‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ ‪ 1‬ﺑﻥ ﻳﻭﺳﻑ ﺑﻥ ﺧﺩﺓ‬

‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﺣﻘﻭﻕ‬
‫)ﺳﻌﻳﺩ ﺣﻣﺩﻳﻥ(‬

‫ﺩ ̸ ﺣﺳﻧﺎﻭﻱ ﻓﺎﻁﻣﺔ‬
‫ﺃﺳﺗﺎﺫﺓ ﻣﺣﺎﺿﺭﺓ )ﺏ(‬

‫ﻣﺣﺎﺿﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺓ‬
‫ﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫ﻣﺣﺎﺿﺭﺍﺕ ﺃﻟﻘﻳﺕ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺑﺔ ﺍﻟﻣﺎﺳﺗﺭ‬
‫ﻓﺭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ‬

‫ﺍﻟﺳﻧﺔ ﺍﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ ‪2019/2018‬‬

‫‪1‬‬
 ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﺗﺄﺗﻲ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﺗﻌﻠﻡ ﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻣﻭﻣﺎ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺧﺻﻭﺻﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻌﺭﻳﻑ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺑﺄﻫﻡ ﺍﻷﻁﺭ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ ﻭﺍﻟﺷﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺑﻬﺎ ﻋﻧﺩ ﺧﻭﺿﻪ‬
‫ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺑﻣﺎ ﻳﺣﻔﻅ ﻟﻺﻧﺗﺎﺝ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ "ﺑﺣﺛﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻡ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﻡ ﺃﻁﺭﻭﺣﺔ ‪ "...‬ﺍﻟﺷﻛﻝ‬
‫ﺍﻟﻣﻧﺎﺳﺏ ﻭﺍﻟﻣﻼﺋﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻻﺑﺩ ﺃﻥ ﻳﻅﻬﺭ ﺑﻪ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻣﻌﺭﻓﺔ ﻛﻳﻔﻳﺔ ﺍﻧﺟﺎﺯ ﺑﺣﺙ ﻋﻠﻣﻲ‬
‫ﻧﻅﺭﻱ ﺃﻭ ﻣﻳﺩﺍﻧﻲ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻭﺍﺟﺏ ﻣﺭﺍﻋﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﻣﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻳﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻟﻣﻔﺎﻫﻳﻡ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻘﻭﻡ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭ ﻛﻳﻔﻳﺔ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻗﺿﺎﻳﺎ ﻭﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺎﺕ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ‬
‫ﻭﺇﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻣﻔﺎﻫﻳﻡ ﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺗﻁﺑﻳﻘﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻳﺩﺍﻥ‪ ،‬ﻭﻛﻳﻔﻳﺔ ﺟﻣﻊ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺑﺣﺙ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻭﻗﺭﺍءﺗﻬﺎ ﻭﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ ﻭﺗﺻﻧﻳﻔﻬﺎ ﻭﻧﻘﺩﻫﺎ ﻭﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﺍﻷﻧﺳﺏ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻁﺑﻘﺎ ﻟﻸﺻﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﺳﺗﻧﺗﺎﺝ ﺍﻟﻘﻭﺍﻧﻳﻥ ﻭﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺧﺩﻡ ﺣﻳﺎﺗﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ ﺗﻁﺑﻳﻘﺎ ﻟﻣﺗﻁﻠﺑﺎﺕ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺍﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺑﺣﻭﺙ ﻭﺍﻟﺗﻌﻠﻡ ﻟﻬﻲ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﺃﺷﺩ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﻣﺿﻰ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻓﻲ ﺳﻳﺎﻕ ﻣﺣﻣﻭﻡ ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺑﺭ ﻗﺩﺭ ﻣﻣﻛﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺩﻗﻳﻘﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﺳﺗﻣﺩﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔﻝ ﺍﻟﺭﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺭﻓﺎﻫﻳﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎﻥ ﻭﺗﺿﻣﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺗﻔﻭﻕ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻏﻳﺭﻩ ﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻟﻣﺗﻘﺩﻣﺔ ﺗﻭﻟﻰ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﻛﺑﻳﺭﺓ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﺫﻟﻙ ﻳﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺩﺭﻛﺕ ﺃﻥ ﻋﻅﻣﺔ ﺍﻷﻣﻡ ﺗﻛﻣﻥ ﻓﻲ ﻗﺩﺭﺍﺕ ﺃﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻛﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺳﻠﻭﻛﻳﺔ‪،‬‬
‫ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺑﺣﻭﺙ ﺗﺣﺗﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﺎﺋﻝ ﻛﺛﻳﺭﺓ ﻣﻌﻘﺩﺓ ﻭ ﺗﺳﺗﻧﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ ﻣﺟﺎﻝ ﻋﻠﻣﻲ‪،‬‬
‫ﻭﺗﺗﻁﻠﺏ ﺍﻷﻣﻭﺍﻝ ﺍﻟﻁﺎﺋﻠﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻟﻣﺩﺭﻛﺔ ﻟﻭﺍﺟﺑﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﺗﺭﻓﺽ ﺃﻱ ﺗﻘﺻﻳﺭ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑﺭ ﺍﻟﺑﺣﻭﺙ ﺩﻋﺎﻣﺔ ﺃﺳﺎﺳﻳﺔ ﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻫﺎ ﻭﺗﻁﻭﺭﻫﺎ‬
‫ﻭﺣﺿﺎﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺫﺍﺗﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻳﻌﺗﺑﺭ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﻣﻧﺎﻫﺟﻪ ﻭﺇﺟﺭﺍءﺍﺗﻪ ﻣﻥ ﺍﻷﻣﻭﺭ ﺍﻟﺿﺭﻭﺭﻳﺔ ﻷﻱ ﺣﻘﻝ ﻣﻥ‬
‫ﺣﻘﻭﻝ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺃﺻﺑﺢ ﺍﻹﻟﻣﺎﻡ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻭﺍﺟﺏ ﺇﺗﺑﺎﻋﻬﺎ‬
‫ﺑﺩءﺍ ﻣﻥ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﺑﺷﻛﻝ ﺇﺟﺭﺍﺋﻲ ﻭﻣﺭﻭﺭﺍ ﺑﺎﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﻧﻬﺞ‬
‫ﻭ ﺍﻧﺗﻬﺎءﺍ ﺑﺗﺣﻠﻳﻝ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻭﺍﺳﺗﺧﻼﺹ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻥ‬ ‫ﻭﺃﺳﻠﻭﺏ ﻟﺟﻣﻊ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ‬
‫ﺍﻷﻣﻭﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻭﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻌﺩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻣﻳﺩﺍﻧﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻣﻥ ﻣﻳﺎﺩﻳﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﺣﻳﺙ ﻳﺧﺿﻊ‬
‫ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻳﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﻛﺗﺳﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻣﻔﻳﺩﺓ ﻭﺗﺩﺭﻳﺏ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﻟﻳﺏ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺍﻟﺗﺣﺭﻱ ﻭﺇﻛﺳﺎﺑﻪ ﻗﺩﺭﺍﺕ‬
‫ﻓﻛﺭﻳﺔ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﻓﻧﻳﺔ ﻋﻠﻣﻳﺔ ﻹﻧﺟﺎﺯ ﺃﺑﺣﺎﺙ ﻋﻠﻣﻳﺔ ﺗﺳﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺗﻁﻭﺭ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ﺇﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﺗﻛﺳﺏ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﻓﻳﺗﻌﻠﻡ‬
‫ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻛﻳﻔﻳﺔ ﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﻛﻳﻔﻳﺔ ﻣﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻣﺳﺗﺟﺩﺍﺕ ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻭﻝ ﺃﻭ‬
‫ﺗﻔﺳﻳﺭﺍﺕ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻛﻳﻔﻳﺔ ﺗﺧﻁﻲ ﺍﻟﻌﻘﺑﺎﺕ ﻭﺗﺟﻧﺏ ﺍﻟﻬﻔﻭﺍﺕ ﻭﺗﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﻔﺷﻝ‪.‬‬
‫ﻟﻺﻟﻣﺎﻡ ﺑﺄﻫﻡ ﻣﺿﺎﻣﻳﻥ ﻣﻘﻳﺎﺱ ﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﺳﺗﻬﻠﻠﻧﺎ ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺗﻘﻧﻳﺎﺕ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ )ﺍﻟﻔﺻﻝ ﺍﻷﻭﻝ( ﺣﻳﺙ‬
‫ﺗﻁﺭﻗﻧﺎ ﻓﻲ) ﺍﻟﻣﺑﺣﺙ ﺍﻷﻭﻝ( ﻟﺗﻌﺭﻳﻑ ﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻭﺧﺻﺎﺋﺻﻪ ﺛﻡ ﺧﺻﺻﻧﺎ‬
‫)ﺍﻟﻣﺑﺣﺙ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻷﻧﻭﺍﻉ ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻭﺍﻧﺗﻬﻳﻧﺎ ﻓﻲ )ﺍﻟﻣﺑﺣﺙ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ( ﺑﺎﻟﺗﻁﺭﻕ‬
‫ﻷﻫﻡ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻻ ﺷﻙ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺇﺗﻘﺎﻥ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻭﺗﻧﻣﻳﺔ ﺍﻟﻔﻛﺭ ﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻲ ﻭﺍﻟﻧﻘﺩﻱ ﻭﺍﻟﺑﺣﺛﻲ‬
‫ﻟﻠﻁﺎﻟﺏ ﻳﺳﺗﺩﻋﻲ ﺇﺗﺑﺎﻉ ﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺻﺣﻳﺣﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠﻳﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻘﺎﺕ ﺗﺗﺿﻣﻥ ﻓﻲ ﺟﺯء ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺣﺛﺎ ﻗﺎﻧﻭﻧﻳﺎ ﻹﻳﺟﺎﺩ ﺍﻟﺣﻠﻭﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﻌﺗﻣﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻭﺗﺑﻌﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺧﺻﺻﻧﺎ )ﺍﻟﻔﺻﻝ‬
‫ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻟﻠﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻭﻛﺫﺍ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻔﻘﻬﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺳﺗﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬

‫ﻻ ﺷﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻷﻱ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﻗﺎﻧﻭﻧﻲ ﻻﺑﺩ ﺃﻥ ﺗﻛﻭﻥ ﻣﺣﻛﻭﻣﺔ ﺑﻣﻧﻬﺞ‬

‫ﻋﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻳﻣﺛﻝ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺗﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻝ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺃﻭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺃﻭ ﻣﺳﺄﻟﺔ‬
‫ﻣﺎ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﻟﺗﻭﺻﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻟﻠﻛﺷﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻫﺫﺍ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺧﺹ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺑﺭﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻹﻗﻧﺎﻉ ﺍﻟﻐﻳﺭ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻧﻲ ﺍﻟﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺃﻳﺿﺎ ﺗﻌﻠﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻛﻳﻔﻳﺔ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﻣﻠﻛﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻛﺭﻳﺔ ﻭﻗﺩﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻳﺔ‬
‫ﺃﺣﺳﻥ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﺑﺄﻗﻝ ﺟﻬﺩ ﻭﺃﻗﺻﺭ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﻹﺣﺎﻁﺔ ﺑﺗﻘﻧﻳﺎﺕ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻳﺟﺩﺭ ﺑﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺣﺩﺩ‬
‫ﺧﺻﺎﺋﺹ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻭﺃﻫﻣﻳﺗﻪ )ﺍﻟﻣﺑﺣﺙ ﺍﻷﻭﻝ( ﺫﻛﺭ ﺃﻧﻭﺍﻉ ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ )ﺍﻟﻣﺑﺣﺙ‬
‫ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻛﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎﻭﻝ ﻣﺭﺍﺣﻝ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ )ﺍﻟﻣﺑﺣﺙ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ( ﻭﻧﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﻟﺗﻁﺭﻕ‬
‫ﻷﻫﻡ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺗﺣﺭﻳﺭ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ )ﺍﻟﻣﺑﺣﺙ ﺍﻟﺭﺍﺑﻊ(‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ‬

‫ﻣﻥ ﺍﻟﺟﺩﻳﺭ ﺑﺎﻟﺫﻛﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻳﺳﺗﻠﺯﻡ ﺗﻭﺍﻓﺭ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺧﺻﺎﺋﺹ ﺣﺗﻰ‬
‫ﻳﻣﻛﻥ ﺍﻟﻘﻭﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺟﻳﺩ ﻣﻥ ﻋﺩﻣﻪ‪ ،‬ﻭﻟﻺﺣﺎﻁﺔ ﺑﻛﻝ ﺧﺻﺎﺋﺹ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫ﻳﺟﺏ ﺃﻭﻻ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺗﻌﺭﻳﻑ ﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ )ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭﻝ( ﺛﻡ ﺫﻛﺭ ﻭﺑﻳﺎﻥ ﺳﻣﺎﺗﻪ‬
‫ﻭﻣﻘﻭﻣﺎﺗﻪ )ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻭﺿﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﻭﺧﻁﻭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ )ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ(‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺭﻳﻑ ﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻧﻌﺭﻑ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﻟﻐﺔ ﻭﺍﺻﻁﻼﺣﺎ‬
‫)ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭﻝ( ﻭﺗﺣﺩﻳﺩ ﻋﻧﺎﺻﺭﻩ‪ ،‬ﺛﻡ ﻳﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﺗﻌﺭﻳﻑ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ(‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻟﻐﺔ ﻭﺍﺻﻄﻼﺣﺎ‬
‫ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﻟﻐﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺟﺫﺭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ )ﻧﻬﺞ( ‪ ،‬ﻭﻧﻬﺞ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ ﻧﻬﺟﺎ ﺃﻱ ﻭﺿﺢ ﻭﺍﺳﺗﺑﺎﻥ‬
‫ﻭﺍﻧﺗﻬﺞ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ ﻭﺍﺳﺗﺑﺎﻧﻪ ﻭﺳﻠﻛﻪ ﻭﺍﻧﺗﻬﺞ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ ﺳﻠﻙ ﻣﺳﻠﻛﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﻫﻭ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ‬
‫ﺍﻟﻭﺍﺿﺢ‪ ،‬ﻳﻘﻭﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ " :‬ﻟﻛﻝ ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻣﻧﻛﻡ ﺷﺭﻋﺔ ﻭﻣﻧﻬﺎﺟﺎ " ﺃﻱ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﺑﻳﻥ‬
‫ﺍﻟﻭﺍﺿﺢ ﻭﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ ﺃﺑﺳﻁ ﺗﻌﺭﻳﻔﺎﺗﻪ ﺍﻹﺻﻁﻼﺣﻳﺔ‪ ،‬ﻁﺭﻳﻘﺔ ﻳﺻﻝ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺣﻘﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﺃﻭ ﻫﻭ "ﺧﻁﻭﺍﺕ ﻣﻧﻅﻣﺔ ﻳﺗﺧﺫﻫﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺃﻭ ﺃﻛﺛﺭ ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ" ﺃﻭ ﻫﻭ "ﺍﻟﺑﺭﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺣﺩﺩ ﺍﻟﺳﺑﻳﻝ ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ"‪ .‬ﻧﻼﺣﻅ ﻣﻥ‬
‫ﺧﻼﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺗﻌﺎﺭﻳﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﺟﻣﻳﻌﺎ ﺗﺩﻭﺭ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺳﺑﻳﻝ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺍﻟﻣﻧﻅﻡ ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺗﻌﺭﻳﻔﺎ ﺍﺻﻁﻼﺣﻳﺎ ﺑﺄﻧﻪ‪" :‬ﻓﻥ ﺍﻟﺗﻧﻅﻳﻡ ﺍﻟﺻﺣﻳﺢ ﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻷﻓﻛﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﻌﺩﻳﺩﺓ ﺃﻣﺎ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﻟﻛﺷﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﻧﻛﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﺟﺎﻫﻠﻳﻥ‪ ،‬ﺃﻭ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﻟﺑﺭﻫﻧﺔ‬
‫ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻟﻶﺧﺭﻳﻥ ﺣﻳﻥ ﻧﻛﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﺎﺭﻓﻳﻥ"‪ ،‬ﻭ ﺗﻌﺭﻑ ﺩﺍﺋﺭﺓ ﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺑﺭﻳﻁﺎﻧﻳﺔ ﻛﺫﻟﻙ‬
‫ﺍﻟﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﻣﺻﻁﻠﺢ ﻋﺎﻡ ﻟﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﻌﻣﻠﻳﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻧﻬﺽ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺃﻱ ﻋﻠﻡ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ‬
‫ﻭﻳﺳﺗﻌﻳﻥ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﺧﺗﺻﺎﺻﻪ"‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﻳﺅﻛﺩ ﻭﺣﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎﺭﻩ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﻟﻠﺗﻔﻛﻳﺭ ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ ﻳﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﺻﻳﻝ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺍﻟﺻﺎﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻭﺍﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ‪ ،‬ﻭﻣﻥ ﺛﻣﺔ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫ﺿﺭﻭﺭﺓ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻛﺗﺷﻑ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﻣﺑﻛﺭﺍ ﺑﺣﻛﻡ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻥ ﺫﻛﺎء ﻭﻣﻬﺎﺭﺓ ﺣﻳﺙ ﻗﺎﻣﺕ ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ‬
‫ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﻳﺭ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺑﺎﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﻁﺭﻕ ﺍﺭﺗﺟﺎﻟﻳﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﺄﻣﻝ‬
‫ﻭﺍﻟﺧﻳﺎﻝ ﺃﻭ ﺗﻔﺳﻳﺭﻫﺎ ﻋﻧﺩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺃﻭ ﻣﻥ ﻳﻣﺛﻠﻭﻧﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻥ ﻋﻠﻣﺎء ﻭﻛﻬﻧﺔ‬
‫ﻭﺣﻛﺎﻡ‪ ،‬ﻭﻳﺭﺟﻊ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻣﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺧﺑﺭﺓ ﺍﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺃﻭ ﺧﺑﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﻳﺭ‪،‬‬
‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺳﺗﻌﻣﻠﻭﻥ ﺍﻟﻘﻳﺎﺱ ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﻲ ﻟﻠﻛﺷﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻧﻳﻥ‪ .‬ﺛﻡ ﺗﻘﺩﻣﺕ ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻣﻊ‬
‫ﺗﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺍﻟﻔﻧﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻷﺧﻳﺭﺓ ﺣﻳﺙ ﺍﻋﺗﻣﺩﺕ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻫﺩﺓ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺟﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﺔ ﻣﻥ ﺃﺣﺩﺍﺙ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺗﺭﻳﻬﺎ ﻣﻥ ﺗﻐﻳﺭﺍﺕ ﻟﻠﻛﺷﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻧﻳﻥ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻔﺳﺭﻫﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ‪.‬‬
‫ﺗﻡ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺍﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺭﻑ ﺑﺎﻟﻣﺳﻠﻣﺎﺕ ﻭﺃﺣﻠﻭﺍ ﻣﺣﻠﻬﺎ ﺍﻷﺳﻠﻭﺏ ﺍﻻﺳﺗﻘﺭﺍﺋﻲ‪،‬‬
‫ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺻﺭ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﺍﻫﺗﻡ ﻋﻠﻣﺎء ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺣﺗﻰ ﻳﺗﻣﻛﻧﻭﺍ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﻅﺭﻳﺔ ﺗﺗﺳﻡ ﺑﺎﻟﺗﻌﻣﻳﻡ ﺗﺟﻧﺑﺎ ﻟﻼﻧﺣﻳﺎﺯ ﺍﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﺃﻭ ﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻳﺵ ﻓﻳﻪ‪.‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻳﻘﻭﻝ "ﺩﻳﻛﺎﺭﺕ" ﻋﻥ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺑﺄﻧﻪ‪" :‬ﺣﺳﻥ ﻗﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻘﻝ ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ"‬
‫ﻛﻣﺎ ﻳﻘﻭﻝ ﺃﻳﺿﺎ‪" :‬ﻻ ﻳﻛﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﻔﻛﺭ ﺟﻳﺩﺍ‪ ،‬ﻭ ﺇﻧﻣﺎ ﺍﻟﻣﻬﻡ ﺃﻥ ﻳﻁﺑﻕ ﺗﻁﺑﻳﻘﺎ ﺣﺳﻧﺎ"‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬

‫ﻳﻌﻧﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻟﻐﺔ‪ :‬ﺍﻟﺗﻔﺗﻳﺵ‪ ،‬ﻭﺑﺣﺙ ﺃﻱ ﻓﺗﺵ‪ ،‬ﺃﻱ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺷﻲء ﻭﺑﺫﻝ ﺍﻟﺟﻬﺩ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻭﺿﻭﻉ ﻣﺎ ﻭﺟﻣﻊ ﺍﻟﻣﺳﺎﺋﻝ ﺍﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻪ‪ ،‬ﻭﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻱ ﺣﻔﺭ ﻓﻳﻬﺎ‪ ،‬ﻗﺎﻝ ﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪" :‬ﻓﺑﻌﺙ ﷲ ﻏﺭﺍﺑﺎ ﻳﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ"‪.‬ﻭﺍﺻﻁﻼﺣﺎ ﻳﺭﺍﺩ ﺑﻣﺻﻁﻠﺢ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﻣﻥ ﻣﻳﺎﺩﻳﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻳﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ‬
‫ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺃﻁﺭﻭﺣﺔ ﺃﻭ ﻣﺫﻛﺭﺓ‪ ،‬ﺃﻭ ﺃﻱ ﺻﻭﺭﺓ ﻣﻥ ﺻﻭﺭ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ .‬ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﺑﺣﺙ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻌﺭﻳﻔﺎﺕ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ‪" :‬ﻫﻭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺗﻔﺣﺹ ﻭﺍﻟﺗﻘﺻﻲ ﻭﺍﻟﺗﻣﻌﻥ ﺍﻟﺩﻗﻳﻕ‬
‫ﻭﺍﻟﻧﺎﻗﺩ ﻭﺍﻟﻣﻧﻅﻡ ﻟﻠﻣﺷﺎﻛﻝ ﻭﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺅﺭﻕ ﻭﺗﺣﻳﺭ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻬﻡ‬
‫ﻭﻣﺅﺳﺳﺎﺗﻬﻡ‪ ،‬ﺑﻐﺭﺽ ﺇﻳﺟﺎﺩ ﺍﻟﺣﻠﻭﻝ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﻹﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻐﻣﻭﺽ ﻋﻧﻬﺎ ﻭﺣﺳﻡ‬
‫ﺍﻟﺧﻼﻑ ﻓﻳﻬﺎ ‪ .‬ﺃﻭ ﻫﻭ ﻛﻣﺎ ﻋﺭﻓﻪ "ﻓﺎﻥ ﺩﺍﻟﻳﻥ"‪" :‬ﻣﺣﺎﻭﻟﺔ ﺩﻗﻳﻘﺔ ﻭﻣﻧﻅﻣﺔ ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺣﻠﻭﻝ ﻟﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﻣﺷﻛﻼﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻭﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺛﻳﺭ ﻗﻠﻕ ﻭﺣﻳﺭﺓ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ" ﺃﻭ ﻫﻭ‪:‬‬
‫"ﺣﺻﻳﻠﺔ ﻣﺟﻬﻭﺩ ﻋﻠﻣﻲ ﻣﻧﻅﻡ ﻳﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻥ ﺗﺳﺎﺅﻝ ﺃﻭ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﺗﺳﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻣﻭﺿﻭﻉ ﻣﺎ‪ ،‬ﻣﺗﺑﻌﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻁﺭﻗﺎ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺿﻌﻳﺔ" ﺃﻣﺎ‬
‫ﻣﺻﻁﻠﺢ "ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ" ﻓﻘﺩ ﺍﺗﻔﻕ ﻣﻌﻅﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﺣﺩﻳﺛﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪" :‬ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺔ ﻟﺳﻠﻭﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭﺍﻟﻣﻘﺗﺭﻧﺔ ﺑﺟﺯﺍء ﻗﺎﻧﻭﻧﻲ ﻳﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺧﺎﻟﻔﻳﻥ"‪.‬‬
‫ﻧﺻﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻌﻧﻰ ﻋﺑﺎﺭﺓ "ﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ" ﻫﻲ‪ :‬ﺗﻠﻙ ﺍﻹﺟﺭﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻳﻘﻭﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﺑﺎﺣﺛﻳﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﻳﻥ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﺷﺎﻛﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‬
‫ﺑﻬﺩﻑ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﺣﻠﻭﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺗﺳﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﻁﺭﻭﺣﺔ ﻭﺍﺗﺧﺎﺫ ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺃﻭ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠﻑ ﺑﺎﺧﺗﻼﻑ‬
‫ﺍﻟﻣﻭﺍﺿﻳﻊ‪ ،‬ﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﻳﺗﺭﺟﻡ ﺗﻭﺍﺟﺩ ﻋﺩﺓ ﺃﻧﻭﺍﻉ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺳﻧﺗﻁﺭﻕ ﺇﻟﻳﻬﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﻳﻝ ﻻﺣﻘﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻭﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬
‫ﻳﻘﻭﻡ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻕ ﺫﻛﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء ﻣﻧﻬﺞ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺭﻛﻳﺯﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﺍﻟﻌﻧﺎﺻﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻭﻛﺫﺍ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺑﺣﺙ‬
‫ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺑﺣﺛﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻥ ﺍﻟﺳﻳﺭ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻷﻱ ﺑﺣﺙ ﻋﻠﻣﻲ‪.‬‬
‫ﻳﺗﻣﻳﺯ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺧﺻﺎﺋﺹ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻡ ﺍﺳﺗﺧﻼﺻﻬﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻌﺭﻳﻔﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺫﻛﺭ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭﻝ( ﻛﻣﺎ ﻳﻘﻭﻡ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻛﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻘﻭﻣﺎﺕ‬
‫ﻭﺍﻷﺳﺱ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻭﺍﻟﺗﻲ ﻣﻥ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﺇﺑﺭﺍﺯ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ )ﺍﻟﻔﺭﻉ‬
‫ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬

‫ﺗﺗﻣﺛﻝ ﺃﻫﻡ ﺳﻣﺎﺕ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -1‬ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ‪ :‬ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﺳﺑﻳﺔ ﺗﺧﺗﻠﻑ ﺑﺣﺳﺏ ﻧﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ‬
‫ﻣﻧﻪ ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻣﺗﻘﺩﻣﺎ ﻛﺑﺣﻭﺙ ﺗﺭﻗﻳﺔ ﺃﻭ ﺃﻁﺭﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭﺍﻩ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧﺕ‬
‫ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻣﺣﻝ ﺍﻋﺗﺑﺎﺭ ﺑﺣﻳﺙ ﻳﺑﺩﺃ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﻥ ﺣﻳﺙ ﻣﺎ ﺍﻧﺗﻬﻰ ﺇﻟﻳﻪ ﺍﻵﺧﺭﻭﻥ ﻭﻟﻳﺱ‬
‫ﺗﻛﺭﺍﺭ ﻟﻣﺎ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﺑﻪ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ‪ :‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﺑﻌﻳﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺗﻁﺭﻑ ﻭﺍﻻﻧﺣﻳﺎﺯ ﻭﺃﻥ‬
‫ﻳﺗﻘﺑﻝ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﺎ ﺗﻭﺻﻝ ﺇﻟﻳﻪ ﻣﻧﻁﻘﻳﺎ ﻣﻥ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺣﺗﻰ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺕ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻷﺭﺍﺋﻪ‬
‫ﻭﺗﻭﺟﻬﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫‪ -3‬ﺍﻟﻣﻧﻬﺟﻳﺔ‪:‬ﺃﻱ ﻳﻛﻭﻥ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺑﺣﻭﺙ‬
‫ﻭﻫﻭ ﻣﺎ ﻳﺗﻁﻠﺏ ﻣﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻹﻟﻣﺎﻡ ﺑﺄﺻﻭﻝ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺍﻟﺩﻗﺔ‪ :‬ﻳﻧﺑﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﺩﻗﻳﻘﺎ ﻓﻲ ﻛﻝ ﺟﻭﺍﻧﺑﻪ ﺳﻭﺍء ﻣﻥ ﻧﺎﺣﻳﺔ ﻓﻬﻡ‬
‫ﺍﻷﻓﻛﺎﺭ ﻭﻁﺭﺣﻬﺎ ﻭﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ ﻭﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺗﺭﺟﻳﺢ ﺑﻳﻧﻬﺎ ﻷﻥ ﺩﻗﺔ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻣﺩﺧﻼﺕ‬
‫ﺗﺅﻣﻥ ﺩﻗﺔ ﻣﺧﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻣﻥ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻭﻣﻘﺗﺭﺣﺎﺕ‪.‬‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺧﺻﺎﺋﺹ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ﻭﺧﻁﻭﺍﺗﻪ‬
‫ﻭﻣﻧﺎﻫﺟﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﻁﻲ ﻟﻧﺗﺎﺋﺟﻪ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺿﺑﻁ ﻭﺍﻟﻳﻘﻳﻥ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬

‫ﺗﺭﺗﺑﻁ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻋﻣﻭﻣﺎ ﺑﺗﺣﺩﻳﺩ ﻣﻘﻭﻣﺎﺗﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻣﻛﻥ ﺇﻳﺟﺎﺯﻫﺎ ﻓﻳﻣﺎ‬
‫ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ‬
‫‪ -2‬ﺍﺗﺑﺎﻉ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬

‫‪ -3‬ﺗﺣﻘﻳﻕ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‬

‫ﻳﺻﻝ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺩﺭﺍﺳﺗﻪ ﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺗﻧﻭﻋﺔ ﻳﻣﻛﻥ ﺣﺻﺭﻫﺎ ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻧﻳﻥ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﻣﻁﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻌﻣﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺭﻫﺎ‬
‫ﻭﺗﻁﺑﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻧﻅﻭﻣﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﻣﻔﺎﻫﻳﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻣﺟﺭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻣﺑﺎﺩﺉ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻔﺳﺭ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ‪...‬ﺍﻟﺦ‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬ﺗﻁﺑﻳﻕ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﻏﺎﻳﺎﺗﻪ ﻭﺧﻁﻭﺍﺕ ﺍﻻﻛﺗﺷﺎﻑ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻭﺧﺻﺎﺋﺻﻪ‬
‫ﺍﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ‪ :‬ﺍﻻﺳﺗﻁﻼﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﻼﺣﻅﺔ ﺍﻟﻭﺍﻋﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻭﺻﻑ ﺍﻟﺗﻔﺳﻳﺭ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺗﺿﻳﻳﻕ‪ ،‬ﺍﻻﻛﺗﺷﺎﻑ‪ ،‬ﺍﻟﺗﻧﺑﺅ ﻭﺍﻟﺗﺣﻛﻡ‪ ،‬ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻌﺩ ﻣﻥ ﺃﻫﺩﺍﻑ‬
‫ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻭﺧﺻﺎﺋﺻﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ ﻓﺭﻭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫ﻟﻠﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻋﻣﻭﻣﺎ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﺧﺻﻭﺻﺎ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﻭﺍﺿﺣﺔ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ ﻭﺟﻭﻩ ﻋﺩﺓ‬
‫ﺗﺧﺗﻠﻑ ﺑﺎﺧﺗﻼﻑ ﺍﻟﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺟﺭﻯ ﻓﻳﻪ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﻣﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻭﻳﻣﻛﻥ ﺣﺻﺭﻫﺎ‬
‫ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻭﺳﻳﻊ ﺍﻁﻼﻉ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬
‫‪ -‬ﺻﻘﻝ ﺍﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ‬
‫‪ -‬ﺗﻧﻣﻳﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺝ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ‬
‫‪ -‬ﺗﻛﻭﻳﻥ ﻣﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻛﺷﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺣﻘﺎﺋﻕ ﺑﻐﻳﺔ ﺗﻁﻭﻳﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻭﻣﻥ ﺛﻣﺔ ﺗﻁﻭﻳﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ‬
‫ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫‪ -‬ﺗﺷﺟﻳﻊ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻳﺎﺩ ﺍﻟﻣﻛﺗﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺗﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻅﺎﻣﻬﺎ‬
‫‪ -‬ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻣﺧﺯﻭﻥ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﻲ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ‬
‫‪ -‬ﺗﻁﻭﻳﺭ ﻗﺎﺑﻠﻳﺔ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺍﻟﺗﺄﻟﻳﻑ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ‬
‫‪ -‬ﺗﻛﻭﻳﻥ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻗﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺷﺧﺻﻳﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺩ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺗﻛﻭﻳﻥ ﺭﺻﻳﺩ ﻣﺗﻭﺍﺿﻊ‬
‫ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻭﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﺳﺗﺧﺩﻣﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻪ‬
‫‪ -‬ﺗﻌﻠﻳﻡ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﺍﻟﺣﺭ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻧﻘﺩ ﻭﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻝ ﻭﺍﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺝ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺗﻌﺎﻣﻝ ﻣﻊ ﻣﺎ‬
‫ﻳﻁﻠﻊ ﻋﻠﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺳﻠﻣﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬

‫ﻳﺭﺗﺑﻁ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻷﺳﻠﻭﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺳﺗﺧﺩﻣﻪ ﻭﻳﻁﺑﻘﻪ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻟﺩﺭﺍﺳﺔ‬
‫ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻭ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﺑﻣﻭﺿﻭﻉ ﻭﻣﺣﺗﻭﻯ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻣﺩﺭﻭﺳﺔ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺃﻥ ﻣﻧﺎﻫﺞ‬
‫ﻭﺃﺳﺎﻟﻳﺏ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺗﺧﺗﻠﻑ ﺑﺎﺧﺗﻼﻑ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﺍﻟﻣﺷﻛﻼﺕ ﺍﻟﻣﺩﺭﻭﺳﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺻﻠﺢ‬

‫‪8‬‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻗﺩ ﻻ ﻳﺻﻠﺢ ﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﺧﺭﻯ ﻧﻅﺭﺍ ﻻﺧﺗﻼﻑ‬
‫ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻣﺩﺭﻭﺳﺔ ﻓﻲ ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ﻭﻣﻭﺿﻭﻋﺎﺗﻬﺎ‪ .‬ﻭﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻳﻧﻔﻲ ﺑﺷﻛﻝ‬
‫ﻣﻁﻠﻕ ﺇﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻣﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ ﺃﺳﻠﻭﺏ ﺃﻭ ﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻣﻊ‬
‫ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﺩﺭﺍﺳﺗﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺃﺳﺎﻟﻳﺏ ﻭﻣﻧﺎﻫﺞ ﻋﻠﻣﻳﺔ‬
‫ﻣﻌﻳﻧﺔ‪ .‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻙ ﺗﺗﺳﻡ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﻣﻧﺎﻫﺞ ﻭﺃﺳﺎﻟﻳﺏ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﻛﻭﻧﻬﺎ ﺗﺷﺗﺭﻙ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻘﺎﺳﻡ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺧﺻﺎﺋﺹ ﻭﺍﻟﻣﻣﻳﺯﺍﺕ ﺃﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﻭﺍﻟﻌﻣﻝ ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﻼﺣﻅﺔ ﻭﺍﻟﺣﻘﺎﺋﻕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻭﺗﺷﺗﻣﻝ‬
‫ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺭﺍﺣﻝ ﺍﻟﻣﺗﺳﻠﺳﻠﺔ ﻭﺍﻟﻣﺗﺭﺍﺑﻁﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍ ﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ ﻭﺍﻟﺑﻌﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺗﺣﻳﺯ ﻭﺍﻻﺗﺟﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﻣﻳﻭﻝ ﺍﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺩﻳﻧﺎﻣﻳﻛﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﺭﻭﻧﺔ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﺩﻳﻝ ﻭﺍﻟﺗﻐﻳﻳﺭ ﻣﻥ ﻭﻗﺕ ﻵﺧﺭ ﻧﻅﺭﺍ ﻟﻠﺗﻘﺩﻡ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻁﺭﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺇﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﺍﻟﺗﺛﺑﺕ ﻣﻥ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﻭﺑﺎﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺃﺳﺎﻟﻳﺏ ﻭﻣﻧﺎﻫﺞ‬
‫ﻋﻠﻣﻳﺔ ﺟﺩﻳﺩﺓ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺗﻌﻣﻳﻡ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﻳﻣﻛﻥ ﺗﻌﻣﻳﻡ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﺑﺣﻭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻭﻳﺳﺗﻔﺎﺩ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻅﻭﺍﻫﺭ‬
‫ﺃﺧﺭﻯ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻧﺑﺅ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﻟﻳﺏ ﻭﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ‬
‫ﺗﺻﻭﺭ ﻟﻣﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﺃﻥ ﺗﻛﻭﻥ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻣﺩﺭﻭﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻝ‪.‬‬
‫ﺗﺧﺗﻠﻑ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺑﺎﺧﺗﻼﻑ ﺍﻟﻣﻭﺍﺿﻳﻊ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ﺃﻧﻭﺍﻉ ﻛﺛﻳﺭﺓ ﻭﻣﺗﻧﻭﻋﺔ ﻟﻳﺱ ﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺭ ﻋﺩﺩﻫﺎ‪ ،‬ﺑﺣﻳﺙ ﺗﻁﻭﻝ ﻭﺗﺿﻳﻕ ﻗﺎﺋﻣﺔ‬
‫ﺗﺻﻧﻳﻑ ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻣﻥ ﻋﺎﻟﻡ ﻵﺧﺭ‪ ،‬ﻭﻋﻣﻭﻣﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺯ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻭﺍﻉ‬
‫ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻳﺔ ﻭﺍﻷﺻﻠﻳﺔ )ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭﻝ( ﻭﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﻔﺭﻋﻳﺔ ﻭﺍﻟﺧﺎﺻﺔ )ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ‬
‫ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ‬

‫ﻳﻌﺗﻣﺩ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ ﺍﻷﻛﺛﺭ ﺷﻳﻭﻋﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻭﻫﻲ‪ :‬ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻻﺳﺗﺩﻻﻟﻲ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭﻝ( ﻭﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﺑﻲ‬
‫)ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻭﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻲ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ(‬

‫‪9‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻲ‬
‫ﻭﻳﻘﺻﺩ ﺑﺎﻻﺳﺗﺩﻻﻝ‪ ،‬ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺩﻟﻳﻝ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺑﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺑﺩﺃ ﻣﻥ ﻗﺿﺎﻳﺎ ﻣﺳﻠﻡ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻳﺳﻳﺭ‬
‫ﺍﻟﻰ ﻗﺿﺎﻳﺎ ﺃﺧﺭﻯ ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺿﺭﻭﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺗﺟﺎء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺗﺟﺭﺑﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺳﻳﺭ ﻗﺩ‬
‫ﻳﻛﻭﻥ ﺑﻭﺍﺳﻁﺔ ﺍﻟﻘﻭﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺣﺳﺎﺏ‪ ،‬ﻣﺛﻝ ﺍﻻﺳﺗﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻋﺗﻣﺎﺩﺍ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﺩﻳﻪ ﻣﻥ ﻗﺿﺎﻳﺎ ﻭﻣﺑﺎﺩﺉ ﻗﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﺑﺭﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻣﻥ ﺃﻥ ﻣﺟﺎﻟﻪ ﺍﻟﺭﻳﺎﺿﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻝ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺗﻁﺑﻳﻘﺎﺕ‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺳﻠﻭﻛﻳﺔ ﻭﺍﻟﻭﻅﻳﻔﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺛﻝ ﺍﻻﺟﺗﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻭﺍﻟﺗﻔﺳﻳﺭ‬
‫ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻧﺻﻭﺹ‪ ،‬ﻭﻳﻧﺗﺞ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ‪ ،‬ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺗﺩﻻﻝ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﻣﻧﻁﻘﻳﺔ ﺃﻭﻟﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻠﻭﻙ‬
‫ﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻛﺷﻑ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻌﺩ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻻﺳﺗﺩﻻﻟﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻣﻔﺿﻝ ﻟﻠﺗﻔﺳﻳﺭ ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺷﺭﻋﻳﺔ ﻣﻧﺫ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻲ‪ .‬ﻭﻣﺯﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﻫﻭ ﺍﻷﺳﻠﻭﺏ ﺍﻟﻣﺗﺑﻊ‬
‫ﺳﻭﺍء ﻣﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺑﺎﺣﺛﻳﻥ ﻭﺍﻟﺩﺍﺭﺳﻳﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻳﺋﺎﺕ ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻳﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﻭﺍﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻻﺳﺗﺩﻻﻟﻲ ﻳﻭﻓﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺟﻣﻳﻊ ﺻﻌﻭﺑﺎﺕ ﻧﻘﺹ ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ‬
‫ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻧﻳﻥ ﻭﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻛﻣﺎ ﻳﺳﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺑﺣﻭﺙ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﺷﺭﻋﻳﺔ‪ ،‬ﻷﻥ ﻓﻬﻡ ﻭﺗﻔﺳﻳﺭ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﺷﺭﻋﻳﺔ ﺳﻭﺍء‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷﺭﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻛﺫﺍ ﺍﺳﺗﻧﺑﺎﻁ ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﺷﺭﻋﻳﺔ ﻭﺃﺣﻛﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ ﻭﺍﻟﺗﺟﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻻﺑﺩ ﻓﻳﻬﺎ ﻣﻥ ﺍﺳﺗﺩﻻﻝ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ‬
‫ﻳﻌﺩ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﺑﻲ ﻣﻧﻬﺞ ﻣﻼﺣﻅﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﺗﺣﻠﻳﻠﻪ ﻭﺇﺟﺭﺍء ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﺏ ﺍﻟﻣﺎﺩﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﻠﻣﻭﺳﺔ ﻋﻠﻳﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﺃﻳﺿﺎ ﻣﻧﻬﺞ ﻳﻧﻁﻠﻕ ﻣﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺯﺋﻳﺎﺕ ﻛﺛﻳﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺛﻡ ﻳﻧﺗﻘﻝ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺗﻌﻣﻳﻡ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻘﻭﻡ ﻓﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺳﺑﺑﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻘﻭﻡ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺭﺍﺣﻝ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻣﻼﺣﻅﺔ ﻭﺍﻟﻣﺷﺎﻫﺩﺓ‪،‬‬
‫‪ -‬ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻝ‪،‬‬
‫‪ -‬ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺣﻘﻳﻕ ﻭﺍﻟﺑﺭﻫﺎﻥ‪،‬‬
‫ﻳﻌﺩ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻣﻲ ﺑﻣﺎ ﻳﺗﻣﻳﺯ ﺑﻪ ﻣﻥ ﻗﻭﺍﻧﻳﻥ ﻭﻧﻅﺭﻳﺎﺕ ﺗﺳﺗﺧﺩﻡ ﻋﺎﺩﺓ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﻳﺔ‪ ،‬ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻅﻬﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻛﺭ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ‬
‫ﺑﺭﺯ ﺑﻭﺿﻭﺡ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻧﻳﺔ ﻭﺃﺻﺑﺢ ﻣﻧﺫ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺛﺎﻣﻥ ﻋﺷﺭ ﺿﻣﻥ‬
‫ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ﺣﻳﺙ ﻁﺑﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺣﻭﺙ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻳﺎﺩﻳﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﻁﻳﺩﺓ ﺑﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‬
‫ﻣﺛﻝ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻭﻣﺑﺎﺩﺉ ﺗﻘﺳﻳﻡ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﻭﺍﻟﺑﻳﺋﺔ‬
‫ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﻭﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺟﺭﻳﻣﺔ ﻭﺃﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻭﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﻭﻏﻳﺭﻫﺎ ﻭﻗﺩ ﺍﺳﺗﺧﺩﻡ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﺑﻲ ﺑﻛﻔﺎءﺓ ﻋﺎﻟﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﺩﺓ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻣﺛﻝ ﺍﻟﺟﺭﻳﻣﺔ ﻭﻓﻠﺳﻔﺔ ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﻡ‪ ،‬ﺃﺳﺑﺎﺏ ﺍﻟﺟﺭﻳﻣﺔ ﺟﻧﻭﺡ‬
‫ﺍﻷﺣﺩﺍﺙ ﻭﺍﻟﻣﺧﺩﺭﺍﺕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﺷﺭﻋﻲ ﻭﺍﻟﻭﺭﺍﺛﺔ‬
‫ﻭﺷﺧﺻﻳﺔ ﺍﻟﻣﺟﺭﻡ ﺇﻟﻰ ﻏﻳﺭ ﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻭﺍﺿﻳﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻁﺑﻕ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ‬
‫ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﺑﻲ ﺑﺷﻛﻝ ﻭﺍﺳﻊ‪.‬‬
‫ﻭﻗﺩ ﺍﺯﺩﻫﺭﺕ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺟﻧﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺗﻡ ﺍﻛﺗﺷﺎﻑ ﺣﺗﻣﻳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭﺍﻟﺗﻛﺎﻣﻝ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻧﻔﺱ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﻧﻔﺳﻲ ﻭﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﻌﻳﺎﺩﻱ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻭﺭﺍﺛﺔ ﻭﺑﻌﺩ‬
‫ﺳﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻣﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﺑﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ‬
‫ﻫﻭ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺗﺑﻌﻪ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ ﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺗﻪ ﻋﻥ ﺍﻷﺣﺩﺍﺙ ﻭﺍﻟﺣﻘﺎﺋﻕ ﺍﻟﻣﺎﺿﻳﺔ‪،‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﻓﺣﺻﻬﺎ ﻭﻧﻘﺩﻫﺎ ﻭﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﺗﺄﻛﺩ ﻣﻥ ﺻﺣﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﺭﺗﻳﺑﻬﺎ ﻭﺗﻔﺳﻳﺭﻫﺎ ﻭﺍﺳﺗﺧﻼﺹ‬
‫ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﻑ ﻓﺎﺋﺩﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻡ ﺃﺣﺩﺍﺙ ﺍﻟﻣﺎﺿﻲ ﻓﺣﺳﺏ ﺑﻝ ﺗﺗﻌﺩﺍﻩ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺳﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﻳﺭ ﺍﻷﺣﺩﺍﺙ ﻭﺍﻟﻣﺷﺎﻛﻝ ﺍﻟﺟﺎﺭﻳﺔ ﻭﻓﻲ ﺗﻭﺟﻳﻪ ﺍﻟﺗﺧﻁﻳﻁ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑﻝ‪ ،‬ﻭﻳﻘﻭﻡ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺣﺹ ﺍﻟﺩﻗﻳﻕ ﻭﺍﻟﻧﻘﺩ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻲ ﻟﻠﻣﺻﺎﺩﺭ‬
‫ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺣﻘﺎﺋﻕ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺳﺗﻌﻣﻝ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻭﻧﻘﺩﻫﺎ ﻭﺗﺭﺗﻳﺑﻬﺎ ﻭﺗﻧﻅﻳﻣﻬﺎ‬
‫ﻭﺗﻔﺳﻳﺭﻫﺎ ﻭﺍﺳﺗﺧﻼﺹ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻳﻌﺗﻣﺩ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺗﻘﺻﺎء ﻭﺍﻟﺗﺣﺭﻱ ﻋﻥ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻣﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻣﻬﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﻻ ﻳﻘﺗﺻﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ ﻓﻘﻁ ﻭﺇﻧﻣﺎ‬
‫ﻳﻣﺗﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻷﺧﺭﻯ ﻓﺎﻟﻁﺑﻳﺏ ﻳﺩﺭﺱ ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ "ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻣﺭﻳﺽ" ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻳﻣﻛﻧﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻡ ﻋﻭﺍﻣﻝ ﺍﻟﻣﺭﺽ ﺍﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻭﺃﻓﺿﻝ ﺳﺑﻝ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ‪ ،‬ﻭﻛﺫﻟﻙ‬
‫ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻳﺣﺗﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻁﻭﺭ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻲ ﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ‬
‫ﻭﻣﺷﻛﻠﺗﻪ ﻻﺳﻳﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺩﺍ ﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺎ ﻭﺍﺿﺣﺎ ﻛﺎﻟﺭﺟﻭﻉ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﻧﻅﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻧﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﺗﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻟﻭﺳﻁﻰ ﻭﻣﺎ‬
‫ﺗﻼﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻳﻠﺟﺄ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺳﻭﺍﺑﻕ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻟﻠﻣﺗﻬﻡ ﻭﺗﺎﺭﻳﺧﻪ‬
‫ﺍﻟﺷﺧﺻﻲ ﻭﺃﺛﺭ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺿﻳﺔ ﻣﺣﻝ ﺍﻻﻫﺗﻣﺎﻡ‪.‬‬
‫ﻭﻳﻌﺗﻣﺩ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻟﺔ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﻭﻣﺻﺎﺩﺭ ﻳﻣﻛﻥ ﺍﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻌﺩ ﺍﻟﺗﺄﻛﺩ ﻣﻥ‬
‫ﺻﺣﺗﻬﺎ ﻭﻫﻭ ﻻ ﻳﻌﺗﻣﺩ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻳﺗﺻﻭﺭ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺳﺭﺩ ﻭﺍﻟﻧﻘﻝ‪ ،‬ﺑﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻔﺣﺹ‬
‫‪11‬‬
‫ﻭﺍﻟﻘﻳﺎﺱ ﺍﻟﻣﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻧﻳﻥ ﺍﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﺃﻭ ﻁﺑﻳﻌﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﻣﻥ‬
‫ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺣﺎﺿﺭ ﺑﺣﻳﺙ ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﻷﻱ ﺑﺎﺣﺙ ﺍﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻥ ﻣﻌﻁﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﺗﺟﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺑﺭﺍﻫﻳﻥ ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺑﺭ ﻭﻫﺫﻩ‬
‫ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻭﺍﻣﻝ ﺗﺧﺩﻡ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛﻧﻪ‬
‫ﻣﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻳﻘﺔ ﺍﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﻛﻳﻑ ﻭﺻﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻳﻪ‬
‫ﻭﻣﺛﺎﻝ ﺫﻟﻙ‪ :‬ﺃﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺳﻳﺟﺩ ﺃﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺟﺫﻭﺭ ﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻻ‬
‫ﻏﻧﻰ ﻟﻪ ﻋﻧﻬﺎ ﺗﺑﺩﺃ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﻠﺳﻔﺎﺕ ﺍﻷﺧﻼﻗﻳﺔ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻥ ﻭﻣﻥ ﺛﻡ ﺍﻧﺗﻬﺎﻛﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻟﻭﺳﻁﻰ ﻭﻣﺎ ﺗﻼﻫﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﻣﻲ ﺑﻌﺻﺭ ﺍﻟﺗﻧﻭﻳﺭ ﺣﻳﻧﻣﺎ ﺩﺧﻝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺟﺩﻳﺩﺓ‬
‫ﺍﻣﺗﺯﺝ ﻓﻳﻬﺎ ﺑﻔﻠﺳﻔﺔ ﺍﻟﺭﺩﻉ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺻﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺩﺙ ﺍﻟﻣﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﻘﺎﺑﻳﺔ ﺍﻟﻔﻛﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺎﺻﺭﺓ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻳﺳﺗﺧﺩﻡ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻲ ﺑﻭﺿﻭﺡ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺟﺭﺍﻡ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺗﺧﻼﺹ‬
‫ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺗﻲ ﺃﺩﺕ ﺑﺎﻟﻣﺟﺭﻣﻳﻥ ﺇﻟﻰ ﻭﻟﻭﺝ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﺟﺭﻳﻣﺔ ﻭﺍﻹﺟﺭﺍﻡ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ‬
‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺣﻳﺎﺗﻪ ﻭﺣﺎﺿﺭﻩ ﻭﻅﺭﻭﻓﻪ ﺍﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻘﻭﻡ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺱ ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻭﺻﻑ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺍﻟﻧﻅﻡ ﻣﺣﻝ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺍﺳﺗﺧﻼﺹ ﺍﻟﺧﺻﺎﺋﺹ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﻣﻝ‬

‫ﺍﻟﻣﺅﺛﺭﺓ ﻓﻲ ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ ﻭﺗﻛﻭﻳﻧﻬﺎ ﻭﺗﻁﻭﻳﺭﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺛﻣﺭﺓ‬
‫ﺗﻁﻭﺭ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻭﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟﻌﻭﺍﻣﻝ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻥ ﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻭﺍﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﻭﻓﻛﺭﻳﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﺣﻠﻘﺎﺕ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺎﺿﻲ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﻓﻬﻡ ﻣﺎ ﻳﺟﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺎﺿﺭ‬
‫ﻭﺍﻟﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺗﻧﺑﺅﺍﺕ‪ ،‬ﻓﻳﻣﺎ ﻳﻛﻭﻥ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻷﻣﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻝ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺯ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﻋﻧﺻﺭ ﺍﻟﺯﻣﻥ ﻓﻲ ﺗﻛﻭﻳﻥ ﺍﻷﻓﻛﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺭﺑﻁ ﺑﻳﻥ‬
‫ﺍﻟﻧﻅﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﻌﺎﺻﺭﺓ ﻭﻣﺎ ﻓﻳﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺿﺭﻭﺭﺓ ﻣﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺳﻳﺎﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺣﺩﺛﺕ ﻓﻳﻪ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻣﺣﻝ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﺎﻟﺑﻳﺎﻧﺎﺕ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﺗﺅﺧﺫ ﻓﻲ ﺿﻭء ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺿﻌﺕ ﻓﻳﻪ‪ ،‬ﻣﻥ‬
‫ﺣﻳﺙ ﺗﺣﻠﻳﻝ ﺍﻟﺯﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺑﻳﺋﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺑﺎﺏ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻳﺔ ﺍﻟﻣﺅﺛﺭﺓ‬
‫ﻓﻲ ﺣﺩﻭﺙ ﺍﻟﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻣﺭﺍﺩ ﺗﻔﺳﻳﺭﻫﺎ ﻭﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻧﺻﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻟﻠﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻲ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﻛﺑﻳﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺣﻳﺙ ﻳﺳﺗﻌﻣﻠﻪ‬
‫ﺍﻟﺑﺎﺣﺛﻳﻥ ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺻﻭﻝ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻟﻠﻧﻅﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﻭﺟﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺎﺻﺭ‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬
‫ﻳﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﻛﺫﻟﻙ ﺍﺳﻡ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ ﻭﺍﻹﺟﺭﺍﺋﻳﺔ‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎﺭﻫﺎ ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺗﻁﺑﻳﻘﻳﺔ ﺗﺧﺻﺻﻳﺔ‪ ،‬ﺍﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺗﺻﻧﻳﻔﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺑﺫﻟﻙ ﻣﺗﻌﺩﺩﺓ‬
‫ﺑﺗﻌﺩﺩ ﻓﺭﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻧﺧﺗﺎﺭ ﻣﻧﻬﺎ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻷﻛﺛﺭ ﺍﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺍﺗﻔﻕ‬
‫ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻥ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭﻝ( ﻭﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻭﺻﻔﻲ‬
‫)ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻭﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻲ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ(‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ‬
‫ﻳﻌﺭﻑ "ﺟﻭﻥ ﺳﺗﻳﻭﺍﺭﺕ ﻣﻳﻝ" ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻥ ﺑﻘﻭﻟﻪ‪" :‬ﺇﻥ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻥ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﻲ‬
‫ﻳﻌﻧﻲ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻧﻅﺎﻣﻳﻥ ﺳﻳﺎﺳﻳﻳﻥ ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﻳﻥ ﻓﻲ ﻛﻝ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﻟﻛﻧﻬﻣﺎ ﻳﺧﺗﻠﻔﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻧﺻﺭ‬
‫ﻭﺍﺣﺩ ﺣﺗﻰ ﻳﻣﻛﻥ ﺗﺗﺑﻊ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺧﺗﻼﻑ"‪ ،‬ﻭﻳﻌﺭﻓﻪ "ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻧﺎﺻﺭ ﺟﻧﺩﻟﻲ" ﺑﻘﻭﻟﻪ‪:‬‬
‫"ﻳﻣﻛﻥ ﺗﻌﺭﻳﻑ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻘﻳﻳﻡ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ ﻣﻥ ﺣﻳﺙ ﺇﺑﺭﺍﺯ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻭﺃﻭﺟﻪ ﺍﻻﺧﺗﻼﻑ ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻳﻧﻬﻣﺎ‬
‫ﻭﻓﻕ ﺧﻁﻭﺍﺕ ﺑﺣﺙ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﻟﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺑﺷﺄﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻣﺣﻝ‬
‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻝ"‪.‬‬
‫ﻳﺳﺗﺧﻠﺹ ﻣﻥ ﻫﺎﺫﻳﻥ ﺍﻟﺗﻌﺭﻳﻔﻳﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻥ ﻳﺗﻣﻳﺯ ﺑﺧﺻﺎﺋﺹ ﻋﺎﻣﺔ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻫﻭ ﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻳﺔ ﺍﺳﺗﻌﻣﻠﻪ ﺍﻟﻣﻔﻛﺭ ﻭﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﻛﻝ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺍﺕ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻧﻪ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻳﻥ ﻅﺎﻫﺭﺗﻳﻥ ﺃﻭ ﻧﻅﺎﻣﻳﻥ ﻣﺧﺗﻠﻔﻳﻥ ﻭﻣﺗﻔﻘﻳﻥ‬
‫‪ -‬ﺃﻧﻪ ﻣﻧﻬﺞ ﻧﻘﺩﻱ ﺗﺣﻠﻳﻠﻲ ﺗﻔﺳﻳﺭﻱ ﻭﺗﺭﻛﻳﺑﻲ‬
‫ﻟﻠﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻥ ﻧﻅﺭﺍﺕ ﺃﺳﺎﺳﻳﺔ ﻻﺑﺩ ﻣﻥ ﺇﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻭﺻﻑ ﻭﺗﺣﺩﻳﺩ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻭﺃﻭﺟﻬﻬﺎ ﺃﻱ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻣﺭﺍﺩ ﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺯ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺭﺟﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﺛﻡ ﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ ﻭﻣﻘﺎﺭﻧﺗﻬﺎ ﺑﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻕ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻭﺍﻟﺧﺭﻭﺝ ﺑﺧﻼﺻﺎﺕ ﻋﻠﻣﻳﺔ ﺩﻗﻳﻘﺔ ﻭﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ‬
‫‪ -‬ﺇﺟﺭﺍء ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻟﻧﻬﺎﺋﻳﺔ ﻭﺍﺳﺗﻧﺗﺎﺝ ﺧﻼﺻﺔ ﻳﻣﻛﻥ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺗﻳﻥ ﻣﻥ ﺧﻼﻟﻬﺎ‬
‫ﻣﻧﻁﻘﻳﺎ ﻭﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺎ ﻭﺍﻟﺣﻘﺎﺋﻕ ﻭﺍﻷﺷﻳﺎء ﺍﻟﻣﺅﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺭ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ‬
‫ﻫﻭ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﻣﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻝ ﻭﺍﻟﺗﻔﺳﻳﺭ ﺑﺷﻛﻝ ﻋﻠﻣﻲ ﻣﻧﻅﻡ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﻟﻭﺻﻭﻝ ﺍﻟﻰ‬
‫ﺃﻏﺭﺍﺽ ﻣﺣﺩﺩﺓ ﻟﻭﺿﻌﻳﺔ ﺍﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﺃﻭ ﻗﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‬
‫‪13‬‬
‫ﻳﻠﺟﺄ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺳﻠﻭﺏ ﺣﻳﻧﻣﺎ ﻳﺭﻳﺩ ﺃﻥ ﻳﺩﺭﺱ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻣﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺃﻭﻝ‬
‫ﺧﻁﻭﺓ ﻳﻘﻭﻡ ﺑﻬﺎ ﻫﻲ ﻭﺻﻑ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺭﻳﺩ ﺩﺭﺍﺳﺗﻬﺎ ﻭﺟﻣﻊ ﺃﻭﺻﺎﻑ ﻭﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ‬
‫ﺩﻗﻳﻘﺔ ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻭﺻﻔﻲ ﻳﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻛﻣﺎ ﺗﻭﺟﺩ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﻳﻬﺗﻡ ﺑﻭﺻﻔﻬﺎ ﻭﺻﻔﺎ ﺩﻗﻳﻘﺎ ﻻﺳﺗﺧﻼﺹ ﺩﻻﻟﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺃﻭ‬
‫ﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻭﺻﻔﻲ ﻫﻭ ﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻣﻲ ﺗﻁﺑﻳﻘﻲ ﺗﻧﻁﻠﻕ ﺑﻪ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺑﺣﻭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬
‫ﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﺍﻟﺳﻠﻭﻛﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺑﻌﺩ ﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ ﻭﺻﻔﻳﺎ ﻭﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺎ ﻭﺟﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ‬
‫ﺍﻟﺑﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺗﻭﺻﻝ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻡ ﻣﻌﺎﻧﻳﻬﺎ ﻭﺩﻻﻻﺗﻬﺎ ﻭﺇﺻﺩﺍﺭ ﺣﻛﻡ ﻛﻠﻲ ﻋﺎﻡ‬
‫ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻓﺎﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻭﺻﻔﻲ ﻳﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺱ ﺍﻟﺗﺎﻟﻳﺔ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﻫﻭ ﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻫﺩﻓﻪ ﻣﻌﺭﻓﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺑﻭﺻﻔﻬﺎ ﻭﺟﻣﻊ ﺍﻟﺑﻳﺎﻧﺎﺕ ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﺃﻧﻪ ﻣﻧﻬﺞ ﻭﺳﻳﻁﻲ ﺿﺭﻭﺭﻱ ﻛﺑﺩﺍﻳﺔ ﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺍﻷﺧﺭﻯ‪.‬‬
‫‪ .3‬ﻳﻌﺗﺑﺭ ﺍﻷﺳﻠﻭﺏ ﺍﻷﻣﺛﻝ ﻟﺟﻣﻊ ﺍﻟﺑﻳﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺧﺻﻭﺻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﺷﻛﻝ ﻣﻧﻬﺎ ﺃﻳﺔ‬
‫ﻅﺎﻫﺭﺓ‪.‬‬
‫‪ .4‬ﻻ ﻳﻌﺩ ﻣﺟﺭﺩ ﻭﺻﻑ ﻭﺇﻧﻣﺎ ﻫﻭ ﺗﺣﻠﻳﻝ ﻭﺗﺻﻧﻳﻑ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺑﻳﺎﻧﺎﺕ ﺣﻭﻝ‬
‫ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻣﺣﻝ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻌﺗﺑﺭ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻭﺻﻔﻲ ﻣﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﻣﻥ ﺣﻳﺙ ﺍﻟﻭﺟﻭﺩ ﻭﺍﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻝ ﻓﻘﺩ ﻅﻬﺭ‬
‫ﺑﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻛﺭ ﻭﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﺍﻟﻔﻠﺳﻔﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻭﺗﻁﻭﺭ ﺑﺗﻁﻭﺭﻫﺎ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺃﻥ ﻣﺟﺎﻝ ﺗﻁﺑﻳﻘﻪ ﻻ‬
‫ﺣﺩﻭﺩ ﻟﻪ ﻭﺃﻭﺳﻊ ﻣﻣﺎ ﻳﺗﺻﻭﺭ ﺍﻟﺑﻌﺽ‪ .‬ﻓﻬﻭ ﻣﻧﻬﺞ ﻭﺻﻑ ﺍﻷﺣﺩﺍﺙ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺻﻑ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺩ ﻭﺍﻟﻣﺑﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﺩﻳﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ ﻭﺍﻟﻔﻛﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻳﺳﺗﻌﻣﻠﻪ ﺍﻟﺧﺑﻳﺭ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﺣﺎﻣﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻣﺷﺭﻉ‪ ،‬ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻣﻔﻛﺭ‪ .‬ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺧﻁﻭﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻱ‬
‫ﺑﺣﺙ ﻋﻠﻣﻲ ﺟﺎﺩ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ‬
‫ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻲ‪ ،‬ﻭﻳﺳﻣﻰ ﺃﻳﺿﺎ ﺑﺎﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻻﺳﺗﻧﺑﺎﻁﻲ‪ ،‬ﻧﻅﺭﺍ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﺋﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺗﻧﺑﺎﻁ‬
‫ﻭﺍﻻﺳﺗﻧﺑﺎﻁ ﻫﻭ‪" :‬ﺍﻻﻧﺗﻘﺎﻝ ﻣﻥ ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻛﻠﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﺟﺯﺋﻳﺔ"‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺍﻟﻭﺻﻭﻝ‬
‫ﻣﻥ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﻛﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﺟﺯء ﺃﻱ ﺍﻟﺗﻭﺻﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺭﻓﺔ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﺟﺯء ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺣﻛﻡ‬
‫ﺍﻟﻛﻝ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻻﺳﺗﻧﺑﺎﻁﻲ ﺇﺫﺍ ﻫﻭ ﺗﻌﻣﻳﻡ ﺍﻟﻛﻠﻳﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺟﺯﺋﻳﺎﺕ‪.‬‬
‫ﻭﺑﺎﻟﺗﺄﻣﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻻﺳﺗﻧﺑﺎﻁﻲ )ﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻲ( ﻧﺟﺩ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﺻﻭﺭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﻭﺿﻊ‬
‫ﻣﻘﺩﻣﺎﺕ ﻭﻓﺭﻭﺽ ﺑﺣﺛﻳﺔ ﺑﺩﻻﻻﺕ ﻣﻌﻳﻧﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﻳﺑﺩﺃ ﺑﺎﻟﺗﺻﻭﺭ ﻋﻘﻠﻳﺎ ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ‬

‫‪14‬‬
‫ﻭﺍﻗﻌﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻁﻠﻕ ﻋﻠﻳﻪ ﺃﻳﺿﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻻﺳﺗﺩﻻﻝ ﺍﻟﻧﺎﺯﻝ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﻳﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺗﺩﻻﻝ ﻧﺎﺯﻝ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ )ﺍﻟﻛﻝ( ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺧﺎﺹ )ﺍﻟﺟﺯء(‪.‬‬
‫ﻭﻣﻥ ﺍﻟﺑﺩﻳﻬﻲ ﺃﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﻛﻭﻥ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺻﻝ ﺇﻟﻳﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺳﺗﺧﺩﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺻﺣﻳﺣﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﺗﺗﻭﻓﺭ ﺍﻟﺷﺭﻭﻁ ﺍﻟﺗﺎﻟﻳﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺻﺣﺔ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﻲ‬
‫‪ -‬ﺻﺣﺔ ﺍﻟﻣﻘﺩﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺭﻭﺽ ﻭﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﺏ‬
‫‪ -‬ﺻﺣﺔ ﺍﻟﻣﺩﺭﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻳﺔ ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ‬
‫ﻭﺗﺗﻣﺛﻝ ﺍﻟﻔﻛﺭﺓ ﺍﻟﺟﻭﻫﺭﻳﺔ ﻟﻠﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻲ‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻛﻠﻳﺎﺕ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﺑﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ )ﻣﺛﻝ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﺩﺳﺗﻭﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻭﺍﺋﺢ( ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻝ‬
‫ﻣﻘﺩﻣﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺗﺩﻻﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻭﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻭﻝ ﻟﻠﺟﺯﺋﻳﺎﺕ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻣﺭﺍﺩ ﻣﻌﺭﻓﺔ ﺣﻛﻣﻬﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻛﻠﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻣﺑﺎﺩﺉ ﺍﻟﻣﺷﺎﺭ ﺇﻟﻳﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑﺭ ﻣﻘﺩﻣﺎﺕ‬
‫ﺻﻐﺭﻯ )ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻘﺿﺎﻳﺎ ﺍﻟﻣﻌﺭﻭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ‪...‬ﺍﻟﺦ(‬
‫ﻭﻳﻠﻘﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺗﻁﺑﻳﻘﺎ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﻓﻲ ﻧﻁﺎﻕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻛﺎﻓﺔ ﺻﻭﺭﻫﺎ‪ ،‬ﺑﻝ‬
‫ﻛﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺗﻁﺑﻳﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﻘﺗﺻﺭ ﺍﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻁﺎﻕ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻧﻅﺭﻱ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ‪ ،‬ﺑﻝ ﻳﻣﺗﺩ ﺍﻷﺧﺫ ﺑﻪ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺗﻁﺑﻳﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ‪.‬‬
‫ﻳﻌﺩ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻲ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻷﻛﺛﺭ ﺗﻁﺑﻳﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻛﻣﺎ ﻳﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠﻘﺎﻧﻭﻥ ﺣﻳﺙ ﻳﺳﺗﺧﺩﻡ‬
‫ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻭﺍﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﻔﻘﻳﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻓﻳﻣﺎ‬
‫ﻳﻌﺭﺽ ﻋﻠﻳﻪ ﻣﻥ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﻧﻬﺞ ﺍﺳﺗﺩﻻﻟﻲ ﻗﺎﻧﻭﻧﻲ ﻣﺳﺗﺧﺩﻣﺎ ﺍﻟﻛﻠﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‬
‫)ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ( ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺟﺯﺋﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻌﺎﻟﺟﻬﺎ ﻣﻥ ﻧﺎﺣﻳﺔ‪،‬‬
‫ﻭﻳﻘﻭﻡ ﻣﻥ ﻧﺎﺣﻳﺔ ﺃﺧﺭﻯ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ ﺷﺭﻉ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‬
‫ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺩﻯ ﻧﺟﺎﻋﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻅﻳﻡ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ‪.‬‬
‫ﺑﻌﺩ ﺗﻌﺭﺿﻧﺎ ﻟﺗﻌﺭﻳﻑ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻳﺟﺏ ﺍﻟﺗﺳﺎﺅﻝ‪ ،‬ﺣﻭﻝ ﻣﺩﻯ‬
‫ﺍﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﻟﻠﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‪ .‬ﻣﺎ ﻣﻥ ﺷﻙ ﺃﻥ ﻁﺑﻳﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻛﻌﻠﻭﻡ‬
‫ﺇﻧﺳﺎﻧﻳﺔ ﺗﺟﻌﻝ ﻣﺟﺎﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻳﺗﻼءﻡ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻻﺳﺗﺩﻻﻟﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺝ ﺍﻟﻧﻅﺭﻱ ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﻲ‪ ،‬ﻟﻛﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻳﻌﻧﻲ ﺑﻁﺑﻳﻌﺔ ﺍﻟﺣﺎﻝ ﺍﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻷﺧﺭﻯ )ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﺑﻲ ﻭﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻲ( ﻓﺎﻟﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬
‫ﺗﺣﺗﺎﺝ ﻟﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﺻﻳﻎ ﺍﻟﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﻭﺗﺳﺗﻔﻳﺩ ﻣﻥ ﺗﻌﺩﺩ ﺃﺩﻭﺍﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻻﺳﺗﺩﻻﻟﻲ‬
‫ﻳﺣﺗﻝ ﺍﻟﺻﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺟﺭﻳﺑﻲ ﻣﺛﻼ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺿﻝ‬
‫‪15‬‬
‫ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎء ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻭﻳﺳﻣﺢ ﺑﻔﺿﻝ‬
‫ﺍﻟﺗﺟﺭﺑﺔ ﺑﺿﺑﻁ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺅﺩﻱ ﻟﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺟﺭﻳﻣﺔ ﻭﺍﻧﺗﺷﺎﺭﻫﺎ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻲ‬
‫ﻓﻌﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺻﻳﺩ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻲ ﺍﻟﻬﺎﺋﻝ ﻟﻠﺗﺟﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﻧﻣﺎﺫﺝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻋﺭﻓﺗﻬﺎ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺑﺷﺭﻳﺔ ﻋﺑﺭ ﺗﺎﺭﻳﺧﻬﺎ ﺍﻟﻁﻭﻳﻝ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺑﺭﺯ ﻟﻧﺎ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻻﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻲ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻠﻌﺑﻪ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭﺿﻣﺎﻥ ﺍﺳﺗﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‪ .‬ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻧﺗﻘﻝ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺑﺷﺭﻳﺔ ﻣﻥ ﻋﺻﻭﺭ ﺍﻻﻧﺣﻁﺎﻁ ﻭﺍﻟﺩﻛﺗﺎﺗﻭﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻋﺻﻭﺭ ﺍﻟﺣﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺩﻳﻣﻘﺭﺍﻁﻳﺔ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬

‫ﻳﻣﺭ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﻣﺭﺍﺣﻝ ﻋﺩﻳﺩﺓ‪ ،‬ﺳﻭﺍء ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺑﺻﺩﺩ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺃﻁﺭﻭﺣﺔ ﺩﻛﺗﻭﺭﺍﻩ‬
‫ﺃﻭ ﻣﺫﻛﺭﺓ ﻣﺎﺟﺳﺗﻳﺭ ﺃﻭ ﻣﺫﻛﺭﺓ ﻣﺎﺳﺗﺭ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﻝ ﻋﻠﻣﻲ ﺇﺫ ﻳﻧﺑﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻣﺭ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺍﻟﺑﺣﺛﻲ‬
‫ﺑﺧﻁﻭﺍﺕ ﻭﺗﻘﻧﻳﺎﺕ ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﻣﺗﺎﺯ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻧﻅﻡ ﻭﻣﺿﺑﻭﻁ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﻣﺗﺣﺻﻝ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺑﻣﻭﺟﺑﻪ ﻟﻳﺳﺕ ﻭﻟﻳﺩﺓ ﻣﺻﺎﺩﻓﺎﺕ ﺑﻝ ﻫﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺩﺭﻭﺳﺔ‬
‫ﻭﻣﺿﺑﻭﻁﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﻟﻥ ﻳﺗﺄﺗﻰ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺗﺑﻊ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻳﺏ ﺍﻟﻣﺳﻁﺭﺓ‬
‫ﻹﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪.‬‬
‫ﻧﻌﻧﻲ ﺑﻣﺭﺍﺣﻝ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻣﻧﻬﺟﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻳﺗﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺑﺣﺙ ﻋﻠﻣﻲ ﻣﺿﺑﻭﻁ ﻭﻣﻧﻅﻡ ﻭﻣﻭﺛﻭﻕ ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ ﻭﻣﻥ‬
‫ﺧﻼﻝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺑﺣﺙ ﺳﻧﻌﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻣﺭﺍﺣﻝ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺳﻠﻛﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺑﺩءﺍ ﺑﻣﺭﺣﻠﺔ‬
‫ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ )ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭﻝ( ﻭﻣﺭﺣﻠﺔ ﺟﻣﻊ ﻭﺣﺻﺭ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ )ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻭﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ )ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ( ﻭﺍﻧﺗﻬﺎء ﺑﻛﺗﺎﺑﺗﻪ ﻭﺇﻧﺟﺎﺯﻩ‬
‫)ﺍﻟﻣﻁﻠﺏ ﺍﻟﺭﺍﺑﻊ(‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫ﺃﻭﻝ ﺧﻁﻭﺓ ﻳﺧﻁﻭﻫﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻧﺣﻭ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﺑﺣﺛﻪ ﻫﻲ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺗﺑﺭ ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﻣﺭﺣﻠﺔ ﺃﻛﺛﺭ ﺻﻌﻭﺑﺔ ﻭﺩﻗﺔ‪ ،‬ﻧﻅﺭﺍ ﻟﺗﻌﺩﺩ ﻭﺍﺧﺗﻼﻑ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣﻝ ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﻳﻳﺭ ﻭﺍﻟﻣﻘﺎﻳﻳﺱ‬
‫ﺍﻟﺫﺍﺗﻳﺔ ﻭﺍﻟﻧﻔﺳﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﻬﻧﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛﻡ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ‬
‫ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻟﻛﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺳﺑﺎﺏ ﻳﺳﺗﺣﺳﻥ ﺍﻟﺗﺭﻳﺙ ﻓﻲ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ‬
‫ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻳﻁﺭﺡ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺎﺕ ﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻻ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﺧﻁﺄ‬
‫ﺍﻻﺧﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺟﻌﻠﻪ ﻳﺿﻁﺭ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻳﻳﺭ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﻛﻠﻪ ﺃﻭ ﺟﺯء ﻣﻧﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﻧﺟﺭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﻐﻳﻳﺭ ﻣﻥ ﺇﺟﺭﺍءﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻻ ﺗﺧﺩﻡ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻛﺿﻳﺎﻉ ﻭﻗﺕ ﺛﻣﻳﻥ ﻭﺟﻬﺩ‬
‫ﻛﺑﻳﺭ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﺳﺗﻛﻣﺎﻝ ﺑﺣﺛﻪ ﻭﺇﺗﻣﺎﻣﻪ ﻭﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺗﺭﺷﻳﺩ ﻋﻣﻠﻳﺔ‬

‫‪16‬‬
‫ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻭﺗﻭﺟﻳﻪ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻧﺎﺷﺊ‬
‫ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻩ‪ ،‬ﻓﻲ ﻧﻁﺎﻕ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺍﻻﺧﺗﻳﺎﺭ‪ ،‬ﻳﺟﺏ ﺍﻟﺗﻁﺭﻕ ﻟﺑﻳﺎﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣﻝ ﺍﻟﺫﺍﺗﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‬
‫ﻻﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭﻝ( ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﻣﻝ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛﻡ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ‬
‫ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻭﻳﺷﻣﻝ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﻛﺫﻟﻙ‪،‬‬
‫ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻋﻧﻭﺍﻥ ﻣﻧﺎﺳﺏ ﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ( ﻭﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻳﻁﺭﺣﻬﺎ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺭﺍﺑﻊ( ﻭﺍﻧﺗﻬﺎء ﺿﺑﻁ ﺍﻟﺧﻁﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻧﺑﺛﻕ ﻋﻥ‬
‫ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﻣﻁﺭﻭﺣﺔ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺧﺎﻣﺱ(‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺑﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ‬
‫ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﺗﺻﻑ ﺍﻟﻘﺎﺋﻡ ﺑﺎﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺻﻔﺎﺕ ﻛﺎﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺻﺩﻕ‬
‫ﻭﺍﻟﺣﺭﺹ ﻭﺍﻟﺻﺑﺭ ﻭﻏﻳﺭﻫﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺳﺗﻘﻳﻡ ﺑﻬﺎ ﺃﻱ ﻋﻣﻝ ﻭﻣﻧﻬﺎ ﺍﻟﺑﺣﺙ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻥ ﺃﺑﺭﺯ ﺍﻟﺑﺣﻭﺙ ﻭﺃﻫﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺟﺎﻝ ﻫﻲ‪ :‬ﻣﺫﻛﺭﺍﺕ ﺍﻟﻣﺎﺳﺗﺭ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﺎﺟﺳﺗﻳﺭ ﻭﺃﻁﺭﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭﺍﻩ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺑﺣﻭﺙ ﻣﻌﻣﻘﺔ ﻳﻌﺩﻫﺎ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺑﻌﺩ ﺍﺟﺗﻳﺎﺯﻩ‬
‫ﻟﻠﺳﻧﺔ ﺍﻟﺗﺣﺿﻳﺭﻳﺔ ﺑﻧﺟﺎﺡ ﻭﺑﺣﺙ ﺍﻟﻣﺎﺳﺗﺭ ﻳﺷﻛﻝ ﺃﻭﻝ ﺗﺟﺭﺑﺔ ﺑﺣﺛﻳﺔ ﻣﻌﻣﻘﺔ ﻟﻠﻁﺎﻟﺏ ﺃﻭ‬
‫ﻫﻲ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﻣﺩﻯ ﻛﻔﺎءﺗﻪ ﻭﺃﻫﻠﻳﺗﻪ ﻟﻣﻭﺍﺻﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭﺍﻩ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺃﻱ ﻋﻠﻡ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﺗﺗﻭﻓﺭ ﻓﻳﻪ ﺍﻟﺷﺭﻭﻁ ﺍﻵﺗﻳﺔ‪:‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ‬
‫ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺃﻥ ﻳﻧﺟﺢ ﻣﺎ ﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺭﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺍﻟﺑﺣﺛﻲ‪،‬‬
‫ﻣﺅﻣﻧﺎ ﺑﻣﺎ ﻳﻘﻭﻡ ﺑﻪ‪ ،‬ﻟﺫﺍ ﻓﻣﻥ ﺍﻷﺟﺩﺭ ﺑﺎﻟﺑﺎﺣﺙ ﺃﻻ ﻳﻌﺗﺑﺭ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻣﺟﺭﺩ ﻋﻣﻝ‬
‫ﻳﻘﻭﻡ ﺑﻪ ﻭﻣﻁﻠﻭﺏ ﻣﻧﻪ ﺇﻧﺟﺎﺯﻩ ﺃﻭ ﻛﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ )ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻓﺭﺽ(‪ ،‬ﺳﻳﻣﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻳﺗﻁﻠﺏ‬
‫ﺟﻬﺩﺍ ﻭﺗﺗﺑﻌﺎ ﻭﺗﻘﺻﻲ‪ ،‬ﻭﺻﺑﺭ ﻭﻏﻳﺭ ﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺍﻟﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺗﺻﻑ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﺭﺍﻏﺑﺎ ﺑﺎﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺑﺻﺩﺩ ﺇﻧﺟﺎﺯﻩ‪ ،‬ﻣﺅﻣﻧﺎ ﺑﺭﺳﺎﻟﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻟﺼﺪﻕ‬
‫ﻳﻌﺗﺑﺭ ﺍﻟﺻﺩﻕ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺿﺎﺋﻝ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﺗﺣﻠﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻋﻣﻭﻣﺎ ﻭﺍﻟﺑﺎﺣﺙ‬
‫ﺧﺻﻭﺻﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺻﺩﻕ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻟﻪ ﻋﺩﺓ ﺃﻭﺟﻪ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﺍﻟﺻﺩﻕ ﻓﻲ ﻧﻘﻝ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﻣﻥ ﺍﻷﺷﺧﺎﺹ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻳﺩﻟﻭﻥ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ )ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻘﺎﻻﺕ(‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ‬
‫ﺁﺧﺭ ﻋﺩﻡ ﺗﺯﻭﻳﺭ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺑﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺗﺣﺻﻝ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺳﻭﺍء ﻛﺎﻧﺕ ﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ‬
‫ﻣﻛﺗﻭﺑﺔ ﺃﻭ ﻣﺳﻣﻭﻋﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻷﻣﺭ ﻳﺣﺻﻝ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻣﻳﺩﺍﻧﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺝ‬
‫ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﺑﻼﺕ ﺃﻭ ﺑﻳﺎﻧﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﺳﺗﺑﻳﺎﻧﺎﺕ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻓﺿﻳﻠﺔ ﺍﻟﺻﺩﻕ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻛﻭﻥ ﺫﺍﻛﺭﺍ ﻷﻓﺿﺎﻝ ﻣﻥ ﺳﺑﻘﻭﻩ ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻏﻳﺭ ﻣﻧﻛﺭ ﻹﻧﺟﺎﺯﺍﺗﻬﻡ‪.‬‬

‫‪17‬‬
 ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﻳﺗﻌﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﺳﺗﻌﺩﺍﺩﺍﺗﻪ ﻭﻗﺩﺭﺍﺗﻪ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻋﻧﺩ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ‬
‫ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺣﺛﻪ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻳﻭﺍﺯﻥ ﺑﻳﻥ ﻣﺗﻁﻠﺑﺎﺕ ﺍﻧﺟﺎﺯ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺑﻳﻥ ﻗﺩﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺫﺍﺗﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻓﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﺗﻛﻭﻥ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺍﺳﺗﻌﺩﺍﺩﺍﺕ ﻭﻗﺩﺭﺍﺕ ﺫﺍﺗﻳﺔ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣﻥ‬
‫ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺇﻋﺩﺍﺩﺍ ﻣﻣﺗﺎﺯﺍ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭﺇﺟﺭﺍءﺍﺕ ﻭﻗﻭﺍﻧﻳﻥ ﻭﺷﺭﻭﻁ ﺍﻟﻣﻧﻬﺟﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺍﻟﻭﺍﺟﺏ ﺍﺣﺗﺭﺍﻣﻬﺎ ﻭﺗﻁﺑﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪.‬‬
‫ﻳﻣﻛﻥ ﺇﻳﺟﺎﺯ ﻣﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﻻﺳﺗﻌﺩﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺫﺍﺗﻳﺔ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺍﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻳﺔ‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻳﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺗﻁﻠﺏ ﻭﺟﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻛﺎﻷﻣﺎﻧﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺗﻭﺍﺿﻊ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻭﺍﻟﺗﺣﻠﻲ ﺑﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﻻ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﺗﻘﺗﺻﺭ ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺑﻝ ﻻ ﺑﺩ ﻟﻪ ﻣﻥ ﺍﻹﻟﻣﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻷﺧﺭﻯ ﻭﻻ ﺳﻳﻣﺎ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻣﺳﺎﻋﺩﺓ ﻟﻪ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺣﺛﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻭﺏ ﺗﺣﻠﻳﻪ ﺑﺎﻟﺗﻭﺍﺿﻊ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫‪ -3‬ﺍﻟﻣﺛﺎﺑﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻣﻥ ﺍﻟﻣﻬﻡ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻣﺛﺎﺑﺭﺍ ﺩﺅﻭﺑﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ ﺍﻟﺑﺣﺛﻲ ﻣﻥ ﺣﻳﺙ ﺗﺗﺑﻊ ﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺗﺄﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﺳﺗﺧﻼﺹ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻭﻣﺭﺍﺟﻌﺔ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ﺍﻟﻣﺷﺭﻑ ﻭﻓﻲ ﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻷﺣﻳﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺳﻔﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺎﻛﻥ ﻗﺭﻳﺑﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﻳﺩﺓ ﻟﻠﺣﺻﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﻣﺭﺍﺟﻊ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ‬
‫ﺃﺳﺎﺗﺫﺓ ﻣﺧﺗﺻﻳﻥ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺍﻹﻟﻣﺎﻡ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﻭﺍﻷﺟﻧﺑﻳﺔ‪ ،‬ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺗﺗﺣﻛﻡ ﻓﻲ ﻣﺩﻯ ﻗﺩﺭﺍﺕ‬
‫ﻭﺍﺳﺗﻌﺩﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺍﻟﻠﻐﻭﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﻫﻧﺎﻙ‬
‫ﻣﻭﺿﻭﻋﺎﺕ ﺗﺗﻁﻠﺏ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻳﻪ ﻻﺑﺩ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻥ ﺍﻹﻟﻣﺎﻡ ﺑﺄﺣﺩ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻧﺑﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺟﻠﻳﺯﻳﺔ ﻭﺇﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻟﻣﺎﻡ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ ﻫﻭ ﺍﻷﻓﺿﻝ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻟﻐﺯﺍﺭﺓ ﻭﺩﻗﺔ ﺍﻟﻧﺗﺎﺝ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﺍﻟﻣﺗﺎﺡ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻗﻭﺭﻥ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺧﺭﻯ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺑﻠﺩﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻛﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺑﺎﺭﺯﺓ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﺧﺗﺻﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ‬
‫ﻭﻟﺑﻧﺎﻥ ﻭﺑﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻣﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ‪ ،‬ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻗﻭﺍﻧﻳﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺑﻠﺩﺍﻥ ﻣﻌﻅﻣﻬﺎ ﻣﺳﺗﻣﺩﺓ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻲ ﻭﻛﻭﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﻣﺳﺗﻌﻣﺭﺍﺕ ﻓﺭﻧﺳﻳﺔ ﻓﺷﻌﺑﻬﺎ ﻳﺟﻳﺩ ﺍﻟﻧﻁﻕ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﻛﺎﻟﻌﺭﺍﻕ ﻣﺛﻼ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺟﻠﻳﺯﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻣﻌﺗﻣﺩﺓ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻣﻌﻅﻡ ﺍﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺕ ﻭﻣﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﻣﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻣﺩﺓ ﺍﻟﺯﻣﻧﻳﺔ ﺍﻟﺿﺭﻭﺭﻳﺔ ﻹﻧﺟﺎﺯ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭﺍ‬
‫ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻧﻅﺭﺍ ﻟﺗﺣﺩﻳﺩ ﺯﻣﻥ ﺍﻧﺟﺎﺯ ﺍﻟﺑﺣﻭﺙ ﺭﺳﻣﻳﺎ ﺑﻔﺗﺭﺓ ﺯﻣﻧﻳﺔ‬

‫‪18‬‬
‫ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻻ ﺑﺩ ﻣﻥ ﺍﺣﺗﺭﺍﻣﻬﺎ‪،‬ﺣﺗﻰ ﻳﺗﻣﻛﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﻥ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﻅﺭﻭﻑ‬
‫ﺯﻣﻧﻳﺔ ﺟﻳﺩﺓ ﻭﻣﻼﺋﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ :‬ﻋﺎﻣﻞ ﻭﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ‬
‫ﻳﺧﺗﺎﺭ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺣﺛﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﻧﻁﺎﻕ ﺗﺧﺻﺹ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻛﺗﺧﺻﺹ ﻋﺎﻡ‪ ،‬ﺛﻡ ﻧﺟﺩﻩ ﻳﺧﺗﺎﺭ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺣﺛﻪ ﻣﻥ ﻧﻁﺎﻕ ﻓﺭﻉ ﺗﺧﺻﺻﻪ‬
‫ﺍﻟﺧﺎﺹ‪.‬‬
‫ﻗﺩ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﺗﺧﺻﺹ ﻓﻲ ﻗﺳﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﺧﺗﺹ ﻓﻲ ﻓﺭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻣﺛﻼ‪ ،‬ﻓﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﺧﺗﺎﺭ ﻣﻭﺿﻭﻋﺎ ﻓﻲ ﻧﻁﺎﻕ ﺍﻟﺗﺧﺻﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺿﻳﻕ‬
‫ﺍﻟﺧﺎﺹ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ :‬ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ‬
‫ﻳﺧﺗﺎﺭ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺣﺛﻪ ﺃﺣﻳﺎﻧﺎ ﻻﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﺳﺗﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﺍﺳﺗﻬﻭﺍﻩ ﻭ‬
‫ﺭﻏﺏ ﻓﻳﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﻳﻌﺭﻓﻪ ﺑﻣﺣﺎﻭﺭﻩ ﺍﻟﻛﺑﺭﻯ ﻭﺑﺟﺯﺋﻳﺎﺗﻪ ﻭﻳﺗﺣﻛﻡ ﻓﻲ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﻭﺣﺩﻭﺩﻩ‪ ،‬ﻷﻥ‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺫﺍ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻧﻁﺎﻕ ﺍﻟﻭﻅﻳﻔﺔ ﺍﻟﻣﻬﻧﻳﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﻭﺍﺧﺗﻳﺎﺭﻩ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺗﻌﻣﻳﻕ ﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺗﻪ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﺣﻭﻝ ﻣﻬﻧﺗﻪ ﻭﺍﺳﺗﻐﻼﻝ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﺣﺛﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺗﻁﻭﻳﺭ‬
‫ﺍﻻﺭﺗﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﻬﻧﺗﻪ ﻭﻋﻣﻠﻪ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ‬

‫ﺗﺗﺣﻛﻡ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣﻝ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻳﻣﻛﻥ‬
‫ﺇﻳﺟﺎﺯﻫﺎ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻋﺎﻣﻝ ﺍﻟﻘﻳﻣﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ‬

‫‪ -2‬ﻋﺎﻣﻝ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫‪ -3‬ﻋﺎﻣﻝ ﺗﻭﻓﺭ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‬

‫ﻣﻥ ﺳﻣﺎﺕ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﺍﻟﻧﺎﺟﺢ‪ ،‬ﺗﻭﻓﺭ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﻭﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ ﻻﺳﻳﻣﺎ ﻓﻳﻣﺎ‬
‫ﻳﺗﻌﻠﻕ ﺑﺎﻟﺑﺣﻭﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﻭﺍﺿﻳﻊ ﺍﻟﻣﺳﺗﺣﺩﺛﺔ ﻭﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺎﺻﺭﺓ‪ ،‬ﻓﻣﻥ ﺍﻟﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﻣﺛﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﺳﻭﻑ ﻳﻌﻁﻲ ﻟﻠﺑﺣﺙ‬
‫ﺑﻌﺩﺍ ﺇﻳﺟﺎﺑﻳﺎ‪.‬‬

‫‪19‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬
‫ﻋﻧﻭﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻫﻭ ﻣﻁﻠﻊ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﻫﻭ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺻﺎﺩﻑ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻭﻳﺻﺎﻓﺢ ﻧﻅﺭﻩ‪ ،‬ﻟﻬﺫﺍ‬
‫ﻳﻧﺑﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻻﺋﻘﺎ ﺑﻣﺿﻣﻭﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎ ﻣﻊ ﻣﺣﺗﻭﻳﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺑﺣﻳﺙ ﻳﻌﻁﻲ ﺍﻧﻁﺑﺎﻋﺎ‬
‫ﻭﺍﻓﻳﺎ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻣﺿﻣﻭﻥ ‪،‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻧﻭﺍﻥ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺩﻗﻳﻘﺎ ﻭﺷﺎﻣﻼ ﻭﻣﺧﺗﺻﺭﺍ‬
‫ﻭﻣﻌﺑﺭﺍ ﺃﺣﺳﻥ ﺗﻌﺑﻳﺭ ﻋﻥ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﻣﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺻﻌﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺩ‬
‫ﻳﻭﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻫﻲ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻭﺻﻳﺎﻏﺔ ﻋﻧﻭﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻣﺗﻧﺎﺳﺏ ﻭﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻋﺏ ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﻟﻬﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﺯﺍﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺗﻧﺎﻗﺵ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﻊ ﺍﻟﻣﺷﺭﻑ ﻟﻠﺧﺭﻭﺝ ﺑﺻﻳﺎﻏﺔ ﻗﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‬
‫ﻭﻟﻐﻭﻳﺔ ﺳﻠﻳﻣﺔ ﻟﻌﻧﻭﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻥ ﺍﻷﻓﺿﻝ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﻗﺑﻝ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﻌﻧﻭﺍﻥ‬
‫ﺑﺷﻛﻠﻪ ﺍﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻭﺗﺳﺟﻳﻠﻪ ﺭﺳﻣﻳﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻣﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺗﺷﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﺎﺗﺫﺓ ﺍﻷﻛﻔﺎء ﻭﺃﺻﺣﺎﺏ‬
‫ﺍﻻﺧﺗﺻﺎﺹ ﻭﺃﻭﻟﻬﻡ ﺃﺳﺗﺎﺫﻩ ﺍﻟﻣﺷﺭﻑ ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻌﻧﻭﺍﻥ ﻭﺻﻳﺎﻏﺗﻪ ﻭﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‬
‫ﻣﺩﻟﻭﻻﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺗﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﻭﺗﺣﺩﻳﺩ ﺁﻓﺎﻗﻪ‪ ،‬ﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﻳﺟﻧﺏ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺗﻐﻳﺭ‬
‫ﻋﻧﻭﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﻣﺗﻰ ﻋﻠﻣﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻧﻭﺍﻥ ﻫﻭ ﻋﻧﺻﺭ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﺗﻠﺗﻔﺕ ﺇﻟﻳﻪ ﺍﻷﻧﻅﺎﺭ‬
‫ﻭﻋﻠﻳﻪ ﻓﺄﻫﻡ ﺍﻟﺳﻣﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺗﺳﻡ ﺑﻬﺎ ﻋﻧﻭﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻫﻲ‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺩﻗﻳﻘﺎ ﻣﻌﺑﺭﺍ ﻋﻥ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺟﺩﻳﺩﺍ ﻭﻣﺑﺗﻛﺭﺍ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺷﺎﻣﻼ ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎ ﻣﻊ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﺧﺗﺻﺭﺍ ﺧﺎﻟﻳﺎ ﻣﻥ ﺍﻹﻁﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺗﺯﻳﺩ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺟﺫﺍﺑﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺑﻌﻳﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺑﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻋﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﻣﺛﻳﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺑﺩﻭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺇﻋﻼﻧﺎﺕ ﺗﺟﺎﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻻ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﻌﻧﻭﺍﻥ ﻣﺭﻛﺑﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻌﺑﺭ ﻋﻥ ﻣﻭﺿﻭﻋﻳﻥ ﻣﺗﻼﺯﻣﻳﻥ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬
‫ﺗﻌﺩ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻱ ﻋﻣﻝ ﻓﻛﺭﻱ ﻭﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﻗﻳﺎﻡ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻋﻣﻭﻣﺎ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ‬
‫ﺧﺻﻭﺻﺎ ﺩﻭﻥ ﻁﺭﺡ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﻋﻠﻣﻳﺔ‪ ،‬ﻳﺑﺣﺙ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻋﻥ ﺣﻝ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫ﻻ ﻳﻧﺷﺄ ﻣﻥ ﻓﺭﺍﻍ‪ ،‬ﻟﺫﺍ ﻻ ﺑﺩ ﻣﻥ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻳﻧﺻﺏ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫ﻋﻣﻭﻣﺎ ﺗﻭﺍﺟﻬﻪ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻭﻝ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﻣﻌﺎﻟﺟﺔ‪،‬‬
‫ﻭﺟﻣﻊ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻋﻧﻬﺎ ﻭﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ ﻭﺗﻔﺳﻳﺭﻫﺎ ﻭﺍﺳﺗﻁﻼﻉ ﺍﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬﺎ ﻭﻣﺅﺷﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺅﺛﺭ ﻓﻲ ﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺃﻭ ﻓﺋﺔ ﻣﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻋﻧﺩ ﺇﻗﺩﺍﻡ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺩﻳﺩ‬
‫ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻳﺧﺗﺎﺭﻫﺎ ﻟﺑﺣﺛﻪ ﺗﺻﺎﺣﺑﻪ ﺣﻳﺭﺓ ﻭﻗﻠﻕ ﺷﺩﻳﺩﻳﻥ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﺍﻟﻌﻣﻳﻕ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺣﺗﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻗﺩ ﻳﺻﻝ ﻓﻲ ﺑﻌﺽ ﺍﻷﺣﻳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺣﺟﺎﻡ ﻋﻥ ﻣﻭﺿﻭﻉ‬
‫‪20‬‬
‫ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﻭﻟﻛﻥ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻠﻕ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﻳﺭﺓ ﻫﻣﺎ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺗﻘﺩﻣﺔ ﻣﻥ ﺩﺭﺟﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﺍﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻋﻣﻭﻣﺎ ﻭﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺧﺻﻭﺻﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﻣﺎ ﻳﻘﻭﺩ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﺗﺧﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺍﻟﻣﻧﺎﺳﺏ ﺑﺷﺄﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺑﻣﻌﻧﻰ ﺁﺧﺭ ﺇﻥ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺗﻠﻙ‬
‫ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺩﺍﻓﻊ ﺣﻘﻳﻘﻲ ﺃﺛﺎﺭ ﺃﻭ ﻳﺛﻳﺭ ﺍﻫﺗﻣﺎﻡ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺑﺎﺣﺙ ﻭﻻ ﺳﻳﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻳﺎ ﻗﺩ ﺍﻧﺗﻘﻝ ﻣﻥ ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﻭﺍﻟﺣﻔﻅ‬
‫ﻭﺗﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻝ ﻭﺍﻟﺗﻘﻳﻳﻡ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻳﻧﺗﻘﻝ‬
‫ﻣﻥ ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺛﺎﻧﻭﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﻭﻝ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ‬
‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺑﺣﺙ ﻓﻳﻪ ﻭﻫﻛﺫﺍ ﻳﺗﺣﻭﻝ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺇﻟﻰ ﻣﺭﺣﻠﺔ ﻧﻘﺩ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻭﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ‬
‫ﻭﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺭﺑﻁ ﺑﻳﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﺗﻭﺻﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﻭﺍﻧﺏ ﺍﻟﻧﻘﺹ ﻭﺍﻟﻐﻣﻭﺽ ﻓﻳﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻭﺣﻳﻧﻬﺎ ﺳﻳﺑﺩﺃ ﺷﻌﻭﺭﻩ ﻭﺇﺣﺳﺎﺳﻪ ﺑﺎﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺣﺗﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻳﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺷﻌﻭﺭ‬
‫ﻳﺯﺩﺍﺩ ﻋﻣﻘﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻁﻼﻉ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻭﺍﺗﺳﻌﺕ ﻗﺭﺍءﺗﻪ‪ ،‬ﻟﺩﻯ ﺗﺷﻛﻝ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺛﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺧﻁﻭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻥ ﺧﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺑﺎﺣﺙ ﻋﺎﺩﺓ ﻳﺑﺩﺃ ﺑﺳﺅﺍﻝ ﻟﻪ‬
‫ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻘﺿﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﻣﻌﻳﻥ ﻻ ﻳﺗﻭﻓﺭ ﻟﻪ ﺟﻭﺍﺏ ﺟﺎﻫﺯ ﻭﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻳﺣﺎﻭﻝ ﺇﻳﺟﺎﺩ‬
‫ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺳﻠﻳﻣﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺳﺅﺍﻝ ﻭﻟﻸﺳﺋﻠﺔ ﺍﻟﻔﺭﻋﻳﺔ ﺍﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻪ‪ ،‬ﻭﻳﺳﺗﺣﺳﻥ ﺃﻥ ﺗﻛﻭﻥ‬
‫ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺛﻳﺔ ﻣﺭﺗﺑﻁﺔ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺹ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻭﺗﺟﺭﻱ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺗﺧﺻﺻﻪ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻭﻋﻠﻳﻪ ﻳﻣﻛﻥ ﺍﻟﻘﻭﻝ ﺑﺄﻥ ﺣﺳﻥ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻫﻭ ﻣﺣﻭﺭ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫ﺍﻟﻧﺎﺟﺢ ﻛﻣﺎ ﻳﻌﺩ ﻣﻥ ﺃﺻﻌﺏ ﺍﻟﻣﻬﻣﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻬﻭ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺭ ﺑﺩﺍﻳﺔ‬
‫ﺍﻻﻧﻁﻼﻕ ﻧﺣﻭ ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻳﺳﻳﺭ ﻓﻳﻪ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ‪.‬‬
‫ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﺃﻥ ﻳﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﺍﻟﻣﺭﺍﺩ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻡ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ‬
‫ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﻭﻓﻕ ﺃﺳﺱ ﻭﻣﺑﺎﺩﺉ ﺻﺣﻳﺣﺔ )ﺃﻭﻻ( ﻭﺃﻥ ﺗﺗﻭﻓﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﺭﻭﻁ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺟﻳﺩﺓ )ﺛﺎﻧﻳﺎ( ﻭﺃﻥ ﺗﻛﻭﻥ ﺟﻭﺍﺏ ﻟﻠﺩﻭﺍﻓﻊ ﺃﺳﺎﺳﻳﺔ )ﺛﺎﻟﺛﺎ(‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺃﺳﺲ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﻻ ﻳﻛﻭﻥ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺃﻳﺔ ﻗﻳﻣﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺭﻋﻳﺕ ﻓﻳﻪ ﺃﺳﺱ ﻭﻣﺑﺎﺩﺉ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﺃﻭ‬
‫ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻭﻓﺭ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﺍﻟﻛﺎﻓﻳﺔ ﻧﻅﺭﻳﺎ ﻭﺗﻁﺑﻳﻘﻳﺎ ﻋﻥ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺗﺄﻛﺩ ﻣﻥ ﻭﺟﻭﺩ ﺗﺳﻬﻳﻼﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻭﻅﻳﻔﻳﺔ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻫﻣﻳﺔ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﻭﻓﺎﺋﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﺗﻛﻭﻥ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺣﺩﻳﺛﺔ ﻭﺃﻥ ﺗﻛﻭﻥ ﺫﺍﺕ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﻳﻭﻣﻳﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺇﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﺗﻌﻣﻳﻡ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ‪.‬‬
‫‪21‬‬
 ‫‪ -‬ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﻣﻁﺭﻭﺣﺔ ﺑﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺇﻗﻠﻳﻣﻳﺎ ﻭﺩﻭﻟﻳﺎ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ‬
‫ﺇﻥ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ :‬ﺇﻣﺎ ﺳﺅﺍﻝ ﻳﺗﻁﻠﺏ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻭﺍﺿﺣﺔ ﺃﻭ ﻣﻭﻗﻑ‬
‫ﻳﺣﺗﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺗﻔﺳﻳﺭ‪ ،‬ﺃﻭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻗﺎﻧﻭﻧﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﺗﻛﻭﻥ‬
‫ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺳﺎﺅﻻﺕ ﻳﻁﺭﺣﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺗﻪ ﻭﺗﺩﻓﻌﻪ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﻣﻥ‬
‫ﺃﺟﻝ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻣﻬﻣﺎ ﻳﻛﻥ ﻓﻼ ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﺃﻥ ﻳﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺍﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﺍﺧﺗﺎﺭﻫﺎ ﺇﻻ ﺑﺗﻭﻓﺭ ﺷﺭﻭﻁ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺃﻥ ﺗﻛﻭﻥ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺟﺩﻳﺩﺓ ‪.:‬‬

‫ﻭﺍﺷﺗﺭﺍﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻳﻧﻁﻠﻕ ﻣﻥ ﻛﻭﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺇﺿﺎﻓﺔ‬
‫ﺟﺩﻳﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻛﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﺑﺗﻛﺭﺍ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻪ‪ ،‬ﺃﺻﻳﻼ ﻓﻲ‬
‫ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﺷﻛﻠﺗﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺭﻳﺑﺎ ﻣﻥ ﺍﻹﺑﺩﺍﻉ ﻭﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺛﺭ ﻓﺎﺋﺩﺓ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭﻫﻭ‬
‫ﻣﻥ ﺃﻫﻡ ﻋﻭﺍﻣﻝ ﻧﺟﺎﺡ ﺍﻟﺑﺣﻭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺃﻥ ﺗﺗﻔﻕ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﻭﻣﻳﻭﻝ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫‪ -3‬ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺣﺟﻡ ﺍﻹﺷﻛﺎﻟﻳﺔ‬

‫‪ -4‬ﺿﺭﻭﺭﺓ ﺗﻭﻓﺭ ﺍﻟﻣﺷﺭﻑ ﺍﻟﻣﺗﺧﺻﺹ‬

‫‪ -5‬ﺗﻭﻓﺭ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ‬

‫‪ -6‬ﺗﻭﺍﻓﺭ ﺍﻹﻣﻛﺎﻧﻳﺎﺕ ﺍﻟﺑﺷﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺑﺣﺙ‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ‬

‫ﺗﺗﺣﻛﻡ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺭﻏﺑﺔ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻭ ﻣﻳﻭﻻﺗﻪ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﻧﺑﻊ ﺗﻠﻙ‬
‫ﺍﻟﺭﻏﺑﺔ ﻭﺍﻟﻣﻳﻝ ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋﻥ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺧﺎﺹ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺃﻭ‬
‫ﻣﻌﺎﺻﺭﺓ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﻟﺩﻳﻪ ﻋﺩﺩﺍ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺳﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺣﺎﻭﻝ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻙ‬
‫ﺍﻟﺑﺣﺙ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺷﺧﺻﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﺏ ﺍﻟﺫﺍﺗﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻝ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻳﺧﺗﺎﺭ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻭﺇﻳﺟﺎﺩ‬
‫ﺣﻠﻭﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻗﺩ ﻣﺭ ﺑﺗﺟﺭﺑﺔ ﺃﻭ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺭ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻟﻣﺭﺃﺓ ﺍﻟﻣﻁﻠﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻋﺎﻧﺕ ﻣﻥ ﻣﺷﺎﻛﻝ ﺍﻟﻧﻔﻘﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﻳﺭﺍﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻧﺳﺏ ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﻗﺩ ﺗﻣﻳﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺳﺎﺋﻝ ﺍﻷﺣﻭﺍﻝ ﺍﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﻳﻘﻭﻝ ﺍﻷﺳﺗﺎﺫ ‪ "DEWY‬ﺃﻥ ﻣﻧﺑﻊ ﺍﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻻ‬

‫‪22‬‬
‫ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻌﻭﺭ ﺑﻌﺎﺋﻕ ﺃﻭ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻳﺣﻳﺭ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻭﻳﻘﻠﻘﻪ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻻﺗﺻﺎﻟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ‪"....‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﺫﻟﻙ ﺃﻧﻪ ﻗﺩ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻋﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﻋﻣﻝ ﻣﻌﻳﻥ ﻓﺗﺭﺗﻛﺯ ﺭﻏﺑﺗﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻣﻝ ﻓﻳﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻣﻝ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻧﻔﻁ‬
‫ﻗﺩ ﺗﺣﺩﺩ ﺭﻏﺑﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻼﺕ ﻗﻭﺍﻧﻳﻥ ﺍﻟﻧﻔﻁ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺎﺕ ﺍﻟﻧﻔﻁﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ‬
‫ﺍﻟﻧﻔﻁﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﺗﻛﻭﻥ ﻟﻠﺧﺑﺭﺓ ﺍﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺃﺛﺭﺍ ﻭﺍﺿﺣﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﻭﺍﺧﺗﻳﺎﺭ‬
‫ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺣﻝ ﺍﻟﻣﺷﻛﻼﺕ ﺍﻟﻣﻌﺎﺻﺭﺓ‪ ،‬ﻗﺩ ﻳﺗﺣﺩﺩ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﺃﻭ ﻣﺗﻐﻳﺭﺍﺕ‬
‫ﻣﻌﻳﻧﺔ ﻳﻣﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺑﻠﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﻳﺵ ﻓﻳﻪ ﺃﻭ ﻭﺟﻭﺩ ﻗﺿﺎﻳﺎ ﺗﺷﻐﻝ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪،‬‬
‫ﻭﻛﻣﺛﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻳﺧﺗﺎﺭ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ ﺟﺎﺋﺣﺔ ﻛﻭﻓﻳﺩ ‪ 19‬ﻭﺗﺩﺍﻋﻳﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﻳﺔ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻫﻛﺫﺍ ﺗﺷﺩ ﻋﺩﺩ ﻣﻥ ﺍﻹﺷﻛﺎﻻﺕ ﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ ﺍﻧﺗﺑﺎﻩ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ‬
‫ﻭﺗﺩﻓﻌﻪ ﻟﻠﺑﺣﺙ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﺍﻟﺗﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﻣﺗﺭﺗﺑﺔ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻭﺍﻟﺗﻔﻛﻳﺭ ﻓﻲ‬
‫ﺇﻳﺟﺎﺩ ﺍﻟﺣﻠﻭﻝ ﺍﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺿﺒﻂ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬
‫ﻋﻧﺩﻣﺎ ﻳﻧﺗﻬﻲ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﻥ ﺍﺧﺗﻳﺎﺭ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺣﺛﻪ ﻭﻳﺿﺑﻁ ﻋﻧﻭﺍﻧﻪ ﻭﻳﻁﺭﺡ ﺇﺷﻛﺎﻟﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﻳﺗﺟﻪ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺳﻳﻡ ﺑﺣﺛﻪ ﻭﻓﻕ ﺧﻁﺔ ﺃﻭﻟﻳﺔ ﻣﺑﺩﺋﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻣﻛﻥ ﺗﻌﺭﻳﻑ ﺍﻟﺧﻁﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﺧﺭﻳﻁﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺑﻧﻰ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺃﻭ ﻫﻳﻛﻝ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ ﻭﺑﻧﺎﺅﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻳﻘﻭﻡ ﻋﻠﻳﻪ ﻭﻫﻧﺩﺳﺗﻪ ﻭﺗﺻﻣﻳﻣﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻘﺳﻣﻪ ﺗﻘﺳﻳﻣﺎ ﻣﻧﻁﻘﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻧﺎﻭﻳﻥ ﺭﺋﻳﺳﻳﺔ ﺗﺗﻔﺭﻉ‬
‫ﻋﻧﻬﺎ ﻋﻧﺎﻭﻳﻥ ﺃﺧﺭﻯ ﻓﺭﻋﻳﺔ ﺃﻭ ﺛﺎﻧﻭﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻥ ﻫﻧﺎ ﺗﺑﺭﺯ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﻭﺿﻊ ﺧﻁﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻠﺑﺣﺙ‬
‫ﺍﻟﻣﺭﺍﺩ ﺩﺭﺍﺳﺗﻪ )ﺃﻭﻻ( ﻭﺣﺻﺭ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺿﻭﺍﺑﻁ ﺍﻟﺿﺭﻭﺭﻳﺔ ﻹﻧﺟﺎﺯ ﺧﻁﺔ ﺗﺧﺩﻡ‬
‫ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﻣﺣﻝ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ )ﺛﺎﻧﻳﺎ(‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬
‫ﺑﻌﺩ ﺃﻥ ﻳﻧﺗﻬﻲ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﻥ ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﺍﻷﻭﻟﻳﺔ ﺣﻭﻝ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺍﻻﻁﻼﻉ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﻳﺻﺑﺢ ﻣﻥ ﺍﻟﺿﺭﻭﺭﻱ ﺑﻝ ﻭﻣﻥ ﺍﻟﻣﻣﻛﻥ‬
‫ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺧﻁﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﻟﻌﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻬﻡ ﺃﻥ ﻧﻭﺿﺢ ﺃﻥ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺧﻁﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻫﻭ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﻣﺳﺎﺋﻝ ﺍﻟﻣﻌﻘﺩﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻭﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻭﺍﻟﺳﺑﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻳﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺧﻁﺔ ﻫﻲ‬
‫ﺍﻟﻁﺭﻳﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺳﻳﺭ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﻗﻳﻝ ﺇﻥ "ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺑﻼ ﻧﻅﺎﻡ‬
‫ﻛﺎﻟﺳﻳﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻼﻡ" ﻟﺫﺍ ﻓﺧﻁﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻫﻲ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺳﻳﺭ ﻓﻳﻪ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺃﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺩﻟﻳﻝ‬
‫ﺍﻟﻭﺻﻔﻲ ﻟﻠﺑﺣﺙ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ﻭﺧﻁﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻫﻲ ﺍﻟﺗﻲ ﺳﺗﺣﺩﺩ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺧﻁﻭﺍﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺳﻳﻠﺟﺄ ﺇﻟﻳﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻭﺃﻫﻡ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ‬
‫ﺍﻟﺗﻲ ﺳﻳﺭﺟﻊ ﺇﻟﻳﻬﺎ ﻭﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭﺍﻟﺟﻬﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺳﻳﺑﺫﻟﻪ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻹﻛﻣﺎﻝ ﺑﺣﺛﻪ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺳﺗﺣﺩﺩ‬
‫ﺧﺭﻳﻁﺔ ﺍﻟﺑﻧﺎء‪ ،‬ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭﺍﻟﺟﻬﺩ ﻭﺍﻟﻛﻠﻔﺔ ﺍﻟﻣﻁﻠﻭﺑﺔ ﻹﺗﻣﺎﻡ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺑﻧﺎء‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻣﻥ ﺩﻭﻥ‬
‫ﺧﻁﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻭﻣﺩﺭﻭﺳﺔ ﺑﺩﻗﺔ ﻳﻌﺩ ﻣﺿﻳﻌﺔ ﻟﻠﻭﻗﺕ ﻭﺗﺑﺩﻳﺩﺍ ﻟﻠﺟﻬﺩ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﺇﻫﻣﺎﻝ ﺍﻟﺧﻁﺔ‬
‫ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻫﺗﻣﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺷﺭﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﺩﻭﻧﻬﺎ ﻗﺩ ﻳﻣﺿﻲ ﺑﺎﻟﺑﺎﺣﺙ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻛﺗﺏ‪،‬‬
‫ﻷﻧﻪ ﺳﻳﻛﺗﺷﻑ ﺑﻌﺩ ﺣﻳﻥ ﺍﻟﻌﺷﻭﺍﺋﻳﺔ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺗﺭﺍﺑﻁ ﺑﻳﻥ ﺃﺟﺯﺍء ﺍﻟﺑﺣﺙ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫ﻟﻌﻝ ﻣﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻣﺳﺎﺋﻝ ﺍﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﺭﺍﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻧﺩ ﻭﺿﻊ ﺧﻁﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺍﻟﺗﺄﻧﻲ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺧﻁﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ‬
‫‪ -2‬ﻣﺭﺍﻋﺎﺓ ﻋﻧﺻﺭ ﺍﻟﺗﺟﺩﻳﺩ ﻭﺍﻻﺑﺗﻛﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺧﻁﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺍﻟﺗﺳﻠﺳﻝ ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﻲ ﻟﻣﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺧﻁﺔ‬
‫‪ -4‬ﺍﻟﻣﻼءﻣﺔ ﺑﻳﻥ ﻋﻧﻭﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺧﻁﺗﻪ‬

‫ﻓﻣﺛﻼ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻧﻭﺍﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ )ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻟﺟﺭﺍﺋﻡ ﺍﻻﻧﺗﺭﻧﻳﺕ‪ -‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻱ( ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺃﻥ ﻳﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻣﺳﺎﺋﻝ ﺍﻵﺗﻳﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﺩﻡ ﺍﻹﺩﺧﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺧﻁﺔ ﺍﻟﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ ﻟﻠﻣﻭﺿﻭﻉ‪ ،‬ﻛﻭﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺗﺣﺩﺩ ﺑﻧﻁﺎﻕ‬
‫ﺍﻟﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺗﺭﻛﻳﺯ ﻓﻲ ﺧﻁﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻱ ﻷﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺣﺩﺩﺕ‬
‫ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻱ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﺷﻣﻭﻟﻳﺔ ﺍﻟﺧﻁﺔ‬
‫‪ -6‬ﻭﺿﻭﺡ ﺍﻟﺧﻁﺔ ﻭﺑﺳﺎﻁﺗﻬﺎ‬
‫‪ -7‬ﻣﺭﻭﻧﺔ ﺍﻟﺧﻁﺔ‬
‫‪ -8‬ﻣﺭﺍﻋﺎﺓ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺗﺩﺍﺧﻝ ﺑﻳﻥ ﺃﻓﻛﺎﺭ ﺍﻟﺧﻁﺔ‬
‫‪ -9‬ﺍﻟﺗﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻛﻣﻲ ﻭﺍﻟﻛﻳﻔﻲ ﻓﻲ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺧﻁﺔ‬
‫‪ -10‬ﻣﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺗﻧﺳﻳﻕ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻌﻧﺎﻭﻳﻥ ﺍﻟﻔﺭﻋﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻧﺎﻭﻳﻥ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻳﺔ‬
‫‪ -11‬ﺇﻁﻼﻉ ﺍﻟﻣﺷﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺧﻁﺔ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣﺼﺮ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬

‫ﺑﻌﺩ ﺃﻥ ﻳﺧﺗﺎﺭ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺣﺛﻪ ﻭﺗﺣﺩﻳﺩ ﻋﻧﻭﺍﻧﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺷﺭﻉ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺫﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺻﻠﺔ ﺑﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺣﺛﻪ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﺩ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺃﺑﺭﺯ ﺻﻭﺭﻫﺎ ﻭﺃﻫﻡ ﺃﺩﻭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ﻭﺗﺳﻣﻰ ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﻭﺗﺟﻣﻳﻌﻬﺎ ﻭﺗﺭﺗﻳﺑﻬﺎ ﺑـ "ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺍﻟﺗﻭﺛﻳﻕ" ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺑﺑﻠﻳﻭﺟﺭﺍﻓﻳﺎ ‪ Bibliographie‬ﻭﻫﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﺻﻭﻟﻬﺎ ﻭﺃﺳﺳﻬﺎ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻁﺭﻗﻬﺎ‬
‫ﻭﺃﺳﺎﻟﻳﺑﻬﺎ ﻭﺇﺟﺭﺍءﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳﻧﺭﻛﺯ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﻣﻘﺻﻭﺩ‬
‫ﺑﺎﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭﻝ( ﻭﺃﻫﻡ ﺻﻭﺭ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ( ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻳﺣﺗﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻹﻋﺩﺍﺩ ﺑﺣﺛﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﻣﻥ ﻣﻭﺿﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻫﻲ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻭﺍﻟﺛﺎﻧﻭﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺣﻘﺎﺋﻕ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻣﻛﻭﻧﺔ ﻟﻠﻣﻭﺿﻭﻉ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛﻝ ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻭﻋﻬﺎ ﻁﺎﻗﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎﺝ ﺍﻟﻔﻛﺭﻱ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻡ ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪.‬‬
‫ﻓﺭﻕ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻛﺗﺎﺏ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﻣﻧﺎﻫﺞ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻣﻘﺻﻭﺩ ﺑﻛﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺻﺩﺭ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﺭﺟﻊ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺻﺩﺭ ﻭﻓﻕ ﻫﺅﻻء ﺃﻗﺩﻡ ﻣﺎ ﻳﺣﻭﻱ ﻣﺎﺩﺓ ﻋﻠﻣﻳﺔ ﻋﻥ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﻣﺎ‪ ،‬ﺃﻭ ﻫﻭ‬
‫ﺍﻟﻭﻋﺎء ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻧﺷﺭ ﻣﻭﺿﻭﻋﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺭﺓ ﻭﻟﻡ ﻳﻌﺗﻣﺩ ﺃﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﺩﺭ ﺃﺧﺭﻯ‬
‫ﻟﻛﺗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻭﺗﺣﺭﻳﺭﻫﺎ ﻭﺗﺄﻟﻳﻔﻬﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻣﺧﻁﻭﻁﺎﺕ‪ ،‬ﻣﺫﻛﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﻳﻥ‪ ،‬ﺍﻟﺧﻁﺏ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺭﺳﺎﺋﻝ )ﺍﻟﻣﺭﺍﺳﻼﺕ ﻭﺍﻟﻳﻭﻣﻳﺎﺕ( ﺍﻟﻣﻘﺎﺑﻼﺕ ﺍﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻣﻳﺩﺍﻧﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻛﺗﺏ‬
‫ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺻﻑ ﺣﻭﺍﺩﺙ ﺃﻭ ﻣﻭﺿﻭﻋﺎﺕ ﺷﺎﻫﺩﻫﺎ ﻣﺅﻟﻔﻬﺎ ﻋﻥ ﻛﺗﺏ ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻭﺍﻉ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻳﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ‪) :‬ﺍﻟﻣﻭﺍﺛﻳﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿﺭ ﻭﻣﻘﺭﺭﺍﺕ ﻭﺗﻭﺻﻳﺎﺕ ﻫﻳﺋﺎﺕ ﺍﻟﻣﺅﺳﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻣﺛﻝ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻣﺅﺳﺳﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﺅﺳﺳﺔ ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﺅﺳﺳﺔ ﺍﻟﺗﻧﻔﻳﺫﻳﺔ‪ ،‬ﺿﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻣﺧﺗﻠﻑ‬
‫ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻧﻳﻥ ﻭﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﺗﻧﻅﻳﻣﻳﺔ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﻫﺩﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻣﺑﺭﻣﺔ ﻭﺍﻟﻣﺻﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺭﺳﻣﻳﺎ ‪،‬ﻭﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﻭﺍﻟﻣﺑﺎﺩﺉ ﻭﺍﻻﺟﺗﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﺭﺳﻣﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻹﺣﺻﺎﺋﻳﺎﺕ ﺍﻟﺭﺳﻣﻳﺔ‪...‬ﺇﻟﺦ( ﻭﺗﺳﻣﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺃﻳﺿﺎ ﺑﺎﻟﻣﺻﺩﺭ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺍﻷﻭﻟﻲ ‪.Première source‬‬

‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻣﺭﺟﻊ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﺻﺩﺭ ﺍﻟﺛﺎﻧﻭﻱ "‪ "seconde source‬ﻓﻬﻭ ﺍﻟﻭﺛﻳﻘﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻳﻌﺗﻣﺩ ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ ،‬ﻓﺗﺗﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘﺩ‬
‫ﻭﺍﻟﺗﺣﻠﻳﻝ ﻭﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻕ ﻭﺍﻟﺷﺭﺡ ﻭﺍﻟﺗﻠﺧﻳﺹ ﺃﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﻋﺎء ﺍﻟﺫﻱ ﻧﺷﺭﺕ ﻓﻳﻪ ﺍﻟﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻻﺣﻕ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺻﺩﺭ ﺍﻟﻣﺄﺧﻭﺫ ﻋﻧﻪ‪ ،‬ﻳﻣﻛﻥ ﺍﻟﻘﻭﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﺎﺕ‬
‫ﺑﻣﺧﺗﻠﻑ ﺻﻭﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻭﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻭﻏﻳﺭﻫﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ‬
‫ﺍﻷﺧﺭﻯ‪ ،‬ﺗﻌﺩ ﻣﻥ ﻗﺑﻳﻝ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﺗﻔﺳﻳﺭﺍﺕ ﻟﺗﻠﻙ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﻭﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ‬
‫ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺟﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺩ ﻣﻥ ﻗﺑﻳﻝ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ‪ ،‬ﻓﻣﺛﻼ ﻳﻌﺩ‬

‫‪25‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻱ ﻣﻥ ﻗﺑﻳﻝ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺷﺭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﻣﺩﻧﻲ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻱ ﻣﻥ‬
‫ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﻭﺃﺳﺎﺗﺫﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻣﻥ ﻗﺑﻳﻝ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻣﻭﻡ ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ‪،‬‬
‫ﺗﺗﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻳﻣﺔ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻟﻠﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻣﺳﺗﺧﺩﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪ ،‬ﻭﺗﺗﻭﻗﻑ ﻓﻲ ﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻷﺣﻳﺎﻥ ﺻﻼﺣﻳﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻋﻠﻰ ﻗﻳﻣﺔ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻣﺳﺗﺧﺩﻣﺔ ﻭﺣﺩﺍﺛﺗﻬﺎ ﻭﺩﻗﺔ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻳﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ‪ ،‬ﺃﻧﻪ ﻣﻥ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﺃﻥ ﻳﺗﻡ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺑﺣﺛﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﺗﺏ ﺃﺻﺣﺎﺏ ﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﺗﻌﺩ‬
‫ﻣﻥ ﻗﺑﻳﻝ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﻣﻥ ﺃﻣﺛﻠﺗﻬﺎ ﻛﺗﺎﺏ "ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ" "ﻟﺟﺎﻥ ﺟﺎﻙ ﺭﻭﺳﻭ" ﻭﻛﺗﺎﺏ‬
‫"ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺷﺭﺍﺋﻊ" ﻟـ "ﻣﺎﻧﺗﺳﻛﻳﻭ" ﻭﻏﻳﺭﻫﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﺣﺗﻭﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﻅﺭﻳﺎﺕ‬
‫ﺟﺩﻳﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻏﻳﺭ ﻣﻧﻘﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﻳﺭ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺃﻫﻢ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬
‫ﻫﻧﺎﻙ ﻋﺩﺓ ﺃﺳﺱ ﻳﺗﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗﺭﺗﻳﺏ ﻭﺗﺻﻧﻳﻑ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻳﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺑﺣﺛﻪ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ‬
‫ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻕ ﺫﻛﺭﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﻋﺎء ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻧﺷﺭ ﻣﻭﺿﻭﻋﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺭﺓ‪ ،‬ﻭﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻣﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﺗﺗﻭﺯﻉ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺓ ﺻﻭﺭ ﺃﻫﻣﻬﺎ‪ :‬ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻛﺭﻳﻡ‪،‬‬
‫ﺍﻻﺟﺗﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺗﻘﻧﻳﺎﺕ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫*ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻛﺭﻳﻡ ﻭﻛﺗﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ‪:‬‬
‫ﻳﻌﺩ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻛﺭﻳﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ "ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ" ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺭﺟﻊ ﺇﻟﻳﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ‪ ،‬ﻭﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻳﺳﺗﻌﻳﻥ‬
‫ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺑﺎﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻧﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺑﺣﺛﻪ ﻭﻳﺳﺗﺩﻝ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻪ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ‬
‫ﻋﻠﻣﻧﺎ ﺃﻥ ﻣﺑﺎﺩﺉ ﺍﻟﺷﺭﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻳﺔ ﺗﻌﺩ ﺍﻟﻣﺻﺩﺭ ﺍﻟﻣﺎﺩﻱ ﻟﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﺎﺕ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬
‫ﺗﻌﺗﺑﺭ ﻛﺫﻟﻙ ﻛﺗﺏ ﺍﻟﺣﺩﻳﺙ ﺍﻟﻧﺑﻭﻱ ﺍﻟﺷﺭﻳﻑ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻭﺍﻟﻣﻌﺗﻣﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﺗﻔﻕ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻣﻥ‬
‫ﻗﺑﻳﻝ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﻻ ﻏﻧﻰ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﻋﻧﻬﺎ ﻻ ﺳﻳﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪.‬‬
‫*ﻣﻌﺎﺟﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻭﻗﻭﺍﻣﻳﺳﻬﺎ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺩ ﺍﻟﻣﻌﺎﺟﻡ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻣﻳﺱ ﺍﻟﻠﻐﻭﻳﺔ‪ ،‬ﺭﺻﻳﺩﺍ ﺿﺧﻣﺎ ﺑﺩﺃ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﺑﻬﺎ ﻣﻧﺫ ﺇﺛﻧﻲ ﻋﺷﺭ ﻗﺭﻧﺎ‬
‫ﺑﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﺗﺳﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺃﺻﺑﺣﺕ ﺍﻟﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺎﺑﻁ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺎﺟﻡ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻣﻳﺱ ﺿﺭﻭﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺩﻳﺩ ﺍﻟﻣﻌﻧﻰ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺃﻫﻡ‬
‫ﺍﻟﻣﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺭﻯ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻬﻡ ﺇﻳﺭﺍﺩ ﺗﻌﺭﻳﻑ ﻟﻐﻭﻱ ﻟﻬﺎ‪.‬‬

‫‪26‬‬
 ‫*ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺩ ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﺎﺕ ﻣﻥ ﺃﻫﻡ ﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺧﺗﻼﻑ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺗﻠﻙ‬
‫ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﺎﺕ ﺳﻭﺍء ﻛﺎﻧﺕ ﺗﺷﺭﻳﻌﺎﺕ‪ ،‬ﺩﺳﺗﻭﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻗﻭﺍﻧﻳﻥ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﻧﻅﻳﻣﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﻭﺍﺛﻳﻕ‬
‫ﻭﻣﻌﺎﻫﺩﺍﺕ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﺃﻥ ﻳﺧﻭﺽ ﻓﻲ ﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺣﺛﻪ ﻣﺎ ﻟﻡ ﻳﺳﺗﻌﻳﻥ ﻉ ﺑﺗﺷﺭﻳﻊ‬
‫ﺃﻭ ﻋﺩﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﻳﻛﻭﻥ ﻣﺻﺩﺭ ﺍﻟﺣﺻﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﻳﺔ‬
‫ﻫﻭ ﺍﻟﺟﺭﻳﺩﺓ ﺍﻟﺭﺳﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺻﺩﺭﻫﺎ ﻣﻌﻅﻡ ﺍﻟﺩﻭﻝ‪.‬‬
‫*ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺩ ﺍﻟﻣﺟﻼﺕ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻭﻱ ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﻣﻬﻣﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﻳﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺛﻳﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﻳﻥ ﻟﻣﺎ ﺗﺣﺗﻭﻳﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺟﻼﺕ ﻣﻥ ﺟﻭﺍﻧﺏ‬
‫ﺗﻁﺑﻳﻘﻳﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻭﻥ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺽ ﺍﻷﺣﻳﺎﻥ ﻳﺗﺻﺩﻯ ﺑﻌﺽ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻭﺍﻟﻛﺗﺎﺏ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻕ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺽ ﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﻣﻧﺷﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﻼﺕ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﻳﻌﻭﺩ‬
‫ﺍﻟﻔﺿﻝ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺗﻌﻠﻳﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺇﺛﺭﺍء ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻭﺗﻁﻭﻳﺭﻩ‪.‬‬
‫*ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺗﻡ ﺇﻳﺩﺍﻉ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻣﻥ ﻁﺭﻑ ﺃﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﻡ‬
‫ﻭﻣﺛﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﻙ ﻛﺗﺏ "ﺑﻳﻛﺎﺭﻳﺎ" ﻭ "ﺭﻭﺳﻭ" ﻭ "ﻣﻧﺗﺳﻛﻳﻭ"‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺎﺕ‬
‫ﺩﻭﺭﺍ ﻭﺍﺿﺣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﻧﺎء ﺍﻟﺗﺷﺭﻳﻌﻲ ﻭﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻭﻣﻥ ﺑﻳﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺎﺕ‪ ،‬ﻧﺫﻛﺭ "ﻧﻅﺭﻳﺔ‬
‫ﺗﺣﻣﻝ ﺍﻟﺗﺑﻌﻳﺔ ﻭﻧﻅﺭﻳﺔ ﺍﻟﺧﻁﺄ ﺍﻟﻣﻔﺗﺭﺽ ﻭﻧﻅﺭﻳﺔ ﺍﻟﻣﻭﻅﻑ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻭﻧﻅﺭﻳﺔ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ‬
‫ﺍﻟﻁﺎﺭﺋﺔ ﻭﻏﻳﺭﻫﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﻅﺭﻳﺎﺕ"‪.‬‬
‫*ﺍﻟﻣﻼﺣﻕ‪:‬‬
‫ﻳﺟﺩ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺽ ﺍﻷﺣﻳﺎﻥ ﻣﻠﺯﻣﺎ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ‬
‫ﻷﻫﻣﻳﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺩﻋﻳﻡ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺗﻭﺛﻳﻕ ﻣﺣﺗﻭﺍﻩ‪ ،‬ﻛﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻣﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ‬
‫ﺍﻷﺻﻠﻳﺔ ﻟﺑﻌﺽ ﺍﻟﻣﺧﺎﻁﺑﺎﺕ ﺍﻟﺭﺳﻣﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺃﺛﺭ ﻗﺎﻧﻭﻧﻲ ﻣﻌﻳﻥ ﺃﻭ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻣﻘﺭﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ‬
‫ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻣﺩ ﻗﻭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻭﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻥ ﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﻭﺛﺎﺋﻕ ﺃﺻﻠﻳﺔ ﻭﻫﻲ‬
‫ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺍﻟﺗﻲ ﻧﻘﻠﺕ ﺍﻟﺣﻘﺎﺋﻕ ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻣﻥ ﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﻭﺛﺎﺋﻕ ﺃﺧﺭﻯ‪ ،‬ﻟﻌﻝ ﺃﻫﻡ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻛﺗﺏ ﻭﻣﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ‬

‫‪27‬‬
 ‫‪ -2‬ﺍﻟﺩﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻣﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻣﻳﺔ ﻭﺍﻷﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬
‫‪ -3‬ﺍﻟﻛﺗﺏ ﺍﻟﻣﺗﺭﺟﻣﺔ‬
‫‪ -4‬ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ‬
‫‪ -5‬ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻣﺳﺎﻋﺩﺓ‬
‫‪ -6‬ﺍﻟﻣﺭﺍﻛﺯ ﺍﻻﻟﻛﺗﺭﻭﻧﻳﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ‬

‫ﻳﺗﻌﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻋﻧﺩ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻣﻪ ﻟﻠﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ‪ ،‬ﻗﺭﺍءﺗﻬﺎ ﻗﺭﺍءﺓ ﺻﺣﻳﺣﺔ‬
‫ﻭﺍﺳﺗﺧﺭﺍﺝ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﺍﻟﻣﻁﻠﻭﺑﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺷﻛﻝ ﻣﻧﻅﻡ ﻭﻟﻥ ﻳﺗﺣﻘﻕ ﻫﺫﺍ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺗﺑﻊ‬
‫ﺍﻟﻣﺭﺍﺣﻝ ﺍﻟﺿﺭﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﻘﺭﺍءﺓ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭﻝ( ﻭﺍﺣﺗﺭﺍﻡ ﺍﻟﺿﻭﺍﺑﻁ ﺍﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ‬
‫)ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻭﻳﺣﺳﻥ ﻛﻳﻔﻳﺔ ﺍﺳﺗﺧﺭﺍﺝ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻣﻧﻬﺎ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ(‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ‬
‫ﻟﻳﺳﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﺑﺎﻷﻣﺭ ﺍﻟﺳﻬﻝ ﻛﻣﺎ ﻳﻅﻥ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺛﻳﻥ‪ ،‬ﺑﻝ ﻫﻲ ﻣﻥ ﺃﺩﻕ ﺍﻟﻣﺳﺎﺋﻝ‬
‫ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺗﻲ ﺳﺗﻣﻛﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻣﻥ ﻫﺿﻡ‬
‫ﻣﻭﺿﻭﻋﻪ ﻭﺍﺳﺗﻳﻌﺎﺏ ﻣﻔﺭﺩﺍﺗﻪ ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣﻥ ﺍﻧﺗﻘﺎء ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻣﻛﻥ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺗﺑﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺗﻠﻙ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺭﻓﺿﻬﺎ ﻭ ﻳﻬﻣﻠﻬﺎ ﻭﺍﻷﺧﺭﻯ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻧﺗﻘﺩﻫﺎ ﺃﻭ ﻳﺣﻠﻠﻬﺎ ﻭ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻣﻭﻡ ﻓﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﻓﻥ ﻻ ﻳﺗﻘﻧﻪ ﺍﻟﺟﻣﻳﻊ ﻭﺗﻣﺭ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻣﺭﺍﺣﻝ‬
‫ﺍﻵﺗﻳﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﺍﻟﺗﻣﻬﻳﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﺍﻟﺳﺭﻳﻌﺔ‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ‬

‫‪ -3‬ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﺍﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻭﺍﻟﻣﺭﻛﺯﺓ‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ‬

‫ﻟﻛﻲ ﻻ ﻳﺗﺣﻭﻝ ﺍﻟﺟﻬﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻘﻭﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺩ ﺿﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻓﻧﺎﻩ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﻫﺩﺭﺍ ﻓﻌﻠﻳﻪ ﻣﺭﺍﻋﺎﺓ ﻋﺩﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺿﻭﺍﺑﻁ ﺍﻟﻣﻔﻳﺩﺓ ﻟﻪ ﺃﺛﻧﺎء ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﻭﻻ ﺳﻳﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﺍﻟﻣﻌﻣﻘﺔ‪ ،‬ﻟﻌﻝ ﺃﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺣﺎﺫﻗﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻛﺗﺏ ﺍﻟﺗﻲ ﺑﻳﻥ ﻳﺩﻳﻪ ﻟﻳﻌﺭﻑ ﺍﻟﻣﻬﻡ ﻣﻧﻬﺎ ﻭ‬
‫ﺍﻷﻫﻡ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﺭﺃ ﻭﻫﻭ ﻣﺟﻬﺩ ﺟﺳﺩﻳﺎ‪ ،‬ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳﺗﺅﺛﺭ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻳﺔ ﻭﺳﺗﺟﻌﻝ‬
‫ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﻫﺯﻳﻠﺔ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -3‬ﺃﺛﺑﺗﺕ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﺏ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺃﻛﺛﺭ ﺍﺳﺗﻌﺩﺍﺩ ﻟﻠﻔﻬﻡ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺻﺑﺎﺡ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪،‬‬
‫ﻟﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺃﻥ ﻳﻧﻅﻡ ﻭﻗﺗﻪ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎﺩﺓ ﻣﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺃﻻ ﻳﺳﺗﻁﺭﺩ ﻓﻲ ﻗﺭﺍءﺓ ﺃﺟﺯﺍء ﻻ ﺗﺗﺻﻝ ﺑﻣﻭﺿﻭﻉ ﺑﺣﺛﻪ ﻭﻳﻣﻛﻥ ﺍﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻬﺎﺭﺱ ﻫﻧﺎ‪ ،‬ﻟﻠﺳﻳﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﻗﺭﺍءﺓ ﻋﻧﻭﺍﻥ ﻛﻝ ﻣﺭﺟﻊ ﺑﺩﻗﺔ ﻭﺍﺳﺗﻁﻼﻉ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﺣﺗﻭﻳﺎﺗﻪ ﻭﻗﺎﺋﻣﺔ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ‬
‫ﺑﻪ‪ ،‬ﻻﺣﺗﻣﺎﻝ ﺍﺳﺗﻌﺎﻧﺗﻪ ﺑﻣﺭﺟﻊ ﻳﺗﺻﻝ ﺍﺗﺻﺎﻻ ﻭﺛﻳﻘﺎ ﺑﻣﻭﺿﻭﻉ ﺍﻟﺑﺣﺙ‪.‬‬
‫‪ -6‬ﺍﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻛﻥ ﺩﻭﻥ ﺗﺟﺎﻫﻝ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻓﺿﻼ ﻋﻥ ﻛﻝ ﻫﺫﺍ ﻓﻣﻥ ﺍﻷﻫﻣﻳﺔ ﺑﻣﻛﺎﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥ ﺑﻘﺩﺭ ﺗﻧﻭﻉ ﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻣﺗﻣﻳﺯﺍ ﻻﺳﺗﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻌﻼ ﻣﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻣﺗﻧﻭﻋﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺗﺪﻭﻳﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬
‫ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﺣﺛﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺩ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻟﻪ ﺭﺻﻳﺩ ﻣﻧﺎﺳﺏ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺑﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻻ ﺑﺩ ﻟﻪ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻌﻬﺎ ﻭﺗﺭﺗﻳﺑﻬﺎ ﻭﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﻧﺟﺎﺡ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﺭﺣﻠﺔ ﻣﻥ ﻣﺭﺍﺣﻝ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻳﻧﺻﺢ ﺑﺎﺗﺑﺎﻉ ﺇﺣﺩﻯ ﺍﻟﻁﺭﻕ‪ ،‬ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺗﺑﻊ‬
‫ﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﺑﻁﺎﻗﺎﺕ )ﺃﻭﻻ( ﺃﻭ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﻣﻠﻔﺎﺕ )ﺛﺎﻧﻳﺎ( ﺃﻭ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﺗﺻﻭﻳﺭ )ﺛﺎﻟﺛﺎ( ﺃﻭ‬
‫ﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﺣﺎﺳﻭﺏ ﺍﻵﻟﻲ )ﺭﺍﺑﻌﺎ(‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﻁﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺎﺕ‬
‫ﺗﻌﺩ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﺑﻁﺎﻗﺎﺕ ﻣﻥ ﺃﺑﺭﺯ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺳﺗﺧﺩﻣﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺛﻭﻥ ﻓﻲ ﺗﺩﻭﻳﻥ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ‬
‫ﻋﻣﻭﻣﺎ ﻭﻣﻧﻬﺎ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻲ‪:‬‬
‫ﺗﺳﻣﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺑﻁﺎﻗﺎﺕ ﻛﺫﻟﻙ ﺑـ )ﺍﻟﻔﻳﺷﺎﺕ( ﻭﻫﻲ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺳﻣﻳﻛﺔ ﺑﺄﺣﺟﺎﻡ ﻣﺗﺳﺎﻭﻳﺔ‪ ،‬ﻳﻘﻭﻡ‬
‫ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺑﺗﺩﻭﻳﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺭﺟﻊ ﺍﻟﻣﺭﺍﺩ ﺃﺧﺫ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻣﻧﻪ ﻭﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﺳﻡ ﺍﻟﻣﺅﻟﻑ ﻋﻧﻭﺍﻥ ﺍﻟﻣﺻﺩﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﺭﺟﻊ‪ ،‬ﺍﻟﺟﺯء ﺇﻥ ﻭﺟﺩ‪ ،‬ﺍﻟﻁﺑﻌﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﻁﺑﻌﺔ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻧﺷﺭ‪ ،‬ﻣﻛﺎﻥ ﺍﻟﻁﺑﻊ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ﺍﻟﻁﺑﻊ‪ ،‬ﻭﺭﻗﻡ ﺍﻟﺻﻔﺣﺔ ﻭﻣﻛﺎﻥ ﻭﺟﻭﺩ‬
‫ﺍﻟﻣﺻﺩﺭ ﻟﻳﺳﻬﻝ ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﺭﺟﻭﻉ ﺇﻟﻳﻪ ﻋﻧﺩ ﺍﻻﻗﺗﺿﺎء ﺛﻡ ﺑﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻳﺫﻛﺭ ﺍﻟﻧﺹ ﺍﻟﻣﻘﺗﺑﺱ‪،‬‬
‫ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻻﻗﺗﺑﺎﺱ ﻗﺩ ﻳﻛﻭﻥ ﺣﺭﻓﻳﺎ ﻭﻗﺩ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻗﺗﺑﺎﺱ ﻟﻠﻔﻛﺭﺓ ﻓﻘﻁ‪.‬‬
‫ﻣﻥ ﻣﺯﺍﻳﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﺃﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺳﻬﻝ ﺍﻟﺭﺟﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﺔ ﻣﻌﻠﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﻁﺎﻗﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻣﻛﺎﻧﻳﺔ‬
‫ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺃﻳﺔ ﻣﻌﻠﻭﻣﺔ ﺟﺩﻳﺩﺓ‪ ،‬ﻟﻛﻥ ﻣﻥ ﻋﻳﻭﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺍﺣﺗﻣﺎﻝ ﺿﻳﺎﻉ ﺍﻟﺑﻁﺎﻗﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﺍﻟﻣﺎﻟﻳﺔ ﻭﺻﻌﻭﺑﺔ ﺣﻣﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺑﻁﺎﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﻛﻝ ﻣﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﻛﺗﺑﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻳﺭﺗﺎﺩﻫﺎ‬
‫ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ‪.‬‬

‫‪29‬‬
 ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻁﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ‬
‫ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﺑـ )ﺍﻟﺩﻭﺳﻲ( ﻭﻫﻭ ﻋﺑﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻏﻼﻑ ﻛﺭﺗﻭﻧﻲ ﻣﻊ ﻛﻌﺏ ﻳﺗﻔﺎﻭﺕ ﻋﺭﺿﻪ‬
‫ﺑﺗﻔﺎﻭﺕ ﺣﺟﻡ ﺍﻟﻣﻠﻑ ﻭﺑﺩﺍﺧﻠﻪ ﺣﻠﻘﺗﺎﻥ "ﻗﺎﺑﺿﺗﺎﻥ" ﺗﻔﺗﺣﺎﻥ ﻭﺗﻐﻠﻘﺎﻥ ﺑﺳﻬﻭﻟﺔ ﻭﻳﻭﺿﻊ ﻓﻲ‬
‫ﻫﺎﺗﻳﻥ ﺍﻟﺣﻠﻘﺗﻳﻥ ﺍﻟﻣﺎﺳﻛﺗﻳﻥ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻣﺛﻘﻭﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ‬
‫ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ‪ ،‬ﻭﻳﻔﺗﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺗﻬﻳﺋﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻠﻑ ﻋﻧﺩ ﺍﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣﻥ ﺍﻟﺧﻁﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﺑﺩﺋﻳﺔ ﻟﻠﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻳﺧﺻﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻛﻝ ﺃﺟﺯﺍء ﻳﻔﺻﻝ ﺑﻳﻧﻬﻣﺎ ﺑﻔﺎﺻﻝ ﻛﺎﺭﺗﻭﻧﻲ ﺃﻭ‬
‫ﻳﺧﺻﺹ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺎﻳﻼﺕ ﻟﻛﻝ ﻓﺻﻝ ﻣﺛﻼ ﻳﻘﻭﻡ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺑﺗﺛﺑﻳﺕ ﺟﻣﻳﻊ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﺩﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻣﺭﺟﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﺗﻡ ﺍﻻﻗﺗﺑﺎﺱ ﻣﻧﻪ ﻛﺎﺳﻡ ﺍﻟﻛﺎﺗﺏ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﺅﻟﻑ ﻭﺍﻟﺟﺯء‪...‬ﺍﻟﺦ"‬
‫ﻣﻥ ﻣﺯﺍﻳﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻛﺛﺭ ﺣﻔﻅﺎ ﻭﺃﻣﺎﻧﺔ ﻣﻥ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﺑﻁﺎﻗﺎﺕ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺳﻬﻭﻟﺔ ﺣﻣﻝ ﺍﻟﻣﻠﻔﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﻛﺎﻥ ﻭﺃﻗﻝ ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻥ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﻟﺑﻁﺎﻗﺎﺕ‪.‬‬
‫ﻟﻛﻥ ﻳﻌﺎﺏ ﻋﻠﻳﻬﺎ‪ ،‬ﺍﺣﺗﻣﺎﻝ ﺇﻏﺭﺍء ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻭﺗﺷﺟﻳﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺗﺭﺳﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻣﻣﺎ ﻳﻭﻟﺩ ﺗﺧﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺩﺩ ﺍﻟﻣﻠﻔﺎﺕ ﻳﺳﺑﺏ ﺧﻠﻼ ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻧﻅﻳﻡ ﻭﻓﺭﺯ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺿﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﺣﺗﻣﺎﻝ ﺿﻳﺎﻉ ﺍﻟﻣﻠﻑ ﺃﻭ ﻓﻘﺩﺍﻧﻪ ﻣﻣﺎ ﻳﺅﺩﻱ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺿﻳﺎﻉ ﺟﻬﺩ ﻛﺑﻳﺭ ﻳﺻﻌﺏ ﺇﻋﺎﺩﺗﻪ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻁﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ‬
‫ﻭﻳﻌﻧﻲ ﺗﺻﻭﻳﺭ ﻣﺎ ﻳﺣﺗﺎﺝ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻥ ﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﻭﻳﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﻑ ﻳﻌﺩﻩ ﻟﺫﻟﻙ‬
‫ﻭﻳﺻﻧﻔﻬﺎ ﺑﻭﺿﻊ ﺍﻟﻌﻧﻭﺍﻥ ﺍﻟﻣﻧﺎﺳﺏ ﻋﻠﻰ ﻛﻝ ﻣﻠﻑ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﻣﻔﻳﺩﺓ ﺟﺩﺍ‬
‫ﻟﻠﺑﺎﺣﺙ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻳﻬﺎ ﺭﺑﺢ ﻟﻠﻭﻗﺕ‪ ،‬ﻟﻛﻥ ﻣﻥ ﻋﻳﻭﺑﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺗﺻﻭﻳﺭ ﻓﻲ ﻛﺛﻳﺭ‬
‫ﻣﻥ ﺍﻟﺑﻠﺩﺍﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﺑﺄﺛﻣﺎﻥ ﺑﺎﻫﻅﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺃﻥ ﺳﻬﻭﻟﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻳﻘﺔ ﻗﺩ ﺗﻐﺭﻱ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﺻﻭﻳﺭ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﺭﺑﻣﺎ ﻟﻥ ﻳﺣﺗﺎﺝ ﺇﻟﻳﻬﺎ ‪،‬ﺿﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻛﺗﺑﺎﺕ ﺗﻔﺭﺽ ﻗﻳﻭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺻﻭﻳﺭ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ ﻟﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺣﻘﻭﻕ ﺍﻟﻧﺷﺭ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﺗﺻﻭﻳﺭ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻗﺭﺍءﺗﻬﺎ ﻣﻥ ﺟﺩﻳﺩ‪ ،‬ﻷﻥ‬
‫ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻳﺗﻌﺟﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﺻﻭﻳﺭ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﻘﺭﺍءﺓ ﺍﻟﻣﻌﻣﻘﺔ‪.‬‬

‫‪30‬‬