You are on page 1of 3

‫روضة الصائم‬

‫فتاوى يجيب عنها فضيلة الشيخ د‪ .‬كه‪1‬ن بن نبهان‬


‫الخروصي مساعد ا‪H‬فتي العام لسلطنة عمان‬
‫الجمعة ‪ / 22 /‬رمضان ‪ 1444 /‬هـ ‪ - 21:48 -‬الجمعة ‪ 14‬أبريل ‪21:48 2023‬‬

‫ـ شخص استثمر ماله في شركة استثمارية تجارية بمبلغ ‪ 5‬آ‪A‬ف ريال‪ ،‬ولديه ضمانات على هذا ا‪4‬ال‬
‫وكذالك لديه شيكات شهرية‪ ،‬ولديه أرباح مستقرة بمبلغ ‪ 100‬ريال في كل شهر‪ ،‬فكيف تكون الزكاة على‬
‫هذه الحالة هل على الشركة أم على ا‪4‬ستثمر؟‬

‫‪https://www.omandaily.om/ampArticle/1136799‬‬ ‫‪25/09/2023, 13 05‬‬


‫‪Page 1 of 3‬‬
‫‪:‬‬
‫في هذه ا‪4‬عاملة الكثير من الريب وا‪4‬حاذير الشرعية‪ ،‬فهو يقول إن رأس ا‪4‬ال مضمون‪ ،‬وهذا ينسف أصل‬
‫الشركات ا‪4‬شروعة في ا‪j‬س‪i‬م‪ ،‬ف‪ i‬ضمان لرأس ا‪4‬ال‪h ،‬ن معنى التجارة ا‪4‬خاطرة‪ ،‬الربح والخسارة‪،‬‬
‫فكيف يضمن رأس ا‪4‬ال‪ ،‬ثم انه ذكر أيضا أن الربح مبلغ ثابت وهو ‪ 100‬ريال كل شهر‪ ،‬وهذا أيضا يؤكد‬
‫أن هذه الشراكة ليست بشراكة شرعية ‪h‬ن الربح يكون نسبة فيما بينهما حصة قدرها يزيد أو ينقص‬
‫بحسب ربح هذا ا‪A‬ستثمار أو خسارته‪ ،‬فإن كانت هناك خسارة فإن هذا الشريك سيتحمل من الخسارة‬
‫قدر حصته في رأس ا‪4‬ال‪ ،‬وهذه ا‪4‬عطيات كلها تؤكد أن هذه ا‪4‬عاملة أشبه ما تكون بقرض ربوي مشروط‬
‫بزيادة‪ ،‬وهذا ع‪ z‬الربا‪ ،‬وسميت هنا أرباحا مع ضمن رأس ا‪4‬ال‪ ،‬فهي ليست بمعاملة شرعية‪ ،‬أما من‬
‫حيث الزكاة فالواجب أن يخرج من هذه الشراكة‪ ،‬أو أن تصحح بنوع من العقود الشرعية للشركات كشركة‬
‫ا‪4‬ضاربة‪ ،‬التي تعني أن رب ا‪4‬ال يدفع ما عنده من مال إلى العامل هذا العامل يحسن تثمير ا‪4‬ال في‬
‫شيء من الوجوه ا‪4‬شروعة‪ ،‬لرب ا‪4‬ال أن تكون له حصة من الربح لكن ‪ A‬بد أن يكون ا‪h‬مر واضحا أنه إن‬
‫خسر هذا ا‪A‬ستثمار من غير تعد و‪ A‬تقصير و‪ A‬مخالفة للشرط من العامل فإنه سيخسر أمواله‪ ،‬وهذه‬
‫حقيقة شركة ا‪4‬ضاربة‪ ،‬وأن ‪ A‬ضمان لرأس ا‪4‬ال‪ ،‬وأن الربح تكون نسبة أو حصة يتفقان عليها‪ ،‬ورخص‬
‫كثير من أهل العلم في أن نسبة الربح ‪ A‬يلزم أن تساوي حصة مشاركته في رأس ا‪4‬ال‪ ،‬أما في الخسارة‬
‫فإنه يتحمل قدر مشاركته في رأس ا‪4‬ال‪.‬‬

‫ولو كان هنالك كسب غير مشروع فإن عليه أن يرده إلى صاحب الحق‪ ،‬ثم بعد ذلك يزكي ما بقي عنده وا„‬
‫تعالى اعلم‪.‬‬

‫اس َوبَي‹ن َ ٍ‬
‫ات ‹م َن ا ْل ُه َدى َوا ْلفُ ْر َق ِ‬
‫ان« وقال‬ ‫ضا َن ا •ل ِذي أُن ِز َل ِف ِ‬
‫يه ا ْل ُق ْرآ ُن ُه ًدى ‹للن • ِ‬ ‫»ش ْه ُر َر َم َ‬‫ـ في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ار َك ٍة« هل كان القرآن يتنزل في‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعالى‪» :‬إِن•ا أَنْزَ ْلنَاهُ في َليْ َلة ا ْل َق ْد ِر« وقوله تعالى‪» :‬إِن•ا أَنزَ ْلنَاهُ في َليْ َلة •مبَ َ‬
‫شهر رمضان‪ ،‬وتحديدا في ليلة القدر؟‬

‫ا‪4‬قصود من هذه ا•يات الكريمة مع العلم أن القرآن الكريم نزل على الرسول صلى ا„ عليه وسلـم منجما‬
‫مدة بعثته ك‪i‬م ‪h‬هل العلم‪ ،‬وأشهر قول‪ z‬في ا‪4‬سألة هو أن ا‪4‬قصود بما جاء في ا•يات الث‪i‬ث‪ ،‬فقد أنزله‬
‫ا„ تبارك وتعالى تكريما وتشريفا لهذا الكتاب الكريم الخاتم إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم كان ينزل‬
‫جبريل على رسول ا„ صلى ا„ عليه وسلـم بالقرآن منجما حسب الوقائع وا‪h‬حداث‪ ،‬هذا هو القول ا‪h‬ول‪،‬‬
‫وهذا القول منسوب إلى ابن عباس‪ ،‬وفي رواية ا‪j‬مام الربيع نجد أن ابن عباس يرفعه إلى الرسول صلى‬
‫ا„ عليه وسلـم‪ ،‬وفي مصادر أخرى اشتهر أنه موقوف على ابن عباس‪ ،‬لكن نظر عدد من الفقهاء‬
‫وا‪4‬حدث‪ ،z‬أن مثل ذلك ‪ A‬يمكن أن يكون ناشئا عن رأي ‪h‬نه أمر غيبي سماوي‪ ،‬وأن يسمي ابن عباس بيت‬
‫العزة في السماء الدنيا فأنا يحصل له ذلك ما لم يكن قد سمعه من الرسول صلى ا„ عليه وسلـم‪ ،‬وهو قول‬
‫كثير من العلماء‪ ،‬بل إن أكثر العلماء يقولون به‪.‬‬

‫القول الثاني هو أن ابتداء نزول القرآن كان في رمضان واختلفوا في تحديد هذه الليلة‪ ،‬فمنهم من قال إنه‬

‫‪https://www.omandaily.om/ampArticle/1136799‬‬ ‫‪25/09/2023, 13 05‬‬


‫‪Page 2 of 3‬‬
‫‪:‬‬
‫في ليلة السابع عشر من رمضان‪ ،‬وبعضهم قال إنه في ليلة الرابع والعشرين من رمضان‪ ،‬ولكنهم يقولون‬
‫إن ابتداء نزوله كان في رمضان‪ ،‬وقالت به طائفة من أهل العلم‪ ،‬وبناء على هذا فإنه ‪ A‬إشكال في نزوله‬
‫منجما على رسول ا„ صلى ا„ عليه وسلـم ‪h‬ن الفضل والشرف الواردين في قوله تعالى في ا•يات الث‪i‬ث‬
‫إنما ينصرف إلى ابتداء نزوله‪.‬‬

‫وهناك قول ثالث وإن كان ‪ A‬مانع من ذكره‪ ،‬وهو أن ا„ تبارك وتعالى كان ينزل في كل عام ما سينزل‬
‫منجما على رسول ا„ صلى ا„ عليه وسلـم ذلك العام فكان ينزله في رمضان في ليلة القدر‪ ،‬وهنا في هذا‬
‫القول الثالث والثاني صار الخ‪i‬ف أيضا في كم تنزل على رسل ا„ صلى ا„ عليه وسلـم بناء على‬
‫خ‪i‬فهم في مكثه في مكة ا‪4‬كرمة وما ترتب عليه من حساب مدة بعثته عليه الص‪i‬ة والس‪i‬م‪ ،‬لكن في القول‬
‫ا‪h‬ول والقول الثاني ما يدفع هذا الغموض وا‪A‬لتباس من تعارض في ا‪h‬دلة الشرعية وا„ تعالى أعلم‪.‬‬

‫ـ في قوله تعالى‪َ » :‬و إِن ‹من َق ْريَ ٍة إِ •‪ A‬نَ ْح ُن ُم ْهلِ ُكو َها َقبْ َل َي ْوم ِ ا ْل ِق َيا َم ِة أ َ ْو ُم َعذ‹ ُبو َها َعذَا ًبا َ‬
‫ش ِدي ًدا َكا َن ذَلِ َك ِفي‬
‫ورا« هل ا‪j‬ه‪i‬ك هنا على ا‪j‬ط‪i‬ق أم ل—ية تفسير آخر؟‬ ‫سطُ ً‬ ‫ا ْل ِكت َ ِ‬
‫اب َم ْ‬

‫ا‪4‬قصود با•ية الكريمة الوعيد ‪h‬هل القرى الظا‪ z4‬ا‪4‬عرض‪ z‬عن ا‪A‬ستجابة ‪4‬ا يدعوهم إليه رسولهم‪ ،‬فيفهم‬
‫هذا من السياق‪ ،‬فإن السياق قبل هذه ا•ية الكريمة يتحدث عن ا‪4‬شرك‪ z‬ومعاندتهم للرسول صلى ا„ عليه‬
‫وسلـم‪ ،‬لتأتي بعد ذلك هذه ا•ية الكريمة وهي تحمل وعيدا شديدا لهم‪ ،‬وهذا الوعيد با‪j‬ه‪i‬ك أو بالعذاب‬
‫يحمل على صورت‪ :z‬إما با‪A‬ستئصال أي ا‪j‬ه‪i‬ك التام‪ ،‬أو بالعذاب وا‪4‬قصود به ا‪j‬ذ‪A‬ل والقهر بتغلب‬
‫ش ِدي ًدا َكا َن‬ ‫ا‪4‬ؤمن‪ z‬عليهم‪ ،‬وقوله تعالى‪َ » :‬و إِن ‹من َق ْريَ ٍة إِ •‪ A‬نَ ْح ُن ُم ْهلِ ُكو َها َقبْ َل يَ ْوم ِ ا ْل ِقيَا َم ِة أ َ ْو ُم َعذ‹بُو َها َعذَابًا َ‬
‫ورا« أي وإن من قرية مثل قريتك‪ ،‬فهو يعرض بهم ويتوعدهم أنه إما أن يصيبهم ما‬ ‫سطُ ً‬ ‫ذَلِ َك ِفي ا ْل ِكت َ ِ‬
‫اب َم ْ‬
‫أصاب ا‪h‬مم قبلهم من من استأصلوا وأبيدوا‪ ،‬أو أن يتغلب عليهم الرسول ومن معه من ا‪4‬ؤمن‪ z‬ممن‬
‫استجابوا له فتصيبهم الذلة والهوان بانتصار ا‪4‬سلم‪ z‬عليهم‪ ،‬يؤكد هذا أننا نجد في كتاب ا„ تبارك‬
‫صلِ ُحونَ« وقال في القصص‪َ » :‬و َما ُكن•ا‬ ‫وتعالى في سورة هود‪َ » :‬و َما َكا َن َرب• َك لِيُ ْهلِ َك ا ْل ُق َرى ِبظُ ْلم ٍ َوأ َ ْه ُل َها ُم ْ‬
‫ُم ْهلِ ِكي ا ْل ُق َرى إِ‪َ A‬وأ َ ْه ُل َها ظَ ِا‪ُ4‬ونَ« وا‪4‬قصود بالقرية هم أهل القرية الذين يعرضون ويعاندون ويتنكبون‬
‫طريق الدين‪ ،‬فا„ تعالى يتوعدهم با‪j‬ه‪i‬ك أو بالعذاب‪ ،‬أما أولئك الذين استجابوا وأصلحوا فإن كتاب ا„‬
‫عز وجل ناطق أنه ‪ A‬يسري عليهم هذا الوعيد‪ ،‬وا„ تعالى أعلم‪.‬‬

‫‪https://www.omandaily.om/ampArticle/1136799‬‬ ‫‪25/09/2023, 13 05‬‬


‫‪Page 3 of 3‬‬
‫‪:‬‬

You might also like