‫ﻣﺘﺮﺟﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪www.onlinedoctranslator.

com -‬‬

‫‪36‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﺍﺕﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ؟ ﻭﻓﻘﺎً ﻷﻭﻛﺸﻮﺕ ‪ ،‬ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ‬

‫ﻭﺿﺮﻭﺭﻳﺔﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‪ .‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ‬
‫ﻫﻮﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻱ ﺷﻲء‪.‬‬
‫ﻳﺤﺪﺩﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ‪:‬‬

‫ﻛﻠﻤﺔ"ﻗﻮﺓ" ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ‪ ،‬ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ ‪ ،‬ﻋﻼﻗﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ .‬ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ‬
‫ﻋﻠﻰﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﺮﻏﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ‪.‬‬
‫ﻭﺑﻤﺎﺃﻧﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺘﻰ ﻭﻣﻴﻠﻪ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔﺍﻟﻤﺮﻏﻮﺑﺔ ‪ ،‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﺑﺪﺍً ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻻ‬
‫ﺗﻘﺎﻭﻡ‪(445).‬‬

‫ﻳﺸﻴﺮﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻟﺪﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ .‬ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺟﻬﺎﺯﺍً ﺩﺍﺉﻤﺎً ﻟﻠﻘﻮﺓ‪ .‬ﻭﻟﻜﻲ‬
‫ﻻﺗﺘﺤﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﻐﻴﺎﻥ ‪ ،‬ﻳﺠﺐ "ﺿﻢ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ" )‪(446‬‬
‫‪.‬ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ‪ ،‬ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺮﻭﻁ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺍﻓﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺣﺪ‬
‫ﺗﻌﺒﻴﺮﺃﻭﻛﺸﻮﺕ‪:‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻫﻮ ﻓﺮﺽ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺎءﻣﻠﺰﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺎﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻴﻬﺎ ؛ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﺩﺓ ﻫﻲ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﻟﻴﺴﺖ‬
‫ﻣﺠﺮﺩﺇﺻﺎﺑﺎﺕ‪.‬‬
‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ‪،‬ﻣﺎ ﻳﺤﻮﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺨﺎﻭﻓﻪ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ‪ ،‬ﺑﻞ‬
‫ﺇﺧﻔﺎﻗﻪﻓﻲ ﺍﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻡ‪(446) .‬‬

‫ﻳﺪﺭﻙﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺗﻤﺲ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻼﻗﺎﺗﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ‪ .‬ﺍﻟﻘﻮﺓ‬
‫ﺷﻲءﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺗﺠﻨﺐ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ‪ .‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻫﻨﺎﻙ‬
‫ﺟﺎﻧﺐﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻫﻮ ﻣﻼﺫ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪.‬ﻋﻼﻗﺎﺗﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎء ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ‬
‫ﺇﺫﺍﻛﺎﻥ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻡ ﻻ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﻮﻓﺮ ﺭﻏﺒﺎﺕ‬
‫ﻣﻌﻴﻨﺔ)‪ .(417‬ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ‪:‬‬

‫]ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ[ ‪ ...‬ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ‪ ،‬ﻭﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ‪ ،‬ﻭﻳﺜﻴﺮ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ‪،‬ﻭﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻء ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ...‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ‬
‫ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ‪،‬ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻔﻴﺪﺓ ؛ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻭﻟﻴﺲ "ﺗﻘﺪﻣﻴﺎً" ‪(417) ...‬‬
‫‪37‬‬

‫ﻛﻤﺎﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ ﻛﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻟﻠﺼﺪﺍﻗﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺤﺐﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺜﺎﻟﻲ‪ .‬ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﺭﻗﻰ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺳﻴﻔﺸﻠﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً‬
‫ﻓﻲﺍﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ‪ ،‬ﺃﻓﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺧﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﻣﻦﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ‪ .‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺩﺍﺉﻤﺎً ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ‪،‬‬
‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ‪،‬ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﺒﺐ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺗﺬﻛﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﺎ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﻨُﺼﺢ‬
‫ﺑﺎﻟﺒﻘﺎءﻳﻘﻈﻴﻦ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺇﺳﺎءﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲء ﺣﻮﻝ‬
‫ﻣﻤﺎﺭﺳﺔﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﺸﺮﻁ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎء ﺷﺮﻭﻁ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ .‬ﻟﻜﻦ‪ ،‬ﻳﺴﻤﺢ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺿﺞﻟﻶﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺟﻨﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻄﻮﺑﺎﻭﻳﺔ‬
‫ﻟﻤﻮﺿﻮﻉﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ‪ .‬ﺗﺴﻤﺢ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﻟﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺪﺉﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻳﺮﺗﺒﻂﻓﻲ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺰﻣﻴﻞ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻛﺒﺮ‪ .‬ﻧﻈﺮﺍً ﻷﻥ‬
‫ﺃﻭﻛﺸﻮﺕﻳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﻭﺗﻼﻭﺓ‬
‫ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ‪،‬ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺅﻩ ﻋﺒﺮ‬
‫ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ‪.‬ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ‪:‬‬

‫ﻳﺘﻜﻮﻥﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ‪ ...‬ﻣﻦ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ‪،‬‬
‫ﻭﻃﺮﻕﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ‪ ،‬ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﻫﺬﻩ"ﺍﻷﺷﻴﺎء ]ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺷﻴﺎء ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ[" ﻭﻟﺪﺕ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺲ‬
‫ﻛﺴﻬﻢﺑﻞ ﻛﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ؛ ﺃﻱ ﺷﻲء ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﻪ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‪ .‬ﻷﻥ ﺃﻳﺎ ﻣﻦ‬
‫ﻫﺬﻩﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺇﺻﻼﺣﻪ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺉﻪ ؛ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻭﻭﻋﺪ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ‪ .‬ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ‬
‫ﻋﻠﻰﻣﺪﻯ ﻣﺉﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻓﺎﺉﺪﺓ ‪ ،‬ﻳﺴُﺘﻬﻠﻚ ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﺑﻄﺮﻳﻘﺔﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻳﻌﺎﺩ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ‪(187) .‬‬

‫ﻣﻦﺧﻼﻝ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺐ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻭﻗﺘﻪ ‪،‬‬

‫ﻳﺜﻴﺮ‪ Oakeshott‬ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻄﻮﺭ ﺍﻟﺰﻣﻴﻞ ﻓﻬﻤﺎً ﺃﻓﻀﻞ ﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪،‬‬
‫ﻳﻜﺘﺴﺐﺍﻟﻤﺮء ﻗﺪﺭﺍً ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ‬
‫ﺍﻷﺟﻴﺎﻝﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻹﻧﺸﺎﺉﻪ‪ .‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻪ ‪ ،‬ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺃﻛﺒﺮ ﺑـ‬
‫‪38‬‬

‫ﻫﺬﺍﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ .‬ﺇﻥ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺃﻣﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ‬
‫ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ "ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺣﺼﺮﻳﺎً ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺘﺞ ‪ ،‬ﻭﻓﻘﺎً ﻹﺟﺮﺍء‬
‫ﻣﻨﺎﺳﺐ ‪،‬ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ" )ﻧﺎﺭﺩﻳﻦ ‪.(152 ،‬‬

‫ﻻﻳﺘﻢ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ‪،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ‪ .‬ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮء‬
‫ﻟﺪﻳﻪﻣﺎ ﻳﺨﺴﺮﻩ ‪ ،‬ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺘﺸﻜﻜﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻮﻥ‪ .‬ﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﺇﻧﻪ‬
‫ﻳﺠﺐﻓﺼﻞ ﺍﻟﻤﺼﻠﺢ ﺗﻠﻘﺎﺉﻴﺎً‪ .‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻱ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺷﻴﺉﺎً‬
‫ﻗﺮﻳﺒﺎًﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎً ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻭﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ‬
‫ﻟﻠﻔﻴﻠﺴﻮﻑﺃﻭ ﺍﻟﻔﻨﻲ‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻣﻊ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺗﺘﻐﻠﻐﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ‬

‫ﻣﻦﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﻬﺴﺘﻴﺮﻱ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﺼﺪ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔﻭﻳﻐﻮﻳﻬﺎ‪ .‬ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻨﻔﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﻞ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ)ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻓﺾ؟( ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ "ﺍﻟﻘﻮﺓ" ﻭ "ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ"‪ .‬ﻳﺆﺩﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻱ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﻘﻤﻊ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻩ‪ .‬ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻤﻴﻞﺇﻟﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ‪ ،‬ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻗﻮﻯ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻴﻞ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻲ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﻓﻘﻂ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺳﻤﺎﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ‪ .‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺮءﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺮء ﻗﺪ ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﺍً ﺫﺍ ﻣﻐﺰﻯ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎء ﻭﺇﺿﻔﺎء ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎﺯ‬
‫ﻣﻌﻴﻦﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻳﻨُﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻝ‪ .‬ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻹﻃﺎﺭﻩ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻲﺃﺿﻴﻖ ‪ ،‬ﺯﺍﺩﺕ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ‪.‬‬

‫ﺇﻥﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﺮ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺃﺿﻴﻖ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﻀﻰ ﻭﺭﻓﺾ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ‬
‫ﺑﻴﻦﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﻘﻮﺽ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻛﺒﺮ‪.‬‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎﻳﺘﻢ ﺗﻘﻮﻳﺾ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ‪ ،‬ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻲ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ )ﻭﺟﻬﺔ‬
‫ﻧﻈﺮﻳﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ( ﻟﻠﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻉ ﻛﻨﻮﻉ ﻣﻦ‬
‫‪39‬‬

‫ﺍﻟﺤﺪﻳﺚﻭﻧﺤﻮ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻫﻮ "ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ" )ﺑﺮﻭﻧﺮ ‪،‬‬
‫‪ .(196‬ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻠﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ )ﻭﺳﻴﻮﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ(‬
‫ﺍﻟﺘﻲﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻲ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺼﺪﺭ ﺇﻟﻬﺎﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺎًﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﻛﺔ )ﻭﺍﻟﺴﻮﺍﺉﻞ(‪ .‬ﺇﺫﺍ ﺗﻢ‬
‫ﺇﺩﺭﺍﻙﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺮﺧﻴﺼﺎً ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ "ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺃﻱ ﺭﻏﺒﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ‬
‫ﻣﻌﻴﻨﺔ" )ﺑﺮﻭﻧﺮ ‪ ، (196 ،‬ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ .‬ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆﺃﻥ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻻ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻔﻲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ‪ ،‬ﻭ ‪ ،‬ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ .‬ﻳﺘﻌﺐ ﺍﻟﺰﻣﻼء ﻣﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺃﻫﻮﺍء‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ‪.‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻳﻘﻮﺽ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ًﺷﺮﻋﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺭﻫﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ‬

‫ﻓﻲﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﻗﻠﻖ ﻣﺸﺮﻭﻉ ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻓﺾ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ‬
‫ﻟﺘﺤﺪﻳﺪﻣﻴﻞ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﺇﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻷﻧﻨﺎ‬
‫ﻃﻮﺭﻧﺎﺗﻘﻠﻴﺪﺍً ﺑﺄﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺟﺪﺍً ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ‪:‬‬

‫ﻓﻲﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺪﻳﻔﺘﺮﺽ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺤﻴﺰ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ‪ ،‬ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ ﺷﻬﻴﺔ ﻟﻼﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺃﻥ‬
‫ﻧﻜﻮﻥﺇﻣﺎ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ‪ .‬ﻻ ﻧﺒﺎﻟﻲ ﺑﻬﻮﻳﺘﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻄﺎﺉﻬﺎ‬
‫ﺃﻱﺍﻋﺘﺒﺎﺭ‪ .‬ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻓﺘﺘﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺴﻮﺳﺎً ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻗﻮﻯ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺭﺍﺣﺔﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺄﻟﻮﻑ‪(414) .‬‬

‫ﺍﻫﺘﻤﺎﻡﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﺽ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺪﻋﻢﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻳﺘﻢﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ‪ .‬ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻨﻔﻌﺔ‪.‬ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺗﻘﻮﻳﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻼﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ‪ ،‬ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺮﻕ ﻣﺘﺒﻘﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺪ‬
‫ﻳﻌﺘﺒﺮﻩﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ًﺫﺍ ﻣﻐﺰﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪ .‬ﺇﻧﻪ ﻗﻠﻖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ‬
‫‪40‬‬

‫ﻟﻘﺪﺃﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ "ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ" ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ‬
‫ﻻﺣﺘﻀﺎﻥﻧﻮﻉ ﺧﺴﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻦ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ‪:‬‬
‫ﻫﻮ]ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻱ[ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﻱ ﻓﺎﺉﺪﺓ ﻓﻲ "ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍء ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ" ‪ -‬ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻜﻮﻥﻋﺒﺉﺎً ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻂ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ "ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ"‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ‪،‬ﺣﺪﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻦ ‪ -‬ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ‪ ،‬ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ‬
‫ﻓﻲﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻪ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﺿﺪ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺿﺪ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺭ‬
‫ﺇﻟﻰﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩﻩ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ .‬ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺩﻋﻰ ﺑﻪ ‪ ،‬ﺍﻟﺤﻖ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐﻟﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ‪ ،‬ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺤﻤﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺃﻋﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺐء "‬
‫ﺗﻘﺮﻳﺮﺍﻟﻤﺼﻴﺮ"‪(378) .‬‬

‫ﺇﻧﻬﺎﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻷﻭﻛﺸﻮﺕ ﺃﻧﻪ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻧﺤﺖ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺫﻱ ﻣﻐﺰﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺇﻃﺎﺭ‬

‫ﻣﺮﺟﻌﻲﻳﻈﻞ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ .‬ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ‬

‫ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻟﻠﺰﻣﻼء ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺳﺒﺐ ﺗﻤﻜﻦ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﺎء ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ‬

‫ﻋﻦﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺤﺎﻓﻆ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻛﻼ ًﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻳﻘﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ‪،‬‬

‫ﻭﺣﺘﻰﺍﻹﻳﺮﻭﺗﻴﻜﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎً‪ .‬ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ‪ ،‬ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮء )ﻭﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻢﺑﻪ ﺃﻧﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻭﻗﺎً ﻣﻜﺘﺴﺒﺎً( ﺃﻥ ﻳﺤﺐ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ‪ .‬ﻣﻊ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ‪ ،‬ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺟﻴﻪ‬

‫ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻱ ﻟﻠﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﻤﻜﺒﻮﺗﺔ ﻭﺍﺿﺤﺎً )ﺑﺮﻭﻧﺮ ‪ .(196 ،‬ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﻠﻖ‬

‫ﻫﻮﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ‪ ،‬ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺗﻘﻨﻴﺎً ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻲ ﺇﻣﺎ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺸﺎء ﺗﺮﺍﺙ‬

‫ﺛﻘﺎﻓﻲﺃﺗﺎﻓﻲ ﺃﻭ "ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ" ﻭﺧﻠﻖ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ‪ .‬ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‬

‫ﻭﺳﻴﻠﺔﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺷﻴﺉﺎً ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻭﻗﻴﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ‪ .‬ﻓﺒﺪﻻ ًﻣﻦ‬

‫ﻓﺮﺩﻟﺪﻳﻪ ﻣﺮﺍﻭﻏﺎﺕ ﻭﻋﻴﻮﺏ ﻭﻋﻮﺍﻃﻒ ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻐﺰﺍً ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎً‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻲ‬

‫ﺇﻣﺎﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺇﺭﺙ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺃﺗﺎﻓﻲ ﺃﻭ "ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ" ﻭﺧﻠﻖ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ‪.‬ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺷﻴﺉﺎً ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻭﻗﻴﻤﺘﻪ‬

‫ﻓﻲﺍﻟﺤﺎﺿﺮ‪ .‬ﻓﺒﺪﻻ ًﻣﻦ ﻓﺮﺩ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺮﺍﻭﻏﺎﺕ ﻭﻋﻴﻮﺏ ﻭﻋﻮﺍﻃﻒ ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻐﺰﺍً ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎً‪ .‬ﺇﻥ‬

‫ﺍﻟﺪﺍﻓﻊﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻲ ﺇﻣﺎ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺇﺭﺙ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﺃﺗﺎﻓﻲ ﺃﻭ "ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ" ﻭﺧﻠﻖ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺳﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ‪ .‬ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ‬

‫ﺷﻴﺉﺎًﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻭﻗﻴﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ‪ .‬ﻓﺒﺪﻻ ًﻣﻦ ﻓﺮﺩ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺮﺍﻭﻏﺎﺕ ﻭﻋﻴﻮﺏ ﻭﻋﻮﺍﻃﻒ ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻐﺰﺍً‬

‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎًﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎً‪.‬‬

‫ﺗﺮﻏﺐﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻓﻲ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ‪ ،‬ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ‪،‬‬
‫ﻟﻐﺎﺕﻧﻤﻄﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ )ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ "ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ"‬
‫]ﺑﺮﻭﻧﺮ ‪ .([189‬ﺗﺜﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺸﻜﻜﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ‪،‬‬
‫‪41‬‬

‫ﻣﺎﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﻣﺘﻔﺎﺉﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺮﻁ ﺣﻮﻝ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻦﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺪﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻞﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻮﺿﺢ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﺸﻤﺔ ﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ‬
‫ﻭﺗﻨﻈﻴﻢﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺉﺔ ﺑﺪﻗﺔ‪ .‬ﺇﻥ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻭﺍﺣﺘﻀﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﺃﻥﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺮء ﺇﻟﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻣﺎ‬
‫ﺑﻌﺪﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻲ ﻓﻲ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪ .‬ﺗﺨﻠﻖ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻻﺕﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻟﻄﻤﺲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪.‬‬

‫ﻳﺸﺎﺭﻙ‪ Oakeshott‬ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﺠﺰﺉﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ‬

‫ﺧﻄﻮﻁﺍﻟﺼﺪﻉ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻟﻠﻌﺮﻕ ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻭﺍﻟﺠﻨﺲ ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺫﻟﻚ‪.‬ﻳﺘﻢ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮء ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺷﺨﺼﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ‬
‫ﻣﻦ"ﺍﻟﺘﺠﺰﺉﺔ" ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻣﺘﺄﺻﻞ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ )ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺷﺮﺍﻛﺔﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺻﺪﺍﻗﺔ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋﺎﺉﻠﺔ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ( ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﻱ‬
‫ﻋﻼﻗﺔﺑﺎﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ‪:‬‬

‫ﻳﺮﺗﺒﻂ]ﺷﺨﺼﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ[ ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺑﻌﺾ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻗﺪﻳﻀﻌﻮﻧﻬﺎ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ‪ .‬ﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﻋﺮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻓﻲ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺳﻠﻮﻙ‬
‫ﻏﺎﻣﻀﺔﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﺿﻴﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﺽ‬
‫ﻣﺸﺘﺮﻙﻣﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎء ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺃﺑﺪﺍً ﺃﺷﺨﺎﺻﺎً ﻛﺎﻣﻠﻴﻦ‪ .‬ﻫﻢ ﺍﻧﻬﻢﺷﺨﺼﻴﺔ؛ ﺃﻱ‬
‫ﺍﻷﺷﺨﺎﺹﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺑﺒﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ‪ ...‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ‬
‫ﺷﺨﺺﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﻔﺪ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻄﻴﺔ ﻷﻱ ﺭﺟﻞ ؛ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ‬
‫ﻋﻼﻗﺔﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ )ﺃﻱ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻮﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﻣﻌﻴﻨﺔ( ‪(449) ...‬‬

‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﺇﻟﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ‪ Oakeshott‬ﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﺮﺏ ﺃﻧﻪ‬

‫ﺳﻴﻜﻮﻥﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺉﻴﺔ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﻻ ﻳﺤﺼﻰ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻃﺎﺕ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ‪ .‬ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻷﻧﻮﺍﻉﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ‬
‫‪42‬‬

‫ﻳﻌﺘﻤﺪﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺮﺟﻌﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻲ ﻻ‬
‫ﻳﻌﺘﺮﻑﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻦ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ‪ ،‬ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ .‬ﺇﻥ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﺃﻭﻛﺸﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻪ‬
‫ﻟﻼﺧﺘﻼﻓﺎﺕﺑﻴﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺆﻳﺪ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬ﺳﻴﺴﻤﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻫﺬﺍﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﻭﻓﻜﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﻟﻠﻤﺮءﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺃﻳﻦ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ‪ .‬ﺗﻮﺟﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ‬
‫ﺑﺸﻜﻞﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻟﻤﺪﺭﺳﺘﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ‪ .‬ﺗﻜﻤﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺸﻜﻞ‬
‫ﺃﺳﺎﺳﻲﻓﻲ ﺭﺩ ﻓﻌﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ‪Oakeshott‬‬
‫ﻟﻴﺲﻓﻮﻕ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺿﻲ ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺑﻮﺭﻙ ﻭﺩﻱ ﻣﺎﻳﺴﺘﺮ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ‬
‫ﺑﻌﺮﻭﺽﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮء ﻋﺎﺩﺓ ًﺑﺎﻟﺜﻮﺭﻱ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻲ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ‪ .‬ﻓﻲ‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪ Conor Cruise O'Brien‬ﻹﺻﺪﺍﺭ ‪ Penguin Classic‬ﻣﻦﺗﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ‬
‫ﻓﺮﻧﺴﺎ‪ ،‬ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻣﺎﺭﻱ ﻭﻟﺴﺘﻮﻧﻜﺮﺍﻓﺖ "‪ ...‬ﺭﺃﺕ ﻓﻲ ﺑﻮﺭﻙ ﺭﺟﻼ ًﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ" ﺛﻮﺭﻳﺎً ﻋﻨﻴﻔﺎً "" )‪.(75‬‬
‫ﻳﻌﺘﻘﺪﺃﻭﺑﺮﺍﻳﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ "ﺩﺧﻦ" ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻴﺮﻙ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﻔﻴﺎً ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻴﺊ "ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﻳﺘﻌﻠﻖﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺉﻞ ﺍﻷﻳﺮﻟﻨﺪﻳﺔ" )‪ .(75‬ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺮء ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻩ ‪ ،‬ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﻇﺮﻭﻓﻪﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﺛﻮﺭﻳﺎً ﻋﻨﻴﻔﺎً ﻭﺭﺍء ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻒ ﺑﻬﺎ ﺩﻱ ﻣﺎﻳﺴﺘﺮ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻹﻟﻬﻲ‬
‫ﻟﻠﻘﻮﻯﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ‪ .‬ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻬﻞ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺮﻭﺱ ‪،‬‬
‫ﻟﻸﻓﻀﻞﺃﻭ ﻟﻸﺳﻮﺃ ‪ ،‬ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ‪2‬‬

‫ﺍﺗﺨﺎﺫﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ‪ -‬ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ‬

‫ﻓﻲﺍﻷﺩﺏ )ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ(‬

‫ﻧﺄﻣﻞﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﻋﻼﻩ ﻓﻜﺮﺓ ‪ /‬ﻣﺜﺎﻻً ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻋﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻲﺁﻣﻞ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻜﺸﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺩﺭﺍﺳﺔ ‪ N‬ﺻﻐﻴﺮﺓ‪ .‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‬

‫ﻳﻤﻜﻦﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺎ ًﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪﺍﻧﺠﺬﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺉﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬

‫ﻳﻌﺮﺽﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺎﺕﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ‪ N‬ﺻﻐﻴﺮﺓ‪ .‬ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺃﺧﺪﻡ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻋﻠﻢﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ...‬ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻲ‬

‫ﺃﺳﺉﻠﺔﺣﻮﻝ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭ‬

‫ﻛﻴﻒﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﻠﻤﻨﺒﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ .‬ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻬﻤﻨﻲ‬

‫ﺃﻛﺜﺮﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺉﺞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪ .‬ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﻣﻦ‬

‫ﻃﺎﻟﺐﺟﺎﻣﻌﻲ ‪ ،‬ﺃﻳﻀﺎً‪.‬‬

‫ﺁﻣﻞﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺃﻋﻼﻩ ﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﻤﺪﻯ ﻋﺎﻃﻔﻴﺘﻨﺎ‬

‫ﺗﺆﺛﺮﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻌﺘﺒﺮﻩ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ‪ .‬ﻓﻬﻢ‬

‫ﻫﺬﻩﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﻫﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﻗﻠﻖ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ‪ ...‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ‪،‬‬

‫ﻳﺜﻴﺮﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺉﻴﺔ ‪ -‬ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻳﺠﻮﺯﻟﻠﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪-‬‬

‫‪44‬‬

‫ﺟﻌﻞﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺣﺘﻮﺍء ًﺫﺍﺗﻴﺎً )ﻟﻜﻦ ﺗﺬﻛﺮ ﻣﺪﻯ ﺿﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‬

‫ﺃﺻﺒﺢﺍﻟﻔﺮﻉ( ‪ ...‬ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﻫﻮ ﻟﻐﺰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ‪ ...‬ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ‬

‫ﺍﻟﻨﻀﺎﻝﺩﺍﺧﻞ ﺑﻴﺉﺘﻪ ﻫﻮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ‪ ...‬ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺃﻛﺒﺮ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ‬

‫ﺍﻟﻤﺰﻳﺪﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻣﺮﺍﻋﺎﺗﻬﺎ ‪ ...‬ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﺤﻴﺰﻱ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ ‪a‬‬

‫ﺍﻟﻨﻘﺺﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ‪ /‬ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺍﻟﺮﺉﻴﺴﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺴﺆﺍﻝﺍﻟﺮﺉﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻲ ﻫﻮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ‪.‬ﻳﻄﻤﺢ ﺍﻟﺮﺉﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ‬

‫ﻳﻬﻤﻨﻲ ‪...‬ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﺭﺅﺳﺎء ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ؟ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ‬

‫ﻓﻲﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ‪ /‬ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ؟‬

‫ﻋﻴﻮﺏﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ‪ ...‬ﻭﻛﻴﻒ ﻧﻘﺮﺭ ﻣﺘﻰ ﻧﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ‪،‬‬

‫ﻣﻦﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ )ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺣﺎﻓﻈﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﺑـ‬

‫ﺍﺭﺷﺎﺩﻱ(؟ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ؟ ﻣﺎ ﻫﻲ "ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ"‬

‫ﺗﺼﺎﺣﺐﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ؟ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺮﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺪﻣﺖ‬

‫ﺣﺴﻨﺎًﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ؟ ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻛﺒﺮ‬

‫ﻭﺍﺣﺪﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﺳﻬﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ؟‬

‫ﻛﻴﻒﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﻮﻥ ﺭﻓﻴﻌﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ًﻭﻣﻌﺮﻓﻴﺎً ﻋﻦ ﻫﺆﻻء‬

‫ﻣﻊﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ؟ ﻫﻮ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺃﻭﻟﺉﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻷﻃﺮﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻸﻗﻮﻳﺎء؟ ﻫﻮ ﺷﻲء ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ‬

‫‪45‬‬

‫ﺿﺮﺏﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻏﻄﺮﺳﺔ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ‬

‫ﻛﻀﺮﻭﺭﺓﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺉﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ؟ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ‬

‫"ﻧﻌﻢ" ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ‪ ...‬ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﺪﻯ ﺣﺪﺓ ﺗﻠﻚ "ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ" ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎء‬

‫ﺻﺎﻧﻊﺍﻟﻘﺮﺍﺭ؟ ﻫﻞ ﻳﺘﺄﻗﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮء ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﺠﻨﺒﻬﺎ‬

‫ﺇﺿﺎﻋﺔﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ؟ ﺍﻧﺎ ﺍﺗﺉﻤﻞ‬

‫ﻟﺬﻟﻚ ‪...‬ﻭﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬﻱ ﺃﻥ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺉﻠﺔ ﺑﺼﺪﻕ )ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬

‫ﺯﻣﻦ(؟ ﺍﻹﺑﻼﻍ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺛﻮﻕ ﺑﻪ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ‪...‬‬

‫ﻫﺬﻩ"ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ" ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ‪ -‬ﻋﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﺭﺍﻧﺲ ﻛﻮﻟﺒﺮﺝ! ﺃﺧﻼﻗﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻗﻴﻤﺔ ‪ ...‬ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻗﻴﻤﺔ‪ .‬ﻭﻟﻜﻦ‬

‫ﺇﻧﻬﻢﻳﺨﻀﻌﻮﻥ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻷﺧﺮﻯ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ‬

‫ﺗﻜﺎﻓﺢﻣﻊ ﺑﻴﺉﺔ ﺳﺎﺉﻠﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ‪ .‬ﻫﻞ ﻓﻌﻞ ﻛﻮﻟﺒﺮﺝ ﺣﻘﺎً ‪،‬‬

‫ﻣﻌﺎﻟﺠﺔﻫﺬﺍ ﺑﻌﻤﻖ؟ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻔﻬﻢ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ )ﻓﻲ‬

‫ﺍﻷﻗﻞﺍﻧﺪﻣﺎﺟﺎً ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻑ ٍ( ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ؟ ﺣﺪﻭﺩﻧﺎ‬

‫ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ‪...‬ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ‪ ...‬ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻨﺎ‬

‫ﺃﻃﺮ ‪...‬ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ‪ /‬ﺇﻧﺸﺎء ﺷﻲء ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻟﻨﺎ‬

‫ﻭﺗﺴﺎﻋﺪﻓﻲ ﺻﺮﺍﻋﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ‪ /‬ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ‪ /‬ﺍﻟﻔﺸﻞ‪ .‬ﺣﺪﻭﺩﻧﺎ‬

‫ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ‪،‬ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ‪ ،‬ﺍﻷﺧﻼﻕ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻘﻞ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ‪ ،‬ﺍﻟﻬﻴﺉﺎﺕ ‪...‬‬

‫ﺑﺤﺎﺟﺔﻟﻘﺮﺍءﺓ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ‪ ... Tetlock‬ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ‬

‫ﺃﻋﺠﺐ‪.‬ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ‪...‬ﺗﺬﻛﺮ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ‪" -‬ﺭﺃﻱ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺧﺒﻴﺮ" )‪ - (2005‬ﺍﺷﺘﺮﻯ‬

‫‪46‬‬

‫ﻭﺍﺳﺘﻤﺘﻊﺑﻪ! ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ‪ /‬ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺳﺄﻓﻌﻠﻪ‬

‫ﺗﻔﻌﻞ ‪...‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺗﻬﻤﻨﻲ ‪ ،‬ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺃﻧﺎ‪ -‬ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻮﻗﺖ ‪ -‬ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎء ﻭﻗﺘﻬﻢ ‪ -‬ﺃﺛﻤﻦ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ‬

‫ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ!ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺟﺎﻧﻴﺲ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ؟ ﻫﻮ‬

‫"ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﻲ" ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻗﺼﺮ ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻛﺜﺮ‬

‫ﺫﺍﺕﺻﻠﺔ )ﻣﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﻭﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﺗﺸﺒﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ‬

‫ﻋﺪﻡﻭﺟﻮﺩ ﺳﻴﺎﻕ ﺃﻛﺒﺮ(؟ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ‪ -‬ﻟﻜﻦ‬

‫ﻫﻞﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﻓﻬﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻠﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺘﻢ ﻭﺿﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ؟‪ -‬ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﻌﻴﺒﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ‪ -‬ﻭﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻛﺘﺸﻒﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻟﻨﻘﺪ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻟﺪﻳﻨﺎ‬

‫ﺗﻄﻮﻳﺮ… ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻟﺘﻘﻮﻳﺾ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻟﺪﻳﻨﺎ؟‬

‫ﺍﻷﺷﻴﺎءﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ‪ ...‬ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ ‪ ،‬ﺭﺳﺎﺉﻞ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ‪ ،‬ﺍﻹﻳﺠﺎﺯﺍﺕ ‪ ،‬ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ‪ ،‬ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺣﺪﻩ‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺔ‪ 24 -‬ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻣﻦ‬

‫ﻳﻤﻜﻦﻷﻱ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﻤﺴﺢ ﺍﻟﻀﻮﺉﻲ ‪ ،‬ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﻪ‪ .‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﻠﻒ‬

‫ﺗﺤﺪﻳﺪﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ‪ /‬ﺟﺪﺍﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ؟ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ؟‬

‫ﻭﺃﺳﺉﻠﺔﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻨﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﻟﻮﻗﺖ؟ ﻭﺻﻮﻝ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺳﻴﺪﻱﺍﻟﺮﺉﻴﺲ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﻴﻦ ﺍﻷﻗﻞ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﻢ‬

‫ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕﻭﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ‪ .‬ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ؟‬
‫‪47‬‬

‫ﻣﺤﺪﺩﺍﺕ!ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﺇﺣﺒﺎﻁ ‪ ،‬ﺣﺬﺭ ‪ ،‬ﻣﺮﺿﻴﺔ ‪ -‬ﻫﺬﺍ ﻫﻮ‬

‫ﺗﺤﺪﻳﺪﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﺭﻛﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻲ‪ .‬ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ‬

‫ﺛﺎﺑﺖ‪ 24 -‬ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ‪ -‬ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺃﺛﻨﺎء ﺫﻟﻚ‬

‫ﺍﻟﺮﺩﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﺉﻞ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ‪ ...‬ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺃﻗﻞ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺉﻠﺔ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎء ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ‪.‬‬

‫ﻳﻤﻜﻨﻨﺎﺃﻥ ﻧﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺮﻉ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺮﻉ ‪ ...‬ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺪﻕ‪.‬‬

‫ﻧﺤﻦﻧﺮﺍﻗﺐ ﺻﺤﺘﻨﺎ ﻭﻧﻌﻴﺶ ﻭﻧﻌﻤﻞ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺃﻃﻮﻝ ‪ ...‬ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻧﻤﻮﺕ‪ .‬ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺄﻛﻞ‬

‫ﻭﺍﻟﻨﻮﻡﻭﺍﻟﻘﺮﻑ‪ .‬ﺿﻐﻮﻁ ﺩﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻣﻀﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ‪،‬‬

‫ﺃﺷﻬﺮ ‪،‬ﺳﻨﻮﺍﺕ ‪ ...‬ﻭﺍﻻﻧﺪﻓﺎﻉ ﻟﺨﻠﻖ ﺑﺼﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ ،‬ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ‪ ،‬ﻝ‬

‫ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻧﺸﻄﺔ‪ .‬ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻪ‪.‬‬

‫ﻛﻴﻒﻧﻌﻄﻲ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻗﻀﺎء ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻭﻃﺎﻗﺘﻨﺎ؟ ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ‬

‫ﻭﺿﻊ ‪...‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻴﻒﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻭﺿﻊ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻐﺮ؟ ﺇﻋﺪﺍﺩ "ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ" )ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ(‬

‫ﻓﻲﺍﻹﺩﺍﺭﺓ؟ ﻗﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ ﻛﻠﻴﻨﺘﻮﻥ ﻭﺑﻮﺵ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ‬

‫ﻳﺤﺘﺎﺝﺍﻟﻤﺮء ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ؟ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ؟ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﻠﻒ‬

‫ﺍﻟﻘﻴﻤﺔﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ؟ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻮﻯ‬

‫"ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ" ﺟﻴﺪ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ؟ ﻣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻮﻻء ﺃﻣﺮﺍً ﺃﺳﺎﺳﻴﺎً؟ ﻣﺎ ﺍﻟﻘﻴﻢ‬

‫ﻻﺗﻜﻤﻦ ﻭﺭﺍء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﺤﺴﺐ ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﻜﻤﻦ ﻭﺭﺍء ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﻦ ﻭﺭﺍء‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﻤﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ؟ ﻫﺆﻻء‬

‫ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﺃﺟﺪﻩ ﻣﺜﻴﺮﺍً ‪...‬‬

‫ﻳﻠﻌﺐﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﺃﻋﻼﻩ ﺩﻭﺭﺍً ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ ‪ ...‬ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ‬

‫ﺍﺑﺤﺎﺙ؟ﻣﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ )ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ( ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ "ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ" ﺃﻭ‬

‫‪48‬‬

‫ﺍﻟﺒﺤﺚ‪ -‬ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ‪ -‬ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ؟ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺁﺭﺍﺉﻬﻢ‬

‫ﺍﻷﻛﺜﺮﻗﻴﻤﺔ؟ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ؟ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺰﻋﺰﻋﺔ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ‬

‫ﺍﻟﻄﺎﻗﺔﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ؟ ﺑﻨﺎء ﺍﻻﺉﺘﻼﻑ؟ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻛﻴﻒ‬

‫ﺍﻷﻫﻤﻴﺔﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ؟ ﺃﺷﻴﺎء ﺻﻐﻴﺮﺓ ‪-‬‬

‫ﺭﻣﻲﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ؟ ﺍﻻﺷﻴﺎء ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ؟ ﺃﺯﻣﺔ؟ ﻣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ‬

‫ﺗﺼﺒﺢﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ؟ ﻣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺢ ﺃﻗﻞ ﺃﻫﻤﻴﺔ؟‬

‫ﺗﺮﻛﻴﺰﺃﻗﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻢ؟ ﺫﻫﻨﻲ‬

‫ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ‪ -‬ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺻﺪﺍﺭ‬

‫ﻣﺘﺨﺼﺺ‪ -‬ﻻ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻤﺮء ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ‪.‬‬

‫‪ --‬ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ‬

‫ﻣﻔﻬﻮﻡﺑﺨﻴﻞ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻘﻴﻮﺩﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ‪A.‬‬

‫ﻗﻴﻮﺩﺍﻻﻧﺘﻤﺎء ‪B.‬‬

‫‪.1‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﺔ‬

‫ﺟﻴﻢﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﺩ‪-‬ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻟﻠﺒﺨﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ‪ -‬ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎً‪.‬ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻮﻥ ‪ -‬ﺃﻭ "ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ )ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫"ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ" ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﻭ "ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ"؟ ‪ -‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻭ‬

‫ﺗﻀﻴﻴﻘﻬﺎﻭﺗﺒﻘﻰ ﻣﺘﺴﻘﺔ؟ *** ﺇﻧﻪ ﻧﻮﻉ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ‪ ،‬ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ‬

‫‪49‬‬

‫ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻲ‪.‬ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﺿﻔﺎء ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ‪،‬‬

‫ﻟﻜﻨﻬﺎﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ‪*** .‬‬

‫ﺃﻟﻒ‪ -‬ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻓﻲ "ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ"‬

‫ﺏ‪.‬ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻮﻥ "‪ ".v‬ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺭﺑﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﻴﻦ‬

‫ﺍﻷﺩﻭﺍﺭﺩﺍﺧﻞ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ‬

‫‪ --‬ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪" ،‬ﺍﻟﻘﻮﻯ" ﻭ "ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ" ﺩﺍﺉﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﺩﺟﺎﺟﺔ ﻭﺑﻴﻀﺔ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻐﻮﺹ! ‪-‬‬

‫ﺃﻧﻮﺍﻉﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ! ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ!‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪.‬ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ‬

‫ﺃ‪.‬ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﺭﻙ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ‬

‫ﺑﻴﻦﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ‬

‫‪.1‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻭ "ﻣﺠﺎﻝ‬

‫ﺃﺻﻮﺍﺕ"—ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﺩﻭﺭﺍً ﻣﻬﻤﺎً ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺸﺄﻥ ﺃ‬

‫ﻗﻀﻴﺔﻣﻌﻴﻨﺔ‬

‫ﺃ‪.‬ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﻘﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪-‬‬

‫ﺻﻨﺎﻋﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ— ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ — ﺃﻋﻠﻰ‬

‫ﻣﺴﺘﻮﻯﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ؟‬

‫ﻗﻀﺎﻳﺎﻓﻲ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ‬

‫‪.1‬ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ‪ -‬ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺃﻭ‬

‫ﺻﻌﻮﺑﺎﺕﻓﻲ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺃﺭﺷﻴﻔﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺻﻠﺔ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ "ﺻﻌﺒﺔ" ﻭ‬

‫ﻗﺮﺍﺭﺍﺕﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﺪﻝ ‪ -‬ﻫﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ؟‬
‫‪50‬‬

‫ﺃ‪.‬ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭ ﺍﻟﺮﺉﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﺘﻲﻫﻲ "ﺃﺩﻧﻰ" ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎء ‪ -‬ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻭﺭﺅﺳﺎء ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﻭﺭﺅﺳﺎء ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ‬

‫ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺎﺕ‪.‬‬

‫‪.2‬ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ‬

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺉﻴﺔ‬

‫‪".3‬ﺇﺭﺿﺎء" ﻗﻀﺎﻳﺎ "ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻷﺳﻮﺩ" ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ‪ -‬ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻳﻔﺔ ‪ ،‬ﻣﺎﺫﺍ‬

‫ﻫﻮﺟﻴﺪ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ؟ ﻳﻀﻴﻒ ﺷﻴﺉﺎً ﻣﻬﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ… ﻳﻠﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‬

‫ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ‪...‬ﻣﻌﻴﺒﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﻔﺰﺓ ﻭﺧﺼﺒﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺎﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﺎﻃﻔﻴﺎً‬

‫ﺗﻜﻠﻢ؟ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻧﻘﺪ ﺃﻋﺰ ﻣﺒﺎﺩﺉﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﺍﺕ‪-‬‬

‫ﺍﻟﻨﻘﺪ ‪...‬ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻓﻲ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻪ‪ .‬ﺗﻘﻮﻳﺾ ﻣﺴﺘﻤﺮ‬

‫ﺍﻟﺬﺍﺕ ‪،‬ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ .‬ﻓﻲ ﺑﻌﺾ‬

‫ﻧﻘﻄﺔ ‪،‬ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺨﺪﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ‪ .‬ﻓﻲ ﺑﻌﺾ‬

‫ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ‪ /‬ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ )ﻭ‬

‫ﻧﺎﺩﺭﺍًﻣﺎ ﻳﺼﻞ ﻓﺮﺩ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ( ‪ ،‬ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬

‫ﺃﻗﻮﻯ‪.‬ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻮﻳﺾ ﺃﻓﻀﻞ ﻃﺒﻴﻌﺘﻨﺎ ‪ ...‬ﺍﻟﺒﻌﺾ‬

‫ﻫﻨﺎﻙﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ‪ /‬ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ‬

‫ﺃﻃﺮ ‪...‬ﻣﺒﺪﺃ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ‪.‬‬

‫ﻣﺨﻄﻂﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ‪ -‬ﻗﻢ ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ‬

‫ﺑﺴﺮﻋﺔ‪.‬ﻗﻢ ﺑﺪﻣﺞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ‪ 2007‬ﻹﻋﻄﺎﺉﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ‬

‫ﻟﻤﻌﺎﻥﺗﺠﺮﻳﺒﻲ‪.‬‬
‫‪51‬‬

‫ﻗﻢﺑﺎﻷﺷﻴﺎء ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺃﻧﺎ‪.‬‬

‫ﺛﻢﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻭﺭﻗﺔ ‪ Poli Psych‬ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺉﻲ‪-‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎً‪.‬‬

‫ﺻﻨﺎﻋﺔ‪.‬ﺍﺧﻠﻖ ﺍﻧﺘﻘﺎﻻً ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺑﻘﺎء ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً‪.‬‬

‫ﺛﻢﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻣﺪﻯ ﻓﺎﺉﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪.‬‬

‫ﺛﻢﻧﺎﻗﺶ ﺑﺈﻳﺠﺎﺯ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ‪ ...‬ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺫﺍ ﺻﻠﺔ… ﻟﻜﻦ‬ ‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪.‬‬

‫ﺃﻋﺘﺮﻑﺑﺄﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﻛﻞ "ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ" ﺍﻟﻜﻮﻧﺠﺮﺱ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺤﺪﺙ ﺫﻟﻚ‬

‫ﻳﺼﺒﺢﻣﺮﻛﺒﺎً‪ .‬ﺃﻓﻬﻢ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ‬

‫ﺃﻓﻀﻞ ‪...‬ﻓﻬﻢ ﺍﻷﺟﺰﺍء ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻞ ‪ ...‬ﻟﻜﻦ ﻃﺮﺡ ﺍﻷﺳﺉﻠﺔ!‬

‫ﺧﻼﻝﻫﺬﺍ ‪ ،‬ﺣﺎﻭﻝ ﺇﻧﺸﺎء ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﻭﺭﺑﻄﻬﺎ ﻣﻌﺎً‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ‪.‬‬

‫ﻭﺭﻛﺰﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ‪ ..‬ﺍﺣﻜﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ‪ ..‬ﺍﺟﻌﻠﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪﺗﻌﻠﻤﺖ ‪ ...‬ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﻧﻚ ﺯﺑﺎﻝ‪.‬‬

‫ﻣﺎﺫﺍﻋﻦ "ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ" ﺍﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ‬

‫ﻋﻠﻰﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ؟ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ ‪ ،‬ﻟﺬﺍ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ‬

‫ﻣﺘﺄﺻﻞ‪.‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ‪ ،‬ﺃﺧﻄﺎء ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ‪ ،‬ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ‪،‬‬

‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﻕﺃﻣﺮ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ‪ .‬ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺣﺘﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺃﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻳﻤﻜﻦﺃﻥ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮ ‪ ،‬ﻣﺰﻋﺠﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً‪ .‬ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎء ﺟﺰء ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ‪.‬ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻧﺒﺬﻝ ﺟﻬﺪﺍً ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﺨﻄﺄ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻜﻦﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ؟ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ‬

‫ﻏﺎﻟﺒﺎًﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻗﻞ ﺇﺯﻋﺎﺟﺎً ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻷﺧﻄﺎء ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ‪ .‬ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ‪-‬‬
‫‪52‬‬

‫ﺁﺛﺎﺭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ؟ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻷﻧﻪ ﻳﻘﻮﺽ‬

‫ﺷﺮﻋﻴﺔﺍﻟﺤﺪﻳﺚ‪ .‬ﻻ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻟﻠﺨﺪﺍﻉ ﺃﻭ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ‬

‫ﻟﻠﺨﺪﺍﻉﻣﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻲ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻧﻘﺎﺩ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪ .‬ﻟﺴﻮء ﺍﻟﺤﻆ ‪ ،‬ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ‬

‫ﺳﻴﺤﺪﺙﻗﺼﻮﺭ )ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﻄﺎء ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻭﻟﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ(‬

‫ﺿﻤﻦﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ‪ .‬ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻫﻮ‬

‫ﻗﻠﻞﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ‪ .‬ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ‪ ،‬ﻧﻔﻌﻲ ﻣﻌﻴﻦ‬

‫ﻧﻬﺞﻭﺯﻥ ﻳﻌﻨﻲ ﻭﻏﺎﻳﺎﺕ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ‪ .‬ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪ ،‬ﻫﻨﺎﻙ‬

‫ﺳﺘﻜﻮﻥﺩﺭﺟﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﻌﻴﺔ‬

‫ﻋﻤﻠﻴﺔﺣﺴﺎﺑﻴﺔ‪ .‬ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﻨﻴﺔ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻣﻌﻘﺪﺓ ‪ -‬ﺟﻴﺪﺓ ﻭﺳﻴﺉﺔ‬

‫ﻣﻮﺟﻮﺩﺓﺑﺪﺍﺧﻠﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً‪ .‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻨﺎﻗﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎً ﺩﻧﻴﻮﻳﺎً ﻭﺣﻜﻴﻤﺎً‬

‫ﺿﻌﻒﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻴﺒﺮﺭﻩ؟ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻜﺬﺑﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻨﻘﺎء)ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ( ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻛﻄﻤﻮﺡ‪.‬‬

‫ﻫﻞﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ‪ /‬ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻟﻸﺧﻼﻕ؟‬

‫ﺃﻧﺼﺎﺭﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻳﺼﺮﺣﻮﻥ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﻮﻥ ﺫﻭﻭ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺩﺍﺉﻤﺎً‬

‫ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ؟‪ -‬ﺃﻱ ﻣﺮﺍﻗﺐ ﻣﺪﺭﻙ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﻓﻲﺍﻟﺒﻴﺉﺔ؟ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ‬

‫ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮء ﺑﺪﻭﺭ ﻧﺸﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﺒﻴﺉﺔ ‪...‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﻷﻥ‬

‫ﺇﻥﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺃﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬

‫ﺃﻧﻪﻳﺠﺐ ﺗﺸﺠﻴﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ‪ .‬ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭ‬

‫ﺳﻴﺒﻘﻰﺇﻧﺸﺎءﻧﺎ )ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﺻﻠﺒﺎً ﻭﺧﺮﺳﺎﻧﻴﺎً( ﺟﺰءﺍً ﻣﻦ‬

‫ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ‪.‬ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻻﺭﺗﻜﺎﺏ ﺃﺧﻄﺎء ﺻﺎﺩﻗﺔ ﺃﻭ ﺗﻀﻠﻴﻞ‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫ﻧﺤﻦﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺍﺉﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ‪ .‬ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭ‬

‫ﻳﺠﺐﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻌﻴﻮﺑﻨﺎ )ﻣﻌﺮﻓﻴﺎً ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎً(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ‪...‬ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ‪ ***** -‬ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻠﻴﻞ؟ ﻧﻮﺑﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬

‫ﺃﻣﻮﺭ؟*‬

‫‪ --‬ﻓﺮﺩﻱ ‪ -‬ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ‬

‫‪ --‬ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﻮﺵ ‪ -‬ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎء )ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ‬

‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ(‬

‫‪ --‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺧﺎﺻﺔ "ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ" ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩ‬

‫ﺍﻟﻘﻮﺓﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ‪ ،‬ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ )ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ؟( ﺍﻟﺤﻠﻔﺎء ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺿﻮﻥ ‪...‬‬

‫ﻗﻢﺑﺒﻨﺎء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻣﻊ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ‪.‬‬

‫ﺷﺠﻴﺮﺓ‬

‫‪ --‬ﺧﺒﺮﺓ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ… ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻋﺎﻣﻞ)ﻟﻴﺲ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻲ "ﻓﻘﻂ" ‪ -‬ﺍﻣﻨﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ(‬

‫‪ --‬ﻧﻮﻉ ‪ /‬ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪ W‬ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ‪ -‬ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‬

‫ﺗﺤﺪﻱﺩﻭﺍﻓﻌﻪ ‪ /‬ﻣﻴﻮﻟﻪ "ﺍﻷﺳﻮﺃ" )ﺃﻭﺿﺢ ﺃﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻧﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ‪-‬‬

‫ﺍﻟﻨﻘﺎﻁﺍﻟﻌﻤﻴﺎء ‪ -‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻀﺎﺕ‬

‫ﻣﺤﺘﻤﻞﺍﻷﺭﺯ‬

‫ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕﺑﺎﻭﻝ‬

‫ﺗﺸﻴﻨﻲﻭﺭﺍﻣﺴﻔﻴﻠﺪ ﻭﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﻭﻟﻔﻮﻳﺘﺰ ﻓﻲ ﺿﻮء ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪ /‬ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﻮﺵ‬

‫ﻧﻤﻂ‬
‫‪54‬‬

‫ﺍﻧﻈﺮﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻟﺘﻚ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ "ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ" ‪ -‬ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ‬

‫ﺃﻋﻼﻩ‪ -‬ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻮﺿﻮﻱ‪ .‬ﺍﻧﻈﺮ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕﻭﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔ ﻭﻛﻴﻒ ‪ ،‬ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮﺍﺯﻥ ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺟﻴﺪ‬

‫ﺷﻲء‪.‬ﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺒﺨﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ! ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ‬

‫ﺷﺮﻭﻁﺍﻟﺠﻤﻌﻲ ‪ -‬ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ؟‬

‫ﻗﻠﻖﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻛﻼﺳﻴﻜﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﺩ؟ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ‬

‫ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ‪،‬ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﻴﺪﺍً ‪ ...‬ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺣﺮﺍً ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ‬

‫ﻳﻌﻨﻲﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮء ﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ "ﺭﻛﻮﺏ ﻣﻮﺟﺔ" ‪ -‬ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺣﺎﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﻭ‬

‫ﻗﺪﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺘﺴﻌﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻟﻠﻤﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‬

‫ﺃﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎءﺓ ﻟﻠﺘﺄﻟﻖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ! ﻗﻠﻴﻼ ‪Skowronic‬؟‬

‫ﺍﻟﻤﺜﻞﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ‪ -‬ﻟﻴﺴﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲء ‪ ...‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً‬

‫ﺻﻮﻓﻲ؟ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺜﻞ ‪ -‬ﺣﺘﻰ ﺍﻷﻭﺳﻊ ‪ -‬ﺃﻥ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ‪،‬‬

‫ﺗﺘﺪﺍﺧﻞﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺰﺯﻭﻧﻬﺎ‪ .‬ﺃﻣﺜﻠﺔ؟ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍء ﻳﻔﻌﻞ‬

‫ﻻﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮء ﻳﺴﺎﺭﻱ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ‪ ...‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء ﺃﻥ ﻳﺠﺎﺩﻝ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺭﺃﻳﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻤﺎﺳﻜﺎً‬

‫ﻭﻣﻦﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻳﺨﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻻ ﺗﻠﻐﻲ‬

‫ﻧﻴﺔﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔﻛﻤﻮﺿﻮﻉ ﺭﺉﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‪ - .‬ﻃﺮﺡ ‪ Oakeshott‬ﻭ‬

‫ﺍﺑﻘﻲﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻨﻪ‪ .‬ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ،‬ﺃﻳﻀﺎ ‪ ...‬ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺑﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ‪...‬ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺬﺑﺔ‬

‫‪55‬‬

‫ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ‪.‬ﻛﺎﻥ ﻫﻴﺠﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﺬﺑﺤﺔ‪ .‬ﻧﺮﻯ‬

‫ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔﻛﺎﻟﺨﻔﺔ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ )‪sp‬؟( ‪ -‬ﺭﻗﺼﺔ ‪ -‬ﺍﻟﻨﻤﺬﺟﺔ ﻭﺍﻟﺮﺩ )ﺃﻧﺎ‬

‫ﻳﺘﺴﺎءﻝﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻗﻮﻯ؟ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ(‪.‬‬

‫* * * * * * * * * * * * ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ‪ -‬ﺍﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺰء ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﺛﻨﺎء ﺫﻟﻚ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ‬

‫ﻃﺎﺯﺝ!!ﻓﻘﻂ ﺑﻀﻊ ﺻﻔﺤﺎﺕ )ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺜﻴﺮﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً(‪.‬‬

‫ﻭﺳﻴﻂﻣﺤﺎﻳﺪ ‪ -‬ﺭﺍﻳﺲ ‪ ،‬ﺑﺎﻭﻝ ‪ ،‬ﺭﺍﻣﺴﻔﻴﻠﺪ ‪ ،‬ﺗﺸﻴﻨﻲ ‪ ،‬ﻭﻭﻟﻔﻮﻳﺘﺰ ‪ -‬ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﺗﺆﺛﺮﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ‪...‬‬

‫ﻭﺃﺳﻠﻮﺏﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ‪ ،‬ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ‪ -‬ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻮﺃ ﺩﻭﺍﻓﻌﻪ؟ ‪W‬‬

‫ﻟﺪﻳﻨﺎﺟﻤﻴﻌﺎً ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ‪ ...‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻀﺎﺕ ‪...‬‬

‫ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰﻳﻦ؟‬

‫‪.1‬ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ‪ ...‬ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ ﺍﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ‬

‫ﺟﻤﺎﻋﻲ ‪...‬ﺧﻴﺎﺭ ﺟﻤﺎﻟﻲ ﺃﻳﻀﺎً‬

‫‪.2‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ؟ ﺃﻭﻛﻲ ‪...‬؟‬

‫* * * * ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ‬

‫ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﺍً ﺭﺉﻴﺴﻴﺎً ﻓﻲ ﺇﻟﻬﺎﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑـ‬

‫ﻋﻤﻠﻴﺔﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ‬

‫‪56‬‬

‫ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ‪.‬ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﻳﻮﺿﺢ ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﻫﻮﺭﻭﻳﺘﺰ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﺎﻓﺢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ‬

‫ﺗﻘﺮﻳﺮﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ‪ .‬ﻳﺴﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ‬

‫ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬

‫ﺗﻮﺍﺟﻪﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻳﺘﻢ ﻭﺿﻌﻬﺎ‬

‫ﻓﻲﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻘﻠﺒﺔ‪.‬‬

‫ﺇﻧﻬﺎﺧﻄﻮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺩﺍﺧﻞ‬

‫ﺳﻴﺎﻕﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺉﻲ ﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ‬

‫ﺍﺗﺨﺎﺫﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ‪ .‬ﻓﻲﻛﻴﻒ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎء ﺍﻟﻮﺍﻗﻊﻭﺑﻮﺭﻙ ﻭ‬

‫ﻳﺴﺘﻜﺸﻒﺟﺮﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﻲﺷﻜﻠﺖ ﺗﺼﻌﻴﺪ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﻓﻴﺘﻨﺎﻡ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺳﻮﻑ‬

‫ﺣﺎﻭﻝﺍﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟـ ‪ B‬ﻭ ‪ G‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ‬

‫ﺇﻃﺎﺭﻧﻔﺴﺎﻧﻲ ﺻﺮﻳﺢ )* ﺃﻭ ﻣﻌﺮﻓﻲ؟ *( ‪...‬‬

‫ﻋﻠﻰﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﻭﺳﻊ ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﺪﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ‬

‫ﻛﺪﺭﺍﺳﺔﺣﺎﻟﺔ ﺭﺍﺉﻌﺔ ﺣﻮﻝ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ‬

‫ﺗﻘﻴﻴﻢﻛﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ‬

‫ﺗﺘﻄﻠﺐﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ‪ .‬ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻫﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ‬

‫ﻓﻬﻢﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ )ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ( ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ‬

‫ﻟﻌﻤﻠﻴﺔﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ )ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺳﻮﻑ‬

‫ﻳﺸﺎﺭﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺑﺎﺳﻢ "ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ" ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺻﺎﻏﻬﺎ‬

‫ﺟﻮﻥﻛﻴﻨﻐﺪﻭﻥ ]ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻷﻋﻀﺎء ﺍﻟﻜﻮﻧﺠﺮﺱ‪ .([245 ،‬ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ‪،‬ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬
‫‪57‬‬

‫ﻓﺉﺎﺕﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﺔ‪*) .‬ﺟﺪﺍ‬

‫ﻏﺎﻣﺾ؟*(‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻉﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻫﻮ ﻓﺤﺺ ﻛﻴﻒ ﺃﻭﻟﺉﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬

‫ﺗﻤﺘﻠﻚﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ‪.‬ﻣﺎ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ‬

‫ﺃﺩﻭﺍﺭﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ؟ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ‬

‫ﺗﻔﺘﺮﺽﻣﺰﺍﻳﺎ ﻭﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ‬

‫ﻣﻦﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ‪ 100‬ﻭﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ .‬ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺮء ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻒ‬

‫ﻗﻀﻴﺔﻣﻌﻘﺪﺓ ﻣﺜﻞ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ‬

‫ﻛﻤﻴﺔﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺔ )ﻣﺜﻞ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ( ‪ ،‬ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ؟ ﺍﻝ‬

‫ﺍﻟﻨﺴﺒﺔﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻬﻤﺔ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺿﺉﻴﻠﺔ ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ )ﻭﻛﻢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ‪،‬‬

‫ﺣﺘﻰﻟﻠﺨﺒﺮﺍء؟(‪.‬‬

‫ﻭﺣﺘﻰﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻀﻮﺍً ﻣﻄﻠﻌﺎً ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ‬

‫ﻳﻤﺘﻠﻚﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻟﻀﺉﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ‪ ،‬ﻛﻢ ﻋﺪﺩ ﻭﺣﺪﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﺃﻱ ﺧﺒﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ )ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء( ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؟‬

‫ﺍﻷﺷﺨﺎﺹﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﻀﻮﺍ ﺟﺰءﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‬

‫ﻣﻦﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺃﻣﺮ ﺟﺎﻫﺰ ﻟﻌﺪﺩ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻀﺎﻋﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺘﻰ‬

‫ﺃﻋﻀﺎءﻣﻄﻠﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﺪﻯ ﻗﺪﺭﺓ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء‬

‫ﻣﻦﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ؟ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮء ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ‬

‫ﻣﻊﺍﻷﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ "ﺃﻫﺪﺍﻓﺎً ﺛﺎﺑﺘﺔ" ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬
‫‪58‬‬

‫ﺗﻢﺍﺣﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ‪ ،‬ﺳﺘﻈﻞ ﻣﺘﺴﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ‬

‫)* ﻣﻔﺮﺩ ﺃﻡ ﺟﻤﻊ ‪ -‬ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ؟ *(‪.‬‬

‫ﻻﺗﻮﺟﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮﺍء ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ‬

‫ﻋﻠﻰﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬

‫ﺃﻭﻟﺉﻚﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ "ﺧﺒﺮﺍء" ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻣﺠﺰﺃﺓ‬

‫ﻣﻌﺮﻓﺔﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ‪ ،‬ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﺜﻞ‬

‫ﻛﺤﺮﺏﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‪ .‬ﻫﻨﺎﻙ "ﺧﺒﺮﺍء" ﺗﺮﻛﺰ ﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪.‬ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ .‬ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ‬

‫ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‪.‬ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺧﺒﺮﺍء ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‪ .‬ﻭ‬

‫ﻛﺜﻴﺮﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ‪ .‬ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻔﻌﻞ‬

‫ﻳﻔﻬﻢﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﺣﻘﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ‬

‫ﺩﺳﻴﺴﺔﺟﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ؟‬

‫ﻋﻨﺪﻣﺎﻳﻄﻠﺐ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬﻱ ﺭﺃﻱ ﺧﺒﻴﺮ ﺣﻮﻝ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‬

‫ﻣﻦﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻳﺨﻤﻦ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎً‬

‫ﺗﺨﻤﻴﻦ ‪،‬ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﺍﻟﻤﻄﻠﻊ‪ .‬ﻳﺪﻋﻲ ﻫﻮﺭﻭﻳﺘﺰ‬

‫ﻫﺬﺍ ‪"،‬ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ‪ ...‬ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺷﻴﺉﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬

‫ﻟﻪ؛ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ‪ ،‬ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻌﻪ‬

‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ")‪ .(31‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻲ‬

‫ﺯﻳﺎﺩﺓﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻟـ‬

‫ﺍﻟﺨﺒﺮﺓﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ‪ ،‬ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ‬

‫ﻻﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ * )ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻲ؟‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ؟‪ -‬ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﺧﻞ؟ ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺃﻛﺒﺮ ﺑـ‬

‫‪59‬‬

‫ﺳﻴﺎﻕ‪interissue‬؟ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ — ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦﻭﺃﺳﺴﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ‪.* (.‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔﻭﺭﺍء ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﺨﻤﻴﻨﺎﺕ ﻣﺴﺘﻨﻴﺮﺓ )ﺑﻌﺾ‬

‫ﺗﺨﻤﻴﻨﺎﺕﺗﻌﻠﻴﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ( ‪ ،‬ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺉﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ‬

‫ﻳﺘﻢﺗﺼﻨﻴﻔﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺘﺞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ "ﺑﺨﻼء ﻣﻌﺮﻓﻴﻮﻥ‪ .‬ﺑﻬﺬﺍ ‪ ،‬ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻨﺎ‬

‫ﻳﻤﺘﻠﻚﻗﺪﺭﺍً ﻣﺤﺪﻭﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ‬

‫ﻳﺤﺎﻭﻝﻓﻬﻢ ﺍﻟﺒﻴﺉﺔ ﺍﻟﺘﻲ )ﻷﻏﺮﺍﺽ ﻋﻤﻠﻴﺔ(‬

‫ﻣﻌﻘﺪﺓﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ‪ .‬ﻧﻈﺮﺍً ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎً‬

‫ﻣﻦﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺑﻴﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﻛﻴﻒ‬

‫ﻳﺠﺐﺇﻧﺸﺎء ﻛﻞ ﻣﺘﻤﺎﺳﻚ‪.‬‬

‫ﻋﻨﺪﻣﺎﻳﻤﺘﺺ ﺍﻟﻤﺮء ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ‪ ،‬ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ‬

‫ﻣﺮﻛﺐ‪.‬ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻛﺒﺮ‬

‫ﻋﺪﺩﺍﻟﻮﺻﻼﺕ ﺑﻴﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻹﻧﺸﺎء ﻛﻞ ﻣﺘﻤﺎﺳﻚ‪ .‬ﻛﻤﺎ‬

‫ﻳﻠﺰﻡﺇﺟﺮﺍء ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺑﻴﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ‬

‫ﻓﺮﺹﺇﺟﺮﺍء ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﻣﻌﻴﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ‬

‫ﺇﻋﻄﺎءﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﻮﺛﻮﻕ‬

‫ﺇﺭﺷﺎﺩﻳﺔﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ .‬ﺍﻟﻔﺮﺩ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺯﻳﺎﺩﺓ‬

‫ﻛﻤﻴﺔﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﺘﺬﻛﻴﺮ ‪ ،‬ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺯﺍﺉﻔﺔ‬

‫ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﻮﺭ ﻣﺸﻮﻩ ﻟﻠﻜﻞ‪ .‬ﺍﻝ‬

‫ﻳﻤﻜﻦﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺜﻠﻪ‬

‫ﺍﻷﺣﻜﺎﻡﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ‪ .‬ﻓﻲ‬

‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ‪،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ‪ ،‬ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻤﺮء ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﺴﻴﻂ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ‬
‫‪60‬‬

‫ﻓﻬﻢﺍﻟﻤﻮﻗﻒ )ﺃﻛﺮﻣﺎﻥ ‪" ،‬ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺉﻲ‬

‫ﺻﻨﻊ"‪.(6‬‬

‫ﺃﻣﺮﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ‬

‫ﺟﻮﺍﻧﺐﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪﺭ ﻗﻠﻖ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪﻣﻬﺎ‬

‫ﻫﺬﺍﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑﻌﻴﻨﻪ‪ .‬ﺍﻟﺘﻨﺸﺉﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﺨﺒﻴﺮ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ )* ﺷﺮﺡ؟ *( ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ‬

‫ﺧﺪﻣﻮﺍﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺒﻮﻥ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﺃﻭ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻲﺭﺑﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﻘﻮﻳﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ‪ .‬ﺇﻧﻬﺎ‬

‫ﻣﻦﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻧﻈﺮﻳﺎً ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺃﻗﻞ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎً ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ‪ ،‬ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺮﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺍﺉﻞ ‪،‬‬

‫ﻣﻮﺍﻗﻒﻣﻌﻘﺪﺓ‪ .‬ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻱ ﻫﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﺩﻋﺎء ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﻮﺛﻮﻗﺎً ﺑﻪ‬

‫ﻣﻴﺰﺓ ‪،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ‪ ،‬ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ‪،‬‬

‫ﺍﺧﻔﻖ‪.‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻋﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍً ﺑـ‬

‫ﻳﻤﻜﻦﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻠﻞ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺇﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺣﻜﻴﻤﺔ‪.‬‬

‫ﻓﻲﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺣﺎﺳﻤﺔ‪ ،‬ﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺟﺎﻧﻴﺲ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ" ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ‬

‫ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ‪ ".‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻳﻘﻮﻡﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺑﺈﺑﻼﻍ ﻋﻤﻠﻪ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﺳﺄﻓﻌﻞ‬

‫ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﺮﺽ ﺩﻗﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺃﻛﺒﺮ‬

‫ﻋﻠﻰﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ )*؟ *(‪ .‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺨﺼﺎﺉﺺ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﺪ‬

‫ﺇﺟﺮﺍءﺍﺕﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ )ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ(‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫ﺗﺸﻤﻞﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ "ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﺪ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ‬

‫ﺍﻟﻤﺪﺧﻼﺕ)ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﻳﺔ ﻭ‬

‫ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ( ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ )ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔﺣﻮﻝ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃ‬

‫ﻣﺸﻜﻠﺔﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ( ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﺪ ﻛﻤﻴﺔ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺪﻳﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﻴﻦ ﺗﻜﺮﻳﺴﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‬

‫ﺳﺆﺍﻝ")‪.(17‬‬

‫ﻋﻠﻰﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺟﺎﻧﻴﺲ ﺗﺆﻛﺪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ‬

‫ﻳﺘﺴﺎءﻝﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻋﻤﻠﻴﺔﺇﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ .‬ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺉﻴﺴﻲ ﺃﺅﻛﺪ ﺍﻟﻮﻗﺖ‬

‫ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ)ﻗﻴﺪ ﻣﻌﺮﻓﻲ ﺧﺎﺭﺟﻲ( ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ‬

‫ﺍﻷﺳﺎﺱﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ‬

‫ﻓﻲﺍﻻﻋﻠﻰ‪ .‬ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﺑـ ﺃ‬

‫ﺍﻟﻔﻬﻢﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻭﻣﺮﻭﻧﺔ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ )ﻭ‬

‫ﻣﺰﻳﺞﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ( ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﺩﻝ‬

‫ﻓﻬﻢﺃﻛﺜﺮ ﺗﻄﻮﺭﺍ ًﻟﻠﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ‬

‫ﺣﺘﻰﺃﻗﻠﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻬﻤﺔ‬

‫ﺃﻧﻔﺴﻬﻢﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ‪ .‬ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺣﻴﺚ‬

‫ﺍﻷﻣﻦﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻟﻸﺭﻭﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻚ ‪ ،‬ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ‬

‫ﺍﻟﺨﺒﺮﺓﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺑﻜﻔﺎءﺓ )ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﻟـ‬

‫ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ( ﺗﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ )* ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺭﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ‬

‫ﺃﺯﻣﺎﺕﻓﻮﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﺔ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ؟ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ‬

‫ﺃﻫﻤﻴﺔﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺖ ﻟﻼﻗﺘﺮﺍﻉ؟ *(‪ .‬ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ‪ ،‬ﺃﻛﺜﺮ‬
‫‪62‬‬

‫ﺗﻌﺘﺒﺮﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ "ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ" ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ‪ /‬ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻣﻜﻤﻼ ًﺟﺪﻳﺮﺍً ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ‬

‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻫﻞﺃﺻﺒﺤﺖ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ‬

‫ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎﻧﺸﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ‪ -‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻘﻂ‬

‫ﻣﻌﺮﻭﻑﻟﻠﺨﺒﻴﺮ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﻠﺒﻪ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ‪ -‬ﺷﻲء ﻣﺜﻞ‬

‫ﺃﻥ*** ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺷﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺷﻴﺮ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺍﻟﻀﻐﻂﺍﻟﻤﻠﺤﻮﻅ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗﻠﻖ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ‬

‫ﺍﻹﻃﺎﺭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ‬

‫ﺗﺄﺛﻴﺮ‪.‬ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ )ﻭ‬

‫ﻣﻦﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﺪﺓ( ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‬

‫ﻳﺰﺩﺍﺩﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻷﻣﺪ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﺭﺓ‬

‫ﺿﺮﻭﺭﻱ‪.‬ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﺮﺍﻣﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﺘﺎﺉﺞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ‬

‫ﺯﻳﺎﺩﺓﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ "ﺍﻹﺭﺿﺎء" ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ؟ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ‬

‫ﻟﻴﺲﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮء ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻷﻗﺼﺮ ﺧﺎﺿﻌﺎً ﻟﻠﺤﺮﺍﺳﺔ )ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ‬

‫ﻣﺮﺍﺕ ‪،‬ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ( *** ﻗﻀﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﺇﺛﺎﺭﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ‬

‫ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ‪ -‬ﻃﺮﺡ ﺃﺳﺉﻠﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﻓﻴﺎً‬

‫ﺑﻌﺾﺍﻷﺣﻴﺎﻥ‪***.‬‬

‫ﺗﺸﻤﻞﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ "ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺉﺔ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻧﺘﻤﺎءﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻛﻜﻞ ‪ ،‬ﻣﻊ ﺧﺎﺹ‬

‫ﻗﺴﻢﺃﻭ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻣﻊ ﺃﻱ ﻟﺠﺎﻥ ﻭﺟﻬﺎ ًﻟﻮﺟﻪ‬

‫ﺃﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ")‪.(17‬‬

‫‪63‬‬

‫ﻳﻤﻜﻦﺩﻣﺞ ﻣﻔﻬﻮﻡ "ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ" ﻣﻊ ﺩﺭﺍﺳﺔ‬

‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ‬

‫ﺻﺎﻧﻊﻳﺠﺮﻱ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ‪ .‬ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ‪،‬‬

‫ﻳﺼﺒﺢﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﻲ‬

‫ﺗﺰﺩﺍﺩﺗﻌﻘﻴﺪﺍ‪ .‬ﻳﺘﻢ ﺇﻧﺸﺎء ﻋﺪﺩ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺗﻌﻘﻴﺪﻫﺎ‬

‫ﻣﻦﺧﻼﻝ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔﺇﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻗﻴﻮﺩ ﺟﻮﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺉﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ‪ ،‬ﺟﺎﻧﻴﺲ‬

‫ﻳﻀﻴﻒﻓﺉﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ‪" -‬ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺘﻤﺤﻮﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ" )‪ .(18‬ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ‬

‫"ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺮﺉﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً‬

‫ﺗﻠﻌﺐﺩﻭﺭﺍً ﻣﺆﺛﺮﺍً ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ‪] ...‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ[ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎً‬

‫ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎء ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ -‬ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻹﺣﺒﺎﻃﺎﺕ ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ "ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ"‬

‫ﺑﺎﻟﻘﻠﻖﺃﻭ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞﻣﻊ ﺍﻟﻤﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ")ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ(‪ ** .‬ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺳﺎﺕ‬

‫ﺿﻤﻦﻋﺮﺽ ﺃﺳﻌﺎﺭ؟ ‪ -‬ﺭﺍﺟﻊ ‪** CMS‬‬

‫ﻗﺪﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺘﻤﺤﻮﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ‬

‫ﺑﻴﻦﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ "ﻣﻌﻘﻮﻻ ً"‬

‫ﻣﻌﻠﻤﺎﺕﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ .‬ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ‬

‫ﺃﻥﺗﻜﻮﻥ ﺿﻤﻦ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﻴﺔ ‪" ،‬ﺟﻮﺩﺓ" ﻧﺘﺎﺉﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬

‫ﻏﺎﻟﺒﺎًﻣﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ "ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﺔ" ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ‪.‬‬

‫ﺃﺗﻔﻖﻣﻊ ‪sp) Skowronik‬؟( ﻓﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﺮﺉﺎﺳﺔ‬

‫ﻭﻛﺎﻟﺔ ‪،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ .‬ﺗﻜﻠﻢ‬

‫‪64‬‬

‫ﺑﺸﻜﻞﻋﺎﻡ ‪ ،‬ﺃﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻇﺮﻭﻑ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺩﺍﺭﺓ‬

‫ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ‪،‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺃﺩﺍء ًﺟﻴﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﺤﻪ ﺃ‬

‫ﻣﻜﺎﻥﺑﻴﻦ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎء ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﻴﻦ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎء‪ .‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻇﺮﻭﻑ‬

‫ﺣﻴﺚﻳﻜﻮﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻً )ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ‬

‫ﻟﻦﻳﻜﻮﻥ ﺃﺑﺪﺍً ﻧﺪﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺼﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ(‪ .‬ﺇﻧﻪ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﻩ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺎﺕﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻠﻌﺐ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﻛﺰﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻬﻢ‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﻛﺰﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺍﺉﻌﺔ ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ‬

‫ﻣﻦﺍﻟﺼﻌﺐ ﻓﺤﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺉﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺛﻮﻕ ‪-‬‬

‫ﻋﻠﻢﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ‪ -‬ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻀﺒﻮﻃﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻫﻮ "ﺍﻷﻓﻀﻞ‬

‫ﺗﺨﻤﻴﻦ"ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﻔﺰﻫﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪ .‬ﺍﻹﺑﻼﻍ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﺩﺍﺉﻤﺎً‬

‫ﻣﺸﻜﻮﻙﻓﻴﻪ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺎﻓﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻔﻬﻢ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ‪.‬‬

‫ﻳﻤﻜﻦﻟﻠﻤﺮء ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ )ﻣﺒﺪﺃ ﺗﺮﺗﻴﺐ؟( ‪،‬‬

‫ﻟﻜﻦﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‬

‫ﺗﺸﺎﺭﻙﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ‪ … .‬ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻘﻲ‬

‫ﺍﻻﺗﺴﺎﻕﺑﻴﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ .‬ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ‬

‫ﺍﻟﻔﻬﻢﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺩﺍﺧﻞ "ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻷﺳﻮﺩ" ﻟﻺﺩﺭﺍﻙ‪ .‬ﺣﺘﻰ‬

‫ﻓﻬﻢﺩﻭﺍﻓﻊ ﻣﻤﺜﻞ ﻭﺍﺣﺪ )ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ‪ ،‬ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬

‫ﺿﺮﺏﺯﻭﺟﺘﻪ؟( ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻖ‪ .‬ﺍﻵﻥ ﻓﻘﻂ ﺗﺨﻴﻞ ﻣﺪﻯ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﻓﻬﻢ‬

‫ﻳﺠﺐﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻭﺭﺍء ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ )ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ( ‪،‬‬

‫ﺧﺎﺻﺔﻭﺃﻧﻨﺎ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﺔ )ﻉ ﺃﻭ ﻉ؟( ‪ ،‬ﻻ‬

‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ"ﺍﻟﻤﺠﺮﺩ" ﻟﻠﻔﺮﺩ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻜﺴﻨﺪﺭﺟﻮﺭﺝ ‪ -‬ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﻲ ‪ -‬ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺒﻨﻲ ﺟﺎﻧﻴﺲ ﻋﻠﻰ ‪AG‬‬

‫‪65‬‬

‫* * * ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ ***‬

‫* * * ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺉﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ***‬

‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪.‬ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ )ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ‪ ،‬ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮﺿﻴﺢ ﻭ‬

‫ﺃﻏﺮﺍﺽﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ(‬

‫ﺃ‪.‬ﺑﻮﺭﻙ ﻭﻏﺮﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ‪ -‬ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ )ﻓﻴﺘﻨﺎﻡ( ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ‬

‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ‪ -‬ﻓﺮﺻﺔ ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕﺍﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺎﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﻭ ‪ LBJ‬ﻭ ‪1. Ike‬‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ‬

‫ﺏ‪.‬ﺑﻮﺵ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ‪ -‬ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ‬

‫ﺍﻟﺨﺒﺮﺓﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ؟ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻥ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ‬

‫ﻳﺘﻌﺎﺭﺽﻣﻊ ﺧﻄﻂ ﻭﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ؟ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ‬

‫ﺃﻫﻢﻣﻦ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ…‪ .‬ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻏﻴﺾ ﻣﻦ ﻓﻴﺾ؟‬

‫ﺟﻴﻢ‪-‬ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮﻫﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺎﺕ‬

‫‪.1‬ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ‬

‫ﺃ‪.‬ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲء ﻳﻤﺜﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻣﻦ‬

‫ﻳﺸﻜﻞ"ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ" ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ؟ ﻛﻴﻒ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ‬

‫ﺗﻌﻴﻴﻦ؟‬

‫ﺏ‪.‬ﻫﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ )ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ(‬

‫ﺍﻟﺘﺤﻮﻝﺗﺒﻌﺎ ﻟﻨﻮﻉ )ﺃﺯﻣﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ( ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ؟‬

‫‪66‬‬

‫‪.2‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ -‬ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ؟ ﻫﻮ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ )ﺃﻥ‬

‫"ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ(؟‬

‫‪ N‬ﺯﻳﺎﺩﺓ ‪D.‬‬

‫‪.1‬ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻭﺍﺣﺪ‬

‫ﺃ‪.‬ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ )ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﻫﻴﺐ‬

‫ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ( ﻗﺒﻞ ‪ 11‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ ‪ 11‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﻮﺵ؟ ‪ -‬ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ‬

‫ﻣﻦﻗﻀﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺯﻣﺔ‪ .‬ﺃﻭ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ‪ ،‬ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‬

‫ﻗﺒﻞ‪ 11‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻭﺑﻌﺪﻩ؟ ﻛﻴﻒ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻯ )ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﺭ(؟ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ‬

‫ﺃﺻﻮﺍﺕﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ؟‬

‫‪.2‬ﻣﻘﺎﺭﻧﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﺒﺮ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬

‫ﺃ‪.‬ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﻮﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺿﺪ ﺧﻄﺔ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺃﻭ ﻻ ﻃﻔﻞ‬

‫ﺗﺮﻛﺖﻭﺭﺍء‬

‫‪.3‬ﻣﻘﺎﺭﻧﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺫﺍﺕ ﺻﻠﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ)ﺍﻧﻈﺮ ﻓﻴﺘﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺃﻋﻼﻩ(‪ .‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ؟ ﺗﻌﻠﻴﻢ‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔﻋﺒﺮ ﺇﺩﺍﺭﺗﻲ ﺑﻮﺵ ﻭﻛﻠﻴﻨﺘﻮﻥ )ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‬

‫ﺗﻨﻄﻮﻱﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺟﺎﺭﻳﺔ؟(‪ .‬ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺗﻴﻦ؟‬

‫ﺳﻴﺘﻢﺗﻘﺪﻳﻢ "ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ" ‪ -‬ﻻﺣﻆ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ‪ -‬ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ‪،‬‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺎﺕﻣﺒﺴﻄﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭ‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ‪.‬ﻻ ﻳﻘُﺼﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺫﺍﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻛﺈﺿﺎﻓﺎﺕ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺃﺩﺏﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ .‬ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻔﺼﻴﻼ ًﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻫﻲ‬
‫‪67‬‬

‫ﻣﻘﺎﺭﻧﺔﺑﻴﻦ ‪ Ike‬ﻭ ‪ LBJ‬ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ‪ Burke‬ﻭ ‪ Greenstein‬ﻓﻲ "‪How‬‬

‫ﺍﻟﺮﺅﺳﺎءﻳﺨﺘﺒﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ "‪ .‬ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ‪ ،‬ﺳﺄﺭﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬﻱ‬

‫ﺣﺎﻭﻝﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﻭﻟﺉﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ‬

‫ﺳﺆﺍﻝﺧﺎﺹ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺒﺤﺚ )"ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ"( ﻭﺃﻭﻟﺉﻚ ﺍﻟﻨﺸﻄﺎء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺫﻟﻚ‬

‫ﻳﺘﻢﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ "ﻋﻤﻮﻣﻴﻮﻥ ﻣﺘﻌﻠﻤﻮﻥ"‪ .‬ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﻌﺎﺻﺮ )“‪case‬‬

‫ﻳﺒﺪﻭﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ "ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ( ﺳﺘﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻕﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﻮﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﻦ ﻣﺜﻞ‬

‫ﻭﻭﻟﻔﻮﻳﺘﺰ ‪،‬ﺭﺍﻣﺴﻔﻴﻠﺪ )ﻫﻞ ﻫﻮ ﺣﻘﺎً ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ؟ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ‪ -‬ﺃﻡ ﻫﻮ ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﺨﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ‬

‫ﻳﺮﻓﺾﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ‪ -‬ﻭﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺷﺎﺉﻌﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﻬﻢ‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻬﻢ ‪ -‬ﻫﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻟﻬﺬﺍ؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮء‬

‫ﻳﻨُﻈﺮﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﻗﺔ ﻣﻌﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﺮﺃﻱ ‪،‬ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻤﺮء ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ‪ ،‬ﻭﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً‬

‫ﻣﺎﻫﻮ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﺾ‬

‫ﺩﻟﻴﻞﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻴﺪ ‪ -‬ﻟﻴﺲ ﻣﺜﺎﻻً ﻟﻠﺸﺮ ‪ ،‬ﻓﻘﻂ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺼﻮﻣﺔ( ‪ ،‬ﻭﺑﺮﻳﻤﺮ‬

‫ﺧﻼﻝﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ‬

‫ﻫﺆﻻءﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ‬

‫ﻭﺻﻔﻮﺍﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﺘﺨﺼﺼﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭ‬

‫ﺇﺷﻐﺎﻝ‪ ***.‬ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ‪ ،‬ﺃﻧﺎ ﺃﻧﺘﻘﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻠﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬

‫ﻣﻦﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻫﺬﻩ‪ .‬ﺳﺆﺍﻝ ﻟﻢ ﺃﺭﺗﺎﺡ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ‬

‫ﺗﺘﻀﻤﻦﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ‪ -‬ﻛﺎﻥ‬

‫ﻇﻞﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻌﺪﺓ "ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ" ﻷﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻣﻌﻬﻢ‬

‫ﺍﺭﺍﺉﻬﻢ؟ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﻜﻮﻙ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ؟ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺻﺔ‬

‫‪68‬‬

‫ﺑﻴﺎﻥﻧﻮﻉ ﻣﻦ "ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ؟" ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻨﺎ ﺟﺎﻧﻴﺲ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ‬

‫ﻣﻦ"ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ" ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺗﺠﻨﺐ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻣﺜﺎﻝ ﻓﻘﻂ‬

‫ﻣﻦﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻮﺿﻴﺤﻴﺔ‪*** .‬‬

‫ﻻﻳﻨُﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺄﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ "ﺣﺎﻟﺔ‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ‪ ".‬ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﺮﺍءﺍﺕ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ‬

‫ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎﻭﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻘﻂ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‬

‫ﻓﻲﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‪ ** .‬ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻣﻘﺪﻣﺔ **‬

‫ﻓﻲﻛﻴﻒ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎء ﺍﻟﻮﺍﻗﻊﻗﺎﺭﻥ ﺑﻴﺮﻙ ﻭﺟﺮﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪-‬‬

‫ﺟﻌﻞﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﺗﻲ ﺃﻳﺰﻧﻬﺎﻭﺭ ﻭﺟﻮﻧﺴﻮﻥ ﺧﻼﻝ‬

‫ﻧﺰﺍﻉﻓﻴﺘﻨﺎﻡ‪ .‬ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ‪ ،‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﺜﻞ ﻣﻠﻒ‬

‫ﻣﺨﺘﺒﺮ‪.‬ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ‬

‫ﻭﻣﺮﺍﺣﻞﺗﻮﺭﻁ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ‪ .‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻋﺒﺮ‬

‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭ‬

‫ﻟﺪﻳﻬﺎﺃﻭﻗﺎﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ "ﺃﺯﻣﺎﺕ" ﺗﻀﻊ "ﻣﻌﻴﺎﺭﺍً ﺫﻫﺒﻴﺎً" ﻟﻬﺎ‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺎﺕﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‪ .‬ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺉﻊ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬

‫ﻫﺬﻩﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻧﻴﻜﺴﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬

‫ﻧﻬﺎﻳﺔﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ‪ *** .‬ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻓﻚ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ؟ ***‬

‫ﺃﺣﺪﺃﻭﺟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺪﻫﺎ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻫﻮ ﻣﺪﻯ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ‬

‫ﺗﻮﺍﺯﻥﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻟﻠﺨﺒﺮﺍء ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ ﻣﻊ ﺃﻭﻟﺉﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ‬

‫ﺍﻟﺨﺒﺮﺓﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻌﻴﻦ‪ .‬ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ ﻟﻤﻦ‬

‫ﺃﺷﻴﺮﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻧﺸﻄﺎء ﺳﻴﺎﺳﻴﻮﻥ‪ .‬ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ‪ ،‬ﻫﺬﺍ‬
‫‪69‬‬

‫ﺧﺒﺮﺓﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﺒﺮ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ‬

‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ‪ ،‬ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺹ‬

‫ﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻼﺕﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺪﻣﻮﻥ ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﺗﺸﻜﻞ ﺃﻳﻀﺎً‬

‫ﻧﻮﻉﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ‪ .‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ ‪ /‬ﺍﻟﻨﺸﻄﺎء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺫﻟﻚ‬

‫ﺗﻤﺘﻠﻚﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﺄﻱ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬ﺇﺫﺍ‬

‫ﻛﺎﻧﻮﺍﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻣﺜﻠﻬﻢ‬

‫ﺗﺤﻮﻝﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ(‪ .‬ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬

‫ﻳﻤﻜﻦﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻧﺎﺷﻄﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭ‬

‫ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻲﺗﻘﻨﻲ‪ .‬ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﻦ ﺃ‬

‫ﻗﻀﻴﺔﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ )ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ(‪ .‬ﻣﻦ ﺍﺟﻞ‬

‫ﻓﻲﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺘﺨﺼﺺ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻛﻤﻤﺎﺭﺱ ﻋﻤﻠﻲ‬

‫ﺃﻭﻛﻤﺮﺍﻗﺐ ‪ /‬ﺑﺎﺣﺚ ﺫﻭ ﻣﻴﻮﻝ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ )ﺃﻭ ﻛﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬

‫ﻋﻠﻰﺣﺪ ﺳﻮﺍء(‪ .‬ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ‪ ،‬ﻻ ﺃﻗﺼﺪ ﺍﻹﻳﺤﺎء ﺑﺄﻥ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺨﺒﻴﺮ‬

‫ﺣﺼﺮﻱﺗﻤﺎﻣﺎً‪ .‬ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻮﻥ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‬

‫ﺣﻮﻝﻗﻀﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ‬

‫ﻣﺜﻴﺮﻟﻺﻋﺠﺎﺏ‪ .‬ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺳﺎﺫﺟﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً‪ .‬ﺃﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﺃﻗﻮﻝ‬

‫ﺃﻥﻓﺮﺩﺍً ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ )ﺧﺎﺻﺔ‬

‫ﺩﺍﺧﻞﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﺔ( ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍً‬

‫ﻓﻲﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ‪.‬‬

‫ﻓﻲﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺰﻧﻬﺎﻭﺭ ﻭﺟﻮﻧﺴﻮﻥ ‪ ،‬ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻮﺭﻙ ﻭﻏﺮﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ‬

‫ﺣﺎﻟﺔﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻳﺰﻧﻬﺎﻭﺭ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓﻣﻦ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺃﻭﻟﺉﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺧﺒﺮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ‬

‫‪70‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻛﺎﻓﺤﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺟﻮﻧﺴﻮﻥ‬

‫ﻟﺪﻣﺞﺫﻭﻱ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ .‬ﺭﻏﻢ‬

‫ﻏﺎﻟﺒﺎًﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺟﻮﻧﺴﻮﻥ ‪ B ،‬ﻭ ‪G‬‬

‫ﺗﻘﺪﻳﻢﻗﻀﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﻘﺎً‪ .‬ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ‬

‫ﻓﻲﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﺷﻤﻮﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﻄﺤﻲ ﻓﻘﻂ‪.‬‬

‫* * * ﺷﻲء ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺩﻭﺩ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻴﺒﺔ ‪ ،‬ﺳﻮﺍء ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻌﻴﻦ ﺃﻭ‬

‫ﺑﺸﻜﻞﻋﺎﻡ***‬

‫ﻓﻲﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ‪ ،‬ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻷﻭﺍﻧﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﻣﻔﺼﻞ ﻭﻣﻮﺛﻮﻕ ﻟﻪ‬

‫ﻋﻤﻠﻴﺔﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﻮﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻏﺰﻭ‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‪.‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺃﺛﻴﺮﺕ ﺃﺳﺉﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﻴﻦ‬

‫ﻓﻲﻣﺠﺎﻝ ﺍﻻﺻﻮﺍﺕ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ )ﺑﻮﻝ ﻭﻭﻟﻔﻮﻳﺘﺰ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ(‬

‫ﺩﻭﻥﻓﻬﻢ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ )ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺃﻛﺜﺮ‬

‫ﻋﻠﻰﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ( ﻭﺩﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﺎﻫﺰﻳﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ‬

‫ﺇﻋﻄﺎءﺩﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ؟ *** ﻓﺠﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺭﺍﻣﺴﻔﻴﻠﺪ‬

‫ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢﻭﺭﺍء ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻟﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ؟ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔﻟﺒﺮﻳﻤﺮ ‪ ،‬ﻭﻭﻟﻔﻮﻳﺘﺰ ‪ ،‬ﻭﺭﺍﻣﺴﻔﻴﻠﺪ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻟﻠﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺟﺎﻫﺰﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ‬

‫ﺗﻬﻤﻴﺶﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ )ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬

‫ﻭﺃﺟﺒﺮﻭﺍﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺛﺎﻧﻮﻱ ﻓﻲ (!‪ NYT‬ﺗﺤﻘﻖ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ‪Department— 3/13‬‬

‫ﻋﻤﻠﻴﺔﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ؟ *** ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺮﺉﻴﺴﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺟﺎﻧﻴﺲ ﻭ‬

‫ﺃﻋﻂﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ***‬

‫‪71‬‬

‫ﻣﺼﺪﺭﻗﻠﻖ ﻣﻬﻢ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬

‫ﻳﺘﻀﻤﻦﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﺣﺠﻢ ‪ .N‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻓﻴﺘﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ ‪N‬‬

‫ﺛﻢﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻛﻨﻮﻉ ﺛﺎﻥ ٍﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮء ‪ ،‬ﺳﻮﺍء ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺳﻤﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻲ )ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃ‬

‫ﺑﺤﺜﺎًﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً ﺃﻛﺜﺮ( ‪ ،‬ﻗﻢ ﺑﺘﻜﺒﻴﺮ ﻋﺪﺩ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻷﺳﻠﻮﺏﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ‬

‫ﺗﻄﻮﺭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ‪ .‬ﺣﺘﻰ‬

‫ﻓﻲﺣﺎﻟﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ )ﺣﺘﻰ ﻟﻮ‬

‫ﻭﺗﻴﺮﺓﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺛﻨﺎء ﺇﻧﺸﺎء ﻣﺎ‬

‫ﺳﺘﻌﺘﺒﺮ ‪،‬ﻧﺴﺒﻴﺎً ‪ ،‬ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ(‪ .‬ﻓﻲ ‪ ، B & G‬ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺎﻥ‬

‫ﻧﻈﺮﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ )ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ‬

‫ﺗﻜﻮﻳﻦﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻭﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ( ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ‬

‫ﺣﺎﺿﺮﺍﻓﻲ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺮﺉﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ‪B & G .‬‬

‫ﺗﻨﺎﻭﻝﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ "ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ" ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻮﻫﺮﻱ‬

‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻓﻴﺘﻨﺎﻡ ﺧﻼﻝ ﻋﻬﺪ ﺃﻳﺰﻧﻬﺎﻭﺭ ﻭﺟﻮﻧﺴﻮﻥ‬

‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ‪.‬ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﺤﺖ‬

‫ﻛﺎﻥﺃﻳﺰﻧﻬﺎﻭﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺗﺴﺎﻗﺎً ﻓﻲ ﺩﻣﺞ ﺁﺭﺍء ﻫﺆﻻء ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻮﻫﺮﻱ‬

‫ﻣﻊﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻓﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ‪.‬‬

‫ﻭﺑﻘﺪﺭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺍﺕ ‪-‬‬

‫ﺑﻮﺵﺍﻷﻭﻝ ﻭﻛﻠﻴﻨﺘﻮﻥ ﻭﺑﻮﺵ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ‬

‫ﻳﺆﺩﻱﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ‪ ،‬ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﺟﺰء ﻣﻦ‬

‫ﻣﻌﻘﻮﻟﺔﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﺍﻫﺎ ‪ .B & G‬ﻣﻊ ﺑﻮﺵ ﺍﻷﻭﻝ ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺮﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻭ‬

‫‪72‬‬

‫ﺩﻋﻢﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ‪ .‬ﻛﻠﻴﻨﺘﻮﻥ‬

‫ﻛﺎﻧﺖﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺪ ﺻﺎﻏﺖ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺘﻌﺎﻃﻔﺔ ﻣﻊ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬

‫ﻓﻲﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺣﺎﻓﻈﺖ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺿﺪﻫﺎ‬

‫ﻧﻈﺎﻡﺍﻟﺤﺴﻴﻦ‪ .‬ﻣﻊ ﺑﻮﺵ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء ﺃﻥ ﻳﻔﺤﺺ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺃ‬

‫ﺃﺟﺮﻳﺖﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺑﻴﺉﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ‬

‫ﻣﺘﻌﺎﻃﻔﻮﻥﻣﻊ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ )ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻟـ ﺃ‬

‫ﻋﻠﻰﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﺩﻭﺭﺃﻣﺮﻳﻜﻲ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻭﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ(‪.‬‬

‫ﻟﻢﺗﻮﺍﺟﻪ ﺇﺩﺍﺭﺗﺎ ﻛﻠﻴﻨﺘﻮﻥ ﻭﺑﻮﺵ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺿﻌﺎ ًﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ‬

‫ﺗﻌﺘﺒﺮﺃﺯﻣﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ )ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‬

‫ﺃﺯﻣﺔﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ( ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻭﺍﺟﻬﻮﺍ ﻭﺿﻌﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﻓﻴﻪ‬

‫ﻛﺎﻥﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﺩﻭﺭﺍً ﺭﺍﺉﺪﺍً ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒﻣﻠﺘﺰﻡ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎ ﺑﺎﺣﺘﻮﺍء ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ‪ .‬ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‬

‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ‪،‬ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻔﺤﺺ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻲﺃﺛﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ‬

‫ﺻﻨﻊﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻓﻲﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﻮﺵ ‪ 2‬ﻗﺒﻞ ‪ 11‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ ‪ 11‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ‬

‫ﻭﻗﺎﺭﻥﻛﻴﻒ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﺭﻙ ﻭﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ‬

‫ﻓﻴﻤﺎﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ )ﻣﻤﻨﻮﺣﺔ ‪ ،‬ﺳﺘﻜﻮﻥ ‪ N‬ﺃﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﺑﻌﺪ ‪ 11‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ(‪ .‬ﻣﻨﺤﺖ ﻫﺬﺍ‬

‫ﻳﺜﻴﺮﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ "ﺃﺯﻣﺔ"‪ .‬ﺍﻝ‬

‫ﻫﺠﻤﺎﺕﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ ،‬ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ‪ ،‬ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ‬

‫ﺃﺯﻣﺔﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ‪.‬‬

‫ﻟﻜﻦﻫﺬﺍ ﻳﺜﻴﺮ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻱ ﻧﻘﻄﺔ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ‬

‫ﻟﻤﻬﺎﺟﻤﺔﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺯﻣﺔ‪ *** .‬ﺍﻏﻔﺮ ﺍﻟﻬﺮﺍء ***‬

‫‪73‬‬

‫ﺷﻜﻞﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ‪ N‬ﻭﺇﻟﻘﺎء ﺍﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ‬

‫ﺇﺩﺍﺭﺓﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺇﺟﺮﺍءﻳﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﺃﻭ‬

‫ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ‪.‬ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﺃﺷﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭ‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻕﻭﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻋﺴﻜﺮﻱ‪ .‬ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﺨﺎﺹ‬

‫ﺣﺴﻦﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺿﻤﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺃﻭﺳﻊ‬

‫ﺍﻟﻬﺪﻑﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻُﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺣﺮﺏ ﺿﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ‬

‫ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ‪.‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻷﻏﺮﺍﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ‪ ،‬ﺳﻮﻑ ﺃﻋﺎﻟﺞ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ‬

‫ﺍﻟﺤﻤﻼﺕﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﻷﻏﺮﺍﺽ ﻋﻤﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ‬

‫ﺑﻨﺎءﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﻣﻊ ﺃﻭ ﺿﺪ ﺃﻱ ﺣﻤﻠﺔ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ‬

‫ﻃﺒﻴﻌﺔﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻤﻠﺔ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻷﻭﻟﻲ‬

‫ﻛﺎﻥﺍﻟﻐﺰﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﻀﻢ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ‬

‫ﻭﺟﺤﻴﻢﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ‪ .‬ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ‪ ،‬ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍً‬

‫ﺑﺸﻜﻞﺃﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻓﻲﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪ ،‬ﺗﻢ ﺇﻋﻄﺎء "ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء" ﺩﻭﺭ ﺃﻛﺒﺮ ﻓﻲ‬

‫ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ؟ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ‪ ،‬ﻻﺣﻆ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ‬

‫ﻳﻨﻌﻜﺲﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ )ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍء ﻭﺍﻟﻀﺮﺍء( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻫﻢﺃﻭﻟﺉﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺬﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﺤﺮﺏ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‬

‫ﻣﻦﺇﺯﺍﺣﺔ ﻃﺎﻟﺒﺎﻥ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺃﻛﺒﺮ؟ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ‬

‫ﺩﺍﺉﺮﺓﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﻘﺪﻱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺿﺪ‬

‫ﻧﻈﺎﻡﺍﻟﺤﺴﻴﻦ؟ ﻫﻞ ﺃﺩﻯ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ‬

‫ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎًﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻘﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎً "ﻗﻮﻳﺎً" ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻼﻧﺘﻈﺎﻡ‬

‫ﺗﻢﺃﺧﺬ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ "ﺩﻗﺔ ﺃﻛﺒﺮ"‬

‫‪74‬‬

‫ﺧﻄﺔﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ؟‬

‫ﺍﻷﺯﻣﺎﺕﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ‪-‬‬

‫ﻭﻟﻜﻦﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺠﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ‪ ...‬ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺇﻟﻰﺣﺪ ﻣﺎ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ‪ -‬ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ ﻭ‬

‫ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﺄﺧﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ‬

‫ﺃﺯﻣﺔ ‪...‬ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞ ‪ ...‬ﻭﺟﺎﻧﺐ ﻣﺠﺰﺃ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ‪ .‬ﺍﻟﺪﺍﺉﻤﺔ‬

‫ﻣﺮﺿﻲ؟ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ‪ 11‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ؟ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ؟‬

‫ﻣﻘﺎﺭﻧﺎﺕﺩﺍﺧﻞ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﻮﺵ ‪ -‬ﺍﻧﻈﺮ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ‬

‫)ﺟﺎﺭﻳﺔ( ﺿﺪ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‪ .‬ﺃﺯﻣﺔ ﺿﺪ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ‪ .‬ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ‪.‬‬

‫—‪ Bush‬ﻭﻓﻮﺍﺉﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺮﻑ ﺑﻮﺻﻔﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﻣﻦ (* ‪ Medicaid )* check‬ﻭ ‪ Medicare‬ﻭ ‪1. LBJ‬‬

‫ﻫﻞﻳﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻋﺼﻮﺭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ؟ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ‬

‫ﺫﻭﺻﻠﺔ؟ ﻛﺬﻟﻚ ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻨﺪﻭﻥ ﺟﻮﻧﺴﻮﻥ ﻳﻮﺻﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺟﺬﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺑﻮﺵ‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔﺃﻛﺜﺮ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً‪ .‬ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻫﻲ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ‪.‬‬

‫ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕﺑﻴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ‪ -‬ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍً ﻭﺃﻛﺜﺮ‬

‫ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ‪،‬ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺠﻲ؟‬

‫‪.2‬ﺑﻮﺵ ﺿﺪ ﻛﻠﻴﻨﺘﻮﻥ )ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺸﺎﺑﻬﺎً( ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ )ﺍﻟﺼﺤﺔ‬

‫ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ( ‪ -‬ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺇﻋﻄﺎﺉﻨﺎ ﻗﻴﻤﺔ‬

‫ﻟﻤﺤﺔﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ‪ .‬ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻛﻠﻴﻨﺘﻮﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ‬

‫‪75‬‬

‫ﺳﻤﻌﺔﻛﻮﻧﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ "ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ" ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﻮﺵ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺫﻟﻚ‬

‫ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ‪ .‬ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﻮﺵ ﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎء ﺳﺎﺑﻘﻴﻦ‬

‫ﻣﺜﻞﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺟﻮﻫﺮﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ )** ﺃﺳﺘﺎﺫ ‪ UPEN‬ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺭﻳﺘﺸﺎﺭﺩ‬

‫ﻛﻼﺭﻙ؟**( ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮء ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺭﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺗﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺩﺭﺟﺔ‬

‫ﻫﻞﺗﺄﻛﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺭﺍء ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؟ ﻫﻞ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻛﺒﻴﺮ؟‬

‫ﺑﺴﺒﺐﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ‪ ،‬ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻮﺛﻮﻗﻴﺔ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼً‬

‫ﺗﻤﺖﺑﺸﺄﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻛﻠﻴﻨﺘﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ‪.‬‬

‫‪.3‬ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻮﺵ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‬

‫ﻳﻤﻜﻦﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬

‫ﺑﻴﻦﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺎﺣﺔ‬

‫ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕﺟﺮﻳﺉﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺉﻴﺲ ‪ ،‬ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﺭ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﻭ‬

‫ﻣﺠﺎﻝﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ؟ ﻣﺜﻞ ‪ N‬ﻣﻦ‬

‫ﻣﺜﻞﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺎﺕ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻮ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ‬

‫ﻣﻦﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ؟ ﻫﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‬

‫ﺳﺎﺣﺔ"ﺍﻹﺭﺿﺎء ﺍﻟﺪﺍﺉﻢ؟" ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ‬

‫ﺍﻟﻨﺸﻄﺎءﻳﻤﻨﺤﻮﻥ ﻋﻬﺪﺍً ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﻧﺴﺒﻴﺎً؟‬

‫‪.4‬ﺑﻮﺵ ﻭﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ )ﻛﺎﺗﺮﻳﻨﺎ( ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ )ﻻ ﻃﻔﻞ ﺗﺮﻙ ﻭﺭﺍءﻫﻢ‬

‫ﺃﻭﻓﻮﺍﺉﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ(‬

‫‪76‬‬

‫ﺃﻧﺎﻣﻔﺘﻮﻥ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺫﻟﻚ‬

‫ﻳﻘﻮﻡﺑﺈﺟﺮﺍء ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺳﻴﺎﺳﺔﻣﺤﻠﻴﺔ‪ .‬ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻓﺮﻳﻖ‬

‫ﻣﻦﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ‪،‬‬

‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻧﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺫﺍ‬

‫ﺩﺭﺟﺔﻫﻞ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﺘﺤﻮﻝ؟ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻨﺸﻄﺎء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ‬

‫ﻣﺮﻛﺰﺍﻟﺼﺪﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺉﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ‪ ،‬ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻱ‬

‫ﻋﻠﻰﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻭﺭﺍء ﺍﻟﻜﻮﺍﻟﻴﺲ؟ ﺃﻭ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻨﺸﻄﺎءﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﺮﺉﻴﺲ ﻭﻫﻢ ﻳﺠﺒﺮﻭﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﻭ‬

‫ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﻴﻦﻟﻠﻌﻤﻞ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻟﻬﻢ؟ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ‪ ،‬ﻣﻦ‬

‫ﻓﻲﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﺮﺉﻴﺲ ﻭﻳﻤﺎﺭﺱ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻴﻪ‬

‫ﻋﻤﻠﻴﺔﺇﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ؟ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺪﻯ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺑﻴﻦ‬

‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﻥ ﺍﻟﻤﺮء ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ؟ ﺍﻝ‬

‫ﺗﺜﻴﺮﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻨﺸﻄﺎء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ‬

‫ﻳﺘﺄﺛﺮﺑﺸﻜﻞ ﺃﻭ ﺑﺂﺧﺮ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑـ‬

‫ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﻻﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‪ .‬ﺩﺍﺧﻞ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪،‬‬

‫ﻣﺎﻣﺪﻯ ﺍﺗﺴﺎﻕ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻨﺸﻄﺎء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﺇﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ‬

‫ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻬﻤﻴﺸﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ؟‬

‫ﺃﻡﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎً ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻋﺒﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭ‬

‫ﺍﻟﻨﺸﻄﺎءﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﻨﻮﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬

‫ﺃﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ )ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ‪ ،‬ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ(‪ .‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻨﺸﻄﺎءﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﺳﻮﻑ ﻳﺴﻠﻄﻮﻥ ﺍﻟﻀﻮء ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻬﻢ ﻟﻔﻬﻢ ﻧﻮﻉ ﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ‬