You are on page 1of 16

‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬

‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬


‫المؤسسات الجزائرية‬

‫معوقات االبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية‬


‫‪ -‬دراسة حالة عينة من المؤسسات الجزائرية –‬

‫األستاذة قاسمية لحشم‬ ‫الدكتور سيد أحمد حاج عيسى‬ ‫األستاذ رابح دارم‬
‫أستاذة ؿباضرة أ‬ ‫أستاذة ؿباضرة أ‬ ‫سنة ثانية دكتوراه‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬ ‫جامعة البليدة ‪2‬‬ ‫جامعة البليدة ‪2‬‬
‫‪Kasmia09@yahoo.fr‬‬ ‫‪s.hadj_aissa@live.fr‬‬ ‫‪drtamime@gmail.com‬‬

‫‪Received:07/01/201913 14‬‬ ‫‪Accepted: 10/03/202003 Mar 5‬‬ ‫‪Published :20/09/2020‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫بالرغم من استمرار اؼبؤسسات اغبديثة يف تبٍت عمليات التحول الرقمي بشكل مستمر‪ ،‬اال أهنا باتت تدرك أن التحول لألعمال‬
‫الرقمية ليست بالعملية البسيطة‪ ،‬مقارنة بشراء ؾبموعة من التقنيات اغبديثة مثال‪ ،‬بل أهنا تتطلب تغيَتات كبَتة يف ثقافة العمل‬
‫والنظم اؼبستخدمة‪ .‬وتأكد العديد من الدراسات العاؼبية بأن القليل من اؼبؤسسات فقط سبكنت من توسيع نطاق مبادراهتا‬
‫وابتكاراهتا الرقمية‪ ،‬والنجاح بعد مراحل التجريب واالختبار فيإعادة انتاجها على النطاق الواسع‪.‬‬
‫واؼبؤسسات اعبزائرية على غرار اؼبؤسسات العاؼبية تعاين من تأخر يف ؾبال االبتكار الرقمي‪ ،‬والذي دل تتمكن من تعويضو اذل حد‬
‫اآلن‪ ،‬وىذا حتما راجع للعديد من العوائق واغبواجز النابعة من داخل اؼبؤسسة ومن خارجها‪ ،‬واليت ربول دون دخول اؼبؤسسات‬
‫اعبزائرية يف االقتصاد الرقمي كما جيب‪ ،‬وابتعادىا عن انتاج وابتكار رقمي حقيقي‪ ،‬سيمكنها حتما من اكتساب ميزات تنافسية‪،‬‬
‫وتسمح ؽبا بالريادة يف ؾباالت نشاطها‪.‬‬

‫الكلمات اؼبفتاحية‪ :‬االبتكار‪ ،‬االبتكار الرقمي‪ ،‬عوائق االبتكار الرقمي‪ ،‬اؼبؤسسات اعبزائرية‪.‬‬
‫‪résumé :‬‬

‫‪Bien que les entreprises modernes continuent d'embrasser les processus de transformation‬‬
‫‪numérique en permanence, elles se rendent compte que le passage au numérique n'est pas‬‬
‫‪un processus simple, comparé à l'achat de processus technologies modernes par exemple,‬‬
‫‪mais exige des changements significatifs dans la culture de l’entreprise et les systèmes‬‬
‫‪d’exploitations. De nombreuses études mondiales ont confirmé que seules quelques‬‬
‫‪entreprises ont été en mesure d'élargir leurs initiatives et innovations numériques, et de‬‬
‫‪réussir après des étapes d'expérimentation dans leur reproduction à grande échelle.‬‬

‫‪Les entreprises algériennes, subies un retards dans le domaine de l'innovation numérique,‬‬

‫‪- 11 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫‪qu'ils n'ont pas été en mesure de compenser à ce jour, et cela est inévitablement dû aux‬‬
‫‪nombreux obstacles et barrières qui émanent de l'intérieur et de l'extérieur de l'entreprise‬‬
‫‪Algérienne, qui empêchent son entrée dans l'économie numérique comme il se doit d’être,‬‬
‫‪S'éloignant de la production et de l'innovation numérique réelle, qui lui permettra‬‬
‫‪inévitablement d'obtenir des avantages compétitifs, et de prendre le leadership dans son‬‬
‫‪domaine d'activité.‬‬

‫‪Mots-clés: innovation, innovation numérique, freins de l'innovation numérique, entreprises‬‬


‫‪algériennes.‬‬

‫تمهيد‬

‫سبضي الدول اؼبتطورة خبطى سبّاقة كبو تبٍت التقنيات الرقمية‪ ،‬مثل اػبدمات السحابية والبيانات الضخمة‬
‫التحول الرقمي‬
‫وربليلها‪ ،‬دبا يشجع مؤسسات القطاع اػباص على أن ربذوا حذوىا‪ ،‬واليت وصلت اذل قناعة بأن ّ‬
‫مفر منو لكي تكون يف الصدارة‪ ،‬أو السَت يف الطريق الصحيح كبوىا‪ ،‬وال شك أن إدراكهاألمهية‬
‫أمر ضروري ال ّ‬
‫ىذه القوى اعبديدة يف عادل األعمال‪ ،‬والتكيف معها‪ ،‬سيعزز ازدىارىا ومنوىا‪ ،‬يف حُت أن إغفاؽبا ذلك وفشلها‬
‫يف التكيف مع اؼبتغَتات سيهدد وجودىا‪.‬‬

‫ٍ‬
‫حقيقة قاسية مفادىا‪ :‬إما االبتكار أو الًتاجع ومعو‬ ‫حيث يُؤكد تاريخ اؼبؤسسات وعادل األعمال على‬
‫الفشل‪ ،‬وردبا كلمة النهاية يف تاريخ اؼبؤسسة خصوصاً مع الزحف الرقمي الذي دل يستثٍت ؾباالً‪ ،‬والتغَت اؼبستمر يف‬
‫تفضيالت اؼبستهلكُت‪ ،‬وال ينجي مؤسسة من ىذا اؼبصَت حجمها الكبَت وال أرباحها الضخمة على مدى‬
‫سنوات‪ ،‬بل ردبا يتسبب ىيكلها اؼبعقد والًتتيب الوظيفي واػبوف البالغ من الفشل يف إعاقة االبتكار‪.‬‬

‫إال أن ىذا التحول الرقمي ديثل ربدياً كبَتاً بالنسبة للكثَت من اؼبؤسسات‪،‬اليت تعانيمن صعوبة اللحاق‬
‫بركب الثورة الرقميةوتعويض ما فاهتم‪ ،‬وعلى غرارىم اؼبؤسسات اعبزائرية‪ ،‬اليت تشهد زبلف يف اجملال الرقمي بصفة‬
‫عامة ويف االبتكار الرقمي بصفة خاصة‪ ،‬ىذا التخلف الذي جيب البحث يف اسبابو وربليلها واجياد اغبلول اؼبناسبة‬
‫لتجاوزه‪ ،‬ومن ىذا اؼبنطلق تبلورت اشكالية ىذه الدراسة على النحو التارل‪:‬‬

‫ماهي األسباب والمعوقات التي تبطئ من تبني المؤسسات الجزائرية لالبتكار الرقمي في عصر‬
‫الرقمنة؟‬

‫‪- 12 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫ولإلجابة على ىذه االشكالية ستتناول ىذىا لدراسة طبيعة عملية تبٌت وتطبيق االبتكا ر الرقمي‪ ،‬وما ىي‬
‫معوقاتتبنيو يف اؼبؤسسات اعبزائرية‪ ،‬من خالل توضيح اؼبفهوم العام لالبتكار‪ ،‬أنواع االبتكارات ‪ ،‬وأمهية عبوء‬
‫اؼبؤسسات إذل االبتكار الرقمي كمدخل للتميز والريادة يف عادل األعمال‪ ،‬باإلضافة اذل ؿباولة التعرف على‬
‫اؼبتطلبات الواجب توافرىا يف كل مرحلة من مراحل التبٍت والتطبيق ؽبذ ا االبتكار الرقمي‪.‬‬

‫‪- 1‬مدخل لإلبتكار الرقمي في المؤسسة‪:‬‬

‫االبتكار ىو تطبيق األفكار اإلبداعية سواء النابعة من داخل ادل ؤسسة أو من خارجها ‪ ،‬وربويلها إذل منتج‬
‫أو خدمة ‪ ،‬أو عملية أو طريقة تسويقية جديدة ‪ ،‬أو فبارسة إدارية أو تنظيمية جديدة ‪ ،‬أو طريقة جديدة لتنظيم‬
‫مكان العمل أو عالقات خارجية جديدة ‪ ،‬أي ربويل الفكرة إذل شيء ذ و قيمة‪ ،‬أي ذو منفعة ويشبع حاجة على‬
‫مستوى الفرد أو ادلؤسسة‪،‬واليت يتم تطبيقها هبدف التغيَت االجيايب يف اؼبؤسسة‪.‬‬

‫‪ - 1- 1‬تعريف االبتكار الرقمي‪:‬‬

‫عادة عندما نفكر باالبتكار‪ ،‬نفكر بالتكنولوجيا أوالً ‪ ،‬نفكر دبنتجات وخدمات جديدة‪ ،‬عمليات‬
‫تكنولوجية‪ ،‬وأنظمة كمبيوتر‪ ،‬برؾبيات وتكنولوجيات ؽبا القدرة يف بعض األحيان على إعادة تشكيل نظم اإلنتاج‬
‫‪1‬‬
‫وطريقة أداء األعمال وإجراء تغيَتات شاملة على طريقة أداء األعمال للم ؤسسات ‪.‬‬

‫‪Broad‬‬ ‫لكن االبتكار يتعلق دبا ىو أكثر من التطورات التكنولوجية‪ ،‬ويبُت ىذا التعريف الواسع‬
‫‪Definition‬لالبتكارات واليت ذكرتو منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ‪Oecd2005 .‬كاأليت ‪:‬‬

‫"إن االبتكارات ىي اجملاالت اؼبتكاملة والطرق اؼبستخدمة للتغيَت اليت تتبناىا وتطبقها ادل ؤسسة لتحسُت‬
‫أدائها ولتحقيق النجاح يف ربسُت نتائج أعماؽبا االقتصادية‪ ،‬لذلك يشمل مفهوم االبتكارات مدى واسع من‬
‫‪2‬‬
‫االبتكارات أوسع بكثَت من مفهوم ( االبتكارات التكنولوجية واالبتكارات اؼبتعلقة باؼبنتجات اعبديدة )"‬

‫وبالتارل ىناك عدة أشكال لالبتكارات واليت ديكن إن تكون فكرة جديدة ‪ ،‬منتج أو خدمة جديدة ‪ ،‬فبارسة‬
‫إدارية أو تنظيمية جديدة ‪ ،‬عملية أو طريقة تسويقية جديدة ‪ ،‬طريقة جديدة لتنظيم مكان العمل أو عالقات‬
‫خارجية جديدة‪ ،‬و ىذا التعريف الواسع لالبتكارات يشمل كل األنواع احملتملة لالبتكارات ‪.‬‬

‫‪- 13 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫أما االبتكار الرقمي فيمكن تعريفو على أنو‪ " :‬زبيل للحلول اعبديدة‪ ،‬وتعبئة االد وات واؼبمارسات الرقمية‬
‫لتلبيو االحتياجات اليت ال تلبيها العروض اؼبقدمة يف السوق من طرف اؼبؤسسات األخرى سواء اػباصة أو‬
‫‪3‬‬
‫العامة"‪.‬‬

‫‪ - 2- 1‬أهمية االبتكار الرقمي في المؤسسة‪:‬‬


‫إن االبتكار بالنسبة للمؤسسة يعترب كعامل أو ناقل أو موجو كبو النمو‪ ،‬ووسيلة للخروج من األزمات‪ ،‬ىو‬
‫أكسجُت اؼبؤسسة يف ظل جو اؼبنافسة اػبانق‪.‬‬

‫يقول "‪ :"Bellon‬على اؼبؤسسات الصغَتة و اؼبتوسطة مواجهة األزمات و الظواىر الغَت احملتملة‪ ،‬وذلك‬
‫باغبل الوحيد وىو االبتكار" ‪،‬ىناك مؤسسات تتبٌت االبتكار فقط ؼبسايرة التغيَت يف ؿبيطها‪ ،‬ومؤسسات اخرى‬
‫تتبناه لتكون ىي األفضل واؼبسيطرة يف قطاعها ‪ ،‬ومنو فإن أمهية االبتكار تتجلى يف غاية اؼبؤسسة منو لتحقيق‬
‫‪4‬‬
‫أىدافها‪:‬‬

‫االبتكار من أجل البقاء‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تشبع األسواق‪ ،‬ربرر التجارة العاؼبية‪ ،‬عدم استقرار بعض القطاعات‪ ،‬التغَت يف البيئة احمليطة‪ ،‬التقادم‬
‫السريع للتكنولوجيا‪ ،‬كلها أسباب تدفع بكل مؤسسة اذل التجديد اؼبستمر ؼبنتجاهتا و خدماهتا‪ ،‬فبا يؤدي اذل‬
‫الزيادة يف حدة التنافس‪ .‬مثال على ذلك التنافس اؼبشهود يف سوق السيارات بُت ـبتلف اؼبؤسسات األؼبانية‬
‫والفرنسية و الكورية‪ ،‬فأصبح معيار االبتكار ىو اؼبعيار اغباسم يف تصدر اؼبؤسسة للمبيعات علما أن اؼبستهلك‬
‫أصبح أيضا ذو نزعة ابتكارية أي يفضل ماىو مبت َكر‪ ،‬دون أن ننسى مثال السيارات اؽبجينة اليت َوجدت رواج‬
‫يف أوروبا و خاصة السيارات اليبانية‪.‬‬

‫االبتكار لمواجهت التغيير المفاجئ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫إن االبتكار ىو اغبل أو اؼبنقذ الوحيد للمؤسسة من عدم استقرارية احمليط‪ ،‬ويعترب كردة فعل تقوم بو‬
‫اؼبؤسسة ؼبواجهة الظواىر غَت احملتملة‪ ،‬مثال على ذلك شركة ‪ Kodak‬لصناعة آلة و أفالم التصوير أنشأت‬
‫سنة ‪ 1888‬وكانت ىي الرائدة يف اجملال‪ 1970 ،‬الشركة تستحوذ على أكثر من ثلثي السوق العاؼبي‪،‬‬
‫‪ 1990‬ابتكار من مؤسسيت ( ‪ )Casio,Epson‬آللة التصوير الرقمي يعٍت التخلي عن أفالم التصوير‪ ،‬ىذا‬
‫التغيَت اؼبفاجئ بالنسبة اذل ‪ Kodak‬أدى هبا اذل تبٍت االبتكار وىذا مافعلتو يف ‪ 1995‬ابتكار أول ألة‬
‫تصوير ىجينة بُت الرقمية و العادية‪2001 ،‬التخلي اعبزئي على آلة التصوير العادي‪ 2003 ،‬التوقف عن‬
‫االستثمار يف اآللة العادية‪ 2004 ،‬أول آلة رقمية مئة باؼبئة‪ 2010 ،‬التخصص يف اؼبطابع الرقمية وتستحوذ‬

‫‪- 14 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫على ربع السوق العاؼبية آلالت التصوير الرقمية‪ 2013 ،‬إعالن الشركة على زبصصها يف استخراج و طبع‬
‫‪5‬‬
‫الصور سواءا كانت ذبارية أو علمية‪.‬‬

‫االبتكار من أجل التطوير الداخلي‪ :‬االبتكار داخل اؼبؤسسة يبقى ىو معيار قباحو و استمراريتها‪ ،‬كما‬ ‫‪‬‬
‫أنو ىو السر الذي بفضلو ربقق أىدافها الكبَتة والصغَتة‪ ،‬وذلك من خالل االبتكار يف التسيَت الداخلي‪ ،‬خط‬
‫االنتاج من التصميم اذل التغليف‪ ،‬اؼبعدات وطريقة العمل‪ ،‬كلها عوامل تساعد على النجاح‪ .‬مثال على ذلك شركة‬
‫‪ IAA‬للفالحة واؼبواد الغذائية سنة ‪ 1990‬كان انتاجها يقدر ب ‪ 6.6‬مليار أورو عماؽبا ‪ 412000‬فرد‪،‬‬
‫‪ 2008‬ابتكر اؼبخرب ‪ 70‬ابتكاراً ساعد‬ ‫‪ 1993‬قامت اؼبؤسسة خبلق ـبرب للبحث والتطوير‪،‬اذل غاية سنة‬
‫اؼبؤسسة على رفع كمية انتاجها اذل ‪163‬مليار اورو ب‪ 175900‬عامل فقط‪.‬‬

‫‪ ‬االبتكار من أجل التغيير في المحيط‪ :‬تبٍت إسًتاذبية االبتكار ىو خطوة إلحداث ثورة يف القطاع أو‬
‫‪،‬فراسة حاجات السوق يؤدي إذل ابتكار منتج أو خدمة جديدة كليا أوجزئيا فبا قد خيلق‬ ‫اجملال اػباص باؼبؤسسة د‬
‫سوقاً جديدا كلياً أو جزئياً‪ .‬شركة ‪ Lafarge‬األوذل عاؼبيا يف صناعة االظبنت‪ ،‬الثانية عاؼبيا يف صناعة الغرانيت‪،‬‬
‫الثالثة عاؼبيا يف صناعة االظبنت اؼبسلح و اعببس‪ ،‬حىت ‪ 2009‬سبتلك ‪ 775‬براءة اخًتاع ‪ ،‬تقوم بإنتاج مواد‬
‫بطريقة ؿبافظة على البيئة ومنتجاهتا فعالة أكثر مقارنة بنظَتاهتا‪ ،‬وقامت بابتكار طريقة استعماؽبا فبا أدى إذل‬
‫‪6‬‬
‫ابتكار آالت جديدة خاصة بادلؤسسة‪ ،‬فخلقت سوقاً ال ينافسها فيو أحد إذل حد الساعة‪.‬‬

‫‪ - 3- 1‬مقومات االبتكار الرقمي‪:‬‬


‫ىناك الكثَت من معوقات االبداع واالبتكار اليت تواجهها أنفسنا؛ فاػبوف من ارتكاب األخطاء‪ ،‬وعدم‬
‫الثقة بالنفس‪ ،‬واإلنشغال اؼبستمر‪ ،‬وغَتىا من األسباب اليت تؤدي إذل عدم الوصول إذل اؽبدف واإلب تكار فيو‪،‬‬
‫ومن أكرب األسباب اليت سبنعنا من االبتكار ىو شعورنا الداخلي بأننا غَت م ؤىلُت لذلك ‪ ،‬فإذا أقنع الشخص نفسو‬
‫بأنو غَت قادر على اإل بتكار والتفكَت فقد حكم على نفسو باعتقادات خاطئة صعب التغلب عليها والتخلص‬
‫منها‪ ،‬بينما إذا كان الشخص لديو شخصيتو اػباصة والقوية ديكنو السعي إذل طلب اؼبهارات والقدرات الالزمة‬
‫ليعرب فيها عن نفسو وتوضيح ذاتو‪ ،‬وبالتارل سيقنع نفسو بأنو شخص مب تكر قادر للوصول إذل ىدفو من خالل‬
‫ثقتو بنفسو ودعمها‪.‬‬

‫‪- 15 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫أما يف ما يتعلق باالبتكار الرقمي يف اؼبؤسسات االقتصادية فيتطلب توافر ؾبموعة من اؼبقومات اليت‬
‫تشجعو‪ ،‬وربفز أفراد اؼبؤسسة من عمال‪ ،‬اداريُت‪ ،‬مسَتين ومالك للتوجو كبو االبتكار الرقمي وازباذ همنهج للتميز‬
‫‪7‬‬
‫اؼبستمر والريادة يف قطاع نشاطها‪ ،‬وديكن ذكر ىذه اؼبقومات يف ما يلي‪:‬‬
‫تحمس االدارة للتوجه نحو االبتكار الرقمي‪:‬‬

‫جيب على اإلدارة العامة أن تؤمن وتدعم مشروع االبتكار وتساند ربول اؼبؤسسة أو الدعامة‪ ،‬كما أنو من‬
‫الضروري ذبنب األلعاب السياسية ألولئك الذين يسعون إذل عرقلة الديناميكية الداخلية‪ ،‬فمن الواضح أن االبتكار‬
‫ـبيف ألنو حيشد اؼبهارات اعبديدة‪ ،‬ويعيد توزيع النفوذ واؼبناصب‪ ،‬وأفضل طريقة ؼبواجهة ىذا اػبطر ىو إعطاء‬
‫السلطة ؼبن ىم يف الصدارة‪.‬‬

‫أيضا على رؤية إسًتاتيجية‪،‬باػبيارات واؼبخاطر اليت‬


‫ىذه اغبملة التحولية لإلبتكار الرقمي تنطوي ً‬
‫بإخفاق ‪ ،‬ولكنو غالبًا ضرورة يف سياق تقٍت واقتصادي غَت‬
‫ً‬ ‫ترافقها‪،‬وقناعة أن ىذا التغيَت ال يرتبط بالضرورة‬
‫مستقر‪.‬‬

‫‪ ‬العمل على ثقافة الرقمية للمؤسسة‪:‬‬


‫القاعدة ىي أنو بدون قبول اؼبخاطر ال يوجد ابتكار فبكن‪،‬وعليو جيب أن كبارب ثقافتنا اؼبؤسسية اليت‬
‫غالبا ما تنظر إذل اػبطأ على أنو فشل مهُت‪،‬وتعزيز ثقافة "االختبار والتعلم"‪،‬باإلضافة ؼبواجهة أولئك الذين‬
‫يرغبون يف االحتفاظ بالسلطةمن خالل ربقَت اؼببتكرين قائلُت‪" :‬يكفي اللعب اآلن ‪ ،‬دع الناس اعبديُت‬
‫‪8‬‬
‫يعملون"‪،‬فال شيء أفضل لتطوير ىذه الثقافة من "العمل" على سبكُت اؼبنتجُت من ربقيق أشياء ملموسة ‪.‬‬

‫‪ ‬إعطاء الوسائل والوقت الكافي للتحول الرقمي‪:‬‬


‫يتطلب األمر حدا ادين من اؼبوارد للنجاح يف الربول الرقمي للمؤسسة‪ ،‬وأول ىذه اؼبوارد ىي منح أفراد‬
‫اؼبؤسسة الوقت الكايف للعمل على ابتكاراهتم‪ ،‬و باختبار تقنيات أو اشكال جديد ة‪ ،‬وىذا يعٍت القبول‬
‫بأهنم لن يفعلوا شيئا يف اؼبقابل ‪ ،‬والذي يولد حتما تكلفة‪ ،‬دون أن ننسى وجوب توفَت اؼبعدات والوسائل‬
‫‪9‬‬
‫الضرورية لالبتكار الرقمي ومرافقة العمال وسبكينهم من التحكم يف التقنيات واالدوات احلديثة ‪.‬‬

‫مناسب ألفراد المؤسسة ‪:‬‬


‫ة‬ ‫اقتراح المرافقة‬ ‫‪‬‬
‫عروض التكوين اؼبكثفة اؼبربؾبة على فًتات قصَتة ‪،‬اليت يفًتض أن نتعلم فيها كل شيء‪ ،‬غالبا ما ال تكون‬
‫ناجعة‪ ،‬وبالتارل ؼبرافقة فعالة ينبغي اتباع ما يلي‪10:‬‬

‫‪- 16 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫‪ ‬إلغاء برامج اؼبرافقة اؼبكثفة وربليلها خالل فًتات زمنية أطول (اؼبرافقة من خالل تقدًن معلومات قليلة يف كل‬
‫مرة)؛‬
‫‪ ‬العمل علي االد وات ادلتوفرة يف اؼبؤسسة وليس على وسائل مشاهبة‪،‬ف التدريب يأيت بعد توفَت االدوات ‪،‬‬
‫وليس قبل ذلك؛‬
‫‪ ‬اؼبمارسة يف الظروف اغبقيقية‪ :‬ال شيء مثل اؼبمارسة مع الظروف اغبقيقية‪ ،‬والتعامل مع القيود اغبقيقية‪ ،‬حىت‬
‫يتمكن األفراد من التعرف على اؼبشاكل الواجب حلها من خالل االبتكار الرقمي؛‬
‫‪ ‬خلط التكوين واؼبرافقة التطبيقية من خالل اقحام االفراد يف برامج جديدة هتدف لتطوير اؼبؤسسة؛‬
‫‪ ‬تتبع اؼبتدربُت عن بعد عن طريق الدردشة االلكًتونية ‪/‬الربيد الكًتوين‪ /‬ادلوقع االلكًتونية‪ /‬اؽباتف للتعرف‬
‫اؼبستمر على مستوى تقدمو م‪ ،‬تذكَتىم باألىداف التكوينية ‪ ،‬وارشادىم لنقائصهم لتداركها قبل انقضاء فًتة‬
‫التدريب؛‬
‫ئيسي اليوم لالبتكار الرقمي‪.‬‬
‫‪ ‬ربفيز العمل على ادلشاريع بصفة صباعية‪ ،‬اشًتاكية‪ ،‬وتعاونية‪ ،‬واليت تعترب كفاءة ر ة‬

‫إنشاء تنظيم فعال يدعم االبتكار الرقمي‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫والذي يعتمد على العديد من العوامل مثل حجم اؼبؤسسة‪ ،‬وثقافتها التنظيمية‪ ،‬ومستوى مهارات اؼبوظفُت‪،‬‬
‫والعامل اعبغرايف للمؤسسة‪...‬اخل‪ ،‬فيجب أن يتمتع اؼببتكرون دبا يكفي من السلطة واالستقاللية‪ ،‬وعدم‬
‫الرضوخلسلطة مسؤولُت يدافعون عن امتيازىم فوق كل شيء‪،‬ليتحقق ذلك جيب أن جيسد يف اؽبيكل‬
‫التنظيمي للمؤسسة‪.‬‬
‫وللتحرك بشكل أسرع ديكن توظيف تقنية االستكشاف من خالل إنشاء ضمن ىياكل اؼبؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫قسم‪ ،‬ـبرب‪ ،‬موظف يعمل على إكتشاف وتتبع اؼبستجدات بصفة مبكرة‪ ،‬حيث يتم منحهم الوقت واالستقاللية‬
‫الختبار األشياء كما جيب‪.‬‬
‫‪ ‬كما سبكن البعض من تطوير األشياء بفضل دعم اؼببادرات الفردية‪ ،‬لكن ىذا ليس ىو اغبال بالنسبة‬
‫عبميع مشاريع االبتكار الرقمي‪ ،‬جيب اغبرص على عدم عزل اؼبؤسسة‪،‬وإال فإن اؼبشروع مهما كان جيد‪ ،‬ؿبكوم‬
‫عليو بالبقاء استثناءًا‪ .‬جيب اغبرص على عدم الوقوع يف البحوث األساسية باىظة الثمن اليت ال ديكن تكرارىا‪،‬‬
‫فاعبدوى من ىذا النوع من اؼبشاريع اليت يقوم هبا فريق متخصص ىي كوهنا منخفضة من حيث التكاليف‬
‫‪11‬‬
‫والساعات العمل‪ ،‬ناىيك عن اؼبردودية الكبَتة ‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫‪‬‬
‫القياس‪ ،‬الم حاولة والتعلم‪:‬‬
‫بعد القياس نتائج التجربة نقوم بازباذ القراربشأن إعادة أو عدم إعادة انتاج ىا على نطاق أوسع ‪ ،‬ىذه ىي‬
‫طريقة "النموذج" اليت أثبتت نفسها يف التصميم الصناعي أوالبناء ‪ ،‬وىذا يعٍت أننا نقضي وقت يف ربليل‬
‫نتائج عملنا‪ ،‬ؼبعرفة ما إذا كان األمر يستحق التكرار‪ .‬مع إحًتام مبدأ اغبيطة واغبذر لتجنب االكبرافات‬
‫اؼبتوقعة‪.‬‬

‫جيب أن زبرج اؼبؤسسات‪ ،‬مرة واحدة وإذل األبد‪ ،‬من اؼبنطق الكمي الحبت الذي ال معٌت لو‪ ،‬وغض النظر‬
‫ىي أوال وقبل كل شيء أدوات لتحسُت نوعية عملهم‬
‫عن مسألة النجاح أو الفشل احملتمل للصيغة أو العملية‪ ،‬ف‬
‫عندما يتم استخدامها يف العمق ‪ ،‬من خالل معرفة صبهوره اغبقيقي‪ ،‬وليس زبيل ه‪ ،‬فإذا دل هتتم بالتسويق ‪ ،‬فإن‬
‫‪12‬‬
‫التسويق سيهتم بك ولكن ليس يف االذباه الذي تريده ‪.‬‬

‫‪ ‬إكتشاف المواهب وتثمينها‪:‬‬


‫وىو دور اؼبديرين وصناع القرار ومدراء اؼبوارد البشرية لتمكُت اؼبسؤولُت من لعب ىذا الدور الرائد‪،‬‬
‫اعطائهم االستقاللية ‪ ،‬واغبد االدىن من الوسائل والوقت‪ ،‬ويف اؼبقابلطلب تقاريرىم وامداد اؼبؤسسة‬
‫‪13‬‬
‫باؼبعلومات اؼبتعلقة بسَت ونتائج ذبارهبم اؼبتمحورة حول االبتكار الرقمي‪.‬‬
‫إقتراح إجراءات وبرامج كأدوات لإلبتكار الرقمي في المؤسسة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بشكل عام ‪ ،‬ما يعمل بشكل جيد ىو تشكيل فرق صغَتة حول مواضيع ؿبددة إلختيار "مشاريع"‬
‫البحث االبتكارية‪ ،‬وديكن أن تكون العملية من خالل فكرة عن موضوع ديكن أن يؤدي إذل تطوير أو‬
‫تنسيق معُت يف ؾبال االبتكار الرقمي‪ ،‬فهو يتحدث إذل فريق ـبصص (وسائط متعددة ‪ ،‬بيانات ‪،‬‬
‫رسومات حاسوبية ‪ ،‬فيديو ‪ ، )...‬يف اجتماع دورية (أسبوعية ‪ ،‬شهرية حسب اغباجة)‪ ،‬واليت يتم خالؽبا‬
‫توزيع اؼبهام‪ ،‬وكذلك تعيُت مدير اؼبشروع االبتكاري‪ ،‬مث إعداد جدول أعمال يوضح مستوى تقدم كل فرد‬
‫يف اجملموعة‪.‬‬
‫إال أن العمل هبذا الشكل‪ ،‬واشراك العديد من االطراف‪ ،‬يف مهن ـبتلفة للمؤسسة‪ ،‬على فًتات‪ ،‬وعن بعد‪،‬‬
‫حيتاج إذل توظيف أدوات للتواصل واالتصال اؼبستمر‪ ،‬و إلدارة اؼبعلومات اليومية اليت ربل ؿبل اللقاءات اليومية‬
‫والتواجد يف نفس اؼبكان باستمرار لكل افراد اجملموعة‪ ،‬والعمل على ربقيق األىداف االبتكارية الرقمية بشكل‬
‫مفيد‪ ،‬وبغض النظر على األدوات اؼبستخدمة‪ ،‬فإن النقطة األساسية ىي أن الناس يتواصلون باستمرار وبطريقة‬
‫‪14‬‬
‫منتظمة‪ ،‬دون إضاعة الوقت‪.‬‬

‫‪- 18 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫‪ - 4- 1‬معيقات االبتكار الرقمي في المؤسسات العالمية‪:‬‬


‫حددت دراسة حديثة قامت هبا مؤسسة األحباث العاؼبية جارتنر ‪ ،1‬ستة عوائق جيب على مدراء تكنولوجيا‬
‫‪15‬‬
‫اؼبعلومات التغلب عليها لتحويل مؤسساهتم إذل األعمال الرقمية ‪ ،‬واليت ديكن ذكرىا يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ثقافة رفض التغيير‪:‬‬

‫ال ديكن لالبتكار الرقم ي ربقيق النجاح إال من خالل تعزيز ثقافة التعاون‪ ،‬جيب على اؼبوظفُت أن يكونوا‬
‫قادرين على العمل والتعاون واستكشاف أفكار جديدة ‪ ،‬واالنطالق عرب كافة اغبدود‪ ،‬لكن الواقع اغبارل يشَت إذل‬
‫أن معظم اؼبؤسسات باتت عالقة يف ثقافة ترفض التغيَت‪ ،‬ثقافة مبنية على الفردية والتسلسالت اؽبرمية يف العمل‪.‬‬

‫كما جيب على مدراء تكنولوجيا اؼبعلومات الذين يرغبون يف إنشاء ثقافة رقمية جديدة أن يبدأوا بشكل‬
‫بسيط ربديد عقلية رقمية واضحة‪ ،‬وذبميع فريق خاص باالبتكار الرقم ي‪ ،‬مث التعاون معو وضبايتو من باق ي أفراد‬
‫اؼبؤسسة للسماح بتطوير ثقافة العمل اعبديدة‪ ،‬وديكن بعد ذلك تعزيز الروابط بُت االبتكارات الرقمية وفرق العمل‬
‫‪16‬‬
‫األساسية لتوسيع نطاق األفكار اعبديدة ونشر ثقافة العمل‪.‬‬

‫‪ ‬المشاركة والتعاون بشكل محدود‪:‬‬

‫ال تشكل عدم الرغبة يف اؼبشاركة والتعاون ربدياً على مستوى منظومة العمل بُت اؼبؤسسات فقط‪ ،‬بل تعترب‬
‫ىذه القضية أيضاً ربدياً كبَتاً داخل أ ي مؤسسة بذاهتا‪ ،‬فقضايا التحكم بالعمليات واؼبعلومات واألنظمة‬
‫وامتالكها‪ ،‬ذبعل العاملُت مًتددين يف مشاركة معارفهم وخرباهتم‪ ،‬وغالباً ما تكون قضية االبتكار الرقم ي مع فرق‬
‫عما اعتاد عليو اؼبوظفون فيما يتعلق بالوظائف والتسلسالت‬
‫العمل اليت تتشارك يف اؼبهام اؼبتعددة ‪ ،‬ـبتلفة سباماً ّ‬
‫اؽبرمية‪ ،‬إذاً البد أن تظهر اؼبقاومة اليت سيبدوهنا ذباه قضية اؼبشاركة والتعاون‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسات ليست جاهزة بعد‪:‬‬

‫الكثَت من قادة األعمال اىتموا للضجة اليت أحدثتها قضية األعمال الرقمية‪ ،‬لكن عندما يريد مدراء‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات ورؤساء البيانات والعمليات الرقمية بدء عملية التحول الرقم ي‪ ،‬يتبُت ؽبم أن اؼبؤسسات ما‬
‫تزال ال سبتلك اؼبهارات أو اؼبوارد اؼبطلوبة للقيام بذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Gartner Inc. est une entreprise américaine de conseil et de recherche dans le domaine des techniques‬‬
‫‪avancées dont le siège social est situé à Stamford au Connecticut.‬‬

‫‪- 19 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫‪ ‬فجوة المواهب‪:‬‬

‫تتّبع معظم اؼبؤسسات منطاً تقليدياً يف العمل‪ ،‬حيث يتم تنظيم العمل ضمن مهام ؿبددة مثل تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات واؼببيعات وسالسل التوريد‪ ،‬كما يتم الًتكيز بشكل كبَت على العمليات‪ ،‬وىف مثل ىذا النوع من بيئات‬
‫العمل‪ ،‬ديكن أن يكون التغيَت بطيئاً‪.‬‬

‫يتطلب االبتكار الرقم ي أن تعتمد اؼبؤسسات هنجاً ـبتلفاً سباماً‪ ،‬هنج جديد يعتمد على مزج العاملُت‬
‫والعمليات والتكنولوجيا معاً إلنشاء مناذج أعمال وخدمات جديدة‪ ،‬واؼبوظفُت أيضاً حباجة إذل مهارات جديدة‬
‫يركزون من خالؽبا على االبتكار والتغيَت واإلبداع‪ ،‬جنباً إذل جنب مع الكيز على التكنولوجيات اعبديدة بذاهتا‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫مثل الذكاء االصطناعي‪ AI‬وإنًتنت األشياء ‪.IoT‬‬

‫‪ ‬الممارسات الحالية ال تدعم المواهب‪:‬‬

‫إن امتالك اؼبواىب اؼبناسبة ىو أمر بالغ األمهية‪ ،‬لكن وجود اؼبمارسات الصحيحة يسمح للمواىب بالعمل‬
‫بفعالية أكرب‪ ،‬كما أن العمليات التقليدية شديدة التنظيم واليت تتم بشكل بطيء ال ديكنها أن تدعم عمليات‬
‫التحول الرقم ي‪ ،‬ال يوجد يف الوقت نفسو مناذج عمل ؾبربة وـبتربة وجاىزة للتنفيذ‪ ،‬بل جيب على كل مؤسسة‬
‫العثور على فبارسات األعمال اليت تناسبها على أفضل وجو لدعم اؼبواىب‪.‬‬

‫‪ ‬التغيير ليس سههًال‪:‬‬

‫غالباً ما يكون تطبيق األعمال الرقمية مكلفاً وصعباً من الناحية التقنية‪ ،‬فتطوير اؼبنصات ‪ ،‬تغيَت اؽبيكل‬
‫التنظيمي يف اؼبؤسسة ‪،‬وإنشاء منظومة عمل مع الشركاء‪ ،‬ه ي عمليات ربتاج إذل الكثَت من الوقت واؼبوارد‬
‫واألموال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إنترنت األشيا ء ‪ :‬باإلنجلٌزٌة)‪ ،: Internet of Things - IoT‬مصطلح برز حدٌثا ‪ٌُ ،‬قصد به الجٌل الجدٌد من اإلنترنت (الشبكة) الذي ٌتٌح‬
‫التفاهم بٌن األجهزة المترابطة مع بعضها (عبر بروتوكول اإلنترنت ‪ ،‬وتشمل هذه األجهزة األدوات والمستشعرات والحساسات وأدوات الذكاء‬
‫‪،‬‬
‫االصطناعً المختلفة وغٌرها وٌتخطى هذا التعرٌف المفهوم التقلٌدي وهو تواصل األشخاص مع الحواسٌب والهواتف الذكٌة عبر شبكة عالمٌة‬
‫واحدة ومن خالل بروتوكول اإلنترنت التقلٌدي المعروف‪ .‬وما ٌمٌز إنترنت األشٌاء أنها تتٌح لإلنسان التحرر من المكان‪ ،‬أي أن الشخص ٌستطٌع‬
‫التحكم فً األدوات من دون الحاجة إلى التواجد فً مكان محدّد للتعامل مع جهاز معٌن‬

‫‪- 20 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫‪ - 2‬دراست حالت االبتكار الرقمي في عينت من المؤسساث الجزائريت‪:‬‬

‫‪ - 1- 2‬تقديم اداة الدراست‪:‬‬

‫استعنّا يف حبثنا ىذا بأداة اؼبقابلة اليت تُعترب أداة عبمع البيانات الكيفية‪ ،‬واليت نرى أ ّهنا تتناسب وموضوع‬
‫البحث لعدة أسباب نورد منها‪:‬‬

‫‪-‬عدد اؼبؤسسات اؼبستجوبة ليس بالكبَت الذي يستوجب استقصاء بل يتناسب واؼبقابلة؛‬

‫‪-‬طبيعة البيانات اؼببحوث عنها وىي بيانات كيفية؛‬

‫‪-‬طبيعة اؼبستجوبُت وىم مسؤولو اؼبؤسسات‪ ،‬فبا يستوجب علينا استخدام اؼبقابلة كون االستبيان يف ىكذا‬
‫يفوت على الباحث بيانات ومعلومات جد قيّمة كونو يقيّد اؼبستوجب وحيدد اإلجابات‪.‬‬ ‫حاالت ّ‬
‫تنوعت ؾباالهتا وحىت طبيعتها بُت مؤسسات خاصة‬ ‫مؤسسات ّ‬ ‫قمنا بإجراء اؼبقابلة مع مسؤورل طبس ّ‬
‫مقسمة إذل ؿبورين ىامُت وسؤال ُؾبمل يف اػبتام‪ ،‬واحملورين مها‪:‬‬
‫وأخرى عمومية‪ .‬متّ طرح شبان أسئلة ّ‬
‫ويضم الثالث‬
‫األول‪ :‬تشخيص حالة االبتكارالرقميوالرقمنة يف اؼبؤسسة واؼبوارد اؼبخصصة ؽبما‪ّ ،‬‬
‫‪-‬احملور ّ‬
‫أسئلة األوذل؛‬

‫ويضم‬
‫تبٍت االبتكار الرقمي‪ّ ،‬‬
‫‪-‬احملورالثاين‪ :‬يتناول تشخيص اؼبعوقات والعراقيل اليت تواجو اؼبؤسسةيف ّ‬
‫األسئلة األربع األخرى‪.‬‬

‫‪ - 2- 2‬عرض نتائج الدراسة‪:‬‬


‫كانت أسئلة البحث كالتارل‪:‬‬

‫‪ /1‬مىت ّقررمت التوجو كبو الرقمنةومالذي تفعكم لذالك؟‬

‫‪ /2‬على أي أساس متّ اختيار ؾبال االبتكار الرقمي يف مؤسستكم؟ وكيف متّ ربديد آلياتو؟‬

‫تبٍت االبتكار الرقمي؟‬


‫‪ /3‬ماىي اؼبوارد والوسائل اليت متّ زبصيصها من أجل ّ‬

‫‪- 21 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫‪ /4‬إذل أين وصلتم يف ربقيق األىداف اؼبسطّرة للرقمنة؟ وكيف تقيّمون أداء األفراد اؼبعنيُت بتجسيد االبتكار‬
‫الرقمي على مستوى مؤسستكم؟ ( نقاط القوة ونقاط الضعف)‬

‫‪ /5‬كيف تقيّمون اؼبوارد اؼبادية واؼبالية اؼبخصصة ؽبذه العملية؟ وإذا دل تكن كافية إذل ماذا يرجع ذلك؟‬

‫‪ /6‬ىل ىناك عراقيل تقنية ربُول دون بلوغ األىداف اؼبسطّرة؟ وماىي إن ُوجدت؟‬

‫‪ /7‬كيف تقيّمون اعبانب التشريعي يف ىذا اجملال؟ وىل ىو يتناسب وتطلّعاتكم؟‬

‫أىم التح ّديات اليت تُواجهم؟‬


‫‪ /8‬ختاما ما ىو تقييمكم لنتائج اإلبتكار الرقمي؟ وماىي ّ‬
‫ديكن توضيح خصائص اؼبؤسسات اؼبستجوبة يف اعبدول التارل‪:‬‬

‫ؾبال النشاط‬ ‫الرقم طبيعة اؼبؤسسة‬

‫التكوين واالستشارة‬ ‫خاصة‬ ‫‪01‬‬

‫التكوين‬ ‫عمومية‬ ‫‪02‬‬

‫الًتفيو والرياضة‬ ‫خاصة‬ ‫‪03‬‬

‫االعالم‬ ‫خاصة‬ ‫‪04‬‬

‫ذبارية‬ ‫عمومية‬ ‫‪05‬‬

‫اؼبصدر‪ :‬من إعداد الباحثُت‬

‫كانت إجابات اؼبسؤولُت كالتارل‪:‬‬

‫‪ /1‬بالنسبة للمؤسستُت العموميتُت فإ ّن اإلجابات كانت غالبا سلبية وقبملها يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪-‬التوجو للرقمنة يعترب ضرورة لكنّو ال حيدث بوتَتة متسارعة‪ ،‬والدافع إذل الرقمنة ىو تقليل التكاليف وربح الوقت‬
‫بالدرجة األوذل؛‬

‫تتم كما ىو مرغوب؛‬


‫‪-‬ال يوجد إبتكار رقمي يف ىذا الوقت كون الرقمنة دل ّ‬

‫‪- 22 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫‪-‬اؼبوارد اؼبخصصة للرقمنة تتمثل يف التجهيزات كاغبواسيب والتوصيل بشبكة االنًتنت واحملوالت واؼبوصالت (‬
‫‪ ) switchs‬وزبصيص مكتب ؽبذا الغرض؛‬

‫فهم من موظفي اؼبؤسسة وىم مهندسون يف االعالم اآلرل وديتلكون‬


‫‪-‬خبصوص القائمُت والساىرين على الرقمنة ُ‬
‫خربة البأس هبا؛‬

‫اؼبخصص تعترب موارد معتربة رغم أ ّهنا أحيانا تصطدم بتوزيع اؼبيزانية واالجراءات القانونية لصرفها؛‬
‫ّ‬ ‫‪-‬اؼبوارد اؼبالية‬

‫‪-‬بالنسبة للجوانب التقنية فهي أىم أمر ويتمثّل يف ضعف تدفّق النت وتذبذبو‪ ،‬فبّا يُعيق تطوير الرقمنة والتوجو‬
‫كبو االبتكار التسويقي؛‬

‫أىم التحديات اليت تواجو اؼبؤسسة متعلّقة باعبوانب التقنية خاصة‪.‬‬


‫ختاما فإ ّن ّ‬
‫تتلخص يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ /2‬بالنسبة للمؤسسات اػباصة فإ ّن اإلجابات ّ‬
‫‪-‬التوجو كبو الرقمنة ال يُعترب خيارا بل ضرورة ؼبا دينحو من توفَت للوقت واؼبال وحىت التقريب من الزبون والعميل‪،‬‬
‫وتعترب الرقمنة من التوجهات الضرورية الستمرارية اؼبؤسسة؛‬

‫وؿبوالت وفالشات وأقراص للتخزين‪،‬‬


‫‪-‬متّ زبصيص موارد ىامة للتوجو كبو الرقمنة خاصة التجهيزات من حواسيب ّ‬
‫األول يف اؼبؤسسة؛‬
‫كما متّ زبصيص مصاحل ومقرات ألجل عملية الرقمنة اليت ربظى باىتمام اؼبسؤول ّ‬
‫تتم االستعانة يف‬
‫‪-‬األفراد القائمُت بالرقمنة واالبتكار الرقمي ىم من اؼبؤسسة غالبا من مهندسُت وتقنيُت‪ ،‬كما ّ‬
‫األولية وتكوين الطاقم الذي سيتابع عملية‬
‫البداية بالوكاالت اػباصة من أجل تثبيت الربامج وضبط االعدادات ّ‬
‫الرقمنة واالبتكار الرقمي‪ ،‬لتم بعدىا نقل اؼبهام واؼبسؤولية ألفراد اؼبؤسسة مع البقاء على تواصل بُت اؼبؤسسة‬
‫والوكالة اؼبتخصصة؛‬

‫‪-‬ال يُعترب اعبانب اؼبارل عائقا أل ّن الرقمة دبثابة استثمار وليست مصاريف تثقل كاىل اؼبؤسسة‪ ،‬رغم أ ّن اؼبيزانية‬
‫اؼبرصودة لذلك تُعترب ميزانية معتربة؛‬

‫أىم سلبيات الرقمنة حاليا أل ّن‬


‫تدفق األنًتنت وغالء اإلشًتاكات‪ ،‬وعدم توفّر الربامج اػباصة من ّ‬
‫‪-‬يُعترب ضعف ّ‬
‫األنًتنت تعترب ضرورة يف الوقت الراىن؛‬

‫‪- 23 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫‪-‬اعبوانب التشريعية خاصة بعد ظهور قانون التجارة االلكًتونية‪ ،‬واعبردية االلكًتونية يج‘الن اعبانب التشريعي‬
‫مواكبا لتطور األحداث رغم بعض النقائص من جانب التشريع للدفع االلكًتوين؛‬

‫‪-‬النتائج احملقق يف جانب االبتكار الرقمي تُترب ؿب ّفزة رغم قلّة االقبازات ىذا من جانب‪ ،‬ومن جانب التح ّديات‬
‫فأىم ربدي ىو تسريع تبٍت الدفع االلكًتوين ألنّو سيسمح بفتح ؾبال جديد للتجارة والتسويق‪.‬‬

‫‪ - 3- 2‬مناقشة نتائج الدراسة‪:‬‬


‫تطرقنا إليها يف العنوان السابق ديكننا استنتاج النقاط التالية‪:‬‬
‫من خالل النتائج اليت ّ‬
‫‪-‬ىناك فرق يف سرعة التوجو كبو الرقمنة‪ ،‬وتبٍت االبتكار الرقمي بُت اؼبؤسسات العمومية ؿبل الدراسة واؼبؤسسات‬
‫اؼبسَتين وأىداف اؼبؤسسة‪ ،‬وكذلك أحيانا يرجع ذلك جملال نشاط اؼبؤسسة الذي‬
‫اػباصة‪ ،‬وىذا راجع غالبا لعقلية ّ‬
‫يكون يف ح ّد ذاتو ؿب ّفزا لتبٍت التوجو الرقمي؛‬

‫‪-‬وجود ع ّدة مناذج لإلبتكار الرقمي مثل التعليم اإللكًتوين ‪ ،e-learning‬تسجيل اغبضور عن طريق األسوِرة‬
‫االلكًتونية‪ ،‬تكوين قاعدة بيانات للزبائن واستغالؽبا‪...،‬إخل؛‬

‫‪-‬زبصيص موارد ج ّد معتربة من أجل تبٍت الرقمنة خاصة من طرف اؼبؤسسات اػباصة فبا يعكس اىتمام ىذه‬
‫اؼبؤسسات بتحديث نشاطها و مواكبة التطور التكنولوجي اغباصل يف ىذا اجملال‪ ،‬بينما قبد اؼبؤسسات العمومية‬
‫متأخرة نوعا ما يف ىذا اعبانب؛‬

‫‪-‬قلة التكوينات يف ؾبال الرقمنة ومستواىا اؼبتواضع سبب من أسباب تأخر الرقمنة ومن شبة االبتكار الرقمي‪ ،‬كما‬
‫التحول الرقمي يف اؼبؤسسات‬
‫تصعب عملية ّ‬ ‫أ ّن ندرة الربامج اػباصة دبجاالت الرقمة والتحكم يف التكنولوجيا ّ‬
‫بصفة عامة‪ ،‬إضافة إذل الضعف الكبَت اؼبسجل يف سرعة تدفق النت الذي يعترب العائق األىم يف الوقت اغبارل؛‬

‫‪-‬من خالل اغبوار مع اؼبؤسسات اتضح لنا عدم ادراك اؼبسؤولُت ؼبدى أمهية التوجو الرقمي ودوره يف ربقيق ميزة‬
‫تبُت لنا التوجو كبو التقليد يف‬
‫تنافسية للمؤسسات تسمح ؽبا بدخول أسواق جديد ؿبليا وحىت دوليا‪ ،‬كما ّ‬
‫اؼبنتجات الرقمية بدل االبتكار الرقمي‪ ،‬مع اإلشارة إذل أ ّن التقليد يعترب كخطوة أوذل كبو االبتكار لكن يبق ىذا‬
‫غَت كاف يف الوقت اغبارل؛‬

‫‪- 24 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫‪ ‬مجّل ةالبديلةاالقتصادي‪‬‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

‫الخهصة‪:‬‬
‫االبتكار الرقمي يف اؼبؤسسات اغبديثة ليس غاية يف حد ذاتو‪ ،‬وإمنا ىو وسيلة زبدم الرؤية‬
‫منوذجالإلستثمار والنمواإلقتصادي على اؼبدى الطويل‪ ،‬اال أننا لن نتمكن من تثمُت‬
‫اإلسًتاتيجيةللمؤسسات‪ ،‬و ً‬
‫االبتكار الرقمي ضمن اؼبؤسسة االقتصادية اال اذا توافرت ؾبموعة من اؼبقومات الضرورية وعلى رأسها ثقافة‬
‫اؼبؤسسة‪ ،‬واإلرادة الفعلية للمسَتين إلكتشاف وتثمُت اؼبواىب اؼبوجودة ضمن طاقمها‪ ،‬ومنح ىؤالء االستقااللية‪،‬‬
‫الوقت‪ ،‬الوسائل‪ ،‬االمكانيات والسلطة الكافية اليت سبكنهم من العمل على ربقيق أفكارىم االبتكارية وذبريبها‪،‬‬
‫ودراسة امكانية اقبازىا على نطاق واسع‪ ،‬ودون ذلك وحىت وإن كانت كل أفراد اؼبؤسسة موىوبُت‪ ،‬اؼبتحمسُت‬
‫ومبدعُت لن يتوصلوا إذل أي شيء إذا دل يعتمد على اسًتاتيجية ابتكارية رقمية مدروسة وواضحة اؼبالمح‪.‬‬

‫كما يتعُت على اؼبؤسسات‪ ،‬بناء قدراهتا التنظيمية على اؼبدى البعيد ‪،‬واليت ذبعل من عملية التغيَت أبسط وأسرع‪،‬‬
‫وديكنىا القيام بذلك من خالل تطوير اسًتاتيجية قائمة على منصة مفتوحة تقوم من خالؽبا بدعم مبادئ التصميم‬
‫وعمليات التغيَت اؼبستمرة‪ ،‬ومن مث تعزز من االبتكار القائم على ىذه اؼبنصة‪ ،‬دبا يسمح بتوفَت خدمات جديدة‬
‫قائمة على ىذه اؼبنصة بشكل أساسي‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بتبٍت االبتكار الرقمي يف اؼبؤسسات اعبزائرية‪ ،‬فقد أظهرت دراستنا اؼبيدانية مع عينة منها بأن‬
‫مرىون بإزالة ؾبموعة من العوائق واغبواجز التالية‪:‬‬

‫‪-‬ضعف التكوين والتأطَت يف ؾبال الرقمنة واالبتكار الرقمي؛‬

‫‪-‬قلّة الربؾبيات يف ىذا اجملال؛‬

‫‪-‬عدم إدراك اؼبسؤولُت خاصة القدماء منهم لدور وأمهية التوجو الرقمي؛‬

‫‪-‬ضعف تدفق األنًتنت مع غالء االشًتاكات؛‬

‫‪-‬عدم القدرة على خلق منتجات رقمية جديدة واالكتفاء بالتقليد؛‬

‫‪-‬قلة البحوث اعبامعية واألكادديية اليت ديكن ذبسيدىا فعليا عي اؼبؤسسات؛‬

‫‪- 25 -‬‬ ‫اللمجدة‪06‬ةاللددة‪02‬ة‬


‫ مجّل ةالبديلةاالقتصادي‬
‫معوقات اإلبتكار الرقمي في المؤسسات الجزائرية –دراسة حالة عينة من‬
‫المؤسسات الجزائرية‬

:‫المراجع‬

1
Yves Caseau, « L’entreprise numérique et l’innovation », Académie des technologies,economie et
menegement, n° 156, juin 2015, pp 17-22.
2
François ROMON : Managment de l’innovation,3emeedition, edition Vuibert, France,2013
3
:‫ على الخط‬، 2018 ‫ ٌونٌو‬21 ،21 ‫ العدد‬،‫ صحٌفة البٌان‬،ً‫ حكومات االبتكار الرقم‬،‫مٌكال خوري‬
.2018/11/15 :‫ تارٌخ االطالع‬،https://www.albayan.ae/economy/opinions/2018-06-21-1.3296958
4
-125 ‫صص‬، ‫ المملكة العربٌة السعودٌة‬،‫ مكتبة القانون واالقتصاد‬،‫ الطبعة األولى‬، ‫ مهارات اإلبداع واالبتكار‬،‫عبد هللا عمر زٌن الكاف‬
.‫بتصرّف‬.130
5
Berkun S., The Myths of Innovation, Sebastopol, O’Reilly, 2007.
6
Caseau Y., Processus et Entreprise 2.0., Paris, Dunod, 2010.
7
Cyrille Frank, « Innovation média : huit moteurs et freins majeurs »,Mediaculture, 5eme Speed Training,
Nantes, France, 2018. En ligne : https://www.medialabspeedtraining.fr/, consulté le : 11/11/2018.
8
Octo Tech nology, Les Géants du Web : Culture – Pratiques – Architecture, Paris, Octo, 2012.
9
Appelo J., Management 3.0: Leading Agile Developers, Developing Agile Leaders, Boston, Addison-Wesley,
2010.
10
Cyrille Frank, « Les illusions de l’innovation inutile »,Mediaculture, Posté le 17 mai 2014, en
ligne :http://www.mediaculture.fr/les-illusions-de-linnovation-inutile/, consulté le : 11/11/2018.
11
Colin N. et Verdier H., L’Âge de la multitude, Paris, Armand Colin, 2012.
12
Christensen C., The Innovator’s Dilemma, Boston, Harvard Business School Press, 1997.
13
Mayer-Sch önberger V. et Cukier K., Big Data: A Revolution That Will Transform How We Live, Work and
Think, Londres, John Murray, 2013
14
CATHERINE MARQUÈZE, « Les freins et leviers de la transformation numérique dans les entreprises
[#4/4] »,inflexsys, PUBLIÉ 01/06/2018, en ligne : https://www.inflexsys.com/transformation-numerique-4/,
consulté le : 11/11/2018.
15
:‫ على الخط‬،2018 ‫ أغسطس‬07 ً‫ المنشورف‬،‫ الٌوم السابع‬،‫ جارتنر‬،" ‫ عوائق تحول دون التحول الرقمى للمؤسسات‬6"،‫هبة السٌد‬
.2018/11/11 :‫ تارٌخ االطالع‬،https://www.youm7.com/story/2018/8/7
16
Prahalad C. K. et Rama swam y V., The Future of Competition: Co-Creating Unique Value with Customers,
Boston, Harvard Business School Press, 2004.

- 26 - ‫ة‬02‫ةاللددة‬06‫اللمجدة‬

You might also like