Professional Documents
Culture Documents
Mark Serv Saidani S
Mark Serv Saidani S
السنة الجامعية
2023-2022
1
مقدمة:
نتيجة للدور املهم والكبري الذي تلعبه اخلدمات يف الوقت احلاضـر سـواء على صعيد حياة األفراد أو على صعيد االقتصادي الوطين
لبلـدان مـن خـالل املسامهة املتزايدة لقطاع اخلدمات يف الناتج القومي ) ( GDPحيث وصـلت إىل نسبة تفوق % 50يف كثري
من بلدان العامل ،األمر الذي أدى إىل تزايد االهتمام بقطاع اخلدمات ،والذي أدى تزايد االهتمام باخلدمات وحماولة الكثري مـن
الباحثني واملختصني يف إعطاء مفهوم حمدد للخدمة كالً حسب رؤيتـه وتوجهـه الفلسفية ،األمر الذي أدى لظهور مفاهيم متعددة
ومتنوعـة .يف الواقع إن هنـاك تباين يف أنواع اخلدمات ومدى ارتباطها بالسلع املادية من عدمه .إن هذه املسالة انعكست على
مفهوم اخلدمة واليت أخضعت هذه املفهوم للعديد من التفسريات واملضامني .لذلك فإن األطر املفاهيمية للخدمات ال بد إن
تنصب على حماولة متييزها عن السلع املادية و أوجه االختالف بينهـا ،وذلـك بـسبب وجـود تشابك واضح بني بعض اخلدمات
والسلع املادية ،املسالة األخـرى الـيت تـضيف تعقيـداً مضافاً هو ظهور خدمات جديدة وغري تقليدية ،مما يتطلب إعادة هيكليـة
مفـاهيم اخلدمة وحماولة إعطاء مفهوم واضح ودقيق للخدمة وطبيعتها وأبعادها املختلفة.
2
المحور األول :مقدمة في الخدمات
أوالا :أهمية الخدمات في االقتصاد:
إن تنامي دور وأمهيـة قطـاع اخلـدمات يف االقتـصـاد الـوطين لبلـدان العـامل تعكسها الكثري من اإلحصائيات واألرقـام الـيت تنشر،
والـيت تـشـري بـدون شـك لتنامي هلذا القطاع وبشكل كبري ،يف اقتصاديات بلدان العامل يشكل القطاع اخلدمي % 79مـن الناتج
القومي و % 76من القوى العاملة.
أ -تنامي نسبة مساهمة القطاع الخدمي في الناتج المحلي :إن نسبة مسامهة القطـاع اخلـدمي الناتج احمللي يف الواليات
املتحـدة األمريكية للفرتة من 1948لغاية 1996قد بلغت حبدود % 53كما يعكس الشكل التايل:
واضح من الشكل السابق بأن هناك منو متسارع ملسامهة قطاع اخلدمات يف الناتج القومي األمريكي وهذا يوضح األمهية الكربى
هلذا القطاع يف االقتصاد األمريكي ،وكذلك يف البلدان األخرى كما يف اجلدول التايل:
3
اجلدول) (01نسبة مسامهة قطاع اخلدمات يف الناتج القومي
االستعراض للنسب الواردة يف اجلدول أعاله يؤكد بأن نسبة مسامهة قطاع اخلدمات يف الناتج القومي تفوق %50بكثري يف
البلدان مثل ( ،)USAاسرتاليا ،اململكة املتحدة فرنسا ،كندا ،الربازيل...اخل وهذا يشري بال شك ألمهية هذا القطاع ودوره يف
االقتصاد و التنمية االقتصادية للبلدان.
ب -تنامي نسبة القوى العاملة في قطاع الخدمات :تشكل القوى العاملة يف القطاع اخلدمي النسبة األعلى من العملني يف
القطاعات االقتصادية األخرى إن تطور نسبة تشغيل القوى العاملة حتتل أعلى نسبة بني القطاعات االقتصادية و يف دول العامل
كافة ،فقد ارتفعت نسبة التشغيل القوى العاملة يف قطاع اخلدمات األمريكي بني 1948إىل 1996إىل % 22من قبل القوى
العاملة األمريكية كما موضح يف الشكل التايل:
الشكل )(02تطور نسبة تشغيل )مسامهة( القوى العاملة يف القطاع اخلدمي األمريكي
80
نسبة
القوى 60
العاملة في 40
أمريكا
20
Percent
0 السنة
of us 1996 1984 1996 Year
Labor
Fouoce خدمات Services
صناعة تحويليةManufacturing
التعدين والزراعة Mining and agriculture
4
من املالحظ إن نسبة العاملني يف قطاع اخلدمي يف الواليات املتحدة تتزايد سنوياً بنسبة كبرية وهذا يدل على أمهية القطاع اخلدمي
و دوره يف االقتصاد .إن هذا الدور ليس فقط يف االقتصاد األمريكي ،وكذلك أيضاً يف اقتصاديات العديد من بلدان العامل وكما
يعرفها اجلدول التايل:
اجلدول ( )02تطور نسبة مسامهة القوى العاملة يف قطاع اخلدمات
نسبة مسامهة القوى العاملة يف قطاع اخلدمات لعام 1987 الدولة
42.1 جنوب إفريقيا
34.1 مصر
24.0 املكسيك
55.9 اليابان
46.0 الربازيل
46.0 اسبانيا
68.8 كندا
59.6 اململكة املتحدة
55.0 فرنسا
65.2 اسرتاليا
67.7 الواليات املتحدة
يالحظ من اجلدول السابق إن نسبة مسامهة القوى العاملة يف قطاع اخلدمة يف الواليات املتحدة هي أعلى نسبة و بعدها كندا ومث
اسرتاليا ،اململكة املتحدة ومث فرنسا.
وهذا مؤشراً واضحاً لتزايد االهتمام باخلدمات و حماولة إعطاء تعريف واضح ودقيق هلا ومث حتديد طبيعتها و خصائصها ومدى
اختالفها عن السلع املادية.
ج -هيكل قطاع الخدمات :إن قطاع اخلدمات هو قطاعاً خمتلف ومتنوع ويتضمن العديد من أنواع اخلدمات املتعلقة بالصناعيني
اليت تقدم إىل األفراد و الزبائن ،وكذلك ملنظمات األعمال ،إن نسبة مسامهة هذه اخلدمات بالنسبة لالقتصاد ومتفاوتة وختتلف
كما هو موضح يف الشكل التايل الذي يعكس هذه املسامهة يف االقتصاد األمريكي على سبيل املثال.
5
الشكل )(03توزيع مسامهة اخلدمات يف االقتصاد األمريكي
%8
% 14 الزراعة
الصناعة المعادة
%21
التحويلية
التأمين المالية
%13
%16
خدمات حكومية
%5 النق و
خدمات %5 ا تصا
األعما
الصحة
Services
التنامي الكبري لقطاع اخلدمات مبختلف أنواعها أدى إىل تغيري هيكل القـوى العاملة ( األيدي العاملة ) يف تطور االقتصادي ،فنرى
بأن القوى العاملة يف القطاع الزراعي أخـذت باحنصار بشكل أكرب مما يف القطاع الصناعي ،وهذا بدوره احنصر أيضاً لصاحل حجم
القـوى العاملة يف قطاع اخلدمات والشكل التايل يعكس ذلك.
الشکل ( ) 04تغيري هيكل االستخدام ( القوى العاملة ) يف تطور االقتصاد
Shore Agriculture
Services
Employment زراعة
حصة ا ستخدا خدمات
) القوى العاملة(
Industry
صناعة
Time, Capital,Income
د -أسباب تنامي دور قطاع الخدمات :إن هناك الكثري من األسباب اليت أدت إىل تنامي القطاع اخلدمي وهذا يعـود إىل ما
يلي:
6
.1زيادة يف منو الطلب على اخلدمات التقليدية واجلديدة أدى إىل زيادة مشاركة اجلهد من قبل العاملني يف قطاع اخلدمات من
أجل تلبية الطلب املتزايد على اخلدمات .وهذه الزيادة أدت إلعادة هيكلة القوى العاملة يف القطاعـات الصناعية والزراعية.
.2ظهور احلاجة لدى املنظمات املختلفة عامة أو خاصة ،صناعية ،زراعية ،جتارية إىل:
-الخدمات الداخلية :وهي عبارة عن تلك اخلدمات اليت تغطـي أنشطة واسـعة داخـل املنظمـات ،خـدمات احملاسبة ،إدارة قنـوات
التوزيع ،إدارة الرتويج ،الصيانة ،مكاتب التنظيف...إخل .إن هذه اخلدمات بدأت بالتوسع والتنوع بسرعة وارتبطت عمليات
تقدميها مع توسع األسواق.
-خدمات خارجية :إن انفتاح اخلدمات االقتصادية معناها تضاعف شدة املنافسة وحماولة كل منظمة إذ تلجا إىل:
-معرفة حاجات الزبائن وسلوكهم ومدى تـأثرهم بالعوامـل الدميوغرافيـة مـن ناحيـة الـوعي الثقـايف واالجتماعي والـصحي ،مستوى
الـدخل ،الفئـات العمرية ...وكذلك إىل منط احلياة ،املؤشرات الشخصية وغريها كلها عوامـل تؤثر على عملية االختيار لدى الزبون
للخدمات املعروضة مـن العديـد مـن املنظمات اخلدمية املتنافسة.
-شدة املنافسة أدت إىل جلوء املنظمات اخلدمية لإلبداع والتمييز يف تقـديـم حزمة متنوعة من اخلدمات داخل األسواق ،وذلـك
مـن خـالل تطبيـق التقنيات املتوفرة وحماولة تطـوير تلك التقنيـات بـشكل متجانس مع احلاجات املتجددة للزبائن.
.3اعتقاد الكثري من املستثمرين بأن قطـاع اخلـدمات أكثـر رحبـاً مـن القطاعـات األخرى ،لذلك أصبح توجه رأس املال باجتاه
االستثمار يف هذا القطاع يف خدمات متنوعة.
.4فرص النمو القطاع اخلدمي يف تسارع كبري حىت بلغت أكثر من % 50يف الكثري من البلدان يف عام .1988األمر الذي
أدى إىل دخول الكثري من املهتمني باخلدمات إىل هذا القطاع .األمر الذي انعكس على عدد وحجم املنظمات العاملة فيه ،يف
حني تقل هذا العدد يف القطاع الصناعي والزراعي.
.5حاجة الكثري من السلع املادية إىل خـدمات داعمـة خاصـة بـعـد البيـع ،كضمان الصيانة.
.6ازدياد الوعي الثقايف ،الصحي ،التعليمي ،املصريف واملايل ،لدى األفراد مما دفعهـم إىل طلب املزيد من اخلدمات لسد
احتياجاهتم املتنامية.
ثالث ا :مفهوم وطبيعة الخدمات:
نتيجة للدور الفعال الذي تلعبه اخلدمات يف تسهيل حياة األفراد وعمل مهم إن األعمال ،أصبح هناك توجهاً كبرياً حنو دراسة
اخلدمة وحتديد مفهومها وطبيعتها ما يشجع العديد من املختصني ،يف جمال التسويق بشكل عام أو يف تسويق اخلدمات والعاملني
يف املنظمات اخلدمية ،على إعطاء أمهية اخلاصة لتحديد مفهوم اخلدمة وطبيعتها وأبعادها املختلفة إن هذا االهتمام ساهم يف تعدد
املفاهيم وتنوعها استنادا إىل طبيعة تقدميها ومدى مسامهة أو مشاركة املستفيد منها وكذلك الدور الذي يلعبه مقـدم اخلدمة ومدی
ارتباط عملية تقدمي اخلدمة بالسلع امللموسة أو املادية ،إضافة إىل مدى حاجـة اخلـدمات إىل سلع مادية لتقدميها حيث هناك
الكثري من اخلدمات ال ميكن تقدميها دون مستلزمات مادية مرافقة مثل خدمات )اإلطعام ،الطريان ،العمليات اجلراحية ،الفندقية
) ..وهناك خدمات ال تعتمد على سلع مادية مثل اخلدمات االستشارية ،احملامات ،رعاية األطفال .) ...بينمـا هنـاك سلع
يعتمد بيعها واستمرارها يف العمل على اخلدمات مثل خدمات ( الصيانة ،الضمان ،إبدال قطع الغيار.) ...
إن هذا التباين يف دور الذي تلعبه اخلدمات يف إنتاج السلع املادية وإيصاهلا من املنتج إىل املستهلك وحىت بعد عملية البيع ،أو
الدور الذي تلعبه السلع املادية يف تقدمي العديد من اخلدمات ،يضاف لذلك اختالف دور كل من مقـدم اخلدمة واملستفيد منها،
جعل من مسألة إعطاء مفهوم واحد وشامل للخدمة أمر صعب ومعقد ومثري للجدل والنقاش.
7
سنحاول يف هذه الفقرة استعراض تطور مفهوم اخلدمة من خالل األدبيات اليت تناولت هذا املوضوع ومث نعرج بعدها لتحديد
طبيعة اخلدمة:
أ.مفهوم الخدمة:
عـدد من هذه املفاهيم وفقاً لإلطار الزمين الذي نتيجة الختالف وجهات النظر يف حتديد مفهوم اخلدمة ،سنحاول تفح
وضعت فيه:
يرى Bullبأن اخلدمة عبارة عن األنشطة أو املنافع اليت تعرض للبيع أو يرتبط تقدميها بالسلع املباعة بذلك فإنه حدد اخلدمة
بأهنا:
-أنشطة غري ملموسة ( تقدمي االستشارة ،إلقاء حماضرة ).
-منافع يدركها املستفيد بعد احلصول على اخلدمة ) خدمات التأمني ،خدمات صحية ،خدمات النقل .) ...
-يرتبط تقدميها بالسلع املباعة ألهنا تقدم مع هذه السلع ويلعب تقدميها دوراً أساسياً ومهماً يف حتقيق املنافع اليت يرغب
املستهلك احلصول عليها من خالل شراء السلعة ( صيانة ،ضمان ،توفري أدوات إضافية ،تقل السلعة .) ...
* أما كل من Myran and Blankenفإهنم يعرفون اخلدمة استناداً إىل الدور الذي تلعبه يف إجناز األعمال أو تسهيالت
اليت حيصل عليها املستفيد ،لذلك فإن اخلدمة متثل من خالل وجهة نظرمها عمل أو تسهيالت تساعد يف إجناز األعمال وتسهل
أمور املستفيد.
إن هذا التعريف ينطلق من خاصية عدم امللموسية للخدمة بشكل أساسي.
* يف حني عرف Gronroosاخلدمة على إهنا متثل نشاط وأنشطة تقريباً غري ملموسة ولكـن لـيـس مـن الـضروري إن يكون
هناك تفاع ـل مـا بني املستهلك والعاملني يف جمال اخلدمة أو يف نظام عملية اخلدمة ولكنها متثل حلول تقدم للمستهلك ،أي إن
اخلدمة وفقاً هلذا التعريف متثل:
-نشاط أو أنشطة.
-تقريباً غري ملموسة.
-ليس من الضروري إن يكون هناك تفاعل مباشر ما بني مقدم اخلدمة واملستفيد منها مثل خدمات ( تصليح سيارة ،بناء دار،
.)...
-اخلدمة متثل تقدمي حلول للمشاكل اليت يواجهها املستهلك لتسهيل أمور حياته.
* يف حني جيد Ramaswamyبأن اخلدمة متثل تفاعل مـا بـني مقـدم اخلدمة ومتلقيها من أجل إنتاج شيء وحتقيق الرضا
ملتلقي اخلدمة.
* أمـا كـل مـن Sasser & wyokoof , Deighton, Bitner& ZeithamL,يشريون إىل إن اخلدمة:
-متثل حتويل قيمة مضافة وتقدمي منافع للمستفيد.
-أمهية املستلزمات املادية والبيئة الطبيعية ألهنا تشكل الوسط املهم والذي يلعب الدور األساسي يف عمليات إنتاج اخلدمة
واستهال كها
* أما Lakh & Mahautyفيشريان إىل أن إىل نظام إنتاج اخلدمات يتطلب مدخالت و عمليات خمتلفة وحتويل قيمة
مضافة لتقدمي خمرجات على شكل منافع لطاليب اخلدمة لكي حتقق سعادة أكثر مما كان يتوقع إن حيصل عليها.
* يف حني يعرف كل abmal & Hitmerاخلدمة على إهنا متثل أعمال ،عمليات وإجناز ،وإن مجيع األعمال والعمليات
تقود إىل إنتاج شيء غري ملموس.
8
* أما Turbanفإنه يصرف اخلدمات على إهنا متثل سلسلة من الفعاليات واألنشطة املصممة واليت تعزز مستوى الرضا
املستفيد ،وإن هذه اخلدمات تقدم من قبل اجملهز والذي قد يتمثل باألفراد أو عن طريق األجهزة واليت من خالهلا حيصل املستهلك
على اخلدمة مثل خدمات الشبكية.
* يف حني يشري كل من Chia & Chinإىل إن حتديد مفهوم اخلدمة جيب إن يستند على جمموعة من املفاهيم انطالقا من
عملية إنتاج وتقدمي اخلدمة وخصائصها وجودهتا وكيفية إدراك تلك اجلودة.
* أخرياً يشري Deeإن تعريف اخلدمة ال بد إن يتم حتديده من خالل:
-مقدم اخلدمة والذي يقوم بتسليم وجتهيز اخلدمة.
-حاجة الزبون للخدمـة ( للتعليم ،للسياحة ،للعـالج ،للسفر ...اخل ) أو لديـه مشكله أو عوامل بيئية تقوده إىل ظهور حاجة
لديه.
-املنافع اليت حيصل عليها الزبون يف الوقت املناسب.
-جمهز اخلدمة مسؤول ع ن خلق امليزة التنافسية للمنظمة اخلدمة ،ويشكل جزء مهم من جتربة الزبون من خالل اشرتاكه يف عملية
التقدمي.
-جيب إن حتدد األنشطة والعمليات بشكل جيـد للعاملني وتدريبهم على ما يتوقع إن يقومون به لتقدمي اخلدمة باجلودة املطلوبة
وميكن هـذا إن يقلـل مـن تباين اخلدمة.
-إن اخلدمة متثل سلسلة من النشاطات اليت ال تقود إىل امتالك النتائج ( املخرجات ) وهذا ما مييزها عن السلع امللموسة.
-اخلدمة جمموعة من املنافع اليت تقدم لكل فرد استنادا لطلبه.
ب .أهم االنتقادات الموجهة لمفهوم الخدمة:
هناك جدل بني الباحثني حول مفهوم اخلدمة ،حيث التعريفات اليت تناولت اخلدمة ومفهومها ،واليت سبق استعراضها ،كل منها
تناولت جانبا حمددا من هذا املفهوم ،فقسم من هذه التعريفات ركزت على العالقة بني جمهز أو مقدم اخلدمة والزبون ،والقسم ركز
على العمليات واملنافع اليت قد يستفاد منها الفرد عند شرائه هذه اخلدمة أو تلك ،بينما ركز القسم األخرى على االرتباط بني
السلع املادية واخلدمات ،أو على بعض اخلصائ املتعلقة باخلدمة ( خاصية الالملموسية ) ...يف هذا الصدد أكد كل من
Gronroosو Ramas Wamyبأن تقدمي اخلدمة يصاحبه استخدام السلع امللموسة لتقديها ألن تقييم املستفيد يعتمد
على خرباته السابقة استناداً إىل األهداف اليت يسعى لتحقيقها والدوافع اليت قادته إىل طلب واستهالك اخلدمة ..الواضح من هذا
املفهوم بأن يركز على ما يلي:
-ارتباط تقدمي اخلدمة بالسلع األخرى.
-إن تقدمي اخلدمـة يـرتبط باجلوانب السلوكية للزبون كحاجات ،الدوافع ،األهداف ،إضافة إىل التعلم من خالل اخلربة والتجربة
السابقة.
-تقييم اخلدمة من قبل املستفيد يتم من خالل خرباته وجتاربه السابقة ( أي تعلمه ) وإدراكه وبالتايل فإن اجلانب النفسي
السلوكي هـو أساس يف عملية تقدمي اخلدمة.
أما Yongفإنه يشري إىل ضرورة إن يكون الرتكيز منصباً عند حتديد مفهوم اخلدمة على حتديد عمليات التقدمي والعوامل
املساعدة على ذلك من خالل تعريف اخلدمة على أهنا إجناز وتنفيذ حبو من خالل التفاعل ما بني مقدمها واملستفيد منها .و
يضيف Yongبأن حتديد مفهوم اخلدمة من قبل الكثري يف السابق مل يركز على خصائ اخلدمة.
9
إن بعض الباحثني ينظر إىل مفهوم اخلدمة من خالل إدراك اخلدمة نفسها ويدفع إىل تركيز االنتباه من خالل التمييز ما بني
إسرتاتيجية تسويق اخلدمات والسلع إن هذا االجتاه يؤكد على متيز عـدم ملموسية اخلدمة وملموسية السلعة ،وإن هـذا االختالف
باإلسرتاتيجية التسويقية بأخذ بنظر االعتبار هذه اخلاصية.
إن هذا االجتاه القى انتقادات واسعة من العديد من الباحثني على رأسهم wrightالذي وجه انتقاد إىل الذين يعتمدون على
خاصية عدم امللموسية يف حتديد مفهوم اخلدمة ،ألنه جيد بأن اخلدمات الصناعية تتطلـب الكثري مـن السلع امللموسة لكـي حتـقـق
رضـا للمستفيد وتستجيب للطلب وإن املستهلك ال يهمه ملموسية أو عدم ملموسية اخلدمة ولكونه يركز على العمليات والسلع
الداعمة لتقدمي اخلدمة اليت حتقق له اإلشباع ورضا املطلوب.
-أما كل من wyckhmon, Fitzroyand Mandreفإهنم ركزوا على مفهوم و اخلدمة استناداً إىل إمجايل املنافع اليت
يدركها املستفيد مـن خـالل تقـدمي اخلدمة والرتكيز خارج إطار امللموسية أو عدم امللموسية بل من خالل التفاعل.
-أمـا كـل مـن ،Berry & Dhruv, Berry , Zeithaml &Bitnerفإهنم اتفقوا على إن حتديد مفهوم اخلدمة
جيب إن يرتكـز عـل خصائصها األربعـة الرئيسية ( عـدم امللموسية ،التباين ،التالزمية ،التالشي).
نستخل مما تقدم بـأن حتديد مفهوم اخلدمة جيب إن يتضمن ما يلي:
.1اجلوانب املتعلقة بالزبون :وتشمل املؤثرات السلوكية كحاجة ،الدافع األهداف ،اخلربة والتجربة ،مدى إدراك جلودة اخلدمة،
واملنافع اليت حيصل عليها الزبون يف وقت احلاجة للخدمة.
.2اجلوانب املتعلقة مبفهوم اخلدمة :خربة ،مهارة ،قدرته على التقدمي اجليد للخدمة وحتقيق الرضا.
. 3املستلزمات املادية الداعمـة مـن سـلع ملموسة ،األبنيـة ،التجهيزات الالزمـة لتقدمي اخلدمة على الوجه الصحيح.
.4جيب حتديد األنشطة والعمليات بشكل جيد وتدريب العاملني على تقدمي اخلدمة باجلودة املطلوبة.
.5إن اخلدمة عبارة عن سلسلة أنشطة ال تقود إىل امتالك النتائج أو خمرجات.
.6اخلدمة جمموعة من املنافع اليت تقدم إىل األفراد كل حسب طلبه.
ج .طبيعة الخدمات:
باإلمكان فهم طبيعة اخلدمات من خالل العالقة بينهما والسلع املادية بسبب الرتابط والتزامن الوثيق فيما بينهما ،والسيما يف
مراحل التسليم والتمييز .إن تصنيف اخلدمة ال ميكن إن يكون مبعزل عن السلع املادية ،إن عرض املنظمة عادة بعض اخلدمات،
ميكن إن يكون عنصر اخلدمة ثانويا أو رئيسياً من العرض الكلي من أكثر احلاالت يرتاوح العرض بني سلع مادية حبته إىل خدمة
حبته يف جانب آخر.
ثالثا :تصنيف الخدمات:
هنالك العديد من التصنيف للخدمات ،ويعتمد هذا التصنيف علـى عـدة مؤشرات منها عرض السوق ،مدى مشاركة الزبون،
االعتمادية ) ...سنحاول يف هذه الفقرة تقدمي أهم أساليب تصنيف اخلدمات:
أ -عرض السوق:
إن عملية تصنيف اخلدمات ختتلف بني باحث آلخر ،ولكن بشكل عـام هنـاك أربعة أصناف للخدمة والسلع املادية معتمداً على:
-فيما إذا كانت اخلدمة أو السلع املادية يتميزان بعرض أويل.
-فيما إذا اخلدمة أو السلعة املادية دور إسنادي.
-إن بعض السلع املادية يتطلب خـدمات مـا بـعـد الـشراء ،وهـذا النـوع يتعلـق باخلدمات املرتبطة بالسلع املادية مثل السيارات،
األدوات الكهربائية املنزليـة ...اخل وهنا تتبع املنظمات الصناعية اسرتاتيجيات متعددة لتحسني معولية اخلدمة.
10
-عندما تقدم اخلدمات مع مساندة السلعة تلعب السلعة املادية هنا دور الساند مثل اخلدمات املصرفية ،الصحية ...اخل.
إن الشكل التايل يوضح عرض اخلدمات والسلع املادية .
الشکل ( )05تصنيف اخلدمات
Primary offering
العرض األولي
Equipment
Pure Goods
Intensive
سلع بحته
Services
Goods Pour
Retated Services
11
إن العرض األخري ميكن إن ترافقه فيما بعد تقدمي خدمات أو سلع إضافية ،إال إنه ألغراض الفصل والتحليل فقد يتم تقييم هذه
اخلدمة مبعـزل عـن أي شـيء إضايف ...فمثالً قد ال يـؤدي العـالج النفسي أو ال يتطلـب وصـف أي دواء ،كذلك بالنسبة للعناية
باألطفال مما جيعل اخلدمة حبته.
ج -التقسيم وفقا لنسبة ( الخدمة /السلعة ) ومشاركة الزبون:
إن هذا التقسيم يوضح طبيعة العالقة بني اخلدمات واملنتجات املادية ،حيث كل من Douglas & Personsمثاالً واضحاً
على هذا التقسيم.
الشکل ( )06نسبة)اخلدمة السلعة( ومشاركة الزبون
Customer Participation
الهندسة
خدمة تامة
)سلع الخدمة
ا ستشارات
هي (أ
األسا الخدمات الطب
الخدمات اإلعإلنات
مصحوبة أو البريدية اإلدارة
إنها تسل من
خال السلع التأثير
التعلي
الفنادق
الشحن النق
البحر الجوي
الشحن الشخصي Sector 5
من خالل الشكل أعالء يتضح بأن هناك العديد من القطاعات اليت تشري إىل ارتباط اخلدمة /السلعة حيث وقع يف القطاع
( )3،6سلع مادية تشمل خدمات قليلة ( مرتبطة هبا متاماً ) مثـل التـدريب ،املوسيقى ،الكتـب ،وتكـون نسبة اخلدمات فيهـا
منخفضة.
12
ويبني القطاع ( )2،5خدمات مصحوبة ببعض السلع)اخلدمات اليت يتم تسليمها من خالل السلعة( مثل خدمات الشحن جوا
أو حبرا و اخلدمات الفندقية...اخل.
أما القطاع ( )1،4فيشمل على خدمات حبتة (هي األساس) ترافقها سلع بدرجة أقل مثل الطب ،اهلندسة ،التأمني وتكون نسبة
(اخلدمة /السلعة) فيها عالية.
وبنفس الوقت يوضح الشكل ثالثة جماميع ( موضوعة داخل الدوائر ) لتوضيح نوع ومستوى العالقة بني نسبة (اخلدمة /السلعة)
ودرجـة حـضور (مشاركة) الزبـون حيث تتطلب اجملموعة األوىل مشاركة (حـضورا) غالبـا للزبون وترتفع فيهـا نـسبة (اخلدمة /السلعة)
ومتثل الدائرة الوسيطة (اجملموعة الثانية) حالة وسط بني اجملموعتني.
د -التقسيم وفقا لتقييم الخدمة:
إن هذا التقسيم يشري مسألة تقييم اخلدمة /السلعة من وجهة نظر الزبون ،حيـث إن هذا التقييم خيتلف بني اخلدمات (هنـاك
صعوبة يف تقيمهـا) وبني السلع (سهلة التقيـيـم) .لقـد عـرض كـل مـن Lovelock & wirtzمنوذجاً يوضح اختالف كل
اخلدمات والسلع من خالل :مسألة التقييم .اخلصائ .
والشكل التايل يوضح ذلك:
الشکل ( )07اختالف اخلدمات و السلع يف التقييم و اخلصائ
صعوبة التقيي
العمليات
مالب أثاث سيارات األغذية التعلي
المعقدة
تفتيش أو بحث عالي في خبرة أو تجربة عالية اعتماد أو مصدا ية
الخصائص بالخصائص عالية بالخصائص
13
-3اجملموعة الثالثة وهي منتجات ( خدمات حبتـه ) ،كمثـل التعليم ،العمليـات اجلراحية املعتمدة ،فإن هناك صعوبة يف تقيمها
ويكون أساس هـذا التقييم االعتماد واملصداقية العالية خبصائصها واألفراد القائمني على تقدميها.
ه -تصنيف حسب عناصر الملموسية و االلملموسية:
تصنف املنتجات وفقاً لعناصر املتعلقة خباصية امللموسية أو عـدمها ،لذلك فإن هذه املنتجات تدرج وفقاً هلذا اخلاصية من
ملموسية عاليـة ( سلع مادية ) أو عـدم امللموسـية عاليـة ( اخلـدمات ) .لقـد قـدم كـل مـن
Lovelock & wirtzو Zeithan & Bitnerعرضا ألنواع املنتجـات وفقاً لعناصـر ملموسـيـة وعـدم ملموسية
املنتجـات ( السلع واخلدمات ) ،كما يف الشكل التايل:
الشكل) (08تصنيف املنتجات حسب خاصية امللموسية و الالملوسية
عاليHigh
مكاتب
اإلعالن
خطوط جوية
ملح استشارات
Tangible Elements
عناصر الملموسة
شراب
التأمين
نادي القلق
تعلي
سيارات
عناصر الالملموسية
منخفض Low عاليHigh
Intangible Elements
14
واستناداً إىل ما تقدم ميكن تصنيف اخلدمات إىل ما يأيت:
.1من حيث االعتمادية :حيث تتنوع على أساس إما اعتمادها على املعدات ( مثل غساالت السيارات اآللية ) أو اعتمادها
على األفراد ( مثل تنظيف الشبابيك ) ..كما تتنوع اخلدمات اليت تعتمد على األفراد حسب أدائهـا مـن قبـل العمـال املاهرين أو
غري املاهرين أو من قبل احملرتفني.
.2من حيث تواجد (حضور) الزبـون :حيـث تتطلـب بـعـض اخلـدمات حضور الزبون لكي تؤدي اخلدمة ( مثل العمليات
اجلراحية ) بينما ال تتطلـب خـدمات أخرى وجود (حضور) الزبون ( مثل تصليح السيارات).
.3من حيث نوع الحاجـة :حيـث تتباين اخلدمات فيمـا إذا كانت حتـقـق حاجـة شخصية (خدمات فردية) أو (حاجة لألعمال
خدمات جتارية ،خدمات أعمال) كاألطباء يصفون تسعرية الفحوصات اجلسمية لألفراد (املرضى املراجعني) بشكل خيتلف عن
فحوصات (منتسيب الشركات) ،كما إن شركات اخلدمة تضع برامج تسويقية خمتلفة لكل من األفراد (خدمات شخصية) واألسواق
التجاريـة ( خدمات جتارية عامة ).
.4من حيث أهداف مجهزي الخدمة :حيث خيتلـف جمهـزوا اخلـدمات يف أهـدافهم (الرحبيـة أو الالرحبيـة) أو مـن حيـث امللكيـة
(اخلاصـة أو العامـة) فـالربامج ختتلف تلك اليت يطبقها مستشفى خريي .خاص عن التسويقية ملستشفى خاص (الرحبية ال تعترب من
أهدافه األساسية).
15
المحور الثاني :مدخل إلى تسويق الخدمات
أوال :مكانة التسويق في قطاع الخدمات:
إن الدليل على مكانة ودور التسويق يف قطاع اخلدمات متضارب ،فمـن ناحية وجد بأن املنظمات ذات الطبيعة اخلدمية هي ذات
توجه تسويقي أقل وحمدود مقارنة باملنظمات ذات اإلنتاج السلعي ،ويف الواقع ،اقرتح البعـض إن النمـو املتسارع يف قطاع اخلدمات
ال يعزى للتطوير يف التطبيقيات التسويقية،إن هذا اإلدعاء وإن كان ليس من الضرورة إن ينطبـق علـى مجيـع املنظمات اخلدماتية
فهو يعتمد على األسباب التالية:
-1إن هيمنة صفة الالملموسية على املنتجات اخلدمية قـد ينـتـج عنـهـا مشـاكل تسويقية أكثر صعوبة مقارنة بتسويق السلع املادية
(مثال ،العرض ،بيع فوائـد املنتج اخلدمي ...إخل).
-2بعض منظمات األعمال اخلدمية ( مثل املنظمات املهنيـة ) تعـارض فكـرة التسويق ،فهم يعدون إن بعض التطبيقات التسويقية
للسـلع ال تتوافـق مـع طبيعة مهنتهم ( .مثال ،إن ممارسة اإلعالن ال يزال استخدامه مقيدا أو ممنوعا يف العديد من املهن كاملهن
القانونية والطبية) ،كما إهنم ما زالوا يعدون أنفسهم منتجني للخدمات وليسوا مسوقني هلا.
-3إن العديد من املنظمات اخلدمية هي صغرية احلجم على االتصال املباشـر مع عمالئها وقد ال حتتاج لطرق التسويق نفسها
كما هو مطلوب لنفس األنواع املنظمات املتوسطة والكبرية احلجم .فـالعديد مـن األسـاليب اإلداريـة والتسويقية قد ال تتناسب مع
مثل هذه املنظمـات (مثـل صالونـات احلالقـة وحمالت تصليح األحذية).
-4إن بعض املنظمات اخلدمية تواجه طلبا على خدماهتا أكرب من قدرة استيعاهبا أو العرض املتاح لديها ( مثل املستشفيات
العامة واجلامعات احلكومية ) ليسـت مضطرة لتحاول جاهدة لتلبية احتياجات العمالء مثل باقي املنظمات األخرى.
-5إن القيود القانونية على بعض اخلدمات قد حتدد من دور التسويق فيـهـا مثـل اخلدمات الصحية اخلاصة.
-6بعض املنظمات اخلدمية تتمتع بقوة احتكارية يف حقل اخلدمات اليت تعمل بـه وفشلت يف إدراك وجود منافسة هلا ( كاملنافسة
بني املنظمات العامة ).
-7إن نوعية اإلدارة ليست جيدة يف العديد من املنظمات اخلدميـة ،يقـول أحـد الباحثني Stantonإن"اإلدارة العليا يف
منظمات اخلدمات مل تـدرك بعد ( ) 1ماهية التسويق و ( ) 2أمهيته لنجاحها .فهؤالء املديـرون مـا زالـوا خيلطون بني مفهوم البيع
والتسويق وعاجزون عن حتديد العنـاصر األخـرى لنظام التسويق .كما إهنم ال ينسقون جهودهم ونشاطاهتم التسويقية حىت تكون
أكثر فعالية وكفاءة .فالكثري من املنظمات اخلدمية تفتقر إىل وحدة إدارية تتوىل مسؤولية وظائف التسويق".
-8حىت ولو كان بعض مديري اخلدمات مهتمني بتطبيق مفاهيم التسويق ،فإنـهم جيدون إن ما هو منشور من أحبا وأعمال يف
حقل التسويق ما زال ذا فـائدة حمدودة بالنسبة هلم حيث إن معظمها يركز على تسويق املنتجـات السـلعية فبعض الكتاب يف جمال
تسويق اخلدمات يرون إن األفكار التسويقية املتاحة املطبقة على السلع ال تفيد كثريا مسوقي اخلدمات .مثال ذلك ،يرى دونلـي
Donnellyإن املفاهيم التسويقية اليت طورت وطبقت أصـال يف جمال تسويق املنتجات السلعية تعد ذات قيمة حمدودة يف
تسويق اخلدمات وقد أشار Eiglierإىل إن االختالف يف املشـاكل التـي تواجهـها املنظمات اخلدمية الناجتة عن خصائصها
تتطلب طرقا و أساليب تسـويقية تلك اليت تطبق يف املنظمات املنتجة للسلع املادية.
وليس من شك يف إن الكتابات واألحبا التسويقية السابقة ركـزت حمـور اهتمامها يف البداية على املنتجات السلعية ،وهذا تغري
حايل وقد أصبحت بعـض الكتابات منذ الثمانينات تركز على أمهية تسويق اخلدمات وأخذت تفرد فصوال هلا ،كما أصبحت هناك
كتب ختت يف الكتابة عن قطاع اخلدمـات عمومـا أو موضوع معني يف هذا القطاع .وبشكل أساسي ركزت الكتابات على
الكيفية التـي ميكن هبا تطبيق التسويق يف قطاع اخلدمات.
16
من ناحية أخرى أصبحت الكثري من منظمات اخلدمات على درجة عاليـة من التوجه التسويقي ،ألنه ليس من املعقول ومن اخلطأ
االعتقاد بأن مجيـع هـذه املنظمات تتجاهل دور التسويق .فبعض املنظمات اخلدمية الناجحة مثـل بعـض الفنادق والبنوك تطبق
مفاهيم التسويق .وحيث إن ازدياد املنافسة حمليا ودوليا فـي العديد من أنواع قطاع اخلدمات ( مثال اخلدمات املصرفية) وانتقال
حركة العديد من األفراد ممن ميتلكون اخلربة يف جمال التسويق غري اخلدمي إىل وظائف يف قطـاع اخلدمات ،وحماوالت العديد من
منظمات اخلدمات يف احلفاظ على مستوى معيـن من اجلودة وزيادة اإلنتاجية من أجل مواجهة ضغوط املنافسني وحمدودية املـوارد
(مثال اجلامعات اخلاصة ) ،والعوائق القانونية والقيود األخالقيـة التـي ال ميكـن جتاهلها ( مثال :االعرتاض على اإلعالنات)
اإلعالنات ونتائج هذه العوامل وغريها من العوامل األخرى ستشجع على توسيع االهتمام بتطبيق مفهوم التسـويق علـي نطاق
أوسع يف قطاع اخلدمات .هناك العديد من الدالئل على إن املفهوم التسـويقي أخذ بتزايد قبوله وتطبيقه يف قطاع اخلدمات،
وخصوصا فـي الصناعـات التـي اعتقدت يف السابق بأنه غري مناسب أو ال ميكن ممارسته.
وقد خل lovelockيف كتابة أهم التطورات والتغريات احلديث الدول املتقدمة و اليت ساعدت املنظمات اخلدمية على تبنـي
املفـاهيم التسـويقية وهي:
.1التغيير في أنماط التشريعات والتعليمات الحكومية المنتجة:
جرت العادة بأن حيكم عمل العديد من اخلدمات وتنفيذها مبجموعـة القوانني والتشريعات احلكومية ،فبعض احلكومات حتدد
وتتدخل يف بعض جوانب أداء اخلدمة مثل حتديد سعرها ،واملناطق اجلغرافية اليت يتم فيها توزيع اخلدمـة ويف بعض احلاالت قد حتدد
بعض مالمح أو خصائ اخلدمة ذاهتا .خـذ مثـال الكهرباء يف األردن ،إن هذه اخلدمة سعرها حمدد من قبل الدولة ومناطق
تقدميـها منظمة مبجموعة من القوانني والتشريعات وكذلك خصائ ومواصفـات اخلدمـة نفسها.
ويف أواخر السبعينات احلاكمة للخدمة ،بدأت بعض حكومات الدول مثل الواليات املتحـدة األمريكية وبعض الدول األوروبية
بتعديل حجم التشريعات يف العديد من الصناعات اخلدمية حبيث خفضت من درجة التدخل أو القيود املفروضة على املنافسة بني
هذه الصناعات مثل صناعات خدمات الطريان والبنوك والسكك احلديدية واالتصـاالت والتأمني ،وينبغي علينا إن ندرك إن إزالة
أو ختفيض حجـم القوانني احلكوميـة احلاكمة للخدمة يسهم يف زيادة جودة اخلدمات عن طريق إزالـة كـافـة العقبـات والقيود اليت قد
توجد أمام املنافسة كما إهنا تقضي على كافة القيود والعوائق التـي توجد أمام حرية املنظمات اجلديدة يف الدخول إىل السوق،
وكذلك القيود اليت توجد على التسعري للخدمات والقيود اليت توجد على األسواق اليت ميكن للمنظمة تقديـم خدماهتا هبا ومثل
هذا األمور مجيعها تقوي من املنافسة بني املنظمات والتـي ال جتد حال أمامها للصمود واحملافظة على مكانتها السوقية إال من
خـالل تطويـر وحتسني خدماهتا.
ومن جهة أخرى ،فإن ختفيض التشريعات احلكومية أو مدى تدخل احلكومة يف أعمال منظمات اخلدمات ال خيلو من العيوب،
فعلى سبيل املثال ،قد يـؤدي رفع القوانني اخلاصة بالسعر ( تعومي األسعار ) إىل تقلي أرباح بعض املنظمـات نتيجة اخنفاض
السعر وفقا للمنافسة والذي قد يؤدي يف النهاية إىل خروج بعـض املنظمات من السوق وظهور حالة االحتكار .وهذا ما حد
بالفعل فـي الواليـات املتحدة األمريكية حيث اضطرت بعض شركات الطريان إىل اخلروج من السـوق نتيجة املنافسة السعرية .ومن
هنا فإن التغيري يف القوانني احلكومية ال ينبغـي إن يتجه فقط حنو إزالتها أو التخفيف منها يف كافة اجملاالت ولكن جيب على
احلكومة إن تزيد من تلك القوانني اليت حتمي املستهلك والبيئة وتزيد من األمان للجمـهور عند استخدامها هلذه اخلدمات.
.2تبسيط المعايير الخاصة بالنقابات والجمعيات المهنية:
ففي الواليات املتحدة و يف دول أخرى عملت حكوماهتا على إجبـار النقابات املهنية إلزالة القيود أو املقاطعة اليت كانت توجد
علـى اإلعالن اجلمـاهريي و أنشطة الرتويج األخرى ( أي السماح باإلعالن وممارسة األنشطة الرتوجييـة ) .ومن هذه املهن اليت
17
تأثرت بذلك احملاسبة ،والطب واحملاماة اليت بدأت تعمل فـي أجواء تنافسية حرة .ومن جهة أخرى ،فإن حرية ممارسة اإلعالن
والرتويج والبيع هي ضرورية يف تطوير اخلدمات املبتكرة وختفيض األسـعار وأنظمة التسليم اجلديدة النتباه العمالء املتوقعني.
.3االتجاه نحو الخصخصة في مجال الخدمات العامة :يستخدم تعبري اخلصخصة لوصف سياسة حتويل بعض الصناعات
القومية إىل امللكية اخلاصة بدال من ملكية الدولة مبعنـى حتويـل املنظمـات العامـة واملنظمات اليت ال تسعي إىل حتقيق الربح إىل
القطاع اخلاص .والواقع إن مفهوم اخلصخصة قد انتشر بسرعة مذهلة يف الكثري من دول العامل ومنها األردن .وقـد أدت عمليات
اخلصخصة لشركات مثل الطريان وخدمـات االتصـاالت والنقـل وغريها إىل إعادة تصميم اهلياكل التنظيمية لتلك املنظمات والرتكيز
على احتياجات ورغبات العمالء وكذلك الرتكيز على قطاعات سوقية معينة.
.4تبني المنظمات غير الربحية لالستراتيجيات الموجهة بالسوق:
لقد أجربت الضغوط احلالية التـي تتعـرض لـها املنظمـات العامـة واجلمعيات واالحتادات غري اهلادفة للربح إىل حماولة ختفيض
التكاليف وتنميـة عمليات أكثر كفاءة واالهتمام بشكل أكرب حباجات ورغبات املسـتهلكني وأنشطة املنافسني .وتسعى بعض مثل
هذه املنظمات إىل إعادة النظر يف خـط منتجاتـها ،وإضافة بعض اخلدمات اهلادفة للربح مثل متاجر تبيع بعض اهلدايا التذكارية فـي
املتاحف واالستشارات من أجل حتقيق أرباح ودعم نظم التشغيل وحتسـني جـودة اخلدمة.
.5التقدم التكنولوجي:
إن التقدم التكنولوجي اهلائل شجع منظمات اخلدمات على تغيـيـر العمل اليت تنتهجها يف التعامل مع عمالئها والعمل على ما
هو أبعد مـن والشك إن عامل القوة للتغيري اليوم آت من التكامل بني احلاسـوب واالتصـاالت .فاملنظمات اليت تعمل على أساس
خدمات معلوماتية مثل املنظمات املالية ينظـر إىل طبيعة ونطاق أعماهلا بأهنا حتولت كاملة إىل أنظمة تسـليم اإللكرتونيـة متطورة
حمليا ودوليا ،تقدم عن طريق شبكة اإلنرتنت .
إن التغيري التكنولوجي مشل أيضا العديد من اخلدمات األخرى مثل شركات الطريان والفنادق واحملالت التجارية .فالتكنولوجيا تعمل
على ما هو أكرت من خلق خدمات جديدة ومتطورة ،فهي تعمل على تسهيل هندرة األنشطة مثل توصيل املعلومات ،واستالم
الطلبيات والدفع وحتسني قدرة املنظمة يف احملافظة على معايري حمددة اجلودة خمرجاهتا ،والسماح بإحالل اآلالت حمل مـن األيـدي
العاملة يف الوظائف الروتينية واملتكررة كما إهنا تعمل على مشاركة أكرب للعمالء يف العمليات من خالل استخدام أسلوب اخلدمة
اآللية الذاتية.
.6نمو محالت السالسل الخدمية وشبكات التراخيص ومنح االمتيازات:
أصبحت اخلدمات اآلن توصل من خالل سالسل وطنية وعاملية .وأسـماء مشهورة لفنادق ومطاعم أصبحت تنتشر وتستخدم
بعيدا عن موطنها األصلي مثـل مطاعم مكدونالد و كنج بريغر وحمالت السيفوي واملاريوت وغريها ،والرتخي يعين منح شركات
أخرى حق استخدام أمساء هذه املنظمـات ضمـن شـروط وإجراءات تعاقدية حمددة ،وتزداد شعبية هذه الطريقة يف متويل توسيع
السالسل للخدمات ذات املواقع املتعددة اليت تقدم مفهوم خدمة متطابقة ( أي نفس مواصفـات اخلدمة(.
إن أهم متطلبات جناح توسع منظمات سلسلة اخلدمات هو أعداد وختطيـط محالت إعالنية مجاهريية لرتويج األمساء التجارية حمليا
وحىت أيضـا عامليا وتنميط عمليات إنتاج اخلدمات ،وتطوير الربامج التدريبية واستمرار البحث منتجات جديدة والرتكيز على
حتسني الكفاءة والفعاليـة وعمـل برامـج تسـويقية مزدوجة موجهة للعمالء واملرخ هلم على التوايل.
.7العولمة والتوجه الدولي:
إن اخنراط املنظمات اخلدمية دوليا أصبح واضحا ألي ســائح أو رجـل أعمال يسافر إىل اخلارج ،فشركات الطريان اليت كان نطاق
عملها أساسا السـوق احمللي ،أصبحت اليوم متتلك شبكة خطوط خارجية مكثفة ،كما إن العديــد مـن املنظمات املالية ووكاالت
18
اإلعالن والفنادق ومكاتب تأجري السيارات وغريها ميتد نشاطها يف العديد من الدول .هذه اإلسرتاتيجية قد تعكس مـدى احلاجـة
خلدمـة العمالء احلاليني بشكل أفضل والدخول يف أسواق جديدة أو كليهما معا.
.8الضغوط لتحسين اإلنتاجية:
مع زيادة املنافسة بني املنظمات على أسس سعريه زاد الضغط عليها لتحسني اإلنتاجية .فمطالبة املستثمرين بتحسني العائد على
استثماراهتم جعل هذه املنظمات تسعى إىل البحث عن طرق جديدة لزيادة األرباح عن طريـق ختفيـض تكـاليف خدمات توصيل
اخلدمات .ومن املعروف إن اإلنتاجية يف القطاع الصناعي السلعي أكثر تقدما وتطورا مقارنة بالقطاع اخلدمي .فاسـتخدام
التكنولوجيـا إلحـالل األيدي العاملة هي إحدى الطرق لتخفيض التكلفة كما هو متبع فـي العديـد مـن ی مثل شركات
الصناعات .كما إن إعادة هندرة العمليات ينتج عنها تسريع يف العمليـات عـن طريق ختفيض اإلجراءات واخلطوات غري الضروريـة.
إال إن علـى اإلدارة إن تدرك املخاطر الناجتة عن إجراءات ختفيض تكاليف العمليات واألفراد دون عمـل حساب حلاجات العمالء
ونظرهتم للجودة.
.9التوسع في عمليات التأجير في منظمات الخدمات:
متثل منظمات التأجري احتادا وثيقا بني اخلدمة واملنظمات الصناعية حيـث ميكن للعمالء سواء بصورة فردية أو بصفة مجاعية التمتع
باستعمال منتج مـادي بدون ملكية فعلية له ،وقد يكون االستئجار لفرتة زمنية طويلة جمرد استئجار للسلعة ذاهتا أو جمموعة
متكاملة من اخلدمات إىل جوار السـلعة ،فعلـى سـبيل املثـال من استئجار السيارات الكبرية احلجم ميكن إن يتم مبجرد استئجار
هذه السـيارات أو إن يتم التعاقد على جمموعة متنوعة من اخلدمات واليت تتضمن إعادة طالء هـذه السيارات وصيانتها و استبدال
إطاراهتا وتقدمي برامج تدريبية للسـائقني وغريهـا .كذلك فإن األفراد ميكن استئجار خدماهتم بدال من تعيينهم واستخدامهم بشكل
دائـم .و يعد أسلوب التأجري أفضل من الشراء إذا كان املستأجر ال حيتاج للشيء املستأجر إال لفرتة حمدودة.
.10المصنعين كمقدمين للخدمات:
يف الفرتة األخرية توجهت العديد من املنظمات الصناعية الكربى والعاملـة يف عدة ميادين مثل احلاسب اآليل والسيارات واألجهزة
اإللكرتونية و امليكانيكية واليت خلقت لديها مراكز للخدمة تعاملها على إهنا مراكز رحبية مستقلة .فــالكثري من اخلدمات كانت
تقدم جملرد املساعدة يف بيع السلع مثل خدمات النقل والتســليم والرتكيب والتدريب والصيانة والتشغيل أصبحت تقدم اآلن يف حد
ذاتـها حـتـى حتقق رحبا للمنظمة بصرف النظر عما تبيعه هذه املنظمة من سلع إذا مـا قـام املستهلك بشراء السلع من املنظمات
املنافسة
ثانيا :المضامين التسويقية الخاصة بالتحوالت العالمية في مجال الخدمات:
اشتملت أوعية الفكر التسويقي على تعريفات كثرية للتسويق ،فقـد عـرف على مستوى املشروع أو الوحدة االقتصادية ،كما عرف
علـى املسـتوى الكلي و مستوى اجملتمع ،وميكن التمييز ضمن هذا النطاق بني مـا يعـرف باملفـهوم التقليدي أو الضيق ،واملفهوم
املوسع أو احلديث للتسويق.
و يشري املفهوم التقليدي للتسويق وهو تعريف اجلمعية األمريكية للتسويق إىل إنـه ذلك النشاط الذي يعمل على تدفق السلع
واخلدمات مـن املنتـج إىل املسـتهلك وأهم ما مييز هذا التعريف إنه يعد التسويق نشاطا مؤسسياً .وهذا يتضمن من الناحية التقليدية
األنشطة اليت تستهدف استمالة الطلـب علـى السـلع واخلدمات ،وتشمل التغليف والتعبئة والرتويج والبيع الشخصي ،ومعظم
الوظـائف التعريف ال خيلو من االنتقادات ،ومن أمهها:
-إمهاله لكثري من األنشطة واألعمال اليت تقوم هبا املنظمة كبحو السوق وتصميم املنتجات وخدمات ما بعد البيع وغريها ،أي
إنه ركـز فقـط علـى وظائف التوزيع املادي للسلع واخلدمات.
19
-جتاهل املنظمات اليت ال هتدف إىل حتقيق الربح حيث إن النشاط التسويقي ميكن إن يطبق من قبل منظمات حكومية ذات
طابع خدمي ومنظمات أخـرى غري هادفة للربح كاجلمعيات اخلرييـة والتطوعيـة واالحتـادات والنقابات واألحزاب السياسية.
-إغفاله دور البيئة يف التسويق.
-العمومية والتقليل من أمهية املبادلة.
ويف ضوء هذه االنتقادات فقد حـاول العديـد مـن الكتـاب والبـاحثني واملمارسني تبين تعريفات أكثر واقعية ومشولية لنشاط التسويق
من أبرزها:
أوال :يتكون التسويق من كافة األنشطة املصممة لتوليد وتسهيل أي عملية تبادل تستهدف إشباع احلاجات و الرغبات
اإلنسانية.
ثانيا :التسويق " هو تلك العملية االجتماعية اليت من خاللـها يستطيع األفـراد واجلماعات احلصول على احتياجاهتم ورغباهتم من
خالل خلـق و تبـادل املنتجات والقيمة املقابل هلا ".
ثالثا :التسويق هو عملية تنطوي على التخطيط والتنفيذ ملفـاهيم املـنتج والتسعري والرتويج والتوزيع املتعلقة باألفكار أو السلع أو
اخلدمات إلجياد عملية تبادل واليت تساعد على حتقيـق أهـداف األفـراد و املنظمـات" .
رابعا " :التسويق هو تنفيذ أنشطة املشروع إىل توجه تدفق السلع واخلدمات مـن املنتج إىل املستهلك النهائي أو املشرتي الصناعي
بقصد إشباع حاجـات العمالء وهبدف حتقيق أهداف املشروع ".
أما بالنسبة لتعريف التسويق على املستوى الكلي فإنه يشار إليه على إنه نشاط اقتصادي يضمن حتقيق التبادل يف أي جمتمع بني
الكمية املطلوبة من واخلدمات املعروضة من كل منها ،مبا حيقق أهـداف ذلـك اجملتمـع.
ومن هذه التعريفات ميكن استنتاج املضامني التالية عن التسويق:
-إن التسويق ميثل نظاما متكامال يتكون من جمموعة من األنشطة الفرعية اليت تستهدف إمتام عملية املبادلة يف السوق ،وبالتايل
فإن النظرة اجلزئية لألنشطة اليت تتكون منها ،أو من عالقته باألنظمة األخرى داخل املشروع قد تؤثـر على مستوى الفعالية املرغوبة
هلذا النشاط.
-إن التسويق نشاط ديناميكي له أبعاد اجتماعية و اقتصادية .
-حىت ميكن للمنظمة حتقيق النجاح واالستمرار فإن التسويق جيب إن يسعى إىل حتقيق أهداف املنظمة يف األجل الطويل وهذا يتم
من خـالل حتقيـق اإلشباع اجليد حلاجات ورغبات قطاعات السوق اليت يتعامل معها أو يرغـب التعامل هبا ،وذلك بصورة أفضل
من املنافسني.
-إن التسويق ميثل عملية موجهة ومصممة مسبقا وهو ما يتطلب قـدرا التخطيط واإلعداد وإخضاع العملية التسويقية إىل
التخطيـط العلمـي .يتطلب الرقابة الفعالة على أنشطته.
-التسويق يتضمن القيام بالعديد من األنشطة واليت تشمل حبو التسويق وتصميم املنتجات ،والتسعري والتوزيع والرتويج و إدارة
النشـاط التسـويقي وغريها من األنشطة األخرى.
• إن التسويق ال يقتصر على السلع املادية امللموسـة وإمنـا ميتـد ليشـمل اخلدمات غري امللموسة واألفكار واألماكن واألشخاص.
• إن التسويق ال ميارس بواسطة منظمات األعمال اليت هتدف إىل الربح ،بـل إنه مبارس كذلك بواسطة املنظمات اليت ال هتدف إىل
حتقيق الربح كاملنظمات احلكومية واجلمعيات اخلريية وغريها.
20
اجلدول ( )03الوظائف التسويقية األساسية
حمتوى النشاط الوظائف "األنشطة"
-دراسة العوامل اخلارجية املؤثرة على النش التسويقي كالعوامل االقتصادية واملنافسة • دراسة البيئة التسويقية
وجتميع البيانات ملعاجلة املشاكل التسويقية.
-دراسة خصائ واحتياجـات وأمناط شـراء العمالء واملستهلكني. • دراسة سلوك املسـتهلك النهائي أو املشرتي
املؤسسي.
• ختطيط وتطوير املنتجـات ( السـلع واخلدمات -تصميم املنتجات ،التنويـع والتشكيل ،االسـم التجاري ،التغليف والتعبئة وحذف
املنتجات. واألفكار ).
-حتديد منافذ التوزيع ،النقل والتخزيـن ،جنـارة اجلملة ،وجتارة التجزئة والعالقات • التوزيع.
العامة.
-مزيج من اإلعالن والدعاية والبيـع الشخصي وأساليب تنشيط املبيعات والعالقات • الرتويج.
العامة.
-حتديد مستويات األسـعار وأساليب التسـعري واخلصم. • التسعري.
-االلتزام من جانب مديري التسويق عـن تقديـم املنتجات املفيدة واألخالقية واليت • املسؤولية االجتماعية.
حتمل األمان للمستهلكني.
-التخطيط والتنفيذ والرقابة على األنشطة التسويقية. • إدارة النشاط التسويقي.
يف احلقيقة إنه من السهل وصف التسويق والتعبري عنه لكن الصعوبة تكمن يف تطبيقه عمليا .ويف صلب التعريفات السابقة
للتسويق يظهر لنا " مفهوم التسويق " والذي يستخدمه املديرون کمرشد عام لتفكريهم وإعمالـهم ،إن مفهوم التسويق قد يظهر
مبظاهر خمتلفة بعضها بسيط والبعض اآلخر معقد .لكـن املرتكزات األساسية ملفهوم التسويق تتمحور حول النقاط التالية:
-1إن هدف املنظمة هو إجياد العميل وكسبه واحملافظة عليه وهو حمور اهتمـام املنظمة يف كل ما تفعله.
-2حىت تستطيع املنظمة حتقيق ذلك فمن الضروري إن تعمل على توفري وإنتاج وتوصيل السلع واخلدمات اليت حيتاجها العمالء
ويرغبوها كما جيب إن تتوفر بأسعار جذابة وأفضل مقارنة مبا يعرضه املنافسـني .و مـن وجهـة نظـر املنظمات ،جيب إن يكون عدد
العمالء الذين يرغبون منتجاهتا كافيا لتربير شروط األسعار واإلنتاج وطريقة التسليم.
-3وهبدف استمرار املنظمات يف عمل األمور السابقة ( اإلنتاج و والتسويق ) وحىت تكون عملية مرحبة جيب إن حتقق عائدا
يفوق مقدار التكاليف وجيب إن تكـون هذه األرباح عادلة ومنتظمة بشكل ميكن املنظمـة مـن جـذب رأس مالـها واحملافظة عليه
وزيادته ومبا ميكنها من جماراة املنافسني على األقل أحيانا تقدمي عروض منافسة جتعلها على رأس املنافسني .يف املنظمات غري
اهلادفـة للربح يكون هذا اهلدف من خالل ضمان التمويل ومصادر الدعم للخدمات اليت تقدمها.
-4إن أي منظمة ال تستطيع إن تستمر يف عمل هذه األمور مبحـض والغريزة .فمن الضروري إن حتدد أهدافها بوضوح وحتدد
االسرتاتيجيات اليت توظفها لتحقيق أهدافها ،كما تتطلب وضع خطط لتحقيقها .عادة هذه اخلطط قـد تكون مكتوبة وموثقة
ويتطلب األمر تبليغها ونقلها إىل املعنيني يف املنظمة كما يفرتض مراجعتها وتدقيقها بصورة دورية.
21
-5أخريا ،جيب إن يكون هناك أنظمة مناسبة للحوافر واملكافـآت واملراجعـة والرقابة للتأكد من مطابقة اإلجناز الفعلي لإلجناز
املرغوب مسبقا .ويف حماولة لتطبيق هذه األمور ،فإن املالمح األساسية واليت متيز منظمـة ذات توجه تسويقي عن أخرى ليست
هي ما يلي:
أ -إن التسويق هو أوال وأخريا " مسألة فكرية وذهنية " ،أي إن العميـل هـو احملور األساسي جلميع نشاطاته وجهود املنظمـة
وبالتايل فإن القرارات اليت تتخذها سيكون هلا تأثري على العميل الذي هـو ووحداتـها اإلداريـة ،السبب يف وجودها ،واليت تعتمد
حياهتا ( استمرارها ) عليه.
ب -إن التسويق هو " وسيلة لتنظيم املنظمة " .إن نقطة االنطالق للتصميم التنظيمي هو العميل واهلدف الضمان وصول السلع
واخلدمات املنتجة بطرق أكثر فعالية وأكثر جدوى ،إن مجيع القرارات األخـرى املتعلقـة بالتصميم املؤسسي جيب إن تتمحور حول
العميل وإن تكون قـادرة علـى ،جذبه وكسبة واحلفاظ عليه.
ج -التسويق يتكون من "سلسلة من األنشطة " حاملا تدرك املنظمة إن العميل هو احملور األساسي للمنظمة ،وبالتايل فإن
النشاطات ضرورية للتأكد من خدمـة وتلبية احتياجات العمالء ستنشأ بصورة طبيعيـة مثـل هـذه الفعاليـات ( األنشطة ) سوف
ختتلف من منظمة ألخرى ولكنها تتضمن بصور مثاليـة :حتديد العمالء ،تبيان حاجاهتم و رغباهتم ،حتدد الشرائح السوقية
املستهدفة يف كـل سوق ،مقابلة العمالء وجها لوجه للحصول على معلومـات عـن حاجاتـه ورغباهتم بصورة مباشرة ،ابتكار وتطوير
وتوزيع السلع واخلدمات اليت تليب هذه االحتياجات احملددة وتتالءم مع توجـهات املنظمـة ،تسـعري السـلع واخلدمات و اإلتصال
والرتويج.
د -ويف عملية مزج هذه النشاطات ويف تصميم األشكال التنظيمية املناسبة يف حماولة خدمة العمالء بصورة أفضل ،تستخدم
اإلدارة جمموعة من األسـاليب والطرق جلمع املعلومات وأجراء حبو التسويق.ومن هذه األساليب حبو الدافعية وأسلوب مجاعات
الرتكيز وعصف الدماغ.
و خالصة ،فإن التسويق هو فلسفة أو اجتـاه تفكـريي ،ووسـيلة لتنظيـم املنظمة ،و يتكون من سلسلة من الفعاليات والنشاطات
وتستعمل وسائل وطـرق متنوعة لتحديد احتياجات العمالء والتنبؤ هبا وكيفية تلبيتها.
ثالثا :األركان األساسية لمفهوم التسويق:
إن مفهوم التسويق هو فلسفة وإطار ذهين ،كما إنه مرشد الختاذ القرارات وإدارة املوارد بكفاءة ،فالتسويق ليس نشاطا تتواله
املنظمة بل هو فلسفة تنظيميـة تؤثر على عملياهتا وتقوم بتوجيهها .إن األركان األربعة اليت يقوم عليـها مفـهوم التسويق هي :التوجه
حنو العميل والرحبية واجلهود الكلية للمنظمـة واملسـؤولية االجتماعية .وفيما يلي شرح مفصل هلذه األركان األربعة ملفهوم التسويق
وكيفية تطبيقها يف عامل األعمال:
.1التوجه نحو العميل :إن مفهوم التسويق يقوم علـى أسـاس إشـباع حاجـات املستهلك ورغباته ،وإن قدرة املنظمة على حتقيق
أهدافها يعتمد علـى مـدى قدرهتا يف تلبية متطلبات العمالء ،وهذا يتطلب منها حتديد األسواق املسـتهدفة واالستجابة حلاجات
ورغبات هذه األسواق ،فليس من املهم إن تكون مـاهرا يف جعل املستهلك وعمل ما يتناسب أو يتالءم ومصلحـة املنظمـة بـل إن
املهارة هو إن تقنع املنظمة إن تعمل ما خيدم مصلحة العميل ،فإذا ما اقتنع العميل باخلدمة املقدمة إليه فإنه سيكرر التعامل معها،
وحيث إن كلفة احلفـاظ على العمالء احلاليني هي أقل من كلفة استقطاب عمالء جدد فإن على املنظمات إن تعمل جاهدة على
احملافظة على عمالئها ،فكلما زاد رضا العمالء عن اخلدمات املقدمة إليهم زاد والؤهـم وضعفـت قـدرة املنافسني على إغرائهم.
22
الشكل ( :)09أركان مفهوم التسويق
مفهو التسوق
الربحيــــــــــــــــــــــــــــة
المسؤولية ا جتماعية
إرضاء العمي
.2الربحية :إن مفهوم التسويق ال يقتصر فقط على إرضاء العميل كهدف وحيـد للمنظمة ،فهو فلسفة ال يقصد هبا إرضاء
العمـالء علـى حسـاب مصلحـة املنظمة ،إال إهنا تدرك بأنه لتحقيق أهداف الربح فإنه جيـب التـوازن بيـن إرضاء العميل والرحبية ،إن
مفهوم التسويق يعتقد إن أفضل طريقـة لتحقيـق أهداف الرحبية هي إشباع وتلبية متطلبات العمالء بصـورة أفضـل مـن املنافسني،
حيث إن هذا قد يساعد املنظمات على االستخدام األفضل ملواردهـا بصورة تتناسب وحاجات عمالئها ورغباهتم.
.3الجهود الكلية للمؤسسة :بات من الضروري إن يغدو مفهوم التسويق فلسفة للشركة بكاملها وال يقتصر على قسـم التسـويق
فحسب ،فقـي اخلدمات كما هو احلال يف املنظمات الصناعية السلعية ،فإن أمهية التكـامل والتنسيق ألنشطة العاملني بكفاءة
يعتمد ببساطة على احلقيقة اليت مفادهـا :إن األفراد الذين يعملون يف جمال األعمال هم األعمال ،فاملنظمة تسوق ذاتـها يف كل
وقت يتفاعل العميل مع املوظف .فاملوظف الذي يقدم خدمات فتح احلسابات للعمالء يف البنك يكون مسوقا عندما يبدأ بتحية
العميل ،فإذا هذا املوظف غري مؤدب ،والعميل هو موضع االهتمام ،فـإن البنـك غري مؤدب .فالسؤال ليس إذا ما كان املوظف
جيب إن يكون مسوفا ،فالتسويق هو موجود يف وظيفته ولكن السؤال هل ميكن للموظف إن البنك بفعالية ؟ إن التكامل الفعال
ملفهوم التسويق يف عمليات البنـك سـيزيد من احتمالية إن تكون تلك الوظيفة والوظائف األخرى تنجز بصورة تتطـابق مع مفهوم
التسويق إن االجتاهات حنو التوجه للعميل ليست تطورا طبيعيا بـلى جيب تبنيها من قبل اإلدارة ،إن االلتزام بإرضاء العميل جيب
صنعـه كماـ جيب إن يدعم من قبل اإلدارة العليا ،وجيب إن ينفذ بشكل يكون العميل احملور األساسي جلهود املنظمة ونشاطاهتا.
.4المسؤولية االجتماعية :تعد املسؤولية االجتماعية عنصرا مهما فـي مـفـهـوم التسويق ،فمن غري املمكن إشباع حاجة املستهلك
بطريقة تتعارض مع رفاهية اجملتمع ومصلحته .فاملنظمة تستطيع إن تقدم منتجا يرضي العديد من العمـالء ولكن قد يؤذي أو
يلو البيئة .إن زيادة الشعور باملسؤولية االجتماعية جعلـت العديد من املنظمات تعيد النظر يف طريقة تغليف وتعبئة منتجاهتا
حبيث تكـون أقل ضررا للبيئة أو أقل هدرا للموارد املتاحة .فأي مؤسسة تعمل يف جمتمع ما يتوقع منها إن تلعب دورا مهما يف
حتمل املسؤولية االجتماعية كأن تدعم أنشطة أو أحدا اجتماعية .ولألسف ليست مجيع املنظمات تنفذ أعماهلا مبسؤولية
اجتماعية ،فكثـري مـا تكتب الصحف أو وسائل األعالم األخرى عن اإلساءة للبيئة و الطبيعة ،إعالنات مضلـة ،متييز يف تعيني
املوظفني ..اخل.
23
المحور الثالث:جودة الخدمات و المكانة الذهنية للخدمات
أوال :دور إدارة التسويق في تحقيق الجودة الشاملة في الخدمات:
ملا كان تطبيق اجلودة الشاملة هو أمر مجاعي يتطلب من كل العاملني العمل على إجناحه ،يرتتب عليه املسؤولية اجلماعية ،فقد
ظهرت أمهية مراعاة توزيع املهام على اإلدارات إضافة للتنسيق فيما بينها ،وعادة يتكـون اهليكل التنظيمي من اإلدارات التالية :
-1إدارة اإلنتاج :واليت تضع خطة إنتاج السلع وإنتاج اخلدمة بالكميات واألزمنة املناسبة للسوق ،وبالنوعيـات التنافسية،
وتطـوير أساليب اإلنتاج ،يف ملزمة بتحديد الطاقة اإلنتاجية الالزمة لتنفيذ إسرتاتيجية التنويع أو زيادة حجم اإلنتاج ،وهل سيتم
اإلن تاج على دفعات أو دفعة واحدة أو باستمرار ،وحتديد عمليات النقـل مـن مـواد أوليـة وكيفية توزيعها على اآلالت ،ومراقبة
اإلنتاج واجلودة.
-2إدارة التسويق :تقـوم إجـراء البحـو بقصد حبث تغري البيئة وأثره على تغري حاجـات العـمـالء ثـم تـضـع خطـة إلنتاج السلع
واخلـدمات ومـراعـاة كيفيـة تسعريها وتوزيعها وتروجيها مبا يرضي العمالء.
-3إدارة الموظفين :حيث تضع خطة لتوفري املوظفني :باخلربات والتأهيل العلمي والتحفيـز والراتـب واإلجـازات والرقابـة والوصـف
الـوظيفي لبيان احلقـوق والواجبات مبا يتناسب مع تطبيق اإلسرتاتيجية.
-4اإلدارة الماليـة :والـتـي تـضـع خطـة تـدبري األمـوال لتطبيـق اإلسرتاتيجية وبيان مركـز املنظمـة املايل والتحقـق مـن املصروفات
واألرباح والسيولة وخماطر املشروع مبا يتناسب مع حتقيق اإلسرتاتيجية.
وألن من مهام دائرة التسويق حبث حاجات العمالء والعمل على إشباعها فيفرتض بدائرة التسويق إن تشارك يف صياغة
االسرتاتيجيات والسياسات اليت تصمم لضمان حتقيق ميزة اجلودة الشاملة ،كما يرتتب عليها مهمة تقدير اجلودة والعمل على
حتقيقها من خالل اعتماد أفضل املعايري ،ويرتتب على عملها حتديد األمرين التاليني:
أ .حتديد عناصر التسويق املناسبة حبسب كل منتج والقطاع املوجه له.
ب .مراعاة تكامل وتوافق والتوظيف األمثل يف املزيج التسويقي.
وهذا يتطلب التنسيق بني الدوائر ،وتفادي الصراعات اليت كانت حتد قبل تبين مفهوم اجلودة الشامل ،فقد كانت تعمد دائرة
التمويل إىل تغطية التكاليف من خالل تسعري املنتج وترشيد اإلنفاق ،بينما تنظر إدارة التسويق إىل زيادة اإلنفاق ووضع السعر مبا
يتناسب مع احملافظة على حصتها السوقية ،كما كانت تتصادم مع إدارة اإلنتاج واليت تنظر إىل سهولة اإلنتاج والروتني ،بينما كانت
تنظر اإلدارة التسويقية لالبتكار تبعا للتغريي احلاجات ،كما كان حيد الصراع بني وحدات التسويق وإدارة التسويق ،مثال :فمركز
البحو قد ينجز حبـو بتكاليف عاليـة ،بينما اإلدارة تنظر إىل تقليل التكاليف ألثرها على السعر ،وقسم ختطيط املنتج قد يرغب
بتنويع املنتج بينمـا دائرة التسويق ال يهمهـا مـن املنتج إال مـا ميكـن تـسويقه بسهولة.
إذ يعـرف التنسيق ،بأنه :جمموعـة األنشطة التكامليـة والتوافقيـة الالزمـة لتحقيق التوظيف األمثل للموارد املالية والبشرية للوصول إىل
األهداف ،على املستوى اإلداري والوحدات اإلدارية.
فهو يبحث عن طريقة للعمل بطريقة اقتصادية يتم من خالهلا حتقيق التوظيف األمثل للموارد البشرية واملالية ،وحتقيق اهلدف بأقل
جهد وأقل تكلفة وأقل وقت ،فيمنع التكرار والتعارض والتنازع واملنافسة يف العمل ،وبالتايل يهدف إىل حتقيق التوافق والتضافر
واالنسجام ضمن املؤسسة الواحدة أو الوحدات اإلدارية ،وتظهر أمهية التنسيق يف مرحلة التخطيط بوضع خطة العمل العامـة مث
اخلطط الفرعية املوصلة يف جمملها ،وكذلك جتميع األنشطة املختلفة يف مرحلة التنظيم بربط التنسيق بعالقة بني هذه األنشطة
املختلفة ،وكذلك يف مرحلة التوجيه بإعطاء التعليمات بني األنشطة املختلفة مبا حيقق اهلدف العام ،وكذلك يف مرحلة الرقابة بعد
24
كشف االحنراف جيب إن يراع حل املشكلة من خالل التنسيق ،لذلك جاءت أمهية املنهاج الذي جيب إتباعه بسبب العالقة بني
العمليات والتسويق واملتمثلة مبا يلي:
أوال :تبادل البيانات من التسويق إلى إدارة اإلنتاج :وتتم مبا يلي:
.1تبني الطلب املتوقع اإلمجايل والطلب على جمموعة األصناف املختلفة من اخلدمات ودرجة مومسية هذا الطلب.
.2و توضح مواصفات اخلدمات اليت يرغب هبـا العمالء وحجمها ومستوى جودهتا املرغوبة يف السوق املصريف.
.3إضافة لبيان القيود احلكومية على مواصفات اخلدمات.
.4و توضح حدود أسعار اخلدمات اليت ميكن من خالهلا تسويق اخلدمات.
.5وتبني طريقة توزيع اخلدمات.
.6كما تبني مواصفات اخلدمات املنافسة واليت يتم تقدميها يف السوق.
.7وكذلك توضح درجـة رضا العمالء عن جودة اخلدمة واملشاكل الفعلية للخدمات أثناء تقدميها.
ثانيا :تبادل البيانات من العمليات إلى التسويق :وتتم مبا يلي:
.1تظهر جداول اإلنتاج والفرتة الالزمة لتقدمي اخلدمات وحجمها.
.2وتوضح الشروط الفنية الواجب إتباعها أثناء عملية تقدمي اخلدمات.
.3وتبني احتماالت التعديل يف بعض اخلدمات أو إسقاطها أو تشكيلها.
.4كمـا تقـدم إرشـادات عـن طـريقـة حتصيل اخلدمات والظروف املناسبة الستخدامها.
.5إضافة لتوضيح بعض اخلصائ العامة لنوع اخلدمة واليت قد يستفسر عنها العمالء.
وألن اخلدمات تقدم من خالل عمليات متداخلة تتضمن العمالء ،لذلك حيتاج مدير التسويق ملعرفة مفصلة عن هذه العمليات،
وهذا يعين إن جنـاح تسويق جـودة اخلدمات يتطلب التعرف على العوائق والفرص اليت تفرضها العمليات ،فالعمليات متثل التفاعـل
والتـداخل يف التصرفات والتسلسل والعالقـات بـيـن مـقـدم اخلدمة والعميل ،وهـذه العمليـة متحركـة بسبب البيئة الداخلية واخلارجيـة
للمصرف ،وبالتايل ال بد من التعرف على العناصر الضرورية يف عملية تسليم اخلدمة ،وهـذا يتطلب من العميل والعاملني إن يكونوا
قادرين على تنفيذ مهام وواجبات معينة واليت تتم وفقا للتعليمات واإلرشادات املطلوبة ،حيث تتعرض العمليات ملشكالت بسبب
عدم وضوح املوارد والروتني مما يعيق تسليم اخلدمة بالكامل ،وخاصة عندما خيدم العامل عددا من العمالء حبيـث يلـزم بتلبية مجيع
طلباهتم يف نطـاق وقت حمدد ،أو عندما يكون العامل غري مدرك ملـا يقـوم بـه مـن واجبات ،ولذلك يتم وضع خريطة تشمل مجيع
عناصر عملية تسليم اخلدمة ويتم من خالل األسئلة التالية:
.1ما هي اخلطوات اليت تتضمنها عملية التسليم ؟
.2هل هذه اخلطوات مرتبة ترتيبا منطقيا؟
.3هل ميكن التخل من بعض اخلطوات أو دجمها؟
.4هل قدرات كل خطة متوازنة؟
.5أين ميكن تضمني العمالء يف العملية؟
.6هل ميكن ختفيض اتصال العميل؟
.7هل ميكن نقل بعض اخلطوات يف العملية إىل مكان آخر؟
25
مفهوم جودة الخدمة و أبعادها:
أصبحت اجلودة بالنسبة ملديري التسويق صخرة الدفاع األوىل بالنسبة ملؤسساهتم يف مواجهة املنافسة كوهنا تعد السبيل الرئيسي
لتحقيق األرباح و النمو ،فما مفهوم جودة اخلدمات؟.
لقد تعددت وتباينت التعريفات اليت أوردها الكتاب واملهتمني مبوضوع اجلودة ،ومن الصعب إن جند هلا تعريفاً حمدد للمعىن
واملضمون ،كما سيظهر ذلك جليا من التعاريف التالية :
« جودة اخلدمات تعين مقابلة املتطلبات » " .وتعين طبقا للفلسفة اليابانية األداء اجليد من أول مرة بنسبة خطأ تساوي الصفر».
كما تعين جودة اخلدمات بالنسبة للعميل « تطابق اخلدمة املالية مع اخلدمة املتوقعة ».
فمن خالل هذه التعاريف ينبغي توضيح اجلوانب التالية:
-1يف اللحظة اليت يقبل فيها العميل على التعامل مع املؤسسة اخلدمية ،لنا إن نتوقع إنه توجد لديـه حاجات يرغب يف إشباعها،
كما يوجد لديه توقعات يأمل إن ترق اخلدمة إىل مستواها.
-2والء العميل للخدمة املمتازة عملية موقفية وعابرة بطبيعتها ،ومبجرد إن ينخفض مستوى اخلدمة عن مستوى التوقعات ،يتخذ
العميل قراره الفوري بالتحول إىل مؤسسة خدمية أخرى إلشباع حاجاته ،والبحث عن توقعاته.
-3اخلدمة يف األساس هي تفضيال الحتياجات وتوقعات العميل ،وليس خط إنتاج منتظم.
يتحدد تقييم العميل جلودة اخلدمة بناءا على ما يعرف بسالسل اخلدمة وحلظات االختبار ،فأمـا سالسل اخلدمة تعرف بأهنا
سلسلة من األحدا اليت مير هبا العميل وهو يطلب اخلدمة ،وأما حلظات الصدق فهي كل مرة يتم فيها التفاعل بني أول جزء من
املؤسسة والعميل ،وخيرج هذا األخري بانطباع عن جودة خدماهتا.
وعلى ذلك ميكن تقسيم جودة اخلدمة إىل " جودة العمليات"و "جودة املخرجات" حيث يتم حكم العميل على األوىل أثناء تأدية
اخلدمة ،و على الثانية بعد أدائها ،كما هو موضح ذلك الشكل املوايل:
الشكل ) (10تقييم العميل جلودة اخلدمة
ومما يزيد من صعوبة تقييم جودة اخلدمات – عموما -اختالف األداء من مرة ألخرى ومن عميل آلخر ،مما يعين صعوبة الـتأكد
من إن اخلدمة املطلوبة سيتم أداؤها باجلودة نفسها اليت يتوقعها العميل يف كل مرة.
إن منظمات األعمال يف جمال تقدمي اخلدمات تواجه منافسة متزايـدة وإن إدارة التسويق قد وضعت هذه احلالة مركز اهتمامها،
لذلك فإهنا تسعى إىل االهتمام جبودة اخلدمات املقدمة لكي حتقق اجلدارة املطلوبة وحتقيق الرضا واإلشباع للمستفيد منها من
خالل إدراكهم جلودة اخلدمة املقدمة هلم .
26
ومبا إن اخلدمة نشاط أو جمموعة األنشطة غري ملموسة تنتج وتقـدم مـن خـالل التفاعل مقدم اخلدمة ومتلقيها من أجـل حـل
مـشاكل املستفيد وبالتـالـي فـإن جـودة اخلدمة تقع يف قلب عمليات تقدمي اخلدمات وتنفيذها.
أ .مفهوم جودة الخدمة :إن دراسة جودة اخلدمة للوصول إىل مفهوم واضح وحمدد هلا إن أخذت الوقت الطويل والكايف من قبل
العاملني يف منظمات األعمال وذلك انطالقا من حتديد مفهوم اخلدمة والوقوف على خصائصها ومن مث حتديد جودهتا .إن مفهوم
جودة أصبح جيلب انتباه إدارة املنظمات اخلدمية بشكل متزايد على األخ خالل العقدين املاضيني ،وإن الدراسات السابقة يف
جمال اخلدمات مل تكن كافية لتحديد مفهوم جودة اخلدمة وأبعادها ،وذلك لعـدم تأكيـدها على إظهـار املهارات عنـد تقـدمي اخلدمة
أو عرضها ،ولكن بعد ذلك ونتيجة للجهود املستمرة للباحثني مث التوصـل لنمـاذج ميكـن مـن خالهلـا حتـديـد أبـعـاد جـودة اخلدمـة.
إن النمـوذج الـذي قدمـه Bradyيعترب من النماذج املتعددة السمات و املتغريات والذي عاجل البناء املعقد جلودة اخلدمة املدركة.
إن أي تعريف جلودة اخلدمة ال بد إن يركز وبشكل واضح على ما ميكن إن يتوقعه الزبون من وراء السبب اجلوهري لشراء هذه
اخلدمة ،وبالتايل توضـح مـدى استطاعة هذه اخلدمة إن ترضي حاجة الزبون احلقيقية ،لذلك فـإن تعريـف جـودة اخلدمة يتمحور
حول املنافع اليت تقدمها هذه اخلدمة إىل الزبون ( مستوى إدراكه جلودة اخلدمة املقدمة ( إن النظر جلودة اخلدمة من خالل إدراك
املستفيد هلا حيتم الرتكيز على إمجايل املنافع والقيمة اليت تقدمها اخلدمة للمستفيد .هذا املدخل يركز خارج إطار امللموسية أو عـدم
امللموسية اخلدمة بل على إشباع حاجـات ورغبـات املستفيدين مـن خـالل تفاعـل منظمـات اخلدمـة.
أما كل من Berry, Parasturaman and Zeithamlفيجدون بأن جودة اخلدمة تعتمد على التجربة احلالية للزبون
وجتاربه السابقة للخدمات اليت استفاد منها ،وتعترب القاعدة األساسية لتقييم اخلدمة استناداً إىل جودة اخلدمة املدركة .ويتفـق هـذا
االجتـاه مـع كـل مـن Bitner & Hubberوخيتلفـون بـذلك مـع املفهـوم التقليـدي جلـودة اخلدمـة املقدمـة مـن قبـل & Lewis
،Boomsوالذي اعتمد على اخلدمة املتوقعة واخلدمة املدركة لتحديد جودة اخلدمة دون إعطاء أمهية للتجارب السابقة.
أما كل من . Chin, Chin - Tsu and Chin - Hsienفإهنم يشريون إىل إن املستفيد هو الذي يقيم اخلدمة
مـن خـالل التجـارب السابقة لـه ،وبالتـالـي فـإن إدراك املستفيدين ميثل أعظم مؤشر لتقييم مدى جناح أو فشل اخلدمة ،وعليه فإهنم
يشريون إىل إن جودة اخلدمة تعرف من إدراك املستفيد للخدمة املقدمة ،وعليـه فـإن جـودة اخلدمـة تعتمـد على مدى انسجام القائم
بالتجربة املستند إىل اخلربات السابقة للخدمة املنجزة وعلى إدراك جدارة اخلدمة ،وذلك من خالل املقارنة مبا ميتلك من معلومات
وخبربته السابقة من اخلدمـة وما حيصل عليه حالياً ،وبالتايل يقوم بتصنيف جودة اخلدمة.
خروجاً مما تقدم فإنه ميكن حتديد جودة اخلدمة من خالل املنفعة الكلية اليت حيصل عليها املستفيد من اخلدمة وإن هذه املنفعة تعرب
جمموعة املنافع والقيمة املرتبطة باحلصول على اخلدمة جيد إهنا امللموسة وغري امللموسة ،وفقا لتجاربه السابقة ومدى إدراكه وتقييمه
خلدمة املنجزة يف حلظة تقدميها.
إن جلودة اخلدمة بعد إن مها :
-الجودة الفنية :وهي تشري للجوانب الكميـة للخدمة تبين اجلوانب اليت ميكن التعبري عنها بشكل كمي.
-الجودة الوظيفية :فهي تشري إىل الكيفية اليت تتم فيها عملية نقل اجلودة الفنية إىل املستفيد من اخلدمة.
اخلدمة اليت وأخرياً يشري Woodruffeإىل مـن لـيـس مـن الـسهولة قيـاس جودة اخلدمة بطريقة حمدد وهذا يعود إىل خصائ
تؤثر جـودة اخلدمة املنجزة.
ب .أبعاد ( سعات ) جودة الخدمة:
قدم كل من Parasurarman, Zithaml and Berryعشرة أبعاد جلودة يف قطاع اخلدمات هي:
27
-1األشياء الملموسة :ميثل املستلزمات املادية املرافقة لتقدمي اخلدمة وتتمثل يف ( التسهيالت ،التصميم الداخلي ،طبيعة األجهزة
واملعدات ،األفراد ) إن هذه األشياء امللموسـة تـؤثر بشكل وآخر على تقييم جودة اخلدمة من وجهة نظر املستفيد منها.
-2المصداقية :هذه تعتمد بشكل أساسي على إمكانية وقدرة مفهوم اخلدمة على إعطاء الثقـة اليت تتضمن املستفيد وجتعله
واثق من حصوله على اخلدمة املطلوبة وفقاً ملا يتوقع إن حيصل عليها ،وهنا تلعب قدرات مقدم اخلدمة ومستوى املعرفة لديه الـدور
الكبري يف حتقيق ذلك ،حيث إن مقدم اخلدمة الذي يتمتع باملواصفات املطلوبة ( املعرفة ،اللباقة ،اخلدمة السريعة،
االستجابة...اخل) فإنه سوف جيسد املصداقية يف تقدمي اخلدمة ويف حتقيق الضمان والثقة واملصداقية للمستفيد وهذا يضمن حصول
املستفيد على اخلدمة باخلصائ املطلوبة.
-3االستجابة :يقصد هبا قدرة مقدم اخلدمة على أداء وتقدمي اخلدمة املوجودة بشكل جيـد ودقيق ،وإن هذه اخلدمة تقدم من
خالل االعتماد على األفراد واملعدات وغريها.
-4الجدارة :وهي متثل مدى استعداد مقدم اخلدمة على تقدمي املساعدة للمستفيد أو حـل مشاكله.
-5األمان :تلعب هذه اخلاصية دوراً كبرياً وفعال يف جذب الزبائن لطلب اخلدمة ألن توفر عنصر األمان والثقة يشكل نقطة
أساسية بالنسبة للمستفيد ،إن احلاجة إىل األمان متثـل احد احلاجات األساسية اليت يبحث عنها املستفيد يف اخلدمة ،فمثالً
خـضوع املستفيد لعملية جراحية تعتمد بشكل كبري على مدى األمان والثقـة بالطبيـب اجلـراح وعلى مدى العناية اليت سوف يلقاها
منه ومن الكادر و املوضفني املرافـقني لـه ومـن اجلهـة الـصحية اليت سوف يرقد هبا .لذلك يقوم املستفيد بتجميع املعلومات الالزمة
مـن أجـل إن حيصل على مستوى الثقة واألمان املطلوبة قبل إن يقوم على إجراء العملية.
-6االعتمادية :تشري إىل قدرة املقدم على أداء أو إجناز اخلدمة بالشكل اجليد والدقيق وبشكل يعتمد عليه ،فاملستفيد ينظر إىل
مقدم اخلدمة بأن يقدم له خدمـة دقيقـة وبإجنـاز عـايل ميكن الوثوق به أو االعتماد عليه.
-7المعاملة اللطيفة :أي إن املستفيد يهمه الكيفية واألسلوب الذي يتبعه مقـدم اخلدمـة عنـد تقدميـه هلذه اخلدمة ،فاألسلوب
اللطيف والكلمات الطيبة ،واملعاملة احلسنة هلا وقع كبري يف املستفيد وتؤثر على تقييمه جلودة اخلدمة.
-8االتصال :يشري على قدرة مقدم اخلدمة على تنوير املستفيد حول طبيعة اخلدمة املقدمة والدور الذي يلعبه املستفيد من أجل
احلصول على اجلودة املطلوبة من اخلدمة.
-9درجة فهم المقدم للخدمة :يقصد هبا درجة فهم مورد اخلدمة للمستفيد وكم من الوقت واجلهد حيتـاج هذا املورد كي يفهـم
املستفيد لطلباته اخلاصـة ،مشاعر املستفيد وتقـدير هـذه املشاعر.
-10ممكن الحصول على الخدمة :هذه تشري إىل إمكانية احلصول على اخلدمة بكل سهولة وبالتايل اخلدمة املقدمة سهلة
املثال وميكن للمستفيد احلصول عليها مىت ما أراد ذلك.
بعد فرتة وجيزة قام نفس الباحثني بتقلي عـدد األبعـاد إىل مخسة أبعـاد هـي:
-1األشياء الملموسة :هي تشتمل على املستلزمات املادية الداعمة لتقدمي اخلدمة ( األجهزة ،املعـدات ،األفراد .) ...
-2االعتمادية :تشري على دقة إجناز مقدم اخلدمة للخدمة بكل دقة وفقاً ملا هو مطلوب ،ودرجة االعتماد على هذا األداء أو
اإلجناز من قبل املستفيد.
-3االستجابة :استعداد مورد اخلدمة وقدرته على تقدمي اخلدمة بالسرعة املمكنة وبإجناز عـايل وإضافة مستوى املساعدة اليت
يقدمها للمستفيد.
-4الضمان :تشري إىل إمكانية وقدرات ومعلومات مقدم اخلدمة واليت توزع الثقة واألمـان يف ذهن املستفيد.
28
-5العناية :وتعود إىل الرعاية والرتكيز من قبل مقدم اخلدمة على أساس فردي مـن خـالل تلبية حاجات املستفيدين و املتعاملني
مع املنظمة اخلدمية.
أهمية جودة الخدمة:
إن املنظمات املنتجة للخدمات حتاول إن متيز خدماهتا املقدمة ومواصـلة تقدمي اخلدمات ذات اجلودة أفضل من ما يقدمه
املنافسون وذلك من خالل جتاوزها ملا يتوقع الزبون من جودة اخلدمة املطلوبة .وإن هذا يشكل األساس الذي يقارن الزبون بـه ما
بني جودة اخلدمة املتوقعة اليت تولدت لديه نتيجة اخلربة السابقة وبني اخلدمة الفعليـة ،فإذا مل تصل جودة اخلدمة اليت حصل عليها
من املنظمـة اخلدميـة للمستوى املطلوب وفقاً لتوقعاته أو وفقاً ملا يأمل وما يريد ،فإن الزبـون يف هذه احلالـة سـيفقد اهتمامه مبقدم
اخلدمة واملنظمة اليت ينتمي إليها وإذا كان العكس فإن الزبون سيتمسك بتكـرار التعامل مع مقدم اخلدمة غالباً واملنظمة اليت ينتمي
إليها مقدم اخلدمة.
ولقد أظهر الكثري من الدراسات إن منظمات اخلدمة ذات اإلدارة املتميزة تشرتك بالعديد من املمارسات املتعلقة باالهتمام جبودة
اخلدمة املقدمـة.
.1الرؤيا اإلستراتيجية:
حيث تتكون لدي منظمات اخلدمـة الراقيـة تـصورات دقيقـة وواضـحـة حـول طبيعة زبائنها واحتياجاهتم الفعليـة مما جيعلـها تـربح
والئهـم الـدائم .إن مثـل هـذا التصور أو الرؤيا ضروري وأساسي للمنظمات إذا ما أرادت خلق والء للزبائن الذين يتعاملون معها،
وإن هذه الرؤيا جيب إن تتحول إىل اجتاهاً وهنجاً اسرتاتيجياً للعمل به.
.2التزام اإلدارة العليا والعاملين بمفهوم الجودة:
إن إحدى مسات املنظمات اخلدمية اليت متيزهـا هـو التزامهـا الكامـل بنوعيـة وجودة خدماهتا ،حيث تبحث إدارهتا ليس فقط عـن
األداء احلـايل وإمنـا كيفيـة أداء اخلدمة بشكل أفضل وبواقع معدل كل شهر ويتم التخل مـن كـل شـيء ال ينطبـق عليه املواصفات
اليت ال تنسجم مع طموحات املستفيد وإدارة املنظمة اخلدمية.
.3وضع قياسيات عليا للجودة:
ضرورة إن تقوم املنظمات اخلدمية بوضع قياسيات حمددة لنوعية وجودة اخلدمة املقدمة ،ويتم يف كل فرتة اختبارها عن طريق إجراء
البحـو واستقصاء آراء زبائن ها من أجل تعديل تلك القياسيات مبا يناسب مع التطورات الفنيـة والتكنولوجيـة الـيت يشهدها العامل
يف جمال العمل يف القطاع اخلدمي بشكل عام .
.4وضع أنظمة لمراقبة أداء الخدمة:
إن املنظمات اخلدمية املتميزة تتابع باستمرار أداء خـدماهتا وخدمات منافسيها وتستخدم عدد من الوسائل لقياس األداء اعتماداً
على آراء الزبائن واملقرتحات والشكاوى وفرق مراقبة اخلدمة ،وتقوم املنظمات اخلدمية بإرسال بطاقات معينة إىل منازل زبائنها
ملعرفة مستوى أداء خدمات العاملني فيها.
.5أنظمة إرضاء المشتكين من الزبائن:
إن أحد املؤشرات األساسية لتمييز املنظمة اخلدمية هو قدرهتا على االستجابة وبسرعة لشكاوي زبائنها ومعاجلتها بشكل خيلق
حالة الرضـا لـديهم ،ويولد لديهم الشعور بأن هنالك من يهتم هبم وبرغباهتم وهذا سوف يعـزز العالقات العامـة بني العاملني يف
املنظمة والزبائن.
.6إرضاء العاملين والزبائن في آن واحد:
إىل جانب ما تقدمه املنظمات اخلدمية املتميـزة مـن خـدمات لزبائنهـا يف جمـال تطوير جودة ونوعية اخلدمة فإهنا أيضاً تقـدم
29
أداء تسويقياً داخليـاً ملساعدة العاملني ومكافئة أدائهم اجليد نظراً إلمياهنا بأن عالقة املنظمة اخلدمية بالعاملني تنعكس سلباً أو
اجيابياً على عالقتهم بالزبون.
.7مراقبة جودة الخدمة:
هناك العديد من التقنيات اليت ميكن استخدامها يف مراقبة جودة اخلدمة ،وهـذه التقنيات ميكن حصرها بثالثة أنواع :
أ -تحليل األداء الداخلي:
إن حتليل األداء الداخلي جيب إن يشمل مجيع العاملني باملنظمة من أجل قيـاس جناح التخطيط املعد من قبل املنظمة اخلدمية،
ولكـن لـيـس مـن الـضـروري إن يرتبط ذلك باجلودة فقط .أن جودة اخلدمة جيب إن تستخدم حتليل األداء الداخلي من أجـل قياس
اجلودة القياسية ( املعيارية ) املنجزة على الواقع .إن هذه اخلطـوة جيـب إن تأخـذ وبسرعة لرد الفعل اجتاه جودة اخلدمة املقدمة.
مؤشرات املبيعات وبيانات التقارير الداخليـة واليت ال تكـون ختـ مباشـرة أساس اجلودة ،بل جيب إن توضح مدى مراقبة جودة
اخلدمة املقدمة ،إن الزبون حيتفظ مبعايري أو مستويات متثل مفتاح احلكم على جودة األداء ،إن مجيع العاملني يف خمتلف املستويات
داخل املنظمة اخلدمية جيب إن يشملوا يف إجراءات املراقبـة علـى جـودة اخلدمة ،وهذا ما يساعد على حتديد وحل كافة مشاكل
اجلودة للخدمة ،باإلضافة إىل إن حبو السوق الداخلية جيب إن تستمر لكي تضمن عدم حدو فجوات يف جودة اخلدمة
مستقبالً ،لذلك فإن مجيع العاملني جيب إن يعملوا معاً من اجل تعظـيـم جـودة اخلدمة من خالل األداء األفضل جلميع العاملني
كالً حسب موقعـه واختصاصه يف املنظمة اخلدمية .
ب -تحليل إشباع الزبون:
إن اإلشباع ميثل احلالة اليت حيصل فيها املستهلك علـى مـا يـريـد مـن منـافع أو فوائد لدى شرائه سلع أو خدمة ،وهذا يتم مـن
خـالل احلكـم علـى هـذه السلع أو اخلدمة بأهنا تقدم مستوى مرضي من العائد ( املنافع ) اليت ينتظرها هذا املستهلك مـن خالل
إدراكه وتوقعاته ،ولذلك فإن مصطلح اإلدراكات يعترب مالزماً أو مرتبطاً ملصطلح التوقعات ،والسبب ألن التوقعات غري ثابتـة بـل
هي متحركة ،بنفس الوقت فإن التقييم خيتلـف مـن وقـت آلخـر ومـن شخ آلخر ومن ثقافة لثقافة أخرى حيـث الـذي يعترب إن
اخلدمـة ذات جـودة أو تشبع و ترضي الزبائن اليوم قد تكون خمتلفة يف املستقبل وال حتقق له اإلشباع املطلوب ،إن اجلودة واإلشباع
والرضا تستند على مدى إدراكات الزبائن للخدمة .وإن الزبون يستلم اخلدمات وبالواقع فإنه يستلم جودة املقدمة اليت كيف تشبعه
وترضيه ،وهذا مرتبط بالتجارب و اخلربة لدى هؤالء الزبائن.
إن الزبائن يتجهون بالنهاية إىل اجلودة -اإلشباع والرضا ،إن مستوى إدراك و جتربة خربة الزبائن تعترب مفصل مهم وأداة ملسألة
تقييم جودة اخلدمة ،لذلك فإن اخلدمة إذا مل حتقق توقعات الزبون فإهنا خدمة ليست ذات جودة عالية مثل ما كان يتوقع وإن
األساس يف التقييم جلودة أو عدم جودة هذه اخلدمة أم تلك ،يستند إىل الفرق بني اجلودة املدركة واجلودة املتوقعة ،فإذا الفرق
لصاحل اجلودة املدركة فإن هذه اخلدمة ترضي الزبون و بالتايل حتقق له ما كان يتأمل به من هذه اخلدمة ،بعبارة أخرى فإن هذه
تتمتع جبودة عالية حسب وجهة هذا الزبون ،أما إذا كانت النتيجة لصاحل اجلودة املتوقع فإهنا تعكس عدم اإلشباع وأم عدم الرضا،
وهذا يعين إن حكم هذا الزبون على هذه اخلدمة بأهنا ذات جودة وطئة ومنخفضة ليس كمـا كـان يتوقع لتوضيح ذلك فنفرتض إن
أحد األفراد كان يشكو من أمل معني وأراد الذهاب إىل أحد األشياء ذو االختصاص وكان يتوقع منه التشخي الصحيح ومث
العالج الناجح ولكن ما حد إن هذا الطبيب مل يستطيع تشخي مرضه بشكل دقيق وبالتايل فإن العالج الذي أعطاء هذا
الطبيب مل يكون ذا فاعلية يف الشفاء التام ،لذلك فـإن هـذا الفرد سوف ينظر إىل مقدم هذه اخلدمة ( الطبيب ) وما قدمه من
فح وعالج ليس كما كان يتوقع بل هو أقل بكثري ما كان يتوقع وعليه فإن إدراكه للجودة املقدمة فعالً كانت أقل من توقعاته،
30
األمر الذي مل حيقق له اإلشباع والرضا املطلوبني ،بالنتيجة فإن احلكم على هذه اخلدمة وفقا لتجربة هذا الفرد إهنا ذات جودة
منخفضة أي إن اخلدمة ليست باجلودة اليت كان يتأمل هبا أو يطمح احلصول عليها.
كما سبق وإن اشرنا بأن للخدمة عدة أبعاد أو مسات ،فإن أحد الطرق لقياس إدراكات الزبون للمجودة ورضاء أو إشباعه ميكن
إن يتم من خالل تلك السمات اخلمسة ،وهذا يعين إن تقييم الزبون ملدى جودة اخلدمة من خالل نظرة تكامليـة هلـذه
السمات)احملصلة النهائية ) وليس باالعتماد فقط على بعـد واحـد أو بعـدين للحكـم والتقييم ،هبذا الصدد قدم كل من
Zeithaml & Bitherمنوذجاً بسيطاً بربط بني إدراكات الزبون للجودة وإشباع ورضا هذا الزبون ،وكما موضح يف الشكل
التايل:
الشکل ( )11إدراكات الزبون للجودة وإشباع أو رضا الزبون
ا عتمادية
ا ستجابة
جودة عوام
الخدمة موضعية
الضمإن
العناية
جودة
إشباع أو
األشياء الملموسة
المنتج رضا الزبون
عوام
السعر
شخصية
31
أمـا الطريقـة األخـرى فهــي تقنيـة املالحظـة أو املـشاهدة وهي تستخدم ملعرفـة مـدى تطبيـق العـاملني ملعـايري اجلودة القياسية
(املعياري) ،وهذا يتم من خالل مالحظة سلوك القائمني على تقـدمي اخلدمة من ناحية تطبيق املعايري املوضوعة جبودة اخلدمة أم ال،
وتستخدم كثرياً يف قطاع الفندقة ،القطاع الصحي ...إن مالحظة سلوك الزائرين والعاملني يساعد كثرياً على التغلب على املشاكل
اليت تواجه اخلدمة وجودهتا ،إن املقرتحات اليت تقدم بعد انتهاء املالحظة تضع احللول للمشاكل اليت تواجه عدم تطبيق معايري
اجلودة املعيارية.
ثالث ا :نماذج جودة الخدمة و آليات مراقبتها :يف الواقع إن هناك منوذجني لقياس جودة اخلدمة املقدمة ،ويستند كـال النموذجني
على مقدار الفجوة ما بني اخلدمة املتوقعة واخلدمة املدركة ،مبعىن آخـر إن أسـاس هـذين النمـوذجني يستند إدراكـات الزبون
وتوقعـات الزبـون اللذان يقودان إىل اإلشباع (الرضا).
أ .نموذج الفجوات التقليدي :إن هذا النموذج قدم من قبل كل مـن Parasurman , Zeithmal and Berryوالذي
أطلق عليه منـوذج الفجـوات ،ويستند النموذج إىل مقدار الفجوة ما بني ما يتوقعـه الزبـون جلـودة اخلدمة واجلـودة الفعلية املدركة من
قبله .لقد وضـع هـذا النمـوذج وفقاً للمفهـوم التقليـدي جلـودة اخلدمة ويتضمن مخسة فجوات كما .موضح بالشكل التايل:
الشكل ) (12منوذج الفجوات التقليدي
ا تصا
Expected Service
الزبون
) (2الفجوة
)Gap (1 Management Perception of Consumer Expectation
Gap
الفجوة الفجوة بين تو ع الزبون و إدراك اإلدارة
32
-1الفجوة ما بين توقعات الزبون وتصور اإلدارة :فاإلدارة قد ال متتلك التصور الصحيح عما يريده الزبائن ،فقد تفكر إدارة
املستشفى بأن املرضى يريدون طعاماً أفضل إال إهنم يهتمون أكثر مبدى استجابة املمرضني.
-2الفجوة بين تصور اإلدارة وميزان جودة الخدمة :فقد يكون لدى اإلدارة تصور صحيح لرغبات الزبائن إال إهنا ال تضع
قياساً ألداء معني فقط ،فقد تطلب إدارة املستشفى من املمرضات تقـديـم خـدمات سريعة دون حتديد نوع هذه اخلدمات أو
عددها من الناحية الكمية مما خيلق فجوة يف جمال تقدميها.
-3الفجوة بين خصائص جودة الخدمة وتقديمها :حيث ميكن للعاملني إن يتلقوا تدريباً حمدداً أو إن يقوموا بأعمال تفـوق
طاقاهتم أو إهنم غري قادرين أو غري راغبني يف حتقيق ما مطلوب منهم ،أو قد يعرتضون على قياسات معينة كاالستماع للزبائن
بشكل مطول مما يضعف مـن تـقـدمي اخلدمة بالشكل املطلوب والتوعية املطلوبة.
-4الفجوة بين القيام بالخدمة واالتصاالت الخارجية :حيث تتأثر توقعات الزبائن بالتصرحيات اليت يدىل هبا ممثلوا الشركات
وإعالهنا ،فإذا ظهر يف إحدى كراسات مستشفى معني ،وجود غرف مجيلة وعند وصول املريض يكتشف إن اإلعالن كان مبالغ
فيه بذلك فإن االتصال اخلارجي قد شوه ما كان الزبون يتوقعه.
-5الفجوة بين الخدمة المتصورة والخدمة المتوقعة :حيث تظهر الفجوة عندما يقيس الزبون أداء بطريقة خمتلفة وال تكون
نوعية اخلدمة كما كان يتصور فإن يستمر الطبيب على زيارة املريض ورعايته إال إن املريض يفسر تكـرار الزيادة ألغراض أخرى أو
إن هناك خطأ يف العالج يدعو الطبيب لتكرار زيارته.
ب .نموذج الفجوات المطور :إن أساس هذا النموذج ال خيتلف جوهرياً عـن النموذج السابق ،فقـد حـدد سبعة فجوات بدالً من
مخسة فجوات اليت يقدمها النموذج التقليدي ...لقد وضع هذا النمـوذج مـن قـبـل Lovelockوثـم مت عرضـه مـن قـبل كـل مـن
Lovelock & Wirtzإن هـذا النمـوذج يعتـبـر أكثـر تـفـصيالً مـن النموذج السابق الحتوائه على مؤشـرات مل تكن موجـودة
سابقاً ،و الشكل التـايل هذا النموذج:
33
الشكل) (13منوذج الفجوات جلودة اخلدمة املطور
حاجات و تو عات
الزبون
اإلدارة Management
إدارة تحديد هذه
الحاجات
.4فجوة ا تصا ت
ترجمة هذه الحاجات في
الداخلية
جوانب التصمي و التسلي
)Gap(4
.3فجوة التسلي )Gap(3
-1فجوة المعرفة :متثل االختالف بني ما يعتقد جمهزوا اخلدمات حول مـا يتوقع إن حيصل عليه املستفيد من اخلدمات وحاجاته
وتوقعاته الفعلية.
-2فجوة المعايير القياسية :متثل االختالف بني إدراك اإلدارة لتوقعات الزبون ومعايري اجلودة املعتمدة لتسليم اخلدمة.
-3فجوة التسليم :متثل االختالف بني املعايري احملددة لتسليم اخلدمة واألداء الفعلـي جملهـز اخلدمة ضمن هذه املعايري.
-4فجوة االتصاالت الداخلية :متثل االختالف بني ما تعلن املنظمة اخلدمة عن جدارة خدماهتا ومتيزها وبني ما يعتقد اجملهزون
(رجال البيع) حول جـدارة اخلدمة ومستوى اجلـودة ومـاذا تـستطيع املنظمة فعال إن تقدمه.
-5فجوة اإلدراك :االختالف بني ما يسلم فعالً و ما يدركون الزبائن بـأهنم استلموا (ألن الزبائن غري قادرين على تقييم نوعية
اخلدمة بدقة).
-6فجوة التفسير:االختالف بني جهود االتصال من قبل جمهزين اخلدمة (قبـل تـسليم اخلدمة) و الوعود اليت تقطع ،وما يعتقد
الزبائن بأهنم وعدوا بأن حيصلوا عليه.
34
-7فجوة الخدمة :االختالف بني ما يتوقعون الزبائن إن حيصوا عليه وإدراكهم للخدمة املستلمة.
إن الفجوة األوىل واخلامسة والسادسة و السابعة متثل فجوات خارجيـة مـا بـني الزبون واملنظمة .أما الفجوات الثانية ،الثالثة،
الرابعة ،متثل فجـوات داخليـة مـا بـني الوظائف واإلدارات يف املنظمة.
رابعا :المهام التي تواجه تقديم الخدمات:
نتيجة لتزايد حدة املنافسة واليت يشهدها القطاع اخلدمي مبختلف اجتاهاته ،األمر الذي يتطلـب مـن منظمات اخلدمية إن تتطلع
مبهام أساسية ال بد من مواجهتها بشكل علمي وعملي من وضع التصورات اإلسرتاتيجية يف الكيفية اليت يتم معاجلتها بالشكل
الصحيح .إن هذه املهام األساسية هي:
أ -إدارة الجودة:
إن جودة اخلدمة تتحدد من خالل املنفعة الكلية اليت حيصل عليها املستفيد من اخلدمة وإن هذه املنفعة متثل جمموعة املنافع املرتبطة
باحلصول على اخلدمة ومبا إن اخلدمة متثل جانب ملموس وجانب غري ملموس فإن حتديد نوعية وجودة اخلدمة يتأثر هبـذين
اجلانبني،وإن مؤسسات تقـدمي اخلدمات تسعى إىل متيـز نشاطها من خالل تقدمي خدمات ذات نوعية أفـضـل مـن املنظمات
املنافسة وإن األساس يف ذلك هو سعي هذه املنظمات إىل تقدمي خدمات مبستوى من النوعيـة بالشكل الذي جيعل هذه اخلدمات
تفوق ما يتوقع إن حيصل عليـه املستفيد مـن اخلدمة .إن توقع املستفيد يكون إما نتيجة للخربة والتجـارب السابقة له أو مـن خالل
استالمه للمعلومات واملواصفات عن طريق احلمالت الرتوجيية اليت تقـوم هبا املنظمات اخلدمية واليت تعمل على خلق صـورة ذهنيـة
معينـة لـدى املستفيد حول مستوى اإلشباع الذي ميكن إن حيصل عليه من خالل هذه اخلدمة ويف حالة عدم إمكانية اخلدمة من
حتقيق ما يتوقع أو يطمح املستفيد من احلصول عليه فإن ذلك سوف يدفعه إىل عدم االهتمام هبذه اخلدمة أما يف حالة كون
اخلدمة حققت اإلشباع املطلوب وباملستوى الذي كان يطمح أن حيصل عليه املستفيد فـإن ذلـك سوف جيعله يكرر شراءه هلا
ويتمسك باجلهة املقدمة هلا .
ب -إدارة التمييز:
بشكل عام يشكو مسوقوا اخلدمات من صعوبة متييـز خـدماهتم عـن خـدمات منافسيهم .إن عدم انتظام صناعات اخلدمة مثل
االتصاالت ،النقل ،الصريفة ،أ وجـد منافسة سعرية حادة وخاصة على صعيد اخلدمات املصرفية نتيجة حلدة املنافسة يف هذا القطاع
احليوي واملهم .ومن أجل حل ومواجهة هذه املنافسة السعرية يتمكن تطـوير عرض تفاضلي (متميز) وبشكل خاص يف جمال
التسهيالت املصرفية املقدمة باستخدام عالمة مميزة يشري إىل هذا العرض املميز .كما ميكن أن يتضمن العرض ميزات مبتكـرة
املنظمات اخلدمية األخرى كتسهيالت أكرب يف جمال منح قياسياً بالعروض املنافسة ،القروض والفرتات الزمنية هلا كذلك الضمانات
املقدمة من قبل املستفيد.
إن املشكلة الرئيسية هي أن معظم االبتكارات ميكن تقليدها بسهولة .مع ذلـك فإن إدارة املنظمة اليت تقدم مبتكرات خدمية
بانتظام ستحصل على سلسلة من الفوائد يف مواجهة منافسيها .و ميكن للمنظمة أن متيز نفسها يف إيصال اخلدمات بثال طرق:
• من خالل الناس باألخ زبائنها.
• من خالل البيئة الطبيعية.
• من خالل العمل أو األداء اجليد يف تقدمي اخلدمات للزبائن.
إن النقاط الثالثة السابقة ال ميكن هلا من أن تؤدي أهدافها ما مل يتم االعتمـاد على أشخاص هلم اخلربة والقدرة على االتصال
بالزبائن بشكل مييزهم على منافسيهم كما ميكن للمنظمة إن تطور بيئة مادية أكثر جاذبية ليتم تقدمي اخلدمات فيها ،إىل جانب
إمكانية تصميمها خلـدمات ممتـازة مثـل عمليـات الـصريفة املنزلية ،التسليم املنزل للخدمات ،خدمات التوصيل للمطاعم.
35
ج -إدارة اإلنتاجية:
بشكل عام تقع مجيع منظمات اخلدمة حتت ضغط كبري لزيادة إنتاجها حيث إن العمل يف منظمات اخلدمة يتصف بالتعقيـد
وبالتـايل فـإن التكاليف تتـصاعد بـسبب اخلصائ املميزة للخدمة.
ومن أجل حتسني إنتاجية اخلدمات فإن أمام إدارة املنظمة اخلدميـة سبعة طـرق ميكن من خالهلا حتقيق هذا اهلدف:
.1جعل مقدمي اخلدمة يعملون جبد ومثابرة أكثر.
.2استغالل وقت العمل وذلك من خالل تقليل الوقت الضائع.
.3زيادة كمية اخلدمات وأنواعها من خالل التنازل عن بعض النوعية.
.4تصنيع اخلدمة من خالل تقسيمها واستخدام معدات يف إنتاجها ؟.
.5التقليل من احلاجة للخدمات عن طريق إجياد البدائل.
.6تقدمي خدمة ذات تأثري أكرب.
.7إعطاء حمفزات للزبون يف إنتاج اخلدمة.
خامسا :االختالفات األساسية بين الجودة والتميز في تقديم الخدمات:
عامل اليوم هو عامل يتعاقب فيه تقدمي اخلدمات على شىت أنواعهـا ،فـإن اجلـودة هي مفتاح الدخول إىل السوق وجلب الزبائن يف
حني إن التمييـز هـو ثـمـن النجـاح ،فالسوق اخلدمي احلايل املعاصر يطلـب املزيـد مـن اخلـدمات اليت تقـدم إىل الزبائن مبستوى متميز
ويتماشى مع توقعات هؤالء الزبائن ،لذلك يتحرك مسؤويل املنظمات إىل ما وراء اجلودة إال وهو التميز ،ويتبارى هؤالء املسؤولني
يف طموحاهتم يف جمـال تقدمي أفضل اخلدمات ومبا يتناسـب مـع الـدعوى املقطوعـة للزبائن أو املستفيدين وبشكل يفوق توقعاهتم،
وعليه فإن التمييز أصبح العامل املهم يف التفريق بني األداء االعتيادي واألداء العايل ملنظمات اخلدمات.
مما ال شك فيه أن اجلودة والتميز مرتابطة بشكل دقيق فكما أن التسويق يتحسن باملبيعات ويتسع أفق احملاسبة باملالية ،فإن
املنافع اليت حيصل عليها املستفيد ترتقـي مـن خالل الربط بني اجلودة والتميز إن كل من اجلودة والتميز يرتبطـان يف جمال الوفـاء
باحتياجات الزبائن ويتمثل كـل منهمـا جمـاالت عديدة منهـا:
.1اإلصغاء إىل املستفيدين ومعاجلة شكواهم.
.2احملافظة على مناخ من العالقات اجليدة والطيبة مع الزبائن.
إن الطريقة اليت تواجه هبا كل من اجلودة والتميز هي مـن خـالل التفاعـل بـني املعلمة واملستفيد وميكن تقليل فجـوة اخلدمـة مـن
خـالل اإليفـاء بـالوعود املقطوعة املستفيد من خالل تصميم وتنفيذ اخلدمات بشكل متكرر.
إذن الرتكيز هنا هو على العملية اليت يتم فيها إرضاء املستفيد وذلك من خالل:
.1تقليل الوقت املستغرق بني طلب اخلدمة وتقدميها.
.2تبسيط عملية تقدمي اخلدمة.
.3تاليف العوامل اليت تؤدي إىل األخطاء يف أداء اخلدمة.
.4خلق مناخ ميكن فيه حتقيق التحسن املتواصل يف أداء اخلدمة.
.5ضمان وجود العاملني يف املنظمـة الـذين يتفاعلون مع املستفيد بـشكـل جـيـد ويتمتعون معهم بعالقة طيبة.
36
أ -مفاتيح الجودة والتميز:
تتضمن مفاتيح اجلودة يف تقدمي اخلدمة مبوجب املواصفات واملعايري الالزمة ،أما التميز فيخاطب رضى الزبائن من خالل التفاعل
معهم وجها لوجه ،مع التطلع إىل الطرق والوسائل اليت جتعل الزبون يشعر باخلصوصية يف حصوله على اخلدمة ،إذاً خيلق هذا
الشعور اخلاص لدى الزبون من خالل:
.1اإلثارة املستمرة والتصرفات الطيبة أثناء تقدمي اخلدمة اليت ال يقلدها املنافسون واالهتمام بالتفاصيل املرافقة للخدمة.
.2تعديل مستوى اخلدمة باالستفادة مـن املؤشرات املستقاة مـن ردود فعـل الزبائن.
.3هكذا فإن مفاتيح التميز هي إدخال البهجة يف نفس الزبون مبا يفوق توقعاتـه من املنظمة اخلدمية ،وهذا يعين ضرورة اإلصغاء
له واإلبداع يف اخلدمة وحتقيـق التفاعل بني املوظفني أو العاملني والزبائن فهو يؤكد على زيادة ارتيـاح الزبـون اخلدمة وما حييط هبا
وجعلها أسهل وأكثر تنافساً وخصوصية ،أي إن التميز يقوم على اإلثارة والعالقات الطيبة والثقة املتبادلة إن هذه املقومـات تـشكل
من أركان التميز.
ب -تأثير الجودة والتميز على أداء المنظمات الخدمية:
يتفاوت تأثري كل من اجلودة والتميز على أداء املنظمة اخلدمية وميكن حصر هذا التأثري يف اجملاالت األساسية التالية:
.1التكاليف:
يعتمد مدخل اجلودة على ختفيض التكاليف من خالل التدقيق بني األوقات املتاحة لدى العاملني داخل املنظمة واالحتياجات
املتوقعة للزبائن مث تبسيط أو أمتتة العمل وتقليـل األخطاء ،أما مدخل التميز فنادراً ما يقلل التكاليف ألنه غالباً ما يشكل حبـد
ذاتـه تـكـاليف مضافة على املنظمة اخلدمية تستعاد من خالل احلصة األكرب يف السوق.
.2التمايز في السوق:
يؤكد مفهوم اجلودة على احلاجة إىل إن تكون املنظمة اخلدميـة أفـضـل مـن املنظمات اخلدمية األخرى املنافسة يف جماالت الدقة
والراحة والتوقيت الدقيق واللياقة فالتميز يؤكد على متايز املنظمة اخلدمية من خالل جعـل الزبـون يـشعر بأنـه يتعامـل خبصوصية مع
املنظمة اخلدمية.
.3تدريب العاملين لرفع مستوى الخدمة:
حتدد اجلودة معايري يقاس هبا تقدمي اخلدمة فعالً إذ يتعلم العاملون ضرورة أداء واجباهتم واستخدام األساليب املناسبة واحملددة
لضمان الوصول إىل املعايري األعلى للخدمة وبدون حصول األخطاء .أما التميـز فيجعـل املوظـف مسؤوالً عـن إرضـاء الزبون بأقصى
ما يستطيع كما يتطلب من املوظف استخدام املنطـق يف ختطـي بعـض اإلجراءات اليت تقف بوجه حتقيق هذا األهداف.
.4االهتمام بمالحظات الزبون من حيث إدخال التحسينات:
نتيجة لتنوع اخلدمات واشتداد املنافسة وتطور أذواق املستفيدين مـن اخلـدمات فإن إدارة املنظمة اخلدمية تسعى جاهدة إىل
التعرف على ردود أفعاهلم جتاه اخلـدمات املقدمة وذلك خالل القيام بإجراء البحو والدراسات والتعرف على آرائهـم األخـذ
باملالحظات اليت يبدوهنا هبدف حتسني اخلدمات املقدمـة وتلبيـة حـاجـات ورغبـات املستفيدين للتحقيق التميز املطلوب.
سادساً :المكانة الذهنية للخدمات:
تلعب الصورة الذهنية وحتديد مكانـة اخلدمـة دوراً أساسيا يف تقييم الزبـون للخدمة املقدمة و املنظمة اخلدمية .ولذلك ألن حتديد
املكانة الذهنية وموقع اخلدمة يف ذهن الزبون تعترب من أحد األسس املهمة لتقييم الزبائن للخدمة واملنظمة املقدمة ملا على حد
سواء .إن عملية حتديد املكانة الذهنية للخدمة ال ميكن أن تتم إال من خـالل ما يلي:
37
.1حتديد السوق املستهدف.
.2طبيعة الزبائن.
.3موقع اخلدمة املقدمة قياسياً خبدمات املنافسني.
.4طبيعة املنافسة وقوهتا.
إن حتديد املكانة الذهنية للخدمة يف عقلية الزبون ال ميكن فصلها عن:
.1مستوى توقعاته.
2مستوی إدراکه.
إن التفاعل ما بني هذين املستويني يؤدي حتماً لتحديد مستوى اإلشباع والرضا وبالتايل ينعكس ذلك على الصورة الذهنية عن
مستوى جودة اخلدمـة وعـن املنظمة املقدمة هلا.
أ -مفهوم تحديد المكانة الذهنية :نظراً لتزايد أمهية حتديد املكانة الذهنية للخدمة ،فإن الكثري مـن البـاحثني قـد تناولوا هذا
املوضوع نورد أمههم على النحو التايل:
• جيد األزهري أن املكانة الذهنية متثل عملية تصميم املنتج اخلدمي ومزجية التسويقي من أجل إجياد موقعاً مالئماً يف ذهن
املستهلك .أمـا Payneفيشري إىل حتديد املوقع أو املكانة الذهنية ميثـل تـشخي وتطـوير وإيـصال ميـزة تفاضلية واليت جتعل
املنتجات اخلدمية للمنظمة متفوقة ومتميزة عـن اخلدمية ملنافسيها يف ذهن الزبائن املستخدمني .أمـا Stoneفإنه يعرف املكانة
الذهنية بأهنا متثل السيطرة على إدراك الزبائن ومشاعرهم من أجل دفعهم لشراء املنتجات اخلدمية للمنظمة.
• يف حني يشري Marieبأن حتديد املكانة الذهنية للخدمـة لـه تـأثري مباشرة على سلوك الزبون وتقييمه للمنظمة املقدمة هلذه
اخلدمة وبالتايل تفضيله للتعامل معها.
•أما Moulinفإنه يعترب حتديد املكانة الذهنيـة متثل تلـك العملية اليت يتم إعادة ختطيط وتنظيم مركز التسوق أو تقدمي اخلدمة
الذي يعترب من العوامل املهمة يف الوقت احلاضر جلذب االنتباه والتأثري على إدراك الفـرد وسلوكه ،ألن متييز مركز التسوق ( تقدمي
اخلدمـة ) يـؤثر على الصورة الذهنيـة وحيسنها مقارنة باملنافسني وبالذي يزيد من والء الزبون ويضيف بـأن سـلـوك
التسوق يستند على عدة عمليات والشكل التايل يوضح ذلك:
Choice Perception
Performance
إن حتديد املكانة الذهنية ختتلف باختالف الزبائن وباختالف العوامـل املـؤثرة عليهـا وبـاختالف السوق املنافسة والسوق .لذلك
تسعى املنظمات اخلدمية إىل استخدام الوسائل اإلعالمية املتاحة وتوجيه األنشطة التسويقية من اجل تكوين مكانـة ذهنية مالئمة
للمنظمة اخلدمية عند الزبائن ،ألن هذه املكانة تتكون من خالل استقبال الزبائن للمعلومات من خالل احلواس اخلمسة وأن هذه
املكانة الذهنيـة تلعـب دوراً أساسياً يف جتزئة سوق الزبائن واستهدافهم.
38
ب -المكانة الذهنية وتجزئة سوق الخدمة:
إن حتديد املكانة الذهنية إلجياد موقع للخدمة يف ذهنية الزبـون لـه عالقة قويـة بتجزئة األسواق ،هبذا الصدد يشري Stoneبأن
هناك عالقة ارتبـاط قوية بني حتديد املكانة الذهنيـة لـدى الزبائن وجتزئة األسـواق وحتديد القطـاع أو القطاعات املستهدفة فيه ،ومث
حتديد متيز املنظمة واخلدمات اليت تقدمها ،إن هـذا
االجتاه يتفق مع Karenحيث ركـز يف موضـوع حتديد املكانـة على مسألة جتزئة السوق ،حيث أشار إىل أنه هناك ثالثة قرارات
للتجزئة وفقا للمزيج التسويقي املراد تنفيذه:
• التسويق الواسع.
• الرتكيز ( قطاعات معينة (
• التجزئة املتعددة.
إال انه اعتمد على مخسة أساليب لتقسيم سوق اخلدمات هي:
-األساس الدميغرايف.
-األساس السيكلوغرايف.
-سلوك املشرتي.
-احلاجات واالعتقادات.
-مستوى اخلدمة املقدمة.
إن العالقة ما بني املكانة الذهنية للخدمة وجتزئة سوق اخلدمات ميكن توضيحه بالشكل التايل:
39
الشكل )(14املكانة الذهنية و جتزئة سوق اخلدمة
الديمغرافي السوق
تحديد القواعد البديلة للتجزئة
السيكوغرافي
سلوك المشتري
واعد التجزئة اختيار أفض
الحاجات
مستوى الخدمة
المقدمة تحديد و اختيار أجزاء
تطوير
وضع البرامج تطوير مزيد تسويقي لك سوق
المزيج
مستهدف
التسويقي
الخدمي
تنفيذ البرامج
40
الشكل) (15العوامل املؤثرة على حتديد املكانة الذهنية للخدمة
نوعية الخدمة
اإلعالن
الصورة
الذهنية
الدعاية
سرعة إنجاز
خدمة الخدمة
المستهلكين
اليت جتعل هلا وضعاً كما ـإن الرسالة اإلعالنية الفاعلية تتطلب أن يكون مضموهنا قادراً على تقدمي اخلدمة ويربط بأحد اخلصائ
نسبياً متميزاً يف ذهن الزبون.
إن عملية إجياد املوقع الذهين أ و حتديد مكانة اخلدمة الذهنية مرتبطـة بـاملوقع الذهين الذي ميلك الزبـون عـن املنتج أو اخلدمـة الـذي
حيتلـه املنتج بالنسبة ملوقع املنتجات املنافسة يف عقل الزبون ،كما أن وجود عدد من اخلدمات املتميزة والفريـدة جيعل إجياد املوقع
عملية هلـا أهـميـة خاصـة ،األمـر الذي يتطلب الكثري من اجلهود الرتوجيية ،ومبا أن تكوين املكانة الذهنية للخدمة لـدى الزبائن
يعتمد بشكل أساسي على خلق صورة ذهنية زاهية عن املنظمة واخلدمات اليت تقدمها وان خلق هذه الصورة يعتمـد بـشكل
أساسي على مستوى اإلدراك لـدى األفراد والتعلم واخلربة السابقة ،فإن للمعلومـات الـيت تقـدمها املنظمـة اخلدميـة عـن طريق الوسائل
الرتوجيية املختلفة هلا دوراً فعاالً يف التأثري على إدراك الزبائن من خالل استالمهم للمعلومات عن طريق حاسة السمع والبصر
حيـث يقـوم اجلهـاز اإلدراك بتصفية وتنقية واختيار املعلومات املناسبة مث مقارنتها مع ما هو موجود من معلومات وجتارب سابقة
ومـن ثـم تـكـويـن الـصورة الذهنيـة الشخصية املناسبة جتاه املنظمـة ومنتجاهتا اخلدمية.
41
المحور الرابع :تسويق العالقة
إدارة عالقات الزبون:
إن إدارة عالقات الزبون أو تسويق العالقة ) ( RMمتثل مسات تفاعـل املنظمة مع زبائنها ،سواء كان ذلك من خالل البيع أو
تقدمي املنتجات ( سلع أو خدمات ) اليت تتفاعل هبا املنظمة ،إن استخدام احلواسيب جعـل املنظمات تقرتب أكثـر مـن إسرتاتيجية
إدارة عالقة الزبون ،ألهنا غريت من سلوك شـراء املستهلك أو الزبـون كذلك سامهت يف تفصيل هذه العالقة .فتطور تقنيات
االتصال مثـل خدمة الويب ) ( Webوالربيد االلكرتوين ) ،( E - mailوغريها جعل املنظمة قادرة على إدارة أكثـر من
عالقة زبون الكرتونية .
إن التقنيات اليت تدعم ) (CRMتتضمن حتليل الزبون ،البائع ،الشريك ،معلومات العملية الداخلية .أما الوظائف الداعمة لـ
) (CRMفهي تتضمن املبيعات ،التسويق ،خدمات الزبائن ،تدريب ،تطوير مهين ،إدارة الشراء وتطوير املوارد البشرية
والتعويض .إن هذه التقنيات الداعمة ) (CRMجيب أن تتكامل مع إسرتاتيجية املركزية للزبون ،دون ذلك فإن أي تطبيـق
)(CRMقد يفشل حيث هناك الكثري من احملاوالت لتطبيق مفهـوم إدارة عالقات الزبون قد فشلت.
أ -تعريف إدارة عالقات الزبون:
متثل مسألة تسويق العالقة ) (RMأو إدارة عالقات الزبون ) (CRMاملسألة األكثر أمهية يف التسويق املعاصر ،مما أدى
بالكثري من الباحثني واملختصني للتصدي هلذه املفهوم وحماولة إعطاء تعريف حمدد له ،سنحاول يف هذه السطور القادمة التعرض
ألهم تلك التعريفات من ناحية تسلسلها الزمين وكما يلي:
• قدم Sapugتعريفاً لـ ) (CRMعلى أهنا « إسرتاتيجية األعمال اليت تتضمن تركيز معارف املنظمة وعملياهتا وهيكلها
التنظيمي حول الزبائن لضمان استمرارهم مع املنظمة».
• بينما يشري Liscomtبتعريفـه لـ ) (CRMبأهنا « جهـود املنظمة وخربهتا املعرفية يف جمال اإلبداع واالبتكار الذي يقود إىل
اختيار طريقتها املميـزة واليت تربطها بزبائنها وتكسب رضائهم ووالئهم ».
• أما Janjicekفيعرف ) (CRMعلى أهنا « الفلسفة اليت نضع الزبائن يف نقطة تصميم املنتجات من أجل توجيه املوارد
وجهـود املنظمة لتقدمي أفضل اخلدمات وتعزيز والء الزبائن هلا».
• بينما يرى بشري العالق على أن مفهـوم إدارة العالقة مع العميل ) (CRMمبصطلح تسويق العالقة ) (RMالذي ميثـل
حتـوالً أو انتقاله يف االجتاه مـن عقـد صفقة بيعيه إىل االحتفاظ بالعميل .ويعرف تسويق العالقة بأنه أسلوب تسويقي رفيع مرتكز
على العميل حيث يتم مبقتضاه االنتفاع من املعرفة اخلاصة بالعميـل كفرد وتضمينها يف عملية تصميم السلعة واخلدمة وإبالغ
العميل بذلك من خالل االتصاالت التفاعلية معه وذلك هبدف إدامة عالقة وطيدة وطويلة األمد مع مبا حيقق املصاحل املشرتكة
إلطراف التبادل.
• أما كل من Edward & Calderفإهنما يشريان على أن إدارة عالقات الزبون ) (CRMهي العمليات والربامج
واملعلومات حول تفاعالت الزبائن للوصول ألهداف ) (CRMاملثالية يف حتسني اخلدمات املقدمة إىل الزبائن وذلك باستخدام
معلومات االتصال بالزبائن ضمن التسويق املوجهة ،وبالتايل فإن إدارة عالقات الزبون هـي نظـرة مشولية تعاونية إلدارات املختلفة
داخل املنظمة.
• يف حني يعرف كل من كوتلر و ارمسرتونج إدارة عالقات الزبون باجتاهني مها:
-اتجاه المفهوم الضيق :حيث اعترب إدارة عالقات الزبون هو نشاط إدارة قاعـدة بيانات الزبائن وتشمل معلومات تفصيلية عن
الزبائن األفراد وإدارة نقاط متاس الزبون بعناية هبدف خلق والء الزبون.
42
-اتجاه المفهوم الواسع :فإ ن إدارة عالقات الزبون فيه عملية شاملة بناء عالقات زبون مرحبة واحلفاظ عليها عن طريق تسليم
قيمة رضا متمايز للزبون.
• أمـا Wordفأهنـا تعـرف إدارة عالقات الزبون « بأهنـا تلـك اإلسرتاتيجية اليت تعاجل توثيق العالقة مع الزبائن هبدف حتسني
رضائهم من خالل تقدمي احلد األعلى من اخلدمات للزبائن األكثر رحباً ،وتطلق عليها مصطلح إدارة خدمات الزبون ).(CSM
مما تقدم فإن التعريفات السابقة قد ركزت على أهم املفاهيم األساسية إلدارة عالقة الزبون وهي:
-1تسويق العالقة :وهو ميثل اجتاهاً اسرتاتيجياً إلدارة التسويق هبـدف خـلـق بنـاء وتوسيع العالقة بني املنظمة وزبائنها ،وهـو تعبري
عن إدارة عالقات الزبون ).(CRM
-2قيمة الزبون :األساس يف بناء عالقات عميل دائمـة هـو إقناع ورضـا ممتـازين للزبون من خالل قيام املنظمة بتقدمي منتجات
ذات مستوى أعلى من القيمة املدركة للزبون.
-3القيمة المدركة للزبون :متثل الفرق بني إمجايل قيمة الزبون وإمجايل تكلفة الزبون.
-4خدمة الزبون :وتتم خالل التسهيالت اليت تقدمها املنظمة لزبائنهـا قبـل وأثناء وبعد عملية البيع واليت حتدد درجة التمايز بني
املنظمة ومنافسيها.
-5رضا الزبون :متثل الطريق إىل النجاح لكسب الزبائن وهو هدف تسويقي أساسي.
-6والء الزبون :متثل احلالة اليت يتحول الزبون إىل مستخدم دائم لسلع وخدمات املنظمة.
-7عالقات الزبائن :وهي تلك العملية اليت هتدف إىل إقامة وتوسيع العالقة اليت تربط املنظمة بزبائنها ،وهذا ال حيقـق أن يتم إال
مـن خـالل التصرف بذكاء لتحقيق أفضل استخدام لقيمة الزبون.
-8إدارة خدمات الزبون ) :(CSMوهو منهج اسرتاتيجي تسويقي لـه نفـس االجتاهات الفلسفية إلدارة عالقة الزبون
).(CRM
-9فلسفة التوجه نحو الزبائن :وهو ميثل أساس التوجه االسرتاتيجي ملفهـوم إدارة عالقة الزبون.
ب -أساسيات إدارة عالقة الزبون:
إن ما قدمه كل من. Peppers & Rogersمن نصائح يف كتاهبما ملنظمات األعمال واليت ترغب يف إقامة عالقة صحيحة
وثيقة تسويق العالقة مع زبائنها ميكن اعتبار تلك النصائح عبارة عن أساسيات أو مبادئ عامة لبناء إدارة عالقات زبون ناجحة.
ونلخ هذه التصاحل ما يلي:
-1التركيز على عالقة بالزبون :وهو أسلوب أفضل من ناحية الفعالية الكلفوية من جمرد استقطاب الزبون.
-2التركيز على حصة الزبون :بدال من الرتكيز على احلصة السوقية ،وهذا يعين ارتفاع العائد املتأيت مـن كـل زبون قدر املمكن.
-3االحتفاظ بالزبون :االحتفاظ الطويـل للزبون أو زبـون مـدى احليـاة ،إن مثل االحتفاظ ال ميكن أن يتم إال من خالل إدراك
املنظمة لقيمة الزبون.
-4التركيز على تكرار الشراء :ويتم من خالل إتباع سياسة البيع املتقطع والبيع املتصاعد.
-5التركيز على إستراتيجية يقودها الزبون :للوصول إىل هذه النقاط ال بد من املنظمة أن تفهم حاجات ورغبات الزبون وأن
تعمل على االستجابة هلا لكي تؤدي إىل بناء عالقات مع الزبون تستند على الثقة والوالء.
لتحقيق هذه األهداف فإن هذان املؤلفان قد اقرتحا عدة مراحل أطلقوا عليهـا وهي:
.1التعريف :حيث تقتضي الضرورة معرفـة خـواص الزبائن بشكل تفصيلي لكي تتمكن املنظمة من إجراء حوار معهم.
43
.2الفردية :وتعين الفردية تفصيل خمرجات املنظمة على الزبون مقياس وتقدمي ميزة الزبون مستندة إىل حاجاته ورغباته الفردية
حبيث يشعر وكأن اخلدمة املقدمة له ال تقدمها املنظمة لغريه ،و إمنا هي مفصلة على مقاسه متاماً.
.3التفاعل :يعترب احلوار املتواصل ضرورياً لفهـم كـل مـن الزبـون حاجات وقيمته اإلسرتاتيجية.
.4التكامل :ينبغي أن ميتد التكامل يف العالقة واملعرفة بالزبون إىل كافة أجزاء وأوصال املنظمة.
.5االستقامة :مبا أن مجيع العالقات إمنا تؤسس على الثقة تقضي الضرورة واحلالة هذه عدم فقدان ثقة الزبون .وال ينبغي اعتبار
رغبة الزبون بالتعرف على ما جيري من أحدا وتطورات مبثابة تدخل يف شؤون املنظمة كما ينبغي احملافظة على خصوصية الزبون
بالدرجة األساس.
ج .مراحل تطور مفهوم إدارة عالقات الزبون:
إن بدايات ظهور مفهوم ) ( CRMكان يف هنايات القرن املاضي من خالل تبين عدة شركات هلذا املفهوم ومن أبرزها شركة
Microsoftو Hewelt Packordإن ما قامت به جهود ريادية وعم البداية لتأسيس هذا املفهوم وتطوره.
إن تطور مفهوم إدارة عالقات الزبون قد مر بعدة مراحـل وفقاً لتطور فلسفة التسويق املعاصر .وميكن النظر هلذه املراحل من
خالل تطور مفهوم التسويق الذي مر بعدة مراحل هي:
-1المرحلة األولى :التسويق الواسع:
إن مفهوم التسويق الواسع يشري إىل جهود املنظمة وعالقتها كانت مع جمموعة واسعة من الزبائن وبأسـواق خمتلفة .إن هذا
النموذج يعترب األول الذي ساد يف املاضي .وكذلك تعترب إحدى احملاوالت األوىل اليت سعت املنظمة من خالله إىل بناء عالقة
زبون وفقاً لعدة معايري تقيميـه مثـل احلصة السوقية ،أرقام املبيعات ،مسعة العالمة التجارية ،الرحبية ...اخل.
إن ما طرح من مفاهيم وفقاً هلذا النموذج ساعدت بشكل كبري على جتاوز األزمة اليت عصفت مبفاهيم التسويقية التقليدية ،مما
أدى انتشار الفكر التسويقي احلديث املستند على التوجه حنو الزبون وحماولة بناء عالقات وثيقة معه.
النقطة املركزية هلذا التوجه تستند على عملية االتصال بالزبائن مـن خـالل وسائل واسعة ومحالت تروجيية مكثفة أدى إىل إحدا
اثر اجيايب على جذب املستهلكني للتعامل مع منتجات املنظمة اخلدمية.
نتيجة لضعف اخلدمات املقدمة من املهمات وشدة املنافسة فإن هذا التوجه سرعان ما بدأ باالهنيار والتعثر مما ميهد لالنتقال
للمرحلة الثانية بتوجهات جديدة.
-2المرحلة الثانية :التسويق المستهدف:
إن انعكاسات التطورات اهلائلة يف مجيع جماالت التكنولوجيا واالتصال أثر على بيئة األعمال وأدت لقيام منظمات األعمال
وإدارة تسويقها التوجه جهود التسويقية حنو فهم وإدراك حاجات ورغبات و تفضيالت القطاعات سوقية حمدودة واليت أصبح
يعرف بالسوق املستهدف.
إن هذا التوجه واالسرتاتيجيات املعدة لتنفيذه قد حققت جناحات أکرب من التوجه السابق يف املرحلة األوىل ،إال أنه مل يؤسس
إلقامة عالقات طويلة األمد مع الزبائن ،أو لتسويق العالقة ) (RMإال أن هذا التوجه سرعان ما تعثر بسبب:
• عدم وجود رؤيا إسرتاتيجية واضحة لدى منظمات األعمال حول كيفية إقامة عالقات زبون طويلة األمد بشكل ميكن االحتفاظ
به كزبون دائم .أي ال توجد رؤيا لتطبيق مفهوم تسويق العالقة).(RM
• ضعف قدرة املنظمات على تقدمي مزيج تسويقي حيقق الرضا للزبائن.
• عدم قدرة املنظمة على فهم أن التغيريات البيئية انعكست على حاجات ورغبات و تفضيالت الزبائن وتنوعها مما عجزت
املنظمات عن حتقيق األمر الذي يساعد لظهور املرحلة الثالثة.
44
-3المرحلة الثالثة :عالقات الزبون:
إن ظهور هذه املرحلـة كـان مسألة ضرورية نتيجة للتطورات التكنولوجية واالتصاالت ما أحرزته من وسائل اتصال حديثة والكرتونية
(شبكة االنرتنت) ،أدت إىل إحدا تغري اجلوهري يف توجهات املنظمات كان أساسها تبين فلسفة تسويقية جديدة جوهرها إقامة
عالقات زبون متطورة وطويلة األمد.
إن ظهور مفهوم ( تفاعل واحد إىل واحد ( كان لرغبة املنظمات لتعميق عالقتها مع زبائنها .إن أسس هذا التوجه تتلخ مبا
يلي:
• جذب الزبائن من خالل ما تقدمه املنظمة من مزيج منتجات متطورة وتتوافق مع طموحات الزبائن.
• زيادة رضا الزبائن مث والئهم من خالل تقدمي أفضل اخلدمات هلم ،ألهنم ميثلون أساس رحبية املنظمة.
• حماولة تطوير الوسائل الالزمة لزيادة فاعلية األنشطة التسويقية باألخ الرتوجيية منها ،وذلك هبدف اجذاب واختيار الزبائن
األكثر رحبية للمنظمة.
•الوقوف والفهم بشكل أعمق من اجتاهات وتفضيالت والعمل على تقدميها جبودة تناسب مع يرغب الزبائن به.
•حماولة خلق الوالء للزبائن عن طريق تقدمي منتجات متتع مبيزة تنافسية ،أي ذات جودة عالية قياساً ما يقدمه املنافسون ،مع مزيج
تسويقي دائم حيقق الرضا الزبائن ومث الوالء.
•حماولة زيادة املبيعات بشكل حيقق االستقرار إليرادات املنظمة ورغبتها.
إن هذا التوجه يسعى لتحقيق أفضل درجة من التوافق واالنسجام والتفاعل بني توجيهات املنظمة وطموحات الزبائن من خالل
إقامة عالقة مباشره مبنية على الفهم الصحيح والعميق الحتياجات وتفضيالت الزبائن.
د .مراحل االحتفاظ بالزبائن:
يعترب االحتفاظ بالزبائن العمود الفقري لفلسفة تسويق العالقة ) (RMأو إدارة عالقات الزبون )،(RMحيث أن األساس إدارة
عالق ات الزبون تستند على الكيفيـة اليت تستطيع املنظمة من االحتفاظ بالزبائن لفرتة زمنية طويلة وبالتايل استثمار قيمتهم بالشكل
الذي حيقق هلا الرحبية املنشودة.
إن االحتفاظ بالزبائن مير بالعديد من املراحل هي:
-1جذب الزبون :تشري هذه املرحلة إىل الكيفية اليت تتمكن املنظمـة مـن جـذب الزبون والفوز به.
-2إقامة عالقة :تؤسس هذه املرحلة للبناء األويل إلقامة عالقة طويلة مع الزبون.
-3استثمار قيمة الزبون :حتاول املنظمة يف هذه املرحلة من استثمار قيمة الزبون لتحقيق أهدافها.
-4تحقيق الرضا :وهذا ال يتم إال من خالل مستوى املنتجات واخلدمات املقدمة واليت حتقق الرضا لدى الزبون.
-5الوالء للمنظمة :إن الرضا قد يقود إىل الوالء للمنظمة منتجاهتا وبالتايل يبقى هذا الزبون خملصاً ملا تقدمه من منتجات
وخدمات.
-6االحتفاظ الطويل األمد :وهذا حيتـل هـدف إدارة عالقات الزبون أن يصبح الزبون دائم مدى احلياة.
الشكل التايل يوضح تلك املراحل:
45
الشكل ) (32مراحل االحتفاظ بالزبون
استثمار
جذب الزبون إ امة عال ة يمة الزبون
ا حتفاظ
الطوي األمد
46
ضمن هذه املرحلة تقوم املنظمة باستثمار مبالغ كبرية إلنفاقها باإلضافة للجهود من أجل كسب الزبون للتعامل معها ،بنفس
الوقت ال تتوقع هذه املنظمـة مـن جـين أرباح عالية باملقارنة مع ما مت اتفاقه ،مع ذلك فـإن هـذه املرحلـة حتتـل اخلطوة األوىل واملهمة
يف إقامة عالقات وثيقة مع الزبون.
-2المرحلة الثانية :استثمار الزبون
وفق هذه املرحلة تسعى املنظمة اخلدمية على توطيد عالقتها مع الزبائن من خالل بناء عالقات زبون مستنده بروابط هيكلية
واجتماعية باإلضافة للمنافع املادية .إن توطيد هذه العالقة يستند على قاعدة البيانات اليت مت مجعها من الزبائن .إن قاعـدة
البيانات تساعد املنظمة على اختيار اإلسرتاتيجية املالئمة لبناء العالقة وتوطيدها .املنظمة هنا على حتقيق أعلى إنتاج قيمة للزبون
واستثمارها ،ألهنا حتدد مدى األرباح اليت ميكن أن حتققها من هذه العملية .لذلك حتاول املنظمة توسيع حجم تعاملها مع الزبائن
عن طريق احلث واإلقناع بتوسيع تعامالهتم مع املنتجات اخلدمية القائمة أو اجلديدة.
إن هذه املرحلة حتدد دقة وصواب اخليار االسرتاتيجي لتسويق العالقة مع الزبون وإدارهتا ومدى رحبية هذا اخليار ،وكذلك يتم
حتديد مـن هـم الزبائن اللذين ميكن اإلبقاء عليهم ضمن احملفظة االستثمارية للزبائن .حتاول املنظمة ضمن هذه املرحلة باسرتجاع
القسم األعظـم مـن االستثمارات اليت أنفقتهـا يف املرحلة السابقة.
-3المرحلة الثالثة :الحفاظ على الزبائن
إن االحتفاظ بالزبون يعترب من املسائل األكثر صعوبة وتعقيـداً مـن الفـوز بـه ،والسبب يعود على قدرة املنظمة اخلدمية من تلبية
حاجاته بالشكل الذي حيقق الرضا .إن الرضا الزبون يعترب العامل احلاسم يف والئه للمنظمة ومنتجاهتا اخلدمية ،إن حتقيق رضا
الزبون مير عرب قيام املنظمة اخلدمية بتقدمي منتجاهتا بشكل يفوق توقعاته.
تسعى املنظمات اخلدمية يف الوقت احلاضر إىل تعظيم رضا الزبون من خالل ما تقدمه من حزمة من اخلدمات املختلفة والذي
ينعكس بدوره على خلق والء الزبون والذي يقود إىل االحتفاظ بالزبون على املدى الطويل .إن هذا االحتفاظ ال ميكن أن يتم إال
من خالل إدراك املنظمـة اخلدمية بقيمـة الـزبـون مدى احلياة والذي ميثل قيمة التدفق الكامـل حلـجـم التعامالت اليت يقوم هبا هذا
الزبون ،وبالتايل يتحول هذا الزبون إىل استثمارات مربعة للمنظمة اخلدمية.
إن عملية االحتفاظ بالزبون ختضع لعدة عوامل تؤثر على قدرة املنظمة اخلدمية على القيام هبا وهذه العوامل هي:
• قدرة املنظمة اخلدمية على فهم حاجات رغبات وتفضيالت الزبائن وأمناط تعاملهم .إن هذا الفهم املعرفة ال بد أن يرتجم يف
الواقع العملي ميكن ملسه من قبل الزبون بشكل أفضل من املنظمات املنافسة.
• مستوى الرضا والوالء الذي يتم حتقيقه يف السابق.
• مستوى وحجم العالقة اليت متكنت املنظمة اخلدمية مـن إقامتهـا سـابقاً ومـدى جناح إسرتاتيجية تسويق وإدارة هذه العالقة.
• مدى متتع املنظمة باملزايا التنافسية واليت تتفوق هبا على املنظمات اخلدمية املنافسة.
• قدرة املنظمة على خلق قاعـدة عرضية قادرة على استقطاب الزبائن خلدماهتا.
• قدرة املنظمة على التجدد واالبتكار والتطور يف مواجهة التغيريات البيئية وخاصة املتعلقة باحتياجات الزبائن وتنوعها.
• مدى استخدام املنظمة اخلدمية للوسائل التكنولوجية املتطورة يف تقدمي سريع ملنتجاهتا اخلدمية.
• طبيعة األسواق اليت تتعامل معها املنظمة وحجم املنافسة املوجودة فيهـا ومـدى تفوق املنظمة خبدماهتا عن املنافسني.
-4المرحلة الرابعة :تحول الزبائن :متثل هذه املرحلة األخرية من دورة حياة الزبون وذلك بقيامـه بـالتحول أو االستغناء عن
املنتجات اخلدمية املقدمة من املنظمة .بالواقع هناك نوعني رئيسية من األسباب:
.1أسباب تتعلق بالمنظمة الخدمية :وهذه حتدد مبا يلي:
47
• عدم قدرهتا على مواكبة تطور احتياجات وتعديالت الزبائن بسبب ضعف عرضها التسويقي بالقياس ملا يقدمه املنافسون من
عروض أكثر إقناعاً من وجهة نظر الزبون ملا تتضمنه من قيمة مدركة أعلى هذه املنتجات اخلدمية ..وهذا يعود ملا يلي:
-عدم قدرة املنظمة على اإلبداع والتجدد يف عرضها التسويقي مما يؤثر على قدرهتا يف حتقيق الرضا لدى الزبائن وبالتايل الوالء.
-عدم مقدرة املنظمة على منافسة املنظمات اخلدمية األخرى لضعف قدرهتا التنافسية.
• نوع اخليار اإلسرتاتيجية والربامج اخلاصة بتنمية العالقات مع الزبون وهذا يتضح من خالل ما يلي:
-عدم وجود نظرة وتوجه اسرتاتيجي واضحة لتسويق عالقات الزبون وإدارهتا.
-عدم توفر اإلمكانيات والقدرات الالزمة لتنفيذ برامج لتسويق عالقات الزبون وإدارهتا.
• عدم وجود الوعي الثقايف التنظيمي لدى العاملني بأمهية تسويق عالقات الزبون وإدارهتا بالشكل الذي ينسجم مع أمهيتها على
املنظمة ورحبيتها.
• عدم استخدام التكنولوجيا احلديثة يف تقدمي اخلدمات.
• عدم إدراك للتغريات البيئة وخاصة فيما يتعلق بكيفية حتقيق الرضا للزبون عن طريق توفري منتجات خدمية تفوق طموحاته.
. 2أسباب تتعلق بعدم رغبة املنظمة باالحتفاظ هبؤالء الزبائن لكوهنم استثمارات غري مرحية .لذلك فإن اهتمام املنظمـة ينصب
على جذب زبائن جدد والفوز هبم الحتافتهم حملتفظتها االستثمارية بدالً من الزبائن اللذين مت التخل منهم.
والشكل التايل يوضح دورة حياة الزبون.
الشكل ) (33دورة حياة الزبون يف القطاع اخلدمي
حج المبيعات و
الربح المتو ع منحنى منحنى
)(2 المبيعات األربا
استثمار )(3ا حتفاظ بالزبائن
األربا في
)(1 الزبائن
المبيعات الفوز )(3تحو الزبائن
بالزبائن
الزمن)اإلطار الزمني(
48
وفق حتليـل احملفظـة االستثمارية الزبـون يـتم احتساب قيمـة العميـل وخاصة يف القطاع اخلدمي املصريف وفقاً لعدة مؤشرات هي:
• معدل موازنة حساب الزبون الشهرية.
• معدل حركة حساب الزبون الشهرية.
• عدد التعامالت و الزيارات اليت يقوم هبا الزبون لفرعه أو الفروع األوىل النابعة لنفس املصرف.
• مدى االستفادة من اخلدمات املصرفية األخرى وحجمها وعددها.
إن هذه املؤشرات حتدد بدقة ما هي قيمة الزبون ورحبيته ،وبالتايل وضع اإلجراءات الالزمة اليت حتدد من تعامالت الزبائن ذو
احلسابات غري مرحبة واليت عمل املنظمـة تكاليف تصل حلد اخلسارة .يف هذا االجتاه يشري كـل مـن Machal Fred,إىل
مصرف شيكاغو األول قام بفرض رسم على التعامل بالصراف قـدرة ( ) 3دوالرات يف عام 1995للزبائن ذو معدل حساباهتم
غري مرحبة .إن هذا اإلجراء أدى إىل قيام ( ) 30.000زبون يغلق حساباهتم وبنسبة ( ) % 63من زبائن املصرف ،رغم أن
عدد احلسابات اليت أغلقت كبرياً إال أن الكثري من الزبائن احلديني قاموا برفع معدل حساباهتم بدرجة جتعلهم غري مشمولني هبذا
اإلجراء األمر أدى إىل حتسني رحبية قاعدة زبائن هـذا املـصرف أفـضـل من السابق.
إن مصفوفة حمفظة الزبائن من األدوات املهمة يف حتليل مدى رحبية الزبـون مـع درجة والئهم لذلك يطلق عليها أيضاً مصفوفة
الرحبية /الوالء وتتكـون مـن بعـدين مها:
• الوالء املتوقع للزبون :عايل ،منخفض.
• الرحبية املتوقعة للزبون :عايل ،منخفض.
وعليه فإن هذه املصفوفة تتكون من أربعة خاليا وكما يف الشكل التايل:
Low Profitability
•الخلية ( :)1الفراشات
هم جمموعة من الزبائن اللذين احتمالية الرحبيـة عاليـة ولـكـن ذو والء قصري األمد أو بسيط.
49
من السمات هذه اجملموعة إن هنالك انسجام بني احتياجاهتم وعروض املنظمة اخلدمية ،فإهنم يتعاملون مع املنظمة اخلدمية لوهلة
قصرية دون بناء عالقة منتظمة مع أي منظمة مثال ( شركات السمرة الفردية ).
50
المحور الخامس :المنتج الخدمي
سياسة المنتوج الخدمي:
الخدمة كمنتج جديد:
إن جناح املؤسسات يف تسويق اخلدمات ال يعتمد على األداء اجليد للخدمات القائمة فحسب ،و إمنا بقدرهتا على طرح خدمات
جديدة ،فما معىن هذه األخرية؟ وفيما تكمن أمهيتها؟ وكيف خيطط هلا؟ مث ما هي أسباب فشلها؟ ،كل هذه التساؤالت سيتم
اإلجابة عليها فيما يأيت:
أوالا :مفهوم الخدمة الجديدة :خيتلف مفهوم اخلدمة اجلديدة من وجهة نظر كل من العميل و املنتج.
-1من وجهة نظر العميل :فإن اخلدمة اجلديدة :هي اليت مل يسبق له شراؤها و بالتايل استهالكها.
-2من وجهة نظر المنتج :اخلدمة اجلديدة تعين له إحدى احلاالت التالية اليت اقرتحها Arnaudوهي:
-إجراء حتسينات أو تعديالت على اخلدمة القائمة سواء كانت جوهر أو تكميلية كتغيري ديكور فندق مثال.
-خدمات جديدة بالنسبة للمؤسسة لكنها موجودة يف السوق كمحطات الوقود اآللية.
-خدمات قائمة مكيفة لقطاع سوقي جديد :مسارات جديدة لشركة طريان مثال.
-خدمات جديدة كلية مل تؤد من أية جهة على اإلطالق.
العوامل اليت تربز أمهية اإلضافات اجلديدة فيما يلي: ثانيا :أهمية الخدمات الجديدة :نلخ
-المساهمة في نمو المؤسسة :أثبتت جتارب عدة أن املؤسسات احملققة ملعدالت منو كبرية قد اعتمدت على اإلضافات
اجلديدة ملنتجاهتا أو خدماهتا ،األمر الذي يؤدي باملؤسسة إىل حتقيق تفوق تنافسي ،وضمان البقاء و االستمرار يف النشاط ،ومثال
ذلك اخلطوط اخلدمية اجلديدة اليت استحدثتها فنادق . Marriott
-المساهمة في ربحية المؤسسة :يف الوقت الذي تبدأ فيه أرباح اخلدمة احلالية يف االخنفاض يف أواخر مرحلة النضج تكون
اخلدمة اجلديدة قد دخلت مرحلة النمو لتعويض هذا االخنفاض ،مما حيقق على األقل التوازن يف معدالت الرحبية للمؤسسة ،وهذا
يقودنا إىل اعتبار اخلدمات اجلديدة خط دفاع أول للمؤسسة.
لكن أمهية تقدمي منتجات أو خدمات جديدة ال تلغي إمكانية فشلها ،إذ أن احتمال الفشل وارد ،وبالتايل ينعكس سلبا على
نتائج املؤسسة ،ويرجع ذلك لألسباب التالية:
-1تشجيع فكرة تطوير اخلدمة اجلديدة من قبل هيئة إدارة املؤسسة رغم إثبات البحو التسويقية لعدم جناحها ،رمبا لكوهنا )أي
اخلدمة( ستحد تغريا جذريا يف سلوك العميل ،وهذا ما ال يقبله عادة.
-2نظرا لعدم ملموسية اخلدمات وتدخل االعتبارات الذاتية هبا ،فإنه من الصعوبة مبكان حتديد أسعارها لصعوبة التحكم يف
تكاليفها ،فإذا كانت هذه األخرية مرتفعة ،هذا حتما يؤدي إىل املبالغة يف تسعريها مما يؤدي إىل احنصار الطلب عليها و بالتايل
فشلها.
-3نق الرتويج للخدمة اجلديدة يؤدي إىل فشلها عند طرحها يف األسواق ألول مرة ،نظرا جلهل العميل بوجودها ،وبصفة عامة
أي خلل يف عناصر املزيج التسويقي للخدمة اجلديدة يؤدي إىل فشلها.
-4اختيار وقت غي مناسب للدخول إىل السوق إىل فشل اخلدمة اجلديدة سواء كان الدخول مبكرا أو متأخرا ،فاحلالة األوىل
هي املغامرة خبدمة ال وجود للطلب عليها يف حني متثل احلالة الثانية الفرصة الضائعة لو دخلت يف الوقت املناسب.
51
-5المنافسة :نظرا لسهولة وسرعة تقليد اخلدمات ،فإن السوق يزدحم باملعروض منها ،مما يؤثر على حصة املؤسسة املبتكرة يف
حالة ما إذا أجريت تعديالت علة اخلدمة قضت على امليزة التنافسية للمؤسسة األصلية.
-6القدرات المالية للمؤسسة :إذ أن املؤسسة يف املراحل السابقة لطرح اخلدمة إىل السوق تكون قد بذلت جمهودات كبرية
لتجد نفسها عند التقدمي منهكة ماليا مما يصعب عليها تقدمي اخلدمة باملستوى املطلوب أو تلبية الطلب مما يؤدي إىل فقدان
الفرص البيعية وتركها للمنافسني.
مالحظة :من خالل إمعان النظر يف هذه األسباب نستنتج أن:
-معظم هذه األسباب متثل عوامل داخلية أي ضمن إطار حتكم املؤسسة.
-معظم هذه األسباب متثل عوامل تسويقية أي أن إدارة التسويق تقع عليها املسؤولية األكرب عند الفشل.
ثالثا :خطوات تقديم الخدمات الجديدة :رأينا سابقا أن املؤسسة تتخذ مسارين يف تطوير خدماهتا ،فإما أن تبتكر )تستحد
خدمات جديدة بالنسبة هلا( و إما أن جتدد )إجراء تعديالت على اخلدمة احلالية( ،وهلذا فإن معظم هذه املؤسسات تويل أمهية
بالغة لقسم البحث والتطوير من خالل املداخل التالية:
-م عظم املؤسسات الكربى تقوم بإنشاء مصلحة خاصة بالبحث و التطوير ،و ختصي ميزانية معتربة لذلك ،حيث يعهد إىل
هذه املصلحة مهمة البحث عن كل جديد.
-املؤسسة اليت ال تتوفر على مصلحة خاصة بالبحث و التطوير حملدودية إمكانياهتا املادية تقوم بدفع اشرتاك دوري حسب
االتفاق ألحد مراكز البحو املتخصصة قصد االستفادة من جهود و حبو املركز يف جمال نشاط املؤسسة.
-االستفادة من ترخي مؤسسة رائدة يف ميدان نشاط معني ،حيث أن هناك بعض املؤسسات تقوم بشراء حق إنتاج اخلدمة
اجلديدة و اليت بادرت هبا مؤسسة أخرى.
-التقليد :نظرا لعدم إمكانية محاية براءة االخرتاع يف قطاع اخلدمات فإن عملية التقليد جد واردة ،وتكون عن طريق سرقة أفكار
املنافسني قبل أن تقوموا باكتساح األسواق ،و القيام فقط بتغيري بعض اخلصائ فيها لتصبح اخلدمة جديدة للمؤسسة املقلدة.
وعادة ما متر عملية تقدمي خدمات جديدة "جتديد أو ابتكار" خبمس خطوات أو مراحل ،وخيتلف الوقت املستغرق يف كل مرحلة
من مؤسسة ألخرى ،حيث تتخذ املؤسسة يف كل مرحلة ما يسمى بقرار االستمرار أو االستبعاد للفكرة ،وكلما انتقلت الفكرة من
مرحلة ألخرى زادت خمصصات اإلنفاق ،وفيما يلي أهم هذه اخلطوات أو املراحل:
-1تحديد أهداف المؤسسة :جيب على املؤسسة أوال جتديد أهدافها املمكنة من وراء تقدمي خدمة جديدة ضمن خمطط
إسرتاتيجي ( بعيد املدى ) يتضمن إضافة إىل األهداف ،حتديد هوية املؤسسة ،إمكانياهتا املادية والبشرية ،موقع املؤسسة يف السوق
بني املنافسني ،ظروف احمليط الذي تنشط فيه ،اخليارات اإلسرتاتيجية املتاحة ،حىت ال تتخرج عملية تطوير اخلدمة عن أبعاد هذا
املخطط.
-2تجميع الفكرة :إن اخلدمة اجلديدة تطلق من فكرة ،وعلى هذا ينبغي على املؤسسة أن تقوم بتجميع أكرب قدر من األفكار
من مصدرها املختلفة يف مقدمتها املستفيد نفسه ،املنافسون ،املوزعون ،رجال البيع الحتكاكهم بالعمالء ،الفنيون والباحثون (مبا
يف ذلك رسائل الطلبة اجلامعيني) من خالل حبو التسويق واستطالعات الرأي.
كما أن املؤسسة نفسها من خالل جتارهبا التسويقية ،ورمبا إخفاقاهتا ،تكون قادرة على استنباط أفكار جديدة ومبتكرة.
-3تصفية (انتقاء) األفكار :ليست مجيع األفكار قابلة للتحويل إىل خدمات ،وذلك العتبارات اقتصادية ومالية وفنية
واجتماعية وحىت أخالقية ،ولذلك فإن هذه اخلطوة تتضمن استبعادا لألفكار اليت ال جدوى منها ،فقد تكون بعض األفكار جيدة
52
لكنها صعبة أو مستحيلة التنفيذ فنيا أو قد تكون عدمية اجلدوى اقتصاديا وهكذا ...أما األفكار اليت احتماالهتا جيدة ،فتنتقل
إىل املرحلة املوالية.
- 4التقييم االقتصادي للفكرة :و هتدف هذه اخلطوة إىل معرفة الرحبية املتوقعة للخدمة ،وكذا تكاليفها احملتملة باإلضافة إىل
اجلانب الفين املتعلق بكيفية تقدمي اخلدمة ومدى قبوهلا من طرف العميل.
وبصفة عامة ،فإن يف هذه اخلطوة جيب معرفة اجتاه التدفق النقدي ،فإذا ما كانت الدراسات االقتصادية مؤيدة لفكرة اخلدمة
اجلديدة ،ستعمل املؤسسة على:
- 5تصميم الخدمة واختبارات السوق :ويف هذه اخلطوة تتحول اخلدمة اجلديدة من مرحلة املفهوم أو الفكرة إىل التنفيذ الفعلي
( أي إنتاج اخلدمة أو عرضها على نطاق جترييب ) ،فهذه اخلطوة هتتم بأمرين مها:
أ -الدراسة الفنية :من خالل دراسة كيفية تقدمي اخلدمة على عينة من العمالء احملتملني لتجريبها فعليا وإبداء انطباعاهتم عنها
حىت يصار إىل قبول النموذج من عدمه قبل دخوهلا الفعلي لألسواق .ويف هذه املرحلة بالذات يصار إىل ختطيط بقية عناصر املزيج
التسويقي إلمتام صورة اخلدمة كاملة لدى العميل.
ب -اختبار السوق :يرتبط هبذه املرحلة عدد من القرارات املتعلقة ببعض اجلوانب مثل:
-حتديد املناطق اليت سيتم فيها اختبار اخلدمة حبيث تراعي متثيلها للسوق الكلية اليت ستقدم فيها اخلدمة ( وهذه واحدة من
مهمات حبو التسويق ).
-حتديد الفرتة اليت سيتم خالهلا اختبار اخلدمة حبيث تراعي أمورا مثل مدى تكرار طلب اخلدمة ،ردود أفعال املنافسني.
-حتديد البيانات اليت سيتم مجعها خالل فرتة اختبار اخلدمة.
-6التقديم الفعلي للخدمة في السوق :عقب االختبار والتأكد من سالمة النتائج يف املراحل السابقة ،على املؤسسة أن تتخذ
قرار تقدمي اخلدمة للسوق فعليا ،لكن السؤال الذي يطرح هاهنا هو :مىت تدخل املؤسسة إىل السوق؟ وتستدعي اإلجابة عليه
مراعاة مومسية استهالك هذه اخلدمة حبيث ال ميكن الدخول إىل السوق خبدمة بعد فصل استهالكها بل قبل ذلك بقليل فمثال :ال
ميكن لشركة سياحية برجمة رحالت إىل إحدى اجلزر عند حلول فصل الشتاء.
االبتكار وتطوير الخدمات الجديدة:
تتميز البيئة التسويقية للمنظمات اخلدمية باملنافسة الشديدة واملتزايدة ،وهـذا بدوره يعرض املنظمات إىل املخاطرة باستمرار حيث
إن العروض اليت يقدموهنا قد تصبح غري مناسبة أو على األقل ليست املثالية ،وحىت تبقى املنظمة يف القمة يف السوق ،جيب أن
تقوم بإنتاج وتقدمي عروض جديدة مسلسلة من أجـل البقـاء ،إن إنتاج هذه العروض اجلديدة بعد أكثر خماطرة يف حالة أن املنظمـة
ترغـب فـي النمو.
من املمكن أن تأيت العروض اجلديدة من قبيل الصدفة ،إال أنـه ال ميكـن للمنظمة أن تستمر بالبقاء عن طريق الصدفة ،لذلك ال
بد من االســتمرار بإنتـاج وتقدمي العروض وهذا يتطلب نظاما لتطوير وتقدمي عروض حديثة .ومع هناية هذا الفصل نأمل أن يكون
القارئ قادرا على فهم وأدراك ما يلي:
-كيفية تطوير وابتكار اخلدمات اجلديدة.
-مراحل تطوير اخلدمات اجلديدة واالسرتاتيجيات التسويقية.
-مراحل دورة حياة اخلدمة وتطبيقاهتا التسويقية.
53
تطوير الخدمة (العرض) الجديدة:
يعد اختيار إسرتاتيجية تطوير املنتج من أهم األمور اليت تواجه أي مديـر ،حيث إن ما تقدمه املنظمة حيدد وبشكل رئيسي طبيعة
عمل املنظمة بالفعل وكيـف تبدو بنظر العمالء ،املنافسني ،املوظفني ،واجلمهور بشكل عام .ومبا أن اختيـار املنتجات أو اخلدمات
اجلديدة سوف يؤثر بشكل كبري على مستقبل أي منظمة لذلـك جيب أن تتم دراسة هذا القرار بعناية وعدم تركه للصدفة أو
للمصاحل الشـخصية .ويوجـد أمـام منظمـات اخلدمـات تسـع اسرتاتيجيات أساسية للنمو ،ختتلف هذه االسرتاتيجيات من حيـث
رغبـة مديـر التسويق بتطوير السوق أو تطوير املنتج وهي :أوال :قد تقرر املنظمة الرتكيز على منتجاهتا احلالية يف أسواقها احلالية (
اخللية .) 1ويكون أمامها ثال اسرتاتيجيات فرعية لالختيار من بينها:
.1قد تقرر النمو من خالل التغلغل بفاعلية يف سوقها احلايل إمـا بتوسيع السوق أو من خالل استمالة وحتويل العمالء الذين
لدى املنافسني اخلدماهتا.
. 2أو قد تقرر املنظمة عدم التوسع بشكل واسع ولكن هتتم بأن تصبـح أكـثر فاعلية يف التسويق لعمالئها احلاليني ( ختفيض
التكاليف يف تقدمي اخلدمة دون التضحية يف اجلودة).
.3أو قد تقرر البقاء على الوضع الراهن .وقد يبدو بأن أي من اإلسرتاتيجيتني األخريني ال تتناسبان مع العديـد من املنظمات،
إال إذ كانت ذات أمهية وذلك يف حالتني:
أ .تدهور السوق :إذا اخنفض الطلب يف السوق وكانت املنظمة حباجة إلـى متويل بعض إعماهلا األخرى فإن املسوق سيتعامل
اخلدمة احلاليـة كمصدر للتدفق النقدي للحصول على املوارد أو قد يصبح أكـثر فعاليـة وكفاءة ،وبالتايل ينتج فائضا ميكن
استخدامه يف أعمال أخرى.
ب .منافسة جديدة :يواجه قائد السوق دائما حتديات حمتملة من املنافسـني اجلدد ،وبالتايل قد يهتم املستشفى القـائد للسـوق
بنجاحـه الكبـري إذا استطاع احملافظة على الوضع الراهن للمستوى احلـايل لعـدد حـاالت الطوارئ اليت يعاجلها بعدما دخلت مراکز
خدمات طوارئ جديـدة فـي السوق.
اجلدول ) (04اخليارات اإلسرتاتيجية
خدمات جديدة غير مشابهة خدمات جديدة مشابهة الخدمات الحالية
.7تطوير اخلدمات .4توسيع اخلدمات .1أ -التغلغل السوقي األسواق الحالية
ب -ختفيض التكلفة
ج -البقاء على الوضع الراهن
.8تنويع اخلدمة .5استمرار التنويع .2توسيع السوق أسواق جديدة مشابهة
.9تنويع كامل .6تنويع السوق .3تطوير السوق أسواق جديدة مختلفة
ثانيا :إن الوضع اآلخر الذي تستطيع املنظمة أن ختتاره هو البحث عن أسـواق جديدة خلدماهتا احلالية ( اخللية 2واخللية ) 3
فهي أما أن تقوم بإضافـة شـرائح سوقية جديدة مشاهبة ألسواقها احلالية ( كأن تدخل مناطق جغرافية قريبـة ) أو أن ختار أسواقا
خمتلفة.
54
إن تنفيذ هذه االسرتاتيجيات ال يتطلب تغيريات كبرية جدا فـي منتجـات املنظمة إال أهنا حتتاج إىل الرتكيز على باقي عناصر املزيـج
التسـويقي مثـل اإلعالن ،قنوات التوزيع ،البيع الشخصي والتسعري .وقد تتضمن بعض التغيريات البسيطة يف املنتـج مثـل التغليـف
وإعادة التصميـم وهـكـذا.
يف هذا الفصل سوف نركز على االسرتاتيجيات الست الباقية يف اجلدول املقرتح واليت تتضمن منتجات جديدة ،فمنظمات
اخلدمات تستطيع إضافة منتجـات جديدة مشاهبة أو غري مشاهبة نسبيا خلدماهتا احلالية .ويف كال احلالتني قد يتـم الرتكيز على
أسواقها احلالية ( اخللية ) 7،4أو أسواق مشـاهبة ( اخلليـة ) 8،5أو أسواق غري مشاهبة ( اخللية .) 9،6
ونالحظ أن اإلسرتاتيجية األكثر خطورة هـي تقديـم خدمـات جديـدة ( اخللية ) 9إىل أسواق خمتلفة بشكل جوهري .فقد تقوم
الكثري من املنظمات بتقدمي خدمات جديدة إال أهنا تؤول للفشل ،وهناك عدة أسباب تؤدي إىل الفشـل وهي:
-1قد تقوم اإلدارة بتنفيذ الفكرة اجلديدة بغض النظر عن النق يف األدلـة أو الرباهني الداعمة هلا.
-2وجود أنظمة تنظيمية ضعيفة لتقييم وتطبيق األفكار للخدمات اجلديد.
-3الضعف يف قياس حجم السوق و التنبؤ وحبو التسويق.
-4الضعف يف التخطيط التسويقي من حيث حتديد املكانة الذهنية وحتديـ موازنات مالية غري كافية.
-5عدم وضوح منافع اخلدمة للعمالء.
-6الضعف يف تصميم وعرض اخلدمة اجلديدة.
-7ارتفاع تكاليف تطوير اخلدمة اجلديدة بشكل يفوق التوقعات.
-8املنافسة شديدة بصورة تفوق التوقعات.
ويف األجزاء التالية سوف يتم وصف للطرق واألدوات للتغلب على هذه املشاكل.
ابتكار وتطوير الخدمات الجديدة :تتعرض منظمات اخلدمات للنقد ،ألنه ينقصها ابتكارات للخدمة و التميز فبعض اخلرباء
يعتقد بأن اخلدمات ليست مثل السلع ال ميكن أن تتقادم ،والبعضـ األخر يعزو ذلك إىل انعدام املنافسة أو املعارضة لالبتكـار
بسـبب التشـريعات احلكومية أو أن منظمات اخلدمـات ينقصـها التوجـه السـوقي .هذه االنتقادات وإن كانت حقيقة يف املاضي ،إال
أن الظروف قـد تغريت ،فمنظمات اخلدمات اآلن جترب على تطوير خدمات جديدة وحمسنة لتلبية احتياجات عمالئها قبل حترك
املنافسني حنوها واليوم أكثر من قبل حتتاج منظمات اخلدمات إىل تقدمي خدمات جديدة مبتكرة ومطورة من أجل االستمرار والنمو
والبقاء.
إن الطبيعة الديناميكية لألسواق وتغري أذواق العمالء ومعايري اختيارهم والتطور يف حاجاهتم تتطلب من املنظمة املتابعة املستمرة
يف حماولـة تلبيـة وإشباع هذه احلاجات عن طريق تقدمي منتجات جديدة ،وبصفة مستمرة مما يتطلب توفري نظام معلومات تسويقي
وتوفري معلومات عن السوق واملنظمات املنافسة والتطور التكنولوجي.
وتتمثل املخاطرة املرتفعة لعملية تطوير وتقدمي خدمات جديدة يف ارتفـاع التكاليف بشكل كبري ،وارتفاع معدل الفشل عند التقدمي
يف السوق ،ومع ذلك فإن معظم منظمات اخلدمات تتجه حنو تطوير منتجاهتا القدمية وليس تطوير خدمـات جديدة ،وذلك ألن
احتمالية فشل اخلدمات اجلديدة قد تصل أحيانا إىل % 80إال إهنم ال ميكنهم التوقف عن عملية التطوير هذه ألهنا قد تعرض
منظمتهم ملخاطر كثرية يف ظل منافسة سوقية شديدة وتطور الرغبات واحلاجـات والتقـدم التكنولوجـي وغريها .تستطيع املنظمة أن
تطور اخلدمة اجلديدة من خالل املدخلني:
55
-1مدخل التملك وذلك بإتباع واحد أو أكثر من األساليب التالية:
أ .شراء منظمة أخرى قائمة متتلك اخلدمة.
ب .شراء حقوق امتياز ملنظمة خدمة أخرى.
ج .شراء حقوق براءة اخرتاعات وابتكارات من منظمات أخرى.
-2مدخل تطوير اخلدمة اجلديدة ،وذلك إما باالعتماد على ذاتـها أو إبـرام عقود مع شركات متخصصة لتطوير خدماهتا.
مراحل تطوير و ابتكار الخدمة الجديدة :إن عملية تطوير وابتكار اخلدمة اجلديدة جيب أن ال ترتك للصدفة ،بـل جيب على
املنظمة اليت ترغب يف النجاح أن تضع نظاما لتطوير وتقدمي اخلدمات اجلديدة ،وتبين منهجية لتطوير اخلدمات اجلديدة حبيث إذا
لـم تضمـن حتقيـق النجاح فإهنا على األقل تزيد من احتماليته ،هذه املنهجية ميكن النظر إليها بالشـكل التايل:
تطوير املفهوم و اختياره )(3 غربلة األفكار )(2 األفكار توليد )(1
صياغة اإلسرتاتيجية التسويقية )(4 التحليل التجاري )(5 تطوير اخلدمة )(6
.1مرحلة توليد األفكار :ختتلف منظمات اخلدمات سواء اهلادفة للربـح أو غـري اهلادفة للربح من حيث حاجتها إىل األفكار
اجلديدة ،فبعض املنظمات يكـون هدفها الرئيسي تنفيذ نشاطاهتا احلالية وال حتتاج إلـى القيـام بشـيء جديـد ،وهناك منظمات قد
حتتاج إىل فكرة أو فكرتني جديدتني ألن عملهم الرئيسـي مير مبرحلة سيئة ،وبعض املنظمات حتتاج إىل عدد كبري من األفكار
اجلديـدة كي تتوافق مع البيئة املتغرية .على سبيل املثال حتتاج كليات اجملتمـع إىل تطوير وتقدمي برامج ومساقات جديدة ملقابلة
التغريات املهمة فـي اهتمامـات اجملتمع ،ومبا أن معدل فشل األفكار اجلديدة مرتفع نسبيا ،فكلمـا زاد عـدد األفكار اجلديدة وازداد
تنوعها ارتفعت إمكانية الوصول إىل أفكـار ناجحـة .وميكن احلصول على األفكار اجلديدة عن طريق:
-اإلهلام الشخصي ألعضاء املنظمة.
-االقتباس من البيئة مثل أخذ فكرة من الكمبيوتر.
-طلبات العمالء لعروض جديدة .إال أن هذه املصادر هلا عيبان رئيسيان :
أوال :إن االعتماد عليها يتطلب فرصة الربط بني ظهور الفكرة ويقظة اإلدارة لإلنتباه للفكرة وهذه املصادر تناسب املنظمات اليت
يف مرحلة النضوج.
ثانيا :هناك الكثري من األدلة اليت تدل على أن اجلهود املبذولة إلنتاج برامج جديدة تفي باحتياجات العمالء تكون غري مشروعة،
حيث يوجد ميـل الستغالل اخلربات السابقة أو الطرق السابقة بدال من تطوير أفكار جديدة مما جيعلنـا حمكومني بالعادات القدمية.
و حىت تكون املنظمة نظامية وخالقة يف تكوين الفكـرة جيب عليها أن تقوم باخلطوات التالية:
56
-1جيب أن يوجد التزام للبحث عن األفكار بشكل روتيين و رمسي.
-2حتديد مسؤولية القيام هبذا العمل جيب أن تكون موكولة لشخ معني أو مجاعة معينة.
-3جيب وضع إجراءات معينة للبحث عن األفكار اجلديدة بشكل نظامي.
-4هذه اإلجراءات جيب أن تتضمن مكونات خالقة فيما لو مت العثور علـى أفكار جديدة.
وتتضمن إجراءات تكوين األفكار اجلديدة حتديد مجيع املصـادر املمكنـة للحصول على أفكار ومن مث وضع إسرتاتيجية لتوليد أو
جتميـع ر األفكـار بشـكل روتيين من هذه املصادر ،كما جيب حتديد مواعيد معينة للقيـام بعمليـة املعلومات ،وكذلك تطوير
ميكانيكية للتأكد من أن كل فكـرة جديـدة تـم أخذهـا باحلسبان بشكل رمسي .كما جيب أن يكون النظام مفتوحا حبيث تصل كل
فكـرة إىل اإلدارة العليا وتكون هلا الصالحية باحلكم عليها ،والتأكد من أن األفكار اجلديدة يتم االهتمام هبا ميكن أن يعهد هذه
املسؤولية لشخ يدعى مدير الفكرة الذي يعمل كمحطة استقبال لألفكار املقرتحة من اآلخرين ،ويقوم بتحليل أوىل وتقييم
وحتديـد األفكار اجلديدة اليت ختدم العمالء املستهدفني واملنظمة وجيب أن توكل هذه املهمة إىل شخ يتمتع بالقوة يف املنظمة
مثل مدير التخطيـط االسـرتاتيجي أو مديـر التسويق.
اجلدول ( : )05طرق ومصادر احلصول على أفكار جديدة
بعض األمثلة على اإلجراءات مصادر األفكار الجديدة
-إنشاء غرفة مقاصة مشرتكة التبادل األفكار اجلديدة. -1املنظمات املشابه
-زيارات واتصاالت روتينية بني املنظمات املتشاهبة فـي مواعيد حمددة.
-حضور االجتماعات اليت يقيمها املنافسـون إذا كـانت الدعوة عامة.
-احلصول على التقارير الدورية عن أنشطتهم. -2املنافسون
-االشرتاك يف الدوريات. -3اجملـالت والدوريات والصحف
-االشرتاك يف شبكة االنرتنت والصحف
-املشاركة يف املعارض التجارية احمللية أو الدولية. -4املؤمترات واملعارض التجارية
-حضور املؤمترات والندوات العلمية. والندوات
-االستماع إىل شكاوي ومالحظات العمالء. -5العمالء والوسطاء
-استطالعات الرأي العام وحبو املستهلكني.
-االنتباه إىل مالحظات العاملني ومقرتحاهتم ومكافأهتم لقاء ذلك -6املوظفون والعاملون
-توجيه سلسلة من األسئلة جملموعة معينة تتطلـب منـهم تفكريا مكثفا إلجياد حل ملشكلة ما. -7أسلوب عصف الدماغ
مؤهل -مجاعة من العمالء يتطلب منهم املشـاركة فـي نـقـاش مجاعي بدار من قبل شخ -8مجاعات الرتكيز
القرتاح حل للمشكلة تسجيل النقاش و حتليله.
-2غربلة األفكار :بعد االنتهاء من جتميع األفكار يتم غربلتها ملعرفـة األفكـار الواعدة واستبعاد األفكار غري املمكن حتويلها أو
تطويرها إىل خدمـة ،وذلـك العتبارات قانونية أو اقتصادية أو مالية أو فنية أو تكنولوجيـة أو أخالقيـة أو غريها .فاحلرص عند الغربلة
يعترب أمرا " ضروريا ألن تطويـر اخلدمـة اجلديدة ما بعد هذه املرحلة يتطلب استثمارا كبيـرا مـن الوقـت واملـال ،وبالتايل جيب جتنب
الوقوع بأحد اخلطأين :األول خطأ استبعاد فكرة جيـدة كان من املفروض إبقاؤها واخلطأ األخر هو السماح لفكرة غري جيدة بأن
يتـم نقلها إىل مرحلة متقدمة يف التطوير نتيجة عدم غربلة األفكار مما يؤدي إلـى هدر املال والوقت ،لذلك فإن اهلدف من الغربلة
57
هو اختيار األفكـار الواعـدة فقط .مثال :لنفرتض أن جامعة ما تبحث عن أفكار جديدة من أجـل التوسـع باخلدمات التعليمية
اليت تقدمها ،وبعض األفكار املقرتحة للربامج اجلديدة هي:
-برنامج جديد خي املرأة.
-برنامج جديد لكبار السن.
-برنامج جديد لرجال األعمال.
-برنامج جديد للقياديني.
فاجلامعة قد ال متتلك املصادر الكافية للبدء بأكثر من برنامج واحد ،لذلك حباجة إىل طريقة للتعرف على الربنامج األكثر
جاذبية.
خطوات عملية الغربلة:
.1تأسيس جلنة رمسية لتقييم األفكار اجلديدة حبيث تضم ممثلني عن الدوائر الرئيسـية اليت لديها اخلربة يف اجملاالت الضرورية.
.2جدولة اجتماعات دورية لتقييم األفكار اجلديدة.
.3تطوير معايري لتقرير أي األفكار جيب أن يتم تقييمها ويتم تطبيق املعايري من خالل عدة جلسات ومن هذه املعايري:
-حجم الطلب احملتمل.
-حجم االستثمار املايل املطلوب.
-حجم االعتماد على وقت اإلدارة وطاقتها.
-حداثة الفكرة لكل من املنظمة واجلمهور.
-التأثري على الصورة الذهنية للمنظمة .
-املنافسة احملتملة.
-احتمال احلصول على دعم خارجي مدى تأثري فشل الفكرة.
.4حتديد األوزان للمعايري جيب أن يتم قبل كل جلسة تقييم هذه األوزان اليت توضـح من قبل اإلدارة العليا حيث إهنا سوف تؤثر
وبشكل مباشر على اجتاه املنظمة املستقبل .مثال إذا مت إعطاء معيار " حداثة الفكرة " وزن مرتفع ( ميزة سلبية ) هذا يعين أن
املنظمة ستقبل باألفكار القريبة من عروضها احلالية ،وبالعكس إذا أعطيت وزنـا قليال فستقبل املنظمة باألفكار اجلديدة واملبتكرة.
. 5قبل اجتماع جلنة التقييم يتم حتضري ملخ لكل فكرة كأساس للنقاش اجلماعي كل ملخ حيتوي على املعلومات اليت
تناسب كل املعايري السابق ذكرها.
.6جتتمع اللجنة وتناقش كل فكرة ويتم تقييم كل فكرة إما بشكل انفـرادي أو مجـاعي على أساس كل معيار ( يتم عمل منوذج
خاص هبذا العروض ) مث يقوم كل شـخ أو اجملموعة ككل بتحديد مقدار الثقة لكل معيار.
.7يتم حساب قيمة ترجيحية ومعدل تأكد ترجيحي لكل فكرة.
.8يتم ترتيب األفكار املرشحة حسب القيمة ومعدل التأكد الرتجيحي.
.9يتم نقل أ فضل األفكار إىل املرحلة الالحقة .هذه اخليارات تعتمـد علـى حتليـل اإلدارة لنقاط التقاطع بني القيمة ومعدل التأكد
وبناء عليها يتم اختبــار الفكـرة أو األفكار األفضل.
- 3تطوير واختبار المفهوم :األفكار اليت مت اختيارها بعد عملية الغربلة جيـب تطويرها إىل مفهوم ،إال أنه من املهم التفريق بني
الفكرة و املفهوم والصورة .فالفكرة عبارة عن شيء ترى املنظمة نفسها أهنا تقدمه للسوق وهـذه الفكـرة جيب تطويرها إىل مفهوم،
58
هو عبارة عن ترمجة للفكرة ومعرب عنها بطريقة ذات معىن ،أما الصورة فهي عبارة عن الصورة الذهنية اليت حيملها العمـالء عن املنتج
الفعلي أو احملتمل:
أ .تطوير المفهوم :هذه املرحلة هتتم برتمجة الفكرة اجلديدة من حيث الوظيفة واألهداف إىل مفهوم منتج اخلدمة بطريقة ذات
معنـى ( مـن خـالل حتديـد خصائ وصفـات ومعـامل هـذا املنتـج :الشـكل ،التصميـم ،طريقـة االستعمال ...اخل ) بالنسبة للعمالء
املتوقعني .فمثال حتاول مؤسسة لالدخـار بيع فكرة االدخار املنتظم للشباب غري املتزوجني وقد حتاول تسويق الفكرة على أساس أن
املشاركني يف االدخار سيكون باستطاعتهم شراء مـنزل أو رمبا احلصول على امتيازات أو أولويات عند تعبئة طلب السكن.
ولنفرتض يف املثال السابق أن اجلامعة قررت أن أفضل برنـامج ميكـن أن تقدمه هو شهادة جديدة لكبار بالسن ،وهي عبارة عن
جمرد فكـرة وعلـى اجلامعة أن تقوم بتطويرها إىل مفهوم جذاب ،كل فكرة ميكن حتويلها إلـى أكثر من مفهوم خيتلف من حيث
اجلاذبية:
-1المفهوم األول :برنامج مسائي موجه للفنون احلرة وال يوجد أي اعتبـار للخربات السابقة.
-2المفهوم الثاني :برنامج مسائي موجه لتطوير الوظيفة واخلربات السـابقة تؤخذ بعني االعتبار.
-3المفهوم الثالث :برنامج مسائي موجة للتعليم العام لألشخاص الذين تقـل أعمارهم عن 45سنة ويرغبون يف احلصول على
درجة البكالوريوس.
يتضح مما سبق أن الفكرة الواحدة ينبثق عنها أكثر من مفهوم.
ب .اختبار المفهوم :إن اختبار املفهوم قابل للتطبيق يف سياق اخلدمة ،كما هـو يف سياق السلعة .إن اهلدف منه هو التعـرف
علـى ردود املستهدفني لكل مفهوم ،حيث يتم كتابة كل مفهوم بشكل واضح ومفصل ،مما يسمح للمستجيب بالفهم والتعبري
عن مستوى اهتمامه ،وعن طريق املفاضلـة بني البدائل املتاحة ( املفاهيم ) ميكن التوصل إىل أفضل بديل يفضله العمـالء.
املستهدفني والوزن الذي يعطيه العمالء لكل بعد من أبعاد املفهوم.
حيث يتم يف هذه املرحلة ع ملية اختبار مفهوم املنتج عـن طـريـق تقدميـه اختباره من قبل مجاعة الرتكيز من خالل مناقشة هذه
اجلماعة و املسؤولني يف الشركة هبدف التعرف على إمكانية تسويق اخلدمة وحتديد اليت تواجه اخلدمة اجلديدة.
اجلدول ( : )06أمثلة على األسئلة املهمة الختبار مفهوم برنامج التعليم املسائي
املتنوعة واضح لك ؟ .1هل مفهوم برنامج التعليم املسائي لكبار السن مع خصائ
.2ما هي بنظرك األسباب للتسجيل يف هذا الربنامج ؟
.3ماذا تتوقع أن تتصف جودة هذا الربنامج ؟
.4هل الربنامج يليب حاجة حقيقية لديك ؟
.5ما هي التحسينات اليت قد تقرتحها من أجل تطويره ؟
.6ماذا برأيك كلفة رسوم التسجيل يف هذا الربنامج ؟
.7ما الذي يؤثر على قرارك يف التسجيل هبذا الربنامج ؟
.۸هل سوف تسجل يف هذا الربنامج ؟
59
-4تطوير اإلستراتيجية التسويقية :بعد اختيار املفهوم األفضل جيـب تطويـر إسرتاتيجية تسويقية مبدئية تستخدم فـي تقديـم
الربنـامج اجلديـد للجمـهور املستهدف .وهذه اخلطوة ضرورية ألن مضامني التكلفـة واإليـراد للربنـامج اجلديد سيتم تقييمها يف املرحلة
الالحقة .فاإلسرتاتيجية التسويقية توضـع فـي قائمة مكونة من ثالثة أجزاء:
الجزء األول :يصف حجم وتركيب وسلوك السوق املستهدف ،حتديد املكانـة الذهنية للعرض اجلديد يف هذا السوق واألهداف
الكمية للسنوات األوىل .يف مثالنا السابق :يتكون السوق املستهدف من األشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 24سنة والذين مل
يسبق هلم أن حصلوا على درجة البكــالوريوس لكـن لديهم املهارة واحلافز للحصول عليها وخيتلف هذا الربنامج عن غريه حيث أنه
يأخذ سنوات اخلربة باالعتبار .أما الكلية فسوف تقبل 50طالبا يف السنة األوىل وسوف حتقق خسارة ال تزيد عن
100000دينار ويف السنة الثانية سوف تقبـل 100طالب وحتقق صايف دخل 2000دينار على األقل.
الجزء الثاني :يبني السعر ( التكلفة ) ،وإسرتاتيجية التوزيع ،وميزانيـة التسـويق للسنة األوىل .مثال الربنامج اجلديد سوف يقدم
مبوقع معني ،ويكون الدوام مـن الساعة 9-6مساء ،الرسوم ( 50دينار للساعة املعتمدة ) ،ميزانية الرتويج للسنة األوىل (
50000دينار ) وسيتم صرف 20000دينار على حبـو التسـويق لتحليل ومراقبة السوق.
الجزء الثالث :األهداف طويلة املدى و إسرتاتيجية املزيج التسويقي.
هتدف اجلامعة إىل التوصل إىل 500طالب يف هذا الربنامج ،و عندما نصل إىل هذا العدد سيتم أجراء بعض التغيريات الرسوم
سوف يتم رفعها مبا يتناسب مع نسبة التضخم وميزانية الرتويح ستقف عند مستوی 15000دينار ،ميزانية حبو السوق
ستگون 700دينار سنويا ،مستوى الدخل املستهدف من ها الربنامج ( 70000دينار) سنويا وسيتم استخدامه لتمويالت
أخرى.
-5التحليل التجاري :بعد تطوير املفهوم و اإلسرتاتيجية التسويقية على املنظمة أن تقوم بالتحليل التجاري للتأكد من مدى
جاذبيته ،يف مثالنا السابق ،اجلامعة جيب أن تقيس اإليرادات والتكاليف احملتملة عند مستويات معينة من أعداد الطالب .واألداة
األكثر استخداما للتحليل هي نقطة التعادل،فمثال لو كانت نقطة التعادل 260طالبا ،وإذا كانت خطط اجلامعة أن جتذب أكثر
من 260طالبا ،يف هذه احلالة فإن الربنامج سوف حيقق صايف دخل ميكن استخدامه لدعم الربامج األخرى أما إذا حصل نق
يف عدد الطالب فإن هذا الربنامج للجامعة حيقق خسائر.
املسؤول -6تطوير الخدمة الجديدة :إذا ثبت أن املفهوم جمد من الناحيـة املاليـة سيتم إعطاء هذا املفهوم شكال ثابتا ،الشخ
عن هذا املفهوم يستطيع البدء بتطوير منشورات ،جداول ،إعالنات خمطط بيـع وأشيــاء أخـرى لتطبيق املفهوم ،مجيع املواد اليت
ستطور جيب أن يتم جتريبها مسبقا على اجلمهور قبل طباعتها وإصدارها وهذا يقود إىل اقرتاحات قيمه يتم األخذ هبا.
-7اختبار السوق :بعد جناح املؤسسة بتطوير اجلداول واملواد الدعاـة كوم باختبار السوق للتأكد هل سيتم جناح املفهوم بالفعل؟
اختبـار السـوق هو املرحلة اليت يتم تقدمي العرض و الربامج التسويقية إىل عمالء حقيقيني ملعرفة عند العمالء املهتمني فعال
بالربامج .يف مثالنا تقوم اجلامعة بإرسال ( ) 10000منشور بالربيد إىل العمالء احملتملني يف املنطقة خالل شهر نيسان ملعرفة
فيما إذا كان على األقل هناك 30طالباً مهتما بالربامج ،إذا زاد العدد عنـد 30يكون اختبار السوق ناجحا و ميكن البدء
بالرتويج ،وال يتم إال إعادة تصميم بناء الربنامج أو إلغائه .إن اختبار السوق يساعد يف اختبار اإلسرتاتيجية التسويقية األنسب من
بني البدائل املتاحة.
-8المرحلة التجارية :هي عبارة عن جمموعة األنشطة اليت تقوم هبا املنظمة بعد ظهور نتائج اختبار السوق وذلك من أجل
تقدمي اخلدمة العودة إىل السوق بشکل فعلي.
60
مزيج المنتجات الخدمية:
أوال :المزيج الخدمي:
إن املؤسسة اليت تتعامل يف أكثر من خدمة ،يكون لديها مبا يعرف بـ:
" مزيج اخلدمة" والذي ميكن تعريف ه بأنه " :جمموع اخلدمات اليت تقدمها املؤسسة اخلدمية يف أن واحد ،ويتكون من اخلطوط اليت
تندرج حتت كل منها جمموعة من اخلدمات اليت تتصف بدرجة من مزيج اخلدمة التماثل ،التكامل والرتابط فيما بينها ".
ففي بداية الثمانينيات كانت شركة Marriottمثال متتلك مخس جمموعات تشغيلية :الفنادق السياحية ،سلسلة املطاعم العائلية
والوجبات السريعة ،مقاوالت توريد املواد الغذائية ،احلدائق الرتفيهية وبواخر النقل املسافرين ،إال أنه مع بداية التسعينيات ،اضطرت
الشركة إىل تقلي عند هـذه اجملاميع ،فاستغنت عن احلدائق الرتفيهية ومقاوالت توريد املواد الغذائية وبعض من مطاعمها ،وبدال
ذلك ،وسعت نشاطاهتا يف جمال الفندقة من خالل افتتاح سلسلة فنادق فاخرة جدا ألصحاب الدخول العالية ،وكان هـدف شركة
Marriottمن وراء ذلك تلبية حاجات قطاعات سوقية خمتلفة وجدهتا مرحبة.
-1االتساع :ويشري إىل عدد اخلدمات اليت تقدمها املؤسسة ،فمثال يف اخلدمات املصرفية تعترب القروض خط خدمة مستقل،
وتعترب االعتمادات املستندية خط خدمة آخر وهكـذا ...
-2الطـول :يشري إىل إمجايل عدد اخلدمات املقدمة واليت تتكون منها كافة خطوط اخلدمات ،وميكن حساب متوسط طول املزيج
اخلدمي بقسمة طوله على اتساعه.
-3العمـق :ويعين التشكيلة اخلدمية اليت يتكون منها خط اخلدمة الواحد ،فإذا كان أحد البنوك يقدم أكثر من نوع من القروض،
فإن هـذا التنوع داخل اخلط الواحد إمنا يشري إىل عمق اخلط ،وتتفاوت اخلطوط فيما بينها يف درجة العمق.
-4التوافق أو االتساق :ويعين درجة الرتابط بني خمتلف خطوط اخلدمة سواء كان من حيث استعماهلا من قبل العميل الـذي
يطلبها أو من حيث أسلوب توزيعها ...وميكن تلخي هـذه األبعاد األربعة يف الشكل املوايل:
الشكل ) : (16مزيج خدمي ملؤسسة ما
أ1
ج1 ب1
عمق خط الخدمة ب
أ2
عمق خط الخدمة أ
عمق خط الخدمة ج
ج2 ب2
أ3
ج (1)2
ب3
أ4
ج (2)2
طو المزيج الخدمي)إجمالي الخدمات(
61
و جتدر اإلشارة إىل أن دراسة املزيج اخلدمي تزود صانع القرار يف املؤسسة مبعلومات تساعده يف ختطيط اإلسرتاتيجية التسويقية
اخلاصة بكل خط من خطوط اخلدمات املقدمة ،بل واخلاصة بكل خدمة داخل اخلط اخلدمي الواحد ،وعموما ميكن استخدام
املزيج اخلدمي يف اختاذ قرارات على درجة عالية من األمهية يف اجملاالت التالية:
-إضافة خطوط خدمة جديدة وبالتايل توسيع املزيج اخلدمي للمؤسسة ،إذ أن املؤسسة إذا ما أرادت إتباع سياسة التنويع فيما
خي خدماهتا فإهنا حتاول االستفادة من مسعتها اليت تكون قد اكتسبتها من خالل خدماهتا القدمية.
-إضافة خدمات جديدة إىل خدماهتا احلالية ،واملقصود هنا تعميق اخلط اخلدمي ،ويكون هذا باالستفادة من إمكانيات التكامل
املتوفرة لديها.
-تعديل وتطوير اخلدمات املقدمة حاليا ،حبيث تعدو قادرة على تلبية االحتياجات املتطورة للعمالء ،ويشمل هذا التطوير التعديل
يف مواصفات اخلدمية أو أسلوب تقدميها.
ثانيا :زهرة الخدمة ( الخدمة الجوهـر والخدمات التكميلية )
حيتاج رجل تسويق اخلدمة إىل معرفة ما املقصود بالضبط باخلدمة اجلوهر اليت يقدمها وكذلك باخلدمات املكملة أو امللحقة هبذا
اجلوهـر.
أ -الخدمة الجوهـرة أو القاعدية :تشكل السبب الرئيسي لقيام أو وجود املؤسسة اخلدمية ،وبعبارة أخرى ،فإن اخلدمة اجلوهر
هي اليت تشيع حاجة أساسية لدى العميل ،فاخلدمة اجلوهر يف الفنادق هي املبيت ويف املستشفى :العالج ،واملدارس :التعليم...
وهـكـذا.
ب -أما الخدمات التكميلية :ومقارنة باخلدمة اجلوهـر فهي أقـل أمهية كوهنا تشبع حاجات ثانوية لدى العميل لكنها يف الوقت
ذاته حتقق التميز للمؤسسة كوهنا تشكل قيمة مضافة للعميل خصوصا يف ظل تنامي املنافسة.
و يف هـذا الشأن يقول " :Levittأننا ال نبيع الشيء الرئيسي الشاخ أمامنا ،بل نبيع بالفعل جمموعة من حاالت الرضا
واإلشباع اليت حتيط بـهـذا الشيء الرئيسي".
و قال أيضا رئيس جملس إدارة شركة اخلطوط اجلوية الربيطانية سنة :1998أننا نبحث عن التميز يف تقدمي خدمات تكميلية
مبتكرة ".
و تنطوي هـذه اخلدمات التكميلية على ما يلي:
-مقاعد جديدة بتصاميم علمية توفر مساند متحركة للرأس والقدمني ومساحة أكرب للركبتني من شأهنا زيادة أسباب الراحة.
مطعم خدمة ذاتية يقدم الوجبات اخلفيفة.
-رحالت ختلو من العناء تيسرها خدمات استخراج بطاقة اإلقالع هاتفيا ،بطاقات اخلصم ،التسليم السريع لألمتعة.
-كل هذه اخلدمات وأخرى ،كلفت الشركة 150مليون جنيه إسرتليين سعيا لتحسني " درجة راحة املسافرين على رحالهتا.
هـذا وقد أشار كل من P.Eiglier et E.langeardأن بعض اخلدمات التكميلية تعترب ضرورية لالستفادة من جوهر
اخلدمة كاالستقبال يف فندق ما ،توفر خدمات اهلاتف ،...يف حني بعض اخلدمات ال يشرتط أو جيرب العميل على االستفادة
منها :كخدمات مشاهـدة الفيديو مثال.
-1تصنيف الخدمات التكميلية:
غالبا ما تلجأ مؤسسات اخلدمة إىل وضع اخلدمات التكميلية يف جمموعات ( فئات ) سعيا وراء اختيار اجملموعات اليت تتناسب
مع حاجات املستفيدين من اخلدمة املعروضة ،كما أن وضع اخلدمات التكميلية يف جمموعات متجانسة أو مرتابطة يساهم يف:
62
-متكني مؤسسة اخلدمة من تركيز جـهـودها على اجملموعة املفضلة أو املرغوب توفريها للمستفيدين.
-مقارنة كل جمموعة خدمات تكميلية بتلك اليت يعرضها املنافسون.
-معرفة ردود فعل املستفيدين خبصوص كل جمموعة ( فتة ) من جمموعات اخلدمات التكميلية ،واالستفادة من ردود الفعل هـذه
يف تغيري أو إلغاء اجملموعات عند الضرورة.
على الرغم من وجود عدة تصنيفات اخلدمات التكميلية إال أن أهم وأشهر هـذه التصنيفات ذلك الذي جاء به Lovelock
حيث صنفها وفق جمموعتني رئيسيتني :خدمات تكميلية تسهيلية وخدمات تكميلية داعمة ،فأما األوىل تضم :املعلومات -استالم
الطلبيات -إعداد الفواتري ( الفوترة ) -الدفع ،وأما الثانية فتضم :تقدمي االستشارات -الضيافة -األمن االستثناءات.
وتتخذ هذه الفئات الثمانية من اخلدمات التكميلية توزيعا على شكل أوراق زهـرة بشكل منسق ،حيث يرمز قلـب الـزهـرة إىل
اخلدمة اجلوهـر ،ولـهـذا يطلق على هـذا التصنيف:
"زهـرة الخدمة"
و فيما يلي الشكل الذي يوضح هـذه الزهرة حيث حتاط اخلدمة اجلوهر مبجموعات اخلدمات التكميلية:
األمن الفوترة
الخدمة
ا ستشارات
ا ستثناءات الجوهر
الضيافة
الدفع
المعلومات
63
-تقديم االستشارات :غالبا ما مت االستشارة بناءا على طلب العميل الفرض حل مشكلة ما أو انتهاج أسلوب معني ،وذلك يف
ضوء معطيات معينة أو يف ظل ظروف حمددة ،وتتضمن االستشارة حوارا يستهدف الوقوف على أو استخالص احتياجات العميل
هبدف وضع حل النشغال العميل ،فهدف االستشارة إذا هو دفع العميل إىل اجتاه إجيايب حيقق له منفعة ما كانت لتتحقق له لوال
هـذه االستشارة.
-استالم الطلبيات :إذا ما استقر العميل على شراء اخلدمة ،فإن اخلطوة املوالية هي استعداد مقدم اخلدمة إلبرام الصفة أي
استالم طلبية العميل ومعاجلتها قصد خدمة السيل يف النهاية.
و تتضمن عملية استالم الطلبيات أمورا عدة من قبول الطلب نفسه من خالل االستمارات املخصصة أو النداءات اهلاتفية للحجر
مثال ( مقعد يف طائرة ،غرفة يف فندق ،طاولة يف مطعم(
-الضيافـة " :رعاية العميل " إن الضيافة هلي حقا ورقة مجيلة من أوراق زهرة اخلدمة حيث أهنا تعكس سعادة اللقاء بالعمالء
والرتحيب هبم ،وتكمن قيمة الضيافة باعتبارها خدمة تكميلية مبنية على االتصال وجها لوجه ،ويف كثري من احلاالت تأخذ
الضيافة شكل تقدمي األطعمة واملشروبات ووسائل الرتفيه عندما يبقى العميل يف املؤسسة لفرتة ليست بالقصرية.
-الحماية واألمن :حينما يقصد العمالء املؤسسة اخلدمية ،فإهنم غالبا ما يطلبون تسهيالت خاصة حبماية ممتلكاهتم ( كتوفري
مواقف Parkingمأمونة إليواء سياراهتم ) ،خدمات إيداع األمتعة يف املطارات واالحتفاظ بأموال وممتلكات النزالء يف خزائن
الفندق مثال ،أو حىت رعاية أطفال العمالء حالل عملية تقدمي اخلدمة.
-االستثناءات :وهي خدمات تكميلية ال تقع يف نطاق اخلدمات االعتيادية كوهنا تعاجل احتياجات خاصة يف ظروف استثنائية،
لكن غالبا ما حتتاط مؤسسات اخلدمة لـهـذه األمور من خالل إدراجها يف براجمها وخططها ،ومن أمثلة االستثناءات :معاجلة
شكاوي العمالء والعمل على حل مشاكلهم واألخـذ باقرتاحاهتم ،كأن يطلب العميل تعويضا أو رد اعتبار نتيجة عدم الرضا عن
اخلدمة املقدمة.
-الفـوتـرة :غالبا ما تعد املؤسسة اخلدمية فواتري لعمالئها ،وغالبا كذلك ما تكون هـذه العملية ذات طابع روتيين ،إال أن احليطة
واحلذر مطلوبان من القائم على إعداد الفواتري ،فهـذه األخرية ينبغي أن تكون دقيقة وصحيحة ومطابقة لقيمة اخلدمة املقدمة ،وإال
أصاب العميل حالة من عدم الرضا مما ينعكس سلبا على مسعة املؤسسة.
و لضمان الدقة والسرعة يف إعداد الفواتري فإن مؤسسات اخلدمة دأبت على إدخال تقنيات متطورة من تكنولوجيا املعلومات
كاحلاسوب مثال.
و األهم يف عملية إعداد الفواتري أن تسمح هـذه الفواتري للعميل باالطالع عليها ،واالقتناع هبا فله احلق أن يدققها ويتأكد من
صحتها قبل تسديدها.
و لتوفري مثل هذه التسهيالت ،يقوم فندق Marriottمن خالل شاشات التلفزيون واحلاسوب املوجودة يف غرف النزالء
بعرض الفاتورة لتمكني النزيل من مراجعتها والتأكد من مفرداهتا بشكل تفصيلي مسبقا وحيق له أن يعرتض عليها أو حيتج إذا ما
وجد ما يربر ذلك وحال موافقته عليها تكون الفاتورة جاهـزة.
-الدفـع :إن دفع مستحقات اخلدمة املقدمة للعميل ،سواء كانت بفاتورة أو بغري فاتورة بات يتخـذ عدة أشكال كالتسديد من
خالل بطاقات االئتمان ،أو من خالل توسط البنوك أو بواسطة الربيد وغريها من األشكال اليت من شأهنا أن توفر عليه مشقة
الـذهاب إىل موقع اخلدمة.
64
كما ميكن أن يكون الدفع فوريا ( نقدا ) أو من خالل وضع قطع نقود معدنية أو ورقية يف آالت خاصة للحصول على اخلدمة
أو السلعة وتسمى خبدمة النفس أو اخلدمـة الذاتية أو من خالل وضع بطاقات ممغنطة يف اآللة كخدمة اهلاتف أو النقل بقطارات
املرتو وغريها....
65
.2العوامل الخارجية :تتمثل بالظروف البيئية اخلارجية واليت ليس للمنظمة اخلدمية من السيطرة عليها ،وتشمل املنافسني ،الزبائن،
العوامل االقتصادية ( دخـل وقـوة شرائية ،حجم االستثمار وتوزيعه على القطاعات االقتصادية ،تقلبات األسعار ،أسعار الفائدة)
وكذلك العوامل االجتماعيـة كعـادات والتقاليـد وأثرها على الطلب) والعوامل الدميوغرافية ( كنمـو السكان ،توزيعهم الدميوغرايف)
والعوامل الثقافية والتكنولوجيـة ،إضـافة إىل العوامـل الطبيعيـة املتعلـق باملناخ ،املوقع اجلغرايف ...إن مجيع هذه العوامل هلا اثر فعال
على كمية ونوع الطلب على خمتلف املنتجات اخلدمية.
ثانيا :إدارة المنتجات الخدمية:
يعترب مسألة إدارة املنتجات اخلدمية من املسائل احليوية اليت جيب أن توليهـا املنظمات اخلدمية االهتمام الالزم ،ذلك استناداً للدور
اجلوهري واألساسـي الـذي يلعبه املنتج اخلدمي يف جناح واستمرار املنظمة اخلدمية داخل األسواق .وتأيت أمهيـة إدارة املنتجات
اخلدمية لألسباب التالية:
. 1إن املنتج اخلدمي هو سبب وجود املنظمة اخلدميـة ،فاملنظمات اخلدمية على اخـتالف أنواعهـا تعمـل يف جمـال إشـباع حاجات
ورغبات الزبائن وحتقيـق رضائهم ،وهذا ال يتم إال من خالل منتجات خدميـة ذات جودة عاليـة قـادرة على حتقيق ذلك.
.2إن مجيع عناصر املزيج التسويق أصل وجودها مرتبط مبدى توفر املنتجات (سلع أو خدمات) وبالتايل فأهنا تدور حول املنتج
الذي يعترب أساس هـذا الدوران.
. 3إن مستوى وجـودة اخلدمـة املقدمـة تعكـس الـصورة االجيابيـة عـن املنظمـة ومنتجاهتا اخلدمية وبالتايل فأهنا حتدد املكانة الذهنية
للمنظمة ومنتجاهتـا لـدى الزبائن يف األسواق املختلفة.
.4إن إدارة املنتج اخلدمي تتطلب استجابة سريعة للتطورات اليت حتد يف القطاع اخلدمي رمبا ينسجم مع سرعة هذه التطورات و
انعكاساهتا املختلفة ،فمثال التطورات التكنولوجية الكبرية واهلائلة اليت شهدت السنوات القليلة املاضية أدت إىل ظهور جمموعات
جديدة من اخلدمات (كخدمات االنرتنت ،التسويق االلكرتوين ،حتويل األموال الكرتوين ،البنك االلكرتوين ..وغريها ) ،أدت
لقيام منظمات اخلدمات بتطوير أساليب إدارهتا ملنتجاهتا اخلدمية باالعتماد على الوسائل التكنولوجية احلديثة اليت تسهل عملية
تنفيذ القرارات املتعلقة بإدارة املنتج اخلدمي بسرعة كبرية وكفاءة عالية.
أ .أسس إدارة المنتج الخدمي:
هناك عدة أسس ال بد من إتباعها من قبل املنظمة اخلدمية من أجل إدارة ناجحة و كفوءة حملفظة منتجاهتا اخلدمية .ومن هذه
األسس ما يلي:
.1جيب أن تنظر املنظمة اخلدمية إىل املنتج اخلدمي على أنه أحد املتغريات الرئيسية اليت يتكون منها املزيج التسويق للمنظمة ،وانه
أحد املرتكزات األساسية لنجاح إسرتاتيجية هذا املزيج.
.2إن قدرة املنظمة اخلدمية على استخدام املنتج اخلدمي بشكل ناجح يعتمد على عدة من العوامل:
• اإلمكانيات واملوارد املادية والبشرية.
• الفرص التسويقية املتوفرة يف بيئة املنظمة اخلارجية.
• مستوى التهديدات اخلارجية ومصادرها.
.3تقييم هذه العوامل يتم من خالل استخدام حتليل SWOTأي:
• حتليل نقاط القوة والضعف يف البيئة الداخلية للمنظمة اخلدمية .
• حتليل الفرص والتهديدات يف البيئة اخلارجية للمنظمة اخلدمية.
إن مثـل هـذا التحليـل هـو أسـلوب مصمم للمساعدة يف حتديـد مـا يلي:
66
.1تحديد وتقويم أثـر العوامل البيئية :إن حتليـل العوامل االقتصادية ،السياسية ،الدميوغرافية ،التكنولوجيا ،السوق ،املنافسة.
يـساعد يف حتديد الفرص التسويقية املتاحة يف البينة اخلارجية ،وكذلك درجة التهديدات اليت تواجهها املنظمة اخلدمية.
.2القيام بعملية التوقعات املستقبلية الحتمالية التغيريات يف الفرص أو التهديدات ما أثرها على املنظمة ومنتجاهتا اخلدمية.
.3تقييم جوانب القوة والضعف بالنسبة إلدارة املنظمة وتتضمن:
•إدارة احملفظة االستثمارية للمنتجات اخلدمية للمنظمة.
•إدارة العمليات ،التمويل ،التسويق.
• إدارة املوارد البشرية.
حيث يتم وفـق هـذا التقييم حتديـد املشاكل و االحنرافات وحماولة تصحيحها ومعاجلتها بالشكل املطلوب.
.4إعـداد اخليارات اإلسرتاتيجية فيمـا يتعلـق بأنشطة املنظمة وخاصة األنشطة التسويقية ومنها إدارة منتجاهتا اخلدمية.
ب .دورة حياة المنتج الخدمي :إن مفهوم دورة حياة املنتج اخلدمي يعترب من املفاهيم اهلامة يف تسويق اخلدمات ،ويستمد
مبادئه النظرية يف تفسري سلوك مبيعـات اخلـدمات وأرباحهـا خـالل مراحـل حياهتا من التفسري البيولوجي حلياة الكائنات احلية ،إذ
يفرتض أن السلع واخلدمات تقدم وتنتهي وتتالشى وتكون عرضه للموت يف ذلك شأن الكائنات احلية ،لذلك فإن اخلدمة تولد مث
تنمو ومث متوت الحقاً بعد أن متر بعدة مراحل خالل حياهتا .إن دورة حياة املنتج اخلدمي يف تفسريها لسلوك املبيعات اخلدمية
وأرباحها يستند على فرضيتني أساسيتني مها:
• متر مبيعات اخلدمة مبراحـل متعاقبـة ( التقـدمي ،النمـو ،النـضوج ،التـدهور ) ومبعدالت منو متباينة مبرور الزمن ،لتشكل مبسارها هذا
دورة حياة اخلدمة الـيت تأخذ بشكل منحىن التوزيع الطبيعي املرتاكم.
• إن األرباح اليت تتحقق من بيع اخلدمة تأخذ مسارا مشابه ملسار مبيعاهتـا ولـذا فهي تأخذ بدورها شكال منحنياً ،إال أنه نتيجة
لتغيري حدة املنافسة خالل الدورة يبدأ منحىن األرباح باالخنفاض يف املرحلتني األخريتني يف الوقت الـذي يـستمر فيه منحىن املبيعات
باالرتفاع البسيط قبل دخوله مرحلة التدهور.
إن دورة حياة اخلدمات أو (املنتج اخلـدمي) ال ختتلـف عـن دورة حيـاة السلع املادية ولكن االختالف يكون يف طبيعة اإلسرتاتيجية
التسويقية املتبعة يف كل مرحلة من مراحل دورة حياة اخلدمة.
الشكل التايل يوضح دورة حياة املنتج اخلدمي:
الشكل ) (19دورة حياة املنتج اخلدمي
منحنى األربا
التكاليف
التدهور
التقدي النمو النضوج
الزمن
67
إن الشكل السابق يوضح دورة حياة املنتج اخلدمي والذي يتمثل يف أربعة مراحل هي ( التقدمي ،النمو ،النضوج ،والتدهور) والذي
ينطبق على أكثـر املنتجات ومنها اخلدمات ،إال أن هناك قسم من املنتجات اخلدمية ال متر بكل هذه املراحـل ،بـل متر مبراحل
خمتلفة وكما هو موضح يف األشكال التالية:
• خدمة ذات دورة حياة طويلة
الشکل ( )20دورة حياة خلدمة طويلة احلياة
المبيعات
و األربا
الزمن
المبيعات
و األربا
الزمن
المبيعات
و األربا
68
الزمن
إن التعبري عن دورة حياة اخلدمات يف األشكال السابقة هو تعبري نظري ،ولكن الواقع قد خيتلف كثرياً ألن منحىن املبيعات واألرباح
قد ال يسريان على وترية واحدة وإمنا يكون استناداً إىل كمية املبيعات املتحقق وبذلك فإن هذا املنحىن قـد يكـون يف منتظم كما يف
الشكل التايل:
الشكل ) (23دورة حياة خدمة غري منتظمة
نمو
المبيعات نمو
و األربا تقدي
عد استقرار
عد استقرار
الزمن
69
• التوسع يف قنوات التوزيع لتشمل مناطق جديدة وأسواق جديدة.
• احملافظة نفس املستوى من نفقات الرتويج وانتقال اإلعالن إىل إعالناً تنافسياً.
• تبدأ املبيعات باالرتفاع والذي ينعكس على األرباح اليت تأخذ بالزيادة.
-3مرحلة النضوج:
ضمن هذه املرحلة حيقق املنتج اخلدمي أعلى كميـة مـن الطلـب عنـد نقطة االزدهار وتكون املنافسة شديدة ،متتاز هذه املرحلـة
بطـور فرتهتـا قياساً باملراحـل األخرى .إن أهم مسات هذه املرحلة:
• االحتفاظ بنفس االجتاهات املتعلقة بالتوسع يف تقدمي املنتج اخلدمي وحماولة تقدمي أشكال جديدة.
• متيل األسعار حنو االخنفاض التدرجيي حيث يستخدم السعر كأداة مهمة لتنشيط املبيعات.
• حماولة التوسع يف األسواق عن طريق البحث عن منافذ توزيعية جديدة.
• تركيز اجلهود الرتوجيية على تنشيط املبيعات.
-4مرحلة التدهور:
ضمن هذه املرحلة متيل املبيعات حنـو االخنفاض بشكل أسرع مما يف املرحلة السابقة وهذا يعود للعديد من األسباب ،فقد تكون
اخلدمة (املنتج اخلـدمي) ال تلبـي حاجات ورغبات الزبائن ،أو ظهور منتجات خدمية جديدة ذات منـافع أكرب وأكثـر انسجاماً مع
حاجات ورغبات الزبائن ،أو وجـود خـلـل يف أسلوب تقـدمي اخلدمـة وأساليب توزيعها ،عدم كفاءة مقدمي اخلدمة بالشكل حيقق
طموحات الزبائن ...إن أهم مسات هذه املرحلة:
• انكماش يف حجم الطلب واملبيعات والذي يؤدي إىل اخنفاض إنتاج هذا املنتج اخلـدمي.
• متيل األسعار حتو االخنفاض السريع الستخدامه وسيلة لتنشيط املبيعات.
• اخنفاض اإلنفاق على الرتويج ،الرتكيز على اإلعالن التذكريي مع جهود مكثفة لتنشيط املبيعات.
• انكماش يف قنوات التوزيع.
70
المحور السادس :تسعير الخدمات
-2سياسة تسعير المنتوج الخدمي:
أوال:مفهوم السعر في مجال الخدمات :قبل الولوج يف هذا املوضوع ينبغي اإلجابة على السؤال التايل:
ما معىن السعر عند كل من املؤسسة والعميل؟.
ينظر رجال التسويق ( املؤسسة ) والعميل إىل السعر من زاويتني خمتلفتني ،فبالنسبة لرجل التسويق :السعر هو:وسيلة لتحقيق
األهداف التنظيمية،
أما بالنسبة العميل السعر هو :القيمة النقدية احملددة للمنافع اليت حيصل عليها الفرد من السلع أو اخلدمات أو هو مقدار
التضحية املادية واملعنوية اليت يتحملها الفرد يف سبيل احلصول على السلعة أو اخلدمة .ومنه فالتسعري هو عملية حتديد القيمة
البيعية للمنتج يف صورة نقدية يف ظل أهداف املؤسسة ومتطلبات العميل يف حلظة زمنية معينة.
و ما يالحظ عن السعر يف جمال اخلدمات » عكس السلع -أنه خيتلف قبعا للخدمة املقدمة ،فيتخذ أشكاال وصورا عدة وهذا ما
سيوضحه اجلدول التايل:
اجلدول ) (7أمثلة ملسميات -السعر -تبعا جملال االستخدام.
جمال االستخدام التسمية
النقل واالتصاالت الثمن -القيمة -التعريفية
الفح الطيب الكشف
املدارس واجلامعات املصروفات
أعمال السمسرة العمولة
العقارات والسيارات اإلجيار
االستشارت واحملاماة األتعاب
الفنادق واملطاعم احلساب
القروض املالية الفائدة
خدمات مرور السيارات الرسوم
اخلدمات املنزلية األجر
71
-كما تظهر ناحية مهمة يف تسعري اخلدمات ،واليت قد ال تظهر يف تسعري السلع ،وهي ما خي املفاوضات حول السعر خاصة
فيما يتعلق خبدمات ما بعد البيع املرتبطة أصال بالسلع اإلنتاجية عند توقيع عقد الشراء ،كما أن مكاتب تقدمي اخلدمات
االستشارية ومراكز البحو فإهنا ختضع للنقاش و املفاوضات.
-إن األثر النفسي للسعر عند شراء اخلدمات أقوى بكثري مما هو عليه احلال يف السلع ،فالعالقة بني السعر واجلودة عاليا ما تكون
قوية يف ذهن العميل بالنسبة للخدمات ،ذلك إىل عدم قدرة تقييم اخلدمة على أساس مادي ،لذا فإنه يلجا إىل السعر كمؤشر
للجودة.
-السعر هو العنصر الذي يتأثر بعناصر املزيج التسويقي األخرى دون أن يؤثر عليها ،تعترب طريقة الدفع ،تاري االستحقاق،
الوسائل املستعملة يف ذلك وعموما التنظيم العام لعملية الدفع من اجلوانب اهلامة للسياسة التسعريية يف املؤسسة اخلدمي.
-تعترب الثقة أهم متطلبات قطاع اخلدمات كما هي يف بقية القطاعات االقتصادية ،فمن الضروري توافر ثقة العميل يف مقدم
اخلدمة ( شخ أو مؤسسة ) وذلك لسببني مها:
• عندما تكون هناك مهارات خاصة مطلوبة ألداء اخلدمة كما هو احلال بالنسبة لألطباء ألن نق هذه املهارات قد يرتتب عليه
خماطرة حقيقية ( جسمانية ) بالنسبة للعميل.
• عندما ينطوي أداء اخلدمة على خماطرة مالية مثل :التعامل مع شركة تأمني ،مصرف.....
تعريف السعر:
إن السعر ميثل مقدار القيمة املادية ملبادلـة اخلدمة أو السلعة املعروضة للبيع ،لذلك فإن القيمة املدفوعة لشراء اخلدمة جيب أن
تكون انعكـاس جملمـل املنافع الـيت حيصل عليها املستفيد .نظـراً ألمهيـة السـعر وتأثرياتـه علـى نـشاط املنظم .إن إدارة الـدخل للمنظمـة
يـكـون مـن خـالل إسرتاتيجية التسعري الفعالة واليت تدعم أهدافها الرحبية ويف نفس الوقت تدرك املنظمة جيـداً بأن التكاليف تعترب
عنصر أساسي يف حتديد السعر ،والقيمـة الـتـي حتـدد مـن قبـل الزبائن وأسعار املنافسة ،وأن القيمة من وجهة نظر املستهلك تتغري
بشكل كبري أو على حنو واسع ما بني قطاع وقطاع وما بني مكونات القطـاع السوقي الواحـد مـن وقـت ألخـر ،وتـزداد الصعوبة اليت
تواجهها املنظمات بشكل كبري نتيجة لتذبذب الطلـب وعـدم إمكانيـة مقارنـة أسعار املنظمة بأسعار املنافسة دينار بـدينار .وأن
املنظمات اخلدميـة قـد تواجـه صـعوبة يف حتديد كلفة الوحدة الواحدة ويف حتديد التكاليف املباشرة وبشكل مالئـم جلميع اخلـدمات
( حزمة اخلدمات ) املعروضة واليت تساهم يف تقدمي اخلدمة اجلوهر أو اخلدمة اهلدف.
لقد أعطى املختصون يف جمال علم االقتصاد واإلدارة والتسويق اهتمامـاً كـبرياً لعامل السعر باعتباره العنصر احلاسم يف اختاذ قرار
الشراء مما دفعهم إىل تقدمي العديـد من التعاريف ومن هذه التعاريف نستعرض ما يلي:
• من وجهة نظر االقتصاديني السعر ميثل التعبري النقدي لقيمة املنتج وكلما ارتفعـت قيمة املنتج ارتفع سعرها.
• من وجهة نظر املستهلك السعر ميثل نقود تدفع مقابل احلصول على منافع والكتساب احلصول على خدمة جيدة .إن كل من
البائع واملشرتي يقيم السعر بطريقـة خمتلفـة عـن اآلخر ،حيث أن السعر للبائع ميثل الدخل الـذي سـوف حيصل عليـه ويعترب العامـل
احلاسم لتحديد األرباح ،أما بالنسبة إىل املشرتي فإنه ميثـل جممـوع النقـود الـتـي يـدفعها هبدف احلصول على جمموعة من املنافع .
• ويشري حممود جاسم الصميدعي إىل أن حتديد مفهـوم الـسعر جيـب أن يـستند على:
-املنفعة واليت متثل خاصية املنتج اليت جتعلـه قـادراً على إشباع احلاجات وتلبية الرغبات.
-القيمة وتقدر استناداً إىل مقارنة املنتج ( سلعة أو خدمـة ) باملنتجات املنافسية املشاهبة أو البديلة واليت ميكن إن حتل حمل املنتج
وحيصل من خالهلا املستهلك على املنافع املطلوبة :إن القيمة بالنسبة للمستهلك تعترب من املعايري الغري ثابتة وتتصف باملرونة وقد
ختتلف من وقت آلخـر بالنسبة لنفس املستهلكني وقد تكون القيمـة غري ملموسـة كالشعور باالرتياح ،الفخـر والزهـو ،االحرتام،
72
االنتماء وغريها من خالل امتالك السلعة أو بعد االستفادة من جيد بأن السعر ميثـل انعكاس أو جتسيد لقيمة الشيء بالنسبة
للمستهلك خالل فرتة زمنية معينة.
-ويعرف السعر على أنه ميثل جمموع كل القيم اليت يستند عليها املستهلك من خالل مقارنة فوائد االمتالك .منافع االستفادة
واالستخدام من السلعة أو اخلدمة.
-ويعرف كل من كوتلر وارمسرتونج السعر على أنه املبلـغ الـذي يطلب مقابل احلصول على املنتج ،أو اخلدمة ،أو ميثل جمموعـة
القـيـم الـيت يتبادهلـا املستهلكون مقابل منافع حصوهلم على املنتج أو اخلدمة أو استخدامها واالستفادة منها .لذلك فإن :عر اخلدمة
ميثل انعكاس لقيمتها خالل فرتة زمنية حمدد.
ب -أهداف تسعير الخدمات:
املنظمات العاملة يف السوق تسعى إىل حتقيق جمموعة من األهـداف مـن خـالل تسعري منتجاهتا ( خدمة أو سلعة ) ولكل منظمة
أهداف خاصة هبا وأهداف تسعى إىل حتقيقها على املدى البعيد وميكن أمجال هذه األهداف على النحو اآليت:
-1البقاء:
من األهداف الرئيسية للتسعري هو البقاء يف السوق واالستمرار والنمـو وينظـر إىل السعر على أنه املصدر الذي حتصل من خالله
على األرباح لتحقيق أهدافها.
إن املنظمات اخلدمية تدرك جيداً بأهنا تعمل يف سوق يتسم باملنافسة الشديدة لذلك تسعى من خالل السياسة السعرية إىل
احملافظة على الزبائن وعدم تعرض كمية الطلب على خدماهتا ألي اخنفاض ،ألن أي اخنفاض يف كمية الطلـب سوف يؤثر سلبياً
على مستقبلها وتزداد صعوبة عمل هذه املنظمات ألن منتجاهتـا غري ملموسة وال تستطيع خزهنا حلني وقوع الطلب عليها.
-2تعظيم األرباح:
املنظمات اخلدمية تعمل كباقي املنظمات األخـرى على تعظـيم أرباحهـا مـن خالل ما يطلق عليه بالعائد على االستثمار .إن هذه
املنظمات تسعى إىل تعظيم أرباحها من خالل دراسة الطلب والتكاليف على مستويات خمتلفة من األسعار ومن ثـم اختيـار السعر
املناسـب الـذي حيقـق هلـا أهدافها الرحبية.
-3زيادة الحصة السوقية:
تتصف األسواق يف الوقت احلاضر باملنافسة الشديدة ،وقد ال توجـد منظمة خدمية تعمل يف السوق لوحدها دون وجود منافسة
هلا ،مما يدفعها إىل احملافظة على حصتها السوقية والعمل على زيادهتـا وعـدم تـرك أي فرصـة للمنافسني الخرتاق حصتها السوقية مما
يتطلب منها استخدام سياسة سعرية مناسبة تدفع وتشجع الزبائن على طلب خدماهتا.
- 4قيادة الجودة:
تقدم بعض املنظمات اخلدمية خدمات ذات جودة عاليـة ألهنـا تـدرك بـأن هنالك من يبحث عن اجلودة ولديه االستعداد لدفع
سعر أعلى من أجل احلصول عليها.
إن عملية تقدمي خدمات ذات جودة عاليـة تتطلـب استثمار عـايل وتكاليف مرتفعة إلنتاج وتقدمي هذه اخلدمات باجلودة املطلوبة
وإن هـذا االرتفاع باالستثمار والتكاليف ينعكس على السياسة السعرية للخدمات املقدمة وجتعلـها متيـل نـحـو االرتفاع.
-5المسؤولية االجتماعية:
تسعى الكثري من املنظمات االجتماعية اليت حتمل املسؤولية االجتماعية من خالل إنتاج وتقدمي اخلدمات اليت هتدف إىل إشباع
حاجات ورغبات األفراد وتقليل اإلضرار االجتماعية اليت قد تنجم من خالل تقدمي اخلدمات.
-6اختراق أسواق جديدة:
73
مجيع املنظمات اخلدمية واإلنتاجية هتتم بالدخول إىل أسواق جديدة ألهنا حتاول أن حتقق منوها املستقبلي .ويف نفس الوقت تعلم
هذه املنظمـات بـأن اخـرتاق أسواق جديدة يتطلب منها التعرف على حاجات ورغبات هذه األسواق والقوة الشرائية لكي تتمكن
من رسم سياستها السعرية املناسبة .ألن السعر يتـأثر بالقوة الشرائية ويؤثر عليها ،ويف نفس الوقت تدرك بأن عملية مجع معلومات
عن هذه األسواق وإجياد نقاط توزيعية واالعتماد على برامج تروجيية تالءم هـذه األسـواق سـوف يـساهم يف زيادة التكاليف واليت
جيب أن تغطي عن طريق السعر مما يساهم يف رفع األسعار وقد تلجأ هذه املنظمات اخلدمية إىل حتقيق األرباح ليس من خالل
رفع األسعار وإمنا من خـالل زيادة الطلب على اخلدمات.
-7زيادة الطلب على الخدمة:
يعترب هدف زيادة الطلب على اخلدمة من األهداف األساسية لتحديد األسعار واليت من خالهلا تستطيع املنظمات جذب أكـرب
عـدد ممكـن مـن الزبائن احملتملني يف السوق املستهدفة وتعظيم احلصة السوقية وبناء موقع قيادي يف السوق.
-8تقديم تشكيلة من الخدمات:
نظراً الختالف القوة الشرائية للمستهلكني فإن املنظمات اخلدمات تعمل على تقدمي خدمات متنوعة وبأسعار خمتلفة لكي تتمكن
من االستجابة لطلب أكثر من قطاع سوقي.
-9تغطية التكاليف:
التكاليف تعترب مـن األسس املهمـة لتحديد األسعار ومتثـل هـذه التكاليف ( التكاليف الثابتة +التكاليف املتغرية ) واليت تشكل
جزء أساسي من السعر ألن السعر يتكون من التكاليف اإلمجالية +الربح.
إن املنظمات اخلدمية تسعى إىل جعل تكاليف اخلدمات تتناسب وجودة اخلدمة والقوة الشرائية للزبائن وجيب أن تقوم مبراجعة
ودراسة هذه التكاليف بـشكل دقيـق وحتديد أمهية االستثمار وأوجه لكي ال تكون تكاليف خـدماهتا أعلـى مـن تـكـاليف خدمات
املنافسة اليت متاثلها ألن ذلك سوف جيعل أسعارها أكثر ارتفاع.
-10التكيف مع العوامل االقتصادية:
تعترب العوامل االقتصادية من العوامل اخلارجية واليت تؤثر بشكل مباشر على القوة الشرائية لألفراد وعلى كميـة الطلـب وتعمـل
املنظمات اخلدميـة علـى تـكـيـف أسعارها حسب طبيعة املرحلة اليت متر هبا األسواق اليت تقدم خدماهتا.
فإذا كانت هذه األسواق يف دولة ما متر مبرحلة الرخاء فإن القوة الشرائية تكـون مرتفعة ويزداد الطلب على اخلدمات لذلك تتجه
األسعار حنو االرتفاع .أما إذا كانت الدولة متر مبرحلة انكماش وكساد فإن ذلك سوف يؤدي إىل اخنفاض الطلـب والقـوة الشرائية
مما يدفع املنظمات اخلدمية إىل إتباع سياسة سعرية منخفضة.
تأثير خصائص الخدمات على التسعير:
أن السمات األساسية للخدمات واليت متت مناقشتها يف الفصول السابقة قـد تؤثر على حتديد السعر يف أسواق اخلدمات .إن
مدى تأثري هذه السمات خيتلـف حسب نوع اخلدمـة و ظـروف السـوق املسـتهدفة .باإلضافـة بـالطبع إلـى االعتبارات التقليدية
األخرى املؤثرة على السعر كاملنافسة و التكــاليف والطلـب ،وميكن تصنيف تأثري مسات اخلدمات على السعر على النحو اآليت:
-1الخدمات غير قابلة للتخزين :يف الواقع إن اخلدمات غري قابلة للتخزين ،ولذلـك فـإن التذبذب يف الطلب ليس من السهل
تلبيته من خالل استخدام املخزون ،وهذه هلا مضامني سعرية .فالعروض السعرية اخلاصة وختفيض األسعار قـد تسـتخدم للتأثري على
القدرة االحتياطية للخدمة ،وقد تستخدم بعـض طـرق التسعري ملواجهة ظروف الطلب يف خدمات كخدمات النقل والسفر ،فقد
يقدم أحيانا يف فرتة معينة ختفيضات األسـعار أو عـرض حزمـة خـدمـات بسعر معني ،إن استخدام مثل هذه الطرق بصفة مستمرة
تؤدي إىل زيادة اهتمام العميل هبا إال أهنا من جهة أخرى قد جتعل املشـرتين يؤجلون قراراهتم الشرائية لبعض اخلدمات حىت موعد
74
التخفيضات عليها ،لذلك بعض البائعني ملثل هذه اخلدمات قد يقدمون عروضـهم املخفضـة األسـعار ألولئك الذين فقط يبكرون
يف طلباهتم .إن بعض العمالء قد يكونـون قـادرين على تأجيل أو تأخري قرارهم الشرائي للحصول على العديد من اخلدمات ،ويف
املقابل فإن البعض منهم قادر أيضا على إجناز مثل اخلدمات باالعتماد علـي أنفسهم ،مثل هذه الظروف قد تؤدي إىل زيادة حـدة
املنافسـة بـيـن مقدمـي اخلدمات ،كما أن ذلك قد يشجع على زيادة درجة االستقرار لألسعار يف أسواق معينة يف األجل القريب.
-2إن صفة الالملموسية للخدمـات لـها العديـد مـن التطبيقات التسـعريية ،فاملستخدمون للخدمة ألول مرة قد جيدون صعوبة
كبرية يف فهم وإدراك ما حيصلون عليه مقابل ما يدفعونه من نقود ،ولكن هـذا قـد يـتـأثر بـاحملتوى املادي ملنتج اخلدمة املقدمة.
فكلما زاد احملتوي املادي ،زادت إمكانية حتديد السعر على أساس التكلفة و زادت إمكانية وضع أسعار موحدة ( معياريـة ) .إال
أنه كلما قل احملتوى املادي زاد االعتماد على قبول املستهلك فـي التسعري وضعفت إمكانية وضع أسعار موحدة .والالملموسية
للخدمات تعين اخلدمة املقدمة قد تكون أكثر سهولة يف إمكانية تنويعها من املنتـج امللموس ،وبالتايل مستوى اخلدمة ونوعية
اخلدمة وكمية اخلدمة ميكن تعديلـها حسب طلبات العمالء ،ويف النهاية قد خيضع السعر لعمليـة التفـاوض بيـن املشرتي والبائع،
-3حينما تكون اخلدمات متجانسة ( كخدمات غسيل السيارات اآليل و غسيل املالبس ) فغالبا ما تكون األسعار أكثر
تنافسية ،ومن جهة أخرى فإن النقابات املهنية واالحتادات التجارية قد ال تشجع ختفيضات السعر ،وبالتايل قد حتدد قائمة
باألسعار اليت جيب على األعضاء االلتزام هبا .وكلما كانت أكثر ندرة زادت حرية البائع يف تنويع األسعار إلـى املـدى الـذي يـكـون
املشرتي يف السوق قادرا على حتمل الدفع ،ويف مثل هذه احلاالت قد يستخدم السعر كمؤشر للجودة وشهرة الفرد واملنظمة اليت
تقدم اخلدمة.
-4إن خاصية التالزم اخلدمات ،أي عدم االنفصال بني اخلدمة ومقدمها قد تفرض حمددات جغرافية أو حمددات زمنية على
األسواق اليت ميكـن خدمتـها .وباملقابل فإن املشرتين قد حيثون احلصول على اخلدمات يف منطقة جغرافية معينة أو يف وقت معني،
إن درجة املنافسة داخل هذه احملددات ستؤثر علـي األسعار اليت تتقاضاها منظمات اخلدمات.
األهداف اإلسرتاتيجية التسعريية وأنواع املنظمات:
يف خدمات األعمال ،يعد التسعري وسيلة مهمة لتحقيق أهداف املنظمـة .إن توازن الطلب والعرض يف منظمة اخلدمة يعد جزءا
أساسيا يف التسـعري إال أنه ليس كل مقدم اخلدمة ميتلك السيطرة أو احلرية يف وضع السعر إىل حد ما .كما أن األهداف
اإلسرتاتيجية للمنظمة قد حتدد حرية مقدم اخلدمة يف حتديد السعر ,واألهداف اإلسرتاتيجية للمنظمة هي طموحـات عامة حسب
توجه مجيع نشاطاهتا وليس التسعري فقط .واألساس يف حتديد السعر املنظمة يؤثـر هو هل املنظمة تسعى إىل حتقيق الربح أم ال ؟.
وبالتايل فإن نوع املنظمة يؤثر على مدى وضع أسعار جمانية .إن زيادة األسعار أو ختفيضها فـي املنظمـات احلكومية غالبا ما يرتبط
بالقانون والتشريعات ،ومن الواضح أن تركيبة ستحدد أيضا مدى قدرة مقدم اخلدمة على وضع السعر .فاألسـعار التـي ختضع
للتعليمات الذاتية الرمسية يف صناعة ما واخلدمات اليت ختضع لقوانني السوق لكل من هذه األنواع الثال ملنظمات اخلدمات
نسـتطيع أن منـيز بيـن التسعريية:
-1الخدمات الخاضعة للتشريعات الحكومية:
إن من األهداف التسعريية هلذا النوع من اخلدمات اليت ختضع للتشـريعات احلكومية هي حتقيق رغبات اجتماعية وسياسية ،والبقاء
واملكانة االجتماعيـة ،أي أهداف غري رحبية .إن أسعار اخلدمات مثل خدمات التعليـم و الصحـة والنقـل العام يف العديد من الدول
ختضع لتشـريعات الدولـة .و األهـداف االجتماعيـة والسياسية قد تكون قوية بدرجة ال ميكن تربير األسعار اقتصاديا .يف مثـل هـذه
احلاالت جند أن عنصر السعر يف املزيج التسويقي ال يسـيطر عليـه مـن قبـل املسوق ،وبالتايل قد يكون االعتماد على عناصر غري
سعرية لتحقيـق السياسـات التسويقية.
75
ففي بعض الدول تتحمل حكوماهتا عبء تكاليف التعليم اإللزامـي ألسـباب اجتماعية وسياسة ،وقد تتقاضى بعض احلكومات
أجورا زهيدة عن خدمات الصحة العامة لكي تسمح ألكرب عدد ممكن من أفراد اجملتمع غري القادرين ماليا من تلقـي خدمات
العالج ،ويف الوقت نفسه قد تتقاضى أجورا عالية على بعـض اخلدمات العامة هبدف التقليل منها أو عدم تشجيعها كخدمات
مواقف السيارات يف وسـط البلد أو األماكن املكتظة باحلركة.
ومن التطبيقات األخرى للخدمات العامة هو ما يتعلق بالنظام الضرييب الذي يستخدم لتمويل اخلدمات ،فأسعار بعض اخلدمات
العامة قد تعتمد على القدرة علـى الدفع ( مثال :التأمني الصحي ) واملوقع ( مثال :خدمات أمانة العاصمة ) إن مقـدار الضرائب
املباشرة وغري املباشرة على اخلدمات العامة املقدمة حتدد بناء علـى عوامل سياسة واجتماعية واقتصادية للدولة.
- 2الخدمات الخاضعة للتعليمات الرسمية الذاتية:
هذا النوع من املنظمات ال ميارس فقط أهدافا سعرية بل حياول أن يعط صورة ممتازة عن الصناعة ،فاإلسرتاتيجية السعرية يف هذا
املنظمات هتدف إلـى بناء عالقة دائمة مع العمالء ،وبالتايل :فهذه الصناعة متارس األهداف السعرية التالية جلميع املنظمات داخل
الصناعة :االستمرارية والبقاء ،بناء واحلفاظ علـى الصورة الذهنية عن الصناعة ،وحتقيق نسبة مئوية ثابتة من العائد على االستثمار.
وهذا النوع من املنظمات يعمل يف ضوء تشريعات نقابية أو احتادية إلـى مدى معني كاحملامني واحملاسبني القانونني واألطباء.
فالصناع ات اخلدمية اليت تطبـق التعليمات والتشريعات النقابية كعنصر أساسي يف التسعري ختتلف مدى قوهتا من دولة إىل أخرى و
أ ن النتيجة لتأثريها على مستوى املنظمة هي اتفاق على طريقة تسعري تكون عادلة ومستقرة ،يف ضوء هذه الفلسفة ،فإن مصلحة
الطرفني -املورد واملشرتي -جيب أخذها باحلسبان .إن من أهم فوائد التشريعات الذاتيـة الرمسية أن قوى السوق تقريبا ال تلعب أي
دور ذي أمهية .إال أن هـذا النـوع يتضمن خماطرة عالية من االحتاد الرمسي وحتديدا لألسعار باالعتماد على هيكـل تكلفة أعضاء
املهنة األقل كفاءة .يف العديد من الدول ،حتاول سياسـة احلكوميـة التنافسية أن تضع حدا لذلك من خالل وضع تشريعات حمددة
( سياسة ضد الثقة ).
-3الخدمات التي تخضع لقوى السوق:
حتدد األسعار يف مثل هذا النوع من اخلدمات بفعل عوامل السـوق ،فالسـعر يستخدم كوسيلة ألسباب عديدة ،وبالتايل يتسع
نطاق عـدد األهـداف املطلـوب إتباعها .ومن هذه األهداف :البقاء ،تعظيم األرباح الفعليـة ونسـبـة عـائـد علـى االستثمار باالعتماد
على تركيبة السوق الفعلية ،ففي السوق احلر ،يستخدم مقدم اخلدمة السعر كسالح ملهامجة املنافسني القريبني له .يف ضوء ظروف
التوجـه السوقي نرى على سبيل املثال األهداف التالية :التأكيد على املكانة السوقية مقارنة مع املنافسني .بالطبع ،إن املكانة
السوقية للخدمة على أساس السعر تعتمد علـى درجة مرونة الطلب ودرجة التوازن بني الطلب والعرض خالل العـام .فأسـعار قضاء
اإلجازات إحدى األمثلة ،فالسعر لإلجازة خالل فرتة االزدحام (الطلب الشديد (.
قد الكون مخسة أضعاف سعرها يف فرتة اخنفاض الطلب عليها ،إن اهلدف مـن اختالف األسعار هو من أجل حتفيز الطلب خالل
فرتة الركود وختفيض الطلـب يف فرتة ارتفاعه ووصوله إىل الذروة ،فاخلدمات اليت ختضـع أسـعارها لقوى السوق تشمل العديد من
اخلدمات التجارية كالبنوك ،والعيادات اخلاصة و املدارس اخلاصية وخدمات الصيانة ...اخل على الرغم من حرية مواثيق هذه املـهن،
فإن التشريعات تتنامى يف هذا القطاع بصورة املنظمات العريضة للصناعة .فاألسعار لتصليح السيارات لدى التجار الرمسني يف
العديد من الدول على سبيل املثال حتدد بصورة رئيسية حسب توجيهات وتعليمات من قبل احتاد جتـار السيارات أو املستورين .أن
اهلدف الرئيسي من هذه التعليمات و التوجيهات هو تطمني العمالء .فكلما زادت فعالية هذه التوجيهات ومتت مراقبتها فإن
مستوى معني من التعليمات الذاتية يظهر أوتوماتيكيا.
76
التسعير و اإلستراتيجية التسويقية:
إن تكامل االسرتاتيجيات التسويقية يعين إن مجيع عناصر املزيج التسويقي تصاغ وتنفذ بطريقة واضحة و جيب أن تناسـب مـع
األهداف املوضوعة يف ت لك االسرتاتيجيات ،والتسعري هو أحد هذه العناصر اليت ال ميكن جتاهلها يف التخطيط التسويقي .وعند
حتديد األهداف التسعريية للخدمـات هناك عدد من العوامل البد من أخذها باالعتبار أمهها:
أوال :المكانة السوقية المخطط لها لمنتج الخدمـة :نعين باملكانـة السـوقية املوضع الذي ترغب منظمة ما أن حيتله منتجها يف
ذهن العمـالء أو الصورة الذهنية احلالية للمنتج اخلدمي يف أعني العمالء باملقارنة مع منتجات املنافسني .حيث تتعلق بكيفية إدراك
العميل للمنتج اخلدمي ،أي كيف يتم رؤية املنتج باملقارنة مع البدائل املتوفرة منها ،وبالطبع بعد السعر من العناصر املهمـة يف املزيج
التسويقي الذي تؤثر على هذه الصورة الذهنية ،فاملنتجات املادية امللموسة قد حتتل مكانتها يف ذهن العمالء من خالل خصائصها
املاديـة الظـاهرة ( مثـل الشكل اخلارجي للسلعة ) ،إال أن اخلدمة من جهة أخرى قد تعتمد يف بناء الصـورة الذهنية أكثر على
السمات غري امللموسة ،فالعالقة بني السعر واجلودة قد تتواجـد يف سوق اخلدمات كخدمة العناية الصحية.
ثانيا :مرحلة دورة حياة املنتج للخدمة :أن سعر املنتج اخلدمة قد يتأثر بدورة حياته ،ففي مرحلة التقدمي للمنتج اخلدمي اجلديد قد
تتقـاضى املنظمة أسعارا منخفضة هبدف التغلغل واخرتاق السوق واحلصول على حصة سـوقية بسرعة وعلى النقيض قد تتقاضى
شركة أخرى أسعارا مرتفعة لكي جتين أكرب قدر ممكن من األرباح يف فرتة قصرية املدى .هذه السياسة تدعـى بسياسـة قشـط السـوق
السعرية ،هذه السياسة قد تتبع يف حالة عدم وجود منافسة مباشرة و وجود طلـب مرتفع وضروري على اخلدمة.
أما يف مرحلة النمو فيتوسع نطاق السوق ويدخل منافسني جـدد وتتجـه األسعار من االستقرار إىل االخنفاض ،وهذا صحيح إذا
كان منو السوق حمـددا والقيود املفروضة على القدرة االستيعابية حمددة واملشرتون حساسني للسـعر .إال أن إضافة خصائ مكملة
للخدمات ومتيز جوهر اخلدمة عن املنافسني قد يقـوي من هامش الربح يف هذه الفرتة .أما يف مرحلة النضـوج السـوقـي فـإن معظـم
املشرتين يعرفون اخلدمة ،وتتجه األسعار حنو االخنفاض وتتنوع مصادر التوريد ما يستدعي مدخال متكامال من املزيج التسويقي من
أجل تفادي الصورة املربكـة ومن أجل محاية احلصة السوقية اليت بنتها املنظمة.
أما يف مرحلة التدهور ،فيغادر عدد من املوردين أرض املعركة .فتخفيض األسعار إىل مستوى أقل يعتمد على املنافسة املتبقية
والطلب وتركيـة التكلفـة الداخلية للمنظمة ،يف العديد من صناعات اخلدمات ،تعد مرونة العرض عنصرا ضروريا لتلبية الطلب
واحلفاظ على التكلفة متدنية.
ثالثا :مرونة الطلب :نعين مبرونة الطلب مدى استجابة الطلب للتغيري يف السـعر أحيانا يتأثر الطلب يف السوق بدرجة كبرية
بالتغيري يف السعر ( أي درجة املرونة عالية ) وأحيانا بدرجة قليلة أو ال يتأثر على اإلطالق ،فمن الواضح أن هذا األمـر يستلزم أن
تتعرف منظمة اخلدمة على مدى وجود مرونة طلب على خدماهتا فيما يتعلق بالتغيري يف السعر .إذا كان التغيري يف السعر أكرب من
التغيري يف الكميـة املطلوبة فإن الطلب يكون غري مرن ،وبالعكس إذا كان التغيري يف السعر أقل من التغيري يف الكميات املطلوبة فإن
الطلب يكون مرنا ،أما التغيريات املتساوية فـي الطلب والسعر فتنتج طلبا تكامليا ،إن مرونة السعر يف الطلب قد يكون هلا تـأثري
مهم على عوائد الباعة ،فعلى سبيل املثال إذا خفضت منظمة والطلب يتصف باملرونة عليه ،فإن ذلك سيؤدي إىل اخنفاض يف
هـامش الربـح دون تعويض له بزيادة يف الطلب ،فاملرونة قد تفرض قيودا على خيارات سـعرية.
معينة ،كخدمة االشرتاك بإحدى احملطات الفضائية والتـي تصـل إلـى 20000مشرتك زادت أسعارها من 10دنانري إىل 12دينارا
شهريا ونتيجة ذلك خسـرت املنظمة 4000مشرتك ،وعندها كان العائد احلدي يتألف من ( عوائـد حصلـت عليها من ديناري
الزيادة لكل من 16000مشـرتك املتبقيـن أو 32000دينـار ناقصا العوائد اليت خسرهتا من 4000مشرتك عند السعر األصلي
77
10دنانري أي 40000دينار ) يف هذه احلالة فإن الطلب على االشرتاك كان مرنـا واخنفضـت العوائد الكلية مبقدار 8000
دينار.
هناك مقياس آخر مهم للمرونة عند حتديد سقف السعر وهو مرونـة الدخـل بالنسبة للطلب ،وهي نسبة التغيري يف الكميات
املطلوبة من اخلدمة مقارنـة مـع التغيري يف الدخل الشخصي .فإذا كانت مرونة الدخل موجبـة ،فإنـه كلمـا زاد الدخل زاد الطلب
على خدمات معينة ،كالطلب على خدمـة الرعايـة الصحيـة والسفر وغريها.
رابعا :الظروف التنافسية :إن تركيبة السوق التنافسية تؤثر على مـدى سـيطرة منظمة اخلدمة على تسعري منتجاهتا ،يف األوضاع
التنافسية اليت يكون الصعب التمييز بني منتجات اخلدمات وحيث املنافسة تزداد شراستها فإن السيطرة السعر من قبل املسوق
تكاد تكون معدومة .وللمنافسة عدة أشـكال فقـد تـكـون املنافسة بني العالمات التجارية ضمن الصناعة اخلدمية أو املنافسة بيـن
أنـواع خمتلفة يف الصناعة .ففي خدمات النقل على سبيل املثال قد تتواجد املنافسة بيـن وسائل النقل ( اجلوي مقابل الربي ) أو بني
العالمات التجاريـة للخدمـة ( طـريان امللكية مقابل طريان اخلليج ) باإلضافة إىل البدائل املتاحة أمام العميل باسـتخدام الوقت
والنقود .فعلى الرغم من درجة االختالف بني هذه األنواع فإن مستوى معينا من األسعار قد يصنـ الفـرق بيـن هـذه املنتجات
اخلدمية ويزيد من قوة املنافسة بينها.
عموما ،إن ممارسة املنافسة السعرية يف صناعة اخلدمات أقل منها فـي صناعـة السلع والسبب يرجع يف جزء منه إىل عدم مرونة
الطلب لبعض اخلدمات وعلـى التشريعات احلكومية اليت تفرض على الصناعات اخلدمية الكربى باإلضافة إىل قلة عدد املنافسني.
وعلى الرغم من هذه العوامل إال أن بعـض التغـريات حدثـت وأصبحت املنافسة السعرية أكثر أمهية يف تسويق اخلدمات ،فكلما
أصبح املستهلك أكثر وعيا بدأت الصناعات اخلدمية بالرتكيز على عامل السعر.
خامسا :اعتبارات التكلفة :تلعب التكاليف دورا مهما يف تسد عري اخلدمـات .إن اعتبار التكاليف باإلضافة إىل أهداف املنظمة
تزودنا بسعر أرضي ( احلدود الدنيا ) والذي ال تستطيع منظمة اخلدمات حتقيق عوائد مقبولة بأقل منـه .وحتـى تبقـى املنظمة وتنمو
بقوة كمنظمة خدمة رحبية فإن مديري اخلدمات يبقون حتت ضغـط مستمر من أجل البقاء يف وضع تنافسي جيد وذلك من خالل
ختفيض التكاليف التشغيلية وبنفس الوقت العمل على تطوير جودة اخلدمات املقدمة ،وبالتايل فـإن فهم التكاليف وتركيبتها
وعالقتها تعد نقطة مهمة وحامسة بالنسبة لوضع املنظمـة التنافسي وبقاهتا يف السوق على املدى البعيد .إن تطوير مثل هذا الفـهم
يتطلـب معرفة األنواع املختلفة للتكاليف وعالقة كل نوع باآلخر وتأثريه على املنظمة.
سادسا :الدور االستراتيجي للسعر :للسياسات التسعريية دور اس ـرتاتيجي يـهدف إىل حتقيق أهداف املنظمة .لذلك يتوجب على
قرارات التسعري ألي منتج خدمـة أن تتفق مع أهداف املنظمة اإلسرتاتيجية ،فعلى سبيل املثال قد تبين شركة سياحية لنفسها سوقا
لقضاء اإلجازات من خالل عرض حزمة مـن اخلدمـات تستخدم سياسة تسعريية خمفضة خمطط هلا هبدف بناء حصة سوقية كبرية،
على الرغـم من هذا قد يعين أحيانا عدم الرحبية يف األجل القصري إال أن تعظيم املبيعات قد يكون مكسبا من خالل إتباع سياسة
التغلغل السعرية كسياسة خمطط هلا ،باإلضافـة إىل أن أي إسرتاتيجية سـعرية جيـب بـالطبع أن تتناسـب بطريقـة مـا مع العناصر
األخرى يف املزيج التسويقي حبيث يتم التنسيق بينها هبدف حتقيق أهداف املنظمة.
طرق تسعير الخدمات:
إن من أهم الطرق شيوعا واستخداما يف تسعري اخلدمات ما يلي:
-1التسعير حسب التكلفة:
أ -السعر الموجه نحو الربح :وهذا النوع موجه لتحقيق احلد األدنـى مـن األرباح املستهدفة ،واألسعار تثبت يف هذه احلالة عن
طريـق االحتـادات التجارية والنقابات املهنية اليت تنتمي إليها املنظمة ،فإذا كانت عملية الدخول للسوق تعد يف غاية الصعوبة ،فإن
78
األسعار ستعتمد على قـدرة العميـل ورغبته على الدفع بصورة أكثر من التكلفة ،وبالتايل ،فإن الطريقة الثانيـة أكثر مالئمة وهي
طريقة التسعري حسب السوق.
ب -األسعار المراقبة من قبل الحكومة :احلكومة تضبط األسعار هبدف محايـة املستهلكني وذلك من خالل تثبيت األسعار
على التكلفة اإلضافيـة أو علـى أساس هامش الربح.
-2التسعير حسب السوق:
أ -السعر الموجه نحو المنافسة :إن قبول احلصة السوقية احلالية أو احلفـاظ عليها أو زيادهتا يكون من خالل إتباع سياسات
تسعريية هجوميـة ( عدائيـة كتخفيض األسعار بصورة غري طبيعية ) .فاملنظمة إما أن حتدد أسعار منتجاهتا
بصورة أقل أو مساوية أو أعلى من أسعار املنافسني ،وهذا يعتمد على قوهتا ومكانتها السوقية وقدرهتا على مواجهة املنافسني أو
جتنبهم.
ب -السعر الموجه نحو المستهلك :حتدد األسعار بناء على اجتاهات وسـلوك املستهلكني .أي يتم حتديد السعر بناء على
تقييم املسـتهلك جلـودة وتكلفـة اخلدمة املقدمة له ،إال أن النوعية والتكاليف للخدمات قد ختطف من أجل إبقائها منسجمة مع
األسعار .إن حتديد سعر اخلدمة يرتبط مبفهومني مها القيمة واملنفعة :فاملنفعة هي قدرة اخلدمة على إشباع حاجـة اإلنسـان بأن
منفعة اخلدمة حتدد قيمتها أو قوة تلك اخلدمة يف إشباع احلاجة باملقارنة مع قوة البدائل األخرى أثناء عملية التبادل ،فاألسعار
للعديد من اخلدمات قد تعتمد على القيمة املدركة أحيانا أكثر من الكلفة ،فالقيمة اليت متثلها اخلدمـة حتدد بناء على أدراك العميل
هلا .فإذا اعتقد العميل بأن سعر خدمة ما أعلى بكثري من القيمة املتوقع أن حيصل عليها فإنه سيقرر عدم الشراء .وبالتـايل فـإن
منظمة اخلدمة جيب عليها ختفيض السعر أو أن ختسر مبيعاتـها .إن قيمـة اخلدمة وبالتايل سعرها يعتمدان على السوق ،وبالطبع
تلعب املنافسة دورا مهما يف سعر اخلدمة يف السوق.
إن الوصف الكامل هلذه الطرق من حيث كيفية استخدامها وتطبيقاهتا يتوفر يف العديد من كتب التسويق ،إال أن من أهم
الصعوبات اليت ميكن ذكرهـا فيمـا يتعلق باستخدام هذه الطرق يف تسعري اخلدمات هي صعوبات ومشاكل اســتخدام طريقة
التكاليف .إن الصعوبة تكمن يف كيفية إجياد وحدة حساب اخلدمة ألغـراض التكاليف ،وهذه الصعوبة غالبا ما حتد يف
اخلدمات اليت ترتفـع فيـها درجـة الالملموسية ،وبالذات اخلدمات اليت يكون فيها العنصر البشري هوـ الرئيسي يف تقدير الكلفة.
فمثال ،قد يكون من الصعب قياس الوقت املبـذول فـي إجناز اخلدمة وتوزيع التكاليف املتغرية ( تكلفة األيدي العاملة مثال ) أيضـا
تعـد مشكلة أخرى ،كما أنه من الصعب تطوير إسرتاتيجية تسعري ألعمال اخلدمات بدون فكرة واضحة للتكاليف وبالتايل
اخلدمات اليت تعتمد على العنصر البشري بكثافـة كاخلدمات املهنية جيب عليها أن تطور طرقا أكثر دقة يف حتديد التكاليف وتوزيـع
التكاليف للتغلب على مشاكل التكاليف يف خدمات أعمال مثل:
-املنتج الذي من الصعب وصفة وقياسة بدقة.
-التكاليف اليت تنطوي بصورة رئيسية على تكاليف العنصر البشري.
-التكاليف األخرى ( كاألجور والنقل مثال ) اليت ترتبط بالعنصر البشري.
-احتساب تكاليف العنصر البشري أكثر صعوبة من كلفة اآلالت.
هذه ال صعوبات يف حتديد تكاليف اخلدمات تقرتح بأن الطـرق التقليديـة احلساب التكاليف غري مالئمة للخدمات وأن الطرق
البديلة لتحليل رحبية املنتـج اليت جيب استخدامها.
أما املشكلة األخرى باالعتماد على طريقة التسعري على أساس التكلفة هي أن استخدام التكاليف وحدها عند حساب األسعار
قد ختفض الدافع احلقيقي مـن املراقبة على التكاليف.
79
فعلى الرغم من هذه الصعوبات فإن التسعري علـى أسـاس التكلفـة – باإلضافـة يستخدم يف تسعري اخلدمات ،فبعض أعمال
اخلدمات حتاول حتديد الوقت كأسـاس لتوزيع التكلفة ،على الرغم من أنه أحيانا قد يقود إىل اخلطأ ،فالنوعية أو القيم للخدمة تعد
هي األهم للعمالء كأساس للسعر الذي سوف يدفعونه مقابل احلصـول عليها.
السياسات والتكتيكات السعرية للخدمات:
إن العديد من التكتيكات السعرية املطبقة يف بيع السلع املادية ميكن تطبيقها فـي بيع اخلدمات ،ويف كال احلالتني فإن التكتيكات
املستخدمة تعتمد على نوع وطبيعتها ،وعلى السوق املستهدفة والظروف احمليطة السائدة يف موقع السـوق ويف وقت ما ( مثال
نق املوارد وإ مكانية وجود طلـب مرتفـع علـى اخلدمة ) .ومن أهم بعض التكتيكات السعرية الشائعة يف أسواق اخلدمـات تسلط
عليها الضوء هي:
-1التسعير المرن أو المتفاوت :إن التفاوت السعري يعين أن تتقاضى املنظمة أسعارا خمتلفة خلدماهتا وذلك بناء على رغبة
العمالء بالدفع مثل ،وهي هتدف بشكل أساسي إىل:
أ -بناء طلب أويل وبالذات يف الوقت الذي ال يوجد فيه طلب كبري.
ب -لتوازن التذبذب يف الطلب الذي حيد يف العديد من اخلدمات ومن أجل ختفيض خاصية الفنائية ( عدم القابلية للتخزين )
للخدمة.
ومن أهم أشكال التفاوت السعري هي:
أ -التفاوت السعري على أساس الوقت ( كاستخدام وسائط النقل يف وقـت قبـل االزدحام أو الذروة ).
ب -قدرة العميل على الدفع مقابل التمييز ( مثال استخدام االستشارات اإلداريـة ،اخلدمات املهنية )
ج -نوعية منتج اخلدمة املطلوبة ( كنـوع ومواصفات املوديـل املطلـوب استئجاره من السيارات ).
د -التفاوت املكاين ( مثال املقعد املطلوب حجـزه علـى الطـائرة درجـة اقتصادية ).
إن القدرة على استخدام تكتيكات التفاوت السعرية تعتمد على إمكانية جتزئة السوق املخدوم على أسس سعريه واخنفاض فرصة
إعادة بيع أو إعــادة توزيـع اخلدمة إىل آخر ،واحلد األدىن من امتعاض العميل جتاه هذه املمارسة السعرية.
إن عملية التفاوت السعرية تبدو واحدة من أكثر الطرق شيوعا يف قطـاع اخلدمات وبالذات أهنا تستخدم يف حالة اخلدمات اليت
تطلب السعر مقدمـا ،إال أن من أهم املشاكل الناجتة عن ممارسة هذه السياسة السعرية هي:
-1إن كثريا من املستهلكني قد يؤجلون قراراهتم الشرائية لـوقت ختفـيض السـعر ( كاستخدام قضاء وقت اإلجازات والسـفـر فـي
وقـت اخنفاض األسعار ) وهذا خيلق أزمة سواء بالنسبة للوقت أو املكان.
-2قد يتوقع املستهلكون احلصول على حسومات على أسس منتظمة ملنتج اخلدمة املعروض ،حيث متارس املنظمة سياسات
سعرية متفاوتة.
هلذه األسباب بعض املنظمات تقاوم عن قصد سياسة التمييز السـعرية ،وعوضـا عنها يستخدمون سياسة سعريه موحدة يطبقوهنا
على مجيع العمالء بعض النظـر عن املكان والزمان والقدرة على الدفع.
-2الحسومات السعرية :إن احلسومات السعرية حتد يف معظـم األسـواق ،إن احلسومات السعرية يف تسويق اخلدمات هتدف
لتحقيق هدفني مها:
أ -األجور أو املكافآت وذلك لتحمل مسؤولية القيام باخلدمة حبيث تساعد علـى حدو االستهالك واإلنتاج للخدمة ( األجور
املعطاة للوسطاء يف األسـواق املالية مثال ) ومن األمثلة عليها العموالت املدفوعـة لسماسـرة التـأمني أو مساسرة العقارات.
80
ب -كوسائل تروجيية لتشجيع قرارات مثل الدفع املبكر أو شراء كمية خدمـات أكثر أو استخدام أكثر يف أوقات اخنفاض الطلب،
ومن األمثلـة علـى احلسومات هو ما يسمى باحلسم النقدي الذي يعطى لوكالء اإلعالن تشـ لعملية الدفع املبكر ،واحلسم الكمي
الذي يعطـى للمجموعـات التـي تقـدم لالشرتاك خبدمة فاست لينك .واحلسم املؤقت الذي يعطى يف فرتة اخنفـاض الطلب هبدف
تشجيع االستعمال يف أوقات غري الذروة كشركة االتصـاالت ختفض أسعار املكاملات الليلية أو إحدى الفنادق يقدم حسما يف
موسم للذين يرغبون باحلصول على حجوزات إلقامة احلفالت.
إن العديد من منظمات اخلدمات تقدم ختفيضات أو حسومات بأنواع خمتلفة .إال أن األقل إدراكا هو أن هذه احلسومات تكون
على حساب اهلامش الربح املتاح ملنتج اخلدمة .تقليديا عرفت احلسومات على إهنا تكتيكات سعرية إال أهنا ازدادت أمهيتها
كإسرتاتيجية ،فأحيانا جيب أن يستخدم اهلامش الرحبي كوسيلة لكسب التعريف باخلدمة وانفتاحها ،واجتاه جيد يف التسـويق
يسـمـى " ا لـهامش التسويقي " وهو يهتم بالقرارات التبادلية اليت حتدد مقدار اهلامش الكلي للقناة التـي جيب تقسيمها بني الوسطاء
والعمالء املشرتكني يف العملية ،وهو يطبق يف تسويق اخلدمات ،كما يطبق يف تسويق السلع.
حينما يكون الدفع مرتبطا بضمانة احلصـول على النتيجة املطلوبة .فشركات التوظيف -3التسعير المكفول :وهذه حتد
تتقاضى أجورها من العميـل عندمـا يتوظف فعليا ،وشركات العقارات حتصل على عمولتها حينما حتـد عمليـة البيع أو الشراء
فعليا ،هذا األسلوب السعري يعد مناسبا لالستخدام ،عندما تكون وعود حمددة مطلوب ضمانتها والعمل يف بيئة سعرية تنافسية
باإلضافة إىل رغبة العمالء يف االطمئنان على النتائج ( ضمانة احلصول علـى عـائد علـ االستثمار مثال ).
-4أسعار الجودة مرتفعة :هذا األسلوب السعري يستخدم عندما يربط العمـالء سعر اخلدمة جبودهتا ،يف مثل هذه الظروف
بعض منظمات اخلدمة ختطـط عن قصد إلتباع جودة مرتفعة ووضع أسعار مرتفعة ،هذه املنظمات إما أنـها حتصد مبيعاهتا من
شرحية سوقية معينة أو أهنا قد بنت لنفسـها شـهرة ذات مكانة اجتماعية مرتفعة قد تستخدم هذه األسعار كمؤشر جلودة اخلدمة.
-5أسعار القيادة الخاسرة :أن أسعار القيادة اخلاسرة تعين أن تتقـاضي منظمـة اخلدمة سعرا خمفضا ألول طلب أو عقد يف أمل
احلصول على أعمال الحقـة وبأسعار أفضل .وهذه يفضل استخدامها يف تلك األسواق عندما يكون غري راضني عن املوردين
احلاليني أو األسعار السوقية متنافسـة أو العمالء أقل من السقف .وقد يعرتض العمالء على أي زيادة يف السعر عن هذه السـقف.
وبالرغم من ذلك فإن هذه الطريقة تستخدم يف االستشارات التسويقية اهتماما يف الوقت احلايل .علما أنه من أهم مساوئ هذه
الطريقة أن االخنفاض املبدئي قد يصبح هو السقف .وقد يعرتض العمالء على أي زيادة يف السـعر عن هذا السقف ،وبالرغم من
ذلك ،فإن هذه الطريقة تستخدم يف االستشارات التسـويقية وإدارة خدمات التعليم.
-6األسعار التفاوضية :تعد طريقة التسعري التفاوضيـة مـن الطرق ال ـشائع استخدامها يف العديد من الصناعات اخلدمية.
فاخلدمات االستهالكية تتضمن أحيانا التفاوض على السعر مثل خدمات التصليح والتأمني واخلدمات املهنية هي احملاسبية
والقانونية واملالية و بعض اخلدماـت الصناعية مثل تأجري األجهزة وحبو السوق والتأمني والصيانة واألمن واحلماية وهذه تسعر عن
طريق التفاوض أيضاء :فمثال قد يتطلب من مراكز التدريب و اإلستشارت تقدمي عروض تشمل التكاليف ،هذه العروض يتم
تقييمها من قبل اإلدارة وقدـ يطلب من املراكز اليت مت اختيارها تعديل التكلفة اإلمجالية ،فقد جيري عدة تغيريات على العروض
هبدف ختفيض وتعديل الكفة قبـل الوصـول إىل املوافقة النهائية.
-7التسعير المهني :اسرتاتيجيات التسعري املهين حتدد سعر التنافس فاألجور اليت يتقاضاها احملامون واألطباء وأصحاب املهن
الشبيهة تراقب من قبل النقابات املهنية أو االحتادات التجارية .إن أخالقيات املهنة يف السبب الرئيسي يف تقييد وحتديد تسعري
اخلدمات املهنية ،وذلك ألن الطلب على اخلدمات كاخلدمات العالجية والعناية الصحية هي مرنة .فاملـهنيون عندهم مسؤولية
81
أخالقية بأن يتقاضوا من عمالهتم أسعارا مرتفعة ،والبعض األخر جيادل على االعتبارات األخالقية وهي عامل أقل أمهية من رغبة
املنظمات املهنية مثل نقابة األطباء لتحديد املنافسة.
أما الوجه اآلخر للتسعري املهين فـهـو مـا يعـرف تسعري جنتلمان فاملهنيون يشعرون بأن أجورهم جيب أن ال ترتبط مباشرة مبقدار
الوقـت الذي ميضيه خلدمة معينة أو ملستوى املشاركة املطلوبة ،بل يشعرون بان احلر املعياري ( احملدد ) جيب أن يكون مقابل
النشاط ،فعلى سبيل املثال ،يف جمتمع ما ،مجيع أطباء األسنان يتقاضون عشرة دنانري أجرا للكشـفية وأطبـاء األسرة يتقاضون
عشرين دينارا للزيارة البيتية ،واحملامون يقاضون مئة دينـار لتوثيق الوصية .واحلكمة من هذه السياسة السعرية أن صاحب املهنــة
سيقدم اخلدمة املطلوبة دون قلق على األجر الذي يصله.
-8أسعار المكانة االجتماعية :إن التسعري للمكانة االجتماعية يف تكتيك تسعريي نفسي وألنه يأخذ باالعتبار التأثري العاطفي
لرد مشرتي اخلدمة على السعر وحيث إن اخلدمات غري ملموسة فإن املشرتين يعتمدون على شهرة مقدم اخلدمة وعوامل أخرى
عندما يقومون بتقييم بدائل الشراء .فالسعر غالبا ما يدرك كمؤشر رئيسي جلودة اخلدمة .وبسبب هـذا اإلدراك ،فـإن مسـوقي
اخلدمات يستخدمون تسعري املكانة االجتماعية العالية ،فعلى سبيل املثال ندوة إدارية ملدة يومني بسعر 400دينار قد ينظر إليها
العمالء كندوة
أفضل من تلك املسعرة 195دينارا ،وكذلك األمر بالنسبة للخدمات املهنيـة فاحملامون واألطباء الذين يتقاضون أجورا مرتفعة لقاء
خدماهتم قد يكـون لديهم ميزة تنافسية مقارنة مع الذين يتقاضون أسعارا متدنية للخدمات نفسها .والوجه اآلخر ألسعار املكانة
االجتماعية " الكمالية " هي املكانـة املرتبطـة بالسعر املرتفع اخلدمة ،فاحلساسية للسعر قد متثل القانون العكسي للطلب .فكلمـا
ا رتفع السعر على حد ما أو خدمة زاد الطلب ،فعلى سبيل املثال ،إذا ارتفع مثن املقاعد القريبة حللبة املباراة على البطولة النهائية
بيعت املقـاعد أسـرع مـن املقاعد املنخفضة الثمن.
- 9األسعار الفردية :إن أسلوب التسعري باستخدام األرقام الفرديـة تـفـرتض أن املشرتين سيكونون أكثر استجابة لألسعار اليت
هي أقل من الواحد الصحيـح ،مثال ،اإلعالن عن سعر حزمة خدمات لرحلة سياحية بسعر 599دينارا قد تبدوا للعمالء بأهنا
أقل من تلك اليت أسعارها 600دينار.
-10المزادات التنافسية :بعض عقود اخلدمات وبالذات تلك املوجـودة فـي األسواق الصناعية ،قد متنح على أساس عطاءات
أو مزادات تنافسية .فالعطاء عرض سعري ،إذ يعتمد على كيف يسعر املنافسون خدماتـهم ،فـإذا أرادت املنظمة املتقدمة بعطاء أن
تربح العقد فيحـب عليـها أن تـأخذ باالعتبـار التكاليف لتحديد احلد األدىن لسعر املزايدة أو تقدمي العطاء من أجله.
وحاليا يوجد العديد من النماذج اليت تطبق على العطاءات وتأخذ باالعتبار املنافسني بالعطاء وحياول هؤالء تقدير أرباحهم املتوقعة
عند خمتلف األسـعار لل عطاء ،ومن أهم مساوئ هذه الطريقة من وجهة نظر البائع هـي مقـدار الوقـت واجلهد والتكاليف املصروفة
وإمكانية أن تسـرق األفكـار وتعطـى للمنافسـني وصعوبة أخرى تكمن يف معرفة كيف مت تقييم العطاء وكيف مت اإلطالع عليـه ومن
وجهة نظر املشرتي ،فإن الوقت املصروف ومشــاكل توقيـت العـروض واعتبارات املواصفات أي منها مرن و أي منها صعب تقرتح
بأن البدائـل قـد تكون أكثر قبوال.
82
المحور السابع :ترويج الخدمات
-3سياسة الترويج للمنتوج الخدمي:
أ -مفهوم ترويج الخدمات:
رغم اتفاق السلع واخلدمات يف العديد من املفاهيم واألسس إال أن الرتويج لكليهما خيتلف من حيث األمهية النسبية وكذا
األساليب املستخدمة.
تعترب املعلومات واالستشارات من أهم أوراق ( بتالت ) زهرة اخلدمة ،وعلى ذلك فاملقصود بالرتويج جمموعة اجلهود التسويقية
املتعلقة بـ:
-1اإلعالم :فالعميل ال يكتفي مبعرفة جوهر اخلدمة فحسب ،وإمنا حيتاج إىل معرفة املزيد من املعلومات عنها ( سعرها،
العروض اخلدمية املتاحة واختيار خصائصها ،مزاياها ،أوقات تقدميها ...إخل ) ،كما حيتاج إىل نصائح واستشارات فيما خي
األنسب الحتياجاته وإمكانياته ،وكذا الطريقة املثلى لالستفادة من اخلدمة.
-2اإلقناع :ينطوي على تربير القرار الشرائي للعميل بتفضيله هذه اخلدمة دون غريها من اخلدمات املنافسة.
-3التذكير :التذكري ضروري جدا لدفع العميل لالهتمام باخلدمة وترسيخها يف الذاكرة.
مما تقدم نالحظ أن الرتويج يعترب منوذجا اتصاليا ،وعناصره هي كما يوضحه الشكل التايل:
الشكل ( )24عناصر االتصال
الضوضاء
الجواب
التغذية العكسية
-المرسل :هو صاحب املصلحة يف توجيه الرسالة الرتوجيية للخدمة املقدمة ،ميكن أن يكون بنكا ،فندقا ،مطعما ...إخل.
-الرسالة :وهي ترمجة ذات داللة ومعىن جملموعة من األفكار وتكون يف شكل كلمات ،عبارات ،صور ،أرقام...اخل ،واليت تعرب
عن هدف مقدم اخلدمة.
-المستقبل :وهو الطرف الثاين يف العملية االتصالية ،قد يكون شخصا أو مجاعة أو مؤسسة ،ويقوم بتحليل الرسالة الرتوجيية مبا
يوافق أهواءه ورغباته واحتياجاته.
-التغذية العكسية :ويقصد هبا استجابة أو رد فعل املستقبل اجتاه رسالة املرسل ،واليت تستخدم لتعديل أو تغيري الرسالة املوالية.
وملا كان األمر يتعلق باخلدمة ،فإن املؤسسة ككل تتكلم أي كل شيء هبا ميثل رسالة للعميل ،وهذا األمر هو جوهر التفرقة بني
االتصال يف السلع عن مثيله يف اخلدمات ،هذا األخري الذي يتجسد يف ثالثة مستويات كما يوضحه الشكل املوايل:
83
الشكل ( )25مستويات االتصال يف املؤسسة اخلدمية
االتصال اخلارجي
االتصال الداخلي
84
الشكل ) (26خطوات تطوير خطة االتصال
اإلعالن
العال ات العامة
تصمي الرسالة األهداف
التسويق المباشر
ا نترنت
ترويج المبيعات
-1البيع الشخصي:
يعد البيع الشخصي للخدمات ذات الصفـة الشـخصية العمـود الفقـري لالتصاالت يف تسويق اخلدمات.إن أمهية موظفي املكتب
األمامي أصبحت واضحة إذا أخذنا باالعتبار النقاط التالية:
-إن شراء اخلدمات يتماشى مـع إدراك خمـاطرة عالية نسبيا خصوصا يف املراحل األوىل لعملية شراء خدمـة جديـدة.
-إن بيـع اخلدمات يف الغالب يتطلب اتصاال شخصيا بيـن البـائع واملشـرتي ( احلضـور اإلجباري يف مواجهة اخلدمة ،والتواجد
واملشاركة مطلوبة).
هذه النقاط جتعل البيع الشخصي وسيلة ال غىن عنها حلجم كبري مـن صناعـات اخلدمة .إن تطبيق هذه الوسيلة املرتفعة الثمن
تتطلب عددا حمدودا مـن العمـالء وسوقا صغريا ،أسعار شراء مرتفعة ،التزام طويل األجل ،تفسري املطلوب مـن قبل العميل،
والتفاوض على السعر ،وعالقة قوية مع املوردين احلاليني.
وإذا أخذنا باالعتبار مجيع هذه النقاط باألمهية ،فهي مجيعا على األكثر أو األقل ذات عالقة باخلدمة اجلوهر أو اخلدمـات
املكملـة .وخصوصـا ملـوردي اخلدمات غري النمطية يف سوق صغري يعد البيع الشخصي الوسيلة األكثر استخداما ،وبالنهائية هذا
قد ينتج عنه درجة والء مرتفعة للعميل بالنسبة ملقدم اخلدمة ،وفـي الغالب العميل يرغب باالتصال الشخصي وجها لوجه مع مقدم
اخلدمة ،فالعديد من اخلدمات اجلوهر البسيطة ميكن إجنازها بدون االتصال الشخصي .وعندما يكـون البيع شخصيا فإن مقدمي
اخلدمات جيب أن يكون لديهم مواقف إجيابية مناسـبة ،وعالوة على ذلك ،فإن األبعاد الرئيسية اليت تعكس جودة اخلدمة املرتفعة
توجـد يف مسة التعاطف ،واالطمئنان ،ودرجة االستجابة واملصداقية والتعـاون وهـي مجيعا من الصفات الواجب توافرها يف بائع
اخلدمة املتميز املوجه حنـو خدمـة العمالء ،أما بائع اخلدمات الصناعية على سبيل املثال فإنه جيب أن يكون موجـها حنو الناس
وتتوفر لدية القدرة على االستجابة واملعرفة وقوة التفاوض وإظهار احلجة.
وباألخ يف الشركات املوجهة حنو السوق فإن بائعي اخلدمات جيـب أن يكونوا مستمعني جيدين ،يعرفون من أين حيصلون على
املعلومـات ،ويتصفـون بالقدرة على حتمل الصعوبات ،واالستجابة بسرعة وقادرين على حـل املشـاكل ولبقني يف التعامل ،وبالتايل،
فإن هذه األسس تقود للبدء واحلفاظ على عالقة مرحبة العمالء.
85
-2اإلعـالن:
ميكن تعريف اإلعالن على أنه أي شكل مـن أشـكال االتصـال غري املدفوع الثمن .ـوكغريه من الوسائل األخرى ،يستخدم
اإلعـالن للتأثري على توقعات املستهلكني ،باإلضافة إىل أنه يساعد مقدمي اخلدمـة علـى متيـيز أنفسهم عن غريهم من املنافسني،
فقد يبدو جذابا خللق توقعات مرتفعة ،لكن من الواضح أن هذا الوعد جيب احلفاظ عليه ويتضمن الصدق والعدالة .فمقدم
اخلدمة ب كل تأكيد جيب يليب احلد األدىن من مستوى التوقعات املبنية فـي اإلعـالن .فاخلدمات تصبح ذات قيمة أكرب إذا جتاوزت
تلك املستويات الدنيا يف حلظات غري متوقعة للعميل ،باإلضافة إىل أنه جيب األخذ باالعتبار أن هناك صفا آخـر مـن اجلمهور
املستهدف .فاملوظفني هم أولئك الذين يقررون النوعية ،وبالتايل ،جيـب حتفيزهم وترغيبهم يف إيصال اخلدمات مبستوى مناسب،
وإظهار فـي اإلعـالن كيف يتصرف رجال البيع للخدمة وهذا يساهم يف تغيري السلوك الفعلي للعاملني.
إن من الضروري تصميم رسالة واضحة يف اإلعالن ،ألن الرسالة جيـب أن تليب توقعات خمتلفة ،ليس فقط توقعات العميل بل
أيضـا توقعـات املوظفيـن وحتفيزهم .ومن أجل ختفيض خطورة التوقعات اخلاطئة يف الرسـالة ( االحنـراف االختياري ) ،فإن الرسالة
جيب أن تكون واضحة ،وفـي تقديـم اخلدمـة اجلوهر النمطية ،يعد اإلعالن وسيلة ألخبار العميل ومقدم اخلدمة عـن اخلدمـة والـدور
املتوقع الذي يلعب كل منهما يف عملية تقدمي اخلدمة.
فاحلمالت اإلعالنية جيب عليها أن جتلب العميل لتجربة خدمة معينـة بعـد بنـاء املعرفة عنها .وهذا حيد من خالل طريقني:
.1حماولة التأثري على مشاركة العميل يف عملية إنتـاج اخلدمـة بزيـادة أو ختفيض نسبة املشاركة.
.2تشجيع العمالء إلظهار مدى رضاهم .فاملبدأ هذا يعين حماولـة حتقيـق اتصال عن طريق استخدام الكلمة املنقولة.
فاإلعالن املطبوع عن طريق املنشورات وامللصقات للصور واألشـخاص هـي حماولة جلعل اخلدمة ملموسة ومفهومة ،فقد تظهر
اإلعالنات لشركة التأمني علـى احلياة صورة سعيدة لألشخاص الذين يؤمنون وصورة ندم لألشـخاص الذيـن ال يؤمنون.
-3االتصال بالكلمة المنقولة والعالقات العامة:
إن االتصال بالكلمة املنقولة اإلجيابية تعد عامال مؤثرا يف إدراك اجلودة لكن من الصعب السيطرة عليها .والسبب يف ذلك هو
استقاللية الشخ الناقل للكلمة ،فوسيلة االتصال بالكلمة املنقولة غري مدفوعة الثمن وليس بـالضرورة أن يكون موظفا لدى
الشركة ،إن رد الفعل على الكلمة املنقولة تعتمـد علـى ذاتـها واخلربة والتجربة الشخصية ،إال أنه ميكن إىل حد ما إدارة الكلمة
املنقولة من قبـل مقدم اخلدمة ،فأعضاء يف نادي صحي قد حيصلون على خصم مقابل تقدمي أصدقاء جدد هلم.
والنشر اإلعالين والدعاية هلا تأثري قوي ،جتعل العالقات العامـة عنصـرا مهما يف مزيج االتصال ملقدم اخلدمة .إىل حد ما ،فقد
تؤثر الدعاية مـن خـالل االستخدام الفعال للعالقات العامة .وميكن تطبيق التايل على قسم العالقات العامـة يف منظمة اخلدمة:
-تقدمي نشرات وأخبار صحفية عن املنظمة ودورها.
-كتابة مقاالت يف جمالت مهنية أو كتابة أعمدة يف الصحيفة.
-دعم وتفعيل أنشطة اجتماعية.
-4التسويق المباشر وقاعدة البيانات التسويقية:
ميكن تعريف التسويق املباشر على أنه شكل متخص يف التسويق يهدف إىل بناء عالقة بني البائع واملشرتي واحلفاظ عليها،
فالعمل من خالل الكتابة يدعى بالربيد املباشر والعمل من خالل التلفون يدعى بالتسويق املتلفن.
والتسويق املباشر ميكن تطبيقه أيضا يف قنوات التوزيـع كوسيلة تروجييـة فالكتابة املباشرة والعالقات التسويقية هي يف الواقع منافذ
توزيع مباشرة ،وفـي هذا اجلزء سوف نلقي الضوء فقط على التسويق املباشر الذي يتـناول أنشطة عملية ضمن إطار املزيج
التسويقي .ف يما يتعلق بقطاع اخلدمة ،فالفـائدة الرئيسـية هلذه الوسيلة هي طريقة شخصية يف بناء االتصال األول واالتصال الالحق
86
الذي ميكن احلفاظ عليه .هذه الوسيلة ميكن أن تستخدم من قبل أي مزود خدمـة ،إال أن جناحها يعتمد على نوعية ووجود قاعدة
بيانات وقائمة للـربيد ،ملـزود اخلدمـة النمطية ،فهذا يبدو سهال .وكخطة ،فهم يستطيعون استخدام قاعدة البيانات احلاليـة للعمالء
أو مراسلتهم يف املنطقة اليت مت بناؤهم فيها .إن نوعية قـاعدة البيانات وأنظمة إدارة قاعدة البيانات تعد مهمة جـدا وذلـك ألن
العديـد مـن منظمـات اخلدمات لديها قاعدة بيانات كبرية من املعلومات عن العمالء ،فـهم يســتطيعون استخدامها ألنشطة التسوق
املباشر أو عمل أحبا عن عمالئهم ،ومـن التجربـة احلديثة يف بعض الدراسات فإن إجراء حبو على الزبائن يعطيهم شـعورا بـأن
منظمة اخلدمة تعتين هبم وهذا إىل حد ما تقوي العالقة بني املنظمة والعميل.
إن قاعدة البيانات تقود التسويق املباشر وتعمل على حتسني كفاءة وفعالية االتصال وتساهم يف رحبية مقدم اخلدمة .وبشكلها
النهائي ،إن مفــهوم التسـويق املباشر هو الذي من خالله يقاس ويسجل السلوك الشـرائي جلماعـة مسـتهدفة فالتسويق املباشر عملية
مستمرة هتدف إىل بناء عالقة شخصية متينة بني البـائع واملشرتي ،فقاعدة البيانات هي أصول ال غىن عنها ،وبالتايل فإنه مـن
األفضـل احلديث عن قاعدة البيانات التسويقية من التسويق املباشـر ،فمنظمـات اخلدمات تستثمر بكثافة لزيادة املبيعات وتدعمها
من خالل اإلعالن لكن فـي الواقـع ال تعرف متاما كم حتقق رحبا .خذ على سبيل املثال البنوك ،فالعديد من البنوك غـري قادرة على
حساب مقدار املسامهة يف الربح أو اخلسارة لكل خدمة بصورة منفـردة أو حسب العميل أو لكل مركز مسؤول.
– 5اإلنترنت:
تفتح تكنولوجيا اإلنرتنت اليوم أفاقا جديدة يف االتصال وتوزيع اخلدمـات .فالكثري من املعلومات عن املستهلكني أصبح من
السهل احلصول عليها من خـالل شبكة االنرتنت .إن أنظمة االتصال باحلاسوب ما عادت طريقة اتصال ذات اجتاه واحد بل هي
يف اتصال ذات اجتاهني .وهذه الطريقة تعـد وسيلة مهمـة فـي التسويق .فالعديد من مقدمي اخلدمات وشركات أخرى تعلن عن
خدماتـها علـى شبكة اإلنرتنت العاملية ألخبار العمالء احلاليني واملتوقعني عن عروضهم ،وبالتايل أصبحت من إحدى األسباب
الرئيسية لالستغناء عـن دور الوسـيـط فـي بـعـض اخلدمات .فالعمالء الذين حيتاجون إىل وسيط للتأمني أصبحوا يبحثون بأنفسهم
عـن أفضل بوليصة للتأمني على احلياة ،ويف املقابل ،شركات التأمني التقليدية تستطيع أن تنافس من خالل استخدام تكنولوجيا
احلاسوب مباشرة مـع الكتابـة املباشـرة وتضيف قناة اتصال جديدة إىل املوجود حاليا ،وذلك لضخامة العدد الكبـري مـن
املستخدمني لالنرتنت الباحثني عن معلومات من خالل الربيد اإللكرتوين.
ففي الوقت الذي يصبح العمالء فيه متحفزين وراغبيـن ولديـهم الوقت الكايف الستخدام شبكة اإلنرتنت ،فإنه بإمكاهنم البحـث
عـن املعلومـات التـي حيتاجوهنا خصوصا يف املرحلة األوىل من عملية االستهالك ،فاإلنرتنت يوظف كوسيط للبحث عن املعلومات
وختفيض املخاطرة املدركـة ،والعمـالء أنفسهم يستطيعون حتديد نوعية املعلومات اليت حيتاجوهنا ويستخدموهنا يف عملية اختـاذ قراراهتم
الشرائية ،كما جيب على العمالء أن يعرفوا قواعد اللعبة فـي اسـتخدام اإلنرتنت وأن يكونوا قادرين على استخدامه فقد يكون
مكلفا بالنسبة هلم عمل ذلـك ،لكن ليس دائما حنتاج إىل كلفة كبرية لتعليم العمالء عند مواجهة خدمـة جديـدة .بشكل عام إن
العديد من الفرص اليت تقدمها تكنولوجيا املعلومـات هـذه األيـام تنطوي على فرص خلدمات االتصال اهلاتفية ،فهي توحي بأن
االختبار املكثف هو ضروري من أجل تطوير طرق جديدة يف عرض اخلدمات وتثقيف العمالء.
-6طرق تنشيط المبيعات:
تتعلق طرق تنشيط املبيعات مبجموعة الوسائل اهلادفة إىل حتفيز سـلوك املستهلك الشرائي يف فرتة األجل القصري ،ويفرتض عموما
بأن وسائل تنشيط البيع ميكن استخدامها يف حالة اخلدمات ذات املخاطر املدركة بصورة منخفضة والتـي تشرتى بتكرار ويألفها
العميل واليت ميكـن متييزهـا عـن خـدمـات املنافسـني .و بكلمات أخرى ،تستخدم وسائل تنشيط املبيعات بصورة رئيسية للخدمات
اجلوهر أو اخلدمات املتكيفة ،فالعميل ينظر إليها كإضافة شيء إىل اخلدمة سواء منتجـات ملموسة أو خدمات بصورة غري ملموسة
87
أكثر .لقد أصبحت وسائل تنشيط املبيعات أكثر شيوعا بني منظمات اخلدمات جلذب العمالء واحملافظة عليهم وذلـك لشـدة
املنافسة وتناميها يف العديد من الصناعات واخلدمة وحاجة كل منهما إىل إظـهار ومتييز عالمته التجارية ،أهنا وسيلة فعالة يف دعوة
العمالء إىل التجربـة األولـى للخدمة ( العمالء الذين ألول مرة يستخدمون اخلدمة ) وبالتايل تعد املرحلة األولـى يف بناء عالقة
طويلة األجل .فهذا التأثري قصري األجل قد يؤدي إىل إقامة عالقـة طويلة األجل .و بالعادة يطلب العمالء أكثر ما هو موجود،
وهذا ميكن تقدميه مـن خالل استخدام الطرق املختلفة يف تنشيط املبيعات .ومن أكـثـر طـرق تنشـيط املبيعات استخداما:
الكوبونات ،شهادات تؤهل حامليها للحصول على خصومـات ،حق اسرتجاع الثمن ،احلصول على اخلصم نتيجة االسـتخدام،
تكـرار اسـتخدام اخلدمة،االشرتاك يف املسابقات ،احلصول على بطاقة عضوية جمانية لفرتة زمنية معينة وغريها.
ج -العوامل المؤثرة على عناصر المزيج الترويجي للخدمات:
إن ترويج اخلدمات يتأثر بالعديد من العوامل يف مقـدمتها خـصائ اخلـدمات ( الالملموسية ،التالزمية ،اهلالكية ،وعدم التماثل
وصعوبة تنميط اخلدمـة ) أن هـذه اخلصائ تؤثر بشكل مباشر على ترويج اخلدمات ،واليت جتعل منه أكثر صعوبة ،إن هذه
اخلصائ والسمات قسم منها ذا عالقة بطبيعـة الزبائن واألخـرى هلـا عالقة بطبيعة القوانني والعوامل اخلارجيـة ومـدى الـسيطرة على
البيئـة الـيت هلـا أثـر علـى اخلدمات وأسس تروجيهـا ،وباإلضافة إىل العديـد مـن املشاكل اليت تواجـه عمليـة الرتويج وخاصة ذات
العالقة بكل من خاصية الالملموسية ومتغريات عرض اخلدمة يف األسواق.
أ -العوامل المؤثرة على ترويج الخدمات:
يتفق الكثري من الباحثني على جمموعة من العوامل اليت تؤثر على عملية ترويج اخلـدمات وهـي:
-1ال مباالة الزبون:
من املشاكل اليت تتزامن مع اخلدمات هـي أن أكثر الناس يعتقـدون بـأن هـذه اخلدمات ذات أمهية وبالتايل ذات فائدة كبرية هلم.
إن هذه النتيجة جتعل أكثر الناس تدرك أن اخلدمات وجتهيزها ضرورة ال بد من االعتناء هبا وخاصـة بعـض اخلـدمات كاخلدمات
الصحية ،التعليمية ،املالية ...إن هذه الالمباالة تتجلى يف أن الكثري من الزبائن ليس لديهم الرغبة الكافية من الدافع للبحث عن
اخلدمات وجمهزيها .لذلك فإن املهمة بالغة التعقيد والصعوبة اليت يضطلع هبا الرتويج من أجل وضع اخلـدمات وشرائها أو التعامل
معها مبوضع أكثر تقبالً يف ذهنية الزبائن ،لذلك فإنه جيب أن يركز الرتويج على خلق الدافع لدى الزبائن عن طريق تعريفهم بفوائد
اخلدمات هلـم وتـم حثهم وإقناعهم للتعامل معها.
-2المخاطر العالية:
العامل اآلخر املؤثر واملتمثل يف املخاطرة العليـا املدركـة اليت ترافق معظـم اخلدمات يف عقلية الكثري من الزبائن .إن الكثري من
اخلدمات يستلزم درجة عالية مـن التعهدات للزبون ( مثل إجراء عملية ) من أجل القيام بتجربة التعامل أو شراء خمتلـف اخلدمات.
إن اعتقاد الكثري من الزبائن بأن هناك خطورة عالية للتعامل مع قسم كبري مـن اخلدمات ( اخلدمات املالية ،الصحية )...يسبب
ال ملموسية هذه اخلدمات وضعف الثقافة العامة فيما يتعلق هبذه اخلدمات األمر الذي يسبب مشكلة مؤثرة جيب أن
ترعي اختيار الرسائل الرتوجيية بشكل خيفف من أثرها .يف نفس الوقت حماولة خلق الثقة و االطمئنان لدى هؤالء الزبائن عند
تعامله أو شرائهم للخدمات املختلفة.
-3قصور المعرفة للزبائن ( المستهلكين ) في السوق:
العامل املضاف اآلخر وذات تأثري كبري على ترويج خمتلف اخلدمات هو النسبة القليلة من األفراد يف السوق لديهم االستعداد
للشراء يف أي وقت .إن مثل هذا األمر يضيف مشكلة أخرى بوجهة املنظمات اخلدمية ال بد معاجلتها بشكل علمي صحيح من
خالل الرسائل الرتوجيية واليت جيب أن تبىن بناء معرفيا نادرا على ض املعلومات التعريفية واملعرفية الالزمة عن طبيعة وأمهية
88
اخلدمات بالنسبة للزبون .إن هذا األمر إذا ما أعد إعداداً جيداً ،ال بد أن يصب يف زيادة الوعي املعريف بأمهية اخلدمات هلم.
وبالتايل حماولة تقليل الفجوة املعرفية األمر الذي ينعكس على زيادة الطلـب علـى شراء اخلدمات بأشكاهلا املختلفة.
-4إمكانية تصديق مصادر المعلومات:
تصل للزبون الكثري من املعلومـات مـن مـصـادر خمتلفة ،خاصـة يف ظـل وجـود منظمات خدمية أخرى منافسة يف السوق .متباينة
األمر الذي خيلـق نـوع مـن االرتباك يف مستوى إدراك الزبون هلذه املعلومات .يف حاالت كثرية فإن الزبون حيصل على املعلومات من
مصادر مسيطر عليها من قبل املنظمة اخلدمية ،وهنا ليس هناك مشكلة ولكن املشكلة يف مصادر املعلومات املستقلة اليت ليس
للمنظمة اخلدمية أي سيطرة أو حتكم عليها وخاصة إذا كانت املعلومات الواردة من هذه املصادر متباينة مما قد خيلق نوع التشويش
الـذي يـؤثر حتماً على مصداقية مصادر املعلومات يف ذهنية الزبون.
إن إحدى املشاكل للمنظمات اخلدميـة هـي عـدم اعتمـاد نفـس أدوات ووسائل الرتويج أو اإلعالن األمر الذي يؤثر على
مصداقية مصادر املعلومات يف عقلية الزبون.
-5االنتظام:
اخلدمات املختلفة تعتمد برتوجيها على عدة أساليب ( إعـالن ،بيع شخصي ،تسويق مباشر ) وعدة وسائل ( تلفـاز ،انرتنت،
جمـالت .) ...إن هذه األساليب أو الوسائل ال بد أن تستمر بشكل منتظم حىت حتد أثرها ،أن انتظام واستمرارية تدفق
املعلومات اخلاصة باملنظمة اخلدمية جلمهورها يف األسواق هـو الـضمانة يف عملية التواصل بني املنظمة وزبائنها األمر الذي يزيد من
قوة العالقة بينها يف نفس الوقت يساهم يف رفد الزبون بكافة املعلومات عن املنظمة اخلدمية ،منتجاهتا ،سياستها ،التطورات
املختلفة بأنشطتها ،وغريها من املعلومات اليت تساهم بال شك يف زيادة عدد الزبائن الذين يرغبون يف التعامل مع هذه املنظمة،
وعليه فـإن االستمرارية واالنتظـام يف عملية الرتويـج مسـألة يف غاية األمهيـة لـدورها اإلجيايب لتنشيط الطلب على منتجات املنظمة
اخلدمية.
ب -العوامل المؤثرة على المزيج الترويجي للخدمات:
يتأثر اختيار املزيج الرتوحيي واسرتاتيجياته يف اخلدمات بعـدة عـوامـل ميكـن إجيازها مبا يلي:
-1طبيعة السوق:
تعمل املنظمات اخلدمية يف أسواق متعـددة ومنتشرة جغرافيـا ولـكـل سـوق خصائ معينة األمر الذي يستدعي من املنظمة
اخلدمية تصميم مزيج تروجيي يالءم خصائ كل منطقة ويليب حاجات كل سوق ،فاملصرف على سبيل املثال الذي يقدم خدماته
جلمهور واسع ينتشر يف مناطق جغرافيـة خمتلفـة يكون اإلعالن يف الراديو والتلفاز ،ميثل أفضل وسيلة تروجيية لديه.
من جانب آخر إذ تؤثر طبيعة السوق اليت تعمـل فيـه املنظمـة اخلدميـة على االسرتاتيجيات الرتوجيية ،حيث ختتلف هذه
االسرتاتيجيات باختالف طبيعـة الـسوق فيما لو كانت سوق حمليـة حمـدودة ،أو حمليـة واسعة أو سـوق خارجيـة ( إقليميـة أو دولية)
إن هذه االختالفات يف طبيعة األسواق تفرض على املنظمـة اخلدميـة إتباع أساليب ووسائل خمتلفة وهذا يعود للتباين يف العادات
والتقاليد ودرجة التقدم العلمي والثقايف والتقين.
-2طبيعة الخدمة:
اخلدمات تتعدد وتتمايز من بعضها وبالتايل التليف وسيلة الرتويج اخلاصة هبا ،فبعض اخلدمات ذات الطبيعة الفنية املعقدة لعالج
إىل جهود البيع الشخصي أكثر من اإلعالن بينما هناك خدمات أخرى ذات السمة األكثر انتشارا كخدمات التعليم أو اخلدمات
املصرفية حتتاج لإلعالن بدرجة أكرب من البيع الشخصي.
89
إن لكل منتج خدمي خصائ معينة وأن هذه اخلصائ تلعب دورا مهما وكبرياً يف حتديد املستهلكني احلاليني واحملتملني ،فعلى
سبيل املثال ،بعض اخلدمات اليت تشرتى بناء على الدوافع العاطفية مثل ( كارت فيزا ،دفرت الصكوك ) تقوم املصارف بالرتويج هلا
بطرق واسعة االنتشار .بينما هناك خدمات أخرى كخدمات التأمني فـإن طرق الرتويج هلا تكون عن الطريق اجلهود البيعية
الشخصية ألن عـدد املشرتين هلـا حمدود وميكن االتصال هبـم .وبشكل عـام فـإن املنظمة اخلدمية تستخدم أسلوب اإلعالن الواسع
األكثر انتشاراً بالنسبة للخدمات واسعة التعامل كاإلعالنات السياحية والتعليمية أما بالنسبة للخدمات اليت حتتاج إىل تقدمي
استشارات أو خـدمات إضافية فيفضل استخدام البيع الشخصي يف هذه احلالة.
-3حجم الميزانية:
حجم األموال املتوفرة و املخصصة لألنشطة الرتوحيية يؤثر بشكل مباشر على تنفيذ هذه األنشطة املختلفة .فإذا كانت امليزانية
املخصصة حمـددة فإهنـا حتماً سوف تؤثر على فعالية األنشطة الرتوجييـة وبالتـايل تقلي هذه األنشطة بشكل جيعلها حمدودة التأثري
والفعالية ،فاألنشطة الواسعة تتطلـب نفقـات مرتفعـة والـيت ال ميكـن توفريها يف املنظمات احملدودة اإلمكانية املاليـة وبالتـالـي فـإن هـذه
املنظمـات تـضـطر لالعتماد على أنشطة حمددة من الرتويج ذات التكاليف املنخفضة كالبيع الشخصي أو النشر أو التسويق
املباشر.
-4دورة حياة المنتجات الخدمية:
ختتلف االسرتاتيجيات الرتوجيية املستخدمة باختالف املراحل اليت مير هبا املنتج ( اخلدمة ) ،ففي مرحلة التقدمي جند بأن اإلعالن
التعريفي والبيع الشخصي من أحسن عناصر املزيج الرتوجيي حيث يركز يف هذه املرحلة على خلـق الطلب األوىل على املنتج
اخلدمي بدال من الطلب الختيار خدمة معينة ،أما يف مرحلة النمو فإن اهلدف هو حتقيق أكرب قدر ممكن من املبيعات ،وكذلك
هتـدف هـذه املرحلـة خللـق الطلب املختار تركيزاً على خدمات معينة وهي اخلدمة اليت تنتجها املنظمـة اخلدمية أما يف مرحلة النضوج
فإن املنظمة هتدف إىل حتقيق التوازن بني عناصر املزيج الرتوجيي من أجل احملافظة على مستوى معني من املبيعات ،أما يف املرحلة
األخرية مرحلة التدهور فتعمل املنظمة اخلدمية على ختفيض تكاليف اإلنتاج والتسويق ومن ضمنها تكاليف الرتويج وهنا تعود
املنظمة للرتكيز على جهود البيع الشخصي وتنشيط املبيعـات بـدالً من الرتكيز على اإلعالن.
-5إستراتيجية الدفع والجذب:
تستخدم هذه اإلسرتاتيجية يف حالـة اخلـدمات ذات القيمـة العاليـة والـيت تتطلـب توضيحاً خاصاً لكي تتفـق مـع حـاجـات
املشرتين .ويف هـذه احلالـة تـكـون جـهـود البيـع الشخصي هي األنسب وجيب على الوسطاء الرتويج للمنتج بقـوة ويشجعهم يف
ذلـك هامش الربح العايل أما إسرتاتيجية اجلذب فإهنا تعتمد على االتصال الواسع االنتشار واليت يعتمد عليها رجل التسويق يف
خلق الطلب لدى املستهلك األخري.
-6فلسفلة اإلدارة:
ختتلف االسرتاتيجيات الرتوجيية ونـوع املزيج الرتوجيي للخـدمات بـاختالف الفلسفة اليت تتبناها اإلدارة يف املنظمة ،فإذا كانت هذه
الفلسفة تفضل االتصال املباشر باملستهلكني لذلك فإهنا تركز على البيع الشخصي وتنشيط املبيعـات ،أمـا إذا كـان إنتاجها كبرياً
والرقعة اجلغرافية واسعة فإهنا تركز على اإلعالن.
90
المحور الثامن :التوزيع للمنتجات الخدمية.
أ -مفهوم التوزيع و أهميته:
أوال :مفهوم التوزيع الخدمي:
لزيادة إدراكنا ملفهوم التوزيع يف جمال اخلدمات ،فإنه من الضروري أوال النظر إىل مفهوم قناة التوزيع بالشكل املطبق يف النشاط
السلعي ،والذي يرى أن قناة التوزيع عبارة عن " :املؤسسات أو اهليئات املتخصصة اليت تقوم بتحريك السلع من مراكز إنتاجية إىل
أماكن استهالكها".
فمن السهولة مبكان على الفرد استيعاب هذا املفهوم فيما يتعلق بتوزيع السلع ،وبالرغم من أن مضمون التوزيع يف السلع
واخلدمات يكاد يكون واحدا من حيث أنه ميثل وسائل يتم من خالهلا إتاحة فرصة احلصول على هذه السلع واخلدمات من قبل
املستهلك ،إال أن العملية تصبح أكثر تعقيدا عندما يتعلق األمر بتوزيع اخلدمات ،وذلك نظرا ملا تتصف به اخلدمات من
خصائ فريدة.
فقناة التوزيع ضمن سباق اخلدمات تعين " :أية وسيلة من الوسائل اليت هتدف إىل توصيل اخلدمة إىل العمالء بشكل مالئم
وبأكرب إشباع ممكن بصورة تساعد على زيادة التعامل هبا".
و من خالل تفهم مضمون هذا التعريف يتضح لنا ما يلي:
-أن التوزيع اخلدمي يعد أحد األنظمة الفرعية للتسويق ،ومن مث فإنه ال يعترب نشاطا مستقال بذاته ،وبالتايل قله انعكاسات
وتأثريات على أداء النشاط التسويقي بوجه عام.
-باعتبار األمر يتعلق بتوزيع اخلدمة ،فهذا يؤدي إىل جعل عملية تقييم واختيار العميل للعروض التنافسية للخدمة أصعب.
-سعي املؤسسة إىل اكتساب ثقة عمالهتا وحتقيق رضاهم مبا يف ذلك احلاليني واملرتقبني.
ثانيا :أهمية التوزيع الخدمي:
تكمن أمهية التوزيع اخلدمي يف حتقيق العديد من املنافع واملقاصد بالنسبة للعميل و املؤسسة على حد السواء ،كل حسب هدفه،
فالعميل يسعى على حتقيق أكرب قدر من إشباع يف حني تسعى املؤسسة إىل حتقيق أهدافها العامة واليت ال تنفصل عن األهداف
التسويقية هلا.
أمهية التوزيع للمؤسسة اخلدمية فيما يلي: -1بالنسبة للمؤسسة :وتتلخ
-يؤدي استخدام سياسة توزيع مالئمة إىل متكني املؤسسة من تدعيم مركزها التنافسي عن مثيالهتا من املؤسسات يف إطار
املنافسة غري السعرية.
-منو ورفع مبيعات املؤسسة بنسب معينة عن طريق حتسني حصة املؤسسة من السوق الذي تتعامل معه وزيادة عدد املوزعني،
وبالتايل حتقيق درجة أكرب من االنتشار والتوسع.
-يساهم استخدام سياسة توزيع مناسبة يف احملافظة على والء العمالء اخلدمات املؤسسة ومتسكهم بالتعامل معها ،فاخلدمات اليت
ال توضع هلا سياسة توزيع جيدة قد ال تؤدى مطلقا ،ألن العميل فيما عدا حاالت الضرورة قد يؤجل أو يلغي الشراء كلية.
-إ ن تصعيد املنافسة من خالل األسعار أو الرتويج قد يكون أمرا غري مرغوب فيه أو غري أخالقي باملرة يف بعض قطاعات اخلدمة
كالصحة والتعليم مما يرفع من أمهية التوزيع باملزيج التسويقي للمؤسسة.
-2بالنسبة للعميل :تكمن أمهية التوزيع اخلدمي عموما يف حتقيق املنافع األربعة اليت متكن من اإلشباع األمثل حلاجات ورغبات
العمالء ،ونوردها فيما يلي:
91
أ -المنفعة الشكلية :وهي قيمة اخلدمة اليت يدركها العميل يف شكلها النهائي ،فاخلدمة قبل أن تصبح كذلك كانت جمرد فكرة،
وعليه فإن أداءها بالشكل الذي يرضي العميل هو ما يطلق عليه باملنفعة الشكلية للخدمة ومثال ذلك إعطاء الصبغة اآللية للعديد
من اخلدمات حيث أصبح كل من احلجز ،السحب ،الدفع ...تتم من خالل البطاقة االئتمانية ،وهو ما يعطي هذه اخلدمات
شكال أليا مميزا عن مثيالهتا من اخلدمات التقليدية.
كما أن إنشاء القرى السياحية يع ترب شكال من أشكال أداء اخلدمات السياحية حيث تتوفر هبذه القرى كل ظروف الراحة
واألمان.
ب -المنفعة الزمنية :ويقصد هبا القيمة اليت يدركها العميل يف اخلدمة نتيجة توفرها أو إتاحتها يف الوقت الذي يطلبها فيه ،وخري
مثال على هذه املنفعة :خدمات االتصال اهلاتفي ،خدمات االنرتنيت.
ج -المنفعة المكانية :وتعين القيمة اليت يدركها العميل يف اخلدمة نتيجة توفرها يف املكان املناسب أي يف أماكن قربة ومرحية
للعميل حىت يستفيد منها بأقل تكلفة و جمهود ،وهنا يلعب املوقع أو مواقع اخلدمة دورا حامسا يف حتقيق هذه املنفعة.
مالحظة :نظرا لتالزم عملييت إنتاج واستهالك اخلدمة يف كثري من األحيان وكذا عدم إمكانية نقلها وختزينها فإنه يصعب غالبا إن
مل يستحيل فصل املنافع الزمانية واملكانية ألداء اخلدمة كاحلالقة مثال.
د -المنفعة النفسية :وهي القيمة أو االنطباع الذي ترتكه اخلدمة لدى مستهلكها ،والناتج عن تفاعل العميل مع أفراد االتصال
داخل املؤسسة أو مع وسائل دعمها التقين واملادي.
فعند حجز غرفة يف فندق معني ،ال نأخذ معنا أي شيء سوى صورة تلك اخلدمة يف أذهاننا ( سواء كانت سلبية أو إجيابية )،
وعندما نستفيد من خدمات مستشار معني فإننا نشرتي قدرات عقلية وحلوال منطقية ،وال نشرتي أوراقا وحربا وهكذا بالنسبة
للعديد من اخلدمات.
وطاملا أن اخلدمة يستفاد منها ( تستهلك ) وال متتلك ،فعلى مديري التسويق يف املؤسسات ،اخلدمية استخدام بعض الدالئل
املادية اليت تشري إىل استهالك العميل للخدمة ومتسكه هبا ،مثل العضوية يف بعض النوادي الرتفيهية ،اهلدايا الرمزية اليت تقدمها
بعض شركات الطريان مما يرسم انطباعا حسنا يف نفسية العميل.
ب -أهداف التوزيع:
لكل نظام أهداف يسعى إىل حتقيقها وإن هذه األهـداف جيب أن تعمل على حتقيق أهداف النظام الذي ينتمي له ونظام التوزيع
باعتبار نظـام فرعـي ينتمي لنظـام التسويقي فإ نه يساهم يف حتقيق األهداف التسويقية وأهـداف املنظمات اإلنتاجيـة أو اخلدمية اليت
يتعامل معها ويوزع منتجاهتا .إن إدارة التوزيع تكون مسؤولة عن وضع االسرتاتيجيات التوزيعيـة ،وحتديـد حـجـم الطلبيات
واملبيعات ،وال يقتصر نشاط التوزيع على ذلك وإمنا يعمل على تقليل البعد الزمـاين واملكـاين واملعلومايت ،على ضوء ذلك جتد بأن
نظام التوزيع يسعى لتحقيق األهداف التالية :الصميدعي ،ردينة .2007
-1تدفق وانسياب السلع من مكـان اإلنتاج إىل مكـان وقـوع الطلـب وبالوقت ،و املكان والسعر املناسب واجلودة املطلوبة.
-2توفري املنتجات ( سلع وخدمات ) يف وقت حدو الطلب عليهـا و يف أماكن الطلب وباألسعار والنوعيات املطلوبة.
-3حتقيق املنفعة املكانية مـن خـالل حتريك السلع مـن مـكـان اإلنتاج إىل مكـان الطلب.
-4حتقيق املنفعة الزمانية وذلك من خالل جتهيز املستهلكني بالكميات املطلوبة من املنتجات يف الزمان املناسب.
-5حتقيق عملية التبادل لتحقيق املنفعة احليازية ونقل ملكية املنتجات من البائع إىل املشرتي من خالل منافذ أو قنوات التوزيع.
92
-6تقليل التكاليف التسويقية ،وإن االعتماد على إسرتاتيجية توزيعية ذات كفاءة وفعالة وخاصة فيما يتعلق بالنقل واحلزن فإن
ذلك سوف يقلل من التكاليف التوزيعية واليت تلعب الدور األساسي يف تقليل التكاليف التسويقية وتساهم يف خفض أسعار
املنتجات مما يؤدي إىل زيادة املبيعات وعلى األخ بالنسبة املنتجات ذات احلساسية العالية لألسعار.
-7خلق الثقة واالستقرار لدى املستهلكني من خالل ضمان استمرار تدفق املنتجات ( سلع وخدمات ).
-8إد امة الصلة بني املنظمة ومستهلكيها من خالل االتصال املباشر وغري املباشر الذي يتم يف قنوات التوزيع والذي يساعد
املنظمة وإدارة التسويق على التعرف على املستهلكني وردود أفعاهلم جتاه منتجات املنظمة والذي ميثل تغذية عكـسية يساعد يف
إعادة هيكلة األنشطة التسويقية واإلنتاجية ألن هذه املعلومات ضرورية ومهمة ومتثل رافدا مبد املنظمة مبا حتتاجه من معلومات
تساعد على تعديل أو تغيري بعض األنشطة اليت قد يشوهبا بعض اخللل أو االختناق.
-9حتقيق اإليرادات إلدارة التسويق واملنظمات اإلنتاجية أو اخلدمية اليت يتعامل معها.
-10االحتفاظ مبستوى خزين جيد وذلك جملارات التغيريات اليت قد حتد للطلب على خمتلف املنتجات والتكيف مع تقلبات
الطلب.
-11احملافظة على احلصة السوقية من خالل هتيئـة املنتجات يف كـل الظـروف ويف كل األسواق.
-12جماهبة املنافسة والصمود أمامها.
ج -وظائف التوزيع :پشري كـل مـن . Kotler and Arrmstrongإىل مثانية وظائف للتوزيع بينما يشري آخرون إىل تسع
وظائف هي:
-1ميثل التوزيع املادي وظيفة توزيعية وتسويقية ويركز على حتقيق وظيفيت النقل واخلزن للسلع امللموسة ونقل وخزن السلع املساعدة
على إنتاج وتقدمي اخلدمات.
-2الوقت واملكان :توفري السلع واخلدمات يف املكان والزمـان الـذي يرغـب بـه املستهلكني ،إن أمهية نظام التوزيع تظهـر مـن خـالل
تقـديـم نقاط التوزيع للتشكيلة من السلع واخلدمات املختلفة يف نقطة توزيعية واحدة.
-3الوظيفة املالية :وتشتمل متويل مجيع الوظائف اليت يشملها التوزيع وكـذلك تغطيـة النفقات الالزمة لذلك من خالل استحصال
وقيام املبيعات وحتقيق األرباح.
-4نقل اللقب تشمل ضمان انسياب أو انتقال امللكية القانونية للمنتجات للمشرتين.
-5املخاطرة :حتمل املخاطرة املتعلقـة بأنشطة التوزيع بركنيهـا ( قنـوات التوزيع والتوزيع املادي ).
-6البحث :وتشمل البحـث عـن املعلومات وحتديـد حاجـات ورغبات املستهلكني احملتملني.
-7الرتويج :تزويد املستهلكني باملعلومات وترغيبهم وإقناعهم على اختاذ قرار شراء املنتجات املعروضة أمامهم.
-8اخلدمات :تقدمي اخلدمات للمستهلكني قبل وبعد البيع.
-9الدعم :وتشمل التأمني ،التوثيق و اإلدارة.
بينما يشري ( الصميدعي ) إىل جمموعة من الوظائف التسويقية اليت تنجـز مـن قبـل النـشاط التـوزيعي والـيت مت وضـعها بعـدة جمـاميع
وظيفيـة هـي:
-1وظائف التبادل التجاري:
متثل وظي فة التبادل التجاري اهلـدف النهـائي إلدارة التوزيع وقنوات التوزيع والعاملني فيها وذلك من خالل حتقيق املنفعة احليازيـة
والـيت تـشتمل عمليـة الـشراء ،البيع واملخاطرة واليت تتم عرب قنوات التوزيع .إن الوظائف املتعلقة بعملية التبادل ( البيع والشراء ) وما
93
يرافقهـا مـن تعقيدات متعددة تدخل يف فكر وإحساس املستهلك ودرجة خماطرته يف اقتناء املنتج ( ومنهـا املنتج املايل ) الذي حيتاج
إليه.
-2الوظائف التسهيلية:
ويعىن هبا تلك الوظائف اخلدمية واليت تشتمل على العديد من اخلدمات سوى قبـل أو بعد البيع ( مثل تزويد الزبائن باملعلومات
الضرورية ،و خـدمات الصيانة ،التمويل ،الضمان ،التوصيل ،الشراء عن طريق الربيد ...اخل ) ،إن هذه الوظائف والـتـي تـتـم مـن
خالل قنوات التوزيع ،ذات بعد مهم بالنسبة لقرار الشراء بالنسبة للمستهلكني.
إن عدم تقدمي مثل هذه اخلدمات للمنتجات تؤثر باجتاهني األول فيما يتعلـق بـقـرار الشراء لدى املستهلك ومدى تأثره هبذه
اخلدمات نتيجة لبعد املنتج عن املستهلكني وحاجة املستهلكني للمعلومات عن السلع واخلدمات ،وكذلك خلدمات ما بعد البيع
ألن خـدمات ما بعد البيع أصبحت يف الوقت احلاضر تشكل عنصر حاسم يف اختاذ قرار الشراء .والثـاين متعلق باملنتجني حيث
عدم توفر مثل هذه اخلدمات يف النقاط التوزيعيـة وباملستوى اجليـد فإهنا سوف تشكل عبئاً ثقيالً وعلى األخ للمنتجني الذين مل
يستطيعون إقامـة شـبكات خدمية فعالة تقوم بأداء هذه الوظيفة احليوية.
-3وظيفة تدفق المعلومات:
تلعب شبكة التوزيع اليت تقيمها املنظمة دور مهـم يف ضـمـان عمليـة تـدفق املعلومات يف تساعد على صياغة واختاذ القرارات
اإلدارية والتخطيطية ومراجعة قراراهتا واسرتاتيجياهتا وإعادة صياغتها مبا يتناسب مع حاجة السوق.
إن عملية تدفق املعلومات إىل قنوات التوزيـع مـن األسـواق بالسرعة والدقة وكلما سعت هذه القنوات على إيصاهلا بالسرعة
املطلوبة إلدارة التسويق يف املنظمة أو املنتجني املطلوبة ،فيما يتعلق بالكميات والنوعيات للمنتجات املباعـة وكميـة الطـلـب املتوقع
على السلع واخلدمات ،السلع واخلدمات ذات الـرواج العاملي واخلدمات اليت تواجه مشاكل يف السوق ،تغري األسعار ،نشاط
قنوات التوزيع املنافسة ،وغريها من املعلومات.
إن تدفق املعلومات بشكل دقيـق حـول كميـة ونوعيـة املنتجـات الـيت يطلبهـا املستهلكني سوف يساعد قناة التوزيع يف عملها
اليومي من خالل حتديد اإلجـراءات التعاملية مع املستهلكني فيما يتعلـق شـعورهم بنفـاذ املنتجـات املرغوبـة لـديهم .من جانب آخر
فإن هذه الوظيفة هلا دوراً يف تغطية عملية الشراء املومسي من خالل توفري ما هو مطلوب من املنتجات ملواكبة للطلب عليها.
-4االستثمار المالي:
إن عملية الشراء واليت يقوم هبا املستهلك النهائي ،أو الصناعي هـي عمليـة استثمار مايل ويستطيع املستهلك إن يستثمر أمواله من
خالل االستثمار بالشراء أو ادخارها يف املصارف للحصول على فائدة مالية .إن االستثمار يف الشراء مـن قبـل املستهلك يعود
عليه مبنافع أكرب من الفائدة يف حالة االدخار وعلى األخ االستثمار يف املشاريع الصناعية واخلدمية والتسويقية أكرب من الفائدة
يف حالة االدخار.
وإن جناح هذا االستثمار سوف حيقق مردودات مالية كبرية للمستهلكني أما من حيث املنافع فإن األفراد يعيشون ويرتاحون
وحيققون االستقرار النفسي مـن خـالل حصوهلم على املنافع وحتقيق اإلشباع املطلوب وهذا يعترب أكثـر فـائـدة وأمهية للمستهلك من
االدخار لألموال والتمتع هبا.
إن هذا االجتاه ميثل العالقة بني التمويل كوظيفة وأسلوب قيام املستهلكني يف استثمار أمواهلم يف خمتلف اجملاالت وخاصة يف الشراء
االستهالكي ملختلف املنتجات.
إن ما يقوم التوزيع من خالل قنواته من عملية حتريك النقـد لـدى املستهلكني من خالل الشراء للمنتجات ،باجتاه خيتلف عن أوجه
االستثمار األخرى.
94
-5وظيفة إثارة الطلب:
يلعب نظام التوزيع دور مهم يف الرتويج للسلع واخلدمات مـن خـالل تزويد املستهلكني باملعلومات املطلوبة يف النقاط التوزيعيـة
ومـن قبـل العـام لني فيهـا أو مـن خالل طبيعـة عـرض املنتجات يف املتاجر ،أو مـن خـالل السياسة السعرية اليت تستخدمها إدارة
التوزيع واخلدمات اليت تقدم ،إن عمليـة حـث وإقناع األفراد على اختاذ قرار الشراء وإثارة الطلب تعترب من الوظائف املهمة وتقع
على عاتق العاملني يف النقاط التوزيعية بشكل أساسي وعلى مستوى التفاعل مع املشرتي.
ج -استراتيجيات التوزيع للمنتجات الخدمية:
تصنف اسرتاتيجيات التوزيع يف ثالثة أنواع هي :املكثف ،االختي ـ ـ ــاري ،واحملصور .فإسرتاتيجية التوزيع املكثف تعين عرض من
خالل أكرب عدد ممكن من منافذ التوزيع وهي هتدف إىل حتقيق تغطية سوقية كبرية من خالل شبكة التوزيع اخلدمة ،أما التوزيع
االختياري فيعين اختيار عدد حمدود من منافذ التوزيع لعرض اخلدمة وتوصيلها والتوزيع احملصور يعين حصر توزيع اخلدمة من خالل
منفذ توزيعي واحد .هذه االسرتاتيجيات تطبق على اخلدمات سهلة املنــال والتسويقية اخلاصة .مع األخذ باالعتبار خصائ
اخلدمة احملددة ،إذ ميكننا أيضا النظر إىل ثالثة أنواع أخرى من االسرتاتيجيات هي إسرتاتيجية املوقع املتعدد وإسرتاتيجية اخلدمة
املتعددة وإسرتاتيجية الشرحية السوقية املتعددة.
-1إستراتيجية الموقع المتعدد:
إن إسرتاتيجية املوقع املتعدد تتألف من تكرار معادلة جناح أحد منافذ التوزيـع الناجحة يف أكثر من موقع .إن الفروقات احملتملة يف
العوامل البيئية هـي ذات أمهية قليلة جدا ،إن املعادلة نفسها تبقى منطية ،وليس هناك أي سبب لتكيفها أو تعديلها ،وهذا أيضا ما
يعرف فعليا باخلدمة النمطية واليت تكون على اخلدمة اجلوهر واخلدمـات املكملـة املساعدة فالرتخي الذي يقدم لسلسلة مطاعم
مكدونـالد هـو مثال على تطبيق هذه اإلسرتاتيجية .وهذه اإلسرتاتيجية تشبه إسرتاتيجية التوزيع االختياري أو احملصور حيث يتم
االعتماد على عدد حمدد من م ـن ــافذ التوزيع اليت تقدم اخلدمات النمطية كالفنادق ومطاعم السلسلة.
-2إستراتيجية الخدمة المتعددة:
تصمم إسرتاتيجية اخلدمة املتعددة من أجل تقدمي خدمات متنوعة ومتفاوتة ،قد يبدأ مقدم اخلدمة بعرض خدمات جديدة
وتشكيلة متنوعة من املزيج اخلدمي احلايل باالعتماد على الشهرة احلالية والصورة الذهنية املدركة لـدى العــالء واملعرفة الثاقبة
للمنظمة هبم يف منطقة معينة ،إهنا نوع مـن طـرق تطوي اخلدمة اجلديدة واالبتكار ،إن أساس إسرتاتيجية اخلدمة املتعددة تـحصـر
منفذ يف توزيعي واحد تستهدف يف خدماهتا املتنوعة شرحية سوقية معينة ،وهي مثال على إسرتاتيجية التوزيع احملصور ،إن
إسرتاتيجية اخلدمة املتعددة تطب يف العديد من اخلدمات املنزلية وبالذات موردي خدمات األجهزة الدقيقة الذين يركزون على
مجاعة مستهدفة ،فهم يقدمون هلم ثالثة أشـطة رئيسية :االبتكار ،تطوير الربامج اجلديدة وتشغيلها وصيانة الربامج احلالية.
-3إستراتيجية الشريحة المتعددة:
وهي تعين أن خدمة معينة يستهدف هبا شرائح سوقية خمتلفة .هذه اإلسرتاتيجية عادة تطبق يف حاالت يكون جزء من الطاقة
اإلنتاجية للمنضمة معطـل والتكاليف الثابتة يف تقدمي اخلدمة عالية نسبيا .إذا مت إعادة هيكلة القدرة اإلنتاجية املعطلة فإن مقدم
اخلدمات سيفضل استخدامها من أجل تقدمي اخلدمة إىل مجاعة أخرى مستهدفة يف السوق ،وهذه اإلسرتاتيجية هي مثال
إسرتاتيجية التوزيع احملصور ،فمثال قد يستهدف منتزه ترفيهي شرائح سوقية خمتلفة من موقع واحد خبدمة واحدة ( كخدمات
الرتفيه) .فقد تسـتثمر) ديزين الند ) مثال مبالغ كبرية من أجل احلفاظ علـى جعـل خدمتـها تبدـو خمتلفة للجماعات املستهدفة،
فاالستثمار يعد أحيانا ضروريا للحفـاظ علـى العمالء احلاليني أو لزيادة عددهم.
95
إن اسرتاتيجيات الشرائح املتعددة واخلدمات املتعددة هـي اسرتاتيجيات توزيع حمصورة أو اختيارية عندما يكون التوصيل للخدمة
من خالل منفذ توزيعي واحد أو عدد حمدود من منافذ التوزيع ،فإن إسرتاتيجية اخلدمة املتعددة ميكن مقارنتها بإسرتاتيجية التوزيع
املكثف أو االختياري ،ونظريا يوجـد فروقات واضحة ولكن يف التطبيق ،فإن الفرق األقل وضوحا حيث االسرتاتيجيات الفعالة قد
تكون مزجيا ألكثر من إسرتاتيجية واحدة تطبق يف الوقت نفسه.
-4الخليط المركب من االستراتيجيات:
إن املزيج املركب من عدة اسرتاتيجيات يف التوزيع له حسناته ومســاوئه فاملزيج املركب من إسرتاتيجية املوقع املتعدد واخلدمـة املتعددة
حيد عندما يوجه مقـدم اخلدمة نشاطاته لشرائح سوقية خمتلفة فـي مواقـع متعـددة لغايـة توزيعها.
اجلدول ( )08ملخ لفوائد واهتمامات كل إسرتاتيجية
إن امليزة الرئيسة من هذا املزيج االسرتاتيجي بالطبع هو توسيع نطـاق التغطية السوقية فإذا كان لدي مقدم اخلدمة أكثر من فرع
واحد فإنه من الطبيعـي أن حيقق حجم مبيعات كبري باملنطقة .إن العيب احملتمل للمزيج املركب تكمن يف خطورة فقدان املنظمة
هلويتها ،فكون املنظمة مشهورة يف عرض خدماهتا املتعددة لعدد كبري من الشرائح السوقية املستهدفة ومن خالل العديد مـن
الفـروع ،فـإن الصورة الذهنية املدركة عن املنظمة ونوعية اخلدمة اليت تقدمها قد تكون قويـة ،ومن جهة أخرى فهذه الطريقة يف
عمل هذه املنظمة قد تكون صورة مضللة عنها ،وذلك ألهنا ال تركز على أي شيء بالتحديد ،وبالتايل يفرتض املوازنة بني هذيـن
اخليارين ( التوسع أو الرتكيز ).
و إىل حد ما ،فإن مقدم اخلدمة الذي اختار مكانة سوقية خاصـة لـه مـن خـالل إسرتاتيجية املوقع املتعدد واخلدمة املتعددة
سيعمل على تطويـر أعمالـه .إال أن إضافة مواقع جديدة أو خدمات جديدة إىل تلك املوجودة حاليا قـد يكـون ضـارا لصورة
احلالية .وبالنسبة ملنظمة اخلدمة ذات املكانة السوقية الواضحة يف ذهـن
اجلماعات املستهدفة ( مثل مكدونالد ) قد ينتهي هبا األمر إىل الغموض وعدم الوضوح عند زيادة عدد خدماهتا ( خطوط املنتج)
يف موقع متعدد ومن الناحيـة األخرى املنظمة املعروفـة بالسـوق كمنظمـة ذات خدمات متعددة ( مثل پورو ديزين ) وترغب بزيادة
96
عدد منافذها التوزيعية يف حماولـة أزيـادة أرباحـه يتطلب منها استثمارات ضخمة ألن مثل هذه املنظمات تعتمد علـى اإلمكانيـات و
املعلومات.
قنوات التوزيع للمنتجات الخدمية:
تعتمد الشركات على قنوات التوزيع يف جعل منتجاهتا يف متناول يد املستهلك ،املستفيد واملستعمل الصناعي ونظرا لتطوير العملية
اإلنتاجية و ازدياد أنواع السلع املعروضة وكمياهتا ويف نفس الوقت منو احلاجة املتزايدة إىل اخلدمات مما أثر بشكل مباشر على نظام
التوزيع و القنوات التوزيعية ملا هلا من دور فعال يف تغطية كافة القطاعات السوقية وتقدمي السلع وخدمات ما بعد البيع ومساعدة
الزبون على االستفادة من اخلدمات وذلك من خالل إدارة العالقة مع الزبائن ألن تركيز قنوات التوزيع على إدارة العالقة مع الزبائن
يعترب من األهداف األساسية إلدارة قنوات التوزيع واملنظمات ملا له من دور فعال يف زيادة والء الزبائن للمنتجات املنظمة،
والنقطة التوزيعية ،ختتلف قنوات التوزيع اليت تعتمد من قبل املنظمات استناداً إىل اختالف املنتجات اليت تقدمها للسوق،
واختالف اإلمكانيات املالية والبشرية ،واختالف األهداف اليت تسعى إىل حتقيقها ورغبة اإلدارة وغريها من العوامل وبشكل عام
تقسم السياسات التوزيعية إىل:
-سياسة التوزيع املباشر.
-سياسة التوزيع الغري مباشر.
-1سياسة التوزيع المباشر:
إن سياسة التوزيع املباشر تعين تدفق وانسياب السلع من املنتج وإىل املستهلك النهائي أو الصناعي دون االعتماد على الوسطاء
واملوزعني ،أما بالنسبة إىل اخلدمات فإن هذه السياسة تعين بأن املنظمة اخلدمية تقدم خدماهتا اجلوهر واخلدمات التكميلية بشكل
مباشر ومن خالل مكاتبهـا دون االعتماد على حلقات وسيطة ،إن املنظمة تعتمد على فروعها أو مكاتبها اليت متتلكها ،أو
مندويب البيع التابعني هلا ،أو من خالل العتماد على وسائل االتصال من خالل اهلاتف ،الربيد املباشرة املواقع على االنرتنيت،
رسائل SMSوغريها من وسائل االتصال اليت تعتمد عليها الشركة املنظمات اليت تعتمد سياسة التوزيع املباشر تتعامل مع العديد
من النقاط التوزيعية
• تقدمي اخلدمات يف مراكز الشركة و فروعها.
• عرض اخلدمات من خالل االنرتنيت.
• الربيد ( رسائل ،كتالوجات ).
• اهلاتف ( اخلط اجملاين ).
•مندوبو املبيعات.
• اهلاتف ،الفاكس ،الرسائل النصية.
-1رسائل نصية:
إن استخدام التقنيات احلديثة يف االتصال ومنو إعـداد مستخدمي االنرتنيت ساعد على تسهيل عملية احلصول على املعلومات
واخلدمات واخلدمات التكميلية لبعض اخلدمات.
97
الشكل ) (27التوزيع املباشر للخدمات
98
-استخدام االتصال الصويت .يستطيع الزبون إعطاء أو طلب املعلومات من خالل التحد باستخدام Phone or
Microphone
-إجياد Webلعرض املعلومات من خالل تقلي األمر ،وغالباً خيدم الزبائن من خالل عرض قنوات املعلومات -وقواعد
اخلدمة.
-التسوق من خالل البطاقة . Smart cards
• االعتماد على التجارة االلكترونية التحرك إلى االنترنيت:
االنرتنيت سهل انسياب املعلومات ،النقـاش والتفاوض ،اخلدمات ،التبادل ،والرتويج .باملقارنة مع الطرق التقليدية .االنرتنيت يعترب
مصدر أفضل لبحو املستهلكني يف فت ـ ــرة أقــصر وأس ـ ـ ــرع ،وأوجــد زيـ ـ ــان ل ـش ـ ـراء السلـ ـ ــع وال ـ ـخــدمات .العديد من الباعة ( جتار
التجزئة ) مثل سلسلة املكتبة العمالقية Burmes and Nobleطور احلضور على االنرتنيت إلحدا التكامل مع متاجر
التجزئة ( خمازهنم ) يف حماولة ملواجهة املنافسة ومن هؤالء املنافسني Armazon - comاليت تعرض وتبيع الكتب من
خالل االنرتنيت وليس لديها خمازن ( متاجر ) تقليدية.
ويشري Lovelockبأن إضافة قناة توزيع على االنرتنيت إىل القنوات التقليدية (الطبيعية) متثل إسرتاتيجية ذات حدين وتتطلب
إعداد عايل وكبري وطاقة منو مرتفعة Geyskan and othe, 2001وهنالك مكتبة Bordersاختـارت املـشاركـة مـع
موقـع Amazon - comومت التعاقـد مـع Amazon - comلتشغيل Web Siteألن Web Site
أصبح متطور ومتزايد االستخدام وكذلك أصبح يستخدم يف مساعدة األفراد يف قضاياهم الشخصية مثل
قراءة الكتب واملواضيع املنشورة ،احلجر على الطريان يف أي وقت وتعترب من أحد استخدام Web Siteهو إدارة العالقة مع
الزبون ،واإلرسال اهلاتفي النقال .إن مكاملات اهلواتف النقالة يف عرض اخلدمات ميكن أن تستخدم يف:
-زيادة الوصول للخدمة.
-إنذار تسليم املعلومات والتفاعل الصحيح يف الوقت املناسب.
-إجياد و جتديد وإبقاء أحد املعلومات الفورية.
على سبيل املثال :الزبائن يستطيعون أن يضعوا إنذار حول وضع األسهم عند مسسارهم يف Web Siteويعطي emailأو
SMSإنذار عندما سعر أو صفقة تأكد أجراءها أو يعطي أسعار األسهم آلخر تغري (جتديد املعلومات آلخر معلومة وأحد )
كذلك تستخدم شركات الطريان هذه الطريقة من خالل تزويد املسئولني بأحد املعلومات عن موعد الطريان ،التأخر إذا حصل.
إن مجيع املنظمات ال تستطيع يف الوقت احلاضر حتديد أعماهلا ما مل حتصل على املعلومات املناسبة من خالل االتصال وإدارة
العالقة مع الزبائن لذلك تعمل املنظمات اخلدمية على تبين إدارة العالقة مع الزبائن لكي تطور إسرتاتيجية توزيع خدماهتا ويشري
France Carnerossإىل أنه جيب على املدراء الكبار أن يعتقدوا بأن شركتهم ختتلف وأن يكونوا مستعدين لتعديل ثقافتهم
وثقافة املنظمة ألن يف الوقت احلاضر ويف املستقبل ستحد تطورات كبرية جيب العمل على فهمها أو التفاعل معها.
إن مجع البيانات واملعلومات يلعب الدور األساسي يف حتسني و تطوير الكثري من أنشطة املنظمة اخلدمية ويساعد إدارهتا على
حتديد األعمال واملهام وتنفيذها بشكل جيد وحتديد عناصر اخلدمة اإلضافية .يف الوقت احلاضر وعلى الرغم من التوجه املتزايد
على استعمال مراكز املكاملات اهلاتفية واالنرتنت إال إن التخطيط على سبيل املثال للقيام جبولة حبرية ،أو تنفيذ خطة للفنادق يف
املصايف ال زالت تعتمد على وكالء السفر ملعاجلة كيفية التفاعل مع زبائنهم مثـل إعطاء املعلومات ،القيام باحلجز ،قبول الدفع،
قطع التذاكر.
99
العديد من منتجو السلع امللموسة يعتمدون على املوزعني وجتار التجزئة يف جتهيز وبيع منتجاهتم امللموسة إىل املستعملني النهائيني،
كذلك يق وم هؤالء املوزعون بتحمل مسؤولية توزيع بعض اخلدمات مثل تزويد املشرتين باملعلومات تقدمي النصائح ،التسليم وتركيب
ونقل بعض لبعض السلع وإقفال عملية البيع وحتصيل قيام املبيعات وحل بعض املشاكل اليت تواجه الزبون ،أما الوسطاء يف
املنظمات اخلدمية فإهنم ال يقومون بتزويد الزبون باخلدمة اجلوهر وإنـا بعـض اخلدمات املساندة مثل احلجز ،واإلرشاد وتزويدهم
باملعلومات الضرورية وتبقى فعالية الوسطاء مثل متعهدي السفرات والرحالت ،وكاالت السفر ،ومتعهدي نقل املسافرين يقدمون
خدمات تكميلية إلجناح عملية تقدمي اخلدمة اجلوهر.
إن استخدام االنرتنيت سيؤثر بشكل كبري على عملية البيع والشراء التقليدية واليت تتم وجهاً لوجه داخل املتجر أو املعرض واليت
ما زالت تتعامل هبا الكثري من املنظمات اإلنتاجية واخلدمية إال أن االجتاهات احلالية حنو استخدام االنرتنيت سيساهم يف زيادة
عدد مستخدمي هذه الشبكة والذي رافقت زيادة يف املواقع التجارية ملختلف املنظمات والذي أثر بشكل فعال على زيادة حجم
التعامل التجاري من خالل االنرتنيت.
إن التوسع الكبري يف استخدام االنرتنيت يف توزيع السلع واخلدمات جعل قنوات التوزيع االلكرتوين واقعاً ال بد من تبنية من قبل
كافة املنظمات وعلى األخ املنظمات الصغرية ذات اإلمكانيات املالية والبشرية احملددة للخروج إىل األسواق العاملية.
إن استخدام التوزيع االلكرتوين ساهم يف حتقيق العديد من الفوائد ميكن إمجاهلا باآليت:
-سهل عملية الوصول إىل األسواق احمللية والعاملية يف وقت قياسي وأعطى للمنظمات إمكانية االتصال بأكثر من زبون يف نفس
الوقت ( استالم رسائلهم واإلجابة عليهـا ) وبأقل التكاليف ووفر إمكانيات كبرية وغري حمدده لعرض املنتجات.
-سهل استخدام قنوات التوزيع االلكتروني الوصول إلى قطاعات سوقية مختلفة دون استثناء على مستوى السوق احمللية
والعاملية.
-أعطى فرصة كبرية للمنظمات الصغرية يف منافسة املنظمات الكبرية وبأقـل الكلف التسويقية والتوزيعية.
-تشجيع املنظمات اليت تقدم منتجات غري تقليدية ومنطيـة باخلروج من السوق احمللية إىل العاملية حيث توجد فرص كبرية وغري
منتهية لتوسيع قاعدة الزبائن.
-ساعد املن ظمات على تنفيذ البحـو التسويقية مـن خـالل االتصال وتطبيـق االستبيانات ومساع أراء ومواقف الزبائن الداخلني
ملواقع املنظمة.
-استخدام احلوار املتبادل مع املستهلكني ( مستخدمي االنرتنت ) ساعد املنظمات يف احلصول على معلومـات ذات أمهية كبرية
يف رسـم االسرتاتيجيات اإلنتاجية والتسويقية.
-4البريد ( رسائل كتالوجات ):
تتصل املنظمة اخلدمية بالزبائن من خالل الربيد والتواصل معهم من خالل الرسائل وإرسال الكتالوجات هبدف تعريفهم بطبيعة
اخلدمات اليت تقدمها لشراء وحـث األفـراد وإلجابة على مجيع األسئلة اليت يرغبون احلصول على إجابة مقنعة عليها.
-5مندوبو المبيعات:
تعتمـد إدارة املنظمات اخلدميـة مثـل شـركات التأمني على رجال املبيعات التابعون هلا تنظيميا على عملية االتصال بالزبائن ألهنـا
تـدرك بـأن لعملية االتصال املباشر دور مهم يف التأثري على قرار.
-6الهاتف ( الخط المجاني ):
تعمل املنظمات اخلدمية بشكل خاص وقـسـم مـن املنظمات اإلنتاجية على استخدام اخلط اجملاين لتلقي طلبات الزبائن ،اإلجابة
على استفساراهتم ،احلجز ،طلب بعض اخلدمات املنزلية وغريها.
100
إن استخدام اخلط اجملاين لعب دور كبري يف تشجيع الزبائن على االتصال ألن تقيس وقت رد العاملني يف املنظمة لعب دور مهم
يف تكرار استخدام اخلـط اجملاين فعلى سبيل املثال يف خدمات الطوارئ يف املستشفيات الوقت القياسي للرد 2 ،ثانية /شركات
الطريان 22ثانية.
إن االستجابة السريعة وحصول املستفيدة على اخلدمـة سهل عليـه عمليـة احلصول على اخلدمة دون حتمل كلفة الوقت واجلهد
واالنتظار.
اجلدول ( )09طرق عرض اخلدمة
101
• تفاعل الزبون والمنظمة الخدمية من خالل االتصال االلكتروني:
يف هذه احلالة الزبون ال يستطيع رؤية التسهيالت والتعرف العليـا وال يلتقي شخصيا وجها لوجه مع مقدم اخلدمة ،ولكـن عملية
االتـصـال مـن خـالل الربيد االلكرتوين ،الربيد ،الفاكس وعملية االتصال اهلاتفي ،إن ما حيصل عليه الزبـون مـن خدمات ميثل أمهية
كبرية بالنسبة له ،ولكن الكثري من عمليات تقدمي اخلدمـة تـكـون خمفية وال يستطيع اإلطالع عليها.
المنظمة المنتجة
المستهلك النهائي
102
إن اعتماد املنظمات الفندقية على الوسطاء ساعدها على االنتشار على مستوى السوق العاملية.
ال تستطيع املنظمات اخلدمية االعتماد على التوزيع الغري املباشر يف خدماهتا كما هو احلال بالنسبة للسلع امللموسة وإمنا تعتمد
هذه السياسة يف تقدمي بعض اخلدمات التكميلية هذه املنظمات ،شركات الطريان ،الفنادق ،املصارف ،شركات التامني وغريها.
• شركات الطيران:
متنح شركات الطريان وكالء السفر ،ومنظمي الرحالت ،ومكاتب السفر والسياحة حق العمل كوسطاء ومساسرة استناداً إىل
االتفاق الذي يعقد بني شركة الطريان وهؤالء الوسطاء و إن عمل الوسطاء ينحصر على:
• احلجز.
• تغري احلجز.
•تزويد املسافرين باملعلومات املطلوبة.
•إعادة التذكرة.
•جتميع الطلبات.
• إمتام عملية بيع تذاكر السفر وحتصيل قيمة التذاكر.
• نقل املسافرين إىل املطار.
• نقل املسافرين إىل الفنادق.
شركة طيران
مكاتب منظمي
مكاتب السفر
وكا ت السفر الرحالت
و السياحة
المستفيد
المطار
الطائرة
103
•المصارف :تتعامل املصارف مـع مـصارف وسيطة هبـدف ( حتويل األموال ،استخدام الصراف اآليل ،االعتماد التجاري ).
-ال يستطيع املصرف يف الوقت احلاضر حتقيق أهدافه وتنفيذ مجيع األنشطة القيام بأنشطة دون التنسيق والتكامل مع املؤسسات
املالية األخرى فعلى سبيل املثال الزبون الذي لديه كارت فيزا يـعـود للمصرف ) ( Aيستطيع أن يسحب مـن الصراف اآليل
ملصرف ) ( Bلقاء عمولة تدفع للمصرف)(B
-عند حتويل األموال إىل اخلارج فـان جمموعة Wenstonاملالية تعتمد على املصارف أو مكاتب الصريفة كوسطاء لتسليم
املبالغ احملول إىل الزبون.
-فتح االعتمادات اخلارجية يتم من خالل التعاون ما بني املصرف يف الدولة اليت يرغب فيها الزبون ( التاجر ) لفتح االعتماد
واملصرف يف الدولة اخلارجيـة الـيت يفتح فيها االعتماد.
إن عمل هؤالء الوسطاء ،الصراف اآليل ،مكاتب الصريفة ،املصرف الوسيط لفتح االعتماد ،نقاط توزيع غري مباشر تعمل لقاء
عمولة متفق عليها.
الشكل ) (30قنوات التوزيع غري مباشر ألحد املصارف
المصرفA
الزبون
• الخدمات المسرحية :املنظمة املسرحية تقوم بإعطاء وكالة أو تكليف مساسرة لتقدمي بعض اخلدمات منها:
-تزويد طالب اخلدمة املسرحية باملعلومات املطلوبة ،سعر تذكرة املسرح.
-وقت بدء العرض املسرحي ،احلجز.
-قطع تذاكر املسرح ،نقل الزبائن إىل املسرح.
إن عرض مسرحية يف منطقة ) ( Aوانتشار وكالء البيع والسماسرة يف املناطق (B,C,D,E)،والذين يقومون بتقدمي
اخلدمات التكميلة أو املساندة اخلدمة ال يستطيعون أن يقدموا اخلدمة اجلوهر ( عرض املسرحية ) وإمنا عليهم أن ينقلوا الزبائن إىل
املسرح الذي تعرض فيه املسرحية.
104
الشكل ) (31قنوات التوزيع غري مباشر ألحد املسارح
المسر في
المنطقةA
105
-دور الزبون وكذلك مقدم اخلدمة.
-حاجات ورغبات الزبون.
-أمهية املوقع اجلغرايف وحصة اخلدمة.
-األهداف التسويقية.
• التالزمية:
استناده إىل هذه اخلاصية فإن اخلدمة تتميز بأن تقدميها يتطلب وجود مقدم اخلدمة واملستفيد يف آن واحـد وذلك لكون اخلدمة
تنتج وتستهل ك يف نفس الوقت ،إن درجة التالزمية ما بني مقدم اخلدمة واملستفيد على درجة عالية وهنا يعتمد التوزيع املباشر
وعلى األخ بالنسبة للخدمة اجلوهر ولكـن بعـض اخلدمات تضعف هبا درجة االتصال املباشر ما بني مقدمة اخلدمة واملستفيد
وقد يكون الوسيط على سبيل املثال الصراف اآليل و ميكن استخدام الكارت فيزا لسحب األمـوال مـن صـراف آيل تابع ملصرف
أخـر ،كذلك بالنسبة لبعض اخلدمات التكميلية فإن الوسطاء ميارسون نشاطهم يف تقدميها من خالل قنـوات التوزيع الغري مباشر.
• تالشي الخدمة:
نظراً لعدم ملموسية فإن عملية خزهنا ونقلها أمر يصعب القيـام بـه مما جيعـل املنظمات اخلدمية تعتمد أسلوب التوزيع املباشر.
• دور المستفيد ومقدم الخدمة:
هنالك الكثري من اخلدمات تتطلب تفاعـل عـايل مـا بني مقدمة اخلدمة واملستفيد منها لذلك تعتمد إسرتاتيجية التوزيع املباشر يف
توزيع هذه اخلدمة.
• حاجات ورغبات الزبائن:
تعترب حاجات ورغبات الزبائن عامل رئيسي يف اختيار قنوات التوزيع .بعض املستهلكني ال يرغبون بالتعامل مع الوسطاء وإمنا
يفضلون التعامل املباشر املنظمة اخلدمية ،يفضل بعض املستهلكني التعامل مع املصرف الرئيسي ،والبعض مع اآلخر يفضل التعامل
مع فروع املصرف.
• أهمية الموقع الجغرافي وكذلك أجزاء الخدمة:
بعض الزبائن يفضلون السفر إىل موقع تقدمي اخلدمة على سبيل املثـال طـلـب اخلدمات الصحية ،التعليمية ،التدريب ...اخل،
وهنالك بعض الزبائن يفضلون أن تأيت املنظمة اخلدمية إليهم وتقدم خدماهتا مثـل فـتـح مراكز للتدريب ونشرها على املواقع اجلغرافية
وذلك استناداً إىل دراسة السوق وجتزئة األسواق.
بعض مقدمي اخلدمة حيتاج للسفر إىل زبائنه ،مصممي الديكور ،شركات طـالء املنازل ،شركات التنظيف ،زيارة الطبيب للمريض
إن هذه احلاجة والرغبـة تـدفع املنظمة إىل اعتماد سياسة التوزيع املباشر واالتصال بالزبائن وجهاً لوجه.
• األهداف التسويقية:
هتدف املنظمات اخلدمية إىل جعل خدماهتا يف متناول يد الزبائن وذلك من خالل عملية التيسري ،اختيار املوقع املناسب لنقاطها
التوزيعية ،تلبية حاجات ورغبات الزبائن وعلى سبيل املثال حتقق منظمات السياحة والسفر أهدافها التسويقية إذا متكنت من حتقيق
أهداف الزبائن من خالل معرفة األماكن األثرية والرتفيهية اليت يرغبـون زيارهتا ،الفنادق ،وسائل النقل ،وجبات اإلطعام وغريها.
إن األهداف التسويقية تتحقق من خالل حتقيق أهداف الزبائن .لذلك جنـد بـأن تقدمي بعض اخلدمات يتطلب عمل أكثر من
منظمة خدمية يف آن واحـد عـلـى تلبية حاجات ورغبات الزبائن تصبح كل منظمة وسيطة للمنظمة األخرى.
إضافة إىل ما تقدم فإن هنالك معايري أخـرى تأخـذ بنظر االعتبار يف اختيـار قنوات التوزيع منها:
-نوع املنتجات اليت تقدمها.
106
-األهداف اليت تسعى إىل حتقيقها.
-إمكانياهتا املالية والبشرية.
-التوسع يف السوق.
-زيادة احلصة السوقية.
-االنتشار ،االنكماش.
-الرغبة يف التعاون مع املنظمات األخرى.
-عدم إمكانية تقدميها للخدمات التكميلية.
-إمكانية تقدميها للخدمات التكميلية.
-طبيعة االتصال املطلوب لتقدمي اخلدمة.
-مدى محاس الوسطاء للتعامل مع املنظمة.
-قبول الوسطاء بشروط املنظمة.
-مدى قدرة املنظمة على التحكم والرقابة على األنشطة التوزيعية.
-اخلربة املرتاكمة لدى املنظمة.
-اخلربة املرتاكمة لدى الوسطاء.
107
قائمة المراجع
باللغة العربية
.1أيب سعيد الديوجي ،املفهوم احلديث لإلدارة التسويقية ،دار احلامد للنشر ،ط ، 01عمان .2000،
.2أمحد الطاهر عبد الرحيم ،تسويق اخلدمات السياحية ،دار الوقاء لدنيا الطباعة والنشر.2012،
.5بشري بودية ،طارق قندوز ،أصول ومضامني تسويق اخلدمات ،دار صفاء للنشر والتوزيع،ط ،01عمان.2016 ،
.7ثامر ياسر البكري ،تسويق اخلدمات الصحية ،دار اليازوري العلمية ،عمان.2010 ،
.8حازم حممد عبد الفتاح ،تسويق اخلدمات ،مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع.2017 ،
.9حامد الطائي ،تسويق اخلدمات -مدخل إسرتاتيجي ،وظيفي ،تطبيقي ،-دار اليازوري العلمية ،عمان.2010،
.10حسني عطري ،تسويق اخلدمات السياحية ،دار املسرية للطباعة والنشر ،القاهرة.2002،
.11خالد الراوي ،محود السند ،مبادئ التسويق احلديث ،دار املسرية للطباعة والنشر والتوزيع ،ط ، 01عمان.2000 ،
.12زكي خليل املساعد ،تسويق اخلدمات الصحية ،دار املناهج للنشر والتوزيع.2010 ،
.13مسري حسني الوادي ،تسويق اخلدمات الصحية ،دار املسرية للطباعة و النشر ،القاهرة.2016 ،
.16قريد كورتل ،تسويق اخلدمات ،دار كنوز املعرفة العلمية للنشر والتوزيع ،ط.2009 ،01
.17كي خليل املساعد ،تسويق اخلدمات وتطبقاته ،دار احلامد للنشر والتوزيع ،عمان.1998 ،
.18لرداي الورثيالين ،تسويق اخلدمات-مفاهيم و تدريبات عملية ،-دار أسامة للنشر و التوزيع ،عمان.2019 ،
.19حممد الفاتح حممود بشري ،تسويق اخلدمات السياحية ،املكتبة العصرية.2019 ،
.20حممود جاسم الصميدعي ،تسويق اخلدمات ،دار املسرية للطباعة و النشر ،القاهرة.2014 ،2010 ،
108
.1999 ، عمان،01 ط، دار زهوان، مداخل التسويق املتقدم، حممود جاسم الصميدعي.21
.2001، دار الربكة للنشر والتوزيع، تسويق اخلدمات السياحية، هديل احلسن و آخرون، مروان أبو رمحة.22
.2016 ، ألفا للوثائق،- التسويق اإللكرتوين- تسويق اخلدمات الفندقية، مصطفى يوسف كايف.23
.2015 ، عمان، دار وائل للطباعة والنشر و التوزيع، تسويق اخلدمات،هاين حامد منصور.24
باللغة الفرنسية
1.Benoit Meyronin, Charles Ditandy, Du management au marketing des services
developpez la culture de service de votre entreprise , 3ème edition ,Dunod
édition, Paris, 2015.
.2Christopher Lovelock, Denits Lapert, Marketing des service, Strategie , outils,
management ; edition Eyrolles, Paris ,1999.
-Christopher Lovelock, Jochen Wirtz Services Marketing: People, Technology,
Strategy, World Scientific publishing, london, 2021.
-Christopher Lovelock, Jochen Wirtz, Marketing des services ,Pearson
Education, Montreuil, 2004.
-Dénis la pert, Le marketing des services dunod édition , Paris, 2005.
109