Professional Documents
Culture Documents
أنطوني ما نجون يرى أن القارئ لكتاب المحاورات هذا سيرى األمور حوالء
وذلك تبعا للعوامل التالية :
-المتحاورٌن جان لو أمسٌل والبشٌر دٌانً ٌتقاطعان فً القضاٌا المتناولة و ال ٌهتمان
بالتوصل للتفاهم تام.
-عمال بهذا الحوار على استعادة نظرات من كتبهما السابقة أو مقالتهما السابقة.
-كونهما ٌناقشان تٌارٌن نقدٌٌن :ما بعد الكلونٌا لٌة و الفكر الدٌكنولٌالً.
كما ذكر ما نجون بإطار الدراسات ما بعد الكلونٌا لٌة و الدٌكلونٌالٌة لتقارب الكاتبٌن أمسٌل
ودٌانً .
-فهو حوار كتابات ما بعد الكلونٌا لٌة بٌن الؽرب و األفارقة
-تساءل مانجون عن إمكانٌة الحدٌث عن دراسة ما بعد الكلونٌا لٌة محررة من استعمار
الماضً لتنشأ نظرٌة ما بعد الكلونٌا لٌة .
-كما أكد أن الدراسات ما بعد الكلونٌا لٌة تشٌر إلى كون االستعمار أنتج واقعا متبادال بٌن
المستعر و المستعمر مما خلق تشوٌشا و تعارضات بٌنهما .
-هذا التشوٌش حمله مصطلح ما بعد الكلونٌا لٌة أي ما بعد االستعمار ومدى قدرته على
تجاوز العصر الكلونٌا لً إلى ما بعده.
-هكذا صار لفظ ما بعد الكلونٌا لٌة مرادؾ عداء االستعمار و بذلك صار قابال للتملك من
مختلؾ األوساط النضالٌة و أنشأت مجالس ما بعد الكلونٌا لٌة المناهضة لالستعمار .
-من خالل تم تكرٌس عدة مجاالت لملفات خاصة للدراسات ما بعد الكلونٌا لٌة شنت علٌها
حملة نقدٌة قادها األنثروبولوجً جان لوأمسٌل و كان الرد بكتاب جماعً مما أجج النار
بٌن مثقفٌن أفارقة و فرنسٌٌن.
-األفارقة قدموا دراسات نقدٌة لما بعد الكلونٌا لٌة مما خلق جدال واسعا. .
-و برز الحدٌث عن مدى إمكانٌة تجاوز عتبة الفكر الؽربً الذي أتر فً مؤسسً النقد
المناهض لالستعمار والعودة لفكر اكثر استقاللٌة بتجاوز الوساطة الؽربٌة.
-كما برزت تٌارات مع أوجه الفكر ما بعد الكلونٌالً لٌبرز معها توجه نحو فكر جدٌد هو
الدٌكلونٌالً (تٌار فكري ٌنتقد عالقات الهٌمنة القابمة بٌن الؽرب ومستعمراته السابقة بعد
عقود من االستقالل) ،وٌخالؾ مقاربة الفكر الما بعد استعماري الذي ٌحاول تثبٌت
االستعمار بالماضً فقط.
-الفكر الدٌكلونٌالً من الالزم االخذ بوجهة نظر المستعمرٌن التً تم تحدٌدها فً اآلداب
الكلونٌالٌة من خالل نظرٌة التابع /الدونً
-الفكر الدٌكلونٌالً ظهر بأمرٌكا الجنوبٌة ونقد العقل الكلونٌا لً األوروبً الساعً
لالستحواذ على الوظابؾ الفكرٌة باعتبارها تعود له وحده وهو ما أفرز حسب الفكر
الدٌكولنٌالً نظاما رأسمالٌا منظما لفابدة أوروبا وتبعٌة االستعمار و العنصرٌة باعتبار
تقسٌم وتنظٌم العمل على المستوى العالمً الى جانب سٌادة النظرة األوروبٌة باعتبار
االنسان االبٌض الؽربً مالك كل معرفة ممكنة وكونٌة رافضة لكل اشكال المعرفة الؽٌر
ؼربٌة.
-الفكر الدٌكلونٌالً الحظ استمرار التنظٌم الالمتكافا للعالم فً اشكال اخرى رؼم
االستقالل واستعادة الرأسمالٌة تقسٌم سكان المعمور لبٌض وؼٌر بٌض والى مركز ومحٌط
وشمال وجنوب وأعلى وأدنى.
-من هنا ٌقترح الفكر الدٌكولنٌالً تصفٌة جذرٌة لالستعمار وذلك بإعادة االعتبار لألشكال
القدٌمة ؼٌر الؽربٌة للتنظٌم االقتصادي واالجتماعً والبحث عن اشكال جدٌدة للتضامن
واحداث قطٌعة مع المركزٌة األوروبٌة وتجسٌدها المزعوم للعلمٌة والكونٌة وهو نقد
للمركزٌة األوروبٌة برز بأمرٌكا منذ قرون حٌث برزت دعوة مثقفٌن إلى التخلً عن مفهوم
األوهام التً تعتبر االنسان االبٌض امبراطورٌة فً امبراطورٌة وثقافته مصٌرا لكافة
الثقافات االخرى تحت مسمى الحضارة والحداثة و الدٌمقراطٌة.
وامتد الفكر الدٌكلونٌالً لٌدافع عن المعارؾ المحلٌة أو األهلٌة التً أصبحت الٌوم ذات
قٌمة وتتعرض لألطماع واالؼتصاب من قبل القوى االقتصادٌة و الصناعٌة الؽربٌة ،فً
اطار تحول جدٌد للرأسمالٌة الشمولٌة من استؽالل الرأسمال الطبٌعً الى الرأسمال البشري
،ال سٌما والعصر الجدٌد للرأسمالٌة ٌمنح دورا مهما للمعارؾ ،خاصة التقلٌدٌة ،وٌرفعها
لمرتبة التراث الالمادي لإلنسانٌة واعاد برمجتها لخدمة أهدافه.
هنا فٌما بعد الحداثة وما بعد الكلونٌا لٌة استمر وضع سٌطرة الشمال وخضوع الجنوب
واستمر سٌر المعارؾ فً اتجاه واحد مع حق أرشفته والمحافظة علٌه هو ما ٌعنً عدم
نهاٌة الحداثة وأساسها الكلونٌا لً بقدر ما ٌعنً اعادة تنظٌمها وامتدادها.
سٌالحظ القارئ عده نقاط التقاء فً نظرة سلٌمان بشٌر دٌانً ونظرة جان لو امسٌل والفكر
الدٌكلونٌالً ذلك أن المفكران ٌتقاسمان مع هذا الفكر نقذا الذعا للمركزٌة األوروبٌة
وتماهٌها المؽلوط الكونً.
الى جانب نقدهما الدعاءات ما بعد الكولونٌا لٌة التً تزكً هٌمنة الؽرب وتهمش العوالم
الؽٌر ؼربٌة.
-نقد جان لو أمٌسٌل لما بعد الكولونٌا لٌة باعتبارها حٌلة جدٌدة للعقل ٌوازٌه تندٌد سلٌمان
بشٌر دٌانً بالكولونٌا لٌة االبستمولوجٌة (العلمٌة والمعرفٌة) ،وعمال معا على صٌاؼة
تارٌخ للفلسفة بإفرٌقٌا ٌندمج بتارٌخ فلسفة العالم االسالمً والعالم الؽربً مما جعل كتاباتهما
موازٌة.
-سلٌمان بشٌر دٌانً مؤلفاته عمٌقة ومتنوعة جمعت بٌن كتابات مفكرٌن ؼربٌٌن وكتابات
نقدٌة وأبحاث عن الممارسات الفلسفٌة فً العالم االسالمً ثم فً افرٌقٌا ،وذلك شكل فكرا
عابرا للثقافات والقارات والعصور ،وقد حرص على تجذر التقالٌد الفكرٌة ،مثل كون
الجبر جاء الى أوروبا عن طرٌق العالم العربً وفعل التفلسؾ تطور فً العالم االسالمً
بعدما اتاه أٌضا من الٌونان القدٌمة بحكم عالقهم القدٌمة مع العرب والفرس وترجمة
كتاباتهم ،معتبرا أن الفكر ال ٌتكون من لؽة معٌنة فحسب ،وإنما أٌضا فً انتقالها الى لؽة
أخرى وترجمتها الٌها.
-الى جانب ذلك ٌركز دٌانً على كونٌة معرفٌة تتجاوز اختالؾ اللؽات والثقافات كما
اعتبر الفن طرٌقة إلنتاج الفكر مثل المعرفة ،ومنه ٌمكن اعتبار الفن الزنجً فلسفة ٌمكن
تأوٌله كمالحظات فلسفٌة عن طبٌعة العالم.
-هكذا عارض دٌانً األفكار الرابجة فً زمنه من خالل معارضة الفكرة الرابجة عن
افرٌقٌا بكونها أرض الشفهٌة ،وحرص على استحضار التقالٌد المكتوبة من مخطوطات ،
مشددا على أن اللؽات تتحد باالتصال مع لؽات وهوٌات اخرى.
-جان لو أمسٌل :أعماله ٌمكن أن تكون مصدر تشوٌش النفتاحها كل سنة على افاق
وموضوعات جدٌدة وفضوله الفكري ال ٌعرؾ حدودا وٌعارض مثل دٌانً الثقفنة أو الحظر
القاري للفكر وحبسه فً دوابر محددة كالفكر االوروبً أو االفرٌقً والهجٌن ،وتجاوز
التعارضات الثنابٌة والتراتبٌات المقدمة على كونها طبٌعٌة ،وبالتالً الدفاع عن كونٌة
ملموسة لكافة الثقافات وانفتاحها على الثقافات األخرى وعدم انؽالقها على محٌطها.
-امسٌل انثروبولوجً أحدث قطٌعة مع المقوالت الجامدة من عرق واثنٌة ...ورفض تحلٌل
الظواهر االجتماعٌة والثقافٌة فً مستوى محلً فقط ،وٌرى أن حركات التوسع
االستعماري االوروبً نتج عنها تراتبٌة وتعارضا وثنابٌة فً العالقة بٌن الؽرب وبقٌة العالم
،مما أدى الى قطع واضطراب فً العالقات ومن خاللها الثقافات التً كانت متواصلة مع
سٌادة عالقات السٌطرة واالستسالم والمراقبة واالستعراضٌة والمساعدة والتبعٌة.
ردود الفعل هذه أكدت انتصار العقل االتنولوجً وؼٌرت النظرة األفقٌة السابدة والتمٌٌز
بٌن المجتمعات الؽالبة والمؽلوبة والصراع الطبقً داخل كل مجتمع وبالتالً عزل االجسام
والحقول االجتماعٌة والفكرٌة واألدبٌة والفنٌة وتقسٌمها الى قطع والذي ٌقابله عوده قوٌة
للعرق والطابع االثنً.
أمسٌل عمل على تحقٌق وصل بٌن عوامل متباعدة كأنثروبولوجً مما جعل أبحاثه تقرأ
باعتبارها أنظمة واسعة للمعطٌات الجٌوسٌاسٌة.
ٌتحدث عن عالقات داخل المجتمعات كما هو االمر بٌن مختلؾ المجتمعات واللؽات
والثقافات ،مما جعل بعض الثقافات التً كانت فً الماضً خاضعة للهٌمنة مهٌمنة ،وتولد
ثقافات وتموت ،..عالقات شكلت اساس كل أعماله وٌحددها فً عالقات ثقافٌة ولؽوٌة
وأدبٌة وفنٌة وفكرٌة.
--حوارهما لمتابعة ما بدآه سابقا من خالل أعمالهما وابحاثهما ومنه حرص كل منهما على
استعادة فكره كامال لمواجهة محاوره فً مسالة الكونٌة والعرق والثقافة والهوٌة ودور
اللؽات فً الممارسة الفلسفٌة وفً التصورات المختلفة لإلسالم وخاصة بإفرٌقٌا.
-ما ٌعرض هنا ال ٌتعلق بأسلوبٌن فً الفكر فقط وانما نمطٌن متعارضٌن فً الصٌاؼة
حٌث المزاج السجالً ألمسٌل وفتح النقاش والسعً لدفع محاوره للتراجع مع مقترحات نقد
الفكر ما بعد الكولونٌا لً والدٌكولونٌالً بخصوص عالقة افرٌقٌا والؽرب واللؽة والفكر
واالسالم.
-بٌنما دٌانً ٌرد علٌه دون اظهار مٌوله للمفكر االفرٌقً الجوهرانً ونقاشه اقل سجاال
مقترحا تفكٌكا شامال للمركز ورفض كامل المركزٌات.
-محادثات ال تنازل فٌها شٌقة أثارت نقاشات اخرى عند نشرها حول مسالة ما بعد
الكولونٌا لٌة وتحولها الدٌكولونٌالً.
مقدمة
بقلم سلٌمان بشٌر دٌانً وجان لو امسٌل
تطرقا فً مقدمتهما للنقاط التالٌة:
-أشارا الى كون مراسالتهما ومحاوراتهما بالبرٌد االلكترونً بٌن عالم أنثروبولوجٌا
وفٌلسوؾ عبرا فٌها من خالل بعض مؤلفاتهما وأعمالهما عن بحث حول افرٌقٌا ما بعد
الكولونٌا لٌة.
-أكدا على صعوبة تحدٌد دقٌق لظهور بارادٌؽم /فكر ما بعد كولونٌالً وحاوال تحدٌده فٌما
بعد الحرب العالمٌة الثانٌة كنتٌجة ظروؾ تارٌخٌة عرفت قبل الحرب العالمٌة الثانٌة
تمردات وانتفاضات فً العالم الخاضع لالستعمار كانت تشٌر الى أن تلك الظروؾ ال ٌمكن
استمرارها.
هذا الفكر الما بعد كولونٌا لً ظهر بتعاون باحثٌن وجامعٌٌن من الهند وامرٌكا الالتٌنٌة
وافرٌقٌا ،خالل هذه الفترة برز نقد ومعارضة القوتان المنتصرتان فً الحرب ،الوالٌات
المتحدة واالتحاد السوفٌاتً ،لالستعمار بأشكاله القدٌمة الذي أرسته أوروبا من قبل ،
وبرزت الوالٌات المتحدة مكان اوروبا فً الهٌمنة على بقٌة المعمور وحل مفهوم المنطقة
الثقافٌة محل ثنابٌة :متحضر -متوحش.
-تحدثا عن تارٌخ حقٌقً لما بعد الكولونٌا لٌة سنه 5511تارٌخ دخول البلدان المستقلة
أي بلدان العالم الثالث للساحة الدولٌة بمؤتمر باندونػ بإندونٌسٌا الذي أذان االستعمار
واإلمبرٌالٌة.
-هكذا ظهرت عدة كتابات ما بعد كولونٌا لٌة رمت لجعل أوروبا منطقه ثقافٌة كؽٌرها من
المناطق وحرمانها من أي تفوق فً مجال المعرفة وتأكٌد تعدد الفضاءات الثقافٌة.
-ركزت ما بعد الكولونٌا لٌة فً نقد الهٌمنة الؽربٌة على بقٌة المعمور على ثقل تجارة
العبٌد عبر المحٌط االطلسً وسٌرورة التراكم الرأسمالً لٌظهر بعدها برادٌؽم أو فكر
الدٌكولونٌالٌة مع اكتشاؾ وؼزو أمرٌكا واستعادة المسٌحٌٌن لشبه الجزٌرة االٌبٌرٌة ونهاٌة
االندلس اإلسالمٌة وطرد الٌهود من اسبانٌا وذلك لكون نظام الهٌمنة حسب الدٌكولونٌالٌٌن
ال ٌرتبط بالثورة الصناعٌة بل نتٌجة ؼزو امرٌكا وطرد المسلمٌن والٌهود من اسبانٌا وما
صاحبه من عملٌة تطهٌر عرقً.
-هذا الفكر الجدٌد ارتبط به كتاب امرٌكٌٌن التٌنٌٌن ممن أنكروا ،مثل ما بعد الكولونٌا لٌٌن
،التفوق الؽربً بعدها انتقل هذا الفكر لكتاب فرنسٌٌن.
-أفادا أن حوارهما وتعارضهما خصص لمسالة الكونً حٌزا كبٌرا مفاده هل ما بعد
الكولونٌالً بداٌة ورش لكونً جدٌد سٌكون حقا جدٌدا ألنه سٌكون شامال ؟ ام أنه بالعكس
ٌعنً انكار كل كونٌة وانتصار الخصوصً ؟
-وترتبط بهذا السؤال مسالة حقوق االنسان وخالؾ فً اطار مناقشتها.
-صرحا أن بحثهما عن افرٌقٌا منح مكانة للبحث عن الدٌن ،وناقشا مفهوم االسالم
االفرٌقً الؽربً المسالم والمنفتح المتعارض مع اسالم صارم وطهرانً آت من الشمال
العربً.
-تساءال هل هذا التباٌن ٌتوافق مع تقلٌد فكري وروحً منح لإلسالم بهذه المنطقة طابعه
الخاص ؟ أم أنه صورة للخطاب الكولونٌا لً وتشكٌل "االسالم االسود" ؟
-حواراتهما انتهت بالحدٌث عن الوحدة األفرٌقٌة ومعناها الراهن ومشروع الوحدة
األفرٌقٌة رؼم التحدٌات التً مرت فً الكتابات من القارة الٌابسة الى القارة الصاعدة.
-لٌتوصال الستنتاجات متعارضة بخصوص هذه القضاٌا وهو ما أبان عن حوار مبنً
على االقناع المشترك والتواصل بٌن مختلؾ مكونات كوكبنا وتحطٌم الحواجز الواقعٌة أو
الخٌالٌة التً تمزق عالمنا وتقسمه وهذا هدؾ هذا الحوار.
اعداد الطٌب اسوٌح وعالء الدٌن محمد