You are on page 1of 14

‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬ ‫العدد الثامن‬

‫ املجلد الثاني‬2017‫ديسمبر‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط ممارسة األنشطة التجارية‬


Crimes et peines relatifs aux conditions
de conduite des activités commerciales
2017/11/07 : ‫تاريخ قبول املقال للنشر‬ 2017/10/15 : ‫تاريخ إرسال املقال‬
‫ املسيلة‬- ‫ ج ــامعة محمد بوضياف‬/ ‫بن حميدوش نور الدين‬

: ‫ملخص‬
. ‫تتناول هذه الدراسة الجزاءات املترتبة علة مخالفة شروط ممارسة األنشطة التجارية‬
‫حيث عرف التشريع والتنظيم املطبقين عليه في الجزائر تعديالت كثيرة للحد من‬
. ‫االختالالت التي مست في السنوات األخيرة تنظيم و سيرالنشاطات التجارية‬
‫ املعدل‬، ‫ املتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‬04/08 ‫وفي هذا املسعى يأتي القانون‬
‫ كإطار جديد مدعم بإعادة نظر جذرية للسجل التجاري باعتباره أداة ضبط ملمارسة‬.‫واملتمم‬
‫ من‬، ‫ يرتكز أساسا على وضع حيز التنفيذ لتدابير صارمة‬، ‫النشاط التجاري وفق منهج جديد‬
. ‫اجل تأطيروتطهيرالنشاطات التجارية والقضاء على السوق الالشرعي بكل أشكاله‬
. ‫ السجل التجاري‬، ‫ الجزاءات املقررة‬، ‫ جرائم ممارسة األنشطة التجارية‬: ‫الكلمات املفتاحية‬
Résume:
Cette étude traite des pénalités pour violation des conditions de l’activité
commerciale.
Lorsque la législation et la réglementation appliquées en Algérie ont été
modifiées pour réduire les déséquilibres qui ont caractérisé l’organisation et la
conduite des activités économiques ces dernières années.
Dans cette entreprise, la loi 04/08 sur les conditions d’exercice des activités
commerciales, modifiée et complétée, Un nouveau cadre soutenu par un réexamen
radical du registre du commerce en tant qu’instrument de régulation de l’activité
commerciale selon une nouvelle approche, basée principalement sur la mise en
place de mesures strictes pour encadrer et purger les activités commerciales et
éliminer le marché illégal sous toutes ses formes.
Mots-clés: Crimes contre des activités commerciales, sanctions sanctionnées,
registre commercial.

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


474
‫العدد الثامن‬ ‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫يعد القانون ‪ 04/08‬املتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية ‪ ،‬املعدل واملتمم بالقانون‬
‫‪ 13/06‬إطارا جديدا مدعما بإعادة نظر جذرية للسجل التجاري باعتباره أداة ضبط ملمارسة‬
‫النشاط التجاري وفق منهج جديد ‪ ،‬يرتكز أساسا على وضع حيز التنفيذ لتدابير صارمة ‪ ،‬من‬
‫أجل تأطيروتطهيرالنشاطات التجارية والقضاء على السوق الالشرعي بكل أشكاله‪.‬‬
‫إذ أنه للتسجيل في السجل التجاري يشترط املشرع جملة من الوثائق‪ ،‬تتحدد طبيعتها‬
‫بتحديد طبيعة طالب التسجيل ونوع النشاط التجاري املراد ممارسته‪ .‬وقبل هذه العملية يقوم‬
‫مأمور املركزاملحلي للسجل التجاري بمطابقة التصريحات الخاصة بنوع التسجيل سواء كانت‬
‫قيدا أو تعديال أو شطبا واملرفقة مع الوثائق املطلوبة لنفس العملية مع البيانات املتضمنة في‬
‫تلك الوثائق‪ .‬وعلية فإن فحص البيانات والوثائق يكون في شكل مراقبة مادية شكلية‪ ،‬للتحقق‬
‫من وجود جميع الوثائق املطلوبة‪ ،‬ويتأكد من خاللها من تطابق املعلومات املصرح بها مع تلك‬
‫الوثائق (‪ .)1‬وإذا كان املشرع منح ملأمور السجل مهمة فحص ومراقبة امللف املطلوب حيث تنص‬
‫املادة ‪ 4‬من املرسوم التنفيذي ‪ 98/69‬املتعلق بالقانون األسا�سي الخاص بمأمور السجل التجاري‬
‫على ‪ « :‬يكلف مأمور السجل التجاري في إطار مسك السجل التجاري وتسييره بالخصوص بما‬
‫يلي ‪ « :‬يسهرعلى مطابقة تصريحات الخاضعين مع الوثائق املقدمة قصد التسجيل في السجل‬
‫التجاري على النحو املنصوص عليه في اإلجراءات القانونية السارية املفعول‪.»....‬‬
‫وفي هذا السياق فان السؤال الذي يطرح نفسه يتمحور حول قيمة هذا الفحص وهذه‬
‫املراقبة وأهميتها في تحقيق أهداف مؤسسة السجل التجاري ‪.‬‬
‫وبالعودة إلي النصوص القانونية املتعلقة به الواضح أن مبدأ الرقابة الذي اعتمده‬
‫املشرع الجزائري هو مبدأ مراقبة املطابقة ال أكثر‪ ،‬إذ يعمد إلى مطابقة بيانات التصريح مع‬
‫الوثائق املقدمة عندما يتلقى التصريح بالتسجيل مرفقا بالوثائق‪ ،‬فهو ال يختص بالنظر في‬
‫صحتها والتثبت من صدقتيها‪،‬إنما يقتصر فقط على معرفة هل تتوافر جميع البيانات الالزمة‬
‫وهل هي مشفوعة بالوثائق املطلوبة ‪ ،‬أي أن له سلطة التحقيق لجهة نقص البيانات التي تم‬
‫اإلشارة إليها في التصريح بالتسجيل في السجل التجاري وليس لجهة صحتها(‪.)2‬‬
‫فهو حتى لو الحظ أن ما أمامه ال يعكس الواقع ويخفي إصابة الوثائق االثباتية وتأسيس‬
‫الشركات بخروقات جسيمة وخطيرة قد تشكل سببا للبطالن‪ ،‬أو تبين له وجود عيب أو مخالفة‬
‫للمقتضيات القانونية والتنظيمية املطبقة على تأسيس الشركات‪ ،‬فليس بإمكانه أن يرفض‬
‫إجراء التقييد ولو بعلة إن الشركة وهمية‪ ،‬ما دامت أنظمتها األساسية صحيحة ظاهريا في حين‬
‫أنها مخالفة للحقيقة القانونية(‪.)3‬‬
‫هذا بغض النظر عن كونه ال يتمتع أصال بإمكانيات ووسائل الكشف عن الخلل الذي‬
‫قد يلحق الوثائق االثباتية‪ ،‬وعملية تأسيس الشركات‪ .‬فما هو إال موظف عمومي وليس سلطة‬
‫إدارية‪ ،‬وهو غير مؤهل قانونا إال ملمارسة رقابة محدودة تبقى شكلية فقط تقتصر على مطابقة‬
‫التصريحات مع امللف املطلوب للتأكد إذا ما كان كامال‪ ،‬و إذا ما كان متوافقا مع األحكام‬
‫‪475‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫التشريعية والتنظيمية(‪.)4‬‬
‫وفي غياب اآلليات والنصوص القانونية التي تلزمه بفحص موضوعي ودقيق للوثائق‪.‬‬
‫كالنظام األملاني الذي يتم بموجبه التحقق مسبقا من صحة البيانات املشار إليها في التصريح‬
‫بالتسجيل في هذا السجل‪ ،‬وإصدار قرار قضائي بقيدها أو برفض ذلك أو تعديلها إن اقت�ضى‬
‫األمرذلك(‪ .)5‬وهو ما يضفي على السجل أكثرصدقيه ‪.‬‬
‫و في النظام الجزائري يبقي املصدر األسا�سي ملا يدرج في السجل من معلومات هو تصريح‬
‫الخاضع للتسجيل وعليه فان مصداقية البيانات تبقى رهينة القناعة الذاتية لألشخاص‬
‫املعنيين وبمدى أهمية التسجيل بالنسبة إليهم(‪.)6‬‬
‫األمرالذي يجعل الرقابة التي يمارسها مأمور السجل التجاري ال ترقى إلى مستوى الرقابة‬
‫التي يمارسها القضاء في بعض األنظمة املقارنة ‪.‬‬
‫وانطالقا مما سبق يمكن القول أن وعي املشرع الجزائري باالعتبارات السابقة جعله‬
‫يحرص على تعويض نقص الرقابة التي يمارسها املأمور ببعض الجزاءات الجنائية التي تسهم في‬
‫ردع مختلف املخالفات التي ترتكب بمناسبة عدم القيد اوعدم احترام نوع النشاط املصرح به ‪.‬‬
‫وكانت نقطة البداية بصدور القانون ‪ .90/22‬الذي أقر الغرامة املالية ملن يمارس نشاطا‬
‫تجاريا دون القيد بين ‪ 5.000‬و ‪ 20.000‬دج‪ ،‬وفي حالة العود تضاعف هذه الغرامة‪ .‬وتكون‬
‫مقترنة بعقوبة سالبة للحرية من‪ 10‬أيام إلي ستة أشهر(‪ ،)7‬أو بإحدى هاتين العقوبتين على‬
‫كل شخص تعمد بسوء نية تقديم تصريحات غير صحيحة أو أعطي بيانات غير كاملة قصد‬
‫التسجيل في السجل التجاري وفي حالة العود تضاعف العقوبة‪ ،‬ويأمرالقا�ضي بشطب السجل‬
‫التجاري للمعني(‪ .)8‬كما عاقب بالحبس ملدة تتراوح بين ‪ 6‬اشهر وثالث سنوات والغرامة املالية‬
‫والتي تتراوح بين ‪10.000‬و‪30.000‬دج لكل من زيف أوزورشهادات التسجيل في السجل التجاري‬
‫أو إي وثيقة تتعلق به قصد اكتساب حق أوصفة(‪.)9‬‬
‫وقد تبين من خالل الواقع العملي أنها عقوبات محدودة وضئيلة‪ ،‬ترتب عنها التراخي من‬
‫قبل امللزمين في تنفيذ االلتزام بالتسجيل من جهة‪ ،‬وعدم االطمئنان إلى بيانات السجل التجاري‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫وقصد مواجهة اإلختالالت التي عكست محدودية القانون ‪ 90/22‬في محاربة الجرائم‬
‫املتعلقة بالسجل التجاري‪ ،‬والتي زادت في انتشار التجارة الالشرعية و شيوع األسواق واملحالت‬
‫الفوضوية ‪،‬وتطور أساليب الغش والجريمة التجارية‪.‬فقد تبنى املشرع منهجا جديدا في القانون‬
‫‪ 04/08‬مبني على أساس وضع حيزالتنفيذ لتدابيرجديدة ‪.‬‬
‫فما هي هذه التدابير ؟ وهل يمكن اعتبارها في هذا اإلطاركافية وكفيلة لاللتزام بمقتضيات‬
‫شروط ممارسة األنشطة التجارية من طرف الخاضعين؟ وبالتالي الحد من تشويه مؤسسة‬
‫السجل التجاري و تحقيق الغايات التي ترمي إليها‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪476‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫وهذا ما سنحاول اإلجابة علية فيما يأتي‪ ،‬إذ نتناول في املبحث األول الجرائم املرتبطة‬
‫بالتسجيل في السجل التجاري والعقوبات املقررة لها ‪ ،‬و في املبحث الثاني نتناول الجرائم‬
‫املرتبطة باملمارسة للنشاط التجاري والعقوبات املقررة لها‪.‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬الجرائم املرتبطة بشروط ممارسة األنشطة‬
‫التجارية و الجزاءات املقررة لها‬
‫ألزم املشرع كل شخص طبيعي أو معنوي يرغب في ممارسة نشاط تجاري بالقيد في‬
‫السجل التجاري‪ ،‬وجعل من مستخرج السجل التجاري السند الرسمي الذي يؤهلهم ملمارسة‬
‫النشاط التجاري (‪ .)10‬واعتبرممارسة النشاط دون حيازته أو حيازته بطريقة عيرقانونية أو غير‬
‫مطابقة ملقتضيات التشريع والتنظيم املعمول بهما جرائم يعاقب عليها القانون ‪ ،‬فرصد لها‬
‫العقوبات املناسبة التي يمكن أن تردع كل مخالف‪ .‬ومنح لضباط الشرطة القضائية وأعوان‬
‫إدارة الضرائب واألعوان املكلفين بالتحقيقات االقتصادية وقمع الغش‪ ،‬التابعين لوزارة التجارة‬
‫صالحية مراقبة ومعاينة مختلف جرائم ومخالفات التشريع والتنظيم املتعلقين باملمارسات‬
‫التجارية(‪ .)11‬ومتابعة مرتكبيها وفق ما هو مقرر قانونا‪.‬وتتمثل هذه الجرائم فيما يلي ‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬جريمة عدم التسجيل في السجل التجاري‬
‫بالعودة إلي األحكام الواردة في القانون التجاري والخاصة بهذا الشأن فان املشرع الجزائري‬
‫اعتبركل شخص طبيعي أو معنوي غيرمسجل في السجل التجاري يمارس بصفة عادية نشاطا‬
‫تجاريا‪ ،‬يكون مرتكبا ملخالفة يعاقب عليها طبقا لألحكام القانونية السارية في هذا املجال(‪.)12‬‬
‫ولذلك فان التسجيل في السجل التجاري هو الذي يمنح الحق في املمارسة الحرة للنشاط‬
‫التجاري‪ ،‬باستثناء النشاطات واملهن املقننة والتي تخضع ممارستها إلي الحصول على ترخيص‬
‫أو اعتماد (‪ .)13‬ومن هذا املنطلق فإن ممارسة نشاط تجاري دون التسجيل في السجل التجاري‬
‫فرق املشرع من حيث العقوبة بين ممارسة‬ ‫يعد جريمة يعاقب عليها القانون‪ .‬وفي هذا اإلطار ّ‬
‫نشاط قارونشاط غيرقاردون التسجيل في السجل التجاري ‪.‬‬
‫إذ يعاقب الذي يمارس نشاطا تجاريا قارا دون التسجيل بغرامة من ‪ 10,000‬دج إلى‬
‫‪ 100,000‬دج ‪ ،‬زيادة على غلق املحل إلى غاية تسوية مرتكب الجريمة لوضعيته(‪.)14‬‬
‫أما الذي يمارس نشاطا تجاريا غير قار دون التسجيل في السجل التجاري فإنه يعاقب‬
‫بغرامة من ‪ 5,000‬دج إلى ‪ 50,000‬دج ‪ ،‬وعالوة على ذلك فإنه يجوز ألعوان الرقابة املؤهلين‬
‫القيام بحجز سلع مرتكب الجريمة وعند االقتضاء حجز وسيلة أو وسائل النقل املستعملة(‪.)15‬‬
‫يتم هذا الحجز طبقا إلجراءات الحجز املنصوص عليها في التشريع والتنظيم املعمول بهما‬
‫املطبقين علي املمارسات التجارية(‪.)16‬‬
‫وامللفت لالنتباه هو تراجع املشرع عن مضاعفة الغرامة قي حالة العود املقترنة بإجراء‬
‫الحبس من ‪ 10‬أيام إلى ‪ 6‬أشهر(‪ .)17‬رغم أنه رفع قيمة الغرامة املالية إلى الحد الذي يمكن أن‬
‫‪477‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫يوثربه على التاجرفي صميم عمله واملتمثل في تحقيق الربح إال أن هذا قد ال يكون مؤثرا بالقدر‬
‫الذي تؤثر به العقوبة السالبة للحرية خاصة مع كبار التجار ومع انتشار شبكات التهريب التي‬
‫ساهمت في انتشار التجارة الالشرعية من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى فان امللفت لالنتباه أيضا ‪،‬‬
‫هو مساواة املشرع للعقوبة بين الشخص الطبيعي والشخص املعنوي ‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق‬
‫بالغرامات املالية ‪ ،‬وهو أمر نراه غير منطقيي بالنظر إلى حجم النشاط واملعامالت التجارية التي‬
‫تقوم بها األشخاص املعنوية مقارنة باألشخاص الطبيعية‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬جريمة ممارسة نشاط تجاري بمستخرج منتهي الصالحية‬
‫تطبيقا إلحكام املادة ‪ 2‬من القانون ‪ 04/08‬املعدل واملتمم ‪ ،‬والتي تحدد مدة صالحية‬
‫السجل التجاري املنوح لبعض الخاضعين‪ ،‬املتمثلة في استراد املواد األولية واملنتوجات والبضائع‬
‫املوجهة على حالها إلعادة بيعها باستثناء عمليات االستيراد التي ينجزها كل متعامل اقتصادي‬
‫لحسابه الخاص في إطارنشاطه وفي حدود حاجته الخاصة وتجارة التجزئة التي يمارسها التجار‬
‫األجانب سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أو معنويين(‪ )18‬واملحددة بسنتين قابلة للتجديد إبتداءا‬
‫من تاريخ التسجيل والتي تصبح عديمة األثربانتهاء املدة املحددة(‪ .)19‬وضبطا لهذا اإلجراء اعتبر‬
‫املشرع مخالفته جريمة يعاقب عليها القانون واستحدث لها العقوبة التي تردع كل مخالف‪،‬‬
‫واملتمثلة في الغرامة املالية والتي تتراوح بين ‪ 10,000‬دج إلي ‪ 500,000‬دج ‪ ،‬وزيادة علي الغلق‬
‫يصدرالوالي قرارالغلق للمحل التجاري(‪ .)20‬وإذا كان املقصود من هذا التدبيرإعطاء املصداقية‬
‫للنصوص القانونية أوال حتى يعطى لكل تقييد أثاره من حماية لألغياروضبط التجاروحثهم على‬
‫التقييد الذي يمنح لهم حجية قانونية ملواجهة خصومهم‪ ،‬وبالتالي يعكس التسجيل الحقيقة‬
‫وتكون له ضمانة قوية في استقراراملعامالت والحياة التجارية(‪ )21‬فان املشرع فتح الباب إلمكانية‬
‫تسوية التاجرلوضعيته القانونية ومنحه الوقت الكافي لذلك في أجل ‪ 3‬أشهر إبتداءا من تاريخ‬
‫معاينة الجريمة وذلك بإعادة التسجيل ‪ ،‬وفي حالة عدم االلتزام بهذه اإلمكانية فان القا�ضي‬
‫يحكم بشطبه من السجل التجاري(‪.)22‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬جريمة التصريح ببيانات غيرصحيحة أو غيركاملة‬
‫بغية الحصول على مستخرج السجل التجاري قد يعمد املعني بالتسجيل إلى اإلدالء‬
‫بتصريحات غيرصحيحة أوغيركاملة‪ ،‬وهوما يعني في لغة القانون اإلقرارالكاذب وتضليل الغير‬
‫ألجل تحقيق مبتغا وحرصا على ضمان دقة وصحة البيانات الواردة في السجل التجاري كي‬
‫يكون هذا األخيرصورة صادقة ومعبرة عن حقيقة الوضع املالي والقانوني لكل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي مسجل فيه(‪ )23‬فقد رصد املشرع عقوبة لهذه الجريمة و بداية فيما يخص هذه الجريمة‬
‫يالحظ أن املشرع تراجع عن عقوبة الحبس التي تتراوح بين عشرة أيام (‪ )10‬وستة أشهر (‪)06‬‬
‫املنصوص عليها في القانون ‪ ،)24(90/22‬واكتفى بالغرامة املالية لكل من يرتكب هذه الجريمة‪.‬‬
‫ّ‬
‫غيرأنه رفع من مقدارها إلى مابين ‪ 50,000‬دج إلى ‪ 500,000‬دج(‪.)25‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪478‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫وما يثيراالنتباه ايضا في شأن هذه الجريمة أن املشرع تراجع عن منع مرتكبها من ممارسة‬
‫النشاط التجاري إذا لم يرد إليه االعتبارالوارد في نص املادة ‪ 8‬من القانون ‪ 04/08‬قبل تعديلها‬
‫بموجب املادة ‪ 2‬من القانون ‪ 13/06‬املعدل واملتمم للقانون ‪ 04/08‬حيث ألغى بهذا التعديل‬
‫أغلب الجرائم ‪ ،‬والتي كان يمنع مرتكبها تلقائيا من ممارسة النشاط إلي غاية رد اعتباره(‪.)26‬‬
‫وفي تقديرنا يمكن القول أن نص املادة الحالية يعتريه بعض القصور إذ ينقصه اإلشارة‬
‫إلى الشطب من السجل التجاري الذي يأمربه القا�ضي واملنع املؤقت من مزاولة النشاط التجاري‬
‫إلي غاية رد االعتباركما اقره قي بعض الجرائم األخرى‪.‬‬
‫وكون العقوبة مقررة بنص خاص فإنها ال تساهم بشكل فعال في تطهير القطاع التجاري‬
‫إذ من املفروض أن يعاقب الشخص الذي يدلي بمعلومات غير صحيحة أمام مصلحة السجل‬
‫التجاري باعتبارها جهة رسمية‪ ،‬واملشرف عليها ضابط عمومي‪ ،‬بالعقوبة املنصوص عليها في‬
‫قانون العقوبات عند ارتكاب جنحة التصريح الكاذب أمام املوظف العمومي طبقا للمادة ‪223‬‬
‫من قانون العقوبات‪ .‬بدال من العقوبة الواردة في أحكام السجل التجاري والتي ال تناسب هذه‬
‫الجريمة(‪ ، )27‬ويبدوا لنا أنه كان على املشرع أن يترك هذه املسالة للقواعد العامة ‪ ،‬والتي هي‬
‫أكثر ردعا أو يقرر عقوبة اشد في قانون شروط ممارسة األنشطة التجارية من تلك املقررة في‬
‫النص العام‪.‬‬
‫املطلب الرابع ‪ :‬جريمة تقليد أو تزويرمستخرج‬
‫السجل التجاري أو الوثائق املرتبطة به‬
‫إن عملية التزوير جريمة تمس كل املجاالت‪،‬وهي تعني إفساد ال�شئ بتغيير حقيقته إما‬
‫بزيادة عناصرغريبة عليه أو نزع أحد العناصرالتي يتكون منها بقصد إيهام الغير بصحة ما وقع‬
‫فيه التزوير(‪ ،)28‬وفي ظل التطور التكنولوجي الرهيب صارمن السهل جدا اليوم نسخ أي وثيقة‬
‫مهما كانت دقتها وصناعة أي ختم مهما كان شكله ‪.‬‬
‫وقطاع التجارة واألعمال والتي من بين آلياتها الحصول على مستخرج السجل التجاري‬
‫ليس بمنأى عن هذه الجريمة ‪ ،‬وحرصا على تطهيرهذا القطاع أقراملشرع لهذه الجريمة عقوبتين‬
‫نافدتين وعقوبة أخرى تخضع للسلطة التقديرية للقا�ضي ‪ ،‬أما العقوبتين النافدتين فاألولى هي‬
‫عقوبة الحبس من ستة أشهر (‪ )06‬إلى سنة و الغرامة املالية مـن ‪ 100,000‬دج إلـى ‪1,000,000‬‬
‫دج‪.‬‬
‫أما العقوبة الثانية فتتمثل في أمرالقا�ضي تلقائيا بغلق املحل التجاري للمعني ‪.‬‬
‫أما العقوبة الثالثة التي تخضع لسلطة القا�ضي التقديرية و تتمثل في إمكانية حكم‬
‫القا�ضي على القائم بالتزوير باملنع من ممارسة النشاط التجاري ملدة أقصاها خمسة سنوات‬
‫(‪.)29( )05‬‬
‫وما يمكن اإلشارة إليه بخصوص هذه الجريمة وباعتبار أن السجل التجاري سندا‬
‫رسميا(‪ ،)30‬فإن العقوبة املقررة بنص املادة ‪ 34‬من القانون ‪ 04/08‬ال تتناسب مع العقوبة‬

‫‪479‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫الواردة في قانون العقوبات واملقررة لتزويراملحررات العمومية أوالرسمية(‪ ،)31‬وقد ذهب املشرع‬
‫إلى أكثر من ذلك فنزل بالعقوبة السالبة للحرية التي كانت مقررة في اإلطار السابق والتي تتراوح‬
‫بين ستة أشهروثالث سنوات(‪ .)32‬رغم أنه رفع العقوبة املالية إلى حد معتبر ‪ ،‬فهل هذه العقوبة‬
‫كافية للحد من هذه الجريمة ؟‬
‫طبعا الواقع يثبت أن العقوبة السالبة للحرية أكثر فعالية في ردع املخالفين واملجرمين‪.‬‬
‫وفي تقديرنا كان على املشرع أن يحافظ على العقوبة املقررة في اإلطار السابق مع تعزيزها برفع‬
‫العقوبة املالية ‪ ،‬أما بالشكل الحالي قد ال تساهم بالقدرالكافي في تطهيرالقطاع التجاري وسالمة‬
‫الوظائف املنوطة بالسجل التجاري التي كان يهدف إليها املشرع من خالل سنه القانون ‪.04/08‬‬
‫املطلب الخامس ‪ :‬جريمة عدم إشهارالبيانات القانونية‬
‫ِيؤدي السجل التجاري خدمة مهمة لفائدة جمهور املتعاملين مع التجار والشركات‬
‫التجارية نظرا للعالنية التي يتميز بها‪.‬ذلك أن ما يفيد في السجل التجاري من بيانات ال يحاط‬
‫بالسرية ‪،‬بل يعلن للجمهور الذي يمكنه االطالع على هذه البيانات كي يكون على علم بأية‬
‫معلومة تهمه معرفتها عن الحياة املهنية للتاجرأو الشركة التجارية(‪.)33‬‬
‫وتأكيدا على هذا املبدأ فقد رصد املشرع العقوبة التي يمكن أن تدفع امللزم للقيام باإلشهار‬
‫الالزم وتمنعه من التهاون أو التقاعس في استفاء هذا اإلجراء‪ .‬وهذا في حقيقته تعزيز للدور‬
‫إلشهاري للسجل التجاري‪.‬على اعتبارأن القانون السابق ‪ 90/22‬لم يتضمن هذه العقوبة‪ ،‬وقد‬
‫ميز املشرع في حالة ارتكاب هذه الجريمة بين كون مرتكبها شخصا طبيعيا أو شخصا اعتباريا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫بالنسبة للشخص االعتباري يعاقب على عدم إشهار البيانات املنصوص عليها في هذا‬
‫القانون بموجب املواد ‪ 11‬و ‪ 12‬بغرامة مالية من ‪ 30,000‬دج إلى ‪300,000‬دج(‪ .)34‬وفي هذا‬
‫اإلطارنشير إلي أن املشرع بموجب القانون‪ 13/06‬املعدل واملتمم للقانون ‪ 04/08‬قد استحدث‬
‫نظام املصالحة استثناءا في ما يتعلق بإجراءات إيداع حساب الشركات‪ ،‬إذ يقوم املديرالوالئي‬
‫للتجارة باقتراح غرامة الصلح بمبلغ مائة ألف دينار ‪ 100.000‬على التجارالذين لم يقوموا بهذا‬
‫اإلجراء ويبلغ االقتراح للمعني في اجل ‪ 7‬أيام ‪ ،‬وتمنح له مدة ‪ 30‬يوما إبتداءا من تاريخ تبليغ‬
‫القرار لدفع الغرامة لدى قابض الضرائب في مكان إقامته أو في مكان ارتكاب املخالفة ‪ ،‬ويؤدي‬
‫تسديد الغرامة إلى وقف املتابعة الجزائية ‪ .‬أما في حالة عدم التسوية فيرسل محضر معاينة‬
‫املخالفة إلى الجهة القضائية املختصة إقليميا(‪.)35‬‬
‫أما عقوبة الشخص الطبيعي املقررة بمناسبة عدم إشهار البيانات الواردة في نص املادة‬
‫‪ 15‬من القانون ‪ 04/08‬بعد تعديله ‪،‬فهي الغرامة من ‪10,000‬دج إلى ‪ 30,000‬دج(‪.)36‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪480‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫املطلب السادس ‪ :‬جريمة عدم تعديل بيانات مستخرج السجل التجاري‬


‫مما ال شك فيه أن عدم تعديل بيانات السجل التجاري ستترتب عليه فو�ضى في املعامالت‬
‫التجارية وسيسود جو من انعدام الثقة والطمأنينة‪ .‬وهذا ما يوثر على االستقرار في املعامالت‬
‫ويشكل مساسا بالنظام العام االقتصادي ‪ ،‬ومن هنا تبرز أهمية السجل التجاري في تعزيز‬
‫أسس هذا النظام(‪.)37‬‬
‫ولذلك اعتبر املشرع عدم تعديل بيانات مستخرج السجل التجاري في أجل ثالثة‬
‫أشهر(‪ )03‬إذا لم يتم تغييرعنوان الشخص الطبيعي التاجرأو تغييراملقراالجتماعي للشركة أو‬
‫تغييرعنوان املؤسسة أو املؤسسات الفرعية أو تعديل القانون األسا�سي للشركة جريمة يعاقب‬
‫عليها القانون وقد رصد لها الغرامة املالية من ‪ 10,000‬دج إلى ‪ 500,000‬دج‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك يحكم القا�ضي بشطب السجل التجاري للمعني اذا لم يقم بتسوية‬
‫وضعيته خالل ‪ 3‬أشهرإبتداءا من تاريخ معاينة الجريمة (‪.)38‬‬
‫واملالحظ أن املشرع رفع الحد األق�صى لهذه الجريمة الى‪ 500.000‬دج إذ كان قبل التعديل‬
‫يصل الى‪ .)39(100.000‬فالواضح أن هذا التعديل جاء بعد أن تبين للجهات املعنية تهاون امللزمين‬
‫في القيام بهذا اإلجراء‪.‬‬
‫لكن ما يستدعي االنتباه في هذه العقوبة أن املشرع ساوى بين الشخص الطبيعي‬
‫والشخص املعنوي ‪ ،‬رغم أنه فرق بينهما في عقوبة عدم إشهار البيانات فلم هذا التراجع عن‬
‫هذا املبدأ الذي يعتبرمنطقيا بالنظرإلى املالءة املالية للطرفين من جهة والى املخاطرالتي يمكن‬
‫أن تنجرعن الفعل املجرم بين الشخص الطبيعي والشخص املعنوي‪ .‬ومن ناحية أخرى نشيرإلى‬
‫أن الحاالت الخاصة بالتعديل الواردة في نص املادة ‪ 37‬املشارإليها سابقا أنها ليست على سبيل‬
‫الحصرذلك أن نصوصا أخرى قد أشارت إلى الحاالت التي تستوجب التعديل(‪.)40‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬الجرائم املتعلقة بممارسة النشاط التجاري والعقوبات املقررة لها‬
‫يتضمن مستخرج السجل التجاري الذي يسلم للتاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو‬
‫شخصا معنويا جميع البيانات التي تحدد هوية القائم بالنشاط التجاري وطبيعة النشاط‬
‫ومكان ممارسته‪ .‬وبالتالي فان أي تجاوز ملا هو محدد في مستخرج السجل التجاري يعد إخالال‬
‫باملقتضيات القانونية والتنظيمية ملمارسة األنشطة التجارية ‪ ،‬ومن هذا املنطلق اعتبر املشرع‬
‫أي وضعية مخالفة جريمة رصد لها العقوبة الالزمة لها و فيما يلي تفصيل ذلك ‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬جريمة منج وكالة ملمارسة النشاط التجاري‬
‫لم يوضح املشرع الجزائري في القانون ‪ 04/08‬املتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‬
‫مفهوم وكالة السجل التجاري‪ ،‬كما أن الكتابات املتخصصة لم تتطرق إلي هذا املوضوع ‪ ،‬وهو‬
‫األمرالذي دفعنا إلي محاولة تحديد معناها ‪ ،‬ومن ثمة الحكمة من تجريمها‪.‬‬
‫فالوكالة بشكل عام حسب القواعد العامة هي عقد بمقتضاه يفوض شخص شخصا‬
‫أخرللقيام بعمل �شيء لحساب املوكل وباسمه (‪ ،)41‬وفي القانون التجاري اتفاقية يلتزم بمقتضاها‬

‫‪481‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫الشخص عادة علي إبرام البيوع و الشراء وبوجه عام جميع العمليات التجارية باسم ولحساب‬
‫تاجر(‪.)42‬‬
‫وانطالقا مما سبق يمكن تعريف وكالة السجل التجاري على أنها عقد يلتزم بمقتضاه‬
‫شخص بممارسة النشاط التجاري وبصفة عامة جميع العمليات التي يقتضيها النشاط‬
‫بموجب مستخرج السجل التجاري من ابرم للعقود وإدارة وتسيير باسم ولحساب املوكل‬
‫صاحب مستخرج السجل التجاري‪.‬ومن خالل هذا التعريف فان صفة املوكل ال تثيرإشكاال فهو‬
‫تاجر في اإلطار القانوني الذي تقتضيه الشروط املحددة لذلك والتي من بينها القيد في السجل‬
‫التجاري ‪ ،‬لكن الذي يثيراإلشكال هو صفة الوكيل في هذه الوكالة والتي نعتقد أنها كانت السبب‬
‫في التجريم‪ ،‬إذ يتضح لنا من التعريف السابق أن الوكيل ليس تاجرا من الناحية القانونية‬
‫والعمل بالنسبة إليه عمل مدني‪ ،‬وهو غيرمسؤول عن تنفيذ االلتزامات التعاقدية تجاه الغير‪،‬‬
‫وكل اآلثارتنصرف إلى املوكل صاحب مستخرج السجل التجاري ‪.‬‬
‫وزيادة على ذلك فان الوكيل في هذه الوكالة ال يمكن تصوره إال شخصا طبيعيا ‪ ،‬ذلك‬
‫الن الوكيل في الشركات التجارية يتحدد بموجب عقد الشركة التأسي�سي ‪ ،‬وإذا كان املشرع‬
‫قد جرم هذه الوكالة فمعروف انه ال يخرج بالفعل من دائرة اإلباحة إلى التجريم إال إذا ثبتت‬
‫خطورته وتهديده للمصالح العامة والخاصة‪ .‬وإذا كان عقد وكالة السجل التجاري في شكله‬
‫وظاهره سليم وقانوني‪،‬فان الوكيل في باطن األمر و واقعه يمارس النشاط التجاري لحسابه‬
‫وفائدته الشخصية تحت ستار وكالة السجل التجاري‪ ،‬األمر الذي يشكل خطورة على املصالح‬
‫العامة واملصالح الخاصة ‪.‬إذ يسمح له بالتملص واإلفالت من االلتزامات املهنية املفروضة على‬
‫التاجر املقيد خاصة تلك التي تفرضها شروط ممارسة النشاط التجاري كالديون الضريبية‪،‬‬
‫وااللتزام بالتأمين في الضمان االجتماعي أو غيرها من االشتراكات‪ .‬فضال عن هذا ما يمكن أن‬
‫ينتج على هذه الوكالة من تغليط وتضليل وما يمكن أن يخلفه الوكيل من ديون تجاه الغيرعلى‬
‫املحل التجاري بعد انسحابه من املحل أو إلغاء وكالة السجل التجاري‪.‬‬
‫وهذا فعال ما عرفه الواقع العملي باتساع دائرة وكالة السجل التجاري‪ ،‬وذلك مقابل‬
‫أجرة أو نسبة من األرباح(‪ ،)43‬وما نتج عنه من منازعات كثيرة أمام الجهات القضائية بين املوكل‬
‫والوكيل من جهة وبين املوكل والغيرسواء كانوا تجارا أو هيئات أو إدارات عمومية ‪.‬‬
‫وعليه كان لزاما على املشرع التدخل لوضع حد لهذا الخلل الذي أثر سلبا على واقع‬
‫الحياة التجارية‪ ،‬فاعتبر أن منح الوكالة ملمارسة نشاط تجاري باسم صاحب السجل التجاري‬
‫لشخص آخرمهما يكن شكل هذه الوكالة باستثناء الزوج واألصول والفروع من الدرجة األولى‪،‬‬
‫جريمة يعاقب على ارتكابها بغرامة من ‪ 1,000,000‬دج إلى ‪ 5,000,000‬دج (‪ ، )44‬ووسع من دائرة‬
‫األشخاص الذين تطالهم العقوبة إذ تطبق على صاحب السجل التجاري وعلى املستفيد من‬
‫الوكالة وعلى املوثق أو أي شخص آخر قام بتحريرها وعالوة على ذلك يأمر القا�ضي تلقائيا‬
‫بشطب السجل التجاري موضوع الجريمة(‪ )45‬واملتأمل في هذه العقوبة املغلظة جدا في قيمتها‬
‫املالية واتساع األشخاص الذين شملتهم ‪ ،‬يدرك ويتأكد أن الوكالة الخاصة بالسجل التجاري‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪482‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫من أهم األسباب التي تؤدي إلي فقد الثقة واالتمان الذين ينبني عليهما العمل التجاري وتضرب‬
‫بمصداقية التسجيل في السجل التجاري في الصميم من خالل تعطيل وظيفته االشهارية‬
‫ووظيفته القانونية لذلك رصد لها هذه العقوبة والتي من شانها أن تردع كل مخالف ‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬جريمة ممارسة نشاط تجاري قاردون حيازة محل تجاري‬
‫حفاظا على طبيعة التسجيل في السجل التجاري من خالل تعدد طبيعة القيود فيه‪،‬‬
‫والتي تستمد أسسها من مدونة النشاطات االقتصادية الخاضعة للقيد في السجل التجاري‬
‫(‪ ،)46‬والتي تراعي الشروط املتعلقة بصحة املستهلكين وحمايتهم كما تراعي أيضا حماية املحيط‬
‫واآلثار واألماكن التاريخية وكذا احترام النظام العام(‪ )47‬فضال عن الشروط التقنية والبيئية‬
‫ملمارسة النشاطات التجارية‪،‬حيث ال تقبل ممارستها إال في مكان قار ووفق الشروط املطلوبة‪،‬‬
‫وحفاظا على الفضاءات التجارية من التجار املخالفين الذين ال يحترمون الشروط الالزمة‬
‫لتواجد وتنظيم األنشطة التجارية (‪ )48‬فإن ممارسة نشاط تجاري قار دون حيازة محل تجاري‬
‫هي جريمة يعاقب عليها القانون بغرامة من ‪ 10,000‬دج إلى ‪ 100,000‬دج وفي حالة عدم التسوية‬
‫خالل ثالثة أشهر(‪ )03‬ابتداء من تاريخ معاينة الجريمة ويقوم القا�ضي تلقائيا بشطب السجل‬
‫التجاري(‪ )49‬وهو األمر الذي قضت به املحكمة العليا حيث اعتبرت أن السجل التجاري الذي‬
‫يمارس به املتهم النشاط التجاري سلم له ملمارسة نشاط قار وليس نشاطا غير قار وقد ضبط‬
‫يمارس تجارة متنقلة‪ ،‬وبالتالي يمارس نشاط تجاري بدون سجل تجاري‪ .‬في نشاط غير قار‪،‬‬
‫وبذلك يجب عدم تغييراختصاص السجل التجاري ألن العبرة كانت عند اجراء القيد بممارسة‬
‫نشاط قاروليس غيرقار(‪.)50‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬جريمة ممارسة نشاط أو مهنة مقننة دون الرخصة أو االعتماد‬
‫حدد املشرع الجزائري األسس التي تحكم األنشطة املقننة والتي يجب ان تكون موضوع‬
‫تأطيرقانوني خاص مرتبط بمجاالت محددة نظرا لكونها ترتبط بانشغاالت ومصالح تمس النظام‬
‫العام(‪ )51‬ولذلك يمنع القانون ممارستها قبل الحصول على الرخصة أو االعتماد املطلوبين‪،‬‬
‫واألمرذاته ينطبق على املنشآت املصنفة ‪.‬‬
‫ولذلك اعتبراملشرع ممارستها خارج اإلطارالقانوني الذي يضبطها جريمة يعاقب القانون‬
‫على ممارستها دون الرخصة أو االعتماد املطلوبين بغرامة من ‪ 50,000‬دج إلى ‪ 500,000‬دج ‪،‬‬
‫وعالوة على ذلك يأمرالقا�ضي بغلق املحل التجاري ‪.‬‬
‫وفي حالة عدم تسوية هذه الوضعية خالل ثالثة أشهر (‪ )03‬ابتداء من تاريخ معاينة‬
‫الجريمة يقوم القا�ضي تلقائيا بشطب السجل التجاري‪ ،‬مع مراعاة العقوبات املنصوص عليها‬
‫في التشريع الذي يحكم األنشطة واملهن املقننة (‪.)52‬‬

‫‪483‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫املطلب الرابع ‪ :‬جريمة ممارسة تجارة خارجة عن‬


‫موضوع التسجيل في السجل التجاري‬
‫دعما لتعزيز الدور املتوخى من السجل التجاري واألطر القانونية املتعلقة به والسيما‬
‫مدونة النشاطات االقتصادية الخاضعة للقيد في السجل التجاري‪ ،‬والتي تشكل مرجعا قياسيا‬
‫إلزاميا قصد التعرف على كل نشاط اقتصادي يكون موضوع قيد في السجل التجاري‪ ،‬ال يمكن‬
‫أن يتم قيد شخص في السجل ما لم يرجع فيه إلي املدونة والتأكد من تضمنها ذلك النشاط‬
‫املطلوب قيده(‪ ،)53‬إذا أن كل نشاط تجاري يمارس مندرج في قطاع نشاط معين وبرمز محدد‬
‫وتسمية مناسبة تحدد فيه وبكل دقة طبيعة املواد واألشياء املسموح بممارستها‪.‬ولذلك فان‬
‫أي خروج عن اإلطار املحدد في املدونة وطبقا ملا هو متضمن في مستخرج السجل التجاري يعد‬
‫جريمة يعاقب عليها بالغلق املؤقت للمحل التجاري ملدة شهر واحد (‪ )01‬وبغرامة من ‪20,000‬‬
‫دج إلى ‪ 200,000‬دج ‪.‬‬
‫وفي حالة عدم التسوية خالل شهرين ابتداء من تاريخ معاينة الجريمة يقوم القا�ضي‬
‫تلقائيا بشطب السجل التجاري(‪ .)54‬ولإلشارة فان املشرع عبر عنها بممارسة تجارة خارجة‬
‫عن السجل التجاري‪ ،‬وكان األولى أن يعبر عنها بتجارة خارجة عن موضوع التسجيل بالسجل‬
‫التجاري‪ ،‬ألنه ال يمكن تصور تجارة خارجة عن السجل التجاري إال إذا كانت مخالفة للنظام‬
‫العام ومخالفة لآلداب العامة‪.‬‬
‫املطلب الخامس ‪ :‬جريمة عدم االلتزام بنظام املداومة‬
‫وهي من العقوبات تم تفعيلها بموجب القانون ‪ 13/06‬حيث نص عليها القانون ‪04/08‬‬
‫بموجب املادة ‪ 22‬منه والتي تنص على ‪“ :‬يمكن كل شخص طبيعي أو اعتباري يمارس نشاطا‬
‫تجاريا التوقف عن ممارسة تجارته أثناء العطل األسبوعية و‪ /‬أو السنوية ‪.‬‬
‫تحدد شروط وكيفيات تطبيق أحكام هذه املادة عن طريق التنظيم”‪.‬‬
‫غيرأن هذا التنظيم لم يصدرليتم بيان تطبيق هذه املادة بالقانون ‪ ، 13/06‬إذ بصدوره‬
‫أعطيت للوالي صالحية إصدار قرار بموجبه يحدد القائمة االسمية للتجار امللزمين بضمان‬
‫املداومة من اجل ضمان استمرارتموين السكان باملنتجات والخدمات ذات االستهالك الواسع‬
‫تموينا منتظما‪ ،‬في فترات التوقف عن ممارسة النشاط خاصة بسبب العطل األسبوعية أو‬
‫السنوية أو بسبب األعياد الرسمية(‪ .)55‬وبالتالي إن عدم ضمان الخدمة العامة من خالل عدم‬
‫االمتثال لقرارالوالي يعد جريمة يعاقب عليها القانون بغرامة تتراوح بين ‪ 30,000‬دج و ‪200,000‬‬
‫دج ‪.‬‬
‫غير أنه يمكن للمدير الوالئي للتجارة أن يقترح غرامة الصلح بقيمة ‪ 100,000‬دج التي‬
‫توقف املتابعة الجزائية‪ ،‬و ال يستفيد املخالف إذا كان في حالة عود من غرامة الصلح كسبيل‬
‫النقضاء الدعوى العمومية في حقه (‪.)56‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪484‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫ما يمكن قوله فيما يتعلق بنظام الجزاءات أن املشرع الجزائري تبنى فلسفة جديدة لردع‬
‫املخالفين لنظام التسجيل في السجل التجاري‪ ،‬أساسها ضرب التاجرفي الهدف الذي يسعى إلي‬
‫تحقيقه ‪ ،‬واملتمثل في تحقيق الربح برفع الغرامات إلي الحد الذي من شأنه أن يمنع أو يقلل من‬
‫التجاوزات التي يمكن أن تمس بسالمة اإلطارالعام لشروط ممارسة األنشطة التجارية وبالتالي‬
‫فهو يكرس لقواعد قانونية هدفها استعادة األموال التي تم جمعها بطريقة غيرقانونية ‪.‬‬
‫و تم إدراج عقوبات جديدة كغلق املحل التجاري وحجز السلع و وسائل النقل بالنسبة‬
‫للتجاراملتنقلين الذين يمارسون النشاط دون التسجيل في السجل التجاري‪ .‬باإلضافة إلى الغلق‬
‫اإلداري للمحل وانتهاء بالشطب من السجل التجاري ‪.‬‬
‫كما تعزز هذا اإلطار بآلية جديدة تتمثل في غرامة الصلح والتي يسعى من خاللها املشرع‬
‫إلي ضمان استمرار التاجر في نشاطه حفاظا على مصالحه الخاصة وما قد تنطوي عليه من‬
‫مصالح للعامة‪ ،‬ودعما الستقراراملعامالت التجارية ‪.‬‬
‫إن هذه العقوبات من شأنها أن تساهم في تطهير قطاع التجارة وتدعيم نزاهة املعامالت‬
‫التجارية و تحقيق األهداف املتوخاة من السجل التجاري‪ .‬إذا تم تفعيل أجهزة الرقابة املكلفة‬
‫في هذا الشأن‪ ،‬رغم ما يعتريها في تقديرنا من قصور إذ أن بعضها نراه ال يساهم بشكل فعال في‬
‫محاربة الجرائم املتعلقة بالسجل التجاري وفي تطهير القطاع التجاري‪ ،‬وخاصة املادتان ‪ 33‬و‬
‫‪ 34‬منه ‪ ،‬املتعلقتان باإلدالء بتصريحات غير صحيحة من أجل التسجيل في السجل التجاري‪،‬‬
‫وتزوير مستخرج السجل التجاري أو الوثائق املرتبطة به‪ .‬باإلضافة الى املساواة بين الشخص‬
‫الطبيعي والشخص املعنوي في بعض العقوبات التي تتعلق بالجانب املالي رغم أنه تم التمييز‬
‫بينهما في البعض األخر‪.‬‬
‫وعموما فإن املشرع الجزائري لم يجعل من التسجيل بمختلف عملياته قيدا وتعديال‬
‫وشطبا التزاما أدبيا أ ومعنويا أومجرد أداة رسمية يقبل عليها التجاروالشركات التجارية‪ ،‬لحماية‬
‫األسماء التجارية والشعارات ولإلثبات أمام القضاء أثناء املنازعات‪ ،‬بل جعل منه التزاما جبريا‬
‫مقترنا بالجزاءات الجنائية التي تردع املخالفين بالنظر إلي األدوار التي تقوم بها هذه املؤسسة‬
‫‪ .‬سواء كانت اقتصادية أو اشهارية أو قانونية أو إحصائية‪ ،‬ولصالح النظام العام االقتصادي‬
‫تجارا ودولة ومستهلكين‪.‬‬
‫وبعد استعراضنا ملجموع الجزاءات يتبين لنا أن املشرع سعى إلي وضع قواعد جزائية‬
‫خاصة في مجال السجل التجاري على غرار نهجه في تخصيص كثير من القواعد الخاصة‬
‫بجزاءات جنائية مستقلة ‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يمكن القول أن القانون ‪ 04/08‬املعدل واملتمم جاء بإطار جديد في‬
‫ما يخص الجزاءات إلى حد يمكن أن تسميته القانون الجنائي للسجل التجاري حيث تضمن‬
‫خمسة عشرة(‪ )15‬مادة من أصل اثنتان وأربعون (‪ )42‬مادة يتضمنها هذا القانون(‪ ،)57‬عززت‬
‫‪485‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫فاعلية أحكامه لضمان الحماية لقواعد السجل التجاري حتى يؤدي هذا األخير الدور املنتظر‬
‫منه‪.‬‬
‫الهوامش ‪:‬‬
‫‪ 1‬انظراملادة ‪ 14‬من املرسوم التنفيذي ‪ 97/41‬املؤرخ في ‪ 18‬جانفي املتعلق بشروط القيد في السجل التجاري ‪ ،‬ج ر ‪ ،‬عدد ‪ 05‬بتاريخ‬
‫‪.19/01/1997‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ 2‬محمد الفروجي ‪ ،‬التاجروقانو التجارة املغربي‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية على ضوء القانو املغربي والقانو املقار و االجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1999 ،‬ص‪.295‬‬
‫‪ 3‬عزالدين بنستي‪ ،‬دراسات في القانون التجاري املغربي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬النظرية العامة للتجارة والتجار‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدارالبيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2001،‬ص‪.224‬‬
‫‪ 4‬ج ‪ .‬ريبير ‪ ،‬ر ‪ .‬روبلوا‪ ،‬املطول في القانون التجاري ‪ ،‬الجزء األول ’ التجار‪ ،‬محاكم التجارة ‪ ،‬امللكية الصناعية‪ ،‬املنافسة‪ ،‬تحيين‬
‫لويس قوجال‪ ،‬ترجمه منصور القا�ضي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2007،‬مجد املؤسسة الجامعية للدراسات والنشروالتوزيع ‪ ،‬ص‪.283‬‬
‫‪ 5‬محمد الفروجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.294،295‬‬
‫‪ 6‬املبروك بن مو�سى ‪،‬أثارالترسيم بالسجل التجاري‪ ،‬مجلة القضاء والتشريع‪ ,‬العدد‪ ،5‬ماي ‪ ،1998‬مركزالدراسات القانونية‬
‫والقضائية ‪ ،‬تونس‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 7‬أنظراملادة من ‪ ،26‬من القانون ‪ 90/22‬املؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪ ، 1990‬املتعلق بالسجل التجاري‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‪ ، 36‬بتاريخ ‪ 22‬أوت ‪.1990‬‬
‫‪ 8‬أنظراملادة ‪ ،27‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 9‬أنظراملادة ‪ ،28‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 10‬أنظراملادة ‪ ،2‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 11‬أنظراملادة ‪ ،30‬من القانون ‪ ،04/08‬املؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2004‬املتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية ‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ، 52‬بتاريخ‬
‫‪ 18‬أوت ‪. 2004‬‬
‫‪ 12‬أنظراملادة ‪، 28‬من األمر ‪ 75/59‬املرجع السابق‬
‫‪ 13‬أنظراملادة‪ ،4‬ف‪ ، 2‬من القانون ‪ 04/08‬مرجع السابق‬
‫‪ 14‬أنظراملادة ‪ ،31‬املرجع نقسه‪.‬‬
‫‪ 15‬أنظراملادة ‪ ،32‬املرجع نقسه‪.‬‬
‫‪ 16‬أنظرالقانون ‪ .04/02‬املؤرخ في ‪ 23‬جوان ‪ ، 2004‬يحدد القواعد املطبقة على املمارسات التجارية ‪ ،‬ج ر‪،‬عدد ‪ ، 41‬بتاريخ‬
‫‪.27/07/2004‬‬
‫‪ 17‬أنظراملادة ‪ ،26‬من القانون ‪.90/22‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 18‬أنظراملادة ‪ ،4‬من القراراملؤرخ في ‪ 13‬جوان ‪،2011‬يحدد مدة صالحية مستخرج السجل التجاري املمنوح للخاضعين ملمارسة‬
‫بعض األنشطة ‪ ،‬ج ر ‪،‬عدد ‪ ،36‬بتاريخ ‪ 29‬يونيو ‪.2011‬‬
‫‪ 19‬أنظراملادة ‪ ،2‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 20‬أنظراملادة ‪ ،9‬ف‪ 1‬من القانون ‪ ،13/06‬املؤرخ في ‪ 23‬يوليو‪ ،‬يعدل ويتمم القانون ‪ ، 04/08‬املؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ، 2004‬املتعلق‬
‫بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،39‬بتاريخ ‪ 31‬يوليو ‪.2013‬‬
‫‪ 21‬عبد القادرالعضراوي ‪ ،‬أفق السجل التجاري في سنة ‪ ،2000‬الطبعة األولى ‪ ، 1999‬مكتبة الشباب الرباط املغرب ‪ ،‬ص ‪.51، 50‬‬
‫‪ 22‬أنظراملادة ‪، 9‬فقرة ‪ 2‬من القانون ‪ ،13/06‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 23‬محمد لفروجي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.309‬‬
‫‪ 24‬أنظراملادة ‪ 27‬من القانون ‪.90/22‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 25‬أنظراملادة ‪ 33‬من القانون ‪ ،04/08‬مرجع سابق‬
‫‪ 26‬قارن بين نص املادة ‪ 8‬من القانون ‪ .04/08‬مرجع السابق‪ ،‬واملادة ‪ 2‬من القانون ‪ ،13/06‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 27‬علي بن غانم ‪ ،‬الوجيزفي القانون التجاري وقانون األعمال ‪ ،‬املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية‪ ،2002،‬ص‪.159، 158‬‬
‫‪ 28‬زايدي خالد ‪ ،‬القيد في السجل التجاري ‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ، 2006/2007 ،‬ص ‪.393‬‬
‫‪ 29‬أنظراملادة ‪ ،34‬من القانون ‪ 04/08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 30‬أنظراملادة ‪ ، 2‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 31‬أنظراملادة ‪ 214‬من األمر ‪،66/156‬املؤرخ في ‪ 08‬يونيو ‪ ، 1966‬يتضمن قانون العقوبات ج ر‪ ،‬عدد ‪ ، 49‬بتاريخ ‪ 11‬يونيو‪1966‬‬
‫‪،‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ 32‬انظراملادة ‪ ،28‬من القانون ‪ ،90/22‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 33‬محمد لفروجي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪486‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫الجرائم والجزاءات املتعلقة بشروط‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد الثاني‬
‫ممارسة األنشطة التجارية‬

‫‪ 34‬أنظراملادة ‪ 35‬من القانون ‪ ،04/08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 35‬أنظراملادة ‪ ،9‬فقرة ‪ 02‬من القانون ‪ 13/06‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 36‬أنظراملادة ‪ 36‬من القانون ‪ ، 04/08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 37‬محمد التدالوي‪ ،‬السجل التجاري ودوره في حماية النظام العام االقتصادي‪ ،‬واقع وآفاق مجلة امللف ‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬ماي‬
‫‪ ، 2005‬املغرب‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ 38‬أنظراملادة ‪ 10‬من القانون ‪ ،13/06‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 39‬أنظراملادة ‪ 37‬من القانون ‪ ، 04/08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 40‬أنظراملواد ‪ 20 ،17،19‬من املرسوم التنفيذي ‪ 97/41‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 41‬أنظراملادة ‪ 571‬من األمررقم ‪ 75/58‬املؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬املتضمن القانون املدني‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 78‬بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪1975‬‬
‫‪ ،‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ 42‬أنظراملادة ‪ 34‬من األمر ‪ 75/59‬املؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ 1975‬املتضمن القانون التجاري ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 101‬بتاريخ ‪، 19/12/1975‬‬
‫املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ 43‬زايدي خالد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.384‬‬
‫‪ 44‬أنظراملادة ‪ 38‬ف‪ 1‬من القانون ‪ 04/08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 45‬أنظراملادة ‪ ،38‬ف ‪ ، 2‬املرجع نقسه‪.‬‬
‫‪ 46‬أنظراملادة ‪ 23‬من القانون ‪ 04/08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 47‬أنظراملواد ‪ 26،27‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 48‬أنظراملرسوم التنفيذي ‪ 12/111‬املؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ 2012‬يحدد شروط وكيفيات إنشاء وتنظيم الفضاءات التجارية وممارسة‬
‫بعض األنشطة التجارية‪،‬ج ر ‪ 15،‬بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪.20 12‬‬
‫‪ 49‬أنظراملادة ‪ 39‬من القانون ‪ 04/08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 50‬أنظرقراراملحكمة العليا رقم‪ 97936‬املؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ ،1993‬املجلة القضائية العدد‪،1994، 2‬ص ‪.296‬‬
‫‪ 51‬أنظراملادة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي ‪ 97/40‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 52‬أنظراملادة املادة ‪ 40‬من القانون ‪ 04/08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 53‬قاستل نور الدين ‪ ،‬القيد في السجل التجاري وفي سجل الصناعات التقليدية والحرف‪( ،‬دراسة مقارنة) الطبعة األولى ‪2009‬‬
‫منشورات بغدادي ‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ 54‬أنظراملادة املادة ‪ 41‬من القانون ‪ 04/08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 55‬أنظراملادة ‪ 8‬من القانون ‪ 13/06‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 56‬أنظراملادة ‪ ، 11‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 57‬أنظرالقانون ‪ ، 04/08‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪487‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬

You might also like