You are on page 1of 37

‫دورة القارئ األصويل‬

‫ٍ‬
‫نصوص فقهية‬ ‫قراءةٌ أصوليةٌ يف‬
‫بسم هللا الرضبن الرحيم‬
‫اغبمد هلل رب العاؼبُت والصبلة والسبلـ على نبيّو األمُت وعلى آلو وصحبو‬
‫أصبعُت‪،‬أما بعد‬
‫ّ‬
‫مادة دورة القارئ األصويل اليت متَّ تقديبها ع ّدة مرات‬
‫فهذه مذ ّكرة موجزة فيها ّ‬
‫لوف جديد من أنواع‬ ‫منها اؼبباشر ومنها اإللكًتوين عن بعد‪،‬وىدفها التدريب على ٍ‬
‫ُ‬
‫التدريبات األصولية والربط بُت علمي األصوؿ والفقو‬
‫فالربامج اليت يبكن القياـ هبا يف ىذا اجملاؿ متعددة وقابلة لئلبداع وابتكار‬
‫اعبديد‪،‬سواء يف تفعيل علم األصوؿ يف النصوص الشرعية من آيات القرآف الكرًن‬
‫واألحاديث النبوية الشريفة أو يف علم الفقو من كتب ومسائل‬
‫مثبل فيها أفكار تعليمية ذبعل الناظر يصعد‬ ‫فالوقفات األصولية مع اغبديث النبوي ً‬
‫من حالة فقو علم األصوؿ اليت يقصدىا دارس ىذا العلم إىل فقو التشريع نفسو‬
‫ط من التحليل األصويل ؼبسائل الفقو أحسب أنَّو جديد ويستحق‬ ‫ويف ىذه الدورة مب ٌ‬
‫التجربة وانتظار النتائج‬
‫أف نشرىا كاملة يف صورهتا اإللكًتونية كما متَّ تقديبها مع شرح األمثلة‬ ‫أيت َّ‬
‫وقد ر ُ‬
‫يسهل إدراؾ طبيعة الدورة وىدفها‬ ‫وتلخيص أفكار التدريبات ّ‬
‫وإين ألطلب فبّن اطّلع عليها من الزمبلء أو اؼبتدربُت أو اؼبتخصصُت أف يوافوا‬
‫يتم تطوير الربنامج‬
‫بأي مبلحظة أو تصويب أو اقًتاح حىت َّ‬ ‫صاحبها ّ‬
‫ماد ًة ؼبرحلة تالية من ىذه الدورة وفيها‬‫نصوص فقهية أخرى تصلح ّ‬ ‫ٌ‬ ‫لدي‬
‫وقد اجتمع َّ‬
‫نشر بعد مدارستها مع بعض الزمبلء‬ ‫أفكار غَت م ّكررة ردبا تُ َ‬
‫مسارا آخر يف برامج القراءة‬
‫السنة النبوية ردبا تكوف ً‬ ‫كما هبري صبع نصوص من ُّ‬
‫دليبل عمليِّا على تعدد جوانب‬‫األصولية وتفتح أف ًقا لتفعيل علم األصوؿ وتعطي ً‬
‫حضوره وتؤّكد القيمة العالية لو يف الشريعة ‪.‬‬
‫ويف آخر الدورة يستطيع قارئ ىذه اؼبذكرة أف يستخلص بنفسو خبلصة األفكار اليت‬
‫ت من التدريبات ويبكنو أف يكتبها متسلسلة مرتبة‪،‬وىي من حيث اإلصباؿ –‬ ‫استُنتج ْ‬
‫وتسهيبل على القارئ ‪ -‬نوعاف ‪:‬‬
‫ً‬
‫األوؿ تنبيهات منهجيّة ؼبن يقرأ كتب الفقو بعُت أصوليّة‬
‫الثاين الفوائد العلميّة النظرية والعمليّة من ىذا النمط من التحليل األصويل‬
‫استعدادا‬
‫ً‬ ‫اءة‪،‬تنبيها و‬
‫ً‬ ‫فاألوؿ يكوف قبل عملية القر‬
‫والثاين يكوف أثناءىا‪،‬نتيجةً وشبرةً‬
‫(‪)1‬‬
‫دت نشر ىذه اؼبذ ّكرة فيو وىو يوـ عرفة الذي‬‫ص ُ‬ ‫وإين يف ىذا اليوـ العظيم الذي ت ّق َّ‬ ‫" ّ‬
‫قاؿ فيو اؼبصطفى صلى هللا عليو وسلم " خَت يوـ طلعت عليو الشمس يوـ عرفة "‬
‫ألسأؿ ربَّنا الكرًن القبوؿ واؽبداية واؼبغفرة وأف هبعل ىذا العمل اليسَت من العلم الذي‬
‫يب ؾبيب ‪".‬‬ ‫يُنتفع بو ومن الصدقة اعبارية إنَّو قر ٌ‬
‫مث شاء هللا سبحانو أف يكوف نشر ىذه الدورة يف الليلة األوىل من شهر رمضاف اؼببارؾ‬
‫الذي أسأؿ هللا سبحانو يف أُوىل لياليو أف يتقبَّل منَّا ومن صبيع اؼبسلمُت سائر العمل‬
‫يعمنا برضبتو ومغفرتو وأف يصلح أحواؿ ببلد اإلسبلـ كلها‬ ‫وأف َّ‬
‫وصلى هللا على من نزؿ عليو القرآف يف أشرؼ ليايل رمضاف وعلى آلو وصحبو‬

‫عبدالشكور ؿبمد الفارح‬


‫سحر ليلة رمضاف ‪1431/‬‬
‫جدة ‪ /‬اؼبملكة العربية السعودية‬
‫تيليجراـ ‪ /‬خواطر أصولية‬
‫تويًت@‪kwaterosolia‬‬
‫بريد ‪kwaterosolia@gmial‬‬
‫يوتيوب ‪ /‬قناة خواطر أصولية‬

‫‪ ) 1)1‬كانت النيّة معقودة على نشرىا يف ذلك اليوـ ولكن متَّ تأجيل النشر ‪.‬‬
‫مقدمة الدورة‬
‫خالصا‬
‫ً‬ ‫حيَّا هللا صبيع األعضاء من إخوة وأخوات‪،‬وأسأؿ هللا العظيم أف هبعل ىذا اللقاء‬
‫مقبوال عنده‬
‫عمبل صاغبًا ً‬ ‫لوجهو الكرًن وأف يرزقنا فيو اؽبدى والسداد وأف يكوف ً‬
‫ويف مقدمة ىذا اللقاء التفاعلي أذ ّكر بأنَّو يعتمد على اؼبشاركة واالستفادة اؼبتبادلة‪،‬فالكل‬
‫ىنا متعلّم ومستفيد‬
‫والشكر والتقدير لربنامج "صناعة الباحث" وللشيخ د‪ /‬فؤاد اؽبامشي على إعداد وترتيب الدورة‬
‫َّأما مدخل الدورة ‪ -‬وىو موضوع لقائنا األوؿ‪ -‬فهو يف ثبلثة ؿباور ‪:‬‬
‫احملور األوؿ ‪ /‬التعريف بفكرة الدورة وبعض التوصيات قبلها‬
‫احملور الثاين ‪ /‬طريقة التدريبات‬
‫احملور الثالث ‪ /‬ذبارب األعضاء اؼبشًتكُت يف تطبيق القواعد واؼبسائل األصولية على‬
‫النصوص الشرعية واؼبسائل الفقهية‪،‬واؼبشكبلت والصعوبات اليت واجهوىا ‪.‬‬
‫احملور األوؿ‬
‫فكرة ىذا الربنامج تًتكز يف "القراءة األصولية للنصوص الفقهية"‬
‫بنصها الفقهي وبعبارة الفقيو الذي‬
‫فلدينا ؾبموعة من التطبيقات واألمثلة الفقهية مأخوذة ّ‬
‫ونرد‬ ‫صاغها ‪َّ -‬إال مواضع يسَتة ٍ‬
‫لغرض يُنبَّو عليو يف موضعو‪ -‬مث كبلّل ىذا النص ونكيّفو أصوليًا ُّ‬
‫ما فيو من تصرفات إىل علم األصوؿ ‪.‬‬
‫فليست دراسةً أصوليةً ؼبسألة فقهية‪،‬وليست دورةً يف التخريج األصويل أو زبريج الفروع‬
‫حضور ببل شك‬
‫ٌ‬ ‫على األصوؿ‪،‬وإ ْف كاف للتخريج‬
‫بل املثال نص فقهي معزو إىل مصدره‪،‬والعبارة الفقهية مقصودة معنا‬
‫َّأما ؼباذا وما فائدتو وما اعبديد فيو فهذا ما ننتظره من األعضاء يف آخر اللقاء‬
‫يسجل كل عضو ما‬ ‫وؽبذا فإين أطلب من األعضاء بعد االنتهاء من تدريبات كل يوـ أف ّ‬
‫الحظو أثناء عملو وما اعًتضو أثناء ؿباولة اإلجابة عن أسئلة التدريبات ويف خطوات اغبل ‪-‬‬
‫خاصة القضايا اؼبنهجية‪ -‬وما يلحق ذلك من مناقشات ومشاركات‪،‬سواء ما كاف منها يف علم‬
‫األصوؿ كعلم أو ؼبن يقرأ كتب الفقو بعُت أصولية ‪:‬‬
‫ماذا سيجد‪،‬وما الذي سيستفيده‪،‬وما الذي تضيفو ىذه الطريقة‪،‬وما األمور اليت عليو أف يتنبو‬
‫فيدوف ىذه الفوائد العلمية واؼببلحظات اؼبنهجية‬ ‫ؽبا و َّأال يغفلها‪،‬وما احملاذير اليت يتقيها ‪...‬إ‪،‬خ‪ّ ،‬‬
‫معا يف آخر الربنامج ولبرج بوصايا عامة ؼبن يقرأ كتابًا فقهيًا بطريقة أصولية ‪.‬‬
‫مث نستعرضها ً‬
‫احملور الثاين‬
‫طريقة التدريبات كالتايل ‪:‬‬
‫نص التدريب من أحد الكتب الفقهية ‪ -‬منت أو شرح أو كتاب ‪ -‬بغرض ربليلو‬ ‫* يُكتب ُّ‬
‫وتكييف ؿبتواه أصوليًا ‪.‬‬
‫تأمل النص فقد وضعت عدة أسئلة ربت كل‬ ‫* لتسهيل التدريب وحصر تفكَت األعضاء أثناء ّ‬
‫نص تساعد على العملية ‪.‬‬
‫* عدد التدريبات ثبلثة يف كل يوـ‪،‬تنشر دفعة واحدة صباح كل يوـ قبل الساعة الثامنة ‪.‬‬
‫حرص على أف تكوف أمثلة كل يوـ ذات وحدة موضوعية حىت تكوف أصبع للذىن‬ ‫وكاف ىناؾ ٌ‬
‫* يغلق وقت اؼبشاركات يوميًا الساعة الثامنة مساءً‬
‫* يبدأ بعدىا التعليق والتعقيب واؼبناقشات واغبوار من مق ّدـ الدورة وباقي األعضاء ‪.‬‬
‫* كتابة اعبواب تبدأ بذكر رقم اؼبثاؿ ىكذا "اؼبثاؿ األوؿ" مث ذبيب على كل سؤاؿ برقمو " ‪-1‬‬
‫‪ "....‬وىكذا باقي األسئلة ‪.‬‬
‫* خذ وقتك يف التفكَت ‪-‬قد ربتاج يف بعض التدريبات إىل كشكوؿ شخصي‪ -‬واكتب يف‬
‫اؼبشاركة آخر ما توصلت إليو بعبارة مركزة ‪.‬‬
‫أف األسئلة يُبٌت بعضها على بعض‪،‬منها ما ىو كذلك ومنها ما ىو مستقل ‪.‬‬ ‫* ال تفًتض َّ‬
‫* قد يلحظ العضو قضيةً أصولية مل تشر إليها األسئلة فلو أف يُلحقها ولكن بعد إسباـ أجوبة‬
‫اؼبثاؿ ‪.‬‬
‫* الغرض ىو التعلُّم‪،‬وردبا تكوف وجهة نظر أحد اؼبشاركُت أقوى من رأي مق ّدـ الدورة‪،‬وال ضَت‬
‫يف ىذا فنحن يف ؾبلس علم ‪.‬‬
‫* قد ربتاج أثناء دراسة التدريب أف ترجع إىل بعض كتب األصوؿ للتأكد واؼبراجعة‪،‬وىذه‬
‫مؤشرا سلبيًا ‪.‬‬
‫عبلمةٌ صحية وليست ً‬
‫* قد يضيق وقت بعض األعضاء عن اؼبشاركة يف إجابة كل التدريبات وردبا يستغلق عليو‬
‫عما يبكنو منها‪،‬وما ال يُدرؾ ال يًتؾ ‪.‬‬
‫بعضها فباإلمكاف اعبواب َّ‬
‫أخَتا ‪:‬‬
‫*و ً‬
‫غرض خاص وفكرة ؿبددة رئيسية "وليس ؾبرد‬ ‫رص على أف يكوف لكل مثاؿ ٌ‬ ‫يف التدريبات ح ٌ‬
‫حاصبل" ولذا من اؼبهم التيقظ ؽبا ألاها لن تقاؿ‬
‫ً‬ ‫التدرب على تطبيق علم األصوؿ وإف كاف‬
‫صبيعا ‪.‬‬
‫صراحة بل سنتوصل إليها ً‬
‫احملور الثالث‬
‫فإف من أُوىل األعماؿ العلمية اليت يسعى إليها‬‫طالب علم األصوؿ مىت أراد التمكن منو َّ‬
‫لتحقيق ىذا اؽبدؼ ىي ؿباولة تطبيقو والتدرب عليو‬
‫وتتنوع ذبارب التطبيق والتدرب ‪:‬‬
‫فمن قراءةٍ يف كتب زبريج الفروع على األصوؿ‬
‫أو القراءة يف كتب العلماء الذين يكثروف من تطبيق القواعد األصولية كابن عثيمُت يف‬
‫اؼبمتع أو الشنقيطي يف أضواء البياف أو الشوكاين يف نيل األوطار‪،‬وكابن دقيق العيد يف كتبو ‪...‬‬
‫حىت يبلحظ التصرفات األصولية فيها‬
‫أو التدرب الشخصي أو مع معلّم أو زميل على مسائل فقهية َّإما على قوؿ واحد أو‬
‫بذكر اػببلؼ فيها وإرجاعها إىل علم األصوؿ‬
‫وردبا يطبق على آية قرآنية من آيات األحكاـ أو حديث من نفس الباب‪،‬فيطبق عليها‬
‫وإما لبلستنباط منها ‪.‬‬
‫القواعد َّإما لبيااها َّ‬
‫والسؤاؿ من شقُت ‪:‬‬
‫‪َ /1‬من منكم جرب إحدى ىذه الطرؽ ؟ ولو ذبربة قصَتة أو ؿبدودة ؟‬
‫ليذكر الطريقة وما الصعوبات اليت واجهها "اؼبطلوب العقبات وليس الفوائد فهي معلومة"‪.‬‬
‫‪ /2‬ىل ىناؾ طرؽ أخرى غَت ما ذكر ؟ طبقتها أو ظبعت عنها ؟‬
‫اذكرىا وما ميزهتا وصعوباهتا ‪.‬‬
‫اجملموعة األوىل‬
‫اؼبثاؿ األوؿ ‪/‬‬
‫( اؼباء الطهور يرفع اغبدث ويزيل اػببث )‬
‫ألف ىذا أوؿ نص هبده طالب العلم يف أوؿ كل كتاب فقهي غالبًا كاف من اؼبهم البدء‬ ‫َّ‬
‫بو‪،‬والختبلؼ الصيغ بُت الكتب وضعت ىذه العبارة اليت تفي بالغرض ‪.‬‬
‫‪ -1‬ىل فيها حكم ؟ ما ىو ؟‬
‫أي األحكاـ الشرعية" مع التوضيح باختصار ؟‬ ‫‪ -2‬ما تكييف اغبكم أصوليًا "من ّ‬
‫‪ -3‬إذا كاف النص ىكذا "ال يرفع اغبدث وال يزيل النجس غَته" ما الذي سيختلف ؟‬
‫وما الذي سيتطلبو من قائلو ؟‬
‫‪ -4‬لو كانت العبارة "استعماؿ اؼباء الطهور ‪ ...‬إ‪،‬خ " ىل سيختلف اغبكم والتكييف ؟‬
‫وؼباذا ؟ ‪.‬‬
‫شرح اؼبثاؿ األوؿ ‪:‬‬
‫ألف التحليل والتكييف جهد شخصي‪،‬اؼبهم‬ ‫بأف األنظار ستختلف‪َّ ،‬‬ ‫بالنسبة لشرح األمثلة أذ ّكر َّ‬
‫ّأال يبعد اعبواب عن دائرة االحتماالت القريبة ‪.‬‬
‫أف فيو أوؿ فكرة ينبغي على القارئ األصويل‬ ‫نص فقهي‪،‬ومن حسن اغباؿ َّ‬ ‫ىذا اؼبثاؿ ىو أوؿ ّ‬
‫االنتباه إليها‬
‫اؼباء الطهور ورف ِع وصف اغبدث وإز ِ‬
‫الة اػببث‪،‬فهو يؤثّر ىذا‬ ‫عبلقة بُت ِ‬
‫‪ -1‬العبارة يف إثبات ٍ‬
‫ذكر للمكلف‪،‬فهو حكم وضعي يثبت عبلقةً ما بُت‬ ‫التأثَت‪،‬فليس فيو حكم تكليفي وليس فيو ٌ‬
‫أي األحكاـ الوضعية ؟‬ ‫اؼباء الطهور وىذين الوصفُت‪،‬لكن من ّ‬
‫أف األنظار يف العبارة ستختلف ‪:‬‬‫‪ -2‬كما سبق َّ‬
‫إف اغبكم ىنا ىو الصحة أي رفع اغبدث وزواؿ اػببث باؼباء‬ ‫فمن اؼبمكن أف يقاؿ َّ‬
‫وصف مًتتّب وليس إثبات عبلقة وتأث ٍَت بُت طرفُت‪،‬فالصحيح ما تًتتب‬‫ٌ‬ ‫لكن الصحة‬‫صحيح‪،‬و َّ‬
‫آثاره عليو وىنا ؾبرد إثبات العبلقة‬
‫أيضا أف ينطبق عليو معٌت الشرط‪،‬فاؼباء الطهور شرط لرفع اغبدث وزواؿ‬ ‫وجائز ً‬ ‫ٌ‬
‫اػببث‪،‬وعليو ففي ىذه العبلقة يلزـ من عدـ اؼباء الطهور عدـ زواؿ الوصفُت ولكن ال يلزـ من‬
‫وجود اؼباء رفعهما‪،‬وىذا االحتماؿ أقرب من السابق‬
‫سبب لرفع اغبدث وزواؿ‬ ‫لكن األقرب أاها عبلقة السببية‪،‬وترصبة النص أصوليًا "اؼباء الطهور ٌ‬ ‫و َّ‬
‫اؼبعُت‪،‬فاؼباء الطهور سبب‬‫أخص من الشرط وأكثر التصاقًا باغبكم َّ‬ ‫ألف السبب ُّ‬‫اػببث" وذلك َّ‬
‫لتتمم اغبكم مثل النية يف رفع اغبدث والعدد يف زواؿ النجاسة‬‫وتبقى الشروط بعد ذلك ّ‬
‫وىو ىنا سبب يف مقدور اؼبكلف وليس كزواؿ الشمس لصبلة الظهر ‪.‬‬
‫وال ضَت يف اختبلؼ تكييف العبارة مىت كاف يف دائرة احملتمبلت القريبة اليت ؽبا وجو يف‬
‫التكييف‪،‬اؼبهم َّأال يبعد االحتماؿ كالقوؿ َّ‬
‫إف اغبكم ىنا الوجوب ألنَّو ليس َمثَّ تكليف ‪.‬‬
‫احدا‪،‬ولذا فلينتبو‬
‫حكما و ً‬‫والعبارة فيها حكماف يف اغبقيقة ‪ :‬رفع اغبدث وزواؿ اػببث وليس ً‬
‫تضمنو العبارة الفقهية من أحكاـ فبل يُطوى بعضها أو يندرج يف آخر‪.‬‬ ‫القارئ األصويل إىل ما ت ّ‬
‫‪ -3‬يف بعض الكتب "ال يرفع اغبدث وال يزيل اػببث غَته" وىذا معٌت زائد على ؾبرد إثبات‬
‫السببية وىو أنَّو السبب الوحيد‪،‬فعلى اؼبستدؿ أف يذكر يف أدلتو ما يُثبت ىذا القدر الزائد ‪.‬‬
‫‪ -4‬لو كانت العبارة "استعماؿ اؼباء الطهور يرفع اغبدث ويزيل اػببث" فالكبلـ ليس عن ؾبرد‬
‫أف استعمالو يفيد يف ربقيق اؼبقصود والغرض منو‪،‬وىذا‬ ‫يبُت َّ‬
‫يتضمنو‪ -‬بل ّ‬
‫السببية ‪-‬وإ ْف كاف ّ‬
‫ىو معٌت الصحة‪،‬فالصحيح ىو الذي تًتتب آثاره عليو عبادةً كاف أو معاملة‪،‬فالطهور يًتتب‬
‫أثره عند استعمالو وىو رفع اغبدث وزواؿ اػببث ‪.‬‬
‫فالسببية معٌت والصحة معٌت‪،‬ومل يرد ذكر إلزاـ اؼبكلف الذي ىو معٌت الواجب‬
‫سليما ‪.‬‬
‫فانظر إىل اؼبعٌت األصويل يف النص ليكوف التحليل ً‬
‫أفكار اؼبثاؿ‬
‫كل عبارة فقهية فيها حكم‬
‫‪ُّ /1‬‬
‫‪ /2‬تأكد من عدد األحكاـ فردبا يكوف فيها أكثر من حكم‬
‫‪ /3‬األحكاـ تكليفية ووضعية‪،‬فبل ينحصر التفكَت يف التكليفية فقط‬
‫‪ /4‬حىت يصح ربليل النص أصوليًا انظر يف اؼبعٌت األصويل الذي يؤدي إليو النص‪،‬ىل ىو معٌت‬
‫الوجوب على اؼبكلف أـ السببية أـ الصحة ‪...‬‬
‫أوال يف‬
‫يغَت التكييف األصويل للنص‪،‬فانظر ً‬
‫‪ /5‬اختبلؼ الصيغ بزيادة كلمة أو تبديلها قد ّ‬
‫اؼبعٌت الذي أضافو التغيَت أو التبديل ‪.‬‬
‫اؼبثاؿ الثاين ‪/‬‬
‫مرفق صورة نص من كشاؼ القناع يف باب صبلة التطوع عن الوتر ‪:‬‬
‫عما فرض هللا‬‫( وليس بواجب على أمتو صلى هللا عليو وسلم لقولو لؤلعرايب حُت سألو َّ‬
‫علي غَتىا ؟ قاؿ ‪ :‬ال إَّال أف تطوع ‪ .‬متفق‬ ‫عليو من الصبلة قاؿ ‪ :‬طبس صلوات‪،‬قاؿ ‪ :‬ىل َّ‬
‫رجبل يقوؿ ‪ :‬الوتر واجب وقاؿ ‪ :‬ظبعت النيب صلى هللا عليو وسلم يقوؿ‬ ‫كذب عبادةُ ً‬ ‫عليو‪،‬و َّ‬
‫"طبس صلوات كتبه َّن هللا على العبد يف اليوـ والليلة " اػبرب ‪.‬‬
‫وعن علي قاؿ ‪ :‬الوتر ليس حبتم كهيئة الصبلة اؼبكتوبة ولكنَّو سنة سنَّها النيب صلى هللا عليو‬
‫وسلم ‪ .‬رواه أضبد والًتمذي وحسنو‪،‬وألنَّو هبوز فعلو على الراحلة من غَت ضرورة أشبو السنن‬
‫مرفوعا "من مل يوتر فليس منا" ففيو ضعف‪،‬وحديث أيب أيوب‬ ‫وأ َّما حديث أضبد وأيب داود ً‬
‫أحب أف‬
‫أحب أف يوتر بثبلث فليفعل ومن َّ‬ ‫أحب أف يوتر خبمس فليفعل ومن َّ‬ ‫حق فمن َّ‬ ‫"الوتر ّّ‬
‫يوتر بواحدة فليفعل" رواه أضبد وأبو داود وابن ماجو ورواتو ثقات والنسائي وقاؿ اؼبوفق ‪ :‬أوىل‬
‫فمحموؿ على تأكيد االستحباب ) ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫بالصواب‪،‬‬
‫‪ -1‬ىل يف ىذا النص حكم ؟ ما ىو ؟‬
‫‪ -2‬ما الطرؽ اليت استعملها لبياف وتقرير ىذا اغبكم‪،‬وىل ىبتلف عن بقية األحكاـ من‬
‫حيث األدلة وطرؽ الداللة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ؼباذا يلجأ الفقيو إىل النص على ىذا النوع من األحكاـ ويقرره ‪.‬‬
‫شرح اؼبثاؿ الثاين ‪:‬‬
‫حكما معينًا‪،‬واستعمل يف‬
‫‪ -2+1‬يف ىذا النص يُثبت اؼبؤلف عدـ وجوب الوتر‪،‬فهو ينفي ً‬
‫تقريره لنفي اغبكم األدلةَ واالستدالالت اليت تُستعمل يف إثبات االحكاـ وأضاؼ عليها‬
‫اعبواب عن أدلة َمن يثبتونو ‪.‬‬
‫مثبل َّ‬
‫ألف األحكاـ‬ ‫مباحا ً‬
‫ونفي الوجوب من حيث ىو ال يعٍت إثبات السنيّة فقد يكوف اغبكم ً‬
‫التكليفية من األضداد‪،‬فالعبلقة بُت الوجوب والسنية التضاد وليس التناقض فبل يلزـ من ارتفاع‬
‫أحدنبا إثبات اآلخر فقد يكوف اغبكم غَتنبا‪،‬ىذه النقطة ينبغي أف تُفقو‬
‫دائر‬ ‫ِ‬
‫الوجوب السنيّةَ َّ‬
‫ألف اػببلؼ يف ىذه اؼبسألة ٌ‬ ‫نفي‬
‫ولكن يف ىذا النص يبكن أف يفيد ُ‬
‫بينهما ‪.‬‬
‫ص عليو الفقيو لوجود من يقوؿ بو‪،‬وىنا اغبنفية يروف وجوب الوتر‬
‫ونفي حكم معُت إمبا ين ُّ‬
‫‪ُ -3‬‬
‫وقرره باألدلة ‪.‬‬
‫نص عليو َّ‬
‫"واجب عندىم وليس بفرض" لذا َّ‬
‫أفكار اؼبثاؿ‬
‫حكم‪،‬يَثبت دبا تثبت بو األحكاـ‬
‫‪ /1‬نفي اغبكم ٌ‬
‫نفي حك ٍم ما ‪.‬‬
‫فقد يكوف اغبكم يف النص الفقهي ىو ُ‬
‫‪ /2‬نفي حكم معُت ال يلزـ منو إثبات حكم آخر‪،‬فلكي يثبت اغبكم اآلخر قد يطالَب النايف‬
‫باالستدالؿ إلثباتو ‪.‬‬
‫لغرض كوجود َمن يقوؿ بو ‪.‬‬
‫ينص الفقيو على نفي حكم إال ٍ‬ ‫‪ /3‬ال ُّ‬

‫اؼبثاؿ الثالث ‪/‬‬


‫ملخص من منار السبيل ‪:‬‬‫ٌ‬ ‫النص‬
‫ُّ‬
‫( اؼباء الطهور الذي يكره استعمالو ‪:‬‬
‫سخن بالنجاسة غبديث "دع ما يريبك إىل ما ال يريبك" وألنَّو ال يسلم غالبًا من‬ ‫* ما ّ‬
‫دخااها وصعود أجزاء لطيفة إليها ‪.‬‬
‫سخن باؼبغصوب الستعماؿ اؼبغصوب فيو ‪.‬‬ ‫* ما ّ‬
‫ٍ‬
‫كتجديد وغسل اعبمعة لبلختبلؼ يف سلبو الطهورية ‪.‬‬ ‫* اؼبستعمل يف طهارة مل ذبب‬
‫حره ألنَّو يبنع من كماؿ الطهارة ‪) .‬‬ ‫* ما َّ‬
‫اشتد َّ‬
‫‪ -1‬كيف ترى أدلة إثبات الكراىة ىنا من حيث الوصف اؼبشًتؾ ؽبا "الصفة واغبالة‬
‫اعبامعة ؽبا" ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كاف الفقهاء يثبتوف اغبكم دبثل ىذه األدلة واالستدالالت فما اؼبفًتض أف يكوف‬
‫اعتبارا ‪.‬‬
‫قبوال و ً‬‫موقف األصوليُت منها ً‬
‫قوؿ فيها‪ -‬ىل لو أف يصف القوؿ بكراىتها‬ ‫‪ -3‬من مل ير الكراىة يف ىذه اؼبسائل ‪-‬وىو ٌ‬
‫بأنَّو ال دليل عليو ؟ وؼباذا ؟‬
‫كل األحكاـ التكليفية اػبمسة تثبت دبثل ىذه الطرؽ وىذه الدرجة‬ ‫أف َّ‬‫‪ -4‬ىل تتوقع َّ‬
‫"السؤاؿ عن توقعك فقط" وعلّل وجهة نظرؾ ؟ وما الطريقة العلمية "اغبل العلمي" اليت تراىا‬
‫للجواب عن ىذا السؤاؿ ؟ ‪.‬‬
‫‪ -5‬ارجع إىل كتابُت أصوليُت "اذكرنبا يف إجابتك على أف يكوف أحدنبا على األقل‬
‫أصيبل" وانظر يف باب اؼبكروه واحبث عن صيغ اؼبكروه "كيف يثبت حكم الكراىة" ‪:‬‬ ‫مرجعا ً‬
‫ً‬
‫أ‪ -‬ما نتيجة حبثك عن طرؽ إثباتو "صيغ اؼبكروه"؟ كم عددىا ؟‬
‫ب‪ -‬قاراها بكبلمهم يف صيغ الواجب "طرؽ إثبات حكم الوجوب" وسجل مبلحظتك‬
‫يف الفارؽ بينهما ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ىل وجدت يف الكتابُت من طرؽ ثبوت حكم الكراىة ما ىو موجود يف النص‬
‫السابق ؟‬
‫د‪ -‬إف مل ذبد‪،‬فما اؼبوقف اآلف وما اغبلوؿ العلمية اؼبعقولة ذباه ىذا الوضع ؟ ‪.‬‬
‫شرح اؼبثاؿ الثالث ‪/‬‬
‫أف أدلتها من‬ ‫‪ -1‬ىذه اؼبسائل جعل فقهاء اؼبذىب حكمها الكراىة‪،‬والصفة اؼبشًتكة فيها َّ‬
‫نصوصا جزئية تتناوؿ صورىا‬
‫ً‬ ‫القواعد الكلية وليست‬
‫كاالحتياط واػبروج من اػببلؼ ‪-‬وىو داخل يف االحتياط‪ -‬وكونو وسيلة إىل مبلبسة‬
‫احملرـ ‪...‬‬
‫والفقهاء يستعملوف ىذه االستدالالت وىي شائعة يف كتب الفقو‪،‬واختبلفهم إمبا ىو يف أعياف‬
‫ال‪،‬لكن وجودىا‬
‫َّ‬ ‫اؼبسائل ىل ىي مكروىة أـ ال وىل توجد أدلة أقوى منها فبا يعارضها أـ‬
‫ظاىر ومتقبَّل عندىم ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وال يفوت ىنا التنبيو على كثرة حضور اغبكم بالكراىة يف كتب الفقو يف الًتاث وقلة حضوره‬
‫اليوـ يف اغبكم على النوازؿ ويف اإلفتاء مع أنَّو حكم شرعي يثبت باألدلة اؼبباشرة الدالّة عليو‬
‫معُت‬
‫وبالنهي اؼبصروؼ عن التحرًن وبالقياس على اؼبكروه اؼبع َُّت وبكونو وسيلة إىل مكروه َّ‬
‫وبكونو يؤدي إىل مبلبسة احملرـ ‪-‬اؼببلبسة والقرب وليس الوقوع يف احملرـ‪ -‬أو التقصَت يف‬
‫نص على كراىة ما فيو قرب‬ ‫الواجب ‪-‬التقصَت عن التماـ وليس اإلخبلؿ‪ -‬بل بعض الفقهاء َّ‬
‫اؼبشمس‪،‬إىل غَت ذلك من الطرؽ ‪.‬‬
‫من الضرر الدنيوي ككراىة اؼباء َّ‬
‫وللتوضيح يف دخوؿ الكراىة بُت اغبراـ واؼبباح وعدـ إغفالو يف االجتهاد والفتوى ‪:‬‬
‫النظر يف درجة القرب من احملرـ وقوة احتماؿ الوقوع فيو؛فإف كاف قريبًا فهو حراـ ألنَّو أصبح‬ ‫ُ‬
‫ؿبتمبل فبل يقاؿ ىو مباح مباشرة بل يبكن تفعيل الكراىة لتحقيق قصد‬ ‫وسيلة إليو وإف كاف ً‬
‫الشارع من ؾبانبتو‪،‬ومع ىذا فهو شبو غائب اليوـ ‪.‬‬
‫‪ -2‬واألصوليوف من مهمتهم صبع استدالالت الفقهاء وتأصيلها وبياف درجتها ورتبتها ووزاها ال‬
‫أف يلغوىا ألاها موجودة وحاضرة يف تصرفات الفقهاء‪،‬وحىت حُت يبحث األصويل حجية بعض‬
‫القضايا كقوؿ الصحايب ويرجح عدـ حجيتو ال يصف َمن استدؿ بقوؿ صحايب يف مسألة بأنَّو‬
‫أف الراجح عدـ حجيتو مع تسليمو َّ‬
‫بأف‬ ‫يبُت أنَّو بناه على قوؿ الصحايب و َّ‬ ‫ال دليل لو بل ّ‬
‫اػببلؼ يف حجيتو معترب أصوليًا ‪.‬‬
‫قوؿ قالو فقيو ىكذا‬‫سليما‪،‬فبل يوجد ٌ‬‫‪َّ -3‬أما وصف القوؿ بكراىتها بأنَّو ال دليل عليو فليس ً‬
‫ببل دليل بل البد لو من دليل ولكن ما قوتو ودرجتو وما قربو وبُعده من صورة اؼبسألة وما‬
‫صوابو وخطؤه فهذا مقاـ آخر‬
‫فليقل إنَّو دليل ضعيف أو مرجوح أو داللتو بعيدة‪،‬لكنَّو يف النهاية دليل‬
‫مث الدليل اؼبنفي ىنا ما ىو ؟ ما الدليل الذي يبحث عنو َمن وصف القوؿ اآلخر بأنَّو ال دليل‬
‫نوع من الدليل وىو‬ ‫أي دليل أـ ىو عدـ ٍ‬ ‫عليو ؟ ىنا مصدر اإلشكاؿ‪،‬ىل ىو عدـ وجود ّ‬
‫أمر ال يبكن االلتزاـ بو يف‬
‫الذي يتناوؿ عُت اؼبسألة بصورة قريبة ؟ إذا كاف اؼبقصود الثاين فهو ٌ‬
‫أف تصرؼ الفقهاء عرب القروف ال يسَت وفقو ‪.‬‬ ‫الفقو كما َّ‬
‫والقواعد العامة كاؼبصلحة والوسائل وسد الذرائع واالحتياط ال ىبلو مذىب من االستدالؿ‬
‫هبا‪،‬واعتبار الكراىة فيما أمكن قربو من احملظور وإف مل يدؿ عليو دليل معُت يتوافق مع قصد‬
‫الشارع يف ترؾ احملرـ والبعد عنو وؾبانبتو ‪.‬‬
‫أف كل حكم فهو على درجات حبسب قوة أدلة ثبوتًا وداللة‪،‬واؼبكروه ‪-‬وكذا‬ ‫وليُعلم َّ‬
‫اؼبستحب‪ -‬درجات‪،‬فتكوف األحكاـ اؼبكروىة اليت ثبتت هبذا النوع من االستدالؿ ىي أدىن‬
‫متجها إىل ما يُثبت أعلى مراتب‬ ‫مرتبة فبا دليلو أقوى وأظهر‪،‬وعليو فبل يكوف طلب الدليل ً‬
‫تصورنا عن الدليل واغبكم كذلك ‪.‬‬ ‫اغبكم وال هبب أف يكوف ُّ‬
‫‪ -4‬ىل كل األحكاـ تثبت هبذا اعبنس من االستدالؿ؟‬
‫وبعبارة أخرى ىل تقوى ىذه االستدالالت على إثبات حكم الوجوب والتحرًن أـ ىي قادرة‬
‫على إثبات الكراىة واالستحباب فقط وذلك لصعوبة إثبات الوجوب والتحرًن دبثل ىذا اعبنس‬
‫من األدلة وكوف الكراىة واالستحباب أوسع ؟‬
‫صور‬
‫كواها ال تقوى على إثبات الوجوب والتحرًن فيو وجاىةُ من الناحية النظرية وإف ُوجدت ٌ‬
‫لوقوع ذلك مثل ربرًن بعض العلماء ؼب ّد القدمُت أماـ اؼبصحف ألنَّو ليس من تعظيم شعائر‬
‫هللا‪،‬ولكن البد من دراسة تقوـ على النظر يف تصرؼ األئمة اجملتهدين عمليًا ىل فعلوا ذلك أـ‬
‫أي األبواب استعملوه ‪.‬‬
‫ال وما مدى حضوره كثرًة وقلّة ويف ّ‬
‫‪ -5‬بعد الرجوع إىل موسوعتُت أصوليتُت نبا "البحر احمليط" و "التحبَت شرح التحرير" مل أقف‬
‫أصبل‪،‬وتوجد إشارات يبكن أف تُستخلص منها صيغتُت أو ثبلثة مع‬ ‫على مبحث صيغ اؼبكروه ً‬
‫أف صيغ الواجب موجودة فكاف من اؼبفًتض وجود مبحث ي ّبُت صيغ اؼبكروه وكيف يثبت‬ ‫َّ‬
‫حكم الكراىة حىت تُضبط ‪.‬‬
‫ويبُت لؤلصويل وللفقيو مع اغباجة اؼباسة إليو ؟‬
‫فرد ىذا اؼببحث َّ‬‫وىنا علينا أف نسأؿ ‪ :‬ؼباذا مل يُ َ‬
‫سد ىذا الفراغ العلمي يف باب اؼبكروه وذلك جبمع كبلـ‬ ‫أيضا نقوؿ من اؼبمكن أف كباوؿ َّ‬ ‫و ً‬
‫متناثرا ومن كتب الفقو اليت ستكوف اؼبنجم إلثراء ىذا اؼببحث اؼبهم ‪.‬‬
‫األصوليُت الذي قد قبده ً‬
‫أفكار اؼبثاؿ‬
‫‪ /1‬قراءة كتب الفقو بعُت أصولية ذبعلنا نعيد التوازف يف التعامل مع األدلة واالستدالالت‪،‬فما‬
‫ض ْعفو سًتتفع درجتو ‪.‬‬
‫كثَتا وما تعتقد َ‬
‫قليبل ستجده ً‬‫تظنُّو ً‬
‫‪ /2‬وستثَت عندنا أسئلة قد تتحوؿ إىل مسائل أصولية تأخذ مكااها يف كتب األصوؿ ‪.‬‬
‫‪ /3‬ذبعلنا نكتشف بعض الفراغات يف كتب األصوؿ واؼبواضع اليت مل ُزبدـ بعد أو خدمت‬
‫بأقل فبا تستحق‪،‬وىذه تعطي آفاقًا علمية هتم الباحثُت‪.‬‬
‫أف كتب الفقو مناجم غنية إلثراء علم األصوؿ يف اعبانب النظري التأصيلي وليس من‬ ‫‪ /4‬ظهر َّ‬
‫حيث األمثلة والتطبيقات فقط ‪.‬‬
‫‪ /5‬حكم الكراىة مل يُعط ما يستحق من تأصيل وتكميل ؼبباحثو النظرية‬
‫أيضا من حيث إعمالو يف النوازؿ والفتاوى اليت تكاد تنحصر بُت اعبواز والتحرًن ‪.‬‬ ‫و ً‬
‫اجملموعة الثانية‬
‫اؼبثاؿ الرابع ‪/‬‬
‫قاؿ يف دليل الطالب ‪:‬‬
‫( باب ما يوجب الغسل ‪ ،‬وىو سبعة ‪ :‬أحدىا ‪. )...‬‬
‫‪ -1‬ما اغبكم الذي يراد تقريره يف ىذا النص ؟‬
‫مر بك كتب‬ ‫عرب بو عن ىذا اغبكم ؟ وىل سبق وأف َّ‬ ‫‪ -2‬ما اللفظ "اؼبصطلح" الذي َّ‬
‫األصوؿ ؟‬
‫ماذا يلفت نظر األصويل ىنا ؟ وما األفق الذي تفتحو ىذه اؼببلحظة ؟‪.‬‬
‫‪ -3‬لو كاف اغبكم ليس متعل ًقا بالغسل كما يف النص بل ب"الطهارة الكربى" فماذا سبثّل‬
‫تعرب عن الصلة‬ ‫ىذه السبعة لو "ما عبلقتها بالطهارة الكربى" وما الصيغ "اؼبصطلحات" اليت ّ‬
‫بينها "اذكر صيغتُت على األقل" ‪.‬‬
‫شرح اؼبثاؿ الرابع ‪/‬‬
‫‪ -1‬اغبكم ىو السبب‬
‫"اؼبوجب" فقاؿ ‪ :‬ما يوجب كذا‪،‬وىذا التعبَت يتكرر يف كتب الفقو‬ ‫‪ -2‬استعمل صيغة ِ‬
‫"موجبات كذا" أي أسبابو ‪.‬‬
‫يعربوف هبا عن اؼبعاين واؼبصطلحات األصولية ال‬‫وىذا يعٍت أنَّو قد توجد يف كتب الفقو ألفاظ ّ‬
‫قبدىا يف كتب األصوؿ نفسها‪،‬وىو موضوع يستحق الدراسة ‪.‬‬
‫وىذا ال يعيب كتب الفقو فلها طبيعة معينة‪،‬ولكن ىذه اؼببلحظة جديرة باالنتباه واعبمع ‪.‬‬
‫‪ -3‬ىي ناقضة للطهارة الكربى‪،‬ويقاؿ فيها نواقض ومبطبلت ومفسدات ‪.‬‬
‫أفكار اؼبثاؿ‬
‫‪ /1‬كتب الفقو ال تتقيَّد بنص اؼبصطلحات األصولية للتعبَت عن معانيها‪،‬فقد ال ذبد اؼبصطلح‬
‫ويعرب عنو‪،‬فبل تتعجب من ىذا وانتبو لو يف نفس الوقت‪.‬‬
‫األصويل بعينو ولكن ستجد ما يرادفو ّ‬
‫أف كتب الفقو فيها ألفاظ ومصطلحات البد أف‬ ‫‪ /2‬القراءة األصولية للكتب الفقهية تكشف َّ‬
‫يعرب عنو ‪.‬‬
‫تُلحق وتضاؼ إىل مواضعها يف كتب األصوؿ ليُعرؼ اؼبصطلح ومرادفاتو وما ّ‬

‫اؼبثاؿ اػبامس ‪:‬‬


‫من دليل الطالب يف باب اغبيض ‪:‬‬
‫‪ ( -1‬ووبرـ باغبيض أشياء ‪ ) ...‬وذكر شبانية أشياء ‪.‬‬
‫من ىذه العبارة كم عبلقة نستخلصها بُت اغبيض وىذه األشياء الثمانية ؟ "كم حكم‬
‫موجود فيها" ؟ اذكر مع التوضيح ‪.‬‬
‫‪ ( -2‬ويوجب الغسل‪،‬والبلوغ )‬
‫* ما اغبكم يف النص ؟‬
‫ىل تأكد لك شيئ سبق ؟‬
‫* ىذا اغبكم لو أنواع‪،‬ىل الغسل والبلوغ من نوع واحد أـ نبا ـبتلفا النوع ؟ وضح ‪.‬‬
‫‪ ( -3‬وال يباح بعد انقطاعو وقبل غسلها أو تيممها غَت الصوـ والطبلؽ )‬
‫يف ضوء ىذا النص ما العبلقة بُت غسل اغبائض وبُت الصوـ والطبلؽ من جهة والستة‬
‫الباقُت من جهة أخرى ؟ "عبلقة الغسل بالصبلة والصوـ‪،‬عبلقة الغسل بالستة الباقية" ؟‬
‫حددىا أصوليًا ‪.‬‬
‫‪ ( -4‬وتقضي اغبائض والنفساء الصوـ ال الصبلة )‬
‫الصبلة والصوـ يشًتكاف يف عدـ إمكاف فعلهما حاؿ اغبيض وىنا يفًتقاف‪،‬وىذا يعٍت‬
‫وجود فرؽ يف االشًتاؾ‪،‬ما ىو ؟‬
‫صغ ىذه الفكرة أصوليًا "انطلق من جهة عبلقة اغبيض بالصبلة والصوـ" ‪.‬‬
‫شرح اؼبثاؿ اػبامس ‪/‬‬
‫‪ -1‬عبلقتاف ‪:‬‬
‫التحرًن "تكليفية" فبل هبوز فعل ىذه األشياء وقت اغبيض فإ ْف فعلتها اؼبكلّفة أشبت‬
‫اؼبانعية "وضعية" فهي مانع ‪.‬‬
‫وقد يكوف الوصف الواحد يف الصورة الواحدة "اؼبسألة نفسها" لو حكماف أحدنبا‬
‫تكليفي واآلخر وضعي‬
‫ومانعا يف‬
‫وال يبكن أف يكوف الوصف يف ذات اؼبسألة لو حكماف وضعياف كأف يكوف سببًا ً‬
‫أف العلة تدخل يف السبب" ‪.‬‬ ‫"إال على القوؿ بًتادؼ السبب والعلة أو َّ‬ ‫نفس الوقت َّ‬
‫كما أنَّو ال يبكن أف هبتمع حكماف تكليفياف لنفس الصورة كأف يكوف حكم شيئ‬
‫معا يف نفس الوقت بل البد من اختبلؼ الصورة ليختلف اغبكم فيكوف‬ ‫واجب ومستحب ً‬
‫واجبًا يف حاؿ ومستحبًا يف حاؿ أخرى أو الختبلؼ صفة أو كبو ذلك‪،‬وال يشتبو عليك حبث‬
‫ألف اؼبقصود هبا حقيقة اؼبباح واؼبكروه‬ ‫األصوليُت "ىل اؼبباح مأمور بو؟ ىل اؼبكروه مأمور بو؟" َّ‬
‫أف البحث ىل يدخبلف يف األمر من حيث ىو‬ ‫ىل يدخبلف يف األمر نظريًا أـ ال‪،‬كما َّ‬
‫فيصَتاف من ىذه اعبهة كالواجب واؼبستحب يف الدخوؿ فيو أـ ال‪،‬وليس اؼبراد أف يكونا من‬
‫الواجب أو اؼبستحب أو أف يكوف لصورة معينة حكماف الكراىة والوجوب أو االستحباب ‪.‬‬
‫يضا اختبلؼ التعبَت عن اغبكم فتظنَّو حكمُت وإمبا ىو حكم واحد‬ ‫وال يشتبو عليك أ ً‬
‫كأف يقاؿ "فعل الصبلة واجب أو ترؾ الصبلة ؿبرـ" فهما يف اغبقيقة حكم واحد ساغ تعبَته‬
‫حبكمُت لتقابل الواجب واحملرـ‬
‫وىنا وبرـ فعل الصبلة حاؿ اغبيض أو هبب ترؾ الصبلة حاؿ اغبيض نبا حكم واحد يف‬
‫اغبقيقة ‪.‬‬
‫‪ -2‬اغبكم ىو السببية‬
‫فاغبيض سبب للغسل وللبلوغ‬
‫مصطلحا فقهيًا مرادفًا‬ ‫باؼبوجب كما يف اؼبثاؿ السابق‪،‬وىذا يعزز كونو‬ ‫عرب عن السبب ِ‬ ‫وىنا َّ‬
‫ً‬
‫تعبَتا عن مصطلح أصويل مع أنبية معرفة ىذه التعبَتات‬ ‫للسبب وليس ؾبرد لفظ يطلقو الفقهاء ً‬
‫فتعبَتات الفقهاء عن اؼبعاين األصولية وإف مل تصل إىل درجة اؼبصطلح اؼبرادؼ لكن من اؼبهم‬
‫أي اؼبعاين األصولية اليت يقصدواها هبا‪،‬وىذا كتعبَت اغبنابلة‬ ‫معرفتها ومعرفة مىت يطلقها الفقهاء و ّ‬
‫اؼبتأخرين عن االشًتاط بلفظ االعتبار فيقولوف مثبل "يعترب كذا يف كذا دبعٌت يشًتط كذا"‪"،‬ال‬
‫يعرب عن‬‫فقهي ّ‬
‫ظ ّّ‬ ‫تعبَتا عن الشرط‪،‬فهذا اؼبراد بالتعبَت ىنا "لف ٌ‬
‫يعترب كذا أي ال يشًتط" فصار ً‬
‫مصطلحا مرادفًا للمصطلحات األصولية اؼبستقرة" ‪.‬‬‫ً‬ ‫اؼبعٌت األصويل وليس‬
‫أف اغبيض ىنا سبب ويف اؼبثاؿ السابق مانع‪،‬وقد هبتمع يف الوصف الواحد حكماف‬ ‫وينبَّو إىل َّ‬
‫وضعياف ولكن باعتبارين "يف مسألتُت أو صورتُت" ‪.‬‬
‫والسبب ىنا نوعاف ‪:‬‬
‫سبب حكم يف الغسل‪،‬فهو سبب وجوب الغسل‬
‫سبب شرط يف البلوغ‪،‬فهو سبب للبلوغ الذي ىو شرط التكليف ‪.‬‬
‫‪ -3‬غسل اغبائض شرط للستة وليس بشرط للصوـ والطبلؽ‬
‫وإف شئت فقل الطهارة الكربى شرط يف الستة وليست بشرط يف الصوـ والطبلؽ ‪.‬‬
‫‪ -4‬اغبيض مانع للصبلة والصوـ‬
‫واؼبانع نوعاف ‪:‬‬
‫مانع حكم كما يف الصبلة فقد منع وجوهبا‬
‫مانع أداء كما يف الصوـ فقد منع أداءىا ومل يبنع وجوهبا ‪.‬‬
‫النص الذي معنا‬
‫َّأما من حيث منع الصحة فاغبيض يبنع صحتهما فبل يصحاف من اغبائض‪،‬و ُّ‬
‫ّفرؽ بينهما وأساس الفرؽ ىو كوف اغبيض يبنع أداء الصوـ وال يبنع وجوبو ‪.‬‬
‫أفكار اؼبثاؿ‬
‫ووجدا‬‫عرب عن حكمُت أحدنبا تكليفي واآلخر وضعي بعبارة فقهية واحدة مىت اشًتكا ُ‬ ‫‪ /1‬قد يُ َّ‬
‫معا يف نفس اؼبسألة كالتحرًن واؼبانع‪،‬والواجب والشرط‪،‬فانتبو ؽبذا يف القراءة والتحليل ‪.‬‬ ‫ً‬
‫يعرب هبا‬
‫ظ َّ‬ ‫‪ /2‬يف كتب الفقو مصطلحات مرادفة للمصطلحات األصولية اؼبستقرة اؼبعروفة‪،‬وألفا ٌ‬
‫أيضا جديرة بالدراسة ‪.‬‬ ‫عن اؼبعاين واؼبصطلحات األصولية وىذه أدىن رتبة من السابقة ولكنها ً‬
‫‪ /3‬يف أحواؿ كثَتة يع َّرب عن األحكاـ الوضعية بصيغة مسألة فقهية وليس بشكل مباشر‪،‬فقد‬
‫مثبل ‪-‬أو ينفيها‪ -‬على ىيئة مسألة ضمن الباب وليس‬ ‫النص الفقهي عبلقةَ الشرطية ً‬ ‫يُثبت ُّ‬
‫بالنص على كوف كذا شرط لكذا أو ال يشًتط كذا‪،‬وربليل النص أصوليًا يكشف ىذا‪،‬فبل‬
‫نص عليها مباشرة ‪.‬‬
‫تستبعد وجود األحكاـ الوضعية إذا مل يُ َّ‬
‫الدارس ْفه َمها أو‬
‫ُ‬ ‫‪ /4‬أنواع وتقسيمات األحكاـ الوضعية حاضرةٌ يف مسائل الفقو‪،‬فبل يُهمل‬
‫يعتقد قلَّة فائدهتا وال يُغفلها أثناء عملية التحليل ‪.‬‬
‫اؼبثاؿ السادس ‪/‬‬
‫شروط الزكاة ملخصة من دليل الطالب ‪:‬‬
‫( اإلسبلـ‪،‬اغبرية‪،‬ملك النصاب‪،‬اؼبلك التاـ‪،‬سباـ اغبوؿ ) ‪.‬‬
‫‪ -1‬حلّل ىذه الشروط أصوليًا يف ضوء تعريف الشرط‪،‬مث اذكر رأيك ‪.‬‬
‫‪ -2‬يف ضوء ما توصلت إليو ‪ :‬على ماذا تدؿ ىذه النتيجة وما أبعادىا ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما الفارؽ بُت نظر األصويل ونظر الفقيو إىل ىذا النص ؟‬
‫‪ -4‬مث قاؿ ‪:‬‬
‫دين يُنقص النصاب )‬‫( ويبنع وجوهبا ٌ‬
‫الدين ووجوب الزكاة ‪.‬‬ ‫ما العبلقة األصولية الدقيقة بُت َّ‬
‫شرح اؼبثاؿ السادس ‪/‬‬
‫مثاال على السبب ‪.‬‬
‫‪ -1‬بلوغ النصاب يف اغبقيقة سبب للحكم‪،‬ولذا يذكره األصوليوف ً‬
‫أف األصل ىو اغبرية والرؽ ىو الطارئ‬ ‫جعلها من الشرط‪،‬لكن دبا َّ‬ ‫َّأما اغبرية فبل إشكاؿ يف ْ‬
‫مانعا للوجوب‪،‬وعلى ىذا فاغبرية "عدـ مانع"‬‫فاألدؽ َّأال ُذبعل من الشروط وأ ْف ُهبعل الرؽ ً‬
‫والباقي شروط ‪.‬‬
‫ط باؼبعٌت األصويل‪،‬فقد يوجد ما‬ ‫‪ -2‬ليس كل ما يسرده الفقهاء يف الشروط ىو شر ٌ‬
‫حقيقتو سبب وقد يوجد ما حقيقتو عدـ مانع ‪.‬‬
‫‪ -3‬الفقيو ينظر إىل اعبانب العملي والثمرة النهائية‪،‬فيقوؿ ىنا ‪ :‬طاؼبا أنَّو إذا اجتمعت‬
‫ىذه األوصاؼ اػبمسة وجبت الزكاة وإذا عُدـ أحدىا مل ذبب فهي شروط‪،‬وانتهى األمر‬
‫األصويل ينظر برؤية أخرى ‪ :‬فالسبب عنده لو ميزة ـبتلفة ألنَّو اؼبؤثّر يف جلب اغبكم‬
‫ُّ‬ ‫و‬
‫اؼبعُت واستدعائو فهو أقوى من الشرط ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫تصوره وفهمو للسبب والشرط‬ ‫أف األصويل إذا مل ينتبو ؽبذه القضية فقد يتشوش ويضطرب ُّ‬ ‫كما َّ‬
‫مثاؿ للسبب مث إذا قرأ‬
‫أف بلوغ النصاب ٌ‬ ‫تباؾ‪،‬فمثبل سيجد يف كتب األصوؿ َّ‬
‫ً‬ ‫ويقع يف االر‬
‫كتابًا فقهيًا وجده يف الشروط ؟‬
‫وقد ىبطئ يف التمثيل أثناء تدربو أو تدريسو أو كتابتو مىت أخذ األمثلة من كتب الفقو دوف‬
‫انتباه ؽبذه اؼببلحظة ‪.‬‬
‫أيضا التعبَت بالعموـ عن اؼبطلق‪،‬وبالتخصيص عن التقييد‪،‬وباإلشارة عن اإليباء‪،‬وىكذا ‪.‬‬ ‫ومثلو ً‬
‫أف الفقيو يف كتابو الفقهي حُت يستعمل ىذه األلفاظ أنَّو يستحضر معناىا األصويل‬ ‫فبل تعتقد َّ‬
‫قاصدا الفكرة واؼبعٌت العاـ مىت كاف‬
‫سباما وينتقي اؼبصطلح األصويل‪،‬بل يذكر اللفظ وما قاربو ً‬ ‫ً‬
‫اللفظ اؼبستعمل مناسبًا للحاؿ وغَت بعيد عن اؼبصطلح الدقيق ويؤدي الفكرة بوضوح‪،‬ىذه‬
‫طبيعة كتب الفقو ‪.‬‬
‫أف ىذه معاف ومصطلحات أصولية وأىلُها ىم من وبكموف ويقيّموف‪،‬ويف نفس‬ ‫وليُعلم َّ‬
‫يتفهموف طبيعة كتب الفقو فبل يعيبواها هبذا ولكن يتعاملوف معها بانتباه ‪.‬‬ ‫الوقت ّ‬
‫الدين مانع ‪ ،‬بلوغ النصاب سبب‬ ‫‪َّ -5‬‬
‫الدين مانع سبب وليس مانع حكم‬ ‫أف َّ‬ ‫فاغبقيقة َّ‬
‫أف الدين أثَّر يف النصاب فلم يعد نصابًا وبالتايل انتفى سبب وجوب الزكاة‬ ‫والذي حصل َّ‬
‫فانتفى اغبكم‬
‫الدين يبنع السبب وبالتايل سيمنع الوجوب فإنَّو‬ ‫لكن الفقيو ينظر إىل اعبانب العملي‪،‬فبما َّ‬
‫أف َّ‬ ‫و َّ‬
‫سيقوؿ مباشرة ‪َّ :‬‬
‫الدين يبنع وجوب الزكاة ‪.‬‬
‫األصويل يُدرؾ تفاصيل ما حدث واػبطوات "اؼبراحل" اليت وقعت يف اؼبسألة ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫و‬
‫ىذا االختبلؼ يف النظر وما يؤدي إليو ِمن أث ٍر يف صياغة اؼبسائل الفقهية مل نكن لندركو لوال‬
‫قراءتنا األصولية للنص الفقهي ‪.‬‬
‫أفكار اؼبثاؿ‬
‫دائما على اؼبعاين‬‫‪ /1‬كتب الفقو ال تلتزـ بدقّة اؼبصطلح األصويل فبل تفًتض صدقها ً‬
‫وإال سيقع‬ ‫البد من عرضها على اؼبعٌت األصويل والتأ ّكد من سبلمة اإلطبلؽ َّ‬ ‫األصولية‪،‬لذا َّ‬
‫االرتباؾ واػبطأ عند دارس األصوؿ ‪.‬‬
‫فهما لعلم األصوؿ وأكثر عم ًقا وتُزيل‬ ‫‪ /2‬قراءة كتب الفقو بعُت أصولية ذبعل األصويل أكثر ً‬
‫وتقوي عنده التمييز والفصل بُت القضايا واؼبعاين األصولية اؼبتقاربة ‪.‬‬
‫عنو االشتباؾ يف الصور ّ‬
‫يعرب دبا يؤدي غرضو‪،‬واألصويل‬ ‫‪ /3‬اختبلؼ نظر الفقيو يف اؼبسائل عن األصويل سيجعل الفقيو ّ‬
‫يدقق يف األلفاظ ويراعي يف نفس الوقت طبيعة كتب الفقو ‪.‬‬
‫‪ /4‬اىتماـ الفقيو باعبهة العملية للمسألة الفقهية ونظره إىل الثمرة هبعلو يصوغ اؼبسألة دبا‬
‫ىبدمها دوف االلتزاـ بذكر خطوات ومراحل االستدالؿ‪،‬واألصويل يدفعو علمو إىل إدراؾ اؼبراحل‬
‫مهتما بتفصيل ما وقع فيها‬
‫وكيف سارت خطوات اؼبسألة الفقهية وبالتايل يكوف ً‬
‫فصل ما أصبلو الفقيو يف عبارتو من أعماؿ وخطوات ‪.‬‬
‫فعلم األصوؿ يُ ّ‬

‫اجملموعة الثالثة‬
‫اؼبثاؿ السابع ‪/‬‬
‫يف اؼبغٍت عن أحكاـ اإلحداد ‪:‬‬
‫َّ‬
‫وكبوه‪،‬ألف اؼبعتدة ُمشبَّهة باحملرمة‬ ‫( الثالث فبا ذبتنبو اغبادة ‪ :‬النقاب وما يف معناه مثل الربقع‬
‫واحملرمة ُسبنع من ذلك ) ‪.‬‬
‫‪ -1‬رتّب ىذه اعبملة على طريقة أركاف القياس بذكر األصل والفرع واغبكم واعبامع ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما نوع ىذا القياس وؼباذا ؟‬
‫شرح اؼبثاؿ السابع ‪/‬‬
‫‪ -1‬أركاف القياس ‪:‬‬
‫األصل احملرمة‬
‫اغبادة‬
‫الفرع َّ‬
‫اغبكم ربرًن النقاب أو اؼبنع منو‬
‫اعبامع مشاهبة احملرمة‬
‫‪ -2‬ال يُعرؼ نوع القياس َّإال بعد ربديد اعبامع بُت األصل والفرع‪،‬وىنا َّ‬
‫عرب يف النص‬
‫ب"مشاهبة احملرمة" واالحتماالت كالتايل ‪:‬‬
‫جامع وليس نفيًا للفارؽ بينهما‪،‬فنستبعد نفي الفارؽ‬‫ىنا وصف ٌ‬
‫أيضا اعبامع ليس علة‪،‬فنستبعد قياس العلة‬ ‫و ً‬
‫بقي قياس الداللة وقياس الشبو‬
‫ما اؼبشكلة اآلف ؟‬
‫نوع من أنواع القياس ستواجهنا مشكلة التعريفات‬‫قبل أف نكيّف القياس الذي معنا على ٍ‬
‫والتقسيمات واعتبار التقسيم ومورده وأساسو‬
‫قلت ىو قياس داللة فما تعريفو ومعناه الذي بناءً عليو كيَّفتو بو ؟‬
‫دبعٌت أنَّك إذا َ‬
‫أيضا قد استبعدت أف يكوف من قياس الشبو فما معٌت قياس‬ ‫وإذا جعلتو من الداللة فأنت ً‬
‫الشبو عندؾ حىت تستبعد تكييف اؼبثاؿ بو ؟‬
‫أي تعريف من تعريفات الشبو ؟ وؼباذا مل ذبعلو داللة ؟‬ ‫وإذا قلت ىو شبو‪،‬فعلى ّ‬
‫ىذه نقطة ليس ىذا ؿبل حبثها ولكن من الضروري لفت االنتباه إليها لندرؾ أنبيتها وذبعلنا‬
‫نتيقظ ؼبشكلة التقسيمات والتعريفات الكثَتة يف باب القياس وأاها ستؤثّر على عملنا وستكوف‬ ‫َّ‬
‫حاضرةً بقوة يف ربليل النصوص الفقهية بل وحىت التكييف األصويل ؼبسائل الفقو‬
‫مثاال الختبلؼ‬
‫وحىت تتضح اؼبشكلة لنستعرض بعض تعريفات الشبو عند األصوليُت‪،‬ونعطي ً‬
‫التقسيمات‬
‫فمن تعريفات الشبو ‪:‬‬
‫شبها‬
‫‪ -‬إغباؽ الفرع اؼبًتدد بُت أصلُت ؼبشاهبتو ؽبما باألكثر ً‬
‫‪ -‬اعبمع بُت الفرع واألصل بوصف ال يناسب اغبكم بذاتو ولكن يستلزـ ما يناسبو "وىو ىنا‬
‫قريب من تعريف قياس الداللة اؼبشهور"‬
‫‪ -‬اعبمع بالوصف الشبهي الذي مل تظهر مناسبتو ولكن الشارع التفت إليو يف بعض األحكاـ‬
‫ومن تقسيمات القياس ‪:‬‬
‫ين‪،‬كل اعتبار ثبلثة أقساـ ‪:‬‬
‫قسم القياس باعتبار ُّ‬ ‫‪ -‬الطويف َّ‬
‫األوؿ من حيث اؼبناسبة وعدمها‪،‬فهو قياس مناسب "أو قياس اؼبعٌت" وشبهي وطردي‪،‬وال ذكر‬
‫لقياس الداللة ىنا‬
‫الثاين من حيث التصريح بالعلة وعدمها‪،‬فهو علة وداللة وقياس يف معٌت األصل‪،‬وال ذكر للشبو‬
‫ىنا‬
‫‪ -‬يف كتاب قواعد األصوؿ ومعاقد الفصوؿ أقساـ القياس أربعة "ىكذا دوف اعتبارات"‪:‬‬
‫علة‪ ،‬داللة‪ ،‬شبو‪ ،‬طرد ‪.‬‬
‫وستجد التعريفات عند كل واحد مرتبطةً بتقسيماتو للقياس ‪:‬‬
‫فتعريف الشبهي عند الطويف مرتبط بالتقسيم الذي يدخل الشبهي فيو والذي ال ذكر فيو لقياس‬
‫الداللة‬
‫وقياس الداللة موجود فيو ‪.‬‬
‫وتعريف الشبو يف كتاب قواعد األصوؿ مرتبط بالتقسيم الذي ذكره ُ‬
‫فمن الغلط اؼبنهجي دراسة اختبلؼ األصوليُت يف تعريف أنواع القياس كلّّ على حدة دوف‬
‫ربطو بالنظاـ الذي ىو جزء منو‪،‬فبلبد أف نعرؼ وكبن كبكي تعريف أحد األصوليُت لنوع من‬
‫القياس ما نظاـ ذلك األصويل يف تقسيماتو وتعريفاتو للباب وما الذي ذكره من األنواع وما‬
‫الذي مل يذكره ‪.‬‬
‫وىذه اؼبشكلة موجودة يف موضع آخر يف القياس وىو تقسيمات الوصف اؼبناسب ‪.‬‬
‫عودا إىل اعبواب ‪:‬‬
‫ً‬
‫فعلى تقسيم القياس إىل علة وداللة وشبو على ما ىو متداوؿ يف اؼبختصرات كالورقات من‬
‫اغبادة واحملرمة كاف باشًتاكهما يف عدد‬
‫ألف اعبمع بُت ّ‬ ‫تعريفاهتا‪،‬فمثالنا ىذا من قياس الداللة َّ‬
‫من األحكاـ‪،‬وىذا معٌت قولو "اؼبعتدة مشبَّهة باحملرمة" فهما قد اشًتكا يف ؾبموعة من األحكاـ‬
‫من جهة ربريبها عليهما ومنعهما منها‪،‬فاعبمع مل يكن بعلة بل دبا ُّ‬
‫يدؿ عليها إذ كاف باغبكم‬
‫تدؿ على اشًتاكهما‬ ‫أي باألحكاـ اليت ُّ‬ ‫ْ‬
‫وىذا مثل قياس صحة ظهار العبد اؼبملوؾ على صحة طبلقو بسبب اشًتاؾ الظهار والطبلؽ‬
‫يف عدد من األحكاـ‪،‬وىو ما يصوغو الفقهاء بقوؽبم "صح طبلقو فصح ظهاره"‬
‫واستبعدنا قياس الشبو َّ‬
‫ألف معناه على ىذا النظاـ ىو الفرع اؼبًتدد ‪..‬ا‪،‬خ‬
‫أخَتا ‪:‬‬
‫و ً‬
‫نص يف العبارة على "مشاهبة" اؼبعتدة للمحرمة‪،‬فبل ذبعل ظاىر العبارة يقودؾ بسرعة إىل‬ ‫اؼبؤلف َّ‬
‫تأمل مراده باللفظ وحلّل العبارة ‪.‬‬
‫ربديد نوع القياس بل َّ‬
‫أفكار اؼبثاؿ‬
‫‪ /1‬القراءة األصولية للنص الفقهي تكشف بعض اؼبشكبلت النظرية يف األصوؿ ومدى مسيس‬
‫أوال ‪-‬أو على األقل بياف ما ستتبعو وتسَت عليو‪ -‬قبل عملية التحليل‬ ‫اغباجة إىل ربريرىا نظريًا ً‬
‫والتكييف ‪.‬‬
‫‪ /2‬قضية التقسيمات والتعريفات خبصوصها عميقةٌ يف علم األصوؿ وحاضرةٌ أثناء القراءة‬
‫األصولية لكتب الفقو وعلى القارئ األصويل االىتماـ هبا وعدـ إغفاؽبا أثناء القراءة ‪.‬‬
‫اؼبثاؿ الثامن ‪/‬‬
‫يف شرح اؼبنتهى يف باب زكاة اػبارج من األرض يف ذكر ما ذبب فيو الزكاة من اغببوب ‪:‬‬
‫ب ؼبا ال يؤكل كحب أشناف ‪ ...‬أو كاف اغبب من األبازير كالكسربة والكموف‬ ‫( أو كاف اغبَ ُّ‬
‫مدخر أشبو الرب ) ‪.‬‬‫كبل منها مكيل َّ‬ ‫للعموـ‪،‬وألف ِّ‬
‫َّ‬ ‫‪...‬‬
‫الدليل الثاين يف ىذا النص ىو القياس ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما نوعو وؼباذا ؟‬
‫‪ -2‬كيف ربدد نوع القياس "العامل اؼبؤثّر يف ربديد نوعو" ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما الذي لفت نظرؾ اآلف بعد ربليل النص ؟ وىل يذكرؾ دببلحظة سابقة تشبهها‬
‫مرت بك يف الدورة ؟‬
‫شرح اؼبثاؿ الثامن ‪/‬‬
‫‪ -1‬عند اغبنابلة ذبب الزكاة يف اغببوب كلها وذبب يف الثمار إذا كانت مكيلة‬
‫مدخرة‪،‬وىنا اؼبصنف ذكر بعض اغببوب بأعيااها وأاها ذبب فيها الزكاة وذكر دليلُت نبا العموـ‬
‫حاضرا يف عملية القياس‬
‫ً‬ ‫أيضا ولذلك ذبده‬
‫القياس‪،‬ووصف الكيل واالدخار مؤثّر يف اغببوب ً‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫يف بعض أعياف اغببوب ‪.‬‬
‫علة‪،‬ألف الوصف اعبامع ىو الكيل واالدخار وىو علة فيما‬‫َّ‬ ‫والذي يبدو َّ‬
‫أف القياس ىنا قياس‬
‫أيضا‬
‫يظهر يف اغببوب ً‬
‫أحدا فهم من النص ما مؤداه أاها حبوب مكيلة مدخرة كالرب فبل زبتلف عنو بشيئ‬ ‫أف ً‬ ‫ولو َّ‬
‫أيضا ‪.‬‬
‫قياسا بنفي الفارؽ وىو قطعي فلو وجو ً‬ ‫فيكوف ً‬
‫‪ -2‬العامل اؼبؤثر يف ربديد نوع القياس ىو الوصف اعبامع‪،‬ما ىو وما حقيقتو ؟‬
‫فالوصف الذي صبع فيو الفقيو بُت األصل والفرع ما حقيقتو ؟ علة أو شبو أو نفي فارؽ ‪،....‬‬
‫عرب هبا عنو ‪.‬‬
‫ما حقيقتو وليس ؾبرد عبارة الفقيو اليت َّ‬
‫جدا يف كتب الفقو‪ -‬مع َّ‬
‫أف‬ ‫كثَتا ً‬
‫عرب ىنا يف القياس بقولو "أشبو كذا" ‪-‬وىي صبلة تتكرر ً‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫اعبامع ىنا نفي الفارؽ اؼبؤثر أو العلة ونبا أقوى أنواع القياس؛وىذا يؤّكد لنا ما سبق َّ‬
‫أف كتب‬
‫خصوصا يف القياس‬
‫ً‬ ‫الفقو ال تلتزـ بدقة اؼبصطلح األصويل‪،‬فلننتبو إليها يف التكييف‬
‫ظن من ظاىر النص الذي وبكي القياس أنَّو قياس شبو وحينها ستستضعفو وقد ال تقف‬ ‫فقد يُ ُّ‬
‫معو يف حُت أنَّو من اؼبمكن أف يكوف أقوى أنواع القياس ‪.‬‬
‫فكرة اؼبثاؿ‬
‫إذا كاف من طبيعة كتب الفقو أاها ال تلتزـ باؼبصطلحات األصولية كما ىي فباب القياس من‬
‫أكثر ما ذبد فيو ىذه اؼببلحظة‪،‬فانتبو لو أكثر ‪.‬‬

‫اؼبثاؿ التاسع ‪/‬‬


‫يف منار السبيل ‪:‬‬
‫( سنن الوضوء شباف عشرة ‪ :‬استقباؿ القبلة‪،‬قاؿ يف الفروع ‪ :‬وىو متّجوٌ يف كل طاعة إَّال لدليل‬
‫) يعٍت يستحب استقباؿ القبلة عند الوضوء‪،‬وعند ابن مفلح استقباؿ القبلة يف الطاعات أفضل‬
‫ما مل يدؿ دليل ‪.‬‬
‫‪ /1‬كيف وصل ابن مفلح إىل ىذا النتيجة ؟‬
‫اؼبراد أف تتوقع خطوات ابن مفلح للوصوؿ إليها "كيف توصل إىل ىذه النتيجة" دوف أف ربكم‬
‫عليها ىل ىي سليمة أـ ال فليس ىذا اؼبراد ‪.‬‬
‫ما مقصود ابن مفلح بالطاعة ىنا ؟ ما األحكاـ اليت نظر فيها لتفيده يف ىذه النتيجة‪،‬وما‬
‫صلتها باستقباؿ القبلة؟ وما درجة ىذه الصلة؟ ما اؼبشًتؾ الذي الحظو يف ىذه األحكاـ ؟‬
‫حاوؿ أف ذبعلها على مراحل ‪.‬‬
‫أغبق استقباؿ القبلة يف الوضوء حبكم يصلح أف يقاس عليو "استقباؽبا يف الوضوء ىو الفرع"‬ ‫‪ْ /2‬‬
‫موضحا أركاف القياس‪،‬مث ّبُت نوع قياسك‬
‫ً‬
‫مث صغ قياسك على شكل نص فقهي "عبارة فقهية كما يف كتب الفقو اؼبعتادة" ‪.‬‬
‫شرح اؼبثاؿ التاسع ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما نفعلو يف ىذا اؼبثاؿ ىو ؿباولة لفهم "كيف وصل ابن مفلح إىل ىذا الضابط" وىذه‬
‫ىي البداية السليمة يف التعامل مع أىل العلم خاصة األكابر واحملققُت يف آرائهم وما يذكرونو‬
‫من ضوابط‬
‫وتبقى نتيجة ما نصل إليو من حيث متابعتو يف قولو أو متابعة َمن خالفو قضية أخرى ‪.‬‬
‫فنحن اآلف نتخيَّل أنَّنا سندخل يف عقلو ونسَت يف جنباتو وقباريو يف تفكَته ونتابع معو خطوة‬
‫خطوة حىت نصل معو إىل الضابط الذي توصل إليو‪،‬وحىت إذا مل نصافحو مؤيدين يف اهاية ىذه‬
‫اعبولة فسنصافحو شاكرين مثنُت وداعُت لو بالرفعة على الدروس اليت تعلمناىا منو يف ىذه‬
‫الرحلة القصَتة ‪.‬‬
‫معُت ػبسرنا ىذه‬ ‫نص َّ‬ ‫بعيدا ألنَّو مل يرد فيو ّّ‬
‫ولو أنَّنا بادرنا باستغراب كبلمو ورأيناه ضعي ًفا أو ً‬
‫الرحلة وفاتنا من الفقو وفهم عقوؿ أىل العلم والتعمق يف الشريعة ما فاتنا مع أنَّنا يف النهاية قد‬
‫نودعو حينها معجبُت ومستغفرين لو ‪.‬‬ ‫ال نتابعو ولكنَّنا س ّ‬
‫حصلناه‬
‫وعدـ متابعتو ستكوف يف كبل اغبالتُت ىي اػببلصة غالبًا‪،‬ولكن شتاف شتاف فيما َّ‬
‫منهما ‪.‬‬
‫رد األمانة وإيتاء الزكاة‬‫البدنية‪،‬فعمل مثل ّ‬
‫ٌ‬ ‫َّأما الطاعة يف كبلمو فالظاىر أنَّو يقصد هبا العبادات‬
‫ال يبدو أنَّو مر ٌاد باستحباب استقباؿ القبلة فيها‬
‫و َّأما استقباؿ القبلة فقد وردت األدلة على استحبابو يف عبادات بدنية‪،‬مثل ‪:‬‬
‫الصبلة ( عبادة عملية ‪ +‬استقباؿ القبلة شرط وواجب )‬
‫األذاف ( عبادة قولية ‪ +‬استقباؿ القبلة سنة )‬
‫الدعاء ( عبادة قولية ‪ +‬استقباؿ القبلة سنة )‬
‫أف الشريعة قد اعتربت استقباؿ القبلة يف العبادات البدنية القولية منها والعملية‪،‬مرة‬ ‫وستجد َّ‬
‫باإلهباب ومرة باالستحباب‪،‬وىذا التفات من الشرع ؽبذا الوصف يف اؼبأمورات ‪.‬‬
‫إذف فجنس العبادات البدنية قد أثَّر يف جنس اغبكم وىو الطلب "طلب االستقباؿ‬
‫وصف مناسب ثبت لدينا تأثَت جنسو يف جنس‬ ‫والتوجو‪،‬بنوعيو ودرجتيو الوجوب والندب" فهو ٌ‬
‫اغبكم‬
‫وتأثَت جنس الوصف يف جنس اغبكم من أقساـ الوصف اؼبناسب‪،‬وىو من اؼببلئم يف اصطبلح‬
‫ومناسب غريب على اصطبلح آخرين‬ ‫ٌ‬ ‫بعض أىل األصوؿ‬
‫ألف ىذا ما فهمناه‬ ‫دؿ دليل يبنع من ذلك َّ‬ ‫فاستقباؿ القبلة مطلوب يف العبادات البدنية َّإال إف َّ‬
‫من طريقة الشارع يف عدة أحكاـ من جنس واحد‬
‫كما أنَّو معقوؿ اؼبعٌت يف الشريعة وىو شرؼ اعبهة وتعظيم البيت اغبراـ ‪.‬‬
‫أيضا مل يرد‬
‫حينها إف وجدنا عبادة بدنية مل يأت دليل خاص على طلب استقباؿ القبلة فيها و ً‬
‫دليل يبنع من استقباؽبا فإنَّو يبكن أف نلحقها هبذا اغبكم الذي عرفناه من تصرؼ الشارع‬
‫ومعهوده يف تشريع األحكاـ‪،‬فالوضوء عبادة وىو داخل يف جنس العبادات البدنية ومل يرد لدينا‬
‫أف عُت وصف استقباؿ القبلة قد اعتُرب فيو بعينو ولكن ثبت عندنا اعتبار الشرع ؽبذا‬ ‫ما يثبت َّ‬
‫الوصف يف جنس اغبكم‬
‫إذف فيستحب للوضوء استقباؿ القبلة بناءً على ما سبق ‪.‬‬
‫وإىل اآلف بيَّنا فقط مناسبةَ الوصف للحكم واعتباره ودرجةَ تلك اؼبناسبة وأاها ليست قريبة‬
‫وصبلح الوصف للجمع بو‪،‬ومل ُقبر بعد عملية القياس‬ ‫َ‬ ‫"تأثَت جنس الوصف يف جنس اغبكم"‬
‫اليت ىي إغباؽ الوضوء حبكم جزئي معُت ‪.‬‬
‫وإىل ىنا انتهت اعبولة يف عقل ابن مفلح وما بعد ذلك فهو نتيجة ؽبذه الرحلة ‪.‬‬
‫أوال ما اغبكم الذي سنقيس عليو ؟‬ ‫‪ً -2‬‬
‫علينا أف نأخذ أقرهبا إىل اؼبقيس‬
‫لكن استقباؿ القبلة فيها واجب واغبكم عندنا االستحباب‬ ‫فالصبلة بدنية فعلية كالوضوء و َّ‬
‫والقياس ىو إغباؽ اغبكم ‪.‬‬
‫فليس عندنا َّإال األذاف والدعاء مع أاهما قولياف لكن حكمهما االستحباب‬
‫واألذاف أقرب الرتباطو بالصبلة كالوضوء‬
‫إذف فنقيس ‪:‬‬
‫الوضوء "الفرع"‬
‫على األذاف "األصل"‬
‫يف االستحباب "حكم األصل"‬
‫ألاهما عبادتاف بدنيتاف "الوصف اعبامع‪،‬الذي سبق تقريره"‬
‫ألف اعبامع ليس العلة بل وصف شبهي على أحد تعريفات الشبو ‪-‬ويبكن‬ ‫وىذا قياس شبو َّ‬
‫تسميتو بقياس داللة على تعريفو اؼبشهور من حيث اشًتاكهما‪-‬ولكن سنصطلح ىنا على كونو‬
‫من الشبو ‪.‬‬
‫ونصوغو بعبارة فقهية كالتايل "ويستحب يف الوضوء استقباؿ القبلة ألنَّو عبادة بدنية أشبو‬
‫األذاف"‬
‫مثبل الخًتنا قياسو على الدعاء يف‬ ‫ولو كاف عندنا حكم آخر غَت الوضوء كقراءة القرآف ً‬
‫استحباب االستقباؿ لقربو بو من حيث عدـ تقييده بوقت أو حاؿ‪،‬وعبعلنا الوصف اعبامع "‬
‫عبادة بدنية قولية" ليزداد الشبو ‪.‬‬
‫أخَتا وقفات ‪/‬‬
‫و ً‬
‫وتعمقنا يف علمي الفقو واألصوؿ حُت وقفنا مع عبارة ابن مفلح بتقدي ٍر وإدراؾ‬ ‫‪ -‬كم تعلَّمنا َّ‬
‫أنَّو ال يبكن أف يُطلق عاملٌ بقيمتو ىذا الضابط َّإال بعد طوؿ نظر يف األحكاـ ‪.‬‬
‫‪ -‬لقد حاولنا الدخوؿ يف عقل ابن مفلح‪،‬ولعلو ظبح لنا بالتجوؿ فيو بعض الوقت وحُت بلغنا‬
‫اهاية اعبولة وأبدينا إعجابنا دبا وجدناه فيو من آالت وإنتاج فقد يبنحنا إقامة ؾبانية لفًتة أطوؿ‬
‫فنف ّكر ببعض عقلو ونقتبس من رؤيتو يف الفقو ‪.‬‬
‫أف مقولتو ستعا ِرض أعياف األحكاـ‬ ‫سليما ىكذا على أنَّو ضابط‪،‬كما َّ‬ ‫‪ -‬قد ال يكوف قولو ً‬
‫كالوضوء بأدلة أقوى فبا ثبت بو ضابطو‬
‫تقصد استقباؿ‬‫اجو ومل يرد أنَّو َّ‬
‫فوضوء النيب عليو الصبلة والسبلـ رآه آالؼ الصحابة وأزو ُ‬
‫القبلة‪،‬فالقوؿ باستحباب االستقباؿ يف الوضوء قوؿ مرجوح لكونو ليس بقوي الدليل مع وجود‬
‫تأمل كبلـ‬
‫لكن ىذه النتيجة نقوؽبا اآلف بعد ُّ‬‫ما ىو أقوى منو ‪-‬وال نقوؿ إنَّو ال دليل عليو‪ -‬و َّ‬
‫ابن مفلح ودراستو‪،‬فجمعنا بُت الفائدتُت ‪.‬‬
‫‪ -‬أقيسة الشبو مع نزوؿ درجتها يف االستدالؿ َّإال أاها عبلمةٌ على عظيم الفقو‪،‬فمنها نعرؼ‬
‫األوصاؼ اليت تدور يف الباب‬
‫والفقهاء عندما يذكروف قياس شبو ال يرسلونو ىكذا حىت نستسهل أمره بل بعد فقو ونظر‪،‬وىم‬
‫يف ىذا درجات ‪.‬‬
‫‪ -‬مثالنا كاف يف استحباب استقباؿ القبلة‪،‬ومثلُو األحكاـ اليت فيها كراىة استقباؿ القبلة ومل يرد‬
‫فيها نص سندرؾ ؼباذا حكم عليها الفقهاء بالكراىة‪،‬فكرىوا استقباؽبا حاؿ االستنجاء دبثل ىذا‬
‫النظر حُت ورد النص بالنهي عنو حاؿ قضاء اغباجة ‪.‬‬
‫فكرة اؼبثاؿ‬
‫التحليل األصويل للكتب الفقهية ينقل الناظر من نص الفقيو وعبارتو إىل عقلو وتفكَته ‪.‬‬
‫اجملموعة الرابعة‬
‫ىذه تدريبات اجملموعة الرابعة‪،‬وستكوف األمثلة كلُّها يف قواعد دالالت األلفاظ اليت ال‬
‫زبفى عليكم منزلتها‬
‫وىبتلف برنامج اليوـ عن التدريبات السابقة لوجود أمر إضايف ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫إشكاؿ موجود فيو‪،‬فنصوص األمثلة الثبلثة كلُّها‬ ‫اج‬ ‫وىو َّ‬
‫أف اؼبطلوب مع ربليل النص استخر ُ‬
‫إشكاؿ ما واؼبطلوب يف عملية التحليل بياف موضع اإلشكاؿ وكيف وقع مع اقًتاح اغبل‬
‫ٌ‬ ‫فيها‬
‫فاؼبتدرب اليوـ لديو مهمة التعقب مع التحليل ‪.‬‬
‫أف كوف ىذه النصوص فيها إشكاالت ىو حبسب رأي مق ّدـ الدورة‪،‬فلو َّ‬
‫أف أحدكم ال‬ ‫أوضح َّ‬
‫و ّ‬
‫يرى وجود إشكاؿ فيها فلو ذلك و ِ‬
‫ليكتف بتحليل النص مع ذكر أنَّو مل هبد فيو ما يشكل ‪.‬‬

‫اؼبثاؿ العاشر ‪/‬‬


‫يف اؼبغٍت ‪:‬‬
‫( الطهارة من النجاسة ال ربصل َّإال دبا وبصل بو طهارة اغبدث ) يعٍت ال يزيل النجاسة َّإال‬
‫أف النيب صلى‬ ‫َّ‬
‫استدؿ لتعيُت اؼباء يف إزالة النجاسة حبديث األعرايب‪،‬فقاؿ ( وعن أنس َّ‬ ‫اؼباء‪،‬مث‬
‫أمر يقتضي‬ ‫هللا عليو وسلم أمر بذنوب من ماء فأىريق على بوؿ األعرايب‪.‬متفق عليو‪،‬وىذا ٌ‬
‫الوجوب ) " ‪.‬‬
‫‪-1‬كيف ترى ىذا االستدالؿ من حيث الدليل ووجو الداللة ؟ ىل فيو إشكاؿ من حيث‬
‫مطابقة أحدنبا لآلخر ؟‬
‫مرت بك يف‬ ‫يتم االستدالؿ دوف مشكلة ؟ وىل َّ‬ ‫‪ -2‬ىل توجد مرحلة وسيطة بينهما حىت َّ‬
‫كتب األصوؿ ؟‬
‫فأي رواياتو‬
‫‪ - 3‬لو كنت مكاف اؼبؤلف وتريد االستدالؿ بقصة األعرايب مع نفس وجو داللتو ّ‬
‫ستختار وؼباذا ؟‬
‫شرح اؼبثاؿ العاشر ‪:‬‬
‫دليل ووجوُ داللة يُراد الوصوؿ هبا إىل اؼبطلوب وىو اغبكم‬‫يف ىذا النص ٌ‬
‫َّأما اغبكم فبل يهمنا ىنا‬
‫أيضا من آية أو‬‫دليبل نقليًا فلنميّزه ً‬
‫و َّأما الدليل فمعرفة نوعو ىو أوؿ ما ننظر إليو‪،‬فإذا كاف ً‬
‫حديث أو إصباع‬
‫ولكل منها أنواع‪،‬فدليل السنة قد يكوف قوليًا وقد يكوف فعليًا‪،‬فإذا كاف قوليًا فهو دليل لفظي‬
‫وأوجو الداللة من الدليل ىي يف اغبقيقة قواعد أصولية‪،‬والقواعد األصولية تتبع أبواهبا فليست‬
‫قواعد مرسلة ىكذا‬
‫ؿبل إعماؽبا األدلة اللفظية من القرآف والسنة‬ ‫فالقواعد اؼبذكورة يف أبواب دالالت األلفاظ ُّ‬
‫أف كل خطوة يف اؼبسألة الفقهية‬ ‫كل وجو استدالؿ فهو عائد إىل قاعدة أصولية كما َّ‬ ‫القولية‪،‬و ُّ‬
‫ىي مسألة أصولية غالبًا ‪.‬‬
‫‪ -1‬ىذا اغبديث ىل ىو دليل لفظي أـ فعلي ؟ حىت نعرؼ كيف نستخرج منو اؼبطلوب بأوجو‬
‫الداللة اؼبناسبة لو‬
‫حديث األعرايب لو روايات متعددة اختار منها اؼبصنّف ىذه الرواية اليت وبكي فيها أنس َّ‬
‫أف‬
‫رسوؿ هللا عليو الصبلة والسبلـ "أمر بذنوب من ماء" والسؤاؿ ىنا ‪:‬‬
‫ىل ىو دليل قويل أـ فعلي ؟ إف كاف قوليًا فأين اللفظ النبوي فيو ؟‬
‫ىو يف الواقع دليل فعلي‪،‬فاللفظ فيو من كبلـ أنس وىو وبكي فعل رسوؿ هللا وال ينقل قولو ‪.‬‬
‫تعُت اؼباء يف‬ ‫ُّ‬
‫يستدؿ هبا على ّ‬ ‫ولعل اؼبصنف اختار ىذه الرواية َّ‬
‫ألف فيها لفظ "األمر" وبالتايل‬
‫إزالة النجاسة‪،‬وكوف اؼبؤلف يريد االستدالؿ هبذه الرواية على مطلوبو ال إشكاؿ فيو إىل اآلف‬
‫أين اؼبشكلة إذف ؟‬
‫اؼبشكلة يف وجو الداللة منو‪،‬يف القاعدة اليت طبَّقها عليو ليستخرح اغبكم اؼبطلوب‬
‫فقاعدة األمر للوجوب ىي من قواعد باب األمر وىو من مباحث األلفاظ‪،‬فقواعده ومسائلو‬
‫تُ َّنزؿ على األدلة اللفظية اليت منها السنة القولية‪،‬وىنا ليست سنةً قولية لعدـ وجود اللفظ النبوي‬
‫فحصل اإلشكاؿ يف االستدالؿ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تتم صحة االستدالؿ هبذه الرواية وتطبيق قاعدة األمر ىنا َّإال بقاعدة وسيطة بينهما‬
‫"أف حكاية الصحايب األمر‪-‬‬ ‫ربل اإلشكاؿ وذبعل نقل القاعدة إىل النص عملية ميسورة وىي َّ‬
‫وكذا النهي‪ -‬النبوي دوف صيغتو النبوية ىو كاللفظ النبوي"‬
‫مرت بك ىذه اؼبسألة يف دراستك لكتب األصوؿ ؟‬ ‫ىل َّ‬
‫ِذ ْكر ىذه اؼبسألة وتقريرىا وتأصيلها من أىم ما يكوف‪،‬ونظرةٌ إىل كتب الفقو وأحاديث األحكاـ‬
‫"أمر ‪ ،‬أمرنا ‪ ،‬فرض ‪ ،‬اهى ‪ ،‬اهانا‪ "..‬ردبا‬
‫الكم الكثَت من األدلة اليت من ىذا النوع َ‬ ‫سًتيك َّ‬
‫تصل إىل اآلالؼ‪،‬فمن البلزـ تأصيلها ومن غَت اؼبناسب أف تكوف مكانتها يف كتب األصوؿ‬
‫منت أصويل منها‪،‬وإف كاف اعبمهور كما سًتاه عند‬‫دوف واقعها العملي ومن الضروري َّأال ىبلو ٌ‬
‫سباما لورود االحتماؿ عليها ‪.‬‬
‫مراجعتها على أاها كاألمر والنهي النبوي ولكنَّها لن تكوف مثلو ً‬
‫علي أحد‬‫أف اعبمهور عليها ؟ فلو اعًتض َّ‬ ‫ردبا يقاؿ وؼباذا تؤخذ ىذه اػبطوة هبذه األنبية مع َّ‬
‫بأف ىذا لفظ صحايب واألمر يقتضي الوجوب فأين صيغة األمر النبوي ىنا "افعل‪ ،‬لتفعل‪ "..‬؟‬ ‫َّ‬
‫إف حكاية الصحايب ؽبا نفس اغبكم‬ ‫فسأقوؿ لو َّ‬
‫ألف ىذه‬‫أف ىذا اعبواب وهبذه الطريقة يف حد ذاتو مشكلة‪،‬مشكلة علمية منهجية َّ‬ ‫واغبقيقة َّ‬
‫اؼبسألة ليست ؾبرد إيراد جزئي ورد على مسألة فقهية فتلتلزـ دبقتضاه بل ىي يف نفسها مسألةٌ‬
‫قائمة بذاهتا وقاعدةٌ أصولية تنطبق على مئات أو آالؼ األحاديث‪،‬فااللتزاـ هبا هبب أف يكوف‬
‫عن علم وتأصيل ومعرفة بأبعادىا وليس ؾبرد اػبروج من إيراد جزئي يف فرع فقهي وينتهي‬
‫األمر‪،‬فاػبطوة اؼبطوية يف النص قاعدة أخرى متفرعة عن القاعدة الكربى "األمر يقتضي‬
‫الوجوب" هبب تأصيلها وليست ؾبرد اعبواب ب"نعم"‪،‬حينها سيكوف االلتزاـ مبنيًا على علم‬
‫وليس ؾبرد التوقع‬
‫وقد حبث الزركشي ىذه اؼبسألة يف البحر احمليط بأسطر قليلة‪،‬وحقها أكثر‬
‫مدونات األصوؿ من حبث وتقرير ومناقشات حىت‬ ‫نفسها يف َّ‬
‫األـ ُ‬‫وأنت ترى كم تأخذ القاعدة ُّ‬
‫أي اعًتاض ألنبيّتها الكربى ‪.‬‬
‫ترسخ ويُدفع عنها ّ‬
‫‪ -4‬اغبل للخروج من اإلشكاؿ ‪:‬‬
‫َّإما باختيار رواية أخرى قولية فيها لفظ نبوي يشتمل على صيغة األمر مثل " أريقوا على بوؿ‬
‫االعرايب‪ "...‬فهنا "أريقوا" صيغة أمر وىي اليت يقاؿ لبلستدالؿ هبا األمر للوجوب‬
‫وإما اإلبقاء على حديث أنس بروايتو ىذه ولكن سيكوف استخراج اؼبطلوب بوجو داللة أخرى‬ ‫َّ‬
‫وخصو" فهذه داللة التزامية‬
‫مثبل "لو مل يكن اؼباء متعيّػنًا ؼبا طلبو َّ‬‫غَت ىذه القاعدة كأف يقاؿ ً‬
‫أيضا‬
‫وىي تدخل على دليل الفعل ً‬
‫ص عليها لكاف أفضل كما فعل‬
‫َّأما يف حالة العلم بالقاعدة الوسيطة فقد انتهت اؼبشكلة‪،‬ولو نُ َّ‬
‫ابن رشد يف بداية اجملتهد عندما ذكر حديث ابن عمر يف زكاة الفطر ‪.‬‬
‫أفكار اؼبثاؿ‬
‫‪ /1‬القراءة األصولية كما َّأاها تُ ّ‬
‫فصل اػبطوات الكامنة وتشرح اؼبراحل اؼبطوية يف دراسة الفقهاء‬
‫قصورا ‪.‬‬
‫طي الفقيو لذكرىا ً‬ ‫تبُت منزلة تلك اػبطوات ومىت يكوف ُّ‬ ‫للمسائل فهي ّ‬
‫حقها الواجب من حيث‬ ‫تبُت منازؿ اؼبسائل األصولية وتكشف عن أنبية مسائل مل تأخذ َّ‬ ‫‪ّ /2‬‬
‫التقرير ومن حيث اؼبكانة ‪.‬‬

‫اؼبثاؿ اغبادي عشر ‪:‬‬


‫َّ‬
‫استدؿ الفقهاء‬ ‫طاىرا ويسلبو الطهورية‬ ‫يف مسألة َّ‬
‫أف استعماؿ اؼباء لرفع اغبدث هبعل اؼباء ً‬
‫حبديث "ال يغتسل أحدكم يف اؼباء الدائم وىو جنب"‬
‫قاؿ ابن قدامة يف الكايف يف وجو الداللة ( والنهي يقتضي فساد اؼبنهي عنو ) ‪.‬‬
‫‪ -1‬ما اؼبشكل يف ىذا االستدالؿ ؟ ىل يف الدليل أـ وجو الداللة ؟ وضح ‪.‬‬
‫‪ -2‬ارجع إىل اؼبغٍت أو كشاؼ القناع وانظر يف استدالؽبم على اؼبسألة‪،‬استخرج الفوارؽ‬
‫بُت ما وقفت عليو مع عبارة الكايف مث سجل مبلحظاتك ‪.‬‬
‫‪ -3‬كيف ترى الفرؽ بُت اإلشكاؿ يف ىذا اؼبثاؿ واإلشكاؿ يف اؼبثاؿ السابق ؟ وأيهما‬
‫إشكاال ؟ وؼباذا ؟‬
‫ً‬ ‫أقل‬
‫شرح اؼبثاؿ اغبادي عشر ‪:‬‬
‫‪ -1‬يف ىذا اغبديث ‪-‬وىو من السنة القولية‪ -‬يريد اؼبصنف االستدالؿ بو على مطلوبو‪،‬ف َّنزؿ‬
‫عليو قاعدة "النهي يقتضي الفساد" وىي قاعدة معتربة‬
‫أي جهة فيو نطبقها ؟‬ ‫ولكن أين موضعها يف ىذا اغبديث ؟ أين تتجو ىذه القاعدة فيو وعلى ّ‬
‫ىنا اإلشكاؿ ‪.‬‬
‫إذا كاف النهي يقتضي فساد اؼبنهي عنو فأين اؼبنهي عنو يف اغبديث ؟ إىل أين يتجو النهي ؟‬
‫إىل اؼبكلف‪،‬ىو الذي توجو إليو اػبطاب بالنهي ومل يتجو النهي إىل اؼباء حباؿ ومل يتعرض لو يف‬
‫اغبديث‬
‫‪ -2‬وإمكانية االستدالؿ هبذا اغبديث على اغبكم اؼبطلوب فبكنة ولكن بوجو استدالؿ آخر‬
‫غَت ما ذُكر يف ىذا النص‪،‬ولذلك جاء يف اؼبغٍت وكشاؼ القناع يف وجو الداللة من ىذا‬
‫اغبديث "لوال أنَّو يفيد ً‬
‫منعا مل ينو عنو" ومل يستعمبل ىذه القاعدة ‪.‬‬
‫أف القاعدة ىنا وضعت يف باهبا‬ ‫‪ -3‬الفرؽ بُت اإلشكاؿ يف ىذا اؼبثاؿ وإشكاؿ اؼبثاؿ السابق َّ‬
‫اؼبعُت‬
‫األصلي ونػُّزلت على الدليل اؼبناسب ؽبا ولكن كاف اػبلل يف عدـ توافقها مع الدليل َّ‬
‫وتنزيلها عليو‪،‬فكما أنَّو هبب إعماؿ القاعدة يف باهبا من األدلة فكذلك هبب توجيهها إىل‬
‫اؼبوضع اؼبناسب واعبهة السليمة يف الدليل‪،‬فاإلشكاؿ ىنا أدؽ ‪.‬‬
‫‪ -‬تنبيو ‪:‬‬
‫لن أحدكم يف اؼباء ‪"...‬‬
‫وقع يف اؼبطبوع من كتاب الكايف يف ىذه اؼبسألة ذكر حديث "ال يبو َّ‬
‫نص‬
‫أف اؼبسألة يف رفع اغبدث‪،‬وجاء ىذا يف طبعيت الًتكي واؼبكتب اإلسبلمي‪،‬ؽبذا مل أنقل َّ‬ ‫مع َّ‬
‫اؼبسألة منو بتمامها ‪.‬‬
‫أفكار اؼبثاؿ اغبادي عشر‬
‫‪ /1‬قراءة كتب الفقو بعُت أصولية تكشف أوجو اػبلل يف االستدالؿ اليت قد قبدىا يف كتب‬
‫الفقهاء ‪.‬‬
‫مدونات األصوؿ وتنزيلها بصورة‬‫‪ /2‬تبُت كيفية إعماؿ القواعد األصولية اليت توجد نظريةً يف َّ‬
‫سليمة من حيث باهبا وؾباؽبا‪،‬ومن حيث توجيهها إىل اعبهة اؼبناسبة يف الدليل ‪.‬‬

‫اؼبثاؿ الثاين عشر واألخَت ‪/‬‬


‫قاؿ يف الكايف ‪:‬‬
‫( وعظم اؼبيتة وقراها وظفرىا وحافرىا قبس ال يطهر حباؿ ألنَّو جزءٌ من اؼبيتة فيدخل يف عموـ‬
‫قولو تعاىل "حرمت عليكم اؼبيتة" ) ‪.‬‬
‫إف يف اآلية "حرمت عليكم اؼبيتة" عموـ يف لفظ "اؼبيتة" فما العموـ اؼبقصود‬‫‪ -1‬إذا قيل َّ‬
‫؟ وأين العموـ فيها ؟‬
‫‪ -2‬حكم التحرًن يتعلق باؼبيتة‪،‬فكم يف ىذا التعلق من مشوؿ ؟ أي كم يف لفظ "اؼبيتة"‬
‫من مشوؿ حىت يدخلو التحرًن كلو ؟‬
‫‪ -3‬ما عبلقة أعضاء اؼبيتة هبا وكيف تدخل يف لفظ اؼبيتة "بأي داللة" ؟ وما لقب ىذه‬
‫الداللة أصوليًا ؟‬
‫مرت بك مبلحظة قريبة منها يف الدورة ؟‬
‫‪ -4‬ما الذي الحظتو اآلف ؟ وىل سبق أف َّ‬
‫‪ -5‬ما اغبل الذي تقًتحو ؽبذه اإلشكالية ؟‬
‫شرح اؼبثاؿ الثاين عشر ‪:‬‬
‫عموما فإنَّو يُنظر إىل صيغة العموـ اليت فيو‬
‫إف فيها ً‬ ‫‪ -1‬لفظ اؼبيتة عندما يقاؿ َّ‬
‫فالعموـ لو صيغ نبحث عنها يف اللفظ‪،‬وصيغة العموـ ىنا ىي "اؿ" الدالة على اعبنس‬
‫مشوال عبميع اؼبيتات‪،‬أي حرمت عليكم صبيع اؼبيتات ‪.‬‬ ‫واالستغراؽ‪،‬فيكوف ً‬
‫‪ -2‬الشموؿ يف لفظ "اؼبيتة" نوعاف ‪:‬‬
‫مشوؿ اؼبيتة ألنواعها‪،‬وىو الذي سبق معنا داللة صيغة العموـ عليو‬
‫مشوؿ اؼبيتة ألعضائها وأجزائها‪،‬وىو الذي يريد اؼبصنف االستدالؿ بو كوجو للداللة من اآلية‬
‫وىنا أسئلة ‪:‬‬
‫ىل ىذا عموـ باؼبعٌت األصويل للعموـ ؟‬
‫اعبواب ال‬
‫دؿ عليو دليل‬‫ىل اؼبيتة األصل فيها مشوؽبا عبميع أجزائها وال ىبرج من ىذا الشموؿ َّإال ما َّ‬
‫ُ‬
‫ُىبرجو ؟‬
‫اعبواب نعم‬
‫أين اػبلل إذف ؟‬
‫اآلف‪،‬وسأفصل فيها للفائدة وألاها اؼبثاؿ األخَت يف الدورة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سيتضح‬
‫‪ -3‬من أقساـ األلفاظ ‪-‬ويذكرونو يف اؼبنطق ويف اؼبقدمات األصولية‪ -‬الكلي والكل‬
‫فالكلي ما ال يبنع نفس تصوره من وقوع الشركة فيو مثل الفرس‪،‬اؼبثلث‪،‬ومثل اإلنساف إذا أريد‬
‫بو اؼبعٌت اؼبشًتؾ "اإلنسانية"‬
‫َّأما الكل فهو ما يًتكب من األجزاء مثل الشجرة‪،‬الكرسي‪،‬اإلنساف إذا أريد بو جسده‬
‫والكلي يقابلو اعبزئي‪،‬وداللة الكلي على جزئياتو داللة مطابقة‪،‬والعموـ بتعريفو عند األصوليُت‬
‫داللتو "مشولو ألفراده" كلية‬
‫أ َّما الكل فيقابلو اعبزء‪،‬وداللة الكل على أجزائو "مشولو لؤلجزاء" داللة تضمن‬
‫ىبص الكل ‪:‬‬
‫وبُت الكلي والكل فروؽ سأذكر منها بعض ما َّ‬
‫‪ -‬الكل ال ُوب َمل على اعبزء "ال ىبرب بو" فبل تقوؿ اؼبسمار كرسي‬
‫لكنَّك تقوؿ يف الكلي زيد إنساف‬
‫قسم ب"أو ‪َّ ،‬إما " فبل تقوؿ الشجرة أغصاف أو جذع أو شبرة‬ ‫‪ -‬الكل ال يُ َّ‬
‫لكنَّك تقوؿ الكلمة اسم أو فعل أو حرؼ ‪.‬‬
‫مشوؿ ألفراده‬
‫فشموؿ الكلي ٌ‬
‫مشوؿ ألجزائو‬
‫ومشوؿ الكل ٌ‬
‫نعود إىل مثاؿ اؼبيتة ‪:‬‬
‫مشوؿ اؼبيتة ألنواعها من قبيل الكلي‪،‬واظبو اػباص يف علم األصوؿ ىو العاـ‬
‫ومشوؽبا ألجزائها من داللة الكل وداللتو تضمنية‪،‬ولكن ما اظبو اػباص يف األصوؿ ؟‬
‫يوجد‪،‬إال ما أطلقو بعض األصوليُت من لقب "اؼبركب" أو "االسم اؼبركب"‪،‬وىو مصطلح‬ ‫َّ‬ ‫ال‬
‫قليل الشيوع ومسائلو متناثرة وشحيحة‬
‫وىنا سبب اؼبشكلة األساس وىو الذي هبعل َمن يريد التعبَت عنو يستخدـ لفظ العموـ ألنَّو ال‬
‫خاص متداوؿ وال يدور يف الذىن مصطلح آخر غَت العاـ واؼبطلق ‪.‬‬ ‫لقب ّّ‬ ‫يوجد لو ٌ‬
‫‪ -4‬ىذا الوقوؼ والتحليل للعبارة الفقهية ىو الذي كشف لنا ىذه اؼبساحة اػبالية‪،‬وقد سبق‬
‫أف من فوائد القراءة األصولية للنص الفقهي كما ىو بصيغتو يف كتب الفقو أاها‬ ‫أف ذكرنا َّ‬
‫تكشف لنا فراغات علمية نظرية يف كتب علم األصوؿ ‪.‬‬
‫وليس معٌت ىذا أنَّو ال يوجد كبلـ لؤلصوليُت فيو بل يوجد ولكنَّو قليل ً‬
‫جدا ومل يبيَّز ومل ُذبمع‬
‫ص باس ٍم أصويل وبالتايل مل تتطور قضاياه ومباحثو ‪.‬‬ ‫مسائلو ومل ُىب َّ‬
‫‪ -5‬اغبل ىو أف ُذبمع شذرات األصوليُت يف الكبلـ عنو كما ذبده عند القرايف يف شرح التنقيح‬
‫ويف كتابو عن االستثناء‪،‬وردبا قبد إشارات يف كبلـ ابن تيمية وابن دقيق العيد‪،‬ومن اؼبقدمات‬
‫األصولية على اؼبستوى النظري‪،‬ومن كتب الفقو وتفاسَت أحكاـ القرآف وشروح أحاديث‬
‫األحكاـ يف اعبانب العملي‬
‫فمثبل من كبلـ القرايف ‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬األصل يف اؼبركب مشولو ألجزائو‬
‫‪ -‬يدخلو االستثناء كما يدخل العموـ‬
‫‪ -‬األمر باؼبركب أمر جبميع أجزائو ‪" .‬قل مثل ذلك يف التحرًن والنهي كما يف مثالنا ىذا"‬
‫ومن كبلـ ابن تيمية يف أنواع العموـ ومنها عموـ الكل ألجزائو يف االقتضاء ( ‪)165/1‬‬
‫فصلَو وميَّزه بوضوح عن العاـ‬ ‫واجملموع (‪ )442/6‬حيث جعلو من أنواع العموـ لكنَّو َ‬
‫االصطبلحي ‪.‬‬
‫خبلصة اؼبثاؿ ‪:‬‬
‫مشوؿ اؼبيتة ألعضائها ليس من العموـ بل ىو من مشوؿ الكل ألجزائو وىو ما يسميو بعض‬
‫األصوليُت باؼبركب‪،‬واؼبؤلف كاف مدرًكا ألصل العبلقة ولذا قاؿ " ألنَّو جزءٌ من اؼبيتة"‬
‫كثَتا وفيو ؾباؿ واسع للبحث والدراسة ‪.‬‬ ‫صر فيو ً‬ ‫باب يف داللة األلفاظ قد أُغفل وقُ ّ‬
‫وىو ٌ‬
‫أفكار اؼبثاؿ الثاين عشر‬
‫القراءة األصولية للنصوص الفقهية ‪:‬‬
‫‪ /1‬تكشف مدى القصور يف بعض أبواب األصوؿ وحاجتها إىل التمييز واإلفراد ‪.‬‬
‫أف دعوى كثرة مسائلو اليت ال‬ ‫أف مسائل األصوؿ حاضرة من اعبهة العملية‪،‬و َّ‬ ‫‪ /2‬تدلل على َّ‬
‫حاجة ؽبا وال شبرة فيها مبالغةٌ وؾبازفة‪،‬و َّ‬
‫أف معٌت الثمرة عند كثَت منهم ىو الثمرة القريبة اؼبباشرة‬
‫بل صارت اغبقيقة على العكس فبا يقولو ىؤالء "فالقراءة األصولية تُثبت حاجة األصوؿ إىل‬
‫زيادة بعض اؼبباحث واؼبسائل" ‪.‬‬
‫‪ /3‬تضطر القارئ إىل كثرة الرجوع إىل كتب األصوؿ النظرية وإىل التنقل بُت اؼبسائل واألبواب‬
‫يف النص الفقهي الواحد‪،‬وىذه عبلمةٌ على سَته يف االذباه الصحيح يف القراءة األصولية‪،‬ولن‬
‫يكوف الرجوع إليها َّإال عند وقوعو يف مشكلة ‪.‬‬
‫‪ /4‬ذبعل األصويل بعد ذبربتها يهتم بكل أبواب ومسائل األصوؿ حىت اليت كاف يبدو لو من‬
‫قبل بػُ ْعدىا عن العمل يف النصوص الشرعية‪،‬ألاها وإف كانت كذلك من حيث العمل اؼبباشر َّإال‬
‫أساسا ومنطل ًقا يف النظر والبحث أو يكوف‬ ‫أاها تفيد بشكل غَت مباشر وصريح‪،‬كأف تكوف ً‬
‫صحة تصوره ؽبا سببًا يف االنتباه لبعض ما يُشكل أو يف ؿباولة اػبروج من اإلشكاالت‪،‬وذلك‬
‫كما يف بعض مباحث اؼبقدمات اؼبنطقية الصحيحة وإف كانت قليلة ‪.‬‬

‫ويف ختاـ الدورة‬


‫الكلمة اعبامعة ‪:‬‬
‫ليُعلم َّ‬
‫أف أعظم مهاـ علم األصوؿ ىو"بناءُ عقلية االستدالؿ وليس ؾبرد مباشرتو"‬
‫‪.‬‬

‫وهللا أعلم‬
‫وصلى هللا على نبينا ؿبمد وعلى آلو وصحبو أصبعُت‬
‫واغبمد هلل رب العاؼبُت‬

You might also like