You are on page 1of 40

‫‪2256‬‬

‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬


‫أستاذ احلديث الشريف وعلومه املساعد جبامعة حائل‬

‫امللخص ‪:‬يستخرج هذا البحث أبرز الفوائد اليت أوردها اإلمام البخاري يف سياق أسانيد كتابه اجلامع الصحيح وهي‬
‫متعلقة ابلرواية‪ ،‬فهي تتعلق مبنت احلديث‪ ،‬أو طرقه‪ ،‬أو طرق التحمل وإثبات االتصال‪.‬‬

‫ومن املعلوم أن البخاري مل يصرح بطريقته ومنهجه يف كتابه‪ ،‬فكان دوري هو حماولة استنباط معامل هذا املنهج يف جمال‬
‫الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية‪ ،‬ابستخراجها من ثنااي النصوص‪ ،‬أو االستفادة مما ذكر يف الكتب اليت شرحت اجلامع الصحيح‬
‫أو ختصصت يف بعض جوانبه‪.‬‬

‫وقد كان اإلمام البخاري يربط بني اإلسناد و املنت مبنهجية فريدة حاولت يف هذا البحث رسم بعض معاملها‪ .‬وقمت‬
‫بتصنيف هذه الفوائد احلديثية ووضع عناوين مستنبطة تعرب عنها‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬البخاري‪ ،‬الصحيح‪ ،‬الفوائد‪ ،‬اإلسناد‪ ،‬الرواية‪.‬‬


‫‪2257‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫املقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على نبينا حممد وعلى آله وأصحابه أمجعني‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫فإن اإلمام البخاري من احملدثني النقاد الذين تركوا لنا رصيداً علمياً كبرياً ومتنوعاً ينبغي أن تتجه مهم الباحثني لدراسته‬
‫دراسةً علميةً متخصصةً‪ ،‬خاصةً كتابه الفريد اجلامع الصحيح‪ ،‬وعلى كثرة ما كتب يف جوانب الصنعة احلديثية والنقدية يف هذا‬
‫الكتاب إال أن قضااي كثرية ما زالت جديرة ابلبحث والدراسة الستخراج كنوزه اخلفية الدفينة‪.‬‬

‫واإلمام البخاري مل يدون منهجه يف كتابه ومل يذكر أسس الصنعة احلديثية لديه‪ ،‬وإمنا عُرف ذلك من خالل االستقراء‬
‫والسرب وطول النظر يف صحيحه من أئمة النقد ومن جاء بعدهم ممن درس منهجه‪ .‬وخلصوا إىل أن هذا الكتاب مل أيت بعده‬
‫كتاب أصح منه‪ .‬فهو يتميز بتفرد املنهج والرتتيب‪ ،‬وعبقرية االختيار واالنتقاء‪ ،‬وما زال الكتاب منبعاً للفوائد ومعيناً لألسرار‪.‬‬
‫وميداانً واسعاً لكل ابحث يريد اإلفادة واالستفادة‪.‬‬

‫يتعلق البحث ابلفوائد احلديثية اليت وردت يف أسانيد اجلامع الصحيح ويقصد هبا كل إضافة يف ثنااي السند من خالل‬
‫تعليق اإلمام البخاري على راو من الرواة‪ ،‬أو على طريقة التحديث‪ ،‬أو بذكر مناسبة احلديث أو بتحديد مكان السماع و زمانه‪،‬‬
‫أو الكالم على طرق احلديث‪ ،‬أو غري ذلك من األمور اليت تزيدان معرفة ابلراوي أو ابلرواية وطرقها‪.‬‬

‫السبب يف كتابة هذا البحث‪ :‬ما يالحظه املطالع املدقق يف اجلامع الصحيح من فوائد حديثية وردت أثناء اإلسناد وهلا‬
‫تعلق ابلراوي أو الرواية‪ ،‬فاخرتت يف هذا البحث مسار الفوائد املتعلقة ابلرواية وهي إما أن تتعلق مبنت احلديث‪ ،‬أو طرقه‪ ،‬أو‬
‫طرق التحمل وإثبات االتصال‪ .‬وقد وجدت أن هذه الفوائد جديرة ابجلمع و البحث والنظر فيها‪ ،‬حيث يُالحظ فيها جانب‬
‫مهم من منهج اإلمام البخاري يف الصنعة احلديثية‪ .‬وما هذا البحث إال حماولة لتصنيف أبرز هذه الفوائد‪ ،‬والكالم فيها ابختصار‬
‫حسب ما تقتضيه طبيعة البحوث األكادميية وإال فإن هذا املوضوع يستحق االستفاضة والتوسع فيه‪ .‬فهي إضاءات على هذا‬
‫النوع من الفوائد ابلتمثيل هلا‪ ،‬وليس اهلدف ذكر مجيع الفوائد أو التفصيل فيها‪.‬‬
‫‪2258‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫مشكلة البحث‪ :‬متثلت مشكلة البحث يف ورود إضافات جيعلها البخاري يف أسانيده زايدة على أمساء الرواة وصيغ‬
‫التحديث ورأيت أن هذه اإلضافات على أمهيتها يعرتيها الغموض من جوانب عدة‪ ،‬و لكوهنا منثورة يف ثنااي الكتاب ال تظهر‬
‫أمهيتها إال جبمع أبرزها وتصنيفها ودراستها لتجلية الغموض حوهلا ومعرفة حقيقتها وإبراز دورها يف الرواية‪.‬‬

‫الدراسات السابقة ‪ :‬يف حدود علمي مل أقف على حبث أو دراسة قامت جبمع هذه الفوائد اإلسنادية املرتبطة ابلرواية‬
‫يف مكان واحد‪ ،‬والدراسات املتخصصة ابجلامع الصحيح ركزت على املنهجية العامة لإلمام البخاري يف ترامجه‪ ،‬أو يف شروط‬
‫رجاله وطبقاهتم‪ ،‬أو اختصاره وتقطيعه وتكراره لألحاديث أو منهجه يف تصحيح األحاديث وتعليلها‪ ،‬ومن هذه اجلهود‬
‫كتاب(اإلمام البخاري وجامعه الصحيح نظرات يف السرية واملنهج) لألستاذ الدكتور خلدون األحدب‪( ،‬منهج اإلمام البخاري‬
‫يف تصحيح األحاديث وتعلي لها من خالل اجلامع الصحيح) للدكتور أبو بكر كايف‪ .‬وغريها من الكتب اليت تناولت منهجه يف‬
‫ابقي كتبه‪.‬‬

‫وتظهر أمهية هذا البحث يف ‪:‬‬

‫‪ -1‬أنه حماولة للكشف عن منهج اإلمام البخاري يف موضوع دقيق من مواضيع الصنعة احلديثية‪ ،‬فهو املسلّم له‬
‫ابلتقدم والتمكن يف هذه الصنعة‪ ،‬وما زالت كثري من دقائق جامعه الصحيح خفية مل أتخذ حقها من البحث والدراسة‪.‬‬
‫‪ -2‬من املعلوم أن البخاري مل يصرح آبرائه ومنهجه وفوائده يف كتبه فكان دوري هو حماولة استنباط معامل هذا املنهج‬
‫من ثنااي النصوص واستخراج تلك الفوائد اخلفية‪ ،‬املبثوث بعض منها يف الكتب اليت شرحت اجلامع الصحيح أو ختصصت‬
‫يف بعض جوانبه وال أدعي استيعاب مجيع الفوائد بل هي أبرزها‪ -‬يف نظري‪ -‬فقد خيفى على الباحث بعضها مما مل يستطع‬
‫أن يلمحه منها‪.‬‬
‫ت عنها‪ ،‬ومت استخراجها من خالل‬ ‫‪ -3‬يف هذا البحث مت تصنيف أبرز هذه الفوائد ونظمت حتت عناوين َع ررب ْ‬
‫دراسة هذه الفوائد‪.‬‬
‫‪ -4‬وأرجو أن يضيف هذا البحث جديداً يف فهم منهج اإلمام البخاري يف صحيحه‪.‬‬
‫‪ -5‬وأرجو كذلك أن يشحذ هذا النوع من البحوث مهم الباحثني لسد الثغرات ومتابعة اجلهود يف متحيص كتب‬
‫السنة عموماً ودراستها دراسة علمية وسرب غورها الستخراج فوائدها وكنوزها‪.‬‬
‫‪2259‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫من الصعوابت اليت واجهتين يف أثناء كتابة البحث‪ :‬أنه اقتضى مين ختريج كثري من األحاديث اليت ترد فيها فوائد‬
‫إسنادية للتأكد من أهنا من صنيع اإلمام البخاري‪ ،‬فما ثبت أنه من صنيع اإلمام البخاري ذكرته وما كان لغريه تركته إال ان‬
‫يكون اإلمام البخاري متيز إبخراج احلديث هبذه الفائدة دون غريه‪ .،‬وكذلك املراجعة الطويلة لكتب الشروح اليت اهتمت بشرح‬
‫اجلامع الصحيح لعلي أقف على فائدة من هنا أو هناك‪.‬‬

‫وقد استخدمت عدة مناهج علمية أثناء البحث منها‪ :‬املنهج االستقرائي يف قراءة كتاب اجلامع الصحيح وكتب‬
‫الشروح‪ ،‬واملنهج التحليلي لتفكيك عبارات البخاري وفهم منهجه وطريقته‪ ،‬واملنهج املقارن يف ختريج احلديث ومقارنة الطرق‬
‫بعضها ببعض لتحديد مصدر الفائدة‪ ،‬وكذلك مقارنة أقوال الشراح يف الفائدة الواحدة‪ .‬مت استخدام املنهج االستنباطي يف‬
‫استنباط معامل آراء البخاري ومنهجه وفوائده يف كتبه واستخراج هذا املنهج من ثنااي النصوص‪ ،‬واستخراج تلك الفوائد اخلفية‪.‬‬

‫وأما اإلجراءات اليت سرت عليها يف كتابة البحث فكانت كما أييت‪:‬مجع هذه الفوائد اإلسنادية عرب قراءة اجلامع‬
‫الصحيح بعناية والتأكد من خالل التخريج ومراجعة كتب الشروح أن الفائدة من صنيع اإلمام البخاري وليست لغريه من رواة‬
‫احلديث على وجه اخلصوص‪ ،‬وقد تكون الفائدة من أحد الرواة ولكن البخاري ذكرها حيث مل يذكرها غريه من أصحاب كتب‬
‫الرواية‪ ،‬ولتجنب التطويل يف البحث ضربت مثاالً ابرزاً على كل فائدة وأشرت إىل أشباهها ونظائرها يف احلاشية‪ ،‬ورمبا زدت‬
‫على ذلك يف بعض املواضع حسب ما يقتضيه املقام‪.‬‬

‫خطة البحث‪ :‬قسمت البحث إىل ثالثة مباحث ‪ :‬األول‪ :‬جعلته للفوائد اإلسنادية املتعلقة ابملنت‪ ،‬وفيه تسعة مطالب‪،‬‬
‫والثاين‪ :‬تناولت فيه الفوائد اإلسنادية املتعلقة بطرق احلديث‪ ،‬وذكرت فيه مخسة مطالب‪ .‬والثالث‪ :‬الفوائد املتعلقة بطرق التحمل‬
‫وألفاظها وإثبات االتصال‪ ،‬و فيه مخسة مطالب‪ .‬مث ختمت خبامتة ضمنتها أهم النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫وأخرياً‪ ،‬هذا جهدي املتواضع يف البحث فإن أصبت فيه فمن هللا وحده‪ ،‬وله احلمد يف األوىل واآلخرة‪ ،‬وإن أخطأت‬
‫وزللت فمن نفسي‪ ،‬وهللا غفور رحيم‪.‬‬
‫‪2260‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫املبحث األول‪ :‬الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابملنت‪:‬‬


‫تضمنت األحاديث اليت أخرجها اإلمام البخاري يف صحيحه جمموعة من الفوائد املتعلقة ابملنت وميكن تصنيف هذه‬
‫الفوائد يف مطالب على النحو اآليت‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬ختصيص اإلسناد األول بلفظة من املنت‪ ،‬أو جبملة منه قبل حتويلة اإلسناد‪ ،‬مما يدل على دقة حفظه‬
‫وأمانته العلمية‪.‬‬
‫قد يكون للحديث الذي أخرجه البخاري يف صحيحه إسنادان‪ ،‬فيجمع بينهما يف رواية واحدة‪ ،‬فاصالً بينهما حبرف‬
‫(ح) الذي يعين حتويل اإلسناد‪ ،‬مث يسوق الرواية‪ ،‬إال أنه أحياانً يذكر جزءاً من املنت لإلسناد األول مشرياً بذلك إىل أن هذه‬
‫اجلملة من املنت‪ ،‬أو هذه اللفظ ة هي خاصة ابإلسناد األول‪ ،‬ومل ترد يف رواية اإلسناد الثاين‪ ،‬وهذا إن دل فإمنا يدل على دقة‬
‫حفظ اإلمام‪ ،‬وأمانته العلمية‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬
‫اق عن عم يرو ب ين ميمون عن عب يد ري‬
‫ال‪ :‬بـَْيـنَا‬‫اّل قَ َ‬ ‫َخ ََربيين أيَِب َع ْن ُش ْعبَةَ َع ْن أيَِب إي ْس َح َ َ ْ َ ْ ْ َ ْ ُ َ ْ َْ‬ ‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫‪-‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا َعْب َدا ُن قَ َ‬
‫ف َع ْن أَبي ييه‬ ‫ي ي‬ ‫وح ردثَيين أ ْ‬ ‫اّلي ‪ ‬س ي‬
‫ال‪َ :‬ح ردثـَنَا إبْـَراه ُ‬
‫يم بْ ُن يُو ُس َ‬ ‫ال‪َ :‬ح ردثـَنَا ُشَريْ ُح بْ ُن َم ْسلَ َم َة قَ َ‬
‫َْحَ ُد بْ ُن عُثْ َما َن قَ َ‬ ‫ال (ح) َ‬ ‫اج ٌد قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ول ر‬ ‫َر ُس ُ‬
‫اّل بن مسعود ح ردثَه أَ رن النيرب ‪َ ‬كا َن يصليّي يعْن َد البـي ي‬ ‫ي‬ ‫َع ْن أيَِب إي ْس َح َ‬
‫ت َوأَبُو َج ْهل‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬ ‫ر‬ ‫ال‪َ :‬ح ردثَيين َع ْم ُرو بْ ُن َمْي ُمون أَ رن َعْب َد ر ْ َ َ ْ ُ َ ُ‬ ‫اق قَ َ‬
‫ي‬
‫ضعُهُ َعلَى ظَ ْه ير ُحمَ رمد إي َذا َس َج َد ‪ ...‬احلديث‬ ‫ض ُه ْم لبَـ ْعض‪ :‬أَيُّ ُك ْم َيجييءُ بي َسلَى َج ُزوير بَيين فُالَن فَـيَ َ‬ ‫وس إي ْذ قَ َ‬
‫ال بـَ ْع ُ‬ ‫اب لَهُ ُجلُ ٌ‬
‫َص َح ٌ‬ ‫َوأ ْ‬
‫(‪.)1‬‬
‫اج ٌد ويف الثاين قال‪ :‬أَ رن النيرب ‪َ ‬كا َن يصليّي يعْن َد البـي ي‬
‫ت‪ ...‬مث‬ ‫اّلي ‪ ‬س ي‬
‫ول ر‬
‫ففي الطريق األول قال فيه‪ :‬بـَْيـنَا َر ُس ُ‬
‫َْ‬ ‫َُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫أكمل منت الثاين‪.‬‬

‫اصم َع ْن َعْب يد‬


‫ص اب ين ع ي‬ ‫ي‬
‫يم بْ ُن َس ْعد َع ْن أَبييه َع ْن َح ْف ي ْ َ‬
‫ي ي‬
‫ال‪َ :‬ح ردثـَنَا إبْـَراه ُ‬
‫‪-‬قال البخاري‪ :‬ح ردثـَنا عب ُد الع يزي يز بن عب يد ري‬
‫اّل قَ َ‬ ‫َ َ َْ َ ْ ُ َْ‬

‫(‪ )1‬كتاب الوضوء ‪ -‬ابب إذا ألقي على ظهر املصلى قذر أو جيفة مل تفسد عليه صالته (‪ ،)57/1‬حديث رقم (‪ )240‬ورواية عبدان اخرجها‬
‫البخاري يف موضع آخر اتمة يف كتاب اجلزية – ابب طرح جيف املشركني يف البئر (‪ )104/4‬حديث (‪.)3185‬‬
‫‪2261‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫ال‪:‬‬‫َسد قَ َ‬ ‫ال‪َ :‬ح ردثـَنَا َهبُْز بْ ُن أ َ‬ ‫ال‪(:‬ح) َو َح ردثَيين َعْب ُد الر ْْحَ ين يـَ ْع يين ابْ َن بي ْشر قَ َ‬ ‫رب ‪ ‬بيَر ُجل قَ َ‬‫ال‪َ :‬مر الني ُّ‬‫اّلي بْ ين َماليك بْ ين ُحبَْيـنَةَ قَ َ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ت َر ُج ًال يم َن األ َْزيد يـُ َق ُ‬ ‫اصم قَ َ ي‬ ‫ال‪َ :‬يمسعت ح ْفص بن ع ي‬ ‫ي‬
‫ك بْ ُن ُحبَْيـنَةَ‪:‬‬
‫ال لَهُ‪َ :‬مال ُ‬ ‫ال‪َ :‬مس ْع ُ‬ ‫َخ ََربيين َس ْع ُد بْ ُن إيبْـَراه َيم قَ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ‬ ‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫َح ردثـَنَا ُش ْعبَةُ قَ َ‬
‫اّلي‬
‫ول ر‬ ‫ال لَهُ َر ُس ُ‬‫راس َوقَ َ‬ ‫اّل ‪ ‬الَ َ يي‬ ‫ول ري‬ ‫صليّي رْك َعتَ ْ ي‬ ‫اّلي ‪ ‬رأَى رج ًال وقَ ْد أُقييم ي‬ ‫أَ رن َر ُس َ‬
‫ث به الن ُ‬ ‫ف َر ُس ُ‬ ‫صَر َ‬ ‫ني فَـلَ رما انْ َ‬ ‫صالَةُ يُ َ َ‬ ‫ت ال ر‬ ‫َ‬ ‫ول ر َ َ ُ َ‬
‫الصْب َح أ َْربـَ ًعا (‪.)1‬‬
‫الصْب َح أ َْربـَ ًعا ُّ‬
‫‪ُّ :‬‬
‫اّلي ‪ ‬رأَى رج ًال وقَ ْد أُقييم ي‬ ‫رب ‪ ‬بيَر ُجل ويف الثاين قال‪ :‬أَ رن َر ُس َ‬
‫صالَةُ‪ ..‬مث‬
‫ت ال ر‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ول ر‬ ‫يف الطريق األول قال‪َ :‬مر الني ُّ‬
‫أكمل منت الثاين‪.‬‬

‫الرباءَ بْ َن َعا يزب أَ رن‬ ‫يد بن الربيي يع وُحم رم ُد بن عرعرَة قَاالَ‪ :‬ح ردثـَنَا ُشعبةُ عن أيَِب إيسح َ ي‬ ‫ي‬
‫اق َمس َع ََ‬ ‫َْ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ْ ََ‬ ‫‪-‬قال البخاري ‪َ :‬ح ردثـَنَا َسع ُ ْ ُ‬
‫اق اهلمد ياين ع ين ي‬ ‫ي‬
‫صى َر ُج ًال‬‫رب ‪ ‬أ َْو َ‬ ‫الرباء بن َعا يزب أَ رن الني ر‬
‫آد ُم ‪َ :‬ح ردثـَنَا ُش ْعبَةُ َح ردثـَنَا أَبُو إ ْس َح َ َْ َ ُّ َ ََ‬ ‫الني ر‬
‫رب ‪ ‬أ ََمَر َر ُج ًال (ح) َو َح ردثـَنَا َ‬
‫ك‪ ..‬احلديث (‪.)2‬‬ ‫ت َو ْج يهي إيلَْي َ‬ ‫ت أ َْم يري إيلَْي َ‬
‫ك َوَو رج ْه ُ‬ ‫ضُ‬ ‫ت نـَ ْف يسي إيلَْي َ‬
‫ك َوفَـ رو ْ‬ ‫ك فَـ ُق ْل‪ :‬اللر ُه رم أَ ْسلَ ْم ُ‬
‫ض َج َع َ‬ ‫ال‪ :‬إيذَا أ ََرْد َ‬
‫ت َم ْ‬ ‫فَـ َق َ‬

‫ال‪ :‬مث أكمل منت الثاين‪.‬‬


‫صى َر ُج ًال فَـ َق َ‬ ‫رب ‪ ‬أ ََمَر َر ُج ًال ويف الثاين قال‪ :‬أَ رن الني ر‬
‫رب ‪ ‬أ َْو َ‬ ‫يف الطريق األول قال‪ :‬أَ رن الني ر‬
‫قال العيين‪ :‬هذا حديث أخرجه عن الرباء بن عازب من وجهني‪ :‬األول‪ :‬عن سعيد بن الربيع‪ ،‬وحممد بن عرعرة كالمها‬
‫رواي عن شعبة عن أِب إسحاق‪ .‬واآلخر‪ :‬عن آدم عن شعبة عن أِب إسحاق‪ .‬و قوله‪ :‬أمر رجالً يف الطريق األول‪ ،‬و يف‬
‫(‪.)3‬‬
‫الثاين‪ :‬أوصى رجالً وكالمها يف املعىن متقارب‬

‫املطلب الثاين‪ :‬االختصار يف الرواية أو اإلغماض لتنبيه غري احلافظ على فائدة احلفظ‪:‬‬
‫يورد اإلمام البخاري أحياانً احلديث خمتصراً جداً ؛ لتنبيه غري احلافظ على فائدة احلفظ‪ ،‬وكأنه يشوق القارئ وحيثه على‬

‫(‪ )1‬كتاب األذان ‪ -‬ابب إذا أقيمت الصالة فال صالة إال املكتوبة (‪ ،)133/1‬حديث رقم(‪.)663‬‬
‫(‪ )2‬كتاب الدعوات ‪ -‬ابب ما يقول إذا انم ‪،69/8‬حديث رقم(‪.)6313‬‬
‫(‪ )3‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري (‪ .)285/22‬قلت‪ :‬وانظر مناذج أخرى من (صحيح البخاري)‪ :‬األحاديث ذوات األرقام (‪،)1115‬‬
‫(‪.)7384( ،)6501( ،)6494( ،)2038( ،)1664( ،)1823( ،)1626‬‬
‫‪2262‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫(‪)1‬‬
‫البحث عن بقية احلديث املختصر؛ وأقصد ابإلغماض‪ :‬املساحمة واملساهلة ‪ ،‬أي أن البخاري يتسامح يف ذكر املنت كامالً‬
‫اتركاً البحث عن ابقيه على الباحث والقارئ املتدبر‪ .‬ومثاله‪:‬‬

‫ت أ ََاب َسعييد‬ ‫ك بن عمري عن قَـزعةَ قَ َ ي‬ ‫ي‬


‫ال‪َ :‬مس ْع ُ‬ ‫َخ ََربيين َعْب ُد املَل ي ْ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫ال‪ :‬أ ْ‬‫ص بْ ُن عُ َمَر َح ردثـَنَا ُش ْعبَةُ قَ َ‬‫‪-‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا َح ْف ُ‬
‫رب ‪ ‬ثيْن َ ْيت َع ْشَرَة َغ ْزَوةً(‪.)2‬‬ ‫ي‬
‫رب ‪َ ‬وَكا َن َغَزا َم َع الن يّ‬
‫ال‪َ :‬يمس ْع ُ ي ي‬
‫ت م َن الن يّ‬ ‫‪ ‬أ َْربـَ ًعا قَ َ‬

‫قال ابن حجر‪ :‬قوله (أربعاً)‪ :‬أي يذكر أربعاً‪ ،‬أو مسعت منه أربعاً أي أربع كلمات‪ .‬قوله (وكان غزا)‪ :‬القائل‪ :‬هو قزعة‪،‬‬
‫واملقول عنه‪ :‬أبو سعيد اخلدري وقال‪ :‬كأنه قصد بذلك اإلغماض لينبه غري احلافظ على فائدة احلفظ على أنه ما أخاله عن‬
‫اإليضاح عن قرب فإنه ساقه بتمامه خامس ترمجة (‪.)3‬‬

‫وقال الكرماين‪ :‬قوله‪( :‬أربعاً)‪ :‬أي أربع كلمات أو أحاديث‪ .‬أي مسعت منه‪ ،‬أو مسعت حيدث أربعاً‪.‬‬

‫وستأيت هذه األربع مفصلة آخر هذا الباب(‪.)4‬‬

‫وقال العيين‪ :‬متامه مشتمل على أربعة أحكام‪ :‬األول‪ :‬يف منع املرأة من السفر بدون الزوج‪ ،‬أو احملرم‪ .‬والثاين‪ :‬منع صوم‬
‫يومي العيدين‪ .‬والثالث‪ :‬يف منع الصالة بعد الصبح حىت تطلع الشمس‪ ،‬وبعد العصر حىت تغرب‪ .‬والرابع‪ :‬يف منع شد الرحال‬
‫إال إىل ثالثة مساجد‪ .‬واقتصر يف حديث أِب سعيد على ما ذكره طلباً لالختصار‪ .‬وقيل‪ :‬كأنه قصد بذلك اإلغماض لينبه غري‬
‫احلافظ على فائدة احلفظ(‪.)5‬‬

‫)‪ )1‬انظر‪ :‬لسان العرب البن منظور ‪.199/7‬‬


‫(‪ )2‬كتاب فضل الصالة يف مسجد مكة واملدينة‪ ،‬ابب الصالة يف مسجد مكة واملدينة ‪ ،60 /2‬حديث رقم(‪.)1188‬‬
‫(‪ )3‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪.64-63 /3‬‬
‫(‪ )4‬الكواكب الدراري يف شرح صحيح البخاري ‪.12 / 7‬‬
‫(‪ )5‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيين ‪.251/7‬‬
‫‪2263‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫وقال القسطالين‪ :‬كذا اقتصر املؤلف على هذا القدر؛ لقصد اإلغماض لينبه غري احلافظ على فائدة احلفظ(‪.)1‬‬
‫ي يي ي‬ ‫ومتام احلديث كما جاء يف (صحيح البخاري)‪ :‬قال‪ :‬ح ردثـَنا أَبو ي ي‬
‫ت قَـَز َعةَ َم ْوَىل‬‫الوليد َح ردثـَنَا ُش ْعبَةُ َع ْن َعْبد املَلك َمس ْع ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ال‪ :‬الَ تُسافي ير املرأَةُ يـَوَم ْ ي‬
‫ني إيرال َم َع َها َزْو ُج َها‬ ‫رب ‪ ‬فَأ َْع َجْبـنَيين َوآنـَ ْقنَيين قَ َ‬ ‫ي ي‬ ‫ي ‪ُ ‬حيَ ّيد ُ ي‬ ‫ت أ ََاب َسعييد اخلُ ْد ير ر‬ ‫يزايد قَ َ ي‬
‫َ َْ ْ‬ ‫ث ِب َْربَع َعن الن يّ‬ ‫ال‪َ :‬مس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫صالَتَ ْ ي‬ ‫أَو ذُو حمرم والَ صوم ييف يـوم ي ي‬
‫ب‬‫ص ير َح رىت تَـ ْغ ُر َ‬
‫الع ْ‬
‫س َوبـَ ْع َد َ‬ ‫رم ُ‬ ‫الصْب يح َح رىت تَطْلُ َع الش ْ‬
‫ني بـَ ْع َد ُّ‬ ‫صالََة بَـ ْع َد َ‬
‫َض َحى َوالَ َ‬‫ني الفطْ ير َواأل ْ‬ ‫ْ َْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ‬
‫ي ي (‪)2‬‬ ‫يي‬ ‫يي ي‬ ‫ي ي‬
‫صى َوَم ْسجدي‬ ‫ال إيرال إي َىل ثَالَثَة َم َساج َد َم ْسجد احلََرام َوَم ْسجد األَقْ َ‬ ‫َوالَ تُ َش ُّد ّي‬
‫الر َح ُ‬

‫املطلب الثالث‪ :‬ختصيص لفظ منت احلديث ألحد الراويني الذين اشرتكا يف روايته‪.‬‬
‫قد يكون احلديث مروايً عن رجلني يف أحد طبقات اإلسناد‪ ،‬وتكون رواية كل منهما فيها اختالف يف بعض األلفاظ‪،‬‬
‫فيقوم البخاري بتخصيص الرواية اليت سيسوقها لصاحبها‪ ،‬وذلك بقوله‪( :‬واللفظ لفالن)(‪ ،)3‬ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬

‫صاليح َوقَ َ‬
‫ال‬ ‫ش َع ْن أيَِب َ‬ ‫ظ يجلَيرير‪َ -‬ع ين األ َْع َم ي‬
‫ُس َامةَ ‪َ -‬واللر ْف ُ‬ ‫ي‬
‫ف بْ ُن َراشد َح ردثـَنَا َج ير ٌير َوأَبُو أ َ‬ ‫‪-‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا يُ ُ‬
‫وس ُ‬
‫اّل ‪ :‬ي ْدعى نُوح يـوم ي‬
‫القيَ َام ية فَـيَـ ُق ُ‬ ‫ول ري‬ ‫ي‬ ‫أَبو أُسامةَ‪ :‬ح ردثـَنا أَبو ي‬
‫ك‬
‫ك َو َس ْع َديْ َ‬
‫ول‪ :‬لَبرـْي َ‬ ‫ُ َ ٌ َْ َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ي قَ َ‬ ‫صالح َع ْن أيَِب َسعيد اخلُ ْد ير يّ‬ ‫ُ ََ َ َ ُ َ‬
‫ول‪ :‬نـَ َع ْم‪...‬احلديث (‪.)4‬‬ ‫ول‪َ :‬ه ْل بـَلر ْغ َ‬
‫ت ‪ .‬فَـيَـ ُق ُ‬ ‫َاي َر يّ‬
‫ب فَـيَـ ُق ُ‬

‫قلت‪ :‬قوله‪( :‬واللفظ جلرير)‪ :‬أي لفظ املنت جلرير بن عبد احلميد عن األعمش سليمان بن مهران عن أِب صاحل ذكوان‬
‫الزايت(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطالين ‪.343/2‬‬


‫(‪ )2‬كتاب فضل الصالة يف مسجد مكة واملدينة ‪ -‬ابب مسجد بيت املقدس ‪ )1197( 61 /2‬آنـَ ْقنَيين يعين أفرحنين‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬قلت‪ :‬وقد يكون حتديد اللفظ من شيخ البخاري ال منه‪ .‬وأاي كان فسوق اإلسناد هبذه الطريقة تبني دقة اإلمام البخاري وأمانته يف النقل‬
‫عن شيوخه‪.‬‬
‫(‪ )4‬كتاب تفسري القرآن ‪ -‬ابب قوله تعاىل ﱡﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱠ ‪ ،21/6‬حديث رقم‬
‫(‪.)4487‬‬
‫(‪ )5‬يراجع‪ :‬فتح الباري البن حجر ‪ ،172 /8‬وإرشاد الساري للقسطالين ‪.16 /7‬‬
‫‪2264‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫‪-‬قال البخاري‪ :‬ح ردثـَنا يوسف بن ر ياشد ح ردثـَنا وكييع وي يزيد بن هارو َن ‪ -‬واللر ْف ُ ي‬
‫س بْ ين احلَ َس ين َع ْن‬ ‫ظ ليَ يز َ‬
‫يد ‪َ -‬ع ْن َك ْه َم ي‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ ُ ْ ُ َ َ َ َ ٌ ََ ُ ْ ُ َ ُ‬
‫اّلي ‪َ ‬هنَى ع ين اخل ْذ ي‬
‫ف أ َْو َكا َن‬ ‫َ َ‬ ‫ول ر‬ ‫ف فَيإ رن َر ُس َ‬ ‫ال لَهُ‪ :‬الَ َختْ يذ ْ‬ ‫اّل بْ ين ُمغَفرل‪ :‬أَنرهُ َرأَى َر ُج ًال َخيْ يذ ُ‬
‫ف فَـ َق َ‬ ‫اّل ب ين بـري َد َة عن عب يد ري‬
‫َعْبد ر ْ َُ ْ َ ْ َْ‬
‫ي ي‬
‫ني ‪ ...‬احلديث(‪.)1‬‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫يي‬ ‫ال‪ :‬إينره الَ يص يي‬
‫الس رن َوتَـ ْف َقأُ َ‬
‫الع ْ َ‬ ‫رها قَ ْد تَكْس ُر ّ‬ ‫صْي ٌد َوالَ يـُْن َكى به َع ُد ٌّو َولَكنـ َ‬
‫اد به َ‬‫ف َوقَ َ ُ ُ َ ُ‬ ‫يَكَْرهُ اخلَ ْذ َ‬
‫قال ابن حجر‪ :‬قوله (واللفظ ليزيد)‪ ،‬قلت‪ :‬قد أخرج أْحد احلديث عن وكيع مقتصراً على املنت دون القصة‪ ،‬وأخرجه‬
‫اإلمساعيلي من رواية حيىي القطـ ــان ووكيـ ـ ـ ــع كالمها عن كهمس مقرونـ ـ ـاً‪ ،‬وقال‪ :‬إن السيـ ـ ــاق ليحىي‪ ،‬واملعىن واحد(‪.)2‬‬

‫وقال القسطالين‪( :‬واللفظ ليزيد)‪ :‬ال لوكيع عن كهمس بن احلسن التميمي نزيل البصرة(‪.)3‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬ذكره سبب إيراد أحد الرواة للحديث مما يدل على دقة احلفظ وإتقانه‪:‬‬
‫تتضمن بعض الرواايت الواردة يف صحيح البخاري سبب إيراد أحد الرواة للحديث‪ ،‬كأن يُسأل عن شيء فيجيب ِبن‬
‫فالانً حدثه بكذا‪ .‬وقد تتضمن الرواية وصفاً حلال أحد الرواة حال حتديثه هبذا احلديث‪ ،‬ويف ذلك إشارة إىل دقة حفظ الراوي‪،‬‬
‫وإتقانه‪ ،‬وقوة ذاكرته‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬
‫‪-‬قال البخاري‪ :‬ح ردثـَنَا أَبو اليم ي‬
‫صالََة‬ ‫رب ‪ - ‬يـَ ْع يين َ‬ ‫صلرى الني ُّ‬ ‫ال‪َ :‬سأَلْتُهُ َه ْل َ‬ ‫الزْه ير يّ‬
‫ي قَ َ‬ ‫ب َع ين ُّ‬‫َخ ََربَان ُش َعْي ٌ‬
‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫ان قَ َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ‬
‫صافَـ ْفنَا‬
‫الع ُد رو فَ َ‬
‫ول ري ي‬
‫اّل ‪ ‬قبَ َل ََْند فَـ َو َازيْـنَا َ‬
‫ت مع رس ي‬
‫ال‪َ :‬غَزْو ُ َ َ َ ُ‬ ‫اّلُ َعْنـ ُه َما قَ َ‬ ‫َخ ََربيين َس ياملٌ أَ رن َعْب َد ر‬
‫اّلي بْ َن عُ َمَر َر يض َي ر‬ ‫ال‪ :‬أ ْ‬
‫ف‪ .-‬قَ َ‬ ‫اخلو ي‬
‫َْ‬
‫(‪)4‬‬
‫صليّي لَنَا‪...‬احلديث‪.‬‬ ‫اّل ‪ ‬يُ َ‬
‫ول ري‬ ‫َهلُْم‪ ،‬فَـ َق َام َر ُس ُ‬

‫(‪ )1‬كتاب الذابئح والصيد ‪ -‬ابب اخلذف والبندقة ‪ ،86/7‬حديث رقم(‪.)5479‬‬


‫س‪َ ،‬ع ْن َعْب يد هللاي بْ ين بـَُريْ َد َة‪َ ،‬ع ين ابْ ين ُمغَفرل‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ال‪َ :‬ح ردثَيين َك ْه َم ٌ‬
‫ي‬
‫(‪ )2‬فتح الباري ‪ 172 /8‬حديث أْحد يف املسند ‪َ 349/27‬ح ردثـَنَا َوك ٌ‬
‫يع‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪ :‬إي رهنَا َال يـْن َكأُ يهبا ع ُد ٌّو‪ ،‬وَال يص ي‬ ‫اخل ْذ ي‬ ‫َهنَى رس ُ ي‬
‫صْي ٌد‪.‬‬‫اد هبَا َ‬
‫ُ َ َ َ َُُ‬ ‫ف‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ول هللا ‪َ ‬ع ين َْ‬ ‫َُ‬
‫(‪ )3‬إرشاد الساري لصحيح البخاري ‪.259 /8‬‬
‫(‪ )4‬كتاب اجلمعة‪ ،‬أبواب صالة اخلوف ‪ 14/2‬حديث رقم(‪ .)942‬قلت‪ :‬وقد أخرجه النسائي(السنن الكربى ‪ 593/1‬برقم ‪،)1929‬‬
‫والدارمي(السنن ‪ 953/2‬برقم ‪ )1562‬والطحاوي (شرح معاين اآلاثر ‪ 312/1‬برقم ‪ )1868‬كلهم رووه من غري صيغة السؤال‪ .‬مما يشري إىل دقة‬
‫اإلمام يف سوقه ألسانيده‪.‬‬
‫‪2265‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫سبب رواية الزهري هلذا احلديث‪ :‬أن شعيباً سأله عن صالة النب ‪ ‬لصالة اخلوف‪ ،‬فأخربه الزهري مبا حدثه به سامل‬
‫بن عبدهللا عن أبيه‪.‬قال العيين‪ :‬قوله‪( :‬سألته)‪ :‬السائل هو شعيب‪ ،‬أي سألت الزهري‪ .‬قوله‪( :‬هل صلى النب ‪ .).‬ويف رواية‬
‫السراج عن حممد بن حيىي عن أِب اليمان شيخ البخاري سألته‪ :‬هل صلى رسول هللا ‪ ‬صالة اخلوف‪ .‬وكيف صالها إن كان‬
‫(‪)1‬‬
‫صالها‪.‬‬

‫صي‬‫اّلي َع ين امل َح ر‬ ‫ال‪ُ :‬سئي َل عُبَـْي ُد ر‬ ‫اب ح ردثـَنَا خالي ُد بن احلا ير ي‬ ‫اّلي بْن َعْب يد الوره ي‬
‫ب فَ َح ردثـَنَا‬
‫ُ‬
‫ث قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪-‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا َعْب ُد ر ُ‬
‫ب‬‫صَ‬ ‫صليّي يهبَا ‪ -‬يـَ ْع يين امل َح ر‬
‫َ‬ ‫اّل ‪َ ‬وعُ َم ُر َوابْ ُن ُع َمَر َو َع ْن َانفيع أَ رن ابْ َن عُ َمَر ‪َ ‬كا َن ي‬
‫ُ‬
‫ول ري‬ ‫اّل َع ْن َانفيع قَ َ‬
‫ال‪ :‬نـََزَل يهبَا َر ُس ُ‬ ‫عبـي ُد ري‬
‫َُ ْ‬
‫ُ‬
‫رب ‪ ،)2( ‬ففي‬ ‫ك ييف العي َش ياء َويـَ ْه َج ُع َه ْج َعةً‪َ ،‬ويَ ْذ ُك ُر َذلي َ ي ي‬ ‫ال‪ :‬وامل ْغ يرب قَ َ ي‬ ‫‪ -‬الظُّهر والعصر‪ ،‬أ ي‬
‫ك َعن الن يّ‬ ‫َش ُّ‬
‫ال َخال ٌد‪ :‬الَ أ ُ‬ ‫َحسبُهُ قَ َ َ َ َ‬ ‫َْ َ َ ْ ْ‬
‫هذا احلديث يبني خالد بن احلارث سبب حتديث عبيد هللا هلم هبذا احلديث‪ ،‬وهو أنه سئل عن النزول ابحملصب‪ ،‬فحدثهم عبيد‬
‫هللا هبذا‪.‬‬

‫قال العيين‪ :‬قوله‪( :‬نزل هبا)‪ :‬أي ابحملصب‪ ،‬وهذا من مرسالت انفع‪ ،‬وعن عمر منقطع‪ ،‬وعن ابن عمر موصول‪ ،‬وحيتمل‬
‫أن يكون انفع مسع ذلك من ابن عمر‪ ،‬فيكون اجلميع موصوالً‪ .‬قوله‪( :‬أحسبه)‪ :‬أي أظن يعين الشك إمنا هو يف املغرب ال يف‬
‫العشاء‪ .‬قوله‪( :‬وعن انفع)‪ :‬غري معلق ألنه معطوف على اإلسناد الذي قبله‪ .‬قوله‪( :‬يهجع)‪ :‬أي ينام من اهلجوع‪ ،‬وهو النوم‪.‬‬
‫قوله‪( :‬ويذكر ذلك)‪ :‬أي يذكر ابن عمر التحصيب عن النب‪.)3(‬‬

‫ب بْ َن يد َاثر‪َ -‬علَى فَـَرس َوُه َو َأيْييت‬ ‫‪-‬قال البخاري‪ :‬ح ردثـَنا مطَر بن ال َفض يل ح ردثـَنا شبابةُ ح ردثـَنا شعبةُ قَ َ ي‬
‫يت ُحمَا ير َ‬
‫ال‪ :‬لَق ُ‬ ‫َ َ َ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ َْ‬
‫ال‪َ :‬يمسعت عب َد ري‬
‫اّل بْ َن عُ َمَر َر يض َي ر‬ ‫ي ي‬ ‫ي يي‬ ‫ي‬
‫ول‬
‫ال َر ُس ُ‬ ‫ول‪ :‬قَ َ‬
‫اّلُ َعْنـ ُه َما يـَ ُق ُ‬ ‫َم َكانَهُ الرذي يـَ ْقضي فيه فَ َسأَلْتُهُ َع ْن َه َذا احلَديث‪ -‬فَ َح ردثَيين فَـ َق َ ْ ُ َْ‬
‫ي‬
‫(‪ )1‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪ .255/6‬رواية السراج يف مسنده ص ‪ 474‬ح ‪َ 1554‬ح ردثـَنَا ُحمَ رم ُد بْ ُن َْحي َىي ثـَنَا أَبُو الْيَ َمان أ ََان ُش َعْي ٌ‬
‫ب‬
‫ي‬ ‫اخلو ي‬ ‫ول ري‬
‫ف‬
‫ك‪َ ،‬وَكْي َ‬‫َي َمغَا يز ييه َكا َن ذَل َ‬ ‫ص َ ي‬
‫الها َويف أ يّ‬ ‫الها إي ْن َكا َن َ‬
‫ص َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف قَ ُّ‬
‫ط أ َْم َال‪َ ،.‬وَكْي َ‬ ‫اّل ‪َ ‬‬
‫صالةَ َْْ‬ ‫صلرى َر ُس ُ‬ ‫ال‪َ :‬سأَلْ ُ‬
‫ت َه ْل َ‬ ‫ي قَ َ‬‫الزْه ير يّ‬
‫َع ين ُّ‬
‫ك الَيَـ ْويم‪.‬‬ ‫ي‬
‫السنرةُ ييف َذل َ‬‫ُّ‬
‫(‪ )2‬كتاب احلج ‪ -‬ابب النزول بذي طوى قبل أن يدخل مكة ‪ ،181/2‬حديث رقم (‪.)1768‬‬
‫(‪ )3‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري‪ ،103 ،102/10‬فتح الباري البن حجر ‪ ،592/3‬وانظر مثالني آخرين من صحيح البخاري‪ :‬حديث‬
‫رقم(‪ ،)903‬وحديث رقم(‪.)6840‬‬
‫‪2266‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫يصا(‪.)1‬‬ ‫ي‬
‫ص إيَز ًارا َوالَ قَم ً‬ ‫ت لي ُم َحا يرب‪ :‬أَذَ َكَر إيَز َارهُ ‪ .‬قَ َ‬
‫ال‪َ :‬ما َخ ر‬ ‫ي ي‬ ‫اّلي ‪ :‬من جر ثـَوبه َيخميلَةً َمل يـْنظُير ر ي‬
‫اّلُ إيلَْيه يـَ ْوَم القيَ َامة فَـ ُق ْل ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َ ْ َُ‬ ‫ر‬

‫ففي هذا احلديث يصف شعبة احلالة اليت كان عليها شيخه حمارب‪ ،‬وهو أنه كان راكباً فرسه‪ ،‬أثناء ذهابه إىل جملس‬
‫قضائه‪ ،‬مث بني سبب حتديثه له هبذا احلديث‪ ،‬وهو سؤاله إايه‪ .‬وهذا إن دل فإمنا يدل على دقة حفظ شعبة‪ ،‬وكذلك كمال‬
‫حفظ البخاري للرواية‪ .‬إذ كان إبمكان البخاري أن حيذف الوصف والسبب ويقول‪ :‬حدثنا شعبة حدثين حمارب بن داثر‪.‬‬

‫قال ابن حجر‪ :‬قوله‪( :‬فقلت حملارب أَذَ َكر إزاره‪ .‬قال‪ :‬ما خص إزاراً وال قميصاً) كان سبب سؤال شعبة عن اإلزار‪ :‬أن‬
‫أكثر الطرق جاءت بلفظ اإلزار‪ ،‬وجواب حمارب حاصله‪ :‬أن التعبري ابلثوب يشمل اإلزار وغريه‪ ،‬وقد جاء التصريح مبا اقتضاه‬
‫ذلك(‪ .)2‬ومع أن سبب اإليراد هو لشعبة وليس للبخاري إال أن البخاري اختص إبيراد هذا السبب يف روايته دون غريه من‬
‫أصحاب الكتب‪ .‬فقد أخرج احلديث من طريق شعبة مسلم و النسائي وأْحد وأبو عوانة (‪) 3‬دون أن يذكروا ما أورده البخاري‬
‫يف روايته‪.‬‬

‫املطلب اخلامس‪ :‬إيراد احلديث مرسالً إذا كان يف السياق ما يدل على الوصل‪ ،‬وجمليئه من طريق آخر موصوالً‪،‬‬
‫ولإلشارة إىل أن الرواية املرسلة مرجوحة‪:‬‬
‫اشرتط اإلمام البخاري يف كتابه اتصال السند يف األحاديث اليت خيرجها يف جامعه لذا مساه اجلامع الصحيح املسند‬
‫وعلى الرغم من ذلك هناك أحاديث صورهتا صورة اإلرسال‪ ،‬ومن املعلوم أن احلديث املرسل من أنواع احلديث الضعيف‪ ،‬فكيف‬
‫يورد البخاري أحاديث مرسلة يف صحيحه! وجواب ذلك‪ :‬أن اإلمام البخاري يورد احلديث املرسل يف صحيحه‪ ،‬إذا كان يف‬
‫سياق الرواية ما يدل على الوصل‪ ،‬وعدم اإلرسال‪ ،‬وإيراد احلديث من طريق أخرى موصوالً‪ ،‬كأنه يشري إىل أن الرواية املرسلة‬
‫مرجوحة‪ ،‬كما يف املثال‪:‬‬

‫(‪ )1‬كتاب اللباس ‪ -‬ابب من جر ثوبه من اخليالء ‪ ،42/7‬حديث رقم (‪.)5791‬‬


‫(‪ )2‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪.262 /10‬‬
‫(‪ (3‬أخرجه مسلم (‪ 1651/3‬حديث ‪ )2085‬والنسائي يف الكربى ( ‪ 442/8‬حديث ‪ )9643‬وأْحد يف املسند (‪ 57/9‬حديث ‪)5014‬‬
‫وأبو عوانة يف املستخرج (‪ 249/5‬حديث ‪.)8598‬‬
‫‪2267‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫اّلي (ح) َح ردثَيين‬ ‫ول ر‬ ‫ال‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫وب َع ْن َانفيع‪ ،‬أَ رن عُ َمَر قَ َ‬ ‫اد بْ ُن َزيْد َع ْن أَيُّ َ‬
‫‪-‬قال البخاري‪ :‬ح ردثـَنَا أَبو النـ ي‬
‫ُّع َمان َح ردثـَنَا َْحر ُ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ال‪ :‬لَ رما قَـ َف ْلنَا يم ْن ُحنَ ْني َسأ ََل‬‫وب َع ْن َانفيع َع ْن ابْ ين ُع َمَر َر يض َي ا رّلُ َعْنـ ُه َما قَ َ‬ ‫َخ ََربَان َم ْع َمٌر َع ْن أَيُّ َ‬
‫ُحم رم ُد بن م َقاتيل أَخربَان عب ُد ري‬
‫اّل أ ْ‬ ‫ْ ََ َ ْ‬ ‫َ ُْ ُ‬
‫وب َع ْن َانفيع َع ْن‬‫اد َع ْن أَيُّ َ‬ ‫ض ُه ْم‪َْ :‬حر ٌ‬‫ال بـَ ْع ُ‬‫رب ‪ ‬بيَوفَائييه ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫يي ي ي‬
‫رب ‪َ ‬ع ْن نَ ْذر َكا َن نَ َذ َرهُ ييف اجلَاهليرة‪ْ ،‬اعت َكاف‪ :‬فَأ ََمَرهُ الني ُّ‬ ‫عُ َم ُر الني ر‬
‫ي‬
‫ب ‪.)1(‬‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫وب‪َ ،‬ع ْن َانفع‪َ ،‬ع ْن ابْن عُ َمَر َعن النر يّ‬ ‫ابْ ين عُ َمَر‪َ .‬وَرَواهُ َج ير ُير بْ ُن َحا يزم‪َ ،‬و َْحر ُ‬
‫اد بْ ُن َسلَ َمةَ َع ْن أَيُّ َ‬
‫قال ابن حجر‪ :‬وهذا مرسل‪ ،‬يعين أن انفعاً مل يدرك عمر بن اخلطاب‪ ،‬لكن يف سياق اخلرب ما يدل على أن انفعاً ْحله‬
‫عن عبد هللا بن عمر‪ ،‬فقد قدمنا مراراً أن البخاري يعتمد مثل ذلك‪ ،‬إذا ترجح ابلقرائن أن الراوي أخذه عن الشيخ املذكور يف‬
‫السياق (‪ ،)2‬وقال‪ :‬وقد اعتمد البخاري كثرياً من أمثال هذا السياق فأخرجه على أنه موصول‪ ،‬إذا كان الراوي معروفاً ابلرواية‬
‫عمن ذكره‪ ،‬وقد ترك الدارقطين أحاديث يف الكتاب من هذا اجلنس مل يتتبعها (‪ ،)3‬وال شك أن انفعاً مشهور ابلرواية عن ابن‬
‫عمر واحلديث هنا هو حديث ابن عمر‪ .‬وقال د‪ .‬نور الدين العرت‪ :‬وأما الشيخان فإهنما خيرجان ما صح وصله ورفعه‪ ،‬ال ما‬
‫ترجح انقطاعه أو وقفه‪ ،‬وقد خيرجان يف بعض األحيان احلديث على الوجهني‪ :‬اإلرسال والوصل‪ ،‬أو الوقف والرفع‪ ،‬فيخرجانه‬
‫أوالً من طريق صحيح متصل‪ ،‬مث يذكران املرسل يف املتابعات والشواهد واملعلقات‪ ،‬إشارة للخالف يف احلديث وأنه صحيح ال‬
‫يضره اخلالف‪ ،‬بل يكون املرسل مقوايً للمتصل بعد أن ثبتت صحة الوصل والرفع (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬كتاب املغازي‪ ،‬ابب ﱡ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﱠ‪ ،154/5 ،‬حديث‬


‫رقم(‪.)4320‬‬
‫(‪ )2‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪ .273 /5‬قال احلافظ ابن حجر‪ :‬قال احلافظ ابن طاهر املقدسي فيما رويناه عنه يف جزء مساه جواب‬
‫املتعنت ‪ :‬اعلم أن البخاري رْحه هللا كان يذكر احلديث يف كتابه يف مواضع‪ ،‬ويستدل به يف كل ابب إبسناد آخر‪ ،‬ويستخرج منه حبسن‬
‫استنباطه وغزارة فقهه معىن يقتضيه الباب الذي أخرجه فيه‪ ،‬وقلما يورد حديثاً يف موضعني إبسناد واحد‪ ،‬ولفظ واحد‪ ،‬وإمنا يورده من طريق‬
‫أخرى ملعان نذكرها‪ -‬وهللا أعلم مبراده ‪ -‬منها‪ ..،‬ومنها أحاديث تعارض فيها الوصل واإلرسال‪ ،‬ورجح عنده الوصل فاعتمده‪ ،‬وأورد اإلرسال‬
‫منبهاً على أنه ال أتثري له عنده يف الوصل‪ .‬انظر‪ُ :‬هدى الساري البن حجر(‪.)15‬‬
‫)‪ُ (3‬ه َدى الساري البن حجر ‪.361‬‬
‫(‪ )4‬اإلمام الرتمذي واملوازنة بني جامعه وبني الصحيحني (‪.)129 -127‬‬
‫‪2268‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫املطلب السادس‪ :‬إيراد ما أحلقه أحد رواة احلديث من حكم زائد على ما نص عليه يف احلديث‪ ،‬وبيان سبب هذا‬
‫اإلحلاق‪.‬‬
‫يورد اإلمام البخاري أحياانً ما أتى به أحد رواة احلديث(وصورته صورة املدرج) من حكم زائد على ما يف نص احلديث‪،‬‬
‫إحلاقاً ابحلكم املنصوص عليه يف احلديث‪ ،‬مع بيان سبب هذا اإلحلاق‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬

‫يصةُ بْ ُن ذُ ََيْب‪ :‬أَنرهُ َيمس َع‬ ‫ال‪َ :‬ح ردثَيين قَبي َ‬ ‫ي قَ َ‬ ‫الزْه ير يّ‬
‫س َع ين ُّ‬ ‫ال‪ :‬أ ْ ي‬
‫َخ ََربين يُونُ ُ‬ ‫اّلي قَ َ‬ ‫‪ -‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا َعْب َدا ُن أ ْ‬
‫َخ ََربَان َعْب ُد ر‬
‫ك املْن يزلَية‪ ،‬يألَ رن عُ ْرَوةَ َح ردثَيين‬
‫رب ‪ ‬أَ ْن تـُْن َك َح امل ْرأَةُ َعلَى َع رمتي َها َوامل ْرأَةُ َو َخالَتُـ َها ‪ ،‬فَـنُـَرى َخالَةَ أَبي َيها بيتيْل َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ول‪َ :‬هنَى الني ُّ‬
‫أ ََاب ُهَريْـَرَة يـَ ُق ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي (‪)2‬‬
‫رسب‬ ‫ي‬ ‫عن عائي َش َة قَالَت‪ :‬ح يرموا يمن الرض ي‬
‫اعة َما َْحي ُرُم م َن الن َ‬‫ْ َ ُّ َ َ َ‬ ‫َْ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫قال الكرماين‪ :‬قوله(فنُرى)‪ :‬هو من كالم الزهري‪ ،‬أي يظن خالة أبيها مثل خالتها يف احلرمة‬

‫ومما يدل على أن القائل هو الزهري ما رواه اإلمام مسلم إبسناده إىل الزهري ‪-‬وفيه التصريح ِبن هذا القول هو للزهري‪-‬‬
‫ول ي‬
‫هللا ‪ ‬أَ ْن َجيمع الرجل بني الْمرأَةي‬ ‫ب أَنرهُ َيمس َع أ ََاب ُهَريْـَرَة يَـ ُق ُ‬ ‫ي‬
‫ْ َ َ ُ ُ َْ َ َ ْ‬ ‫ول‪َ :‬هنَى َر ُس ُ‬ ‫َخ ََربيين قَبي َ‬
‫يصةُ بْ ُن ذُ ََيْب الْ َك ْعي ُّ‬ ‫فقال‪َ :‬ع ين ابْ ين ش َهاب أ ْ‬
‫ك الْ َمْن يزلَية (‪.)4‬‬
‫ال ابْ ُن يش َهاب‪ :‬فَـنُـَرى َخالَةَ أَبي َيها‪َ ،‬و َع رم َة أَبي َيها بيتيْل َ‬ ‫ني الْ َم ْرأ يَة َو َخالَتي َها»‪ ،‬قَ َ‬ ‫ي‬
‫َو َع رمت َها‪َ ،‬وبَْ َ‬
‫املطلب السابع‪ :‬اإلشارة إىل وجود زايدة يف رواية أخرى غري اليت ساقها‪:‬‬
‫قد أييت يف إسناد البخاري ما يفيد أن هناك رواية أخرى غري اليت أوردها‪ ،‬فيها زايدة على ما جاء يف تلك الرواية اليت‬
‫ساقها‪ ،‬بناءً على تصريح أحد الرواة ِبن ألفاظ هذه الرواية هي ما حفظه عن شيخ معني‪ ،‬ومثاله‪:‬‬

‫)‪ )1‬قال ابن حجر‪ :‬فنُرى‪ :‬بضم النون‪ ،‬أي نظن‪ ،‬وبفتحها‪ :‬أي نعتقد‪ .‬انظر‪ :‬فتح الباري البن حجر ‪.162/9‬‬
‫(‪ )2‬كتاب النكاح ـ ابب ال تنكح املرأة على عمتها ‪ ،12/7‬حديث رقم(‪.)5111‬‬
‫(‪ )3‬الكواكب الدراري يف شرح صحيح البخاري للكرماين ‪.86/19‬‬
‫(‪ )4‬صحيح مسلم ـ كتاب النكاح ـ ابب حترمي اجلمع بني املرأة وعمتها أو خالتها ‪ 1028/2‬حديث (‪.)1408‬‬
‫‪2269‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫ت َجابيَر بْ َن‬ ‫ال‪ :‬الر يذي ح يفظْنَاه يمن عم يرو ب ين يدينَار قَ َ ي‬ ‫اّل َح ردثـَنَا ُس ْفيَا ُن قَ َ‬‫‪-‬قال البخاري‪ :‬ح ردثـَنا عليي بن عب يد ري‬
‫ال‪َ :‬مس ْع ُ‬ ‫َ ُ ْ َْ ْ‬ ‫َ َ َ ُّ ْ ُ َْ‬
‫ف‬‫ص َ‬
‫ي ي‬
‫ص ُد ع َري قـَُريْش‪ ،‬فَأَقَ ْمنَا يابل رساح يل ن ْ‬
‫ث يمائَية راكيب أ يَمريَان أَبو عبـي َدةَ بن اجلر ياح نـَر ي‬
‫ُ ُ َُ ْ ْ ُ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫اّل ‪ ‬ثَالَ َ‬
‫ول ري‬ ‫ول‪ :‬بـَ َعثَـنَا َر ُس ُ‬ ‫َعْب يد ر‬
‫اّلي يـَ ُق ُ‬
‫ش اخلَبَ يط‪ ،‬فَأَلْ َقى لَنَا البَ ْح ُر َدابرةً يـُ َق ُ‬ ‫ي‬ ‫َصابـَنَا ُجوعٌ َش يدي ٌد َح رىت أَ َك ْلنَا اخلَبَ َ‬
‫ط ‪ ،‬فَ ُس يّم َي َذل َ‬
‫(‪)1‬‬
‫العْن َربُ‪ ،‬فَأَ َك ْلنَا‬
‫ال َهلَا َ‬ ‫ش َجْي َ‬ ‫ك اجلَْي ُ‬ ‫َش ْهر‪ ،‬فَأ َ‬
‫صبَهُ فَـ َع َم َد إي َىل أَطْ َويل َر ُجل‬ ‫يمْنه نيصف َشهر‪ ،‬وا ردهنرا يمن وَدكي يه ح رىت َاثبت إيلَيـنَا أَجسامنَا‪ ،‬فَأَخ َذ أَبو عبـي َدةَ يضلَعا يمن أ ْ ي ي‬
‫َضالَعه‪ ،‬فَـنَ َ‬ ‫ً ْ‬ ‫َ ُ َُ ْ‬ ‫ُ ْ َ ْ َ َ َْ َ َْ ْ َُْ‬
‫ي‬
‫ث‬‫ال َجابيٌر‪َ :‬وَكا َن َر ُج ٌل يم َن ال َق ْوم ََََر ثَالَ َ‬ ‫َخ َذ َر ُج ًال َوبَعي ًريا فَ َمر َْحتتَهُ» قَ َ‬‫صبَهُ َوأ َ‬
‫ال س ْفيا ُن‪« :‬مرًة يضلَعا يمن أ ْ ي ي‬
‫َضالَعه فَـنَ َ‬ ‫ً ْ‬ ‫َ‬ ‫َم َعهُ‪ ،‬قَ َ ُ َ‬
‫س بْ َن َس ْعد‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ق‬ ‫صاليح‪ ،‬أَ ر‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َب‬
‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫رب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َخ‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬
‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ي‬ ‫و‬‫ر‬
‫ٌ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ك‬‫َ‬‫و‬‫َ‬ ‫اه‬
‫ُ‬ ‫َ‬‫هن‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ب‬‫ُ‬‫ع‬ ‫َاب‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫ث َجَزائيَر‪ ،‬مثُر إي ر‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ال‬‫َ‬‫ث‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬‫َ‬ ‫مث‬
‫ُر‬ ‫ر‬‫َ‬
‫ث جزائي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ث‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬‫َ‬ ‫مث‬
‫ُر‬ ‫‪،‬‬ ‫ي (‪)2‬‬
‫َجَزائَر‬
‫َ‬
‫قَ َ ي ي‬
‫ال ْاََْر‬ ‫ال‪ :‬مثُر َجاعُوا‪ ،‬قَ َ‬ ‫ت‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال‪َََْ :‬ر ُ‬ ‫ال‪ْ :‬اََْر‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال‪ :‬مثُر َجاعُوا‪ ،‬قَ َ‬ ‫ت‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال‪َََْ :‬ر ُ‬ ‫ال ْاََْر‪ ،‬قَ َ‬ ‫ش فَ َجاعُوا‪ ،‬قَ َ‬ ‫ت ييف اجلَْي ي‬ ‫ال ألَبييه‪ُ :‬كْن ُ‬
‫يت (‪.)3‬‬ ‫ال‪ْ :‬اَر‪ ،‬قَ َ ي‬
‫ال‪ُ :‬هن ُ‬ ‫ت‪ ،‬مثُر َجاعُوا‪ ،‬قَ َ َْ‬ ‫ال‪َََْ :‬ر ُ‬ ‫قَ َ‬

‫فقول سفيان‪( :‬الذي حفظناه من عمرو بن دينار)‪ :‬فيه إشارة إىل أن يف رواية غري عمرو بن دينار‪ ،‬زايدة على ما حدثهم‬
‫به عمرو بن دينار‪.‬‬

‫ول‬‫ال‪ :‬بـَ َعثَـنَا َر ُس ُ‬ ‫ومن الرواايت اليت جاءت فيها زايدات ما أخرجه مسلم يف صحيحه من طريق أِب الزبري عن جابر‪ :‬قَ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫هللاي ‪َ ‬وأَرمَر َعلَْيـنَا أ ََاب عُبَـْي َد َة‪ ،‬نـَتَـلَقرى يع ًريا ليُقَريْش‪َ ،‬وَزروَد َان يجَر ًااب يم ْن متَْر َملْ َيجي ْد لَنَا َغ ْ َريهُ‪ ،‬فَ َكا َن أَبُو عُبَـْي َد َة يـُ ْع يطينَا متََْرًة متََْرًة‪ ،‬قَ َ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫صنَـعُو َن يهبَا‪ .‬قَ َ‬
‫ب‬ ‫ض ير ُ‬ ‫ب َعلَْيـ َها يم َن الْ َماء‪ ،‬فَـتَكْفينَا يـَ ْوَمنَا إي َىل اللرْي يل‪َ ،‬وُكنرا نَ ْ‬ ‫ب‪ ،‬مثُر نَ ْشَر ُ‬ ‫صي ُّ‬
‫ص ال ر‬ ‫ص َها َك َما َميَ ُّ‬
‫ال‪َ :‬منَ ُّ‬ ‫ف ُكْنـتُ ْم تَ ْ‬‫ت‪َ :‬كْي َ‬‫فَـ ُق ْل ُ‬
‫رخ يم‪،‬‬ ‫اح يل الْبَ ْح ير َك َهْيـئَ ية الْ َكثي ي‬ ‫اح يل الْبح ير‪ ،‬فَـرفيع لَنَا علَى س ي‬ ‫ال‪ :‬وانْطَلَ ْقنَا علَى س ي‬ ‫ي ي‬ ‫صيّنَا ْ‬‫بيعي ي‬
‫يب الض ْ‬ ‫َْ َُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ط‪ ،‬مثُر نـَبُـلُّهُ ابلْ َماء فَـنَأْ ُكلُهُ‪ ،‬قَ َ َ‬ ‫اخلَبَ َ‬
‫صلرى هللاُ َعلَْي يه َو َسلر َم‪َ ،‬وييف‬ ‫ي ي‬
‫ال‪َ :‬ال‪ ،‬بَ ْل ََْ ُن ُر ُس ُل َر ُسول هللا َ‬ ‫ال أَبُو عُبَـْي َدةَ‪َ :‬مْيـتَةٌ‪ ،‬مثُر قَ َ‬
‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫فَأَتَـْيـنَاهُ فَيإذَا يه َي َدابرةٌ تُ ْد َعى الْ َعْن ََرب‪ ،‬قَ َ‬
‫ي‬
‫ب َعْيني يه‬ ‫ف يم ْن وقْ ي‬
‫َ‬ ‫ث يمائَة َح رىت َيمسنرا‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪َ :‬ولََق ْد َرأَيْـتُـنَا نـَ ْغ َيرت ُ‬ ‫ال‪ :‬فَأَقَ ْمنَا َعلَْي يه َش ْهًرا َوََْ ُن ثََال ُ‬ ‫اضطُيرْرُْمت فَ ُكلُوا‪ ،‬قَ َ‬ ‫َسبي ييل هللاي‪َ ،‬وقَد ْ‬

‫)‪ (1‬اخلبط ضرب ورق الشجر حىت ينحات عنه مث يستخلف من غري أن يضر ذلك ِبصل الشجرة وأغصاهنا‪ ،‬واسم الورق الساقط اخلبط ابلتحريك‬
‫(اخلبَـبَط)‪ .‬انظر‪ :‬لسان العرب البن منظور ‪.280/7‬‬
‫(‪ )2‬اجلزائر‪ :‬ما يصلح ألن يذبح من اإلبل ( ولفظه أنثى)‪ ،‬يقال للبعري‪ :‬هذه جزور مسينة‪ ،‬وجتمع جزائر وجزر‪ .‬واجلَزورة من ا يإلبل ‪ :‬ال رسمينةُ‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬العني للفراهيدي ‪ ،63/6‬واملعجم الوسيط إلبراهيم مصطفى وآخرين‪.120/1‬‬
‫(‪ )3‬كتاب املغازي ـ ابب غزوة سيف البحر وهم يتلقون عرياً لقريش وأمريهم أبو عبيدة بن اجلراح ‪ ،167/5‬حديث رقم (‪.)4361‬‬
‫‪2270‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫ب َعْيني يه‪،‬‬ ‫َخ َذ يمنرا أَبُو عُبَـْي َد َة ثََالثَةَ َع َشر ر ُج ًال‪ ،‬فَأَقْـ َع َد ُهم ييف وقْ ي‬ ‫ي ي ي‬ ‫ي‬
‫ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫يابلْق َال يل الد ْ‬
‫ُّه َن‪َ ،‬ونـَ ْقتَط ُع مْنهُ الْف َد َر َكالثـ ْروير‪ ،‬أ َْو َك َق ْد ير الثـ ْروير‪ ،‬فَـلَ َق ْد أ َ‬
‫َض َال يع يه فَأَقَ َام َها مثُر َر َح َل أ َْعظَ َم بَعيري َم َعنَا‪ ،‬فَ َمر يم ْن َْحتتي َها َوتَـَزرو ْد َان يم ْن َحلْ يم يه َو َشائي َق‪ ،‬فَـلَ رما قَ يد ْمنَا الْ َم يدينَةَ أَتَـْيـنَا‬ ‫َخ َذ يضلَ ًعا يم ْن أ ْ‬ ‫َوأ َ‬
‫ي‬ ‫رس َ ي‬
‫وان‪، .‬‬ ‫َخَر َجهُ هللاُ لَ ُك ْم‪ ،‬فَـ َه ْل َم َع ُك ْم يم ْن َحلْ يم يه َش ْيءٌ فَـتُطْعي ُم َ‬ ‫ال‪ُ :‬ه َو يرْز ٌق أ ْ‬ ‫ك لَهُ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫صلرى هللاُ َعلَْي يه َو َسلر َم‪ ،‬فَ َذ َك ْرَان َذل َ‬ ‫ول هللا َ‬ ‫َُ‬
‫ول هللاي ‪ ‬يمْنهُ فَأَ َكلَهُ (‪.)1‬‬ ‫ال‪ :‬فَأَرس ْلنَا إي َىل رس ي‬
‫َُ‬ ‫قَ َ ْ َ‬
‫ث يمائَة‬
‫صلرى هللاُ َعلَْي يه َو َسلر َم َوََْ ُن ثََال ُ‬ ‫وأخرج مسلم أيضاً من طريق وهب بن كيسان عن جابر بلفظ ‪ :‬بـَ َعثَـنَا الني ُّ‬
‫رب َ‬
‫ََْ يم ُل أ َْزَو َاد َان َعلَى يرقَابينَا (‪.)2‬‬

‫ث يمائَة‪َ ،‬وأَرمَر َعلَْي يه ْم أ ََاب عُبَـْي َد َة ابْ َن ْ‬ ‫وبلفظ‪ :‬بـعث رس ُ ي‬


‫ي‬
‫ين َز ُاد ُه ْم‪ ،‬فَ َج َم َع‬
‫اجلَر ياح‪ ،‬فَـ َف َ‬ ‫صلرى هللاُ َعلَْي يه َو َسلر َم َس يريرةً ثََال َ‬
‫ول هللا َ‬ ‫ََ َ َ ُ‬
‫أَبو عبـي َد َة زادهم ييف يمزود‪ ،‬فَ َكا َن يـ َق يوتـُنَا ح رىت َكا َن ي ي‬
‫صيبُـنَا ُك رل يـَ ْوم متََْرةٌ (‪.)3‬‬ ‫ُ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ُ َُ ْ َ َ ُ ْ ْ َ‬
‫مج ًيعا بَيقيرةَ‬
‫يف الْبح ير مث قال اإلمام مسلم‪ :‬وساقُوا َي‬
‫ََ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫صلرى هللاُ َعلَْيه َو َسلر َم َس يريرةً أ ََان في يه ْم إي َىل س ي َ ْ‬
‫وبلفظ‪ :‬بـعث رس ُ ي‬
‫ول هللا َ‬ ‫ََ َ َ ُ‬
‫ش ََثَ ياينَ َع ْشَرَة‬ ‫ب بْ ين َكْي َسا َن‪ :‬فَأَ َك َل يمْنـ َها ْ‬ ‫ي ي ي‬
‫يث وْه ي‬ ‫يث َكنَح يو ح يد ي‬
‫يث َع ْم يرو بْ ين يدينَار‪ ،‬وأيَِب ُّ ي‬ ‫احل يد ي‬
‫اجلَْي ُ‬ ‫الزبَْري‪َ ،‬غ ْ َري أَ رن يف َحد َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬
‫لَْيـلَةً (‪.)4‬‬

‫قل ت تتت‪ :‬البخ ـ ــاري أخ ـ ــرج ه ـ ــذا احل ـ ــديث م ـ ــن طري ـ ــق عم ـ ــرو ب ـ ــن دين ـ ــار ع ـ ــن ج ـ ــابر ومل يق ـ ــدم علي ـ ــه أح ـ ــداً آخ ـ ــر لق ـ ــوة‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الصيد والذابئح وما يؤكل من احليوان‪ ،‬ابب إابحة ميتات البحر‪ .)17()1935(1535/3‬قال النووي‪ :‬أما الوقب‪:‬‬
‫فبفتح الواو وإسكان القاف والباء املوحدة وهو‪ :‬داخل عينه ونقرهتا‪ .‬والقالل‪ :‬بكسر القاف مجع قلة بضمها وهي‪ :‬اجلرة الكبرية اليت يقلها‬
‫الف َدر‪ :‬بكسر الفاء وفتح الدال‪ :‬هي القطع‪ .‬و قوله‪ :‬وتزودان من حلمه وشائق ‪ :‬هو ابلشني املعجمة والقاف‬‫الرجل بني يديه أي حيملها‪ .‬و ي‬
‫قال أبو عبيد‪ :‬هو اللحم يؤخذ فيغلى اغالء وال ينضج‪ ،‬وحيمل يف األسفار‪ ،‬يقال‪ :‬وشقت اللحم فاتشق‪ ،‬والوشيقة‪ :‬الواحدة منه‪ ،‬واجلمع‬
‫وشائق ووشق‪ ،‬وقيل الوشيق القديد ‪ .‬انظر‪ :‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج ‪.87،88/13‬‬
‫(‪ )2‬صحيح مسلم ‪.)20()1935(1537/3‬‬
‫(‪ )3‬صحيح مسلم ‪.)21()1935(1537/3‬‬
‫(‪ )4‬صحيح مسلم ‪.)21()1935(1537/3‬‬
‫‪2271‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫حفظ ــه وتثبتـ ــه‪ ،‬ولعلـ ــه أثبـ ــت مـ ــن وه ــب بـ ــن كيسـ ــان وأِب ال ـ ـزبري عـ ــن جـ ــابر(‪ .)1‬فق ــد روى هـ ــذا احلـ ــديث خمتص ـ ـراً عـ ــن وهـ ــب‬
‫ب ـ ــن كيس ـ ــان(‪ )2‬مث إن أاب الـ ـ ـزبري ع ـ ــن ج ـ ــابر ل ـ ــيس عل ـ ــى ش ـ ــرطه(‪ .)3‬ه ـ ــذا وق ـ ــد تك ـ ــرر إيـ ـ ـراد البخ ـ ــاري لعب ـ ــارة س ـ ــفيان ال ـ ــذي‬
‫حفظناه من عمرو بن دينار يف مواضع أخرى كذلك(‪.)4‬‬

‫املطلب الثامن‪ :‬اإلشارة إىل موافقة أحد شيوخه آلخر يف رواية حديث‪ ،‬والتصريح مبا زاده أحدمها يف روايته‪:‬‬
‫حيث يشري اإلمام البخاري إىل موافقة أحد شيوخه لشيخ آخر يف رواية حديث معني‪ ،‬مث يصرح البخاري مبا زاده أحدمها‬
‫على اآلخر يف روايته‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬

‫وسى بْ ين أيَِب َعائي َشةَ َع ْن عُبَـْي يد‬ ‫ي‬


‫اّل بْ ُن أيَِب َشْيـبَ َة َح ردثـَنَا َْحي َىي بْ ُن َسعيد َع ْن ُس ْفيَا َن َع ْن ُم َ‬
‫‪ -‬قال البخاري‪ :‬ح ردثَيين عب ُد ري‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫يي (‪)5‬‬ ‫ي‬ ‫اّلي ب ين عب يد ري‬
‫رب ‪ ‬بـَ ْع َد َم ْوته ‪.‬‬ ‫اّل بْ ين عُْتـبَةَ َع ْن َعائ َشةَ َوابْ ين َعبراس أَ رن أ ََاب بَكْر ‪ ‬قَـبر َل الني ر‬ ‫ر ْ َْ‬
‫ـت َعائي َشـ ـ ـ ـ ـةُ‪ :‬لَـ ـ ـ ـ َـد ْد َانهُ(‪ )6‬ييف َمَر يض ـ ـ ـ ـ يـه فَ َج َع ـ ـ ـ ـ َـل يُ يش ـ ـ ـ ــريُ إيلَْيـنَ ـ ـ ـ ــا‪ :‬أَ ْن الَ‬ ‫ي‬
‫وق ـ ـ ـ ــال‪َ :‬حـ ـ ـ ـ ـ ردثـَنَا َعل ـ ـ ـ ـ ٌّـي َحـ ـ ـ ـ ـ ردثـَنَا َْحي ـ ـ ـ ـ َـىي َوَز َاد‪ :‬قَالَـ ـ ـ ـ ْ‬

‫(‪ )1‬انظر ترمجته ‪ :‬هتذيب التهذيب البن حجر ‪ .27/8‬ونقل ابن حجر قول الزهري يف عمرو بن دينار فقال‪ :‬قال علي بن احلسن النسائي عن‬
‫ابن عيينة‪ :‬مرض عمرو‪ ،‬فعاده الزهري‪ ،‬فلما قام الزهري قال‪ :‬ما رأيت شيخا أنص للحديث اجليد من هذا الشيخ ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وحديث وهب بن كيسان أخرجه البخاري خمتصراً يف‪ :‬كتاب الشركات‪ ،‬ابب الشركة يف الطعام والنهد والعروض‪ ،180/3 ،‬رقم(‪،)2483‬‬
‫ويف كتاب اجلهاد والسري‪ ،‬ابب ْحل الزاد على الرقاب‪،67/4،‬رقم(‪ ،)22983‬ويف كتاب الغزوات‪ ،‬ابب غزوة سيف البحر‪،310/5 ،‬‬
‫رقم(‪.)4360‬‬
‫)‪ )3‬انظر‪ :‬اجلامع الصحيح‪ ،‬ابب بيع الطعام قبل أن يقبض وبيع ما ليس عندك‪ ،89/3 ،‬حديث رقم(‪ ،)2135‬وقال القسطالين‪ ،‬إرشاد الساري‬
‫‪ 57/4‬يف شرح احلديث‪ :‬قوله‪ :‬حدثنا علي بن عبد هللا حدثنا سفيان قال‪ :‬الذي حفظناه من عمرو بن دينار مسع طاووساً يقول‪ :‬مسعت‬
‫ابن عباس يقول‪ :‬أما الذي هنى عنه النب ‪ ‬فهو الطعام أن يباع حىت يقبض‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬وال أحسب كل شيء إال مثله ‪ ،‬قال‬
‫منسواب إىل التدليس أراد رفعه ابلتصريح ابلسماع واحلفظ من طاووس حال كونه (يقول‪ :‬مسعت ابن‬
‫ً‬ ‫الربماوي كالكرماين‪ :‬ملا كان سفيان‬
‫عباس) ا‪.‬ه‪ .‬قلت‪ :‬قوله (مسع طاووساً) هو من كالم سفيان وليس من كالم عمرو بن دينار‪ .‬فتأمل!‬
‫(‪ )4‬األحاديث ‪ 2134‬و ‪.2135‬‬
‫(‪ )5‬كتاب املغازي ـ ابب مرض النب ووفاته ‪ 14/6‬حديث رقم(‪.)4455‬‬
‫(‪ )6‬لددانه‪ :‬أي جعلنا يف جانب فمه دواء بغري اختياره‪ ،‬ولددت فعلت ذلك ابملريض‪ .‬واللدود ‪ :‬ما يصب من األدوية يف أحد شقي الفم وقد‬
‫‪2272‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫تَـلُد ي‬
‫ُّوين ‪...‬احلديث(‪.)1‬‬

‫قال ابن حجر‪ :‬أما علي‪ :‬فهو ابن عبد هللا بن املديين‪ .‬وأما حيىي‪ :‬فهو ابن سعيد القطان‪ .‬ومراده‪ :‬أن علياً وافق عبد‬
‫(‪.)2‬‬
‫هللا بن أِب شيبة يف روايته عن حيىي بن سعيد احلديث الذي قبله‪ ،‬وزاد عليه قصة اللدود‬

‫قلت‪ :‬ولعل فائدة ذلك ما نقله ابن حجر عن يعقوب بن شيبة أنه قال‪ :‬زهري بن حرب أثبت من عبدهللا ابن أِب‬
‫شيبة؛ كان يف عبدهللا هتاون ابحلديث مل يكن يفصل هذه األشياء يعين األلفاظ (‪.)3‬‬

‫املطلب التاسع ‪ :‬احلكم على رواية رجل معني أبهنا خمتصرة لررض معني‪:‬‬
‫قد يشري البخاري يف هناية حديث إىل رواية راو معني‪ ،‬وحيكم عليها ِبهنا خمتصرة‪ ،‬وذلك لغرض معني‪ ،‬كأن يكون هذا‬
‫الرجل أحفظ الناس حلديث أحد الشيوخ الذين وردوا يف إسناد البخاري‪ ،‬وقد خلت روايته من شيء نصت عليه رواية البخاري‪،‬‬
‫ومثال ذلك‪:‬‬

‫رضـ ـ ير بْـ ـ ين أَنَــس َع ـ ْـن بَ يشـ ـ يري‬


‫ـادةَ َعـ ـ ين الن ْ‬ ‫ي‬
‫رد َحـ ـ ردثـَنَا يَيزي ـ ُـد بْ ـ ُـن ُزَريْ ــع َحـ ـ ردثـَنَا َس ــعي ٌد َع ـ ْـن قَـتَ ـ َ‬
‫‪-‬ق تتال البخ تتاري‪َ :‬حـ ـ ردثـَنَا ُم َسـ ـد ٌ‬
‫ص ـ ـ ــهُ َعلَْي ـ ـ ـ يـه ييف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫ـال‪َ :‬م ـ ـ ـ ْـن أ َْعتَـ ـ ـ َـق نَص ـ ـ ــيباً‪ -‬أ َْو َشقيص ـ ـ ـاً ‪ -‬ييف ممَْلُـ ـ ــوك فَ َخالَ ُ‬ ‫ابْن َهني ـ ـ ــك َع ـ ـ ـ ْـن أيَِب ُهَريْ ـ ـ ـ َـرَة ‪ :‬أَ رن النرـ ـ ـ ي ر‬
‫(‪)4‬‬
‫ـب ‪ ‬قَـ ـ ـ َ‬
‫وس ـ ــى‬‫ـاج بْـ ـ ُـن َح رج ـ ــاج‪َ ،‬وأ ََاب ُن َوُم َ‬
‫ي(‪)5‬‬
‫ـري َم ْش ـ ـ ُقوق َعلَْي ـ ــه ‪ .‬اتبـَ َع ـ ــهُ َح رج ـ ـ ُ‬
‫ي يي‬
‫استُ ْس ـ ــع َي ب ـ ــه َغ ـ ـ ْ َ‬
‫ي‬ ‫َماليـ ـ يـه إي ْن َك ـ ــا َن لَـ ــهُ َم ـ ـ ٌ‬
‫ـال َوإيرال قُ ـ ـ ّيـوَم َعلَْي ـ ــه فَ ْ‬

‫لد الرجل فهو ملدود‪ .‬انظر‪ :‬مشارق األنوار على صحاح اآلاثر للقاضي عياض ‪ ،356/1‬والكواكب الدراري للكرماين ‪ 247/16‬ـ وفتح‬
‫الباري البن حجر ‪ 147/8‬ـ وعمدة القاري للعيين ‪.73/18‬‬
‫(‪ )1‬كتاب املغازي ـ ابب مرض النب ‪ ‬ووفاته ‪ ،14/6‬حديث رقم (‪.)4458‬‬
‫(‪ )2‬فتح الباري شرح صحيح البخاري البن حجر ‪ .147/8‬قلت‪ :‬وهناك مناذج أخرى يف صحيح البخاري ومنها انظر‪ :‬اجلامع الصحيح ‪،39/8‬‬
‫حديث رقم(‪.)6136/6135‬‬
‫)‪ (3‬انظر‪ :‬هتذيب التهذيب ‪.296/3‬‬
‫(‪ )4‬الشقص‪ :‬بكسر الشني النصيب قليالً كان أو كثرياً‪ ،‬ويقال له‪ :‬الشقيص أيضاً بزايدة الياء‪ ،‬والشقيص‪ :‬النصيب يف العني املشرتكة من كل‬
‫شيء‪ .‬راجع ‪ :‬الكواكب الدراري للكرماين ‪ 57/11‬ـ والنهاية يف غريب احلديث البن األثري ‪.490/2‬‬
‫(‪ )5‬غري مشقوق‪ :‬أي ال يكلف ما يشق عليه‪ .‬استسعى‪ :‬أي استكسب بال تشديد فيه‪ ،‬أو استخدام بال تكليف ما ال يطاق‪ .‬الكواكب الدراري‬
‫‪2273‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫(‪)1‬‬
‫صَرهُ ُش ْعبَةُ‬
‫اختَ َ‬
‫بْ ُن َخلَف َع ْن قَـتَ َاد َة‪ْ ،‬‬
‫ويرَوايَة ُش ْعبَة اليت قال عنها ِبهنا خمتصرة‪ :‬أخرجها ُمسلم من طَ يريق غْندر عن شعبة َعن قَـتَ َادة إبيي ْسنَ يادهي َعن النيرب ‪ ‬قال‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ال‪ :‬يضمن‬ ‫ييف الْمملُوك بني الرجلَني فَيعتق أَحدمها ي‬
‫نصيبه قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬
‫والسبب يف ذكره عبارة‪( :‬اختصره شعبة)‪ :‬وكأنه جواب عن سؤال مقدر وهو‪ :‬أن شعبة أحفظ الناس حلديث قتادة(‪،)3‬‬
‫فكيف مل يذكر االستسعاء‪ .‬فأجاب‪ِ :‬بن هذا ال يؤثر فيه ضعفاً؛ ألنه أورده خمتصراً‪ ،‬وغريه ساقه بتمامه‪ ،‬والعدد الكثري أوىل‬
‫ابحلفظ من الواحد(‪ .)4‬وهللا أعلم(‪.)5‬‬

‫للكرماين ‪.57،80/11‬‬
‫(‪ )1‬كتاب العتق ـ ابب إذا أعتق نصيباً يف عبد وليس له مال استسعي العبد غري مشقوق عليه على َو الكتابة ‪ ،145/3‬حديث رقم‬
‫(‪)2527‬‬
‫(‪ )2‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب العتق‪ ،‬ابب ذكر سعاية العبد‪ 1140/2 ،‬حديث رقم(‪.)1502‬‬
‫(‪ (3‬قال الربدجيي‪ :‬فإذا أردت أن تعلم صحيح حديث قتادة فانظر إىل رواية شعبة وسعيد بن أِب عروبة وهشام الدستوائي‪ ،‬فإذا اتفقوا فهو‬
‫صحيح‪ .‬وإذا خالف هشام (قول) شعبة (فالقول قول شعبة‪ ،‬وقال بعضهم) ‪ :‬يتوقف عنه‪ ،‬وإذا اتفق هشام و (سعيد) (بن أِب عروبة) من‬
‫رواية أهل التثبت عنهما وخالفهما شعبة كان القول قول (هشام وسعيد)‪ ،‬غري أن شعبة من أثبت الناس يف قتادة‪ ..‬شرح علل الرتمذي‬
‫البن رجب ‪.697/2‬‬
‫(‪ )4‬قلت‪ :‬وقد بني احلافظ ابن رجب مشكلة حديث االستسعاء فقال‪ :‬وقد بني احلاكم يف معرفة علوم احلديث مكان اإلدراج يف هذا احلديث‬
‫فقال‪ :‬حديث العتق اثبت صحيح وذكر االستسعاء فيه من قول قتادة؛ وقد وهم من أدرجه يف كالم النب‪ ،‬ويشهد بصحة ذلك‪ :‬ما روي‬
‫عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشري بن هنيك عن أِب هريرة أن رجال أعتق شقصاً له يف مملوك فغرمه النب‪ .‬قال مهام‪ :‬وكان قتادة يقول‬
‫إن مل يكن له مال استسعى العبد‪.‬فقول مهام هذا أكد لنا ِبن االستسعاء مدرج يف احلديث وليس يف احلديث زايدة ثقة‪ ،‬ألن زايدة الثقة‬
‫هي جزء من احلديث‪ ،‬روي من بعض الطرق ومل يرو من بعضها اآلخر ‪ .‬انظر‪ :‬شرح علل الرتمذي ‪.51/‬‬
‫(‪ )5‬راجع‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري البن حجر ‪ 158/5‬ـ وعمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيين ‪ .86/13‬قلت‪ :‬ومعىن‬
‫االستسعاء بينه ابن األثري فقال‪:‬استسعاء العبد إذا عتق بعضه ورق بعضه‪ :‬هو أن يسعى يف فكاك ما بقي من رقه‪ ،‬فيعمل ويكسب ويصرف‬
‫َثنه إىل مواله‪ ،‬فسمى تصرفه يف كسبه سعاية‪ .‬وغري مشقوق عليه‪ :‬أي ال يكلفه فوق طاقته‪ .‬وقيل معناه استسعى العبد لسيده‪ :‬أي‬
‫يستخدمه مالك ابقيه بقدر ما فيه من الرق‪ ،‬وال حيمله ما ال يقدر عليه‪.‬انظر‪ :‬النهاية يف غريب احلديث البن األثري ‪.370/2‬‬
‫‪2274‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬الفوائد اإلسنادية املتعلقة بطرق احلديث‪.‬‬


‫تضمنت األحاديث اليت أخرجها اإلمام البخاري يف صحيحه‪ :‬جمموعة من الفوائد املتعلقة بطرق احلديث‪ ،‬وميكن تصنيف‬
‫هذه الفوائد يف عدد من املطالب على النحو التايل‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬اعتماد البخاري أصل احلديث يف إيراد الطرق‪ ،‬دون النظر إىل النقص‪ ،‬أو الزايدة يف ألفاظ الرواة‪:‬‬
‫قد جيمع اإلمام البخاري بني طريقني أحدمها‪ :‬أورد الرواية خمتصرة‪ ،‬والطريق األخرى اتمة‪ ،‬إشارة منه إىل جواز ذلك‪،‬‬
‫ألن العربة يف هذا النظر إىل أصل احلديث‪ ،‬ال إىل النقص والزايدة يف ألفاظ الرواة‪ ،‬كما يف احلديث اآليت‪:‬‬

‫اّل ح َح ردثَيين‬‫ول ري‬ ‫ال‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫وب َع ْن َانفيع أَ رن عُ َمَر(‪ )2‬قَ َ‬ ‫اد بْ ُن َزيْد َع ْن أَيُّ َ‬
‫ي (‪)1‬‬
‫‪-‬قال البخاري ‪َ :‬ح ردثـَنَا أَبُو النـ ُّْع َمان َح ردثـَنَا َْحر ُ‬
‫ال‪ :‬لَ رما قَـ َف ْلنَا يم ْن ُحنَ ْني َسأ ََل‬‫وب َع ْن َانفيع َع ْن ابْ ين ُع َمَر َر يض َي ا رّلُ َعْنـ ُه َما قَ َ‬ ‫َخ ََربَان َم ْع َمٌر َع ْن أَيُّ َ‬
‫ُحم رم ُد بن م َقاتيل أَخربَان عب ُد ري‬
‫اّل أ ْ‬ ‫ْ ََ َ ْ‬ ‫َ ُْ ُ‬
‫وب َع ْن َانفيع‬ ‫اد َع ْن أَيُّ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ض ُه ْم ‪َْ :‬حر ٌ‬ ‫ال بـَ ْع ُ‬ ‫رب ‪ ‬بيَوفَائييه ‪َ .‬وقَ َ‬ ‫يي ي ي‬
‫رب ‪َ ‬ع ْن نَ ْذر َكا َن نَ َذ َرهُ ييف اجلَاهليرة ْاعت َكاف‪ :‬فَأ ََمَرهُ الني ُّ‬ ‫عُ َم ُر الني ر‬
‫ي‬
‫رب ‪.)5(‬‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫َع ْن ابْ ين عُ َمَر‪َ ،‬وَرَواهُ َج ير ُير بْ ُن َحا يزم َو َْحر ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫وب َع ْن َانفع َع ْن ابْن ُع َمَر َعن الن يّ‬ ‫اد بْ ُن َسلَ َم َة َع ْن أَيُّ َ‬
‫قال ابن حجر‪ :‬هكذا ذكره مرسالً خمتصراً‪ ،‬مث عقبه برواية معمر‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن انفع‪ ،‬عن ابن عمر موصوالً اتماً‪.‬‬
‫وقد عاب عليه اإلمساعيلي مجعهما؛ ألن قوله‪( :‬ملا قفلنا من حنني) مل يقع يف رواية ْحاد بن زيد‪ ،‬أي الرواية األوىل املرسلة‪.‬‬
‫واجلواب‪ :‬أن البخاري إمنا نظر إىل أصل احلديث‪ ،‬ال إىل النقص والزايدة يف ألفاظ الرواة‪ ،‬وإمنا أورد طريق ْحاد بن زيد املرسلة؛‬

‫(‪ )1‬أبو النعمان هو ‪ :‬حممد بن الفضل السدوسي‪.‬‬


‫(‪ )2‬قال القسطالين‪ ،‬إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري‪ :405/6 ،‬ويف نسخة‪ :‬أن ابن عمر وكذا هو يف الفرع كأصله لكن فيهما شطب‬
‫ابحلمرة على ابن ‪.‬‬
‫(‪ )3‬وقوله‪ :‬وقال بعضهم‪ :‬هو أْحد بن عبدة الضب‪ ،‬وْحاد هو ابن زيد‪ .‬انظر‪ :‬عمدة القاري للعيين‪.182/26 ،‬‬
‫)‪ (4‬وقوله ‪ :‬ورواه جرير بن حازم‪ ،‬هو تعليق‪ ،‬وقد وصله مسلم‪ ،‬الصحيح‪،89/5 ،‬حديث رقم(‪ )4384‬من رواية ابن وهب عن جرير بن حازم‪،‬‬
‫وتعليق ْحاد بن سلمة وصله مسلم أيضاً‪ ،‬الصحيح‪،89/5 ،‬حديث رقم(‪ )4387‬من طريق حجاج بن منهال حدثنا ْحاد بن سلمة عن‬
‫أيوب مقروانً برواية حممد بن إسحق كالمها عن انفع عن ابن عمر‪.‬‬
‫(‪ )5‬كتاب املغازي‪ ،‬ابب َويـَ ْوَم ُحنَ ْني إي ْذ أ َْع َجبَـْت ُك ْم َكثْـَرتُ ُك ْم فَـلَ ْم تـُغْ ين َعْن ُك ْم َشْيـئًا ‪ 154/5‬حديث رقم (‪.)4320‬‬
‫‪2275‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫لإلشارة إىل أن روايته مرجوحة؛ ألن مجاعة من أصحاب شيخه أيوب خالفوه فيه فوصلوه‪ ،‬بل بعض أصحاب ْحاد بن زيد رواه‬
‫عنه موصوالً‪ ،‬كما أشار إليه البخاري أيضاً هنا‪ ،‬على أن رواية ْح ــاد بن زيد وإن مل يقع فيها ذكر القفول من حنيـ ـ ــن صرحيـ ـ ـاً‪،‬‬
‫لكنـ ــه فيها ضمناً(‪.)1‬‬

‫وقد أخرج اإلمام مسلم رواية ْحاد املرسلة دون ذكر القفول بعد أن ساق رواييت جرير بن حازم ومعمر عن أيوب حيث‬
‫ول هللاي ‪ ‬يم َن‬ ‫ال‪ :‬ذُكير يعْن َد اب ين ُعمر عُمرةُ رس ي‬ ‫ي‬
‫ْ ََ ْ َ َ ُ‬ ‫وب َع ْن َانفع قَ َ َ‬ ‫اد بْ ُن َزيْد َح ردثـَنَا أَيُّ ُ‬ ‫َْحَ ُد بْ ُن َعْب َد َة الضيُّّ‬
‫رب َح ردثـَنَا َْحر ُ‬ ‫وح ردثـَنَا أ ْ‬
‫قال‪َ :‬‬
‫اهليير ية‪ ،‬مثُر ذَ َكر ََْو ح يد ي‬
‫يث َج يري ير بْ ين َحا يزم َوَم ْع َمر َع ْن‬ ‫اجل ي‬ ‫ال‪َ :‬وَكا َن عُ َم ُر نَ َذ َر ْاعتي َك َ‬
‫ال‪َ :‬ملْ يَـ ْعتَ يم ْر يمْنـ َها‪ ،‬قَ َ‬
‫اجلي ْعَرانَية‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫َ َ َ‬ ‫اف لَْيـلَة ييف َْ‬ ‫ْ‬
‫أَيُّوب(‪.)2‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التمييز بني الطرق يف الرواية ابللفظ والرواية ابملعىن‪.‬‬


‫إذا كان للحديث أكثر من طريق فإن اإلمام البخاري مييز بني الطريق الذي رواه ابللفظ‪ ،‬والطريق الذي رواه ابملعىن‪،‬‬
‫وهذا إن دل فإمنا يدل على دقة حفظه(‪ ،)3‬وأمانته العلمية‪.‬‬

‫ففي هذه الفائدة فإن البخاري يسوق حديثاً إبسناده ومتنه‪ ،‬مث ُخيّيرج بعده متابعة أو شاهداً‪ ،‬وال يسوق اللفظ‪ ،‬ويقول‬
‫بعد الفراغ من اإلسناد(َوه)‪ ،‬حييل على اللفظ املتقدم‪ .‬وهذا ال حرج فيه‪ ،‬فإنه يكثر يف استعماالت احملدثني‪ ،‬لكن جيب‬
‫االحتياط يف حكاية لفظ الرواية احملالة(‪ .)4‬كما يف املثالني التاليني‪:‬‬

‫(‪ )1‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪ ،35 /8‬وانظر‪ :‬عمدة القاري للعيين‪.182/26 ،‬‬
‫(‪ )2‬صحيح مسلم ـ كتاب األميان ـ ابب نذر الكافر وما يفعل فيه إذا أسلم‪.)1656( 1278/3‬‬
‫(‪ )3‬قال الذهب يف املوقظة ‪ :14/‬إذا ساق حديثا إبسناد‪ ،‬مث أتبعه إبسناد آخر وقال‪ :‬مثله‪ ،‬فهذا جيوز للحافظ املميز لأللفاظ‪ ،‬فإن اختلف‬
‫اللفظ قال‪َ :‬وه‪ ،‬أو قال‪ :‬مبعناه أو بنحو منه‪.‬‬
‫(‪)4‬قال احلاكم‪ :‬مما يلزم احلديثي من الضبط واإلتقان إذا روى حديثاً وساق املنت‪ ،‬مث أعقبه إبسناد آخر‪ :‬أن يُفرق بني أن يقول‪( :‬مثله)‪( ،‬أو‬
‫َوه)‪ ،‬فإنه ال َحيل له أن يقول‪(:‬مثله) إال بعد أن يقف على املتنني مجيعاً‪ ،‬فيعلم أهنما على لفظ واحد‪ ،‬وإذا مل ُمييز ذلك‪ ،‬جاز أن‬
‫يقول‪َ(:‬وه)‪ ،‬فإذا قال‪َ( :‬وه) بني أنه مثل معانيه ‪(.‬التقييد واإليضاح للعراقي ‪.)238‬‬
‫‪2276‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫وح ردثـَنَا بي ْش ُر ابْ ُن ُحمَ رمد قَ َ‬


‫ال‪:‬‬ ‫يح َ‬ ‫الزْه ير يّ‬
‫س َع ين ُّ‬ ‫َخ ََربَان يُونُ ُ‬
‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫اّلي قَ َ‬
‫َخ ََربَان َعْب ُد ر‬‫ال‪ :‬أ ْ‬‫‪-‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا َعْب َدا ُن قَ َ‬
‫ول‬
‫ال‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫اّلي‪َ ،‬ع ين ابْ ين َعبراس قَ َ‬‫اّلي بْ ُن َعْب يد ر‬
‫َخ ََربيين عُبَـْي ُد ر‬
‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫الزْه ير يّ‬
‫ي ََْ َوهُ قَ َ‬ ‫س َوَم ْع َمٌر َع ين ُّ‬
‫َخ ََربَان يُونُ ُ‬
‫ال‪ :‬أ ْ‬
‫أَخربَان عب ُد ري‬
‫اّل قَ َ‬ ‫ْ ََ َ ْ‬
‫ري‬
‫ضا َن‪ ..‬احلديث (‪.)1‬‬ ‫َج َو ُد َما يَ ُكو ُن ييف َرَم َ‬ ‫َج َوَد الن ي‬
‫راس َوَكا َن أ ْ‬ ‫اّل ‪ ‬أ ْ‬
‫قال العيين‪ :‬إن البخاري ح ّدث هذا احلديث عن الشيخني عبدان‪ ،‬وبشر‪ ،‬كليهما عن عبد هللا بن املبارك‪ .‬والشيخ‬
‫األول ذكر لعبد هللا شيخاً واحداً هو يونس‪ .‬والثاين ذكر له شيخني مها يونس‪ ،‬ومعمراً أشار إليه بقوله‪(:‬ومعمر َوه) أي َو‬
‫(‪.)2‬‬
‫حديث يونس َوه ابللفظ‪ .‬وعن معمر ابملعىن؛ وألجل هذا زاد فيه لفظ‪َ :‬وه‬

‫ال‪َ :‬كا َن ابْ ُن‬‫َخ ََربيين َس ياملٌ‪ ،‬قَ َ‬


‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫الزْه ير يّ‬
‫ي‪ ،‬قَ َ‬ ‫س‪َ ،‬ع ين ُّ‬
‫َخ ََربَان يُونُ ُ‬
‫َْح ُد بن ُحم رمد‪ ،‬أَخربَان عب ُد ري‬
‫اّل‪ ،‬أ ْ‬ ‫ْ ََ َ ْ‬ ‫‪-‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا أ ْ َ ْ ُ َ‬
‫اف يابلْبـي ي‬ ‫ي ر ي ي‬ ‫ول ري‬
‫اّل َ ر‬ ‫ول‪ :‬أَلَيس حسب ُكم سنرةَ رس ي‬ ‫عُ َمَر َر يض َي ر‬
‫ت‪،‬‬ ‫َح ُد ُك ْم َع ين احلَ يّج‪ ،‬طَ َ َ ْ‬ ‫سأَ‬ ‫صلى هللاُ َعلَْيه َو َسل َم‪ .‬إ ْن ُحب َ‬ ‫اّلُ َعْنـ ُه َما‪ ،‬يـَ ُق ُ ْ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ُ‬
‫َخ ََربَان َم ْع َمٌر َع ين‬ ‫ص َفا واملروةي‪ ،‬مثُر ح رل يمن ُك يل شيء‪ ،‬ح رىت َحي رج عاما قَابيًال‪ ،‬فَـيـه يدي أَو يصوم إي ْن َمل َيجي ْد ه ْداي ‪ ،‬وعن عب يد ري‬ ‫ي‬
‫اّل أ ْ‬ ‫ُ ْ ْ َ ُ ُ ْ َ ً َ َ ْ َْ‬ ‫َ ْ ّ َْ َ ُ ًَ‬ ‫َوابل ر َ َْ َ‬
‫ي‬
‫ال‪َ :‬ح ردثَيين َساملٌ َع ْن ابْ ين عُ َمَر ََْ َوهُ‬ ‫الزْه ير يّ‬
‫(‪.)3‬‬
‫ي قَ َ‬ ‫ُّ‬

‫قال العيين‪ :‬قوله‪ :‬وعن عبد هللا قال أخربان معمر عن الزهري قال حدثين سامل عن ابن عمر َوه عبد هللا هو ابن‬
‫املبارك‪ ،‬وأشار به إىل أن عبد هللا بن املبارك حدث به اترة عن يونس عن الزهري‪ ،‬واترة عن معمر عنه‪ .‬فإن قلت‪ :‬قوله‪ :‬وعن‬
‫عبدهللا‪ ،‬معطوف على ماذا‪ .‬قلت‪ :‬قيل‪ :‬إنه معطوف عل ى اإلسناد األول‪ ،‬وليس هو مبعلق كما ادعاه بعضهم‪ .‬وكأنه أراد‬
‫ابلبعض احملب الطربي‪ ،‬وقد أخرج الرتمذي فقال‪ :‬حدثنا أْحد بن منيع حدثنا عبد هللا بن املبارك أخربين معمر عن الزهري عن‬

‫(‪ )1‬كتاب بدء الوحي ‪ -‬ابب كيف كان بدء الوحي إىل رسول هللا ‪ 8/1‬حديث رقم (‪ )6‬وانظر مثله‪ :‬كتاب بدء اخللق ـ ابب ذكر املالئكة‬
‫‪ ،113/4‬حديث رقم(‪ .)3220‬وكتاب املغازي ـ ابب غزوة الرجيع‪ ،‬ورعل‪ ،‬وذكوان‪ ،‬وبئر معونة‪ ،‬وحديث عضل‪ ،‬والقارة‪ ،‬وعاصم بن‬
‫اثبت‪ ،‬وخبيب وأصحابه ‪ ،105/5‬حديث رقم(‪.)4090‬‬
‫(‪ )2‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪ .75 ،74/1‬وانظر‪ :‬الكـ ـ ـواك ـ ــب الـ ـ ــدراري لل ــكرماين ‪ ،50/1‬وإرشاد الساري للقسطالين ‪،71/1‬‬
‫وفتح الباري البن حجر ‪ 30/1‬وقال فيه‪ :‬قوله أخربان يونس ومعمر َوه‪ ،‬أي‪ :‬أن عبد هللا ابن املبارك ح ّدث به عبدان عن يونس وحده‪،‬‬
‫وحدث به بشر بن حممد عن يونس ومعمر معاً‪ ،‬أما ابللفظ‪ :‬فعن يونس‪ ،‬وأما ابملعىن‪ :‬فعن معمر ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كتاب احلج ـ ابب اإلحصار يف احلج ‪ 9/3‬حديث رقم (‪.)1810‬‬
‫‪2277‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫س َح ْسبُ ُك ْم ُسنرةَ نَبييّ ُك ْم ‪.)2( )1( ‬‬ ‫سامل عن أبيه أَنرهُ َكا َن يـُْن يك ُر ياال ْشي َرتا َط ييف احلَ يّج‪َ ،‬ويـَ ُق ُ‬
‫ول‪ :‬أَلَْي َ‬
‫وقال ابن حجر‪ :‬يريد به عدم االشرتاط كما هو مبني عند النسائي(‪ )3‬من رواية معمر عن الزهري عن سامل عن أبيه‬
‫أنه كان ينكر االشرتاط يف احلج‪ ،‬ويقول‪ :‬ما حسبكم سنة نبيكم أنه مل يشرتط‪ .‬وهكذا رواه الدارقطين(‪ )4‬من هذا الوجه بلفظ‪:‬‬
‫أما حسبكم سنة نبيكم صلى هللا عليه وسلم أنه مل يشرتط (‪.)5‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬التصريح أبن للحديث إسنادين بينهما اختالف‪ ،‬والرتجيح بينهما‪.‬‬
‫يروي اإلمام البخاري احلديث إبسناده‪ ،‬مث يسوق له أحياانً إسناداً آخر فيه اختالف عن اإلسناد األول‪ ،‬كزايدة رجل‬
‫يف اإلسناد‪ ،‬أو غريه‪ ،‬مث يرجح أحدمها على اآلخر‪ ،‬ومثال ذلك قوله‪:‬‬

‫ال‪ :‬إي رن أَقْـ َو ًاما‬


‫رب ‪َ ‬كا َن ييف َغَزاة فَـ َق َ‬ ‫اد ُه َو ابْ ُن َزيْد َع ْن ُْحَْيد َع ْن أَنَس ‪ :‬أَ رن الني ر‬ ‫‪َ -‬ح ردثـَنَا ُسلَْي َما ُن بْ ُن َح ْرب َح ردثـَنَا َْحر ٌ‬
‫وسى‬ ‫(‪)6‬‬
‫ـاد َع ْن ُْحَْي ـ ـ ــد َع ْن ُم َ‬ ‫وسى‪َ :‬ح ردثـَنَا َْحرـ ـ ـ ٌ‬ ‫يابلْ َم يدينَ ية َخ ْل َفنَا َما َسلَكْنَا يش ْعباً َوالَ َو يادايً إيرال َوُه ْم َم َعنَا في ييه َحبَ َس ُه ُم العُ ْذر ‪َ ،‬وقَ َ‬
‫ال ُم َ‬
‫ال أَبو عب يد ري‬ ‫بْ ين أَنـَ ـ ــس َع ْن أَبيي ـ ـ يـه قَ َ‬
‫َص ُّح (‪.)7‬‬ ‫اّل‪ :‬األَرو ُل أ َ‬ ‫رب ‪ ‬قَ َ ُ َْ‬ ‫ال الني ُّ‬

‫(‪ )1‬جامع الرتمذي‪ ،‬كتاب احلج‪ ،‬ابب ما جاء يف االشرتاط يف احلج ‪ )942(270/3‬وقال ‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫)‪ )2‬عمدة القاري‪.146/10‬‬
‫(‪ )3‬النسائي يف الصغرى برقم ‪ ،2770‬ويف الكربى أيضاً برقم ‪ ،3736‬وهو من رواية عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪.‬‬
‫(‪ )4‬سنن الدارقطين ‪250/3‬حديث رقم(‪.)2490‬‬
‫(‪ )5‬فتح الباري ‪ . 8/4‬قلت‪ :‬وقول البخاري عن معمر َوه‪ ،‬وكأنه كان ال يرى االشرتاط‪ ،‬لذلك مل يسق احلديث من طريق معمر بلفظه وال‬
‫مبعناه بل عرب عن ذلك بقوله َوه‪ .‬ولفظ حديث معمر رواه الرتمذي قال‪ :‬حدثنا أْحد بن منيع حدثنا عبد هللا بن املبارك أخربين معمر عن‬
‫اّلُ َعلَْي يه َو َسلرم ‪.‬‬ ‫س َح ْسبُ ُك ْم ُسنرةَ نَبييّ ُك ْم َ‬
‫صلرى ر‬ ‫الزهري عن سامل عن أبيه أَنرهُ َكا َن يـُْن يكُر ياال ْشي َرتا َط ييف احلَ يّج‪َ ،‬ويـَ ُق ُ‬
‫ول‪ :‬أَلَْي َ‬
‫(‪ْ )6‬حاد يعين ابن سلمة‪ .‬قاله ابن حجر يف فتح الباري ‪.47/6‬‬
‫(‪ )7‬كتاب اجلهاد والسري ـ ابب من حبسه العذر عن الغزو ‪ ،26/4‬حديث رقم (‪ )2839‬وانظر أمثلة أخرى‪ :‬كتاب الصالة‪ ،‬ابب من خالف‬
‫الطريق إذا رجع يوم العيد‪ ،23/2 ،‬حديث رقم(‪ ،) 986‬وكتاب فضائل القرآن‪ ،‬ابب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم‪،198/6 ،‬‬
‫حديث رقم(‪ ،)5061‬وكتاب النكاح‪ ،‬الرتمجة يف ابب هجرة النب ‪ ‬نساءه يف غري بيوهتن‪.32/7 ،‬‬
‫‪2278‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫قول البخاري‪( :‬األول أصح)‪ :‬أي رواية ْحيد عن أنس بدون واسطة موسى‪ ،‬أصح مما هو ابلواسطة(‪ ،)1‬أي حذف‬
‫موسى بن أنس من اإلسناد أصح عند البخاري‪ .‬وقد خالفه اإلمساعيلي يف ذلك فقال‪ْ :‬حاد عامل حبديث ْحيد‪ ،‬مقدم فيه على‬
‫غريه‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬وإمنا قال ذلك‪-‬يعين البخاري‪ -‬لتصريح ْحيد بتحديث أنس له‪ ،‬كما تراه من رواية زهري‪ ،‬وكذلك قال‬
‫معتمر ‪ .‬وقال أيضاً‪ :‬وال مانع من أن يكوان حمفوظني‪ ،‬فلعل ْحيداً مسعه من موسى عن أبيه‪ ،‬مث لقي أنساً فحدثه به‪ ،‬أو مسعه‬
‫من أنس فثبته فيه ابنه موسى‪ .‬ويؤيد ذلك أن سياق ْحاد عن ْحيد أمت من سياق زهري‪ ،‬ومن وافقه عن ْحيد(‪.)2‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬التصريح أبن للحديث طرقاً أخرى‪ ،‬وأن احلديث مل أيت بتمامه من طريق واحد‪ ،‬بل ساق يف كل‬
‫طريق جزءاً منه‪:‬‬
‫صرح البخاري يف أحد األحاديث ِبن له طرقاً أخرى‪ ،‬غري الطريق اليت ساقها‪ ،‬وأنه مل يَيرْد بتمامه من طريق واحد‪ ،‬بل‬
‫ورد يف كل طريق جزء منه‪،‬أي ليس مجيع احلديث عند واحد منهم بعينه وإمنا عند بعضهم منه ما ليس عند اآلخر‪ .‬ومثال ذلك‬
‫قوله‪:‬‬

‫ض ُه ْم َعلَى بـَ ْعض؛ َوَملْ يـُبَـليّ ْغهُ ُكلُّ ُه ْم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪َ -‬ح ردثـَنَا امل ّيك ُّي بْ ُن إيبْـَراه َيم َح ردثـَنَا ابْ ُن ُجَريْج َع ْن َعطَاء بْ ين أيَِب َرَابح َو َغ ْيرييه ‪-‬يَيز ُ‬
‫يد بَـ ْع ُ‬
‫َ‬
‫ت َعلَى َمجَل ثـُ َفال(‪ )3‬إيرمنَا ُه َو ييف‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ف‬‫س‬ ‫ي‬
‫يف‬ ‫رب‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫َ َ َ ُْ ُ‬ ‫‪‬‬ ‫َر ُج ٌل َواح ٌد مْنـ ُه ْم‪ َْ ْ َ ْ َ -‬ر َ َ رُ َْ ُ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ يّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ه‬ ‫ـ‬‫ن‬ ‫ع‬ ‫اّل‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫اّل‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫ج‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫(‪)4‬‬
‫آخ ير ال َق ْويم‪ ..‬احلديث‬
‫ي‬

‫قال احلافظ ابن حجر‪ :‬قوله (يزيد بعضهم على بعض ومل يبلغه كله رجل واحد منهم)‪ :‬أي ليس مجيع احلديث عند‬
‫واحد منهم بعينه‪ ،‬وإمنا عند بعضهم منه ما ليس عند اآلخر‪ .‬ووقع لبعضهم‪( :‬مل يبلغه كلهم رجل واحد منهم) وعليه شرح ابن‬

‫(‪ )1‬الكواكب الدراري يف شرح صحيح البخاري للكرماين ‪.125/21‬‬


‫(‪ )2‬راجع‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪ 47/6‬ـ وعمدة القاري للعيين ‪.133/14‬‬
‫(‪ )3‬قال القاضي عياض‪ :‬وقوله مجل ثفال بفتح الثاء والفاء هو البطئ الثقيل الذي ال ينبعث إال كرها ورواه بعضهم بكسر الثاء وهو خطأ ‪.‬‬
‫(مشارق األنوار ‪.)134/11‬‬
‫(‪ )4‬كتاب الوكالة‪ ،‬ابب إذا وكل رجل رجالً أن يعطى شيئاً ومل يبني ‪ 100/3‬حديث(‪.)2309‬‬
‫‪2279‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫التني‪ .‬وزعم أن معناه‪ :‬أن بني بعضهم وبني جابر فيه واسطة‪ .‬وعند أِب نعيم يف املستخرج‪ :‬مل يبلغه كلهم إال رجل واحد عن‬
‫جابر(‪ . )1‬وقال الكرماين‪ :‬قوله‪( :‬يزيد بعضهم)‪ :‬الضمري فيه يرجع إىل الغري‪ ،‬ويف(مل يبلغه)‪ :‬إىل احلديث أو الرسول‪ ،‬ورجل بدل‬
‫من كل ‪ .‬وقال ابن حجر‪ :‬الضمري للحديث جزماً‪ ،‬ال للرسول؛ ألن السند متصل‪ ،‬فمعىن الكالم‪ :‬أن ابن جريج روى هذا‬
‫احلديث عن عطاء‪ ،‬وعن غري عطاء‪ ،‬كلهم عن جابر‪ ،‬لكنه عنده عنهم ابلتوزيع‪ ،‬روى عن كل واحد قطعة من احلديث‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫(‪.)2‬‬
‫مل يبلغه كله رجل‪ :‬أي مل يسقه بتمامه‪ ،‬فهو بيان منه لصورة حتمله‬

‫املطلب اخلامس‪ :‬الدقة يف حفظ ألفاظ كل طريق‪:‬‬


‫يسوق اإلمام البخاري يف كثري من األحايني عقب حديث الباب طرقاً أخرى له‪ ،‬عن طريق املتابعات‪ ،‬موضحاً ألفاظ‬
‫كل طريق عند وجود اختالف بينها‪ ،‬وهذا إن دل فإمنا يدل على دقته‪ ،‬وإتقانه يف حفظ ألفاظ كل طريق وهذا من ابب التفنن‬
‫يف الصنعة احلديثية‪ ،‬ومن أمثلة ذلك قوله‪:‬‬

‫ب َع ين ابْ ين ُع َمَر َع ْن أَبي ييه َر يض َي ر‬ ‫ال‪ :‬أَخربيين أيَِب عن شعب َة عن قَـتاد َة عن سعي ي‬
‫يد بْ ين املسيّ ي‬
‫اّلُ َعْنـ ُه َما‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ َْ َ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫‪َ -‬ح ردثـَنَا َعْب َدا ُن قَ َ ْ ََ‬
‫يد بْ ُن ُزَريْع َح ردثـَنَا َسعيي ٌد َح ردثـَنَا قَـتَ َادةُ‪،‬‬
‫يح َعلَْي يه ؛ اتبَـ َعهُ َعْب ُد األ َْعلَى‪َ ،‬ح ردثـَنَا يَيز ُ‬ ‫ال‪ :‬امليت يـع رذ ي يي ي ي‬ ‫ي ي‬
‫ب يف قَْربه مبَا ن َ‬ ‫رب ‪ ‬قَ َ َّ ُ ُ َ ُ‬ ‫َعن الن يّ‬
‫ب بيبُ َك ياء احلَ يّي َعلَْي يه (‪.)3‬‬ ‫آد ُم‪َ :‬ع ْن ُش ْعبَةَ‪ :‬املَيّ ُ‬
‫ت يـُ َع رذ ُ‬ ‫ال َ‬‫َوقَ َ‬

‫أَي‪َ :‬اتبع َعْب َدان عبد ْاأل َْعلَى بن َْحراد‪َ ،‬وقد َوصله أَبُو يعلى ييف ُم ْسنده(‪.)4‬‬

‫ال آدم)‪ُ :‬ه َو ابْن أِب إي َايس َعن ُش ْعبَة‪ ،‬يـَ ْع يين إبيي ْسنَاد َح يديث الْبَاب‪ ،‬لَ يكن بيغَ ْري لفظ الْ َم ْنت َوُه َو‬
‫(وقَ َ‬
‫قال ابن حجر‪ :‬قوله َ‬

‫(‪)1‬وقال العيين يف عمدة القاري ‪ :391/18‬وعند أِب نعيم مل يبلغهم كلهم إال رجل واحد عن جابر وكذا هو عند أِب مسعود الدمشقي يف‬
‫كتاب ( األطراف ) وتبعه املزي وفيه نظر إذ ذكراه من ( صحيح البخاري ) ‪ .‬وقال حممد أنور شاه الكشمريي يف فيض الباري ‪:476/4‬‬
‫فيه تقدير حرف‪« :‬بل» أي مل يبلغه كلهم ‪ -‬بل ‪ -‬رجل واحد منهم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪ :‬الكواكب الدراري للكرماين ‪ 138/10‬ـ وفتح الباري البن حجر ‪.485/4‬‬
‫(‪ )3‬كتاب اجلنائز ـ ابب ما يكره من النياحة على امليت ‪ 80/2‬حديث (‪.)1292‬‬
‫(‪ 144/1)4‬من طريق عبد األعلى عن يزيد به‪.‬‬
‫‪2280‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫َْحد(‪َ )1‬عن ُحمَ رمد بن َج ْع َفر غْندر َوحيىي بن سعيد الْقطران‪،‬‬ ‫احلَ ّي َعلَْي يه)‪َ ،‬وتفرد آدم يهبَ َذا اللر ْفظ‪َ ،‬وقد َرَواهُ أ ْ‬
‫قَـ ْوله‪( :‬يعذب ببكاء ْ‬
‫ول‪َ ،‬وَك َذا أخرجه ُمسلم(‪َ )2‬عن ُحمَ رمد ابن بشار‪َ ،‬عن ُحمَ رمد بن َج ْع َفر‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪َ :‬حدثنَا ُش ْعبَة‬ ‫وحجاج بن ُحمَ رمد‪ ،‬كلهم َعن ُشعبة َك ْاأل ي‬
‫َْ‬
‫ال‪ :‬الْ َميّت يعذب‬ ‫ال‪َ :‬يمسعت قَـتَ َادة حيدث َعن سعيد بن الْمسيب َعن ابْن عمر َعن عمر َر يضي هللا تَـ َع َاىل َعنهُ َعن النيرب ‪ ‬قَ َ‬ ‫قَ َ‬
‫يمبَا نيح َعلَْي يه (‪.)3‬‬
‫ول ري‬ ‫ي بْ ين َاثبيت َع ْن أيَِب َحا يزم َع ْن أيَِب ُهَريْـَرَة ‪ ‬قَ َ‬ ‫ي‬
‫اّل ‪‬‬ ‫ال‪َ :‬هنَى َر ُس ُ‬ ‫‪َ -‬ح ردثـَنَا ُحمَ رم ُد بْ ُن َع ْر َعَرَة َح ردثـَنَا ُش ْعبَةُ َع ْن َعد يّ‬
‫ي (‪)5‬‬ ‫ي يي‬ ‫اِب وأَ ْن تَ ْش يرت َط املرأَةُ طَالَ َق أ ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي (‪)4‬‬
‫رجش‬ ‫ُخت َها َوأَ ْن يَ ْستَ َام الر ُج ُل َعلَى َس ْوم أَخيه َوَهنَى َع ين الن ْ‬
‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َعَرييّ َ‬
‫اع امل َهاج ُر ل ْأل ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َع ين الترـلَ ّقي َوأَ ْن يـَْبـتَ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي(‪)6‬‬
‫اج‬ ‫ج‬
‫ر‬ ‫ح‬
‫ُْ َ َ ُ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫رض‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ا‪،‬‬‫ين‬ ‫هن‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬
‫َ ََ َُ َ ََ‬ ‫م‬‫آد‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫هن‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫رص يريَة ‪ .‬اتبَـ َعهُ ُم َع َ َْ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ ُْ َ ٌ َ َْ ُ ْ َ‬
‫ْح‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬‫د‬‫ن‬ ‫غ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ع‬‫ش‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬ ‫م‬‫ص‬‫ر‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ٌ‬‫ذ‬ ‫ا‬ ‫َو َع ين الت ْ‬
‫بْ ُن يمْنـ َهال‪َ :‬هنَى(‪.)7‬‬

‫صَرة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫يي‬


‫عرعرة معاذ بن معاذ بن نصر الْ َعْن َربي الترميمي‪ ،‬قَاضي الْبَ ْ‬ ‫قال العيين‪ :‬قوله‪ :‬اتبـَ َعهُ ُمعاذٌ‪ ..‬اخل‪ :‬أَي َاتبع حممد بن ْ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫رهي إيلَْيه َ‬
‫ص يرحيًا‪ ،‬فرواية‬ ‫عرعرة ييف تصرحيه بيَرفْع احلَديث إي َىل النيرب‪َ ،‬و ْ‬
‫إسنَاد النـ ْ‬ ‫صمد بن عبد الْ َوا يرث‪ ،‬ك َال ُمهَا َاتبعا ُحمَ رمد بن ْ‬
‫َوعبد ال ر‬
‫صلها ُمسلم أَيْضاً يمبثل َح يديث‬ ‫صمد َو َ‬ ‫صلها ُمسلم‪َ ،‬ولَفظه‪ :‬أَن َر ُسول هللا ‪ ‬هنى َعن التلقي‪...‬احلَ يديث(‪َ )8‬ويرَوايَة عبد ال ر‬ ‫معاذ َو َ‬
‫َ‬

‫(‪)1‬مسند أْحد ‪.)354(428/1‬‬


‫(‪ )2‬صحيح مسلم ـكتاب اجلنائز ـ ابب امليت يعذب ببكاء أهله عليه ‪)17()927(639/2‬‬
‫(‪ )3‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪.162/3‬‬
‫(‪ )4‬أي النهي عن استقبال الركبان البتياع ما حيملونه إىل البلد قبل أن يقدموا األسواق الكواكب للكرماين ‪.38/10‬‬
‫(‪ )5‬أن ميدح السلعة لينفقها ويروجها النهاية يف غريب احلديث البن األثري‪21/5‬‬
‫عها أ رَاي ًما َال حيتلبه لريى أ رَهنَا َكثي َرية اللرنب الفائق للزخمشري ‪.293/2‬‬ ‫ي‬
‫(‪ )6‬أَن يُيريد بيع النراقة أَو الشراة فيحقن اللرنب يف ْ‬
‫ضر َ‬
‫(‪ )7‬كتاب الشروط ـ ابب الشروط يف الطالق ‪ .192/3‬حديث (‪.)2727‬‬
‫(‪ )8‬صحيح مسلم كتاب البيوع ـ ابب حترمي بيع الرجل على بيع أخيه‪ ،‬وسومه على سومه‪ ،‬وحترمي النجش‪ ،‬وحترمي التصرية‪)1515(1155/3‬‬
‫(‪ )12‬من طريق عبيد هللا بن معاذ العنربي عن أبيه معاذ عن شعبة به‪.‬‬
‫‪2281‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫معاذ(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يهما روايه أَيْضاً َعن ُش ْعبَة‪َ .‬وقَاال‪ُ ( :‬هن َي)‪ :‬بي َ‬
‫ضم النُّون َوكسر‬ ‫مهدي‪ ،‬كلَ َ‬
‫وأن غندر‪ُ -‬حمَ رمد بن َج ْع َفر‪َ ،-‬وعبد الر ْْحَن بن ْ‬
‫صلها ُمسلم َعن أِب بكر بن َانفيع َعن غْندر(‪.)2‬‬ ‫ي‬
‫ا ْهلَاء على صيغَة الْ َم ْج ُهول‪َ ،‬ويرَوايَة غْندر َو َ‬
‫ابن يمْنـ َهال‬ ‫ي‬
‫وح رجاج ُ‬ ‫رضر َ‬ ‫وأن آدم بن أِب إي َايس رواه َعن ُش ْعبَة‪ُ ( :‬هنينا)‪ ،‬على يصيغَة الْ َم ْج ُهول للمتكلم َم َع الْغَ ْري‪ ،‬وأن الن ْ‬
‫صلها إي ْس َحاق بن َر َاه َويْه‬ ‫ي‬ ‫كيلَيهما أَيْضاً رواي َعن ُش ْعب َ ي‬
‫ة‪(:‬هنى)‪ ،‬ب َفْتح النُّون على صيغة الْ َم ْعلُوم‪َ ،‬ومل يعينا الْ َفاعل‪َ ،‬ويرَوايَة النرضر َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي (‪.)5‬‬
‫اعيل ال َقاضي‬ ‫يف مسنده عنه(‪ )3‬ويرواية حجاج وصلها الْبـيـه يقي(‪ )4‬من طَ يريق إي ْمس ي‬
‫َ‬ ‫َ َ َْ َ ّ‬ ‫َ َ ََ‬

‫(‪ )1‬املصدر السابق ‪ )1515(1156/3‬من طريق عبد الوارث بن عبد الصمد عن أبيه عبد الصمد عن شعبة به‪.‬‬
‫(‪ )2‬املصدر السابق ‪.)1515(1156/3‬‬
‫(‪ )3‬مسند إسحاق بن راهويه ‪ )226(259/1‬من طريق النضر عن شعبة به‪.‬‬
‫(‪ )4‬السنن الكربى للبيهقي ‪ ) 226(259/1‬من طريق علي بن أْحد بن عبدان عن أْحد بن عبيد عن إمساعيل القاضي وأِب مسلم كليهما عن‬
‫سليمان بن حرب عن شعبة به بلفظ ُهني ابلبناء للمجهول‪.‬‬
‫(‪ )5‬راجع عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪ 303 ،302/13‬بتصرف‪ .‬وانظر مثله‪ :‬حديث رقم(‪ )3909‬كتاب مناقب األنصار ـ ابب‬
‫هجرة النب ‪ ‬وأصحابه إىل املدينة ‪ ،62/5‬و حديث رقم(‪ )5556‬كتاب األضاحي ـ ابب قول النب ‪ ‬ألِب بردة‪ :‬ضح ابجلذع من‬
‫املعز ولن جتزي عن أحد بعدك ‪ ،101/7‬وحديث رقم(‪ )6164‬كتاب األدب ـ ابب ما جاء يف قول الرجل ويلك ‪ ،38/8‬وحديث‬
‫رقم(‪ )6249‬كتاب االستئذان ـ ابب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال ‪.55/8‬‬
‫‪2282‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬الفوائد املتعلقة بطرق التحمل وألفاظها وإثبات االتصال‪ ،‬أو السماع‪:‬‬
‫تضمنت األحاديث اليت أخرجها اإلمام البخاري يف صحيحه‪ :‬جمموعة من الفوائد املتعلقة بطرق التحمل‪ ،‬وألفاظها‪،‬‬
‫وإثبات االتصال أو السماع بني الراوي ومن روى عنه‪ ،‬وميكن تصنيف هذه الفوائد على النحو التايل‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬اعتماد البخاري طريق املكاتبة (أو جواز الرواية ابملكاتبة)‪.‬‬
‫تضمنت بعض األسانيد اليت ساقها اإلمام البخاري يف صحيحه‪ ،‬ما يفيد جواز الرواية ابملكاتبة(‪ ،)1‬والرواية عن طريق‬
‫إيل‬
‫املكاتبة صحيحة‪ ،‬وهي من طرق التحمل‪ ،‬فعلها البخاري رْحه هللا يف صحيحه‪ ،‬فإنه يف موضع من املواضع قال‪(:‬كتب ّ‬
‫حممد بن بشار ) وساق اإلسناد‪ ،‬مع أن حممد بن بشار من شيوخه الذين أكثر من الرواية عنهم‪ ،‬وهو من صغار شيوخه‪ ،‬ويظهر‬
‫ذلك يف املثالني اآلتيني‪:‬‬

‫‪-‬قال أبو عبد هللا‪ :‬كتب ّ‬


‫إيل حممد بن بشار‪ ،‬حدثنا معاذ بن معاذ‪ ،‬حدثنا ابن عون‪ ،‬عن الشعب‪ ،‬قال‪ :‬قال الرباء بن‬
‫عازب‪ :‬وكان عندهم ضيف هلم‪ ،‬فأمر أهله أن يذحبوا قبل أن يرجع‪ ،‬ليأكل ضيفهم‪ ،‬فذحبوا قبل الصالة‪ ،‬فذكروا ذلك للنب‬
‫‪ ،‬فأمره أن يعيد الذبح ‪ ،‬فقال‪ :‬اي رسول هللا‪ ،‬عندي عناق جذع‪ ،‬عناق لنب‪ ،‬هي خري من شايت حلم (‪ .)2‬فكان ابن عون‪،‬‬
‫يقف يف هذا املكان عن حديث الشعب‪ ،‬وحيدث عن حممد بن سريين‪ ،‬مبثل هذا احلديث‪ ،‬ويقف يف هذا املكان‪ ،‬ويقول‪ :‬ال‬

‫(‪ )1‬واملكاتبة هي ‪ :‬وهي أن يكتب الشيخ شيئاً من حديثه خبطه أو يكتبه غريه إبذنه مث يرسله إىل شخص غائب ولو عن جملسه‪ ،‬ويقول يف‬
‫إيل فالن أو أخربان فالن مكاتبة‪ .‬واجلمهور على جواز الرواية هبذا النوع من التحمل ولو مل أيذن له ابلرواية؛ بشرط أن يتحقق‬
‫الرواية‪ :‬كتب ّ‬
‫من خط الشيخ‪ ،‬ومن صحة الكتاب‪ ،‬مبعىن‪ :‬أن يكون الكتاب كتاب الشيخ‪ ،‬قال اخلطيب يف الكفاية ‪ : 336/‬فإذا عرف املكتوب إليه‬
‫خط الراوي‪ ،‬وثبت عنده أنه كتابه إليه‪ ،‬فله أن يروي عنه ما تضمن كتابه ذلك من أحاديث ‪ ،‬وتصحيح الرواية هبذا أيضاً مما عليه عمل‬
‫أئمة كبار‪ ،‬قبل الناس ذلك منهم‪ ،‬واحتجوا به من روايتهم‪ ،‬منهم‪ :‬منصور بن املعتمر‪ ،‬وأيوب السختياين‪ ،‬وشعبة بن احلجاج‪ ،‬وابن جريج‪،‬‬
‫السنّة وعمل املسلمني يف الصدر األول ابملكاتبة متواتر‪ ،‬وهي عندهم حجة‪ ،‬كتب النب ‪ ‬إىل‬
‫والليث بن سعد‪ ،‬والبخاري وغريهم‪ .‬و ُ‬
‫امللوك‪ ،‬وكتب أبو بكر وعمر إىل األمراء والوالة‪ ،‬ولزمت احلجة بتلك الكتب‪ .‬انظر‪( :‬فتح املغيث للسخاوي ‪.)136/2‬‬
‫(‪ )2‬كتاب األميان والنذور‪ ،‬ابب إذا حنث انسياً يف األميان‪ 135/8 ،‬حديث (‪.)6673‬‬
‫‪2283‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫أدري أبلغت الرخصة غريه أم ال ‪ ،‬رواه أيوب‪ ،‬عن ابن سريين‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النب ‪.)1( ‬‬

‫إيل حممد بن بشار مل تقع هذه الصيغة للبخاري يف صحيحه عن أحد من مشاخيه‬
‫قال احلافظ ابن حجر‪ :‬قوله كتب ّ‬
‫إال يف هذا املوضع‪ ،‬وقد أخرج بصيغة املكاتبة فيه أشياء كثرية‪ ،‬لكن من رواية التابعي عن الصحاِب‪ ،‬أو من رواية غري التابعي‬
‫عن التابعي وَو ذلك‪ ،‬وحممد بن بشار هذا هو املعروف ببُندار‪ ،‬وقد أكثر عنه البخاري‪ ،‬وكأنه مل يسمع منه هذا احلديث فرواه‬
‫عنه ابملكاتبة‪ ،‬وقد أخرج أصل احلديث من عدة طرق أخرى موصولة (‪.)2‬‬

‫ب إيلَْي يه قَ َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال‪ :‬أ ْ ي‬ ‫ي‬


‫ال‪:‬‬ ‫َخ ََربين َج ْع َف ُر بْ ُن َرب َيعةَ‪ :‬أَ رن ابْ َن ش َهاب َكتَ َ‬ ‫َخ ََربَان َانف ُع بْ ُن يَيز َ‬
‫يد قَ َ‬ ‫ال ابْ ُن أيَِب َم ْرَميَ‪ :‬أ ْ‬
‫‪-‬قال البخاري ‪َ :‬وقَ َ‬
‫ف النيّ َساءُ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫رب ‪- ‬وَكانَت يمن ي ي‬ ‫ي‬ ‫يي ي ي‬ ‫ي‬
‫ص ير ُ‬
‫ت‪َ :‬كا َن يُ َسلّ ُم فَـيَـْن َ‬
‫ص َواحبَاهتَا‪ -‬قَالَ ْ‬ ‫َ ْ ْ َ‬ ‫ي‬
‫ت احلَارث الفَراسيرةُ َع ْن أ ُّم َسلَ َمةَ َزْو يج الن يّ‬ ‫َح ردثـَْت يين هْن ُد بيْن ُ‬
‫ول ري‬ ‫ص ير َ‬ ‫فَـي ْدخ ْلن بـي َ ي‬
‫اّل‪.)3( ‬‬ ‫ف َر ُس ُ‬ ‫وهتُ رن م ْن قَـْب يل أَ ْن يـَْن َ‬ ‫َ ُ َ ُُ‬
‫قال العيين‪ :‬قوله‪( :‬كتب إليه)‪ :‬فيه حجة يف جواز الرواية ابملكاتبة(‪ )4‬واملكاتبة من أقسام التحمل وهي نوعان‪ :‬إحدامها‪:‬‬
‫املقرونة ابإلجازة‪ ،‬واألخرى‪ :‬املتجردة عنها‪ .‬واألوىل‪ :‬يف الصحة والقوة شبيهة ابملناولة املقرونة ابإلجازة‪ .‬وأما الثانية‪ :‬فالصحيح‬
‫املشهور فيها أهنا جتوز الرواية هبا‪ِ ،‬بن يقول‪ :‬كتب إيل فالن قال‪ :‬حدثنا بكذا‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬جيوز حدثنا وأخربان فيها‪ ،‬وقد‬

‫(‪ )1‬قلت‪ :‬ووصله البخاري يف أوائل األضاحي ‪ 17/2‬حديث رقم(‪ )954‬قال ثنا مسدد ثنا إمساعيل هو ابن علية عن أيوب عن حممد بن‬
‫سريين عن أنس قال‪ :‬قال النب ‪ : ‬من ذبح قبل الصالة‪ ،‬فليعد ‪ ،‬فقام رجل فقال‪ :‬هذا يوم يشتهى فيه اللحم‪ ،‬وذكر من جريانه‪ ،‬فكأن‬
‫النب ‪ ‬صدقه‪ ،‬قال‪ :‬وعندي جذعة أحب إيل من شايت حلم‪ ،‬فرخص له النب ‪ ،‬فال أدري أبلغت الرخصة من سواه أم ال ‪.‬‬
‫(‪ )2‬فتح الباري ‪ .554/11‬وقال القسطالين يف إرشاد الساري ‪ :390/9‬وقد أخرج احلديث أبو نعيم من رواية احلسني بن حممد قال‪ :‬حدثنا‬
‫حممد بن بشار بندار قال‪ :‬حدثنا معاذ ابن معاذ التميمي العنربي احلافظ قاضي البصرة قال‪ :‬حدثنا ابن عون‪-‬يعين عبدهللا‪ -‬عن الشعب‬
‫عامر بن شراحيل أنه قال‪ :‬قال الرباء بن عازب ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كتاب األذان‪ ،‬أبواب صفة الصالة‪ ،‬ابب مكث اإلمام يف مصاله بعد السالم ‪ .169/1‬حديث (‪ )850‬وانظر مزيداً من األمثلة على‬
‫ض ْع َن ْحَْلَ ُه رن ‪،57 /7‬حديث رقم(‪ ،)5319‬وكتاب املناقب‪ ،‬ابب حديث‬ ‫َجلُ ُه رن أَ ْن يَ َ‬ ‫املكاتبة‪ :‬كتاب الطالق‪ ،‬ابب وأُوالت ْاأل ْ ي‬
‫َْحال أ َ‬ ‫َ ُ‬
‫زيد بن عمرو بن نفيل ‪ ،41/5‬حديث رقم(‪ ،)3828‬وكتاب املغازي‪ ،‬ابب فضل من شهد بدراً‪ ،77/5 ،‬حديث رقم(‪ ،)3991‬وكتاب‬
‫الرقاق‪ ،‬ابب ما يكره من قيل وقال ‪ ،100/8‬حديث رقم(‪ ،)6473‬وغريها من املواضع‪.‬‬
‫(‪ )4‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪.305/20‬‬
‫‪2284‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫سوى البخاري الكتابة املقرونة ابإلجازة ابملناولة‪ ،‬ورجح قوم املناولة عليها حلصول املشافهة هبا‪ ،‬ابإلذن دون املكاتبة‪ ،‬وقد جوز‬
‫مجاعة من القدماء األخبار فيهما‪ ،‬واألول ما عليه احملققون من اشرتاط بيان ذلك(‪.)1‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬العدول عن استخدام األلفاظ املعهودة يف التحمل واألداء‪ ،‬واستخدام ألفاظ أخرى‪ ،‬إما لكوهنا‬
‫أعم من تلك األلفاظ املعهودة‪ ،‬أو لفائدة أخرى‪:‬‬
‫يستخدم اإلمام البخاري أحياانً ألفاظاً يف التحمل واألداء‪ ،‬غري األلفاظ اليت اتفق العلماء على استعماهلا‪ ،‬إما لكوهنا‬
‫أعم من األلفاظ املستعملة‪ ،‬كقوله‪( :‬ال أعلمه إال عن فالن)‪ ،‬فهي أعم من قوله‪( :‬حدثنا) أو (أخربان)‪ ،‬وأهنا مفيدة لالتصال‪،‬‬
‫وإما أن يكون ذلك لفائدة أخرى(كقوله يف أحد األسانيد‪ :‬وأفهمين بعضه)(‪ )2‬كما سيتضح مبا أييت‪:‬‬

‫أ ت كوهنا أعم كقوله‪( :‬ال أعلمه إال عن فالن)‪:‬‬

‫اق ابْ ين َعْب يد ر‬


‫اّلي ابْ ين أيَِب طَْل َحةَ‬ ‫الع يزي يز بْ ُن َعْب يد ر‬
‫اّلي بْ ين أيَِب َسلَ َمةَ َع ْن إي ْس َح َ‬ ‫َخ ََربيين َعْب ُد َ‬
‫يل‪ :‬أ ْ‬
‫‪-‬قال البخاري ‪ :‬وقَ َ ي ي‬
‫ال إ ْمسَاع ُ‬ ‫َ‬
‫ﱇﱉﱊﱋﱌ ﱍﱎ‬
‫ﱈ‬ ‫ت ‪ :‬ﱡﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ‬ ‫الَ أ َْعلَ ُمهُ إيرال َع ْن أَنَس ‪ ‬قَ َ‬
‫ال‪ :‬لَ رما نـََزلَ ْ‬

‫اىل ييف كيتَابييه‪ :‬ﱡ ﱁ ﱂ ﱃ‬


‫اّلُ تَـبَ َارَك َوتَـ َع َ‬ ‫اّلي يـَ ُق ُ‬
‫ول ر‬ ‫ول ر‬ ‫اّلي ‪ ‬فَـ َق َ‬
‫ال‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫ﱏ ﱐﱑﱠ(‪ )3‬جاء أَبو طَْلح َة إي َىل رس ي‬
‫ول ر‬ ‫َُ‬ ‫ََ ُ َ‬

‫ب أ َْم َو يايل إي َر‬ ‫ﱄ ﱅ ﱆ ﱇﱈﱠ َوإ رن أ َ‬


‫يل بَْريُ َحاءَ‪...‬احلديث(‪.)4‬‬ ‫َح ر‬ ‫ي‬

‫قال ابن حجر‪ :‬والذي يظهر أن الذي قال‪(:‬ال أعلمه إال عن أنس)‪:‬هو البخاري(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬راجع‪ :‬الكواكب الدراري للكرماين ‪ 119/23 ،20/2‬ـ وفتح الباري البن حجر ‪ 154/1‬ـ وعمدة القاري للعيين ‪.24/2‬‬
‫)‪ )2‬قلت‪ :‬قوله ( وأفهمين بعضه) يعين فيما يتعلق مبنت احلديث‪.‬‬
‫(‪ )3‬سورة آل عمران ‪ -‬آية‪.92 :‬‬
‫(‪ )4‬كتاب الوصااي ‪ -‬ابب من تصدق إىل وكيله مث رد الوكيل إليه ‪ .8/4‬حديث (‪ )2758‬وانظر مثله‪ :‬كتاب اجلمعة‪ ،‬ابب املشي إىل اجلمعة‪،‬‬
‫‪ ،8/2‬حديث رقم(‪.)909‬‬
‫(‪ )5‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪.388 /5‬‬
‫‪2285‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫وقال الكرماين‪ :‬قوله‪( :‬ال أعلمه إال عن أنس)‪ :‬هذا أعم من أن يقول حدثنا أو أخربان‪ .‬وعلى مجيع التقادير ال قدح‬
‫(‪)1‬‬
‫فيه‪ ،‬واحلديث متصل به‬

‫ب ت فائدة أخرى يف قوله‪( :‬وأفهمين بعض احلديث)‪:‬‬

‫َْحَ ُد(‪َ )2‬ح ردثـَنَا فـُلَْي ُح بْ ُن ُسلَْي َما َن َع ين ابْ ين يش َهاب‬


‫ضهُ أ ْ‬‫‪-‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا أَبُو الربيي يع ُسلَْي َما ُن بْ ُن َد ُاوَد َوأَفْـ َه َم يين بـَ ْع َ‬
‫اّلُ‬ ‫اّلي بْ ين َعْب يد ر‬
‫اّلي ابْ ين عُْتـبَةَ َع ْن َعائي َشةَ َر يض َي ر‬ ‫ب َو َع ْل َق َم َة بْ ين َوقراص اللرْيثي يّي َوعُبَـْي يد ر‬ ‫يد بْ ين املسيّ ي‬
‫َُ‬
‫الزب يري وسعي ي‬
‫الزْه ير يّ‬
‫ي َع ْن عُ ْرَوَة بْ ين َُّْ َ َ‬ ‫ُّ‬
‫(‪)3‬‬
‫اّلُ يمْنهُ‪ ..‬احلديث‬ ‫ك َما قَالُوا‪ ،‬فََرربأ ََها ر‬ ‫ال َهلا أ َْهل ا يإلفْ ي‬
‫ني قَ َ َ ُ‬
‫عْنـها زو يج الني ي ي‬
‫رب ‪ ‬ح َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َْ‬
‫قال الكرماين‪ :‬وقال البخاري‪(:‬وأفهمين بعضه)‪ ،‬فإن قلت‪ :‬مل مل يقل حدثين وأخربين وَوه‪ .‬وما الفائدة يف سلوك هذه‬
‫الطريقة‪ .‬قلت‪ :‬إشعاراً ِبنه فهمه بعض معاين احلديث ومقاصده‪ ،‬ال لفظه(‪ .)4‬وقال ابن حجر‪ :‬حيتمل أن يكون أْحد رفيقاً ألِب‬
‫الربيع يف الرواية عن فليح‪ ،‬وأن يكون البخاري ْحله عنهما مجيعاً على الكيفية املذكورة‪ .‬وحيتمل أن يكون أْحد رفيقاً للبخاري‬
‫يف الرواية عن أِب الربيع‪ ،‬وهو األقرب‪ .‬إذ لو كان املراد األول لكان يقول‪ :‬قاال‪ :‬حدثنا فليح ابلتثنية‪ .‬ومل أر ذلك يف شيء من‬
‫األصول ويؤيد األول أيضاً‪ :‬صنيع الربقاين‪ ،‬فإنه أخرج احلديث يف املصافحة‪ ،‬ومقتضاه‪ :‬أن القدر املذكور عند البخاري عن أْحد‬
‫عن أِب الربيع عن فليح‪ ،‬لكن وقع يف أطراف خلف حدثنا أبو ربيع وأفهمين بعضه أْحد بن يونس‪ ،‬فإن كان حمفوظاً‪ ،‬فلعل لفظ‬
‫قاال سقط من األصل كما جرت العادة إبسقاطها كثرياً يف األسانيد‪ ،‬فأثبت بعضهم بدهلا قال ابإلفراد‪ ،‬ومبا قال خلف جزم‬
‫الدمياطي‪ ،‬وأما جزم املزي ِبن الذي ذكره خلف‪ ،‬وهم‪ ،‬فليس هذا اجلزم بواضح‪ ،‬وزعم ابن خلفون أن أْحد هذا هو ابن حنبل‪،‬‬
‫وجوز غريه أن يكون أْحد بن النضر النيسابوري‪ ،‬وبه جزم الذهب يف طبقات القراء‪ ،‬وقد ح ّدث به عن‬
‫بناء على القول الثاين‪ّ ،‬‬

‫(‪ )1‬الكواكب الدراري يف شرح صحيح البخاري ‪.75 / 12‬‬


‫(‪ (2‬قلت‪ :‬قوله (أْحد) هكذا مبهماً‪ ،‬ومل حيدد الشراح من هو على وجه التحديد بل قال ابن حجر‪ :‬حيتمل أن يكون أْحد بن يونس الريبوعي‪،‬‬
‫وحيتمل أن يكون أْحد بن النضر وحيتمل أْحد بن حنبل وحيتمل غريهم ‪ .‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪ 225-224/1‬بتصرف‪.‬‬
‫(‪ )3‬كتاب الشهادات‪ ،‬ابب تعديل النساء بعضهن بعضاً ‪ 173/3‬حديث (‪.)2661‬‬
‫(‪ )4‬الكواكب الدراري يف شرح صحيح البخاري للكرماين ‪.180 / 11‬‬
‫‪2286‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫أِب الربيع الزهرائي(‪.)1‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬التصريح بسماع راو من شيخه الذي روى عنه ابلعنعنة؛ لدفع توهم عدم السماع‪:‬‬
‫قد أييت يف اإلسناد الذي يسوقه اإلمام البخاري رواية رجل عن آخر ابلعنعنة‪ ،‬فيقوم البخاري ابلتصريح ابلسماع بينهما؛‬
‫لدفع توهم عدم السماع‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬

‫اّل َوقَ ْد َيمس َع يمْنهُ َع ْن َانفيع َع ين‬


‫اسم بن َحيىي عن عبـي يد ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫رم بْ ُن ُحمَ رمد بْ ين َْحي َىي َح ردثـَنَا َع ّمي ال َق ُ ْ ُ ْ َ َ ْ َُ ْ‬ ‫‪-‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا ُم َقد ُ‬
‫اّلي ‪ ‬فَـتَالَ َعنَا َك َما‬ ‫اّلي ‪ ‬فَأ ََمَر هبيي َما َر ُس ُ‬ ‫ي‬
‫ان رس ي‬ ‫ي ي‬ ‫ابْ ين عُ َمَر َر يض َي ر‬
‫ول ر‬ ‫ول ر‬ ‫اّلُ َعْنـ ُه َما‪ :‬أَ رن َر ُج ًال َرَمى ْامَرأَتَهُ فَانْـتَـ َفى م ْن َولَد َها ييف َزَم َ ُ‬
‫ي ي (‪)2‬‬
‫ني املتَالَعنَ ْني‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ضى ياب َلولَ يد ليْل َم ْرأَةي َوفَـر َق ب‬
‫َ‬ ‫اّلُ مثُر قَ َ‬
‫ال ر‬ ‫قَ َ‬
‫ُ‬
‫قال ابن حجر‪ :‬قوله‪( :‬عن عبيد هللا وقد مسع منه)‪ :‬هو كالم البخاري‪ .‬وأشار بذلك إىل حديث غري هذا صرح فيه‬
‫القاسم بن حيىي بسماعه من عبيد هللا بن عمر(‪.)3‬‬

‫وقال العيين‪ :‬وعبيد هللا هو‪ :‬ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن اخلطاب‪ .‬واحلديث من أفراده(‪.)4‬‬

‫قلت‪ :‬بعد البحث يف رواية القاسم بن حيىي يف صحيح البخاري‪ ،‬وجدت أن البخاري قد روى عنه يف التوحيد‪ ،‬ويف‬
‫تفسري سورة النور‪ ،‬عن ابن أخيه مقدم بن حممد بن حيىي عنه عن عبيد هللا بن عمر‪ ،‬وملا ذكره يف املرة األوىل يف سورة النور ذكر‬
‫السماع‪ ،‬بينما يف التوحيد مل يذكر السماع بل ابلعنعنة‪ ،‬حيث أن العنعنة ليست من شرط البخاري أراد بقوله(وقد مسع منه)‬
‫التنبيه على السماع بينهما‪.‬‬

‫(‪ )1‬فتح الباري شرح صحيح البخاري البن حجر ‪.273 /5‬‬
‫(‪ )2‬كتاب تفسري القرآن ـ ابب ‪ :‬ﱡﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷﱠ ‪ 101/6‬حديث (‪.)4748‬‬
‫(‪ )3‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪ .451 / 8‬قلت‪ :‬ومل أقف على موضع السماع الذي أشار إليه احلافظ‪.‬‬
‫(‪ )4‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪.79/19‬‬
‫‪2287‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫املطلب الرابع ‪ :‬التصريح برتدده‪ ،‬أو شكه يف أخذ احلديث عن الراوي مباشرة‪ ،‬أو بواسطة‪ .‬على أن الشك الواقع‬
‫وحتريه‪ ،‬وهي ال تنقص من قدره بل تزيده‪ ،‬رمحه هللا تعاىل‪.‬‬
‫من اإلمام البخاري صورة مشرقة ألمانته‪ ،‬وشدة ورعه ّ‬
‫فإذا وقع الشك للبخاري أحياانً يف أخذ حديثه عن أحد شيوخه‪ ،‬هل أخذه منه مباشرة‪ ،‬أم بواسطة‪ .‬فيعرب عن ذلك‬
‫بـ(أو) املفيدة للرتدد والشك‪ ،‬وهذا ال يقدح يف احلديث‪ ،‬وذلك ألنه صرح ابلتحديث عنه مباشرة يف موضع آخر دون تردد أو‬
‫شك‪ ،‬أو ألن الواسطة ثقة‪ ،‬أو شيخ آخر له‪ ،‬وقد يكون ألنه حتمل احلديث وجادة مع اطالعه عليه موصوالً(‪ ،)1‬فال يتأثر‬
‫احلديث بذلك ومثاله‪:‬‬
‫اصم عن أيَِب عثْما َن قَ َ ي‬ ‫ي‬
‫اعيل عن ع ي‬
‫ت ابْ َن عُ َمَر‬
‫ال‪َ :‬مس ْع ُ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫صبراح أ َْو بـَلَغَيين َعْنهُ َح ردثـَنَا إي ْمسَ ُ َ ْ َ‬ ‫‪-‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثَيين ُحمَ رم ُد بْ ُن َ‬
‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫َر يض َي ر‬
‫ب‪ ..‬احلديث(‪.)2‬‬ ‫ضُ‬ ‫اجَر قَـْب َل أَبييه يَـ ْغ َ‬
‫يل لَهُ َه َ‬
‫اّلُ َعْنـ ُه َما إذَا ق َ‬
‫ق ـ ـ ــال احل ـ ـ ــافظ اب ـ ـ ــن حج ـ ـ ــر‪ :‬وحمم ـ ـ ــد ب ـ ـ ــن الص ـ ـ ــباح‪ :‬روى عن ـ ـ ــه البخ ـ ـ ــاري يف الص ـ ـ ــالة‪ ،‬ويف البي ـ ـ ــوع‪ ،‬جازمـ ـ ـ ـاً بغ ـ ـ ــري‬
‫واس ــطة‪ .‬وأم ــا مـ ــن بلّ ــغ البخـ ــاري عن ــه‪ ،‬فيحتمـ ــل أن يك ــون هـ ــو‪ :‬عب ــاد ابـ ــن الولي ــد‪ ،‬أبـ ــو ب ــدر الغُـ ـ َـربي؛ ألن أاب نع ــيم أخرجـ ــه‬
‫يف مس ـ ــتخرجه م ـ ــن طريق ـ ــه ع ـ ــن حمم ـ ــد اب ـ ــن الص ـ ــباح(‪ .)3‬وق ـ ــال الكرم ـ ــاين‪ :‬وك ـ ــان البخ ـ ــاري ش ـ ــاكاً حي ـ ــث ق ـ ــال‪( :‬أو بلغ ـ ــين‬
‫عنه)‪ ،‬وهو نوع من الرواية عن اجملهول(‪.)4‬‬

‫(‪ ) 1‬ألن من صيغ األداء ابلوجادة أن يقول الراوي‪ :‬أو بلغين عنه‪ ،‬وهذا يف حالة أن يكون الراوي مل يثق خبط من روى عنه‪ ،‬قال السخاوي‪:‬‬
‫واحرتز عن اجلزم إن مل تثق بـ ذاك اخلط بل قل وجدت عنه أي عن فالن أو بلغين عنه ‪ .‬انظر‪ :‬فتح املغيث ‪.152/2‬‬
‫(‪ )2‬كتاب مناقب األنصار‪ ،‬ابب هجرة النب ‪ ‬وأصحابه إىل املدينة ‪ 64/5‬حديث(‪ )3916‬ورواه القطيعي موصوالً قال‪ :‬قال عبد هللا بن‬
‫أْحد ثنا أبو جعفر حممد بن الصباح الدوالِب ثنا إمساعيل بن زكراي عن عاصم األحول عن أِب عثمان قال مسعت ابن عمر وذكر احلديث ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬فضائل الصحابة ألْحد ‪.277/1‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪ 256/7‬ـ وعمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيين ‪ .55/17‬قال احلافظ ابن حجر يف تغليق‬
‫التعليق ‪ :96/4‬وقال أبو نعيم يف املستخرج حدثنا أبو إسحاق بن ْحزة ثنا أبو بكر بن أْحد املوصلي ثنا أبو بدر عباد بن الوليد ثنا حممد‬
‫بن الصباح به وساق مثله‪.‬‬
‫(‪ )4‬الكواكب الدراري يف شرح صحيح البخاري ‪.120/15‬‬
‫‪2288‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫َخبَـَريين عُ َمـ ُر بْـ ُن َعـْب يد ر‬


‫اّلي بْ ين عُ ْرَوَة َيمس َع عُـ ْرَوَة‬ ‫‪ -‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا عُثْ َما ُن بْ ُن اهلَْيـثَيم أ َْو ُحمَ رم ٌد َعْنهُ َع ين ابْـ ين ُجَريْـج أ ْ‬
‫الوَد ياع ليْل يح يّل َوا يإل ْحَريام (‪.)2‬‬ ‫ي‬ ‫اّلي ‪ ‬بييَ َد ر ي ي (‪ )1‬ي‬
‫ي ب َذر َيرة يف َح رجة َ‬ ‫ول ر‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ت‪ :‬طَيرـْب ُ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫َوال َقاس َم ُخيْي َرب يان َع ْن َعائ َشةَ قَالَ ْ‬
‫قال الكرماين‪ :‬قوله‪( :‬أو حممد عنه)‪ :‬قال الغساين‪ :‬هو حممد بن حيىي الذهلي‪ .‬وشك البخاري يف الرواية عن عثمان‬
‫أنه ابلواسطة‪ ،‬أو بدوهنا‪ ،‬وال انقداح هبذا الشك(‪.)3‬‬

‫وقال احلافظ ابن حجر‪ :‬جزم احلاكم ِبن حممداً هو الذهلي (‪ .)4‬وقال يف الفتح‪ :‬قوله حدثنا عثمان بن اهليثم أو حممد‬
‫عنه‪ :‬أما حممد فهو بن حيىي الذهلي وأما عثمان فهو من شيوخ البخاري وقد أخرج عنه عدة أحاديث بال واسطة منها يف أواخر‬
‫احلج ويف النكاح وأخرج عنه يف األميان والنذور (‪.)5‬‬

‫وقال العيين‪ :‬ألن عثمان شيخه أخرج عنه يف مواضع بال واسطة(‪ ،)6‬وقال يف موضع آخر‪ :‬أو حدثين حممد عنه أي‬
‫عن عثمان بن اهليثم‪ ،‬وكل واحد من عثمان‪ ،‬وحممد بن حيىي من شيوخ البخاري(‪.)7‬‬

‫وقال القسطالين‪ :‬شك هل ح ّدث عن عثمان بواسطة الذهلي أو بدوهنا وهذا غري قادح إذ عثمان من شيوخ البخاري‬
‫وروى عنه أحاديث بال واسطة منها يف أواخر احلج ويف النكاح (‪.)8‬‬

‫ب ال يطّ ي‬
‫يب ‪(.‬احملكم ‪ :)45/10‬وقال الزخمشري‪ :‬وطيّبه ابلذريرة‪ ،‬وهي فتات قصب الطيب‪،‬‬ ‫صي‬ ‫(‪ (1‬قال ابن سيده ‪ :‬وال رذ ير َيرةُ ما ْاََ ر‬
‫ت من قَ َ‬
‫وهو قصب جياء به من اهلند‪ ،‬كقصب النشاب ‪( .‬أساس البالغة ‪.)146/1‬‬
‫(‪ )2‬كتاب اللباس ـ ابب الذريرة ‪164/7‬ـ حديث (‪.)5930‬‬
‫(‪ )3‬الكواكب الدراري يف شرح صحيح البخاري ‪.125/21‬‬
‫(‪ُ )4‬هدى الساري مقدمة فتح الباري البن حجر ‪.233‬‬
‫(‪ )5‬فتح الباري شرح صحيح البخاري البن حجر ‪ .371/10‬وقال يف الفتح ‪ :552/11‬وقد أخرجه اإلمساعيلي من طريق حممد بن حيىي عن‬
‫عثمان بن اهليثم ‪.‬‬
‫(‪ )6‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪.62/22‬‬
‫(‪ )7‬املصدر السابق ‪.189/23‬‬
‫(‪ )8‬إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ‪.474/8‬‬
‫‪2289‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫املطلب اخلامس‪ :‬إيراده شك الراوي يف طريقة التحمل‪:‬‬


‫يورد البخاري يف بعض أحاديثه ما يفيد شك أحد الرواة يف طريقة حتمله للحديث‪ ،‬مما يدل على أمانته العلمية يف النقل‬
‫عن الرواة‪ ،‬ودقة حفظه للمواضع اليت شكوا فيها(‪ .)1‬وأمثلة ذلك‪:‬‬
‫ال‪ :‬ح ردثـَنَا َشيـبا ُن عن َحيىي ب ين أيَِب َكثيري عن يع ْك يرم َة قَ َ ي‬
‫ت َسأَلْتُهُ‪-‬‬
‫ال‪َ :‬مس ْعتُهُ ‪ -‬أ َْو ُكْن ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ َ ْ ْ َ ْ‬ ‫‪-‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا أَبُو نـُ َعْيم قَ َ َ‬
‫صلرى ييف ثـَ ْوب‬
‫ول‪َ :‬م ْن َ‬ ‫اّلي ‪ ‬يـَ ُق ُ‬
‫ول ر‬‫ت َر ُس َ‬ ‫ول‪ :‬أَ ْشه ُد أي ي‬
‫َين َمس ْع ُ‬
‫ت أ ََاب ُهَريْـَرَة يـَ ُق ُ َ ّ‬
‫قَ َ ي‬
‫ال‪َ :‬مس ْع ُ‬
‫ني طََرفَـْي يه (‪.)2‬‬ ‫ي‬ ‫وي‬
‫ف بَْ َ‬
‫احد فَـ ْليُ َخال ْ‬ ‫َ‬
‫قال العيين‪ :‬قوله‪( :‬مسعته أو كنت سألته)‪ :‬الشك من حيىي بن أِب كثري بني السماع والسؤال‪ ،‬حيث قال أوالً‪ :‬مسعته‪،‬‬
‫أي مسعت عكرمة‪ ،‬مث قال‪ :‬أو كنت سألته‪ .‬يعين‪ :‬مسعت منه إما بسؤايل عنه‪ ،‬أو بغري سؤايل‪ ،‬ال أحفظ كيفية احلال(‪ .)3‬وقال‬
‫احلافظ ابن حجر‪ :‬قوله مسعته أي قال حيىي مسعت عكرمة مث تردد هل مسعه ابتداءً أو جواب سؤال منه‪ ،‬هذا ظاهر هذه‬
‫الرواية (‪.)4‬‬

‫وقال القسطالين‪ :‬أي كنت مسعت منه ابتداءً‪ ،‬أو جواب سؤال‪ ،‬ال أدري كيف وقع(‪.)5‬‬

‫)‪ )1‬قلت‪ :‬وقد روي هذا احلديث من غري اللفظ الذي أورده البخاري(مسعته أو كنت سألته) عن أكثر من إمام‪ ،‬فقد أخرجه أْحد (املسند‬
‫‪ )255/2‬من طريق هشام عن حيىي عن عكرمة عن أِب هريرة‪ ..‬وذكر احلديث ومل يذكر فيه (مسعته أو كنت سألته)! وأخرجه الطحاوي(شرح‬
‫مشكل اآلاثر ‪ )381/1‬من طريق هشام‪ ،‬عن حيىي بن أِب كثري‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن أِب هريرة‪ ،‬ومل يذكر اللفظ السابق‪ .‬وابن حبان (الصحيح‬
‫‪ )79/6‬وعبد الرزاق(املصنف ‪ )353/1‬كالمها من طريق معمر عن حيىي بن أِب كثري عن عكرمة عن أِب هريرة‪ ،‬ومل يذكر اللفظ السابق!‬
‫(‪ )2‬كتاب الصالة ـ ابب إذا صلى يف الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه ‪ 81/1‬ـ حديث (‪.)360‬‬
‫(‪ )3‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪67/4‬ـ والكواكب الدراري للكرماين ‪.18/4‬‬
‫(‪ )4‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪ .471/1‬وقال‪ :‬قد رواه احلارث بن أِب أسامة يف مسنده عن يزيد بن هارون عن شيبان َو رواية‬
‫البخاري قال مسعته أو كنت سألته فسمعته أخرجه أبو نعيم يف املستخرج ‪.‬‬
‫(‪ )5‬إرشاد الساري لصحيح البخاري ‪.391/1‬‬
‫‪2290‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫وقال احلافظ ابن رجب‪ :‬يف هذه الرواية تصريح حيىي بن أِب كثري ابلسماع هلذا من عكرمة‪ ،‬فزال بذلك ما كان خيشى‬
‫من تدليسه‪ ،‬والتصريح بسماع عكرمة له من أِب هريرة (‪.)1‬‬

‫َخ ََربيين َع ْمٌرو َع ْن بُ َك ْري َع ْن ُكَريْب َع ْن‬ ‫ئ َعلَْي يه‪ -‬قَ َ‬


‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫‪-‬قال البخاري‪َ :‬ح ردثـَنَا َْحي َىي بْ ُن ُسلَْي َما َن َح ردثـَنَا ابْ ُن َوْهب ‪-‬أ َْو قُ ير َ‬
‫ف فَ َش ير ي‬ ‫ف ييف املوقي ي‬ ‫ي‬
‫ت إيلَْي يه ييحبالَب َوُه َو َواق ٌ‬ ‫اّلُ َعْنـ َها‪ :‬أَ رن الن َ ُّ ي ي ي ي‬ ‫َمْي ُمونَةَ َر يض َي ر‬
‫ب مْنهُ‬‫َ‬ ‫َْ‬ ‫رب ‪ ‬يـَ ْوَم َعَرفَةَ فَأ َْر َسلَ ْ‬
‫راس َشكوا يف صيَام الن يّ‬
‫راس يـَْنظُُرو َن (‪.)2‬‬
‫َوالن ُ‬
‫قوله‪( :‬أو قُرئ عليه)‪ :‬شك من حيىي يف أن الشيخ قَرأ‪ ،‬أو قُرئ على الشيخ(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪.151/2‬‬


‫(‪ )2‬كتاب الصوم ـ ابب صوم يوم عرفة ‪ 42/3‬حديث (‪ )1989‬ـ‬
‫(‪ )3‬عمدة القاري‪ ،‬للعيين ‪ 109/11‬ـ وإرشاد الساري‪ ،‬للقسطالين ‪ .416/3‬قال السيوطي يف تدريب الراوي ‪ : 423/1‬القسم الثاين من وجوه‬
‫أت عليه بنفسك أو قَرأ عليه غريك وأنت تسمع‪ ،‬واألحوط يف الرواية‬
‫التحمل‪ :‬القراءة على الشيخ‪ ،‬ويسميها أكثر احملدثني عرضاً‪ ،‬سواء قَـَر َ‬
‫هبا أن يقول قرأت على فالن إن قرأ بنفسه‪ ،‬أو قرئ عليه وأان أمسع فأقر به ‪.‬‬
‫‪2291‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫اخلامتة‪:‬‬
‫وبعد هذه اجلولة بني رواايت وأسانيد كتاب إمام احملدثني البخاري (اجلامع الصحيح) أذكر هنا بعض النتائج اليت‬
‫توصلت إليها‪:‬‬

‫‪ -1‬متيز اإلمام البخاري مبنهجية فريدة انفرد هبا عن مجيع من صنف يف الصحيح ممن جاء بعده‪.‬‬
‫‪ -2‬كان اإلمام البخاري يستخدم قواعد علم العلل دون أن يصرح هبا‪ ،‬فصحح طرقاً‪ ،‬وضعف طرقاً‪ ،‬إما ابلتنصيص‬
‫على ذلك أو ابلتلميح‪ ،‬وترك عناء ذلك للباحثني وطالب العلم اجملتهدين لشحذ مهمهم للوصول إليها‪.‬‬
‫‪ -3‬أبرز البحث جهود شراح اجلامع الصحيح فقد وضعوا أيديهم على كثري من العلل والفوائد والتنبيهات و كانت‬
‫هلم عناية ِبسانيد ومتون كتاب اجلامع الصحيح‪.‬‬
‫‪ -4‬أن اإلمام البخاري كان ينوع يف طرق حتمل احلديث بني السماع والعرض والوجادة واملكاتبة بل واملناولة‬
‫واملذاكرة‪ ،‬وكلها تفيد االتصال عنده‪.‬‬
‫‪ -5‬أن اإلمام البخاري كان يربط بني اإلسناد وبني املنت مبنهجية فريدة ال يدركها إال املتخصصون املتبحرون يف‬
‫علم احلديث‪ ،‬فلم يكن عمله عشوائياً بل كان مدروساً بعناية كبرية‪ ،‬وخفية يف الظاهر‪.‬‬
‫‪ -6‬وجدت بعض األحاديث املرسلة وليست على شرطه فوصلها بطريقة ذكية؛ إما يف نفس مكان إيراد احلديث‬
‫أو يف مكان آخر من كتابه الصحيح‪.‬‬
‫ومن التوصيات ‪:‬‬

‫أن كتاب اجلامع الصحيح ما زال حباجة إىل مزيد حبث وعناية يف جوانب الصنعة احلديثية‪ ،‬الستخراج ما خفي من‬
‫فوائد ولطائف‪ ،‬على أن تكون هذه األعمال سلسلة متصلة يبين الالحق فيها على جهد السابق‪ ،‬ويتعمق كل حبث يف جزئية‬
‫أو مسألة من مسائله ‪ ،‬للوصول إىل فهم كل جوانب الصنعة احلديثية يف هذا الكتاب الفريد‪.‬‬
2292
‫جامعة القصيم‬
) ‫م‬2019 ‫ يناير‬/ ‫هـ‬1440 ‫ ( ربيع اثين‬2295 -2256 ‫ ص ص‬،)3( ‫ العدد‬،)12( ‫ اجمللد‬،‫جامعة القصيم‬

)256‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‬

The chain of authorities main interest which relate to the narration in Sahih Al-Bukhari
(died 256 H.)
By:
Dr. Mosa AlHareth H. A. Melhem
Assistant prof. in Hadith and its science in University of Hail

Abstract : This research extracts the main interest, which Imam Al-Bukhari mentioned them through the chain of
authorities (isnad) in his book Al-Gam'i Al-Sahih. Those interest relate to the narration, they relate either to the texts (matn
al-hadith), or ways of the chain of authorities (al-turuq) or methods of learning and transmitting.

Indeed, Al-Bukhari didn’t mention his method in his Sahih, so, my work is elicitation the features of his method in
the field of the chain of authorities interest which relate to the narration , by extraction it beneath the texts, or taking benefits
from the books which explained his book, or specializing in some of it's respects.

In unique way, Imam Al-Bukhari always associated between the chain of authorities (isnad) and the text (matn) I
tried to collect some of it’s features. I categorize these interest, and extracted headings to highlight them.

Keywords: Al-Bukhai , Al-Sahih , interest , isnad , narration.


‫‪2293‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫املصادر واملراجع‬
‫‪ -1‬إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري‪ ،‬القسطالين‪ ،‬أْحد بن حممد بن أِب بكر بن عبد امللك املصري‪ ،‬أبو العباس(‬
‫ت‪ ،)923‬ط‪ ،7‬مصر‪ ،‬املطبعة الكربى األمريية‪1323 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -2‬أساس البالغة‪ ،‬الزخمشري‪ ،‬حممود بن عمر ( ت ‪538‬هـ ــ) ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1419 ،‬هـ ـ‪.‬‬
‫‪ -3‬الباعث احلثيث إىل اختصار علوم احلديث‪ ،‬ابن كثري‪ ،‬إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي البصري الدمشقي‪( .‬ت ‪)774‬‬
‫حتقيق‪ :‬أْحد حممد شاكر‪ ،‬ط‪ ،2‬بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -4‬التقييد واإليضاح شرح مقدمة ابن الصالح‪ .‬العراقي‪ ،‬عبد الرحيم بن احلسني بن عبد الرْحن بن أِب بكر بن إبراهيم‪ ،‬أبو‬
‫الفضل زين الدين(ت ‪ .)806‬حتقيق‪ :‬عبد الرْحن حممد عثمان‪ .‬ط‪ ،1‬املدينة املنورة‪ :‬املكتبة السلفية‪1389 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -5‬هتذيب التهذيب‪ .‬ابن حجر العسقالين‪ ،‬أْحد بن علي بن حممد بن أْحد‪ ،‬أبو الفضل (ت ‪ )852‬ط‪ ،1‬اهلند‪ ،‬مطبعة‬
‫دائرة املعارف النظامية‪1326 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -6‬التوضيح لشرح اجلامع الصحيح‪ ،‬ابن امللقن املصري‪ ،‬عمر بن علي بن أْحد الشافعي‪ ،‬سراج الدين أبو حفص (ت‬
‫‪ .)804‬حتقيق‪ :‬دار الفالح للبحث العلمي وحتقيق الرتاث‪ ،‬ط‪ ،1‬دمشق‪ ،‬دار النوادر‪1429 ،‬هـ‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول هللا ‪ ‬وسننه وأايمه (صحيح البخاري)‪ ،‬البخاري‪ ،‬حممد بن إمساعيل‬
‫أبو عبد هللا (ت ‪ )256‬حتقيق حممد زهري بن انصر الناصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار طوق النجاة‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬السنن الصغرى‪ ،‬النسائي‪ ،‬أْحد بن شعيب بن علي اخلراساين‪ ،‬أبو عبد الرْحن (ت‪ )303‬حتقيق عبدالفتاح أبو غدة‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬حلب‪ ،‬مكتب املطبوعات االسالمية‪1406 ،‬ه ــ‪.‬‬
‫‪ -9‬السنن الكربى‪ ،‬النسائي‪ ،‬أْحد بن شعيب بن علي اخلراساين‪ ،‬أبو عبد الرْحن (ت‪ ،)303‬حتقيق شعيب األرانَوط‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بريوت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -10‬شرح صحيح البخاري‪ ،‬ابن بطال‪ ،‬علي بن خلف بن عبد امللك‪ ،‬أبو احلسن(ت‪ )449‬حتقيق‪ :‬ايسر بن إبراهيم‪ .‬ط‪،2‬‬
‫الرايض‪ :‬مكتبة الرشد‪1423 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -11‬شرح علل الرتمذي‪ ،‬ابن رجب‪ ،‬زين الدين عبدالرْحن بن أْحد (ت ‪795‬هــ)‪ ،‬حتقيق الدكتور مهام عبدالرحيم سعيد‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬الزرقاء‪ ،‬در املنار‪1407 ،‬ه ـ ـ‪.‬‬
‫‪2294‬‬
‫جامعة القصيم‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫أبرز الفوائد اإلسنادية املتعلقة ابلرواية يف صحيح اإلمام البخاري (ت‪)256‬‬

‫‪ -12‬شرح معاين اآلاثر‪ ،‬الطحاوي‪ ،‬أْحد بن سالمة (ت‪321‬هــ)‪ ،‬ط‪ ،1‬الرايض‪ ،‬عامل الكتب‪1414،‬ه ــ‪.‬‬
‫‪ -13‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري‪ ،‬بدر الدين العيين‪ ،‬حممود بن أْحد بن موسى بن أْحد بن حسني الغيتاِب (ت‪،)885‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،.‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العرِب‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -14‬العني‪ ،‬الفراهيدي‪ ،‬اخلليل بن اْحد (‪170‬هــ) حتقيق مهدي املخزومي وابراهيم السامرائي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬بريوت‪ ،‬دار ومكتبة‬
‫اهلالل‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -15‬الفائق يف غريب احلديث واألثر‪ ،‬الزخمشري‪ ،‬حممود بن عمرو بن أْحد‪ ،‬أبو القاسم جار هللا (ت‪ .)538‬حتقيق‪ :‬علي‬
‫حممد البجاوي‪ ،‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬ط‪ ،2‬بريوت‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -16‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ابن حجر العسقالين‪ ،‬أْحد بن علي‪ ،‬أبو الفضل(ت‪ )852‬حتقيق حممد فؤاد عبد‬
‫الباقي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬بريوت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -17‬فتح املغيث بشرح ألفية احلديث للعراقي‪ ،‬السخاوي‪ ،‬حممد بن عبد الرْحن بن حممد بن أِب بكر بن عثمان بن حممد‪،‬‬
‫مشس الدين أبو اخلري (ت‪ ،)902‬حتقيق علي حسني علي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مصر‪ ،‬مكتبة السنة‪1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -18‬فضائل الصحابة‪ ،‬ابن حنبل‪ ،‬أْحد بن حممد (ت ‪241‬ه ــ)‪ ،‬حتقيق د وصي هللا عباس‪ ،‬بريوت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1403 ،‬هـ ــ‪.‬‬
‫‪ -19‬قواعد التحديث من فنون مصطلح احلديث‪ ،‬القامسي‪ ،‬حممد مجال الدين بن حممد سعيد بن قاسم (ت‪ )1332‬د‪.‬ط‪،.‬‬
‫بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -20‬الكواكب الدراري يف شرح صحيح البخاري‪ ،‬الكرماين‪ ،‬حممد بن يوسف بن علي بن سعيد‪ ،‬مشس الدين(ت‪ )786‬ط‪،2‬‬
‫بريوت‪ ،‬دار إحياء الرتاث العرِب‪1401 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -21‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬حممد بن مكرم (ت‪711‬هــ) ط‪ ،3‬بريوت‪ ،‬دار صادر‪ 1414 ،‬هـ ــ‪.‬‬
‫‪ -22‬احملكم واحمليط األعظم‪ ،‬ابن سيده‪ ،‬علي بن إمساعيل (ت ‪458‬ه ــ)‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1421 ،‬ه ـ ـ‪.‬‬
‫‪ -23‬املستخرج‪ ،‬أبو عوانة‪ ،‬يعقوب بن إسحاق (ت ‪316‬ه)‪ ،‬حتقيق أمين عارف الدمشقي‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬دار املعرفة‪،‬‬
‫‪1419‬ه ــ‪.‬‬
‫‪ -24‬مسند اإلمام أْحد بن حنبل‪ .‬ابن حنبل‪ ،‬أْحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباين(ت ‪ .)241‬حتقيق‪ :‬شعيب‬
‫األرانَوط‪ ،‬عادل مرشد‪ ،‬وآخرين‪ .‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -25‬مسند الدارمي املعروف بسنن الدارمي‪ .‬الدارمي‪ ،‬عبدهللا بن عبدالرْحن (ت‪ )255‬حتقيق‪ :‬حسني أسد الداراين‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2295‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)12‬العدد (‪ ،)3‬ص ص ‪ ( 2295 -2256‬ربيع اثين ‪1440‬هـ ‪ /‬يناير ‪2019‬م )‬

‫الدكتور موسى احلارث مهام عبدالرحيم ملحم‬

‫الرايض‪ ،‬دار املغين‪1412 ،‬ه ــ‪.‬‬


‫‪ -26‬املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول هللا ‪( ‬صحيح مسلم)‪ ،‬مسلم بن احلجاج أبو احلسن‬
‫القشريي النيسابوري (ت ‪ )261‬حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬بريوت‪ ،‬دار إحياء الرتاث العرِب‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -27‬مشارق األنوار على صحاح اآلاثر‪ ،‬اليحصب‪ ،‬عياض بن موسى (ت ‪544‬هــ)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬تونس والقاهرة‪ ،‬املكتبة العتيقة‬
‫ودار الرتاث‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -28‬املعجم الوسيط‪ ،‬إبراهيم مصطفى وآخرون‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬القاهرة‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -29‬معرفة أنواع علوم احلديث (مقدمة ابن الصالح)‪ ،‬ابن الصالح‪ ،‬عثمان بن عبد الرْحن‪ ،‬أبو عمرو تقي الدين(ت‪)643‬‬
‫حتقيق نور الدين زعرت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬بريوت‪ ،‬دار الفكر املعاصر‪1406 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -30‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج‪ ،‬النووي‪ ،‬حميي الدين حيىي بن شرف‪ ،‬أبو زكراي (ت‪،)676‬ط‪ ،2‬بريوت‪ ،‬دار‬
‫إحياء الرتاث العرِب‪1392 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -31‬النكت على مقدمة ابن الصالح‪ ،‬الزركشي‪ ،‬بدر الدين حممد بن عبد هللا بن هبادر‪ ،‬أبو عبد هللا الشافعي(ت‪)794‬‬
‫حتقيق د‪ .‬زين العابدين بن حممد بال فريح‪ .‬ط‪ ،1‬الرايض‪ ،‬أضواء السلف‪1419 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -32‬النهاية يف غريب احلديث البن األثري‪ ،‬ابن األثري اجلزري‪ ،‬املبارك بن حممد بن حممد بن حممد بن عبد الكرمي الشيباين‪ ،‬جمد‬
‫الدين أبو السعادات (ت‪ )606‬حتقيق‪ :‬طاهر الزاوي‪ ،‬حممود الطناحي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬بريوت‪ ،‬املكتبة العلمية‪1399 ،‬هـ‪.‬‬

You might also like