Professional Documents
Culture Documents
ٍ
نصوص فقهية قراءةٌ أصوليةٌ يف
بسم هللا الرضبن الرحيم
اغبمد هلل رب العاؼبُت والصبلة والسبلـ على نبيّو األمُت وعلى آلو وصحبو
أصبعُت،أما بعد
ّ
مادة دورة القارئ األصويل اليت متَّ تقديبها ع ّدة مرات
فهذه مذ ّكرة موجزة فيها ّ
لوف جديد من أنواع منها اؼبباشر ومنها اإللكًتوين عن بعد،وىدفها التدريب على ٍ
ُ
التدريبات األصولية والربط بُت علمي األصوؿ والفقو
فالربامج اليت يبكن القياـ هبا يف ىذا اجملاؿ متعددة وقابلة لئلبداع وابتكار
اعبديد،سواء يف تفعيل علم األصوؿ يف النصوص الشرعية من آيات القرآف الكرًن
واألحاديث النبوية الشريفة أو يف علم الفقو من كتب ومسائل
مثبل فيها أفكار تعليمية ذبعل الناظر يصعد فالوقفات األصولية مع اغبديث النبوي ً
من حالة فقو علم األصوؿ اليت يقصدىا دارس ىذا العلم إىل فقو التشريع نفسو
ط من التحليل األصويل ؼبسائل الفقو أحسب أنَّو جديد ويستحق ويف ىذه الدورة مب ٌ
التجربة وانتظار النتائج
أف نشرىا كاملة يف صورهتا اإللكًتونية كما متَّ تقديبها مع شرح األمثلة أيت َّ
وقد ر ُ
يسهل إدراؾ طبيعة الدورة وىدفها وتلخيص أفكار التدريبات ّ
وإين ألطلب فبّن اطّلع عليها من الزمبلء أو اؼبتدربُت أو اؼبتخصصُت أف يوافوا
يتم تطوير الربنامج
بأي مبلحظة أو تصويب أو اقًتاح حىت َّ صاحبها ّ
ماد ًة ؼبرحلة تالية من ىذه الدورة وفيهانصوص فقهية أخرى تصلح ّ ٌ لدي
وقد اجتمع َّ
نشر بعد مدارستها مع بعض الزمبلء أفكار غَت م ّكررة ردبا تُ َ
مسارا آخر يف برامج القراءة
السنة النبوية ردبا تكوف ً كما هبري صبع نصوص من ُّ
دليبل عمليِّا على تعدد جوانباألصولية وتفتح أف ًقا لتفعيل علم األصوؿ وتعطي ً
حضوره وتؤّكد القيمة العالية لو يف الشريعة .
ويف آخر الدورة يستطيع قارئ ىذه اؼبذكرة أف يستخلص بنفسو خبلصة األفكار اليت
ت من التدريبات ويبكنو أف يكتبها متسلسلة مرتبة،وىي من حيث اإلصباؿ – استُنتج ْ
وتسهيبل على القارئ -نوعاف :
ً
األوؿ تنبيهات منهجيّة ؼبن يقرأ كتب الفقو بعُت أصوليّة
الثاين الفوائد العلميّة النظرية والعمليّة من ىذا النمط من التحليل األصويل
استعدادا
ً اءة،تنبيها و
ً فاألوؿ يكوف قبل عملية القر
والثاين يكوف أثناءىا،نتيجةً وشبرةً
()1
دت نشر ىذه اؼبذ ّكرة فيو وىو يوـ عرفة الذيص ُ وإين يف ىذا اليوـ العظيم الذي ت ّق َّ " ّ
قاؿ فيو اؼبصطفى صلى هللا عليو وسلم " خَت يوـ طلعت عليو الشمس يوـ عرفة "
ألسأؿ ربَّنا الكرًن القبوؿ واؽبداية واؼبغفرة وأف هبعل ىذا العمل اليسَت من العلم الذي
يب ؾبيب ". يُنتفع بو ومن الصدقة اعبارية إنَّو قر ٌ
مث شاء هللا سبحانو أف يكوف نشر ىذه الدورة يف الليلة األوىل من شهر رمضاف اؼببارؾ
الذي أسأؿ هللا سبحانو يف أُوىل لياليو أف يتقبَّل منَّا ومن صبيع اؼبسلمُت سائر العمل
يعمنا برضبتو ومغفرتو وأف يصلح أحواؿ ببلد اإلسبلـ كلها وأف َّ
وصلى هللا على من نزؿ عليو القرآف يف أشرؼ ليايل رمضاف وعلى آلو وصحبو
) 1)1كانت النيّة معقودة على نشرىا يف ذلك اليوـ ولكن متَّ تأجيل النشر .
مقدمة الدورة
خالصا
ً حيَّا هللا صبيع األعضاء من إخوة وأخوات،وأسأؿ هللا العظيم أف هبعل ىذا اللقاء
مقبوال عنده
عمبل صاغبًا ً لوجهو الكرًن وأف يرزقنا فيو اؽبدى والسداد وأف يكوف ً
ويف مقدمة ىذا اللقاء التفاعلي أذ ّكر بأنَّو يعتمد على اؼبشاركة واالستفادة اؼبتبادلة،فالكل
ىنا متعلّم ومستفيد
والشكر والتقدير لربنامج "صناعة الباحث" وللشيخ د /فؤاد اؽبامشي على إعداد وترتيب الدورة
َّأما مدخل الدورة -وىو موضوع لقائنا األوؿ -فهو يف ثبلثة ؿباور :
احملور األوؿ /التعريف بفكرة الدورة وبعض التوصيات قبلها
احملور الثاين /طريقة التدريبات
احملور الثالث /ذبارب األعضاء اؼبشًتكُت يف تطبيق القواعد واؼبسائل األصولية على
النصوص الشرعية واؼبسائل الفقهية،واؼبشكبلت والصعوبات اليت واجهوىا .
احملور األوؿ
فكرة ىذا الربنامج تًتكز يف "القراءة األصولية للنصوص الفقهية"
بنصها الفقهي وبعبارة الفقيو الذي
فلدينا ؾبموعة من التطبيقات واألمثلة الفقهية مأخوذة ّ
ونرد صاغها َّ -إال مواضع يسَتة ٍ
لغرض يُنبَّو عليو يف موضعو -مث كبلّل ىذا النص ونكيّفو أصوليًا ُّ
ما فيو من تصرفات إىل علم األصوؿ .
فليست دراسةً أصوليةً ؼبسألة فقهية،وليست دورةً يف التخريج األصويل أو زبريج الفروع
حضور ببل شك
ٌ على األصوؿ،وإ ْف كاف للتخريج
بل املثال نص فقهي معزو إىل مصدره،والعبارة الفقهية مقصودة معنا
َّأما ؼباذا وما فائدتو وما اعبديد فيو فهذا ما ننتظره من األعضاء يف آخر اللقاء
يسجل كل عضو ما وؽبذا فإين أطلب من األعضاء بعد االنتهاء من تدريبات كل يوـ أف ّ
الحظو أثناء عملو وما اعًتضو أثناء ؿباولة اإلجابة عن أسئلة التدريبات ويف خطوات اغبل -
خاصة القضايا اؼبنهجية -وما يلحق ذلك من مناقشات ومشاركات،سواء ما كاف منها يف علم
األصوؿ كعلم أو ؼبن يقرأ كتب الفقو بعُت أصولية :
ماذا سيجد،وما الذي سيستفيده،وما الذي تضيفو ىذه الطريقة،وما األمور اليت عليو أف يتنبو
فيدوف ىذه الفوائد العلمية واؼببلحظات اؼبنهجية ؽبا و َّأال يغفلها،وما احملاذير اليت يتقيها ...إ،خّ ،
معا يف آخر الربنامج ولبرج بوصايا عامة ؼبن يقرأ كتابًا فقهيًا بطريقة أصولية .
مث نستعرضها ً
احملور الثاين
طريقة التدريبات كالتايل :
نص التدريب من أحد الكتب الفقهية -منت أو شرح أو كتاب -بغرض ربليلو * يُكتب ُّ
وتكييف ؿبتواه أصوليًا .
تأمل النص فقد وضعت عدة أسئلة ربت كل * لتسهيل التدريب وحصر تفكَت األعضاء أثناء ّ
نص تساعد على العملية .
* عدد التدريبات ثبلثة يف كل يوـ،تنشر دفعة واحدة صباح كل يوـ قبل الساعة الثامنة .
حرص على أف تكوف أمثلة كل يوـ ذات وحدة موضوعية حىت تكوف أصبع للذىن وكاف ىناؾ ٌ
* يغلق وقت اؼبشاركات يوميًا الساعة الثامنة مساءً
* يبدأ بعدىا التعليق والتعقيب واؼبناقشات واغبوار من مق ّدـ الدورة وباقي األعضاء .
* كتابة اعبواب تبدأ بذكر رقم اؼبثاؿ ىكذا "اؼبثاؿ األوؿ" مث ذبيب على كل سؤاؿ برقمو " -1
"....وىكذا باقي األسئلة .
* خذ وقتك يف التفكَت -قد ربتاج يف بعض التدريبات إىل كشكوؿ شخصي -واكتب يف
اؼبشاركة آخر ما توصلت إليو بعبارة مركزة .
أف األسئلة يُبٌت بعضها على بعض،منها ما ىو كذلك ومنها ما ىو مستقل . * ال تفًتض َّ
* قد يلحظ العضو قضيةً أصولية مل تشر إليها األسئلة فلو أف يُلحقها ولكن بعد إسباـ أجوبة
اؼبثاؿ .
* الغرض ىو التعلُّم،وردبا تكوف وجهة نظر أحد اؼبشاركُت أقوى من رأي مق ّدـ الدورة،وال ضَت
يف ىذا فنحن يف ؾبلس علم .
* قد ربتاج أثناء دراسة التدريب أف ترجع إىل بعض كتب األصوؿ للتأكد واؼبراجعة،وىذه
مؤشرا سلبيًا .
عبلمةٌ صحية وليست ً
* قد يضيق وقت بعض األعضاء عن اؼبشاركة يف إجابة كل التدريبات وردبا يستغلق عليو
عما يبكنو منها،وما ال يُدرؾ ال يًتؾ .
بعضها فباإلمكاف اعبواب َّ
أخَتا :
*و ً
غرض خاص وفكرة ؿبددة رئيسية "وليس ؾبرد رص على أف يكوف لكل مثاؿ ٌ يف التدريبات ح ٌ
حاصبل" ولذا من اؼبهم التيقظ ؽبا ألاها لن تقاؿ
ً التدرب على تطبيق علم األصوؿ وإف كاف
صبيعا .
صراحة بل سنتوصل إليها ً
احملور الثالث
فإف من أُوىل األعماؿ العلمية اليت يسعى إليهاطالب علم األصوؿ مىت أراد التمكن منو َّ
لتحقيق ىذا اؽبدؼ ىي ؿباولة تطبيقو والتدرب عليو
وتتنوع ذبارب التطبيق والتدرب :
فمن قراءةٍ يف كتب زبريج الفروع على األصوؿ
أو القراءة يف كتب العلماء الذين يكثروف من تطبيق القواعد األصولية كابن عثيمُت يف
اؼبمتع أو الشنقيطي يف أضواء البياف أو الشوكاين يف نيل األوطار،وكابن دقيق العيد يف كتبو ...
حىت يبلحظ التصرفات األصولية فيها
أو التدرب الشخصي أو مع معلّم أو زميل على مسائل فقهية َّإما على قوؿ واحد أو
بذكر اػببلؼ فيها وإرجاعها إىل علم األصوؿ
وردبا يطبق على آية قرآنية من آيات األحكاـ أو حديث من نفس الباب،فيطبق عليها
وإما لبلستنباط منها .
القواعد َّإما لبيااها َّ
والسؤاؿ من شقُت :
َ /1من منكم جرب إحدى ىذه الطرؽ ؟ ولو ذبربة قصَتة أو ؿبدودة ؟
ليذكر الطريقة وما الصعوبات اليت واجهها "اؼبطلوب العقبات وليس الفوائد فهي معلومة".
/2ىل ىناؾ طرؽ أخرى غَت ما ذكر ؟ طبقتها أو ظبعت عنها ؟
اذكرىا وما ميزهتا وصعوباهتا .
اجملموعة األوىل
اؼبثاؿ األوؿ /
( اؼباء الطهور يرفع اغبدث ويزيل اػببث )
ألف ىذا أوؿ نص هبده طالب العلم يف أوؿ كل كتاب فقهي غالبًا كاف من اؼبهم البدء َّ
بو،والختبلؼ الصيغ بُت الكتب وضعت ىذه العبارة اليت تفي بالغرض .
-1ىل فيها حكم ؟ ما ىو ؟
أي األحكاـ الشرعية" مع التوضيح باختصار ؟ -2ما تكييف اغبكم أصوليًا "من ّ
-3إذا كاف النص ىكذا "ال يرفع اغبدث وال يزيل النجس غَته" ما الذي سيختلف ؟
وما الذي سيتطلبو من قائلو ؟
-4لو كانت العبارة "استعماؿ اؼباء الطهور ...إ،خ " ىل سيختلف اغبكم والتكييف ؟
وؼباذا ؟ .
شرح اؼبثاؿ األوؿ :
ألف التحليل والتكييف جهد شخصي،اؼبهم بأف األنظار ستختلفَّ ، بالنسبة لشرح األمثلة أذ ّكر َّ
ّأال يبعد اعبواب عن دائرة االحتماالت القريبة .
أف فيو أوؿ فكرة ينبغي على القارئ األصويل نص فقهي،ومن حسن اغباؿ َّ ىذا اؼبثاؿ ىو أوؿ ّ
االنتباه إليها
اؼباء الطهور ورف ِع وصف اغبدث وإز ِ
الة اػببث،فهو يؤثّر ىذا عبلقة بُت ِ
-1العبارة يف إثبات ٍ
ذكر للمكلف،فهو حكم وضعي يثبت عبلقةً ما بُت التأثَت،فليس فيو حكم تكليفي وليس فيو ٌ
أي األحكاـ الوضعية ؟ اؼباء الطهور وىذين الوصفُت،لكن من ّ
أف األنظار يف العبارة ستختلف : -2كما سبق َّ
إف اغبكم ىنا ىو الصحة أي رفع اغبدث وزواؿ اػببث باؼباء فمن اؼبمكن أف يقاؿ َّ
وصف مًتتّب وليس إثبات عبلقة وتأث ٍَت بُت طرفُت،فالصحيح ما تًتتبٌ لكن الصحةصحيح،و َّ
آثاره عليو وىنا ؾبرد إثبات العبلقة
أيضا أف ينطبق عليو معٌت الشرط،فاؼباء الطهور شرط لرفع اغبدث وزواؿ وجائز ً ٌ
اػببث،وعليو ففي ىذه العبلقة يلزـ من عدـ اؼباء الطهور عدـ زواؿ الوصفُت ولكن ال يلزـ من
وجود اؼباء رفعهما،وىذا االحتماؿ أقرب من السابق
سبب لرفع اغبدث وزواؿ لكن األقرب أاها عبلقة السببية،وترصبة النص أصوليًا "اؼباء الطهور ٌ و َّ
اؼبعُت،فاؼباء الطهور سببأخص من الشرط وأكثر التصاقًا باغبكم َّ ألف السبب ُّاػببث" وذلك َّ
لتتمم اغبكم مثل النية يف رفع اغبدث والعدد يف زواؿ النجاسةوتبقى الشروط بعد ذلك ّ
وىو ىنا سبب يف مقدور اؼبكلف وليس كزواؿ الشمس لصبلة الظهر .
وال ضَت يف اختبلؼ تكييف العبارة مىت كاف يف دائرة احملتمبلت القريبة اليت ؽبا وجو يف
التكييف،اؼبهم َّأال يبعد االحتماؿ كالقوؿ َّ
إف اغبكم ىنا الوجوب ألنَّو ليس َمثَّ تكليف .
احدا،ولذا فلينتبو
حكما و ًوالعبارة فيها حكماف يف اغبقيقة :رفع اغبدث وزواؿ اػببث وليس ً
تضمنو العبارة الفقهية من أحكاـ فبل يُطوى بعضها أو يندرج يف آخر. القارئ األصويل إىل ما ت ّ
-3يف بعض الكتب "ال يرفع اغبدث وال يزيل اػببث غَته" وىذا معٌت زائد على ؾبرد إثبات
السببية وىو أنَّو السبب الوحيد،فعلى اؼبستدؿ أف يذكر يف أدلتو ما يُثبت ىذا القدر الزائد .
-4لو كانت العبارة "استعماؿ اؼباء الطهور يرفع اغبدث ويزيل اػببث" فالكبلـ ليس عن ؾبرد
أف استعمالو يفيد يف ربقيق اؼبقصود والغرض منو،وىذا يبُت َّ
يتضمنو -بل ّ
السببية -وإ ْف كاف ّ
ىو معٌت الصحة،فالصحيح ىو الذي تًتتب آثاره عليو عبادةً كاف أو معاملة،فالطهور يًتتب
أثره عند استعمالو وىو رفع اغبدث وزواؿ اػببث .
فالسببية معٌت والصحة معٌت،ومل يرد ذكر إلزاـ اؼبكلف الذي ىو معٌت الواجب
سليما .
فانظر إىل اؼبعٌت األصويل يف النص ليكوف التحليل ً
أفكار اؼبثاؿ
كل عبارة فقهية فيها حكم
ُّ /1
/2تأكد من عدد األحكاـ فردبا يكوف فيها أكثر من حكم
/3األحكاـ تكليفية ووضعية،فبل ينحصر التفكَت يف التكليفية فقط
/4حىت يصح ربليل النص أصوليًا انظر يف اؼبعٌت األصويل الذي يؤدي إليو النص،ىل ىو معٌت
الوجوب على اؼبكلف أـ السببية أـ الصحة ...
أوال يف
يغَت التكييف األصويل للنص،فانظر ً
/5اختبلؼ الصيغ بزيادة كلمة أو تبديلها قد ّ
اؼبعٌت الذي أضافو التغيَت أو التبديل .
اؼبثاؿ الثاين /
مرفق صورة نص من كشاؼ القناع يف باب صبلة التطوع عن الوتر :
عما فرض هللا( وليس بواجب على أمتو صلى هللا عليو وسلم لقولو لؤلعرايب حُت سألو َّ
علي غَتىا ؟ قاؿ :ال إَّال أف تطوع .متفق عليو من الصبلة قاؿ :طبس صلوات،قاؿ :ىل َّ
رجبل يقوؿ :الوتر واجب وقاؿ :ظبعت النيب صلى هللا عليو وسلم يقوؿ كذب عبادةُ ً عليو،و َّ
"طبس صلوات كتبه َّن هللا على العبد يف اليوـ والليلة " اػبرب .
وعن علي قاؿ :الوتر ليس حبتم كهيئة الصبلة اؼبكتوبة ولكنَّو سنة سنَّها النيب صلى هللا عليو
وسلم .رواه أضبد والًتمذي وحسنو،وألنَّو هبوز فعلو على الراحلة من غَت ضرورة أشبو السنن
مرفوعا "من مل يوتر فليس منا" ففيو ضعف،وحديث أيب أيوب وأ َّما حديث أضبد وأيب داود ً
أحب أف
أحب أف يوتر بثبلث فليفعل ومن َّ أحب أف يوتر خبمس فليفعل ومن َّ حق فمن َّ "الوتر ّّ
يوتر بواحدة فليفعل" رواه أضبد وأبو داود وابن ماجو ورواتو ثقات والنسائي وقاؿ اؼبوفق :أوىل
فمحموؿ على تأكيد االستحباب ) . ٌ بالصواب،
-1ىل يف ىذا النص حكم ؟ ما ىو ؟
-2ما الطرؽ اليت استعملها لبياف وتقرير ىذا اغبكم،وىل ىبتلف عن بقية األحكاـ من
حيث األدلة وطرؽ الداللة .
-3ؼباذا يلجأ الفقيو إىل النص على ىذا النوع من األحكاـ ويقرره .
شرح اؼبثاؿ الثاين :
حكما معينًا،واستعمل يف
-2+1يف ىذا النص يُثبت اؼبؤلف عدـ وجوب الوتر،فهو ينفي ً
تقريره لنفي اغبكم األدلةَ واالستدالالت اليت تُستعمل يف إثبات االحكاـ وأضاؼ عليها
اعبواب عن أدلة َمن يثبتونو .
مثبل َّ
ألف األحكاـ مباحا ً
ونفي الوجوب من حيث ىو ال يعٍت إثبات السنيّة فقد يكوف اغبكم ً
التكليفية من األضداد،فالعبلقة بُت الوجوب والسنية التضاد وليس التناقض فبل يلزـ من ارتفاع
أحدنبا إثبات اآلخر فقد يكوف اغبكم غَتنبا،ىذه النقطة ينبغي أف تُفقو
دائر ِ
الوجوب السنيّةَ َّ
ألف اػببلؼ يف ىذه اؼبسألة ٌ نفي
ولكن يف ىذا النص يبكن أف يفيد ُ
بينهما .
ص عليو الفقيو لوجود من يقوؿ بو،وىنا اغبنفية يروف وجوب الوتر
ونفي حكم معُت إمبا ين ُّ
ُ -3
وقرره باألدلة .
نص عليو َّ
"واجب عندىم وليس بفرض" لذا َّ
أفكار اؼبثاؿ
حكم،يَثبت دبا تثبت بو األحكاـ
/1نفي اغبكم ٌ
نفي حك ٍم ما .
فقد يكوف اغبكم يف النص الفقهي ىو ُ
/2نفي حكم معُت ال يلزـ منو إثبات حكم آخر،فلكي يثبت اغبكم اآلخر قد يطالَب النايف
باالستدالؿ إلثباتو .
لغرض كوجود َمن يقوؿ بو .
ينص الفقيو على نفي حكم إال ٍ /3ال ُّ
اجملموعة الثالثة
اؼبثاؿ السابع /
يف اؼبغٍت عن أحكاـ اإلحداد :
َّ
وكبوه،ألف اؼبعتدة ُمشبَّهة باحملرمة ( الثالث فبا ذبتنبو اغبادة :النقاب وما يف معناه مثل الربقع
واحملرمة ُسبنع من ذلك ) .
-1رتّب ىذه اعبملة على طريقة أركاف القياس بذكر األصل والفرع واغبكم واعبامع .
-2ما نوع ىذا القياس وؼباذا ؟
شرح اؼبثاؿ السابع /
-1أركاف القياس :
األصل احملرمة
اغبادة
الفرع َّ
اغبكم ربرًن النقاب أو اؼبنع منو
اعبامع مشاهبة احملرمة
-2ال يُعرؼ نوع القياس َّإال بعد ربديد اعبامع بُت األصل والفرع،وىنا َّ
عرب يف النص
ب"مشاهبة احملرمة" واالحتماالت كالتايل :
جامع وليس نفيًا للفارؽ بينهما،فنستبعد نفي الفارؽىنا وصف ٌ
أيضا اعبامع ليس علة،فنستبعد قياس العلة و ً
بقي قياس الداللة وقياس الشبو
ما اؼبشكلة اآلف ؟
نوع من أنواع القياس ستواجهنا مشكلة التعريفاتقبل أف نكيّف القياس الذي معنا على ٍ
والتقسيمات واعتبار التقسيم ومورده وأساسو
قلت ىو قياس داللة فما تعريفو ومعناه الذي بناءً عليو كيَّفتو بو ؟
دبعٌت أنَّك إذا َ
أيضا قد استبعدت أف يكوف من قياس الشبو فما معٌت قياس وإذا جعلتو من الداللة فأنت ً
الشبو عندؾ حىت تستبعد تكييف اؼبثاؿ بو ؟
أي تعريف من تعريفات الشبو ؟ وؼباذا مل ذبعلو داللة ؟ وإذا قلت ىو شبو،فعلى ّ
ىذه نقطة ليس ىذا ؿبل حبثها ولكن من الضروري لفت االنتباه إليها لندرؾ أنبيتها وذبعلنا
نتيقظ ؼبشكلة التقسيمات والتعريفات الكثَتة يف باب القياس وأاها ستؤثّر على عملنا وستكوف َّ
حاضرةً بقوة يف ربليل النصوص الفقهية بل وحىت التكييف األصويل ؼبسائل الفقو
مثاال الختبلؼ
وحىت تتضح اؼبشكلة لنستعرض بعض تعريفات الشبو عند األصوليُت،ونعطي ً
التقسيمات
فمن تعريفات الشبو :
شبها
-إغباؽ الفرع اؼبًتدد بُت أصلُت ؼبشاهبتو ؽبما باألكثر ً
-اعبمع بُت الفرع واألصل بوصف ال يناسب اغبكم بذاتو ولكن يستلزـ ما يناسبو "وىو ىنا
قريب من تعريف قياس الداللة اؼبشهور"
-اعبمع بالوصف الشبهي الذي مل تظهر مناسبتو ولكن الشارع التفت إليو يف بعض األحكاـ
ومن تقسيمات القياس :
ين،كل اعتبار ثبلثة أقساـ :
قسم القياس باعتبار ُّ -الطويف َّ
األوؿ من حيث اؼبناسبة وعدمها،فهو قياس مناسب "أو قياس اؼبعٌت" وشبهي وطردي،وال ذكر
لقياس الداللة ىنا
الثاين من حيث التصريح بالعلة وعدمها،فهو علة وداللة وقياس يف معٌت األصل،وال ذكر للشبو
ىنا
-يف كتاب قواعد األصوؿ ومعاقد الفصوؿ أقساـ القياس أربعة "ىكذا دوف اعتبارات":
علة ،داللة ،شبو ،طرد .
وستجد التعريفات عند كل واحد مرتبطةً بتقسيماتو للقياس :
فتعريف الشبهي عند الطويف مرتبط بالتقسيم الذي يدخل الشبهي فيو والذي ال ذكر فيو لقياس
الداللة
وقياس الداللة موجود فيو .
وتعريف الشبو يف كتاب قواعد األصوؿ مرتبط بالتقسيم الذي ذكره ُ
فمن الغلط اؼبنهجي دراسة اختبلؼ األصوليُت يف تعريف أنواع القياس كلّّ على حدة دوف
ربطو بالنظاـ الذي ىو جزء منو،فبلبد أف نعرؼ وكبن كبكي تعريف أحد األصوليُت لنوع من
القياس ما نظاـ ذلك األصويل يف تقسيماتو وتعريفاتو للباب وما الذي ذكره من األنواع وما
الذي مل يذكره .
وىذه اؼبشكلة موجودة يف موضع آخر يف القياس وىو تقسيمات الوصف اؼبناسب .
عودا إىل اعبواب :
ً
فعلى تقسيم القياس إىل علة وداللة وشبو على ما ىو متداوؿ يف اؼبختصرات كالورقات من
اغبادة واحملرمة كاف باشًتاكهما يف عدد
ألف اعبمع بُت ّ تعريفاهتا،فمثالنا ىذا من قياس الداللة َّ
من األحكاـ،وىذا معٌت قولو "اؼبعتدة مشبَّهة باحملرمة" فهما قد اشًتكا يف ؾبموعة من األحكاـ
من جهة ربريبها عليهما ومنعهما منها،فاعبمع مل يكن بعلة بل دبا ُّ
يدؿ عليها إذ كاف باغبكم
تدؿ على اشًتاكهما أي باألحكاـ اليت ُّ ْ
وىذا مثل قياس صحة ظهار العبد اؼبملوؾ على صحة طبلقو بسبب اشًتاؾ الظهار والطبلؽ
يف عدد من األحكاـ،وىو ما يصوغو الفقهاء بقوؽبم "صح طبلقو فصح ظهاره"
واستبعدنا قياس الشبو َّ
ألف معناه على ىذا النظاـ ىو الفرع اؼبًتدد ..ا،خ
أخَتا :
و ً
نص يف العبارة على "مشاهبة" اؼبعتدة للمحرمة،فبل ذبعل ظاىر العبارة يقودؾ بسرعة إىل اؼبؤلف َّ
تأمل مراده باللفظ وحلّل العبارة .
ربديد نوع القياس بل َّ
أفكار اؼبثاؿ
/1القراءة األصولية للنص الفقهي تكشف بعض اؼبشكبلت النظرية يف األصوؿ ومدى مسيس
أوال -أو على األقل بياف ما ستتبعو وتسَت عليو -قبل عملية التحليل اغباجة إىل ربريرىا نظريًا ً
والتكييف .
/2قضية التقسيمات والتعريفات خبصوصها عميقةٌ يف علم األصوؿ وحاضرةٌ أثناء القراءة
األصولية لكتب الفقو وعلى القارئ األصويل االىتماـ هبا وعدـ إغفاؽبا أثناء القراءة .
اؼبثاؿ الثامن /
يف شرح اؼبنتهى يف باب زكاة اػبارج من األرض يف ذكر ما ذبب فيو الزكاة من اغببوب :
ب ؼبا ال يؤكل كحب أشناف ...أو كاف اغبب من األبازير كالكسربة والكموف ( أو كاف اغبَ ُّ
مدخر أشبو الرب ) .كبل منها مكيل َّ للعموـ،وألف ِّ
َّ ...
الدليل الثاين يف ىذا النص ىو القياس :
-1ما نوعو وؼباذا ؟
-2كيف ربدد نوع القياس "العامل اؼبؤثّر يف ربديد نوعو" .
-3ما الذي لفت نظرؾ اآلف بعد ربليل النص ؟ وىل يذكرؾ دببلحظة سابقة تشبهها
مرت بك يف الدورة ؟
شرح اؼبثاؿ الثامن /
-1عند اغبنابلة ذبب الزكاة يف اغببوب كلها وذبب يف الثمار إذا كانت مكيلة
مدخرة،وىنا اؼبصنف ذكر بعض اغببوب بأعيااها وأاها ذبب فيها الزكاة وذكر دليلُت نبا العموـ
حاضرا يف عملية القياس
ً أيضا ولذلك ذبده
القياس،ووصف الكيل واالدخار مؤثّر يف اغببوب ً
ُ و
يف بعض أعياف اغببوب .
علة،ألف الوصف اعبامع ىو الكيل واالدخار وىو علة فيماَّ والذي يبدو َّ
أف القياس ىنا قياس
أيضا
يظهر يف اغببوب ً
أحدا فهم من النص ما مؤداه أاها حبوب مكيلة مدخرة كالرب فبل زبتلف عنو بشيئ أف ً ولو َّ
أيضا .
قياسا بنفي الفارؽ وىو قطعي فلو وجو ً فيكوف ً
-2العامل اؼبؤثر يف ربديد نوع القياس ىو الوصف اعبامع،ما ىو وما حقيقتو ؟
فالوصف الذي صبع فيو الفقيو بُت األصل والفرع ما حقيقتو ؟ علة أو شبو أو نفي فارؽ ،....
عرب هبا عنو .
ما حقيقتو وليس ؾبرد عبارة الفقيو اليت َّ
جدا يف كتب الفقو -مع َّ
أف كثَتا ً
عرب ىنا يف القياس بقولو "أشبو كذا" -وىي صبلة تتكرر ً َّ -3
اعبامع ىنا نفي الفارؽ اؼبؤثر أو العلة ونبا أقوى أنواع القياس؛وىذا يؤّكد لنا ما سبق َّ
أف كتب
خصوصا يف القياس
ً الفقو ال تلتزـ بدقة اؼبصطلح األصويل،فلننتبو إليها يف التكييف
ظن من ظاىر النص الذي وبكي القياس أنَّو قياس شبو وحينها ستستضعفو وقد ال تقف فقد يُ ُّ
معو يف حُت أنَّو من اؼبمكن أف يكوف أقوى أنواع القياس .
فكرة اؼبثاؿ
إذا كاف من طبيعة كتب الفقو أاها ال تلتزـ باؼبصطلحات األصولية كما ىي فباب القياس من
أكثر ما ذبد فيو ىذه اؼببلحظة،فانتبو لو أكثر .
وهللا أعلم
وصلى هللا على نبينا ؿبمد وعلى آلو وصحبو أصبعُت
واغبمد هلل رب العاؼبُت