You are on page 1of 15

1443 H

‫المقدمه‬
‫خالد بن الوليد هو خالد بن الوليد بن المغيرة‪،‬‬
‫لّق به رسول هللا بسيف هللا المسلول؛ وذلك‬
‫لشجاعته‪ ،‬وقد أسلم قبل الفتح‪.‬‬
‫خالد بن الوليد سيف هللا المسلول هو الصحابي الجليل خالد بن‬
‫الوليد بن المغيرة بن عبد هللا بن مخزوم بن يقظة بن ُم ّرة بن كعب‬
‫بن لؤي بن غالب‪ ،‬ويكّنى بأبي سليمان‪ ،‬وأّم ه لبابة بنت الحارث‪،‬‬
‫أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث‪ ،‬مدحه رسول هللا‪ -‬صىّل‬
‫هللا عليه وسلم‪ -‬قائًال عنه‪( :‬نعَم عبُد ِهللا خالُد بُن الوليِد سيٌف من‬
‫سيوِف ِهللا)‪ ،‬وكان إسالمه قبل فتح مكة‪ .‬وكان والده سيدًا في‬
‫قريش‪ ،‬وُلّق ب بريحانة قريش‪ ،‬يلتقي نسبه بالرسول ‪-‬عليه الصالة‬
‫والسالم‪ -‬بُم ّرة بن كعب‪ ،‬وقد كان ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬حريصًا عىل‬
‫تربية أبنائه عىل الفروسية‪ ،‬والحرب‪ ،‬واستخدام األسلحة‪ ،‬كما كان‬
‫شديد العداء لرسالة اإلسالم وللرسول قبل إسالمه‬
‫صفات خالد بن الوليد‬
‫صفات خالد بن الوليد تمّتع خالد بن الوليد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬بقوٍة في جسمه‪،‬‬

‫عىل‬ ‫المزيد‬
‫يبّين ذلك إّال قوله عن نفسه‪َ( :‬ق ِد اْنَق َط َع ْت في‬
‫إقرأ‬
‫إاّل أّنه لم يتم الوقوف عىل نٍّص‬
‫َيِدي َيوَم ُم ْؤَتَة ِتْس َع ُة أْس َي اٍف َف ما َبِق َي في َيِدي إاَّل َص ِف يَحٌة َيَم اِنَي ٌة )‬
‫الخطاب ‪-‬رضي‬ ‫معل‬ ‫موضوع‪.‬كوم‪:‬مع عمر بن‬
‫وقد ورد ما يبّين التشابه في البنية الجسدية لخالد‬
‫هللا عنهما‪ -‬بدليل خلط بعض الناس بينهما‪.‬‬
‫صفات خالد بن الوليد الُخلقّية تحىّل خالد بن الوليد بمجموعٍة من الصفات‬
‫منها‪:‬‬ ‫الُخلقّية العظيمة‪ ،‬وفيما يأتي بياٌن لبعٍض‬
‫‪-‬الكرم والجود‪ :‬فقد اشُتهر خالد بالكرم وحب العطاء‪ ،‬فكان يهب العطايا‬
‫ألشراف العرب من ماله الخاص‪ ،‬وكان ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬محّبًا مضّحيًا بنفسه‬
‫مؤثرًا اآلخرين عىل نفسه؛ طمعًا في نيل األجر والثواب من هللا ‪-‬سبحانه‪.-‬‬
‫‪ -‬الرأي والحكمة‪ :‬فكان خالد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬صاحب رأٍي ومشورٍة‪ ،‬وُع رف عنه‬
‫عمق التفكير‪ ،‬إذ ال ُيصدر رأيه إاّل عن تبّص ٍر وروّيٍة ‪ .‬الشجاعة‪ :‬فكان ابن الوليد‬
‫مضرب مثٍل عبر العصور في شجاعته‪ ،‬ثابٌت ومثّبٌت لغيره‪ ،‬فقال أبو بكر فيه‪:‬‬
‫"عجزت النساء أن ُينشئن مثل خالد"‬
‫‪-‬العلم‪ :‬كان خالد بن الوليد عىل علٍم بأحكام الجهاد؛ لحاجته إليه وقيامه له‪ ،‬إاّل‬

‫أّنه لم يكن عىل قدٍر كاٍف من العلم بالعلوم األخرى مقارنًة مع غيره من‬
‫الصحابة الذين رافقوا النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬مدًة أطول‪.‬‬
‫‪-‬الفصاحة والبالغة‪ :‬كان خالد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬خطيبًا مفّو هًا فصيحًا‪ ،‬فقد ألقى‬
‫خطبًة بعد مبايعة أبي بكر الصديق أثنى فيها عليه‪ ،‬وأثنى عىل خطبته أحد‬
‫الشعراء‪.‬‬
‫يتلّخص مما سبق أّن خالد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬تمّيز بالقوة الجسمية‪ ،‬وكان‬
‫شجاعًا‪ ،‬فصيحًا‪ ،‬كريمًا‪ ،‬حكيمًا‪ ،‬وتحىّل بالعلم والبالغة‪.‬‬
‫عائلة خالد بن الوليد‬

‫عائلة خالد بن الوليد فيما يأتي ذكر زوجات خالد‬


‫‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬وأبنائه‪:‬‬
‫كبشة بنت هوذة بن أبي عمر‪ :‬وأنجبت له‬
‫سليمان‪ .‬أم تميم الثقفية‪ :‬وأنجبت له عبد هللا‬
‫األول‪ ،‬وقد مات قتًال في العراق‪.‬‬
‫ابنة أنس بن مدرك‪ :‬وأنجبت له عبد الرحمن‬
‫والمهاجر وعبد هللا األكبر‪ ،‬وكان عبد الرحمن من‬
‫أشهر أبنائه‪ ،‬فقد أدرك النبي ‪-‬عليه الصالة‬
‫والسالم‪ -‬في حياته‪ ،‬وشارك في معركة اليرموك‬
‫مع أبيه‪ ،‬كما تقّرب من الخليفة معاوية بن أبي‬
‫سفيان زمن خالفته وكان من أبرز مقاتلي الشام‪،‬‬
‫وشهد عىل وثيقة الصلح بين معاوية وعلي بن أبي‬
‫طالب رضي هللا عنهما‪ ،‬وشارك أيضًا مع أبي‬
‫أيوب األنصاري ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬في قتال الروم‪،‬‬
‫ونال مدح وثناء بعض الشعراء‪.‬‬

‫تزّو ج خالد من ثالث نساء هّن ‪ :‬كبشة‪ ،‬وأم تميم‪،‬‬


‫وبنت أنس بن مدرك‪ ،‬وله خمس أوالد‪ ،‬أشهرهم‬
‫عبد الرحمن بن خالد‬
‫إسالم خالد بن الوليد‬
‫اعتنق خالد بن الوليد اإلسالم بعد أن جاوز األربعين سنًة‬
‫من عمره‪ ،‬وكان ذلك بعد أن أرسل له أخوه رسالًة خاطبه‬
‫فيها قائًال‪" :‬سألني رسول هللا عنك‪ ،‬فقال أين خالد؟‬
‫فقلت‪ :‬يأتي به هللا‪ ،‬فقال‪ :‬ما ِم ثُله َجِه َل اإلسالَم ‪ ،‬ولو كان‬
‫يجعل ِنكايَت ُه مع المسلمين عىل المشركين كان خيًرا له‪،‬‬
‫وَلَق َّد ْم ناُه عىل َغ يِره‪ ،‬فاستدرك يا أخي ما فاتك منه فقد‬
‫فاتتك مواطن صالحة"‪ ]٨[.‬فخرج خالد عىل فرسه مّتجهًا‬
‫إىل المدينة‪ ،‬وسار معه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة‬
‫بن أبي طلحة‪ ،‬ووصلوا إىل الرسول‪ ،‬وكان ذلك في اليوم‬
‫األول من شهر صفر في السنة الثامنة للهجرة‪ ،‬فلما دخلوا‬
‫عىل رسول هللا سّلموا عليه‪ ،‬ورّد عليهم الرسول ‪-‬عليه‬
‫الصالة والسالم‪ -‬باستبشاٍر‪ ،‬وطلب منه خالد أن يستغفر‬
‫له‪ ،‬ففعل‪ ]٩[.‬أسلم خالد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬في السنة‬
‫الثامنة للهجرة‪ ،‬وكان عمره أربعين سنة‪ ،‬فذهب للنبّي مع‬
‫عمرو بن العاص وأعلنوا إسالمهم‪ ،‬ففرح النبّي‬
‫واستبشروم‪.‬‬
‫االنتقادات‬
‫تعرض خالد للعديد من االنتقادات منذ أسلم‪ ،‬بدءًا من سريته إىل‬
‫بني جذيمة ليدعوهم إىل اإلسالم‪ ،‬والتي لم يبعثه الرسول فيها‬
‫مقاتًال‪ ،‬فخرج في ثالثمائة وخمسين رجًال‪ ،‬من المهاجرين واألنصار‬
‫وبني سليم‪ ،‬فلما وصل إليهم وجدهم يحملون السالح‪ .‬فسألهم عن‬
‫اإلسالم‪ ،‬فقالوا أنهم أسلموا‪ ،‬وسألهم ما بالهم يحملون السالح‪،‬‬
‫فقالوا أن بينهم وبين قوم من العرب عداوة‪ ،‬فخافوا أن يكون جند‬
‫المسلمين هم هؤالء القوم‪ ،‬فارتاب منهم خالًدا وقد كان بنو جذيمة‬
‫أهل غارات حتى أنهم ُع رفوا «بلعقة الدم»‪ ،‬وكان من قتالهم في‬
‫الجاهلية الفاكه بن المغيرة عم خالد‪ ،‬وعوف بن عبد عوف أبو عبد‬
‫الرحمن بن عوف‪ ،‬فأمرهم بوضع السالح‪ ،‬فوضعوه‪ .‬ثم قال لهم‬
‫استأسروا‪ ،‬فاستأسروا‪ ،‬ثم نادى خالد بضرب أعناقهم‪ ،‬فلّبى بنو‬
‫سليم‪ ،‬بينما رفض المهاجرون واألنصار األمر‪ ،‬وشكوه إىل الرسول‪،‬‬
‫بل واتهمه عبد الرحمن بن عوف بأن قتلهم بثأر عمه الفاكه‪ .‬حين بلغ‬
‫الرسول ما فعل خالد‪ ،‬غضب غضًبا شديًدا لفعل خالد‪ ،‬ورفع يديه‬
‫داعًي ا إىل هللا قائًال‪« :‬اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد»‪ ،‬وبعث عليا‬
‫ليودي لهم قتالهم‬
‫ثاني االنتقادات التي وجهت لخالد‪ ،‬كانت يوم قتل مالك بن‬
‫نويرةفي حروب الردة‪ ،‬وإن كانت الروايات قد اختلفت في سبب‬
‫مقتله‪ ،‬فذكر الطبري في تاريخه أن مقتله كان لخطأ في الفهم ممن‬
‫توّلوا حراستهم من بني كنانة‪ ،‬وأن مالك ُأسر هو ورجال من قومه‬
‫من بني يربوع في ليلة باردة‪ ،‬فأشفق عليهم خالد‪ ،‬فنادى‪« :‬دفئوا‬
‫أسراكم»‪ .‬وكانت تعني في لغة كنانة القتل‪ ،‬فظنوا أن خالد يعني‬
‫قتلهم فقتلوهم‪ .‬بينما ذهب ابن كثير في البداية والنهاية وأبو الفرج‬
‫األصفهاني في كتاب األغاني إىل أن خالًدا دعا إليه مالًكا ليناظره‬
‫ليرى أهو عىل دين اإلسالم أم أنه ارتد ومنع الزكاة‪ ،‬وفيما هما‬
‫يتناظران راجع مالك خالًدا‪ ،‬فقال‪« :‬ما أخال صاحبكم إال وقد كان‬
‫يقول كذا وكذا»‪ .‬قال خالد‪« :‬أو ما تعّده لك صاحًبا؟»‪ ،‬ثم أمر بقتله‪.‬‬
‫وقد روى ابن خلكان أن مالك قال أنه يأتي الصالة دون الزكاة‪ ،‬وهو‬
‫ما رفضه خالد قائًال أنهما مًع ا ال تقبل واحدة دون أخرى‪ .‬بل وغاىل‬
‫‪.‬اليعقوبي في تاريخه أنه قتل مالك ليتزوج من امرأته أم تميم‬
‫المعارك والغزوات‬
‫وقعت غزوة مؤتة بعد مقتل الصحابي الحارث بن عمير األزدي الذي بعثه‬
‫الرسول ‪-‬صىّل هللا عليه وسّلم‪ -‬إىل ِه َرقل ليدعوه إىل اإلسالم وتوحيد هللا‬
‫تعاىل؛ فقتلوه‪ ،‬وبعدها سّير الرسول جيشًا من المدينة نحو بالد الشام‬
‫بقيادة زيد بن حارثة مع ثالثة آالف مقاتل‪ ،‬وعّين الرسول جعفر بن أبي‬
‫طالب بعد زيد ثّم عبد هللا بن رواحة‪ ،‬وكان خالد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬أحد جنود‬
‫المعركة‪ ،‬ووصلوا إىل معان وأقاموا فيها ليلتين ووصلتهم األخبار بكثرة عدد‬
‫الروم‪ ،‬واسُتشهد القادة الثالثة في المعركة‪ .‬وُس ّلمت الراية لخالد بن الوليد‪،‬‬
‫فأخذ عىل عاتقه إخراج المسلمين من القتال بأقل الخسائر الممكنة‪ ،‬فأعاد‬
‫ترتيب الجيش بخطٍة ُتوهم العدو بوصول مدٍد للمسلمين‪ ،‬فجعل الميمنة‬
‫ميسرة والميسرة ميمنة‪ ،‬واستبدل مقّدمة الجيش بالمؤّخرة‪ ،‬كما كان‬
‫‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬مندفعًا للقتال والجهاد مّم ا كان سببًا في إثارة الحمّية في‬
‫صفوف المسلمين‪ ،‬وشّن هجماٍت سريعٍة متواليٍة عىل العدو واستطاع‬
‫خالد أن يخرج القوة األكبر للمسلمين ثّم المؤخرة دون قدرة العدو عىل‬
‫مطاردة المسلمين؛ اعتقادًا منهم بوصول إمداداٍت إليهم‪ ،‬ولم تلحق بهم‬
‫الكثير من الخسائر مقابل خسائر الروم‪ ،‬وكان الرسول في المدينة يروي‬
‫أخبار المعركة للمسلمين‪ ،‬إىل أن قال ‪-‬عليه الصالة والسالم‪( :-‬ثَّم أخذ الَّرايَة‬
‫سيٌف من سيوِف ِهللا خالُد بُن الوليِد ففتح ُهللا عليه)‪،‬وبذلك ُلّق ب خالد بن‬
‫الوليد بسيف هللا‪.‬‬
‫فتح مكة وقع فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة‪ ،‬وذلك بعد أن نقض‬
‫المشركون صلح الحديبية‪ ،‬فتجّه ز النبي والمسلمون لدخول مكة‪ ،‬وتجّه ز‬
‫الجيش بأربع مجموعاٍت ‪ ،‬وجعل النبي ‪-‬عليه السالم‪ -‬خالد بن الوليد أميرًا‬
‫عىل الميمنة ليدخل مكة من الجنوب باتجاه الشمال‪ ،‬وأوصى النبي ‪-‬عليه‬
‫الصالة والسالم‪ -‬بعدم قتل أي أحٍد إاّل من قاتل‪ .‬إاّل أّن عكرمة بن أبي جهل‬
‫وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو تجّم عوا مع مجموعٍة من المشركين‬
‫العتراض خالد بن الوليد ومن معه من المسلمين‪ ،‬فوقع القتال بين‬
‫الفريقين ونجم عنه قتل ثالثة عشر رجًال من المشركين واستشهاد ثالثٍة من‬
‫المسلمين‪ ،‬وتجمعت كّل قوات المسلمين في مكة‪ ،‬وأخذوا يطوفون حول‬
‫البيت مكّبرين‪ ،‬ثّم بعث رسول هللا خالد بن الوليد مع ثالثين فارسًا بمهمة‬
‫هدم صنم العزى الذي كان أعظم صنم عند قريش وبني كنانة‪ ،‬فنّف ذ خالد‬
‫المهمة‪.‬‬
‫غزوة ُحنين قاتل خالد مع المسلمين في غزوة ُحنين وكان في‬
‫مقدمتهم‪ ،‬وُأصيب بجراحاٍت بليغٍة ‪ ،‬ذلك أّن قبيلة هوازن قد نصبت‬
‫لهم الكمائن في الطرق‪ ،‬وعىل الرغم من إصابته إاّل أنه كان ممتثًال ألمر‬
‫الرسول‪ ،‬فقاتل حتى كان النصر حليفًا للمسلمين‪ ،‬وبعد ذلك كّلف‬
‫الرسول خالد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬بقيادة ألف مقاتٍل في مهمة السير إىل‬
‫الطائف إلتمام غزوة ُحنين‪ ،‬إذ كانت تلك الطليعة إىل الطائف امتدادًا‬
‫لغزوة ُحنين‪.‬‬

‫معركة دومة الجندل أرسل الرسول ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬السرايا إىل‬
‫المناطق المجاورة لمنطقة تبوك‪ ،‬ذلك بعد أن سار مع المسلمين‬
‫لقتال الروم حين علم بعزم هرقل ومن معه عىل قتاله‪ ،‬ومن تلك‬
‫السرايا سرية خالد بن الوليد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬إىل أكيدر بن عبد الملك‬
‫صاحب دومة الجندل الذي كان عىل الدين النصراني‪ ،‬فنصب خالد له‬
‫كمينًا واستطاع بذلك أخذ أكيدر أسيرًا إىل رسول هللا‪ ،‬فصالحه النبي‬
‫عىل الجزية وأطلق سراحه‪ ،‬ثّم بعث الرسول خالد ‪-‬رضي هللا عنه‪-‬‬
‫لهدم صنم وّد الواقع في دومة الجندل‪ ،‬إاّل أّن القوم منعوه من ذلك‬
‫فقاتلهم إىل أن هدم الصنم‪.‬‬

‫نجران واليمن أرسل رسول هللا ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬خالد بن الوليد‬
‫‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬إىل نجران لدعوة قوم بني الحارث بن كعب إىل‬
‫اإلسالم‪ ،‬وأمرهم الرسول بدعوتهم ثالثة أياٍم ثّم قتالهم إن لم يقبلوا‬
‫الدعوة‪ ،‬فأسلموا وامتثلوا لدعوة خالد بن الوليد ولم يقاتلهم‪ ،‬ووصل‬
‫الخبر إىل رسول هللا‪ ،‬وبقي خالد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬في نجران يعّلم‬
‫القوم أمور الدين ورسالة اإلسالم‪ ،‬ثّم رجع خالد إىل النبي ‪-‬عليه الصالة‬
‫والسالم‪ -‬مع المسلمين من بني الحارث‪ ،‬كما ُبعث خالد لدعوة قبيلة‬
‫همدان في اليمن وأقام فيها ستة أشهٍر‪ ،‬إاّل أّنها لم تستجب لدعوته‪،‬‬
‫فأرسل الرسول ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬علي بن أبي طالب ‪-‬رضي هللا‬
‫عنه‪ -‬يدعوهم فاستجابوا له‪.‬‬
‫معركة اليرموك قاد خالد بن الوليد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬جيش‬
‫المسلمين في معركة اليرموك التي وقعت في السنة‬
‫الثالثة عشر للهجرة النبوية‪ ،‬وسّم يت بذلك نسبًة إىل وادي‬
‫اليرموك الذي وقعت فيه المعركة‪ ،‬وقال أبو بكر في خالد‪:‬‬
‫"وهللا ألشغلّن النصارى عن وساوس الشيطان بخالد بن‬
‫الوليد"‪ ،‬وقد قّس م خالد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬الجيش إىل ثالث‬
‫فرٍق ‪ ،‬وجعل عليها أبا عبيدة عامر بن الجراح وعمرو بن‬
‫العاص ويزيد بن أبي سفيان‪ ،‬وحّث خالد المسلمين عىل‬
‫القتال مبّينًا لهم أّن النصر ال يكون إاّل فضًال من هللا‬
‫‪-‬سبحانه‪ ،-‬وتحّق ق النصر للمسلمين عىل الروم‪ .‬معارك‬
‫أخرى شارك بها خالد بن الوليد خاض خالد بن الوليد ‪-‬رضي‬
‫هللا عنه‪ -‬أكثر من مئة قتاٍل في حياته‪ ،‬سواًء قبل اإلسالم أم‬
‫بعده‪ ،‬أولها في مكة المكرمة وآخرها في قنسرين‪ ،‬ومن‬
‫المواقف التي شارك فيها‪:‬‬
‫‪-‬يوم اليمامة‪- .‬يوم مقتل مسيلمة‪.‬‬
‫‪ -‬حروب المرتدين‪ -.‬ذات السالسل‪.‬‬
‫‪ -‬المزار‪- .‬الولجة‪- .‬أليس‪.‬‬
‫‪-‬مفيشا‪- .‬عين التمر‪ - .‬األنبار‬
‫‪ -.‬موقعة عقرباء‪ - .‬فتوحات العراق والشام‪.‬‬
‫‪-‬معارك دمشق وحمص‪.‬‬
‫حروب الرّد ة‬
‫بعد وفاة الرسول‪ ،‬انتقضت معظم القبائل العربية عدا أهل‬
‫مكةوالطائف والقبائل المجاورة لمكة والمدينة والطائف عىل‬
‫خالفة أبي بكر الخليفة الجديد للمسلمين‪ .‬اختلفت أسباب‬
‫االنتقاض‪ ،‬فمنهم من ارتد عن اإلسالم‪ ،‬ومنهم من ظل عىل دين‬
‫اإلسالم مع رفضهم أداء فريضة الزكاة‪ ،‬ومنهم من التف حول‬
‫مدعي النبوة في القبائل العربية‬
‫استغل مانعو الزكاة من قبائل عبس وذبيان وغطفان خروج بعث‬
‫أسامة بن زيد الذي كان قد أوصى به الرسول قبل وفاته‪ ،‬وحاولوا‬
‫مهاجمة المدينة‪ .‬وبعد أن استطاع الخليفة أبو بكر الصديق صد‬
‫الهجوم‪ ،‬وإرساله من يطارد فلول المنهزمين‪ ،‬عقد أبو بكر أحد‬
‫عشر لواًء لمحاربة المرتدين ومانعي الزكاة في جميع أرجاء جزيرة‬
‫العرب‪ .‬أّم ر أبو بكر خالد بن الوليد عىل أحد تلك الجيوش قوامه‬
‫‪ 4,000‬مقاتل‪ ،‬ووجهه إىل إخضاع طيئ ثم محاربة مدعي النبوة‬
‫طليحة بن خويلد وقبيلته بني أسد‪ ،‬ثم التوجه إلخضاع بني تميم‪.‬‬
‫إال أنه وقبل أن يتحرك الجيش‪ ،‬وصل عدي بن حاتم الطائي‬
‫بأموال زكاة طيء‪ ،‬لتنضم بذلك طيء لجيش خالد‬

‫خريطة ُتظهُر أبرز المعارك التي وقعت أثناء ُحُر وب الَّر دة‬
‫بين الُم سلمين والقبائل العربَّي ة الُم رتَّد ة عن اإلسالم‬
‫ومعهم ُم دعي الُنبَّو ة‪.‬‬
‫ضريح خالد بن الوليد في المسجد الذي يحمل اسمه في حمص‬

‫مسجد خالد بن الوليد في حمص حيث ُد فن القائد‬


‫الًم سلم‬
‫وفاة خالد بن الوليد‬
‫وفي بالد الشام ‪-‬أرض الجهاد‪ -‬في حمص تحديدا سنة ‪21‬‬
‫للهجرة‪ ،‬ألّم بخالد (رضي هللا عنه) مرض الموت وأحاطت به‬
‫سكراته بعد مسيرة عظيمة من الدعوة والجهاد في سبيل هللا‪.‬‬
‫دخل أبو الدرداء عىل خالد في مرض موته‪ ،‬فقال له خالد‪ :‬يا أبا‬
‫الدرداء! لئن مات عمر؛ لترين أمورا تنكرها‪ .‬فقال أبو الدرداء‪ :‬وأنا‬
‫وهللا أرى ذلك! فقال خالد‪ :‬قد وجدت عليه في نفسي في أمور‪،‬‬
‫لما تدبرتها في مرضي هذا‪ ،‬وحضرني من هللا حاضر؛ عرفت‪ :‬أن‬
‫عمر كان يريد هللا بكل ما فعل‪ ،‬كنت وجدت عليه في نفسي‬
‫حين بعث من يقاسمني مالي‪ ،‬حتى أخذ فرد نعل وأخذت فرد‬
‫نعل‪ ،‬ولكنه فعل ذلك بغيري من أهل السابقة‪ ،‬وممن شهد‬
‫بدرا‪ ،‬وكان يغلظ علي‪ ،‬وكانت غلظته عىل غيري نحوا من غلظته‬
‫علي‪ ،‬وكنت أدل عليه بقرابته‪ ،‬فرأيته ال يبالي قريبا‪ ،‬وال لوم الئم‬
‫في غير هللا‪ ،‬فذلك الذي ذهب عني ما كنت أجد عليه‪ ،‬وكان‬
‫يكثر علي عنده‪ ،‬وما كان ذلك إال عىل النظر؛ فقد كنت في‬
‫حرب‪ ،‬ومكابدة‪ ،‬وكنت شاهدا‪ ،‬وكان غائبا‪ ،‬فكنت أعطي عىل‬
‫‪).‬ذلك‪ ،‬فخالفه ذلك في أمري (تهذيب تاريخ دمشق‪5/116 ،‬‬
‫ولما حضرته الوفاة‪ ،‬وأدرك ذلك‪ ،‬بكى وقال‪ :‬ما من عمل أرجى‬
‫عندي بعد ال إله إال هللا من ليلة شديدة الجليد في سرية من‬
‫المهاجرين‪ ،‬بتها وأنا متترس والسماء تنهل علي‪ ،‬وأنا أنتظر‬
‫الصبح حتى أغير عىل الكفار‪ .‬فعليكم بالجهاد‪ ،‬لقد شهدت كذا‪،‬‬
‫وكذا زحفا‪ ،‬وما في جسدي موضع شبر إال وفيه ضربة بسيف‪ ،‬أو‬
‫رمية بسهم‪ ،‬أو طعنة برمح‪ ،‬وها أنا ذا أموت عىل فراشي حتف‬
‫أنفي كما يموت البعير‪ ،‬فال نامت أعين الجبناء! لقد طلبت‬
‫القتل في مظانه‪ ،‬فلم يقدر لي إال أن أموت عىل فراشي (خالد‬
‫‪).‬بن الوليد‪ ،‬صادق عرجون ص‪348 ،‬‬
‫مقولة خالد بن الوليد قبل موته‬

‫حزن المسلمون لموت خالد أشد الحزن‪ ،‬وكان الخليفة عمر‬


‫من أشدهم حزًنا‪ ،‬حتى أنه مر بنسوة من بني مخزوم‬
‫يبكينه‪ ،‬فقيل له‪ :‬أال تنهاهن؟‪ .‬فقال‪« :‬وما عىل نساء‬
‫قريش أن يبكين أبا سليمان‪ ،‬ما لم يكن نقع أو لقلقة عىل‬
‫»]مثله تبكي البواكي‪173[.‬‬
‫الخاتمه‬
‫لم يكن خالد بن الوليد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬رجال‬
‫عاديا‪ ،‬بل قامة تاريخية عظيمة‪ ،‬وصحابيا جليال‪،‬‬
‫ومن رجاال اإلسالم الذين أسسوا لدعوة هللا‬
‫ورسالة التوحيد في األرض‪ ،‬ومن حماتها العظام‬
‫الذين نشروا الدين وفق المنهج القرآني في‬
‫الجهاد والتعامل مع غير المسلمين ومعرفة الحق‬
‫والذود عنه‪ ،‬ودفع الباطل ومحاربة أهله‪ ،‬ولم يترك‬
‫(بعد إسالمه) معركة وال فتحا في زمن رسول هللا‬
‫‪-‬صىل هللا عليه وسلم‪ -‬وال معركة أيام أبي بكر‬
‫الصديق‪ ،‬إال وبذل الغالي والرخيص ليكون عىل‬
‫رأسها فاتحا ومنتصرا بقوة هللا وعزيمة الحق‬
‫وأخالق المؤمنين‪ ،‬وأما ما قيل عنه من زور‬
‫وباطل‪ ،‬فهو زبد يذهب جفاء‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬فأما‬
‫الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث‬
‫في األرض} [الرعد‪]17 :‬‬
‫اعداد الطالب‬

‫احمد محمود عبدالجواد حجازي‬


‫احمد محمود محمد محمد جوده‬
‫احمد ناصر فراج المتولي عبدالرحمن‬
‫احمد هشام العوضي زايد‬
‫احمد وليد احمد العراقي‬
‫احمد ياسر محمد عبدالحليم جاد‬
‫ادهم احمد حسن محمد الجريدلي‬
‫ادهم عبدالناصر عبدهللا محمد فرج سالم‬
‫اسالم محسن السيد محمد‬
‫اسالم محمد احمد كمال الزواوي‬

You might also like