You are on page 1of 46

‫الـمـملكة املغربية‬

‫وزارة الرتبية الوطنية‬


‫والتكوين املهين‬

‫دليل النصوص التارخيية‬

‫تاريخ أوربا‬
‫من العصر الوسيط إلى الحرب العالمية الثانية‬
‫نصا تاريخيا )‬ ‫(‪431‬‬
‫الجزء الثانً‬

‫م ـ ـ ـ ـ ــراد ش ـ ـ ـ ـ ـطـ ـ ـ ـ ــاو‬ ‫مجع وإعداد‬


‫األستاذ‬
‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬
‫أوربا خالل العصر الوسيط‬
‫‪1‬‬
‫بنً النظام االقتصادي واالجتماعً والحربً للعصور الوسطى على أساس اإلقطاع ‪ ...‬وكان نظام‬
‫اإلقطاع ٌتصل اتصاال مباشرا باألرض ‪ ،‬فلكل رجل إقطاع ‪ ...‬وانتظمت على هذا األساس حٌاة الناس وجماعاتها‬
‫خبلل العصور الوسط ى ‪ ...‬وكان هناك النببلء والفرسان والرقٌق ‪ ،‬وكان هذا النظام ولٌد ظروف االنتقال من‬
‫عصر الدولة الرومانٌة ‪ ،‬إلى عصر الحكومات الملكٌة ‪ ،‬التً بدأت فً الظهور فً أواخر العصور الوسطى‪.‬‬

‫المصدر ‪ٌ :‬حٌى جالل ‪ ،‬تارٌخ أوربا فً العصور الحدٌثة ‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪1891 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪ ،53‬بتصرف‬

‫‪2‬‬
‫وكانت من أعظم العلل التً تفتك بالممالك والقومٌات األوربٌة فً العصور الوسطى هً النظام اإلقطاعً‬
‫القاسً ‪ ...‬فقد كان ٌمثل اإلقطاعٌون ملوكا بجانب الملوك وكانت إقطاعٌاتهم تمثل دوال وسط الدولة ‪ ...‬وكانت‬
‫الش عوب األوربٌة تحت تصرف وحكم هؤالء اإلقطاعٌٌن ‪ٌ ،‬حكمونها حكم العسف واإلرهاق واإلذالل ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمد العروسً المطوي‪ ،‬الحروب الصلٌبٌة فً المشرق والمغرب ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪ ، 1891 ،‬ص ص ‪ 138‬ـ ‪ ، 161‬بتصرف‬

‫‪3‬‬
‫كان النظام اإلقطاعً مظهرا هاما ‪ ،‬أحد الممٌزات الربٌسٌة للحٌاة فً العصور الوسطى فً العالم‬
‫الغربً ‪ .‬وكان قد تغلغل فً المجتمع ‪ ،‬وأثر فً وضعٌة األفراد والممتلكات ‪ ،‬وقام على أساس السٌطرة على‬
‫األرض ‪ ،‬وهً وسٌلة االنتاج فً مجتمع زراعً ‪ ،‬ومن جانب طبقة من المحاربٌن تمٌزت وكونت لنفسها طبقة‬
‫خاصة بها ‪ ،‬أرستقراطٌة ‪ ،‬وضعت لنفسها نظما تربطها باألهالً ‪ ...‬ومن عبٌد األرض إلى صغار السادة ‪ ،‬ثم‬
‫كبارهم ‪ ،‬وحتى تصل الى السٌد األعلى ‪ ،‬والذي لٌس له سٌد وهو الملك‪.‬‬

‫المصدر ‪ٌ :‬حٌى جالل ‪ ،‬تارٌخ أوربا فً العصور الحدٌثة ‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪1891 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪ ،53‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪4‬‬
‫بما أن االنتساب لهذه الطبقة ( الفرسان) كان ٌقتضً اقتناء حصان ومختلف األسلحة الهجومٌة‬
‫والدفاعٌة ‪ ،‬فبالتالً كان لزاما علٌه أٌن ٌكون صاحب رأسمال هام ‪ ،‬وهذا ما جعل امتهان الفروسٌة ٌقتصر على‬
‫كبار المبل كٌن ‪ ...‬فورث أبناء الفرسان صفة الفروسٌة وحق لهم دون يٌرهم عندما ٌكبرون أن ٌنخرطوا فً فبة‬
‫المحاربٌن الفرسان ‪ ،‬حٌث كانوا ٌنصبون فً احتفال عام بعد ٌتجاوزوا امتحان األهلٌة العسكرٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬بروي إدوارد ‪ ،‬تارٌخ الحضارات العام ‪ ،‬مجلد ‪ ، 5‬بٌروت ‪ ،1863 ،‬ص ‪199‬‬

‫‪5‬‬
‫كانت العبلقة بٌن السٌد اإلقطاعً تشبه عبلقة كل منهما بالطبٌعة فً تلك العصور ‪ ،‬فالسٌد بالنسبة للقن ٌمكن‬
‫أن ٌكون صدٌقا كما ٌحتمل أن ٌكون عدوا ‪ ،‬لكن القن ٌراه ضرورٌا الستمرار حٌاته فً كل األحوال ‪ .‬لقد كان‬
‫كل أمر من أمور الحٌاة الٌومٌة لؤلقنان مرت بطا بأسٌادهم اإلقطاعٌٌن ومعتمدا على سلوكهم ‪ ،‬وكان القن مربوطا‬
‫إلى األرض ال ٌمكنه الرحٌل عنها ‪ ،‬كما ال ٌستطٌع أن ٌستبدل سادته إال بارتكاب جرٌمة أو المغامرة بالهروب‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬قاسم عبه قاسم ‪،‬ماهٌة الحروب الصلٌبٌة ‪ ،‬مجلة عالم المعرفة ‪ ،‬العدد ‪ ، 158‬ماي ‪،1881‬الكوٌت ‪،‬‬
‫ص ‪ ،35‬بتصرف‬

‫‪6‬‬
‫كانت هذه هً بداٌة االرتباط بٌن األرض وخدمة السٌد الفٌودالً ‪،‬حٌث أصبح هؤالء األسٌاد ٌمنحون‬
‫األراضً بدورهم إلى أتباع آخرٌن مقابل خدمات مختلفة ‪ ،‬إال أن منح اإلقطاع ال ٌعنً ملكٌة األرض بل كان له‬
‫أن ٌستفٌد من عابداتها فقط ‪ ،‬أما من الناحٌة القانونٌة فكانت األرض فً ملكٌة السٌد الذي ٌمكنه استعادتها إذا‬
‫أخل التابع بشروط منح اإلقطاع‬

‫المصدر ‪ :‬كانتور نورمان ‪ ،‬العصور الوسطى الباكرة ـ القرن الثالث ‪ /‬القرن التاسع ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1885 ،‬ص ص‬
‫‪ 553‬ـ ‪ ،556‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪7‬‬
‫أضاف ت الكنٌسة الواجهة المسٌحٌة المعتادة على احتفال الوالء ‪ ،‬وذلك بأن ألزمت التابع بأداء الٌمٌن‬
‫المقدس على الكتاب المقدس ‪ ،‬حٌث ٌظل وفٌا لسٌده حتى آخر حٌاته ثم ٌرفعه السٌد وٌقبله وٌمنحه " إقطاع "‬
‫وٌعطٌه رمزا لهذه المنحة عبارة عن سنبلة أو سكٌن ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬كانتور نورمان ‪ ،‬العصور الوسطى الباكرة ـ القرن الثالث ‪ /‬القرن التاسع ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1885 ،‬ص‬
‫‪ ،558‬بتصرف‬

‫‪8‬‬
‫اختلف النظام الفٌودالً فً نشأته من مكان آلخر فً أوربا الغربٌة وفق الظروف والمبلبسات ‪ ،‬لكنه‬
‫فً جوهره قام على أساس العبلقة الشخصٌة التً ارتب طت بحٌازة األرض ‪ ،‬ذلك أن المتمتع باألرض كان ٌتعهد‬
‫بالتزامات معٌنة لسٌده الفٌودالً مقابل تعهد هذا األخٌر بالتزامات أخرى لتابعه ‪ ،‬أي فإن كبل من الطرفٌن كانت‬
‫له حقوق وعلٌه واجبات اتجاه الطرف اآلخر ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬سعٌد عبد الفتاح عاشور ‪ ،‬أوربا العصور الوسطى ‪ :‬الحضارة والنظم ‪ ،‬الجزء الثانً ‪ ،‬القاهرة ‪1891 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ص ‪ 595‬ـ ‪ ، 596‬بتصرف‬

‫‪9‬‬
‫من بٌن إلتزامات التابع ما ٌعرف بضرٌبة العون وتدفع فً حالة احتٌاج السٌد لموارد خاصة كإقامة‬
‫حفبلت أو تنصٌب ابنه فارسا أو تأهٌل كبرى كرٌماته ‪ ...‬وضرٌبة الضٌافة ولم تكن فً البداٌة محدودة ‪ ،‬وبعد‬
‫مضً الزمن تم تحدٌد زٌارات السٌد ألتباعه فً عدد معٌن من المرات فً السنة شرط أال ٌصطحب معه فً هذه‬
‫الزٌارات إال عددا محددا من األتباع والخٌول ‪ ،‬وفً بعض الحاالت حدد العرف الفٌودالً حتى ألوان األطعمة‬
‫التً على التابع تقٌدمها لضٌوفه ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الباز العرٌنً ‪ ،‬تارٌخ أوربا فً العصور الوسطى ‪ ،‬بٌروت ‪ ، 1859 ،‬ص ص ‪ 589‬ـ ‪ ،588‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪11‬‬
‫كان الفارس شخصا شرٌفا ٌنتمً ألسرة نبٌلة تمتلك أرضا ‪ ،‬ولم ٌكن ٌحق لجمٌع النببلء أن ٌعمدوا‬
‫فرسانا ‪ ،‬فاألبناء باستثناء اإلبن األكبر وأبناء الملوك لم ٌكن لم فً العادة إال أمبلك قلٌلة ال تفً بالنفقات التً‬
‫تتطلبها الفروسٌة ‪ ،‬حٌث كان كل فارس ٌتسلح حسب ثروته ‪ ،‬وهذا ما جعل فبة الفرسان المحترفٌن تمثل‬
‫بالدرجة األولى طبقة اقتصادٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬بروي إدوارد ‪ ،‬تارٌخ الحضارات العام ‪ ،‬مجلد ‪ ، 5‬بٌروت ‪ ،1863 ،‬ص ‪196‬‬

‫‪11‬‬
‫بما أن االنتساب لهذه الطبقة ( الفرسان) كان ٌقتضً اقتناء حصان ومختلف األسلحة الهجومٌة‬
‫والدفاعٌة ‪ ،‬فبالتالً كان لزاما علٌه أٌن ٌكون صاحب رأسمال هام ‪ ،‬وهذا ما جعل امتهان الفروسٌة ٌقتصر على‬
‫كبار المبلكٌن ‪ ...‬فورث أبناء الفرسان ص فة الفروسٌة وحق لهم دون يٌرهم عندما ٌكبرون أن ٌنخرطوا فً فبة‬
‫المحاربٌن الفرسان ‪ ،‬حٌث كانوا ٌنصبون فً احتفال عام بعد ٌتجاوزوا امتحان األهلٌة العسكرٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬بروي إدوارد ‪ ،‬تارٌخ الحضارات العام ‪ ،‬مجلد ‪ ، 5‬بٌروت ‪ ،1863 ،‬ص ‪199‬‬

‫‪12‬‬
‫انمُبَ خ رطهك ْزِ انصفخ ػهٗ انفالح‪ ٍٛ‬انًشرجط‪ ٍٛ‬ثبألسض ٔرشجغ أصٕنٓى إنٗ فئخ انؼج‪ٛ‬ذ ٔاَضبف إن‪ٓٛ‬ى‬
‫أػذاد كج‪ٛ‬شح يٍ انز‪ ٍٚ‬فمذٔا حش‪ٚ‬زٓى ثضجت األٔضبع انز‪ ٙ‬صبدد أٔسثب ف‪ ٙ‬انمشٌ انزبصغ ‪ْٔ ،‬زا يب أدٖ إنٗ ظٕٓس‬
‫طجمخ يٍ األلُبٌ راد أصم حش حزًذ ػه‪ٓٛ‬ى انظشٔف انمجٕل ثٓزا انٕضغ ‪ ٔ .‬انًالحع أٌ انمٍ نى ‪ٚ‬كٍ ػجذا ثبنًؼُٗ‬
‫انًؼشٔف ألٌ ص‪ٛ‬ذِ نى ‪ٚ‬كٍ نّ انحك ف‪ ٙ‬ث‪ٛ‬ؼّ أٔ االػزذاء ػه‪ ّٛ‬ثبنضشة ثذٌٔ رَت ‪ٔ ،‬ػه‪ ّٛ‬فإٌ انمٍ نى ‪ٚ‬كٍ حشا‬
‫ٔال ػجذا ‪ ،‬ثم ف‪ ٙ‬يُزنخ ث‪ ٍٛ‬انًُزنز‪ ، ٍٛ‬فٕٓ ال ‪ٚ‬زًزغ إال ثبنمه‪ٛ‬م يٍ انحمٕق انًذَ‪ٛ‬خ ف‪ ٙ‬إطبس ػاللزّ ثض‪ٛ‬ذِ ‪ ،‬إال‬
‫أَّ خبسج إ طبس ْزِ انؼاللخ فٕٓ حش ف‪َ ٙ‬ظش انذٔنخ ‪ ،‬نّ يب نألحشاس يٍ حمٕق ٔإسادح ‪ ،‬ثم كبٌ ركزم األلُبٌ ف‪ ٙ‬يب‬
‫ث‪ُٓٛ‬ى ‪ٚ‬حٕل دٌٔ طغ‪ٛ‬بٌ انض‪ٛ‬ذ ػه‪ٓٛ‬ى ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬سعٌد عبد الفتاح عاشور ‪ ،‬أوربا العصور الوسطى ‪ :‬الحضارة والنظم ‪ ،‬الجزء الثانً ‪ ،‬القاهرة ‪1891 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ص ‪ 511‬ـ ‪ ، 513‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪13‬‬
‫رً‪ٛ‬ز انطٕس انثبنث ثزٕح‪ٛ‬ذ كهًخ انًضهً‪ ، ٍٛ‬رحذ ل‪ٛ‬بدح صالح انذ‪ ٍٚ‬األ‪ٕٚ‬ث‪ ، ٙ‬انز٘ اَزصش ػهٗ‬
‫انصه‪ٛ‬ج‪ ٍٛٛ‬ف‪ ٙ‬يٕلؼخ حط‪ ٍٛ‬صُخ ‪ 8811‬و ‪ ،‬ثى رخه‪ٛ‬صّ ث‪ٛ‬ذ انًمذس يٍ أ‪ٚ‬ذ‪ٓٚ‬ى ثؼذ رنك ثأسثؼخ أشٓش ‪ٔ .‬أسصهذ‬
‫أٔسثب انحًهخ انصه‪ٛ‬ج‪ٛ‬خ ثم‪ٛ‬بدح االيجشاطٕس فش‪ ٚ‬ذ‪ٚ‬ش‪ٚ‬ك االٔل ‪ ...‬ثى جبء ف‪ٛ‬ه‪ٛ‬ت أغضطش ثحشا إنٗ األساض‪ ٙ‬انًمذصخ‬
‫‪ ،‬نكُّ اضطش ثؼذ فزشح إنٗ انؼٕدح إنٗ ثالدِ ‪ٔ ...‬اَزٓٗ األيش ثؼمذ صهح صُخ ‪ٔ ، 8811‬اػزشف ف‪ ّٛ‬انصه‪ٛ‬ج‪ٌٕٛ‬‬
‫ثًهك‪ٛ‬خ انًضهً‪ ٍٛ‬نج‪ٛ‬ذ انًمذس ‪.‬‬

‫المصدر ‪ٌ :‬حٌى جالل ‪ ،‬تارٌخ أوربا فً العصور الحدٌثة ‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪1891 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪ ،55‬بتصرف‬

‫‪14‬‬
‫توجه الصلٌبٌون نحو بٌت المقدس فً شهر ٌناٌر ‪ 9911‬م ‪ ،‬وفً منتصف ٌناٌر وصلوا إلٌها وناصبوها‬
‫الحصار‪ ...،‬وتمكن الصلٌبٌون من اقتحام األسوار واحتبلل المدٌنة ‪ ،‬مرتكبٌن أشنع األعمال وأفضعها ‪ ،‬وقد بلغ‬
‫عدد القتلى من المسلمٌن سبعٌن ألفا ‪ ...‬وباحتبلل بٌت المقدس حقق الصلٌبٌون يرضهم العام من هذه الحرب‬
‫أال وهو استخبلص بٌن المقدس ‪ ،‬واقتكاكها من أٌدي المسلمٌن ‪ ،‬وقد تكبدوا فً سبٌل ذلك الخسابر الباهظة من‬
‫األنفس ‪ ،‬بلغت عدة مبات من اآلالف‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محم د العروسً المطوي‪ ،‬الحروب الصلٌبٌة فً المشرق والمغرب ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪ ، 1891 ،‬ص ص ‪ 31‬ـ ‪ ، 35‬بتصرف‬

‫‪15‬‬
‫شهدت العصور الوسطى نشاطا تجارٌا كبٌرا ‪ ،‬وجاء نتٌجة للحروب الصلٌبٌة فً الحوض الشرقً‬
‫للبحر المتوسط ‪ .‬وكانت من نت ابجه نقل السلع والخٌرات التً أكسبت مدن جنوب أوربا عامة ‪ ،‬مع المدن‬
‫والماونا االٌطالٌة خاصة ‪ ،‬وباالشتراك مع الموانا العربٌة فً مصر وسورٌا ‪ ،‬الكثٌر من الثروات ‪ .‬وأصبحت‬
‫كل من االسكندرٌة والبندقٌة من أهم المراكز التجارٌة فً العالم ‪ ،‬لوقوعها على طرٌق التجارة بٌن الشرق‬
‫والغرب ‪.‬‬

‫المصدر ‪ٌ :‬حٌى جالل ‪ ،‬تارٌخ أوربا فً العصور الحدٌثة ‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪1891 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪ ،53‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪16‬‬
‫ُور‬
‫ونتٌجة الختبلط الصلٌبٌٌن بالعالم اإلسبلمً واطبلعهم على اسالٌب العبلج والتداوي ‪ ،‬بدأت تظهر د ُ‬
‫الم عالجات والبٌمارستانات وطرق العبلج الصحٌحة فً أوربا منذ القرن الثانً عشر المٌبلدي ‪ ...‬واشتغل بعض‬
‫الصلٌبٌٌن بنقل بعض الكتب الطبٌة العربٌة إلى البلتٌنٌة ‪ ،‬فقد اشتغل برنارد سلفستر وفٌلٌب الطرابلسً بالنقل‬
‫من العربٌة إلى البلتٌنٌة ‪ ،‬ونقل اصطفان األنطاكً حوالً سنة ‪ 9911‬م كتاب ( الملكً) فً الطب لعلً ابن‬
‫العباس المجوسً‬

‫المصدر ‪ :‬محمد العروسً المطوي‪ ،‬الحروب الصلٌبٌة فً المشرق والمغرب ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪ ، 1891 ،‬ص ص ‪ 161‬ـ ‪ ، 165‬بتصرف‬

‫‪17‬‬
‫كانت العبلقة بٌن السٌد اإلقطاعً تشبه عبلقة كل منه ما بالطبٌعة فً تلك العصور ‪ ،‬فالسٌد بالنسبة للقن ٌمكن‬
‫أن ٌكون صدٌقا كما ٌحتمل أن ٌكون عدوا ‪ ،‬لكن القن ٌراه ضرورٌا الستمرار حٌاته فً كل األحوال ‪ .‬لقد كان‬
‫كل أمر من أمور الحٌاة الٌومٌة لؤلقنان مرتبطا بأسٌادهم اإلقطاعٌٌن ومعتمدا على سلوكهم ‪ ،‬وكان القن مربوطا‬
‫إ لى األرض ال ٌمكنه الرحٌل عنها ‪ ،‬كما ال ٌستطٌع أن ٌستبدل سادته إال بارتكاب جرٌمة أو المغامرة بالهروب‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬قاسم عبه قاسم ‪،‬ماهٌة الحروب الصلٌبٌة ‪ ،‬مجلة عالم المعرفة ‪ ،‬العدد ‪ ، 158‬ماي ‪،1881‬الكوٌت ‪،‬‬
‫ص ‪ ،35‬بتصرف‬

‫‪18‬‬
‫كانت الحملة الصلٌبٌ ة على تونس هً آخر الحمبلت الصلٌبٌة التً اتخذت رقما عددٌا ( الحملة الثامنة‬
‫)‪ ،‬والواقع أن الحمبلت الصلٌبٌة هً أكثر من هذا العدد ‪ ،‬فقد بقٌت اإلمدادات الصلٌبٌة ترد إلى المشرق‬
‫اإلسبلمً طٌلة هذٌن القرنٌن من الزمن ‪ .‬وكانت اإلتصاالت بٌن الصلٌبٌٌن بالشام والنصارى بأوربا ال تعرف‬
‫اإلنقطاع طول تلك المدة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمد العروسً المطوي‪ ،‬الحروب الصلٌبٌة فً المشرق والمغرب ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪ ، 1891 ،‬ص ص ‪ 158‬ـ ‪ ، 151‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪19‬‬
‫ٌمكننا أن نقسم الحروب الصلٌبٌة بعد إعبلنها على لسان ال باب أوربان الثانً إلى ثبلثة أطوار ‪ٌ :‬تمثل‬
‫الطور األول منها فً انتصار المسٌحٌٌن على المسلمٌن ‪ ...‬وٌتمثل الطور الثانً فً التوازن بٌن المسلمٌن‬
‫والمسٌحٌٌن فً األراضً المقدسة ‪ ،‬بعد أن لم المسلمون شملهم ‪ ،‬وٌتمثل الطور الثالث فً انتصارات المسلمٌن‬
‫الحاسمة على الصلٌبٌٌن فً األراضً المقدسة ‪ ،‬وطرهم منها نهابٌا ‪.‬‬

‫المصدر ‪ٌ :‬حٌى جالل ‪ ،‬تارٌخ أوربا فً العصور الحدٌثة ‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪1891 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪ ،55‬بتصرف‬

‫‪21‬‬

‫كانت الشعوب األوربٌة تحت تصرف وحكم هؤالء االقطاعٌٌن ‪ٌ ،‬حكمونها حكم العسف واإلرهاق‬
‫واإلذالل ‪ .‬وكان للحروب الصلٌبٌة أثر حسن على الملوك والشعوب معا ‪ ،‬فقد سٌطرت على كثٌر من اإلقطاعٌٌن‬
‫فكرة تكوٌن الممالك واإلمارات فً ببلد المشرق ‪ ،‬فأخذوا ٌجهزون الجٌوش والمعدات الحربٌة لسفر طوٌل‬
‫وشاق ‪ ،‬وفً سبٌل ذلك كانوا ٌبٌعون المدن والقرى ألف راد الشعب المضطهد ‪ ،‬فأخذت هذه الطبقة الدنٌا تستنشق‬
‫نسٌم الحرٌة واإلنطبلق ‪ ،‬وتتذوق لذة امتبلك األراضً والعقارات ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمد العروسً المطوي‪ ،‬الحروب الصلٌبٌة فً المشرق والمغرب ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪ ، 1891 ،‬ص ‪ ،161‬بتصرف‬

‫‪21‬‬

‫وكانت من أعظم العلل التً تفتك بالممالك والقومٌات األوربٌة فً العصور الوسطى هً النظام‬
‫اإلقطاعً القاسً ‪ ...‬فقد كان ٌمثل اإلقطاعٌون ملوكا بجانب الملوك وكانت إقطاعٌاتهم تمثل دوال وسط الدولة‬
‫‪ ...‬وكانت الشعوب األوربٌة تحت تصرف وحكم هؤالء اإلقطاعٌٌن ‪ٌ ،‬حكمونها حكم العسف واإلرهاق واإلذالل ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمد العروسً المطوي‪ ،‬الحروب الصلٌبٌة فً المشرق والمغرب ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪ ، 1891 ،‬ص ص ‪ 138‬ـ ‪ ، 161‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪22‬‬
‫كان النببلء ٌرثون أو ٌشترون األرض ومن علٌها من أقنان بقوة الق انون ‪ ،‬مما ربط الفبلحٌن بأرض النبٌل‬
‫وشخصه وحدد حرٌتهم فً اإلنتقال ‪ ...‬كذلك كانت للنببلء حقوق على المراعً وما فٌها من قطعان وعلى‬
‫الغابات وما فٌها من صٌد ‪ ،‬وفً بعض األحوال ‪ ،‬كانت لهم حقوق على نساء األرقاء ‪ ...‬وكان من حق األرقاء‬
‫أو الفبلحٌن األقنان أن ٌشتر وا قانون عتقهم أو التزاماتهم أو أثقالهم المالٌة بالمال بموجب صكوك مسجلة‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬لوٌس عوض‪ ،‬الثورة الفرنسٌة‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1881 ،‬ص ‪ ،61‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وفً تلك األثناء قام الصلٌبٌون بعدة يارات عبر شبه جزٌرة سٌناء ‪ ،‬بل إن قواتهم وصلت حتى بحٌرات‬
‫قناة السوٌس ‪ ...‬وهكذا وجد صبلح الدٌن مبررا قوٌا لبدء عملٌاته ضد الصلٌبٌٌن ‪ ،‬وكانت قمة انتصاره على‬
‫جٌوش الفرنج فً حطٌن بفلسطٌن ٌوم ‪ٌ 4‬ولٌوز ‪ . 9911‬لقد فقدت مملكة بٌت المقدس قواتها العسكرٌة‬
‫الربٌسٌة فً هذه المعركة ‪ ...‬فقد تم تدمٌر أكبر جٌش صلٌبً أمكن جمعه منذ قٌام الكٌان الصلٌبً ‪ ،‬كما أن‬
‫المنتصر كان هو صبلح الدٌن األٌوبً صاحب السٌادة على العالم اإلسبلمً بأسره‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬قاسم عبه قاسم ‪،‬ماهٌة الحروب الصلٌبٌة ‪ ،‬مجلة عالم المعرفة ‪ ،‬العدد ‪ ، 158‬ماي ‪،1881‬الكوٌت ‪،‬‬
‫ص ‪ ،119‬بتصرف‬

‫‪24‬‬
‫إذا كانت الحروب الصلٌبٌة هً الحروب التً تدعو إلٌها البابوٌة متخذة الصلٌب شعارا لها وجاعلة‬
‫هدفها العام حماٌة المسٌحٌة والمسٌحٌٌن ‪ ...‬وإذا كانت الحروب الصلٌبٌة فً المشرق قد انتهت إلى خٌبتها‬
‫المرة ‪ ،‬فإن الحروب الصلٌبٌة فً المغرب ( األندلس) قد ان تهت إلى انتصار صلٌبً حاسم ‪ ،‬انتهت بزوال اإلسبلم‬
‫والمسلمٌن وانتصار المسٌحٌٌن‬

‫المصدر ‪ :‬محمد العروسً المطوي‪ ،‬الحروب الصلٌبٌة فً المشرق والمغرب ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪ ، 1891 ،‬ص ‪ ،151‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪25‬‬
‫وكانت أسباب قٌام الحروب الصل ٌبٌة كثٌرة ومتعددة ‪ ،‬فكان المسٌحٌون فً أوربا ٌشعرون بتجدد‬
‫الخطر المسٌحً بعد االنتصار فً معركة الزالقة سنة ‪ 9911‬م ‪ ،‬وحدث ذلك بعد شعر سنوات من انتصار‬
‫السبلجقة على البٌزنطٌٌن ‪ ...‬وباحذاق خطرهم بالقسطنطٌنٌة ‪ ،‬فاستنجد اإلمبراطور البٌزنطً ألٌكسٌوس بالبابا‬
‫أوربان الثانً‪ ،‬وصادف ذلك هوى فً نفس البابا ‪ ،‬وفرصة لمد نفوذه فً الشرق ‪ ،‬بعد أن وطد هذا النفوذ فً‬
‫الغرب ‪ ،‬وفرصة لتزعم كل العالم المسٌحً فً حرب صلٌبٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ٌ :‬حٌى جالل ‪ ،‬تارٌخ أوربا فً العصور الحدٌثة ‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪1891 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪ ، 51‬بتصرف‬

‫‪26‬‬
‫بعد االنتصار الكبٌر لصبلح الدٌن فً معركة حطٌن توجه بقواته إلى مٌناء عكا ‪ ،‬فاستسلم من فٌها‬
‫بأمان ودخلها صبلح الدٌن فً بداٌة ‪ 9911‬م ‪ ،‬وانتقل الصلٌبٌون منها الى مدٌنة صور ‪ ...‬وبعد ذلك ساٌر‬
‫الساحل وحاصر عسقبلن ‪ ...‬وبذلك نصب صبلح ا لدٌن حصارا على بٌت المقدس ‪ ،‬وحال بٌنها وبٌن اإلمدادت‬
‫الصلٌبٌة التً كانت ترد إلٌها من الساحل ‪ ...‬ولم ٌطل أمد الحصار سوى أسبوع واحد انتهت بعده المقاومة‬
‫الصلٌبٌة واستسلمت لصبلح الدٌن ‪ .‬ولم ٌفعل مع أهلها ما فعله الصلٌبٌون مع المسلمٌن لما احتلوها فً الحرب‬
‫الصلٌبٌة األولى‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمد العروسً المطوي‪ ،‬الحروب الصلٌبٌة فً المشرق والمغرب ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪ ، 1891 ،‬ص ‪ ،93‬بتصرف‬

‫‪27‬‬
‫وكانت هناك أسباب أخرى ساعدت على اتساع الحركة ( الحروب الصلٌبٌة) ‪ ،‬وتجنٌد الجٌوش لها‬
‫فً أور با من أقصاها إلى أقصاها ‪ ،‬فكان كثٌر من النببلء الذٌن لم ٌوفقوا إلى مٌراث إقطاعً ٌحلمون بالحروب‬
‫الصلٌبٌة التً ستسمح لهم بتأسٌس إمارات أخرى فً الشرق ‪ ،‬ووجد رقٌق األرض فً هذه الحركة منفذا‬
‫طبٌعٌا ‪ ،‬ومعترف به من طرف الكنٌسة والحكومات ‪ ،‬لتحرٌر أنفسهم من العبودٌة اإلقطاعٌة ‪ ،‬وال ننسى أن‬
‫كثٌرا من الناس كان ٌريب فً الحصول على يفران ذنوبه ‪ ،‬وعلى الشهادة ‪ ،‬وكان يٌرهم ٌحب المغامرة‬
‫وٌحلم بزٌارة األماكن البعٌدة‬

‫المصدر ‪ٌ :‬حٌى جالل ‪ ،‬تارٌخ أوربا فً العصور الحدٌثة ‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪1891 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ص ‪ 51‬ـ ‪ ، 55‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪28‬‬
‫كانت من أهم األسباب التً أنهت الصراع الصلٌبً بالفشل ترجع من ناحٌة إلى انبعاث روح المقاومة اإلسبلمٌة‬
‫‪ ،‬ومن ناحٌة أخرى إلى فقدان الحماسة واالتحاد عند الصلٌبٌٌن ‪ ...‬والواقع أن أمل الصلٌبٌٌن فً البقاء‬
‫المستمر بالببلد الشامٌة ‪ ،‬وا لسٌادة الدابمة على بٌت المقدس قد أخذ ٌتبلشى شٌبا فشٌبا منذ أن عجزوا عن‬
‫االستقرار ببٌت المقدس بعد أن استرجعها صبلح الدٌن األٌوبً ‪ .‬وانكمشت سٌادتهم على ساحل البحر الشامً ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمد العروسً المطوي‪ ،‬الحروب الصلٌبٌة فً المشرق والمغرب ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪ ، 1891 ،‬ص ‪ ،155‬بتصرف‬

‫‪29‬‬
‫فً أواخر شتنبر سنة ‪ 9911‬اتجه صبلح الدٌن صوب القدس ‪ ،‬وبعد حصار قصٌر دخل صبلح الدٌن‬
‫وقواته المدٌنة المقدسة فً ‪ 1‬أكتوبر ‪ ، 9911‬بصورة إنسانٌة تناقض وحشٌة الصلٌبٌٌن حٌن يزوها قبل بضع‬
‫وثمانٌن سنة ‪ ،‬وأقٌمت خطبة الجمعة فً المدٌنة المحررة ‪ ...‬ولم ٌبق بأٌدي الصلٌبٌٌن سوى صور وإنطاكٌة‬
‫وطرابلس ‪ ،‬وبعض القبلع والحصون المتناثرة على األرض العربٌة فً ببلد الشام‬

‫المصدر ‪ :‬قاسم عبه قاسم ‪،‬ماهٌة الحروب الصلٌبٌة ‪ ،‬مجلة عالم المعرفة ‪ ،‬العدد ‪ ، 158‬ماي ‪،1881‬الكوٌت ‪،‬‬
‫ص ‪ ،118‬بتصرف‬

‫‪31‬‬
‫خرج هو من مصر ( األشرف خلٌل ) وخرجت الجٌوش الشامٌة من دمشق ‪ ،‬والتقى الجمعان على‬
‫عكا ‪ ،‬و ُنصِ َب علٌها حصار شدٌد حتى اضطرت حامٌتها الصلٌبٌة إلى االستسبلم ماي ‪ 9119‬م ‪ ،‬وفر الكثٌر من‬
‫الصلٌبٌٌن على طرٌق البحر إلى جزٌرة قبرص وأوربا ‪.‬‬

‫وكان وقع هذه الهزٌمة شدٌدا على بقٌة الصلٌبٌٌن فبادروا إلى االستسبلم بدون مقاومة ‪ .‬وهكذا‬
‫استسلمت تباعا مدن ‪ :‬صور ـ صٌدا ـ بٌروت ـ طرطوس ‪ ،‬وكانت هذه الجولة هً الصورة األخٌرة من صور‬
‫الصراع المرٌر بٌن المسلمٌن والصلٌبٌٌن فً المشرق اإلسبلمً ‪ ،‬ذلك الصراع الذي استمر قرنٌن من الزمن‬
‫اتصل أثناءهما العالمان المسٌحً واإلسبلمً ‪ ،‬وكان لكل منهما أثر فً اآلخر‬

‫المصدر ‪ :‬محمد العروسً المطوي‪ ،‬الحروب الصلٌبٌة فً المشرق والمغرب ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪ ، 1891 ،‬ص ص ‪ 151‬ـ ‪ ،155‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪31‬‬
‫من أعظم ما استفادته أوربا من الحروب الصلٌبٌة ذلك النشاط التجاري الذي حصل بٌن الشرق والغرب‬
‫‪ ،‬وذلك التقدم فً المبلحة البحرٌة ‪ ...‬سٌما استعمال البوصلة التً شاع استعمالها فً السفن العرٌٌة ونقلها‬
‫عنهم مبلحو البحر االبٌض المتوسط األوربٌون ‪ ...‬وك انت السفن األوربٌة التً ترد من جنوب أوربا ومن‬
‫شمالها ‪ ،‬محملة جنودا ومقاتلٌن ‪ ،‬تعود إلى أوربا مملوءة بمختلف السلع والبضابع ‪ ،‬من أقمشة حرٌرٌة ‪،‬‬
‫ً‬
‫قٌمة السكر الذي لم تكن‬ ‫ومزركشة ‪ ،‬وأوان مطعمة مزخرفة ‪ ،‬ومن مواد يذابٌة متنوعة ‪ ،‬لعل من أعظمها‬
‫أوربا قد عرفته بعد ‪ ،‬فقد كان اعتما ُدهَا قبل ذلك على العسل فقط ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمد العروسً المطوي‪ ،‬الحروب الصلٌبٌة فً المشرق والمغرب ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪ ، 1891 ،‬ص ص ‪ 165‬ـ ‪ ،165‬بتصرف‬

‫أوربا خالل العصر احلديث‬


‫‪32‬‬

‫كانت أحد عوامل إنجاح حركة اإل نسانٌٌن هو اختراع الطباعة ‪ ،‬حٌث أن طباعة الكتب أصبحت أسهل‬
‫من ذي قبل‪ ،‬وهذا أدى إلى يزارة اإلنتاج العلمً المطبوع وبأسعار أقل من ذي قبل ‪ ،‬وهذا ما سهل على‬
‫اإلنسانٌٌن تألٌف الكتب وطباعتها وسرعة انتشارها فأفاد منها أكبر عدد لم ٌسبق لم مثٌل ‪...‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العز ٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص‪.8‬‬

‫‪33‬‬
‫من العبلمات الواضحة فً عصر النهضة ‪ ...‬ظهور تٌارات فكرٌة جدٌدة مثل روح الشك والنقد‬
‫والبحث وراء الحقٌقة ‪ ،‬عبلوة على إحٌاء الدراسات البلتٌنٌة وااليرٌقٌة ‪ ،‬ولقد نشأت النهضة الثقافٌة بعٌدا عن‬
‫الجامعات ‪ ...‬ولقد عمل العلماء على استرداد الحقابق وما ٌريبون فٌه من مصادره األساسٌة ‪ ،‬لهذا فقد لجأوا‬
‫إلى المخطوطات ‪ ،‬وهذه المخطوطات إما مخطوطات إيرٌقٌة أو التٌنٌة ‪ ،‬وكانت المخطوطات البلتٌنٌة كثٌرة فً‬
‫شبه الجزٌرة االٌطالٌة‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ . 8‬بتصرف‬
‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬
‫‪34‬‬
‫كانت إٌطالٌا منقسمة إلى عدة إمارات ‪ ...‬متنافسة مما أعطى الفرصة ألمراء هذه المدن فً التنافس‬
‫على ت شجٌع العلماء واألدباء والفنانٌن إما للعلم ولتشجٌع العلم ذاته ‪ ،‬وإما لنزوعهم إلى البحث عن المجد‬
‫الشخصً ‪ ،‬وحث الفنانٌن على تخلٌد أسمابهم وإنشاء التماثٌل لهم ‪ .‬ومن األسرات التً طبعت إسمها بعبلمات‬
‫من نور فً هذا المجال أسرة المدٌتشً بفلورنسا ‪ ...‬ولم ٌكن بابوات روما أقل من هذه األسر فكثٌر ما كان‬
‫البابوات ٌجزلون العطاٌا المغرٌة لهؤالء الرجال ‪ ،‬ومن أهم هؤالء الباباوات نٌقوال الخامس والبابا لٌو العاشر ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ . 16‬بتصرف‬

‫‪35‬‬
‫كانت إٌطالٌا حلقة اتصال بٌن الشرق األقصى والشرق العربً وأوربا الغربٌة ‪ ...‬مما ساعدها على‬
‫االستفادة من علوم العرب إلى حد بعٌد ‪ ،‬فها هً نقلت عنا الدراسات الفلكٌة والطبٌة والرٌاضٌات ‪ ،‬كذلك قربها‬
‫من العاصمة الشرقٌة القسطنطٌنٌة جعله ا تفٌد من هؤالء العلماء االيرٌق ‪ ،‬إذ كانوا ٌحاضرون فً مدارسها ‪،‬‬
‫وكذلك إرسال بعثاتها العلمٌة إلى بٌزنطة لكً ٌنالوا أكبر قدر من العلم اإليرٌقً ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ . 13‬بتصرف‬

‫‪36‬‬
‫كانت جامعات ألمانٌا ترحب بالدراسات اإلنسانٌة حتى أدخلتها فً برامجها التعلٌمٌة ‪ ...‬وممم نتركوا بصمات‬
‫واضحة فٌها ٌوحنا روكلٌن ‪ ،‬وقد تخصص روكلٌن فً دراسة الثقافة اإليرٌقٌة والبلتٌنٌة ‪ ...‬إال أنه واجه العدٌد‬
‫من الصعاب من رجال الدٌن والكنٌ سة األلمانٌة ‪ ،‬ذلك أنها كانت ترى فً هذه الدراسات أنها دراسات إٌطالٌة‬
‫(روما) وقد عرف رجال الدٌن فً روما بانحبللهم ‪ ،‬ونظرا لقوة روكلٌن الجدلٌة وقدرته على اإلقناع ‪ ...‬وجد‬
‫السواد األعظم من الشعب األلمانً ٌرحب بهذه الدراسات اإلنسانٌة إلى جانب الجامعات األلمانٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ . 15‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪37‬‬
‫اتخذ إراسموس لنفسه اتجاها مختلفا عن يٌره من اإلنسانٌٌن فً الدراسة اإلنسانٌة والتألٌف ‪،‬‬
‫وكان ٌسخر من العصور ا لوسطى ‪ ،‬وٌرى أنها عصور جهل وتخلف ‪ ...‬عاصر إراسموس فترة كان البابوات‬
‫على قدر كبٌر من القوة ‪ ،‬ولهذا فإنه كان ٌدعو إلصبلح العقٌدة ‪ ،‬وإصبلح اإلكلٌروس ‪ ...‬وبالريم من أن كثٌرا‬
‫من رجال الكنٌسة أخطأوا فً فهم أفكار إراسموس الدٌنٌة إال أنه كان هناك بعض المعجبٌن بأفكاره ‪ ...‬فقد كان‬
‫إراسموس ٌكتب عن مساوئ الكنٌسة و ُب ْع ُد رجال الدٌن عن واجباتهم الحقٌقٌة وشرهمهم فً جمع األموال ‪،‬‬
‫ولم ٌذهب إلى الحدٌث عن جوهر العقٌدة وتعالٌم الكنٌسة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ . 15‬بتصرف‬

‫‪38‬‬
‫اشتهر ماٌكل أنجلو فً مجال النحت ‪ ،‬وذلك منذ أن كان صغٌرا سافر إلى البندقٌة وروما حٌث قام بنحت‬
‫مجموعة من التماثٌل لآللهة الوثنٌة ‪ ،‬وبعد وفاة سافونا روال ‪ SAVONA ROLA‬حزن حزنا شدٌدا ‪ ،‬ومن ثم‬
‫ظهر ذلك الحزن فً صور ة العودة إلى الدٌن ‪ ،‬فقام بنحت مجموعة العذراء والطفل الرخامٌة‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ص ‪ 19‬ـ ‪. 18‬‬

‫‪39‬‬
‫ولد لٌوناردو دافنشً ‪ LEONARD DE VINCI‬فً فلورنسا ‪ ،‬وك ان هذا الفنان عالما شامبل ‪ ،‬إذ أنه برع‬
‫فً النحت والرسم والهندسة والموسٌقى والرقص والكٌمٌاء ‪ ،‬وله كتب فً التشرٌح ‪ ...‬إال أن هذه العبقرٌة بقى‬
‫منها إلى اآلن صورة المونالٌزا الشهٌرة المحفوظة فً متحف اللوفر اآلن ‪ ،‬والتً استغرق رسمها أربع سنوات‬
‫أثبت فٌها وبحق تف اصٌل الوجه واإلنسانة الجمٌلة ‪ ،‬كذلك بقٌت من صوره العشاء األخٌر الموجودة اآلن فً‬
‫متحف مٌبلنو‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ . 18‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪41‬‬
‫أهم نتابج عصر النهضة ظه ور الفكر الجدٌد حدٌث التفكٌر واآلراء ‪ ،‬حٌث أنه قضى على التفكٌر الدٌنً‬
‫القدٌم وبدأ التفكٌر الحدٌث من حٌث التجربة واألبحاث والتنقٌب للوصول إلى الحقٌقة ‪ ...‬ومن نتابج هذا التفكٌر‬
‫الحدٌث هو كتاب " ثورة األفبلك السماوٌة " لكوبرنٌك ‪ ،‬حٌث إنه توصل بعد عدة تجارب إلى نظرٌة األرض‬
‫تدور حول الشمس ‪ ،‬وهذه النظرٌة تعاكس النظرٌة القدٌمة التً قال بها بطلٌموس بأن الشمس هً التً تدور‬
‫حول األرض ‪ ،‬ونشر هذا الكتاب سنة ‪ 9441‬وأهدى إلى البابا بول الرابع ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ . 51‬بتصرف‬

‫‪41‬‬
‫فقد ظهرت حركات اإلصبلح الدٌنً المتتالٌة فً مختلف دول أربا كالمذهب البروتستانتً ( اللوثري) فً‬
‫ألمانٌا ‪ ،‬وظهور الكنابس القومٌة كالكنٌسة اإلنجلٌزٌة ‪ ،‬ولقد كانت هذه الحركات إلى جانب الغرض األساسً‬
‫لها من حٌث إصبلح العقٌدة لها هذف آخر سٌاسً واقتصادي ‪ ،‬فقد ريب الحكام فً الحد من سلطة الكنسٌة فً‬
‫ببلدهم ‪ ،‬حتى ٌتاح لهم فرصة الحكم المستقل دون وجود معارضة من رجال الكنسٌة ‪ ،‬وكذلك الريبة فً‬
‫االستحواذ على أمبلك الكنسٌة داخل الدولة واالستفادة منها فً تدعٌم الحكومات المركزٌة الجدٌدة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ص ‪ 55‬ـ ‪ . 53‬بتصرف‬

‫‪42‬‬
‫ونتٌجة الزٌادة المستمرة فً التجارة واألرباح الطابلة التً كان ٌجنٌها التجار من ورابها ظهرت طبقة‬
‫جدٌدة اصطلح على تسمٌتها باسم الطبقة البورجوازٌة أو الطبقة المتوسطة ‪ ،‬وهذه الطبقة ركزت نشاطها‬
‫اإلقتصادي فً التجارة ‪ .‬ومن ثم نمت التجارة بفضلهم حٌث إن التجارة كانت المصدر الوحٌد لرزقهم ‪ ،‬ونتٌجة‬
‫األرباح الكبٌرة التً تتٌحها التجارة للمشتغلٌن بها ‪ ،‬نمت هذه الطبقة وأصبحت الطبقة الثرٌة فً المجتمع ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪.56‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪43‬‬
‫كانت تسمى مدٌنة الزهور ( فلورنسا) واقتصادها ٌقوم على الصناعة ‪ ،‬وخاصة المنسوجات الصوفٌة‬
‫وكذلك المهارة فً النجارة ‪ .‬وقد لعبت فلورنسا دورا مهما فً عصر النهضة وكان ألهلها بعض اآلراء‬
‫السٌاسٌة ‪ ،‬وذلك ٌرجع إلى عمق الفكر والنقد والدهاء ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪.53‬‬

‫‪44‬‬
‫بدأت أوربا تنفض عن عٌونها يبار الجهل الذي ورثته خبلل قرون طوٌلة خلت ‪ ،‬بعد أن وصلت إلى‬
‫بعض مناطقها أشعة الحضارة اإلسبلمٌة ‪ ،‬واستفادت أوربا منها ‪ ،‬فاألندلس وجنوب فرنسا وجنوب إٌطالٌا‬
‫وجزر البحر األبٌض المتوسط كلها كانت مراكز ٌشع منها النور والمعرفة على أوربا ‪ ...‬إضافة إلى ما استفادته‬
‫أوربا من احتكاك بالمسلمٌن فً الشرق سواء عن طرٌق الحروب الصلٌبٌة أو عن طرٌق التجارة الحرة التً‬
‫سهل المسلمون دروبها ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمود شاكر ‪ ،‬الكشوف الجغرافٌة ـ دوافعها وحقٌقتها ‪ ، ،‬المكتب اإلسالمً ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،1888 ،‬‬
‫‪ 1835‬ص ‪ ، 5‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫كانت نابولً من المناطق التً لعبت دورا هاما فً األدب اإلٌطالً ‪ ،‬وقد تأثرت فً ثقافتها بالثقافة‬
‫العربٌة التً حكمت صقلٌة وبالنورماند الذٌن حافظوا على هذه الثقافة بعد أن استردوا صقلٌة من العرب بل‬
‫وطوروها ‪ ،‬كما أنها تأثرت فً ثقافتها ببعض الملوك مثل فرٌدٌرٌك الثانً الذي أنشأ جامعة نابولً ‪،9114‬‬
‫وعمل على جمع المخطوطات العربٌة والٌونانٌة وترجمتها إلى البلتٌنٌة‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪.53‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪46‬‬
‫ولم تمض سنة ‪ 9449‬حتى كان شاطا أكرٌما من الجنوب إلى الوسط وما ٌدخله من الممالك تابعا‬
‫إلسبانٌا ما عدا البرازٌل ‪ ،‬فإنها كانت تابعة للبرتغال‪ .‬أما سٌاسة اإلسبان فً مستعمراتهم فكانت ردبٌة ‪ ،‬وذلك‬
‫ألنهم جعلوا قاعدة أعمالهم فً تلك المستعمرات الحصول على الذهب والفضة بأي طرٌقة كانت ‪ ،‬وكذلك سعٌهم‬
‫فً تحٌول عقابد يٌرهم إلى دٌانتهم ‪ .‬أم سٌاستهم التجارٌة فكانت أردئ ألنهم حاولوا منع جمٌع تجار األمم‬
‫األخرى من المتاجرة مع مستعمراتهم ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمد حمً علً ‪ ،‬االكتشافات الجغرافٌة ‪ ،‬المطبعة الجمالٌة ‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1815 ،‬ص‬
‫ص ‪ 18‬ـ ‪ ، 51‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫إن االدعاءات القابلة بأن سبب استعمار األوربٌٌن للببلد العربٌة ويٌرها من العالم الجدٌد إنما ٌرجع‬
‫إلى تخلف أهالً هذه الببلد وتردٌهم فً عالم الجهل ‪ ،‬إنم ا هو أمر لٌس له أساس من الصحة ‪ ،‬وإنما هو‬
‫راجع إلى ريبة استعمارٌة لدى البرتغال وإسبانٌا لئلمساك بمفاتٌح ومخازن الشرق والغرب لجنً الثمار المادٌة‬
‫للتوسع اإلمبرٌالً‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪.35‬‬

‫‪48‬‬
‫إن االدعاءات القابلة بأن سبب استعمار األوربٌٌن للببلد العربٌة ويٌرها من العالم الجدٌد إنما ٌرجع‬
‫إلى تخلف أهالً هذه الببلد وتردٌهم فً عالم الجهل ‪ ،‬إنما هو أمر لٌس له أساس من الصحة ‪ ،‬وإنما هو‬
‫راجع إلى ريبة استعمارٌ ة لدى البرتغال وإسبانٌا لئلمساك بمفاتٌح ومخازن الشرق والغرب لجنً الثمار المادٌة‬
‫للتوسع اإلمبرٌالً‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪.35‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪49‬‬

‫وفً سنة ‪ 9491‬سافر ما جبلن ربٌسا لبعثة مكونة من خمس مراكب ‪ ...‬وعند دخوله المحٌط‬
‫الهادي قابل رٌحا هادبة ونسٌما علٌبل ثم واصل سٌره إلى أن وصل إلى جزر (لدرونس) وأخذ ما احتاجه من‬
‫الطعام واستمر فً سٌرة إلى أن وصل إلى جزابر الفلبٌن ‪ ،‬وقد أحسن وفادته أحد ملوكها فكافأه (ماجبلن) على‬
‫حسن إكرامه له بأن انضم معه ضد أعدابه ومات ضحٌة للذود والدفاع عن هذا الملك الذي أكرم مثواه‪ ،‬وذلك فً‬
‫‪ 11‬أبرٌل ‪ ... 9419‬وهلك من بعثته عدد لٌس بالقلٌل من رجاله وتحطم مركبان ‪ ،‬ولم ٌبق معه إال ثبلث سفن‬
‫فاستمرت تلك السفن فً سٌرها برباسة أحد الربان المدعو ( سبستٌان إلكانو) ‪ ...‬وفً ‪ 1‬نونبر ‪ 9419‬وصلوا‬
‫إلى يرضهم وهو إٌجاد طرٌق إلى جزابر التوابل ورسوا على جزٌرة (تٌدور) ‪ ...‬وبعد أن أخذوا ما أمكنهم حمله‬
‫من أنواع التوابل ويٌرها ‪ ،‬سافروا إلى إسبانٌا ‪ ....‬وعاد من رجال هذه البعثة البعثة البالغ عددها ‪ 119‬رجبل‬
‫‪ 91‬رجبل وسفٌنة واحدة من خمس‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمد حمً علً ‪ ،‬االكتشافات الجغرافٌة ‪ ،‬المطبعة الجمالٌة ‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1815 ،‬ص‬
‫ص ‪ 13‬ـ ‪ ، 16‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أما فً العصر الحدٌث فقد كانت حركة الكشوف الجغرافٌة واالستعمار ما هً إال تدعٌم للطبقة البورجوازٌة التً‬
‫ظهرت فً بداٌة هذا العصر ‪ ،‬والتً استطاعت إقامة حكومات موحدة مركزٌة ‪ ،‬ولهذا فقد ريبت هذه الطبقة فً‬
‫السٌطرة على المراكز التجارٌة الهامة وإقامة مستعمرات تعمل لمصلحتها أساس‪ ...‬وبدأت هذه الطبقة فً إبراز‬
‫النظام المركانتلً ‪ ،‬بمعنى أن الدولة التً تمتلا خزابنها باألموال والمعادن النفٌسة هً الدولة القادرة على‬
‫إقامة جٌش قوي واسطول قوي وإدارة داخلٌة محكمة ‪ ،‬وهذا بالطبع ٌتطلب أمواال ضخمة ‪ ،‬ولتحقٌق هذا‬
‫الهدف كان البد من أن ٌكون المٌزان اإلقتصادي فً صالح الدولة حتى ٌتسنى لها القاٌم بهذه الواجبات‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ مح مود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ص ‪ 35‬ـ ‪ ، 35‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫فقد حصل اإلسبان على كنوز هابلة من الشعوب التً استعمروها ‪ ...‬كما استولوا على الذهب‬
‫واألحجار الكرٌمة والفضة ‪ ،‬ولجأ الفاتحون إلى استعباد األهالً وإريامهم على العمل فً مزارعهم ومناجهم ‪،‬‬
‫وقد نتج عن المعاملة القاسٌة التً كان ٌلقاها األهالً إلى انخفاض عدد السكان انخفاضا شدٌدا ‪ ،‬وخاصة بٌن‬
‫الهنود الحمر ‪ ،‬ففً مناجم الفضة فً بولٌفٌا وحدها هلك إبان سٌطرة اإلسبان زهاء ثمانٌة مبلٌٌن هندي أحمر ‪،‬‬
‫ولذلك شرع المستعمرون فً استبدالهم بالعبٌد من إفرٌقٌا الذٌن كان ٌتولى تجار الرقٌق تورٌدهم إلى أمرٌكا ‪،‬‬
‫وذلك بعد اصطٌادهم من إفرٌقٌا ‪ ...‬وتكبٌلهم بالسبلسل وسوقهم ‪ ...‬إلى السفن الراسٌة على الشاطا االفرٌقً‬
‫ثم تكدٌسهم بعضهم فوق بعض ‪ ...‬واإلبحار بهم إلى أمرٌكا‬

‫المصد ر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫‪ 11‬ـ ‪ ، 11‬بتصرف ‪.‬‬ ‫صص‬
‫التارٌخٌة‬ ‫دلٌل‪، 1891‬‬
‫النصوص‬ ‫‪،‬‬
‫‪52‬‬
‫فشبه جزٌرة إٌطالٌا لها موقع ممتاز فً وسط البحر ‪ ،‬ذلك البحر الذي قامت على ضفافه أقدم‬
‫الحضارات وأعرقها ‪ ،‬وكا نت المدن اإلٌطالٌة بفضل هذا الموقع حلقة اتصال بٌن أوربا وبٌن الحوض الشرقً‬
‫للبحر المتوسط ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أنها كانت طول العصور الوسطى مركزا للنشاط االقتصادي ‪ ،‬وحلقة من أهم‬
‫حلقات االتصال التجاري بٌن الشرق وأوربا ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ص‪ 9 :‬ـ ‪. 8‬‬

‫‪53‬‬
‫تعتبر الحركة الفكرٌة من أهم ممٌزات عصر النهضة ‪ ،‬فقد فرضت الكنٌسة فً العصور الوسطى‬
‫حجرا على الفكر وقٌدا على كل ما ٌتصل باالنتا ج الفكري من ابتكار أو محاوالت الخروج عن المألوف ‪ .‬وقد‬
‫بدأت الحركة الفكرٌة هادبة تمثلت فٌما أطلق علٌها ( الدراسات اإلنسانٌة )أو الحركة اإلنسانٌة ‪ ،‬وٌقصد بها‬
‫دراسة التراث اإلنسانً ( األوربً ) القدٌم أي الدراسات اإليرٌقٌة والبلتٌنٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ‪. 15‬‬

‫‪54‬‬
‫ريم أهمٌة االختراعات واالكتشافات فً صناعة الغزل والنسٌج ‪ ،‬وفً صناعة المعادن وعلى األخص‬
‫الحدٌد والصلب ‪ ،‬إال أن هذ ه االختراعات جمٌعا لم ٌكن ممكنا أن تتم بها الثورة الصناعٌة على النحو الذي تمت‬
‫به لوال " اآللة البخارٌة " ‪ .‬ذلك أن استخدام آلة محركة ( مصدر للطاقة ) يٌر القوة العضلٌة لئلنسان أو القوة‬
‫الحٌوانٌة ‪ٌ ،‬عد سمة ممٌزة للصناعة الحدٌثة ‪ .‬وتعتبر اآللة البخارٌة أكثر العوامل وأهمها حسما فً وقوع‬
‫الثورة الصناعٌة ‪ ،‬فلوال اآللة البخارٌة لما كان من الممكن أن ٌنتقل اإلنسان من مرحلة المصانع الٌدوٌة إلى‬
‫مرحلة المشروع الصناعً الحدٌث ‪،‬‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص ‪ ،55‬بتصرف ‪.‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪55‬‬

‫وبعد أن صمم كولومب على القٌام بهتذا المشتروع ( الوصتول إلتى الهنتد عتن طرٌتق الغترب) وانتهتى‬
‫من عمله على الخرابط أراد أن ٌنفذه بالفعل ‪ ...‬وفً ‪ 81‬أبرٌل سنة ‪ُ 8011‬جهتزت الستفن و ُجعِتل كولومتب ربٌستا‬
‫للبعثة ومنحه الملك ( هن ري ملك إسبانٌا ) لقب ( أدمٌرال) ونابب الملك فً جمٌتع األراضتً التتً سٌكتشتفها متع‬
‫إعطابه عشر الجزٌة التً ٌتوالها من تلك الببلد‪.‬‬
‫وفتتً ٌتتوم الجمعتتة ‪ 81‬أيستتطس ستتنة ‪ 8011‬ستتافرت المراكتتب وكتتان عتتددها ثبلثتتا فبتتتدأ متتن مدٌنتتة‬
‫(بولس) إلى جزابر ( الكناري) ‪ ...‬وفً ‪ 88‬أكتوبر ‪ 8011‬رسا بسفنه على جتزر (بهامتا) ثتم (كوبتا ) ثتم جزٌترة‬
‫( هاٌتً) واكتشفها جمٌعا ثم ترك بعضا من رجاله فً قلعة فً جزٌرة (هاٌتً) ورجع إلى إسبانٌا فتً ‪ 84‬متارس‬
‫‪ ... 8011‬وبعد رجوعه قابله الملك أحسن مقابلة أكرمه وأحسن مثواه ‪ ،‬وقدم كولومب كثٌترا متن الهتداٌا وبعضتا‬
‫من س كان تلك الجزر التً اكتشفها دلٌبل على وصوله تلك األراضً ‪.‬‬
‫المصدر ‪ :‬محمد حمً علً ‪ ،‬االكتشافات الجغرافٌة ‪ ،‬المطبعة الجمالٌة ‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1815 ،‬ص‬
‫ص ‪ 11‬ـ ‪ ، 11‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫قامتت منافستة بتٌن المتتدن اإلٌطالٌتة بهتدف دراستة المخطوطتتات اإليرٌقٌتة والمخطوطتات القدٌمتتة ‪...‬‬
‫وكانتتت الكنتتابس واألدٌتترة تزختتر بعتتدد كبٌتتر متتن المخطوطتتات وكانتتت القستتطنطٌنٌة بالتتذات ـ عاصتتمة الدولتتة‬
‫البٌزنطٌة قبل سقوطها فً ٌد األتراك العثمانٌٌن ـ مركزا لهذه التجارة فً المخطوطات اإليرٌقٌة ‪.‬‬
‫وجذبت شبه الجزٌرة اإلٌطالٌة عددا كبٌرا من العلماء البٌزنطٌٌن التذٌن هتاجروا إلٌهتا فتً مطلتع القترن‬
‫الختتامس عشتتر ‪ ،‬حٌتتث وجتتدوا متتن حكامهتتا رعاٌتتة مادٌتتة وأدبٌتتة ‪ ،‬وقتتام عتتدد متتن الدارستتٌن اإلٌطتتالٌٌن بزٌتتارة‬
‫القسطنطٌنٌة للتخصص فتً دراستة اللغتة اإليرٌقٌتة علتى ٌتد كبتار أستاتذتها ‪ ،‬إذ كانتت العاصتمة البٌزنطٌتة معقتل‬
‫الدراسات اإليرٌقٌة وآدابها خاصة فً الفترة بٌن عام ‪ 8011‬وسقوط القسطنطٌنٌة سنة ‪.8401‬‬
‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ص ‪ 15‬ـ ‪ ، 15‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫تعتبتتر الطباعتتة أهتتم اختتتراع ظهتتر فتتً عصتتر النهضتتة ‪ ،‬بتتل هتتً أعظتتم االختراعتتات التتتً شتتهدتها‬
‫اإلنسانٌة ‪ ،‬وقد أسهمت فً إثراء الحٌاة الثقافٌة علتى متر العصتور واألحقتاب ‪ .‬وٌرجتع الفضتل فتً التطتور الهتام‬
‫التتذي طتترأ علتتى الطباعتتة إلتتى األلمتتانً جتتوتنبرل ‪ ،‬فقتتد أدختتل علتتى الطباعتتة تحستتٌنات عتتدة ‪ ،‬وأصتتبحت تستتتخدم‬
‫الحروف فتً الجمتع‪ ...‬وسترعان متا تلقفهتا اإلٌطتالٌون فتأدخلوا استتعمال الحتروف المعدنٌتة ‪ ،‬وبعتدهم استتخدمها‬
‫الفرنسٌون واإلنجلٌز ‪ ...‬وبفضل المطبعة أصبحت الدراسات اإلنسانٌة ويٌرها من العلتوم فتً متنتاول الكثٌترٌن ‪،‬‬
‫فقد أصبح فً اإلمكان طبع الكتب بتكالٌف قلٌلة ‪.‬‬
‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ‪ ، 16‬بتصرف ‪.‬‬
‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬
‫‪58‬‬
‫كانت الفنون مزدهرة فً العصور القدٌمة لكن فرضت علٌها القٌود فً العصور الوسطى مما أدى‬
‫النحطاطها ‪ ،‬وكان الفنانون اإلٌطالٌون أصحاب الفضل فً ابتكار الفن الحدٌث ‪ .‬فبعد أن كانت الفنون تتجه‬
‫لخدمة الكنسٌة واإليراض الدٌنٌة فحسب ‪ ،‬وتتقٌد بقٌود شدٌدة ‪ ،‬تحرر الفنان اإلٌطالً فقد نمت فً الفنون‬
‫روح متحررة مشغوفة بالمظاهر الطبٌعٌة وجمال الوجه البشرٌوسابر أجزاء جسم اإلنسان ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ‪. 13‬‬

‫‪59‬‬
‫وممن برز فً هذا الفن ( الرسم والتصوٌر ) رفاٌٌل ( ‪ 8011‬ـ ‪ ) 8411‬وتمثلت عبقرٌته فً صورته‬
‫عن أسرة المسٌح ‪ ،‬والعشاء الربانً ‪ ،‬ثم لٌوناردو دافنشً ( ‪ 8041‬ـ ‪ ، ) 8481‬وقد برع فً الموسٌقى‬
‫والهندسة ومن أشهر صورة صورة الجوكندا وهً لسٌدة إٌطالٌة من نابولً تدعى مونالوٌزا تزوجت فً‬
‫السادس عشر من عمرها عن كره منها أحد الضباط ٌدعى ‪ٌ jocande‬كبرها بعشرٌن عاما ‪ ،‬وقد استطاع‬
‫الفنان أن ٌرسم لها صورة ناطقة بدت فٌها السٌدة الفاتنة تمثل الجمال الودٌع واختار لجلوسها فً الصورة مكانا‬
‫موحشا جلست فٌها وحدها ‪ ...‬فكانت الصورة فً تكوٌنها وتركٌبها وجمالها معبرة عن مأساتها‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عب د هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ‪ ، 19‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫كانت حركة الكشوف الجغرافٌة نتٌجة من نتابج النهضة األوربٌة والتقدم العلمً ‪ ،‬وتتضح أهمٌة‬
‫الكشوف إذا أدركنا كٌف كانت المعلومات الجغرافٌة لدى األوربٌٌن ضبٌلة وخاطبة ‪ ،‬فقد كان األوربٌون‬
‫ٌستمدون معلوماتهم عن المناطق الداخلٌة والبعٌدة فً آسٌا وافرٌقٌا مما كان ٌردده التجار اإلٌطالٌون‬
‫المترددون على موانا مصر والشام ‪ .‬هذا باإلضافة إلى المعارف التً كانت تتصل بالمبلحة فً المحٌط األطلسً‬
‫الجنوبً وباإلضافة إلى األفكار الخاطبة المتعلقة بشكل األرض ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ص ‪ 11‬ـ ‪. 11‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪61‬‬
‫ومر هذا ا لرحالة العظٌم ( فاسكودي ياما ) برأس الرجاء الصالح ودخل مضٌق موزمبٌق وصار‬
‫ٌنتقل من مٌائ ألخر حتى وصل إلى مدٌنة ( ملندا) فً الجهة الشمالٌة من ( ممبسا) ‪ ،‬وهناك تسنى له مصاحبة‬
‫أحد الهنود الذٌن ٌرشدون السفن بحرا واتفق معه على أن ٌرشده إلى طرٌق الهند ‪ ،‬وبعد سفرهم ‪ٌ 11‬وما‬
‫وصلوا إلى ( كالٌكوت) على شاطا المبلبار بالهند سنة ‪.8011‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمد حمً علً ‪ ،‬االكتشافات الجغرافٌة ‪ ،‬المطبعة الجمالٌة ‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1815 ،‬ص‬
‫‪. 15‬‬

‫‪62‬‬
‫لما كان البرتغالٌون من أعظم األمم فً ذلك الوقت فً الصناعة والتجارة ‪ ،‬عمدوا إلى اكتشاف طرٌق‬
‫ٌوصلهم إلى ببلد الهند مستودع الخٌرات ‪ ،‬وذلك بالطواف حول إفرٌقٌا لتروٌج بضابعهم ونشر دٌاناتهم ‪ ،‬وقد‬
‫ساعدهم على ذلك تقدمهم فً فن المبلحة بسبب ترقً استعمال البوصلة عندهم ‪.‬والباعث على اكتشاف هذا‬
‫الطرٌق هو أن جمٌع البضابع التً ترد إلٌهم من الهند أو تصدر منهم إلٌه البد من مرورها بالبحر األبٌض‬
‫المتوسط ومصر والبحر األحمر والمحٌط الهندي ‪ .‬وكان عبور هذا الطرٌق ممنوعا فً ذلك الوقت إال على أهل (‬
‫البندقٌة ) الحتكارهم له من قبل ظهور البرتغالٌٌن وتقدمهم فً فن المبلحة ‪ ،‬فكان من صالح البندقٌٌن منع‬
‫يٌرهم من المرور منه ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬محمد حمً علً ‪ ،‬االكتشافات الجغرافٌة ‪ ،‬المطبعة الجمالٌة ‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1815 ،‬ص‬
‫‪. 11‬‬

‫‪63‬‬
‫كانت السلع الشرقٌة كالتوابل والعطور والعقاقٌر الهندٌة واألقمشة الحرٌرٌة والبن والسجاجٌد‬
‫ويٌ رها تجد رواجا فً أوربا ‪ ،‬وكانت السلطات الحاكمة فً مصر والشام تفرض على هذه السلع الشرقٌة‬
‫رسوما فادحة ‪ ،‬كما حققت البندقٌة أرباحا خٌالٌة من نقل هذه التجارة للشواطا األوربٌة ‪ .‬ولذا كانت الريبة فً‬
‫التخلص من الرسوم الجمركٌة الفادحة دافعا للكشوف الجغرافٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ‪. 11‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪64‬‬
‫كما أن الحركة اإلصبلحٌة التً قادها سافونا روال للخروج بالمجتمع األوربً مما تردى فٌه من‬
‫التدهور وهذا التطرف من رجال الكنٌسة الذي أدى بهم إلى إعدام هذا المصلح مهما وجه إلٌه من نقد بسبب‬
‫اتجاهه فً نهاٌة حٌاته إلى فرض خططه اإلصبلحٌة بالقوة ‪ ،‬كان هذا كله مما أشعل الثورة الدٌنٌة ضد الكنٌسة‬
‫وضد ما تفرضه من حجر على حرٌة الفكر العقابدي والدٌنً ‪ ،‬فً الوقت الذي أبٌحت فٌه الكثٌر من المبادئ‬
‫المنافٌة لؤلخبلق ‪ ،‬فقام لوثر وأتباعه ٌحاربون الكثٌر من اآلراء التً أشاعتها الكنسٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ص ‪ 13‬ـ ‪. 19‬‬

‫‪65‬‬
‫جدَ فً بعض األحٌان على رأس العالم‬
‫فقد حدث انشقاق بٌن رجال الدٌن فً روما ترتب علٌه أنه ُو ِ‬
‫المسٌحً الغربً ثبلثة باباوات ٌتنازعون على زعامة العالم المسٌحً ‪ ،‬وٌطعن كل منهم فً صبلحٌة اآلخرٌن‬
‫لتولً كرسً البابوٌة‪ .‬وأدى هذا بال طبع إلى أن فقدت البابوٌة هٌبتها ‪ ،‬واهتزت مكانتها فً نظر المسٌحٌٌن ‪،‬‬
‫هذا باإلضافة إلى ما وصل إلٌه كبار رجال الدٌن من تكالب على اإلثراء والبعد عن التضحٌة وحٌاة التقشف ‪.‬‬
‫فانهمكوا فً الملذات وحٌاة البذخ والترف بل والمجون والفسق ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪66‬‬
‫ظهر مصلحون نادوا بأن على الكنٌسة ورجال الدٌن أن ٌصلحوا أنفسهم ‪ ،‬مثل ٌوحنا وٌكلٌف ‪ ،‬الذي‬
‫قام ٌدعوا إلى أن رجال الدٌن ٌجب أ ن ٌنصرفوا إلى واجبهم األساسً وهو العمل على عبلء كلمة هللا ‪ ،‬وأن‬
‫اتجاههم إلى جمع الثروات انحراف ٌؤدي إلى افقار خزٌنة الدولة ‪ ...‬وإن تدخل رجال الدٌن فً حٌاة الناس‬
‫الخاصة بادعابهم أنهم حلقة الوصل بٌن اإلنسان وخالقه أمر ٌتنافى مع الدٌن الصحٌح‪.‬‬

‫وظهر كذلك ٌوحنا هس ‪ ...‬الذي هاجم صكوك الغفران وقال إن أوامر البابا إذا تعارضت مع ما جاء فً‬
‫الكتاب المقدس فلٌس هناك ما ٌُ ْلزم باتباعها‪.‬وقد أصدر البابا قرارا بحرمان هس ‪ ...‬وصدر قرار ‪...‬بإعدامه‬
‫حرقا و ُنفذ فٌه الحكم‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ‪ ، 55‬بتصرف‪.‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪67‬‬
‫كانت هذه ( صكوك الغفران) هً السبب المباشر للحركة الثورٌة التً قام بها مارتن لوثر ‪ ،‬وقد‬
‫نشأت فكرة هذه الصكوك عن فكرة دٌنٌة اتبعاه رجال الدٌن وروجوا لها ‪ ،‬مؤداها أن االنسان إذا ارتكب خطٌبة‬
‫وندم على ارتكابه لها وتاب عنها ثم اعترف بها أمام رجال الدٌن ‪ ،‬فإنه ال ٌدخل الجنة مباشرة لكنه ٌظل فترة‬
‫من الزمن قد تطول وقد تقصر ( المطهر) لٌتطهر تماما من ذنوبه ‪ ،‬وقد أشاع رجال الكنٌسة أن العذاب الذي‬
‫ٌلقاه المذنب التابب فً أثناء وجوده فً المطهر ٌمكن تحقٌقه بالحج إلى بعض كنابس روما والصبلة فٌها ثم‬
‫زٌارة قبور الرسل ‪ ،‬وتطورت فكرة تخفٌف عذاب المطهر فأجاز رجال الكنٌسة تقدٌم الهبات المالٌة للكنٌسة‬
‫لشراء ما أطلق علٌه ( صكوك الغفران ) بدال من تحمل مشقة السفر إلى روما ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ‪. 53‬‬

‫‪68‬‬
‫كان لهجوم مارتن لوثر على صكوك الغفران بعٌد األثر فً نفوس المسٌحٌٌن ‪ ،‬ألن مساوئ رجال‬
‫الدٌن كانت قد وصلت إلى درجة كبٌرة ‪ ،‬لكن لم ٌكن أحد ٌتوقع أن األمر ٌتطور لثورة دٌنٌة تؤدي إلى انقسام فً‬
‫العالم المسٌحً وإلى حروب دٌنٌة طاحنة خبلل القرنٌن السادس عشر والسابع عشر ‪ ...‬ودعا لوثر حكام‬
‫ألمانٌا إلريام الكنٌسة على قبول اإلصبلح طالما أنها لم تستجب للدعوات المتكررة لتصلح نفسها بنفسها ‪ .‬وقد‬
‫لخص لوثر المبادئ التً نادى بها فً ‪ :‬إخضاع رجال الدٌن للسلطة المدنٌة ــ إباحة زواج رجال الدٌن ــ الحد‬
‫من األدٌرة واالتجاه إللغاء الرهبنة والدٌرٌة ــ لٌس للبابا الحق فً احتكار تفسٌر اإلنجٌل ‪...‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ص ‪ 53‬ـ ‪ ، 59‬بتصرف‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫كانت نتٌجة هذا التوزٌع الضخم من المطبوعات اندالع ثورة فً المعرفة والتواصل أثرت على‬
‫المجتمع بكافة شرابحه ‪ ،‬فالسرعة والكمٌة التً كانت الكتب توزع بهما تشٌر إلى أن الطباعة خلقت مجموعات‬
‫جدٌدة من القراء المتلهفٌن السته بلك المواد المتنوعة التً تخرجها المطابع ‪ ،‬كما أن سهولة الوصول للكتب‬
‫المطبوعة وتكلفتها المنخفضة نسبٌا كانت تعنً أن عددا أكبر من الناس من أي وقت مضى صار بإمكانهم‬
‫الوصول إلى الكتب‪،‬‬

‫المصدر ‪ :‬جٌري بروتون ‪ ،‬عصر النهضة ‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعلٌم والثقافة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬القاهرة ‪، 1115 ،‬‬
‫ص ‪. 59‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪70‬‬
‫كتب لوثر عن انتشار أفكاره سنة ‪ 8411‬قاببل " أنا لم أفعل شٌبا ؛ فالكلمة هً ما فعلت كل شًء "‬
‫وقد كان محقا فً ذلك ‪ ،‬فوسٌلة الطباعة هً التً نشرت " الكلمة " ‪ .‬أما المعارضون السابقون للسلطة‬
‫البابوٌة فلم ٌكن لدٌهم قدرة كبٌرة على نشر أفكارهم إلى جمهور أوسع ‪ ،‬لكن تنكنولوجٌا آلة الطباعة أتاحت‬
‫للوثر إمكانٌة نشر أفكاره فً صورة آالف من الكتب المطبوعة والنشرات والكتٌبات ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬جٌري بروتون ‪ ،‬عصر النهضة ‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعلٌم والثقافة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬القاهرة ‪، 1115 ،‬‬
‫ص ‪. 68‬‬

‫‪71‬‬
‫إن الموسوعة لهً أفضل وثٌقة إجمالٌة فً األفكار البورجوازٌة الفرنسٌة فً القرن الثامن عشر ‪،‬‬
‫من حٌث ابتكاراتها وحدودها ‪ .‬فلقد عرف دٌدرو أن ٌشرك فً مشروعه علماء مثل دالمبٌر وبوفون‪...‬‬
‫والموسوعة بما أنها عمل جماعً ‪ ،‬فهً عمل متعدد العناصر بالضرورة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬جان توشار ‪ ،‬تارٌخ األفكار السٌاسٌة من عصر النهضة إلى عصر األنوار‪،‬ترجمة ناجً الدراوشة ‪،‬‬
‫على موال التكوٌن ‪ ،‬الجزء الثانً ‪ ،‬ص ‪ ،353‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫لذلك فإن تقدم وسابل االنتاج الزراعً تمثلت أساسا فً القضاء على نظام الحقول الثبلثة والقضاء‬
‫على فكرة بقاء األرض دورة زراعٌة بدون إنتاج ‪ ،‬أصبح األسلوب الجدٌد ٌعتمد على زراعة األرض بصفة‬
‫مستمرة مع تغٌٌر أنواع المحاصٌل ‪ ،‬وكذلك إدخال النباتات الجذرٌة والهوابٌة للتغلب على عقبة نقص األسمدة‬
‫الطبٌعٌة ‪ ،‬كما تمثل هذا التطور أٌضا فً مرحلة متقدمة فً اكتشاف واستخدام السماد الصناعً ‪ ،‬وتحسٌن‬
‫وسابل الصرف واستخدام اآلالت البخارٌة فً الزراعة‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص ‪.61‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪73‬‬
‫أدى التقدم العلمً إلى إحبلل اآلالت الزراعٌة محل العدٌد من األٌدي العاملة التً هاجرت من الرٌف‬
‫إلى المدن ‪ ،‬وقد ترتب على إدخال اآللٌة فً الزراعة إمكانٌة زراعة مساحات أكبر بمجهود بشري أقل ‪ .‬كذلك‬
‫فقد سمح التقدم العلمً ‪ ،‬باكتشاف واستخدام األسمدة الصناعٌة ‪ ،‬فقل بذلك اعتماد الفبلحٌن على الحٌوانات‬
‫إلمدادهم باألسمدة الطبٌعٌة ‪ ،‬وأصبح فً اإلمكان االعتماد على األسمدة الصناعٌة فً تسمٌد األرض الزراعٌة ‪،‬‬
‫كذلك تخصٌص بعض المزارع كلٌة فً تربٌة وتسمٌن الحٌوانات لئلفادة من تنمٌة الثروة الحٌوانٌة ‪ ،‬وهذا ما‬
‫أدى إلى ارتفاع مستوى اإلنتاجٌة فً كبل النوعٌن من المزارع ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص ‪.61‬‬

‫‪74‬‬
‫لقد ترتب على تقدم وسابل اإلنتاج وتطور الفن الزراعً ‪ ،‬ازدٌاد ملحوظ فً اإلنتاجٌة االزراعٌة ‪ ،‬ففً‬
‫الفترة من ‪ 8111‬إلى ‪ 8141‬تضاعف اإلنتاج الزراعً بنسبة ‪ ، 25%‬كما تضاعفت إنتاجٌة األرض ذاتها ‪،‬‬
‫وزادت قٌمتها أربعة أضعاف فً الفترة من ‪ 8111‬إلى ‪.8171‬‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص‪.61‬‬

‫‪75‬‬
‫وهكذا ‪ ،‬كان من الضروري أن تسبق الثورة الزراعٌة الثورة الصناعٌة ‪ ،‬فبالثورة الزراعٌة ٌزداد‬
‫اإلنتاج الزراعً ‪ ،‬وٌسمح االنتاج المتضاعف بمواجهة عدد السكان المتزاٌد ‪ ،‬هذا التزاٌد فً عدد السكان ٌكلف‬
‫توفٌر األٌدي العاملة البلز مة للعمل فً المشروعات الصناعٌة الجدٌدة ‪ ،‬كما أن زٌادة اإلنتاج وزٌادة دخول‬
‫المبلك الزراعً ‪ٌ ،‬سمح بتراكم رأس المال واسغبلله فً قطاع الصناعة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص‪63‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪76‬‬
‫اعتبارا من النصف الثانً من القرن الثامن عشر عرفت البشرٌة حدثا جدٌدا ‪ ...‬وأعظم اكتشاف‬
‫عرفه البشر ‪ ،‬وأطلق على هذا الحدث اسم " الثورة الصناعٌة " فؤلول مرة فً تارٌخ البشرٌة تتحرر قوى‬
‫اإلنتاج البشري ‪ ،‬وٌتطور النظام االقتصادي على نحو ٌ سمح بتعدد وتضاعف الخدمات والبضابع بشكل لم ٌسبق‬
‫له مثٌل فً التارٌخ ‪ .‬وبدأ االنسان ٌتحول من القرى إلى المدن الكبرى ‪ ،‬ومن العمل الٌدوي إلى استخدام اآلالت‬
‫‪ ،‬ومن المصانع المنزلٌة أو الصناعات العابلٌة إلى المصانع الكبرى‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص ص ‪ 11‬ـ ‪ ،11‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫وعلى الصعٌد االجتماعً كان أهم النتابج التً ترتبت على هذه الثورة ‪ ،‬تقسٌم المجتمع إلى طبقتٌن‬
‫متمٌزتٌن‪ ،‬طبقة الرأسمالٌٌن الصناعٌٌن ‪ ،‬وطبقة العمال ( البرولٌتارٌا) ‪ ...‬ولعب الصراع بٌن طبقة أصحاب‬
‫رأس المال ‪ ،‬وطبقة العمال ‪ ،‬دورا هاما فً التطور الحاصل فً المجتمع ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص ‪ ،15‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫لعبت العو امل االقتصادٌة دورا هاما فً حدوث الثورة الصناعٌة ‪ ،‬فتراكم رأس المال لدى الدول األوربٌة كان‬
‫شرطا أساسٌا النطبلق الثورة الصناعٌة فٌها ‪ ،‬حٌث توافدت رؤوس األموال البلزمة لبلستثمار الصناعً ‪،‬‬
‫وخاصة فً وقت توالت فٌه االختراعات الفنٌة والصناعٌة بشكل لم ٌسبق له مثٌل فً تارٌخ البشرٌة وماكان‬
‫ٌقتضٌه ذلك من أموال لوضع هذه االختراعات موضع التنفٌذ ‪ .‬وكذلك فإن هذه الثورة الصناعٌة لم تكن لتكتمل‬
‫إال أن سبقتها ثورة زراعٌة فً كل الببلد التً دلفت الى عهد الصناعة ‪ ،‬ثم إن تطور وسابل النقل جاء لٌعزز‬
‫العوامل األخرى فً إحداث هذا اإل نقبلب ‪ ،‬وأخٌرا‪ ،‬فإن تطور البنوك واتساع نشاطها كان أٌضا من العوامل‬
‫الهامة التً ساعدت على توفٌر األموال للمشروعات الناشبة وتقدٌم اإلبتمان البلزم لتموٌل العملٌات الصناعٌة‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص ‪ ،19‬بتصرف ‪.‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪79‬‬
‫إذا كان تراكم رأس المال واالكتشافات العلمٌة والفنٌة تعد من أهم العوامل فً حدوث الثورة‬
‫الصناعٌة ‪ ،‬فإن التطور الحاصل فً القطاع الزراعً ٌعتبر اٌضا من العوامل التً ساعدت على وقوع االنقبلب‬
‫الصناعً عل ى النحو الذي وقع به ‪ .‬فمن المبلحظ أن كل الدول التً عرفت الثورة الصناعٌة اعتبارا من منتصف‬
‫القرن الثامن عشر ‪ ،‬كانت قد عرفت من قبل تطورا هاما وملحوظا فً قطاع الزراعة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص ‪.58‬‬

‫‪80‬‬
‫والواقع أن االرتباط بٌن الثورة الصناعٌة والتقدم الزراعً أمر طبٌعً ‪.‬فمن جهة ترتب عن الثورة‬
‫الصناعٌة ‪ ،‬وظهور المدن الكبرى والمناطق الصناعٌة الضخمة أن زاد الطلب على المنتجات الزراعٌة ‪ ،‬مما‬
‫أدى إلى ارتفاع أثمانها ‪ ،‬ودفع ذلك المشتغلٌن بالزراعة إلى محاولة زٌادة االنتاج الزراعً بشتى الوسابل ‪،‬‬
‫وخاصة عن طرٌق تطوٌر أسالٌب الزراعة ‪ ،‬وترتب على ذلك قٌام الزراعة الرأسمالٌة وظهور الملكٌات‬
‫والمزارع الكبرى‪.‬وترتب على هذا التطور من جهة أخرى ‪ ،‬أن تم القضاء على طبقة صغار المبلك والمزارعٌن‬
‫‪،‬وانضم هؤالء لجٌش األٌدي العاملة التً نزحت إلى المناطق الصناعٌة بحثا عن العمل ‪ ،‬بعد أن ضاقت بها سبل‬
‫العٌش فً االراضً الزراعٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص ‪.58‬‬

‫‪81‬‬
‫إن أهم نتابج الثورة الصناعٌة ‪ ،‬على الصعٌد اإلجتماعً ‪ ...‬كان مٌبلد الطبقة العاملة ‪ ،‬بحٌث ٌمكن‬
‫القول ‪ ،‬دون تردد أن الطبقة العاملة هً ولٌدة الثورة الصناعٌة ‪ ...‬هذا التقسٌم االجتماعً الجدٌد ٌقوم أساسا‬
‫على وجود طبقتٌن ‪ ،‬أحدهما تملك وسابل االنتا ج ( الطبقة الرأسمالٌة ) واألخرى الطبقة العمالٌة ( البرولٌتارٌا)‬
‫ال تملك إال قوة سواعدها ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص ‪ ، 181‬بتصرف ‪.‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪82‬‬
‫لقد كانت الهجرة من الرٌف إلى المدٌنة ‪ ،‬هً العامل األساسً فً تكوٌن الطبقة العاملة ‪ ،‬لقد اجتذبت‬
‫المدٌنة األٌدي العاملة ‪ ،‬طمعا فً عمل لكل السواعد العاطلة ‪ ،‬وأمبل فً طعام لكل األفواه الجابعة ‪ ،‬وبذلك بدأت‬
‫"المدٌنة الصناعٌة " تتسع وٌزداد عدد سكانها بشكل لم ٌحدث من قبل ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬أحمد حسن البرعً ‪ ،‬الثورة الصناعٌة وآثارها االجتماعٌة والقانونٌة دار الفكر العربً ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ، 1891،‬ص ‪. 159‬‬

‫‪83‬‬
‫لعب فولتٌر فً الصراع التارٌخً الذي خاض يماره مفكرو القرن الثامن عشر البورجوازٌون ضد‬
‫قوى المجتمع االقطاعً القدٌم ‪ ،‬لعب دور ا استثنابٌا وأساسٌا على أكثر من صعٌد ‪ .‬فقد كان واحدا من مؤسسً‬
‫" حركة األنوار " الكبرى ‪ ،‬وقل ظل حتى وفاته ‪ ،‬أكثر أبطالها نشاطا وفعالٌة ‪ ،‬وقد راد فولتٌر ‪ ...‬حركة األنوار‬
‫فً بعض مراحلها ووقف فً طلٌعة مفكرٌها ‪ ،‬بل إن مؤلفاته وحٌاته تعكسان ‪ ،‬بوجه عام ‪ ،‬كامل مراحل عصر‬
‫األنور فً فرنسا تناقضاته ‪ .‬فهو من دون أدنى رٌب الوجه المركزي لهذه الحقبة الفرٌدة والبارزة من تارٌخ‬
‫البشرٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬ف ‪ .‬فولغٌن ‪ ،‬فلسفة األنوار ‪ ،‬ترجمة هنرٌٌت عبودي ‪ ،‬دار الطلٌعة ‪ ،‬بٌروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1116،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪ ،15‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫كان كفاح فولتٌر ضد األباطٌل واألحكام المسبقة الدٌنٌة ٌستقطب اهتمام جمٌع العقول النٌرة فً عصره ‪،‬‬
‫وكان ذا أهمٌة فابقة بالنسبة إلى تحرٌر الفكر البشري من نظام األفكار البالً الذي كان ٌسعى بشتى الوسابل‬
‫إلى الحفاظ على سلطته الماضٌة ‪ ،‬وكان لكفاح فولتٌر ‪ ،‬عبلوة على ذلك ‪ ،‬أهمٌته القصوى فً اإلعداد لتحرٌر‬
‫البشرٌة من نظام بال ومتقادم العهد للعبلقات اإلجتماعٌة ‪ ،‬كان ال ٌزال ٌقاوم بشراسة لئلبقاء على هٌمنته‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬ف ‪ .‬فولغٌن ‪ ،‬فلسفة األنوار ‪ ،‬ترجمة هنرٌٌت عبودي ‪ ،‬دار الطلٌعة ‪ ،‬بٌروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1116،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪85‬‬
‫أما فً تعرٌفه للحرٌة فإن فولتٌر ٌقترب ياٌة القرب من مونتسكٌو ‪ .‬فقد كتب بهذا الصدد ٌقول "‬
‫إن الحرٌة تتمثل فً أال ٌخضع المرء إال للقوانٌن ‪ ".‬وقد نادى فولتٌر بالحرٌة ودافع عنها ببل كلل وال ملل ‪.‬‬
‫وكان ٌرى فٌها ‪ ،‬فً المرتبة األولى ‪ ،‬حرٌة الشخص اإلنسانً ‪ ،‬فالعبودٌة تتنافى والطبٌعة ‪...‬‬

‫المصدر ‪ :‬ف ‪ .‬فولغٌن ‪ ،‬فلسفة األنوار ‪ ،‬ترجمة هنرٌٌت عبودي ‪ ،‬دار الطلٌعة ‪ ،‬بٌروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1116،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪86‬‬
‫فنحن جمٌعا بشر ‪ ،‬بٌد أننا لسنا أعضاء متساوٌن فً المجتمع حٌث نؤدي أدوارا مختلفة‪ ،‬وفولتٌر ال‬
‫ٌتخطى حدود المجتمع البورجوازي عندما ٌتكلم عن المساواة " من المستحٌل فً عالمنا التعٌس أال ٌنقسم‬
‫البشر الذٌن ٌعٌشون فً مجتمع إلى طبقتٌن ‪ :‬طبقة أينٌاء ٌأمرون وطبقة فقراء ٌخدمون "‬

‫المصدر ‪ :‬ف ‪ .‬فولغٌن ‪ ،‬فلسفة األنوار ‪ ،‬ترجمة هنرٌٌت عبودي ‪ ،‬دار الطلٌعة ‪ ،‬بٌروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1116،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪87‬‬
‫إن فكرة النظام اإلستبدادي "المستنٌر " والملك المستبد "النٌر" قد لعبت دورا ال ٌستهان به خبلل‬
‫تطور الفكر السٌاسً البورجوازي بفرنسا ‪ ...‬فعلى الريم من دحضه لفكرة " األصل اإللهً" للملوك ‪ ،‬وعلى‬
‫الريم من نعته ألوابل الملوك ‪ ،‬بمن فٌهم ملوك الفرنجة ‪ ،‬بأنهم قادة قساة وطغاة تولوا على أقوام همجٌة ‪ ،‬فإن‬
‫فولتٌر كان ٌخص بعمٌق تقدٌره الفضابل التارٌخٌة للنظام الملكً المستبد ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬ف ‪ .‬فولغٌن ‪ ،‬فلسفة األنوار ‪ ،‬ترجمة هنرٌٌت عبودي ‪ ،‬دار الطلٌعة ‪ ،‬بٌروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1116،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪ ، 53‬بتصرف ‪.‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫أوربا خالل الفرتة املعاصرة‬
‫‪88‬‬
‫وصلت الحالة االقتصادٌة فً فرنسا الى درجة كبٌرة من السوء واالضطراب ‪ ،‬وكانت الضرابب متعددة‬
‫ومتنوعة ‪ ،‬وقع العبء األكبر منها على كاهل الطبقة الفقٌرة ‪ ،‬فهناك الضرابب العقارٌة وأعفى منها النببلء‬
‫ورجال الببلط والقضاة وكبار رجال الدٌن ‪ ،‬وكذلك ضرٌبة الرأس التً فرضها لوٌس الرابع عشر لسداد نفقات‬
‫حروبه ‪ ،‬وكان المفروض أنه ضرٌبة مؤقتة لكنها استمرت ‪ ،‬وضرٌبة الدخل ‪ ،‬وضرٌبة الملح ‪.‬‬

‫وهكذا تعددت الضرابب باإلضافة إلى سوء تو زٌعها فالطبقات الموسرة والقادرة كانت معفاة من معظم‬
‫الضرابب ‪ ،‬فوقع عبؤها على الطبقات الفقٌرة ‪ ،‬واستخدم جباة الضرابب العنف فً جمعها‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً الجمل ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬المكتب المصري‬
‫لتوزٌع المطبوعات ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1111 ،‬ص ‪. 98‬‬

‫‪89‬‬
‫كان مٌرابو أهم بطل من أبطال الثورة الفرنسٌة فً عامٌها األولٌن ‪ ...‬لكن الشعب الذي مجده حتى‬
‫وفاته هو الشعب الذي نادى بشنقه قبٌل وفاته ألن األخبار ترامت بتواصله مع القصر ‪ ...‬وفً ‪ٌ 1‬ولٌوز ‪8111‬‬
‫قبل سقوط الباستٌل بأٌام أعلنت " الجمعٌة الوطنٌة " أن اسمها الجدٌد هو "الجمعٌة الوطنٌة التأسٌسٌة " وأن‬
‫مهمتها هً دستور للببلد ‪ ،‬وكان مٌرابو فٌه اهو المدافع األول عن الحرٌات ريم احترامه للنظام الملكً ‪،‬‬
‫فدعوة الجمهورٌة لم تكن طرحت بعد ‪ ،‬وهً لم تطرح إال بعد هرب الملك والملكة للجوء إلى أعداء الببلد‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬لوٌس عوض‪ ،‬الثورة الفرنسٌة‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1881 ،‬ص ‪ ،58‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫كان المجتمع الفرنسً حتى الثورة الفرنسٌة مجتمعا إقطاعٌا اسسه من مخلفات العصور الوسطى ‪،‬‬
‫وكانت أهم هذه األسس هً تكون الم جتمع من ثبلث طبقات تسودها عبلقات قانونٌة وفعلٌة قابمة على فلسفة‬
‫تقول أن اختبلف الوظابف ٌنبع من فوارق أصٌلة بٌن البشر ‪ ،‬وبالتالً ٌحتم انعدام المساواة بٌن البشر ‪ .‬وقد‬
‫كرست الكنٌسة هذه الفلسفة وهذا النظام ألنهما كانا ٌدعمان سلطانها وامتٌازاتها ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬لوٌس عوض‪ ،‬الثورة الفرنسٌة‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1881 ،‬ص ‪ ،38‬بتصرف ‪.‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪91‬‬
‫فً القرن الثامن عشر كانت البورجوازٌة ( الطبقات المتوسطة )هً أهم ممول للدولة ‪ ،‬وتضاءل دور‬
‫النببلء ‪ ،‬فأصبح الواقع االجتماعً والقانونً ال ٌتماشى مع الواقع االقتصادي ‪ ،‬فاندلعت الثورة الفرنسٌة ألن‬
‫النببلء استمروا فً حكم الببلد ‪ ...‬هذا باإلضافة إلى االنفجار السكانً وانتشار التعلٌم وفلسفة " التنوٌر "‬

‫المصدر ‪ :‬لوٌس عوض‪ ،‬الثورة الفرنسٌة‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1881 ،‬ص ‪ ،61‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫كانت للنببلء بعض االمتٌازات الطبقٌة مثل حق حمل السٌف ‪ ،‬وحجز مكان فً الكنٌسة ‪ ...‬وحق اإلعفاء‬
‫من بعض الضرابب المفروضة على عامة الناس ‪ ...‬ومن كانت لهم إقطاعٌات منهم كان لهم حق جباٌة بعض‬
‫الضرابب من الفبلحٌن ومشاركتهم فً محاصٌلهم بدعوى ملكٌتهم لحق الرقبة أبا عن جد ‪ .‬وكان هناك نببلء‬
‫ببل إقطاعٌات ‪ ،‬كما أن بعض العامة كانوا ٌملكون إقطاعٌات بعض النببلء ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬لوٌس عوض‪ ،‬الثورة الفرنسٌة‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1881 ،‬ص ‪ ،65‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫كانت فرنسا قبٌل الثورة الفرنسٌة ال نزال بلدا زر اعٌا بصفة أساسٌة ‪ ،‬ولذا كانت البورجوازٌة فٌها أقلٌة واضحة‬
‫‪ ،‬أما العمود الفقري للطبقة الثالثة فكان من الفبلحٌن وأجراء المدٌنة ‪ .‬وقد قادت البورجوازٌة الفرنسٌة هذه‬
‫الطبقات الشعبٌة فً الثورة الفرنسٌة ‪ ،‬واستفادت منها أكثر مما استفادت الجماهٌر نفسها ‪ ،‬وهذا معنى قولهم‬
‫أن الثورة الفرنسٌة كانت ثورة بورجوازٌة ‪ ،‬أي ثورة الطبقات المتوسطة ‪ ،‬العلٌا والوسطى والصغٌرة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬لوٌس عوض‪ ،‬الثورة الفرنسٌة‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1881 ،‬ص ‪ ،65‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫وفً عام ‪ 8111‬عرفت فرنسا أسوأ محصول م ن القمح مما رفع أسعار القمح حتى فً الرٌف ‪ ،‬وعرف‬
‫الشعب الفرنسً الجوع والبطالة فً المدٌنة والرٌف على السواء ‪ ،‬بٌنما كانت هناك طبقات انتفعت من ارتفاع‬
‫سعر القمح كمبلك األطٌان الذٌن كانوا ٌأخذون نصٌبهم عٌنا من المحصول وكجباة العشور والسادة اإلقطاعٌٌن‬
‫والتجار ‪ ،‬وكان هؤالء ٌنتمون إلى األرستقراطٌة أو البورجوازٌة أو رجال الدٌن ‪ .‬وفً ‪ 11‬أبرٌل ‪ 8111‬قامت‬
‫المظاهرات العنٌفة ‪ ...‬قرب سجن الباستٌل ‪ ...‬وكانت أسباب الهٌاج المباشرة اقتصادٌة ال سٌاسٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬لوٌس عوض‪ ،‬الثورة الفرنسٌة‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1881 ،‬ص ‪ ،69‬بتصرف ‪.‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪95‬‬
‫إن جوهر المشكلة هو أن االتجاه العام الذي كان سابدا هو ضرورة إعادة النظر فً أوضاع الببلد‬
‫الداخلٌة بالذات ‪ ،‬وإنها أوضاع ال ٌمكن أن تلٌق بشعب فرنسا العظٌم ‪ ،‬وهذه األوضاع كانت مهزوزة بشكل‬
‫شدٌد ‪ ،‬وإن كانت لٌست بمختلفة كثٌرا عن أحوال ببلد القارة األوربٌة ‪ ،‬ولكن الفكر التقدمً فً فرنسا كان‬
‫سباقا وقوى التأثٌر فً شعب أصبح مقتنعا تماما بإعادة النظر فً أسلوب حٌاته ‪ ،‬وعبلقة األفراد بعضهم ببعض‬
‫‪ ،‬وعبلقة الشعب بالحكومة‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ ، 139‬بتضرف‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫كانت فرنسا حٌذاك ملكٌة مطلقة وهو نظام كان سابدا فً الدول األوربٌة باستثناء انجلترا ‪ ،‬ولكن هذه‬
‫الملكٌة كانت تستند فً احتكارها للحكم والم لكٌة الوراثٌة على " الحق اإللهً " ‪ .‬وكأن الحق اإللهً أمر مفرول‬
‫منه ال ٌمكن أن ٌناقش ‪ ،‬وأنه على الشعب أن ٌخضع لها على اعتبار أنها هً األقدر على تفهم مصالحه والعمل‬
‫من أجله ومن أجل فرنسا ‪ ...‬وكانت هذه الملكٌة مرتبطة برجال الدٌن وبطبقة النببلء ‪ .‬فكان رجال الدٌن ـ ريم‬
‫مفاسدهم ـ ٌشكلون قوة دعم كبٌرة للملكٌة المطلقة ‪ ،‬خاصة من الناحٌة الروحٌة ‪ .‬وكان النببلء ـ ريم أنهم‬
‫فقدوا قدراتهم العسكرٌة ـ مرتبطٌن بالملكٌة ‪ ،‬ألنها هً التً تفتح لهم مجاالت النفوذ والمناصب ‪ ،‬والقٌادات‬
‫العسكرٌة ‪ ،‬ومظاهر األبهة والعظمة ‪ ...‬وكذلك الحال بالنسبة لطبقة رجال الدٌن ‪ ،‬وخاصة الكبار منهم ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ ، 191‬بتضرف‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫إن عام ‪ 8111‬ال ٌختلف كثٌرا عن األعوام السابقة له‪ .‬فلم تحدث فٌه أزمة اقتصادٌة جعلت الفبلح‬
‫ٌموت جوعا ‪ ،‬والعمال ٌتساقطون هنا فً مصانعهم ‪ ،‬حقٌقة كانت هناك مجاعات فً القرى ‪ ،‬قبل ‪ ، 8111‬وكان‬
‫هناك فقر مذقع بٌن سكان المدن ‪ ،‬وكانت هناك مشكلة الطعام ‪ ،‬ولكن كل هذا كان موجودا فً ‪ 8111‬وقبل‬
‫‪ . 8111‬والواقع أن المجاعة لم تشتد ولكنها وضعت الفقراء على حافة اإلنهٌار ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ ، 193‬بتصرف‪.‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪98‬‬
‫وعندما اشتدت االزمة االقتصادٌة ( بفرنسا ) وأصبحت الخزٌنة خاوٌة فً أعقاب حرب االستقبلل‬
‫األمرٌكٌة ‪ ،‬وكان من المتعذر جدا على الحكومة أن تفرض ضرابب جدٌدة ‪ ،‬حٌث إن جمٌع فبات الشعب كانت‬
‫يٌر مستعدة ألن تدفع المزٌد من الضرابب ‪ ...‬ولقد حاولت حكومة لوٌس السادس عشر حل مشكلة فقر الخزٌنة‬
‫عن طرٌق عدد من كبار رجال اإلقتصاد الفرنسٌٌن وعلى رأسهم توريو ‪ ...‬ولم ٌستطع توريو أن ٌقوم بخطوة‬
‫تنفٌذٌة ما ‪ ،‬ولكنه كشف أن إنقاذ فرنسا من اإلفبلس وإصبلح أمورها إنما ٌجب إن ٌتم بواسطة قوى أخرى يٌر‬
‫الحكومة الفرنسٌة ويٌر الملكٌة الضعٌفة التً ٌسٌطر علٌها كبار النببلء ورجال الدٌن ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ص ‪ 193‬ـ ‪ ، 199‬بتصرف‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫كان على المجتمعٌن فً مؤتمر فٌٌنا أن ٌضعوا خرٌطة جدٌدة ألوربا ‪ ،‬حٌث إن التغٌرات الجوهرٌة‬
‫التً تعرضت لها أوربا خبلل سنوات الثورة الفرنسٌة وا لحروب النابلونٌة كلها يٌرت كثٌرا من معالم أوربا قبل‬
‫الثورة ‪ .‬فبالنسبة لفرنسا كان المجتمعون المنتصرون قد قرروا أن ٌفرضوا علٌها شروطا أقسى من تلك‬
‫الشروط التً كان قد وافقوا علٌها فً معاهدة بارٌس سنة ‪ 8180‬التً عقدت عقب تنازل اإلمبراطور ‪ ...‬وقد‬
‫واجهت فرنسا الهز ٌمة بشجاعة ‪ .‬وسٌثبت الشعب الفرنسً أنه قادر باستمرار على أن ٌسترد قواه بعد هزٌمته‬
‫بسرعة يٌر متوقعة فً أعقاب سقوط نابلٌون وفً أعقاب هزٌمته فً حرب ‪ 8111‬أمام ألمانٌا ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ ،518‬بتصرف‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫ٌعتبرعهد المؤتمرات النتٌجة الطبٌعٌة لهزٌمة نابلٌون ‪ ،‬حٌث لم تكن هناك دولة واحدة قوٌة قادرة‬
‫على أن توجه أمور أوربا ‪ ،‬فضبل عن أن أوربا كرهت فكرة تسلط دولة واحدة علٌها ‪ ،‬وخاصة إذا كانت هذه‬
‫الدولة هً فرنسا ‪ ،‬وإذا كان الرجل نابلٌون نفسه أو من سبللته ‪ .‬ومن هنا خرج الحلف الرباعً إلى الوجود (‬
‫روسٌا ــ النمسا ــ بروسٌا ـ انجلترا ) وخرجت فكرة عقد اجتماعات من وقت آلخر لمواجهة المشكبلت األوربٌة‬
‫وإٌجاد حل دولً لها ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز نوار ـ محمود جمال الدٌن ‪ ،‬التارٌخ األوربً الحدٌث ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪،1888 ،‬‬
‫ص ‪ ،513‬بتصرف‪.‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪101‬‬
‫تعتبر الفترة الممتدة من سنة ‪ 8111‬وحتى معركة واترلو سنة ‪ 8184‬فترة قابمة بذاتها فً التارٌخ ‪ ...‬وكان‬
‫أهم شًء فً هذه الفترة هو وجود نابلٌون على رأس فرنسا ‪ ،‬وقٌادته لها ‪ ،‬كقنصل ‪ ،‬ثم كإمبراطور ‪ ،‬وأخرج‬
‫نابلٌون فرنسا من حدودها الطبٌعٌة وسٌطرت قواته على القارة األوربٌة ‪ ...‬وكانت هذه الفترة تمثل أطوارا‬
‫مختلفة لهذا الصراع على القارة األوربٌة ‪ ،‬بٌن فرنسا وأعدابها ‪ ،‬وبخاصة انجلترا ‪ ،‬وبعد سٌطرت نابلٌون على‬
‫القارة تمكنت هذه الجزٌرة من أن تهز مه ‪ ،‬وتعٌد نظم الحكم إلى ما كانت علٌه قبل الثورة الفرنسٌة‪.‬‬

‫المصدر ‪ٌ :‬حٌى جالل ‪ ،‬تارٌخ أوربا فً العصور الحدٌثة ‪ ،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪1891 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪ ، 518‬بتصرف‬

‫‪112‬‬
‫إن الخاصٌة األساسٌة فً الرأسمالٌة الحدٌثة هً سٌطرة االتحادات االحتكارٌة التً ٌؤسسها كبار‬
‫أصحاب األعمال ‪ ...‬وحٌازة المستعمرات هً وحدها ما ٌعطً االحتكارات الضمانة التامة ضد كل طوارئ‬
‫الصراع مع المنافس ‪ ،...‬وٌطمح الرأسمال المالً بوجه عام الى االستٌبلء على أكثر ما ٌمكن من األراضً ‪...‬‬
‫خوفا من التأخر فً الصراع المسعور من أجل قطعة من العالم يٌر المتقدم ‪،‬أو من أجل إعادة تقاسم القطع التً‬
‫تم اقتسامها ‪ ...‬وهذا ما ٌفسر اشتداد السٌاسٌة االستعمارٌة وتفاقم الصراع من أجل المستعمرات فً عهد‬
‫الرأسمال المالً بالضبط ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬لٌنٌن ‪ ،‬االمبرٌالٌة أعلى مراحل الرأسمالٌة ‪ ، 1811 ،‬ص ‪.595 :‬‬

‫‪113‬‬
‫ولم تعرف دٌنامكٌة الرأسمالٌة حدودا‪ ،‬بل ودمجت العالم بأسره فـً نظامهـا‪ ،‬مخضعة البلدان التً‬
‫كانت تسٌطر فٌها أنماط إنتاج ماقبل رأسمالٌة‪ ،‬لهٌمنتهـا‪ .‬لقـدجعل نمط اإلنتاج الرأسمالً "الشرق تابعا للغرب"‬
‫و تطورت الكولونٌالٌـة كظـاهرة مبلزمة للرأسمالٌة‪ ،‬بقدر ما تطورت هذه‪ .‬وأصبحت العبلقة بٌن المستعمرات‬
‫والبلدان الرأسمالٌة المتقدمة فً الغرب عبلقة ترتبط بنهب المستعمرات وإثراء المتروبـوالت‬
‫الرأسمالٌة‬

‫المصدر ‪ :‬توفٌق المدٌنً ‪ ،‬وجه الرأسمالٌة الجدٌد‪،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق ‪ ، 1994 ،‬ص ‪94 :‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪114‬‬
‫الشك فً أن الرأسمالٌة منذ بدأ ت ‪ ،‬وهً تـسعى لنقـل أسـلوبها لئلنتـاج إلى خارج حدودها فً الوقت‬
‫نفسه الـذي كانـت تـسعى إلـى مـصادر الخامـات والموارد وأسواق التـصرٌف واإلسـتثمار فـً الخـارج‪ .‬هـذه‬
‫الرأسـمالٌة التـً أ حدثت عند قٌامها ثورة هابلة فـً تنمٌـة القـوى اإلنتاجٌـة تمثلـت فـً الثـورة الصناعٌة‪ ،‬كانت‬
‫تسعى دابما إلى إدماج العالم كلـه فـً سـوق رأسـمالٌة واحـدة‪ .‬ولقد ظهر التفاعل المستمر بٌن تطور اإلنتـاج‬
‫والـسوق العالمٌـة منـذ المراحـل األولى من ظهور الرأسـمالٌة‪ ،‬وكـ ان هـو الـدور الحاسـم فـً هـذا التفاعـل‬
‫للصناعة الرأسمالٌة‪ ...‬فالسوق العالمٌـة ذاتهـا تؤلـف قاعـدة أسـلوب اإلنتـاج هذا‬

‫المصدر ‪ :‬توفٌق المدٌنً ‪ ،‬وجه الرأسمالٌة الجدٌد‪،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق ‪ ، 1994 ،‬ص ‪91 :‬‬

‫‪115‬‬
‫وٌترافـق مـع عملٌـة تـصدٌر رؤوس األمـوال تحـول فـً اإلقتـصاد الرأسمال العالمً ‪،‬إذ تتمكن رؤوس‬
‫األموال المـصدرة إلـى المـستعمرات وأشـباه المستعمرات من اإلستحواذ علـى فـابض القٌمـة لمـصلحة البلـدان‬
‫الرأسـمالٌة الغربٌـة‪ ،‬فـضبل عـن أن البلـدان المتـأخرة تارٌخٌـا عـن مواكبـة التطـور الرأسمالً تتحول إلى‬
‫مصبات لتصرٌف الـسلع القادمـة مـن الـدول الرأسـمالٌة الصناعٌة‪ ...‬ومهما تكن الطرٌقة التً ٌتم بها تصدٌر‬
‫رأس المال‪ ،‬فإنـه ٌعنـً دابمـا أن مقـدرة السوق الخارجٌة على إمتصاص رؤوس األمـوال األجنبٌـة هـذه قـد‬
‫ارتفعـت‪.‬وأن الحاجز الذي كان مفروضا أمام تص دٌر البـضابع قـد كـان ٌتعلـق بمقـدرة األسواق األجنبٌة على‬
‫إمتصاص البضابع الصناعٌة األوروبٌة‬

‫المصدر ‪ :‬توفٌق المدٌنً ‪ ،‬وجه الرأسمالٌة الجدٌد‪،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق ‪ ، 1994 ،‬ص ‪91 :‬‬
‫‪ ،‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪116‬‬

‫أوربيا حول استعمار أفريقيا‪ ،‬إلى درجة أن الجزمء‬


‫ً‬ ‫تنافسا‬
‫ً‬ ‫وشهد الربع األخير من القرن التاسع عشر‬
‫المستعمر من أفريقيا قبل مؤتمر برلين ‪3212‬م لم يتجاوزم ‪%27‬من مساحة القارة السوداء‪ ،‬وبنهاية القرن‬
‫التاسع عشر لم يتبق من القارة السوداء مستقً ال سوى ‪%27‬فقط من مساحتها‪ ،‬أي أن حوالي ‪%17‬من‬
‫مساحة القارة المذكورة تم احتالله خالل الربع األخير من القرن التاسع عشر؛ ففي سنة ‪ 3223‬انقضت فرنسا‬
‫غضبا‪ ،‬وفي العام التالي التهمت‬
‫ً‬ ‫عمى تونس‪ ،‬تبارك خطواتها كل من بريطانيا وألمانيا‪ ،‬فيحين استشاطت إيطاليا‬
‫بريطانيا مصـر‪ ،‬واعتبرت فرنسا أنها تعرضت لخديعة كبرى من جانب بريطانيا‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد اللطٌف الصبال ‪ ،‬تارٌخ أوربا المعاصر ‪ ،‬مجموعة محاضرات ‪ ،‬ص ‪99 :‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪117‬‬

‫لقد أدى تطور الثورة الصناعية الى تطور النزعة االستعمارية تطورا حادا جعل من تصريف البضائع‬
‫وجمب المواد األولية ‪ ،‬وتوظيف رؤوس األموال قضية من القضايا األوربية الم محة التي لم يجد رجال السياسة‬
‫حال لها ‪ ،‬إال عن طريق امتالك المستعمرات ‪ ،‬فكان البد من التصادم والنزاع بين القوى المستعمرة ذاتها ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة‬
‫االولى ‪ ، 1999،‬ص ‪91 :‬‬

‫‪118‬‬
‫"" تمٌزت السنوات التً سبقت نشوب الحرب العالمٌة االولى سنة ‪ 9194‬ببروز بعض المشكبلت الدولٌة‬
‫‪ ،‬وكان فً االمكان حل هذه األزمات لوال العقلٌة العسكرٌة التً كانت تسٌطر على سٌاسة الدول االوربٌة‬
‫الكبرى‪ ،‬فقد شهدت هذه الفترة اندفاع الدول األوربٌة للتسلح ‪ ،‬وحشد الجٌوش خاصة بعد الدرس الذي تعلمته‬
‫هذه الدول من الحرب البروسٌة الفرنسٌة سنة ‪. 9119‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً عطا هللا ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬القاهرة ‪، 1999 ،‬‬
‫ص ‪111 :‬‬

‫‪119‬‬
‫ازداد سباق التسلح الذي اندل ع بٌن القوى االوربٌة ‪ ،‬وسعت ألمانٌا الى تدشٌن إمبراطورٌة لها فٌما‬
‫وراء البحار ‪ ،‬فزادت فً حجم أسطولها ‪ ،‬وقامت برٌطانٌا بإطبلق السفٌنة الحربٌة ‪ HMS Dreadnought‬عام‬
‫‪ ، 9191‬السفٌنة التً ألغت كل ما كان قبلها من سفن ‪،‬وسعت برٌطانٌا وألمانٌا على وجه الخصوص على تعزٌز‬
‫أساطٌلهم ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ، 1999،‬ص ‪99 :‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪111‬‬

‫‪ ...‬وبذلك تعتبر حادثة سراٌٌفو الفتٌل الذي أشعل نار الحرب العالمٌة األولى ‪ ،‬وعندما بدأت روسٌا‬
‫بالتعب بة ضد النمسا ــ هنغارٌا ‪ ،‬أعلنت ألمانٌا الحرب ضد روسٌا فً أول يشت ‪،‬يٌر أنها أعلنت الحرب كذلك‬
‫على فرنسا فً ‪ 3‬يشت ‪ ...‬وسرعان ما أعلنت برٌطانٌا الحرب على ألمانٌا فً ‪ 4‬يشت ‪ ،‬كما أعلنت النمسا ــ‬
‫هنغارٌا الحرب على روسٌا ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب الع المٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ، 1999،‬ص ‪99 :‬‬

‫‪111‬‬

‫استطاع األلمان عام ‪ 9195‬تحقٌق المزٌد من االنتصارات على الحلفاء‪،‬فألحقوا الهزٌمة بالروس فً‬
‫ماي ‪ ، 9195‬واحتلوا بولندا ومعظم مدن لٌتوانٌا ‪ ...‬إال أن الروس حققو ا بعض االنتصارات الجزبٌة على‬
‫األلمان كلفتهم ‪ 325 000‬أسٌر روسً‪ ...،‬وأدى هذا النجاح األلمانً على الروس الى اخضاء البلقان‪ ،‬وعبرت‬
‫القوات النمساوٌة واأللمانٌة نهر الدانوب لقتال الصرب وألحقوا بهم هزٌمة قاسٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ، 1999،‬ص ‪ ، 91 :‬بتصرف‬

‫‪112‬‬

‫أقامت دول الوفاق حصارا بحرٌا ضد التحالف التبلثً بهدف خنقها اقتصادٌا ‪ ،‬فرد األلمان بحرب‬
‫يواصات استهدفت كل السفن المحاٌدة منها ‪ ،‬بهدف منعها من الوصول الى برٌطانٌا ‪ ،‬وكان من بٌن السفن‬
‫التً تم إيراقها عدد من السفن من السفن األمرٌكٌة األمر الذي دفع بالوالٌات المتحدة األمرٌكٌة الى الدخول‬
‫فً الحرب الى جانب دول الوفاق فأصبحت الحرب العالمٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة‬
‫االولى ‪ ، 1999،‬ص ‪. 94 :‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪113‬‬

‫" إن الشروط التً وضعها الحلفاء لمنح الهدنة أتت قاسٌة على ( ألمانٌا )‪...‬و بعد أن جردها الحلفاء –‬
‫بموجب الهدنة‪ -‬من أسلحتها ووسابل دفاعها‪ ،‬أملوا علٌها صلحا مفروضا‪ ،‬و أجبروها على تحمل تبعة الحرب‬
‫لٌفرضوا علٌها تعوٌضات خٌالٌة‪،‬و من ثم أوصدوا دونها باب الدخول إلى عصبة األمم‪ .‬ووقعت ألمانٌا هذا‬
‫الصلح المجحف‪ ...‬و األلمان سٌحطمون القٌود حالما ٌستطٌعون إلى ذلك سبٌبل‪".‬‬

‫المصدر‪ :‬شولونج – مانري‪ -‬شٌف‪ ،‬نصوص تارٌخٌة‪ ،‬ورد فً‪:‬تارٌخ العالم المعاصر‪ ،‬ص ‪.91 :‬‬

‫‪114‬‬
‫"" بدأ مؤتمر الصلح أعماله فً بارٌس سنة ‪ 9191‬بحضور رؤساء حكومات ووزراء خارجٌة الدول‬
‫األربعة العظمى المنتصرة فً الحرب وهً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ‪،‬فرنسا ‪ ،‬برٌطانٌا ‪ ،‬واٌطالٌا ‪،‬وأنتخب‬
‫كلٌمانصو ربٌس وزراء فرنسا ربٌسا للمؤتمر ‪...‬‬

‫تو صلت دول الحلفاء الى عقد عدة معاهدات مع الدول التً حاربت فً صف ألمانٌا ومن أهمها ‪،‬‬
‫معاهدة فرساي ضد ألمانٌا ‪ ،‬ومن أهم ما اشتملت علٌه هذه المعاهدة ؛ رسم حدود ألمانٌا مع جٌرانها وتشكٌل‬
‫خرٌطة أوربا بعد الحرب ‪ ،‬وضع المستعمرات التً كانت خاضعة أللمانٌا ‪ ،‬ثم التعوٌضات ‪"...‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً عطا هللا ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬القاهرة ‪، 1999 ،‬‬
‫ص ص ‪ 141 :‬ـ ‪ 141‬بتصرف‬

‫‪115‬‬
‫أسفرت الحرب العالمٌة األولى عن خسابر مادٌة وبشرٌة جسٌمة وعن تراجع الدور الرابد ألوربا فً‬
‫توجٌه سٌاسة العالم ‪ ،‬أما أهم نتٌجة لهذه الحرب فقد تمثلت فً قٌام سبلم منقوص ٌحتوي على جمٌع العناصر‬
‫التً من شأنها إشعال الحرب العالمٌة الثانٌة‪ ،‬والتً قامت فً عام ‪. 9111‬‬

‫‪ ...‬وكانت الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة المستفٌدة األولى من هذا الوضع على أساس أنها الدابنة األولى‬
‫ألوربا قبل الحرب وخبللها ‪ ،‬فقد جمعت الوالٌات المتحدة بعد الحرب نتٌجة تسدٌد أوربا لدٌونها ‪ 45%‬من‬
‫احتٌاطً الذهب فً العالم ‪ ،‬فأصبحت بذلك أول دابن فً العالم‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ، 1999،‬ص ص ‪ 91 :‬ـ ‪ ، 91‬بتصرف ‪.‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪116‬‬
‫قدرت خسابر الحرب العالمٌة االولى باالرواح ‪ ، 8 538 315‬وأكثر من ضعف هذا العدد من‬
‫الجرحى‪،‬وقد أتت خسابر روسٌا فً رأس القابمة ‪ ،‬ثم خسابر ألمانٌا والنمسا وفرنسا وبرٌطانٌا ‪...‬أما أهم‬
‫الخسابر المادٌة ‪ ...‬أتلفت المحاصٌل الزراعٌة وقضً على المواشً ودمرت مبات اآلالف من المنازل وآالف‬
‫المصانع ‪ ،‬إضافة الى األضرار التً لحقت بالسكك الحدٌدٌة وبمناجم الفحم ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ، 1999،‬ص ص ‪ ، 91 :‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪117‬‬

‫أظهر المؤتمر ( مؤتمر السبلم بفرساي) ريبة فرنسا وبرٌطانٌا فً توسٌع حدودهما واكتساب‬
‫مستعمرات جدٌدة ‪ ،‬فالفرنسٌون لم ٌكتفوا بالمطالبة بمنطقتً األلزاس واللورٌن من األلمان‪ ،‬بل بالحصول أٌضا‬
‫على الضفة الٌسرى لنهر الراٌن ومنطقة السار األلمانٌة ‪ ...‬أما ربٌس وزراء برٌطانٌا ‪ ...‬لوٌد جورج ‪ ...‬فقد‬
‫طالب لببلده بوراثة المستعمرات األلمانٌة فً افرٌقٌا وشرق آسٌا وباالنتداب على مصر والسودان والعراق ‪.‬‬

‫وانفرد ربٌس الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة وٌسلون من بٌن رؤساء وفود الدول الكبرى بالمطالبة بإقامة‬
‫عصبة األمم ‪ ،‬وبأن تستلهم مقررات المؤتمر من مبادبه األربعة عشر ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث ‪،‬الطبعة االولى ‪1999،‬‬
‫‪ ،‬ص ص ‪ 19 :‬ــ ‪ ، 19‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫إعتبر الحلفاء ألمانٌا مسؤولة عن قٌام الحرب فتقاضوا منها ثمنا باهظا فٌما انتزع منها من أراضً فً‬
‫أوربا ومتسعمراتها وما فرض علٌها من تعوٌضات وضمانات حتى ال تعٌد تسلٌح جٌشها ‪ ...‬وتقرر أن تتنازل‬
‫ألمانٌا لفرنسا عن مناجم الفحم فً إقلٌم السار ‪ ،‬وأما إقلٌم السار ذاته فقد أسندت إدارته إلى لجنه شكلتها عصبة‬
‫األمم ‪ ...‬واعترفت ألمانٌا باستقبلل تشٌكوسلوفاكٌا بالحدود التً تعٌنها الدول المتحالفة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً عطا هللا ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬القاهرة ‪، 1999 ،‬‬
‫ص ‪ ، 144 :‬بتصرف‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪119‬‬
‫قرر مؤتمر بارٌس(فرساي) تفكٌك االمبراطورٌات األلمانٌة والنمساوٌة بإجراء تعدٌبلت على الحدود‬
‫السٌاسٌة لدول أوربا ‪ ،‬فظهرت على الخرٌطة األوربٌة دول جدٌدة مثل المجر وتشٌكوسلوفاكٌا وٌويوسبلفٌا ‪،‬‬
‫وأجرٌت تغٌٌرات جذرٌة على أنظمة حكم العدٌد من الدول ‪،‬فاعتمدت كل من تركٌا وألمانٌا النظام الجمهوري‬
‫وتحولت النمسا الى جمهورٌة صغٌرة ‪ ،‬أما روسٌا فكانت قد تحولت من النظام القٌصري الى النظام الشٌوعً ‪،‬‬
‫وذلك بعد ثورة ‪ 9191‬البلشفٌة التً قادها فبلدٌمٌر لٌنٌن‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب الع المٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث ‪،‬الطبعة االولى ‪1999،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 19 :‬‬

‫‪121‬‬
‫وقع األلمان على معاهدة فرساي مع الحلفاء المنتصرٌن فً الحرب العالمٌة األولى بعد مفاوضات‬
‫دامت ستة أشهر ‪ ...‬وتضمنت المعاهدة شروطا قاسٌة أهمها اقتطاع ما ٌقارب ‪ 14‬ألف مٌل مربع من األراضً‬
‫األلمانٌة وضمها الى كل من بولندا والدنمارك وتشٌكوسلوفاكٌا ‪ ،‬ومصادرة جمٌع المستعمرات األلمانٌة ‪،‬‬
‫وتحمٌل ألمانٌا مسؤولٌة الحرب ‪ ،‬وتسرٌح جٌشها ‪ ،‬وبنود هذه المعاهدة كانت هً السبب جعل ألمانٌا تتحٌن‬
‫الفرص إللغابها واالنتقام من الذٌن فرضوها علٌها ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث ‪،‬الطبعة االولى ‪1999،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 19 :‬‬

‫‪121‬‬
‫تعــود أصــول األزمــة العالمٌــة إلــى أحــداث ســوق المضــاربة المالٌــة فــً بورصــة نٌوٌورك‬
‫عندما ا نخفضت أسعار األسهم بشكل ٌثٌر الهلع ‪،‬باإلضافة إلى الوثبـة الكبٌـرة فـً االقتصـاد األمرٌكـً خـبلل‬
‫الحـرب العالمٌـة األولـى والـى انفتـاح أسـواق العـالم أمامـه بشـــكل كامـــل والســـٌما أســـواق أوربـــا التـــً‬
‫لبثـــت إن أيلقـــت بســـبب عـــودة المصـــانع والمؤسسات األوربٌة إلى اإلنتاج مما أدى إلـى انخفـاض نسـبة‬
‫الصـادرات األمرٌكٌـة إلـى الخارج مع اإلبقاء على وتٌرة إنتاجها المتصاعد ‪،‬دون تامٌن أسواق بدٌلة لها‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عونً عبد الرحمان السبعاوي‪ ،‬التارٌخ األمرٌكً الحدٌث والمعاصر‪ ،‬دار الفكر للنشر والتوزٌع ‪،‬‬
‫االردن ‪ ، 1999 ،‬ص‪.111 :‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪122‬‬
‫ٌعتبــر أهــم ســبب فــً حــدوث أزمــة الكســاد العــالمً بــٌن (‪9191‬ـــ ‪(1933‬الــى االنهٌار‬
‫الذي مس بورصة وول سترٌت بتارٌخ ‪ 94‬أكتوبر ‪ 9191‬األمرٌكٌة‪ ،‬إذ هبطـت أسعار ‪16‬ملٌون سهم إلى‬
‫مسـتوٌات يٌـر معقولـ ة حتـى أصـبحت حسـب الـبعض مجـرد قصاصــات ورق فــً ٌــد أصــحابها الـذٌن كانــت‬
‫حٌــاتهم ومــداخٌلهم تتوقــف علــى ارتفــاع أســعارها وفجــأة وجــد كــل هــؤالء أنفســهم معــدمٌن ال ٌملكــون‬
‫شــٌبا ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العزٌز سلٌمان‪ ،‬عبد المجٌد نعنعً‪ :‬تارٌخ الوال ٌات المتحدة الحدٌث‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬بٌروت‬
‫‪ ،‬لبنان‪ 9193 ،‬ص ‪. 33‬‬

‫‪123‬‬

‫‪ ...‬كمــا ان االزمــة االقتصــادٌة العالمٌــة ‪ 1929‬اصــابت جمٌــع الطبقــات فلــم تتــأثر بهــا الطبقـة‬
‫الرأسـمالٌة او الطبقـة العمـال فحسـب ولكنهـا اصـابت أٌضـا الطبقـات المتوسـطة نظـرا النتشـار البطالـة‪،‬‬
‫وكـذالك إضـافة الـى كـل هـذا انخفـاض أجـور العمـال الصـناعٌٌن ممـا أدى إلـى عجـز المـزارعٌن عـن تصـدٌر‬
‫منتجـاتهم وكـذالك تسـببت فـً هبـوط القٌمـة الشرابٌة للنقود‬

‫المصدر ‪ :‬محمــد الســٌد ســلٌم‪ :‬تطــور السٌاســة الدولٌــة فـــً القــرنٌن التاســع عشــر والعشــرون‪ ،‬دار‬
‫الفجــر‪.‬الحــدٌث للنشـــر والتوزٌع‪ ،‬القاهرة‪،9114 ،‬ص‪.315‬‬

‫‪124‬‬
‫ولقد شـهد اإلنتـاج الصـناعً هبوطـا تـدرٌجٌا فقـد وصـل فـً عـام ‪1930‬إلـى ‪19%‬‬
‫‪،...‬شـمل الهبـوط نطاقـا واسـعا فـً اإلنتاج خاصة مجـال الصـناعات الثقٌلـة وال سـٌما السـٌارات التـً هـبط‬
‫معـدل إنتاجهـا إلـى أكثر من ‪ % 75‬من العام ‪ 1932‬كما هبط إنتـاج الفحـم مـن ‪544‬إلـى ‪1.11.111‬‬
‫برمٌل فً الٌوم كما هبط معدل سعره فً عام ‪9139‬إلى ‪91‬سنتا للبرمٌل الواحد ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬لٌنٌن ‪ ،‬االمبرٌالٌة أعلى مراحل الرأسمالٌة ‪ ، 9119 ،‬ص ‪.19 :‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪125‬‬
‫"" خرج ت ألمانٌا من الحرب العالمٌة األ ولى مثخنة بجراح الحرب مثقلة بما فرض علٌها الحلفاء فً‬
‫فرساي ‪ ...‬وكان الثمن فادحا ال تحتمله أكثر الشعوب خضوعا وذلة ‪ ،‬فما بالك بالشعب األلمانً بعظمته وزهوه‬
‫بنفسه ‪ ...‬وفً وسط هذا الجو ظهر هتلر الذي اشترك فً تأسٌس حزب االشتراكٌٌن الوطنٌٌن ( النازي ‪. )nazi‬‬

‫وحدد الحزب مطالبه فً البداٌة فً إبطال معاهدات الصلح ‪ ،‬وإرجاع المستعمرات األلمانٌة ‪ ،‬وتأسٌس‬
‫جٌش وطنً ‪ ،‬وهٌمنة الدولة على األعمال التجارٌة الكبرى ‪""...‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً عطا هللا ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬القاهرة ‪، 1999 ،‬‬
‫ص ‪ ، 144 :‬بتصرف‬

‫‪126‬‬
‫وقد أعلن هتلر منذ وصوله للسلطة فً ألمانٌا فً ‪ٌ 19‬ناٌر ‪ 9111‬صراحة عزمه على تمزٌق معاهدة‬
‫فرساي ‪ ،‬و استرداد ألمانٌا لمكانتها كدولة عظمى ‪ ،‬ومما أثٌر عنه قوله " إن الراٌخ االول هو دولة بسمارك ‪،‬‬
‫والراٌخ الثانً هو جمهورٌة فرساي ‪ ،‬أما الراٌخ الثالث فهو دولتً "‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً عطا هللا ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬القاهرة ‪، 1999 ،‬‬
‫ص ‪ ، 141 :‬بتصرف‬

‫‪127‬‬
‫أعلن هتلر صراحة أن ألمانٌا ترفض المواد العسكرٌة فً معاهدات فرساي الخاصة بعدم تسلحها ‪،‬‬
‫فأدخل التجنٌد االجباري فً الببلد وعجزت الدول الغربٌة عن الوقوف فً وجهه ‪ ،‬ووصل األمر إلى أن انجلترا‬
‫عقدت معه اتفاقا فً عام ‪ٌ 9114‬قضً بتحدٌد بناء السفن فً ألمانٌا بحٌث ال ٌتجاوز أسطولها ‪ 35%‬من قوة‬
‫األسطول البرٌطانً ‪ ،‬وبناء أسطول من الغواصات مساو ألسطول الغواصات البرٌطانً ‪ ،‬وهكذا أقرته على أن‬
‫ٌرمً بقرارات مؤتمر فرساي عرض الحابط ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً عطا هللا ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬القاهرة ‪، 1999 ،‬‬
‫ص ص ‪ 141 :‬ـ ‪. 141‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪128‬‬
‫فً مارس ‪ 9111‬أرسل هتلر قواته فاستولت على النمسا وضمتها أللمانٌا ‪ ،‬وهكذا ضاع استقبلل دولة‬
‫عضو فً العصبة دون أن تحرك العصبة ساكنا لنجدتها ‪ ،‬واعترفت إٌطالٌا بضم ألمانٌا للنمسا واختفت النمسا‬
‫كدولة مستقلة من الوجود ‪ ،‬ولم تظهر ثانٌة إال فً أعقاب الحرب العالمٌة الثانٌة‬

‫المصدر ‪ :‬شوقً عطا هللا ـ عبد هللا ابراهٌم ‪ ،‬تارٌخ أوربا من النهضة حتى الحرب الباردة ‪ ،‬القاهرة ‪، 1999 ،‬‬
‫ص ص ‪.119 :‬‬

‫‪129‬‬
‫ٌعتبر السبل م الناتج عن مقررات مؤتمر بارٌس للسبلم لسنة ‪، 9191‬إهانة كبرى بالنسبة أللمانٌا ‪...‬‬
‫وكذلك أدى المؤتمر الى خٌبة أمل كبرى بالنسبة إلٌطالٌا ‪ ،‬ألنه تجاهل طموحاتها وتوسعها االستعماري‪ .‬وقد‬
‫ترتب على هذا السبلم المنقوص بروز عدة مناطق توتر بسبب تأجج الشعور القومً ‪ ،‬وخاصة بمنطقتً‬
‫السودٌت وممر الدانزٌج البولندي‪ ،‬ولذلك ٌعتبر السبلم المنقوص لسنة ‪ 9191‬وما خلفه من ضغابن وأحقاد من‬
‫األسباب العمٌقة للحرب العالمٌة الثانٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ، 1999،‬ص ص ‪ 14 :‬ـ ‪، 11‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫أعلن هتلر إلغاء معاهدة فرساي والتحلل من شروطها المذلة ‪ ،‬وحاز على تأٌٌد ألمانً وأصبح حاكما‬
‫مطلقا أللمانٌا ولقب بالفوهرر ‪ ...‬فقام بضم منطقة السار الى ألمانٌا عام ‪ 9114‬المحتل من طرف فرنسا ‪،‬‬
‫وضم المناطق الناطقة باألل مانٌة الى ألمانٌا ‪ ،‬وضم جزء من تشٌكوسلوفاكٌا واقتسم مع الروس بولندا ‪ ،‬وأعلن‬
‫الراٌخ الثالث ‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬محمد علً الكحلوت‪ ،‬ورد ضمن مقال بعنوان (إعادة االعمار فً ألمانٌا بعد الحرب العالمٌة الثانٌة )‪،‬‬
‫يزة ‪ ،‬ص‪. 91 :‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪131‬‬
‫انتصر الح لفاء فً الحرب العالمٌة الثانٌة ‪ ،‬وكنتٌجة لذلك قامت الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة واالتحاد‬
‫السوفٌاتً بتشكٌل أكبر قوتٌن فً العالم ‪ ،‬والذي أدى الى قٌام ما ٌسمى بالحرب الباردة بٌنهما ‪ ،‬والتً امتدت‬
‫الى ‪ 44‬سنة انتهت بسقوط االتحاد السوفٌاتً عام ‪.9119‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ، 1999،‬ص ‪.14 :‬‬

‫‪132‬‬
‫كانت نفقات الحرب باهضة جدا (ح ع ‪ ) 1‬وهو ما اضطر العدٌد من الدول االوربٌة المشاركة فٌها الى‬
‫االقتراض وتكدٌس الدٌون ‪ ،‬كما كانت الخسابر المادٌة كبٌرة ‪،‬فقد أصاب الدمار المساكن والمصانع ووسابل‬
‫النقل والمزارع ‪ ،‬وانقلبت الدول االوربٌة من دول مصدرة الى دول مستوردة ‪،‬لذلك فقدت الدول القوٌة مكانتها‬
‫لصالح الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة ‪ ...‬الذي تضاعف انتاجها الصناعً وتجمع عندها ما ٌعادل ‪ 80%‬من الرصٌد‬
‫العالمً للذهب ‪ ،‬وأصبح الدوالر عملة تبادل عالمٌة ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ، 1999،‬ص ص ‪ 44 :‬ـ ‪. 44‬‬

‫‪133‬‬
‫أسفرت الحرب العالمٌة الثانٌة عن هزٌمة الدٌكتاتورٌات فً إٌطالٌا وألمانٌا والٌابان‪ ،‬وتراجعت مكانة‬
‫القارة االوربٌة‪ ...‬كما تغٌرت أنظمة الحكم بأوربا الوسطى والشرقٌة ‪ ،‬حٌث نشأت الدٌمقراطٌات الشعبٌة ‪...‬‬
‫واتضحت المطالب المشروعة لحركات التحرر من االستعمار ‪ ،‬وانقسم العالم الى كتلتٌن متنافستٌن ؛الكتلة‬
‫الغربٌة برباسة الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة والكتلة الشرقٌة بزعامة االتحاد السوفٌاتً ‪،‬ثم ظهرت على إثر‬
‫حصول العدٌد من المستعمرات على استقبللها الدول النامٌة ‪ ،‬التً شكلت ما سمً بالعالم الثالث ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ، 1999،‬ص ‪، 44‬بتصرف ‪.‬‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬


‫‪134‬‬
‫تأسست األمم المتحدة على إثر انعقاد مؤتمر سان فرانسٌسكو ب الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة فً ٌونٌو‬
‫‪ ، 9144‬وقد حضر هذا المؤتمر نواب عن خمسٌن دولة محبة للسبلم ‪.‬وتمثلت أهداف منظمة األمم المتحدة فً‬
‫الحفاظ على السبلم واألمن الدولٌٌن ‪ ،‬تطوٌر التعاون الدولً ‪ ،‬ضمان حق الشعوب فً تقرٌر مصٌرها ‪ ،‬وحماٌة‬
‫حقوق االنسان ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحسٌنً معدي ‪ ،‬موسوعة الحرب العالمٌة االولى والثانٌة ‪ ،‬دار الحرم للتراث‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ، 1999،‬ص ‪. 41‬‬

‫ال تنسونا من‬


‫صالح دعائكم‬

‫األستاذ مراد شطاو‬ ‫دلٌل النصوص التارٌخٌة‬

You might also like