You are on page 1of 29

‫المبحث األول‪ :‬تأس يس المقاول ة اإلعالمي ة اس تنادا لمقتض يات الق انون‬

‫التجاري وقانون الشركات‬


‫قب ل االق دام على المرحل ة العملي ة للمقاول ة اإلعالمي ة‪ ،‬فردي ة ك انت ام‬
‫جماعية‪ ،‬يجب على المؤسس او المؤسسين القيام بدراس ة بعض المراح ل‪،‬‬
‫التي تس هل عليهم الحص ول على المعلوم ات الكافي ة ال تي تس اعدهم على‬
‫اتخاذ القرار لتأسيس المقاولة اإلعالمية في أفضل الظروف‪ ،‬وقد تم حصر‬
‫هذه المراحل في مرحلتين أساسيتين‪ ،‬أولهما مرحلة دراسة الجدوى‪ ،‬وهي‬
‫مرحلة تمهيدية تهتم بدراسة السوق وببعض الدراسات التقنية األساسية من‬
‫مس تلزمات التأس يس والتجه يزات والمع دات‪ ،‬كم ا تهتم بدراس ة الج انب‬
‫الم الي‪ ،‬وخالل ه ذه المرحل ة يك ون من الملح تحدي د الش كل واالط ار‬
‫القانوني الذي ستتخذه المقاولة‪ ،‬والذي يتحدد وفق مجموع ة من المح ددات‬
‫يتم دراستها خالل نفس المرحل ة ‪-‬أي مرحل ة دراس ة الج دوى‪ ، -‬كطبيع ة‬
‫النشاط والحاجيات المالي ة للمقاول ة‪ ،‬م ع مراع ات تس يير المقاول ة وم دى‬
‫قدرة ص احب المقاول ة على العم ل م ع ش ركاء آخ رين او تفض يله العم ل‬
‫بشكل منفرد‪ ،‬ومن ه تتح دد م ا إذا س تتخذ المؤسس ة ش كل مقاول ة ذاتي ة أم‬
‫شركة‪ ،‬واستنادا لهذا القالب التأسيس ي ت أتي مرحل ة اإلج راءات اإلداري ة‪،‬‬
‫ال تي تتب اين إذا م ا كن ا بص دد انش اء مقاول ة جماعي ة )المطلب األول( او‬
‫بصدد تأسيس مقاولة فردية ) المطلب الثاني(‪ ،‬ك ل ذل ك في اط ار الق انون‬
‫‪ 15.95‬المتعل ق بمدون ة التج ارة والق انونين ‪ 17.95‬المتعل ق بش ركات‬
‫المس اهمة و‪ 05.96‬المتعل ق بالش ركات التجاري ة‪ .‬المطلب األول‪ :‬تأس يس‬
‫الشركة او المقاولة الجماعية بع د ان يتم تحدي د الطبيع ة القانوني ة للمقاول ة‬
‫كخطوة ال غنى عنها‪ ،‬فإننا نبدأ في مسلسل اإلجراءات اإلداري ة‪ ،‬وه و إم ا‬
‫عبارة عن مسطرة مرنة تهم المقاولة الفردي ة‪ ،‬وإم ا مس طرة ص ارمة تهم‬
‫المقاول ة الجماعي ة أو الش ركة التجاري ة‪ ،‬وال تي ب دورها تتقي د ب إجراءات‬
‫يفرضها اإلطار القانوني لكل شركة فيمكن أن تتخ ذ ش كل ش ركات أم وال‬
‫كشركات المساهمة )‪) SA‬او الش ركات مح دودة المس ؤولية)‪...،)SARL‬‬
‫او ‪ .ً..،‬وه ذه اإلج راءات نتط رق له ا على ش ركات أش خاص كش ركة‬
‫التض امن مثال الش كل اآلتي ‪ :‬أوال ‪ :‬الش هادة الس لبية اإلج راء األول في‬
‫طري ق انش اء المقاول ة يتمث ل في تحدي د اس م الش ركة‪ ،‬والحص ول على‬
‫الشهادة السلبية‪ ،‬وهي الوثيقة التي تثبت أن االسم أو االختص ار أو عن وان‬
‫المح ل المطل وب لم يتم اس تخدامه من قب ل وأن ه يمكن تس جيله بالس جل‬
‫التج اري‪ .‬يتعل ق ه ذا اإلج راء بجمي ع الش ركات التجاري ة‪ ،‬باس تثناء‬
‫المقاوالت الفردية التي ليس لها ش عار خ اص به ا؛ ويمكن الحص ول على‬
‫هذه الش هادة إم ا عن طري ق تق ديم الطلب مباش رة ل دى المرك ز الجه وي‬
‫لالس تثمار‪ ،‬مص حوبًة بالمس تندات الالزم ة؛ وإم ا إلكتروني ا عن طري ق‬
‫ال دخول الى الموق ع االلك تروني للمكتب المغ ربي للملكي ة الص ناعية‬
‫والتجارية ) ‪ ،)OMPIC‬الذي يقدم خدمة طلب الشهادة السلبية عبر ش بكة‬
‫االنترنيت‪ .‬سحبها خالل أجل تجدر اإلشارة إلى أن الش هادة الس لبية تعت بر‬
‫باطلة إذا لم يتم شهر واحد من تاريخ صدورها‪ ،‬كما تعتبر الغي ة إذا لم يتم‬
‫إيداعها لدى مصلحة الس جل التج اري من أج ل التس جيل خالل أَج ل س نة‬
‫واحدة من تاريخ إصدارها‪ .‬ثانيا ‪ :‬تحديد مقر المقاولة تحديد تسمية للمقاولة‬
‫أو الش ركة الب د من التفك ير في انتق اء مح ل بع د أن يتم يُ س تغل كمق ر‬
‫للمقاول ة‪ ،‬وذل ك من خالل عق د يثبت طبيع ة العالق ة بين العق ار الم راد‬
‫استغالله وصاحب المقاولة‪ ،‬الذي قد يتخذ تالث أشكال‪ ،‬فإما أن يكون عق د‬
‫إيجار باسم الشركة‪ ،‬والذي يجب أن يحمل توقيعات مصادق عليها؛ أو عقد‬
‫شراء للمقر أو األصل التج اري‪- ،‬ه ذان العق دان يتم ان وف ق المقتض يات‬
‫القانوني ة الج اري العم ل به ا بالنس بة لعق دي ال بيع وال ك راء‪ -‬وق د يتم‬
‫الحصول على مقر للمقاولة عبر عقد التوطين‪ ،‬والذي يُ قصد به أن يختار‬
‫الشخص االعتباري المقر االجتماعي لدى شخص آخ ر اعتب اري أو ذاتي‪،‬‬
‫و يُ ع د الت وطين الب ديل المث الي بالنس بة ألرب اب المق اوالت ومس يري‬
‫الشركات‪ ،‬ويجب أن يحمل العقد توقيع المالك المصادق علي ه على ال ورق‬
‫الرسمي للشركة‪ ،‬الذي يحم ل العن وان ال دقيق له ذه األخ يرة ورقم الس جل‬
‫التج اري ورقم التس جيل في ج دول الض ريبة المهني ة ورقم التعري ف‬
‫الضريبي‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن مدة صالحية شهادة الت وطين ال تتج اوز‬
‫ستة أشهر‪ ،‬وبعد مرور ه ذه الم دة‪ ،‬يجب أن تق دم الش ركة ش هادة ت وطين‬
‫جديدة للمحكمة‪ .‬ثالثا ‪ :‬صياغة األنظمة األساسية عمل المش رع على إل زام‬
‫الش ركاء عن د تأس يس المقاول ة التجاري ة اعتم اد ص يغة أو ش كل الكتاب ة‬
‫للتعبير عن إرادتهم‪ .‬هكذا فقد حددت المادة ‪ 45‬من مدونة التجارة‪ ،‬البيانات‬
‫التي يتعين على الشركات التجاري ة أن تص رح به ا في تس جيلها وهي‪1- :‬‬
‫األس ماء الشخص ية والعائلي ة للش ركاء غ ير المس اهمين أو الموص ين‪،‬‬
‫وتاريخ ومكان االزدياد‪ ،‬وجنسية كل واحد منهم‪ ،‬وكذا رقم بطاقة التعريف‬
‫الوطنية‪ ،‬أو رقم بطاقة التسجيل بالنسبة لألجانب المقيمين‪ ،‬أو جواز الس فر‬
‫أو ما يقوم مقامه إلثبات الهوية بالنسبة لألجانب غ ير المقيمين؛ ‪ 2-‬عن وان‬
‫الش ركة أو تس ميتها و بي ان ت اريخ الش هادة الس لبية المس لمة من الس جل‬
‫التجاري المركزي؛ ‪ 3-‬غرض الشركة؛ ‪ 4‬النشاط المزاول فعليا؛ ‪ 5-‬المقر‬
‫االجتماعي واألمكنة التي للش ركة فيه ا ف روع في المغ رب أو الخ ارج إن‬
‫وجدت‪ ،‬وكذا رقم التسجيل في جدول الضريبة المهنية )البتانتا(؛ ‪ 6-‬أسماء‬
‫الشركاء أو األغيار المرخص لهم بإدارة وتسيير الشركة والتوقي ع باس مها‬
‫وتاريخ ومكان االزدياد وجنس ياتهم وك ذا رقم بطاق ة التعري ف الوطني ة أو‬
‫رقم بطاقة التسجيل بالنسبة لألج انب المقيمين أو ج واز الس فر أو م ا يق وم‬
‫مقامه إلثبات الهوية بالنس بة لألج انب غ ير المقيمين؛ ‪ 7-‬الش كل الق انوني‬
‫للشركة؛ ‪ 8-‬مبل غ رأس م ال الش ركة؛ ‪ 9-‬المبل غ ال ذي يجب أال يق ل عن ه‬
‫رأس المال إن كانت الشركة ذات رأس مال قابل للتغيير؛ ‪ 10-‬تاريخ بداية‬
‫الشركة والتاريخ المحدد النتهائها؛ ‪ 11-‬تاريخ إيداع النظام األساس ي ل دى‬
‫كتابة الضبط ورقمه‪ .‬هذا وقد عدد البند الث اني من الم ادة الثاني ة من ق رار‬
‫وزي ر الع دل المتعل ق بتحدي د اس تمارات التص ريح بالتقيي د في الس جل‬
‫التجاري وتحدي د قائم ة العق ود واألوراق المثبت ة المش فوع به ا التص ريح‬
‫الم ذكور األوراق ال تي يتعين على الش ركات التجاري ة أن يش فع به ا‬
‫التص ريح‪ ،‬وه ذه األوراق هي ‪ 1- :‬اإليص ال بإي داع العق ود والوث ائق‬
‫المنصوص عليها قانونا‪ ،‬بكتابة ضبط المحكمة ‪2-‬شهادة التقيي د في ج دول‬
‫الضريبة المهنية )البتانتا( ‪ 3-‬صورة لبطاقة التعريف الوطني ة بالنس بة إلى‬
‫التاجر المغربي‪ ،‬أو صورة لبطاقة التسجيل بالنسبة إلى األج انب المقيمين‪،‬‬
‫وذلك فيما يخص الشركاء غير المساهمين و الشركاء الموصين والش ركاء‬
‫أواألغيار المرخص لهم بإدارة وتس يير الش ركة و التوقي ع باس مها ‪ ،‬وك ذا‬
‫المس يرين و أعض اء أجه زة اإلدارة أو الت دبير أو التس يير‪ ،‬والم ديرينً ‬
‫المعينين خالل مدة قيام الشركة ‪ ،‬وإذا كان أحد هؤالء األشخاص‪ ،‬شخص ا‬
‫معنويا فيجب اإلدالء بشهادة التسجيل او م ا يق وم مقامه ا‪ 4- .‬ش هادة تثبت‬
‫حقيقة الشخص المعنوي تسلمها السلطة الدبلوماسية أو القنصلية‪ ،‬وتتضمن‬
‫عنوان مقر الشركة بالنسبة إلى الممثليات أو الوكاالت التجار ي ة لل دول أو‬
‫الجماع ات العام ة أو المؤسس ات العام ة األجنبي ة ‪- 5 .‬الش هادة الس لبية‬
‫رابعا ‪ :‬إعداد بيانات االكتتاب يهم هذا اإلجراء المقاوالت التي تتخ ذ ش كل‬
‫ش ركات المس اهمة‪ ،‬وش ركات المس اهمة المبس طة وش ركات التوص ية‬
‫باألسهم‪ .‬وبيان االكتت اب ه و الوثيق ة ال تي يجب مأله ا من قب ل الش خص‬
‫الذي يود المشاركة في تكوين رأسمال الشركة‪ ،‬وتمث ل ه ذه الوثيق ة وع دا‬
‫للمس اهمة نق دا‪ .‬ويعرف ه بعض الفق ه بأن ه تص رف ب إرادة منف ردة يعلن‬
‫المكتتب بإرادة وعن طواعية رغبته في االنضمام الى الش ركة والمس اهمة‬
‫في رأس ماله ا‪ ،‬ع بر تق ديم حص ة نقدي ة‪ .‬بع دها يتم إع داد التص ريح‬
‫باالكتتاب والتحوي ل‪ ،‬وه و وثيق ة مع دة وموقع ة من مجلس اإلدارة وال تي‬
‫يصرح فيها بمبل غ المس اهمة من قب ل المس اهمين‪ .‬ط رف رئيس خامس ا ‪:‬‬
‫تجميد األموال يتم تجميد األموال لدى البنك باعتباره الجهة المعنية بإنج از‬
‫هذه المرحلة‪ ،‬حيث يزود المؤسسين بشهادة بنكية تسمى "ش هادة التجمي د"‬
‫التي تثبت أنه يملك األموال الكافية والالزمة المطلوبة من طرف القانون‪.‬‬
‫حيث نص ت الم ادة ‪ 22‬من الق انون ‪ 17.95‬المتعل ق بش ركات المس اهمة‪:‬‬
‫"تودع األموال المستخلصة نقدا باسم الشركة ال تي هي في ط ور التأس يس‬
‫في حساب بنكي مجمد مع قائمة للمكتتبين تبين المبالغ التي دفعها كل واحد‬
‫منهم‪ .‬يجب أن يتم ه ذا اإلي داع داخ ل أج ل ثماني ة أي ام ابت داء من تلقي‬
‫األموال‪ ".‬أم ا بالنس بة للش ركات ذات المس ؤولية المح دودة‪ ( 24) ،‬فيجب‬
‫تجميد ربع رأسمال الش ركة على األق ل عن د إنش ائها‪ ،‬والمبل غ المتبقي في‬
‫أجل أقصاه خمس سنوات‪ ،‬وثالث سنوات بالنسبة لشركات المس اهمة‪ .‬أم ا‬
‫بالنسبة لشركات المساهمة البسيطة وشركات التوصية باألسهم‪ ،‬يجب دف ع‬
‫المبلغ كليا عند االكتتاب‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنه تم ح ذف إج راء التجمي د‬
‫بالنسبة للشركات محدودة المسؤولية التي ال يتجاوز رأس مالها ‪100.000‬‬
‫درهم ا‪ ،‬كم ا أن المبل غ يتف اوت حس ب الش كل الق انوني للمقاول ة ال تي تم‬
‫اختيارها‪ .‬سادسا ‪ :‬تسجيل الوثائق يه دف إج راء التس جيل إلى منح ت اريخ‬
‫مؤكد للعقود العرفية وضمان حماية الوثائق‪ ،‬ويؤدي هذا اإلجراء إلى جمع‬
‫ضريبة تسمى " رسوم التسجيل "‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬التسجيل في الضريبة المهنية و التحص يل الض ريبي ه و تس جيل‬
‫الشركة ل دى إدارة الض رائب‪ ،‬ت تيح ه ذه المرحل ة للش ركة اختي ار أدائه ا‬
‫الض ريبي‪ ،‬والحص ول خصوص ا على تحدي د لنظ ام الض رائب التجاري ة‬
‫الخاص ) ‪ (25‬بها‪ .‬تسمح هذه الخطوة األساس ية للش ركة باختي ار نظامه ا‬
‫الض ريبي‪ ،‬إذ يتم تع يين مع رف ض ريبي له ا )‪) IF‬باإلض افة إلى رقم‬
‫ض ريبي للنش اط التج اري‪ .‬ثامن ا ‪ :‬التس جيل في الس جل التج اري يعت بر‬
‫التسجيل في السجل التجاري عقد ازدياد للمقاولة‪ ،‬تقتض ي حماي ة االئتم ان‬
‫توفير قدر كاف من اإلعالن‪ ،‬يمكن الغير من الوقوف على حقيق ة المرك ز‬
‫القانوني والمالي للمشروع التجاري الذي يتعامل مع ه‪ ،‬ومن التع رف على‬
‫ن وع وعناص ر نش اطه االقتص ادي‪ ،‬ولبعث الثق ة والطمأنين ة في نف وس‬
‫العمالء‪ ،‬وحرص المشرع على إيجاد نظام شهر جميع الوقائع ال تي تتعل ق‬
‫باالستغالل التجاري ومن هن ا ب رز دور الس جل التج اري‪ .‬ولق د تم إنش اء‬
‫السجل التجاري في المغرب بمقتض ى ظه ير ‪ 12‬غش ت ‪ 1913‬وذل ك في‬
‫الفصول من ‪ 19‬إلى ‪ 28‬من هذا القانون‪ ،‬وجع ل آن ذاك المش رع التس جيل‬
‫في السجل التجاري اختياريا‪ ،‬ل كن هذا الوض ع تغ ير بع د ص دور ظه ير‬
‫فاتح شتنبر ‪ 1926‬الذي جعل تسجيل التجارة والشركات التجارية إجباريا‪،‬‬
‫وق د نظم المش رع المغ ربي أحك ام القي د في الس جل التج اري في مدون ة‬
‫التج ارة ض من الب اب الث اني من القس م الراب ع من الكت اب األول من ه ذه‬
‫المدونة‪ .‬ينبغي أن يتم التسجيل بالسجل التجاري في غضون الثالث ة أش هر‬
‫الموالية إلنشاء الشركة‪ ،‬ويمكن طلب التسجيل بالسجل التجاري من طرف‬
‫المسيرين أو أعضاء الهيئات اإلدارية‪ ،‬التدبيرية أو التس ييرية‪ ،‬أو من قب ل‬
‫ال وكالء الح املين للتوكي ل‪ “ .‬تقي د في ه أس ماء األش خاص الطبيعي ة دف تر‬
‫رس مي والس جل التج اري يعت بر بمثاب ة ” واالعتباري ة ال ذين يمارس ون‬
‫نش اطا من طبيع ة تجاري ة‪ ،‬كم ا يتض من بعض المعلوم ات المتعلق ة‬
‫بمش روعاتهم وأنش طتهم التجاري ة‪ ،‬والمخصص ة إلعالم الغ ير من‬
‫المتعاملين معهم بالوقائع المتصلة باستغاللهم التجاري‪ .‬تاسعا ‪ :‬النش ر بع د‬
‫التسجيل بالسجل التجاري وفي أجل ال يتعدى ش هرا‪ ،‬يص بح إلزامي ا نش ر‬
‫إعالنين اثنين بجريدة اإلعالن ات القانوني ة و الجري دة الرس مية‪ .‬إذ نص ت‬
‫المادة ‪ 34‬من القانون‪ 17.95‬المتعل ق بش ركات المس اهمة على م ا يلي‪" :‬‬
‫بع د التقيي د في الس جل التج اري‪ ،‬يتم ش هر تأس يس الش ركة في الجري دة‬
‫الرس مية وفي ص حيفة مخ ول له ا نش ر اإلعالن ات القانوني ة في أَج ل ال‬
‫يتعدى ثالثين يوما‪ ،‬ويجب أن يشير هذا الش هر إلى رقم التقيي د في الس جل‬
‫التجاري"‪ .‬وبعد استكمال كل هذه اإلجراءات‪ ،‬يبقى هناك إجراء أخير يع د‬
‫التزاما قانونيا لكل مقاولة تخضع لنظام الضمان االجتماعي‪ ،‬إذ يجب عليها‬
‫االنخراط في الصندوق الوطني للض مان االجتم اعي ال ذي يمنحه ا آن ذاك‬
‫رقم العضوية‪ ،‬ما يعتبر اعترافا إداري ا بهويته ا وتس جيلها وانخراطه ا في‬
‫هذا النظام‪.‬‬
‫مطلب الثاني‪ :‬تأسيس المقاولة الفردية‬
‫يسير المغ رب نح و تنظيم العدي د من القطاع ات الغ ير مهيكل ة وتقنينه ا‪،‬‬
‫ويعمل على تش جيع أص حاب األفك ار المهني ة والص ناعية والخدماتي ة ذو‬
‫المشاريع الصغرى‪ ،‬فخول لهذه الفئة االن دماج في إط ار ق انوني ينظمه ا‪،‬‬
‫بإنشاء مقاوالتهم الذاتية‪ ،‬ذلك باتباع مجموعة من الخطوات أوله ا –دائم ا‪-‬‬
‫دراسة الجدوى‪ ،‬حرصا على اختيار أرضية خصبة صالحة لنم و المقاول ة‬
‫الذاتية‪ ،‬بعدها تأتي اإلجراءات االداري ة ال تي تتم يز ببس اطتها ومرونته ا‪،‬‬
‫عكس الشكليات الصارمة التي تطبع الشركات التجارية كما س بق التط رق‬
‫له أعاله‪ ،‬وذل ك على الش اكلة اآلتي ة توالي ا‪ :‬أوال‪ :‬الحص ول على الش هادة‬
‫الس لبية ) اختي اري ( بمج رد التع رف على األرض ية المناس بة للمش روع‬
‫ووسائل تدبيره وتسييره وما إلى ذلك‪ ،‬يعمد صاحب المقاولة إلى الحص ول‬
‫على الشهادة السلبية‪ ،‬في حالة كان هذا االخير ينوي استعمال اسم أو شعار‬
‫تجاري وذلك بعد القيام باإلجراءات المحددة من قبي ل تق ديم طلب بواس طة‬
‫مطب وع يس حبه المع ني ب األمر من من دوبيات وزارة التج ارة والص ناعة‬
‫بالعماالت واألقاليم التي يتواجد بها المحل التجاري داخل نفوذه ا ال ترابي‪،‬‬
‫ويتم مأله من طرف واض ع الطلب م ع اإلش ارة إلى رقم البطاق ة الوطني ة‬
‫واإلمض اء علي ه مقاب ل الحص ول على وص ل يحم ل رقم وت اريخ س حب‬
‫الش هادة‪ .‬تس لم ه ذه الش هادة من من دوبيات وزارة التج ارة والص ناعة في‬
‫العماالت واألقاليم في أجل ‪ 48‬ساعة‪ ،‬وإذا لم تسمح له الفرص ة باس تعمال‬
‫االسم التجاري يجب عليه تجديد طلبه قب ل متم الس نة من ت اريخ الحص ول‬
‫على الش هادة الس لبية ح تى ال يفق د حق ه في الش عار المخت ار‪ .‬ومن أج ل‬
‫تحص ين ه ذا الح ق وحمايت ه ‪ -‬أي حماي ة العالم ات والرس وم واألش كال‬
‫الص ناعية‪ -‬يجب التص ريح ب ه ل دى المكتب المغ ربي للملكي ة الص ناعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االنخراط في الضريبة المهنية يتم تسجيل المقاولة بالمديرية الجهوي ة‬
‫للض رائب المباش رة‪ ،‬به دف الحص ول على ش هادة الض ريبة‬
‫المهنية )البتانتا(‪ ،‬مع اإلدالء بنسخة من عقد ال كراء أو توص يل ال ك راء‬
‫مصادق عليه‪ ،‬ما لم يكن الشخص هو نفسه مالك مقر المقاول ة حيث يش ير‬
‫إلى ذلك في طلب التسجيل‪ ،‬ويكون هذا التسجيل ض روريا بع د ‪ 5‬س نوات‬
‫من إنشاء المقاولة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التسجيل بالس جل التج اري أوجبت مدون ة التج ارة على ك ل ش خص‬
‫طبيعي مغربي كان أو أجنبي يزاول نشاطاً تجارياً في تراب المملك ة‪ ،‬أن‬
‫يقوم بقيد نفس ه في الس جل التج اري المحلي الواق ع بدائرت ه مق ر المرك ز‬
‫الرئيسي لنش اطه‪ .‬مح ل ق ار ويش ترط لتقيي د الش خص ال ذاتي في الس جل‬
‫التج اري أن يت وفر على لممارس ة نش اطه التج اري‪ .‬على طلب يح رره‬
‫الت اجر أو وكيل ه المت وفرً و يتم تس جيل األش خاص الطبيع يين بن اء على‬
‫وكال ة كتابي ة ترف ق وجوب اً به ذا الطلب‪ ،‬وذل ك داخ ل أج ل ثالث ة أش هر‬
‫الموالية لفتح المؤسسة التجارية أو القتناء األصل التجاري طبقا للم ادة ‪75‬‬
‫من مدونة التجارة‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬على الملزم أو وكيله أن يقدم التصريح‬
‫بالتسجيل في السجل التجاري إلى كتابة ضبط المحكمة الموجودة في دائرة‬
‫نفوذها مقر المؤسسة أو المقاول ة‪ ،‬في ثالث نظ ائر وف ق ا لنم وذج رقم ‪1‬‬
‫مطبوعة وموقعة من طرف طالب التسجيل أو وكيله‪.‬‬
‫وحسب المادة الثانية من قرار وزير العدل رقم ‪ 106.97‬بتاريخ ‪ 18‬ين اير‬
‫‪ 1997‬بتحديد اس تمارات التص ريح بالتقيي د في الس جل التج اري وتحدي د‬
‫قائم ة العق ود واألوراق المثبت ة المش فوع به ا التص ريح الم ذكور‪ ،‬وك ذا‬
‫بملحق المرسوم رقم ‪ 2.02.350‬الصادر في ‪ 17‬يولي وز ‪ 2002‬بالموافق ة‬
‫على المطبوع الموحد إلنشاء المقاوالت يجب على الملزم اإلدالء بالوث ائق‬
‫التالية‪ 1- :‬صورة لبطاقة التعريف الوطني ة بالنس بة إلى الت اجر أو ص ورة‬
‫لبطاقة التسجيل بالنسبة إلى األجانب المقيمين أو صورة لجواز السفر أو ما‬
‫يق وم مقام ه إلثب ات الهوي ة بالنس بة إلى األج انب غ ير المقيمين؛ ‪2-‬اإلذن‬
‫المنصوص عليه في البند الرابع من المادة ‪ 42‬من مدونة التجارة إن تعلق‬
‫األمر بقاص ر أو بوص ي أو بمق دم يس تغل أم وال القاص ر في التج ارة؛ ‪-‬‬
‫‪3‬الش هادة الس لبية المنص وص عليه ا في البن د التاس ع من الم ادة ‪ 42‬من‬
‫مدونة التجارة في حالة اختيار شعار أو اسم تج اري؛ ‪ 4-‬ص ورة لإلذن أو‬
‫الدبلوم أو الشهادة الالزمة لمزاولة العمل المشروع فيه‪ ،‬عند االقتضاء؛‬
‫المبحث الث اني‪ :‬خصوص يات تأس يس المقاول ة اإلعالمي ة نظم المش رع‬
‫المغ ربي أحك ام المؤسس ة اإلعالمي ة في الق انون ‪ 88.13‬بمثاب ة ق انون‬
‫الصحافة والنشر باعتبار ان هذه األخيرة تتميز عن غيرها من المؤسس ات‬
‫القانوني ة المش ابهة‪ ،‬بمجموع ة من الخصوص يات على مس توى اإلدارة‬
‫والتأس يس‪ ،‬و ل ذلك ك ان يتالءم م ع ه ذه الخصوص ية‪ ،‬وق دً قانوني اً من‬
‫الالزم على المشرع ان يفرد لها إطارا خص المش رع المغ ربي المؤسس ة‬
‫الص حفية األجنبي ة بأحك ام وش روط مغ ايرة عن تل ك الخاص ة بالمؤسس ة‬
‫الصحفية الوطني ة‪) ،‬ال مطلب األول‪ :‬ش روط تأس يس المقاول ة اإلعالمي ة‬
‫الوطني ة( )المطلب الث اني ‪ :‬ش روط تأس يس المقاول ة اإلعالمي ة‬
‫األجنبية( المطلب األول ‪ :‬شروط تأسيس المقاولة اإلعالمية الوطنية نصت‬
‫الم ادة التاس عة من الب اب األول من الق انون ‪ 88.13‬تحت عن وان "في‬
‫مؤسسات الصحافة والنشر" على ما يلي ‪" :‬باستثناء المؤسس ات الص حفية‬
‫األجنبية الخاضعة للباب الخ امس من ه ذا الق انون‪ ،‬يجب على المؤسس ات‬
‫الص حفية‪ ،‬س واء او اعتباري ا ان يك ون ‪ :‬ك انت شخص ا ذاتي ا ‪ −‬مقره ا‬
‫الرئيسي بالمغرب ‪ "...‬عليهً وبناء فمقر المقاول ة الرئيس ي الب د ان يك ون‬
‫ب المغرب لم ا يحظى ب ه من أهمي ة قص وى‪ ،‬فعلى أساس ه تح دد المحكم ة‬
‫المختصة‪ ،‬في حالة وجود نزاع‪ ،‬وال تي يتم التص ريح له ا ك ذلك بالبيان ات‬
‫ال واردة في الم ادة ‪ 21‬ال تي نص ت على ان ه "يجب التص ريح بنش ر أي‬
‫مطبوع دوري او صحيفة الكترونية داخل اجل ‪ 30‬يوما السابقة لليوم الذي‬
‫يتوقع فيه إصداره‪ ،‬ويودع هذا التصريح في ثالثة نظائر لدى وكي ل المل ك‬
‫بالمحكم ة االبتدائي ة ال ذي يوج د في ه المق ر الرئيس ي للمؤسس ة الص حفية‬
‫ويتضمن البيانات التالية‪ − :‬اسم المطبوع الدوري وطريقة نشره وتوزيع ه‬
‫او اسم الصحيفة االلكترونية واسم نطاقها؛‬
‫‪ −‬الحالة المدنية لمدير النشر والمحررين عند االقتضاء وكذا جنسيتهم عند‬
‫االقتضاء ومحل سكناهم ومستواهم الدراسي الموثق بشهادة ووثائق رسمية‬
‫وأرقام بطائقهم الوطنية او بطاقة اإلقامة بالنسبة لألجانب وس جلهم الع دلي‬
‫‪ −‬اسم وعنوان المطبعة المعهود اليه ا بالطباع ة او اس م وعن وان مض يف‬
‫مق دمي الخ دمات بالنس بة للص حيفة االلكتروني ة‪ − .‬اس م وعن وان مال ك‬
‫النط اق؛ ‪ −‬اس م وعن وان المؤسس ة الص حفية المالك ة او المس تأجرة او‬
‫المس يرة للمطب وع ال دوري او الص حيفة االلكتروني ة؛ ‪ −‬رقم تس جيل‬
‫المؤسس ة الص حفية في الس جل التج اري؛ ‪ −‬بي ان اللغ ة األساس ية ال تي‬
‫ستعمل في نشر؛ ‪ −‬مبلغ رأس م ال الموظ ف في المؤسس ة الص حفية م ع‬
‫بيان اصل األموال المستثمرة وجنسية م ال كي الس ندات واألس هم الممثل ة‬
‫لرأسمال المؤسسة‪ .‬اما فيما يخص المؤسسة الص حفية المكون ة على ش كل‬
‫شركات فيجب ان يض اف الى ج انب البيان ات أعاله‪ ،‬ت اريخ عق د تأس يس‬
‫الشركة والمكان الذي وقع فيه اإلشهار القانوني‪ ،‬الى جانب الحال ة المدني ة‬
‫ألعض اء مجلس اإلدارة والمس اهمين و بص فة عام ة مس يري وأعض اء‬
‫الشركة ومهنتهم وجنسيتهم ومحل سكناهم وكذا اسم الشركات التجاري ة او‬
‫الصناعية او المالية التي يعتبرون متصرفين او م ديرين او مس يرين فيه ا‪.‬‬
‫كما نصت نفس المادة على انه في حالة حصول تغي ير على البيان ات ال تي‬
‫تضمنتها فيجب التصريح به داخل أجل ‪ 60‬يوم اً الموالي ة ل ه ل دى وكي ل‬
‫الملك بالمحكمة التي تلقت التصريح األول‪ .‬أما اذا لم يقع التصريح بإحداث‬
‫الصحيفة االلكترونية او المطبوع الدوري فيعاقب م ال كهم ا أو المض يف‬
‫بالنس بة لألولى بغرام ة من ألفين الى عش رة آالف درهم‪ ،‬وال يمكن‬
‫استمرارهما اال بعد القيام ب اإلجراءات المنص وص عليه ا في الم ادة ‪21.‬‬
‫ومن أهم الخصوصيات التي ج اء به ا الق انون ‪ 88.13‬ه و اش تراط ت وفر‬
‫المقاولة اإلعالمية على مؤسسة مدير النشر ال ذي يت ولى توقي ع التص ريح‬
‫ال وارد في الم ادة ‪ 21‬وال ذي يتلقى في مقابل ه ش هادة اإلي داع متض منًة‬
‫للبيانات المصرح بهـــــا أعاله مختومة ومؤرخ ة من ط رف وكي ل المل ك‬
‫المختص الذي يرسل بدوره نسخة من التصريح والوث ائق المرفق ة ب ه الى‬
‫المجلس الوطني للصحافة والى السلطة الحكومية المكلفة باالتصال‪.‬‬
‫والعتبار المقاولة اإلعالمي ة وطني ة الب د من ان يك ون ثل ثي مالكه ا على‬
‫األقل او الشركاء فيها او المس اهمين فيه ا او من لهم حق وق التص ويت في‬
‫الجم وع وأجه زة إدارة يمتلكه ا ش خص ذاتي او اعتب اري‪ ،‬من جنس ية‬
‫مغربية‪ .‬المؤسسة او هما معا يمنع كذلك اعارة االسم ألية مؤسس ة ناش رة‬
‫من خالل التظاهر باكتتاب اسم الحصص او اقتناء اصل تجاري او سند او‬
‫استئجاره لتسييره‪ ،‬تحت طائلة غرامة يصل ح دها األقص ى خمس ين م رة‬
‫مبلغ االكتتاب أو االقتناء او الق رض الخفي حس ب الم ادة ‪12‬من الق انون ‪.‬‬
‫‪ 88,13‬ومن أجل معرفة من هم المالك الحقيقيون للمقاول ة باألس هم‪ ،‬أل زم‬
‫المشرع ان تكون األسهم اسمية خالفاً لمـــــــــا يجري في باقي المقاوالت‬
‫األخ رى‪ .‬وتس تثنى المق اوالت المس جلة في البورص ة‪ ،‬كم ا ان أي نق ل‬
‫لألموال يجب ان تتم المصادقة علي ه ب المجلس اإلداري‪ ،‬ولفض الغم وض‬
‫عن المالك الحقيق يين للمقاول ة اإلعالمي ة‪ ،‬أل زمت الم ادة ‪ 11‬من نفس‬
‫القانون على كل شخص ذاتي او اعتب اري يمل ك اك ثر من ‪ 30%‬في رأس‬
‫مال او حقوق التصويت داخل اجه زة إدارة او تس يير مؤسس ة ص حفية او‬
‫المؤسسة المالكة له ا او هم ا مع اً ا ن يص رح ب ذلك الى المجلس الوط ني‬
‫للص حافة‪ .‬كم ا اوجبت على ك َل مؤسس ة ص حفية تمل ك أك ثر من ‪ 10‬في‬
‫المائ ة من رأس م ال او حق وق التص ويت داخ ل أجه زة إدارة او تس يير‬
‫مؤسسة صحفية أخرى او هما مع ا ان تص رح ب ذلك الى المجلس الوط ني‬
‫للصحافة والى مجلس المنافسة‪.‬‬
‫كل ذلك تحت طائلة معاقب ة الش خص المال ك ألك ثر من ‪ 30‬في المائ ة من‬
‫اسهم المؤسسة الصحفية او المؤسس ة المالك ة له ا‪ ،‬او المؤسس ة الص حفية‬
‫المالكة ألكثر من ‪10‬في المائة من ال رأس م ال عن ذل ك‪ ،‬بغرام ة من ‪15‬‬
‫ألف الى ‪ 30‬ألف درهم‪ .‬بعد تحقق الشروط واستيفاء اإلجراءات الالزم ة‪،‬‬
‫يمكن اصدار المطبوع الدوري او الصحيفة االلكترونية بعد أجل ش هر من‬
‫تسلم شهادة اإليداع شريطة ان ال يتلقى مدير النشر اعتراضاً كتابياً معلال‬
‫ً من طرف وكي ل المل ك المختص‪ ،‬واال ف اإلجراءات س تتخذ مج رى اخ ر‬
‫صوب المحكمة اإلدارية المختصة لرفع الدعوى من طرف المعني ب األمر‬
‫ألجل البث في مبررات الرفض المتضمنة في االعتراض‪ .‬مع اإلشارة الى‬
‫انه ال يجوز خالل مرحل ة الطعن اص دار المطب وع ال دوري او الص حيفة‬
‫االلكتروني ة‪ .‬وفي كال الح التين يمكن ان يص در المطب وع ال دوري او‬
‫الصحيفة االلكترونية داخل اجل أقصاه سنة من تاريخ تسلم ش هادة اإلي داع‬
‫او بع د ص دور الحكم النه ائي للمحكم ة اإلداري ة المختص ة في حال ة‬
‫االعتراض أعاله‪ ،‬واال اعتبر التصريح عديم األثر‪ .‬فأهم ما يم يز المقاول ة‬
‫اإلعالمية الوطنية هو توفر شرطين اثنين‪ ،‬اولهمــــا انً اذا مقرها الرئيس‬
‫بالمغرب وثانيهما الجنسية المغربية بثلثي مال كيها على األقل او الش ركاء‬
‫فيها او المساهمين فيه ا او من لهم حق وق التص ويت في الجم وع وأجه زة‬
‫إدارة المؤسسة أو هما معاً يمت ل كهم ا ش خص ذاتي او اعتب اري‪ ،‬اذا م ا‬
‫الذي يمكن قوله عند غياب احد هذين الشرطين او كالهم ؟‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط تأسيس المقاولة اإلعالمية األجنبية‬
‫اخضع المشرع المغربي المقاول ة اإلعالمي ة األجنبي ة للب اب الخ امس من‬
‫القانون ‪ 88.13‬فتواله بالتعريف والتمييز عن المقاولة اإلعالمية الوطنية‪،‬‬
‫)الفقرة األولى( وقيد محتواه بمجموعة بنود تحت طائلة عقوب ات من قبي ل‬
‫المن ع وس حب االذن )الفق رة الثاني ة(‪ .‬الفق رة األولى‪ :‬المقاول ة األجنبي ة‬
‫اإلعالمي ة‪ ،‬التعري ف والتأس يس عم ل المش رع المغ ربي على تعري ف‬
‫المطبوع األجنبي‪ ،‬في المادة ‪ 29‬بأنه كل مطبوع مهما كانت دعامته يتوفر‬
‫فيه احد الشرطين التالين‪ :‬ان يصدر في الخارج؛ او ان يصدر في المغرب‬
‫‪ ،‬غير ان ما يفوق ثلث المال كين او الشركاء او المساهمين او رأس الم ال‬
‫او من لهم حقوق التصويت في الجموع وأجهزة إدارة المؤسسة او هما معا‬
‫ً يمتل كهمــا ش خص ذاتي او اعتب اري من جنس ية اجنبي ة‪ .‬فمف اد الش رط‬
‫األول‪ ،‬هو أن يكون خارج التراب اإلقليمي المغ ربي‪ ،‬ل كن ذل ك ال يع ني‬
‫انه في حالة كانت المقاول ة اإلعالمي ة المعني ة داخ ل اإلقليم المغ ربي فهي‬
‫غير أجنبية‪ ،‬إذ أن ه لو تحقق عكس الشرط المكاني أعاله وك انت المقاول ة‬
‫اإلعالمية مملوكة لما يف وق ثلث الم ال كين أو الش ركاء بالنس بة لش ركات‬
‫األشخاص او المساهمين حالة شركات المس اهمة أو رأس الم ال إذا ماكن ا‬
‫أم ام ش ركات األم وال أو من لهم حق وق التص ويت في الجم وع وأجه زة‬
‫إدارة المؤسسة أو هما معا حسب الحال يمتلكه ا ش خص ذاتي أو اعتب اري‬
‫من جنس ية أجنبي ة‪ ،‬فإنن ا نك ون أم ام مقاول ة إعالمي ة غ ير ) ‪ (48‬وطني ة‬
‫خاضعة لمقتضيات القانون ‪ 88.13‬والنصوص الصادرة لتطبيقه‪.‬‬
‫يوجه مالك او مستأجر او مسير أو مدير نشر لمطبوع دوري اجنبي م راد‬
‫احداث ه او نش ره او طبع ه ب المغرب‪ ،‬الى رئيس الحكوم ة او من يفوض ه‬
‫لذلك‪ ،‬طلباً كتابياً وفق البيانات وال كيفيات المنص وص عليه ا في الم ادة‬
‫‪ 21‬من نفس القانون أعاله‪ (49 ) ،‬وان يُ رفَق طلبُ ُه ببطاق ة تقني ة وف ق‬
‫النموذج التالي‬

‫نموذج البطاقة التقنية الخاصة بالبيانات ال واجب اإلدالء به ا قص د إح داث‬


‫مطبوع‬
‫يودع الطلب المذكور والوثائق المرفقة به والمش هود بص حتها من ط رف‬
‫مدير نشر المطبوع الدوري األجنبي‪ ،‬مقابل وصل ‪ ،‬بمكتب ضبط مص الح‬
‫رئيس الحكومة‪ ،‬ويوجه هذا األخير نسخة من الطلب والوثائق المرفق ة ب ه‬
‫الى السلطة الحكومية المكلفة باالتصال قصد اب داء ال رأي في ه‪ ،‬ويمنح اذن‬
‫رئيس الحكومة المتعل ق ب المطبوع ال دوري األجن بي ب المغرب‪ ،‬بمرس وم‬
‫ينش ر في الجري دة الرس مية‪ ،‬وال ذي يس ند ام ر تنفي ذه الى وزي ر الثقاف ة‬
‫واالتصال‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬القيود الواردة على محت وى المق اوالت اإلعالمي ة األجنبي ة‬
‫قيد المشرع احداث او نشر او طبع أي مطبوع دوري اجن بي‪ ،‬تحت طائل ة‬
‫الحجز اإلداري بإذن رئيس الحكومة او من يفوض له ذلك كما سبق ال ذكر‬
‫أعاله‪ ،‬وفي حالة صدور المطبوع األجنبي دون الحص ول على اذن رئيس‬
‫الحكوم ة والتقي د بالبيان ات واإلج راءات القانوني ة المنص وص عليه ا في‬
‫المادة ‪ 30‬من القانون المذكور‪ ،‬فان الطابع ومدير نشر المطبوع وص احب‬
‫المطبع ة يتحمل ون عن د االقتض اء أداء غرام ة على وج ه التض امن من‬
‫‪ 30.000‬الى ‪ 100.000‬درهم‪ .‬اال ان ه يعت بر االذن ع ديم األث ر اذا لم‬
‫يصدر المطبوع ال دوري األجن بي بع د انص رام اج ل ‪ 6‬اش هر من ت اريخ‬
‫الحصول عليه‪ ،‬او اذا انقطع المطبوع الدوري األجنبي عن الص دور لم دة‬
‫سنة‪ ،‬مع ض رورة التص ريح ب أي تغي ير يط رأ على البيان ات المنص وص‬
‫عليها في المادة ‪ 21،‬داخل أج ل ‪ 30‬ي وم الموالي ة ل دى الس لطة الحكومي ة‬
‫المكلفة باالتصال‪.‬‬
‫حصر المشرع المغربي‪ ،‬محتوى المطبوع األجنبي بمجموع ة من خط وط‬
‫حم راء تتض من ع دم اإلس اءة الى ال دين اإلس المي او النظ ام الملكي او‬
‫تحريضاً ض د الوح دة الترابي ة للملك ة‪ ،‬او ق ذفاً او س باً او مس اً بالحي اة‬
‫الخاصة لشخص الملك وولي العهد او ألعضاء األس رة المالك ة او اخالالً ‬
‫بواجب التوقير واالحترام لشخص الملك‪ ،‬كم ا يمن ع ان يتض من المطب وع‬
‫تحريض الجنود والوحدات العسكرية على العصيان او التم رد او االمتن اع‬
‫عن القيام بالواجب او التحريض على العن ف او ال كراهي ة او التح ريض‬
‫على اإلره اب او اإلش ادة ب ه‪ ،‬او التح ريض على التمي يز العنص ري او‬
‫الجنسي او التحريض على االض رار بالقاص رين‪ ،‬واذا ح دث العكس على‬
‫الس لطات المختص ة ع دم ال ترخيص بتوزي ع المطبوع ات األجنبي ة‬
‫والمطبوعات الدورية األجنبية للبيع وعرضها على انظار العموم ومس كها‬
‫قص د التوزي ع او ال بيع او عرض ها ألج ل الدعاي ة‪ ،‬كم ا تطلب الس لطة‬
‫الحكومية المعنية او النيابة العامة من رئيس المحكمة االبتدائي ةً المختص ة‬
‫بن اء على طلب ان يتم حج ز الع دد ب أمر من ه ذا األخ ير‪ ،‬وال ذي يص در‬
‫داخل على األصل‪ ً.‬اجل ‪ 8‬ساعات من توصله بالطلب وينفذ ام ر ال رئيس‬
‫فورا والى غاي ة اتخ اذ رئيس المحكم ة االبتدائي ة المعني ة ق راره الم ذكور‬
‫يجوز للسلطة الحكومية المعنية‪ ،‬او النيابة العامة ع دم ال ترخيص الم ؤقت‬
‫لتوزيع ع دد المطب وع او المطب وع ال دوري المع ني‪ ،‬اال ان ه اذا وق ع عن‬
‫قصد نشر او عرض مطبوعات او المطبوعات الدورية األجنبية المتضمنة‬
‫لألفعال المحظورة‪ ،‬والصادر األمر في حقه ا‪ ،‬لل بيع او توزيعه ا او إع ادة‬
‫يعاقب عن ذلك بغرامة من ‪ 100.000‬الى ‪ 500.000‬درهم‬
‫وتج در اإلش ارة الى ان ه يمكن لض باط الش رطة القض ائية ان يباش روا‬
‫بموجب القرار القضائي الصادر عن رئيس المحكمة االبتدائي ة المختص ة‪،‬‬
‫حجز اعداد المطبوع ات والمطبوع ات الدوري ة األجنبي ة الممنوع ة وك ذا‬
‫األعداد المنقول ة عنه ا‪ ،‬وفي حال ة الحكم بعقوب ة‪ ،‬ينص وجوب ا في الحكم‬
‫على مصادرة األعداد واتالفه ا‪ .‬اال ان المش رع خ ول للمقاول ة اإلعالمي ة‬
‫األجنبية حق طلب تع ويض ي وازي الض رر الم ترتب عن ذل ك في حال ة‬
‫ثبوت كل منع او حج ز تعس في للمطب وع ‪ .‬وم ا يج در التنبي ه الي ه الى ان‬
‫المقاول ة اإلعالمي ة األجنبي ة تمت از بش روط وخصوص يات معين ة عن‬
‫المؤسسة اإلعالمية الوطنية‪ ،‬اال ان إجراءات تأسيسهما ً‪ .‬ال يعرفان تباين اً ‬
‫كبيرا والمالح ظ ان المقاول ة اإلعالمي ة عموم اً س واء األجنبي ة منه ا أ و‬
‫الوطنية‪ ،‬تحكمها قواعد عامة للقانون التج اري وق انون الش ركات ل كنه ا‬
‫تتميز عن غيرها من المقاوالت بخصائص تأسيسية فريدة شملها الق انون ‪،‬‬
‫‪ 88.13‬كضرورة وجود مدير نشر‪ ،‬وكالتصريح لدى وكيل الملك بالنس بة‬
‫للمؤسس ات ال تي يوج د مقره ا ب المغرب‪ ،‬ول رئيس الحكوم ة بالنس بة‬
‫للمؤسسات األجنبية‪ ،‬باإلض افة الى اس مية األس هم في ش ركات المس اهمة‬
‫قصد التعرف على المال كين الحقيقين الشيء الذي يخول تمي يز المؤسس ة‬
‫اإلعالمية عن ما اذا كانت وطنيًة او اجنبية‪ ...،‬وق د ح رص المش رع على‬
‫احترام بنود هذا القانون عبر فرض مجموعة من العقوبات المالية ‪.‬‬
‫الفصل الثان التدبري االداري واالقتصادي للمقاولة االعالمية بعد اس تيفاء‬
‫اإلجراءات التمهيدية واإلدارية وصوالً الى التسجيل في السجل التج اري‪،‬‬
‫ال ذي يعت بر نقط ة انطالق المرحل ة العملي ة للمقاول ة‪ ،‬ذل ك الكتس ابها‬
‫الشخصية االعتبارية‪ ،‬وهن ا يب دأ نش اط المقاول ة ذات الغ رض اإلعالمي‪،‬‬
‫والذي خصه المشرع بق وانين تنظم ه ذا المج ال‪ ،‬خاص ة الق انون ‪88.13‬‬
‫المتعل ق بالص حافة والنش ر‪ ،‬والق انون ‪ 89.13‬المتعل ق بالنظ ام األساس ي‬
‫للص حافيين المهن يين‪ ،‬ثم الق انون ‪ 77.03‬المتعل ق باالتص ال الس معي‬
‫البصري‪ ،‬والتي همت الجانب اإلداري الذي يعنى بتدبير النشاط اإلعالمي‬
‫قصد الحص ول على منت وج إعالمي ه ادف‪ ،‬وف ق الش روط ال تي تض من‬
‫احترام القانون‪ ،‬تحت رقابة ومسؤولية مدير النش ر‪ ) ،‬المبحث األول( كم ا‬
‫ان القوانين اإلعالمية سالفة الذكر لم تغفل الج انب الم الي او االقتص ادي‪،‬‬
‫الذي يخض ع لش روط تض من اح ترام النظ ام الع ام واألخالق الحمي دة من‬
‫جه ة‪ ،‬واس تمرارية المقاول ة من جه ة أخ رى )المبحث الث اني(‪ .‬المبحث‬
‫االول‪ :‬تدبير ادارة النشر بالمقاولة اإلعالمية كما سبق الذكر‪ ،‬فقد خص ص‬
‫القانون المتعلق بالصحافة والنشر مجموعة من المقتضيات لتأسيس مقاولة‬
‫إعالمية‪ ،‬أهمها ما يتعلق بمدير النشر‪ ،‬التي حملته مسؤوليًة عن كل م ا ق د‬
‫يصدر عن المؤسسة الصحفية التي يديرهــا‪ ،‬ومنحت ه مهام ا ع دة )مطلب‬
‫ث اني( ل ذلك ف رض الق انون ان تت وفر في ه مجموع ة من الش روط ض مان‬
‫لحسن تدبير المؤسسة اإلعالمية )مطلب اول(‪ .‬المطلب األول‪ :‬مدير النشر‬
‫بين تحقق الشروط الالزم ة وغي اب الموان ع نص المش رع المغ ربي على‬
‫مؤسسة مدير النشر في المادة ‪ 15‬من الق انون ‪ 88.13،‬إذ جع ل من م دير‬
‫النش ر ش رطا أساس يا لقي ام المقاول ة االعالمي ة‪ ،‬وتطلب ان تت وفر في ه‬
‫مجموعة من الشروط حددتها المادة ‪ 16‬من الق انون س الف ال ذكر )الفق رة‬
‫األولى(‪ ،‬وضمانا لقيام م دير النش ر بالمه ام المنوط ة ب ه على أكم ل وج ه‬
‫والتركيز في ذلك‪ ،‬منعه نفس القانون من مزاول ة بعض المه ام ال تي يمكن‬
‫اعتبارها على أنها حالة من المنع والتنافي الوظيفي )الفقرة الثانية(‪ .‬الفق رة‬
‫االولى‪ :‬الشروط الالزمة في مدير النشر نظرا ألهمية مؤسسة مدير النش ر‬
‫داخل المقاولة االعالمية اشترطت المادة ‪ 16‬مجموع ة م ؤهالت وش روط‬
‫يجب أن تت وفر في م دير النش ر‪ .‬ومن جنس ية مغربي ة ومتمتع اً أول ه ذه‬
‫الشروط ان يك ون م دير النش ر راش دا ب الحقوق المدني ة‪ ،‬ناهي ك على أال‬
‫يكون قد صدر في حقه ُح كم نهائي حائز لقوة الشيء المقض ي ب ه‪ ،‬من اْج‬
‫ل جنايٍة اْو جنحة في قض ايا االب تزاز والنص ب وخيان ة األمان ة والرش وة‬
‫واستغالل النفوذ‪ ،‬او في قض ايا االغتص اب او التغري ر بالقاص رين او في‬
‫االتجار في المخدرات او أفعال إرهابية وال يص بح الحكمُ ح ائزا ل ُق َو ة‬
‫الشيء المقض ي ب ه إال إذا أص بح الحكم ال يقب ل ط رق الطعن العادي ة من‬
‫تعرض واس تئناف‪ ،‬بغض النظ ر م ا إذا ك انت تقب ل الطعن ب الطرق غ ير‬
‫العادية‪ ،‬كإعادة النظر‪ ،‬وتعرض الغير الخ ارج عن الخص ومة‪ ،‬والنقض ‪.‬‬
‫كم ا نص المش رع في البن د الث اني من الفص ل الس ادس عش ر من ق انون‬
‫الص حافة والنش ر‪ ،‬ان ه الب د م دير النش ر أن يك ون حاص ال على ش هادة‬
‫االجازة على األقل‪ ،‬او شهادة متخصصة في مج ال الص حافة‪ ،‬مس لمة من‬
‫طرف مؤسسات التعليم العالي العام او الخاص او دبلوم مع ترف بمعادلت ه‬
‫لها‪ ،‬ونشير هنا إلى أن عبارة "لها" تع ود “ فل و ك ان المش رع يقص د “أو‬
‫على الش هادة المتخصص ة في مج ال الص حافة ب دليل وج ود بم ا يع ادل‬
‫مس توى اإلج ازة لق ال “ أن يك ون حاص ال على ش هادة اإلج ازة أو م ا‬
‫يعادله ا‪ “...‬وبالت الي لن يتركه ا إلى الجمل ة األخ يرة من البن د‪ ،‬وأيض ا‬
‫المشرع هنا ذكر "دبلوم معترف بمعادلته لها" ولم يحدد لنا هذا ال دبلوم في‬
‫أي مجال ومن هنا نستنتج أن المشرع ترك الباب مفتوحا بدليل ان المشرع‬
‫لم يقل "دبلوم في مجال الصحافة مع ترف بمعادلت ه له ا"‪ ،‬وق د زكت فئ ة‬
‫من المتخصصين‪ ،‬هذا الشرط الذي خص للمس ؤوليات ال كب يرة والجس ام‬
‫الملق اةً ب ه المش رع م دير النش ر ‪ ،‬قائل ة بأن ه منطقي نظ را على عاتق ه‬
‫وحرصا على جودة المنت وج الص حفي‪ ،‬في حين البعض االخ ر اس تنكره‪،‬‬
‫عبر طرح التساؤل حول مصير الذين يشتغلون بكفاءة عالية من ذ الق دم في‬
‫المقاوالت االعالمية وفق المع ايير القانوني ة رغم ع دم حص ولهم على أي‬
‫من هذه الش واهد؟ كم ا ألح نفس الق انون على ض رورة تمت ع م دير النش ر‬
‫بصفة صحفي مهني وفقاً للمقتضيات الواردة في التشريع المتعلق بالنظام‬
‫االساسي للصحافيين المهنيين‪ ،‬الذي عرف عب ارة "الص حفي المه ني" في‬
‫مادته األولى بأنه كل صحافي مهني يزاول مهنة الصحافة بصورة رئيسية‬
‫و منتظم ة‪ ،‬في واح دة أو أك ثر من مؤسس ات الص حافة المكتوب ة أو‬
‫اإللكترونية أو السمعية أو الس معية البص رية أو وك االت األنب اء عمومي ة‬
‫ك انت أو خاص ة ال تي يوج د مقره ا الرئيس ي ب المغرب‪ ،‬ويك ون أج ره‬
‫الرئيسي من مزاولة المهنة‪ ،‬ويثبت لم دير النش ر ص فة الص حافي المه ني‬
‫بتوفره على بطاقة الصحافة المهنية المس لمة ل ه من ل دن المجلس الوط ني‬
‫للصحافة بعد توفر الش روط الالزم ة وتق ديم س حبها‪ ،‬طلب من ه شخص يا‪،‬‬
‫وفي حالة انتفاء أحد شروط منح البطاقة فإنه يتم كما أن ه في حال ة ص دور‬
‫حكم قضائي مكتسب لق وة الش يء المقض ي ب ه بإدان ة الص حافي من أج ل‬
‫ارتك اب أ ح د االفع ال المنص وص عليه ا في الم ادة الس ابعة من الق انون‬
‫االخير ‪ ،‬يقوم المجلس الوطني للصحافة بسحب بطاق ة الص حافة المهني ة‪،‬‬
‫وهنا تزول الصفة الصحفية المهنية ومعها يصبح لزام ا ح ل مش كل م دير‬
‫النشر‪ ،‬باعتباره شرط ل زوم الس تمرار المقاول ة االعالمي ة‪ .‬الش يء ال ذي‬
‫جعل البعض يقول أنه مبادرة طيبة لتقنين مهنة الصحافة‪ ،‬بعدما أصبح من‬
‫هب و دب يح اول مزاول ة ه ذه المهن ة ‪ ،‬في حين رأى البعض أن ه ش رط‬
‫تعجيزي في حق خريجي المعاه د الص حفية الراغ بين في تأس يس مقاول ة‬
‫إعالمي ة وال ذين يحمل ون أفك ار مش اريع في الص حافة و اإلعالم ألنهم‬
‫سيصبحون أمام عقبة البحث عن م دير للنش ر يت وفر على ص فة ص حافي‬
‫مهني و ح تى عن د إيج اده سيص بحون مقي دين برغبت ه و نظرت ه للمنت وج‬
‫والمحتوى اإلعالمي نظرا لمسؤوليته عن كل م ا ه و ص ادر عن المقاول ة‬
‫االعالمية صوب المتلقي‪ ،‬أما إذا اكتسب أحد المؤسسين الش باب فيم ا بع د‬
‫لبطاقة الصحافة المهنية فكيف يمكن إزاحة مدير النشر خاصة إن ع ارض‬
‫ذل ك؟ ال ب د على وج ه الل زوم أن يك ون م دير النش ر مال ًك ا للمؤسس ة‬
‫الص حفية إذا ك انت شخص ا ذاتي ا‪ ،‬أو يمتل ك أغلبي ة رأس م ال مؤسس ة‬
‫صحفية تتوفر على الشخصية االعتبارية‪ .‬إال أنه وتخفيفا لهذا الشرط يمكن‬
‫لمالك المؤسسة الصحفية الذي ال يتوفر على صفة صحفي مه ني‪ ،‬أن يعين‬
‫مديرا للنشر شريطة أن يكون هذا األخ ير شخص ا ذاتي ا ويت وفر على نفس‬
‫الشروط المطلوبة قانونا في المادة ‪ 16‬من التشريع المتعلق بمهنة الصحافة‬
‫والنشر‪ .‬اما في الحالة التي يتم فيها تعيين مدير نشر جدي د فيجب ان تت وفر‬
‫فيه الشروط الالزمة لمزاولة مهام مدير النشر الق ديم كم ا ورد أعاله‪ .‬واذا‬
‫لم يعد مدير النشر الجديد مستوفي للشروط المتطلبة في التش ريع المعم ول‬
‫به‪ ،‬فيتعين وجوبا على مدير المقاولة اإلعالمية تسوية الوضعية داخل اجل‬
‫أقص اه ش هر واح د‪ ،‬وإال تم إيق اف المطب وع ال دوري او حجب موق ع‬
‫الصحيفة االلكترونية حسب الح ال‪ ،‬ب أمر اس تعجالي ص ادر عن المحكم ة‬
‫االبتدائية المختصة ‪ ،‬بن اء على طلب من النياب ة العام ة‪ ،‬إلى حين إص الح‬
‫سبب هذا األمر االستعجالي األخير‪ ،‬بمع نى أن ه اذا تم تغي ير م دير النش ر‬
‫الذي لم يعد مستوفياً للشروط الالزمة او تم حل مشكل الشرط الن اقص في‬
‫م دير النش ر الجدي د‪ ،‬فإن ه ينتهي العم ل ب الوقف او الحجب لتع ود عجل ة‬
‫المقاولة لدورانها‪ .‬هذا التقنين وهاته الش روط ع رفت أراء متباين ة م ا بين‬
‫مدافع عنها ومنتقد لها‪ ،‬حيث ذهب الفريق االخير الى أن هذه الشروط تقف‬
‫في وجه االنفتاح واتساعً لحرية التعبير والرأي الذي ضمنه رقع ة وس ائل‬
‫االعالم المختلفة‪ ،‬وتعتبر تقيي دا الدس تور المغ ربي ‪ ،‬في حين رأى البعض‬
‫اآلخ ر أن مس ألة التق نين بالطريق ة المطروح ة اآلن في مدون ة الص حافة‬
‫والنشر‪ ،‬خصوص ا م ا يتعل ق منه ا بش روط منح البطاق ة المهني ة‪ ،‬مس ألة‬
‫طبيعية جدا بالنسبة لمن يملك صحيفة إلكتروني ة أو لمن يري د ول وج ع الم‬
‫الصحافة بصفة مدير للنشر‪ ،‬واألمر طبيعي ج دا ألن الص حافة كعلم وكفن‬
‫للكتابة له تخصصاته وأجناسه المهنية التي تتطلب تكوينا ومعرف ة ودراي ة‬
‫وحنكة‪ ،‬فال يمكن ألي كان الغوص في بحر دون أن يك ون ح امال ألدوات‬
‫الغوص‪ .‬هذا مع العلم أن هناك جيال من الرواد في مجال الصحافة ولجوها‬
‫من باب المعرفة األدبية بحيث تت وفر ل ديهم َم لك ة الكتاب ة وحس المغ امرة‬
‫والج رأة والموهب ة واالطالع مختل ف المع ارف والمج االت‪ ،‬فك انوا فعال‬
‫روادا في الصحافة دون شهادة الواسع على تخصص‪ .‬ل كن األمر يختل ف‬
‫اآلن! ألن مكانة الرواد لم يعد لها أثر اآلن‪ ،‬بسبب المستوى التعليمي ال ذي‬
‫أصبح متدنيا ً‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فهذا ال يعني أننا ضد حري ة ال رأي والتعب ير‪ ،‬ل كن م ع وج ود‬
‫ضوابط يجب على الجميع احترامها‪ ،‬مع تقنين مهمة "م دير النش ر" ال ذي‬
‫يجب أن يك ون م ؤهال ت أهيال يلي ق بمهم ة الم دير المس ؤول عن نش ر‬
‫المعلومة ‪ .‬الفق رة الثاني ة‪ :‬م دير النش ر وحال ة التن افي حرص ا على إنت اج‬
‫مول ود إعالمي يمث ل العم ل الص حفي الش ريف‪ ،‬ذو المع ايير محاول ة‬
‫القانوني ة المطلوب ة تش ريعيا‪ ،‬المتص ف بالش فافية والموض وعية‪ ،‬عم ل‬
‫المش رع على تحص ين المع بر االخ ير لم رور المنت وج الص حفي ص وب‬
‫المتلقي‪ ،‬أال وهو ش خص م دير النش ر‪ ،‬ال ذي ال ب د أ ن يك ون متحلًي ب ال‬
‫كفاءة والترك يز الع اليين‪ .‬ذل ك م ا جع ل المش رع‪ ،‬يؤك د من خالل ق انون‬
‫الصحافة والنشر على أنه ال يمكن لمدير النشر‪ ،‬أن يجمع بين منص به ه ذا‬
‫في المقاول ة اإلعالمي ة‪ ،‬وبين العض وية في الحكوم ة حيث نص بص ريح‬
‫العبارة في المادة الثامنة عشر على التالي‪ " :‬تتنافى مهمة مدير النش ر م ع‬
‫العضوية في الحكومة‪ ،‬وتعين المؤسسة الص حفية م ديرا جدي دا للنش ر في‬
‫حالة إذا ما تم تعيين مدير النشر عض وا في الحكوم ة‪ ،‬م ع مراع اة الم ادة‬
‫‪ 34‬من الق انون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬المتعل ق بتنظيم وتس يير أش غال‬
‫الحكومة والوضع القانوني ألعضائها الصادر بتنفيذه الظهير الش ريف رقم‬
‫‪ 1.15.33‬بتاريخ ‪ 28‬من جمادى األولى ‪ 19) 1436‬مارس‪ .(2015‬إًذ ا‪،‬‬
‫فقبل تعيين مدير النشر ال بد أال يكون واقعا في حال ة التن افي‪ ،‬بع دها ي أتي‬
‫دور التحق ق من ت وافره على ش روط الم ادة ‪ 21‬اعاله‪ .‬أم ا إذا وق ع م دير‬
‫النشر في حالة التنافي وهو معين‪ ،‬أي أصبحت ل ه العض وية في الحكوم ة‬
‫وه و م دير للنش ر في نفس ال وقت‪ ،‬فيجب أن يج رد من منص به كم دير‬
‫للنشر‪ ،‬وتعيين مدير نشر جديد بالمواصفات والتكوين والشروط المطلوبة‪.‬‬
‫وق د نص الق انون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬المتعل ق بتنظيم وتس يير أش غال‬
‫الحكومة والوضع القانوني ألعضائها في مادته الرابعة والثالثون على ان ه‬
‫يتن افى م ع الوظيف ة الحكومي ة ت ولي مه ام م دير نش ر جري دة ورقي ة أو‬
‫إلكترونية أو مطبوع دوري‪ ،‬أو إدارة محط ة إذاعي ة أو تلفزي ة "‪ .‬المطلب‬
‫الثاني‪ :‬مهام مدير النشر آ ثار مخالفته ا يلعب م دير النش ر داخ ل المقاول ة‬
‫االعالمية مهاما ادارية ورقابية مهمة‪ ،‬أنيطت به بموجب التشريع المتعل ق‬
‫بالصحافة والنشر ) ال فقرة ا ألولى(‪ ،‬االمر الذي أثقل ) ال فق رة ال ثاني ة‬
‫(كاهل ممارسها بمس ؤوليات مهم ة‪ ،‬أرفقه ا بغرام ات مالي ة كب يرة الفق رة‬
‫االولى‪ :‬مهام مدير النشر قبل بدء مدير النش ر في مزاول ة مهام ه ال ب د أن‬
‫يكون مصرح به في البيانات الواردة في المادة ‪ 21،‬ويك ون موقع ا بش كل‬
‫شخص ي على التص ريح المق دم للمحكم ة االبتدائي ة المعني ة‪ ،‬تحت طائل ة‬
‫الوقف المؤقت للمقاولة االعالمية وتحميل المسؤولين غرام ات مالي ة كم ا‬
‫سبق الذكر ‪ ،‬بعدها تكون له المشروعية لمزاولة المهام التي حددها القانون‬
‫المتعل ق بالص حافة و النش ر‪ ،‬وأوله ا الس هر على ض مان تَ َق يُ د‬
‫الصحافيات والصحافيين العاملين بالمؤسسة باألحكام التشريعية والتنظيمية‬
‫المتعلقة بممارسة مهنة الصحافة‪ ،‬كما اوكل له المش رع مهم ة التحق ق من‬
‫االخب ار أو التع اليق أو الص ور ‪ ،‬و ك ل ش كل يحم ل أو ي دعم محت وى‬
‫إعالميا‪ ،‬و التأكد كذلك من هوية محرري المقاالت الموقعة بأس ماء مس ت‬
‫عارة قبل نشرها ( وتتعدد مهام م دير النش ر لترتب ط تقريب ا بك ل االعم ال‬
‫التي تتم داخل المقاولة وخارجها‪ ،‬ويتحمل مس ؤوليتها م دير النش ر ك ذلك‪،‬‬
‫وه و األم ر ال ذي يتض ح من التنص يص على مجموع ة عقوب ات تواج ه‬
‫مؤسسة مدير النشر في حالة االخالل بأعمال اإلدارية الموكلة إليهــ ا ‪ ،‬فال‬
‫بد أن يتأكد عند ص دور ك ل ع دد من تض منه اس م م دير النش ر؛ وأس ماء‬
‫وصفات األش خاص ال ذين يتول ون اإلدارة؛ وعن وان المطب وع وك ذا اس م‬
‫وعنوان المطبعة والموزع في حالة وجوده‪ ،‬م ع اإلش ارة في ك ل ع دد من‬
‫أعداد المطبوع الدوري إلى عدد النس خ المطب وع ة ‪ .‬كم ا أن ه الب د من ان‬
‫تسلم عند نشر كل عدد من المطبوع نسخة منه‪ ،‬للس لطة الحكومي ة المكلف ة‬
‫باالتصال ونس خة للنياب ة العام ة ل دى المحكم ة ا البتدائي ة ال تي يوج د في‬
‫دائرة نفوذها الترابي المقر االجتماعي للمؤسسة الصحفية ونس خة للمجلس‬
‫الوطني للصحافة‪ ،‬تحت طائلة غرامات يتحمله ا م دير النش ر ق درها أل ف‬
‫ومائت ان درهم عن ك ل ع دد لم تس لم من ه النس خ إلى الجه ات المعني ة‪) .‬‬
‫‪ (64‬أما إذا كنا أمام صحيفة إلكترونية‪ ،‬ف ع ات ق م دير نش رها لم يس لم من‬
‫المسؤولية ك ذلك ‪ ،‬اذ ين اط ب ه التأك د من ورود مجموع ة من البيان ات في‬
‫صفحة االستقبال الرئيسية للصحيفة االلكترونية المتاحة للولوج العام‪ ،‬من ه‬
‫ا وجود اسم ه ؛ وأسماء وصفات االشخاص الذين يتولون االدارة؛ وعنوان‬
‫الصحيفة ومضيف الموقع؛ على أن يشار لعدد زوار ال موق ع االلك تروني‬
‫لكل يوم‪ .‬أضف لذلك أن مدير النشر‪ ،‬يلتزم باالحتف اظ بأرش يف الص حيفة‬
‫االلكترونية لفترة توازي مدة ستة أشهر على األقل تبت دئ من ت اريخ نش ر‬
‫الم ادة اإلعالمي ة‪ .‬و يض اف لمه ام م دير نش ر الص حيفة اإللكتروني ة ‪،‬‬
‫الزاميته بتفقد تعليقات الزوار‪ ،‬بحيث يحدد الجيد من المسيء منها ليس حب‬
‫ه ذا االخ ير في حال ة ثب وت االس اءة‪ ،‬وعلى العم وم ف المحتوى االعالمي‬
‫بالصحيفة االلكترونية يجب أن ال يخالف القانون‪ ،‬وم دير النش ر ه و العين‬
‫التي ال تنام حرصا على تحقي ق ذل ك‪ ،‬ب أن يض ع له ذا الغ رض في الح يز‬
‫المخص ص للمس اهمات الشخص ية لمس تعملي ش بكة االن ترنيت وس ائل‬
‫مالئمة لمراقب ة المض امين غ ير المش روعة‪ ،‬لتس هل علي ه حجبه ا وجع ل‬
‫الول وج إليه ا مس تحيال‪ ،‬كم ا تس هل على ك ل ش خص آخ ر التع رف على‬
‫المضامين المذكورة و االخبار عنها‪ .‬وإذا كان المحتوى االعالمي يتض من‬
‫خرقا لحقوق الت أليف‪ ،‬فعلى م دير النش ر ف ور توص له من ص احب الح ق‬
‫المحمي بما يفيد وجود خرق لحقوق المؤلف والحقوق المج اورة‪ ،‬المب ادرة‬
‫لسحب المادة المعنية أو تعطيل الول وج إليه ا وتق ديم االعت ذار‪ ،‬عن د ت وفر‬
‫الشروط القانونية الواردة في التش ريع المتعل ق بحق وق المؤل ف والحق وق‬
‫المج اورة‪ .‬وف ي حال ة االخ تراق أو القرص نة‪ ،‬يتعين على م دير النش ر‬
‫العمل على إبالغ اإلدارة المعنية بأمن االتصاالت ‪ ،‬والعم ل على التوقي ف‬
‫المؤقت للموقع حتى يتم تصحيح االختراق أو القرص نة‪ ،‬وإال فالمس ؤولون‬
‫وفق التراتب السابق الذكر يتحملون المس ؤولية‪ ،‬وص وال إلى المض يف أو‬
‫مالك اسم ال نطاق‪ .‬إال أن الصحيفة االلكترونية ال تتحمل مس ؤولية الم واد‬
‫الناتجة عن فعل االخ تراق أو القرص نة ال ذي يجب إثبات ه س واء بوس ائلها‬
‫الخاصة أو من قبل شركة متخصصة في المج ال‪ ،‬على أن تل تزم ب احترام‬
‫القواع د والتوجيه ات المعم ول به ا في مج ال أمن نظم المعلوم ات وك ذا‬
‫التحقق من تفعيلها عبر القيام بإفتحاص ات دوري ة للموق ع‪ .‬الفق رة الثاني ة‪:‬‬
‫مسؤولية مدير النشر تعت بر مهم ة م دير النش ر‪ ،‬اب رز دور يُ لعب داخ ل‬
‫المقاولة االعالمي ة‪ ،‬خصوص ا بع د تس ليط الض وء على مواص فات م دير‬
‫النشر‪ ،‬ومهامه‪ ،‬ومسؤوليته من طرف القوانين االعالمية ‪ ،‬خاصة القانون‬
‫المتعلق بالنظام األساسي للصحافيين المهنيين‪ ،‬والقانون المتعلق بالصحافة‬
‫والنشر‪ ،‬إال أن ما سنركز علي ه في اس طر مع دودات ه و مس ؤولية م دير‬
‫النشر‪ ،‬بعدما نصت المادة الخامسة والتسعون من القانون ‪ 88.13‬المتعل ق‬
‫بالصحافة والنش ر المندرج ة بالفص ل الخ امس‪ ،‬من الف رع االول‪ ،‬بالب اب‬
‫الث اني‪ ،‬تحت عن وان "في ت رتيب المس ؤولية"‪ ،‬على المتحملين لمس ؤولية‬
‫االفعال المرتكبة عن طريق الصحافة‪ ،‬مرتبين على التوالي‪ ،‬وعلى رأس هم‬
‫م ديرو النش ر دون اس تثناء‪ ،‬حيث ج اء ت راتب المس ؤولين عن االفع ال‬
‫المرتكبة في المقاولة الصحفية كالت الي‪ " :‬يعت بر األش خاص اآلتي ذك رهم‬
‫فاعلين أصليين لألفعال المرتكبة عن طريق الصحافة وذلك حسب الترتيب‬
‫التالي‬
‫‪1‬مديرو النشر كيفما كانت مهنتهن أو صفتهم؛ ‪2-‬أصحاب المادة الص حفية‬
‫إن لم يكن هناك مديرو نشر؛ ‪ 3-‬الطابع ومقدمو الخدمات إن لم يكن هن اك‬
‫م دراء النش ر وأص حاب الم ادة الص حفية؛ ‪4-‬المض يف إن لم يكن هن اك‬
‫مقدمو الخدمات؛ ‪5-‬الموزعون والبائعون والمكلف ون باإللص اق إن لم يكن‬
‫هناك أصحاب المطابع ومقدمو الخ دمات؛ وفي االح وال ال تي تك ون فيه ا‬
‫الكتاب ة أو الص ورة أو الرس م أو الرم ز أو ط رق التعب ير األخ رى ال تي‬
‫استعملت في ارتكاب الجريمة قد نشرت في الخارج‪ ،‬وفي جمي ع األح وال‬
‫التي ال يمك ن فيها معرفة مرتكب الجريمة أو تع ذرت متابعت ه لس بب من‬
‫األسباب‪ ،‬يعاقب بصفته فاعال أص ليا ص احب الم ادة الص حفية أو واض ع‬
‫الرسم أو الصورة أو الرمز أو بواسطة وسيلة إلكتروني ة أو ط رق التعب ير‬
‫األخرى‪ ،‬أو المستورد أو الموزع أو البائع أو مقدمو الخدمات أو المضيف‬
‫وذلك بحس ب تراتبي ة المس ؤولية المش ار إليه ا في الفق رة االولى من ه ذه‬
‫المادة‪ .‬وفي الحاالت المنصوص عليها في الق انون‪ ،‬إذا لم يتم تع يين م دير‬
‫جديد تترتب أيضا مس ؤولية االش خاص المش ار إليهم في البن ود ‪ 2‬و‪ 3‬و‪4‬‬
‫أعاله كأن لم يكن هناك م دير للنش ر‪ "....‬مم ا يظه ر من ه‪ ،‬أن ك ل إج راء‬
‫قانوني أو متابعة قانونية تقام اتجاه المقاولة االعالمية‪ ،‬فهي في الحقيقة تقام‬
‫في وجه مديري نشرها كيفما ك انت مهنهم او وظ ائفهم‪ ،‬وفق ا لم ا ج اء في‬
‫المادة أعاله‪ ،‬وبالتالي فالمشرع أقام نوع ا من المس ؤولية عن فع ل الغ ير‪،‬‬
‫وهي المسؤولية المفترضة ‪ ،‬فلم يهدف إلى معاقبة الفاعل الم ادي للجريم ة‬
‫الصحفية إال في حاالت خاصة‪ ،‬كما أقر المشرع نوعا آخر من المس ؤولية‬
‫بالتعاقب‪ ،‬فضال عن المسؤولية المش تركة‪ .‬ك ل ذل ك يظه ر ثق ل مس ؤولية‬
‫مديري النشر‪ ،‬ويجعلهم حريصين على مراقبة المنتوج اإلعالمي وض مان‬
‫موافقته للقواعد القانونية الجاري بها العمل في مجال الصحافة واالعالم‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المميزات التنظيمية التي تهم الج انب االقتص ادي للمقاول ة‬
‫اإلعالمية إن أي مقاولة كيف ما كان نوعها تحتاج الى مصدر م الي يكف ل‬
‫استمرارهــــــا ويلبـــــي حاجياتها ويغطي مص اريفها من مع دات واج ور‬
‫العمال وغيره ‪ ...‬هذا األمر ال يتأتى اال عبر تقديمها للسلع وخدمات مقاب ل‬
‫مبالغ نقدية‪ ،‬ل كن األمر يختلف بالنسبة للمقاول ة اإلعالمي ة فه ذه األخ يرة‬
‫تستخدم مصادر فريدة لتمويل ذاتها‪ ،‬فعائدات البيع ال تشكل المص در األعم‬
‫وتكون غالبا في المطبوعات الدورية من )صحف ورقي ة‪ ،‬ومجالت‪ .(...‬ل‬
‫كن أغلب المقاوالت اإلعالمية تلجأ لوسيلتين لتمويل ذاتها ام ا ع بر س وق‬
‫االعالن ات وم داخيل اإلش هارات )المطلب األول( او ع بر ال دعم‬
‫العم ومي )المطلب الث اني( المطلب األول‪ :‬التموي ل ال ذاتي للمقاول ة‬
‫االعالمية ) سوق االعالنات ومداخيل االشهارات(‬
‫اإلعالنات هي عبارة عن رسائل تهدف إلى الترويج للسلع أو الخ دمات أو‬
‫األفكار‪ ،‬و يختبر المستهلك المغربي أنماطاً مختلفة من اإلعالن ك ل ي وم‪.‬‬
‫حيث تش غل اإلعالن ات المطبوع ة ع دًد ا كب يًرا من الص حف والمجالت‪،‬‬
‫بينم ا تظه ر الملص قات اإلعالني ة القابل ة للنق ر في العدي د من الص حف‬
‫االلكترونية‪ ،‬تكمن أهمية اإلعالنات بالنسبة للذين يدفعون مقاب ل من أجله ا‬
‫في جذبها للقراء وتأ ثيرها عليهم من خالل أشكال االتص ال المختلف ة‪ ،‬أم ا‬
‫أهميتها بالنسبة للمقاولة اإلعالمية فهي تدر عليها األرباح‪ ،‬فما هو اإلط ار‬
‫القانوني الذي ينظم سوق اإلعالن ات ب المغرب؟ )الفق رةً األولى( وم ا هي‬
‫اإلش كاالت الواقعي ة ال تي يطرح ا ه ذا الس وق باعتب اره مص درا اساس ياً ‬
‫لتموي ل المق اوالت اإلعالمي ة؟ )الفق رة الثاني ة( الفق رة األولى ‪ :‬االط ار‬
‫الق انوني لس وق اإلعالن ات ألج ل حماي ة المس تهلك والق ارئ نظم مش رع‬
‫المغربي سوق االعالنات في مجموعة من بينها؛ الق انون ‪ 77.03‬المتعل ق‬
‫باالتص ال الس مع البص ري من الق وانين بالنس بة للقن وات واالذاع ات‬
‫الخاصة‪ ،‬وقانون حرية األسعار والمنافسة قانون حقوق المؤل ف والحق وق‬
‫المجاورة ‪ ،‬و قانون حماي ة األش خاص ال ذاتيين تج اه معالج ة المعطي ات‬
‫ذات الطابع الشخص ي ‪ ،‬وفي الق انون ‪ 88.13‬المتعل ق بالص حافة والنش ر‬
‫بالنسبة للصحافة المكتوب ة وااللكتروني ة وق د تض من ه ذا الق انون األخ ير‬
‫مجموعة من األحك ام الخاص ة باإلش هار في الب اب الخ امس‪ ،‬وق د نص ت‬
‫المادة ‪ 66‬منه " يخضع النشاط االشهاري لعالقات تعاقدية حرة بين مهنيي‬
‫القطاع المعلنين وأص حاب المطب وع ال دوري او الص حيفة االلكتروني ة‪"،‬‬
‫ومن ه يمكن ان نس تنتج ان العالق ة بين المعلن والناش ر تخض ع لألحك ام‬
‫العامة للتعاقد‪ ،‬بحيث انه يمكن لوكاالت االستشارة في االشهار والتواص ل‬
‫ان تق وم بش راء المس احة والح يز بتف ويض من المعلن‪ ،‬باس مه ولحس ابه‬
‫ال ذاتي‪ ،‬وبم وجب عالق ة تعاقدي ة ح رة‪ ،‬وه ذه العالق ة منوط ة ب احترام‬
‫مجموع ة من الض وابط‪ ،‬فاإلش هار يجب أال يتض من تحريض اً على ال‬
‫كراهية واإلرهاب‪ ،‬و جرائم الحرب او الجرائم ض د اإلنس انية‪ ،‬او اإلب ادة‬
‫الجماعية أو التعذيب‪ ،‬وان يكون خاليا من كل إساءة او تحق ير لألش خاص‬
‫بسبب الدين أو الجنس او اللون‪ ،‬او كل إساءة للنشء أو الم رأة أو األطف ال‬
‫القاصرين او األشخاص في وضعية إعاقة‪ .‬وقد أدرج نص المادة ‪ 64‬نفس‬
‫المض امين ال واردة بق انون االتص ال الس معي البص ري‪ ،‬اذ أص بح من‬
‫الممن وع اش هار ال كح ول‪ ،‬خاص ًة الم واد ال تي ك ان مس موحاً به ا في‬
‫الصحافة المكتوبة وممنوعة في قانون الس معي البص ري‪ .‬ويث ار التس اؤل‬
‫حول العمليات اإلشهارية الخاصة بالص حافة االلكتروني ة ال تي تتعاق د م ع‬
‫شركات إعالنية عالمية تعرض مواد دعائي ة تلقائي ة على موق ع الص حيفة‬
‫االلكترونية ‪ ،‬فهذه األخ يرة ال تتحكم في الغ الب في تل ك الم واد االعالني ة‬
‫لمقتض يات التش ريعً ال تي تظه ر على ص فحاتها‪ ،‬وال تي تك ون في بعض‬
‫األحيان مخالفة المغربي وتتضمن مواد غ ير مالئم ة‪ .‬ورغم ذل ك ف برامج‬
‫اإلعالن ات العالمي ة ت وفر لمس تخدميها من الناش رين خاص ية فل ترة‬
‫اإلعالنات‪ ،‬فشركة جوجل مثالً ت وفر ص فحة عناص ر التحكم في الحظ ر‬
‫تتضمن جميع أدوات التحكم في اإلعالنات‪ .‬وهنا يمكن للناشر حظر ظهور‬
‫إعالنات معينة على صحيفته اإللكترونية‪ ،‬كم ا يمكن ه مراجع ة اإلعالن ات‬
‫بشكل فردي أو حظرها حسب عنوان ‪ URL‬للمُ علن وفئة اإلعالنات العام‬
‫ة وفئة اإلعالنات الحساسة وش بكة اإلعالن ات‪ .‬وهن ا يط رح الس ؤال م رة‬
‫أخ رى ح ول قي ام مس ؤولية الناش ر في الص حيفة االلكتروني ة حال ة ع دم‬
‫حظره لتلك اإلعالنات المخافة لمقتضيات القانون ‪ 88.12‬خاصة الماديتين‬
‫‪ 65‬و ‪ 64.‬نذكر انه أصبح من الممنوع االش هار الخفي حيث يع اقب علي ه‬
‫حسب المادة ‪ 65‬من القانون الجديد‪ .‬ومن اجل ذلك‪ ،‬اوجب المشرع تحديد‬
‫تعرفة اإلشهارات‪ ،‬ونشرها وتقديمها لك ل المعن يين‪ ،‬وال تتم مراجع ة ه ذه‬
‫التسعيرة إال بعد اإلعالن عنه ا‪ .‬وإذا ك انت إمكاني ة مراجع ة التس عيرة في‬
‫القانون السابق مقرون ة بم رور س نة ‪ ،‬فق د اض حى من الممكن مراجعته ا‬
‫بشرط اخبار كل المعنيين بالدرج ة األولى‪ ،‬وتش ير الم ادة ‪ 69‬من الق انون‬
‫الجديد انه من الضروري ان تسبق كل مقال إش هاري كلم ة اش هار‪ ،‬وه ذا‬
‫من اجل تفادي وقوع القارئ في الغلط بفعل بعض السلوكيات الخاصة بهذا‬
‫المجال‪ .‬من ع المش رع على مال ك ك ل ص حيفة او دوري ة‪ ،‬وخاص ًة م دير‬
‫النشر أو بعض مساعديه أن يحصلوا بص فة مباش رة على أم وال أو من افع‬
‫من الخ ارج م ا ع دا في ثالث ح االت أساس ية‪ ،‬وهي عن دما تك ون ه ذه‬
‫األموال من أجل ‪ 1‬اإلشهار أو االشتراك ‪ 2.‬او من اجل تقوي ة ال كف اءات‬
‫التدبيرية أو التكوينية ‪ 3.‬أو التب اري على ج ائزة للص حافة الفق رة الثاني ة‪:‬‬
‫المداخيل اإلشهـــــارية والتح ديات العملي ة تتم يز االس تثمارات اإلعالني ة‬
‫بتوزيع غير متكافئ بين وسائط االتصال وداخل كل وسيط بس ب المع ايير‬
‫ال تي يعتم دها ك ل معلن‪ .‬وتش كل وض عية المغ رب في ه ذا المج ال حال ة‬
‫معبرة‪ ،‬فبالرغم من تطور العائدات اإلعالنية بالقيمة المطلق ة‪ ،‬ال تي انتقلت‬
‫من ‪ 40‬مليون درهم سنة ‪ 1976‬إلى ح والي ‪ 2‬ملي ار و‪ 800‬ملي ون درهم‬
‫س نة ‪ 2005،‬وح والي ‪ 6‬مالي ير في الس نين األخ يرة‪ ،‬إال أنه ا تبقى دون‬
‫المستوى المطلوب وغير كافية لتمويل مختل ف وس ائط االتص ال‪ .‬كم ا أن‬
‫التقلبات االقتصادية الظرفية‪ ،‬وتع اقب األزم ات االقتص ادية والمالي ة وم ا‬
‫يصاحبها من ركود للقطاعات اإلنتاجية‪ ،‬يعتبر سببا في عدم تطور وانتظام‬
‫وتجانس االستثمارات اإلعالنية في وسائط االتصال‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الدعم العمومي للمقاولة االعالمية من ع المش رع المغ ربي‬
‫في المادة ‪ 88.13‬على كل مؤسسة صحفية ان تتلقى لفائدتها بصفة مباشرة‬
‫أمواالً أو منافع من حكومة او جهة اجنبية‪ ،‬لربما ان هذا الشرط فيه وقاي ة‬
‫من أي مصادر دعم مشبوهة او مرتبط ة بأجن دات خارجي ة معين ة ‪ ،‬ل ذلك‬
‫أغلقت الدولة هذا الباب وخصصت دعم ا مالي ا س نويا للص حافة‪ ،‬رغم ان‬
‫المشرع نص صراحة على ان هذا الدعم يهدف الى تنمية الق راءة وتعزي ز‬
‫التعددية ودعم الموارد البشرية ‪ ،‬ل كن يرى البعض انه من األسباب غ ير‬
‫مباشرة لهذا الدعم هو حلول المشرع بين تأثير التمويل األجنبي على الخط‬
‫التحريري للصحف والحفاظ على استقالليتها‪ ،‬انقداها من األزم ات المالي ة‬
‫التي تحاوطها‪ .‬الفقرة اولى ‪ :‬اإلطار القانوني للدعم العمومي وبغض النظر‬
‫عن ما سبق‪ ،‬فمأسسة الدعم العم ومي من المس ائل الجدي دة ال تي أقرهــــا‬
‫ق انون الص حافة‪ ،‬بحيث ألول م رة يتم التنص يص الى إمكاني ة حص ول‬
‫الصحافة على الدعم العمومي‪ ُّ.‬د الدعم العمومي للصحافة المكتوبة‪ َ،‬س نده‬
‫و َيس تم من روح الفص ل ‪ 28‬من دس تور المملك ة‪ ،‬ال ذي يؤك د في الفق رة‬
‫الثالث ة من ه على أن “ تُ ش ج ع الس لطات العمومي ة على تنظيم قط اع‬
‫الص حافة بكيفي ة مس تقلة وعلى أس س ديمقراطي ة‪ ،‬وعلى وض ع القواع د‬
‫القانونية واألخالقي ة المتعلق ة ب ه" كم ا ج اء ك ذلك في الم ادة الس ابعة من‬
‫قانون الصحافة الجدي د "‪...‬تس تفيد قطاع ات الص حافةً والنش ر والطباع ة‬
‫والتوزي ع والنش ر من ال دعم العم ومي بن اء على مب ادئ الش فافية وتك افؤ‬
‫الف رص والحي اد‪ ،‬به دف تنمي ة الق راءة وتعزي ز التعددي ة ودعم موارده ا‬
‫البشرية‪ "...‬ول كن المشرع قرن هذا ال دعم بت وفر مجموع ة من الش روط‬
‫المض منة في المرس وم رقم ‪ 2.18.136‬ال ذي ص ادق علي ه المجلس‬
‫الحك ومي خالل اجتماع ه في ف براير ‪ 2019،‬ش ر ع‪ ،‬وبخالف م ا ك ان‬
‫جاري به العمل في السابق‪َّ ،‬و سع من المالحظ أن الُم مجال صرف ال دعم‬
‫العمومي ليشمل الطباعة والتوزيع‪ ،‬وهو في الحقيقة إجراء تشريعي ُم نز ه‬
‫عن العبث‪ ،‬فالط ابع والم وزع من أهم المت دخلين في ص ناعة الص حيفة‬
‫يعت برون ف اعلين أص ليين‪ ،‬لألفع ال المرتكب ة عنُ الورقي ة‪ ،‬وهم من‬
‫األشخاص الذين في طري ق الص حافة‪ ،‬طبق اً للم ادة ‪ 95‬من الق انون رقم‬
‫‪ . 88.13‬اذ ا فم ا هي ش روط االس تفادة من ال دعم العم ومي لقطاع ات‬
‫الصحافة والنشر والطباعة والتوزي ع من ال دعم العم ومي؟ الفق رة الثاني ة‪:‬‬
‫شروط وكيفيات االستفادة من الدعم أح الت الفق رة الثاني ة من الم ادة ‪ 7‬من‬
‫الق انون رقم ‪ 88.13‬على نص تنظيمي ُيح د د ش روط وكيفي ات االس تفادة‬
‫من الدعم‪ ،‬ولقد صدر ه ذا النص التنظيمي‪ ،‬بع د م رور ثالث س نوات عن‬
‫ص دور مدون ة الص حافة والنش ر‪ ،‬ويتع ل ق األم ر بالمرس وم رقم‬
‫‪ 2.18.136‬الصادر في ‪ 6‬مارس ‪ 2019،‬وذلك بعدما كان الدعم يقدم بن اء‬
‫على عق د البرن امج الموق ع بين الحكوم ة والفيدرالي ة المغربي ة لناش ري‬
‫الصحف وقد حدد هذا المرسوم الشروط والمعايير الالزم توفرها لالستفادة‬
‫من الدعم‪ ،‬وأحال على قرار مشترك تُ صدره الس لطة الحكومي ة المكلف ة‬
‫باالتص ال والس لطة الحكومي ة المكلف ة بالمالي ة ليُ ح د د ط رق وكيفي ات‬
‫ص رف ال دعم الم ذكور‪ .‬وق د وض ع ش روًطا مش تركة بين المؤسس ات‬
‫الصحفية وشركات الطباعة والتوزيع‪) ،‬أوال (وشروًطا خاصة بالمؤسسات‬
‫الصحفية)ثاني ا ( ولجن ة تختص بدراس ة الملف ات )ثالث ا (‪ .‬أوال ‪ :‬الش روط‬
‫العام ة يش ترط المرس وم رقم ‪ 2.18.136‬ل دعم المؤسس ات الص حافية‬
‫وشركات الطباع ة والتوزي ع أن تك ون مؤسس ة في ش كل ش ركة خاض عة‬
‫للقانون المغ ربي وت زاول نش اطها من ذ س نتين على األق ل‪ ،‬وأن تك ون في‬
‫وضعية سليمة إزاء مدونة الصحافة والنشر والقوانين الجاري به ا العم ل‪،‬‬
‫وفي وضعية جبائي ة قانوني ة‪ ،‬وأن تك ون منخرط ة في الص ندوق الوط ني‬
‫للضمان االجتماعي‪ ،‬وعند االقتضاء في نظام خاص لالحتياط االجتم اعي‬
‫أو أي نظ ام إجب اري آخ ر للحماي ة االجتماعي ة‪ ،‬وت دلي بص فة منتظم ة‬
‫بتص ريحاتها المتعلق ة ب األجور وتوج د في وض عية قانوني ة إزاء ه ذه‬
‫الهيئات‪ ،‬وتعمل على نشر القوائم التركيبية السنوية بانتظام‪.‬‬
‫يالحظ أن الشروط المشتركة هي الشروط التي يجب توافره ا في مؤسس ة‬
‫النش ر‪ ،‬للتمت ع بأهلي ة الن اخب في انتخاب ات أعض اء المجلس الوط ني‬
‫للصحافة‪ ،‬المنصوص عليها في الم ادة ‪5‬من الق انون رقم ‪ 90.13‬القاض ي‬
‫بإحداث المجلس المذكور‪ ،‬ال سيما الشروط المنصوص عليها في الم واد ‪1‬‬
‫و ‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 5،‬مضافً ا إليه شرًطا عاًم ا فق ط وه و أن تك ون المؤسس ات‬
‫الصحفية وشركات الطباعة والتوزيع في وضع سليم تجاه مدونة الص حافة‬
‫والنشر والقوانين الجاري بها العم ل‪ .‬إذا ك انت ه ذه هي الش روط العام ة‪،‬‬
‫فماذا عن الشروط الخاصة بالمؤسسات الصحفية؟ ثانيا ً‪ :‬الشروط الخاص ة‬
‫أل زم المرس وم رقم ‪ 2.18.136‬المؤسس ات الص حافية باس تيفاء ش روط‬
‫خاص ة تتمث ل في تط بيق االتفاقي ات الجماعي ة الخاص ة بالص حافيين‪،‬‬
‫واح ترام أخالقي ات المهن ة‪ ،‬وأن تش غل بص فة دائم ة‪ ،‬في حال ة إص دار‬
‫مطب وع دوري ورقي‪ ،‬إض افة إلى رئيس التحري ر‪ 11 ،‬ص حافيا مهني ا‬
‫بالنسبة للمطبوع الدوري اليومي‪ ،‬و‪ 6‬صحافيين مهن يين بالنس بة للمطب وع‬
‫ال دوري األس بوعي‪ ،‬و‪ 5‬ص حافيين مهن يين بالنس بة للمطب وع ال دوري‬
‫الجه وي الي ومي‪ ،‬وص حافيين مهن يين اث نين بالنس بة للمطب وع ال دوري‬
‫النصف الشهري والشهري والجهوي األسبوعي‪ ،‬كما اشترط على المواق ع‬
‫اإللكترونية تش غيل م دير للنش ر و‪ 3‬ص حافيين مهن يين على األق ل بص فة‬
‫دائم ة‪ .‬وعالوة على الش روط الم ذكورة يش ترط مش روع المرس وم أن‬
‫يس توفي ك ل مطب وع دوري ورقي ش روطا أخ رى تتمث ل في أن يك ون‬
‫اخباريا عاما يوزع على الصعيد الوط ني أو الجه وي‪ ،‬وأن يك ون موجه ا‬
‫للعموم بثمن محدد‪ ،‬أو عن طريق االشتراك‪ ،‬وأال يكون عبارة عن نشرات‬
‫داخلية‪ ،‬أو مجانية‪ ،‬وأال تتعدى مس احته االش هارية ‪ 50‬في المائ ة من ك ل‬
‫عدد‪ ،‬وأن يصدر على فترات زمنية منتظم ة‪ ،‬ودون انقط اع لم دة س نتين‪،‬‬
‫وأن يتضمن اإلشارة إلى عدد النسخ المس حوبة وإلى دوري ة ص دوره‪ .‬أم ا‬
‫عن شروط خاصة بالصحافة اإللكترونية فقد تطلب أن تكون متقيدة بقانون‬
‫الصحافة وأن تكون اخبارية عام ة له ا ص لة باألح داث وتك ون موض وع‬
‫معالج ة مهني ة وذات طبيع ة ص حفية‪ ،‬وأن يك ون مض مونها االعالمي‬
‫وخطها التحريري واضح ين وم وجهين للعم وم ع بر ش بكة األن ترنت‪ ،‬أو‬
‫أي وسيلة الكترونية أخرى‪ ،‬وأن ال تتجاوز المساحة المخصص ة لإلش هار‬
‫‪ 30‬في المائة من المساحة االجمالية‪ ،‬وأن يك ون نص ف الم ادة اإلعالمي ة‬
‫على األق ل من إنت اج ذاتي‪ ،‬وأن يحين على م دار الي وم‪ ،‬وأن يص در على‬
‫فترات منتظمة ودون انقط اع لم دة س نة‪ ،‬وأن تك ون ذات إش ارة مرجعي ة‬
‫على األق ل على أهم محرك ات البحث‪ ،‬وأن تت وفر على قاع دة معطي ات‬
‫إحصائية تمكن من قياس ومتابعة عدد القراء والزوار‪ .‬ويرصد انه بالنسبة‬
‫للشروط الخاصة بالمؤسسات الصحفية‪ ،‬فإنه ا تكم ُل الش روط ال واردة في‬
‫المادة ‪ 5‬من القانون رقم ‪ 90.13‬الس الف ال ذكر‪ ،‬أي الش روط ال واردة في‬
‫كل من البند ‪ 4‬والبند ‪ 6‬والتي يتم فيها التمييز بين شروط المطبوع الدوري‬
‫الورقي وشروط الصحيفة اإللكتروني ة‪ ،‬وه و تمي يز ط بيعي وواجب على‬
‫االختالف في خصوصية الركيزتين ‪ ،‬فقد أضاف شروطا أخ رى تح ت رم‬
‫خصوص ية ك ل إص دار س واء ك ان ورقيً ا أو إلكترونًي ا‪ ،‬باإلض افة إلى‬
‫الشروط العامة المش تركة بينهم‪ ،‬مث ل االل تزام بتنفي ذ االتفاق ات الجماعي ة‬
‫للص حفيين واح ترام مدون ة األخالق‪ .‬الش روط ال تي أض يفت في الم ادة‬
‫الثانية‪ ،‬هي تلخيص للشروط التي تض منها عق د البرن امج لتأهي ل المقاول ة‬
‫االعالمية الموقع بين وزارة االتصال واالتحاد المغربي لناشري الصحف‪،‬‬
‫وك ذلك بعض أحك ام الق انون رقم ‪ 88.13‬وخاص ة األحك ام المتعلق ة‬
‫بالمساحات اإلعالنية‪ .‬إذا كانت هذه هي الش روط ال تي اس توفيت بموجبه ا‬
‫المؤسسة الصحفية أو شركة الطباعة والتوزيع ال تي تس تحق االس تفادة من‬
‫الدعم‪ ،‬فإن أصعب عملية هي كيفية احتساب هذا الدعم؟‬
‫ثالثا ‪ :‬لجنة ال دعم ومع اييره اح ال المرس وم على الق رار المش ترك للهيئ ة‬
‫الحكومية المكلفة باالتصال والهيئة الحكومي ة المكلف ة بالمالي ة‪ ،‬وأش ار أن‬
‫معايير ال دعم بالنس بة للمطب وع ال دوري مح ددة في حجم الس حب وكلف ة‬
‫األجور‪ .‬أما بالنس بة للص حافة اإللكتروني ة فيتم تحدي د مع ايير ال دعم بن اء‬
‫على كلفة األجور‪ ،‬وكلفة استضافة موقع الصحيفة مع مراعاة عدد ال زوار‬
‫اما عن لجنة الدعم فق نص المرسوم في المادة ‪ 4‬على إحداث لجن ة ثنائي ة‬
‫تتولى دراسة الملفات التي يمكن أن تستفيد من الدعم المخص ص للص حافة‬
‫والنشر والطباعة والتوزيع‪ .‬ويرأس هذه اللجنة ممثل عن السلطة الحكومية‬
‫المكلفة باالتصال‪ ،‬وتت ألف باإلض افة إلى ال رئيس من ‪ 16‬عض وا‪ ،‬أربع ة‬
‫منهم يمثل ون الس لطة الحكومي ة المكلف ة باالتص ال‪ ،‬وممث ل عن وزارة‬
‫المالية‪ ،‬وممثل عن السلطة الحكومية المكلفة بالثقافة‪ ،‬ورئيس لجنة المنش أة‬
‫الص حافية وتأهي ل القط اع ب المجلس الوط ني للص حافة و‪ 6‬ممثلين عن‬
‫ناشري الصحف ينتخب ون من بين أعض اء هي أة ناش ري الص حف األك ثر‬
‫تمثيلي ة وممثلين عن ناش ري الص حف من خ ارج الهي أة األك ثر تمثيلي ة‬
‫ينتخبون من بينهم ومن قبلهم‪ ،‬وممثل واحد عن شركات والتوزي ع العامل ة‬
‫في مجال الص حافة‪ ،‬ينتخب من بينهم ومن قبلهم‪ .‬يُ الح ظ إذن أن حس اب‬
‫الدعم عملية فنية معقدة للغاية‪ ،‬ويتطلب تنفيذها فهماً لواقع هذه القطاعات‪،‬‬
‫باإلض افة الى اس تيعاب أحك ام الم ادة ‪ 7‬من الق انونً جي دا رقم ‪88.13‬‬
‫المتعلق بالصحافة والنشر ومتطلبات المرسوم رقم ‪ 2.18.136‬فيما يتعل ق‬
‫ب دعم الص حافة والنش ر والطباع ة والتوزي ع‪ ،‬وق د س بق للمجلس األعلى‬
‫للحس ابات‪ ،‬ان ط الب في تقري ره للع ام ‪ 2016-2017‬برص د وتش خيص‬
‫الوضع القائم لمعرفة الصعوبات ال تي تواج ه قط اع الص حافة ال ذي يتس م‬
‫بالتغير المستمر‪ .‬وي رى البعض أن ه ب الرغم من تواف ق ه ذا المرس وم م ع‬
‫أحكام المادة السابعة‪ ،‬إال ان تصنيف ش ركات الطباع ة والتوزي ع من أج ل‬
‫احتساب الدعم أنه تم تحديد هذه العملية فيما يتعلق بالمؤسس ات الص حفية‪،‬‬
‫بينما تم التغاضي عنها لشركات الطباعة والتوزيع‪ ،‬ولعل ه ذا م ا يجب أن‬
‫يتم معالجت ه احترام ا لتوص ية المجلس األعلى للحس ابات المش ار إليه ا‬
‫أعاله‪ ،‬و المبادئ ال تي أقرته ا الفق رة الثاني ة من الفص ل ‪ 28‬من الدس تور‬
‫والفقرة األولى من المادة ‪ 7‬للصحافة والنشر‪.‬‬
‫انت المطبوعات الدورية عامًة والصحف الورقية خاصًة من أزمة هيكلي ة‬
‫متعددة األوجه واألبعاد‪ ،‬وتجلى أدائها في انخفاض المبيعات‪ ،‬وع دم كفاي ة‬
‫الدعم العمومي الموجه اليها في تلبية مختلف حاجياته ا باإلض افة الى ش ح‬
‫حصص اإلعالنات‪ ،‬وانهيار نظ ام التوزي ع‪ .‬باإلض افة إلى ذل ك‪ ،‬فق د أدت‬
‫جائحة كورونا إلى تعميق جراح هذه المؤسسات‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫وفي خت ام ه ذا البحث‪ ،‬نؤك د على أهمي ة المقاول ة اإلعالمي ة في وقتن ا‬
‫المعاص ر‪ ،‬ال ذي أص بح في ه لإلعالم دور متزاي د ح تى أص بح ال يمكن‬
‫تصور العيش بدون ه‪ ،‬فالمقاول ة اإلعالمي ة باعتباره ا مؤسس ًة تعم ل على‬
‫تحقيق مجموع ة من الوظ ائف المرتبط ة بالمض مون والتحري ر الص حفي‬
‫واإلعالن والتوزي ع ع بر تق ديم خدم ة اعالمي ة ت برز في ش كل ص حيفة‬
‫الكترونية أو مجلة أو إعالن وقد تكون شركة لإلش هار‪ ،‬او إذاع ة خاص ة‪،‬‬
‫او قن اة تلفزيوني ة‪ ،‬وق د تم تنظيمه ا بق وانين الص حافة والنش ر واالتص ال‬
‫السمعي البصري‪ ،‬وفي هذا الصدد ال يمكن انكار الدور الكبير للقانون رقم‬
‫‪ 88.13‬المتعلق بالص حافة والنش ر ال ذي ع زز مكان ة المقاول ة الص حفية‬
‫ضمن الترسانة القانونية‪ ،‬وال ذي ج اء بمجموع ة من المس تجدات المتعلق ة‬
‫بالممارس ة الص حفية‪ ،‬خاص ة االع تراف الق انوني بالمؤسس ة الص حفية‬
‫اإللكتروني ة وتمكينه ا من ش روط الممارس ة الص حفية الح رة‪ ،‬م ع تمكين‬
‫منابرها من رخص التصوير‪ ،‬كما جعل القضاء سلطة حصرية في التعامل‬
‫مع قضايا الصحافة وفي حماية حريتها‪ ،‬خاصة ما يتعلق بتلقي تص ريحات‬
‫إص دار الص حف واإليق اف والحجب والحج ز ألي مطب وع دوري أو‬
‫صحيفة إلكترونية‪ ،‬ووضع القانون ‪ 88.13‬ح دا للعقوب ات الس البة للحري ة‬
‫وعوضها بغرامات مالية معتدلة‪ ،‬كما من ع اإليق اف واالعتق ال االحتي اطي‬
‫في حالة االشتباه بارتكاب جرائم متعلق ة بالص حافة والنش ر‪ ،‬وأخ ذه بمب دأ‬
‫حسن النية في تقدير التعويض على الضرر‪ .‬ومن خالل ما سبق ن رى ان ه‬
‫أصبح من الضروري‪:‬‬
‫اخراج قانون خ اص للمق اوالت اإلعالمي ة الرقمي ة الى ح يز الوج ود فق د‬
‫أخذت المشاريع الرقمية الناشئة في السنوات االخيرة تلعب دور كبيرا على‬
‫الصعيد االقتصادي‪.‬‬
‫• إدخ ال إص الحات على مس توى ال دعم العم ومي المق دم للمؤسس ات‬
‫الصحفية ‪.‬‬
‫‪:‬‬

You might also like