You are on page 1of 12

‫دراسة حتليلية حول املنهج التقليدي يف العلوم الشرعية مع الرتكيز اخلاص على الفقه اإلسالمية‬

‫صابر خان‬

‫باحث قسم العقيدة والفلسفة ىف جامعة دار اهلدى اإلسالمية‬

‫‪sabirpgscholar@gmail.com‬‬

‫امللخص‬

‫إن العل‪II‬وم‪ I‬اإلس‪II‬المية تش‪II‬تمل على عل‪II‬وم متع‪II‬ددة متص‪II‬لة بعض‪II‬ها ب‪II‬البعض‪ .‬و ت‪II‬اريخ تط‪II‬وير ه‪II‬ذه العل‪II‬وم‪ I‬ج‪II‬ار من زمن‬

‫طوي‪II‬ل‪ ،‬فنش‪II‬أت العل‪II‬وم االس‪II‬المي يف زمن الن‪II‬يب ص‪II‬لى اهلل علي‪II‬ه وس‪II‬لم بع‪II‬د ن‪II‬زول الق‪II‬رآن الك‪II‬رمي ب‪II‬الوحي‪ .‬ف‪II‬إن اهلل ق‪II‬ال " الي‪II‬وم‬

‫أكملت لكم دينكم و أمتمت عليكم نعم‪II‬يت ورض‪II‬يت لكم االس‪II‬الم دين‪II‬ا" (‪-3‬املائ‪II‬دة)‪ .‬تش‪II‬هد االي‪II‬ة املذكورة اكم‪II‬ال ال‪II‬دين من‬

‫عن‪II‬د اهلل س‪II‬بحانه و تع‪II‬اىل‪ .‬فش‪II‬رحه و علم‪II‬ه رس‪II‬ول اهلل ص‪II‬لى اهلل علي‪II‬ه وس‪II‬لم أص‪II‬حابه العل‪II‬وم‪ I‬الديني‪II‬ة بالكلي‪II‬ة و انتق‪II‬ل ه‪II‬ذا العم‪II‬ل‬

‫الدراسة زمنا بعد زمن إىل اليوم مبناهج خمتلفة وهذه العل‪I‬وم‪ I‬االس‪I‬المية يس‪I‬مى ب‪I‬العلوم‪ I‬الش‪I‬رعية‪ .‬و حتت‪I‬وي عل‪I‬وم متنوع‪I‬ة مث‪I‬ل علم‬

‫احلديث والتفس‪II‬ري والفق‪II‬ه والت‪II‬اريخ واملنط‪II‬ق واألص‪II‬ول والفلس‪II‬فة‪ I‬والرياض‪II‬يات وغ‪II‬ري ذل‪II‬ك من العل‪II‬وم‪ ، I‬ف‪II‬إن العل‪II‬وم‪ I‬الش‪II‬رعية ق‪II‬د‬

‫يكون تعلم البعض اجباريا‪ -‬مثل ما تعلقت‪ I‬باالعقيدة‪ I‬واألصول واألخالق ‪ -‬فالبعض اختياري‪II‬ا مث‪II‬ل ‪ -‬م‪II‬ا تعلقت بالتش‪II‬ريعات و‬

‫التنظيمات التشريعية ‪ -‬على كل مسلم‪.‬‬

‫وعرف عبد الرمحن بدوي يف كتابه "مناهج البحث العلمي" للعلوم‪ I‬الشرعية تعريفا جامعا وق‪II‬ال " هي الطري‪II‬ق املؤدي‬

‫إىل الكش‪II‬ف عن احلقيق‪II‬ة يف العل‪II‬وم‪ I،‬بواس‪II‬طة طائف‪II‬ة من القواع‪II‬د العام‪II‬ة هتيمن على س‪II‬ري العق‪II‬ل وحتدد عمليات‪II‬ه ‪ ،‬ح‪II‬ىت يص‪II‬ل إىل‬

‫نتيجة معلومة"‪ I‬إضافة عن املنهج " ففي التأليف و الكتاب‪I‬ة و الدراس‪I‬ة و النق‪II‬ل للعل‪II‬وم الش‪II‬رعية من‪I‬اهج خمتلف‪II‬ة‪ .‬الب‪I‬احث س‪II‬يقدم يف‬

‫حبثه حول املنهج التقلي‪I‬دي يف العل‪I‬وم الش‪I‬رعية م‪I‬ع بي‪I‬ان ميزات‪I‬ه و عيوب‪I‬ه ترك‪I‬يزا خاص‪I‬ا يف العلم الفقهي اإلس‪I‬المي‪ ،‬ألن الفق‪I‬ه يع‪I‬د‬

‫من اهم العلوم الشرعية واالكثر يكون مبنهج التقليدي‪ I‬وهذا املنهج اعتين يف العلوم الشرعي و خصوصا يف نقل العلوم الفقهية‪.‬‬

‫الكلمات االفتتاحية ‪ :‬دراسة حتليلية‪ ،‬املنهج التقليدي‪ ،‬العلوم‪ I‬الشرعية‪ ،‬الفقه اإلسالمي‬

‫االسم ‪ :‬صابر خان‬

‫الباحث يف جامعة دار اهلدى االسالمية‪ ،‬ترورنغادي‪ ،‬تشماد‪ ،‬كرياال‪676306 ،‬‬


‫رقم الواتس اب‪7977927399 :‬‬

‫الربيد االلكرتوين ‪sabirpgscholar@gmail.com :‬‬

‫املقدمة‬

‫وق‪II‬د اهتم دينن‪II‬ا احلنيف ب‪II‬العلم‪ I‬أعظم اهتم‪II‬ام‪ ،‬كم‪II‬ا ان اهلل ع‪II‬ز وج‪II‬ل أول م‪II‬ا ن‪II‬زل اآلي‪II‬ة على رس‪II‬وله خ‪II‬امت النب‪II‬يني عن‬

‫العلم وق‪II‬ال‪" :‬اق‪II‬رأ باس‪I‬م رب‪I‬ك ال‪I‬ذي خل‪I‬ق" وق‪II‬ال‪" :‬اق‪I‬رأ ورب‪I‬ك األك‪I‬رم ال‪I‬ذي علم ب‪I‬القلم‪ I،‬علم اإلنس‪II‬ان م‪I‬ا مل يعلم" ‪ .‬ففي ه‪I‬ذه‬

‫اآليات احملكمات أمر ب‪I‬القراءة وتعلم‪ I‬أي علم يك‪I‬ون ل‪I‬ه ولغ‪I‬ريه نف‪I‬ع يف ال‪I‬دين وال‪I‬دنيا ‪ .‬كم‪I‬ا فس‪I‬ره رس‪I‬ول اهلل ألمت‪I‬ه و ق‪I‬ال "العلم‪I‬‬

‫فريضة على كل مسلم ومسلمة"‪ I.‬ف‪I‬ا لعل‪I‬وم‪ I‬مطلق‪I‬ا جيع‪I‬ل يف القس‪I‬مني أح‪I‬دمها العل‪I‬وم الديني‪I‬ة و الث‪I‬اين العل‪I‬وم الدنيوي‪I‬ة‪ .‬حنن نبحث‬

‫عن العل‪II‬وم‪ I‬الديني‪II‬ة ال‪II‬يت تس‪II‬مى أيض‪II‬ا العل‪II‬وم‪ I‬الش‪II‬رعية‪ .‬فك‪II‬ل عل‪II‬وم ال‪II‬ذي تف‪II‬رع عن الق‪II‬رآن والس‪II‬نة املت‪II‬واترة وإمجاع األم‪II‬ة وأعم‪II‬ال‬

‫أه‪II‬ل املدين‪II‬ة يع‪II‬د من العل‪II‬وم‪ I‬الش‪II‬رعية مث‪II‬ل العلم‪ I‬التفس‪II‬ري و احلديث و العقي‪II‬دة‪ I‬و الفق‪II‬ه و األص‪II‬ول و غ‪II‬ري ذل‪II‬ك‪ .‬و ه‪II‬ذا م‪II‬ا ج‪II‬رى‬

‫تعليمه منذ عصر النيب صلى اهلل عليه وسلم الذي علم أصحابه القران و فهمهم وفقههم حىت دع‪I‬ا رس‪II‬ول اهلل البن عب‪I‬اس رض‪I‬ي‬

‫اهلل عنه بكلمته "اللهم فقه يف الدين وعلمه التأويل" حىت لقب‪ I‬حبرب األمة و رئيس املفسرين‪.‬‬

‫و انتقلت ه ‪II‬ذه العل ‪II‬وم الش ‪II‬رعية من عص ‪II‬ر واح ‪II‬د اىل عص ‪II‬ر آخ ‪II‬ر ح ‪II‬ىت وص ‪II‬ل الين ‪II‬ا االن بواس ‪II‬طة املدرس ‪II‬ة و خ ‪II‬دمات‬

‫العلماء العاملني املدرس‪I‬ني آخ‪I‬ذا مبن‪I‬اهج الدراس‪I‬ي والبح‪I‬ثي املختلف‪I‬ة‪.‬املن‪I‬اهج ينقس‪I‬م إىل قس‪I‬مني املنهج املدرس‪I‬ي و املنهج البح‪I‬ثي‪،‬‬

‫فام‪II‬ا املنهج املدرس‪II‬ي مث‪II‬ل املنهج الق‪II‬دمي أو التقلي‪II‬دي واملنهج احلديث يس‪II‬تخدم يف املدارس للت‪II‬دريس‪ I‬والتص‪II‬نيفات ‪.‬الب‪II‬احث يق‪II‬دم‬

‫ل‪II‬ديكم املنهج املدرس‪II‬ي خصوص‪II‬ا املنهج التقلي‪II‬دي حتليلي‪II‬ا يف العل‪II‬وم الش‪II‬رعية باهتم‪II‬ام اخلاص ذل‪II‬ك يف الفق‪II‬ه االس‪II‬المي الن الفق‪II‬ه‬

‫يعد من العلوم‪ I‬اجملودة و األعلى يف العلوم الشرعية البد بعض من‪I‬ه لك‪I‬ل مس‪I‬لم‪ I‬م‪I‬ع بي‪I‬ان عل‪I‬وم الش‪I‬رعية عموم‪I‬ا و الفق‪I‬ه اإلس‪I‬المي‬

‫خصوصا‪.‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬املنهج التقليدي و مفهومه مع ذكر دوره يف العلوم االسالمي‬

‫إن العلم‪II‬اء ق‪II‬د اهتم‪II‬وا املن‪II‬اهج كث‪II‬ريا يف الت‪II‬دريس والتص‪II‬نيف والتقري‪II‬ر ح‪II‬ىت اس‪II‬تخدموا عدي‪II‬دا من املن‪II‬اهج يف انتش‪II‬ار‬

‫العلوم الديين واهتموا بذلك يف البحث العلمي‪ I‬و منها م‪I‬ا يعت‪I‬رب منهج خ‪I‬اص ه‪I‬و املنهج التقلي‪I‬دي من بني املن‪I‬اهج املختلف‪I‬ة فكث‪I‬ريا‬
‫من الدراسات املقارنة موجود بني املنهج التقليدي املنهج احلديثي‪ .‬و الباحث سيقدم لديكم بالتفصيل عن هذا مع بيان تعريف‪II‬ه‪،‬‬

‫مفهومه‪ ،‬أمهيته و دوره يف العلوم‪ I‬االسالمي‪.‬‬

‫معىن املنهج وعناصره و أمهيته‬

‫إن العلم‪II‬اء مل يتفق‪II‬وا على تعري‪II‬ف معني ب‪II‬ل عرف‪II‬وا خمتلف‪II‬ا مث‪II‬ل‪ :‬املنهج ه‪II‬و الطري‪II‬ق ال‪II‬بني الواض‪II‬ح‪ .‬ج‪I‬اء يف معجم‪ I‬لس‪II‬ان‬

‫العرب يف مادة هنج‪ :‬و املناهج‪ :‬الطريق الواضح‪ .‬و استنهج الطريق ‪ :‬ص‪I‬ار هنج‪I‬ا‪ .‬و يف ح‪I‬ديث العب‪I‬اس‪ :‬مل ميت رس‪I‬ول اهلل‬

‫ص‪II‬لى اهلل علي‪II‬ه وس‪II‬لم ح‪II‬ىت ت‪II‬رككم على طري‪II‬ق ناهج‪II‬ة ان واض‪II‬حة بين‪II‬ة…‪.‬و النهج الطري‪II‬ق املس‪II‬تقيم‪ ،1).‬ق‪II‬ال تع‪II‬اىل "لك‪II‬ل‬

‫جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" (املائدة‪ ،)48 :‬فاملنهاج هو الطريق الواضح‪.‬‬

‫املقصود باملنهج هو احملتوى التعليمي‪ I‬الذي يدرسه املعلمون للطالب‪ ،‬و يقوم الطالب باستذكار‪ ،‬و هو تعريف ض‪II‬يق ملع‪II‬ىن‬

‫املنهج‪ .‬و لكن املنهج مبفهومه األوسع ميكن ان يعرب عنه باربعة أسئلة هي‪:‬‬

‫ملاذا نعلم ؟ و هو يشري اىل االهداف املراد حتقيقها‪ ،‬او هي مقاصد العلم‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ماذا نعلم؟ و يشري إىل حمتوى املادة الدراسية‪ ،‬يعين مباحث العلم‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫كيف نعلم؟ يشري إىل طرق وأساليب التدريس واألنشطة املستخدمة لتحقيق األهداف‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫كيف ميكن احلكم على النتائج؟ و يشري اىل اساليب التقسيم‬ ‫‪.4‬‬

‫والفارق بني املنهجني هو أن املنهج باملفهوم الضيق يش‪I‬مل توض‪I‬يح األلف‪II‬اظ و املص‪I‬طلحات الغامض‪II‬ة‪ ،‬و االس‪II‬تدالل على املس‪I‬ائل‬

‫اليت ذكرت دون دليل‪ ،‬و التفريع على بعض املسائل‪ ،‬وذكر اخلالف وأدلة املخالفني‪ ،‬مع ذكر بعض االسئلة لبيان الفهم‪.2‬‬

‫املنهج هو كل ما جيري يف املدرسة بشكل متكامل و يعرب عن خطة العمل اليت توجه وتقود عملية التدريس عموما‪ .‬مثل‪:‬‬

‫التعليم‪ :‬الذي يقدمه املدرسون‪ I‬للتالميذ‬ ‫❖‬

‫التعلم‪ :‬الذي حيدث عند التالميذ من جراء التعليم‬ ‫❖‬

‫التدريس‪ :‬عملية التعليم والتعلم و غري ذلك‬ ‫❖‬

‫‪ 1‬المناهج و طرائق التدريس لدكتور ماجد ايوب القيسي (ص‪)39-‬‬


‫‪ 2‬اسالم ان الين‬
‫ف‪I‬ان املن‪II‬اهج يعني املعلم‪ I‬و املتعلم يف فهم املوض‪I‬وع جي‪II‬دا كم‪I‬ا يق‪I‬ول ص‪I‬احب كت‪I‬اب املن‪I‬اهج وحتلي‪II‬ل الكتب يف املقدم‪I‬ة‬

‫"لق‪II‬د أع‪II‬دنا ه‪II‬ذا الكت‪II‬اب ال‪II‬ذي حيم‪II‬ل عن‪II‬وان (املن‪II‬اهج و حتلي‪II‬ل الكتب) ليك‪II‬ون عون‪II‬ا للمعلم واملعلم الط‪II‬الب كي يفهم م‪II‬ا هي‬

‫املن‪II‬اهج ومم تتك‪II‬ون وكيف ل‪II‬ه ان يب‪II‬ين مف‪II‬ردة او موض‪II‬وعا دراس‪II‬يا‪ ،‬او لسيس‪II‬اعده على إدراك م‪II‬ا موج‪II‬ود من مق‪II‬ررات دراس‪II‬ية‬

‫ليفهم كي‪II‬ف ب‪II‬نيت تل‪II‬ك املق‪II‬ررات‪ ،‬مث ان ه‪II‬ذا الكت‪II‬اب سيس‪II‬اعد املعلم‪ I‬على حتلي‪II‬ل حمت‪II‬وى اي مق‪II‬رر دراس‪II‬ي يع‪II‬رض علي‪II‬ه بع‪II‬د ان‬

‫يدرك ما موجود يف ما خيص حتليل الكتاب ضمن هذا"‪.3‬‬

‫عناصر املنهج‬

‫و عناصر املنهج أربعة توجد يف كل من أنواع املناهج وهي‪:‬‬

‫األهداف الرتبوية‬ ‫‪.1‬‬

‫احملتوى‬ ‫‪.2‬‬

‫االنشطة‬ ‫‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫التقومي‬ ‫‪.4‬‬

‫تعريف املنهج التقليدي و مفهومه مع اجيابياته وسلبياته‬

‫املنهج التقلي‪II‬دي يتمث‪II‬ل باملعرف‪II‬ة ال‪II‬يت تق‪II‬دمها املدرس‪II‬ة لتالمي‪II‬ذها و هي جمموع‪II‬ة من احلق‪II‬ائق واملعلوم‪II‬ات واملف‪II‬اهيم واألفك‪II‬ار ال‪II‬يت‬

‫يدرس ‪II‬ها الطلب ‪II‬ة يف ص ‪II‬ورة م ‪II‬واد دراس ‪II‬ية اص ‪II‬طلح على تس ‪II‬ميتها ب ‪II‬املقررات الدراس ‪II‬ية‪ ،‬ف ‪II‬املنهج التقلي ‪II‬دي يؤك ‪II‬د على املق ‪II‬ررات‬

‫الدراسية‪.5‬‬

‫املنهج مبفهومه التقليدي جمموعة املعلومات واحلقائق واملفاهيم اليت تعم‪I‬ل املدرس‪I‬ة على اكس‪I‬اهبا للتالمي‪I‬ذ هبدف إع‪I‬دادهم للحي‪I‬اة‬

‫وتنمية قدراهتم عن طريق اإلملام خبربات اآلخرين واالستفادة منها‪.6‬‬

‫‪ 3‬المناهج وتحليل الكتب لالستاذ المساعد الدكتور ضياء الدين حربي العرنوسي (ص‪)4-‬‬
‫‪ 4‬المنهاهج و تحليل الكتب (ص‪)12-‬‬
‫‪ 5‬المناهج و طرائق التدريس (ص‪)41-‬‬
‫‪ 6‬المرجع نفسه (ص‪)7-‬‬
‫لقد جاء هذا املفهوم بنظرة تقليدية إىل وظيف‪I‬ة املدرس‪I‬ة اذ ك‪I‬انت ت‪I‬رى أن وظيفته‪I‬ا تنحص‪I‬ر يف تق‪I‬دمي الوان‪I‬ا من املعرف‪I‬ة إىل الطلب‪I‬ة‬

‫مث التأكد عن طريق االختبارات و ال سيما التسميع عن حسن استيعاهبا هلا‪.7‬‬

‫إن املنهج مبفهوم‪II‬ه التقلي‪II‬دي يرك‪II‬ز على املعلوم‪II‬ات و احلق‪II‬ائق و املف‪II‬اهيم مما أدى ه‪II‬ذا الرتك‪II‬يز إىل إمهال ج‪II‬وانب العملي‪II‬ة الرتبوي‪II‬ة‬

‫معظمها لذلك فقد وجه املصنف االنتقادات االتية‪:‬‬

‫اوال‪ :‬بالنسبة للطلبة‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة للمواد الدراسية‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة للجو املدرسي العام‬


‫‪8‬‬
‫رابعا‪ :‬بالنسبة للمعلم‪I‬‬

‫وك‪II‬ذلك ينظ‪II‬ر املنهج على ان‪II‬ه ه‪II‬و جمموع‪II‬ة املواد الدراس‪II‬ية ال‪II‬يت يت‪II‬وىل املتخصص‪II‬ون‪ I‬اع‪II‬دادها و يق‪II‬وم التالمي‪II‬ذ بدراس‪II‬تها‪ ،‬حيث‬

‫أص‪II I I‬بحت كلم‪II I I‬ة املنهج مرادف‪II I I‬ة لكلم‪II I I‬ة مق‪II I I‬رر‪ I‬الدراس‪II I I‬ي و من مث أص ‪II I‬بحنا نس ‪II I‬مع مبنهج اجلغرافي ‪II I‬ا و منهج الت‪II I I‬اريخ و منهج‬

‫العلوم…‪.‬اخل‪ .‬وباختصار ان كلمة هنا تعين املقرر الدراسي‬

‫ف‪II‬ان املنهج التقلي‪II‬دي يرك‪II‬ز على املعلوم‪II‬ات ح‪II‬ىت اص‪II‬بحت ه‪II‬دفا يف ح‪II‬د ذاهتا و اص‪II‬بحت العملي‪II‬ة التعليمي‪II‬ة مرتبط‪II‬ة باملعلوم‪II‬ات‬

‫ارتباط‪II‬ا وثيق‪II‬ا‪ .‬والكت‪II‬اب املدرس‪II‬ي ميث‪II‬ل املص‪II‬در‪ I‬األساس‪II‬ي لتزوي‪II‬د التالمي‪II‬ذ هبذه املعلوم‪II‬ات مث يت‪II‬وىل ا ملدرس ش‪II‬رحها للتالمي‪II‬ذ و‬

‫يقوم الطالب حبفظها واستيعاهبا و تعمل االمتحانات على قياسها‪.‬‬

‫املنهج التقليدية ايضا يسمى كما ان كثريا من الدراسات املقانة بني املنهج احلدييث و القدمي شاسع بني الباحثني‪ .‬فانه م‪II‬ازال يف‬

‫املدرسة املنهج القدمية ‪ ،‬كما يذكر عب‪II‬د اجملي‪I‬د س‪I‬رحان يف كتاب‪I‬ه "ف‪I‬املنهج يف ظ‪II‬ل املدرس‪I‬ة التقليدي‪II‬ة القدمية مل يكن يتض‪I‬من ش‪II‬يئا‬

‫سوى هذه املقررات الدراسية‪.9‬‬

‫خصائص املنهج التقليدي‪:‬‬

‫يركز على املادة الدراسية (املكون الوحيد للمنهج)‬ ‫❖‬

‫مواد كثرية و موضوعات كثرية‬ ‫❖‬

‫‪ 7‬المرجع نفسه (ص‪)7-‬‬


‫‪ 8‬المرجع نفسه (ص‪)9-7:‬‬
‫‪ 9‬المناهج المعاصرة لدكتور الدمرداش عبد المجيد سرحان (ص‪)12-‬‬
‫حفظ املواد هو الغاية االمسى دون االهتمام بتطبيقها يف احلياة‬ ‫❖‬

‫‪10‬‬
‫املعلومات تعطى جاهزة حلفظها دون ان تتاح له الفرصة للتأمل و التفكري و البحث‬ ‫❖‬

‫باالعتماد على املفهوم التقليدي للمنهج الدراسي فانه عبارة عن‪:‬‬

‫املادة الدراسية اليت تقدم للطالب‪I‬‬ ‫❖‬

‫املواد اليت تقدم يف املدرسة‬ ‫❖‬

‫مجيع املقررات اليت تق‪I‬دم يف جمال واح‪I‬د‪ ،‬و حتت‪I‬وى املق‪I‬ررات على معلوم‪I‬ات و ثقاف‪I‬ات تعطى للمتعلمني‪ ،‬و يلقنه‪I‬ا هلم‬ ‫❖‬

‫املعلم ‪II‬ون داخ ‪II‬ل الغ ‪II‬رف الص ‪II‬فية‪ ،‬حبيث تك ‪II‬ون ال ‪II‬دروس‪ I‬موزع ‪II‬ة بانتظ ‪II‬ام و اوق ‪II‬ات معين ‪II‬ة‪ ،‬دون االخ ‪II‬ذ بعني االعتب ‪II‬ار‬

‫السعدادات الطالب و قدراهتم املختلفة‪.11‬‬

‫سلبيات املنهج التقليدي‬

‫الرتكيز على الناحية العقلية و اغفال امليول و احلاجات و االجتاهات‬ ‫❖‬

‫اغفال دور املدرسني يف اختيار احملتوى‬ ‫❖‬

‫تقليل امهية النشاط داخل غرفة الصف و خارجها‬ ‫❖‬

‫اعتماد الطالب على املدرسني‬ ‫❖‬

‫‪12‬‬
‫املعلم‪ I‬هو حمور العملية الرتبوية‬ ‫❖‬

‫املبحث الثاين‪ :‬العلوم الشرعية و تطوير املناهج يف انتشارها‬

‫ان العل‪II‬وم الش‪II‬رعية ال‪II‬يت جيب ش‪II‬رعا تعلمه‪II‬ا على الكفاي‪II‬ة ام‪II‬ا ان تك‪II‬ون علوم‪II‬ا مقص‪II‬ودة‪ I‬بال‪II‬ذات‪ ،‬وهي املس‪II‬ماة بعل‪II‬وم‪ I‬الغاي‪II‬ات‪،‬‬

‫وذلك الهنا غاية يف نفسها‪ ،‬وام‪I‬ا ان تك‪I‬ون علوم‪I‬ا مقص‪I‬ودة للش‪I‬ارع ب‪I‬التبع‪ ،‬لكوهنا علوم‪I‬ا آلي‪I‬ة يتوص‪I‬ل هبا اىل العل‪I‬وم‪ I‬الش‪I‬رعية و‬

‫‪ 10‬خصائص المنهج التربوي التقليدي…‪.‬مجموعة المعلومات و الحقائق و المفاهيم و االفكار التي يدرسها التلميذ في صورة مواد دراسية‪-‬‬
‫‪tarbikafa.com‬‬
‫‪ 11‬المفهوم التقليدي و الحديث للمنهج الدراسي‪-‬موضوع‪maudoo3.com ،‬‬
‫‪ 12‬المناهج و طرائق التدريس لدكتور ماجد ايوب القيسي (ص‪)41-‬‬
‫يتوسل‪ ،‬كعلوم اللغة العربية ال تفهم نصوص الكت‪I‬اب و الس‪II‬نة اال هبا‪ ،‬و تس‪II‬مى ه‪I‬ذه العل‪II‬وم بعل‪II‬وم اآلالت‪ .13‬و العل‪II‬وم الش‪II‬رعية‬

‫مش‪II‬تمل على كث‪II‬ري من العل‪II‬وم‪ I‬االس‪II‬المي ال‪II‬يت مص‪II‬درها الق‪II‬رآن واألح‪II‬اديث النبوي‪II‬ة‪ ،‬وهن‪I‬اك ط‪II‬رق و من‪II‬اهج موض‪II‬وعة من العلم‪II‬اء‬

‫املتق‪II‬دمني واملت‪II‬أخرين للفهم‪ I‬واإلدراك بص‪II‬راط مس‪II‬تقيم‪ .‬ف‪II‬ان ط‪II‬رق الت‪II‬دريس وأس‪II‬اليبها عام‪II‬ل من عوام‪II‬ل جناح املدرس او فش‪II‬له‪،‬‬

‫بل يتوقف عليها حتقيق االهداف الرتبوية او عدم حتقيقها يف تنفيذ املنهج‪ ،‬فإذا كان حسن اختيار الطريقة او االس‪I‬لوب املناس‪II‬ب‬

‫مهم ‪II‬ا يف املواد الدراس ‪II‬ية على حنو ع ‪II‬ام‪ ،‬فان ‪II‬ه أك ‪II‬ثر امهي ‪II‬ة يف م ‪II‬واد العل ‪II‬وم الش ‪II‬رعية‪ .14‬وإن يف ح ‪II‬ق من يه ‪II‬رب عن تعلم العل ‪II‬وم‪I‬‬

‫الشرعية كثري من التهديد و التخويف وارد يف الكتاب والسنة‪.‬‬

‫تعريف العلوم‪ I‬الشرعية‬

‫العلوم الشرعية هي‪ :‬علم القرآن الكرمي و السنة النبوية وما يتعلق هبم‪II‬ا من العل‪II‬وم كعل‪II‬وم الق‪II‬رآن بالرتتي‪II‬ل و عل‪II‬وم الس‪II‬نة وأص‪I‬ول‬

‫الفقه وما يتعلق بذلك من علوم اللغة كالنحو والصرف والبالغة وغري ذلك‪.15‬‬

‫العلوم الشرعية وانواعها‬

‫كم ‪II‬ا علمن ‪II‬ا ان العل ‪II‬وم الش ‪II‬رعية ام ‪II‬ا ان تك ‪II‬ون مقص ‪II‬ودة‪ I‬للش ‪II‬ارع بال ‪II‬ذات ال ‪II‬يت تس ‪II‬مى بعل ‪II‬وم‪ I‬الغاي ‪II‬ات‪ ،‬و ام ‪II‬ا ان تك ‪II‬ون علوم ‪II‬ا‬

‫مقصودة للشارع بالتبع الىت تسمى بعلوم اآلالت‪ ،‬فبالنسبة إىل العلوم‪ I‬اآلالت تنقسم اىل اربعة انواع وهي‪:‬‬

‫فالعلم الذي يضبط صحة نقل نصوص السنة واآلثار هو علم مصطلح احلديث‬ ‫‪.1‬‬

‫و العلم الذي يضبط صحة فهم الشريعة عموما و األحكام العملية خصوصا هو علم أصول الفقه‬ ‫‪.2‬‬

‫والعلم الذي يضبط صحة التفكري و النظر هو علم املنطق‬ ‫‪.3‬‬

‫والعلم الذي يضبط صحة الكالم و بالغته هو علم العربية‪ ،‬وهو أنواع‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫علم منت اللغة‬ ‫‪.a‬‬

‫علم منت الصرف‬ ‫‪.b‬‬

‫علم النحو‬ ‫‪.c‬‬

‫علم املعاين‬ ‫‪.d‬‬

‫علم البيان‬ ‫‪.e‬‬

‫‪ 13‬الخطة ا لمنهجية لدراسة العلوم الشرعية وصوال الى الوراثة النبوية (ص‪)3-‬‬
‫‪ 14‬طريق تدريس العلوم الشرعية لدكتور حسام عبد الملك العبدلي (ص‪ 7-‬المقدمة)‬
‫‪ 15‬العلوم الشرعية بين االهمال و الضعف لسامي دريع عبد الفتاح القدومي (ص‪)4-‬‬
‫‪16‬‬
‫علم البديع‬ ‫‪.f‬‬

‫و اما بالنسبة لعلوم الغايات‪ ،‬فهي ما طلب الشارع منا علمه من معاين الكتاب و السنة وم‪II‬ا دال علي‪II‬ه‪ ،‬و اهم م‪II‬ا طلب الش‪II‬ارع‬

‫منا علمه يف كتابه و سنة نبيه واحكامه تعاىل املتعلقة بافعال املكلفني‪ I،‬اي االحكام الشرعية‪.‬‬

‫فالعلوم الباحثة يف معاين كتاب اهلل و سنة رسوله هي من علوم الغايات‪،‬وهي علما‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫علم التفسري‬ ‫‪.a‬‬

‫وعلم شروح احلديث‬ ‫‪.b‬‬

‫و العلوم‪ I‬الباحثة يف االحكام الشرعية املتعلقة بأفعال هي من علوم الغايات‪ ،‬وهي ثالثة علوم‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫علم العقائد‬ ‫‪.a‬‬

‫علم الفقه‬ ‫‪.b‬‬


‫‪17‬‬
‫علم التزكية والتصوف‬ ‫‪.c‬‬

‫فهذا ما ذكر كان بيان علوم الشرعية املتفرعة من الكتاب والسنة النبوية ألهنما مراجع ومصادر‪ I‬لك‪I‬ل عل‪II‬وم‬

‫ش‪II‬رعي كم‪II‬ا ذك‪II‬ر ال‪II‬دكتور حس‪II‬ام عب‪II‬د املل‪II‬ك العب‪II‬ديل يف كتاب‪II‬ه "ف‪II‬القرآن ه‪II‬و األص‪II‬ل األول‪ ،‬والس‪II‬نة النبوي‪II‬ة‬

‫هي األصل الثاين" و يعد احلديث النبوي الشريف‪ ،‬املصدر الثاين للشريعة‪ I‬اإلسالمية بعد القرآن الكرمي"‪.18‬‬

‫تطوير املناهج وضرورهتا لدراسة العلوم الشرعية‬

‫فان سلسة التعليم والتعلم‪ I‬جاز من عصر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كما انه فسر الق‪II‬رآن للص‪II‬حابة بقول‪II‬ه وافعال‪II‬ه‬

‫واعمال ‪II‬ه ال ‪II‬ذي علم بعلم احلديث‪ .‬من ‪II‬ذ اربع ‪II‬ة عش ‪II‬ر قرن ‪II‬ا‪ ،‬العلم ‪II‬اء املس ‪II‬لمون‪ I‬يس ‪II‬ريون يف دراس ‪II‬ة العل ‪II‬وم وحتقيقه ‪II‬ا على املنه ‪II‬اج‬

‫الس ‪II‬وي والطري ‪II‬ق املس ‪II‬تقيم‪ ،‬وك ‪II‬انوا ال ي ‪II‬ألون جه ‪II‬دا يف ت ‪II‬دوين العل ‪II‬وم وتنوي ‪II‬ع االس ‪II‬اليب يف عرض ‪II‬ها مبا يتناس ‪II‬ب م ‪II‬ع ك ‪II‬ل علم‬

‫وطالب علم‪.19‬‬

‫الخطة ا لمنهجية لدراسة العلوم الشرعية وصوال الى الوراثة النبوية (ص‪)3--‬‬ ‫‪16‬‬
‫المرجع نفسه (ص‪)4-‬‬ ‫‪17‬‬
‫طرائق تدريس العلوم الشرعية (‪16-15‬ص)‬ ‫‪18‬‬
‫الخطة ا لمنهجية لدراسة العلوم الشرعية وصوال الى الوراثة النبوية (ص‪)7-‬‬ ‫‪19‬‬
‫فال ب‪II‬د ان يك‪II‬ون تطويره‪II‬ا على ي‪II‬دي العلم‪II‬اء و املتخصص‪II‬ني يف املن‪II‬اهج ال‪II‬ذين ل‪II‬ديهم الق‪II‬درة‪ I‬على تطويره‪II‬ا مبا يناس‪II‬ب‬

‫التطورات والتغريات احلديثة‪ ،‬مبا يناسب احتياج‪I‬ات اجملتم‪I‬ع والط‪I‬الب‪ .20‬فن التط‪II‬ور املن‪I‬اهج ك‪I‬املنهج الدراس‪I‬ي والبح‪I‬ثي‪ ،‬ووج‪I‬د‬

‫طرق التعليم والتدريس حىت صار دور املنهج التكنولوجيا مثل الدراسات بوساطة احلاسوبات والكمبيوتر‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬املنهجية يف دراسة الفقه اإلسالمي ودرجته يف العلوم الشرعية‬

‫ان الفقه اإلسالمي هو علم ارفع واوفق تعلمها من بني العلوم الشرعية ألن الفقه يبني للمسلم‪ I‬كيف تكون حياته من الص‪II‬غر اىل‬

‫الكرب‪ ،‬ومصرف االوقات ويهدي اىل ص‪I‬راط املس‪I‬توى من ص‪I‬راط الغ‪I‬وى وخيرب عن مص‪I‬رف األم‪I‬وال ‪ .‬ف‪I‬ان الفق‪I‬ه اإلس‪I‬المي حيل‬

‫كل املسائل املتعلقة من املعيشة والعبادات واملعامالت‪ .‬فبحث‪I‬ه األساسي ه‪I‬و العب‪I‬ادات واملع‪I‬امالت‪ .‬وان م‪I‬ذاهب الفق‪I‬ه االس‪I‬المي‬

‫أربعة هي‪:‬‬

‫املذهب احلنفي‬ ‫‪.1‬‬

‫املذهب املالكي‬ ‫‪.2‬‬

‫املذهب الشافعي‬ ‫‪.3‬‬

‫واملذهب احلنبلي‬ ‫‪.4‬‬

‫فاملذاهب األربعة حق‪ ،‬والتقليد واحد منهم واجب لكل مس‪I‬لم‪ I‬و لك‪II‬ل ف‪II‬رد ال‪I‬ذي ي‪I‬ؤمن باهلل ومالئكت‪I‬ه وكتب‪II‬ه ورس‪I‬له‬

‫واليوم اآلخر‪ ،‬والقدر‪ I‬خريه وشره‪.‬‬

‫تعريف الفقه االسالمي‬


‫‪21‬‬
‫عرفه ابو حنيفة رمحه اهلل‪ :‬معرفة النفس ما هلا وما عليها‬

‫العلم الفقه اإلسالمي‪ :‬فهو قائم على فهم الكتاب والسنة وفق قواعد االستنباط املسماة بأصول الفقه‪.22‬‬

‫كلم‪II‬ة الفق‪II‬ه يف الق‪II‬رآن وارد‪ ،‬فق‪II‬ال اهلل س‪II‬بحانه و تع‪II‬اىل‪" :‬ولق‪II‬د ذرأن‪II‬ا جلهنم كث‪II‬ريا من اجلن واإلنس هلم قل‪II‬وب ال يفقه‪II‬ون هبا"‬

‫(االعراف‪ ،)179:‬وقال النيب صلى اهلل عليه وسلم كما يف الصحيح‪" :‬من يرد اهلل به خريا يفقهه يف الدين"‪.23‬‬

‫‪ 20‬مناهجنا بين التطويرو التغريب – ‪medad.com‬‬


‫‪ 21‬العلوم الشرعية بين االهمال والضعف لسامي عبد الفتاح‬
‫‪ 22‬المنهجية في دراسة الفقه لمعالي الشيخ يوسف بن محمد الغفيص(ص‪)6-‬‬
‫‪ 23‬المرجع السابق‬
‫فيذكر هذا االسم على معىن عام‪ :‬وهو الفقه يف دين اهلل‪.‬‬

‫وه‪I‬ذا يش‪II‬مل الفق‪II‬ه يف مس‪I‬ائل الش‪II‬ريعة وفروعه‪II‬ا‪ ،‬يش‪I‬مل الفق‪I‬ه يف مس‪I‬ائل أص‪II‬ول الديان‪I‬ة‪ ،‬وم‪II‬ا يتعل‪II‬ق بأحك‪I‬ام اهلل س‪I‬بحانه وتع‪II‬اىل‬

‫والتش‪II‬ريعات والت‪II‬دبر الخب‪II‬اره‪ ،‬والتفك‪II‬ر يف ملك‪II‬وت الس‪II‬ماوات واألرض‪ ،‬فه‪II‬ذا كل‪II‬ه داخ‪II‬ل يف اس‪II‬م الفق‪II‬ه الع‪II‬ام ال‪II‬ذي أش‪II‬ار إلي‪II‬ه‬
‫‪24‬‬
‫النيب عليه الصالة والسالم‬

‫ف‪II‬إن ذك‪II‬ر الفق‪II‬ه على ه‪II‬ذا االص‪II‬طالح‪ -‬وه‪II‬و املقص‪II‬ود هن‪II‬ا‪ -‬فإن‪II‬ه يقص‪II‬د ب‪II‬ه‪ :‬املس‪II‬ائل الفرعي‪II‬ة من الش‪II‬ريعة‪ ،‬حبيث خترج أص‪II‬ول‬

‫الش‪II‬ريعة‪ ،‬س‪II‬واء ك‪II‬انت ه‪II‬ذه األص‪II‬ول مق‪II‬دمات وه‪II‬و م‪II‬ا يس‪II‬مى بقواع‪II‬د الش‪II‬ريعة‪ ،‬وك‪II‬انت ه‪II‬ذه األص‪II‬ول نت‪II‬ائج وهي م‪II‬ا يس‪II‬مى‬

‫باالعتقاد‪ :‬فان االحكام الكلية من النتائج اجملمع عليها تعترب من أصول الدين‪.25‬‬

‫درجته يف العلوم‪ I‬الشرعية وحكم تعلمها‪:‬‬

‫ان االسالم دين الذي حيث االنسان على تعلم العلوم حىت فرض تعلم العلوم على كل مس‪I‬لم كم‪I‬ا ينق‪I‬ل ح‪I‬ديث مش‪I‬هور‪ I‬وه‪I‬و"‬

‫طلب العلم فريضة على كل مسلم‪ I‬ومس‪I‬لمة" و لكن علم تعلم الفق‪I‬ه أوىل من ك‪I‬ل العل‪I‬وم‪ .‬الن ه‪I‬ذا يش‪I‬مل أحك‪I‬ام االعتق‪I‬ادات‪،‬‬

‫كوج‪II‬وب اإلميان وحنوه والوج‪II‬دانيات اي األخالق والتص‪II‬وف‪ ،‬والعملي‪II‬ات كالص‪II‬الة والص‪II‬وم‪ I‬وال‪II‬بيع وحنوه‪II‬ا‪ ،‬وه‪II‬ذا ه‪II‬و الفق‪II‬ه‬

‫األكرب‪ .26‬وان هذه العلوم‪ I‬املكتسب من أدلتها التفصيلية كما يعرف إمام الشافعي رمحه اهلل‪ :‬الفق‪II‬ه ه‪II‬و العلم باألحك‪II‬ام الش‪II‬رعية‬

‫العملية املكتسب من أدلتها التفصيلية‪.27‬‬

‫واملراد باالدلة التفصيلية‪ :‬ما جاء يف القرآن والسنة واإلمجاع والقياس‪ .28‬وحبسب املوضوع والغاية ايضا بد تعليم الفقه وتعلم‪II‬ه‪.‬‬

‫كما حكم كثري من العلماء تعليمه بفرض عني‬

‫املنهجية يف دراسة وكتابة الفقه اإلسالمي وحكم التقليد‬

‫كما ذكرنا حسب املعاصرة هناك اربعة م‪I‬ذاهب يف الفق‪I‬ه و ك‪I‬ل منهم ق‪I‬د أخ‪I‬ذوا الكت‪I‬اب والس‪I‬نة يف تفري‪I‬ع املس‪I‬ائل‪ ،‬وس‪I‬د ب‪I‬اب‬

‫االجتهاد ولذا نشأة مذهب آخر حمال‪ ،‬فلذلك أطبق العلم‪II‬اء الكب‪I‬ار حكم وج‪II‬وب التقلي‪I‬د‪ .‬وادى كث‪I‬ري من العلم‪I‬اء يف التص‪II‬نيف‬

‫وتدوين الكتب مبناهج خمتلفة‪ .‬وانتقل هذه العلوم إىل عصرنا هذا من عملية الدرس والتدريس تطبيقا منهجية الدراسة‪.‬‬

‫‪ 24‬المرجع السابق‬
‫‪ 25‬الفقه االسالمي وادلته لدكتور وهبة الزحيلي (ص‪)15-‬‬
‫‪ 26‬الفقه االسالمي وادلته لدكتور وهبة الزحيلي(ص‪)16-15-‬‬
‫‪ 27‬شرح جمع الجوامع للمحلي(ج‪،1‬ص‪)22‬‬
‫‪ 28‬الفقه االسالمي وادلته لدكتور وهبة الزحيلي(ص‪)17-‬‬
‫‪I‬تمر الفق‪I‬ه‬
‫فان ال‪I‬دور الس‪I‬ادس ه‪I‬و عص‪I‬ر التقلي‪I‬د واجلم‪I‬ود‪ ،‬ب‪I‬دأ ه‪I‬ذا الط‪I‬ور من‪I‬ذ س‪I‬قوط بغ‪I‬داد ح‪I‬ىت َمش‪I‬ارف العص‪I‬ر احلديث‪ ،‬واس َّ‬

‫خارج‪I‬ا عن‬
‫ً‪I‬‬ ‫يَض‪II‬عُف ويت‪II‬دهور ح‪II‬ىت أص‪II‬بح التقلي‪II‬د ش‪II‬يًئا عاديًّا‪ ،‬كأن‪II‬ه ه‪II‬و األص‪II‬ل‪ ،‬وب‪II‬ات َمن حياول أن يكس‪II‬ر ِ‪I‬ح دَّة ه‪II‬ذا اجلم‪II‬ود‬

‫اإلمجاع‪ ،‬مرميًّا بك‪Iِّ I‬ل نقيص‪II‬ة‪ ،‬ومن ه‪II‬ؤالء‪ :‬ش‪II‬يخ اإلس‪II‬الم ابن تيمي‪II‬ة‪ ،‬وتلمي‪II‬ذه ابن القيم‪ ،‬وتبعهم‪II‬ا على ذل‪II‬ك الش‪II‬وكاين‪ ،‬ومثلهم‬

‫مجيع‪II‬ا ‪ -‬لكن جه‪II‬ود ه‪II‬ؤالء مل تكن لتُق‪II‬ا ِوم تأ ُّ‬


‫ص ‪I‬ل التقلي‪II‬د يف النف‪II‬وس‪ ،‬واحنص‪II‬ر نش‪II‬اط‬ ‫ك‪II‬ان الش‪II‬اطيب يف األن‪II‬دلس ‪ -‬رمحهم اهلل ً‬
‫فقهاء هذه الفرتة يف تأليف املتون والشروح وال َفتاوى‪.29‬‬

‫اخلامتة‬

‫ان العلوم الشرعية فرض كفاية عموما للمسلمني بينما ان تعلم العلوم الفقهية ف‪I‬رض عني الن الفق‪I‬ه ه‪I‬و معرف‪I‬ة النفس م‪I‬ا هلا وم‪II‬ا‬

‫عليها حبيث تعريف ابو حنيفة رمحه اهلل‪ ،‬وهو العلم باحك‪I‬ام الش‪I‬ريعة املكتس‪I‬ب بادلته‪I‬ا التفص‪I‬يلية حبيث تعري‪I‬ف ام‪I‬ا ش‪I‬افعي رمحه‬

‫اهلل‪ .‬املنهج ايضا يؤثر و يؤدي دورا هاما يف نشر و فهم الدراسة العلوم الشرعية‪ .‬فالباحث انه حاول كتاب‪II‬ة ه‪I‬ذا التق‪II‬دمي حبس‪II‬ب‬

‫استطاعة حبثه عن هذا املوضوع‪ .‬واهلل املوفق وهواملستعان‪.‬‬

‫املراجع واملصادر‬

‫املناهج وحتليل الكتب لدكتور ضياء الدين العرنوسي‬ ‫‪.1‬‬

‫املناهج وطرائق تدريس لدكتور ماجد ايوب القيسي‬ ‫‪.2‬‬

‫املناهج املعاصرة لدكتور عبد اجمليد سرحان‬ ‫‪.3‬‬

‫املفهوم‪ I‬التقليدي واحلديث للمنهج الدراسي ‪maudoo3.com-‬‬ ‫‪.4‬‬

‫اخلطة املنهجية لدراسة العلوم الشرعية وصوال اىل الوراثة النبوية‬ ‫‪.5‬‬

‫مناهجنا بني التطوير والتقرير ‪medad.com -‬‬ ‫‪.6‬‬

‫الفقه االسالمي وادلته لدكتور وهبة الزحيلي‬ ‫‪.7‬‬

‫املنهجية يف دراسة الفقه االسالمي ملعايل الشيخ يوسف بن حممد الغفيص‬ ‫‪.8‬‬

‫‪ 29‬مبادئ علم الفقه ‪alukah.net -‬‬


‫مبادئ علم الفقه ‪alukah.net-‬‬ ‫‪.9‬‬

You might also like