Professional Documents
Culture Documents
األستاذة قاسمية لحشم الدكتور سيد أحمد حاج عيسى األستاذ رابح دارم
أستاذة ؿباضرة أ أستاذة ؿباضرة أ سنة ثانية دكتوراه
جامعة البليدة 2 جامعة البليدة 2 جامعة البليدة 2
Kasmia09@yahoo.fr s.hadj_aissa@live.fr drtamime@gmail.com
ملخص:
بالرغم من استمرار اؼبؤسسات اغبديثة يف تبٍت عمليات التحول الرقمي بشكل مستمر ،اال أهنا باتت تدرك أن التحول لألعمال
الرقمية ليست بالعملية البسيطة ،مقارنة بشراء ؾبموعة من التقنيات اغبديثة مثال ،بل أهنا تتطلب تغيَتات كبَتة يف ثقافة العمل
والنظم اؼبستخدمة .وتأكد العديد من الدراسات العاؼبية بأن القليل من اؼبؤسسات فقط سبكنت من توسيع نطاق مبادراهتا
وابتكاراهتا الرقمية ،والنجاح بعد مراحل التجريب واالختبار فيإعادة انتاجها على النطاق الواسع.
واؼبؤسسات اعبزائرية على غرار اؼبؤسسات العاؼبية تعاين من تأخر يف ؾبال االبتكار الرقمي ،والذي دل تتمكن من تعويضو اذل حد
اآلن ،وىذا حتما راجع للعديد من العوائق واغبواجز النابعة من داخل اؼبؤسسة ومن خارجها ،واليت ربول دون دخول اؼبؤسسات
اعبزائرية يف االقتصاد الرقمي كما جيب ،وابتعادىا عن انتاج وابتكار رقمي حقيقي ،سيمكنها حتما من اكتساب ميزات تنافسية،
وتسمح ؽبا بالريادة يف ؾباالت نشاطها.
الكلمات اؼبفتاحية :االبتكار ،االبتكار الرقمي ،عوائق االبتكار الرقمي ،اؼبؤسسات اعبزائرية.
résumé :
Bien que les entreprises modernes continuent d'embrasser les processus de transformation
numérique en permanence, elles se rendent compte que le passage au numérique n'est pas
un processus simple, comparé à l'achat de processus technologies modernes par exemple,
mais exige des changements significatifs dans la culture de l’entreprise et les systèmes
d’exploitations. De nombreuses études mondiales ont confirmé que seules quelques
entreprises ont été en mesure d'élargir leurs initiatives et innovations numériques, et de
réussir après des étapes d'expérimentation dans leur reproduction à grande échelle.
qu'ils n'ont pas été en mesure de compenser à ce jour, et cela est inévitablement dû aux
nombreux obstacles et barrières qui émanent de l'intérieur et de l'extérieur de l'entreprise
Algérienne, qui empêchent son entrée dans l'économie numérique comme il se doit d’être,
S'éloignant de la production et de l'innovation numérique réelle, qui lui permettra
inévitablement d'obtenir des avantages compétitifs, et de prendre le leadership dans son
domaine d'activité.
تمهيد
سبضي الدول اؼبتطورة خبطى سبّاقة كبو تبٍت التقنيات الرقمية ،مثل اػبدمات السحابية والبيانات الضخمة
التحول الرقمي
وربليلها ،دبا يشجع مؤسسات القطاع اػباص على أن ربذوا حذوىا ،واليت وصلت اذل قناعة بأن ّ
مفر منو لكي تكون يف الصدارة ،أو السَت يف الطريق الصحيح كبوىا ،وال شك أن إدراكهاألمهية
أمر ضروري ال ّ
ىذه القوى اعبديدة يف عادل األعمال ،والتكيف معها ،سيعزز ازدىارىا ومنوىا ،يف حُت أن إغفاؽبا ذلك وفشلها
يف التكيف مع اؼبتغَتات سيهدد وجودىا.
ٍ
حقيقة قاسية مفادىا :إما االبتكار أو الًتاجع ومعو حيث يُؤكد تاريخ اؼبؤسسات وعادل األعمال على
الفشل ،وردبا كلمة النهاية يف تاريخ اؼبؤسسة خصوصاً مع الزحف الرقمي الذي دل يستثٍت ؾباالً ،والتغَت اؼبستمر يف
تفضيالت اؼبستهلكُت ،وال ينجي مؤسسة من ىذا اؼبصَت حجمها الكبَت وال أرباحها الضخمة على مدى
سنوات ،بل ردبا يتسبب ىيكلها اؼبعقد والًتتيب الوظيفي واػبوف البالغ من الفشل يف إعاقة االبتكار.
إال أن ىذا التحول الرقمي ديثل ربدياً كبَتاً بالنسبة للكثَت من اؼبؤسسات،اليت تعانيمن صعوبة اللحاق
بركب الثورة الرقميةوتعويض ما فاهتم ،وعلى غرارىم اؼبؤسسات اعبزائرية ،اليت تشهد زبلف يف اجملال الرقمي بصفة
عامة ويف االبتكار الرقمي بصفة خاصة ،ىذا التخلف الذي جيب البحث يف اسبابو وربليلها واجياد اغبلول اؼبناسبة
لتجاوزه ،ومن ىذا اؼبنطلق تبلورت اشكالية ىذه الدراسة على النحو التارل:
ماهي األسباب والمعوقات التي تبطئ من تبني المؤسسات الجزائرية لالبتكار الرقمي في عصر
الرقمنة؟
ولإلجابة على ىذه االشكالية ستتناول ىذىا لدراسة طبيعة عملية تبٌت وتطبيق االبتكا ر الرقمي ،وما ىي
معوقاتتبنيو يف اؼبؤسسات اعبزائرية ،من خالل توضيح اؼبفهوم العام لالبتكار ،أنواع االبتكارات ،وأمهية عبوء
اؼبؤسسات إذل االبتكار الرقمي كمدخل للتميز والريادة يف عادل األعمال ،باإلضافة اذل ؿباولة التعرف على
اؼبتطلبات الواجب توافرىا يف كل مرحلة من مراحل التبٍت والتطبيق ؽبذ ا االبتكار الرقمي.
االبتكار ىو تطبيق األفكار اإلبداعية سواء النابعة من داخل ادل ؤسسة أو من خارجها ،وربويلها إذل منتج
أو خدمة ،أو عملية أو طريقة تسويقية جديدة ،أو فبارسة إدارية أو تنظيمية جديدة ،أو طريقة جديدة لتنظيم
مكان العمل أو عالقات خارجية جديدة ،أي ربويل الفكرة إذل شيء ذ و قيمة ،أي ذو منفعة ويشبع حاجة على
مستوى الفرد أو ادلؤسسة،واليت يتم تطبيقها هبدف التغيَت االجيايب يف اؼبؤسسة.
عادة عندما نفكر باالبتكار ،نفكر بالتكنولوجيا أوالً ،نفكر دبنتجات وخدمات جديدة ،عمليات
تكنولوجية ،وأنظمة كمبيوتر ،برؾبيات وتكنولوجيات ؽبا القدرة يف بعض األحيان على إعادة تشكيل نظم اإلنتاج
1
وطريقة أداء األعمال وإجراء تغيَتات شاملة على طريقة أداء األعمال للم ؤسسات .
Broad لكن االبتكار يتعلق دبا ىو أكثر من التطورات التكنولوجية ،ويبُت ىذا التعريف الواسع
Definitionلالبتكارات واليت ذكرتو منظمة التعاون والتنمية االقتصادية Oecd2005 .كاأليت :
"إن االبتكارات ىي اجملاالت اؼبتكاملة والطرق اؼبستخدمة للتغيَت اليت تتبناىا وتطبقها ادل ؤسسة لتحسُت
أدائها ولتحقيق النجاح يف ربسُت نتائج أعماؽبا االقتصادية ،لذلك يشمل مفهوم االبتكارات مدى واسع من
2
االبتكارات أوسع بكثَت من مفهوم ( االبتكارات التكنولوجية واالبتكارات اؼبتعلقة باؼبنتجات اعبديدة )"
وبالتارل ىناك عدة أشكال لالبتكارات واليت ديكن إن تكون فكرة جديدة ،منتج أو خدمة جديدة ،فبارسة
إدارية أو تنظيمية جديدة ،عملية أو طريقة تسويقية جديدة ،طريقة جديدة لتنظيم مكان العمل أو عالقات
خارجية جديدة ،و ىذا التعريف الواسع لالبتكارات يشمل كل األنواع احملتملة لالبتكارات .
أما االبتكار الرقمي فيمكن تعريفو على أنو " :زبيل للحلول اعبديدة ،وتعبئة االد وات واؼبمارسات الرقمية
لتلبيو االحتياجات اليت ال تلبيها العروض اؼبقدمة يف السوق من طرف اؼبؤسسات األخرى سواء اػباصة أو
3
العامة".
يقول " :"Bellonعلى اؼبؤسسات الصغَتة و اؼبتوسطة مواجهة األزمات و الظواىر الغَت احملتملة ،وذلك
باغبل الوحيد وىو االبتكار" ،ىناك مؤسسات تتبٌت االبتكار فقط ؼبسايرة التغيَت يف ؿبيطها ،ومؤسسات اخرى
تتبناه لتكون ىي األفضل واؼبسيطرة يف قطاعها ،ومنو فإن أمهية االبتكار تتجلى يف غاية اؼبؤسسة منو لتحقيق
4
أىدافها:
على ربع السوق العاؼبية آلالت التصوير الرقمية 2013 ،إعالن الشركة على زبصصها يف استخراج و طبع
5
الصور سواءا كانت ذبارية أو علمية.
االبتكار من أجل التطوير الداخلي :االبتكار داخل اؼبؤسسة يبقى ىو معيار قباحو و استمراريتها ،كما
أنو ىو السر الذي بفضلو ربقق أىدافها الكبَتة والصغَتة ،وذلك من خالل االبتكار يف التسيَت الداخلي ،خط
االنتاج من التصميم اذل التغليف ،اؼبعدات وطريقة العمل ،كلها عوامل تساعد على النجاح .مثال على ذلك شركة
IAAللفالحة واؼبواد الغذائية سنة 1990كان انتاجها يقدر ب 6.6مليار أورو عماؽبا 412000فرد،
2008ابتكر اؼبخرب 70ابتكاراً ساعد 1993قامت اؼبؤسسة خبلق ـبرب للبحث والتطوير،اذل غاية سنة
اؼبؤسسة على رفع كمية انتاجها اذل 163مليار اورو ب 175900عامل فقط.
االبتكار من أجل التغيير في المحيط :تبٍت إسًتاذبية االبتكار ىو خطوة إلحداث ثورة يف القطاع أو
،فراسة حاجات السوق يؤدي إذل ابتكار منتج أو خدمة جديدة كليا أوجزئيا فبا قد خيلق اجملال اػباص باؼبؤسسة د
سوقاً جديدا كلياً أو جزئياً .شركة Lafargeاألوذل عاؼبيا يف صناعة االظبنت ،الثانية عاؼبيا يف صناعة الغرانيت،
الثالثة عاؼبيا يف صناعة االظبنت اؼبسلح و اعببس ،حىت 2009سبتلك 775براءة اخًتاع ،تقوم بإنتاج مواد
بطريقة ؿبافظة على البيئة ومنتجاهتا فعالة أكثر مقارنة بنظَتاهتا ،وقامت بابتكار طريقة استعماؽبا فبا أدى إذل
6
ابتكار آالت جديدة خاصة بادلؤسسة ،فخلقت سوقاً ال ينافسها فيو أحد إذل حد الساعة.
أما يف ما يتعلق باالبتكار الرقمي يف اؼبؤسسات االقتصادية فيتطلب توافر ؾبموعة من اؼبقومات اليت
تشجعو ،وربفز أفراد اؼبؤسسة من عمال ،اداريُت ،مسَتين ومالك للتوجو كبو االبتكار الرقمي وازباذ همنهج للتميز
7
اؼبستمر والريادة يف قطاع نشاطها ،وديكن ذكر ىذه اؼبقومات يف ما يلي:
تحمس االدارة للتوجه نحو االبتكار الرقمي:
جيب على اإلدارة العامة أن تؤمن وتدعم مشروع االبتكار وتساند ربول اؼبؤسسة أو الدعامة ،كما أنو من
الضروري ذبنب األلعاب السياسية ألولئك الذين يسعون إذل عرقلة الديناميكية الداخلية ،فمن الواضح أن االبتكار
ـبيف ألنو حيشد اؼبهارات اعبديدة ،ويعيد توزيع النفوذ واؼبناصب ،وأفضل طريقة ؼبواجهة ىذا اػبطر ىو إعطاء
السلطة ؼبن ىم يف الصدارة.
إلغاء برامج اؼبرافقة اؼبكثفة وربليلها خالل فًتات زمنية أطول (اؼبرافقة من خالل تقدًن معلومات قليلة يف كل
مرة)؛
العمل علي االد وات ادلتوفرة يف اؼبؤسسة وليس على وسائل مشاهبة،ف التدريب يأيت بعد توفَت االدوات ،
وليس قبل ذلك؛
اؼبمارسة يف الظروف اغبقيقية :ال شيء مثل اؼبمارسة مع الظروف اغبقيقية ،والتعامل مع القيود اغبقيقية ،حىت
يتمكن األفراد من التعرف على اؼبشاكل الواجب حلها من خالل االبتكار الرقمي؛
خلط التكوين واؼبرافقة التطبيقية من خالل اقحام االفراد يف برامج جديدة هتدف لتطوير اؼبؤسسة؛
تتبع اؼبتدربُت عن بعد عن طريق الدردشة االلكًتونية /الربيد الكًتوين /ادلوقع االلكًتونية /اؽباتف للتعرف
اؼبستمر على مستوى تقدمو م ،تذكَتىم باألىداف التكوينية ،وارشادىم لنقائصهم لتداركها قبل انقضاء فًتة
التدريب؛
ئيسي اليوم لالبتكار الرقمي.
ربفيز العمل على ادلشاريع بصفة صباعية ،اشًتاكية ،وتعاونية ،واليت تعترب كفاءة ر ة
القياس ،الم حاولة والتعلم:
بعد القياس نتائج التجربة نقوم بازباذ القراربشأن إعادة أو عدم إعادة انتاج ىا على نطاق أوسع ،ىذه ىي
طريقة "النموذج" اليت أثبتت نفسها يف التصميم الصناعي أوالبناء ،وىذا يعٍت أننا نقضي وقت يف ربليل
نتائج عملنا ،ؼبعرفة ما إذا كان األمر يستحق التكرار .مع إحًتام مبدأ اغبيطة واغبذر لتجنب االكبرافات
اؼبتوقعة.
جيب أن زبرج اؼبؤسسات ،مرة واحدة وإذل األبد ،من اؼبنطق الكمي الحبت الذي ال معٌت لو ،وغض النظر
ىي أوال وقبل كل شيء أدوات لتحسُت نوعية عملهم
عن مسألة النجاح أو الفشل احملتمل للصيغة أو العملية ،ف
عندما يتم استخدامها يف العمق ،من خالل معرفة صبهوره اغبقيقي ،وليس زبيل ه ،فإذا دل هتتم بالتسويق ،فإن
12
التسويق سيهتم بك ولكن ليس يف االذباه الذي تريده .
ال ديكن لالبتكار الرقم ي ربقيق النجاح إال من خالل تعزيز ثقافة التعاون ،جيب على اؼبوظفُت أن يكونوا
قادرين على العمل والتعاون واستكشاف أفكار جديدة ،واالنطالق عرب كافة اغبدود ،لكن الواقع اغبارل يشَت إذل
أن معظم اؼبؤسسات باتت عالقة يف ثقافة ترفض التغيَت ،ثقافة مبنية على الفردية والتسلسالت اؽبرمية يف العمل.
كما جيب على مدراء تكنولوجيا اؼبعلومات الذين يرغبون يف إنشاء ثقافة رقمية جديدة أن يبدأوا بشكل
بسيط ربديد عقلية رقمية واضحة ،وذبميع فريق خاص باالبتكار الرقم ي ،مث التعاون معو وضبايتو من باق ي أفراد
اؼبؤسسة للسماح بتطوير ثقافة العمل اعبديدة ،وديكن بعد ذلك تعزيز الروابط بُت االبتكارات الرقمية وفرق العمل
16
األساسية لتوسيع نطاق األفكار اعبديدة ونشر ثقافة العمل.
ال تشكل عدم الرغبة يف اؼبشاركة والتعاون ربدياً على مستوى منظومة العمل بُت اؼبؤسسات فقط ،بل تعترب
ىذه القضية أيضاً ربدياً كبَتاً داخل أ ي مؤسسة بذاهتا ،فقضايا التحكم بالعمليات واؼبعلومات واألنظمة
وامتالكها ،ذبعل العاملُت مًتددين يف مشاركة معارفهم وخرباهتم ،وغالباً ما تكون قضية االبتكار الرقم ي مع فرق
عما اعتاد عليو اؼبوظفون فيما يتعلق بالوظائف والتسلسالت
العمل اليت تتشارك يف اؼبهام اؼبتعددة ،ـبتلفة سباماً ّ
اؽبرمية ،إذاً البد أن تظهر اؼبقاومة اليت سيبدوهنا ذباه قضية اؼبشاركة والتعاون.
المؤسسات ليست جاهزة بعد:
الكثَت من قادة األعمال اىتموا للضجة اليت أحدثتها قضية األعمال الرقمية ،لكن عندما يريد مدراء
تكنولوجيا اؼبعلومات ورؤساء البيانات والعمليات الرقمية بدء عملية التحول الرقم ي ،يتبُت ؽبم أن اؼبؤسسات ما
تزال ال سبتلك اؼبهارات أو اؼبوارد اؼبطلوبة للقيام بذلك.
1
Gartner Inc. est une entreprise américaine de conseil et de recherche dans le domaine des techniques
avancées dont le siège social est situé à Stamford au Connecticut.
فجوة المواهب:
تتّبع معظم اؼبؤسسات منطاً تقليدياً يف العمل ،حيث يتم تنظيم العمل ضمن مهام ؿبددة مثل تكنولوجيا
اؼبعلومات واؼببيعات وسالسل التوريد ،كما يتم الًتكيز بشكل كبَت على العمليات ،وىف مثل ىذا النوع من بيئات
العمل ،ديكن أن يكون التغيَت بطيئاً.
يتطلب االبتكار الرقم ي أن تعتمد اؼبؤسسات هنجاً ـبتلفاً سباماً ،هنج جديد يعتمد على مزج العاملُت
والعمليات والتكنولوجيا معاً إلنشاء مناذج أعمال وخدمات جديدة ،واؼبوظفُت أيضاً حباجة إذل مهارات جديدة
يركزون من خالؽبا على االبتكار والتغيَت واإلبداع ،جنباً إذل جنب مع الكيز على التكنولوجيات اعبديدة بذاهتا،
1
مثل الذكاء االصطناعي AIوإنًتنت األشياء .IoT
إن امتالك اؼبواىب اؼبناسبة ىو أمر بالغ األمهية ،لكن وجود اؼبمارسات الصحيحة يسمح للمواىب بالعمل
بفعالية أكرب ،كما أن العمليات التقليدية شديدة التنظيم واليت تتم بشكل بطيء ال ديكنها أن تدعم عمليات
التحول الرقم ي ،ال يوجد يف الوقت نفسو مناذج عمل ؾبربة وـبتربة وجاىزة للتنفيذ ،بل جيب على كل مؤسسة
العثور على فبارسات األعمال اليت تناسبها على أفضل وجو لدعم اؼبواىب.
غالباً ما يكون تطبيق األعمال الرقمية مكلفاً وصعباً من الناحية التقنية ،فتطوير اؼبنصات ،تغيَت اؽبيكل
التنظيمي يف اؼبؤسسة ،وإنشاء منظومة عمل مع الشركاء ،ه ي عمليات ربتاج إذل الكثَت من الوقت واؼبوارد
واألموال.
1
إنترنت األشيا ء :باإلنجلٌزٌة) ،: Internet of Things - IoTمصطلح برز حدٌثا ٌُ ،قصد به الجٌل الجدٌد من اإلنترنت (الشبكة) الذي ٌتٌح
التفاهم بٌن األجهزة المترابطة مع بعضها (عبر بروتوكول اإلنترنت ،وتشمل هذه األجهزة األدوات والمستشعرات والحساسات وأدوات الذكاء
،
االصطناعً المختلفة وغٌرها وٌتخطى هذا التعرٌف المفهوم التقلٌدي وهو تواصل األشخاص مع الحواسٌب والهواتف الذكٌة عبر شبكة عالمٌة
واحدة ومن خالل بروتوكول اإلنترنت التقلٌدي المعروف .وما ٌمٌز إنترنت األشٌاء أنها تتٌح لإلنسان التحرر من المكان ،أي أن الشخص ٌستطٌع
التحكم فً األدوات من دون الحاجة إلى التواجد فً مكان محدّد للتعامل مع جهاز معٌن
استعنّا يف حبثنا ىذا بأداة اؼبقابلة اليت تُعترب أداة عبمع البيانات الكيفية ،واليت نرى أ ّهنا تتناسب وموضوع
البحث لعدة أسباب نورد منها:
-عدد اؼبؤسسات اؼبستجوبة ليس بالكبَت الذي يستوجب استقصاء بل يتناسب واؼبقابلة؛
-طبيعة اؼبستجوبُت وىم مسؤولو اؼبؤسسات ،فبا يستوجب علينا استخدام اؼبقابلة كون االستبيان يف ىكذا
يفوت على الباحث بيانات ومعلومات جد قيّمة كونو يقيّد اؼبستوجب وحيدد اإلجابات. حاالت ّ
تنوعت ؾباالهتا وحىت طبيعتها بُت مؤسسات خاصة مؤسسات ّ قمنا بإجراء اؼبقابلة مع مسؤورل طبس ّ
مقسمة إذل ؿبورين ىامُت وسؤال ُؾبمل يف اػبتام ،واحملورين مها:
وأخرى عمومية .متّ طرح شبان أسئلة ّ
ويضم الثالث
األول :تشخيص حالة االبتكارالرقميوالرقمنة يف اؼبؤسسة واؼبوارد اؼبخصصة ؽبماّ ،
-احملور ّ
أسئلة األوذل؛
ويضم
تبٍت االبتكار الرقميّ ،
-احملورالثاين :يتناول تشخيص اؼبعوقات والعراقيل اليت تواجو اؼبؤسسةيف ّ
األسئلة األربع األخرى.
/2على أي أساس متّ اختيار ؾبال االبتكار الرقمي يف مؤسستكم؟ وكيف متّ ربديد آلياتو؟
/4إذل أين وصلتم يف ربقيق األىداف اؼبسطّرة للرقمنة؟ وكيف تقيّمون أداء األفراد اؼبعنيُت بتجسيد االبتكار
الرقمي على مستوى مؤسستكم؟ ( نقاط القوة ونقاط الضعف)
/5كيف تقيّمون اؼبوارد اؼبادية واؼبالية اؼبخصصة ؽبذه العملية؟ وإذا دل تكن كافية إذل ماذا يرجع ذلك؟
/6ىل ىناك عراقيل تقنية ربُول دون بلوغ األىداف اؼبسطّرة؟ وماىي إن ُوجدت؟
/1بالنسبة للمؤسستُت العموميتُت فإ ّن اإلجابات كانت غالبا سلبية وقبملها يف النقاط التالية:
-التوجو للرقمنة يعترب ضرورة لكنّو ال حيدث بوتَتة متسارعة ،والدافع إذل الرقمنة ىو تقليل التكاليف وربح الوقت
بالدرجة األوذل؛
-اؼبوارد اؼبخصصة للرقمنة تتمثل يف التجهيزات كاغبواسيب والتوصيل بشبكة االنًتنت واحملوالت واؼبوصالت (
) switchsوزبصيص مكتب ؽبذا الغرض؛
اؼبخصص تعترب موارد معتربة رغم أ ّهنا أحيانا تصطدم بتوزيع اؼبيزانية واالجراءات القانونية لصرفها؛
ّ -اؼبوارد اؼبالية
-بالنسبة للجوانب التقنية فهي أىم أمر ويتمثّل يف ضعف تدفّق النت وتذبذبو ،فبّا يُعيق تطوير الرقمنة والتوجو
كبو االبتكار التسويقي؛
-ال يُعترب اعبانب اؼبارل عائقا أل ّن الرقمة دبثابة استثمار وليست مصاريف تثقل كاىل اؼبؤسسة ،رغم أ ّن اؼبيزانية
اؼبرصودة لذلك تُعترب ميزانية معتربة؛
-اعبوانب التشريعية خاصة بعد ظهور قانون التجارة االلكًتونية ،واعبردية االلكًتونية يج‘الن اعبانب التشريعي
مواكبا لتطور األحداث رغم بعض النقائص من جانب التشريع للدفع االلكًتوين؛
-النتائج احملقق يف جانب االبتكار الرقمي تُترب ؿب ّفزة رغم قلّة االقبازات ىذا من جانب ،ومن جانب التح ّديات
فأىم ربدي ىو تسريع تبٍت الدفع االلكًتوين ألنّو سيسمح بفتح ؾبال جديد للتجارة والتسويق.
-وجود ع ّدة مناذج لإلبتكار الرقمي مثل التعليم اإللكًتوين ،e-learningتسجيل اغبضور عن طريق األسوِرة
االلكًتونية ،تكوين قاعدة بيانات للزبائن واستغالؽبا...،إخل؛
-زبصيص موارد ج ّد معتربة من أجل تبٍت الرقمنة خاصة من طرف اؼبؤسسات اػباصة فبا يعكس اىتمام ىذه
اؼبؤسسات بتحديث نشاطها و مواكبة التطور التكنولوجي اغباصل يف ىذا اجملال ،بينما قبد اؼبؤسسات العمومية
متأخرة نوعا ما يف ىذا اعبانب؛
-قلة التكوينات يف ؾبال الرقمنة ومستواىا اؼبتواضع سبب من أسباب تأخر الرقمنة ومن شبة االبتكار الرقمي ،كما
التحول الرقمي يف اؼبؤسسات
تصعب عملية ّ أ ّن ندرة الربامج اػباصة دبجاالت الرقمة والتحكم يف التكنولوجيا ّ
بصفة عامة ،إضافة إذل الضعف الكبَت اؼبسجل يف سرعة تدفق النت الذي يعترب العائق األىم يف الوقت اغبارل؛
-من خالل اغبوار مع اؼبؤسسات اتضح لنا عدم ادراك اؼبسؤولُت ؼبدى أمهية التوجو الرقمي ودوره يف ربقيق ميزة
تبُت لنا التوجو كبو التقليد يف
تنافسية للمؤسسات تسمح ؽبا بدخول أسواق جديد ؿبليا وحىت دوليا ،كما ّ
اؼبنتجات الرقمية بدل االبتكار الرقمي ،مع اإلشارة إذل أ ّن التقليد يعترب كخطوة أوذل كبو االبتكار لكن يبق ىذا
غَت كاف يف الوقت اغبارل؛
الخهصة:
االبتكار الرقمي يف اؼبؤسسات اغبديثة ليس غاية يف حد ذاتو ،وإمنا ىو وسيلة زبدم الرؤية
منوذجالإلستثمار والنمواإلقتصادي على اؼبدى الطويل ،اال أننا لن نتمكن من تثمُت
اإلسًتاتيجيةللمؤسسات ،و ً
االبتكار الرقمي ضمن اؼبؤسسة االقتصادية اال اذا توافرت ؾبموعة من اؼبقومات الضرورية وعلى رأسها ثقافة
اؼبؤسسة ،واإلرادة الفعلية للمسَتين إلكتشاف وتثمُت اؼبواىب اؼبوجودة ضمن طاقمها ،ومنح ىؤالء االستقااللية،
الوقت ،الوسائل ،االمكانيات والسلطة الكافية اليت سبكنهم من العمل على ربقيق أفكارىم االبتكارية وذبريبها،
ودراسة امكانية اقبازىا على نطاق واسع ،ودون ذلك وحىت وإن كانت كل أفراد اؼبؤسسة موىوبُت ،اؼبتحمسُت
ومبدعُت لن يتوصلوا إذل أي شيء إذا دل يعتمد على اسًتاتيجية ابتكارية رقمية مدروسة وواضحة اؼبالمح.
كما يتعُت على اؼبؤسسات ،بناء قدراهتا التنظيمية على اؼبدى البعيد ،واليت ذبعل من عملية التغيَت أبسط وأسرع،
وديكنىا القيام بذلك من خالل تطوير اسًتاتيجية قائمة على منصة مفتوحة تقوم من خالؽبا بدعم مبادئ التصميم
وعمليات التغيَت اؼبستمرة ،ومن مث تعزز من االبتكار القائم على ىذه اؼبنصة ،دبا يسمح بتوفَت خدمات جديدة
قائمة على ىذه اؼبنصة بشكل أساسي.
أما فيما يتعلق بتبٍت االبتكار الرقمي يف اؼبؤسسات اعبزائرية ،فقد أظهرت دراستنا اؼبيدانية مع عينة منها بأن
مرىون بإزالة ؾبموعة من العوائق واغبواجز التالية:
-عدم إدراك اؼبسؤولُت خاصة القدماء منهم لدور وأمهية التوجو الرقمي؛
:المراجع
1
Yves Caseau, « L’entreprise numérique et l’innovation », Académie des technologies,economie et
menegement, n° 156, juin 2015, pp 17-22.
2
François ROMON : Managment de l’innovation,3emeedition, edition Vuibert, France,2013
3
: على الخط، 2018 ٌونٌو21 ،21 العدد، صحٌفة البٌان،ً حكومات االبتكار الرقم،مٌكال خوري
.2018/11/15 : تارٌخ االطالع،https://www.albayan.ae/economy/opinions/2018-06-21-1.3296958
4
-125 صص، المملكة العربٌة السعودٌة، مكتبة القانون واالقتصاد، الطبعة األولى، مهارات اإلبداع واالبتكار،عبد هللا عمر زٌن الكاف
.بتصرّف.130
5
Berkun S., The Myths of Innovation, Sebastopol, O’Reilly, 2007.
6
Caseau Y., Processus et Entreprise 2.0., Paris, Dunod, 2010.
7
Cyrille Frank, « Innovation média : huit moteurs et freins majeurs »,Mediaculture, 5eme Speed Training,
Nantes, France, 2018. En ligne : https://www.medialabspeedtraining.fr/, consulté le : 11/11/2018.
8
Octo Tech nology, Les Géants du Web : Culture – Pratiques – Architecture, Paris, Octo, 2012.
9
Appelo J., Management 3.0: Leading Agile Developers, Developing Agile Leaders, Boston, Addison-Wesley,
2010.
10
Cyrille Frank, « Les illusions de l’innovation inutile »,Mediaculture, Posté le 17 mai 2014, en
ligne :http://www.mediaculture.fr/les-illusions-de-linnovation-inutile/, consulté le : 11/11/2018.
11
Colin N. et Verdier H., L’Âge de la multitude, Paris, Armand Colin, 2012.
12
Christensen C., The Innovator’s Dilemma, Boston, Harvard Business School Press, 1997.
13
Mayer-Sch önberger V. et Cukier K., Big Data: A Revolution That Will Transform How We Live, Work and
Think, Londres, John Murray, 2013
14
CATHERINE MARQUÈZE, « Les freins et leviers de la transformation numérique dans les entreprises
[#4/4] »,inflexsys, PUBLIÉ 01/06/2018, en ligne : https://www.inflexsys.com/transformation-numerique-4/,
consulté le : 11/11/2018.
15
: على الخط،2018 أغسطس07 ً المنشورف، الٌوم السابع، جارتنر،" عوائق تحول دون التحول الرقمى للمؤسسات6"،هبة السٌد
.2018/11/11 : تارٌخ االطالع،https://www.youm7.com/story/2018/8/7
16
Prahalad C. K. et Rama swam y V., The Future of Competition: Co-Creating Unique Value with Customers,
Boston, Harvard Business School Press, 2004.
- 26 - ة02ةاللددة06اللمجدة