Professional Documents
Culture Documents
الحذر من بدع عاشوراء
الحذر من بدع عاشوراء
مقاالت متعلقة
الزيارات35843 :
ينبغي على المسلم أن يحذر من البدع الشائعة في يوم عاشوراء ،فقد ُسئل شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا عما يفعله الناس في يوم عاشوراء
من الكحل ،واالغتسال ،والحناء والمصافحة ،وطبخ الحبوب وإظهار السرور ،وغير ذلك ،هل لذلك أصٌل؟ أم ال؟.
فأجاب في كتابه مجموع الفتاوى :الحمد هلل رب العالمين ،لم يرد في شيٍء من ذلك حديٌث صحيٌح عن النبي صلى هللا عليه وسلم وال عن
أصحابه ،وال استحب ذلك أحٌد من أئمة المسلمين ال األئمة األربعة وال غيرهم ،وال روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئًا ،ال عن النبي صلى
هللا عليه وسلم وال الصحابة ،وال التابعين ،ال صحيحًا وال ضعيفًا ،ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم
عاشوراء لم يرمد من ذلك العام ،ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام ،وأمثال ذلك .ورووا في حديٍث موضوٍع مكذوٍب على النبي
صلى هللا عليه وسلم :أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع هللا عليه سائر السنة .ورواية هذا كله عن النبي صلى هللا عليه وسلم كذٌب .
ثم ذكر رحمه هللا ملخصًا لما مّر بأول هذه األمة من الفتن واألحداث ومقتل الحسين رضي هللا عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال:
"فصات طائفٌة جاهلٌة ظالمٌة :إما ملحدٌة منافقٌة ،وإما ضالٌة غاويٌة ،تظهر مواالته ومواالة أهل بيته ،تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة،
وتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود ،وشق الجيوب ،والتعزي بعزاء الجاهلية ..وإنشاد قصائد الحزن ،ورواية األخبار التي فيها كذٌب
كثيٌر والصدق فيها ليس فيه إال تجديد الحزن ،والتعصب ،وإثارة الشحناء والحرب ،وإلقاء الفتن بين أهل اإلسالم ،والتوسل بذلك إلى سب
السابقين األولين ..وشر هؤالء وضررهم على أهل اإلسالم ال يحصيه الرجل الفصيح في الكالم.
فعارض هؤالء قوٌم إما من النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته ،وإما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد ،والكذب بالكذب ،والشر
بالشر ،والبدعة بالبدعة ،فوضعوا األثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء كاالكتحال واالختضاب ،وتوسيع النفقات على العيال ،وطبخ
األطعمة الخارجة عن العادة ،ونحو ذلك مما يفعل في األعياد والمواسم ،فصار هؤالء يتخذون يوم عاشوراء موسما كمواسم األعياد واألفراح،
وأولئك يتخذونه مأتمًا يقيمون فيه األحزان واألتراح ،وكال الطائفتين مخطئٌة خارجٌة عن السنة".
وقال ابن رجب في كتابه لطائف المعارف" :وكل ما روى في فضل االكتحال في يوم عاشوراء ،واالختضاب ،واالغتسال فيه ،فموضوع ال
يصح ...وأما اتخاذه مأتمًا كما تفعل الرافضة ألجل قتل الحسين بن علي فيه ،فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن
صنعًا ،وولم يأمر هللا وال رسوله باتخاذ أيام مصائب األنبياء وموتهم مأتمًا فكيف بمن هو دونهم؟".
وقال اإلمام ابن الحاج المالكي رحمه هللا في كتابه المدخل" :من بدع عاشوراء تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيرًا أو تقديمًا وتخصيصه بذبح الدجاج
واستعمال الحّناء للنساء".
/الحذر-من-بدع-عاشوراءhttps://www.alukah.net/spotlight/0/87771/ 1/2
27/07/2023 11:04 الحذر من بدع عاشوراء
ويفهم مما سبق أن كل من اتخذ يوم عاشوراء عيدًا أو يوم حزن قد فعل بدعة ،وقد ضل في يوم عاشوراء طائفتين:
• طائفة شابهت اليهود فاتخذت عاشوراء موسم عيد وسرور ،تظهر فيه شعائر الفرح كاالختضاب واالكتحال ،وتوسيع النفقات على العيال،
وطبخ األطعمة الخارجة عن العادة ،ونحو ذلك من عمل الجهال ،الذين قابلوا الفاسد بالفاسد ،والبدعة بالبدعة.
• وطائفة أخرى اتخذت عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة ،ألجل قتل الحسين بن علي – رضي هللا عنهما – ُتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم
الخدود وشق الجيوب ،وإنشاد قصائد الحزن ،ورواية األخبار التي كذبها أكثر من صدقها ،والقصد منها فتح باب الفتنة ،والتفريق بين األمة،
وهذا عمل من ضّل سعيه في الحياة الدنيا ،وهو يحسب أنه يحسن صنعًا.
وينبغي أن تكون العبادة حتى تكون مقبولة خالصة لوجه هللا تعالى وموافقة لشرعه ،ولم يرد في يوم عاشوراء إال الصوم ،وهذا ما ينبغي
الحرص عليه ال غيره من البدع.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وأخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعلى التابعين ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
/الحذر-من-بدع-عاشوراءhttps://www.alukah.net/spotlight/0/87771/ 2/2