You are on page 1of 27

‫ماستراملالية التشاركية‬

‫الفوج الخامس‬
‫وحدة توثيق العقود التشاركية‬
‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫الوثيقة‬
‫‪-‬كيفية التعامل معها‪-‬‬
‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬
‫●عبد الكريم العيوني‬ ‫• خديجة البوعصامي الفياللي‬
‫• شيماء الزاوي‬
‫• خولة مرشد‬
‫• أشرف القوبع‬
‫السنة الجامعية‬
‫‪2023/2024‬‬
‫يعد علم التوثيق من أجل العلوم قدرا وأعظمها خطرا‪ ،‬إذ به تستخرج حقوق األنام‪ ،‬وبه يستبصر القضاة‬
‫والحكام‪ ،‬وتسكن النفوس الثقة واالئتمان‪ ،‬لتسود بذلك املعامالت األمن واالطمئنان‪.1‬‬
‫إذ بذلك اعتبر توثيق املعامالت على مر العصور واختالف التشريعات‪ ،‬اداة إلثبات الحق وحمايته من‬
‫الضياع‪ ،‬لنجد بذلك التشريعات القانونية على اختالف ايديولوجياتها نصت في كثير من االحيان على‬
‫تضمين املعامالت داخل محررات مكتوبة‪ ،‬واعتبرت احيانا هذا الشرط عامل قيام للمعاملة ككل‪ ،‬اذ بتخلفه‬
‫زال التصرف القانوني برمته‪ ،‬وفي احيان أخرى اعتبرته وسيلة إلثبات التصرف ال غير‪.‬‬
‫بالتالي وعلى غرار كل ما سبق‪ ،‬يتضح أنه وتزامنا مع التطور الحاصل الذي لحقته املعامالت بصفة عامة‬
‫سواء أكانت تجارية أم مدنية‪ ،‬فهي تفرغ في قالب قانوني محض تجلى في العقد باعتباره مصدرا من مصادر‬
‫االلتزام‪ ،‬وذلك طبقا ملقتضيات الفصل األول من ظهير االلتزامات والعقود‪ 2‬الذي ينص على أنه "تنشأ‬
‫االلتزامات عن االتفاقات والتصريحات األخرى املعبرة عن اإلرادة ‪ "...‬وتماشيا وأحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫ين َآم ُنوا إ َذا َت َد َاي ُنتم ب َد ْين إ َل ٰى َأ َجل ُّم َس ًّمى َف ْاك ُت ُب ُ‬
‫وه " ‪ .3‬إذ وجبت اإلشارة‬ ‫مصداقا لقوله تعالى" َيا َأ ُّي َها َّالذ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫على أن مصطلح الوثيقة يدخل في إطار التسميات التي تطلق على العقد إلى جانب كل من الرسم‪ ،‬الشهادة‪...‬‬
‫وللخوض في غمار املوضوع ومحاولة اإلحاطة بكل جوانبه‪ ،‬كان ال بد من تحديد إطار مفاهيمي له‪ ،‬عن طريق‬
‫تفكيك جزيئات العنوان من مصطلحاته املحورية املتضمنة له‪ ،‬وذلك عبر وصفها وصفا مستقال أوال‪ ،‬ثم‬
‫وصفها مصطلح واحد ثانيا‪.‬‬
‫فيقصد بالوثيقة لغة مصدر وثق به جمعها وثائق‪ ،‬والوثيقة في األمر احكامه واألخذ بالثقة‪ ،‬وهي في األصل‬
‫حبل أو قيد يشد به األسير والدابة‪ . 4‬أما اصطالحا يمكن تعريفها بأنها املادة التي تشتمل على معلومات‬
‫متنوعة وحجج وبراهين يمكن استخدامها كسجل لألحداث‪ ،‬كما يمكن أن تكون الوثيقة إما مستندات ورقية‬
‫أو عبر اإلنترنت أو على الوسائط الرقمية أو التناظرية‪ .5‬في حين أنه وحسب الدكتور العلمي الحراق للوثيقة‬
‫معنيان عامان معنى حس ي ملموس وهو األصل متمثل في الحبل أو القيد الذي يشد به األسير أو الدابة‪،‬‬

‫‪ - 1‬أبوا العباس أحمد بن يحيى بن محمد الونش ر ررريس ر ر ي التلمس ر رراني‪ ،‬املنئج القائل واملئهل الرائق واملعنى الالئق بثداق املوثق وأحكام الوثائق‪ ،‬ط‬
‫وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬دون ذكر املطبعة ‪1418‬هر ‪1998 /‬م‪ ،‬ص‪.375‬‬
‫‪ -2‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬الفصل ‪ ،1‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -3‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.282‬‬
‫‪ -4‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرق‪ ،‬املجلد ‪ ،12‬ط‪ ،6‬لبنان‪ ،‬سنة ‪ ،1997‬ص ‪.4764‬‬
‫‪ -5‬براء الفار‪ ،‬تعريف الوثيقة وأهميتها‪ ،‬مقال منشر ر ر ررور على املوقع اإللكتروني ‪ ، www.sotor.com‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ ،2023/09/30‬على‬
‫الساعة ‪.19:42‬‬
‫ووسيلة الشد في هذا املعنى ش يء محسوس ملموس وهو الحبل أو القيد‪ ،‬ومعنى معنوي غير حس ي متمثل في‬
‫العقد أو الربط الذي يشد املتعاقدين بعضهم ببعض على ما اتفقوا عليه من تصرفات ومعامالت جرت‬
‫بيئهم‪ ،‬أي أن وسيلة الربط والعقد في هذا املعنى ش يء غير محسوس وال ملموس وهو الوثيقة املكتوبة والخط‬
‫املرسوم بإحكام وتوثيق ووثاق‪.‬‬
‫التعامل لغة من مصدر تعامل‪ ،‬تبادل‪ ،‬أي قيام عالقة عمل متبادلة بيئهم‪ ،‬أما اصطالحا فيمكن ربطها‬
‫باألحكام الشرعية املتعلقة بأمور الدنيا كالبيع والشراء واإلجارة والرهن وغير ذلك‪.‬‬
‫فالتوثيق بصفة عامة يجد تأصيله التاريخي مع بداية الدعوة اإلسالمية وبزوغ فجر اإلسالم ونزول الوحي في‬
‫القرن السابع امليالدي‪ ،‬حيث أن فقهاء القانون في أوروبا لم يأخذوا بهذه النظرية إال في أواخر القرن الثامن‬
‫عشر امليالدي وأوائل القرن التاسع عشر‪ .6‬حيث برز في أوربا بفرنسا سنة ‪ ،1270‬وكذا صدور قرار‬
‫اإلمبراطور األملاني ماكس مدليان األول سنة ‪ 1512‬الذي كان له دور كبير في تطور نظام التوثيق إلى حين‬
‫صدور قانون بفانتوزي سنة ‪ ،1803‬الذي اعتبر كقانون أساس ي للتوثيق بفرنسا‪.‬‬
‫أما باملغرق فإن نظام التوثيق يعرف ازدواجية قانونية تتجلى في وجود نظامين اثنين‪ ،‬توثيق عدلي الذي‬
‫يستمد جذوره من احكام الشريعة اإلسالمية وقواعد الفقه املالكي‪ ،‬إذ بدأ العمل بالوثيقة العدلية باملغرق‬
‫منذ دخول اإلسالم إلى هذا البلد‪ ،‬لتخضع بذلك للقانون رقم‪ 16.03‬املتعلق بخطة العدالة‪ .7‬وهناك نظام‬
‫التوثيق العصري الذي يستمد أصوله من املرجعية الغربية خاصة من القانون الفرنس ي‪ ،‬فقد بدأ العمل‬
‫بهذا التوثيق في الغرق في ظل االستعمار الفرنس ي ويخضع للقانون رقم ‪ 32.09‬املتعلق بتنظيم مهنة التوثيق‪.8‬‬
‫فاملوضوع قيد الدراسة والتحليل يكتس ي أهميتين عملية وعلمية؛ تجلت في كثرة الدراسات والبحوث التي‬
‫أغنت الخزانات املعرفية‪ ،‬إال ان أهميته األولى ابانت عن قيمته التطبيقية أكثر من النظرية ذلك أن؛ أي‬
‫تاريخ يمكننا أن نطلع عليه بال وثيقة وبال شواهد أو دليل‪ ،‬يدلنا على صدق الخبر من كذبه‪ .‬فهي تسجيل‬
‫ثابت للحد ث ساعة حدوثه بما يحفظ تفصيالت املوضوع ويحميها من عوامل التغيير والزيادة أو النقص‬
‫الذي يطرأ نتيجة َتبدل األفكار والتوجهات وتأويالت املعنيين وتحريفاتهم إما قصدا نتيجة األهواء الشخصية‬
‫أو بدون قصد نتيجة الجهل أو النسيان الذي هو من طبيعة النفس البشرية‪.‬‬

‫‪-6‬عرردنرران املرابط‪ ،‬التطور الترراريقي للتوثيق في املغرق‪ ،‬مقررال منشر ر ر ررور على املوقع اإللكتروني ‪ ، www.droitentreprise.com‬تم االطالع عليرره‬
‫بتاريخ ‪ ،30/09/2023‬على الساعة ‪.21:53‬‬
‫‪ -7‬ظهير ش ر ر ررريف رقم ‪ 1.06.56‬ص ر ر ررادر في ‪ 15‬من محرم ‪ )14( 1427‬فبراير (‪ )2006‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 16.03‬املتعلق بخطة العدالة‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5400‬بتاريخ فاتح صفر ‪ )2( 1427‬مارس (‪ ،)2006‬ص‪.556 .‬‬
‫‪ -8‬ظهير شر ر ر ررريف رقم ‪ 1.11.179‬ص ر ر ر ررادر في ‪ 25‬من ذي الحجررة ‪ )22( 1432‬نوفمبر (‪ )2011‬بتنفيررذ القررانون رقم ‪ 32.09‬املتعلق بتنظيم مهنررة‬
‫التوثيق‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 27‬ذو الحجة ‪ )24 1432‬نوفمبر ‪ ،2011‬ص ‪.5611‬‬
‫فعلى غرار كل ما سبق‪ ،‬يمكن طرح إشكالية محورية للموضوع تجسدت في‪:‬‬
‫‪ ‬كيف يتم التعامل مع الوثيقة نظريا وتطبيقيا؟‬

‫تتفرع عئها فرضيتين‪:‬‬

‫اختالف ثبوتية الوثيقة من حيث أنواعها‪.‬‬

‫قوة عناصرالوثيقة في صحة انعقادها وحماية حقوق أطر افها‪.‬‬

‫وتبعا لذلك سيتم االعتماد على منئج تحليلي استنباطي عن طريق استحضار املقومات الرئيسية التي تبنى‬
‫على إثرها الوثيقة ووصفها وصفا دقيقا‪ ،‬عبر تحليل النصوص القانونية املتعلقة بكل وثيقة على حدة‪ ،‬ثم‬
‫بيان أنواعها وتمييزها عن بعضها‪ ،‬لنصل بذلك إلى إسقاط نموذجي لوثيقة تعاملية والدخول أكثر في حيثياتها‬
‫عبر تحليلها من ناحية الشكل واملضمون‪.‬‬
‫وذلك وفق التصميم اآلتي‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مقومات الوثيقة و أنواعها‬

‫املبحث الثاني‪ :‬دراسة نموذج وثيقة بيع عقار‬


‫المبحث األول‪ :‬مقومات الوثيقة وأنواعها‬
‫للوثيقة مجموعة من العناصر التي ال تقوم إال بها‪ ،‬فال قول بوثيقة دون توفر شكليتها وال موضوعيتها‪،‬‬
‫ونظرا لتنوع الوثيقة حسب التطورات التي عرت عليها املعامالت التعاقدية‪ ،‬فإن دراسة الشق األول من‬
‫املوضوع يستوجب الوقوف أوال عند بناء هذه الوثيقة من خالل العناصر املتضمنة فيها (املطلب األول)‪،‬‬
‫ثم فتح الباق عن أنواع هاته الوثائق وحجيتها (املطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عناصر الوثيقة فقها وق انونا‬
‫خص الفقه الوثيقة بمجموعة من النقاط املوضوعية والشكلية املتطلبة لصحة تحريرها‪ ،‬فالتعامل مع‬
‫الوثيقة بشكل صحيح خالي من الخطر هو ما جعلها موضع تقنين لدى غالبية الدول بما فبها اململكة‬
‫املغربية‪ ،‬وفي هذا املقام وجب التذكير أن الوثيقة في املغرق تعرف ازدواجية من حيث القوانين تتجلى في‬
‫وجود نظامين اثنين‪ ،‬نظام الوثيقة العدلية الذي يستمد أصوله وأحكامه من الشريعة اإلسالمية وقواعد‬
‫الفقه املالكي الخاضع للقانون رقم ‪ 16.03‬املتعلق بخطة العدالة‪ ،‬ونظام الوثيقة العصرية املستمد جذوره‬
‫من املرجعية الغربية الفرنسية والخاضع للقانون رقم ‪ 32.09‬املتعلق بمهنة التوثيق‪ ،‬إال أنه عموما الوثيقة‬
‫بنوعيها ال تكون منتجة آلثارها إال إذا كانت مستجمعة لعناصرها الرئيسية سواء أكانت املوضوعية املتعارف‬
‫عليها من أهلية ورضا ومحل‪ ،‬أو الشكلية املتعلقة بكل وثيقة على حدة‪ .‬وهذا ما سيتم التطرق إليه في‬
‫الفقرات التالية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شكلية الوثيقة لدى الفقه‬
‫لكل وثيقة شكلية خاصة بها وتختلف حسب موضوعها‪ ،‬حيث أن الوثيقة فقها ليست هي الوثيقة قانونا‬
‫خاصة في الشروط املتعلقة باملوثق في شخصه‪.‬‬
‫• دينا‪ :‬يشترط في كاتب الوثائق التي تدون عليها التزامات األفراد وحقوقهم أن يكون مسلما ألن غير‬
‫املسلم غير عدل في اإلسالم‪.9‬‬
‫• عدالة‪ :‬يتشرط أن يكون عدال ويسقط بالفسق‪.10‬‬
‫خالفا لذلك فاملوثق قانونا ال يشترط فيه ان يكون مسلما حسب ما جاءت به املادة ‪ 3‬من قانون ‪ 32.09‬في‬
‫فقرتها الرابعة‪" :‬متمتعا بحقوقه الوطنية واملدنية وذا مروءة وسلوك حسن"‪ ،11‬مراعاة في ذلك إن كان كاتب‬

‫‪ - 9‬عبد الوهاب أبو محمد علي بن نصر البغدادي المالكي‪ ،‬االشراف على نكت مسائل الخالف‪ ،‬الجزء ‪ ،2‬ط ‪ ،1‬دار ابن حزم‪ ،‬سنة ‪1420‬هـ‪/‬‬
‫‪1999‬م‪ ،‬ص‪.972‬‬
‫‪ -10‬أحمادو الدباغي‪ ،‬أحكام التوثيق والوثائق عند فقهاء المالكية دراسة مقارنة بالقانون الجزائري‪ ،‬مجلة ضياء للدراسات القانونية‪ ،‬عدد ‪ ،01‬سنة‬
‫‪ ،2022‬ص ‪.37‬‬
‫‪ - 11‬المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ،32.09‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫الوثيقة عدال‪ ،‬فإنه وحسب القانون يشترط فيه وبصريح العبارة ان يكون مسلما مغربيا‪ ،12...‬وهذا ما يؤخذ‬
‫عن التشريع املغربي فيما يخص كتابة الوثائق من قبل املوثق والعدول‪.‬‬
‫‪ ‬أما عن شكلية كتابة الوثيقة‪ ،‬هناك جملة من العناصر امللزم وجودها لصحتها واملتعارف عليها فقها‬
‫وقانونا‪ ،‬فقد كرست تقاليد التوثيق عبر التاريخ شكال موحدا للوثائق‪ ،‬يحرص الفقه على اخراج الوثائق‬
‫فيها‪:‬‬
‫وكانوا الفقهاء يخرجون وثائق البيع على النحو التالي‪:‬‬
‫البسملة والصالة على النبي والحمد هلل‪" :‬لقول العلماء يستحب ان يذكر اسم هللا تعالى على كل امر ذي‬
‫بال‪ ،‬وكذلك بحمد هللا في اول كل أمر ذي بال"‪ ،13‬اقتداء بالكتاق العزيز وما روي عن أبي هريرة قال‪:‬‬
‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫‪" :‬ك ُّل أ ْم ٍر ذي َبال ال ُي ْب َدأ فيه بال َح ْمد أقط ُع"‪.14‬‬ ‫قال رسول‬
‫تاريخ الوثيقة‪ :‬باليوم والشهر والسنة‪ ،‬وفي بعض الوثائق بالساعة كتوثيق الوفاة‪ ،‬الحتمال وفاة قريب‬
‫للميت بعده في نفس اليوم‪ ،‬وقد كانوا يؤرخون بالتاريخ الئجري‪.15‬‬
‫تدوين املعلومات الشخصية لكاتب الوثيق والشهود واملترجم واملتعاقدين‪ :‬حيث يبدأ بالكنية واالسم‬
‫واسم األق والجد والصناعة واملسكن‪ ،‬بقدر ما يرتفع االلتباس في الوثائق‪.16‬‬
‫املضمون‪ :‬حيث يستلزم ضبط وتحديد مضمون الوثيقة‪ ،‬مما يرفع اللبس عن تعرضها لالختالف في‬
‫التفسير‪ ،‬فإن كان التوثيق لعقد البيع او االجارة‪ ،‬البد لذكر عدد أو وزن أو كيل املعقود عليه ثمنا أو‬
‫مثمنا‪ ،‬وغن كانت إجارة أو كراء البد من ذكر األيام والساعات‪.17‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العناصر الواجب توفرها في الوثيقة‬
‫كما تمت اإلشارة إليه سابقا فالوثيقة في املغرق تعرف إزدواجية القوانين‪ ،‬وكل من القانونين نص على‬
‫مجموعة من العناصر الواجب توفرها في الوثيقة وهو ما سيتم توضيحه فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - 12‬الفقرة األولى‪ ،‬املادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ،16.03‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.5‬‬


‫‪- 13‬نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي‪ ،‬موارد الظمان إلى زوائد ابن حبان‪ ،‬الجزء ‪ ،4‬ط‪ ،1‬دار الثقافة العربية‪ ،‬دمشق‪1412 ،‬هر‪1991‬م‪،‬ص‪.308‬‬
‫‪ - 14‬أحمادو دباغي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ - 15‬أحمادو دباغي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ - 16‬ينظر إلى نفس المرجع أعاله‪.‬‬
‫‪ - 17‬أحمادو دباغي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫أوال‪ :‬الوثيقة العدلية‬
‫❖ هوية األطراف‬
‫انطالقا من املادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 16.03‬املتعلق بخطة العدالة‪ ،‬يتضح أن املشرع قد كان واضحا في‬
‫ضرورة تدوين العدل لعبارات دقيقة ومميزة للمشهود له‪ ،‬حيث جاءت املادة كاآلتي‪" :‬يتعين أن تشتمل‬
‫الشهادة على الهوية الكاملة للمشهود عليه‪ ،‬وحقه في التصرف في املشهود فيه‪ ،‬وكونه يتمتع باألهلية‬
‫القانونية لهذا التصرف‪.‬‬
‫يتعين أن تشتمل الشهادة أيضا على تعيين املشهود فيه تعيينا كافيا"‪.18‬‬
‫❖ تاريخ املحرر‬
‫كما هو معهود به في تحرير الوثائق بجل أنواعها وجب تأريخها بالساعة واليوم والشهر والسنة‪ .‬حيث قال‬
‫الونشريس ي في املنئج الفائق‪" :‬ويقول الشاهد في شهادته في ساعة كذا من يوم كذا من شهر كذا من سنة‬
‫كذا"‪.19‬‬
‫حيث نصت املادة ‪ 33‬من القانون املنظم لخطة العدالة في فقرتها الثانية أنه‪ " :‬تذيل الوثيقة بتوقيع عدليها‬
‫مقرونا باسميهما مع التنصيص دائما على تاريخ التحرير"‪.‬‬
‫إذ وجبت اإلشارة أن مسألة تدوين التاريخ قد ثار بشأنه نقاشا‪ ،‬استنتج منه أن القضاء املغربي ميز بين‬
‫حالتين‪:‬‬
‫الحالة األولى وهي املتعلقة بالتاريخ الذي ينبغي االحتجاج به فيما بين االطراف حيث جعله تاريخ تلقي‬
‫االشهاد‪.‬‬
‫الحالة الثانية املتعلقة بالتاريخ الذي ينبغي االحتجاج به على الغير الذي جعله تاريخ تسجيل املحرر العدلي‬
‫في سجالت املحكمة والذي سار عيه القضاء في العديد من أحكامه‪.20‬‬
‫❖ توقيع األطراف‬
‫بالرجوع للقانون املتعلق بخطة العدالة نجد أن املشرع قد تعرض إلى هذا االجراء في الفقرة الثانية من املادة‬
‫‪ 33‬من القانون ‪ ،16.03‬إال أن ذلك ال يكفي في الوثيقة العدلية بل يجب ان يخاطب عليها قاض ي التوثيق‬
‫كما جاء في املادة ‪ 35‬من القانون ‪ 16.03‬التي تنص على انه " يخاطب القاض ي املكلف بالتوثيق على الشهادات‬

‫‪ -18‬املادة ‪ ،31‬القانون رقم ‪ ،16.03‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬


‫‪ -19‬عبد الس ررالم الزياني‪ ،‬ش ررروط املوثق وض رروابط تحير الوثيقة العدلية مجلة توثيق التص رررفات العقارية‪ ،‬س ررلس ررلة الندوات وااليام الدراس ررية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،23‬فبراير ‪ ،2005‬ص ‪.301‬‬
‫‪ -20‬محمد ربيعي‪ ،‬االحكام الخاصة باملوثقين واملحررات الصادرة عئهم‪ ،‬ط ‪ ،2‬مكتبة املعرفة‪ ،‬مراكش‪ ،2015 ،‬ص ‪.177‬‬
‫بعد اتمام االجراءات الالزمة‪ ،‬والتأكد من خلوها من النقص‪ ،‬وسالمتها من الخلل وذلك باإلعالم بأدائها‬
‫ومراقبتها"‪.‬‬
‫كما اشار املشرع من نفس املادة بانه ال تكون الوثيقة تامة إال إذا كانت مذيلة بالخطاق وتعتبر حينه وثيقة‬
‫رسمية‪.21‬‬
‫❖ الخط واللغة‬
‫يالحظ أن القانون املنظم لخطة العدالة لم ينص على وجوق أن يكون العدل ذا خط واضح يقرأ بسهولة‬
‫كما يوجب الفقه املالكي‪ ،‬على عكس اللغة املنصوص عليها في املادة ‪ 30‬من فقرتها األخيرة والتي جاءت بفكرة‬
‫مفادها أن الشهادة تكتب وجوبا باللغة العربية‪ ،‬وينص فيها على اللغة األجنبية أو اللئجة التي تم‬
‫بها التلقي إذا تعلق األمر بغير لغة الكتابة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوثيقة العصرية‬
‫يستفاد من املادة ‪ 36‬من القانون رقم ‪ 32.09‬املتعلق بتنظيم مهنة التوثيق ما يجب تضمينه في العقود التي‬
‫يتلقاها املوثق‪ ،‬ذلك أنها جاءت تنص على ما يلي‪« :‬تتضمن العقود التي يتلقاها املوثق على الخصوص‪:‬‬
‫األسماء الكاملة لألطراف بما فيها اسم األق واألم وباقي املوقعين على العقد‪ ،‬وال يسمح باختصارها إال إذا‬
‫سبق في العقد ما يوضحها مرة واحدة على األقل‪ ،‬وبيان موطئهم وتاريخ ومكان والدتهم وجنسيتهم ومهنتهم‬
‫ونوع الوثيقة الرسمية التي تثبت هويتهم ومراجعها وحالتهم العائلية والنظام املالي للزواج بالنسبة لألطراف‬
‫عند االقتضاء‪"...‬‬
‫❖ هوية األطراف‬
‫انطالقا من املادة ‪ 37‬من القانون أعاله‪ ،‬تتضح األهمية البالغة التي تتميز بها الهوية باعتبارها تمثل جوهر‬
‫رسالة املوثق الذي عليه وتحت مسؤوليته واجب التحقق من هوية األطراف والصالحيات املخولة لهم‪.22‬‬
‫وذلك بتنصيصها على أنه يتحقق املوثق تحت مسؤوليته من هوية األطراف وصفتهم وأهليتهم للتصرف‬
‫ومطابقة الوثائق املدلى بها إليه للقانون‪.‬‬
‫❖ تاريخ ومكان تلقي الوثيقة‬

‫‪ -21‬الفقرة األخيرة من املادة ‪ 35‬من القانون رقم ‪ 16.03‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫‪ - 22‬محمد ليديدي‪ ،‬مهنة التوثيق‪ ،‬قراءة في القانون رقم ‪ 32.09‬املنظم ملهنة التوثيق‪ ،‬دون ذكر ط‪ ،‬منش ررورات جمعية نش ررر املعلومة القانونية‬
‫والقضائية‪ ،‬مطبعة إليت‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬ص‪.62‬‬
‫كانت املادة ‪ 43‬من القانون رقم ‪ 32.09‬املتعلق بتنظيم مهنة التوثيق في فقرتها الثالثة واضحة في تنصيصها‬
‫على أنه وجب تدوين واإلشارة إلى تاريخ وساعة توقيع األطراف واملوثق باألرقام والحروف‪ .‬اما فيما يخص‬
‫مكان توقيع العقد فقد نص املشرع في املادة ‪ 12‬من القانون ‪ 32:09‬على أنه‪" :‬يمارس املوثق مهامه بجموع‬
‫التراق الوطني" غير انه إذا كان هذا القانون قد سمح للموثق بممارسة مهامه بمجموع التراق الوطني‪ ،‬إال‬
‫انه في نفس الوقت جعله كقاعدة عامة ملزما بتلقي عقود وتوقيعات االطراف داخل مكتبه املوجود بدائرة‬
‫محكمة االستئناف املعين بها‪ ،‬وفي حالة مخالفته لهذه القواعد تسري عليه مقتضيات املادة ‪ 49‬من القانون‪.‬‬
‫غير أنه وكاستثناء على هذه القاعدة يمكن للموثق ألسباق استثنائية تلقي تصريحات أطراف العقد والتوقيع‬
‫على العقود خارج مكتبه وذلك بإذن من رئيس املجلس الجهوي وإخبار الوكيل العام للملك لدى املحكمة‬
‫املعين بدائرتها‪.23‬‬
‫❖ توقيع األطراف‬
‫تنص املادة ‪ 43‬من القانون أعاله أنه‪ " :‬تذيل أصول العقود ‪ -‬تحت طائلة البطالن ‪ -‬باألسماء الكاملة‬
‫وتوقيعات األطراف والترجمان والشهود إن وجدوا‪ ،‬ثم املوثق مع خاتمه‪.‬‬
‫يوقع األطراف على كل صفحة من صفحات العقد ويكتب تاريخ توقيع كل طرف كما يؤشر املوثق على كل‬
‫صفحة‪.‬‬
‫يكتب تاريخ وساعة توقيع األطراف واملوثق باألرقام والحروف‪.‬‬
‫إذا كان أحد األطراف ال يحسن التوقيع فإنه يضع بصمته على العقد ويشهد عليه املوثق ذلك‪ ،‬وإذا تعذر‬
‫عليه التوقيع واإلبصام فإن املوثق يشهد عليه بذلك بمحضر شاهدين‪.‬‬
‫تكون التأشيرات والتوقيعات دائما بخط اليد وبمداد غير قابل للمحو‪.‬‬
‫في حالة وجود صفحات غير مؤشر عليها من طرف املوثق أو غير موقعة من األطراف على العقد فإن‬
‫البطالن ال يلحق إال هذه الصفحات‪.‬‬
‫❖ الخط واللغة‬
‫إن عملية تحرير العقود وصياغتها تستلزم ضبط املصطلحات وتدقيق العبارات ومالحظة الجوانب اللغوية‬
‫وتصنيف أحكامها وترتيبها بما يكفل للعقد الدقة وحسن الصياغة وكمال التنسيق‪ .24‬استنادا إلى ما نص‬

‫‪ - 23‬الفقرة األخيرة من املادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ ،32.09‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.9‬‬


‫‪ -24‬محمد غزاف‪ ،‬الدليل العملي في صياغة العقود‪ ،‬ط األولى‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الجديدة‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬ص ‪.9‬‬
‫عليه املشرع في القانون رقم ‪ 32.09‬املنظم ملهنة التوثيق في املادة ‪ 42‬في فقرتها األخيرة‪ 25‬كما يجب كتابة‬
‫املبالغ املالية أرقاما وحروفا حسب ما نصت عليه املادة ‪ 36‬من القانون رقم ‪.32.09‬‬
‫أما عن اللغة فاملشرع نص في املادة ‪ 42‬أنه تحرر العقود واملحررات باللغة العربية وجوبا‪ ،‬إال إذا اختار‬
‫األطراف تحريرها بلغة أخرى‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الوثائق وحجيتها‬
‫إن تطور الحياة العملية أظهر لنا العديد من أنواع الوثائق‪ ،‬بداية من الوثائق العرفية‪ ،‬إلى أن ظهرت الوثيقة‬
‫الرسمية (فقرة أولى)‪ ،‬ولكل وثيقة حجيتها (فقرة ثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مف ارق ات انعق اد الوثيقة الرسمية والعرفية‬
‫لقد نص املشرع املغربي على الوثيقة الرسمية من خالل الفصل ‪ 418‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أن " الورقة الرسمية‬
‫هي التي يتلقاها املوظفون العموميون الذين لهم صالحية التوثيق في مكان تحرير العقد‪ ،‬وذلك في الشكل‬
‫الذي يحدده القانون‪ .‬وتكون رسمية أيضا‪:‬‬
‫‪ - 1‬األوراق املخاطب عليها من القضاة في محاكمهم‬
‫‪ - 2‬األحكام الصادرة من املحاكم املغربية واألجنبية‪ ،‬بمعنى أن هذه األحكام يمكئها حتى قبل صيرورتها واجبة‬
‫التنفيذ أن تكون حجة على الوقائع التي تثبتها‪".‬‬
‫ومن أهم الشروط الواجب توفرها في الوثيقة الرسمية أن تكون الوثيقة صادرة من موظف عمومي حتى‬
‫تكتس ي صفة الرسمية‪ ،‬وال يشترط في املوظف أن يكون موظفا حكوميا بل يمكن أن يكون موظفا بإحدى‬
‫الهيئات التابعة للدولة كالعدول واملوثقون العصريون ويجب ان يصدر الوثيقة باسمه وأن يمضيها‬
‫بتوقيعه‪ . 26‬أن يكون لهذا املوظف العمومي صالحية التوثيق؛ حيث يجب أن يكون املوظف مختصا بنوع‬
‫الوثيقة املحررة وأال يوجد مانع قانوني يحول دون مباشرته لعمله وأن يتم تحرير الوثيقة في دائرة عمل‬
‫املوظف فلكل موظف حدود اختصاصه املكاني ‪ . 27‬كما يجب أن تكون الورقة في الشكل الذي يحدده‬
‫القانون فيجب أن تشتمل جميع البيانات واألوضاع الواجبة قانونا وأن تكون ورقة مكتوبة بلغة معينة بخط‬

‫‪ -25‬تنص املادة ‪ 42‬من القانون رقم ‪ 32.09‬على أنه‪ " :‬تحرر أص ررول العقود والنسر ر بكيفية مقروءة وغير قابلة للمحو على ورق يتميز بخاص ررية‬
‫الضمان الكامل للحفظ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ - 26‬عبد املجيد بوكير‪ ،‬التوثيق العصري املغربي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار السالم للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة ‪ ،2006‬ص ‪.69‬‬
‫‪ - 27‬املعطي الجبوجي‪ ،‬القواعد املوضر ر رروعية والشر ر رركلية لدثبات‪ ،‬دون ذكر ط‪ ،‬دار االسر ر ررالم للطباعة والنشر ر ررر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬سر ر ررنة ‪،2002‬‬
‫ص‪.57‬‬
‫واضح‪ ،‬وال تكون الورقة رسمية إال إذا توفرت على كل الشروط السالفة الذكر وتخلف أي مئها يؤدي لبطالنها‬
‫‪.28‬‬
‫أما بالنسبة للوثيقة العرفية فلم يعطي لها املشرع املغربي تعريفا خاصا بها وإنما اكتفى باإلشارة لبعض‬
‫مكوناتها الشكلية واملوضوعية تاركا مهمة التعريف االجتهاد الفقهي‪ ،‬حيث عرفها الفقيه القانوني محمد‬
‫كشبور بكونها " الكتابة التي يوقعها الشخص بشأن تصرف قانوني‪ ،‬دون أن يدخل في تحريرها موظف‬
‫عمومي‪ ،‬وال يستلزم القانون أي شكل معين في إعدادها ولهذا تسمى بالسند العادي‪ ،‬ألن العادة والعرف جرا‬
‫على جعل العقود خاضعة إلرادة األفراد العاديين اللذين يتولون صياغتها وإعدادها دون تدخل ألي موظف‬
‫رسمي في ذلك‪." 29‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن الوثائق الرسمية كلها معدة لدثبات عكس الوثائق العرفية التي تنقسم الى نوعين‪ :‬وثائق‬
‫عرفية معدة لدثبات وهي التي تكون موقعة إما باإلمضاء او بالختم أو ببصمة اإلصبع حيث يدل على اإلدارة‬
‫بالتراض ي وهذا ما نص عليه الفصل ‪ 426‬من ق‪.‬ل‪.‬ع عل أنه‪ " :‬يسوغ أن تكون الورقة العرفية مكتوبة بيد‬
‫غير الشخص امللتزم بها بشرط أن تكون موقعة منه‪ .‬ويلزم أن يكون التوقيع بيد امللتزم نفسه وأن يرد في‬
‫أسفل الوثيقة وال يقوم الطابع أو الختم مقام التوقيع‪ ،‬ويعتبر وجوده كعدمه‪ .‬وإذا تعلق األمر بتوقيع‬
‫إلكتروني مؤمن وجب تضمينه في الوثيقة وفق الشروط املحددة في النصوص التشريعية والتنظيمية املطبقة‬
‫في هذا املجال"‪.30‬‬
‫‪ ‬وهناك نوع ثان من الوثائق العرفية وهي غير معدة لدثبات حيث نصت الفصول من ‪ 433‬إلى ‪ 439‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع على بعض أنواع املحررات الغير معدة لدثبات جعلت لكل مئها حجية وفقا لشروط خاصة‬
‫منصوص عليها قانونا مئها الرسائل والبرقيات ودفاتر التجار والتأشير على سند الدين‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مف ارق ات حجية إثبات الوثيقة الرسمية والعرفية‬
‫لقد أوضح املشرع املغربي املفارقات البينية بين الوثيقة الرسمية والعرفية فبخصوص حجية الورقة‬
‫الرسمية في اإلثبات‪ ،‬فلقد نص املشرع في الفصل ‪ 419‬من قانون االلتزامات والعقود على أن الورقة‬
‫الرسمية‪:‬‬

‫‪ - 28‬محمد رياض‪ ،‬حجية املحررات العرفية والرسر ر ر ررمية لدثبات في املادة العقارية‪ ،‬مقال منشر ر ر ررور باملوقع ‪ www.droitetentreprise.com‬تم‬
‫اإلطالع عليه بتاريخ ‪ 2023/10/04‬الساعة ‪.13:46‬‬
‫‪ -‬محمد كشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكلية‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪ ،1997‬ص ‪.77‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ - 30‬الفصل ‪ 426‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.70‬‬


‫" ‪...‬حجة قاطعة‪ ،‬حتى على الغير في الوقائع واالتفاقات التي يشهد املوظف العمومي التي حررها بحصولها في‬
‫محضره وذلك إلى أن يطعن فيها بالزور‪ .‬إال أنه إذا وقع الطعن في الورقة بسبب إكراه أو احتيال أو تدليس‬
‫أو صورية أو خطأ مادي‪ ،‬فإنه يمكن إثبات ذلك بواسطة الشهود وحتى بواسطة القرائن القوية املنضبطة‬
‫املتالئمة دون احتياج إلى القيام بدعوى الزور‪ .‬ويمكن أن يقوم باإلثبات هذه الكيفية كل من الطرفين أو‬
‫الغير الذي له مصلحة مشروعة"‪.‬‬
‫كما أن مقتضيات الفصل ‪ 420‬من نفس القانون كانت واضحة من حيث اعتبار الورقة الرسمية حجة في‬
‫االتفاقات والشروط الواقعة بين املتعاقدين وفي األسباق املذكورة فيها وفي غير ذلك من الوقائع التي لها‬
‫اتصال مباشر بجوهر العقد‪ ،‬وهي أيضا حجة في األمور التي يثبت املوظف العمومي وقوعها إذا ذكر كيفية‬
‫وصوله ملعرفتها‪ ،‬وكل ما عدا ذلك من البيانات ال يكون له أثر‪.‬‬
‫أما بخصوص حجية الورقة العرفية‪ ،‬فقد نص الفصل ‪ 424‬من ق ل ع على أن‪:‬‬
‫" الورقة العرفية املعترف بها ممن يقع التمسك بها ضده أو املعتبرة قانونا في حكم املعترف بها منه‪ ،‬يكون لها‬
‫نفس قوة الدليل التي للورقة الرسمية في مواجهة كافة األشخاص على التعهدات والبيانات التي تتضمئها‬
‫وذلك في الحدود املقررة في الفصلين ‪ 419‬و‪ 420‬عدا ما يتعلق بالتاريخ كما سيذكر فيما بعد"‪.‬‬
‫كما نص الفصل ‪ 425‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أن‪" :‬املحررات العرفية دليل على تاريخها بين املتعاقدين وورثتهم‬
‫وخلفهم الخاص حينما يعمل كل مئهم باسم مدينه‪ .‬وال تكون دليال على تاريخها في مواجهة الغير إال‪:‬‬
‫‪ - 1‬من يوم تسجيلها‪ ،‬سواء كان ذلك في املغرق أم في الخارج‪.‬‬
‫‪ - 2‬من يوم إيداع الورقة بين يدي موظف رسمي‪.‬‬
‫‪ - 3‬من يوم الوفاة أو من يوم العجز الثابت إذا كان الذي وقع على الورقة بصفته متعاقدا أو شاهدا قد توفي‬
‫أو أصبح عاجزا عن الكتابة عجزا بدنيا‪.‬‬
‫‪ - 4‬من يوم التأشير أو املصادقة على الورقة من طرف موظف مأذون له بذلك أو من طرف قاض‪ ،‬سواء في‬
‫املغرق أو في الخارج‪.‬‬
‫‪ - 5‬إذا كان التاريخ ناتجا عن أدلة أخرى لها نفس القوة القاطعة‪.‬‬
‫‪ - 6‬إذا كان التاريخ ناتجا عن التوقيع اإللكتروني املؤمن الذي يعرف بالوثيقة وبموقعها وفق التشريع الجاري‬
‫به العمل‪.‬‬
‫ويعتبر الخلف الخاص من الغير‪ ،‬في حكم هذا الفصل‪ ،‬إذا كان ال يعمل باسم مدينه‪.‬‬
‫ومن خالل دراسة هذه الفصول القانونية تتبين بعض االختالفات في حجية اإلثبات بين الوثيقتين‪:31‬‬

‫أ‪ -‬من حيث صدورها من موقعها‪ :‬فالوثيقة الرسمية ال تسقط حجيتها إال عن طريق الطعن بالزور‪ ،‬عكس‬
‫الوثيقة العرفية التي يكفي فيها إنكار الخط أو التوقيع‪.‬‬
‫ق‪ -‬من حيث صحة ما ورد فيها‪ :‬فالوثيقة الرسمية تبقى حجة إثبات إلى حد الطعن بالتزوير فيما ورد على‬
‫لسان املوظف أنه أعلمه بنفسه أما صحة ما قرره رواية عن غيره فيمكن دحضها بإثبات العكس وفق‬
‫القواعد العامة‪ ،‬عكس الوثيقة العرفية التي يمكن دحض ما جاء فيها بإثبات العكس‬
‫ت‪ -‬من حيث التاريخ‪ :‬تاريخ الوثيقة الرسمية يعتبر صحيحا إلى حد الطعن بالزور‪ ،‬أما تاريخ الوثيقة‬
‫العرفية يكون حجة على موقعيها فقط وال يكون حجة على الغير إال إذا كان التاريخ ثابتا حسب ما جاء‬
‫في الفصل ‪ 425‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪.32 " ....‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة نموذج وثيقة بيع عق ار‬


‫لدراسة الوثيقة بشكل أكثر تركيز سيتم في هذا املبحث التطرق لتحليل وثيقة بيع عقار في املغرق كنموذج‬
‫تطبيقي وذلك بغية التعرف على فحوى هذه الوثيقة وكيفية التعامل معها ال من حيث الشكل "املطلب‬
‫األول" وال من حيث املضمون "املطلب الثاني"‬
‫المطلب األول‪ :‬من حيث الشكل‬
‫لكل وثيقة عناصر جوهرية شكلية البد من التوفر عليها لتعتبر وثيقة صحيحة يعتد بها ويجوز التعامل بها‪.‬‬
‫ولدراسة وثيقة بيع عقار من حيث الشكل سيتم التطرق أوال لنوعية هذه الوثيقة ومصدرها " الفقرة األولى"‬
‫ثم بعد ذلك عناصرها ومكان تلقيها " الفقرة الثانية"‬
‫الفقرة األولى‪ :‬نوعية الوثيقة ومصدرها‬
‫بما أننا أمام وثيقة بيع عقار أو عقد بيع فمن البديهي أننا أمام وثيقة عقارية نظرا لطبيعة ومحتوى‬
‫إبرام هذا العقد وهو بيع أو تفويت عقار داخل اململكة املغربية بحيث تستوجب على أطرافها اللجوء‬
‫إلى املوثق إلبرام عقد البيع بشكل رسمي ثم بعد ذلك اللجوء إلى املحافظة العقارية إلتمام إجراءات‬
‫التسجيل والتقييد وغيرها‪ .‬أما فيما يخص مصدر هذه الوثيقة أو الجهة الصادرة عئها فهي غالبا مكتب‬

‫‪ -31‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬وسرائل اإلثبات في التشرريع املغربي‪ ،‬دون ذكر ط‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضراء‪ ،‬سرنة ‪ ،1981‬من ص‬
‫‪ 70‬إلى ص ‪.89‬‬
‫‪ - 32‬الفصل ‪ ،425‬ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫املوثق الذي يحرر هذه الوثيقة ويقوم بإبرام عقد البيع لألطراف‪ .‬ويمكن تعريف املوثق عموما بكونه هو‬
‫املصدق على شرعية ورسمية العقود العائلية أو العقارية‪ .‬وتتمثل مهمته في توثيق األعمال حيث يتم‬
‫ً‬
‫قانونيا من خالل تصديقه على‬ ‫ً‬
‫شاهدا‬ ‫إيداع توقيعات الطرفين‪ .‬بتوقيعه على عقد بين طرفين‪ ،‬ليصبح‬
‫هذه الوثيقة ويلزم نفسه بمحتوى املستند‪.‬‬
‫أما فيما يخص الشكل الخارجي للوثيقة فمن حيث الحجم تتكون من صفحة واحدة يترأس الصفحة‬
‫موضوع العقد " عقد بيع عقار" مكتوق بخط عريض ثم تليه املدينة‪ ،‬والتاريخ الكامل اليوم‪ ،‬الشهر‪،‬‬
‫السنة‪ .‬وقد جاء هذا التاريخ في أعلى وسط الورقة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عناصر الوثيقة‬
‫هوية أطراف العقد‪ :‬نجد أن أول ما تتوفر عليه وثيقة بيع العقار من معلومات هي هوية املتعاقدين‬
‫وذلك من اإلدالء بكامل معلومتهما الشخصية تعريفا دقيقا نافيا ألي التباس أو تشابه في األسماء‪ ،‬بحيث‬
‫تحتوي الوثيقة على األسماء الكاملة للمتعاقدين‪ ،‬أرقام البطاقة الوطنية‪ ،‬عنوان السكن‪...‬‬
‫تاريخ ومكان إبرام العقد‪ :‬معبر عئهما بشكل دقيق في أول الوثيقة بشكل صريح‬
‫بنود العقد‪ :‬نجد أن البند األول يتضمن عنوان البيع وعموما هذا البند يحتوي على إقرار األطراف‬
‫لرغبتهم ببيع وشراء العقار موضوع البيع بعد معاينته معاينة تامة نافية ألي جهالة مع ذكر عنوان‬
‫العقار‪.‬‬
‫البند الثاني تحت عنوان أصل امللكية إذ يحتوي على معلومات تخص رقم تسجيل العقد واليوم‬
‫والتاريخ وكذا الشهر‪.‬‬
‫البند الثالث يحمل شروط العقد‪.‬‬
‫البند الرابع تحت عنوان ثمن البيع باألرقام والحروف‪.‬‬
‫البند الخامس تحت عنوان الحيازة والتمتع بمعنى إمكانية املشتري بعد إبرام العقد مباشرة بحق‬
‫حيازته واستغالله‪.‬‬
‫البند السادس اإلقرار أي إقرار املتعاقدين باملوافقة على كامل بنود العقد‪.‬‬
‫التوقيع أي إمضاء الطرفين وهنا نظرا ألهمية وضرورة التوقيع في هذا النوع من الوثائق فمن الضروري‬
‫أن يكون اإلمضاء صحيح وحقيقي وشخص ي لكل من الطرفين وقد جاء االمضاء في آخر الورقة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬من حيث الموضوع‬
‫الوثيقة الرس ر ر ررمية محل الدراس ر ر ررة جاءت مس ر ر ررتوفية لجل عناص ر ر رررها الش ر ر رركلية واملوض ر ر رروعية من الناحية‬
‫القانونية‪ ،‬وكان جوهر موضوع هاته الوثيقة هو العقار‪ ،‬في جانب مدني ارتبط ببيع هذا األخير‪.‬‬
‫إن املفهومين أي العقار والبيع كالهما منظمان قانونيا في قالب قانوني محكم ال س ر ر ر ررواء في الش ر ر ر ررق املتعلق‬
‫ب ررالعق ررار في ظهير التحفيظ العق رراري‪ 33‬وال ك ررذل ررك م رردون ررة الحقوق العيني ررة‪ 34‬وثم الق ررانون الش ر ر ر ر ررام ررل لك ررل‬
‫املعامالت التعاقدية ق‪.‬ل‪.‬ع املغربي‪.‬‬
‫وانطالقررا من هررذا يمكن التعررامررل مع هررذه الوثيقررة أو هررذا العقررد من الجررانررب املوض ر ر ر ررو ي من خالل تحررديررد‬
‫اركان العقد والش ر ر ر ررروط املتض ر ر ر رمنة فيه ملعرفة كيفية بيع العقار في املغرق بش ر ر ر رركل خاص ثم كيفية قراءة‬
‫الوثيقة بشكل عام‪.‬‬
‫أكيد ان النموذج املقدم يحيلنا أوال كطلبة العلوم القانونية على قوانين هامة تمت دراس ر ر ر ررتها في الفص ر ر ر ررول‬
‫الدراسررية السررابقة (سررلك االجازة‪ ،‬سررلك املاسررتر) بشرركل نظري‪ ،‬وهي اليوم في هذا النموذج بشرركل تطبيقي‬
‫المس الواقع العملي‪ ،‬هذا ما يجعل البحث خليط فقه وقانون وعمل‪.‬‬
‫وبعد ان اتفقا األطراف البائع واملشر ر ر ررتري على الثمن والشر ر ر ررروط واتجاههما للموثق املكلف بتحرير العملية‪،‬‬
‫فكيفية بيع العقار في النموذج املعروض الذي هو عبارة عن عقار بالطبيعة ‪"35‬منزل أو ش ر ر ر ررقة" وبعد اتفاق‬
‫األطراف برردايررة على الثمن واتجرراههم ملكتررب املوثق املكلف بتحرير العمليررة قررانونررا‪ ،‬فررإن عمليررة بيع العقررار‬
‫تمت بالشكل التالي‪:‬‬
‫ابرام عقد بيع العقار‬

‫‪ - 33‬ظهير ش ررريف رقم ‪ 1.11.177‬ص ررادر في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 1432‬املوافق ل ‪22‬نوفمبر ‪ ،2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 14.07‬املتعلق بالتحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬واملنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5998‬بتاريخ ‪ 27‬ذي الحجة ‪ 1432‬املوافق ل ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،2011‬ص ‪.5575‬‬
‫‪ - 34‬ظهير شر ر ر ررريف رقم ‪ 1.11.178‬ص ر ر ر ررادر في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نوفمبر ‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 39.08‬املتعلق بمدونة الحقوق‬
‫العينية‪ ،‬املنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5998‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬ذي الحجة ‪ 1432‬املوافق ل ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،2011‬ص‪.5587‬‬
‫‪ -35‬املادة ‪ 6‬من القانون رقم‪ ،39.08‬مصدر سابق‪" ،‬العقار بطبيعته هو كل ش يء مستقر بحيزه ثابت فيه ال يم ر رركن نق ر ررله من دون تل ر ررف أو تغير‬
‫في هيئته"‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تكوين عقد بيع عق ار‬

‫امل ر ر رح ر ر ررل‬ ‫الت ر ر رراض ر ر رري‬ ‫األه ر ررلي ر ر ررة‬

‫االهليررة‪ :‬بعررد أن ابررانررت الوثيقررة عن توفر كررل من البررائع واملش ر ر ر ررتري على أهليتهمررا في التعرراقررد وذلررك من‬
‫خالل إدالئهمررا بررالبطرراقررة الوطنيررة وعقررد الزواج وغيرهررا من الوثررائق امللزمررة إلبرام العقررد والتررأكررد من‬
‫الهوية‪.‬‬
‫هنا يكون املوثق ملزم بالتأكد من أهلية األطراف‪ 36‬وذلك بمقارنة مواص ررفاتهم مع الوثائق املدلى بها والتأكد‬
‫كذلك عن طريق مخاطبتهم من عدم نقص ر ر ر رران أهليتهم‪ ،‬فإن ظهر ان أحد املتعاقدان ناقص االهلية وجب‬
‫على املوثق أال يوثق العقد وإال اعتبر بذلك مخالفا للقانون‪.37‬‬
‫التراض ر ر ر ر ي‪ :‬مما ال شر ر ر ررك فيه أن األطراف قبل اتجاههم للموثق‪ ،‬يكون قد حصر ر ر ررل بيئهم اتفاق أو وعدا‪،‬‬
‫وكما جاء في القانون فإن مجرد الوعد ال ينش ر ر ر االلتزام‪ ،38‬بل البد من وضر ر ررع االتفاق في قالبه القانوني‬
‫خاصة العمليات املرتبطة بالعقار‪.‬‬
‫‪ ‬وفي النموذج املعتم ررد ف ررإن مس ر ر ر ررؤولي ررة املوثق األولى تكمن في أن يت ررأك ررد من ص ر ر ر رح ررة تراض ر ر ر ر ي الطرفين‬
‫وس ر ر ر ررالمته‪ ،‬أي هل ايجاق وقبول األطراف خالي من عيوق الرض ر ر ر ر ى‪،39‬فإن كش ر ر ر ررف عيب ال يتم توثيق‬
‫العقد‪ ،‬والثانية تكمن في التزامه بتقديم النصررح لألطراف وهو ما نصررت عليه املادة ‪ 37‬من القانون رقم‬
‫‪ 32.09‬في فقرتها األخيرة‪ " :‬يجب على املوثق إس ر ر ر ررداء النص ر ر ر ررح لألطراف‪ ،‬كما يجب عليه أن يبين لهم ما‬
‫يعلمه بخص ر ر ر رروص موض ر ر ر رروع عقودهم‪ ،‬وأن يوض ر ر ر ررح لهم األبعاد واآلثار التي قد تترتب عن العقود التي‬
‫يتلقاها"‪.‬‬

‫‪ - 36‬املادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪ ،32.09‬مص ر ر رردر س ر ر ررابق‪ ،‬تنص املادة على انه "يجب تحقق املوثق تحت مس ر ر ررؤوليته من هوية األطراف وص ر ر ررفتهم‬
‫وأهليتهم للتصرف ومطابقة الوثائق املدلى بها إليه للقانون"‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ - 37‬املادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪ ،32.09‬املصدر نفسه‪" :‬يتحمل املوثق مسؤولية كل ما يضمنه في العقود واملحررات من تصريحات وبيانات يعلم‬
‫مخالفتها للحقيقة أو كان بإمكانه معرفتها أو العلم بها"‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ - 38‬الفصل ‪ 14‬من ق‪.‬ل‪.‬ع املغربي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 39‬وهي العيوق التي نص عليها املشر ر رررع املغربي في ق‪.‬ل‪.‬ع ‪ ،‬املصر ر رردر نفسر ر رره في الفصر ر ررل ‪ 39‬منه‪" :‬الغلط‪ /‬التدليس‪ /‬اإلكراه"‪،‬وما نص عليه في‬
‫الفصل ‪ 55‬منه "الغبن‪ ،"....‬ص‪.15-14‬‬
‫رغم هذا التنص ر رريص القانوني وجعل النص ر ررح التزام قانوني بص ر ررريح املادة املذكورة إال أنه من جانب أخالقي‬
‫البد من القيام بذلك س ررواء أنص القانون عنه ام ال‪ ،‬ألن النص ررح يفيد أوال في تجاوز املش رراكل والثغرات التي‬
‫قد يكون األطراف جاهلين لها‪ ،‬وثانيا مساهمة املوثق بذلك في حماية ممتلكات أطرافه‪.‬‬
‫املحررل‪ :‬ويجررب على املوثق بخص ر ر ر رروص هررذا الركن أن يقوم بتحررديررد العقررار محررل البيع تحررديرردا ركرامال في‬
‫العق ررد‪ ،‬وهو م ررا نص ر ر ر ر ررت علي رره امل ررادة ‪ 36‬بش ر ر ر رك ررل ص ر ر ر ررريح "تتض ر ر ر ررمن العقود التي يتلق رراه ررا املوثق على‬
‫الخصوص‪ .......‬بيان أركان وشروط العقد مع تعيين محله تعيينا كامال‪."40‬‬
‫وتأسيسا على ما تم ذكره وارتباطا بالوثيقة املعروضة فإن أركان العقد جاءت صحيحة ال يعترضها لبس وال‬
‫غموض وذلك من خالل ما تم التعبير عنه من قبل األطراف لفظا وتحريره من قبل املوثق كتابة {الشر ر ر ررروط‬
‫الشكلية للعقد} بعبار" وقع االتفاق قالتراض ي بين الطرفين وهما يقران قأهليتهما للتعاقد"‪.‬‬
‫وامرا املحرل فجراء تض ر ر ر ررمينره من خالل العبرارة التراليرة " ولهرذا‪ ،‬املش ر ر ر ررتري قبرل من البرائع العقرار االتي بيرانره‪:‬‬
‫"العقررار موض ر ر ر رروع البيع عبررارة عن منزل او ش ر ر ر رقررة أو عمررارة الكررائن ق‪ :‬العنوان يتكون من الطوابق املرائررب‬
‫الغرف الحمام املطبخ وغيرها من املكونات مساحته االجمالية مساحة العقار متر مربع"‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تنفيذ عقد بيع عق ار‬
‫ال لبس في أن عقد البيع يعد من العقود الناقلة للملكية‪،41‬إال أن هذه القاعدة تتض ر ررمن اس ر ررتثناء‪ 42‬وهو ما‬
‫جرى به القول بأن لكل قاعدة اس ر ر ررتثناء‪ ،‬خاص ر ر ررة في البيوع العقارية والتي هي موض ر ر رروع الوثيقة املعروض ر ر ررة‬
‫"عقد بيع عقار"‪ ،‬فالعقار يختلف بطبيعته من حيث نقل امللكية وذلك ما نص ر ر ر ررت عليه اكيد املادة ‪ 66‬من‬
‫ظهير التحفيظ العقاري‪" :‬كل حق عيني متعلق بعقار محفظ يعتبر غير موجود بالنسر ر رربة للغير إال بتقييده‪،‬‬
‫ابتداء من يوم التقييد في الرسر ر ررم العقاري من طرف املحافظ على األمالك العقارية"‪ ،‬وأتمت املادة ‪ 67‬ذلك‬
‫بتنصيصها على‪ ":‬إن األفعال االرادية و االتفاقات التعاقدية‪ ،‬الرامية إلى تأسيس حق عيني او نقله إلى الغير‬
‫او اإلقرار به او تغييره او اس ر ر ررقاطه ال ينتج أي أثر ولو بين األطراف إال من تاريخ التقييد‪ ،‬دون االضر ر ر ررار بما‬
‫لألطراف من حقوق في مواجهة بعض ر ررهم البعض وكذا بإمكانية إقامة دعاوى فيما بيئهم بس ر رربب عدم تنفيذ‬
‫اتفاقاتهم"‪ .‬باإلضررافة لهذا األثر الحاصررل وبعد التأكد من صررحة كل األركان املوجبة للتعاقد بتوفر شرركليته‬

‫‪ - 40‬املادة ‪ ،36‬القانون رقم ‪ ،32.09‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬


‫‪ - 41‬الفصل ‪ 491‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬مصدر سابق‪ ":‬يكتسب املشتري بقوة القانون ملكية الش يء املبيع‪ ،‬بمجرد تمام العقد بتراض ي طرفيه"‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ - 42‬ونقصررد من ذلك ما نصررت عليه الفصررل ‪ 489‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬املصرردر نفسرره‪ ،‬إذا كان املبيع عقارا أو حقوقا عقارية أو أشررياء أخرى يمكن رهئها‬
‫رهنا رسر ر ر ررميا وجب ان يجري البيع كتابة في محرر ثابت التاريخ‪ ،‬وال يكون له أثر في مواجهة الغير إال إذا سر ر ر ررجل في الشر ر ر رركل املحدد بمقت ر ر ر ر ى‬
‫القانون‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫{الكتابة‪ ،‬والتسجيل} وموضوعيته {االهلية‪ ،‬التراض ي و‪ ،}...‬هناك آثار أخرى تترتب عن هذا العقد واملتمثلة‬
‫أساسا في‪:‬‬
‫التزامات األطراف‬

‫التزامات املشتري‬ ‫التزامات البائع‬

‫إن التزامات البائع كما هي محددة قانونا في الفص ر ر ر ررل ‪ 498‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،43‬توفرت في الوثيقة املعروض ر ر ر ررة‬
‫وذلك من خالل تضرميئها عبارة " وسرلم البائع أعاله للمشرتري أعاله"‪" ،‬يتعهد البائع بتسرليم املبيع خاليا‬
‫ومطهرا من كررل تحمررل عقرراري أو حق عيني ومن أي نزاع أو تعرض‪ ،‬وبقوة القررانون وبرردون عررائق طبقررا‬
‫للقانون"‪.‬‬
‫وتجدر اإلش ر ر ررارة أن عقد بيع العقار بعد ابرامه لدى املوثق يقوم هذا األخير بتقديم نس ر ر ررخة من العقد لكل‬
‫من البائع واملشررتري‪ 44‬ونسررخة أخرى يتم ايداعها لدى املحافظة العقارية التي يتواجد العقار بدائرة نفوذها‬
‫من أجب تقييد العقد بالرس ررم العقاري املتعلق بالعقار موض رروع البيع‪ 45‬وهو في الوثيقة ش ررقة أو منزل‪ ،‬كما‬
‫يقوم املوثق كذلك بطلب وثيقة من إدارة الض ر ررائب تس ر ررمى بوثيقة االبراء الض ر ررريبي‪ 46‬وذلك بوض ر ررع نس ر ررخة‬
‫رس ر ررمية من عقد البيع وطلب الحص ر ررول على الوثيقة مكتوق لدى القباض ر ررة التي يقع العقار موض ر رروع البيع‬
‫بدائرة نفوذها‪ ،‬وهذا كله من اجل التأكد من أن البائع قد أدى جميع الضر ر ر ررائب املتعلقة بالعقار موض ر ر رروع‬
‫البيع‪ ،‬وإذا ركران ذلررك فررإن اإلدارة تس ر ر ر ررلم الوثيقررة املطلوبررة للموثق‪ ،‬وإن ركرانررت هنرراك ض ر ر ر ررائررب فررإن اإلدارة‬
‫تسر ر ررتد ي املوثق ألدائها قبل تسر ر ررليم الوثيقة‪ ،‬وبعد ذلك يقوم املوثق بتسر ر ررليم ثمن البيع للبائع مقتطعا منه‬
‫املبالغ التي تمت تأديتها إلدارة الضرائب قصد الحصول على وثيقة االبراء الضريبي‪.‬‬
‫أما في ما يخص التزامات املش ر ررتري فهي محددة كذلك في نص الفص ر ررل ‪ 576‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ، 47‬وجاءت هذه‬
‫االلتزامات في الوثيقة املعتمدة تحت عبارة " اعترف البائع بقبض املبلغ املذكور عند تحرير هذا العقد‬
‫وابراء املشتري من ذلك‪".‬‬

‫‪ - 43‬الفصل ‪ ،498‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬مصدر سابق‪" ،‬يتحمل البائع بالتزامين أساسيين‪ :‬االلتزام بتسليم الش يء املبيع‪ ،‬التزام بضمانه"‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ - 44‬الفقرة األولى من املادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪ ،32.09‬مصدر سابق‪ " :‬يجب على املوثق أن يسلم نسخة لكل واحد من األطراف"‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ - 45‬املادة ‪ 47‬من القانون رقم ‪ ، 32.09‬املص رردر نفس رره‪" :‬يجب على املوثق أن يقدم نس ررخا من املحررات والعقود بعد اإلش ررهاد بمطابقتها لألص ررل‬
‫من طرفه‪ ،‬ملكتب التسر ررجيل املختص السر ررتيفاء إجراء التسر ررجيل وأداء الواجب في األجل املحدد قانونا وإنجاز اإلجراءات الضر رررورية للتقييد في‬
‫السجالت العقارية وغيرها لضمان فعاليتها ويقوم بإجراءات النشر والتبليغ عند االقتضاء"‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ - 46‬ينظر إلى امللحق رقم ‪.2‬‬
‫‪ -47‬الفصل ‪ 576‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬املصدر السابق‪" ،‬يتحمل املشتري بالتزامين أساسيين‪ :‬االلتزام بدفع الثمن‪ ،‬وااللتزام بتسلم الش يء"‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫وأخيرا وليس باألخير انتقلت ملكية العقار‪ 48‬موض ر ر ر رروع البيع للمش ر ر ر ررتري بحيازته والتمتع به وهو ما عبر عنه‬
‫املوثق في الوثيقة ق‪ " :‬للمشررتري الحق في امللكية والتصرررف‪ 49‬والحيازة للعقار‪ 50‬الذي اشررتراه بمقت ر ى هذا‬
‫العقد‪ ،‬فور التوقيع عليه‪ ،‬ويمتد تصرفه لجميع الحقوق املرتبطة به‪.‬‬

‫‪ - 48‬املادة ‪ ،14‬من القانون رقم ‪ ،39.08‬مصرردر سررابق‪ ":‬يخول حق امللكية مالك العقار دون غيره سررلطة اسررتعماله واسررتغالله والتصرررف فيه‪،‬‬
‫وال يقيده في ذلك إال القانون أو االتفاق"‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ - 49‬املادة ‪ ،19‬من املص رردر نفس رره‪" ،‬ملالك العقار مطلق الحرية في اس ررتعمال ملكه واس ررتغالله والتص رررف فيه وذلك في النطاق الذي تس ررمح به‬
‫القوانين واألنظمة الجاري بها العمل"‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ - 50‬املادة ‪ ،260‬املصدر نفسه‪"،‬يترتب على الحيازة املستوفية لشروطها اكتساق الحائز ملكية العقار"‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫نستشف مما سبق ان الوثيقة تعد من أهم وسائل االثبات التي استعملها اإلنسان من أجل ضبط املعامالت‬
‫التعاقدية داخل الحياة االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬فاملقومات التي تنبني عليها الوثيقة كهوية األطراف وتاريخ‬
‫التحرير والخط واللغة وغيرها من املقومات التي تمت دراستها في هذا البحث املتواضع‪ ،‬جعلت مئها مسايرة‬
‫للتطورات املعامالتية واملعلوماتية‪ .‬وبما أن التوثيق عنصر أساس ي ورئيس ي ملحاربة وباء الكذق واالحتيال‬
‫وغيره من االمراض الخطيرة التي تصيب االنسان في ممتلكاته وحقوقه‪ ،‬كان لزاما على الدولة من وضع إطار‬
‫قانوني ينظم هذه املهنة‪ ،‬وهوالقانون رقم ‪ ،32.09‬التي تمت دراسة بعض مواده أعاله‪ ،‬وكذا يجب على‬
‫األفراد ان يتمكنوا من معرفة الوسائل العملية للتعامل مع الوثيقة‪ ،‬ولتكون بذلك أكثر وضوحا وسالسة في‬
‫التعامل‪ ،‬ويكونوا أكثر حيطة وحذر في استعمالها‪ ،‬وأال يستعملوها إال وفق القانون‪.‬‬

‫وعليه تم الخروج بمجموعة من النتائج التي يمكن اجمالها في‪:‬‬

‫‪ ‬للوثيقة عناصر ال تقوم إال بتوفرها‪.‬‬


‫‪ ‬تحديد شروط وضوابط الوثيقة يجعل لها دور فعال في ابعاد الناس عن العقود الباطلة‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية التوثيق داخل املعامالت التعاقدية جعلت له إطار قانوني يحكمه‪.‬‬
‫‪ ‬التطورات الحاصلة داخل الحياة االقتصادية جعلت الوثيقة متنوعة بين وثيقة عدلية ورسمية‬
‫وعرفية وعصرية‪.‬‬
‫‪ ‬توثيق العقود سبيل لتوفير االمن القانوني في مجال العقار‪ ،‬ألنه يصون حق امللكية الذي يضمنه‬
‫الدستور املغربي‪.‬‬
‫وبعد دراسة املوضوع والغوص في حيثياته يمكن طرح بعض االقتراحات‪:‬‬

‫‪ ‬ترسيخ الثقافة القانونية لدى أفراد املجتمع ملعرفة طرق التعامل مع الوثائق‪.‬‬
‫‪ ‬وضع وحدة خاصة في فقه وقانون التوثيق داخل كليات القانون‪ ،‬وورشات تطبيقية لفائدة الطلبة‬
‫الجامعيين للتنزيل العملي ملا تمت دراسته في هذه الوحدة‪.‬‬
‫‪ ‬عمل دورات تكوينية لألطر القضائية وممتهنين التوثيق في تحقيق الخطوط والزور خاصة ما يتعلق‬
‫بالتزوير االلكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬تكثيف الجهود لضمان األمن التعاقدي في ضل التوثيق والوثائق اإللكترونية واملعامالت الرقمية‪.‬‬
‫امللحق (‪)1‬‬
‫امللحق (‪)2‬‬
‫‪ ‬المصادر‬
‫القران الكريم برواية ورش عن نافع‪.‬‬

‫‪ ‬الظهائر‬
‫‪ ‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود‪..‬‬
‫‪ ‬ظهير شر ر ر ررريف رقم ‪ 1.11.177‬ص ر ر ر ررادر في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 1432‬املوافق ل ‪22‬نوفمبر ‪ ،2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 14.07‬املتعلق‬
‫بالتحفيظ العقاري‪ ،‬واملنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5998‬بتاريخ ‪ 27‬ذي الحجة ‪ 1432‬املوافق ل ‪ 24‬نوفمبر ‪.2011‬‬
‫‪ ‬ظهير شر ر ر ررريف رقم ‪ 1.11.178‬ص ر ر ر ررادر في ‪ 25‬من ذي الحجررة ‪ 22( 1432‬نوفمبر ‪ )2011‬بتنفيررذ القررانون رقم ‪ 39.08‬املتعلق بمرردونررة‬
‫الحقوق العينية‪ ،‬املنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5998‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬ذي الحجة ‪ 1432‬املوافق ل ‪ 24‬نوفمبر ‪.2011‬‬
‫‪ ‬ظهير ش ر ر ررريف رقم ‪ 1.06.56‬ص ر ر ررادر في ‪ 15‬من محرم ‪ )14( 1427‬فبراير (‪ )2006‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 16.03‬املتعلق بخطة العدالة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5400‬بتاريخ فاتح صفر ‪ )2( 1427‬مارس (‪.)2006‬‬
‫‪ ‬ظهير شر ر ر ررريف رقم ‪ 1.11.179‬صر ر ر ررادر في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ )22( 1432‬نوفمبر (‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 32.09‬املتعلق بتنظيم‬
‫مهنة التوثيق‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 27‬ذو الحجة ‪ )24 1432‬نوفمبر ‪.2011‬‬
‫‪ ‬المعاجم‬
‫‪ ‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرق‪ ،‬املجلد ‪ ،12‬ط‪ ،6‬دون ذكر دار النشر‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة ‪.1997‬‬
‫الم راج ع‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الكتب العامة والخاصة‬
‫‪ ‬أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد الونشر ر ررريس ر ر ر ي التلمسر ر رراني‪ ،‬املنئج القائل واملئهل الرائق واملعنى الالئق بثداق املوثق وأحكام الوثائق‪،‬‬
‫طبعة وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬دون ذكر املطبعة‪1418 ،‬هر ‪1998 /‬م‪.‬‬
‫‪ ‬إدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع املغربي‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪.1981‬‬
‫‪ ‬املعطي الجبوجي‪ ،‬القواعد املوضوعية والشكلية لدثبات‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬دار االسالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪.2002‬‬
‫‪ ‬عبد املجيد بوكير‪ ،‬التوثيق العصري املغربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة ‪.2006‬‬
‫عبد الوهاب أبو محمد علي بن نصر البغدادي المالكي‪ ،‬االشراف على نكت مسائل الخالف‪ ،‬الجزء ‪ ،2‬ط ‪ ،1‬دار ابن حزم‪ ،‬سنة ‪1420‬هـ‪/////////‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد ربيعي‪ ،‬االحكام الخاصة باملوثقين واملحررات الصادرة عئهم‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة املعرفة مراكش‪.2015 ،‬‬
‫‪ ‬محمد غزاف‪ ،‬الدليل العملي في صياغة العقود‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الجديدة‪ ،‬سنة ‪2012‬‬
‫‪ ‬محمد كشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكلية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪.1997‬‬
‫‪ ‬محمد ليديدي‪ ،‬مهنة التوثيق‪ ،‬قراءة في القانون رقم ‪ 32.09‬املنظم ملهنة التوثيق‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬منشر ر ر ررورات جمعية نشر ر ر ررر املعلومة‬
‫القانونية والقضائية‪ ،‬مطبعة إليت‪ ،‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪ ‬نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي‪ ،‬موارد الظمان إلى زوائد ابن حبان‪ ،‬الجزء ‪ ،4‬ط‪ ،1‬دار الثقافة العربية‪ ،‬دمشق‪1412 ،‬هر‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ ‬ال مق االت‬
‫‪ ‬أحمادو الدباغي‪ ،‬أحكام التوثيق والوثائق عند فقهاء املالكية دراسة مقارنة بالقانون الجزائري‪ ،‬مجلة ضياء للدراسات القانونية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،01‬سنة ‪.2022‬‬
‫‪ ‬ال ن دوات‬
‫‪ ‬عبد الس ر ررالم الزياني‪ ،‬ش ر ررروط املوثق وض ر رروابط تحير الوثيقة العدلية مجلة توثيق التص ر رررفات العقارية‪ ،‬س ر ررلس ر ررلة الندوات وااليام‬
‫الدراسية‪ ،‬العدد ‪ ،23‬فبراير ‪.2005‬‬
‫‪ ‬المواقع االلكترونية‬
‫‪ www.noorbook.com‬‬
‫‪‬‬ ‫‪www.sotor.com‬‬
‫‪ www.droitentreprise.com‬‬
‫‪ www.droitetentreprise.com‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـقـ ـ ـ ـ ــدمـ ـ ـ ـ ــة _________________________________________________________________________‪1‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مقومات الوثيقة وأنواعها _________________________________________________________‪4‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عناصر الوثيقة فقها وق انونا ____________________________________________________‪4‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شكلية الوثيقة لدى الفقه ___________________________________________________‪4‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬العناصر الواجب توفرها في الوثيقة ______________________________________________‪5‬‬

‫أوال‪ :‬الوثيقة العدلية _____________________________________________________________‪6‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوثيقة العصرية ____________________________________________________________‪7‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الوثائق وحجيتها _______________________________________________________‪9‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مف ارق ات انعق اد الوثيقة الرسمية والعرفية __________________________________________‪9‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مف ارق ات حجية إثبات الوثيقة الرسمية والعرفية _______________________________________‪10‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة نموذج وثيقة بيع عق ار _____________________________________________________‪12‬‬

‫المطلب األول‪ :‬من حيث الشكل __________________________________________________________‪12‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬نوعية الوثيقة ومصدرها ___________________________________________________‪12‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عناصر الوثيقة _________________________________________________________‪13‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬من حيث الموضوع ________________________________________________________‪14‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تكوين عقد بيع عق ار ____________________________________________________‪15‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تنفيذ عقد بيع عق ار _____________________________________________________‪16‬‬

‫خر ر ر رراتر ر رمر ر ر ر ر ررة _________________________________________________________________________‪19‬‬

‫ال ر ر ر ر رم ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررالح ر ر ر ر ر ررق ______________________________________________________________________‪20‬‬

‫الئر ر ر ر رحر ر ررة امل ر ر ر رص ر ر ر ر ر ررادر والر ر ر ر ر ر رمر ر ر ر ر ر رراج ر ر ر ر ر ر ر ررع __________________________________________________________‪24‬‬

‫الفهرس ___________________________________________________________________________‪26‬‬

You might also like