You are on page 1of 4

‫المبحث األول‪ :‬تأسيس المقاولة اإلعالمية استنادا لمقتضيات القانون التجاري وقانون الشركات‬

‫قبل االقدام على المرحلة العملية للمقاولة اإلعالمية‪ ،‬فردية كانت ام جماعية‪ ،‬يجب على المؤسس او المؤسسين القيام‬
‫بدراسة بعض المراحل‪ ،‬التي تسهل عليهم الحصول على المعلومات الكافية التي تساعدهم على اتخاذ القرار لتأسيس‬
‫المقاولة اإلعالمية في أفضل الظروف‪ ،‬وقد تم حصر هذه المراحل في مرحلتين أساسيتين‪ ،‬أولهما مرحلة دراسة الجدوى‪،‬‬
‫وهي مرحلة تمهيدية تهتم بدراسة السوق وببعض الدراسات التقنية األساسية من مستلزمات التأسيس والتجهيزات‬
‫والمعدات‪ ،‬كما تهتم بدراسة الجانب المالي‪ ،‬وخالل هذه المرحلة يكون من الملح تحديد الشكل واالطار القانوني الذي‬
‫ستتخذه المقاولة‪ ،‬والذي يتحدد وفق مجموعة من المحددات يتم دراستها خالل نفس المرحلة ‪-‬أي مرحلة دراسة الجدوى‪، -‬‬
‫كطبيعة النشاط والحاجيات المالية للمقاولة‪ ،‬مع مراعات تسيير المقاولة ومدى قدرة صاحب المقاولة على العمل مع شركاء‬
‫آخرين او تفضيله العمل بشكل منفرد‪ ،‬ومنه تتحدد ما إذا ستتخذ المؤسسة شكل مقاولة ذاتية أم شركة‪ ،‬واستنادا لهذا القالب‬
‫التأسيسي تأتي مرحلة اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬التي تتباين إذا ما كنا بصدد انشاء مقاولة جماعية )المطلب األول( او بصدد‬
‫تأسيس مقاولة فردية ) المطلب الثاني(‪ ،‬كل ذلك في اطار القانون ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة والقانونين ‪17.95‬‬
‫المتعلق بشركات المساهمة و‪ 05.96‬المتعلق بالشركات التجارية‪ .‬المطلب األول‪ :‬تأسيس الشركة او المقاولة الجماعية بعد‬
‫ان يتم تحديد الطبيعة القانونية للمقاولة كخطوة ال غنى عنها‪ ،‬فإننا نبدأ في مسلسل اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وهو إما عبارة عن‬
‫مسطرة مرنة تهم المقاولة الفردية‪ ،‬وإما مسطرة صارمة تهم المقاولة الجماعية أو الشركة التجارية‪ ،‬والتي بدورها تتقيد‬
‫بإجراءات يفرضها اإلطار القانوني لكل شركة فيمكن أن تتخذ شكل شركات أموال كشركات المساهمة )‪) SA‬او الشركات‬
‫محدودة المسؤولية)‪ ...،)SARL‬او ‪ .ً..،‬وهذه اإلجراءات نتطرق لها على شركات أشخاص كشركة التضامن مثال الشكل‬
‫اآلتي ‪ :‬أوال ‪ :‬الشهادة السلبية اإلجراء األول في طريق انشاء المقاولة يتمثل في تحديد اسم الشركة‪ ،‬والحصول على‬
‫الشهادة السلبية‪ ،‬وهي الوثيقة التي تثبت أن االسم أو االختصار أو عنوان المحل المطلوب لم يتم استخدامه من قبل وأنه‬
‫يمكن تسجيله بالسجل التجاري‪ .‬يتعلق هذا اإلجراء بجميع الشركات التجارية‪ ،‬باستثناء المقاوالت الفردية التي ليس لها‬
‫شعار خاص بها؛ ويمكن الحصول على هذه الشهادة إما عن طريق تقديم الطلب مباشرة لدى المركز الجهوي لالستثمار‪،‬‬
‫مصحوبًة بالمستندات الالزمة؛ وإما إلكترونيا عن طريق الدخول الى الموقع االلكتروني للمكتب المغربي للملكية الصناعية‬
‫والتجارية ) ‪ ،) OMPIC‬الذي يقدم خدمة طلب الشهادة السلبية عبر شبكة االنترنيت‪ .‬سحبها خالل أجل تجدر اإلشارة إلى‬
‫أن الشهادة السلبية تعتبر باطلة إذا لم يتم شهر واحد من تاريخ صدورها‪ ،‬كما تعتبر الغية إذا لم يتم إيداعها لدى مصلحة‬
‫السجل التجاري من أجل التسجيل خالل أَج ل سنة واحدة من تاريخ إصدارها‪ .‬ثانيا ‪ :‬تحديد مقر المقاولة تحديد تسمية‬
‫للمقاولة أو الشركة البد من التفكير في انتقاء محل بعد أن يتم يُ ستغل كمقر للمقاولة‪ ،‬وذلك من خالل عقد يثبت طبيعة‬
‫العالقة بين العقار المراد استغالله وصاحب المقاولة‪ ،‬الذي قد يتخذ تالث أشكال‪ ،‬فإما أن يكون عقد إيجار باسم الشركة‪،‬‬
‫والذي يجب أن يحمل توقيعات مصادق عليها؛ أو عقد شراء للمقر أو األصل التجاري‪- ،‬هذان العقدان يتمان وفق‬
‫المقتضيات القانونية الجاري العمل بها بالنسبة لعقدي البيع وال كراء‪ -‬وقد يتم الحصول على مقر للمقاولة عبر عقد‬
‫التوطين‪ ،‬والذي يُ قصد به أن يختار الشخص االعتباري المقر االجتماعي لدى شخص آخر اعتباري أو ذاتي‪ ،‬و يُ عد‬
‫التوطين البديل المثالي بالنسبة ألرباب المقاوالت ومسيري الشركات‪ ،‬ويجب أن يحمل العقد توقيع المالك المصادق عليه‬
‫على الورق الرسمي للشركة‪ ،‬الذي يحمل العنوان الدقيق لهذه األخيرة ورقم السجل التجاري ورقم التسجيل في جدول‬
‫الضريبة المهنية ورقم التعريف الضريبي‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن مدة صالحية شهادة التوطين ال تتجاوز ستة أشهر‪ ،‬وبعد‬
‫) ‪ ( 21‬مرور هذه المدة‪ ،‬يجب أن تقدم الشركة شهادة توطين جديدة للمحكمة‪ .‬ثالثا ‪ :‬صياغة األنظمة األساسية عمل‬
‫المشرع على إلزام الشركاء عند تأسيس المقاولة التجارية اعتماد صيغة أو شكل الكتابة للتعبير عن إرادتهم‪ .‬هكذا فقد‬
‫حددت المادة ‪ 45‬من مدونة التجارة‪ ،‬البيانات التي يتعين على الشركات التجارية أن تصرح بها في تسجيلها وهي‪1- :‬‬
‫األسماء الشخصية والعائلية للشركاء غير المساهمين أو الموصين‪ ،‬وتاريخ ومكان االزدياد‪ ،‬وجنسية كل واحد منهم‪ ،‬وكذا‬
‫رقم بطاقة التعريف الوطنية‪ ،‬أو رقم بطاقة التسجيل بالنسبة لألجانب المقيمين‪ ،‬أو جواز السفر أو ما يقوم مقامه إلثبات‬
‫الهوية بالنسبة لألجانب غير المقيمين؛ ‪ 2-‬عنوان الشركة أو تسميتها و بيان تاريخ الشهادة السلبية المسلمة من السجل‬
‫التجاري المركزي؛ ‪ 3-‬غرض الشركة؛ ‪ 4‬النشاط المزاول فعليا؛ ‪ 5-‬المقر االجتماعي واألمكنة التي للشركة فيها فروع‬
‫في المغرب أو الخارج إن وجدت‪ ،‬وكذا رقم التسجيل في جدول الضريبة المهنية )البتانتا(؛ ‪ 6-‬أسماء الشركاء أو األغيار‬
‫المرخص لهم بإدارة وتسيير الشركة والتوقيع باسمها وتاريخ ومكان االزدياد وجنسياتهم وكذا رقم بطاقة التعريف الوطنية‬
‫أو رقم بطاقة التسجيل بالنسبة لألجانب المقيمين أو جواز السفر أو ما يقوم مقامه إلثبات الهوية بالنسبة لألجانب غير‬
‫المقيمين؛ ‪ 7-‬الشكل القانوني للشركة؛ ‪ 8-‬مبلغ رأس مال الشركة؛ ‪ 9-‬المبلغ الذي يجب أال يقل عنه رأس المال إن كانت‬
‫الشركة ذات رأس مال قابل للتغيير؛ ‪ 10-‬تاريخ بداية الشركة والتاريخ المحدد النتهائها؛ ‪ 11-‬تاريخ إيداع النظام‬
‫األساسي لدى كتابة الضبط ورقمه‪ .‬هذا وقد عدد البند الثاني من المادة الثانية من قرار وزير العدل المتعلق بتحديد‬
‫استمارات التصريح بالتقييد في السجل التجاري وتحديد قائمة العقود واألوراق المثبتة المشفوع بها التصريح المذكور‬
‫األوراق التي يتعين على الشركات التجارية أن يشفع بها التصريح‪ ،‬وهذه األوراق هي ‪ 1- :‬اإليصال بإيداع العقود‬
‫والوثائق المنصوص عليها قانونا‪ ،‬بكتابة ضبط المحكمة ‪2-‬شهادة التقييد في جدول الضريبة المهنية )البتانتا( ‪ 3-‬صورة‬
‫لبطاقة التعريف الوطنية بالنسبة إلى التاجر المغربي‪ ،‬أو صورة لبطاقة التسجيل بالنسبة إلى األجانب المقيمين‪ ،‬وذلك فيما‬
‫يخص الشركاء غير المساهمين و الشركاء الموصين والشركاء أواألغيار المرخص لهم بإدارة وتسيير الشركة و التوقيع‬
‫باسمها ‪ ،‬وكذا المسيرين و أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير‪ ،‬والمديرينً المعينين خالل مدة قيام الشركة ‪ ،‬وإذا‬
‫كان أحد هؤالء األشخاص‪ ،‬شخصا معنويا فيجب اإلدالء بشهادة التسجيل او ما يقوم مقامها‪ 4- .‬شهادة تثبت حقيقة‬
‫الشخص المعنوي تسلمها السلطة الدبلوماسية أو القنصلية‪ ،‬وتتضمن عنوان مقر الشركة بالنسبة إلى الممثليات أو الوكاالت‬
‫التجار ية للدول أو الجماعات العامة أو المؤسسات العامة األجنبية ‪- 5 .‬الشهادة السلبية رابعا ‪ :‬إعداد بيانات االكتتاب يهم‬
‫هذا اإلجراء المقاوالت التي تتخذ شكل شركات المساهمة‪ ،‬وشركات المساهمة المبسطة وشركات التوصية باألسهم‪ .‬وبيان‬
‫االكتتاب هو الوثيقة التي يجب مألها من قبل الشخص الذي يود المشاركة في تكوين رأسمال الشركة‪ ،‬وتمثل هذه الوثيقة‬
‫وعدا للمساهمة نقدا‪ .‬ويعرفه بعض الفقه بأنه تصرف بإرادة منفردة يعلن المكتتب بإرادة وعن طواعية رغبته في االنضمام‬
‫الى الشركة والمساهمة في رأس مالها‪ ،‬عبر تقديم حصة نقدية‪ .‬بعدها يتم إعداد التصريح باالكتتاب والتحويل‪ ،‬وهو وثيقة‬
‫معدة وموقعة من مجلس اإلدارة والتي يصرح فيها بمبلغ المساهمة من قبل المساهمين‪ .‬طرف رئيس خامسا ‪ :‬تجميد‬
‫األموال يتم تجميد األموال لدى البنك باعتباره الجهة المعنية بإنجاز هذه المرحلة‪ ،‬حيث يزود المؤسسين بشهادة بنكية‬
‫تسمى "شهادة التجميد" التي تثبت أنه يملك األموال الكافية والالزمة المطلوبة من طرف القانون‪.‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪" :‬تودع األموال المستخلصة نقدا باسم الشركة التي‬
‫هي في طور التأسيس في حساب بنكي مجمد مع قائمة للمكتتبين تبين المبالغ التي دفعها كل واحد منهم‪ .‬يجب أن يتم هذا‬
‫اإليداع داخل أجل ثمانية أيام ابتداء من تلقي األموال‪ ".‬أما بالنسبة للشركات ذات المسؤولية المحدودة‪ ( 24) ،‬فيجب تجميد‬
‫ربع رأسمال الشركة على األقل عند إنشائها‪ ،‬والمبلغ المتبقي في أجل أقصاه خمس سنوات‪ ،‬وثالث سنوات بالنسبة‬
‫لشركات المساهمة‪ .‬أما بالنسبة لشركات المساهمة البسيطة وشركات التوصية باألسهم‪ ،‬يجب دفع المبلغ كليا عند االكتتاب‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه تم حذف إجراء التجميد بالنسبة للشركات محدودة المسؤولية التي ال يتجاوز رأس مالها‬
‫‪ 100.000‬درهما‪ ،‬كما أن المبلغ يتفاوت حسب الشكل القانوني للمقاولة التي تم اختيارها‪ .‬سادسا ‪ :‬تسجيل الوثائق يهدف‬
‫إجراء التسجيل إلى منح تاريخ مؤكد للعقود العرفية وضمان حماية الوثائق‪ ،‬ويؤدي هذا اإلجراء إلى جمع ضريبة تسمى "‬
‫رسوم التسجيل "‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬التسجيل في الضريبة المهنية و التحصيل الضريبي هو تسجيل الشركة لدى إدارة الضرائب‪ ،‬تتيح هذه المرحلة‬
‫للشركة اختيار أدائها الضريبي‪ ،‬والحصول خصوصا على تحديد لنظام الضرائب التجارية الخاص ) ‪ (25‬بها‪ .‬تسمح هذه‬
‫الخطوة األساسية للشركة باختيار نظامها الضريبي‪ ،‬إذ يتم تعيين معرف ضريبي لها )‪) IF‬باإلضافة إلى رقم ضريبي‬
‫للنشاط التجاري‪ .‬ثامنا ‪ :‬التسجيل في السجل التجاري يعتبر التسجيل في السجل التجاري عقد ازدياد للمقاولة‪ ،‬تقتضي‬
‫حماية االئتمان توفير قدر كاف من اإلعالن‪ ،‬يمكن الغير من الوقوف على حقيقة المركز القانوني والمالي للمشروع‬
‫التجاري الذي يتعامل معه‪ ،‬ومن التعرف على نوع وعناصر نشاطه االقتصادي‪ ،‬ولبعث الثقة والطمأنينة في نفوس‬
‫العمالء‪ ،‬وحرص المشرع على إيجاد نظام شهر جميع الوقائع التي تتعلق باالستغالل التجاري ومن هنا برز دور السجل‬
‫التجاري‪ .‬ولقد تم إنشاء السجل التجاري في المغرب بمقتضى ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬وذلك في الفصول من ‪ 19‬إلى ‪28‬‬
‫من هذا القانون‪ ،‬وجعل آنذاك المشرع التسجيل في السجل التجاري اختياريا‪ ،‬ل كن هذا الوضع تغير بعد صدور ظهير‬
‫فاتح شتنبر ‪ 1926‬الذي جعل تسجيل التجارة والشركات التجارية إجباريا‪ ،‬وقد نظم المشرع المغربي أحكام القيد في‬
‫السجل التجاري في مدونة التجارة ضمن الباب الثاني من القسم الرابع من الكتاب األول من هذه المدونة‪ .‬ينبغي أن يتم‬
‫التسجيل بالسجل التجاري في غضون الثالثة أشهر الموالية إلنشاء الشركة‪ ،‬ويمكن طلب التسجيل بالسجل التجاري من‬
‫طرف المسيرين أو أعضاء الهيئات اإلدارية‪ ،‬التدبيرية أو التسييرية‪ ،‬أو من قبل الوكالء الحاملين للتوكيل‪ “ .‬تقيد فيه‬
‫أسماء األشخاص الطبيعية دفتر رسمي والسجل التجاري يعتبر بمثابة ” واالعتبارية الذين يمارسون نشاطا من طبيعة‬
‫تجارية‪ ،‬كما يتضمن بعض المعلومات المتعلقة بمشروعاتهم وأنشطتهم التجارية‪ ،‬والمخصصة إلعالم الغير من المتعاملين‬
‫معهم بالوقائع المتصلة باستغاللهم التجاري‪ .‬تاسعا ‪ :‬النشر بعد التسجيل بالسجل التجاري وفي أجل ال يتعدى شهرا‪ ،‬يصبح‬
‫إلزاميا نشر إعالنين اثنين بجريدة اإلعالنات القانونية و الجريدة الرسمية‪ .‬إذ نصت المادة ‪ 34‬من القانون‪ 17.95‬المتعلق‬
‫بشركات المساهمة على ما يلي‪ " :‬بعد التقييد في السجل التجاري‪ ،‬يتم شهر تأسيس الشركة في الجريدة الرسمية وفي‬
‫صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية في أَج ل ال يتعدى ثالثين يوما‪ ،‬ويجب أن يشير هذا الشهر إلى رقم التقييد في‬
‫السجل التجاري"‪ .‬وبعد استكمال كل هذه اإلجراءات‪ ،‬يبقى هناك إجراء أخير يعد التزاما قانونيا لكل مقاولة تخضع لنظام‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬إذ يجب عليها االنخراط في الصندوق الوطني للضمان االجتماعي الذي يمنحها آنذاك رقم العضوية‪،‬‬
‫ما يعتبر اعترافا إداريا بهويتها وتسجيلها وانخراطها في هذا النظام‪.‬‬
‫مطلب الثاني‪ :‬تأسيس المقاولة الفردية‬
‫يسير المغرب نحو تنظيم العديد من القطاعات الغير مهيكلة وتقنينها‪ ،‬ويعمل على تشجيع أصحاب األفكار المهنية‬
‫والصناعية والخدماتية ذو المشاريع الصغرى‪ ،‬فخول لهذه الفئة االندماج في إطار قانوني ينظمها‪ ،‬بإنشاء مقاوالتهم الذاتية‪،‬‬
‫ذلك باتباع مجموعة من الخطوات أولها –دائما‪ -‬دراسة الجدوى‪ ،‬حرصا على اختيار أرضية خصبة صالحة لنمو المقاولة‬
‫الذاتية‪ ،‬بعدها تأتي اإلجراءات االدارية التي تتميز ببساطتها ومرونتها‪ ،‬عكس الشكليات الصارمة التي تطبع الشركات‬
‫التجارية كما سبق التطرق له أعاله‪ ،‬وذلك على الشاكلة اآلتية تواليا‪ :‬أوال‪ :‬الحصول على الشهادة السلبية ) اختياري‬
‫( بمجرد التعرف على األرضية المناسبة للمشروع ووسائل تدبيره وتسييره وما إلى ذلك‪ ،‬يعمد صاحب المقاولة إلى‬
‫الحصول على الشهادة السلبية‪ ،‬في حالة كان هذا االخير ينوي استعمال اسم أو شعار تجاري وذلك بعد القيام باإلجراءات‬
‫المحددة من قبيل تقديم طلب بواسطة مطبوع يسحبه المعني باألمر من مندوبيات وزارة التجارة والصناعة بالعماالت‬
‫واألقاليم التي يتواجد بها المحل التجاري داخل نفوذها الترابي‪ ،‬ويتم مأله من طرف واضع الطلب مع اإلشارة إلى رقم‬
‫البطاقة الوطنية واإلمضاء عليه مقابل الحصول على وصل يحمل رقم وتاريخ سحب الشهادة‪ .‬تسلم هذه الشهادة من‬
‫مندوبيات وزارة التجارة والصناعة في العماالت واألقاليم في أجل ‪ 48‬ساعة‪ ،‬وإذا لم تسمح له الفرصة باستعمال االسم‬
‫التجاري يجب عليه تجديد طلبه قبل متم السنة من تاريخ الحصول على الشهادة السلبية حتى ال يفقد حقه في الشعار‬
‫المختار‪ .‬ومن أجل تحصين هذا الحق وحمايته ‪ -‬أي حماية العالمات والرسوم واألشكال الصناعية‪ -‬يجب التصريح به لدى‬
‫المكتب المغربي للملكية الصناعية‪ .‬ثانيا‪ :‬االنخراط في الضريبة المهنية يتم تسجيل المقاولة بالمديرية الجهوية للضرائب‬
‫المباشرة‪ ،‬بهدف الحصول على شهادة الضريبة المهنية )البتانتا(‪ ،‬مع اإلدالء بنسخة من عقد ال كراء أو توصيل ال كراء‬
‫مصادق عليه‪ ،‬ما لم يكن الشخص هو نفسه مالك مقر المقاولة حيث يشير إلى ذلك في طلب التسجيل‪ ،‬ويكون هذا التسجيل‬
‫ضروريا بعد ‪ 5‬سنوات من إنشاء المقاولة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التسجيل بالسجل التجاري أوجبت مدونة التجارة على كل شخص طبيعي مغربي كان أو أجنبي يزاول نشاطاً تجاريا‬
‫ً في تراب المملكة‪ ،‬أن يقوم بقيد نفسه في السجل التجاري المحلي الواقع بدائرته مقر المركز الرئيسي لنشاطه‪ .‬محل قار‬
‫ويشترط لتقييد الشخص الذاتي في السجل التجاري أن يتوفر على لممارسة نشاطه التجاري‪ .‬على طلب يحرره التاجر أو‬
‫وكيله المتوفرً و يتم تسجيل األشخاص الطبيعيين بناء على وكالة كتابية ترفق وجوباً بهذا الطلب‪ ،‬وذلك داخل أجل ثالثة‬
‫أشهر الموالية لفتح المؤسسة التجارية أو القتناء األصل التجاري طبقا للمادة ‪ 75‬من مدونة التجارة‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬على‬
‫الملزم أو وكيله أن يقدم التصريح بالتسجيل في السجل التجاري إلى كتابة ضبط المحكمة الموجودة في دائرة نفوذها مقر‬
‫المؤسسة أو المقاولة‪ ،‬في ثالث نظائر وفق ا لنموذج رقم ‪ 1‬مطبوعة وموقعة من طرف طالب التسجيل أو وكيله‪.‬‬
‫وحسب المادة الثانية من قرار وزير العدل رقم ‪ 106.97‬بتاريخ ‪ 18‬يناير ‪ 1997‬بتحديد استمارات التصريح بالتقييد في‬
‫السجل التجاري وتحديد قائمة العقود واألوراق المثبتة المشفوع بها التصريح المذكور‪ ،‬وكذا بملحق المرسوم رقم‬
‫‪ 2.02.350‬الصادر في ‪ 17‬يوليوز ‪ 2002‬بالموافقة على المطبوع الموحد إلنشاء المقاوالت يجب على الملزم اإلدالء‬
‫بالوثائق التالية‪ 1- :‬صورة لبطاقة التعريف الوطنية بالنسبة إلى التاجر أو صورة لبطاقة التسجيل بالنسبة إلى األجانب‬
‫المقيمين أو صورة لجواز السفر أو ما يقوم مقامه إلثبات الهوية بالنسبة إلى األجانب غير المقيمين؛ ‪2-‬اإلذن المنصوص‬
‫عليه في البند الرابع من المادة ‪ 42‬من مدونة التجارة إن تعلق األمر بقاصر أو بوصي أو بمقدم يستغل أموال القاصر في‬
‫التجارة؛ ‪3-‬الشهادة السلبية المنصوص عليها في البند التاسع من المادة ‪ 42‬من مدونة التجارة في حالة اختيار شعار أو‬
‫اسم تجاري؛ ‪ 4-‬صورة لإلذن أو الدبلوم أو الشهادة الالزمة لمزاولة العمل المشروع فيه‪ ،‬عند االقتضاء؛‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خصوصيات تأسيس المقاولة اإلعالمية نظم المشرع المغربي أحكام المؤسسة اإلعالمية في القانون‬
‫‪ 88.13‬بمثابة قانون الصحافة والنشر باعتبار ان هذه األخيرة تتميز عن غيرها من المؤسسات القانونية المشابهة‪،‬‬
‫بمجموعة من الخصوصيات على مستوى اإلدارة والتأسيس‪ ،‬و لذلك كان يتالءم مع هذه الخصوصية‪ ،‬وقدً قانونياً من‬
‫الالزم على المشرع ان يفرد لها إطارا خص المشرع المغربي المؤسسة الصحفية األجنبية بأحكام وشروط مغايرة عن تلك‬
‫الخاصة بالمؤسسة الصحفية الوطنية‪) ،‬ال مطلب األول‪ :‬شروط تأسيس المقاولة اإلعالمية الوطنية( )المطلب الثاني ‪:‬‬
‫شروط تأسيس المقاولة اإلعالمية األجنبية( المطلب األول ‪ :‬شروط تأسيس المقاولة اإلعالمية الوطنية نصت المادة التاسعة‬
‫من الباب األول من القانون ‪ 88.13‬تحت عنوان "في مؤسسات الصحافة والنشر" على ما يلي ‪" :‬باستثناء المؤسسات‬
‫الصحفية األجنبية الخاضعة للباب الخامس من هذا القانون‪ ،‬يجب على المؤسسات الصحفية‪ ،‬سواء او اعتباريا ان يكون ‪:‬‬
‫كانت شخصا ذاتيا ‪ −‬مقرها الرئيسي بالمغرب ‪ "...‬عليهً وبناء فمقر المقاولة الرئيسي البد ان يكون بالمغرب لما يحظى‬
‫به من أهمية قصوى‪ ،‬فعلى أساسه تحدد المحكمة المختصة‪ ،‬في حالة وجود نزاع‪ ،‬والتي يتم التصريح لها كذلك بالبيانات‬
‫الواردة في المادة ‪ 21‬التي نصت على انه "يجب التصريح بنشر أي مطبوع دوري او صحيفة الكترونية داخل اجل ‪30‬‬
‫يوما السابقة لليوم الذي يتوقع فيه إصداره‪ ،‬ويودع هذا التصريح في ثالثة نظائر لدى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية الذي‬
‫يوجد فيه المقر الرئيسي للمؤسسة الصحفية ويتضمن البيانات التالية‪ − :‬اسم المطبوع الدوري وطريقة نشره وتوزيعه او‬
‫اسم الصحيفة االلكترونية واسم نطاقها؛‬
‫‪ −‬الحالة المدنية لمدير النشر والمحررين عند االقتضاء وكذا جنسيتهم عند االقتضاء ومحل سكناهم ومستواهم الدراسي‬
‫الموثق بشهادة ووثائق رسمية وأرقام بطائقهم الوطنية او بطاقة اإلقامة بالنسبة لألجانب وسجلهم العدلي ‪ −‬اسم وعنوان‬
‫المطبعة المعهود اليها بالطباعة او اسم وعنوان مضيف )‪ ( 39‬مقدمي الخدمات بالنسبة للصحيفة االل كترونية‪ − .‬اسم‬
‫وعنوان مالك النطاق؛ )‪ − (40‬اسم وعنوان المؤسسة الصحفية المال كة او المستأجرة او المسيرة للمطبوع الدوري او‬
‫الصحيفة االل كترونية؛ ‪ −‬رقم تسجيل المؤسسة الصحفية في السجل التجاري؛ ‪ −‬بيان اللغة األساسية التي ستعمل في‬
‫نشر؛ ‪ −‬مبلغ رأس مال الموظف في المؤسسة الصحفية مع بيان اصل األموال المستثمرة وجنسية مال كي السندات‬
‫واألسهم الممثلة لرأسمال المؤسسة‪ .‬اما فيما يخص المؤسسة الصحفية المكونة على شكل شركات فيجب ان يضاف الى‬
‫جانب البيانات أعاله‪ ،‬تاريخ عقد تأسيس الشركة والمكان الذي وقع فيه اإلشهار القانوني‪ ،‬الى جانب الحالة المدنية‬
‫ألعضاء مجلس اإلدارة والمساهمين و بصفة عامة مسيري وأعضاء الشركة ومهنتهم وجنسيتهم ومحل سكناهم وكذا اسم‬
‫الشركات التجارية او الصناعية او المالية التي يعتبرون متصرفين او مديرين او مسيرين فيها‪ .‬كما نصت نفس المادة على‬
‫انه في حالة حصول تغيير على البيانات التي تضمنتها فيجب التصريح به داخل أجل ‪ 60‬يوماً الموالية له لدى وكيل‬
‫الملك بالمحكمة التي تلقت التصريح األول‪ .‬أما اذا لم يقع التصريح بإحداث الصحيفة االلكترونية او المطبوع الدوري‬
‫فيعاقب مال كهما أو المضيف بالنسبة لألولى بغرامة من ألفين الى عشرة آالف درهم‪ ،‬وال يمكن استمرارهما اال بعد القيام‬
‫باإلجراءات المنصوص عليها في المادة ‪ 21.‬ومن أهم الخصوصيات التي جاء بها القانون ‪ 88.13‬هو اشتراط توفر‬
‫المقاولة ) ‪ (43‬اإلعالمية على مؤسسة مدير النشر الذي يتولى توقيع التصريح الوارد في المادة ‪ 21‬والذي يتلقى في‬
‫مقابله شهادة اإليداع متضمنًة للبيانات المصرح بهـــــا أعاله مختومة ومؤرخة من طرف وكيل الملك المختص الذي‬
‫يرسل بدوره نسخة من التصريح والوثائق المرفقة به الى المجلس الوطني للصحافة والى السلطة الحكومية المكلفة‬
‫باالتصال‪.‬‬
‫والعتبار المقاولة اإلعالمية وطنية البد من ان يكون ثلثي مالكها على األقل او الشركاء فيها او المساهمين فيها او من لهم‬
‫حقوق التصويت في الجموع وأجهزة إدارة يمتلكها شخص ذاتي او اعتباري‪ ،‬من جنسية مغربية‪ .‬المؤسسة او هما معا‬
‫يمنع كذلك اعارة االسم ألية مؤسسة ناشرة من خالل التظاهر باكتتاب اسم الحصص او اقتناء اصل تجاري او سند او‬
‫استئجاره لتسييره‪ ،‬تحت طائلة غرامة يصل حدها األقصى خمسين مرة مبلغ االكتتاب أو االقتناء او القرض الخفي حسب‬
‫المادة ‪12‬من القانون ‪ 88,13.‬ومن أجل معرفة من هم المالك الحقيقيون للمقاولة باألسهم‪ ،‬ألزم المشرع ان تكون األسهم‬
‫اسمية خالفاً لمـــــــــا يجري في باقي المقاوالت األخرى‪ .‬وتستثنى المقاوالت المسجلة في البورصة‪ ،‬كما ان أي نقل‬
‫لألموال يجب ان تتم المصادقة عليه بالمجلس اإلداري‪ ،‬ولفض الغموض عن المالك الحقيقيين للمقاولة اإلعالمية‪ ،‬ألزمت‬
‫المادة ‪ 11‬من نفس القانون على كل شخص ذاتي او اعتباري يملك اكثر من ‪ 30%‬في رأس مال او حقوق التصويت‬
‫داخل اجهزة إدارة او تسيير مؤسسة صحفية او المؤسسة المالكة لها او هما معاً ا ن يصرح بذلك الى المجلس الوطني‬
‫للصحافة‪ .‬كما اوجبت على كَل مؤسسة صحفية تملك أكثر من ‪ 10‬في المائة من رأس مال او حقوق التصويت داخل‬
‫أجهزة إدارة او تسيير مؤسسة صحفية أخرى او هما معا ان تصرح بذلك الى المجلس الوطني للصحافة والى مجلس‬
‫المنافسة‪.‬‬
‫كل ذلك تحت طائلة معاقبة الشخص المالك ألكثر من ‪ 30‬في المائة من اسهم المؤسسة الصحفية او المؤسسة المالكة لها‪،‬‬
‫او المؤسسة الصحفية المالكة ألكثر من ‪10‬في المائة من الرأس مال عن ذلك‪ ،‬بغرامة من ‪ 15‬ألف الى ‪ 30‬ألف درهم‪.‬‬
‫بعد تحقق الشروط واستيفاء اإلجراءات الالزمة‪ ،‬يمكن اصدار المطبوع الدوري او الصحيفة االلكترونية بعد أجل شهر من‬
‫تسلم شهادة اإليداع شريطة ان ال يتلقى مدير النشر اعتراضاً كتابياً معلالً من طرف وكيل الملك المختص‪ ،‬واال‬
‫فاإلجراءات ستتخذ مجرى اخر صوب المحكمة اإلدارية المختصة لرفع الدعوى من طرف المعني باألمر ألجل البث في‬
‫مبررات الرفض المتضمنة في االعتراض‪ .‬مع اإلشارة الى انه ال يجوز خالل مرحلة الطعن اصدار المطبوع الدوري او‬
‫الصحيفة االلكترونية‪ .‬وفي كال الحالتين يمكن ان يصدر المطبوع الدوري او الصحيفة االلكترونية داخل اجل أقصاه سنة‬
‫من تاريخ تسلم شهادة اإليداع او بعد صدور الحكم النهائي للمحكمة اإلدارية المختصة في حالة االعتراض أعاله‪ ،‬واال‬
‫اعتبر التصريح عديم األثر‪ .‬فأهم ما يميز المقاولة اإلعالمية الوطنية هو توفر شرطين اثنين‪ ،‬اولهمــــا انً اذا مقرها‬
‫الرئيس بالمغرب وثانيهما الجنسية المغربية بثلثي مال كيها على األقل او الشركاء فيها او المساهمين فيها او من لهم حقوق‬
‫التصويت في الجموع وأجهزة إدارة المؤسسة أو هما معاً يمتل كهما شخص ذاتي او اعتباري‪ ،‬اذا ما الذي يمكن قوله عند‬
‫غياب احد هذين الشرطين او كالهم ؟‬

You might also like