َي ِدد ِه" (مدز ٘‪: ٜ‬‬ ‫الر ّْ ِ ِ‬
‫ب َخالقَنا ْلََّنوُ ُىو إِلَيَُنا َوَن ْح ُن َش ْع ُ‬ ‫َم َام َّ‬ ‫َوَن ْرَكعُ َوَن ْجثُو أ َ‬
‫ب َم ْجددداً َو ِعد ّاً‬ ‫ب يددا أَبندداء ِ‬
‫اهلل قَد ّْدد ُموا لِمد َّدر ّْ‬ ‫ِ‬
‫دز‪.‬‬ ‫‪ ,)ٚ–ٙ‬ومددا أوصددى بددو داود قددائلً "قَد ّْدد ُموا لمد َّدر ّْ َ ْ َ َ‬
‫ب ِفددي ِز َيند ٍدة ُمقَ َّد َسد ٍدة" (مددز ‪" ,)ٕ–ٔ : ٕٜ‬قَد ّْدد ُموا‬ ‫ججج ُدوا لِمد َّدر ّْ‬
‫اسج ُ‬
‫ب م ْجد َدد ِ ِ‬
‫اسددمو‪ْ .‬‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫قَد ّْدد ُموا لمد َّدر ّْ َ‬
‫ب ِفددي ِز َيند ٍدة ُمقَ َّد َسد ٍدة‪ْ .‬ارتَ ِعد ِددي‬ ‫جج ُدوا لِمد َّدر ّْ‬
‫اسج ُ‬
‫دارهُ‪ْ .‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب م ْجد َدد ِ ِ‬
‫اسددمو‪َ .‬ىدداتُوا تَ ْقد َمدةً َو ْاد ُخمُدوا دَيد َ‬ ‫ْ‬ ‫لمد َّدر ّْ َ‬
‫ِ‬
‫ض" (مدز ‪ ,)ٜ–ٛ : ٜٙ‬ومدا أشدار إليدو أيضدا عنددما ألمدح إلدى رجدوع‬ ‫اموُ َيا ُك َّدل اْل َْر ِ‬‫قُ َّد َ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫دك َيدا‬
‫ام َ‬
‫َم َ‬
‫ون أ َ‬
‫جج ُد َ‬
‫سُ‬ ‫ون َو َي ْ‬
‫ص َدن ْعتَيُ ْم َيدأْتُ َ‬ ‫االمم إلى اهلل‪ ,‬فقال فى صلتو " ُك ُّدل اْل َُمدم الدذ َ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬ ‫دت و ِ‬ ‫ب ويم ّْجد ُددون اسددم َك‪ْ .‬لََّند َ ِ‬
‫دت اهللُ َو ْحد َدد َك" (مددز ‪: ٛٙ‬‬
‫دب‪ .‬أَْند َ‬ ‫صددانعٌ َع َجائد َ‬‫ديم أَْند َ َ َ‬ ‫دك َعظد ٌ‬ ‫َ َْ‬ ‫َر ُّ َ ُ َ‬
‫‪.)ٔٓ–ٜ‬‬

‫عطية من اهلل‬
‫سجود العبادة ّ‬
‫وكما أنو من محبة اهلل لمبشر أنو شابييم بالملئكة فى عمدل وخدمدة التسدبيح (إش‬
‫ب ِفددي َحَيدداتِي‪.‬‬ ‫ّْح الد َّدر َّ‬
‫ُسددب ُ‬‫ب‪ .‬أ َ‬ ‫ّْحي َيددا َن ْف ِسددي الد َّدر َّ‬
‫‪ )ٔٓ–ٔ : ٙ‬فأوصدداىم بمسددان نبيددو "سددب ِ‬
‫َ‬
‫َن التَّد َدرُّن َم ِإللَ ِيَنددا‬‫ب ْل َّ‬ ‫ّْحوا الد َّدر َّ‬ ‫دت َم ْو ُجددوداً" (مددز ‪َ " ,)ٕ–ٔ : ٔٗٙ‬سددب ُ‬ ‫َوأ َُرّْند ُدم ِإللَ ِيددي َمددا ُد ْمد ُ‬
‫ِ‬
‫ب َيدا ُك َّدل اْل َُمدم‪َ .‬ح ّْم ُددوهُ‬ ‫ّْحوا ال َّدر َّ‬ ‫دق" (مدز ‪َ " ,)ٔ : ٔٗٚ‬سدب ُ‬ ‫يح الَئِ ٌ‬ ‫ِ ّّ‬ ‫ِ‬
‫صال ٌح‪ْ .‬لََّنوُ ُممدذ‪ .‬التَّ ْسدبِ ُ‬ ‫َ‬
‫وب" (مز ‪ ,)ٔ : ٔٔٚ‬ىكذا فمن محبتو أيضاً أنو َشبَّوَ البشر بالملئكدة فدى‬ ‫َيا ُك َّل ُّ‬
‫الش ُع ِ‬
‫الشد ديو ِخ واْلحيو َان د ِ‬
‫دات‬ ‫ِ ُّ‬ ‫تق ددديم الس ددجود ل ددو "وج ِمي ددع اْلملَئِ َك د ِدة َك د ُ ِ ِ‬
‫دين َح د ْدو َل اْل َع د ْدرش َو ُ َ َ َ َ‬
‫دانوا َواقف د َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫س َج ُدوا لِمَّ ِو" (رؤ ‪ ,)ٔٔ : ٚ‬بغرض عبادتدو‬ ‫ش َعمَى ُو ُجو ِى ِي ْم َو َ‬
‫َمام اْل َع ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫اْل َْرَب َعة‪َ ,‬و َخُّروا أ َ َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫أى من سجود العبادة‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫كرد فعدل طبيعدي لمدا يشدعر بدو اإلنسدان مدن فدرٍح ولد ّذ ٍة أثنداء سدجوده هلل ّ‬
‫معمنداً خضدوعو‬
‫أحبو أوالً (ٔيو ٗ‪.)ٜٔ :‬‬
‫ووفاءه ومحبتو لذاك الذى ّ‬
‫ىددذه اْلف دراح التددي تت دزامن وتقددديم السددجود هلل أثندداء عبادتددو قددال عنيددا القددديس مددار‬
‫أىميدة ضدرب‬
‫اسحق السريانى [كمّما استنار اإلنسان فدى الصدلة‪ ,‬كمّمدا شدعر بضدرورة و ّ‬
‫الميطاني ددات‪ ,‬ويحمد دو ل ددو الثب ددات فيي ددا‪ ,‬كمّم ددا يرف ددع أرس ددو ينج ددذب م ددن ف ددرط حد درارة قمب ددو‬
‫تنعمددو]‪ ,‬وقددال عنيددا‬
‫لمسددجود‪ْ ,‬لنددو يحددس بمعونددو قويدة فددى ىددذه اْلوقددات فيددزداد فرحددو و ّ‬
‫أيض داً [اعددط نفسددك لمصددلة وأنددت تحصددل عمددى ل د ّذة الميطانيددات وتددداوم فييددا بسددرور]‪,‬‬
‫وىكدذا فعنيددا أيضداً قدال القددديس اغندداطيوس [مدن كثددرة ضددرب الميطانيدات يجيددد الجسددم‬
‫ويس ددخن الجس ددد فتنح ددل مع ددو كثد درة اْلفك ددار ويص ددل القم ددب إل ددى حال ددو اتض دداع‪ ,‬ويك ددون‬
‫اإلنسان فى نشوة روحية عالية]‪.‬‬

‫السجود لمشيطان‬
‫منطقياً إلى‬
‫ّ‬ ‫النوع اْلول من السجود الذي ىو بغرض تقديم العبادة هلل يأتى بنا‬
‫النوع الثانى أال وىو تقديم العبادة لمشيطان ذاك الذي يحسد اإلنسان عمى ىذا االمتياز‬
‫ٓٔ‬
‫حال سقوطو‪ ,‬ولذلك فيو يحاول اجتذاب اإلنسان‬ ‫الذي صار إليو عوضاً عنو‬
‫لعبادتو‪ ,‬أي ليصير لو عبداً بِأن يكون خاضعاً وطائعاً لو‪ ,‬وىذا ما يتفق وتحذير‬
‫وىا ِفي َشيَ َواتِ ِو‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال تَ ْمم َك َّن اْل َخطَّيةُ في َج َسد ُك ُم اْل َمائت ل َك ْي تُط ُ‬
‫يع َ‬
‫بولس الرسول "إِذاً َ ِ‬
‫اء ِمن اْلَمو ِ‬ ‫َحي ٍ‬ ‫ِ َِّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫اء ُك ْم آالَت إِثٍْم لْم َخطيَّة َب ْل قَ ّْد ُموا َذ َوات ُك ْم لمو َكأ ْ َ‬ ‫ض َ‬‫َع َ‬‫َوالَُ قَ ّْد ُموا أ ْ‬
‫ت‬ ‫ام ِ‬
‫وس َب ْل تَ ْح َ‬ ‫ت َّ‬
‫الن ُ‬ ‫اء ُك ْم آالَ ِت بٍِّر ِلمَّ ِو‪ .‬فَِإ َّن اْل َخ ِطَّيةَ لَ ْن تَ ُس َ‬
‫ود ُك ْم ْلََّن ُك ْم َل ْستُ ْم تَ ْح َ‬ ‫ض َ‬‫َع َ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ت‬ ‫ام ِ‬
‫وس َب ْل تَ ْح َ‬ ‫ت َّ‬
‫الن ُ‬ ‫ّْع َم ِة" (رو‪" ,)ٔٗ–ٕٔ : ٙ‬فَ َما َذا إِذاً؟ أَُن ْخ ِطئُ ْلََّنَنا لَ ْسَنا تَ ْح َ‬
‫الن ْ‬
‫ٓٔ‬
‫أى عن الشيطان‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫يد لِمَّ ِذي‬
‫اع ِة أَْنتُ ْم َعبِ ٌ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫النّْعم ِة؟ حا َشا! أََلستُم تَعمَمون أ َّ َِّ‬
‫ون َذ َوات ُك ْم لَوُ َعبِيداً لمط َ‬ ‫َن الذي تُقَ ّْد ُم َ‬ ‫ْْ ْ ُ َ‬ ‫َْ َ‬
‫َّة لِْممو ِت أَو ِلمطَّاع ِة ِلْمبِّْر؟ فَ ُش ْك اًر لِمَّ ِو أََّن ُكم ُكْنتُم عبِيداً ِلْم َخ ِطي ِ‬
‫َّة‬ ‫تُ ِطيع ِ ِ ِ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ونوُ إ َّما لْم َخطي َ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وىا" (رو‪.)ٔٚ–ٔ٘ : ٙ‬‬ ‫ورةَ التَّ ْعم ِيم التي تَ َسم ْمتُ ُم َ‬
‫صَ‬‫َولَكَّن ُك ْم أَطَ ْعتُ ْم م َن اْل َقْم ِب ُ‬

‫اشارات الكتاب‬
‫فعل السجود الذى يبتغيو الشيطان لنفسو متى تسمّط عمى اإلنسان يظير أول ما‬
‫عال جداً وأراه‬ ‫يظير من تجربتو لمسيد المسيح عمى الجبل عندما أخذه إلى جبل ٍ‬
‫ُع ِط َ ِ ِ ِ‬
‫ت‬‫يعيَا إِ ْن َخ َرْر َ‬ ‫يك َىذه َجم َ‬ ‫جميع ممالك العالم ومجدىا (مت ٗ ‪ ,)ٛ :‬وقال لو "أ ْ‬
‫وب‪ :‬لِ َّمر ّْ‬
‫ب ِإلَ ِي َك‬ ‫ان! ْلََّنوُ َم ْكتُ ٌ‬ ‫ت لِي" (مت ٗ ‪ )ٜ :‬فأجابو الرب "ا ْذ َى ْ‬
‫ب َيا َشْيطَ ُ‬ ‫َو َس َج ْد َ‬
‫تَ ْس ُج ُد َوِايَّاهُ َو ْح َدهُ تَ ْعُب ُد" (مت ٗ ‪.)ٔٓ :‬‬
‫وقد كانت ىذه التجربة اْلخيرة التي قدميا الشيطان لمرب ىي نفسيا التى سقط‬
‫فييا الشيطان عندما عصى اهلل قديماً فاسقطو من رتبتو التي كانت الرئاسة العميا عمى‬
‫ض ضد‬ ‫كمجر ٍب أو َك ُم ِ‬
‫عار ٍ‬ ‫ّ‬ ‫بقية الملئكة‪ ,‬وأخذ رئاستو السفمى عمى العالم المادي‬
‫ّ‬
‫تعاليم اهلل‪ ,‬وذلك لكي ُيمكنو أن يستولى ‪,‬ان استطاع‪ ,‬عمى اإلنسان الذى خمقو اهلل‬
‫عمى صورتو ليعبده‪ ,‬وىكذا انتقمت رئاسو الشيطان من وضعيا االيجابى الروحي‬
‫العالي ‪,‬أى قبل سقوطو‪ ,‬إلى وضعيا المادي اْلسفل‪ ,‬وبعد أن كانت لمخير كخادم هلل‬
‫مجرب‪ ,‬ولكن تحت انضباط اهللٔٔ‪.‬‬ ‫أصبحت لمشر كمقاوم و ّ‬
‫ناس لم يطفقوا إ َّال مقسيين قموبيم‬ ‫أن سفر الرؤيا يحمل لنا أيضاً إشارة عن اُ ٍ‬ ‫عمى َّ‬
‫اس ِم َن َّ‬
‫الن ِار‬ ‫الن ِ‬‫ث َّ‬ ‫شديدة كقول الكتاب" ِم ْن َى ِذ ِه الثَّلَثَ ِة قُتِ َل ثُْم ُ‬
‫ٍ‬ ‫رغم ما رأوه من ضر ٍ‬
‫بات‬
‫اىيَا َوِفي أَ ْذَنابِيَا‪ْ ,‬ل َّ‬‫ط َانيا ىو ِفي أَ ْفو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الد َخ ِ ِ ِ‬
‫َن‬ ‫َ‬ ‫ان َواْلكْب ِريت اْل َخ ِار َجة م ْن أَ ْف َواىيَا‪ ,‬فَِإ َّن ُسْم َ َ ُ‬ ‫و ُّ‬
‫َ‬
‫ٔٔ‬
‫كتاب المسيح – حياتو – أعمالو لِلب متى المسكين‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مفضمين باْلحرى‬ ‫ّ‬ ‫ضُّر" (رؤ ‪,)ٜٔ-ٔٛ : ٜ‬‬ ‫وس َوبِيَا تَ ُ‬ ‫أَ ْذَن َابيَا شْبوُ اْل َحيَّات َولَيَا ُرُؤ ٌ‬
‫ين‬ ‫الن ِ َّ ِ‬ ‫َما َب ِقَّيةُ َّ‬
‫اس الذ َ‬ ‫االستمرار في عنادىم الذي ّأدى بيم لمسجود لمشيطان وأتباعو " َوأ َّ‬
‫مشي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعم ِ ِ‬ ‫لَم ي ْقتَمُوا بِي ِذ ِه َّ ِ‬
‫ين‬‫اط ِ‬ ‫س ُج ُدوا ل َّ َ‬ ‫ال أَْيدي ِي ْم‪َ ,‬حتَّى الَ َي ْ‬ ‫وبوا َع ْن أ ْ َ‬ ‫الض َرَبات َفَم ْم َيتُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ص َر َوالَ‬ ‫اس واْلحج ِر واْل َخ َش ِب الَّتِي الَ تَستَ ِطيع أَن تُْب ِ‬ ‫ض ِة َو ُّ‬
‫الن َح ِ‬ ‫الذ َى ِب َواْل ِف َّ‬
‫وأَصن ِام َّ‬
‫ْ ُ ْ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اى ْم َوالَ َع ْن س ْرقَت ِي ْم"‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تَ ْس َم َع َوالَ تَ ْمش َي‪َ ,‬والَ تَ ُابوا َع ْن قَ ْتم ِي ْم َوالَ َع ْن س ْح ِرِى ْم َوالَ َع ْن ِزَن ُ‬
‫(رؤ ‪.)ٕٔ–ٕٓ : ٜ‬‬

‫‪12‬‬
‫السجود لؤلصنام‬
‫المقدس‪ ,‬يشمل أيضاً السجود لِلصنام التى‬
‫السجود لمشيطان ‪,‬كما أوضح الكتاب ّ‬
‫يسكنيا الشيطان ليغوي البشر َّ‬
‫ْلن "كل آلية اْلمم شياطين" (مز ‪ ,)٘ :ٜٙ‬وىو اْلمر‬
‫صَن ْع لَ َك ِت ْمثَاالً‬ ‫َمامي‪ .‬الَ تَ ْ‬
‫الذي ح ّذر منو اهلل فى قولو "الَ ي ُك ْن لَ َك آلِيةٌ أخرى أ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت وما ِفي اْلم ِ‬
‫اء‬ ‫ق وما ِفي اْلَر ِ ِ‬ ‫م ْنحوتاً والَ صورةً ما ِم َّما ِفي الس ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ض م ْن تَ ْح ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّماء م ْن فَ ْو ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ َ‬
‫ور أَ ْفتَِق ُد‬
‫ب ِإلَيَ َك إِلَوٌ َغُي ٌ‬
‫الر َّ‬
‫ال تَ ْس ُج ْد لَيُ َّن َوالَ تَ ْعُب ْد ُى َّن ْلَنّْي أََنا َّ‬
‫ض‪َ .‬‬‫ِم ْن تَ ْح ِت اْل َْر ِ‬
‫ض َّي" (خر ٕٓ ‪,)٘–ٗ :‬‬ ‫الربِ ِع ِم ْن مْب ِغ ِ‬ ‫يل الثَّالِ ِث َو َّا‬‫اء ِفي اْل ِج ِ‬ ‫اء ِفي اْلَْبَن ِ‬ ‫ُذُنوب اآلب ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫صباً َوالَ تَ ْج َعمُوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يموا لَ ُك ْم ت ْمثَاالً َمْن ُحوتاً أَو َن َ‬
‫صَن ُعوا لَ ُك ْم أ َْوثَاناً َوالَ تُق ُ‬‫وفى قولو أيضاً "الَ تَ ْ‬
‫ب إِلَيُ ُك ْم" (ال ‪.)ٔ : ٕٙ‬‬ ‫الر ُّ‬‫ص َو اًر لِتَ ْس ُج ُدوا لَوُ‪ْ .‬لَنّْي أََنا َّ‬ ‫ِفي أَر ِ‬
‫ض ُك ْم َح َج اًر ُم َّ‬ ‫ْ‬
‫القوية التى آزرت الييود بعجائب ىذه عددىا (مز‬ ‫وبرغم تحذيرات الرب ويمينو ّ‬
‫‪ )ٔٛ–ٔ : ٔٓٙ‬حتى خرجوا من مصر ّإال أنيم َذلُّوا فعبدوا اْلصنام‪ ,‬وذلك عندما‬
‫اصَن ْع َلَنا آلِيَةً‬ ‫ِ‬
‫تأخر فطمبوا إلى ىرون قائمين "قُم ْ‬
‫صعد موسى النبي إلى الجبل و ّ‬

‫ٕٔ غني عن الذكر أننا ُن ْج ِمل في بحثنا كافة أنواع السجود التي أوردىا الكتاب المقدس‪ ,‬المحمود منيا‬
‫دليل شام ٍل ُيمكن أن ُيستخدم كمرجع ‪,‬لمباحثين والدارسين‪ِ ,‬لكافة مرات إتيان فعل‬
‫والممنوع‪ ,‬لكي يخرج الكتاب ك ٍ‬
‫السجود بالكتاب المقدس‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ص َر الَ َن ْعمَ ُم َما َذا‬ ‫الرج َل الَّ ِذي أَصع َدنا ِمن أَر ِ ِ‬ ‫امَنا ْل َّ‬ ‫ِ‬
‫ض م ْ‬ ‫َْ َ ْ ْ‬ ‫وسى َّ ُ‬
‫َن َى َذا ُم َ‬ ‫َم َ‬
‫تَس ُير أ َ‬
‫الذ َى ِب الَّتِي‬ ‫ط َّ‬‫بل ىرون طمبيم قائلً " ْان ِزُعوا أَ ْق َار َ‬ ‫َص َابوُ" (خر ٕٖ ‪ ,)ٔ :‬ولِلسف َق َ‬ ‫أ َ‬
‫ل مسبوكاً‬ ‫ان نِ َسائِ ُك ْم َوَبنِي ُك ْم َوَبَناتِ ُك ْم َوأْتُونِي بِيَا" (خر ٕٖ ‪ ,)ٕ :‬وصنع ليم عج ً‬ ‫ِفي آ َذ ِ‬
‫ب" (خر ٕٖ ‪,)٘ :‬‬ ‫يد لِ َّمر ّْ‬
‫(خر ٕٖ ‪ )ٗ :‬ثم بنى مذبحاً أمامو ونادى قائلً " َغداً ِع ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن تقديم الذبائح التي أشار إلييا الكتاب في قولو "فََب َّك ُروا في اْل َغد َوأ ْ‬
‫َص َع ُدوا‬ ‫وبدييي َّ‬
‫اموا لِمَّ ِع ِب" (خر ٕٖ‬ ‫الش ْع ُ ِ ِ ُّ ِ‬
‫ب لِلَ ْكل َوالش ْرب ثَُّم قَ ُ‬
‫ات وقَ َّدموا َذَبائِ َح سلَم ٍة‪ .‬و َجمَس َّ‬
‫َ َ َ َ‬
‫ٍ‬
‫ُم ْح َرقَ َ ُ‬
‫كرموه‪ ,‬ذلك الفعل‬ ‫يلزمو السجود لمصنم الذي ابتغوه ليم إلياً يعبدوه وُي ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ )ٙ :‬كان‬
‫سنة‬ ‫الذي صار وصمة العار في تاريخ الييود قال عنو النبى بعد حوالى خمسمائة ّ‬
‫وك وأَْب َدلُوا م ْج َد ُىم بِ ِمثَ ِ‬
‫ال‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫صَن ُعوا ِع ْجلً ِفي ُح ِ‬
‫َ ْ‬ ‫س َج ُدوا لت ْمثَال َم ْسُب َ‬ ‫يب َو َ‬ ‫ور َ‬ ‫في المزمور " َ‬
‫ض َح ٍام‬ ‫ب ِفي أ َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َر َو َع َجائ َ‬
‫الصانِع ع َ ِ ِ ِ‬
‫ظائ َم في م ْ‬ ‫صيُ ُم َّ َ َ‬ ‫ّْ‬
‫ثَْوٍر آكل ُع ْش ٍب‪َ .‬ن ُسوا اهللَ ُم َخم َ‬
‫ِِ‬
‫ف عمَى ب ْح ِر س ٍ‬
‫وف" (مز ‪ ,)ٕٕ–ٜٔ : ٔٓٙ‬وتكّمم عنو اسطفانوس بعد حوالى‬ ‫ُ‬ ‫َو َم َخ ِاو َ َ َ‬
‫اضياً؟‬ ‫سنة فقال "ى َذا موسى الَّ ِذي أَْن َكروه قَائِمِين‪ :‬م ْن أَقَام َك رئِيساً وقَ ِ‬ ‫ألف وخمسمائة ّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫صانِعاً‬ ‫َخ َر َجيُ ْم َ‬ ‫َى َذا أ َْر َسمَوُ اهللُ َرئِيساً َوفَ ِادياً بَِي ِد اْل َملَ ِك الَّ ِذي ظَيَ َر لَوُ ِفي اْل ُعمَّْيقَ ِة‪َ .‬ى َذا أ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ات ِفي أَر ِ ِ‬ ‫عجائِب وآي ٍ‬
‫ين َسَنةً‪َ .‬ى َذا ُىو‬ ‫َح َم ِر َوِفي اْلَبّْريَّة أ َْرَبع َ‬ ‫ص َر َوِفي اْلَب ْح ِر اْل ْ‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لِبنِي ِإسرائِ َ ِ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ب إِلَيُ ُك ْم م ْن ِإ ْخ َوتِ ُك ْم‪ .‬لَوُ‬ ‫الر ُّ‬
‫يم لَ ُك ُم َّ‬‫يل‪َ :‬نبّياً م ْثمي َسُيق ُ‬ ‫َْ‬ ‫وسى الذي قَ َ َ‬ ‫ُم َ‬
‫ان ُيكممة ِفي‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يسة في اْلَب ّْريَّة َم َع اْل َملَك الذي َك َ‬
‫تَسمعون‪ .‬ى َذا ىو الَّ ِذي َكان ِفي اْل َكنِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُْ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اؤَنا أَ ْن‬ ‫َّاىا‪ .‬الذي لَ ْم َي َش ْأ َآب ُ‬ ‫اء َو َم َع َآبائَنا‪ .‬الذي قَبِ َل أَ ْق َواالً َحَّيةً لُي ْعطَيَنا إِي َ‬ ‫َجَبل س َين َ‬
‫اع َم ْل لََنا آلِيَةً‬ ‫ون‪ْ :‬‬ ‫ين ليَ ُار َ‬
‫طائِ ِعين لَو ب ْل َدفَعوه ورجعوا بِ ُقمُوبِ ِيم إِلَى ِمصر قَائِِم ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ ََ َ ُ‬ ‫ونوا َ َ ُ َ‬ ‫َي ُك ُ‬
‫َص َابوُ! فَ َع ِممُوا‬
‫ص َر الَ َن ْعمَ ُم َما َذا أ َ‬
‫َخرجَنا ِم ْن أَر ِ ِ‬
‫ضم ْ‬ ‫ْ‬
‫َِّ‬
‫وسى الذي أ ْ َ َ‬ ‫َن َى َذا ُم َ‬ ‫امَنا ْل َّ‬
‫َم َ‬ ‫تَتَ َق َّد ُم أ َ‬
‫َعم ِ ِ‬ ‫يحةً ِل َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال أَْيدي ِي ْم‪ .‬فَ َر َج َع اهللُ َوأ ْ‬
‫َسمَ َميُ ْم‬ ‫ِ‬
‫مصَنم َوفَ ِر ُحوا بأ ْ َ‬ ‫َص َع ُدوا َذبِ َ‬ ‫ع ْجلً في تْم َك اْلَيَّام َوأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب ِفي ِكتَ ِ‬ ‫لِيعب ُدوا جْن َد السَّم ِ‬
‫اب اْلَْنبَِياء‪َ :‬ى ْل قََّرْبتُْم لي َذَبائ َح َوقَ َاربِ َ‬
‫ين‬ ‫اء َك َما ُىو َم ْكتُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وك َوَن ْج َم إِلَ ِي ُك ْم َرْمفَ َ‬
‫ان‬ ‫يل؟ َب ْل َح َمْمتُ ْم َخْي َمةَ ُمولُ َ‬ ‫ت ِإ ْس َرائ َ‬‫ين َسَن ًة في اْلَبّْريَّة َيا َبْي َ‬ ‫أ َْرَبع َ‬
‫اء َبابِ َل" (أع ‪.)ٖٗ–ٖ٘ : ٚ‬‬ ‫يل الَّتِي صَنعتُم ِ‬ ‫التَّ َماثِ َ‬
‫وىا لتَ ْس ُج ُدوا لَيَا‪ .‬فَأَْن ُقمُ ُك ْم إِلَى َما َوَر َ‬‫َ ْ ُ َ‬
‫‪17‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫لو لو إشارة أخرى فى سفر المموك الثاني‬ ‫نفس اْلمر الخاص بالسجود لِلصنام كإ ٍ‬
‫ِ‬
‫ين‬
‫ين َسَنةً ح َ‬ ‫ون ْاب َن اثَْنتَْي ِن َو ِع ْش ِر َ‬‫آم ُ‬‫ان ُ‬ ‫منسى الممك أنو " َك َ‬ ‫الذى أورد عن آمون بن ّ‬
‫طَبةَ‪َ .‬و َع ِم َل‬
‫وص ِم ْن َي ْ‬ ‫ت َح ُار َ‬
‫ممَ َك‪ ,‬وممَ َك سنتَْي ِن ِفي أُور َشمِيم‪ .‬واسم أ ّْ ِ َّ‬
‫ُمو َم ُشم َمةُ بِْن ُ‬ ‫ُ َ َ ُْ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ق الَِّذي سمَ َك ِف ِ‬
‫يو‬ ‫َ‬ ‫ب َك َما َع ِم َل َمَنسَّى أَُبوهُ‪ .‬و َسمَ َك ِفي ُك ّْل الطَّ ِري ِ‬ ‫الشَّر ِفي َعْيَن ِي َّ‬
‫الر ّْ‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫ب إِلَوَ َآبائِ ِو َولَ ْم َي ْسمُ ْك ِفي‬ ‫الر َّ‬
‫س َج َد لَ َها‪َ .‬وتََر َك َّ‬ ‫أَبوه‪ ,‬وعب َد األَص َن َّ ِ‬
‫ام التي َعَب َد َىا أَُبوهُ َو َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ُ َ ََ‬
‫ب" (ٕمل ٕٔ ‪.)ٕٕ–ٜٔ :‬‬ ‫الر ّْ‬ ‫طَ ِري ِ‬
‫ق َّ‬

‫ٖٔ‬
‫السجود لآللهة الغريبة‬
‫ٗٔ‬
‫مع َّ‬
‫أن السجود لمشيطان أو لِلصنام أو لآللية الغريبة ما ىى غير مترادفات‬
‫إ َّال أننا أحببنا أن نفصل بينيا بحسبما جاءت فى الكتاب المقدس‪ ,‬من أمثمة السجود‬
‫لآللِية الغريبة ما جاء فى الكتاب بمسان اهلل حينما أوصى الشعب بعدم االنحراف وراء‬
‫ت ور ِ‬
‫لها‬
‫س َج ْد َت َ‬ ‫اء آل َهة أخرى َو َعَب ْدتَيَا َو َ‬ ‫ب إِليَ َك َوَذ َىْب َ َ َ َ‬ ‫الر َّ‬
‫يت َّ‬ ‫آلية االمم قائلً " َوِا ْن َن ِس َ‬
‫ب ِم ْن أَم ِ‬ ‫الشع ِ ِ‬
‫ام ُك ْم‬ ‫َ‬ ‫الر ُّ‬
‫يد ُى ُم َّ‬ ‫ين ُيبِ ُ‬
‫وب الذ َ‬ ‫ون ال َم َحالةَ‪َ .‬ك ُّ ُ‬ ‫يد َ‬‫الي ْوَم أََّن ُك ْم تَبِ ُ‬
‫أُ ْش ِي ُد َع ْمي ُك ُم َ‬
‫احتَ ِرُزوا‬‫ب ِإل ِي ُك ْم" (تث ‪" ,)ٕٓ–ٜٔ : ٛ‬فَ ْ‬ ‫َج ِل أََّن ُك ْم ْلم تَ ْس َم ُعوا لِقَ ْو ِل َّ‬
‫الر ّْ‬ ‫ون ْل ْ‬ ‫يد َ‬ ‫َك َذلِ َك تَبِ ُ‬
‫ِ‬
‫ب‬‫الر ّْ‬
‫ب َّ‬ ‫ضُ‬ ‫لها َفَي ْح َمى َغ َ‬ ‫س ُج ُدوا َ‬
‫يغوا َوتَ ْع ُب ُدوا آل َه ًة أخرى َوتَ ْ‬ ‫وب ُك ْم فَتَ ِز ُ‬
‫ي ُقمُ ُ‬ ‫ِم ْن أ ْ‬
‫َن تَْن َغ ِو َ‬
‫ون َس ِريعاً َع ِن‬ ‫ض َغمتَيَا فَتَبِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْمي ُك ْم َوُي ْغمِ ُ‬
‫يد َ‬ ‫ون َمطٌَر َوال تُ ْعطي اْل َْر ُ‬ ‫اء فَل َي ُك ُ‬ ‫َّم َ‬
‫ق الس َ‬
‫ٖٔ‬
‫نفرق بين السجود لِلصنام والسجود‬
‫نتقيد بالتقسيم الحرفي لمسجود ولذلك ّ‬‫ليلحظ القارئ اننا ّ‬
‫لمشيطان وىكذا السجود لآللية الغريبة مع انيا كميا تعنى نفس الشئ اال وىو حيدان البشر عن عباده‬
‫اهلل‪.‬‬
‫َّ‬
‫ٗٔ فما اْلصنام إال الشيطان الساكن فييا والذي يوىم البشر بسمطانيا ومجدىا وعظمتيا‪ ,‬وما اآللية‬
‫الغريبة َّإال الشيطان الذي قال عنو المزمور "كل آلية االمم شياطين" (مز ‪ )٘ :ٜٙ‬والذي يقنع‬
‫الشعوب بفضل ىذه اآللية عمييم من حيث كونيا تعطييم الرخاء واليناء والخير والصلح حتى أنيم‬
‫كانوا من أجل رضائيا يحرقون أبنائيم ويجيزونيم فى النار (ٕ مل ‪.)ٔٚ : ٔٚ‬‬
‫‪18‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ب" (تث ٔٔ ‪ ,)ٔٚ–ٔٙ :‬ونفس اْلمر أوصى بو‬ ‫ّْد ِة التِي ُي ْع ِطي ُك ُم َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫الجي َ‬
‫ض َ‬ ‫اْل َْر ِ‬
‫يع ِة‬ ‫يشوع الشعب عندما قال "فَتَ َش َّد ُدوا ِج ّداً ِلتَ ْحفَظُوا وتَعممُوا ُك َّل اْلم ْكتُ ِ ِ ِ‬
‫وب في س ْف ِر َش ِر َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬ ‫الش ُع ِ‬
‫وب أُولَئ َك‬ ‫يدوا َعْنيا َي ِميناً أَو ِشماالً‪َ .‬حتَّى الَ تَ ْد ُخمُوا ِإلَى َىؤالَء ُّ‬
‫ِ‬ ‫وسى َحتَّى الَ تَ ِح ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُم َ‬
‫س ُج ُدوا لَ َها" (يش‬ ‫وها َوالَ تَ ْ‬ ‫اس َم آلِيَتِ ِي ْم َوالَ تَ ْحمِفُوا بِيَا َوالَ تَ ْع ُب ُد َ‬
‫ين َم َع ُك ْم‪َ ,‬والَ تَ ْذ ُك ُروا ْ‬
‫ِ‬
‫اْلَباق َ‬
‫ٖٕ ‪ ,)ٚ–ٙ :‬وبرغم ىذه التحذيرات وتمك الوصايا نجدىم يذّلون ويزنون وراء آلية‬
‫يل َّ‬
‫الشَّر‬ ‫االمم بعد موت يشوع (قض ٕ ‪ )ٜ :‬حتى قال عنيم الكتاب " َوفَ َع َل َبُنو إِ ْس َرائِ َ‬
‫َخرجيم ِمن أَر ِ ِ‬ ‫ِ ِ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِفي َعْيَن ِي َّ‬
‫ص َر‬ ‫ضم ْ‬ ‫ب ِإلَوَ َآبائ ِيم الذي أ ْ َ َ ُ ْ ْ ْ‬ ‫الر َّ‬
‫يم‪َ ,‬وتََرُكوا َّ‬ ‫الر ّْ‬
‫ب َو َعَب ُدوا اْلَب ْعم َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫الر َّ‬
‫َغاظُوا َّ‬ ‫س َج ُدوا لَ َها َوأ َ‬ ‫الشع ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ُّ‬ ‫وساروا ور ِ‬
‫ين َح ْولَيُ ْم‪َ ,‬و َ‬ ‫وب الذ َ‬ ‫اء آل َهة أخرى م ْن آليَة ُ‬ ‫َ َ ُ ََ َ‬
‫ب َعمَى ِإ ْس َرائِ َ‬
‫يل‪ ,‬فَ َدفَ َعيُ ْم‬ ‫الر ّْ‬
‫َّ‬ ‫ب‬‫ضُ‬
‫ِ‬
‫وث‪ .‬فَ َحم َي َغ َ‬ ‫ب َو َعَب ُدوا اْلَب ْع َل َو َع ْشتَ ُار َ‬‫الر َّ‬
‫تََرُكوا َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع َدائِ ِي ْم َح ْولَيُ ْم‪َ ,‬ولَ ْم‬
‫اعيُ ْم بَِي ِد أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َم َام‬
‫َي ْقد ُروا َب ْع ُد َعمَى اْل ُوقُوف أ َ‬ ‫وى ْم‪َ ,‬وَب َ‬
‫ين َنيَُب ُ‬ ‫بِأَْيدي َناىبِ َ‬
‫َع َدائِ ِي ْم" (قض ٕ ‪.ٔ٘)ٔٗ–ٔٔ :‬‬ ‫أْ‬

‫أمثمة اآللهة الغريبة‬


‫المقدس آلية كثيرة انجرف العبرانيين في عبادتيا ومن ثم سجدوا‬ ‫ّ‬ ‫يذكر الكتاب‬
‫ليا‪ ,‬وذلك بسبب اختلطيم بالشعوب الغريبة التي أمرىم اهلل أ َّال يخالطونيا‪ ,‬منيا بعل‬
‫وآب‪َ .‬ف َد َع ْو َن‬ ‫ِ‬ ‫فغور آلو موآب "وأَقَام ِإ ْسرائِي ُل ِفي ِشطّْيم و ْابتَ َدأَ َّ‬
‫ون َم َع َبَنات ُم َ‬ ‫ب َي ْزُن َ‬ ‫الش ْع ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫مق إ ْس َرائي ُل ب َب ْعل فَ ُغو َر‪.‬‬ ‫ب َو َس َج ُدوا آلليَتي َّن‪َ .‬وتَ َع َ‬ ‫ب ِإلى َذَبائ ِح آليَت ِي َّن فَأَ َكل الش ْع ُ‬ ‫الش ْع َ‬
‫ب َعمى إِ ْس َرائِيل" (عد ٕ٘ ‪ ,)ٖ–ٔ :‬ومنيا أيضاً البعل وعشتاروث‬ ‫الر ّْ‬
‫ب َّ‬ ‫ضُ‬
‫ِ‬
‫فَ َحم َي َغ َ‬
‫ب إِلَوَ َآبائِ ِيِم الَِّذي‬ ‫الر َّ‬
‫يم‪َ ,‬وتََرُكوا َّ‬ ‫ِ‬
‫ب َو َعَب ُدوا اْلَب ْعم َ‬ ‫الشَّر ِفي َعْيَن ِي ال َّر ّْ‬‫يل َّ‬ ‫" َوفَ َع َل َبُنو إِ ْس َرائِ َ‬
‫الشع ِ َِّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ض ِمصر وساروا ور ِ ٍ‬ ‫َخ َر َجيُ ْم ِم ْن أ َْر ِ‬
‫ين َح ْولَيُ ْم‪,‬‬ ‫وب الذ َ‬ ‫اء آليَة أخرى م ْن آل َية ُّ ُ‬ ‫ْ َ َ َ ُ ََ َ‬ ‫أْ‬
‫ب‬‫الر ّْ‬
‫ب َّ‬ ‫ِ‬ ‫الر َّ‬ ‫الر َّ‬
‫ضُ‬‫وث‪ .‬فَ َحم َي َغ َ‬ ‫شتَ ُار َ‬ ‫ب َو َع َب ُدوا ا ْل َب ْع َل َو َع ْ‬ ‫ب‪ .‬تََرُكوا َّ‬ ‫َغاظُوا َّ‬ ‫َو َس َج ُدوا لَيَا َوأ َ‬

‫٘ٔ‬
‫المقدس أن أخزيا الممك عبد البعل كأبيو كما جاء فى (ٔمل ٕٕ ‪.)ٖ٘ – ٕ٘ :‬‬
‫يذكر الكتاب ّ‬
‫‪19‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫َع َدائِ ِي ْم َح ْولَيُ ْم‪َ ,‬ولَ ْم َي ْق ِد ُروا‬ ‫اعيُ ْم بَِي ِد أ ْ‬
‫وى ْم‪َ ,‬وَب َ‬ ‫ين َنيَُب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪ ,‬فَ َدفَ َعيُ ْم بِأَْيدي َناىبِ َ‬ ‫َعمَى إِ ْس َرائِ َ‬
‫صمَُّبوا أَ ْق ِفَيتَيُ ْم‬‫َع َدائ ِي ْم" (قض ٕ ‪َ " ,)ٔٗ–ٔٔ :‬فمَ ْم َي ْس َم ُعوا َب ْل َ‬
‫وف أَمام أ ْ ِ‬
‫ََ‬
‫بع ُد عمَى اْلوقُ ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ط َعوُ َمعَ‬ ‫ضوُ َو َع ْي َدهُ الَّ ِذي قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ضوا فَ َرائ َ‬ ‫ب إِلَ ِي ِي ْم‪َ .‬وَرفَ ُ‬ ‫ين َل ْم ُي ْؤ ِمُنوا بِ َّ‬
‫الر ّْ‬ ‫ِ ِ ِ ِ َِّ‬
‫َكأَ ْقفَية َآبائ ِيم الذ َ‬
‫اء اْل َُمِم‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫آبائِ ِيم و َشي َ ِ ِ َّ ِ‬
‫ص ُاروا َباطلً َوَر َ‬ ‫اء اْلَباطل‪َ ,‬و َ‬ ‫اداتو التي َش ِي َد بِيَا َعمَْي ِي ْم‪َ ,‬و َس ُاروا َوَر َ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫ب إِلَ ِي ِي ْم‬ ‫الر ّْ‬
‫ص َايا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َِّ‬
‫يع َو َ‬ ‫َن الَ َي ْع َممُوا م ْثمَيُ ْم‪َ .‬وتََرُكوا َجم َ‬ ‫ب أْ‬ ‫َم َرُى ُم َّ‬‫ين أ َ‬
‫ين َح ْولَيُ ُم‪ ,‬الذ َ‬ ‫الذ َ‬
‫يع جْن ِد السَّم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‪َ ,‬و َعَب ُدوا‬ ‫َ‬ ‫ي َو َس َج ُدوا ل َجم ِ ُ‬ ‫َو َعممُوا ْلَْنفُس ِي ْم َم ْسُبو َكات ع ْجَمْي ِن‪َ ,‬و َعممُوا َس َو ِار َ‬
‫ا ْل َب ْع َل" (ٕمل ٗٔ ‪ ,)ٔٙ :‬ومنيا أيضا كموش وممكوم كما جاء فى قول الكتاب‬
‫اختَْرتُيَا ِم ْن‬ ‫يم اْل َم ِد َين ِة الَّتِي ْ‬ ‫َج ِل أ ِ‬
‫ُور َشم َ‬
‫ُ‬ ‫َج ِل َعْب ِدي َد ُاوَد َو ِم ْن أ ْ‬ ‫اح ٌد ِم ْن أ ْ‬‫"وي ُكون لَو ِسْبطٌ و ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ ُ‬
‫وش إِلَوِ‬ ‫ّْين َولِ َك ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُك ّْل أَسب ِ‬
‫الصْي ُدونِي َ‬
‫ث ِإلَيَةُ َّ‬ ‫ور َ‬ ‫ِ‬
‫يل‪ْ ,‬لََّنيُ ْم تََرُكوني َو َس َج ُدوا ل َع ْشتُ َ‬ ‫اط إِ ْس َرائ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم في َعْيَن َّي‬ ‫ون‪َ ,‬وَل ْم َي ْسمُ ُكوا في طُ ُرقي لَي ْع َممُوا اْل ُم ْستَق َ‬ ‫وم إِلَو َبني َع ُّم َ‬ ‫اْلموآبِي َ ِ‬
‫ّْين َول َم ْم ُك َ‬ ‫ُ‬
‫يو" (ٔمل ٔٔ ‪.)ٖٖ–ٖٕ :‬‬ ‫امي َك َداوَد أَ ِب ِ‬ ‫َح َك ِ‬‫ضي َوأ ْ‬ ‫وفَرائِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬

‫تأديبات اهلل‬
‫ومع َّأنوُ ليس من المبدأ اإلليي الذى ينيجو اهلل مع سائر البشر أن يكافئ تابعيو‬
‫ٍ‬
‫ىنيئة‪ ,‬ويمنعيا عن رافضيو ومعانديو‪ ٔٙ‬إ َّال َّأنوُ كثي اًر في العيد القديم ما‬ ‫ٍ‬
‫بحياة رغدة‬
‫جعل اهلل من عدم تبعية شعبو لو سبباً لتأديبيم‪ ٔٚ‬بعقوبد دات كثيرة‪ ,‬من د ديا المعنات " ِمثْ د د ُل‬

‫ت ِفي‬ ‫ت َسلَ َمةَ اْلَ ْش َر ِار‪ْ .‬لََّنوُ لَْي َس ْ‬ ‫ين إِ ْذ َأرَْي ُ‬ ‫ت ِم َن ا ْل ُمتَ َكب ِ‬
‫ّْر َ‬ ‫تبعاً لقول النبي في المزمور "ْلَنّْي ِغ ْر ُ‬
‫‪ٔٙ‬‬

‫ِ‬ ‫اس ومع ا ْلب َش ِر الَ يصابون‪ .‬لِ َذلِ َ َّ‬ ‫ين‪ .‬لَْي ُسوا ِفي تَ َع ِب َّ‬
‫ك تََقم ُدوا ا ْلك ْب ِرَي َ‬
‫اء‪.‬‬ ‫ُ َُ َ‬ ‫الن ِ َ َ َ َ‬ ‫َم ْوتِ ِي ْم َش َدائِ ُد َو ِج ْس ُميُ ْم َس ِم ٌ‬
‫ون بِ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ت عي ُ ِ‬
‫الشّْر‬ ‫ص ُّوَرات ا ْل َقمْ ِب‪َ .‬ي ْستَ ْي ِزُئ َ‬
‫ون َوَيتَ َكم ُم َ‬ ‫ونيُ ْم م َن الش ْحم‪َ .‬ج َاوُزوا تَ َ‬ ‫لَبِ ُسوا َكثَ ْو ٍب ظُْم َميُ ْم‪َ .‬ج َحظَ ْ ُ ُ‬
‫ض" (مز ٖ‪–ٖ : ٚ‬‬ ‫اء وأَْل ِسَنتُيُ ْم تَتَ َم َّشى ِفي اْل َْر ِ‬ ‫ظُْمماً‪ِ .‬من ا ْلعلَ ِء يتَ َكمَّمون‪ .‬جعمُوا أَ ْفواىيم ِفي الس ِ‬
‫َّم َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫َ َ َ ُ َ ََ‬
‫يق الَِّذي ُي َؤّْدي ِإلَى‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الط‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫اب‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫اس‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫َن‬ ‫ْل‬‫‪,‬‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ّْ‬
‫َّي‬ ‫الض‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ٌ َ ُ ََ ْ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ,)ٜ‬وقول السيد المسيح "اُ ْد ُخمُ َ َ‬
‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ا‬‫و‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َِّ‬
‫يق الذي ُي َؤّْدي ِإلَى ا ْل َحَياة‪,‬‬ ‫ب الط ِر َ‬ ‫اب َوأَ ْك َر َ‬‫ق ا ْلَب َ‬ ‫ضَي َ‬ ‫ون ِم ْنوُ! َما أَ ْ‬ ‫ين َي ْد ُخمُ َ‬
‫ون ُى ُم الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْليَلَك‪َ ,‬و َكث ُير َ‬
‫ونوُ" (مت ‪.)ٔٗ–ٖٔ : ٚ‬‬ ‫ين َي ِج ُد َ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫ون ُى ُم الذ َ‬ ‫َوَقميمُ َ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫ليظير ليم عظم سمطانو مقارنةً بتمك اآلليو الغريبو التى للمم والتى وثقوا بقدرتيا عمى منحيم الخير‬
‫والرخاء واليناء من ناحيو والحمايو والحراسو من ناحيو أخرى‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ب َو َغْي َرتُوُ َعمى َذِل َك َّ‬
‫الر ُج ِل‬ ‫الر ّْ‬
‫ب َّ‬ ‫ضُ‬
‫ِ ٍِ‬ ‫ب أَن يرفُ َ ِ‬
‫ق بِو َبل ُي َد ّْخ ُن ح َينئذ َغ َ‬ ‫الر ُّ ْ َ ْ‬‫اء َّ‬ ‫َىذا ال َي َش ُ‬
‫ب اسمو ِمن تَ ْح ِت السَّم ِ‬ ‫ات الم ْكتُوب ِة ِفي ى َذا ِ‬
‫الكتَ ِ‬ ‫فَتَ ِح ُّل ع ْمي ِو ُك ُّل المع َن ِ‬
‫اء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الر ُّ ْ َ ُ ْ‬ ‫اب َوَي ْم ُحو َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وب ِة ِفي‬‫الم ْكتُ َ‬
‫ِ‬
‫الع ْيد َ‬
‫لعَنات َ‬
‫ِ‬
‫يع َ‬ ‫ب َج ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع أ ِ‬
‫َسَباط إِ ْس َرائيل َح َس َ‬
‫ِ‬ ‫ب ِل َّ ِ‬
‫مشّْر م ْن َجم ِ ْ‬ ‫َوُي ْف ِرُزهُ َّ‬
‫الر ُّ‬
‫ب َى َك َذا‬ ‫َى َذا" (تث ‪َ " ,)ٕٔ–ٕٓ : ٕٜ‬وَيقُو ُل َج ِميعُ اْل َُمِم‪ :‬لِ َما َذا فَ َعل َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫يع ِة‬ ‫ِكتَ ِ َّ‬
‫اب الش ِر َ‬
‫ب ِإل ِو‬ ‫ون‪ْ :‬لََّنيُ ْم تََرُكوا َع ْي َد َّ‬
‫الر ّْ‬ ‫ض ِب ِ ِ‬
‫العظيم؟ فََيقُولُ َ‬ ‫َ‬ ‫لِ َما َذا ُح ُمو َى َذا َ‬
‫الغ َ‬ ‫ض؟‬ ‫بِيَِذ ِه اْل َْر ِ‬
‫ص َر َوَذ َىُبوا َو َعَب ُدوا آلِيَةً أخرى‬ ‫َخرجيم ِمن أَر ِ ِ‬
‫ض م ْ‬ ‫ين أ ْ َ َ ُ ْ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َآبائ ِيم الذي قَطَ َعوُ َم َعيُ ْم ح َ‬
‫ض‬ ‫ب َعمى تِ َ‬
‫مك اْل َْر ِ‬ ‫الر ّْ‬
‫ب َّ‬ ‫ضُ‬ ‫ت ليُ ْم‪ .‬فَا ْشتَ َعل َغ َ‬ ‫وىا َوال قُ ِس َم ْ‬ ‫ِ‬
‫َو َس َج ُدوا ليَا‪ .‬آليَةً ْلم َي ْع ِرفُ َ‬
‫ب ِمن أَر ِ‬
‫ض ِي ْم‬ ‫وب ِة ِفي َى َذا ّْ‬ ‫ِ‬
‫الر ُّ ْ ْ‬‫ْصميُ ُم َّ‬ ‫استَأ َ‬ ‫الس ْف ِر‪َ .‬و ْ‬ ‫الم ْكتُ َ‬
‫المعَنات َ‬ ‫مب َع ْمييَا ُكل َ‬ ‫َحتَّى َج َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬
‫الي ْوِم" (تث ‪: ٕٜ‬‬ ‫ض أخرى َك َما في َى َذا َ‬ ‫اى ْم ِإلى أ َْر ٍ‬ ‫ض ٍب َو َس َخط َو َغْيظ َعظ ٍيم َوأَلقَ ُ‬ ‫بِ َغ َ‬
‫ت ِآللِيَ ٍة أخرى‬‫ت َو َس َج ْد َ‬ ‫ف َق ُمب َك َو ْلم تَ ْس َم ْع َبل َغ َوْي َ‬‫ص َر َ‬‫ٕٗ – ‪ ,)ٕٛ‬والهبلك "فَِإ ِن ْان َ‬
‫ض التِي‬‫َعمى اْل َْر ِ‬ ‫َّام‬
‫يل اْلَي َ‬ ‫ون‪ .‬ال تُ ِط ُ‬ ‫ِ‬
‫أََّن ُك ْم ال َم َحالةَ تَ ْيم ُك َ‬ ‫َو َعَب ْدتَيَا فَِإنّْي أُْنبُِئ ُك ُم َ‬
‫الي ْوَم‬
‫الر ّْ‬
‫ب‬ ‫تَتَ َع ُّد َ‬
‫ون َع ْي َد َّ‬ ‫َوتَ ْمتَمِ َكيَا" (تث ٖٓ ‪ِ " ,)ٔٛ–ٔٚ :‬ح َين َما‬ ‫ت َعابٌِر اْل ُْرُد َّن لِتَ ْد ُخميَا‬ ‫أَْن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ َِّ‬
‫ب‬‫ضُ‬ ‫ون لَيَا‪َ ,‬ي ْح َمى َغ َ‬ ‫ون آليَةً أخرى َوتَ ْس ُج ُد َ‬ ‫ون َوتَ ْعُب ُد َ‬‫َم َرُك ْم بِو َوتَس ُير َ‬
‫إلَي ُك ُم الذي أ َ‬
‫َعطَا ُك ْم" (يش ٖٕ ‪,)ٔٙ :‬‬ ‫الصالِ َح ِة الَّتِي أ ْ‬
‫ض َّ‬ ‫س ِريعاً َع ِن اْل َْر ِ‬ ‫ون َ‬‫يد َ‬ ‫ب َعمَْي ُك ْم فَتَِب ُ‬
‫الر ّْ‬
‫َّ‬
‫ت ِآللِيَ ٍة أخرى َو َعَب ْدتَيَا‬
‫ت َو َس َج ْد َ‬‫ف َق ُمب َك َو ْلم تَ ْس َم ْع َبل َغ َوْي َ‬ ‫وقصر األعمار "فَِإ ِن ْان َ‬
‫ص َر َ‬
‫ض التِي أَْن َ‬ ‫ون‪ .‬ال تُ ِط ُ‬
‫ت َعابٌِر‬ ‫ِ‬
‫يل األَيَّام َعمى األ َْر ِ‬
‫َ‬ ‫فَِإنّْي أُْنبُِئ ُك ُم َ‬
‫الي ْوَم أََّن ُك ْم ال َم َحالةَ تَ ْيم ُك َ‬
‫اْل ُْرُد َّن ِلتَ ْد ُخميَا َوتَ ْمتَمِ َكيَا" (تث ٖٓ ‪ ,)ٔٛ–ٔٚ :‬والهزء " َولَ ِك ْن إِ ِن ْان َقمَْبتُْم َوتََرْكتُ ْم‬
‫ام ُك ْم َوَذ َىْبتُ ْم َو َعَب ْدتُ ْم آلِيَةً أخرى َو َس َج ْدتُْم لَيَا فَِإنّْي‬
‫َم َ‬
‫ضي ووصاي َّ ِ‬
‫اي التي َج َعْمتُيَا أ َ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫فَرائِ ِ‬
‫َ‬
‫ت الَّ ِذي قَ َّد ْستُوُ ِال ْس ِمي أَ ْ‬
‫ط َر ُحوُ ِم ْن‬ ‫طْيتُيُ ْم ِإي َ‬
‫َّاىا َو َى َذا اْلَبْي ُ‬ ‫ضي الَّتِي أ ْ‬
‫َع َ‬ ‫أَ ْقمَعيم ِم ْن أَر ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ُْ‬
‫وب" (ٕأخ ‪ ,)ٕٓ–ٜٔ : ٚ‬وأنواع الشر‬ ‫الش ُع ِ‬‫يع ُّ‬ ‫َج َعمُ ُه َمثَبلً َو ُه ْأزَةً ِفي َج ِم ِ‬
‫امي َوأ ْ‬‫أَم ِ‬
‫َ‬
‫ول‪ :‬لِ َما َذا َع ِم َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان ُم ْرتَفعاً ُك ُّل َم ْن َي ُمُّر بِو َيتَ َع َّج ُ‬
‫ب َوَيقُ ُ‬ ‫المختمفة "وى َذا اْلبْي ُ َّ ِ‬
‫ت الذي َك َ‬ ‫ََ َ‬
‫‪21‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ب ِإلَوَ َآبائِ ِيِم‬ ‫ون‪ِ :‬م ْن أ ْ‬
‫َج ِل أََّنيُ ْم تََرُكوا َّ‬
‫الر َّ‬ ‫ِ‬ ‫ب َى َك َذا لِيَِذ ِه اْل َْر ِ‬
‫ض َولِيَ َذا اْلَبْيت؟ فََيقُولُ َ‬ ‫الر ُّ‬
‫َّ‬
‫ض ِمصر وتَم َّس ُكوا بِآلِي ٍة أخرى وسج ُدوا لَيا وعب ُد ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الَِّذي أ ْ‬
‫ب‬‫وىا ل َذل َك َجمَ َ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َخ َر َجيُ ْم م ْن أ َْر ِ ْ َ َ َ‬
‫الشِّر»" (ٕأخ ‪.)ٕٕ–ٕٔ : ٚ‬‬ ‫َعمَْي ِي ْم ُك َّل َه َذا َّ‬

‫عبادة المموك‬

‫يذكر سفر القضاه َّ‬


‫أن بني اسرائيل سكنوا في وسط الكنعانيين والحثيين واْلموريين‬
‫اليبوسيين‪ ,‬واتخذوا من بناتيم ْلنفسيم ولبنييم نساءًا وأعطوا من‬ ‫ّ‬ ‫الحويين و‬
‫والفرزيين و ّ‬
‫َّام َشم َجر ْب ِن َعَناةَ‪ِ ,‬في أَي ِ‬
‫َّام‬ ‫بناتيم لرجاليا زوجات‪ ,‬ومن ثم عبدوا آليتيم " ِفي أَي ِ‬
‫ْ َ‬
‫اح ِت الطُّ ُر ُ‬
‫ق‪َ ,‬و َعابِ ُرو السُُّب ِل َس ُاروا ِفي َم َسالِ َك ُم ْع َو َّج ٍة" (قض ٘ ‪,)ٙ :‬‬ ‫استََر َ‬
‫يل‪ْ ,‬‬
‫ي ِ‬
‫اع َ‬ ‫َ‬
‫فحمى غضب اهلل عمييم وأسمميم ليد كوشان رشعتايم ممك آرام النيرين فعبدوه ثماني‬
‫ان ِر َش ْعتَايِ َم َممِ ِك أ ََرِام‬ ‫ِ‬
‫اعيُ ْم بَِيد ُكو َش َ‬ ‫ب َعمَى إِ ْس َرائِ َ‬
‫يل‪َ ,‬فَب َ‬ ‫الر ّْ‬
‫ب َّ‬ ‫ضُ‬
‫ِ‬
‫سنوات "فَ َحم َي َغ َ‬
‫‪ٔٛ‬‬

‫ِ ِِ‬ ‫س َر ِائ َ‬
‫لما‬‫ين" (قض ٖ ‪ ,)ٛ :‬وىكذا ّ‬ ‫ش ْعتَا ِي َم ثَ َمان َي سن َ‬
‫ان ِر َ‬
‫ش َ‬‫يل ُكو َ‬ ‫الن ْي َرْي ِن‪ .‬فَ َع َب َد َب ُنو إِ ْ‬
‫َّ‬
‫ب ُم َخمّْصاً ِلَبنِي‬
‫الر ُّ‬ ‫الر ّْ‬
‫ب‪ ,‬فَأَقَ َام َّ‬ ‫ص َرَخ َبُنو إِ ْس َرائِ َ‬
‫يل ِإلَى َّ‬ ‫خمصيم إذ صرخوا اليو " َو َ‬
‫َص َغ َر" (قض ٖ ‪ ,)ٜ :‬عادوا ليعمموا‬ ‫يل ْبن قََن َاز أ َ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫إِسرائِ َ َّ‬
‫ب اْل ْ‬ ‫َخا َكال َ‬ ‫صيُ ْم‪ُ .‬عثْنيئ َ َ‬
‫يل َف َخم َ‬ ‫َْ‬
‫الشر في عينيو فأسمميم ليد عجمون ممك موآب‪ ,‬فعبده بنو إسرائيل ثماني عشرة سنة‬
‫ب‪ ,‬فَ َش َّد َد‬ ‫الشَّر ِفي َعْيَن ِي َّ‬
‫الر ّْ‬ ‫ون َّ‬ ‫ِ‬
‫اد َبُنو ِإ ْس َرائي َل َي ْع َممُ َ‬ ‫يوضح الكتاب فى قولو " َو َع َ‬ ‫ّ‬ ‫كما‬
‫ب‪ .‬فَ َج َم َع إِلَْي ِو‬ ‫الشَّر ِفي َعْيَن ِي َّ‬
‫الر ّْ‬ ‫يل‪ْ ,‬لََّنيم َع ِممُوا َّ‬
‫ُْ‬ ‫وآب َعمَى إِ ْس َرائِ َ‬ ‫ِ‬
‫ون َمم َك ُم َ‬
‫الر ُّ ِ‬
‫ب ع ْجمُ َ‬ ‫َّ‬
‫س َر ِائ َ‬
‫يل‬ ‫امتَمَ ُكوا َم ِد َينةَ َّ‬
‫الن ْخ ِل‪ .‬فَ َع َب َد َب ُنو إِ ْ‬ ‫يل َو ْ‬‫ب إِ ْس َرائِ َ‬‫ض َر َ‬ ‫ون َو َع َمالِ َ‬
‫يق‪َ ,‬و َس َار َو َ‬
‫ِ‬
‫َبني َع ُّم َ‬
‫وآب ثَ َمانِ َي َع َش َرةَ َسَنةً" (قض ٖ ‪.)ٔٗ–ٕٔ :‬‬ ‫ِع ْجمُ َ ِ‬
‫ون َمم َك ُم َ‬

‫‪ ٔٛ‬ليت القارئ يتذ ّكر رفض مردخاي السجود ليامان ولو بقصد االكرام والتعظيم ليدرك مدى ثقل ىذا‬
‫التأديب عمى الشخص الييودي‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫السجود لمشمس والقمر‬
‫لم يغفل اهلل حتى ىذه النقطة في وصاياه إلى البشر بعدم الحيدان وراء اآللِية‬
‫التعبد والسجود ليا فأوصى قائلً "لَِئل‬ ‫اْلخرى عمى اختلف أشكاليا وألوانيا بقصد ّ‬
‫يم ٍة َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورةَ مثَال َما شْبوَ َذ َك ٍر أَو أُْنثَى شْبوَ َبي َ‬
‫تَ ْفس ُدوا وتَ ْعممُوا ْلَْنفُ ِس ُكم تِمثَاالً مْن ُحوتاً ص ِ ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ َ َ‬
‫َّماء شْبوَ َدبِي ٍب َما َعمى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طْي ٍر َما ذي َجَن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِم َّما َعمى اْل َْر ِ‬
‫اح م َّما َيط ُير في الس َ‬ ‫ض شْبوَ َ‬
‫ض‪ .‬وِلَئل تَرفَع عْينْي َك إِلى السَّم ِ‬ ‫اء ِم ْن تَ ْح ِت اْل َْر ِ‬ ‫ض ِشْبو سم ٍك ما ِم َّما ِفي الم ِ‬
‫اء‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اْل َْر ِ َ َ َ َ‬
‫ب إِليُ َك لِ َج ِم ِ‬
‫يع‬ ‫اء التِي َق َس َميَا َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫النجوم ُكل جْن ِد السَّم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫س َوالقَ َم َر َو ُ َ‬ ‫َوتَْنظُ َر َّ‬
‫الش ْم َ‬
‫لها َوتَ ْع ُب َد َها" (تث ٗ ‪,)ٜٔ–ٔٙ :‬‬ ‫وب التِي تَ ْحت ُك ّْل الس ِ‬ ‫ُّ‬
‫الش ُع ِ‬
‫س ُج َد َ‬ ‫َّماء فَتَ ْغتََّر َوتَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َح ِد أَْب َوابِ َك التِي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الوصية ذكرىا فى موضع آخر إذ قال"ِإ َذا ُو ِج َد في َو َسط َك في أ َ‬ ‫ّ‬ ‫ونفس‬
‫ِِ‬ ‫ام َأرَةٌ َي ْف َع ُل َشّاًر ِفي َعْيَن ِي َّ‬ ‫ُي ْع ِط َ‬
‫ب‬ ‫ب ِإل ِي َك بِتَ َج ُاوِز َع ْيده َوَي ْذ َى ُ‬
‫الر ّْ‬ ‫ب إِليُ َك َر ُج ٌل أَو ْ‬ ‫الر ُّ‬
‫يك َّ‬
‫اء َّ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍّ ِ‬ ‫مش ْم ِ ِ‬ ‫َوَي ْعُب ُد آلِيَةً أخرى َوَي ْس ُج ُد ليَا أَو لِ َّ‬
‫الش ْي َء‬ ‫س أَولمقَ َم ِر أَو ل ُكل م ْن ُج ْند َّ َ‬
‫يد‪ .‬قَ ْد ُع ِمل‬ ‫َك ٌ‬‫يح أ ِ‬
‫ص ِح ٌ‬ ‫ت َجيّْداً َوِا َذا اْل َْم ُر َ‬ ‫صَ‬ ‫ت َوفَ َح ْ‬ ‫ت َو َس ِم ْع َ‬ ‫ُوص بِ ِو َوأ ْ‬
‫ُخبِ ْر َ‬ ‫الذي ْلم أ ِ‬ ‫ِ‬
‫الذي فَ َعل َذلِ َك اْل َْمر ّْ‬
‫الشّْر َير‬ ‫مك الم أرَةَ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُجل أَو ت َ َ ْ‬ ‫َخ ِرْج َذلِ َك َّ‬ ‫الر ْج ُس ِفي ِإ ْس َرائِيل فَأ ْ‬‫َذلِ َك ّْ‬
‫َ‬
‫الرجل أَو الم أرَةَ وارجمو بِ ِ‬
‫الح َج َارِة َحتَّى َي ُم َ‬
‫وت" (تث ‪.)٘–ٕ : ٔٚ‬‬ ‫َْ َ ْ ُ ْ ُ‬ ‫إِلى أَْب َوابِ َك َّ ُ‬

‫السجود لموحش‬
‫أشار يوحنا الحبيب أيض ًا في رؤياه إلى نوٍع ٍ‬
‫آخر من السجود يمكننا أن نعتبره‬
‫سجوداً لمشيطان ىو السجود لموحش الذى طمع من البحر وكان لو سبعة رؤوس‬
‫احدًا ِم ْن‬
‫ت وِ‬
‫وعشرة قرون وعمى قرونو عشرة تيجان (رؤ ٖٔ ‪ )ٕ–ٔ :‬إذ قال " َوَأرَْي ُ َ‬
‫ِ‬
‫وس ِو َكأََّنوُ َم ْذُبوٌح ِلْم َم ْو ِت‪َ ,‬و ُج ْر ُحوُ اْل ُم ِم ُ‬
‫اء‬ ‫ت ُك ُّل اْل َْر ِ‬ ‫رؤ ِ‬
‫ض َوَر َ‬ ‫َّب ْ‬
‫يت قَ ْد ُشف َي‪َ .‬وتَ َعجَ‬ ‫ُُ‬
‫ين‪َ « :‬م ْن‬ ‫ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َج ُدوا ل ْم َو ْح ِ‬ ‫ِ‬
‫ان لْمو ْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ش‪َ ,‬و َس َج ُدوا لمتّْن ِ‬‫اْلو ْح ِ‬
‫ش قَائم َ‬ ‫ش‪َ ,‬و َ‬ ‫ط َ َ‬ ‫السْم َ‬
‫طى ُّ‬ ‫َع َ‬ ‫ّْين الذي أ ْ‬ ‫َ‬
‫َن ُي َحارَبوُ؟" (رؤ ٖٔ ‪ ,)ٗ-ٖ :‬ثم قال عن الوحش‬ ‫ِ‬ ‫يع أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُىو م ْث ُل اْل َو ْحش؟ َم ْن َي ْستَط ُ‬
‫‪23‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫اآلخر الذى رآه طالعاً من اْلرض ولو قرنان شبو خروف (رؤ ٖٔ ‪ )ٔٔ :‬أنو "َي ْع َم ُل‬
‫ون لِ ْم َو ْح ِ‬ ‫َّاكنِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان اْلو ْح ِ‬ ‫ِ ّْ‬
‫ش‬ ‫س ُج ُد َ‬ ‫ين فييَا َي ْ‬‫ض َوالس َ‬ ‫اموُ‪َ ,‬وَي ْج َع ُل اْل َْر َ‬
‫َم َ‬
‫ش اْل ََّول أ َ‬ ‫ب ُكل ُسْمطَ ِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫يت" (رؤ ٖٔ ‪.)ٕٔ :‬‬ ‫اْل ََّو ِل الذي ُشف َي ُج ْر ُحوُ اْل ُمم ُ‬
‫س ُج ُد‬ ‫َح ٌد َي ْ‬
‫ان أ َ‬‫وىكذا صار لمثل ىؤالء الساجدين التحذير القوي من الملك "إِ ْن َك َ‬
‫ب ِم ْن َخ ْم ِر‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ورتِو‪َ ,‬وَي ْقَب ُل س َمتَوُ َعمَى َجْبيَتو أَو َعمَى َيده‪ ,‬فَيُو أَْيضاً َسَي ْش َر ُ‬
‫ش وِلص ِ‬
‫ل ْم َو ْح ِ َ ُ َ‬
‫ِ‬

‫َم َام اْل َملَئِ َك ِة‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ضبِ ِو‪ ,‬وُي َع َّذ ُ ِ‬ ‫ص ْرفاً ِفي َكأ ِ‬ ‫وب ِ‬ ‫صُب ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بَن ٍار َوكْب ِريت أ َ‬ ‫َ‬ ‫ْس َغ َ‬ ‫ض ِب اهلل اْل َم ْ‬
‫َغ َ‬
‫ِ‬ ‫َع َذابِ ِي ْم إِلَى أََب ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫احةٌ َنيَا اًر‬
‫ون َر َ‬ ‫اآلبِد َ‬
‫ين‪َ .‬والَ تَ ُك ُ‬ ‫ان‬
‫ص َع ُد ُد َخ ُ‬
‫َم َام اْل َخ ُروف‪َ .‬وَي ْ‬ ‫اْلق ّْديس َ‬
‫ين َوأ َ‬
‫اس ِم ِو" (رؤ ٗٔ ‪–ٜ :‬‬ ‫ِ‬
‫س َمةَ ْ‬ ‫َولِ ُك ّْل َم ْن َي ْقَب ُل‬ ‫ورتِ ِو‬
‫صَ‬‫ش َولِ ُ‬ ‫ون ِلْمو ْح ِ‬
‫ين َي ْس ُج ُد َ َ‬
‫َِِّ‬
‫َولَْيلً لمذ َ‬
‫ٔٔ)‪.‬‬

‫سجود الهزء‬
‫ّْ‬
‫يوضح ىذا النوع من السجود ما ذكره مرقس البشير عن محاكمة الرب إذ قال‬
‫الد ِار‪ ,‬الَّتِي ِى َي َد ُار اْل ِوالََي ِة‪َ ,‬و َج َم ُعوا ُك َّل اْل َكتِ َيب ِة‪.‬‬ ‫اخ ِل َّ‬ ‫"فَمضى بِ ِو اْلعس َكر إِلَى َد ِ‬
‫َْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ّْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين‪:‬‬ ‫ون َعمَْيو قَائم َ‬ ‫ضفَ ُروا إِ ْكميلً م ْن َش ْوك َوَو َ‬
‫ض ُعوهُ َعمَْيو‪َ ,‬و ْابتَ َدأُوا ُي َسم ُم َ‬ ‫َوأَْلَب ُسوهُ أ ُْر ُجواناً‪َ ,‬و َ‬
‫ون َعمَْي ِو‪ ,‬ثَُّم‬ ‫صقُ َ‬
‫ْس ِو بِ َق ٍ‬
‫صَبة‪َ ,‬وَيْب ُ‬ ‫َ‬
‫ونو عمَى أر ِ‬
‫ض ِرُب َ ُ َ َ‬ ‫ود! َو َك ُانوا َي ْ‬ ‫السلَم َيا ممِ َك اْلَييُ ِ‬
‫َ‬ ‫« َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان َوأَْلَب ُسوهُ‬ ‫استَ ْه َأزُوا ِبه‪َ ,‬ن َزُعوا َعْنوُ اْل ُْر ُجو َ‬ ‫ين َعمَى ُرَكبِ ِي ْم‪َ .‬وَب ْع َد َما ْ‬ ‫ون لَ ُه َجاث َ‬ ‫س ُج ُد َ‬ ‫َي ْ‬
‫صمُِبوهُ" (مر ٘ٔ ‪.)ٕٓ–ٔٙ :‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ثَي َابوُ‪ ,‬ثَُّم َخ َر ُجوا بِو لَي ْ‬

‫سجود العرفان بالجميل‬


‫كتابية‪ ,‬منيا ما قيل عن سجود‬
‫ّ‬ ‫يتضح ىذا النوع من السجود من ثلثة مواضع‬
‫ض لَِبنِي ِح َّ‬
‫ث" (تك ٖٕ ‪ )ٚ :‬وذلك‬ ‫س َج َد لِ َ‬
‫ش ْع ِب األ َْر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم َو َ‬
‫حث " َفقَ َام إْب َراى ُ‬
‫إبراىيم لبني ّ‬
‫‪24‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫‪ٜٔ‬‬
‫أما ُىم فأرادوا منحو أحد قبورىم م ّجاناً‬ ‫عندما طمب أن يشتري منيم قب اًر ليدفن ساره ‪ّ ,‬‬
‫ورَنا ْاد ِف ْن َميّْتَ َك‪ .‬الَ‬
‫ض ِل قُُب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يس م َن اهلل َبْيَنَنا‪ .‬في أَ ْف َ‬‫ت َرئِ ٌ‬
‫قائمين "ا ْس َم ْعَنا َيا َسيّْدي أَْن َ‬
‫ِ‬ ‫يمنع أ ِ‬
‫تكرر اْلمر عندما‬ ‫َح ٌد مَّنا قَْب َرهُ َعْن َك َحتَّى الَ تَ ْدف َن َميّْتَ َك" (تك ٖٕ ‪ ,)ٙ :‬وقد ّ‬ ‫َ َْ ُ َ‬
‫حيث يقول‬‫طمب من عفرون الحثّي أن يعطيو المغارة المسماه (المكفيمة) ليدفن زوجتو ُ‬
‫ض‪َ« :‬ب ْل‬‫ام ِع َش ْع ِب اْل َْر ِ‬ ‫ال لِ ِع ْفرون ِفي مس ِ‬ ‫ش ْع ِب األ َْر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ََ‬ ‫ض َوقَ َ ُ َ‬ ‫ام َ‬ ‫َم َ‬
‫يم أ َ‬‫س َج َد إ ْب َاره ُ‬
‫الكتاب " َ‬
‫يك ثَ َم َن اْل َح ْق ِل‪ُ .‬خ ْذ ِمنّْي فَأ َْد ِف َن َميّْتِي ُىَن َ‬
‫اك"‬ ‫ُع ِط َ‬
‫ت إِيَّاهُ َفمَْيتَ َك تَ ْس َم ُعنِي‪ .‬أ ْ‬
‫ت أَْن َ‬‫إِ ْن ُكْن َ‬
‫(تك ٖٕ ‪.)ٕٔ :‬‬
‫قَ َّدم ىذا النوع من السجود أيضاً داود الممك ليوناثان بن شاول الممك كقول الكتاب‬
‫ال لَوُ‪« :‬ا ْذ َى ِب‪ْ .‬اد ُخ ْل بِ ِو ِإلَى اْل َم ِد َين ِة»‪.‬‬ ‫لِم الَّ ِذي لَوُ َوقَ َ‬ ‫ان ِسلَ َحوُ لِْم ُغ َ‬ ‫وناثَ ُ‬ ‫طى ُي َ‬ ‫َع َ‬ ‫"فَأ ْ‬
‫ث‬‫س َج َد ثَبلَ َ‬ ‫ض َو َ‬ ‫سقَطَ َعمَى َو ْج ِه ِه إِلَى األ َْر ِ‬ ‫وب َو َ‬ ‫ب وَداوُد قَام ِم ْن َجانِ ِب اْل َجُن ِ‬
‫اَْل ُغلَ ُم َذ َى َ َ ُ َ‬
‫احبِ ِو َحتَّى َز َاد َد ُاوُد" (ٔصم‬ ‫احبو‪ ,‬وب َكى ُك ّّل ِمْنيما مع ص ِ‬
‫َُ َ َ َ‬ ‫ص َ ُ ََ‬
‫ِ‬ ‫مَّرات‪ .‬وقَب َ ّّ ِ‬
‫َّل ُكل مْنيُ َما َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫بمكر‬ ‫ٕٓ ‪ ,)ٗٔ–ٗٓ :‬وذلك شك اًر لو عمى انقاذه من شاول أبيو الذي إذ أراد قتمو‬
‫َح َّذرهُ من مؤامرة أبيو لِقتموٕٓ اْلمر الذي أغضب شاول الممك فَ َعَّنفوُ قائلً "َيا ْاب َن‬

‫ُم َك؟ ْلََّنوُ‬ ‫ت ْاب َن َيسَّى لِ ِخ ْزيِ َك َو ِخ ْزِي َع ْوَرِة أ ّْ‬ ‫ت أََّن َك قَ ِد ْ‬
‫اختَْر َ‬ ‫َما َعمِ ْم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اْل ُمتَ َع ّْو َجة اْل ُمتَ َمّْرَدة‪ ,‬أ َ‬
‫ْت بِ ِو إِلَ َّي‬‫ت والَ مممَ َكتُ َك‪ .‬واآلن أَرِس ْل وأ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ت أَْن َ َ َ ْ‬ ‫ال تُثَْب ُ‬
‫ض َ‬ ‫َما َدام ْاب ُن َيسَّى َحّياً َعمَى اْل َْر ِ‬
‫َ‬
‫ْلََّنوُ ْاب ُن اْل َم ْو ِت ُى َو»" (ٔصم ٕٓ ‪.)ٖٔ–ٖٓ :‬‬

‫سجود الترحيب‬
‫مثل ىذا النوع من السجود كان ُمتَّبعاً عند اْلقدمين حال زيارة الغرباء ليم كسجود‬
‫اب اْل َخْي َم ِة‬
‫ات مم ار و ُىو َجالِ ٌس ِفي َب ِ‬
‫الر ُّ ِ ُّ ِ‬
‫ب عْن َد َبموطَ َ ْ َ َ‬ ‫إبراىيم هلل مع الملكين " َوظَيَ َر لَوُ َّ‬

‫ك قَْب ٍر مع ُكم ْل َْد ِفن ميّْتِي ِم ْن أَم ِ‬


‫امي" (تك ٖٕ ‪.)ٗ :‬‬ ‫يب َوَن ِزي ٌل ِع ْن َد ُك ْم‪ .‬أ ْ‬
‫َعطُونِي ُم ْم َ‬ ‫"أََنا َغ ِر ٌ‬
‫‪ٜٔ‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ْ‬
‫أن يوناثان َح َّذ َر داود من مؤامرة أبيو لقتمو‪.‬‬ ‫المقصود َّ‬ ‫ٕٓ‬

‫‪25‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ِ‬ ‫الني ِار فَرفَع عْينْي ِو ونظَر وِا َذا ثَلَثَةُ ِرج ٍ ِ‬
‫ض‬ ‫ون َل َدْيو‪َ .‬فمَ َّما َنظَ َر َرَك َ‬
‫ال َواقفُ َ‬ ‫َ‬ ‫ت َحّْر َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َوْق َ‬
‫ض" (تك ‪ ,)ٕ–ٔ : ٔٛ‬وكسجود لوط‬ ‫س َج َد إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِال ْستِ ْقَبالِ ِيم ِم ْن َب ِ‬
‫اب اْل َخْي َمة َو َ‬ ‫ْ‬
‫وم‪َ .‬فمَ َّما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء اْلملَ َك ِ ِ‬
‫ان لُوطٌ َجالساً في َباب َس ُد َ‬ ‫اء َو َك َ‬
‫وم َم َس ً‬
‫ان إلَى َس ُد َ‬ ‫أيضاً لمملكين "فَ َج َ َ‬
‫ض" (تك ‪ ,)ٔ : ٜٔ‬وىكذا كسجود‬ ‫س َج َد ِب َو ْج ِه ِه إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫آى َما لُوطٌ قَ َام ال ْست ْقَبال ِي َما َو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ون‬
‫موسى لحميو يثرون عندما أتاه في البرّية حيث كان نازالً عند جبل اهلل " َوأَتَى َيثُْر ُ‬
‫ث َكان ن ِازالً ِعْن َد جب ِل ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬
‫اهلل‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ََ‬ ‫وسى إِلَى اْلَبّْريَّة َحْي ُ َ َ‬ ‫ام َأرَتُوُ إِلَى ُم َ‬
‫وسى َو ْابَناهُ َو ْ‬ ‫َح ُمو ُم َ‬
‫س ِت ْق َب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫وسى ال ْ‬
‫اىا َم َعيَا»‪ .‬فَ َخ َرَج ُم َ‬ ‫ون آت إِلَْي َك َو ْ‬
‫ام َأرَتُ َك َو ْابَن َ‬ ‫وك َيثُْر ُ‬‫وسى‪« :‬أََنا َح ُم َ‬ ‫ل ُم َ‬
‫احَبوُ َع ْن َسلَ َمتِ ِو‪ .‬ثَُّم َد َخلَ إِلَى اْل َخْي َم ِة" (خر‬ ‫اح ٍد ص ِ‬
‫َ‬
‫َل ُك ُّل و ِ‬
‫َ‬ ‫س َج َد َوقََّبمَوُ‪َ .‬و َسأ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َحميو َو َ‬
‫‪.)ٚ–٘ : ٔٛ‬‬

‫سجود الشكر هلل‬


‫بأمثمة كثيرٍة لمثل ىذا النوع من السجود‪ ,‬نذكر منيا مثلً‬ ‫ٍ‬ ‫المقدس‬
‫ّ‬ ‫يمتمئ الكتاب‬
‫س َج َد لِ َّمر ِّ‬
‫ب"‬ ‫الر ُج ُل َو َ‬
‫سجود اليعازر خادم إبراىيم عند مقابمتو لرفقو كقول الكتاب "فَ َخَّر َّ‬
‫سعيو اليجاد زوجو السحق‬ ‫(تك ٕٗ ‪ )ٕٙ :‬وذلك شك اًر هلل الذي سيّل طريق سفره و ّ‬
‫سيده‪ ,‬وسجوده أيضاً عندما قَبِ َل البان وبتوئيل اعطاؤه اياىا كزوج ٍة السحق قائمين‬ ‫بن ّ‬
‫َن ُن َكمّْ َم َك بِ َشٍّر أَو َخْي ٍر" (تك ٕٗ ‪ )٘ٓ :‬إذ يقول‬ ‫ب َخ َرَج اْل َْم ُر‪ .‬الَ َن ْق ِد ُر أ ْ‬ ‫" ِم ْن ِعْن ِد َّ‬
‫الر ّْ‬
‫ض" (تك‬ ‫س َج َد لِ َّمر ِّ‬
‫ب إِلَى األ َْر ِ‬ ‫يم َكلَ َميُ ْم أََّنوُ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان عْن َد َما َسم َع َعْب ُد إْب َراى َ‬
‫الكتاب عنو "و َك ِ‬
‫َ َ‬
‫ٕٗ ‪.)ٕ٘ :‬‬
‫قدمو يعقوب عمى رأس‬ ‫نفس ىذا النوع من السجود الذي بقصد تقديم الشكر هلل ّ‬
‫ير" (تك ‪ )ٖٔ : ٗٚ‬عندما قَبِ َل يوسف طمبو بأ َّال‬ ‫َّر ِ‬ ‫يل َعمَى َأر ِ‬
‫ْس الس ِ‬ ‫س َر ِائ ُ‬
‫س َج َد إِ ْ‬
‫سريره "فَ َ‬
‫ف‬‫وس َ‬ ‫وت َد َعا ْابَنوُ ُي ُ‬
‫َن َي ُم َ‬ ‫َّام إِ ْس َرائِ َ‬
‫يل أ ْ‬ ‫ت أَي ُ‬
‫يدفنو فى مصر بل في مقبره آبائو " َولَ َّما قَ ُرَب ْ‬
‫اصَن ْع َم ِعي‬ ‫ت نِعمةً ِفي عْيَنْي َك فَضع ي َد َك تَ ْح َ ِ‬
‫ت فَ ْخذي َو ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ت قَ ْد َو َج ْد ُ ْ َ‬ ‫ال لَوُ‪ :‬إِ ْن ُكْن ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫‪26‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ص َر‬ ‫َضطَ ِج ُع َم َع َآبائي‪ .‬فَتَ ْحممُني م ْن م ْ‬ ‫ص َر‪َ .‬ب ْل أ ْ‬‫َم َانةً‪ .‬الَ تَ ْدفنّْي في م ْ‬ ‫َم ْع ُروفاً َوأ َ‬
‫قدمو ىو‬ ‫ال‪ :‬أََنا أَ ْف َع ُل بِ َح َس ِب قَ ْولِ َك" (تك ‪ ,)ٖٓ – ٕٜ : ٗٚ‬و ّ‬ ‫َوتَ ْد ِفُننِي ِفي َم ْقَب َرتِ ِي ْم‪ .‬فَقَ َ‬
‫أيضاً ‪,‬أي يعقوب‪ ,‬إذ أعطاه اهلل ليس فقط أن يرى ابنو المفقود بل وأيضاً أن يرى‬
‫ف‪« :‬لَ ْم أَ ُك ْن أَظُ ُّن أَنّْي أ ََرى َو ْجيَ َك َو ُى َوَذا اهللُ قَ ْد‬
‫وس َ‬ ‫ال إِسرائِ ُ ِ‬
‫يل لُي ُ‬ ‫أحفاده ويباركيم " َوقَ َ ْ َ‬
‫ام َو ْج ِه ِه إِلَى‬ ‫َم َ‬
‫س َج َد أ َ‬
‫ِ‬
‫ف م ْن َبْي َن ُرْكَبتَْيو َو َ‬
‫َخرجيما يوس ُ ِ‬
‫أ ََراني َن ْسمَ َك أَْيضاً»‪ .‬ثَُّم أ ْ َ َ ُ َ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫ض‪( ".‬تك ‪.)ٕٔ – ٔٔ : ٗٛ‬‬ ‫اْل َْر ِ‬
‫َع َم َل ىذا النوع من السجود أيضا شيوخ بني إسرائيل عندما أتاىم موسى وىرون‬
‫مخبرين ومبشرين بجميع كلم الرب الذى أرسمو وبكل اآليات التى أوصى بيا موسى‬
‫ِ َّ ِ‬ ‫الر ّْ َِّ‬ ‫يع َكلَِم َّ‬ ‫ون بِ َج ِم ِ‬
‫صاهُ بِيَا"‬ ‫اآليات التي أ َْو َ‬ ‫ب الذي أ َْر َسمَوُ َوبِ ُك ّْل َ‬ ‫وسى َى ُار َ‬ ‫َخَب َر ُم َ‬ ‫"فَأ ْ‬
‫الر َّ‬
‫ب ا ْفتَقَ َد‬ ‫َن َّ‬ ‫ب‪َ .‬ولَ َّما َس ِم ُعوا أ َّ‬ ‫(خر ٗ ‪ )ٕٛ :‬حيث يقول الكتاب عنيم "فَآم َن َّ‬
‫الش ْع ُ‬ ‫َ‬
‫أتموه‬ ‫َّ‬ ‫َبنِي ِإ ْس َرائِ َ‬
‫يل َوأََّنوُ َن َ‬
‫س َج ُدوا" (خر ٗ ‪ ,)ٖٔ :‬وىكذا أيضاً ّ‬ ‫ظ َر َم َذلتَيُ ْم َخُّروا َو َ‬
‫ين‬ ‫عندما أمرىم موسى بذبح الفصح ترقباً آلخر ضربة من الرب لممصريين "وي ُك ِ‬
‫ون ح َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ب الَّ ِذي َعَب َر َع ْن‬ ‫ص ٍح لِ َّمر ّْ‬ ‫ِ‬
‫يحةُ ف ْ‬
‫ِ‬
‫ون‪ :‬ى َي َذبِ َ‬
‫ِِ ِ‬
‫َي ْسأَلُ ُك ْم أ َْوالَ ُد ُك ْم‪َ :‬ما َىذه اْلخ ْد َمةُ لَ ُك ْم؟ تَقُولُ َ‬
‫ص ُبُيوتََنا»‪ .‬فَ َخَّر َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وت بنِي ِإسرائِ َ ِ ِ‬ ‫بي ِ‬
‫ب‬‫الش ْع ُ‬ ‫ص ِري َ‬
‫ّْين َو َخم َ‬ ‫ب اْلم ْ‬ ‫ض َر َ‬
‫ص َر لَ َّما َ‬ ‫يل في م ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬
‫ون‪َ .‬ى َك َذا فَ َعمُوا" (خر‬ ‫الر ُّ‬ ‫ِ‬
‫ضى َبُنو إِ ْس َرائ َ‬
‫وسى َو َى ُار َ‬ ‫ب ُم َ‬ ‫َم َر َّ‬‫يل َوفَ َعمُوا َك َما أ َ‬ ‫س َج ُدوا‪َ .‬و َم َ‬ ‫َو َ‬
‫ٕٔ ‪.)ٕٛ–ٕٙ :‬‬
‫ون َخَب َر اْل ُحْمِم‬ ‫ِ‬
‫ان لَ َّما َسم َع ِج ْد ُع ُ‬
‫نفس ىذا النوع من السجود عممو جدعون " َو َك َ‬
‫ب قَ ْد َدفَ َع إِلَى َي ِد ُك ْم‬‫الر َّ‬ ‫وموا ْل َّ‬
‫َن َّ‬ ‫ال‪« :‬قُ ُ‬ ‫س َج َد َوَر َج َع ِإلَى َم َحمَّ ِة ِإ ْس َرائِ َ‬
‫يل َوقَ َ‬ ‫ِ‬
‫َوتَ ْفس َيرهُ أََّنوُ َ‬
‫ّْين" (قض ‪ )ٔ٘ : ٚ‬شك اًر هلل الذى أنبأه بيزيمتو ْلعدائو عندما نزل إلى‬ ‫جْي َ ِ ِ‬
‫ش اْلم ْدَياني َ‬ ‫َ‬
‫محمّة المديانيين والعمالقة وكل بني المشرق (قض ‪ )ٕٔ : ٚ‬فسمع رجل يخبر‬
‫ير َيتَ َد ْح َرُج ِفي‬ ‫يف ُخْب ِز َش ِع ٍ‬
‫ت ُحْمم ًا‪َ ,‬وِا َذا َرِغ ُ‬‫بحمم قال لو فيو " ُى َوَذا قَ ْد َحمُ ْم ُ‬ ‫صاحبو ٍ‬
‫ق فَ َسقَطَ ِت‬ ‫ت‪ ,‬وَقمََبيَا إِلَى فَ ْو ٍ‬
‫ض َرَبيَا فَ َسقَطَ ْ َ‬
‫ِ‬
‫اء إِلَى اْل َخْي َمة َو َ‬ ‫ّْين َو َج َ‬
‫َّ ِ ِ ِ‬
‫َم َحمة اْلم ْدَياني َ‬
‫‪27‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫وآش َر ُج ِل إِ ْس َرائِ َ‬
‫يل‪َ .‬ق ْد‬ ‫ون ْب ِن ُي َ‬ ‫احُبوُ‪« :‬لَْي َس َذلِ َك إِالَّ َسْي َ‬
‫ف ِج ْد ُع َ‬
‫اْل َخْيمةُ»‪ .‬فَأَجاب ص ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ش»" (قض ‪ ,)ٔٗ–ٖٔ : ٚ‬وعممو ‪,‬أى ىذا‬ ‫ّْين و ُك َّل اْل َجْي ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َدفَ َع الموُ إلَى َيده اْلم ْدَياني َ َ‬
‫النوع من السجود‪ ,‬أيضاً داود شك اًر هلل الذي أقام كممتو بتنصيب ابنو سميمان ممكاً‬
‫ين‪َ :‬ي ْج َع ُل‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫يد اْل َمِم ِك ِلُيَب ِارُكوا َسي َ‬
‫اء َعبِ ُ‬
‫ّْدَنا اْل َمم َك َد ُاوَد قَائم َ‬ ‫عوضاً عنو كقول الكتاب " َج َ‬
‫س َج َد ا ْل َم ِم ُك َعمَى‬ ‫ّْك‪ .‬فَ َ‬ ‫ظ َم ِم ْن ُك ْرِسي َ‬ ‫اس ِم َك‪َ ,‬و ُك ْرِسيَّوُ أ ْ‬
‫َع َ‬ ‫ِ‬
‫َح َس َن م ِن ْ‬
‫ان أ ْ‬ ‫إِلَيُ َك ْ‬
‫اس َم ُسمَْي َم َ‬
‫يرِه" (ٔمل ٔ ‪ ,)ٗٚ :‬وىكذا عممو ييوشافاط كقول الكتاب "فَ َخَّر َييُو َشافَاطُ لِ َو ْج ِي ِو‬ ‫َس ِر ِ‬
‫ب" (ٕأخ ٕٓ ‪:‬‬ ‫س ُجوداً لِ َّمر ِّ‬‫ب ُ‬ ‫الر ّْ‬
‫َم َام َّ‬
‫يم َسقَطُوا أ َ‬
‫ض و ُك ُّل ييوَذا وس َّكان أ ِ‬
‫َعمَى اْل َْر ِ َ َ ُ َ ُ ُ ُ‬
‫ُور َشم َ‬
‫‪ )ٔٛ‬شك اًر هلل الذي أعطاه الغمبة عمى بني موآب وبني عمون والعمونيين إذ أرسل‬
‫ِ‬
‫يع َييُوَذا َو ُس َّك َ‬
‫ان‬ ‫اص ُغوا َيا َجم َ‬ ‫‪,‬أى اهلل‪ ,‬لو يحزئيل بن زكريا بن بنايا يطمئنو قائلً " ْ‬
‫اعوا بِ َسَب ِب َى َذا‬ ‫ب لَ ُك ْم‪ :‬الَ تَ َخافُوا َوالَ تَْرتَ ُ‬ ‫الر ُّ‬
‫ال َّ‬ ‫ك َييُو َشافَاطُ‪َ .‬ى َك َذا قَ َ‬ ‫يم َوأَيُّيَا اْل َمِم ُ‬ ‫أ ِ‬
‫ُور َشم َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون‬
‫صاع ُد َ‬ ‫ت لَ ُك ْم َب ْل لمو‪َ .‬غدًا ْان ِزلُوا َعمَْي ِي ْم‪ُ .‬ى َوَذا ُى ْم َ‬ ‫ب لَْي َس ْ‬ ‫َن اْل َح ْر َ‬ ‫ير ْل َّ‬ ‫ور اْل َكث ِ‬ ‫اْل ُج ْميُ ِ‬
‫َن تُ َح ِارُبوا‬ ‫صيص فَتَ ِج ُدوىم ِفي أَ ْقصى اْلو ِادي أَمام بّْري ِ‬
‫َّة َي ُروئِ َ‬ ‫ِفي عقَب ِة ِ‬
‫يل‪ .‬لَْي َس َعمَْي ُك ْم أ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫يم الَ تَ َخافُوا َوالَ‬ ‫ِ‬ ‫الر ّْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُور َشم ُ‬
‫ب َم َع ُك ْم َيا َييُوَذا َوأ ُ‬ ‫ص َّ‬ ‫في َىذه‪ .‬قفُوا اثُْبتُوا َو ْانظُ ُروا َخلَ َ‬
‫ب َم َع ُك ْم»" (ٕأخ ٕٓ ‪.)ٔٚ – ٔ٘ :‬‬ ‫اخ ُر ُجوا ِلمِقَائِ ِي ْم َو َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫اعوا‪َ .‬غداً ْ‬ ‫تَْرتَ ُ‬
‫من ىذا النوع أيضاً ما عممو أحد البرص من بين العشرة الذين أبرأىم يسوع‬
‫(لو‪ )ٔٗ : ٔٚ‬فرجع ىو من دونيم يقدم الشكر عرفاناً بالجميل ويقول عنو الكتاب‬
‫ص ْو ٍت َع ِظ ٍيم‪َ ,‬و َخَّر َع َمى َو ْج ِه ِه ِعْن َد‬
‫اهلل بِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫"فَ َواح ٌد مْنيُ ْم لَ َّما َأرَى أََّنوُ ُشف َي‪َ ,‬ر َج َع ُي َم ّْج ُد َ‬
‫ام ِرّياً‪( ".‬لو‪.)ٔٙ – ٔ٘ : ٔٚ‬‬ ‫اك اًر لَو‪ .‬و َكان س ِ‬ ‫ِر ْجمَْي ِو َش ِ‬
‫ُ َ َ َ‬

‫سجود الشكر لئل نسان‬


‫ط ْت‬
‫سقَ َ‬
‫كسجود راعوث لبوعز "فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫أيض ًا لإلنسان‪,‬‬ ‫سجود الشكر قد يكون َّ‬
‫موجياً‬
‫ت نِ ْع َمةً ِفي َعْيَنْي َك َحتَّى‬
‫ف َو َج ْد ُ‬
‫ت لَوُ‪َ « :‬كْي َ‬
‫َوقَالَ ْ‬ ‫ض‬‫س َج َد ْت إِلَى األ َْر ِ‬
‫َعمَى َو ْج ِه َها َو َ‬
‫‪28‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫تَْنظُ َر إِلَ َّي َوأََنا َغ ِر َيبةٌ!" ( ار ٕ ‪ )ٔٓ :‬الذي أمرىا أن تلزم فتياتو في الحقل أثناء‬
‫الحصاد‪ ,‬وأن تشرب متى عطشت مما استقاه الغممان ( ار ٕ ‪ ,)ٜ–ٛ :‬والذى أوصى‬
‫يمسونيا ( ار ٕ ‪ ,)ٜ :‬وكل ىذا إنما صار إذ نالت نعمة في عينيو بسبب‬ ‫َّ‬
‫الغممان أال ّ‬
‫ت بِ ُك ّْل َما فَ َعْم ِت‬ ‫وع ُز‪ِ« :‬إَّننِي قَ ْد أ ْ‬
‫ُخبِ ْر ُ‬ ‫اب ُب َ‬ ‫َج َ‬ ‫عدم تركيا لحماتيا بعد موت زوجيا "فَأ َ‬
‫ض َم ْولِ ِد ِك َو ِس ْر ِت ِإلَى َش ْع ٍب لَ ْم‬ ‫ُمك َوأ َْر َ‬
‫اك وأ َّ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ َّ‬
‫ب َح َماتك َب ْع َد َم ْوت َر ُجمك‪َ ,‬حتى تََرْكت أََب َ‬
‫ِ ِِ‬
‫يو ِم ْن قَْب ُل" ( ار ٕ ‪ ,)ٔٔ :‬ومن ىذا النوع من السجود أيضاً سجود يؤآب لداود‬ ‫تَع ِرِف ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫وآب‪« :‬اْلَي ْوَم َعم َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وآب َعمَى َو ْج ِهه إِ َلى األ َْر ِ‬
‫ال ُي ُ‬ ‫س َج َد َوَب َار َك اْل َمم َك‪َ ,‬وقَ َ‬ ‫ض َو َ‬ ‫سقَطَ ُي ُ‬ ‫"فَ َ‬
‫ك قَ ْو َل َعْب ِد ِه" (ٕصم‬ ‫ت نِ ْع َمةً ِفي َع ْيَنْي َك َيا َسي ِّْدي اْل َممِ َك ِإ ْذ فَ َع َل اْل َممِ ُ‬
‫َعْب ُد َك أَنّْي قَ ْد َو َج ْد ُ‬
‫ٗٔ ‪ )ٕٕ :‬عندما قَبِ َل أن يتممم مشورتو لو بخصوص ارجاع ابشالوم اليارب من‬
‫بطش الممك (ٕصم ٖٔ ‪ )ٖٛ :‬بسبب قتمو ْلخيو آمنون (ٕصم ٖٔ ‪.)ٕٜ :‬‬
‫بثشبع لداود‬ ‫أتمتو ّ‬ ‫نفس ىذا النوع من السجود الذي بغرض تقديم الشكر لإلنسان ّ‬
‫ت‪ِ« :‬لَي ْح َي‬
‫س َج َد ْت ِل ْم َم ِم ِك َوقَالَ ْ‬ ‫ش َبعُ َعمَى َو ْج ِه َها إِلَى األ َْر ِ‬
‫ض َو َ‬ ‫كقول الكتاب "فَ َخَّر ْت َبثْ َ‬
‫َسي ِّْدي اْل َممِ ُك َد ُاوُد إِلَى اْلََب ِد»" (ٔمل ٔ ‪ )ٖٕ–ٖٔ :‬عندما حمف ليا بتنصيب سميمان‬
‫ال‪:‬‬ ‫أتمتو أيضا الم أرة الشونمية الليشع النبى "فَ َد َعا ِج َ‬
‫يح ِزي َوقَ َ‬ ‫ابنيا ممكاً من بعده‪ ,‬و ّ‬
‫ِ‬ ‫ال‪ِ ِ ْ « :‬‬
‫ت إِلَْي ِو قَ َ‬ ‫الش َ ِ‬
‫« ْادعُ َى ِذ ِه ُّ‬
‫سقَطَ ْت‬‫احممي ْابَنك»‪.‬فَأَتَ ْت َو َ‬ ‫ونمَّيةَ» فَ َد َع َ‬
‫اىا‪َ .‬ولَ َّما َد َخمَ ْ‬
‫ت" (ٕمل ٗ ‪,)ٖٚ–ٖٙ :‬‬ ‫ض‪ ,‬ثَُّم َح َممَ ِت ْابَنيَا َو َخ َر َج ْ‬
‫س َج َد ْت إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫َعمَى ِر ْجمَ ْيه َو َ‬
‫اب َعمَى‬
‫ق اْلَب َ‬ ‫َغمَ َ‬
‫يقص الكتاب المقدس "فَ َد َخ َل َوأ ْ‬ ‫أقام ابنيا من الموت كما ّ‬ ‫وذلك عندما َ‬
‫الصبِ ّْي َوَو َ‬
‫ض َع فَ َموُ َعمَى‬ ‫ق َّ‬ ‫ط َج َع فَ ْو َ‬ ‫ص ِع َد َو ْ‬
‫اض َ‬ ‫ب‪ .‬ثَُّم َ‬ ‫صمَّى إِلَى َّ‬
‫الر ّْ‬ ‫ِ‬
‫َن ْف َسْي ِي َما كمَْي ِي َما َو َ‬
‫فَ َس ُخ َن َج َس ُد اْل َولَ ِد‪ ُ.‬ث َّم َع َ‬
‫اد‬ ‫فَ ِم ِو َو َعْيَنْي ِو َعمَى َعْيَن ْي ِو َوَي َدْي ِو َعمَى َي َدْي ِو‪َ ,‬وتَ َم َّد َد َعمَْي ِو‬
‫َوتَ َم َّد َد َعمَْي ِو فَ َعطَ َس َّ‬
‫الصبِ ُّي‬ ‫ص ِع َد‬ ‫اك‪َ ,‬و َ‬ ‫َوتَ َم َّشى ِفي اْلَبْي ِت تَ َارةً إِلَى ُىَنا َوتَ َارةً إِلَى ُىَن َ‬
‫الصبِ ُّي َعْيَنْي ِو" (ٕمل ٗ ‪.)ٖ٘–ٖٖ :‬‬ ‫ات ثَُّم فَتَ َح َّ‬‫سْبع مَّر ٍ‬
‫َ َ َ‬
‫‪29‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫سجود الخوف‬
‫من ىذا النوع ما تكمّم عنو موسى النبي لفرعون قبل ضربة اهلل اْلخيرة لممصريين‬
‫اس َوالَ ِإلَى‬‫الن ِ‬ ‫ب لِ َس َانوُ إِلَْي ِي ْم الَ إِلَى َّ‬ ‫ّْن َكْم ٌ‬
‫يل الَ ُي َسن ُ‬ ‫قائلً " َولَ ِك ْن َج ِميعُ َبنِي إِ ْس َرائِ َ‬
‫يل‪ .‬فََيْن ِز ُل ِإلَ َّي َج ِميعُ َعبِ ِيد َك‬
‫ّْين َوِا ْس َرائِ َ‬
‫ص ِري َ‬
‫ِ‬
‫ب ُي َمي ُّْز َبْي َن اْلم ْ‬‫الر َّ‬ ‫اْلَبيَائِِم‪ .‬لِ َكي تَ ْعمَ ُموا أ َّ‬
‫َن َّ‬ ‫ْ‬
‫ين ِفي أَثَِر َك‪َ .‬وَب ْع َد َذلِ َك‬ ‫َّ ِ‬ ‫ت و َج ِميع َّ‬
‫الش ْع ِب الذ َ‬ ‫اخ ُرْج أَْن َ َ ُ‬ ‫ين‪ْ :‬‬ ‫ِِ‬
‫ون لي قَائم َ‬
‫ىؤالَ ِء ويسج ُد َ ِ‬
‫َُ َ َ ْ ُ‬
‫ض ِب" (خر ٔٔ ‪ ,)ٛ–ٚ :‬ومنو أيضاً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ ُرُج»‪ .‬ثَُّم َخ َرَج م ْن لَ ُد ْن ف ْرَع ْو َن في ُح ُمو اْل َغ َ‬
‫أْ‬
‫سجود بمعام بن بعور بعدما كشف اهلل عن عينيو فأبصر الملك في طريقو مع‬
‫مع َام‬
‫ب َع ْن َعْيَن ْي َب َ‬‫الر ُّ‬
‫ف َّ‬‫رؤساء موآب (عدد ٕٕ ‪ )ٕٔ :‬إذ يقول عنو الكتاب "ثَُّم َك َش َ‬
‫اجداً َعمى َو ْج ِه ِه"‬ ‫س ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ب و ِاقفاً ِفي الطَّ ِري ِ‬
‫ق َو َسْيفُوُ َم ْسمُو ٌل في َيده فَ َخَّر َ‬ ‫الر ّْ َ‬
‫لك َّ‬
‫ص َر َم َ‬
‫فَأَْب َ‬
‫(عدد ٕٕ ‪ .)ٖٔ :‬بيد َّ‬
‫أن نفس ىذا النوع من السجود يتضح أيضاً من سجود الشعب‬
‫عندما صمّى ايميا فسقطت نار الرب وأكمت المحرقة والحطب والحجارة والتراب‬
‫ولحست المياه التي في القناة كما ورد بسفر المموك اْلول " َفمَ َّما أرَى َج ِميع َّ‬
‫الش ْع ِب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب ُىو المَّوُ!»" (ٔ مل ‪: ٔٛ‬‬ ‫ب ُىو المَّوُ! َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫سقَطُوا َعمَى ُو ُجو ِه ِه ْم َوقَالُوا‪َّ « :‬‬
‫الر ُّ‬ ‫ِ‬
‫َذل َك َ‬
‫‪.)ٖٜ‬‬

‫سجود الخضوع‬
‫من ىذا السجود‪:‬‬
‫ٕٔ‬
‫مو َّجه هلل‬
‫‪ ]1‬ما هو َ‬
‫مثل سجود كل إسرائيمي عند باب خيمتو إذا ما دخل موسى إلى الييكل ونزل‬
‫اب َو ِاقفاً ِعْن َد‬
‫َّح ِ‬ ‫عمود السحاب إلى بابيا كقول الكتاب "فََيرى َج ِميع َّ‬
‫الش ْع ِب َع ُم َ‬
‫ود الس َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ٕٔ‬
‫فعل السجود مع اختلف أنواعو يشتمل ضمناً عمى معنى الخضوع‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ب‬ ‫اب َخْي َمتِ ِو‪َ .‬وُي َكمّْ ُم َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫اح ٍد ِفي َب ِ‬
‫ون ُك ُّل و ِ‬
‫َ‬ ‫س ُج ُد َ‬‫الش ْع ِب َوَي ْ‬
‫وم ُك ُّل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َباب اْل َخْي َمة‪َ .‬وَيقُ ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسى َو ْجياً لِ َو ْج ٍو َك َما ُي َكمّْ ُم َّ‬
‫ان َخاد ُموُ‬ ‫وسى إِلَى اْل َم َحمة َك َ‬ ‫صاحَبوُ‪َ .‬وِا َذا َر َج َع ُم َ‬ ‫الر ُج ُل َ‬ ‫ُم َ‬
‫اخ ِل اْل َخْي َم ِة" (خر ٖٖ ‪ ,)ٔٔ–ٔٓ :‬وكسجود‬ ‫ي ُشوعُ ْبن نون اْل ُغلَم الَ يْبرح ِمن َد ِ‬
‫ََُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫المجوس لمطفل يسوع وىو في المزود كقول مار متى اإلنجيمي " َولَ َّما ُولِ َد َي ُسوعُ ِفي‬
‫اءوا ِإلَى‬ ‫ق َق ْد َج ُ‬ ‫وس ِم َن اْل َم ْش ِر ِ‬ ‫ِِ‬
‫ود َس اْل َممك‪ ,‬إِ َذا َم ُج ٌ‬ ‫َّام ِى ُير ُ‬
‫َّة‪ِ ,‬في أَي ِ‬ ‫ودي ِ‬‫َبْي ِت َل ْحِم اْلَيي ِ‬
‫ُ‬
‫ود؟ فَِإَّنَنا َأرَْيَنا َن ْج َموُ ِفي اْل َم ْش ِر ِ‬
‫ق َوأَتَْيَنا‬ ‫ك اْلَيي ِ‬
‫ود َمم ُ ُ‬
‫أُور َشمِيم قَائِمِين‪« :‬أَْين ىو اْلمولُ ُ ِ‬
‫َ ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س ُج َد لَ ُه" (مت ٕ ‪ ,)ٕ–ٔ :‬وىكذا كسجود التلميذ ومن معيم في السفينة لمرب‬ ‫ِ‬
‫ل َن ْ‬
‫اعلناً عن خضوعيم لو عندما أسكن الرياح واْلمواج كقول الكتاب " َولَ َّما َد َخلَ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الريح‪ .‬والَِّذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‪« :‬بِاْل َحقيقَة أَْن َ‬
‫ت ْاب ُن‬ ‫س َج ُدوا لَ ُه َقائم َ‬
‫اءوا َو َ‬
‫ين في السَّف َينة َج ُ‬
‫السَّف َينةَ َس َكَنت ّْ ُ َ َ‬
‫المَّ ِو" (مت ٗٔ ‪.)ٖٖ–ٖٕ :‬‬
‫نفس ىذا النوع من السجود الذي بقصد إعلن الخضوع هلل يتضح من سجود‬
‫اْلبرص لمرب ذلك الذى قال عنو الكتاب " َولَ َّما َن َز َل ِم َن اْل َجَب ِل تَبِ َعتْوُ ُج ُموعٌ َكثِ َيرةٌ‪َ .‬وِا َذا‬

‫َن تُطَيّْ َرنِي»‪ .‬فَ َم َّد َي ُسوعُ َي َدهُ‬ ‫ت تَ ْق ِد ْر أ ْ‬ ‫س َج َد لَ ُه قَائِلً‪َ« :‬يا َسي ُ‬
‫ّْد‪ ,‬إِ ْن أ ََرْد َ‬ ‫اء َو َ‬ ‫ص َق ْد َج َ‬ ‫أَْب َر ُ‬
‫ِ‬ ‫َولَ َم َسوُ قَائِلً‪« :‬أ ُِر ُ‬
‫يتبين أيضاً‬ ‫صوُ" (مت ‪ ,)ٖ–ٔ : ٛ‬و ّ‬ ‫طيُْر!»‪َ .‬وِلْم َوْقت طَيَُر َب َر ُ‬ ‫يد‪ ,‬فَا ْ‬
‫يما‬ ‫ِ‬ ‫ٕٕ‬
‫من سجود مجنون كورة الجرجسيين ‪ ,‬ومن سجود المريمات لمرب بعد قيامتو " َوف َ‬
‫ِ‬ ‫ىما مْنطَمِقَتَ ِ ِ‬
‫ال‪َ « :‬سلَ ٌم لَ ُك َما»‪ .‬فَتَقَ َّد َمتَا َوأ َْم َس َكتَا‬ ‫اى َما َوقَ َ‬‫ان لتُ ْخبِ َار تَلَمي َذهُ ِإ َذا َي ُسوعُ الَقَ ُ‬ ‫َُ ُ‬
‫ِ‬
‫سجان فيمبى لبولس وسيل‬ ‫س َج َدتَا لَ ُه" (مت ‪ ,)ٜ : ٕٛ‬وىكذا من سجود ّ‬ ‫بِقَ َد َمْيو َو َ‬
‫يعَنا َىيَُنا»‪.‬‬ ‫ادى بولُس بِصو ٍت ع ِظ ٍيم قَائِلً‪« :‬الَ تَ ْفع ْل بَِن ْف ِس َك َشْيئاً رِدّياً ْل َّ ِ‬
‫َن َجم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫"فََن َ ُ ُ‬
‫س َو ِسيبلَ َو ُىو ُم ْرتَ ِع ٌد" (أع ‪.)ٕٜ – ٕٛ : ٔٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ض ْوءاً َو ْان َدفَ َع ِإلَى َداخل َو َخَّر ل ُبولُ َ‬
‫ب َ‬ ‫طمَ َ‬
‫فَ َ‬

‫يح َوُي َجّْرُح َن ْف َسوُ بِا ْل ِح َج َارِة‪.‬‬ ‫ِ‬


‫ور‪َ ,‬يص ُ‬ ‫ان َدائِماً لَْيلً وَنيا اًر ِفي ا ْل ِجَب ِ‬
‫ال َوِفي ا ْلقُُب ِ‬ ‫َ َ‬ ‫قارن قول الكتاب َ"و َك َ‬
‫ٕٕ‬

‫ص ْو ٍت َع ِظ ٍيم َوقَا َل‪َ « :‬ما لِي َولَ َك َيا َي ُسوعُ ْاب َن المَّ ِو‬
‫ص َرَخ بِ َ‬‫س َج َد لَ ُه‪َ ,‬و َ‬
‫ض َو َ‬ ‫َفمَ َّما َأرَى َي ُسوعَ ِم ْن َب ِع ٍيد َرَك َ‬
‫َن الَ تُ َع ّْذَبنِي!»" (مر ٘ ‪.)ٚ–٘ :‬‬ ‫ا ْلعمِ ّْي؟ أَستَ ْحمِفُ َ َّ ِ‬
‫ك بِالمو أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪31‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫أشار بولس الرسول إلى ىذا النوع من السجود في رسالتو اْلولى إلى أىل‬
‫َح ٌد َغْي ُر ُم ْؤ ِم ٍن أَو َع ّْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ام ّّي‬ ‫ان اْل َجميعُ َيتََنَّبأ َ‬
‫ُون فَ َد َخ َل أ َ‬ ‫كورنثوس حينما قال " َولَك ْن إِ ْن َك َ‬
‫صير َخفَايا َقْمبِ ِو ظَ ِ‬
‫اى َرةً‪َ .‬و َى َك َذا‬ ‫ِ‬ ‫يع‪ُ .‬ي ْح َك ُم َعمَْي ِو ِم َن اْل َج ِم ِ‬‫َّخ ِم َن اْل َج ِم ِ‬
‫فَِإَّنوُ ُي َوب ُ‬
‫َ‬ ‫يع‪َ .‬و َى َك َذا تَ ُ‬
‫اهلل بِاْل َح ِقيقَ ِة ِفي ُك ْم" (ٔكوٗٔ ‪,)ٕ٘–ٕٗ :‬‬ ‫َن َ‬ ‫س ُج ُد ِلمَّ ِه ُمَن ِادياً أ َّ‬ ‫ِ‬
‫َيخُّر َعمَى َو ْج ِيو َوَي ْ‬
‫ِ‬

‫ت ْابنِي أََنا‬ ‫وىكذا فى رسالتو لمعبرانيين كقولو "ْلََّنو لِمن ِمن اْلملَئِ َك ِة قَ َ ُّ‬
‫ال قَط‪« :‬أَْن َ‬ ‫ُ َْ َ َ‬
‫ون لِي ْابناً»؟ َوأَْيضاً َمتَى أ َْد َخ َل اْلبِ ْك َر‬ ‫اليوم ولدتك»؟ وأَيضا‪« :‬أَنا أَكون لو أَبا وىو يك‬
‫َْ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ ْ ً َ ُ ُ َ ُ ً َ ُ َ ُ ُ َ‬
‫ول‪« :‬وْلتَسج ْد لَ ُه ُك ُّل ملَئِ َك ِة ِ‬
‫اهلل" (عب ٔ ‪ ,)ٙ–٘ :‬وىوٖٕ نفس نوع‬ ‫َ‬ ‫إِلَى اْل َعالَِم َيقُ ُ َ ْ ُ‬
‫السجود الذي يتضح من قول الملك الذي رآه يوحنا طائ اًر في وسط السماء ومعو‬
‫ت ساعةُ َدْيُن َ ِ ِ‬
‫اس ُج ُدوا‬
‫ونتو‪َ .‬و ْ‬ ‫اء ْ َ َ‬ ‫َعطُوهُ َم ْجداً‪ْ ,‬لََّنوُ قَ ْد َج َ‬ ‫اهلل َوأ ْ‬
‫بشاره (رؤ ٗٔ ‪َ " )ٙ :‬خافُوا َ‬
‫ت‬‫آخ ُر قَائِلً‪َ « :‬سقَطَ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫يع اْل ِمَي ِاه‪ .‬ثَُّم تَبِ َعوُ َملَ ٌ‬
‫ض َواْلَب ْح ِر َوَيَنابِ ِ‬
‫اء َواأل َْر ِ‬‫السم ِ‬ ‫لِ ِ‬
‫صان ِع َّ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ت بابِ ُل اْلم ِد َينةُ اْلع ِظيمةُ‪ْ ,‬لََّنيا سقَ ْ ِ‬
‫اىا!»" (رؤ‬ ‫ض ِب ِزَن َ‬ ‫يع اْل َُمِم م ْن َخ ْم ِر َغ َ‬ ‫ت َجم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َسقَطَ ْ َ‬
‫ٗٔ ‪.)ٛ–ٚ :‬‬

‫‪ ]2‬ماهو ُم َو َّجه لئل نسان‬

‫من ىذا النوع سجود القبائل واالمم ليعقوب عمى إ ٍ‬


‫ثر مباركة اسحق لو عوض‬
‫ال‪ْ « :‬انظُ ْر! َرائِ َحةُ ْابنِي‬ ‫عيسو كقول الكتاب "فَتَ َق َّد َم َوقََّبمَوُ‪ .‬فَ َش َّم َرائِ َحةَ ثَِيابِ ِو َوَب َارَكوُ‪َ .‬وَق َ‬
‫اء و ِم ْن َد َسِم اْل َْر ِ‬ ‫ب‪َ .‬فْميع ِط َك اهلل ِم ْن َن َدى الس ِ‬ ‫َك َرائِ َح ِة َح ْق ٍل قَ ْد َب َارَكوُ َّ‬
‫ض َو َكثَْرةَ‬ ‫َّم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُّ ُ ْ‬
‫س ُج ْد لَ َك قَ َب ِائ ُل‪ُ .‬ك ْن َسيّْداً ِإل ْخ َوتِ َك َوْلَي ْس ُج ْد لَ َك‬ ‫وب َوتَ ْ‬ ‫ِحْنطَ ٍة َو َخ ْم ٍر‪ِ .‬لُي ْستَ ْعَب ْد لَ َك ُش ُع ٌ‬
‫ِ‬ ‫ُم َك‪ .‬لَِي ُك ْن الَ ِعُن َ‬
‫ين»" (تك ‪ ,)ٕٜ–ٕٚ : ٕٚ‬وسجود‬
‫وك ُمَب َارك َ‬ ‫وك َمْم ُعونِ َ‬
‫ين َو ُمَب ِارُك َ‬ ‫َبُنوأ ّْ‬

‫ٖٕ‬
‫أى سجود الخضوع الموجو هلل‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ض َع اْل َج ِارَيتَْي ِن َوأ َْوالَ َد ُى َما أ ََّوالً َولَْيَئةَ َوأ َْوالَ َد َىا‬
‫يعقوب لعيسو عند رجوعو من غربتو " َوَو َ‬
‫ض سْبع مَّر ٍ‬ ‫اجتَ َاز قُ َّداميم َو َ ِ‬ ‫ف أِ‬ ‫اء ُى ْم َوَار ِح َ‬
‫ات‬ ‫س َج َد إلَى األ َْر ِ َ َ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َما ُىو فَ ْ‬‫َخي اًر‪َ .‬وأ َّ‬ ‫وس َ‬
‫يل َوُي ُ‬ ‫َوَر َ‬
‫يسو ِلمِقَائِ ِو َو َع َانقَوُ َوَوقَ َع َعمَى ُعُن ِق ِو َوقََّبمَوُ‪َ .‬وَب َكَيا" (تك‬ ‫ضع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ِإلَى أَخيو‪ .‬فَ َرَك َ‬‫َحتَّى ا ْقتََر َ‬
‫ٖٖ ‪ ,)ٖ–ٕ :‬وسجود زوجات يعقوب وأوالده لعيسو "فَا ْقتََرَب ِت اْل َج ِارَيتَ ِ‬
‫ان ُى َما َوأ َْوالَ ُد ُى َما‬
‫احي ُل‬‫ف ور ِ‬ ‫ِ‬
‫وس ُ َ َ‬ ‫ب ُي ُ‬ ‫س َج ُدوا َوَب ْع َد َذل َك ا ْقتََر َ‬
‫ت لَْيَئةُ أَْيضاً َوأ َْوالَ ُد َىا َو َ‬
‫س َج َدتَا ثَُّم ا ْقتََرَب ْ‬
‫َو َ‬
‫س َج َدا" (تك ٖٖ ‪ ,)ٚ–ٙ :‬وسجود اخوة يوسف لو في حممو الذي قال عنو "فَيَا َن ْح ُن‬ ‫َو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َج َد ْت‬
‫ت ُح َزُم ُك ْم َو َ‬ ‫احتَاطَ ْ‬
‫ت فَ ْ‬ ‫صَب ْ‬ ‫ت َو ْانتَ َ‬‫ام ْ‬ ‫ون ُح َزماً في اْل َح ْقل َوِا َذا ُح ْزَمتي قَ َ‬ ‫َح ِازُم َ‬
‫ادوا‬‫ال لَوُ إِ ْخ َوتُوُ‪« :‬أَلَ َعمَّ َك تَ ْممِ ُك َعمَْيَنا ُمْمكاً أ َْم تَتَ َسمَّطُ َعمَْيَنا تَ َسمُّطاً؟ َو ْازَد ُ‬
‫لِ ُح ْزَم ِتي»‪ .‬فَقَ َ‬
‫صوُ‬ ‫آخ َر َوقَ َّ‬‫َج ِل َكلَ ِم ِو‪ .‬ثَُّم َحمُ َم أَْيضاً ُحْمماً َ‬ ‫َحلَ ِم ِو َو ِم ْن أ ْ‬ ‫أَْيضاً ُب ْغضاً لَوُ ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل أ ْ‬
‫َح َد َع َش َر َك ْو َكباً‬ ‫ت ُحْمماً أَْيضاً وِا َذا َّ‬
‫الش ْم ُس َواْلقَ َم ُر َوأ َ‬ ‫َ‬ ‫َعمَى إِ ْخ َوتِ ِو‪ .‬فَقَ َ‬
‫ال‪« :‬إِنّْي قَ ْد َحمُ ْم ُ‬
‫ف‬ ‫وس ُ‬ ‫س ِ ِ‬
‫ان ُي ُ‬ ‫اج َدة لي" (تك ‪ ,)ٜ–ٚ : ٖٚ‬وىذا ما تحقق حرفياً فى قول الكتاب " َو َك َ‬ ‫َ‬
‫س َج ُدوا‬‫ف َو َ‬ ‫ض‪ .‬فَأَتَى إِ ْخ َوةُ ُي ُ‬
‫وس َ‬ ‫ض و ُىو اْلَبائِ َع لِ ُك ّْل َش ْع ِب اْل َْر ِ‬
‫ِ‬ ‫ُىو اْل ُم َسمَّ َ‬
‫ط َعمَى اْل َْر َ‬
‫ف ِإلَى اْلَبْي ِت‬‫وس ُ‬
‫اء ُي ُ‬ ‫ض" (تك ٕٗ ‪ ,)ٙ :‬وفي قولو أيضاً " َفمَ َّما َج َ‬ ‫لَ ُه بِو ُجو ِى ِي ْم إِلَى اْل َْر ِ‬
‫ُ‬
‫س َج ُدوا لَ ُه إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ ِ‬
‫ض" (تك ٖٗ ‪:‬‬ ‫ض ُروا ِإلَْيو اْليَدَّيةَ التي في أََيادي ِي ْم إِلَى اْلَبْيت َو َ‬
‫َح َ‬
‫أْ‬
‫‪.)ٕٙ‬‬
‫يتضح من‬ ‫ّ‬ ‫نفس ىذا النوع من السجود الذي بغرض إعلن الخضوع إلنسان‬
‫سر (ٔصم ٕٗ‬ ‫جبتو ًّا‬‫سجود داود لشاول عندما رآه مضطجعاً فى الكيف فقطع طرف ّ‬
‫ت َش ُاو ُل ِإلَى َوَرائِ ِو َخَّر َد ُاوُد‬
‫‪ ,)ٗ :‬ونادى عميو من بعيد "َيا َسي ِّْدي اْل َممِ ُك‪َ .‬ولَ َّما اْلتَفَ َ‬
‫س َج َد" (ٔصم ٕٗ ‪ ,)ٛ :‬ويتضح أيضاً من سجود شاول‬ ‫َعمَى َو ْج ِه ِه إِلَى األ َْر ِ‬
‫ض َو َ‬
‫لروح صموئيل النبى التي أصعدتيا الم أرة صاحبة الجان من الياوية بسماح اهلل‬
‫ك‪« :‬الَ تَ َخ ِافي‪ .‬فَ َما َذا َأرَْي ِت؟ فَقَالَ ِت اْل َم ْ أرَةُ‬
‫ال لَيَا اْل َممِ ُ‬
‫(ٔصم ‪ )ٚ : ٕٛ‬كقول الكتاب "فَقَ َ‬
‫‪33‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ت‪:‬‬ ‫ورتُوُ؟ فَقَالَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ون ِم َن اْل َْر ِ‬ ‫لِ َشاو َل‪ « :‬أرَْي ِ‬
‫صَ‬‫لَيَا‪َ « :‬ما ى َي ُ‬ ‫ال‬
‫ض»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ص َع ُد َ‬
‫ت آليَةً َي ْ‬‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ص ُموئِي ُل‪ ,‬فَ َخَّر َع َمى َو ْج ِه ِه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫صاع ٌد َو ُىو ُم َغطى بِ ُجبَّة»‪ .‬فَ َعم َم َش ُاو ُل‬
‫أََّنوُ َ‬ ‫« َر ُج ٌل َشْي ٌخ َ‬
‫س َج َد" (ٔصم ‪.)ٔٗ–ٖٔ : ٕٛ‬‬ ‫إِلَى األ َْر ِ‬
‫ض َو َ‬
‫كتابية كثيرة تُظير ىذا النوع من السجود‪ ,‬منيا سجود الرسول الذي أتى‬
‫ّ‬ ‫مواضع‬
‫أَتَى ِم َن‬ ‫مخبر ومب ّشر بموت شاول الممك " َوِفي اْلَي ْوِم الثَّالِ ِث ِإ َذا بِ َر ُج ٍل‬ ‫من الحرب ّ‬
‫َخَّر إِلَى‬ ‫اء إِلَى َد ُاوَد‬ ‫اب‪َ .‬فمَ َّما َج َ‬ ‫ْس ِو تَُر ٌ‬
‫اْلمحمَّ ِة ِمن ِعْن ِد َشاو َل وثِيابو ممَّزقَةٌ وعمَى أر ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ُ َ َ ُُ َُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫اء‬
‫س َج َد" (ٕصم ٔ ‪ ,)ٕ :‬وسجود مفيبوشث بن يوناثان بن شاول لداود "فَ َج َ‬ ‫ض َو َ‬ ‫األ َْر ِ‬
‫ِ‬ ‫َم ِف ُيبو َش ُ‬
‫ال َد ُاوُد‪َ« :‬يا‬ ‫س َج َد‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ان ْب ِن َش ُاو َل إِلَى َد ُاوَد َو َخَّر َعمَى َو ْج ِهه َو َ‬
‫وناثَ َ‬
‫ث ْب ُن ُي َ‬
‫التقوعية التي أتت‬ ‫ّ‬ ‫ال‪َ « :‬ىَئَن َذا َعْب ُد َك" (ٕصم ‪ ,)ٙ : ٜ‬وسجود الم أرة‬ ‫َم ِف ُيبو َش ُ‬
‫ث»‪ .‬فَقَ َ‬
‫تشكو لداود ممن يطمبون ابنيا ليقتموه إذ قتل أخيو كقول الكتاب " َو َكمَّ َم ِت اْل َم ْ أرَةُ‬
‫َع ْن أَيُّيَا اْل َممِ ُك!»‪.‬‬
‫ت‪« :‬أ ِ‬
‫س َج َد ْت َوقَاَل ْ‬
‫ض َو َ‬‫َعمَى َو ْج ِه َها إِلَى األ َْر ِ‬ ‫وعَّيةُ اْل َمِم َك َو َخَّر ْت‬
‫التَّقُ ِ‬
‫ات َر ُجمِي" (ٕصم ٗٔ ‪,)ٗ :‬‬ ‫َبالُ ِك؟ َفقَالَ ْ‬
‫ت‪« :‬إِنّْي أ َْرَممَةٌ َق ْد َم َ‬ ‫ك‪َ « :‬ما‬ ‫ال لَيَا اْل َممِ ُ‬
‫فَقَ َ‬
‫وم فَأَتَى ِإلَى اْل َممِ ِك‬ ‫وآب ِإلَى اْل َمِم ِك َوأ ْ‬
‫َخَب َرهُ‪َ .‬وَد َعا أَْب َشالُ َ‬ ‫اء ُي ُ‬‫وسجود ابشالوم لداود "فَ َج َ‬
‫وم" (ٕصم ٗٔ ‪)ٖٖ :‬‬ ‫ك أَْب َشالُ َ‬‫َّل اْل َمِم ُ‬
‫ض قُ َّد َام اْل َممِ ِك‪ ,‬فَقَب َ‬
‫س َج َد َعمَى َو ْج ِه ِه إِلَى األ َْر ِ‬ ‫َو َ‬
‫عندما أتاه معمّناً والئو وخضوعو‪ ,‬وىكذا كسجود أخيمعص لداود عندما أتاه يب ّشره‬
‫س َج َد لِ ْم َم ِم ِك َعمَى َو ْج ِه ِه إِلَى‬ ‫ال ِلْم َممِ ِك‪َّ « :‬‬
‫السلَ ُم»‪َ .‬و َ‬ ‫ص َوقَ َ‬‫يم َع ُ‬
‫بيزيمو أعداؤه "فََن َ ِ‬
‫ادى أَخ َ‬
‫ين َرفَ ُعوا أَْي ِدَييُ ْم َعمَى َسي ِّْدي‬ ‫َِّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ب إِلَيُ َك الذي َدفَ َع اْلقَ ْوَم الذ َ‬‫الر ُّ‬
‫ك َّ‬ ‫ال‪ُ « :‬مَب َار ٌ‬ ‫اْل َْر ِ‬
‫ض‪َ .‬وقَ َ‬
‫اْل َممِ ِك" (ٕصم ‪.)ٕٛ : ٕٛ‬‬

‫س َج َد ْت لِ ْم َممِ ِك‪ .‬فَقَ َ‬


‫ال‬ ‫ش َبعُ َو َ‬‫من ىذا النوع أيضاً سجود بتشبع لداود "فَ َخَّر ْت َبثْ َ‬
‫اْل َممِ ُك‪َ « :‬ما لَ ِك؟" (ٔمل ٔ ‪ )ٔٙ :‬عندما أتتو تطمب تحقيق وعده ليا بتنصيب سميمان‬
‫ان‬ ‫ب إِلَ ِي َك ْل ََمتِ َك أ َّ‬
‫َن ُسمَْي َم َ‬ ‫ت بِ َّ‬
‫الر ّْ‬ ‫ت َيا َسي ِّْدي َحمَ ْف َ‬
‫ت لَوُ‪« :‬أَْن َ‬
‫ممكاً عوضاً عنو "فَقَالَ ْ‬
‫‪34‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ك َب ْع ِدي َو ُىو َي ْجمِ ُس َعمَى ُك ْرِسيّْي‪ٔ( ".‬مل ٔ ‪ ,ٕٗ)ٔٚ :‬وسجود ناثان النبى‬ ‫ْابَن ِك َي ْمِم ُ‬
‫لو ‪,‬أي ِلداود‪ ,‬أيضاً (ٔمل ٔ‪ ,)ٕٖ :‬وسجود أدونيا لِ ُسميمان الممك "فَأ َْر َس َل اْل َمِم ُ‬
‫ك‬
‫ب إِلَى‬ ‫ِ ِِ‬
‫ان‪« :‬ا ْذ َى ْ‬ ‫ال لَوُ ُسمَْي َم ُ‬
‫ان‪ .‬فَقَ َ‬
‫سمَ ْي َم َ‬ ‫ان فَأَْن َزلُوهُ َع ِن اْل َم ْذَب ِح‪ ,‬فَأَتَى َو َ‬
‫س َج َد ل ْم َممك ُ‬ ‫ُسمَْي َم ُ‬
‫َبْيتِ َك»" (ٔمل ٔ ‪ ,)ٖ٘ :‬وسجود بني اْلنبياء الليشع بعد صعود ايميا فى المركبة‬
‫ت ُرو ُح إِيمِيَّا َعمَى‬
‫استَقََّر ْ‬ ‫ِ‬
‫يحا قَُبالَتَوُ قَالُوا‪َ « :‬قد ْ‬
‫اء الَّ ِذ ِ‬
‫ين في أ َِر َ‬
‫َ‬
‫النارية "ولَ َّما رآه بنو اْلَْنبِي ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َُ‬
‫ض" (ٕمل ٕ ‪ ,)ٔ٘ :‬وأخي اًر سجود‬ ‫س َج ُدوا لَ ُه إِلَى األ َْر ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اءوا لمقَائو َو َ‬ ‫أَلي َش َع»‪ .‬فَ َج ُ‬
‫"ىَن َذا‬
‫ييود مع أنيم ليسوا كذلك كما ورد بسفر الرؤيا بمسان الرب َ‬ ‫ٌ‬ ‫الم َّدعين بِ َّأنيم‬ ‫ُ‬
‫ون ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ين إَِّنيُ ْم َييُ ٌ‬ ‫ِِ‬ ‫الشْيطَ ِ ِ‬
‫ين ِم ْن م ْجم ِع َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ود َولَْي ُسوا َييُوداً‪َ ,‬ب ْل َي ْكذُب َ‬ ‫ان‪ ,‬م َن اْلقَائم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َج َع ُل الذ َ‬ ‫أْ‬
‫َحَبْبتُ َك" (رؤ ٖ ‪.)ٜ :‬‬ ‫ام ِر ْجمَ ْي َك‪َ ,‬وَي ْع ِرفُ َ‬
‫ون أَنّْي أََنا أ ْ‬ ‫َم َ‬
‫ون أ َ‬
‫س ُج ُد َ‬
‫ون َوَي ْ‬
‫ُصي ُّْرُى ْم َيأْتُ َ‬
‫َىَن َذا أ َ‬

‫سجود الخضوع والتذلّل‬


‫مصاحباً بمشاعر التذلّل‪ ,‬وىكذا‬
‫َ‬ ‫من السجود الذي بقصد إعلن الخضوع ما يكون‬
‫موجياً هلل وما يكون َّ‬
‫موجياً لإلنسان‪:‬‬ ‫فمنو ما يكون َّ‬

‫موجه هلل‬
‫‪ ]1‬ما هو َّ‬
‫مثل سجود يايرس لممسيح خضوعاً وتذلّلً ليأتي إلى بيتو ويشفي ابنتو المريضو‬
‫س َج َد لَ ُه قَائِلً‪« :‬إِ َّن‬
‫اء فَ َ‬ ‫يما ُىو ُيكممة بِيَ َذا إِ َذا َرئِ ٌ‬
‫يس قَ ْد َج َ‬ ‫ِ‬
‫كما ورد بقول الكتاب " َوف َ‬
‫ض ْع َي َد َك َعمَْييَا فَتَ ْحَيا»" (مت ‪ ,)ٔٛ : ٜ‬وسجود المرأة‬ ‫ت‪ ,‬لَ ِك ْن تَ َع َ‬
‫ال َو َ‬ ‫اآلن َماتَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ْابَنتي َ‬
‫س َج َد ْت لَ ُه‬
‫ت َو َ‬
‫الكنعانية لمسيد المسيح لكي ما يتحنن عمى ابنتيا المريضة ويشفييا "فَأَتَ ْ‬
‫ّ‬

‫نلحظ الفرق بين سجودىا ىنا اعلناً لخضوعيا لو قبل أن تطمب طمبتيا‪ ,‬وسجودىا فى (ٔمل ٔ ‪)ٖٔ :‬‬
‫‪24‬‬

‫شك اًر لو عمى االستجابة‪.‬‬


‫‪35‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ط َرَح‬
‫ين َوُي ْ‬‫ِ‬ ‫قَائِمَةً‪« :‬يا سي ُ ِ‬
‫َن ُي ْؤ َخ َذ ُخْب ُز اْلَبن َ‬
‫ال‪« :‬لَْي َس َح َسناً أ ْ‬
‫اب َوقَ َ‬
‫َج َ‬
‫ّْد‪ ,‬أَعنّْي!» فَأ َ‬ ‫َ َ‬
‫لِْم ِكلَ ِب" (مت ٘ٔ ‪.)ٕٙ–ٕ٘ :‬‬

‫موجه لئل نسان‬


‫‪ ]2‬ما هو َّ‬
‫كسجود كل من بقى في بيت عالى الكاىن لمن يخمفيم في خدمة الكينوت كأمر‬
‫ب َما بِ َقْمبِي َوَن ْف ِسي‪َ ,‬وأَْبنِي لَوُ َبْيتاً‬ ‫ِ ِ‬ ‫اهلل وكقولو رأساً "وأ ُِق ِ ِ‬
‫يم لَن ْفسي َكاىناً أَميناً َي ْع َم ُل َح َس َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن ُك َّل َم ْن َيْبقَى في َبْيت َك َيأْتي ل َي ْ‬
‫س ُج َد لَ ُه‬ ‫ون أ َّ‬‫َم َام َمسيحي ُك َّل اْلَيَّام‪َ .‬وَي ُك ُ‬‫أَميناً فََيس ُير أ َ‬
‫ف اْل َكين ِ‬
‫وت ِآل ُك َل‬ ‫ول‪ :‬ض َّمنِي ِإلَى إِ ْح َدى وظَائِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫طع ِة ِف َّ ٍ‬ ‫ْل ْ ِ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ضة َوَرِغيف ُخْب ٍز‪َ ,‬وَيقُ ُ ُ‬ ‫َجل ق ْ َ‬
‫ِك ْس َرةَ ُخْب ٍز»‪ٔ( ".‬صم ٕ ‪ ,)ٖٙ–ٖ٘ :‬وىكذا كسجود العبد المدان بعشرة اآلف وزنة‬

‫َن ُيَباعَ‬
‫ّْدهُ أ ْ‬
‫َم َر َسي ُ‬
‫أَ‬ ‫لسيده كي ما يتميّل عميو فيوفيو الجميع " َوِا ْذ لَ ْم َي ُك ْن لَوُ َما ُيوِفي‬ ‫ّ‬
‫لَ ُه قَائِلً‪َ :‬يا َسي ُ‬
‫ّْد‪,‬‬ ‫س َج َد‬ ‫ام َأرَتُوُ وأ َْوالَ ُدهُ و ُك ُّل َما لَوُ‪ ,‬وُيوفَي َّ‬
‫الدْي ُن‪ .‬فَ َخَّر ا ْل َع ْب ُد َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُىو َو ْ‬
‫يع" (مت ‪.)ٕٙ–ٕ٘ : ٔٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تَ َميَّ ْل َعمَ َّي فَأُوفَي َك اْل َجم َ‬

‫التوسل‬
‫سجود الخضوع و ّ‬
‫ضمناً عمى‬ ‫ّ‬ ‫التوسل قد يفيد معنى الطمب‪ ,‬وسجود الخضوع يمكن أن يشتمل‬ ‫ّ‬
‫ت َع ِن‬ ‫ت َوَن َزلَ ْ‬ ‫يجايِ ُل َد ُاوَد أ ْ‬
‫َس َرَع ْ‬ ‫َت أَبِ َ‬
‫لتوسل كسجود ابيجايل لداود " َولَ َّما َأر ْ‬ ‫مشاعر ا ّ‬
‫س َج َد ْت إِ َلى األ َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ْت َعمَى‬ ‫سقَ َ‬ ‫ض‪َ ,‬و َ‬ ‫ام َد ُاوَد َعمَى َو ْج ِه َها َو َ‬‫َم َ‬ ‫ط ْت أ َ‬
‫سقَ َ‬‫اْلح َم ِار‪َ ,‬و َ‬
‫اس َم ْع‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِر ْجمَ ْي ِه َوقَالَ ْ‬
‫‪25‬‬
‫َمتَ َك تَتَ َكم ُم في أُ ُذَنْي َك َو ْ‬
‫ع أَ‬ ‫ب‪َ ,‬وَد ْ‬‫ت‪َ « :‬عمَ َّي أََنا َيا َسيّْدي َى َذا الذْن ُ‬
‫متوسمةً كي ال ينتقم‬ ‫ّ‬ ‫َمتِ َك" (ٔصم ٕ٘ ‪ ,)ٕٗ–ٕٖ :‬وذلك حينما أتتو خاضعة‬ ‫َكلَ َم أ َ‬
‫لنفسو من زوجيا نابال الذي رفض اعطاء داود ومن معو من خيراتو أثناء ىربو من‬

‫ُنلحظ َّ‬
‫أن تكرار فعل سقوطيا إلى اْلرض أمام داود وعمى قدميو يفيد معنى شدة التوسُّل‪.‬‬ ‫ٕ٘‬

‫‪36‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ت‬‫اد ْ‬‫بطش شاول الممك‪ ,‬وىكذا كسجود استير لمممك كما ورد بقول الكتاب "ثَُّم َع َ‬
‫ت وتَضَّرع ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َستِ ُير َوتَ َكمَّ َم ْ‬
‫يل َشَّر‬ ‫ت ِإلَْيو أ ْ‬
‫َن ُي ِز َ‬ ‫سقَطَ ْت ع ْن َد ِر ْجمَ ْيه َوَب َك ْ َ َ َ‬
‫َم َام اْل َممك َو َ‬
‫ت أَ‬ ‫أْ‬
‫ود" (اس ‪ )ٖ : ٛ‬ليقبل أن يزيل شر‬ ‫اج ّْي وتَ ْدبِيرهُ الَّ ِذي َدبَّرهُ َعمَى اْلَيي ِ‬
‫َج ِ‬‫ان اْل َ‬ ‫ام َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َى َ‬
‫ىامان وتدبيره الذي خططو الىلك الييود وابادتيم‪.‬‬

‫سجود الخضوع قبوالً ألمر‬

‫أمر يصدر أما‪:‬‬


‫سجود الخضوع قد يصاحبو أو بالحرى يسبقو ٌ‬

‫‪ ]1‬من اهلل‬

‫مثل سجود داود في بيت اهلل قبوالً لِلمر اْلليي بموت ابنو الذي ولدتو لو بتشبع‬
‫الر ّْ‬
‫ب‬ ‫اغتَ َس َل َو َّاد َى َن َوَب َّد َل ثَِي َابوُ َوَد َخ َل َبْي َ‬
‫ت َّ‬ ‫كقول الكتاب " َفقَام َداوُد َع ِن اْل َْر ِ‬
‫ض َو ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ض ُعوا لَوُ ُخْب اًز فَأَ َك َل" (ٕصم ٕٔ ‪.)ٕٓ :‬‬ ‫ب فَ َو َ‬ ‫اء ِإلَى َبْيتِ ِو َو َ‬
‫طمَ َ‬ ‫س َج َد‪ ,‬ثَُّم َج َ‬
‫َو َ‬

‫‪ ]2‬من إنسان‬

‫يد َد ُاوَد ِإلَى‬


‫اء َعبِ ُ‬
‫كسجود ابيجايل لعبيد داود عندما أتوا ْلتخاذىا لداود زوجة "فَ َج َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬
‫ام ْ‬ ‫يجايِ َل إِلَى اْل َك ْرَمل َوقَالُوا لَيَا‪« :‬إِ َّن َد ُاوَد قَ ْد أ َْر َسمََنا إِلَْيك لَنتَّخ َذك لَوُ ْ‬
‫ام َأرَةً»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫أَبِ َ‬
‫َمتُ َك َج ِارَيةٌ لِ َغ ْس ِل أ َْر ُج ِل َعبِ ِيد‬
‫ت‪ُ « :‬ى َوَذا أ َ‬
‫ض َوقَالَ ْ‬ ‫س َج َد ْت َعمَى َو ْج ِه َها إِلَى األ َْر ِ‬ ‫َو َ‬
‫وشي‪:‬‬ ‫ال يوآب لِ ُك ِ‬ ‫ِ‬
‫َسيّْدي»" (ٔصم ٕ٘ ‪ ,)ٗٔ-ٗٓ :‬وىكذا كسجود كوش ليوآب " َوقَ َ ُ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ض" (ٕصم ‪)ٕٔ : ٔٛ‬‬ ‫وآب َو َرَك َ‬
‫س َج َد ُكوشي ل ُي َ‬ ‫ت»‪ .‬فَ َ‬ ‫َخبِ ِر اْل َممِ َك بِ َما َأرَْي َ‬
‫ب َوأ ْ‬
‫«ا ْذ َى ْ‬
‫عندما أمره بالذىاب لداود لبشارتو بيزيمة أعداؤه" (ٕصم ‪.)ٕٔ : ٔٛ‬‬

‫‪37‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫سجود الخضوع والشكر‬
‫أما ىذا النوع‬
‫سجود يحمل معنى الشكر إ ّما هلل أو لإلنسان‪َّ ,‬‬
‫ٌ‬ ‫أن ىناك‬‫قمنا َّ‬
‫ِ‬
‫الشكر كسجود مفيبوشث بن يوناثان لداود حينما‬ ‫ضمناً شعور بالخضوِع مع‬
‫ّ‬ ‫فيصاحبو‬
‫ان ْب ِن‬ ‫وناثَ َ‬
‫ث ْب ُن ُي َ‬ ‫اء َم ِف ُيبو َش ُ‬
‫أرسل إليو ليعمل لو معروفاً من أجل يوناثان أبيو "فَ َج َ‬
‫ال‪َ « :‬ىَئَن َذا‬ ‫ث»‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ال َد ُاوُد‪َ« :‬يا َم ِف ُيبو َش ُ‬‫س َج َد‪ .‬فَقَ َ‬ ‫ِ‬
‫َش ُاو َل إِلَى َد ُاوَد َو َخَّر َعمَى َو ْج ِهه َو َ‬
‫يك‪,‬‬‫ان أَبِ َ‬ ‫وناثَ َ‬ ‫َع َممَ َّن َم َع َك َم ْع ُروفاً ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل ُي َ‬ ‫ف‪ .‬فَِإنّْي َْل ْ‬‫ال لَوُ َد ُاوُد‪« :‬الَ تَ َخ ْ‬
‫َعْب ُد َك»‪ .‬فَقَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وأَرُّد لَ َك ُك َّل ُحقُ ِ‬
‫ول َش ُاو َل أَبِ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ت تَْأ ُك ُل ُخْب اًز َعمَى َمائ َدتي َدائماً»‪ .‬فَ َ‬
‫س َج َد َوقَ َ‬ ‫يك‪َ ,‬وأَْن َ‬ ‫َُ‬
‫ّْت ِم ْثمِي؟" (ٕصم ‪.)ٛ–ٙ : ٜ‬‬ ‫«من ىو عْب ُد َك حتَّى تَْمتَِفت ِإَلى َكْم ٍب مي ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ‬

‫سجود التعظيم والتكريم‬


‫من ىذا النوع سجود عبيد الممك أحشيروش الذين ببابل ليامان كقول الكتاب‬
‫ون ويسج ُد َ ِ‬ ‫عبِ ِيد اْلممِ ِك الَِّذين بِب ِ ِ ِ‬
‫ان ُك ُّل‬
‫صى‬‫ان ْلََّنوُ َى َك َذا أ َْو َ‬
‫ام َ‬
‫ون ليَ َ‬ ‫اب اْل َممك َي ْجثُ َ َ َ ْ ُ‬
‫"فَ َك َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ث َوَل ْم َي ْس ُج ْد" (اس ٖ ‪ ,)ٕ :‬وسجودنا لرفات القديسين‬ ‫ك‪.‬‬ ‫بِ ِو اْل َمِم ُ‬
‫اي َفَم ْم َي ْج ُ‬
‫َما ُم ْرَد َخ ُ‬
‫َوأ َّ‬
‫والشيداء اكراماً ليم‪ ٕٙ‬ولحياتيم التي صارت كالضوء الذي ال يمكن وضعو تحت‬
‫مكيال بل عمى المنارة لكي يضيئ لكل من بالبيت (مت ٘ ‪.)ٔ٘ :‬‬

‫سجود االحترام‬
‫الشونمية زوجة‬
‫ّ‬ ‫من ىذا النوع سجود الممك سميمان المو عندما أتتو تطمب أبيشُّ‬
‫س َج َد‬ ‫ت بثْ َشبع إِلَى اْلمِم ِك سمَْيمان ِلتُكممة ع ْن أ َُدونِيَّا‪ .‬فَقَام اْلممِ ُ ِِ ِ‬
‫ك لمقَائيَا َو َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ْلدونيا "فَ َد َخمَ ْ َ َ ُ‬
‫ّ‬
‫ت َع ْن َي ِمينِ ِو" (ٔمل ٕ ‪:‬‬ ‫ض َع ُك ْرِسّياً ِْل ُّْم اْل َممِ ِك فَ َجمَ َس ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫س َعمَى ُك ْرس ِّيه‪َ ,‬وَو َ‬‫لَ َها َو َجمَ َ‬

‫وننِي" (ٔصم ٕ‪.)ٖٓ :‬‬ ‫َِّ‬


‫أحب اهلل نفسو أن ُيكرميم بقولو "إِنّْي أُ ْك ِرُم الذ َ‬
‫ين ُي ْك ِرُم َ‬ ‫كما َّ‬ ‫‪ٕٙ‬‬

‫‪38‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫المخالف لمشريعة التي نيت عن ىذا اْلمر‪ ٕٚ‬بل‬ ‫‪ ,)ٜٔ‬ورغم ىذا لم يقبل طمبيا ُ‬
‫الشون ِمَّيةَ ْل َُدونِيَّا؟ فَاسأَلِي لَو اْلمْم َك ْلََّنو أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخي‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ين أَبِي َش َُّ ُّ َ‬ ‫أجابيا قائلً " َولِ َما َذا أَْنت تَ ْسأَل َ‬
‫ب‪:‬‬ ‫ك بِ َّ‬
‫الر ّْ‬ ‫ان اْل َممِ ُ‬
‫ف ُسمَْي َم ُ‬ ‫ويةَ»‪َ .‬حَم َ‬‫ص ُر َ‬ ‫وآب ْاب ِن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اْلَ ْكَب ُر منّْي! لَوُ َوْلَبَِياثَ َار اْل َكاى ِن َولُِي َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫« َى َك َذا َي ْف َع ُل لِ َي المَّوُ َو َى َك َذا َي ِز ُ‬
‫اآلن َح ّّي‬ ‫يد إَِّنوُ قَ ْد تَ َكم َم أ َُدونِيَّا بِيَ َذا اْل َكلَم ض َّد َن ْفسو‪َ .‬و َ‬
‫صَن َع لِي َبْيتاً َك َما تَ َكمَّ َم‪,‬‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫َجمَ َسني َعمَى ُك ْرس ّْي َد ُاوَد أَبِي‪َ ,‬والذي َ‬
‫ب الَّ ِذي ثَبَّتَنِي وأ ْ ِ‬
‫َ‬ ‫الر ُّ‬
‫ُىو َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات"‬‫اع فََبطَ َش بِو فَ َم َ‬ ‫اد َ‬ ‫ان بَِيد َبَن َاي ُ‬
‫اىوْب ِن َييُ َ‬
‫وي َ‬ ‫إَِّنوُ اْلَي ْوَم ُي ْقتَ ُل أ َُدونِيَّا»‪ .‬فَأ َْر َس َل اْل َمم ُك ُسمَْي َم ُ‬
‫(ٔمل ٕ ‪.)ٕ٘–ٕٕ :‬‬

‫سجود المهابة‬
‫السيما وىي‬ ‫مثل سجود نازفة الدم لممسيح (مر ٘ ‪ )ٕ٘ :‬وىى خائفةٌ ومرتعدةٌ ّ‬
‫ت‬‫اء ْ‬ ‫عالمةٌ بالقوِة التى حصمت عمييا بممسيا ىدب ثوبو كقول الكتاب " َوأ َّ‬
‫َما اْل َم ْ أرَةُ َف َج َ‬
‫ق ُكمَّوُ" (مر ٘ ‪:‬‬ ‫ت لَوُ اْل َح َّ‬
‫ص َل لَيَا‪ ,‬فَ َخَّر ْت َوقَالَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ِى َي َخائفَةٌ َو ُم ْرتَع َدةٌ‪َ ,‬عال َمةً بِ َما َح َ‬
‫الشماس [اسجدوا هلل بخوف‬ ‫ّ‬ ‫ٖٖ)‪ ,‬وىكذا كسجود المؤمنين في القداس عند صراخ‬
‫ورعدةً]‪ ,‬عمى أن ىذا السجود عينو يعد أيضاً ضمن السجود الذي بقصد العبادة‪.‬‬
‫!‬

‫ف َذْيل أَبِ ِ‬
‫يو" (تث ‪.)ٕٓ : ٕٚ‬‬ ‫يو ْلََّنوُ َي ْك ِش ُ‬
‫ضطَ ِجع مع ام أرَِة أَبِ ِ‬ ‫‪ٕٚ‬‬
‫ون َم ْن َي ْ ُ َ َ ْ َ‬
‫مع ٌ‬
‫"م ُ‬
‫راجع قول الكتاب َ‬
‫‪39‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫فهرس الكتاب‬
‫مقدمة ‪ٚ .........................................................................‬‬ ‫ّ‬
‫سجود العبادة ‪ٔٓ ....................................................................‬‬
‫سجود العبادة قبل الشريعة ‪ٔٓ ........................................................‬‬
‫اشارات الكتاب ‪ٕٔ ...........................................................‬‬
‫عطية من اهلل ‪ٖٔ ...............................................‬‬
‫سجود العبادة ّ‬
‫السجود لمشيطان ‪ٔٗ .................................................................‬‬
‫اشارات الكتاب ‪ٔ٘ ...........................................................‬‬
‫السجود لِلصنام ‪ٔٙ .................................................................‬‬
‫السجود لآللية الغريبة ‪ٔٛ ............................................................‬‬
‫أمثمة اآللية الغريبة ‪ٜٔ .......................................................‬‬
‫تأديبات اهلل ‪ٕٓ ..............................................................‬‬
‫عبادة المموك ‪ٕٕ .............................................................‬‬
‫السجود لمشمس والقمر ‪ٕٖ ...........................................................‬‬
‫السجود لموحش ‪ٕٖ ..................................................................‬‬
‫سجود اليزء ‪ٕٗ .....................................................................‬‬
‫سجود العرفان بالجميل ‪ٕٗ ...........................................................‬‬
‫سجود الترحيب ‪ٕ٘ ..................................................................‬‬
‫سجود الشكر هلل ‪ٕٙ .................................................................‬‬
‫سجود الشكر لإلنسان ‪ٕٛ ............................................................‬‬
‫سجود الخوف ‪ٖٓ ...................................................................‬‬
‫سجود الخضوع ‪ٖٓ ..................................................................‬‬
‫مو َّجوٌ هلل ‪ٖٓ .......................................................‬‬
‫ٔ] ما ىو َ‬
‫ٕ] ماىو ُم َو َّجوٌ لإلنسان ‪ٖٕ ...................................................‬‬
‫سجود الخضوع والتذلّل ‪ٖ٘ ...........................................................‬‬
‫ٔ] ما ىو َّ‬
‫موجوٌ هلل ‪ٖ٘ ......................................................‬‬
‫ٕ] ما ىو َّ‬
‫موجوٌ لإلنسان ‪ٖٙ ..................................................‬‬
‫التوسل ‪ٖٙ .........................................................‬‬
‫سجود الخضوع و ّ‬
‫سجود الخضوع قبوالً ْلمر ‪ٖٚ ........................................................‬‬
‫ٔ] من اهلل ‪ٖٚ ...............................................................‬‬
‫ٕ] من إنسان ‪ٖٚ ............................................................‬‬
‫سجود الخضوع والشكر ‪ٖٛ ..........................................................‬‬
‫سجود التعظيم والتكريم ‪ٖٛ ...........................................................‬‬
‫سجود االحترام ‪ٖٛ ...................................................................‬‬
‫سجود الميابة ‪ٖٜ ....................................................................‬‬
‫‪41‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬

You might also like