You are on page 1of 47

‫جامعــة قاصــدي مربــاح ورقلــة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬


‫قسم العلوم اإلنسانية‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة ماسترأكاديمـ ــي‬
‫ميدان‪ :‬علوم االجتماعية‬
‫فرع‪ :‬فلسفة‬
‫تخصص‪ :‬تاريخ الفلسفة‬
‫إعداد الطالبة‪ :‬محدادي راضية‬
‫الموضوع‪:‬‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‪ :‬بن قويدر عاشور‬

‫مشرفا ومقر ار‬ ‫أستاذ محاضر "أ" بجامعة قاصدي مرباح ورقلة‬ ‫الدكتور بن قويدر عاشور‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر "أ"بجامعة قاصدي مرباح ورقلة‬ ‫الدكتور إبراهيم كراش‬
‫مناقشا‬ ‫أستاذ محاضر "ب" بجامعة قاصدي مرباح ورقلة‬ ‫الدكتور بن غزالة محمد الصديق‬

‫الموسم الجامعي‪0200/0202 :‬‬


‫إهــــــــــــــداء‬
‫فخر وشرف أن أعتز بهما فوق الواجب‪ ،‬أن أهدي ثمرة هذا الجهد‬
‫المتواضع إلى التي حملتني و وضعتني وهنا ‪ ،‬إلى ''أمي'' التي سهرت الليالي‬
‫ألنام في أمان ‪ ،‬إلى ''أمي'' التي أعطيتها كل ما في الدنيا ما وفيت أجرها ‪ ،‬إليك‬
‫يا ''أمي'' يا أعز ما أملك‬
‫إلى الذي لم يبخل علي بشيء احتجته إلى من سهر و تعب من أجل راحتي إليك‬
‫يا نبع العطاء و رمز العمل و الصرامة إليك يا أعز مخلوق في الدنيا ''أبي'' و‬
‫مهما قلت لن أوفيكما حقكما مقابل الجهد الذي قدمتموه في رعايتي و تربيتي‬
‫''أمي'' و ''أبي'' أنتما المصباح الذي ينير طريقي بدعوتكما إلى المغفورة لها و‬
‫أسكنها هللا فسيح جناته أختي الغالية ''حليمة السعدية ''‬
‫كما أهدي هذا العمل إلي من كانوا والزالوا سندي في الحياة إخوتي"‬
‫محدادي سمير" و " محمد ياسين " وإلى زهراتي "نوية" وأوالدها )جهينة‬
‫وردينة وعبد هللا وقمر( وإلى"آمنة"‬
‫وإبنتها "سدن" وإلى توأمي نور الهدى الى زهرات البيت "أم حبيبة"‬
‫و"إسراء" والى الكتوكات "شيماء" ""حليمة السعدية" كما اال أنسى ثمرت‬
‫نجاحي هذا إلى تالميذي األعزاء الذي أسال هللا أن يوفقهم في إجتياز إمتحان‬
‫شهادة البكالوريا‬
‫شكر وعرفان‬

‫الحمد هللا وكفى والصالة والسالم على النبي المصطفى سيدنا محمد وعلى أله‬
‫وصحابه ‪ ،‬أما بعد فيسرني أن‬

‫أتقدم بجزيل الشكر الى أستاذي ومن كان مشرفا لي على هذا البحث وتحمل‬
‫أعبائي أخطائي "عاشور بن قويدر "كما أتقدم بالشكر الى األستاذ "إبراهيم‬
‫كراش" واألستاذ "بن غزالة محمد الصديق " أستاذ "عمر برابح " واألستاذ‬
‫"رياض طاهير "الى زميلة "محدادي أمنة " واألستاذة "رحيم سمية"‬
‫واألستاذ "الفاضل بوقطيط األزهر " وكل من كان له األثر ولو بكلم في إنجاح‬
‫هذا العمل من قريب أو من بعيد‬
‫كما أسال هللا التوفيق والنجاح للجميع‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫‪ .1‬يقول فرويد )‪ (freud‬في كتابه مقدمة في التحليل النفسي ي ي ي ي ي ييي أن‪" :‬العلم اسي ي ي ي ي ي ييت ا عبر‬
‫القرون أن يفند عدة مرات مزاعم البشير السياة"ة"و وحسيا رامد مدرسة التحليل النفسي‬
‫فييان تلييا مزاعم ح ماييا يياليلي حينمييا ضييال أن ازرا ليسي ي ي ي ي ي ييت مركز الكونو وتعم‬
‫أن اإلنس ي ي ي ي ي ي ييان ينحييدر من س ي ي ي ي ي ي ي ليية‬ ‫ال"رح أكثر حينمييا أكييدت أبحييار داروين و ون‬
‫حيوانيةو ير أنه حصي ي ييل تعمي لسلم وكسي ي يير للكبريان البش ي ي يرية حينما أكدت ازبحار‬
‫السي يييد في بيتهو بل و م"بر‬ ‫السي يييكولو"ية في مدرسي يية التحليل النفسي ييي أن ازنا لي‬
‫البشرية‪.‬‬ ‫على انكتفان بمعلومات نادرة حول ما يحصل داخل النف‬
‫اثنان ضرانته له‬ ‫ازمر عند ةا الحد؟و إن المتتبع لتاريخ الفكر الغربي يكتشي ي ي‬ ‫فال س ي يييتوض‬
‫الرس ييمي باس ييم‬ ‫عند ةاو فل الما اعتبرت الحداثة والتنوير نفس يياما النا‬ ‫أن ازمر ن يتوض‬
‫اننس ييان الغربيو بعد أن حر ار من القيد الكنس ييي و الس ييكونميةو لكن ةا انمر لم يدم وي‬
‫ةلا نن اإلنس ييان الغربي يس ييتدعي تاريخه في كل مرة وينقد و و ةا تماما ما حص ييل مع النقد‬
‫اليلي وداروين و‬ ‫الدريدي لميتافيزيقا الحضور والترار الغربيو حير يبدوا أنه واصل ما بدأ‬
‫فرويد ليح م رور العقل البشري الةي اعتقد نفسه سيدا ووصيا على الو"ود والمعرفة‪.‬‬
‫الفرنسييي رامد فلسييفة التفكياو من بين أ م ف سييفة ما‬ ‫"اا دريد )‪ (jacaues derrida‬الفيلسييو‬
‫بعد البنيوية وما بعد الحداثةو والةي دعى إلى اس ي ي ي ي ي ييتدعان ميتافيزيقا الحض ي ي ي ي ي ييور وتقويض ي ي ي ي ي يياا‬
‫"دير‬ ‫وتفكيكاا ونقد او واعادة ضرانة مغايرة للنصييوا التيسيييسييية الغربيةو ولاةا فاو فيلسييو‬
‫بالدراسة والبحر ولما ن أن نق أر ضرانة نقدية‪.‬‬
‫ويحاول ةا العمل أن ي"يا على م"موعة من ازسملة والتي من وأ ماا‪:‬‬
‫التاريخية والفكرية التي سبقت ظاورالفلسفة التفكيكية؟ وما ي أبرز اننتقادات‬ ‫ما ي الظرو‬
‫المو"اة للحداثة؟‬
‫ثم ما والمقصي ي ي ي ي ي ييود بالتفكيا؟و ل يمكن اعتبا ار لتفكيا منا"ا؟ ما ي أبرز المنا ج التي‬
‫التفكيا مناا؟و وما أبرز اننتعقادات المو"اة للتفكيا؟‬ ‫تزامنت مع التفكيا؟ وما و موض‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫أس ي ي ي ي ي ييباا الد ارس ي ي ي ي ي يية‪ :‬تتفر دوافع د ارس ي ي ي ي ي يية التفكيا عند "اد دريدا إلى أس ي ي ي ي ي ييباا ةاتية وأخر‬
‫موضوعية‪.‬‬
‫األسباب الذاتية‬
‫ان تمام الشخصي بالفلسفة المعاصرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و و الةي دفعني لدراسته‪.‬‬ ‫مص لح التفكيا بد لي ريا و ير ميلو‬ ‫‪‬‬
‫األسباب موضوعية‬
‫أ مية الموضييو في الفكر الغربي المعاص يير خصييوصييا انه يعد من الفلسييفات مابعد‬ ‫‪‬‬
‫الحداثية‬
‫اعتمييد ييةا البحيير على م"موعيية من المنييا ج أ ماييا المناج التيياريخي حييير اسي ي ي ي ي ي ييتخييدم ييةا‬
‫المناج للبحير في تياريخ بعا المص ي ي ي ي ي ي ي لحيات وظاور ياو باإلضي ي ي ي ي ي ييافة إلى المناج التحليلي‬
‫ووالمناج ال ا ي على البحر خصيوصاأن ةاالعمل يحتاج الى البحر في معنى التفكيا‬
‫وآلياته و ةا يت لا المناج التحليلي والمناج النقدي يحض يير ةاالمناج في مرحلةالنقد المو"اة‬
‫للفلسفةا لحداثة و التفكيكية‪.‬‬
‫ويحتوي ةا العمل على ث ثة فصول و ي كاآلتي‪:‬‬
‫الفصييل ازول المعنون بي ي ي ي ي ي ي ي ي ‪ :‬من الحداثة الى الفكر مابعد الحداثي في الغرا والةي تضييمن‬
‫ث ر مباحر كان أولاا‪:‬مفاوم الحداثة وأسيسيااو والةي تقصييت فيه مفاوم وتاريخ المص لحو‬
‫ثم المبحير الثياني‪:‬نقدالحداثة في الغراو حير تم الت ر زبرز اننتقادات المو"اة للحداثة‬
‫وتم التركيز على نقييد الحييداثيية عنييد مييدرس ي ي ي ي ي ي يية فرانكفورتو امييا المبحيير الثيياليير فكييان بعنوان‪:‬‬
‫مابعدالحداثةو التي تعد منعر"ا للحداثة‪.‬‬
‫الفصييل الثاني‪ :‬الفصييل الثاني‪ :‬في أصييول آلية التفكيا وأس يسييه وتضييمن ث ثة مباحر أيضيياو‬
‫المبحر ازول‪ :‬المر"عية الفلسيفية للتفكياو والةي ت رضت فيه ن م فيلسوفين عاد الياما دريدا‬
‫التفكيا‬ ‫في مشيروعه التفكيكي ةاو ثم المبحر الثاني‪ :‬مفاوم التفكيا والمبحر الثالر‪ :‬أسي‬
‫والياتهو الةي ت رضت فيه الى أبرز وأ م مقونت التفكيا‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫الفص ييل الثالر وازخير‪ :‬التفكيكا آلية للنقد وع ضته بالفلس ييفات المعاصي يرة فيه ث ر مباحرو‬
‫المبحير ازول‪ :‬نقيد التفكييا للميتيافيزيقيا الغربييةو والمبحير الثياني‪ :‬التفكييا والبنيوية الةي‬
‫حياوليت فييه البحر عن الع ضة التي ت"مع بين كل من التفكيا والبنيويةوالمبحر الثالر‪ :‬نقد‬
‫التفكيكيييةو و نييا ت رضييت للنقييد المو"ييه ل"يياا دريييدا ومنا"ييهو وأخي ار انتاى البحيير بخياتميية فياييا‬
‫ا م النقا التي ت ر لاا ةا البحر‪.‬‬
‫ومن بين أ م المصادر التي تمت انستعانة باا في ةا العمل‪:‬‬
‫الكاتا‪.‬‬ ‫ل"اا دريدا وكتاا أحادية اآلخر اللغوية لنف‬ ‫كتاا الكتابة وانخت‬
‫أما المرا"ع‪ :‬نقد الحداثة ل ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي آنن تورينو عبدالو اا مس ي ي ي يييري وفتحي تريكيوالحداثة وما‬
‫بعدالحداثةوبيتربروكروالحداثة ومابعد ا‪.‬‬
‫وكةلا تم انسي ي ي ي ييتعانة بم"موعة من الد ارسي ي ي ي ييات ازكاديميةو وا ماا مديحة دبابيوالتفكيا في‬
‫الخ اا النقدي العربي المعاص ي ي ي يير علي حرا نموة"ا و ي رس ي ي ي ييالة لنيل ش ي ي ي يياادة الدكتو ار‬
‫باإلضي ي ييافة إلى مقانت منشي ي ييورة في م" ت علمية مثل منى البشي ي ييير "راحو تحليل الخ اا‬
‫وت"اوز البنيوية (فوكوو و"اا دريدا نموة"ا)ودراسات العلوم اإلنسانية وان"تماعية‪.‬‬
‫وأخي ار يمكن أن ات ر ن م الصي ي ي ي ي ي ييعوبييات التي وا"اتني في ييةا العمييل لغيية "يياا دريييدا‬
‫‪..‬الخ‬ ‫والمص ي ي ي ي ي ي لحات التي ميزته‪ :‬الحضي ي ي ي ي ييور‪/‬الغياا‪/‬الاامش‪/‬المتن‪/‬الك م‪/‬الكتابة‪/‬انخت‬
‫والتي شكلت لي في البداية عامقا كبي ار نخت فاا عن ما و سامد وميلو ‪.‬‬

‫د‬
‫الفصل األول‬
‫من الحداثة إلى الفكر ما بعد الحداثة في الغرب‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬من الحداثة إلى الفكر ما بعد الحداثي في الغرب‬


‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الحداثة وأسسها‬
‫امام عدد‬ ‫‪-1‬الحدداثدة ‪ :‬إن محياولة تقصي ي ي ي ي ي ييي والبحر عن مفاوم الحداثة ي"عل الباحر يق‬
‫الف سيفة وات"ا اتام وحير يشييير مفاوم الحداثة الى "‬ ‫كبير من التعريفات المختلفةو باخت‬
‫التفلت وت"اوز الزمن فنادت بالق يعة المسي ييتمرة مع الماض ي ييي والتقدم والعص ي يرنة المس ي ييتمرة"‪1‬و‬
‫كما أن ناا من يض ي ي ييي من مفاوم الحداثة عندما رب ه بعص ي ي يير الناض ي ي يية و و ةا ما ت كد‬
‫رشي ي ي ي ي يييدة التريكي في كتاا "فلسي ي ي ي ي ييفة الحداثة" ((اة تعتبر أن المعاني التي يزخر باا تصي ي ي ي ي ييور‬
‫الحداثة تص ي ييا كلاا داخل حقل فلس ي ييفة التاريخ ))‪ 2‬وفي حين يعتقد البعا أن مفاوم الحداثة‬
‫ير مكتمل"و حير‬ ‫مث يعرفاا بيناا (( "الحداثة مشرو‬ ‫أص صعا التحديدو ف ي ي ي ي ي ي ي برما‬
‫القيت أول مرة في سبتمبر ‪1891‬م))‪. 3‬‬ ‫ظارت ة العبارة في مقالة لابرما‬
‫وضد تم وسم الحداثة بعدة توصيفات لعل من أ ماا‪:‬‬
‫ي التغيير من أ"ل التغييرو و ي تغيير ن يتوض "‪· .‬‬ ‫‪‬‬
‫"الحداثة ثورة مسي ييتمرةو وت"اوز مسي ييتمرو وحركة أشي ييكال ن تنتاي واعتدامية إي"ابية ن‬ ‫‪‬‬
‫ضرار لاا"‬
‫"الحداثة "و ر ا نفي مستمرو وت"ديد من أ"ل الت"ديد"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫" ي عبارة عن ال"ديد من أ"ل ال"ديد"‪· .‬‬ ‫‪‬‬
‫ي "الدفا عن الةات بمقدار ما ي عقلنة‪.4‬‬ ‫‪‬‬
‫‪-2‬مقوالت الحداثة‪:‬‬

‫و ال"زامر و ‪1‬‬ ‫) علي عبود الحم ييداوي وآخرونو خ يياب ييات الم ييا بع ييدو م ييديح يية دب ييابيو م ييابع ييد الح ييداث ييةو منش ي ي ي ي ي ييورات انخت‬ ‫‪1‬‬

‫و‪3112‬وا‪.121‬‬
‫)عبد الو اا مسيري وفتحي تريكيو الحداثة وما بعد الحداثةو دار الفكرو سورياو ‪2‬و ‪ 3111‬ا‪.318‬‬ ‫‪2‬‬

‫)بيتر بروكرو الحييداثيية ومييابعييد يياوتر‪ :‬عبييد الو يياا علواو منش ي ي ي ي ي ييورات الم"مع الثقييافيو انمييارات العربييية المتحييدةو ‪1‬و ‪1881‬و‬ ‫‪3‬‬

‫ا‪.181‬‬
‫و‪3111‬و ‪.11‬‬ ‫الفلسفية للحداثةو دون دار نشرو د‬ ‫) السيد صدر الدين القبان"يو ازس‬ ‫‪4‬‬

‫‪2‬‬
‫من الحداثة إلى الفكر ما بعد الحداثة في الغرب‬ ‫الفصل األول‬

‫العالم و ي الحامل الميتافيزيقي للحداثةو وكل ضول فلسفي‬ ‫الذاتية‪ :‬تعتبر الةاتية أسا‬ ‫‪‬‬
‫أن يعر نفسه‬ ‫اته الةاتية‪5‬و فبدنا من ديكارت صار بإمكان الفيلسو‬ ‫بعد ديكارت سييكر‬
‫بواس ي ة فلسييفته الخاص يية فقد (( أولت الحداثة العناية لمبدأ ازنا مقابل مبدأ النحن (‪ )..‬ومبدأ‬
‫الةات ضد مبدأ الموضو ))‪.6‬‬
‫العقالنية ‪ :‬يقترن مصي ي لح الحداثة بالعقلو على اعتبار أن اإلنس ييان و الكان الوحيد‬ ‫‪‬‬
‫الةي يتميز باة الملكة والخاصية و كما أنه أداة لبلوغ الحقيقة خصوصا بعد أن دح ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا‬
‫الفي ي ييكر الكني ي ييسي الي ي ييةي يدعي امت ي ي ي ا الحق ي ي ي يييقة وانمساا باا لعدة ضرونو وير نيتشي ي ييه أن((‬
‫مي د العق نية ن يرتب بيبي الفلسي ي ي ييفة الحديثة ديكارتو بل يعود باا الى أضدم منه سي ي ي ييق ار ))‬
‫فيالحيداثية ي فعيل تعقيييل و البعييد كيل البعيد عن ال"سي ي ي ي ي ي ييد والميادة والغريزة واليدن و(حسي ي ي ي ي ي ييا‬
‫الفلسفات العقلية) التي تسعى الى المعرفة الم لقة والم"ردة‪.‬‬
‫ت ور حضي ي ي ي ي ييارة ما بت ور وحضي ي ي ي ي ييور العلوم فياا‪ ،7‬ففي المرحلة التي‬ ‫العلمية‪ :‬يقا‬ ‫‪‬‬
‫تحرر فياا العلم من الفلس ييفة والكنيس يية والدينو بز ت التقنية والتي س ييرعت من ظاور مقونت‬
‫أخر ارتب اس ي ييماا بالحداثة كالعلمانية واإلنس ي ييانيةو وعليه يمكن اعتبار أن العلم و النموةج‬
‫المكتمل للحداثة‪.‬‬

‫) علي عبود الحمداوي وآخرونو خ ابات الما بعدو مديحة دبابيو مابعد الحداثةو ا‪.‬ا‪141. 128‬‬ ‫‪5‬‬

‫)محمد الشيخو نقد الحداثة في فكر نيتشهو الشبكة العربية لسبحار و بيروت لبنان و ‪1‬و ‪3119‬و ا ‪.191‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ )7‬علي عبود الحمداوي وآخرون‪ ،‬خطابات الما بعد‪ ،‬مديحة دبابي‪ ،‬مابعد الحداثة‪ ،‬ص‪.‬ص‪941. 931‬‬

‫‪3‬‬
‫من الحداثة إلى الفكر ما بعد الحداثة في الغرب‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نقد الحداثة في الغرب‬


‫ل يالميا تم اعتبيار مقونت الحيداثية كمثيال ونموةج لتحضي ي ي ي ي ي يير والتقدم ولعل أبرز ة المقونت‬
‫ن"ييد العقييل والعق نييية التي اكتمييل نموة"اييا في عصي ي ي ي ي ي يير التنويرو لكن ييةا ن يعني أن العقييل‬
‫بمني عن النقد والتمحياو إة أبان و اآلخر عن عيوبه ال"مة خص ي ي ي ي ي ييوص ي ي ي ي ي ييا بعد الحربين‬
‫ازولى والثانية و ةا ما ت رضت اليه مدرسة فرانكفورت‪.‬‬
‫نقدد مددرسدددددددددة فرنكفورت للعقدل‪ :‬تعتبر ميدرسي ي ي ي ي ي يية فرانكفورت عبارة على مرا"عة ور ية نقدية‬
‫للحداثة الغربية والعقل والتنوير ازوروبيو خص ي ي ي ييوص ي ي ي ييا أن العقل الغربي ضدم نفس ي ي ي ييه على أنه‬
‫للفكر اليدو مامي ومحرر العقل الغربي من‬ ‫النموةج انكميل للتحضي ي ي ي ي ي يير والحيداثية والنياس ي ي ي ي ي ي ي‬
‫وت والسكونمية‪.‬‬ ‫السل ة الكنسية وال‬
‫"ش ي ي ييكلت مدرس ي ي يية فرانكفورت نظرية نقدية فلس ي ي ييفية وا"تماعية (‪ )..‬مار رواد ا النقد ال"ةري‬
‫إلرر التنوير وتيثير على واضع الم"تمع ازوروبي"‪ 8‬من أبرز ممثلي مدرس ي ي ي ي ي يية فرانكفورت ن"د‬
‫كل من وركايمر و أدورنو الةين ت رضا لعملية نقد ة في كتاباما ""دل التنوير"‪.‬‬
‫نحظ كيل مناميا أن مشي ي ي ي ي ي ييرو التنوير يخفي في يياتيه الكثير من ال"يانيا المظلم والخفي‬
‫فالعقل ازوروبي التنويري ص ي ي ي ي ي يينع أص ي ي ي ي ي ييناما "ديدة كالتقدم التقني والس ي ي ي ي ي ييي رة على ال بيعةو‬
‫باإلض ييافة إلى كونه ((يخفي أ دافا س ييياس ييية واضتص ييادية ير معلنةو لكناا كانت تختفي تحت‬
‫شييعارات كالعلم والمسيياواة والحرية‪..‬الخ))‪9‬و ويعني ةا أن التنوير كمشييرو اسييتنفة ص ي حيته‬
‫وانحر عن مسييار و ريقه وحقيقته ولم يعد م"ديا بل أن عمله صييار مضييادا خصييوصييا أنه‬
‫أع ى القيمة للتقنية مما أد إلى تشين اننسان و ربته‪.‬‬
‫ييةا ازخير أن الحييداثيية فقييدت ضييدرتاييا في حييل المشي ي ي ي ي ي ييك ت وتحرير‬ ‫نقددد نالن تورين‪ :‬ير‬
‫البشي ي ي يرية لاةا ن"د ي رح سي ي ي ي ان في اية العم (( إن دعوة التنوير م ثرة عندما يكون العالم‬
‫ييارضييا في الظ م وال"اييلو وفي العزليية والعبوديييةو ييل مييازال التنوير عييام على التحرر في‬

‫) كمال الحاج عليو النقد بين المفاوم والماام ‪ :‬مدرسة فرانكفورت أنموة"او المدونة و الم"لد ‪9‬و ‪1‬مار ‪ /3131‬ا‪.411‬‬ ‫‪8‬‬

‫) كمال الحاج عليو النقد بين المفاوم والماام‪ :‬مدرسة فرانكفورت أنموة"او ا‪.411‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪4‬‬
‫من الحداثة إلى الفكر ما بعد الحداثة في الغرب‬ ‫الفصل األول‬

‫الميدن الكبر لييل نايار ؟))‪ .10‬ويبدوا نا أنه يريد أن يشي ي ي ي ي ي ييير إلى نااية الدور الحقيقي الةي‬
‫أكثر أمام ةا التقدم التقني الاامل؟و وازر"ح أناا‬ ‫يمكن لاا أن تضي ي ييي‬ ‫تلعبه الحداثةو فكي‬
‫أوضعت اننسييان المعاصيير في ميز وأزمة و"ودية ونفسييية وا"تماعية واضتصيياديةو بل اعتبر ا‬
‫تورين أداة في يد ال أرسي ي ييماليةو اة يقول في ةا المقام‪ (( :‬ن مفر من ةا النفاة لفكرة الحداثة‪.‬‬
‫شومبيتر الرأسماليةو كحركة تدمير‬ ‫زناا ن تتحد كنظام ولكن يمكن تعريفاا بانسيتعارة تعري‬
‫آنن تورين انتاج واسي ييتا ا ضي ييخم كما أن العقل‬ ‫خ ضة))‪11‬و لقد أصي ييبحت الحداثة بوص ي ي‬
‫الحدير أصبح برأيه تابعا أكثر لسياسات التحدير والدكتاتوريات‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن مش ييرو الحداثة أض ييحى موض ييو على اولة النقد بعد أن كان مكس ييبا‬
‫الحداثة لم يعد‬ ‫يتغنى به الف سي ي ييفةو إة ير فرانسي ي ييو ليوتار أن (( الحداثة انتات فبعد ارتكا‬
‫العالم ي من بالتقدم ون بالعلم ون بالعقلو بل ي م"رد سييرديات يتعين التشييكيا فيااو فتااوت‬
‫‪12‬‬
‫الضربات على ةا المشرو و لفضح أديدولو"يته والمآز واإلك ار ات التي انتاى إلياا))‬
‫ولعل من أبرز المآخة التي انت"تاا الحداثة على اننسان المعاصر مايلي‪:‬‬
‫انعدام انمن الو"ودي وا تراا الوعي الفردي في عصر الصناعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فقدان القيم ضيمتااو وادراج الع ضات اإلنسانية في الربح انضتصادي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المعنى والفراغ الروحي‪.‬‬ ‫إف‬ ‫‪‬‬
‫العلمنة وتيليه اننسان‪.13‬‬ ‫أس رة العقل وتقدي‬ ‫‪‬‬

‫و ‪1881‬و ا ‪.138‬‬ ‫ازعلى للحداثة و د‬ ‫)آنن تورين نقد الحداثةو تر‪ :‬أنور مغيرو الم"ل‬ ‫‪10‬‬

‫‪ )11‬آنن تورينو نقد الحداثةو ‪.121‬‬


‫) مديحة دبابيو التفكيا في الخ اا النقدي العربي المعاص ي ي ي ي يير علي حرا نموة"او مقدمة لنيل الدكتو ار علومو "امعة محمد لمين‬ ‫‪12‬‬

‫(ال"زامر) ‪3‬و ‪ .3118/3119‬ا ‪11‬‬ ‫دبا ين وس ي‬


‫و المر"ع نفسهو ا‪.14‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪5‬‬
‫من الحداثة إلى الفكر ما بعد الحداثة في الغرب‬ ‫الفصل األول‬

‫‪6‬‬
‫من الحداثة إلى الفكر ما بعد الحداثة في الغرب‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ما بعد الحداثة‬


‫ظار ةا المصي ي ي لح في م"ال الفن (الرس ي ييم تحديدا) وةلا في عام ‪1911‬مو حير اس ي ييتعمله‬
‫الرسي ييام اإلن"ليزي "ون واتكنز شي ييبمان في سي يييا الحدير عن ما بعد انن باعيةو واسي ييتخدمه‬
‫كييةلييا فريييدريييا دي أونز في ‪ 1824‬ليقترح من خ لييه حركيية مض ي ي ي ي ي ي ييادة للنزعيية التعبيرييية في‬
‫الشعر الحديرو اما أرلوند توينبي في سنة‪ 1828‬استخدمه كإشارة إلى نااية الحداثة‪.14‬‬
‫ضد اتفقت ان مفاوم‬ ‫م"ال التعري‬ ‫والواض ي ي ي ييح أن كل ة التعريفات وعلى الر م من اخت‬
‫ميا بعيد الحداثة يعني حركة ضي ي ي ي ي ي ييد الحداثةو لكن بالمقابل ما بعد الحداثة ((ن تت"اوز الحداثة‬
‫بمعنى ت ور كرونولو"يو ون تعيييد مييا ضييامييت بييه الحييداثييةو بييل ي ت عيمييات ضي ي ي ي ي ي ييد الحييداثيية‬
‫لمس ي ي ي ي ي ييامل لم تعد حداثية))‪15‬و وةلا زن الحداثة لم تعد ضادرة على تقديم المزيد فما كان ناا‬
‫عن‬ ‫من حل للوضي ييع ان"تماعي والسي ييياسي ييي الةي آل إليه الم"تمع الحداثي سي ييو اإلنع ا‬
‫مسار الحداثة من خ ل ما بعد الحداثة ونظرياتاا‪.‬‬
‫يقول فاتيمو‪ ":‬إن ما يمنح الشي ي ي ي ي ييرعية لنظريات ما بعد الحداثةو وي"علاا خليقة بالنقاش و أن‬
‫وةلا‬ ‫م"رد من ازس ي ي ي ي ييا‬ ‫"ةري بالنس ي ي ي ي ييبة إلى الحداثة لي‬ ‫واضع ت لعاا إلى تمثيل منع‬
‫بقدر ما يمكن أن تكون مقبولة الم حظات التي س"لت على السمة بعد التاريخية لو"ودنا"‪16‬و‬
‫وعليه ما بعد الحداثة بوص ي ييفاا ص ي ييفة لوض ي ييع ا"تماعي وس ي ييياسي ي ييي وثقافي وا"تماعي "انت‬
‫لتح يم رور العقل ومركزيته واناان الس ي ي ييرديات الكبر التي تس ي ي ييعى لتفس ي ي ييير العالم تفس ي ي ييير‬
‫شمولي‪.‬‬
‫سدمات ما بعد الحداثة‪ :‬يتميز الفكر ما بعد الحداثي بصيفات وخصاما يمكن اختصار ا في‬
‫مايلي‪:‬‬
‫"نقد القول الكلي العق ني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫)علي عبود علي عبود الحمداوي وآخرونو خ ابات الما بعدو مديحة دبابيو مابعد الحداثة و ا ‪.123‬‬ ‫‪14‬‬

‫المر"ع نفسهو ا ‪142‬‬ ‫‪15‬‬

‫) المر"ع نفسهو ا ‪142‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪7‬‬
‫من الحداثة إلى الفكر ما بعد الحداثة في الغرب‬ ‫الفصل األول‬

‫الا"وم على فكر مركزية الةات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫لغة انخفان وانستعارة بدل الوضوح والتصريح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"ديدة للتفكير كانت مامشة من ضبل‪.‬‬ ‫إدخال العقل في منا‬ ‫‪‬‬
‫‪17‬‬
‫رفا الت اب بين العقل والو"ود"‬ ‫‪‬‬

‫) مديحة دبابيو التفكيا في الخ اا النقدي العربي المعاصر علي حرا نموة"ا و ا‬ ‫‪17‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫في أصول نلية التفكيك وأسسه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬في أصول نلية التفكيك وأسسه‬


‫المبحث األول‪ :‬المرجعية الفلسفية للتفكيك‬
‫تيثر "اا دريدا بم"موعة من الف سفة الةين أثروا على فكر ولعل من ابرز م ن"د‪:‬‬
‫ازلماني فريدريا نيتشهو بانعتبار‬ ‫فريدريك نيتشده‪ :‬تيثرت فلسيفة التفكيكية بالفيلسو‬ ‫‪-1‬‬
‫أن ةا ازخير استد الفكر الغربي على اولة النقد وأعاد ضرانة الترار ازوروبي ضرانة نقدية‬
‫ضيمية "ينالو"ية حير أعاد زحزحة وضلا القيمو وانمر نفس ييه ضام به "اد دريدا في محاولة نقد‬
‫الترار الغربي الةي يتمركز حول اللو و و ومن بين ا م المقونت الفلس ي ي ييفية التي اس ي ي ييتدعا ا‬
‫دريدا من نيتشي ي ي ييه ي (( مقولة موت االله والتي تعني زحزحة الغيبيات بعيدا لتفسي ي ي ييح ال ري‬
‫ووتعد ة المقولة ( تعبي ار عن بداية نااية الميتافيزيقا الغربية التي‬ ‫‪18‬‬
‫امام ظاور اننسي ي ي ي ي ييان))‬
‫لتلياا فيما بعد فلسي ي ييفات الموت كموت اننسي ي ييان‬ ‫‪19‬‬
‫ون وتصي ي ييل الى ديكارت)‬ ‫تن ل من اف‬
‫(فوكو) وموت الكيياتييا(رونن بييارت) و لاييةا يمكن اعتبييار أن نيتشي ي ي ي ي ي ي ييه احييد ا م المح ييات‬
‫والفلس ي ييفات التي ترتكز علياا اس ي ييتراتي"ية التفكيا باعتبار ا فلس ي ييفة نقدية ومس ي يياملة للميتافيزيقا‬
‫الغربية و ير مم"دة ل ي ي ي ي ي ي اإلرر الغربي والحقام الثابتة والنااميةو وعلى الر م من عودة دريدا‬
‫الى نيتش ي ي ي ييه ان ان ةا ازخير لم يس ي ي ي ييلم من النقد بل اعتبر دريدا فلس ي ي ي ييفة نيتش ي ي ي ييه عبارة عن‬
‫ميتيافيزيقيا "يدييدة ضيامت على أنقاا ميتافيزيقا ضديمة يقول دريدا‪ :‬في كتابة الكتابة وانخت‬
‫(( إن الادم النيتشي يياوي إةا ما نحن ضرانا على نحو آخر سي يييظل دو ماميا وكةلا شي ييينه شي ييين‬
‫الايكل الميتافيزيقي الةي يزعم و دمه))‪.20‬‬ ‫"ميع العمليات اننق بية حبي‬
‫وعوامل ونصييوا تيسيييسييية لعل من‬ ‫هايدغر‪ :‬إن وندة التفكيا كانت محا ة بظرو‬ ‫‪-3‬‬
‫أ ماا الش ي ي ييا الفلس ي ي ييفي المتمثل في ايد ر بعا بعد الش ي ي ييا النيتش ي ي يياويو إة يمكن القول أن‬

‫‪ )18‬حنان دندوضة و فلس ي ي ي ييفة التفكيا ‪:‬تيثير المد النيتش ي ي ي ييويو م"لة انداا والعلوم اإلنس ي ي ي ييانيةو "امعة باتنة ‪1‬الحاج لخض ي ي ي يير (ال"زامر)‬
‫الم"لد‪ 13‬العدد ‪ )3118(13‬ا‪14‬‬
‫في التفكيكية "اا دريداومةكرة مقدمة لنيل شيياادة الما"سييتار في النقد و المنا جو "امعة العربي‬ ‫‪ )19‬حنان ح ااو اشييكالية انخت‬
‫بن مايدي ام البواضي (ال"زامر)و‪3111/3111‬وا‪21‬‬
‫وتر‪ :‬كاظم "ااد ودار وبقال لنشرو المغراو ‪3‬و ‪ 3111‬و ا‪.331‬‬ ‫‪" )20‬اا دريداو الكتابة وانخت‬

‫‪91‬‬
‫في أصول نلية التفكيك وأسسه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التفكيا و ش ي ييين من الش ي ييا الفلس ي ييفي باإلض ي ييافة إلى آليات أخر و فاو من دعا إلى تفكيا‬
‫انن ولو"يا الك سي يييكية ومرك از نقد على الخ اا الماورامي حول مسي يييلة الكينونة يقول دريدا‬
‫عن فضي ي ييل مارتن ايد ر‪ (:‬إن ديني لاايد ر و من الكبرو بحير أنه سي ي يييصي ي ييعا أن تقوم‬
‫نيا ب"رد والتحيدر عنيه بيالمفردات تقييمية أو كمية‪ .‬أو"ز المسي ي ي ي ي ي يييلة بالقول إنه و من ضر‬
‫نااية الميتافيزيقا وعلمنا أن نس ييلا معاا س ييلوكا اس ييتراتي"يا يقوم على التموض ييع داخل‬ ‫نواضي‬
‫الظا رة وتو"يه ضربات متوالية لاا من الداخل أي أن تق ع شو ا مع الميتافيزيقا)‪.21‬‬
‫كييانييت عودة دريييدا نحو ييايييد ر عودة ات"ييا الايرموني قييا بيياعتبييار أن يية ازخيرة ضريبيية "ييدا‬
‫من التفكيا ((حير تعتبر فعالية نقدية منا ض ي ي ي يية لما رس ي ي ي ييخته المنا ج الس ي ي ي ييامدة كالس ي ي ي ييياضية‬
‫والبنيوييية و ي مثييل التفكيييا تاييدفييإلى ضرانة إبييداعييية منفتحيية على التعييدد وال تنييا ي مييا ي"علاييا‬
‫والمغايرة وانس ي ي ي ييتن ا‬ ‫فالتيويل يفتح الباا نحو انخت‬ ‫‪22‬‬
‫تتداخل وتتش ي ي ي ييابا مع التفكيا))‬
‫وي"عل النا أمام ضرانات نناامية و ةا ازمر ي"عل النا متشي ييظي و ير "امد ون يخضي ييع‬
‫للحقيقة الم لقة أو اللو و ‪.‬‬
‫إلى تقويا العقييل من أ"ييل إعييادة ضرانة التيياريخ‬ ‫ومنييه يمكن القول أن تيييويلييية ييايييد ر تاييد‬
‫الغربي لتغوا في المعتم والمغيا و نا ي"در بنا القول أن دريدا ((تيثر كثي ار بفلس ي ي ي ييفة مارتن‬
‫ايد ر من "اة وفلسيفة نيتشه من "اة أخر و بثورته على الميتافيزيقا الغربية واع ن موتاا‬
‫واف س ي ي يياا ونفي الحقيقة مادامت تعتمد على الم"از وانس ي ي ييتعارة وازو ام الظنيةو والثورة على‬
‫الصوتيو وتعويضه بخ اا الكتابة))‪.23‬‬ ‫اللو و‬ ‫فلسفة الثنامياتو ورفا من‬
‫إة ير درييدا أن ياييد"ر كيان أميام مامية تياريخية فريدةو نسي ي ي ي ي ي ييتيعاا الميتافيزيقا وت"اوزتااو‬
‫يلتقي دريدا و ايد"ر في فكرة أس ي ي يياس ي ي ييية و ي دم الميتافيزيقا وم اردتاا في مس ي ي ييالا التفكير‬

‫‪" )21‬اا دريداو المر"ع الساب وا‪41‬‬


‫في التفكيكية و ا‪.41‬‬ ‫‪ )22‬حنان ح ااو إشكالية انخت‬
‫‪3118‬و ا ‪91‬‬ ‫‪")23‬ميل حمداويو استغراا ما بعد الغراو م"لة انستغرااو خري‬

‫‪99‬‬
‫في أصول نلية التفكيك وأسسه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفي القوالييا اللغوييية التي تحضي ي ي ي ي ي يير فيييه مقوليية الحضي ي ي ي ي ي ييورو بيياعتبييار ييا "و ر الميتييافيزيقييا‬
‫الك سيكية‪.24‬‬
‫وت كد الباحثة مديحة دبابي أن كل من المشي ي ي ييروعين الاايد ري والنيتشي ي ي يياوي لم يتخلصي ي ي ييا من‬
‫الميتييافيزيقييا ر م محيياربتامييا لاييا‪25‬و حييير يقول دريييدا تعقيبييا حول ييايييد ر في كتييابييه الكتييابيية‬
‫(( أما بالنسي ي ي ي ييبة لنقد ايد رو فاةا ما كنت أضوم به منة البداية ففي "وانا عديدة‬ ‫وانخت‬
‫والعقل))‪.‬‬ ‫الر ية الميتافيزيقة‪ .‬ناا لديه اسي ي ي ي ي ي ييتمرار لتمركز اللو و‬ ‫من عمليه و"دته حبي‬
‫‪26‬و يةا يعني أن محياولية ياييد ر لت"ياوز الميتيافيزيقيا الغربيية كانت ناضصي ي ي ي ي ي يية بل ي تكري‬
‫الكتاا ((ويقدم في أحد نص ي ي ي ييوص ي ي ي ييه مث مديحا‬ ‫للحض ي ي ي ييور ومركزية العقل اة يقول في نف‬
‫للعقل (‪ )...‬إن اننس ييان المفكر اننس ييان العاضل و عاضل لكونه يمتلا يدا يس ييتخدماا بص ييورة‬
‫تع"ز عناا "ميع المخلوضات الحية ازخر ))‪.27‬‬

‫‪ )24‬أوعش ي يرين منيرو ضيم الحداثة في فلسي ييفة "اا دريدا ومةكرة لنيل ادة الما"سي ييتار في الفلسي ييفة و "امعة و ران ‪3‬و الموسي ييم "امعي‬
‫و‪ 3111/3111‬ا‪21.‬‬
‫‪ )25‬مديحة دبابيو التفكيا في الخ اا النقدي العربي المعاصر علي حرا نموة"او ا‪.19‬‬
‫وا‪.‬ا‪.41‬‬ ‫) "اا دريداو الكتابة وانخت‬ ‫‪26‬‬

‫‪" )27‬اا دريداو المصدر نفسه وا‪.‬ا‪.49 .41‬‬

‫‪92‬‬
‫في أصول نلية التفكيك وأسسه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم التفكيك‬


‫إلى‬ ‫يمكن القول أن التفكيييا و أحييد ات"ييا ييات مييا بعييد الحييداثيية ومييا بعييد البنيوييية الييةي ياييد‬
‫إلى ت"اوز ميتافيزيقا الحضور‬ ‫ضرانة مغي ي ي ي ي ي ي ي ييايرة للنصوا باعي ي ي ي ي ي ي ي ييتبار استراتي"ية ضرانة تاد‬
‫وتسيعى نحو فا اضفال نا الخ اا الغربي ضصييد تفتيتيهو فالتفكيا و دعوة علنية وصيريحة‬
‫وت"اوز للخ اا الثنامي والمركزيو و"ان ةا المفاوم كنقد للبنيوية أو بمعنى‬ ‫ل ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي انخت‬
‫آخر و انزييياح عناييا ((ومثلييت يية المرحليية (مييا بعييد البنيوييية) بروز القرانة كفيياعلييية تمنح‬
‫القارئ الفاعلية القص ي ي ي ي ي ييو في ضرانة النصي ي ي ي ي ي ييواو وخلخلة الثوابت المعتمدة السي ي ي ي ي ي ييابقة لقرانة‬
‫وويمكن النظر إلى ميا بعيد البنيويية على أناا‬ ‫‪28‬‬
‫النصي ي ي ي ي ي ييوا التي سي ي ي ي ي ي ييادت مرحلية البنيويية))‬
‫انق ا "ةري زي نق ة تمركز حقيقية ضارة في مس ي ي ي ي ي ييتو الخ اا فاي ض ي ي ي ي ي ييد الحض ي ي ي ي ي ييورو‬
‫للبنى المر"عية لكل ما و ضبليو فمقونت ما بعد البنيوية ن ت من بالتحيزات‬ ‫والثباتو ونس ي ي‬
‫للمعنى أو "و ريتيهو و ي بيالتيالي ثورة على البنيويية ةاتايا وضي ي ي ي ي ي ييد أي تمركز من قي للمعنى‬
‫و يقول‬ ‫‪29‬‬
‫وثباتهو حير ألغت "ميع الفواصي ييل التي تسي ييم الثناميات الض ي ييدية والتحيزات الارمية‬
‫)) كانت البنيوية أنةاا مايمنةو (‪ )...‬كان التفكيا و‬ ‫"ياد درييدا في كتيابيه الكتابة وانخت‬
‫انخر حركة بنيوية أو بيية حال حركة تضي ي ي ي ي لع بض ي ي ي ييرورة معينة لوش ي ي ي ييكالية البنيوية‪ .‬ولكنه‬
‫‪30‬‬
‫أيضا حركة ضد البنيوية و و يدين ب"انا من ن"احه لاةا اللب ))‬
‫وعليه فالتفكيا بوص ي ي ييفه انزياحا للبنيويةو وبص ي ي ييفته اس ي ي ييتراتي"ية ضرانة مختلفة فإن تعريفه لي‬
‫دضي حتى من ر صي يياحبه "اا دريدا الةي‬ ‫بازمر السي ييال أن التفكيا لم يحضي ييا بتعري‬
‫يعرفه تعريفا عدميا (( ما الةي ن يكون التفكيا ؟ كل شينو ما التفكيا نشين))‪.31‬‬

‫‪ )28‬منى البشيير "راحو تحليل الخ اا وت"اوز البنيوية (فوكووو"اا دريدانموة"ا )ود ارسيات العلوم اإلنسانية وان"تماعية والم"لد ‪41‬و‬
‫العدد‪ 1‬و ‪ 3119‬ا‪114‬‬
‫‪29‬منى البشير "راح والمر"ع الساب وا‪.114‬‬
‫وا‪18‬‬ ‫"اا دريداو الكتابة وانخت‬ ‫‪30‬‬

‫و‪.12‬‬ ‫‪"31‬اا دريداو الكتابة وانخت‬

‫‪93‬‬
‫في أصول نلية التفكيك وأسسه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما تمت‬ ‫مفاوم التفكيا س ي ي ييبباا ميزة التفكيا نفس ي ي يياا كونه ملتب‬ ‫و ة الض ي ي ييبابية في تعري‬
‫التفكيا ينبغي الحةر حسي ييا دريدا‬ ‫اإلشي ييارة اليه سي ييابقا و ةا و امتياز و فإةا ما أردنا تعري‬
‫تحلي ون نقييدا وعلى التر"ميية أن‬ ‫الييةي يقول‪ (( :‬إن التفكيييا بيييييية حييال ور م المظييا ر لي‬
‫عملية تحليل ون عمل نقدي‬ ‫تيخة ةا بنظر انعتبار أيض ييا)) و نا دريدا يقر أن التفكيا لي‬
‫أيض ي ييا إة تقول الباحثة مديحة دبابي (( مما نش ي ييا فيه أن النقد ضامم على ملكة الحكم والتقييم‬
‫من ازصي ي ي ي ي ييلي وال"يد و الردين و ة الثناميات‬ ‫والقرارو والنقد يتض ي ي ي ي ييمن حكما وتقييما للزام‬
‫و ةا يعني بالض ي ي ي ي ييرورة أنه يس ي ي ي ي ييتحيل للنقد ان يكون تفكيكا الما أن‬ ‫‪32‬‬
‫يس ي ي ي ي ييتادفاا التفكيا))‬
‫التفكيا يستادفه‪.‬‬
‫منا"ا أيضي ي ي ييا و و ازمر الةي سي ي ي يييضي ي ي ييع الباحثين‬ ‫ثم يعود "اا دريدا لي كد أن التفكيا لي‬
‫وازكاديميين في ميز خصيوصيا أن ة التحريفات توضيع داخل الم سسات ازكاديمية حير‬
‫التفكيا مناج ون‬ ‫يقول بص يريح العبارة ‪((:‬سيييضول الشييين نفسييه عن المناج (أو ال ريقة) لي‬
‫التفكيا أكثر تشييابكا وتعقيدا وفي‬ ‫ضام لي"عل من تعري‬ ‫يمكن تحويله إلى مناج))‪.33‬ويرد‬
‫يكفي القول أن التفكيييا ن يمكن أن يختزل إلى أدواتييية منا"ييية‬ ‫أعلى م ارحييل العييدمييية ((لي‬
‫أو م"موعة من القواعد واإل"رانات القابلة للنقل(‪ )...‬ي"ا أن نحدد أيض ي ي ي ي ييا أن التفكيا لي‬
‫ةا‬ ‫عنيد ةا الاةيان اثنان شي ي ي ي ي ي ييرو دريدا في ضي ي ي ي ي ي ييب‬ ‫فع أو عمليية))‪ .34‬وانمر ن يتوض‬
‫المفاوم اة يص ي ييل الى مرحلة يقول فياا‪(( :‬إنني ن أملا إ"ابة بس ي ييي ة وضابلة للص ي يييا ة على‬
‫ةا السي ي ي ي ي ي ي ال الش ي ي ي ي ي ييام (‪ )...‬إن كل "ملة من نم (التفكيا و ةا) أو (التفكيا و ةاا)‬
‫ستكون في بادئ ةي بدن ير م ممة ))‪.35‬‬
‫ونيزال دريدا يمار عدم الوض ي ي ي ييوح في ض ي ي ي ييب ه لاةا المصي ي ي ي ي لح الش ي ي ي يياما اة يقول‪ (( :‬ةا‬
‫دون تحفظات أولما الةين يودون أن يروا‬ ‫التشي ي ي ي ي ي ييخيا تم اضرار عن ييا خيا رو لكن لي‬

‫‪ )32‬مديحة دبابيو التفكيا في الخ اا النقدي العربي المعاصر علي حرا نموة"ا و ا‪.92‬‬
‫و ا ‪.11‬‬ ‫‪" )33‬اا دريداوالكتابة وانخت‬
‫المصدر الساب وا‪.11‬‬ ‫‪"34‬اا دريداونف‬
‫المصدروا‪.‬ا‪.11.13‬‬ ‫‪")35‬اا دريداونف‬

‫‪94‬‬
‫في أصول نلية التفكيك وأسسه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في فرضي ييية "ينيالو"ية معينةو س ي يييرة ةاتية صي ييغيرة لمةا مفر لما يمكن أن نس ي ييميه التفكيا‬
‫له س ي ي ييو تلا العبارة الواض ي ي ييحة التي ظارت يوماو والتي أعتقد أنه من المفيد‬ ‫الةي ن تعري‬
‫‪36‬‬
‫التةكير باا نا ‪ :‬إنه أكثر من لغة))‬
‫وخ صي ي يية الك م بش ي ي ييكل عام يظار أن التفكيا مصي ي ي ي لح زمبقي يش ي ي ييبه إلى حد ما ص ي ي يياحبه‬
‫ال"زامري الياودي الفرنسي ي ي ي ي ي ييي الغربي الةي ي"مع كل ة التداخ ت ان"تماعات انديولو"ية‬
‫والنفس ي ييية وان"تماعية والدينية بداخله وعليه ف ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي (( التفكيا اس ي ييتراتي"ية تعتمد آلية الكشي ي ي‬
‫والبحير عن البنى المخفيية أو الم مورة عبر فضي ي ي ي ي ي ييان فكري "يدييد ومغيايرو ومن خ ل ر ية‬
‫إلى خلخلة أو تصييديع بنية الخ ااو بحثا عن أنظمته الدنلية وأنسيياضه المتعالقة‬ ‫فكرية تاد‬
‫وصون إلى القرانة المنت"ة (‪ )..‬ضرانة تت"اوز القرانات التقليدية))‪.37‬‬

‫و ‪1‬و ‪3119‬و ا‪.144‬‬ ‫‪" )36‬اا دريداو أحادية اآلخر اللغويةوتر‪ :‬عمر مايبل ومنشورات انخت‬
‫)ديوان السي ييعيد والكتابة في النقد التفكيكي عند "اا دريداو مقدمة لنيل شي يياادة الما"سي ييتارو "امعة ضاصي ييدي مرباح ورضلة (ال"زامر)و‬ ‫‪37‬‬

‫‪3111‬و ا‪.19‬‬

‫‪95‬‬
‫في أصول نلية التفكيك وأسسه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أسس التفكيك ونلياته‬


‫إلى‬ ‫يقوم التفكيا على م"موعة المقونت التي يمكن أن تكون آلية أو "ااز فلسي ي ي ي ي ي ييفي تاد‬
‫مع‬ ‫دم وتقويا ميتافيزيقا الحض ي ي ييور ومركزية اللو و و بحير تعمل ة اآلليات وازسي ي ي ي‬
‫بعض ي ي يياا البعا من أ"ل ت"اوز القرانات ال"امدة التي تعلي من ش ي ي ييين الترار وتنز هو ولعل‬
‫من أبرز ة المقونت التفكيكية ن"د‪:‬‬
‫‪ - 1‬علم الكتابة ( ‪ :)Ggrammatologie‬ير دريدا أن ناا تم"يد لسي ي ييل ة الصي ي ييوت‬
‫والك م على حس يياا الكتابة و لاةا "ان انلتفات الدريدي للكتابة لكي يقوا الميتافيزيقا التي‬
‫تسي ي ييب الصي ي ييوت على الك مو لقد تم الح من ضيمة الكتابة في الفكر الغربي منة سي ي ييق ار إلى‬
‫دي سييوسييير الةي كان يعلي من شييين الكلمة المن وضة على حسيياا الكلمة المكتوبةو ير أن‬
‫دريدا أعاد انعتبار للكتابة لتعبر عن اللغةو ((ويعد علم الكتابة نقدا لثنامية دي سيوسير(الدال‬
‫والمدلول) ور يته لدور الع مة وفاعليتاا في بنان الناو فالدال عند سي ي ي ييوسي ي ي ييير و تشي ي ي ييكل‬
‫سي ييمعي وبصي ييريو وصي ييورة لحمل الصي ييوتو وضد عد دريدا ةلا تمرك از حول الصي ييوت وصي ييورة‬
‫‪38‬‬
‫وا مة لحمل المعنىو وضد اضترح دريدا استبدال الع مة بمفاوم ازثر))‬
‫ويعتبر "اا دريدا أن الكلمة ي تاديد لميتافيزيقا الحضور ولاةا فاي من المقونت ازساسية‬
‫في اس ي ي ي ي ييترات"ية التفكياو يقول "اا دريدا‪(( :‬إن اللحظة ير الص ي ي ي ي ييوتية تادد التاريخ والحياة‬
‫ش ييديد في الترار الغربي من الكتابة‬ ‫والعقل بوص ييفاا حض ييو ار أمام الةات))‪39‬و إة يو"د تخو‬
‫فن"د مث سييق ار رفا تدوين فلسييفتهو وتواصييل ةا حتى العصيير الحدير والمعاص يير حير‬
‫الك م الييةي يس ي ي ي ي ي ي يتييدعي‬ ‫تعتبر الكتييابيية فعييل "ييامييد متح"ر ن تييدا فيييه الحييياة و على خ‬
‫التواصي ييل مع اآلخر حير ناا حضي ييور واضعي ويمكن القول بشي ييكل عام أن نقد الكتابة يعود‬
‫إلى دوافع نفسية سيكولو"ية بدر"ة أولى‪.‬‬

‫‪ )38‬ديوان السعيدو الكتابة في النقد التفكيكي عند "اا دريداو ا‪.111‬‬


‫‪" )39‬اا دريداو في علم الكتابةو تر‪:‬أنور مغيرو المركز القومي للتر"مة و ‪ 3‬و‪ 3119‬و ا ‪.82‬‬

‫‪96‬‬
‫في أصول نلية التفكيك وأسسه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬االختالف المرجئ )‪ :)Différance‬إن ةا المصي ي لح ش ييديد التعقيد والغموا إة يقول‬


‫)و من‬ ‫فيه الباحر عادل عبد اهلل ‪ ((:‬إةا نيمل إلى الوص ييول إلى معنى محدد لي ي ي ي ي ي ي ي ي (انخت‬
‫خ ل سي ييعي فكري مكر لبلوغ ة الغاية _ أسي ييوة بي لا المفا يم العقلية التي اسي ييتقرت في‬
‫ضا من الوسيييلة ةاتاا (‪ )..‬فإن علينا أن نتخلى‬ ‫النظام الفلسييفي على ةا المعنى أو ةااو ان‬
‫و والسبا أن ناا لمسة دريدية لاةا المص لح‬ ‫‪40‬‬
‫عن مثل ةا الني ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييو من ازمل فو ار ‪)).‬‬
‫حية (( ةا المفاوم مثل ير‬ ‫الةي يدخل القارئ لفلسي ي ييفة "اا دريدا في متا ة لغوية واص ي ي ي‬
‫من مفا يم دريدا ير محدد و ن واضييح المعالم حتى تس ييال تر"متهو فاو ن يشييكلو بحس ييا‬
‫بناميا أو‬ ‫ثابتا أو مت وراو ولي‬ ‫كلمية ون فكرة و و أيضي ي ي ي ي ي ييا لي‬ ‫درييدا مفاوميا‪ .‬كميا أنيه لي‬
‫كامنا حاضي ي ي ار ماما "علنا فريدا ورميس ي يييا ومتعالياو فاو ن يس ي ييي رو ون يتحكم‬ ‫تاريخيا‪ .‬ولي‬
‫ون يمار أي س ي ي ييل ة في أي مكان و و بعد كل ةا‪ ":‬ةلا العنص ي ي يير الةي ن يمكن إدراكه"و‬
‫كل شين! ))‪.41‬‬ ‫أنه ببسا ةو ن شينو ر م أنه أسا‬
‫)‪ )e‬بالحر الصي ي ي ي ي ي ييامت )‪ (a‬في‬ ‫كونه ير حر‬ ‫إن اللمسي ي ي ي ي ي يية الدريدية لمفاوم انخت‬
‫الخ ي‬ ‫مص ي ي لح )‪ )difference‬الةي تكتبه به الكلمة في اللغة الفرنسي ييية (( إن انخت‬
‫الملحوظ بين تدوينين واض ي ي ي ي ييحين بين حرفين ص ي ي ي ي ييامتين و‬ ‫)‪ A‬بدن من ‪ )E‬و ةا انخت‬
‫إة‬ ‫‪42‬‬
‫يظل اخت فا خ يا خالصييا يق أر أو يكتا ون يسييمع و إة ن يمكن ادراكه داخل الك م ))‬
‫يعتقد دريدا أن ةا المص ي ي ي ي لح يصي ي ي ييعا تر"مته لون"ليزية حير يقول في إ"ابة عن س ي ي ي ي ال‬
‫إلى العربية في"اا ضام ‪ )) :‬أعتقد أن ضلقا‬ ‫رح عليه حول ص ي ي ي ييعوبة تر"مة كلمة انخت‬
‫حول تر"مة ة المفردة يت"ه إلى صييميم المشييكل‪ .‬فاي ليسييت ضابلة لتر"مة للعربية فحسيياو‬
‫وانما حتى إلى اإلن"ليزية وسي ي ي يوا ا من اللغات (‪ )..‬كما أناا في اضتص ي ي يياد ا نفس ي ي ييه ير ضابلة‬
‫‪.‬‬ ‫‪43‬‬
‫لوبدال بمفردة أخر ))‬

‫وسل ة العقلو دار الحصاد للنشر والتوزيع وال باعة سوريا ‪1‬و ‪3111‬و ا‪.8‬‬ ‫‪ )40‬عادل عبد اهللو التفكيكية إرادة انخت‬
‫)ديوان سعيدو الكتابة في النقد التفكيكي عند "اا دريدا و ا‪.81‬‬ ‫‪41‬‬

‫)"اا دريدا وآخرونو مداخل الى التفكيا وتر‪:‬حسام نايلو الايمة المصرية العامة للكتاا و ‪ 1‬و‪ 3112‬و ا‪.181‬‬ ‫‪42‬‬

‫و ا ‪ .12‬إلى‬ ‫)"اا دريداو الكتابة وانخت‬ ‫‪43‬‬

‫‪97‬‬
‫في أصول نلية التفكيك وأسسه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عند "اا دريدا ‪ difference‬والةي يعني‬ ‫وال"يدير بياليةكر نا أن ناا نوعين من انخت‬
‫التغاير و ‪ differance‬والةي يعني انر"انو فازولى ت"سي ي ي ي ي ي يييد للحضي ي ي ي ي ي ييور بينما الثانية تفيد‬
‫وانر"ان و ة ازخيرة ي تخلا من ثناية الدال والمدلول التي كرستاا الميتافيزيقا‬ ‫انخت‬
‫‪ differance‬لعبة للك م والكتابة‬ ‫الغربية (دي سي ي ييوسي ي ييير) حير أن دريدا "عل من انخت‬
‫على حد سوان‪.‬‬
‫نقد مركزية العقل‪ :‬إلى "انا المص لحين السابقين ترتكز آلية التفكيا على مص لح‬ ‫‪-2‬‬
‫بمعنييا الييةي‬ ‫)‪)logocentrisim‬و اللو و‬ ‫آخر و و نقييد المركزييية الغربيييةو أو نقييد اللو و‬
‫والعقل والك مو ويقص ي ي ييد دريدا باةا المصي ي ي ي لح (( القول بو"ود س ي ي ييل ة أومركز‬ ‫يفيد المن‬
‫مصي ييداضيتاا))‪44‬و إن‬ ‫خار"ي يع ي الكلمات ووالكتاباتو وازفكارو ازنسي ييا معنا اووي س ي ي‬
‫و خلخليية وتقويا سي ي ي ي ي ي ييي رة العقييل والك م إلن‬ ‫الغيياييية من نقييد المركزييية الغربييية واللو و‬
‫المركزية الغربية تنقد وتب ل كل ما ن يتواف مع العقل‪.‬‬
‫وبييالتييالي فييالمركزييية الغربييية تع ي ازولوييية للك م على حسي ي ي ي ي ي يياا الكتييابيية فييازولى يكون فياييا‬
‫من الكتابة الةي ن‬ ‫المتكلم حاضي ي ار ويمكنه أن يوض ييح و"اة نظر مادام حاضي ي ار على العك‬
‫يكون للكاتا فياا أي فرص يية للتص ييحيح أو تغير القص ييد و و ما ي"علاا عرض يية لحانت فام‬
‫يسي ي ي ي ي ي ييعى إلى النم الواحد والفام الواحد فإن‬ ‫ننايامية فالمعنى ير ثابت فيااو وزن اللو و‬
‫ي يايية التفكيا وأثنان ةا النقد‬ ‫الكتيابية تلغي تليا القيداسي ي ي ي ي ي يية التي تحي بايالية الك م و ية‬
‫والعقل و ي‪:‬‬ ‫لميتافيزيقا الحضور تم رصد م"موعة من اللحظات التي تمركز فياا المن‬
‫أولية انبستمولو"يا‪ :‬حير يكون فياا العقل واندراا الحسي مرك از للحضور‬ ‫‪-‬‬
‫ازولية ال"نسية‪ :‬التي يظار فياا تمركز الحضور الةكوري‬ ‫‪-‬‬
‫ازولية الو"ودية‪ :‬عد الو"ود حضو ار ةاتيا مقابل ياا العدم‪.45‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ )44‬ديوان سعيدو الكتابة في النقد التفكيكي عند "اا دريداو ا‪.88‬‬


‫(الع ار ) العدد ‪ 41‬و الم"لد ‪ 3‬و ا‪.411‬‬ ‫‪)45‬مروان على حسين أمينوم"لة الكلية اإلس مية ال"امعة والن"‬

‫‪98‬‬
‫في أصول نلية التفكيك وأسسه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن ياية الغايات من نقد مركزية العقل و وضي ي ي ي ي ي ييع مقونت الحداثة وانرر الغربي أمام النقد‬
‫فعلى الر م من النقد المتواصل لورر الغربي من ر الف سفة أمثال كان ونيتشه ومدرسة‬
‫الميتافيزيقا‬ ‫فرانفورت و ايد رو ان ان ةا النقد كان مليما بالحضي ييور ومشي ييبعا به وظل حبي‬
‫دريدا إلى ت"اوز ‪.‬‬ ‫و و ما د‬
‫الحضدددددددددور والغيدداب‪ :‬ل ييالم ييا اعتبرت المركزي يية الغربي ييةو أو الميت ييافيزيق ييا الغربي يية أن‬ ‫‪-4‬‬
‫الو"ود بل رب ت و ابقت بيناما وتقوم ميتافيزيقا الحضي ي ي ي ي ي ييور على‬ ‫الحضي ي ي ي ي ي ييور و أسي ي ي ي ي ي ييا‬
‫م"موع يية من المف ييا يم ابرز ييا ال ييةات‪ /‬المعنى ‪ /‬الاوي يية ‪ /‬الت يياريخ‪..‬الخ من مقونت الح ييداث يية‬
‫الغربية والتي يسييعى التفكيا "ا دا لخلخلتاا وتقويضييااو ولكي تقوا ة الميتافيزيقا يبنبغي‬
‫النظر في الغياا باعتبار المامش‪.‬‬
‫(( إن ميتافيزيقا الحض ي ييور ترتب بتحديد كينونة ما و كامن ومو"ود باعتبار حضي ي يو ار ومعنى‬
‫ةا أنه في الكو"يتو الديكارتي "أنا أفكر إةا أنا مو"ود" تعتبر ازنا خارج م"ال الشي ي ي ي ي ييا زناا‬
‫حيياض ي ي ي ي ي ي يرة بفعييل التفكير في ةاتاييا )) فييالمركزييية الغربييية تمييا ي بين العقلي والواضعي و لكن‬
‫بالمقابل (( يقول دريدا بفلس ي ييفة الغياا وةلا يعني أن في الةات "انبا ن يحض ي يير في الوعيو‬
‫‪.‬حير ي كد دريدا أن " ناا معركة بين الفلس ييفة‬ ‫‪46‬‬
‫و و ال"انا المظلم الةي اكتش ييفه فرويد))‬
‫بالقوة نقيضي ييا لتلا الفلسي ييفةو ون‬ ‫التي ي دامما فلسي ييفة حضي ييور وفكر ال حضي ييور الةي لي‬
‫في نظرية في ال حضور باعتبار ن شعورا"‪.47‬‬ ‫تيم في الغياا السلبي وكةلا لي‬

‫‪ ) 46‬حبيبة دباشو فلس ييفة الحض ييور والغياا عند "اا دريداو مةكرة لنيل ش يياادة ما"س ييتير و"امعة منتوري ضس يين ينةو ‪ 3118/3119‬و‬
‫ا ‪.11‬‬
‫) م ا ص ي ييفديو نقد العقل الغربيو الحداثة وما بعد الحداثةو مركز اننتمان القوميو بيروت باري و د و ‪1881‬و ا‪ .189‬نق‬ ‫‪47‬‬

‫عن حبيبة دباشو فلسفة الحضور والغياا عند "اا دريداو المر"ع الساب و ا‪.11‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫التفكيك كآلية للنقد وعالقته بالفلسفات المعاصرة له‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفصل الثالث‪ :‬التفكيك كآلية للنقد وعالقته بالفلسفات المعاصرة له‬


‫المبحث األول‪ :‬نقد التفكيك للميتافيزيقا الغربية‪.‬‬
‫سي ي ي ييبقت اإلشي ي ي ييارة إلى أن "اا دريدا ن يعر التفكيا بوصي ي ي ييفه نقداو و ةا الك م ضد يتعارا‬
‫مبدميا مع عنوان الفصيلو ولكن ما ي"ا التنبيه له و أن التفكيا كاستراتي"ية للقرانة مارست‬
‫عمليات نقدية مامة للفلسييفة الغربية و نا سيينحاول اسييتعراا بعا مح ات النقد "اا دريدا‬
‫للفلسفة الغربية‪.‬‬
‫اضترن الخ اا الغربي بالرب بين الو"ود بالعقل والحض ي ي ي ييورو ومن نا يبدأ التقويا الدريدي‬
‫الةي يس ييعى إلى زعزعة الثناميات وض ييرورة تقويا مفاوم المركزو حير ي كد الباحر معر‬
‫مص فى أنه‪ ":‬ن سبيل إلى تقديم إعادة النظر في مفاوم الحضورو وتعيين الو"ود كحضورو‬
‫إن بتفكيييا وخلخليية المفييا يم الميتييافيزيقييية التي يقوم علياييا من ضبيييل الوعيو المعنىو الييةاتو‬
‫الاوييةو والتياريخو وبنييانا علييه فييإن كيل خلخليية أو م"ياوزة للميتييافيزيقيا ي"يا أن تسي ي ي ي ي ي ييانل يية‬
‫المفا يم"‪.48‬‬
‫وير البياحير بركات فاتح أن‪ ":‬التفكيا كثرة وثران ووازاحة لشي ي ي ي ي ي يير اإلمكان نحو شي ي ي ي ي ي يير‬
‫انسي ي ي ي ي ي ييتحالة وحيلة نقد ازو ام دونما عدان ووزحزحة التمركز من ير اعتدان ويكون مع‬
‫مايقع ضييمن من قة العمى والتعامي وحراا المعيةو‬ ‫الحضييور و معية التفكيا والحدر لكشي‬
‫‪49‬‬
‫خلخلة لتبصرات الخ اا اإلبستيمولو"ي ونظرته البانوبتيكية كما يسمياا الزين"‬
‫التفكيا بينه مشييرو نقدي ادئ بل وشييبه التفكيا بالنضييال الص ييوفي‬ ‫وكينما يريد أن يص ي‬
‫ضي ي ي ي ي ييد العقلو وازر"ح أنه يو"د حقا تقا عات بين التفكيا والفلسي ي ي ي ي ييفات الصي ي ي ي ي ييوفية كالكابان‬
‫الياودية التي تعد عند العديد من الباحثين أحد ا م المح ات التي شي ييكلت "زن كبير من فكر‬
‫"اا دريدا‪.‬‬

‫‪ )48‬معر مص فىو اللغة وفلسفة التواصل و بين فينومينولو"ية وسرل وتفكيكية "اا دريدا و أ روحة لنيل شاادة الدكتو ار علوم في‬
‫الفلسفة و "امعة "امعة و ران (ال"زامر) و ‪3114 /3112‬و ا ‪.112‬‬
‫‪ )49‬فاتح بركات و ا‪.13‬‬

‫‪29‬‬
‫التفكيك كآلية للنقد وعالقته بالفلسفات المعاصرة له‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يسي ي ي ي ي ي ييعى التفكييا من خ ل آليياتيه المختلفية ومقونتيه إلى خلخلية الخ يابات ال"ا زة وةلا من‬
‫خ ل عمليية اس ي ي ي ي ي ي يتيدعيان الترار وضرانته انصي ي ي ي ي ي ييافا للمامش وانتقاما من المركز ومن ((العقل‬
‫ت اب الوعي مع مقونتهو ومن يغل أيضي ي ييا ازخير الةي‬ ‫والحضي ي ييور من الو"ودو من من‬
‫ن يفتي يغيا ويحتوي بآلته ال"دلية الكبر أضصي ي ي ي ييى وأبعد نقاما العقلو أشي ي ي ي ييد ا امتناعا عن‬
‫انحتوان‪))50‬و خص ي ييوص ي ييا أن العقل تيله ونص ي ييا نفس ي ييه الممتلا الوحيد للحقيقة و و ما "عل‬
‫الفكر الغربي فكر "ييامييد متص ي ي ي ي ي ي يلييا متشي ي ي ي ي ي ييين ومنييه ينبغي تقويا ييةا البرايغم فييالتفكيييا‬
‫و((تفتيش يقظ عن نقيا العمي أو لحظيات التنياضا اليةاتي حيثما يفضي ي ي ي ي ي ييح النا ن إراديا‬
‫تييه ومن قييه مييا بين مييا يقصي ي ي ي ي ي ييد ضولييه ظييا ريييا ومييا يكر ييه على أن يعنيييه ر مييا‬ ‫التوتر بين ب‬
‫عنه))‪.51‬‬
‫ازلماني‬ ‫إن من بين أسي ييباا التفات "اد دريدا للميتافيزيقا وتقويضي ييه لاا و ضرانته للفيلسي ييو‬
‫عن أزمة الخ اا الميتافيزيقي المتمثلة أسياسيا في اللغة مارست اللغة‬ ‫ايد ر الةي " كشي‬
‫المقونت ويرفع الحدودوانتبه يد ر كما‬ ‫إ فالاا لمعنى الو"ودو وأفردته ضون من قيا يكر‬
‫نيتشيه أنا لسيل ة التي تمارسياا اللغة عن المعنى الةي نع يه للةات والعالم والعقل وإن تسمية‬
‫و ةا يعني أن ناا نقا ت ضي بين‬ ‫‪52‬‬
‫الو"ود إنما تح"به ووت"عله يسي ييكن ضي ييمن الحاضي يير"‬
‫ايد ر ونتش ي ي ي ي ي ييه ودريدا و و تقويا الميتافيزيقا إة يقول دريدا‪ (( :‬كل ما أضوم به و أنني‬
‫أضع س ال الو"ود كحضور و و التعيين الةي أر فيه يد ر ضدر الفلسفة))‪.53‬‬
‫و التي يمكن اعتبار ا ض ييرورة‬ ‫لقد نتج عن مش ييرو دريدا مقولة أس يياس ييية و ي مقولة انخت‬
‫حتمية احتوت الاامش والمغيا والكتابة وال"سي ي ييد ‪..‬الخ بعد أن سي ي ييي ر الحضي ي ييور على الفكر‬
‫حققه التفكيا كان ض ي ييمن أفكار ال"ريمة‬ ‫الغربيو وتظار "رأة التفكيا في أن ((أكبر اخت‬

‫وسل ة العقل)و ا‪.11‬‬ ‫‪50‬عادل عبد اهللو التفكيكية (إرادة انخت‬


‫‪ )51‬مروان على حسين أمينو ا ‪.411‬‬
‫‪ ) 52‬يحياوي و يبةو الفلس ي ي ييفة ومنا ج النقد المعاصي ي ي يرة اس ي ي ييترات"ية التفكيا انموة"او أ روحة دكتوراة فلس ي ي ييفةو "امعة و ران ‪ 3‬ال"زامرو‬
‫‪ 3111/3111‬ا ‪.11‬‬
‫‪ )53‬المر"ع الساب و ا ‪.11‬‬

‫‪22‬‬
‫التفكيك كآلية للنقد وعالقته بالفلسفات المعاصرة له‬ ‫الفصل الثالث‬

‫دعوته إلى تفكيا المورور الغربي وتقويا التمركز حول العقل وتقويا سي ي ي ي ييل ة الصي ي ي ي ييوت‬
‫المركز‬ ‫زي‬ ‫الدريدي الةي "ان أص ي ي ليكش ي ي‬ ‫وميتافيزيقا الحضي ييورو وباةا يخرج انخت‬
‫وانع ن عن مي د الاامش))‪54‬و وعليه يمكن القول ان المشييرو النقدي والتقويضييي كان في‬
‫‪.‬‬ ‫مقولة انخت‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التفكيك والبنيوية‬


‫ضبل الشييرو في البحر عن الع ضة التي تحكم بين كل من التفكيا والبنيوية ينبغي أن نتعر‬
‫على معنى البنيوية‪:‬‬
‫البنيوية‪ " :‬ي مناج فكري نقدي مادي ية ا إلى أن كل ظا رة إنسانية كانت أو أدبية تشكل‬
‫بنيةو ن يمكن د ارسيتاا إن بعد تحليلاا إلى عناصر ا الم لفة منااو ويتم ةلا دون التدخل فكر‬
‫المحلل أو عقيدته الخاص ي ي ي ي ي ييةو ونق ة انرتكاز في ةا المناج ي الوثيقةو فالبنية ن اإل ارو‬
‫ي محييل الييد ارس ي ي ي ي ي ي ييةو والبنييية تكتفي بييةاتاييا ون يت لييا إدراكاييا الل"ون إلى أي عنصي ي ي ي ي ي يير من‬
‫العناصر الغريبة عناا"‪.55‬‬
‫إن س ي ي ي ي ي ي يبييا ا تمييام البنييية بييالييداخييل ن الخييارج و كوناييا "ييانت كنقيا للمنييا ج الس ي ي ي ي ي ي يييياضييية‬
‫الباحر لتفام س ي يييا الناو ير‬ ‫كالتاريخي وان"تماعي والنفس ي ييي التي تاتم بد ارس ي يية ظرو‬
‫أن البنيوية تستبعد الباحر أص وتتعامل مع البنى الداخلية للنا‪.‬‬
‫خصائصها‪ :‬يحدد "ون بيا"ي ث ر صفات للبنية و ي كانتي‪:‬‬
‫الكلية (الشددددددمولية ‪" :‬ويقص ي ي ي ييد به التماس ي ي ي ييا الداخلي لعناص ي ي ي يير البنيةو فالبنية تنبا‬ ‫‪‬‬
‫بقوانيناا الخاص ي يية التي تض ي ييفي على مكوناتاا س ي ييماتاا من خ ل الع ضات القاممة بيناا و ي‬

‫في التفكيكية و‪.11‬‬ ‫‪ )54‬حنان ح ااو إشكالية انخت‬


‫‪)55‬وردة عبد العظيم ع ا اهلل ضنديلوالبنيوية ومابعد ا بين التيصيييل الغربي والتحصيييل العربيومةكرة ما"سييتيرو ال"امعة اإلس ي مية زة‬
‫فلس ين و ا‪.39‬‬

‫‪23‬‬
‫التفكيك كآلية للنقد وعالقته بالفلسفات المعاصرة له‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ع ضات وضوانين داخلية يفقد ا العنصي ي ي ي ي يير إةا خرج من البنية"‪56‬و فالبنية شي ي ي ي ي ييين منظم داخليا‬
‫انتظام من قي بين عناصر ا‪.‬‬
‫التحول‪ ":‬تمتاز البنية بيناا ليسي ي ي ي ي ييت "امدة بل متحولةو فال"ملة تعرا عدد كبير من‬ ‫‪‬‬
‫‪57‬‬
‫ال"مل التي تبدوا "ديدة تماما مع أناا ن تخرج عن ضواعد النظم اللغوي لل"ملة"‪.‬‬
‫االنتظام الذاتي‪" :‬ن تحتاج البنية إلى شيين خار"اا لتكسيا عملياتاا التحويلية صيييغة‬ ‫‪‬‬
‫مشي ي ي ي ي ي ييروعي ييةو ف تحتي يياج البنيي يية الى مقي ييارنتاي ييا مع أي و"ود عيني خي ييارج عناي ييا لكي يقرر‬
‫مصداضيتاا"‪.58‬‬
‫وللبنيوية أع م ورواد لعل من أبرز م دي سييوسيييرو كلود ليفي شييتراو و لوي ألتوسييير ورونن‬
‫بيارت و حيير كيانت البنيوية أحد أ م المنا ج النقدية والتي أبانت ي ازخر عن ضي ي ي ي ي ي ييعفاا‬
‫و و مييا "عييل بعا رواد ييا أنفسي ي ي ي ي ي ييام ينع فون عن ييةا المناج وأن يت"اوا لمييا بعييد البنيوييية‬
‫خصي ي ي ييوصي ي ي ييا أن براديغم البنية لم يعد ضاد ار على اإلنتاج اكثر لاةا نبد من انزياح يتيح عملية‬
‫ضرانة اكثر انفتاحا للنصي ييواو إة يحدد "مادان سي يياروا ما بعد البنيوية بم"موعة من انع م‬
‫النقيد الحيدير و و (دريداو فوكوو ليوتارو دولوزو "وتاريو ابرما )"‪59‬و وتر الباحثة وردة‬
‫عبد العظيم ع ا هلل ضنديل أن‪":‬خيار مقاربة مصي ي ي ي لح ما بعد البنيوية لمص ي ي ي ي لح التفكيا و‬
‫خيار نقدي منا"يو نن المتتبع لمسي ي ي يييرة ت ور ما بعد البنيوية ي"د ت زماا الكبير مع ال رح‬
‫التفكيكي منة بداياتهو فض عن أن الممارسات النقدية لكلياما يصا من النبع ةاته"‪.60‬‬
‫و ييةا يييدل على أن نيياا نقييا ت ضي بين التفكيييا والفكر مييا بعييد البنيوي و ييةا مييا ي كييد "ون‬
‫سي ي ي ي ي ي ييتروا في كتييابيية البنيوييية ومييا بعييد يياو إة يعتبر ان "يياا دريييدا (( ينتمي الى م"موعيية من‬

‫‪ )56‬وردة عبد العظيم ع ا اهلل ضنديلوالبنيوية ومابعد ا بين التيصيل الغربي والتحصيل العربيو ا‪.38‬‬
‫‪ )57‬المر"ع نفسه وا ‪.38‬‬
‫‪ )58‬المر"ع نفسه ا‪.38‬‬
‫‪ )59‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪) 60‬وردة عبد العظيم عطا هللا قنديل‪ ،‬البنيوية وما بعدها بين التأصيل الغربي والتحصيل العربي‪ ،‬ص ‪. 923‬‬

‫‪24‬‬
‫التفكيك كآلية للنقد وعالقته بالفلسفات المعاصرة له‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المفكرين الفرنسيييين المبدعين الةين يمكن أن نص يينفام مع ش ييين من عدم الدضة بالبنيويينو أو‬
‫‪.‬‬ ‫‪61‬‬
‫ما بعد البنيويين والةين خلقت و"ود م في عدد كبير من م"انت البحر العلمي))‬
‫من البنيوييية وانزييياح عناييا إة يقول "يياا دريييدا‪(:‬أر أن‬ ‫يمكن اعتبييار أن التفكيييا و موض‬
‫من البنيويية)‪62‬و بمعنى أن التفكييا خروج من اننموةج البنيوي نحو‬ ‫التفكييا و اتخيياة موض‬
‫اننموةج مي ييا بعي ييد بنيوي وعليي ييه يمكن القول أن الع ضي يية بين البنيويي يية والتفكيي ييا ي عمليي يية‬
‫ونقد بعد انكتمال الةي حصي ي ييل مع البراديغم البنيويو الةي أد الى ضي ي ييرورة ظاور‬ ‫انع ا‬
‫البديل الةي يمكن أن يقدم انتا"ا‪.‬‬
‫صييحيح أن ما بعد البنيوية " ضامت على أشي ن البنيويةو إن أن انخت فات بيناما كانت كبيرة‬
‫على الصييعيدين المنا"ي والسييياسيييو فالبنيوية فصييلت الدال من المدلولو في حين أن ما بعد‬
‫البنيوييية الييدال عن المييدلول"‪63‬و كم ييا ان البنيوييية حيياولييت الفصي ي ي ي ي ي ي ييل والتمييز بين الثنييامي ييات‬
‫البنية وو م اسي ي ييتق لاا‬ ‫كالحضي ي ييور والغيااو الدال والمدلولو "فقد ثارت التفكيكية على انغ‬
‫واكتفييان ييا بييةاتايياو وفتح الم"ييال للعييا الييدنليية الى مييان نايياييية"‪64‬و كمييا حيياوت مييا بعييد البنيوييية‬
‫(التفكيييا) ترويا البنييية ومسي ي ي ي ي ي ييار ييا وةلييا بزحزحيية تقييدم الاييامش وترا"ع المركز أي تقويا‬
‫ميتافيزيقا الحضور‪.‬‬

‫‪)61‬جون ستروك‪ ،‬البنيوية ومابعدها‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،216‬الكويت‪ ،9116،‬ص ‪.218‬‬
‫‪ ) 62‬نقالعن مديحة دبابي ‪ ،‬التفكيك في الخطاب العربي المعاصر علي حرب انموذجا ‪ ،‬جاك دريدا‪ ،‬ماهو التفكيك‪ ،‬حوار أجرته جريدة ‪LE‬‬
‫‪ ،92/91/2114 ، MONDE‬تر‪ :‬منذر عياشي (مجلة نوافذ) السعودية‪ 9 ،‬مارس‪ ،2111‬ع ‪،31‬ص ‪.66‬‬
‫‪)63‬وردة عبد العظيم عطا هللا قنديل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.924‬‬
‫‪ )64‬مديحة دبابي ‪ ،‬التفكيك في الخطاب العربي المعاصر علي حرب انموذجا ‪،‬ص ‪.51‬‬

‫‪25‬‬
‫التفكيك كآلية للنقد وعالقته بالفلسفات المعاصرة له‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪26‬‬
‫التفكيك كآلية للنقد وعالقته بالفلسفات المعاصرة له‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نقد التفكيكية‬


‫لم يكن التفكيا بمنئ عن عملية النقدو فكما كان و أداة نقد وبالمرصي ي ي ي يياد للعقل والحض ي ي ي ي ييور‬
‫وانرر الميتافزيقي الغربيو كان و انخر بين الم رضة والسييندان تااوت عليه اننتقادات من‬
‫كل "اناو بل ان دريدا نفس ييه انتقد اس ييتراتي"ية التفكيا (( فاو الةي أضر بمبدأ اللعا الحر‬
‫للع مة والةي يتيحلاا انفتاحا وانعتاضا كبيرين على معاني ن حص ي ي يير لااو و و ماعبر عنه‬
‫بينه عرضي ي ي يية للتفكيا حير‬ ‫دريدا بتعدد القرانات ةا التعدد الةي وصي ي ي ييفه في نااية الم ا‬
‫"ل ضراناته زي نا كينااإس ي ي ي ي ي ييانة ضرانة))‪65‬و فالتفكيكية تفتح الم"ال لتعدد الر‬ ‫وصي ي ي ي ي ي ي‬
‫والقرانات وعدد ال ناامي من القرانات و و ما ي"عل القارئ أمام ممارس يية س ييفسي ي ة معاصي يرة‬
‫واضي ي ي ي ي ييح للتفكيا و و ما ي"عل‬ ‫والدليل على تلا السي ي ي ي ي ييفس ي ي ي ي ي ي ة و الع"ز عن إي"اد تعري‬
‫القارين في ميز باإلض ي ي ي ي ييافة الى مقونته التي أض ي ي ي ي ييفى علياا تغيرات مثل مقولة انخت‬
‫التي شتت فام القران والباحثين مث ‪.‬‬
‫وتر الباحثة بول مين نوال أن التفكيكية " أشي ي ييبه بالموض ي ي يية التي تظار في الوضت المناس ي ي ييا‬
‫يرو و مما س ي يياعد رواج ةا التفكيا إ"ادة‬ ‫إلش ي ييبا حا"ة مرتب ة بالةكان التس ي ييويقي لي‬
‫التي تمكنه من بيع بضيياعة ضديمة سييب تداولاا في أشييكال "ديدة‬ ‫دعاته لفنون البيع والتغلي‬
‫براضة باس ي ي ييتخدام مصي ي ي ي لحات ير واض ي ي ييحة لكناا براضة تبار القارئ وتقنعه بين ما يقال له‬
‫اسي ييتثنامي و ير عادي"‪66‬و خصي ييوصي ييا أن التفكيا ارتب ت بالم"ال الفني والسي ييياسي ييي و و ما‬
‫و"علام يشي ييترون أو‬ ‫ي"عله أدا في يد انضتصي يياديين والسي ييياسي يييين الةين يبيعون ازو ام للنا‬
‫ما ي"عل المرن في‬ ‫ليسييت بتلا الصييحة ولكن تلويناا بصييبغة المميز والمختل‬ ‫يتبنون مواض‬
‫حالة ة ول وكينه في حا"ة لاةا المنتج أو الر ية‪.‬‬
‫الةي ير أن دريدا‪(( :‬يفض ييل التحرا في العالم المتمرد‬ ‫أما أبرز النقاد للتفكيكية و برما‬
‫لمعركة ازنصي ي ييار فاو يود تمزي كل شي ي ييين حتى مسي ي ييكن الو"ود وأن يرضا في الاوان (‪)..‬‬

‫‪ )65‬بوال مين نوالو استراتي"ية التفكيا عند"اا دريداالتفكيا'' مناج نقدي أم مة ا فلسفي؟ 'و م"لة الناا و العدد ‪31‬و "وان‬
‫‪3111‬وا ‪.191‬‬
‫‪)66‬بوالطمين نوال‪ ،‬استراتيجية التفكيك عندجاك دريدا التفكيك'' منهج نقدي أم مذهب فلسفي‪ ،‬ص ‪.982‬‬

‫‪27‬‬
‫التفكيك كآلية للنقد وعالقته بالفلسفات المعاصرة له‬ ‫الفصل الثالث‬

‫فدريدا أضرا إلى الر بة الفوض ي ي ي ييوية التي تف"ر اس ي ي ي ييتم اررية التاريخ منه إلى ازمر الس ي ي ي ييل وي‬
‫و مصي ي ي لح ومقولة‬ ‫أن مقولة مركزية اللو و‬ ‫ابرما‬ ‫بالرض ي ييوص للمص ي ييير))‪67‬و بل وير‬
‫بإزاحة المركز‬ ‫اللو و‬ ‫فرضي يياا دريدا على الفلسي ييفة الغربية فرضي يياو بل و نفسي ييه ظل حبي‬
‫وابداله بالاامش‪.‬‬

‫‪ )67‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪.982‬‬

‫‪28‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خ ل التحليل الساب لتفكيكية عند دريدا يمكن أن نستنتج ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تعد الحداثة "زن من التاريخ الغربيو الةي تمثل في العقل الةي ل الما أع ى لنفسه احقيه‬
‫الو"ود وأضصى كل ما ن عقلي ون واضعي‪.‬‬
‫‪ ‬تعرا مفاوم الحداثة للنقد وانسي ي ييتدعان في أكثر من مناسي ي ييبة خصي ي ييوصي ي ييا أناا اسي ي ييتنفةت‬
‫ضدرتاا على حل مش ي ي ييك ت اننس ي ي ييان المعاص ي ي يير و وص ي ي ييولاا للعدمية وانكتمال و و ما "عل‬
‫اننزياح عناا أمر ضروري وحتمي ومن بين أبرز نقاد الحداثة ن"د مدرسة فرانكفورت‪.‬‬
‫‪ ‬ما بعد الحداثة بمثابة ردة فعل حول الحداثة وانزياح عناا خصييوص ييا بعد فش ييل الحداثة في‬
‫تقديم حلول للم"تمع حداثي‪.‬‬
‫‪ ‬اسي ي ي ي ي ي ييتندت الفلسي ي ي ي ي ي ييفة التفكيكية على مر"عيات ربية تمثلت في كل من فريدريا نيتشي ي ي ي ي ي ييه‬
‫و ايد رو حير أن ة العودة كانت عودة فلسفية‪.‬‬
‫بمناج‬ ‫بكونه اسييتراتي"ية ضرانة فاو لي‬ ‫‪ ‬تميز التفكيا بصييعوبة تحديد وتعريفهو اة وص ي‬
‫ون نقد بل عرفه صاحبه تعريفا عدميا فاو كل شين ون شين‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬اسي ي ي ي ي ي ييتخييدم التفكيييا آليييات ومقونت من أ ماييا علم الكتييابييةو ميتييافيزيقييا العقييلو انخت‬
‫الحضور والغياا‪.‬‬
‫ضا من آليات التفكيا الس ي ي ي ييابقة الةكر تم اس ي ي ي ييتدعان الترار الغربي ونقد واعادة ضرانته‬ ‫‪ ‬ان‬
‫من خ له تم اعاد انعتبار للمامش والمغيا وال"سد والم نر‪.‬‬
‫من البنيويةو وانزياح عناا خص ي ي ي ي ييوص ي ي ي ي ييا أناا احد ا م‬ ‫‪ ‬يمكن اعتبار أن التفكيا و موض‬
‫المنا ج التي اخر"تاا الحداثة الغربيةو ونن ة ازخيرة لم تعد بإمكاناا تفسي ي ييير الواضع ال"ديد‬
‫كان من الض ي ي ي ي ييروري ظاور اس ي ي ي ي ييتراتي"ية ضرانة و تت نم مع تيار ما بعد الحداثةو وكانت ة‬
‫انستراتي"ية ي التفكيا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ ‬كغير من المعار والمنا ج والقرانات لم يسلم التفكيا من النقد بل ان النقد "ان من دريدا‬
‫نفس ي ييهو باإلض ي ييافة الى نقاد آخرين أمثال برما و واعتبر التفكيا م"رد س ي ييفسي ي ي ة معاصي ي يرة‬
‫ن ير‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫والمصادر‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المراجع والمصادر‪:‬‬


‫أوال المصادر‪:‬‬
‫"اا دريدا وفي علم الكتابة وتر ‪:‬أنور مغير والمركز القومي للتر"مة و ‪. 3‬‬ ‫‪-1‬‬
‫"اا دريداو آخرونو مداخ ل ىالتفكياو تر‪ :‬حسي ي ي ييام نايل والايمة المص ي ي ي يرية العامة‬ ‫‪-3‬‬
‫للكتااو ‪.1‬‬
‫وبقال لنش ي ي ي ي ييروالمغراو ‪3‬و‬ ‫وتر‪ :‬كاظم "اادو دار‬ ‫"اا دريداوالكتابة وانخت‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.3111‬‬
‫و ‪1‬و‬ ‫"اا دريدا وأحادية اآلخر اللغويةو تر‪ :‬عمر مايبل ومنش ي ي ي ييورات انخت‬ ‫‪-4‬‬
‫‪.3119‬‬
‫م ييا و التفكي ييا وحوار أ"رت ييه "ري ييدة ‪LE MONDE‬و‪2004/10/12‬وتر‪ :‬من ييةر‬ ‫‪-1‬‬
‫عياشي (م"لة نوافة) السعوديةو ‪ 1‬مار ‪.3118‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫بيتر بروكر والحداثة ومابعد ا وتر ‪ :‬عبدالو اا علواو منشي ي ييورات الم"مع الثقافيو‬ ‫‪-1‬‬
‫انمارات العربيةالمتحدةو ‪1‬و ‪.1881‬‬
‫"ون سترواو البنيوية و ما بعد ا وعالم المعرفةوالعدد ‪311‬والكويتو‪.1881‬‬ ‫‪-3‬‬
‫آننتوريننقدالحداثةوتر‪ :‬أنورمغيروالم"لسازعلىللحداثةود و ‪.1881‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ع ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييادل‬ ‫‪-4‬‬
‫عبداهللوالتفكيكيةإرادةانخت فوسل ةالعقلودارالحصادللنشروالتوزيعوال باعةسوريا ‪1‬و ‪.3111‬‬
‫وال‬ ‫عليعبودالحمداويوآخرونوخ اباتالمابعدومديحةدبابيومابعدالحداثةومنشي ييوراتانخت‬ ‫‪-1‬‬
‫"زامرو ‪1‬و ‪.3112‬‬
‫عبدالو ابمسيريوفتحيتريكيوالحداثةومابعدالحداثةودارالفكروسورياو ‪2‬و ‪.3111‬‬ ‫‪-1‬‬
‫السيدصدرالدينالقبان"يوازسسالفلسفيةللحداثةودوندارنشرود و‪.3111‬‬ ‫‪-1‬‬
‫محمدالشيخونقدالحداثةفيفكرنيتشهوالشبكةالعربيةلسبحاروبيروتلبنانو ‪1‬و ‪.3119‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪33‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫الدراسات السابقة‬
‫أطروحة دكتوراه‬ ‫أ‪-‬‬
‫معرفمص فىواللغةوفلسفةالتواصلوبينفينومينولو"ية وسرلوتفكيكية"اكدريداوأ روحةلني‬ ‫‪-1‬‬
‫لشاادةالدكتو ار علومفيالفلسفةو"امعة"امعةو ران (ال"زامر)و ‪.3114 /3112‬‬
‫يحياويو يبةوالفلسفةومنا "النقدالمعاصرةاستراتي"يةالتفكيكينموة"اوأ روحةدكتو ار فلسفة‬ ‫‪-3‬‬
‫و"امعةو ران ‪ 3‬ال"زامرو ‪.3111/3111‬‬
‫مديحةدبابيوالتفكيكفيالخ ابالنقديالعربيالمعاصرعليحربنموة"اومقدمةلني لدكتو ار علومو‬ ‫‪-2‬‬
‫(ال"زامر) ‪3‬و ‪.3118/3119‬‬ ‫"امعةمحمدلميندبا ينو س ي‬
‫ماجستير‬ ‫ب‪-‬‬
‫حنانح ااواشيكاليةانخت ففيالتفكيكية"اكدريداومةكرةمقدمةلنيلشاادةالما"ستيرفيالنقدوالم‬ ‫‪-1‬‬
‫نا جو"امعةالعربيبنمايديامالبواضي (ال"زامر)و‪.3111/3111‬‬
‫أوعشيرينمنيروضيمالحداثةفيفلسيفة"اكدريداومةكرةلنيلاادةالما"سيتير فيالفلسفةو"امعةو ران‬ ‫‪-3‬‬
‫‪3‬والموسم"امعيو‪.3111/3111‬‬
‫ديوانالسيعيدوالكتابةفيالنقدالتفكيكيعند"اكدريداومقدمةلنيلشياادةالما"سيتيرو"امعةضاصديمر‬ ‫‪-2‬‬
‫باحورضلة (ال"زامر)و ‪.3111‬‬
‫حبيبييةدبيياشوفلس ي ي ي ي ي ي يفييةالحضي ي ي ي ي ي ييوروالغيييابعنييد"يياكييدريييداومييةكرةلنيلش ي ي ي ي ي ي ياييادةمييا"سي ي ي ي ي ي ييتيرو‬ ‫‪-4‬‬
‫"امعةمنتوريقسن ينةو ‪.3118/3119‬‬
‫مقاالت منشورة في مجالت علمية محكمة‬
‫كميانلحيا"عليوالنقيدبينيالمفاوموالماام ‪ :‬مدرسي ي ي ي ي ي ييةفرانكفورتينموة"اوالمدونةوالم"لد ‪9‬و‬ ‫‪-1‬‬
‫‪1‬مار ‪.3131‬‬
‫حناندندوضةوفلسي ي ي ييفةالتفكيا ‪:‬تيثيرالمدالنيتشي ي ي ييويوم"لةاندابوالعلوماإلنسي ي ي ييانيةو"امعةباتنة‬ ‫‪-3‬‬
‫‪1‬الحا"لخضر (ال"زامر) الم"لد‪ 13‬العدد ‪.)3118(13‬‬
‫‪.3118‬‬ ‫"ميلحمداويواستغرابمابعدالغراوم"لةانستغرااوخري‬ ‫‪-2‬‬

‫‪34‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ميينى ي ي ييالييبش ي ي ي ي ي ي يييير"يراحوتيحيلييي ليخي ي ي ييابييوتي" ي ي يياو ازليبينييييوي ي ي يية (فييوكييووو" ي ي يياك ي ي ييدري ي ي ييدانيمييوة" ي ي ييا‬ ‫‪-4‬‬
‫)ودراساتالعلوماإلنسانيةوان"تماعيةوالم"لد ‪41‬والعدد‪ 1‬و ‪.3119‬‬
‫(الع ار ) العدد ‪ 41‬والم"لد‪.‬‬ ‫مروانعلىحسينيمينو م"لةالكليةاإلس ميةال"امعةوالن"‬ ‫‪-1‬‬

‫‪35‬‬
:‫الملخص‬
‫يمكن القول أن "اا دريدا من بين ا م الف سي ي ي ييفة الغربيين المعاص ي ي ي يرين الةين‬
‫ضيياموا بتقويا الفكر الغربي من خ ل اسي ي ي ي ي ي ييترات"ييية التفكييياو حييير أن الغرا اعتيياد على‬
‫اسييتحضييار ماضيييه ونقد و و و ما"عله يت ور و ةا مان"د في فلسييفة "اا دريدا الةي ضام‬
‫عن نقا ض ي ييعفه ووضد س ي ييارت ة انلية ب"انا‬ ‫بتفكيا الخ اا الغربي من ا"ل الكشي ي ي‬
‫منيا ج أخر كيالبنيويية التي كان التفكيا منع فا لاا ووفي ازخير ن"د أن التفكيكية لم تكن‬
.‫بعيدة على النقد فن"د أنه ضد الاا أيضا‬

Summary:
It can be said that Jacques Derrida is among the most
important contemporary Western philosophers who
undermined Western thought through the strategy of
deconstruction, as the West used to evoke its past and
criticize it, which made it develop and this is what we
find in the philosophy of Jacques Derrida, who
dismantled Western discourse in order to uncover
points Its weakness, and this mechanism followed
other approaches such as structuralism, for which
deconstruction was a turning point.
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫قائمة المحتويات‬
‫اإلهداء‬
‫الشكر و العرفان‬
‫أ‪-‬ه‬ ‫مقدمة‬
‫‪7- 1‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬من الحداثة الى الفكر ما بعد الحداثة في الغرب‬
‫‪-22‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم الحداثة و أسسها‬
‫‪20‬‬
‫‪-20‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬نقد الحداثة في الغرب‬
‫‪20‬‬
‫‪-20‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬ما بعد الحداثة‬
‫‪27‬‬
‫‪-20‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬في أصول ألية التفكيك وأسسه‬
‫‪10‬‬
‫‪-20‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬المرجعية الفلسفية للتفكيك‬
‫‪11‬‬
‫‪10_12‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬مفهوم التفكيك‬
‫‪-10‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أسس التفكيك ونلياته‬
‫‪10‬‬
‫‪-10‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬التفكيك كألية للنقد وعالقته بالفلسفات المعاصرة له‬
‫‪20‬‬

‫‪38‬‬
‫الفهرس‬

‫‪-22‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬نقد التفكيكية للميتافيزيقا الغربية‬


‫‪22‬‬
‫‪-22‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬التفكيك و البنيوية‬
‫‪20‬‬
‫‪-20‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬نقد التفكيك‬
‫‪20‬‬
‫‪-27‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪20‬‬
‫‪-02‬‬ ‫قائمة المراجع والمصادر‬
‫‪00‬‬
‫‪00‬‬ ‫الملخص‬
‫‪-00‬‬ ‫الفهرس‬
‫‪07‬‬

‫‪31‬‬

You might also like