You are on page 1of 14

‫‪ :‬حكم هتنئة الكفار أبعيادهم‪.

‬‬ ‫الكتاب‬
‫‪ :‬جامعة اإلمام الشافعي للعلوم الشرعية ‪ -‬حضرموت ‪ -‬املكال‪.‬‬ ‫الناشر‬
‫‪ 1443 :‬هـ ‪ 2021 /‬م‪.‬‬ ‫سنة النشر‬
‫‪ 11 :‬صفحة‪.‬‬ ‫عدد الصفحات‬

‫فوة – منطقة نور اهلدى – مقابل مستشفى ابن سينا‬


‫حكم تهنئة الكفار‬
‫بأعيادهم‬
‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف اخللق أمجعني نبينا حممد وعلى آله وصحبه ومن‬
‫تبعهم إبحسان إىل يوم الدين‪ ،‬وبعد‪ :‬قبل احلديث عن املسألة نتطرق إىل‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬معىن التهنئة ومدلوهلا‪:‬‬


‫اتفق أهل اللغة على أن التهنئة ضد التعزية‪ ،‬قال العالمة البجريمي‪" :‬التهنئة ضد التعزية فهي الدعاء‬
‫بعد السرور‪ ،‬والتعزية محل املصاب على الصرب بوعد األجر والدعاء له"(‪.)1‬‬
‫والسنّة مضت على أن التهنئة والبشارة تكون بني الناس على قدر املودة بينهم يف املعرفة واخللطة‬
‫واملمازجة‪ ،‬خبالف حتية السالم مثالا‪ ،‬فإهنا مشروعة على من عرفناه ومن مل نعرفه من املسلمني(‪.)2‬‬

‫اثنياً‪ :‬مذهب أهل العلم يف هذه املسألة‪:‬‬


‫سيقتصر الباحث على أهم ما ذكره أهل العلم من املذاهب األربعة يف هذه املسألة سالكا سبيل‬
‫االختصار مبتدئا مبذهب اإلمام الشافعي‪.‬‬

‫مذهب سادتنا الشافعية‪:‬‬


‫عند سادتنا الشافعية أن موافقة الكفار يف أعيادهم أبن يفعلوا ما يفعلونه‪ ،‬أو هتنئتهم بعيدهم حرام‬
‫ويعزر بسبب ذلك وإليك نصهم‪:‬‬
‫‪.1‬صرح اإلمام الدمريي والرملي الكبري يف حواشي الروض واخلطيب الشربيين ‪-‬رمحهم هللا تعاىل‪-‬‬
‫ابلتعزير على من هنأ ذمي ا يف أعيادهم‪ ،‬ونصهما‪" :‬تتمة ‪ :‬يـُ ّعزر من وافق الكفار يف أعيادهم ‪،‬‬
‫ومن ميسك احلية‪ ،‬ويدخل النار ومن قال لذمي‪ :‬اي حاج‪َ ،‬ومـن هـنأه بِـعِـيـد"(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬البجريمي‪ ،‬حاشية البجريمي على اخلطيب (‪.)22٥ /2‬‬


‫(‪ )2‬ابن احلاج‪ ،‬املدخل (‪.)1٧0 /1‬‬
‫(‪ )3‬الدمريي‪ ،‬النجم الوهاج يف شرح املنهاج (‪ .)244 /٩‬الشهاب الرملي‪ ،‬حاشية الروض (‪ .)1٦2 /4‬اخلطيب الشربيين‪ ،‬النجم‬
‫الوهاج يف شرح املنهاج (‪.)٥2٦/٥‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.2‬قال احلليمي يف املنهاج يف شعب اإلميان‪" :‬وال ينبغي للمسلم أن يزور الكافر إذا قدم من سفره‬
‫إال أن يكون جاره‪ ،‬وال أن يهنئه ِبفص ِحه حبال‪ ،‬وال ابلنريوز واملهرجان‪ ،‬وال ٔان يتابعهم على‬
‫تعظيم ما يعظمونه من هذه األوقات"(‪ ،)1‬ومعلوم أن تعظيم ما يعظمونه من هذه األوقات حرام‬
‫فيحمل عدم االنبغاء هنا على التحرمي بداللة االقرتان‪.‬‬
‫‪.3‬قال البجريمي يف حاشيته على اخلطيب‪" :‬قوله‪( :‬من وافق الكفار يف أعيادهم) أبن يفعل ما‬
‫يفعلونه يف يوم عيدهم وهذا حرام"(‪.)2‬‬
‫‪.4‬ذكر فقهاء سادتنا الشافعية أنه حيرم ابتداء الكافر ابلسالم‪ ،‬أو بغريه من سائر أنواع التحية‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫هداك هللا‪ ،‬أو أنعم هللا صباحك‪ ،‬أو صبحت ابخلري‪ ،‬أو ابلسعادة‪ ،‬أو أطال هللا بقاءك‪ ،‬كما نص‬
‫عليه النووي‪ ،‬وشيخ اإلسالم يف األسىن‪ ،‬والرملي يف النهاية وابن حجر يف التحفة‪ ،‬واخلطيب يف‬
‫املغين‪ ،‬وعبارة التحفة‪" :‬أما الذمي فيحرم ابتداؤه ابلسالم"(‪ ،)3‬مث علق عليه الشرواين‪(" :‬قوله‬
‫فيحرم ابتداؤه ابلسالم) فإن ابن من سلم عليه ذمي ا فليقل له ندابا اسرتجعت سالمي أو رد‬
‫سالمي حتقريا له ويستثنيه وجوابا ولو بقلبه إن كان بني مسلمني وسلم عليهم وال يبدأه بتحية‬
‫غري السالم أيضا كأنعم هللا صباحك وأصبحت ابخلري إال لعذر"(‪ ،)4‬بل علل ذلك شيخ اإلسالم‬
‫بقوله‪ " :‬فإن ذلك بسط له وإيناس ومالطفة وإظهار ود وحنن مأمورون ابإلغالظ عليهم ومنهيون‬
‫ودهم فال تظهره قال تعاىل ﴿ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ‬
‫عن ّ‬
‫ﱊ ﱋ ﱌ﴾(‪ ")٥‬يفهم من هذا النص أنه إذا حرم ابتداؤهم بتحية السالم وغريها‪..‬‬
‫حرمت التهنئة ابألوىل‪.‬‬

‫(‪ )1‬املنهاج يف شعب اإلميان‪ ،‬الشيخ احلسني بن احلسن احلليمي (‪.)34٩ /3‬‬
‫(‪ )2‬البجريمي‪ ،‬حاشية البجريمي على اخلطيب (‪.)1٧٩ /4‬‬
‫(‪ )3‬ابن حجر‪ ،‬حتفة احملتاج يف شرح املنهاج (‪.)22٦ /٩‬‬
‫(‪ )4‬الشرواين‪ ،‬حاشية الشرواين على حتفة احملتاج (‪.)22٦ /٩‬‬
‫)‪ (٥‬سورة اجملادلة‪ .22 :‬واملودة هنا‪ :‬أدانها‪ ،‬وهي ميل القلب إليه‪ .‬وقصة سيدان إبراهيم عليه السالم يف سورة املمتحنة‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.٥‬سئل ابن حجر رمحه هللا تعاىل ورضي عنه هل حيل اللعب ابلقسي الصغار اليت ال تنفع وال تقتل‬
‫صيدا بل أعدت للعب الكفار وأكل املوز الكثري املطبوخ ابلسكر وإلباس الصبيان الثياب امللونة‬
‫ابلصفرة؛ تبعا العتناء الكفرة هبذه يف بعض أعيادهم وإعطاء األثواب واملصروف هلم فيه إذا كان‬
‫بينه وبينهم تعلق من كون أحدمها أجريا لآلخر من قبيل تعظيم النريوز وحنوه فإن الكفرة صغريهم‬
‫وك بريهم وضعيفهم ورفيعهم حىت ملوكهم يعتنون هبذه القسي الصغار واللعب هبا وأبكل املوز‬
‫الكثري املطبوخ ابلسكر اعتناءا كثريا وكذا إبلباس الصبيان الثياب املصفرة وإعطاء األثواب‬
‫واملصروف ملن يتعلق هبم وليس هلم يف ذلك اليوم عبادة صنم وال غريه وذلك إذا كان القمر يف‬
‫سعد الذابح يف برج األسد ومجاعة من املسلمني إذا رأوا أفعاهلم يفعلون مثلهم فهل يكفر أو أيمث‬
‫املسلم إذا عمل مثل عملهم من غري اعتقاد تعظيم عيدهم وال افتداء هبم أو ال ؟‬
‫"( ف ٔاجاب ) نفع هللا تبارك وتعاىل بعلومه املسلمني بقوله ال كفر بفعل شيء من ذلك فقد‬
‫صرح أصحابنا أبنه لو شد الزانر على وسطه أو وضع على رأسه قلنسوة اجملوس مل يكفر مبجرد‬
‫ذلك اهـ‪ .‬فعدم كفره مبا يف السؤال أوىل وهو ظاهر بل فعل شيء مما ذكر فيه ال حيرم إذا قصد‬
‫به التشبه ابلكفار ال من حيث الكفر وإال كان كفرا قطعا‪ ،‬فاحلاصل أنه إن فعل ذلك بقصد‬
‫التشبه هبم يف شعار الكفر كفر قطع ا‪ ،‬أو يف شعار العيد مع قطع النظر عن الكفر مل يكفر‬
‫ولكنه أيمث‪ ،‬وإن مل يقصد التشبه هبم أصالا ورأسا فال شيء عليه‪ ،‬مث رأيت بعض أئمتنا املتأخرين‬
‫ذكر ما يوافق ما ذكرته فقال‪ :‬ومن أقبح البدع موافقة املسلمني النصارى يف أعيادهم ابلتشبه‬
‫أبكلهم واهلدية هلم وقبول هديتهم فيه وأكثر الناس اعتناء بذلك املصريون(‪ ،)1‬وقد قال صلى‬

‫ﲞ ﲟ ﲠ ‪ ...‬اآلية﴾ حنن نقول أسوتنا احلسنة هؤالء‪ ،‬وليس‬ ‫﴿ ﲒ ﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝ‬


‫الذين اعتلوا منابر املسلمني مث يفتون مبا حيسن صورهم القبيحة‪ ،‬حىت وصل بعضهم إىل أن يقول‪" :‬أان أحب اليهود" هبذا اللفظ‬
‫لكي تربر هذه الصورة البشعة من اخلارج ونتنة من الداخل‪.‬‬
‫(‪ )1‬والدليل على ذلك هو فتاوى علماؤهم اآلن حىت اخلرجيون من األزهر فيهم االنبطاح الكامل للنصارى‪ ،‬وكأنه يريد أن يتحبب‬
‫ويتودد إليهم إبصدار مثل هذه الفتاوى‪ ،‬طبع ا هذا انسالخ جزئي عن اإلميانيات‪ ،‬ويف كل وقت وزمان أييت منهم من ترى منهم‬
‫عجب ا حىت يف فتياه؛ مواالةا وحماابةا للنصارى‪ ،‬وكم عاىن منهم اإلمام البوصريي رمحه هللا تعاىل‪ ،‬ألن الذي أمكن النصارى من رقاب‬
‫املسلمني هم مثل هؤالء احلكام اجلهلة من عهد املماليك إىل يومنا هذا‪ ،‬حىت أصبح املسلمون يستنجدون النصارى‪ ،‬واإلمام‬

‫‪3‬‬
‫هللا عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم‪ ،‬بل قال ابن احلاج‪ :‬ال حيل ملسلم أن يبيع نصرانيا شيئا‬
‫من مصلحة عيده ال حلما وال أدما وال ثوابا وال يعارون شيئا ولو دابةا؛ إذ هو معاونة هلم على‬
‫كفرهم‪ ،‬وعلى والة األمر منع املسلمني من ذلك ومنها اهتمامهم يف النريوز أبكل اهلريسة‬
‫واستعمال البخور يف مخيس العيدين سبع مرات زاعمني أنه يدفع الكسل واملرض وصبغ البيض‬
‫أصفر وأمحر وبيعه واألدوية يف السبت الذي يسمونه سبت النور وهو يف احلقيقة سبت الظالم‪،‬‬
‫ويشرتون فيه الشبث‪ ،‬ويقولون إنه للربكة وجيمعون ورق الشجر ويلقوهنا ليلة السبت مباء‬
‫يغتسلون به فيه لزوال السحر ويكتحلون فيه لزايدة نور أعينهم ويدهنون فيه ابلكربيت والزيت‬
‫وجيلسون عرااي يف الشمس لدفع اجلرب واحلكة ويطبخون طعام اللنب وأيكلونه يف احلمام إىل‬
‫غري ذلك من البدع اليت اخرتعوها وجيب منعهم من التظاهر أبعيادهم"(‪.)1‬‬
‫‪ .٦‬قال اإلمام شيخ اإلسالم سراج الدين البلقيين عندما سئل عن قول املسلم للذمي‪ :‬عيد مبارك؟‬
‫"إن قال املسلم للذمي ذلك على قَصد تعظيم دينهم وعيدهم حقيقة فإنه يكفر‪ ،‬وإن مل يقصد‬
‫ذلك وإمنا جرى على لسانه‪ ،‬فال يكفر مبا قال من غري قصد"‪.‬انتهـى(‪ ،)2‬وعدم الكفر هنا ال‬
‫يستلزم عدم احلرمة بل هي ابقية بدليل النصوص السابقة‪.‬‬

‫البوصريي – رمحه هللا تعاىل ‪ -‬من درس حياته وسريته سيجد يف ذلك الشيء الكثري‪ ،‬ولذلك ينبغي لإلنسان يف هذا الزمان خاص اة‬
‫طالب العلم أن يعرضوا إعراض ا كامالا عن مثل هذا األمور من العلماء املصريني يف مواطأهتم ومواالهتم؛ ألهنم يعيشون من النصارى‬
‫ويريدون أن يفعلوا شيئأا حىت وإن خالفوا من كان قبلهم‪ ،‬طبع ا اإلسالم يعلو وال يـُعلَى عليه‪ ،‬وأما أهل الذمة فلهم احلقوق‪ ،‬يعطيهم‬
‫حقوقهم من غري نقص وال انتقاص وال نفعل معهم إال ما يرضي هللا ورسوله صلى هللا عليه وآله وسلم‪ ،‬وال بد أن نتعايش معهم‬
‫ولكن مع اعتزاز بديننا وعدم الرضا بدينهم‪ ،‬حىت اآلن غري مسموح أن تقول للنصاري‪ :‬اي كافر‪ ،‬إرضاء وترضي اة ألسيادهم‪ .‬وال نغرت‬
‫مبا يلبسون من لباس أهل العلم‪ ،‬هذا الزمان خطري جدا فعلى اإلنسان ال بد أن يدافع عن إميانه يف هذا الزمان‪.‬‬
‫(‪ )1‬ابن حجر‪ ،‬الفتاوى الكربى الفقهية (‪.)23٩ /4‬‬
‫(‪ )2‬ابن حجر‪ ،‬الفتاوى الكربى الفقهية (‪.)23٩ /4‬‬

‫‪4‬‬
‫مذهب السادة احلنفية‪:‬‬
‫مل أجد نصا صرحيا يف هتنئة الكفار أبعيادهم فيما اطلعت عليه من كتب السادة احلنفية‪ ،‬ولكن قد‬
‫نصوا على اإلهداء للكفار أهنم فرقوا بني اإلهداء هلم يف عيد خاص ابلكفار وبني ما هو ليس خاصا‬
‫هبم وال بشعار هلم‪ ،‬فاألول حرام‪ ،‬والثاين ليس كذلك‪.‬‬
‫‪.1‬قال اإلمام احلصكفي يف (الدر املختار)‪(" :‬واإلعطاء ابسم النريوز واملهرجان ال جيوز) أي‪ :‬اهلدااي‬
‫ابسم هذين اليومني حرام (وإن قصد تعظيمه) كما يعظمه املشركون (يكفر) قال أبو حفص‬
‫الكبري‪ :‬لو أن رجالا عبد هللا مخسني سنةا مث أهدى ملشرك يوم النريوز بيضةا يريد تعظيم اليوم فقد‬
‫كفر وحبط عمله اهـ ولو أهدى ملسلم ومل يرد تعظيم اليوم بل جرى على عادة الناس ال يكفر‬
‫وينبغي أن يفعله قبله أو بعده نفيا للشبهة ولو اشرتى فيه ما مل يشرته قبل إن أراد تعظيمه كفر‬
‫وإن أراد األكل كالشرب والتنعيم ال يكفر"(‪.)1‬‬
‫وكتب العالمة الشيخ ابن عابدين يف حاشيته على هذا الكالم نقال عن بعض أئمة احلنفية‬
‫ما نصه‪" :‬وهذا خبالف ما لو اختذ جموسي دعوةا حللق رأس ولده فحضر مسلم دعوته فأهدى‬
‫إليه شيئا ال يكفر‪ ،‬وحكي أن واحدا من جموسي سربل كان كثري املال حسن التعهد ابملسلمني‪،‬‬
‫فاختذ دعوةا حللق رأس ولده‪ ،‬فشهد دعوته كثري من املسلمني‪ ،‬وأهدى بعضهم إليه فشق ذلك‬
‫على مفتيهم‪ ،‬فكتب إىل أستاذه علي السعدي أن أدرك أهل بلدك‪ ،‬فقد ارتدوا وشهدوا شعار‬
‫اجملوسي وقص عليه القصة فكتب إليه إن إجابة دعوة أهل الذمة مطلقة يف الشرع‪ ،‬وجمازاة‬
‫اإلحسان من املروءة وحلق الرأس ليس من شعار أهل الضاللة‪ ،‬واحلكم بردة املسلم هبذا القدر‬
‫ال ميكن‪ ،‬واألوىل للمسلمني أن ال يوافقوهم على مثل هذه األحوال إلظهار الفرح‬
‫والسرور"(‪.)2‬انتهى‪ .‬فيوم النريوز عيد خاص ابلكفار‪ ،‬وحلق رأس الولد ليس خاص ا ابلكفار‪.‬‬

‫(‪ )1‬التجرد واالهتمام من جمموعات فتاوى اإلمام البلقيين‪.‬‬


‫(‪ )2‬ابن عابدين‪ ،‬الرد املختار (‪.)٧٥٥ /٦‬‬

‫‪٥‬‬
‫مذهب السادة املالكية‪:‬‬
‫قال اإلمام ابن احلاج املالكي يف املدخل‪(" :‬فصل) يف ذكر بعض مواسم أهل الكتاب فهذا بعض‬
‫الكالم على املواسم اليت ينسبوهنا إىل الشرع وليست منه وبقي الكالم على املواسم اليت اعتادها أكثرهم‬
‫وهم يعلمون أهنا مواسم خمتصة أبهل الكتاب فتشبه بعض أهل الوقت هبم فيها وشاركوهم يف تعظيمها‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اي ليت ذلك لو كان يف العامة خصوصا ولكنك ترى بعض من ينتسب إىل العلم يفعل ذلك يف بيته‬
‫ويعينهم عليه ويعجبه منهم ويدخل السرور على من عنده يف البيت من كبري وصغري بتوسعة النفقة‬
‫والكسوة على زعمه‪ ،‬بل زاد بعضهم أهنم يهادون بعض أهل الكتاب يف موامسهم ويرسلون إليهم ما‬
‫حيتاجونه ملوامسهم‪ ،‬فيستعينون بذلك على زايدة كفرهم‪ ،‬ويرسل بعضهم اخلرفان وبعضهم البطيخ‬
‫األخضر وبعضهم البلح وغري ذلك مما يكون يف وقتهم وقد جيمع ذلك أكثرهم‪ ،‬وهذا كله خمالف للشرع‬
‫الشريف"(‪.)2‬‬
‫مث قال ابن احلاج بعد ذلك‪ " :‬ومن خمتصر الواضحة سئل ابن القاسم عن الركوب يف السفن اليت‬
‫يركب فيها النصارى ألعيادهم فكره ذلك خمافة نزول السخط عليهم لكفرهم الذي اجتمعوا له‪ .‬قال‬
‫وكره(‪ )3‬ابن القاسم للمسلم أن يهدي إىل النصراين يف عيده مكافأ اة له‪ .‬ورآه من تعظيم عيده وعوانا له‬
‫على مصلحة كفره‪ .‬أال ترى أنه ال حيل للمسلمني أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم ال حلما‬
‫وال إدام ا وال ثوابا وال يعارون دابةا وال يعانون على شيء من دينهم؛ ألن ذلك من التعظيم لشركهم‬
‫وعوهنم على كفرهم وينبغي للسالطني أن ينهوا املسلمني عن ذلك‪ ،‬وهو قول مالك وغريه مل أعلم أحدا‬
‫اختلف يف ذلك"انتهى(‪ .)4‬فيؤخذ من هذا الكالم أن ما يشعر بتعظيم الكفر من مهاداة أو معايدة‬
‫وغري ذلك حرام وينبغي على السالطني أن ينهوا املسلمني عن ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذه مصيبة؛ ألن الضالل ال يكون على نفسه‪ ،‬بل ضالل يكون على غريه أيضا‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابن احلاج‪ ،‬املدخل (‪.)4٧-4٦ /2‬‬
‫(‪ )3‬الكراهة هنا كراحة التحرمي‪ ،‬بدليل قوله بعده‪ " :‬ورآه من تعظيم عيده وعوان له على مصلحة كفره ‪ .‬أال ترى أنه ال حيل‬
‫للمسلمني اخل‪."...‬‬
‫(‪ )4‬ابن احلاج‪ ،‬املدخل (‪.)4٨-4٧ /2‬‬

‫‪٦‬‬
‫ويف (فتح العلي املالك) للشيخ حممد عليش ‪ -‬رمحه هللا تعاىل ‪ (" :-‬وسئل عز الدين بن عبد‬
‫السالم ) عن مسلم قال لذمي يف عيده عيد مبارك هل يكره أم ال ؟ ( فأجاب ) إن قاله املسلم لذمي‬
‫على وجه قصد تعظيم دينهم وعيدهم فإنه يكفر وإن مل يقصد ذلك وإمنا جرى على لسانه فال يكفر‬
‫مبا قاله من غري قصد "(‪ .)1‬يؤخذ من هذا الكالم أنه إن نوى تعظيم عيدهم كفر‪ ،‬وإال فال‪ ،‬ونفي‬
‫الكفر يف مثل هذا السياق ال يعين اإلابحة‪ ،‬بل تبقى احلرمة‪.‬‬

‫مذهب السادة احلنابلة‪:‬‬


‫هناك كتب مل تفرق يف حكم التهنئة من هتنئة ألخرى بل مشلتها حبكم واحد وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬كتب أطلقت احلرمة كما يف اإلقناع للحجاوي‪ ،‬وغاية املنتهى للشيخ مرعي بن‬
‫يوسف‪ ،‬والروض املربع‪ ،‬وكشاف القناع للبهويت‪ ،‬ومنتهى اإلرادات البن النجار‪ ،‬ونيل املآرب لعبد‬
‫القادر الشيباين‪ ،‬وعبارة الكشاف‪ (" :‬وحترم هتنئتهم وتعزيتهم وعيادهتم ) ألنه تعظيم هلم أشبه السالم"(‪،)2‬‬
‫والسالم حيرم وذلك حلديث أيب هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ « :‬إذا لقيتموهم يف‬
‫طريق فال تبدؤهم واضطروهم إىل أضيقها »(‪.)3‬‬
‫مث قال ابن ضواين يف منار السبيل‪ " :‬وما عدا السالم مما ذكر يف معناه فقيس عليه"(‪.)4‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬كتب يفهم منها ترجيح احلرمة مع ذكر رواايت أخرى فهي ترجع إىل القسم األول‬
‫من حيث حكم احلرمة‪:‬‬
‫قال ابن املفلح يف الفروع‪" :‬وحترم العيادة والتهنئة والتعزية هلم‪ ،‬كالتصدير والقيام‪ ،‬وكمبتدع جيب‬
‫هجره‪.‬‬

‫(‪ )1‬ابن عليش‪ ،‬فتح العلي املالك يف الفتوى على مذهب اإلمام مالك (‪.)2٥٧ /٥‬‬
‫(‪ )2‬البهويت‪ ،‬كشاف القناع (‪.)131 /3‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬السالم‪ ،‬النهي عن ابتداء أهل الكتاب ابلسالم ‪ ،‬ح‪ .)21٦٧( :‬بعضهم ممن ينتسبون‬
‫إىل أهل العلم يستهزؤون عندما يسمع مثل هذا احلديث والعياذ ابهلل‪.‬‬
‫)‪ (4‬ابن ضواين‪ ،‬منار السبيل يف شرح الدليل (‪.)303 /1‬‬

‫‪٧‬‬
‫وعنه جيوز ( و هـ ش ) وعنه‪ :‬ملصلحة راجحة‪ ،‬كرجاء إسالم‪ ،‬اختاره شيخنا‪ ،‬ومعناه اختيار اآلجري‪،‬‬
‫وأنه قول العلماء‪ :‬يعاد ويعرض عليه اإلسالم‪.‬‬
‫نقل أبو داود‪ :‬إن كان يريد يدعوه لإلسالم فنعم‪ ،‬ويدعى ابلبقاء‪ ،‬وكثرة املال والولد‪ ،‬زاد مجاعة‬
‫قاصدا كثرة اجلزية"(‪.)1‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬كتب أطلقت روايتني يف املذهب منها‪ :‬منت املقنع حملمد ابن قدامة‪ ،‬والشرح الكبري‬
‫للشيخ عبد الرمحن ابن قدامة ‪ -‬وهو تلميذ املوفق صاحب املغين ‪ -‬قال اإلمام ابن قدامة يف (املقنع)‪:‬‬
‫"ويف هتنئتهم وتعزيتهم وعيادهتم روايتان"(‪ ،)2‬قال يف الشرح‪" :‬هتنئتهم وتعزيتهم خترج على عيادهتم فيها‬
‫روايتان‪:‬‬
‫إحدامها‪ :‬ال نعودهم؛ ألن النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬هنى عن بداءهتم ابلسالم‪ ،‬وهذا يف‬
‫معناه(‪.)3‬‬
‫والثانية‪ :‬جتوز(‪)4‬؛ ألن النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬أتى غالما من اليهود كان مريضا يعوده فقعد‬
‫عند رأسه فقال له‪« :‬أسلم»‪ .‬فنظر إىل أبيه‪ ،‬وهو عند رأسه‪ ،‬فقال‪ :‬أطع أاب القاسم‪ .‬فأسلم‪ ،‬فقام النيب‬
‫‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فقال‪ « :‬احلمد هلل الذى أنقذه أيب من النار »"‪.‬‬
‫وهناك كتب فرقت يف حكم التهئنة ومنها ‪:‬أحكام أهل الذمة البن القيم‪ ،‬قال ابن القيم‪" :‬هتنئتهم‬
‫بزوجة أو ولد أو قدوم غائب أو عافية أو سالمة من مكروه وحنو ذلك‪ ،‬وقد اختلفت الرواية يف ذلك‬
‫عن أمحد فأابحها مرة ومنعها أخرى‪ ،‬والكالم فيها كالكالم يف التعزية والعيادة وال فرق بينهما‪ ،‬ولكن‬
‫ليحذر الوقوع فيما يقع فيه اجلهال من األلفاظ اليت تدل على رضاه بدينه‪ ،‬كما يقول أحدهم‪ :‬متعك‬
‫هللا بدينك أو نيحك فيه‪ ،‬أو يقول له‪ :‬أعزك هللا أو أكرمك إال أن يقول‪ :‬أكرمك هللا ابإلسالم وأعزك‬
‫به وحنو ذلك‪ ،‬فهذا يف التهنئة ابألمور املشرتكة‪.‬‬

‫)‪ (1‬ابن مفلح‪ ،‬الفروع (‪.)334 /10‬‬


‫)‪ (2‬ابن قدامة‪ ،‬املقنع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (ص‪.)14٨ :‬‬
‫)‪ (3‬ابن قدامة‪ ،‬الشرح الكبري (‪.)4٥٦ /10‬‬
‫)‪ (4‬املرجع نفسه (‪.)4٥٦ /10‬‬

‫‪٨‬‬
‫وأما التهنئة بشعائر الكفر املختصة به فحرام ابالتفاق(‪ )1‬مثل أن يهنئهم أبعيادهم وصومهم‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫عيد مبارك عليك‪ ،‬أو هتنأ هبذا العيد‪ ،‬وحنوه‪ ،‬فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من احملرمات‪ ،‬وهو‬
‫مبنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب‪ ،‬بل ذلك أعظم إمث ا عند هللا وأشد مقت ا من التهنئة بشرب اخلمر وقتل‬
‫النفس وارتكاب الفرج احلرام وحنوه‪.‬‬
‫وكثري ممن ال قدر للدين عنده يقع يف ذلك‪ ،‬وال يدري قبح ما فعل‪ ،‬فمن هنأ عبدا مبعصية أو بدعة‬
‫أو كفر فقد تعرض ملقت هللا وسخطه"(‪.)2‬‬
‫ذكر املرداوي للمس ٔالة واخلالف فيها قال‪ :‬قوله (ويف هتنئتهم وتعزيتهم وعيادهتم‪ :‬روايتان) وأطلقهما‬
‫يف اهلداية‪ ،‬واملذهب‪ ،‬ومسبوك الذهب‪ ،‬واملستوعب‪ ،‬واخلالصة‪ ،‬والكايف‪ ،‬واملغين‪ ،‬والشرح‪ ،‬واحملرر‪،‬‬
‫والنظم‪ ،‬وشرح ابن منجا‪.‬‬
‫إحدامها‪ :‬حيرم‪ .‬وهو املذهب‪ .‬صححه يف التصحيح‪ .‬وجزم به يف الوجيز‪ ،‬وقدمه يف الفروع‪.‬‬
‫والرواية الثانية‪ :‬ال حيرم‪ .‬فيكره‪ .‬وقدمه يف الرعاية‪ ،‬واحلاويني‪ ،‬يف ابب اجلنائز‪ .‬ومل يذكر رواية‬
‫التحرمي‪ .‬وذكر يف الرعايتني‪ ،‬واحلاويني رواية بعدم الكراهة‪ .‬فيباح وجزم به ابن عبدوس يف تذكرته‪ .‬وعنه‪:‬‬
‫جيوز ملصلحة راجحة‪ ،‬كرجاء إسالمه‪ .‬اختاره الشيخ تقي الدين‪ .‬ومعناه‪ :‬اختيار اآلجري‪ .‬وأن قول‬
‫العلماء‪ :‬يعاد‪ ،‬ويعرض عليه اإلسالم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا هو الصواب‪ .‬وقد «عاد النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬صبيا يهوداي كان خيدمه‪ .‬وعرض‬
‫عليه اإلسالم فأسلم» ‪ .‬نقل أبو داود‪ :‬أنه إن كان يريد أن يدعوه إىل اإلسالم‪ :‬فنعم(‪.)3‬‬

‫)‪ (1‬أما قوهلم أبهنم يهنئون بعيدان فلماذا ال هننؤهم بعيدهم؟ نقول‪ :‬حنن ال جنربهم على أن يهنؤوهنم بعيدان‪ ،‬هم أرادوا ذلك فليفعل‪،‬‬
‫ال مننع أحدا وال جنرب أحدا يف هذه املسألة‪ ،‬فلو تطوع أحد منهم هذا الشيء راجع إليه‪ ،‬وليس هذا من ابب جمازاة ابإلحسان‪.‬‬
‫)‪ (2‬ابن قيم‪ ،‬أحكام أهل الذمة (‪.)441 /1‬‬
‫)‪ (3‬املرداوي‪ ،‬اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف (‪.)23٥-234 /4‬‬

‫‪٩‬‬
‫اخلامتة‬
‫يتبني من النصوص اليت نقلها الباحث األمور التالية‪:‬‬
‫‪.1‬عند سادتنا الشافعية أن موافقة الكفار يف أعيادهم أبن يفعلوا ما يفعلونه‪ ،‬أو يهنئهم بعيدهم‬
‫حرام ويعزر بسبب ذلك‪ ،‬كما صرح به اإلمام الدمريي والرملي الكبري يف حواشي الروض واخلطيب‬
‫والبجريمي ‪ -‬رمحهم هللا تعاىل‪ ،-‬وأيض ا نص الشافعية بتحرمي ابتداء املسلم على الكافر بتحية‬
‫السالم وغريها فالتهنئة أوىل‪.‬‬
‫‪ .2‬أن احلنفية مل ينصوا على مسألة التهنئة خبصوصها ولكن قد نصوا على اإلهداء للكفار‪ .‬وأهنم‬
‫فرقوا بني ما هو شعار الكفار وبني ما هو ليس بشعار هلم‪ ،‬فاألول حرام‪ ،‬بل يصل إىل درجة‬
‫الكفر إن أراد تعظيم هذا الشعار‪ ،‬والثاين ليس كذلك‪ ،‬ومع ذلك عدم موافقة املسلمني هلم أوىل‪.‬‬
‫‪ .3‬وكذا املالكية أن حاصل املسألة عندهم أن ما يشعر بتعظيم الكفر من مهاداة أو معايدة أو هتنئة‬
‫حرام بل يكفر‪ ،‬كما نقله احلطاب من عبارة عز الدين بن عبد السالم‪ ،‬وينبغي على السالطني‬
‫أن ينهوا املسلمني عن ذلك‪.‬‬
‫‪.4‬أطلقت كتب احلنابلة حرمة التهنئة‪ ،‬وهو معتمد مذهبهم‪ ،‬وهناك رواية ابلكراهة‪ ،‬ورواية ابإلابحة‪،‬‬
‫لكن ما أفهم كالم ابن القيم محل هذه التهنئة على حنو رزق مبولود‪ ،‬وقدوم غائب قال‪ :‬أما شعائر‬
‫الكفر املختصة به كاألعياد‪ ،‬فيحرم اتفاقا التهنئة هبا‪.‬‬
‫‪.٥‬فاحلاصل أن املذاهب األربعة اتفقوا على حرمة التهنئة أبعياد الكفار؛ ألهنا شعار خاص هبم‪ ،‬بل‬
‫وصل إىل الكفر إذا قصد هبا تعظيمهم ومتجيدهم ‪-‬والعياذ ابهلل‪.)1(-‬‬

‫)‪ (1‬وهناك فتاوى اليت ختالف مذهب اجلمهور كالفتوى اليت صدرت من دار اإلفتاء األردنية‪ ،‬وكذلك من دار اإلفتاء املصرية اليت‬
‫كتبها الدكتور نصر فريد واصل‪ ،‬وأنه جزم إبابحتها‪ ،‬وقال‪ :‬وأن هذا هو التطبيق األمثل لإلسالم‪ ،‬وليس يف ذلك خروج عن الدين‪،‬‬
‫أو فيه نوع من احلرمة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ .٦‬عدم هتنئتنا للكفار يف أعيادهم ال يستلزم ذلك إيذاءهم وعدم احرتامهم والتعايش معهم‪ ،‬فقد‬
‫جوز العلماء عيادة مريضهم وتعزيتهم يف مصائبهم وهتنئتهم يف الزواج والوالدة والقدوم من السفر‬
‫والشفاء من املرض والسالمة من مكروه وحنو ذلك مما ال خيتص بدينهم‪ ،‬وإمنا منعوا هتنئتهم يف‬
‫أعيادهم الدينية؛ ألهنا شعار خاص هلم‪ ،‬وقد هنينا عن التشبه هبم‪ ،‬ويف هتنئتهم هبا إشعار إبقراران‬
‫حجر واسعا‪.‬‬
‫هلم عليها‪ .‬ومن حصر مفهوم التعايش على هتنئتهم يف أعيادهم الدينية فقط فقد ّ‬
‫فنسأل هللا لنا التوفيق والسداد يف أداء ما علينا من القيام هبذا البحث‪ ،‬وأن جيعل نيتنا فيه خالص اة‬
‫لوجهه الكرمي‪ ،‬وينفعنا به وطالب العلم خاصةا ومجيع املسلمني عامةا‪ ،‬وصلى هللا على سيدان حممد‬
‫وعلى آله وصحبه ٔامجعني واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫علق سيدي الشيخ حممد بن علي ابعطية هذه الفتوى أهنا كانت مبنتهى اإلسفاف‪ ،‬وما أتى به من األدلة واآلايت القرآنية ليست‬
‫يف حملها وال يف مكمنها‪ ،‬وهبذه الكيفية اليت عليها فتوى د‪.‬فريد واصل فسنخرج بنتيجة ليست بصحة هتنئة أعيادهم فقط بل صحة‬
‫دينهم‪ ،‬وأهنم سيدخلون اجلنة مع املسلمني‪ ،‬وال حول وال قوة إال ابهلل‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like