Professional Documents
Culture Documents
وزارة التعليم
جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية
املعهد العايل للدعوة واالحتساب
قسم الدعوة
حبث تكميلي مقدم الستكمال متطلبات احلصول على درجة املاجستري يف قسم الدعوة
إعداد:
رانيه بنت حممد علي الكينعي
إشراف:
د .مىن بنت حممد علي اجلليدان
األستاذ املساعد بقسم الدعوة
العام اجلامعي:
1441ه1442 /ه
ملخص الدراسة
2
ملخص الدراسة
Abstract
The study of (the effect of contemplation of the Qur’an on strengthening
the professional responsibility of the preachers) aimed to identify the areas
and components of contemplation of the Qur’an, which enhance the
professional responsibility of the preacher, in addition to studying the reality
of applying contemplation in the profession of the preacher, and the expected
effect of contemplating the Qur’an to enhance the professional responsibility
of the preacher, while knowing the obstacles and ways to overcome on her .
In order to achieve the objectives of the study, the incomplete induction
method of the theoretical framework, and the survey method for the field
frame using the questionnaire tool, as the number of the study sample
included (580) Qur'an teachers from members of the adult community
(4752).
The study concluded with a number of results, the most important of
which are:
- The preacher was able - to find the legal rooting for the issues of the
age, through objective contemplation of the Noble Qur’an, and to
follow the methodological steps in that, where the caller's knowledge
of the steps of objective reflection - supports the preacher in
researching the Holy Qur’an on every topic that needs to be rooted,
and a comprehensive understanding of the topic Complete with a
Quranic perspective.
- For optimal contemplation of the noble Qur’an the profession calling
for God basic principles, including: knowledge and the piety of God -
while avoiding the sins that prevent the preacher and contemplating
them, knowledge and understanding of the Arabic language, the
integrity of the recitation of the preacher and its fear of intonation, as
evidenced by the basis of reference to the books of scholars in the
interpretation The Holy Qur’an, in addition to the elements that
support optimal contemplation through: reciting and repeating the
Qur’an, knowing the occasions and reasons for revelation,
revolutionizing the Qur’an (by asking questions about the Qur’anic
verses), and knowing the sciences that serve contemplation (such as
objective contemplation of the Holy Qur’an).
- The emergence of the contemplation role in the faith side of the one
who calls to God, from increasing faith, intending devotion to God -
purity of heart, trust in God, and self-purification of the calling.
- The importance of management courses in rooting the methodology
of contemplation, and that the deficiency in it leads to a deficiency in
contemplation that reinforces the responsibility of the professional
3
ملخص الدراسة
preacher
The study reached several recommendations, the most important of
which are:
- Holding scientific courses on the method and methodology of optimal
reflection on the Book of God for workers in the field of calling to
God.
- Preparing a comprehensive guide on the fields of contemplation, and
how the preacher can benefit from them in her advocacy profession.
- Activating the Holy Qur’an management application for female
teachers in Maknoun Association schools, and that this will have an
impact - God willing - on the performance of professional
responsibilities.
- Preparing a guide that includes the most important components and
steps of contemplation, for the benefit of the one who calls to God.
- Activating courses concerned with managing the Noble Qur’an in the
educational stages.
- Conducting an advocacy study in the study councils of the Noble
Qur’an and its role in calling to God Almighty.
- Conducting an advocacy study in the objective contemplation of the
Holy Qur’an and its role on the legal rooting for the caller to God, or:
the methodology of objective management of the one who calls to
God - or the methodology of objective management and the reality of
its application for the advocates to God Almighty.
4
شكر وتقدير
شكر وتقدير
أمحد هللا سبحانه وأشكره وأثين عليه مبا هو أهله ،فله احلمد والشكر أن يسر يل وأعانين
على إمتام هذا البحث ،وأسأله سبحانه أن يتقبله مين ،كما أسأله أن يبارك يف هذا البحث،
انفعا حىت ألقاه وقد رضيه مين.
خالصا صو ًااب مبارًكا ً
ويكتب له القبول وجيعله ً
مث أشكر ملن قرن هللا حقه حبقهم ،والداي الكرميني مبتدئة بوالديت الغالية ،على ما بذلته
من توجيه وتربية ،فقد شجعتين وأعانتين حبناهنا وعطفها ودعواهتا ،وحتفيزها يل على إمتام مسرية
حبثي ،فأسأل هللا أن يرزقين وأخويت طاعتها وبرها ،وأن يبارك فيها وميدها ابلصحة والعافية،
وجيعلها ممن طال عمره وحسن عمله ،والشكر موصول إلخواين وأخوايت ،راجية من هللا هلم
التوفيق والسداد.
وأثين ابلشكر والعرفان لوالدي الغايل -¬-والذي وافاه األجل ً
متأثرا بفريوس كوروان
قبل هناية هذا البحث ،وكان ينتظر بفارغ الصرب نتاج حبثي ،فقد غمرين بدعمه وحتفيزه ودعواته
املتواصلة ،وكان يل السند بعد هللا يف اإلعانة على إكمال مسرييت العلمية والبحثية ،فأسأل هللا
العلي العظيم أن يغفر له ويعف عنه ويرمحه رمحة واسعة ،وجيعل قربه روضة من رايض اجلنة،
وجيمعنا معه يف الفردوس األعلى ،وجيعل هذا البحث من العلم الذي ينتفع به ويف موازين حسناته،
كما أسأله سبحانه أن يرزقين وأخويت بره بعد وفاته ،إنه على كل شيء قدير ،واحلمد هلل على
قضاءه وقدره.
كما أشكر أستاذيت ومشرفيت على البحث الدكتورة :مىن بنت حممد اجلليدان ،األستاذ
املساعد يف قسم الدعوة ،على توجيهي وإرشادي ،فقد أعطتين الكثري من وقتها وجهدها ملتابعة
دقائق حبثي ،فأسأل هللا أن يعظم هلا األجر ،وجيزل هلا املثوبة ،ويبارك يف عمرها وعلمها وعملها،
وجيزيها عين خري اجلزاء ،إنه مسيع جميب.
مث أتوجه ابلشكر جلامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ،على إاتحة الفرصة يل ملتابعة
مسرية دراسيت ،ممثلة بقسم الدعوة ابملعهد العايل للدعوة واالحتساب ،وأخص ابلشكر أساتذيت
خريا.
يف قسم الدعوة ،الذين استفدت من علمهم وتوجيههم ،فجزاهم هللا ً
كما أشكر مجعية مكنون لتحفيظ القرآن الكرمي مبدينة الرايض ،على جتاوهبم فيما يتطلبه
البحث من إحصاءات ونشر األداة على عينة الدراسة ،سددهم هللا ووفقهم لكل خري.
٥
شكر وتقدير
كال من: وكما أشكر من ساندين يف أثناء اختيار املوضوع وكتابة الفكرة البحثية ً
د.عبداحملسن بن عثمان الباز ،ود.هند بنت علي املوسى ،األستاذان املساعدان يف قسم الدعوة،
وأ.هند بنت عبد هللا الشويعي ،مديرة مدرسة ابن ابز لتحفيظ القرآن الكرمي التابعة جلمعية
مكنون ،والشكر موصول ملن ساهم برأي أو استشارة أو نصيحة ،فجزاهم هللا عين خري اجلزاء.
خالصا لوجهه الكرمي ،وأن ينفع به يف كل زمان
ً أسأل هللا سبحانه أن جيعل هذا البحث
ومكان ،وجيعله من العلم النافع ،أنه مسيع جميب.
فإن أصبت فمن هللا وحده فله احلمد والشكر ،وإن أخطأت فحسيب أين اجتهدت وهذا
عمل بشري ،واستغفر هللا من كل نقص وزلل.
وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني.
6
املقدمة
وتتضمن ما يلي:
أوال :أمهية الدراسة وأسباب االختيار.
ا
اثنياا :أهداف الدراسة.
اثلثاا :تساؤالت الدراسة.
ابعا :الدراسات السابقة.
را
خامسا :منهج الدراسة.
ا
سادسا :جمتمع الدراسة وعينته وأدواته.
ا
سابعا :تقسيمات الدراسة.
ا
املقدمة
ﲣﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬ
ﲤ ﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢ
ﲭ}(.)٤()3
أما بعد:
فإن الدعوة إىل هللا من أشرف الوظائف وأفضل األعمال ،والقائمون عليها هم ورثة األنبياء
قوال هم الدعاة إىل هللا ،قال تعاىل:
-ﭺ ،-وقد نص هللا -ﷻ -على أن أحسن الناس ً
{ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ}(.)٥
وشرف مهنة الدعوة جتعل املسؤولية أعظم على الداعية ،وإن من أهم ما يعينه على أداء
وعمال،
وعلما ً
وتدبرا ً
تلك املهمة ،ويضيء له الطريق ،هو القران الكرمي ،فيظهر عنايته به قراءة ً
قال تعاىل{ :ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ}( ،)6أي "ليتدبروا
حجج هللا اليت فيه ،وما شرع فيه من شرائعه ،فيتعظوا ويعملوا به"( )٧لذا ينبغي أن يظهر أثر ذلك
التدبر على سلوكيات الداعية إىل هللا -¸-ومهنتها الدعوية ،فتكون قدوة حسنة جملتمعها ،ولنا
هللا َ -‘-كا َنيف رسول هللا -ﷺ -أروع املثل :فعن عائشة -~-قَالَت( :فَِإ َّن خل َق نَِ ِب ِ
ي
الْق ْرآ َن)(.)1
ووقف املسلمون األُول من سلف هذه األمة على درر القرآن الكرمي ورسالته ،فطبعوا
طبائعهم وسلوكهم مبنهجه وتعلموا من مأدبته ،كما ذكر ابن تيمية -¬-ذلك بقوله" :ومن
()٢
أيضا
تدبر القرآن طالبًا للهدى منه؛ تبني له طريق احلق" ،وهذا ابن القيم -¬-يبني ذلك ً
بقوله" :إذا أردت االنتفاع ابلقرآن ،فامجع قلبك عند تالوته ومساعه ،وألف مسعك ،واحضر
حضور من خياطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ،فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله"(،)3
وقال " :-¬-فليس شيء أنفع للعبد يف معاشه ومعاده ،وأقرب إىل جناته من تدبر القرآن،
وإطالة التأمل فيه ،ومجع الفكر على معاين آايته"(.)٤
ويف عصران احلاضر تشتد احلاجة إىل التدبر والتأمل والتفكر يف القرآن الكرمي ،وإىل إبراز
أثره يف املسؤولية املهنية للداعيات إىل هللا يف عملهن الدعوي ،للوصول إىل الغاايت واملقاصد
الدعوية ،لذلك مت اختيار موضوع هذه الدراسة( :أثر تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية
لدى الداعيات ،دراسة ميدانية على معلمات القرآن الكرمي مبدينة الرايض) ،فتأيت أمهية هذه
الدراسة يف بيان أثر تدبر القرآن الكرمي يف تعزيز مسؤولية الداعية املهنية ،من خالل دراسة واقع
الداعيات ومدى أتثري التدبر يف عملهن املهين.
( ) 1أخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب :صالة املسافرين وقصرها ،ابب :جامع صالة الليل ومن انم عنه أو مرض/16٨/٢( ،
ح ،)٧٤6صحيح مسلم ،مسلم بن احلجاج النيسابوري ،دار إحياء الكتب العربية ،القاهرة ،د.ط133٤ ،ه.
( ) ٢العقيدة الواسطية :اعتقاد الفرقة الناجية املنصورة إىل قيام الساعة أهل السنة واجلماعة ،أمحد بن عبد احلليم بن تيمية،
احملقق :أشرف بن عبد املقصود بن عبد الرحيم ،أضواء السلف ،الرايض ،الطبعة الثانية1٤٢٠ ،ه ،ص.٧٤
( ) 3الفوائد ،حممد بن أيب بكر ابن قيم اجلوزية ،احملقق :ماهر بن منصور عبد الرزاق ،كمال بن علي اجلمل ،دار اليقني،
مصر ،الطبعة الثالثة1٤٢٠ ،ه ،ص.٢٧
( ) ٤مدارج السالكني بني منازل إايك نعبد وإايك نستعني ،حممد بن أيب بكر ابن قيم اجلوزية ،احملقق :حممد املعتصم ابهلل
البغدادي ،دار الكتاب العريب ،بريوت ،الطبعة السابعة1٤٢3 ،ه.)٤٥٠ /1( ،
9
املقدمة
10
املقدمة
ما مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات؟ -٤
ب .تساؤالت اإلطار امليداين:
-1ما واقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات؟
-٢ما األثر املتوقع لتدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات؟
-3ما معوقات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات؟ وما سبل
التغلب عليها؟
ابعا :الدراسات السابقة:
را
حبسب االطالع يف فهرس املكتبات العامة ،واملكتبة املركزية جبامعة اإلمام حممد بن سعود
اإلسالمية ،ومكتبة امللك فهد الوطنية ،ومكتبة امللك فيصل ،والبحث عرب الشبكة العنكبوتية
(اإلنرتنت) ،مل أجد دراسة تناولت (أثر تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات)،
بعضا من جوانب املوضوع ،ومن تلك وإمنا وجدت عدد من الرسائل العلمية اليت تناولت ً
الدراسات ما يلي:
-1توظيف تدبر القرآن الكرمي يف دعوة الفتيات إىل هللا تعاىل(.)1
هدفت هذه الدراسة إىل بيان مفهوم توظيف تدبر القرآن يف الدعوة إىل هللا وأمهيته ،وأفضل
الوسائل واألساليب املستخدمة يف دعوة الفتيات إىل هللا وأثر توظيف التدبر القرآن عليهن ،مع
ذكر املعوقات يف توظيف تدبر القرآن يف دعوة الفتيات إىل هللا وسبل عالجها.
واتفقت الدراسة يف تناول التدبر وأثره يف الدعوة ،إال أن دراسيت هدفت لذكر أثر تدبر
القرآن الكرمي على الداعيات يف مسؤوليتهن املهنية ،واليت ختتلف عن هذه الدراسة يف اختصاصها
بركن املدعو ،وهو دعوة الفتيات إىل هللا تعاىل.
-2الدعوة إىل هللا من خالل املهن(.)2
هدفت هذه الدراسة إىل بيان أخالقيات املهن يف اإلسالم ،وأبرزت مهنة التعليم والطب
( ) 1هند بنت علي املوسى ،رسالة دكتوراه ،قسم الدعوة ،املعهد العايل للدعوة واالحتساب ،جامعة اإلمام حممد بن سعود
اإلسالمية ،الرايض1٤٤٠ ،ه.
( )٢مشا عل بنت حسن الوادعي ،رسالة ماجستري ،كلية الدعوة اإلسالمية ،قسم الدعوة والثقافة اإلسالمية ،جامعة أم
القرى ،مكة املكرمة1٤٤٠ ،ه.
11
املقدمة
والتجارة والعسكرية ،وأوضحت املضامني الدعوية اليت جيب إبرازها خالل املهن ،وجماالت الدعوة
إىل هللا من خالل هذه املهن ،وعرضت الدراسة األساليب والوسائل يف الدعوة إىل هللا من خالل
هذه املهن ،وآاثر الدعوة إىل هللا من خالل هذه املهن ،مع ذكر العوائق واحللول لذلك.
واالتفاق بني الدراستني يف استخدام املهنة للدعوة ،وختتلف يف أن دراسيت استهدفت مهنة
الداعية إىل هللا ،-¸-والوقوف على أثر التدبر يف تعزيز مسؤوليتها املهنية.
-3تدبر القرآن وأثره يف تكوين املسؤولية املهنية لدى املعلم(.)1
هدفت هذه الدراسة يف بيان مفهوم تدبر القرآن الكرمي ،وذكر مكوانت املسؤولية املهنية
للمعلم ،وأثر التدبر يف حتقيقها يف الرتبية الروحية وأسس املنهجية العلمية عند السلف ،والرقابة
الذاتية للمعلم ،وتزكية النفس ،وكذلك ذكرت الدراسة اآلاثر الرتبوية لتدبر القرآن لتحقيق املسؤولية
املهنية لدى املعلم ،ودور القرآن وتدبره يف تكوين املسؤولية املهنية لدى املعلم ،بتوضيح معىن
املسؤولية املهنية ،والسبيل لتكوين املسؤولية املهنية لدى املعلم ،مث تطرقت الدراسة لذكر اآلاثر
الرتبوية لتدبر القرآن على املعلم لتحقيق املسؤولية املهنية.
واتفقت هذه الدراسة يف معرفة أثر التدبر على املسؤولية املهنية ،واختلفت يف اختصاص
دراسيت بدراسة جانب الداعيات إىل هللا -™-وأثر التدبر يف مسؤوليتهن املهنية الدعوية من
جانب ميداين ،خبالف الدراسة املذكورة اليت اختصت جبوانب نظرية.
-4تدبر القرآن وصناعة الشخصية املسلمة(.)2
هدفت هذه الدراسة يف بيان أثر تدبر القرآن يف بناء املقوم الفكري يف الشخصية املسلمة
وعناصر عمليات التفكري وجماالته ،وكذلك إىل أثر التدبر يف بناء املقوم السلوكي ،فتحدث عن
تفسري السلوك من حيث املفهوم والدوافع وأثر القرآن يف ضبط السلوك ،وتناولت الدراسة أمهية
العقيدة يف ضبط املقوم السلوكي يف الشخصية املسلمة.
اتفقت هذه الدراسة يف إيراد دور التدبر يف تعزيز املقومات الشخصية املسلمة ،إال أن
دراسيت ختتلف يف أن املقومات جزء من اإلطار النظري للدراسة.
( )1عبد الرمحن بن علي اجلهين ،حبث مقدم للمؤمتر العاملي األول لتدبر القرآن الكرمي ،قطر1٤3٤ ،ه.
( )٢فرج بن محد الزبيدي ،حبث مقدم للمؤمتر العاملي األول لتدبر القرآن الكرمي ،قطر1٤3٤ ،ه.
12
املقدمة
( )1مصلح بن سيد بيومي ،حبث مقدم ملؤمتر دور اجلامعات اإلسالمية يف تكوين الدعاة ،القاهرة19٨٧ ،م.
( ) ٢البحث العلمي حقيقته ،ومصادرة ،ومادته ،ومناهجه ،وكتابته ،وطباعته ،ومناقشته ،عبد العزيز بن عبد الرمحن الربيعة،
مكتبة امللك فهد الوطنية ،الرايض ،الطبعة الثانية ،د.ت.)1٧9/1( ،
( ) 3انظر :املدخل إىل البحث يف العلوم السلوكية ،صاحل بن محد العساف ،دار الزهراء ،الرايض ،الطبعة الثانية1٤33 ،ه،
ص.1٧9
13
املقدمة
(" ) 1هذا النوع من العينات يكون لكل فرد من أفراد اجملتمع نفس الفرصة لالختيار والظهور يف العينة" .أساليب البحث
العلمي ،ماجد بن حممد اخلياط ،دار الراية ،األردن ،د.ط٢٠1٠ ،م ،ص.1٨٨
14
املقدمة
15
الفصل التمهيدي:
مفهوم تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
وأمهيته
ويشتمل على مبحثني:
املبحث األول :مفهوم تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى
الداعيات.
املبحث الثاين :أمهية تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى
الداعيات.
املبحث األول:
مفهوم أثر تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
ويشتمل على مطلبان:
املطلب األول :مفهوم أثر تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى
الداعيات يف اللغة واالصطالح.
املطلب الثاين :العالقة بني التدبر واملفاهيم املرتبطة به.
مفهوم تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
متهيد:
من األمهية قبل التطرق للحديث عن أي موضوع؛ هو التعريف مبصطلحاته ،فيحسن البدء
بتعريف مفهوم أثر تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ،مع توضيح أبرز الفروقات
بني التدبر واملفاهيم املرتبطة به للتفريق فيما بينهم ،ولتجنب التداخل بني املصطلحات املرتادفة،
فتم تقسيم املبحث إىل مطلبني ،مها:
املطلب األول :مفهوم أثر تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات يف
اللغة واالصطالح.
املطلب الثاين :العالقة بني التدبر واملفاهيم املرتبطة به.
18
مفهوم تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
املطلب األول:
مفهوم أثر تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات يف اللغة
واالصطالح
أوال :مفهوم األثر:
ا
لغةا :اهلمزة والثاء والراء ،له ثالثة أصول :تقدمي الشيء ،وذكر الشيء ،ورسم الشيء
الباقي ،واألثر بَقيةُ ما يُرى من كل شيء وما ال يُرى بعد أن تَب َقى فيه َعلَ َقة(.)1
اصطالحا" :النتيجة ،وهو احلاصل من الشيء"(.)٢
ا
اثنياا :مفهوم التدبر:
ودبُُر ُكل َشي ٍء: ()3
لغةا" :الدال والباء والراء ...هو آخر الشيء َو َخل ُفهُ خ َال ُ
ف قُبُله" ُ " ،
{ﲀ وم َؤخ ُره "(" ،)٤ﲁ :ينظرون يف عاقبته"( ،)٥تَ َدبر األمر :أي أتمله ،قال تعاىل:
َعقبُه ُ
ﲁ ﲂ}(.)٧()6
( )1انظر :اتج العروس من جواهر القاموس ،حممد بن مرتضى الزبيدي ،احملقق :ضاحي بن عبد الباقي بن حممد ،الرتاث
العريب ،الكويت ،الطبعة األوىل1٤٢٢ ،ه ،)1٢ /1٠( ،مادة :أثر؛ املعجم االشتقاقي املؤصل أللفاظ القرآن الكرمي،
حممد بن حسن جبل ،مكتبة اآلداب ،القاهرة ،الطبعة األوىل ٢٠1٠ ،م ،)٢3٧ /1( ،مادة :أثر؛ مقاييس اللغة،
أمحد بن فارس بن زكراي ،احملقق :عبد السالم بن حممد هارون ،دار الفكر ،د.ب ،د.ط ،د.ت ،)٥3 /1( ،مادة :أثر.
( )٢معجم التعريفات ،علي بن حممد اجلرجاين ،احملقق :حممد بن صديق املنشاوي ،دار الفضيلة ،القاهرة ،د.ط ،د.ت،
ص.11
( )3مقاييس اللغة ،ابن فارس ،)3٢٤ /٢( ،مادة :دبر.
( )٤لسان العرب ،حممد بن مكرم بن منظور ،دار صادر ،بريوت ،د.ط ،د.ت ،)٢6٨ /٤( ،مادة :دبر.
( ) ٥حتفة األريب مبا يف القرآن من الغريب ،حممد بن يوسف األندلسي ،احملقق :مسري بن طه اجملذوب ،املكتب اإلسالمي،
بريوت ،الطبعة األوىل1٤٠3 ،ه ،ص .1٢٢
( )6سورة حممد.٢٤:
( )٧مشس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم ،نشوان بن سعيد احلمريي ،احملقق :حسني بن عبد هللا العمري وآخرون،
دار الفكر املعاصر ،بريوت ،الطبعة األوىل1٤٢٠ ،ه ،)٢٠٢٧ /٤( ،مادة :دبر.
19
مفهوم تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
"{ﳝ ﳞ}( :)1تواليها"(" ،)٢والتدبر :التفكر فيه"( ،)3فيتضح أن معاين التدبر تدور
حول التفكر والتأمل والنظر يف عواقب األمور.
اصطالحا :وردت عدة تعاريف ملفهوم التدبر ،ومنها:
ا
-1تعريف أبو حيان " :-¬-التفكر يف اآلايت ،والتأمل الذي يفضي بصاحبه إىل
النظر يف عواقب األشياء"(.)٤
يق َانظر القلب إىل معانيهَ ،و َمج ُع الفكر َعلَى
-٢تعريف ابن القيم َ " :-¬-حتد ُ
تَ َدبُّره َوتَ َعقُّله"(.)٥
ديق الفكر فيه ،ويف مبادئه
وحت ُ -3تعريف السعدي " :-¬-وهو التأمل يف معانيهَ ،
وعواقبه"(.)6
-٤تعريف الشنقيطي " :-¬-بتدبر آايت القرآن العظيم ،أي تصفحها وتفهمها،
وإدراك معانيها ،والعمل هبا"(.)٧
كل هذه التعاريف تدور حول النظر يف القرآن إىل ما وراء اآلايت من اهلداايت" ،وليُالحظ
أن املقصود ابلتدبر ليس جمرد العملية العقلية ،أو جمرد التالوة ،بدون أثر ذلك يف القلب بزايدة
اإلميان وما يالزمه من العمل الصاحل يف اجلوارح"( .)٨فيكون التدبر للقرآن الكرمي :لالهتداء مبا
وعمال.
علما ً دلت عليه اآلايت والتفكر مبا تقتضيه ً
اصطالحا :عُرف أبنه" :حالة يكون فيها اإلنسان صاحلًا للمؤاخذة على أعماله ً
وملزما ا
()1
حسااب
ً أيضا" :كون الفرد مكل ًفا أبن يقوم ببعض األشياء ،وأبن يُ َقدم عنها
بتبعاهتا املختلفة" ،و ً
إىل زيد من الناس"( ،)٢والتعريفان متقارابن يف كون املسؤولية حياسب املرء مبا هو مكلف به.
سادسا :مفهوم املهنة:
ا
لغةا ":ال َمه ُن :اخلدمة َوالمهنَةُ .واملاهن :اخلادم"( " ،)3أي خيدمون أنفسهم ،ويعملون
أعماهلم أبنفسهم ،مل يكن هلم َمن خيدمهم"({" ،)٤ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ}( )٥املاهن :اخلادم
العبد .وقد َم َهنَ ُهم (فتح)َ :خ َد َمهم"(" .)6املَهنَة ،وامل هنَة ،واملََهنَة ،واملَهنَةُُ ،كله :احلذق ابخلدمة
والعمل"(.)٧
اصطالحا :عُرفت املهنة أبهنا" :كل ما اشتغل به اإلنسان واشتهر به على سبيل احلذق
ا
()٨
أيضا" :اجلهد البدين الفكري الذي يبذله الشخص لتحقيق منفعة واملهارة" ،ومن تعريفاهتا ً
معينة"( ،)9فاملهنة هو عمل فكري وبدين يبذله املرء ،وحيتاج إىل املهارة فيه.
سابعا :مفهوم الداعيات:
ا
لغةا :أصل كلمة داعيات من دعو" ،الدال والعني واحلرف املعتل أصل واحد ،وهو أن متيل
دعوت أدعو دعاءًَ .والدع َوةُ إىل الطعام
ُ الشيء إليك بصوت وكالم يكون منك .تقول:
( )1نضرة النعيم يف مكارم أخالق الرسول الكرمي ،-‘-عدد من املختصني إبشراف :صاحل بن عبد هللا بن محيد ،دار
الوسيلة ،جدة ،الطبعة األوىل1٤1٨ ،ه.)٢٧٥ /٨( ،
( )٢دستور األخالق يف القرآن ،حممد بن عبد هللا دراز ،احملقق :عبد الصبور بن حممد شاهني ،مؤسسة الرسالة ،بريوت،
الطبعة العاشرة1٤1٨ ،ه ،ص.136
( )3مقاييس اللغة ،ابن فارس ،)٢٨3 /٥( ،مادة :مهن.
( )٤اجملموع املغيث يف غرييب القرآن واحلديث ،حممد بن أيب بكر األصبهاين ،احملقق :عبد الكرمي بن إبراهيم العزابوي ،جامعة
أم القرى ،مكة املكرمة ،الطبعة األوىل1٤٠٨ ،ه ،)٢٤6 /3( ،مادة :مهن.
( )٥سورة املرسالت.٢٠:
( )6املعجم االشتقاقي املؤصل أللفاظ القرآن الكرمي ،حممد حسن ،ص ،٢13٤مادة :مهن.
( )٧انظر :اتج العروس ،الزبيدي ،)٢1٨ /36( ،مادة :مهن.
( )٨مدخل إىل فقه املهن ،عطية بن فياض ،دار النشر للجامعات ،مصر ،الطبعة األوىل1٤٢6 ،ه ،ص.6
( )9أصول الرتبية اإلسالمية ،خالد بن حامد احلازمي ،دار عامل الكتب ،الرايض ،الطبعة األوىل1٤٢٠ ،ه ،ص.1٧3
22
مفهوم تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
()1
أيضا؛ ألنه يدعو إىل ما يقرب من هللا ،وقد دعا ،فهو
ابلفتح" " ،ويطلق الداعي على املؤذن ً
()٢
يخ
صر ُ
داع ،واجلمع دعاة وداعون" " ،والنيب :-‘-داعي هللا ،ويطلق على املؤذن ،والداعيةَ :
ٍ
اخليل يف احلروب(.)3
كقاض وقضاة ورٍام ورماه ،وإضافتهم إىل هللا لالختصاص؛
ٍ اصطالحا" :الدعاة مجع ٍ
داع ا
أي الدعاة املختصون به الذين يدعون إىل دينه وعبادته ومعرفته وحمبته ،وهؤالء هم خواص اخللق
وأفضلهم عند هللا"( ،)٤والداعية" :كل مسلم مكلف ،اشتغل هبداية الناس وبداللتهم على هللا"(.)٥
ويشمل ذلك من قام ابلدعوة سواء من الرجال أم النساء.
اثمناا :التعريف اإلجرائي:
بعد عرض التعريفات اللغوية واالصطالحية ،ميكن القول يف تعريف "أثر تدبر القرآن يف
تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات" هو:
فهمهن لكتاب هللا
ي النتائج والعالمات ،اليت تطرأ على الداعيات إىل هللا ،-¸-جراء
عملهن الدعوي.
ي ،-´-وأتمله والنظر يف معانيه ،وتوظيفه يف
املطلب الثاين:
العالقة بني التدبر واملفاهيم املرتبطة به
ملعرفة مفهوم التدبر دون تداخله مع املصطلحات األخرىَ ،حي ُس ُن ذكر العالقة بني التدبر
واملفاهيم املرتبطة به على النحو اآليت:
أوال :عالقة التفسري ابلتدبر:
ا
"البيان"( ،)1ويف قوله { :-¸-ﱁ ﱂ ﱃ التفسري من مادة :فَ َسَر ،وهي مبعىن:
ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ} و ُ
()٢
كشف املراد
ف املُغَطى ،و ُ تفسريا :ال َفسُرَ :كش ُ
أحسن ً
عن اللفظ املشكل ،وأتيت مبعىن البيان والتفصيل(.)3
فالتفسري يهتم يف معرفة املعىن وفهم آايت كتاب هللا ،كما قال الزركشي -¬-يف مفهوم
التفسري هو" :علم يُعرف به فهم كتاب هللا ،املنزل على نبيه حممد ،-‘-وبيان معانيه،
واستخراج أحكامه وحكمه"( ،)٤والذي خيتلف عن التدبر يف اختصاصه ابلنظر ملا وراء اآلايت.
والتدبر يكون بعد فهم املعىن ،وهبذا يكون التدبر بعد معرفة التفسري وفهم اآلية(.)٥
اثنياا :عالقة التأويل ابلتدبر:
وم ًآالَ :ر َجع .وأَوَل إليه الشيءََ :ر َج َعه"(،)6
ول أَوًال َ
آل الشيءُ يَ ُؤ ُ
الر ُجوعَُ .
"أول :األَو ُلُّ :
ف اللفظ من معناه الظاهر إىل معىن حيتمله"( .)٨فأتى "صر ُالتأويلَ :
ُ و . ()٧
وأتَولهُ :فَسره"
"وأَولَهُ َ
التأويل مبعىن التفسري وما يرجع إليه الشيء ،وصرفه عن معناه الظاهر.
"وأغلب ما تؤول إليه حقيقة الشيء يرتبط مبا استأثر هللا بعلمه ،وهو ما يسمى ابملتشابه
الكلي ،وهذا ال ميكن وقوع التدبر فيه؛ ألنه ال يعلمه إال هللا ،ومن هنا فالتدبر ال يدخل يف
الغيبيات اليت استأثر هللا بعلمها؛ كزمن وقوع ما أخرب هللا بوقوعه أو كيفيات هذه املغيبات"(.)1
فالتدبر عام للجميع للمؤمنني والكافرين واملنافقني ،خبالف التأويل الذي خص بفئة
ﲧ ﲩ ﲪ ﲫ }(.)٢
الراسخون يف العلم ،قال تعاىل { :ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲨ
اثلثاا :عالقة االستنباط ابلتدبر:
"النون والباء والطاء كلمة تدل على استخراج شيء .واستنبطت املاء :استخرجته"( ،)3وقال
الطربي " :-¬-وكل ُمستَخرج شيئًا كان ُمستَ ًرتا عن أبصار العيون أو عن َم َعارف القلوب،
فهو له ُمستَ نبط"(.)٤
فاالستنباط" :استخراج ما خفي من النص بطريق صحيح"(" ،)٥وهذا يعين أن
االستنباطات نتيجة للتدبر"( ،)6فال ميكن االستنباط إال بعد تدبر القرآن الكرمي والتأمل يف
اآلايت.
يف هذه اآلية نفي أن يكون لغري ()٧
ﲏ}
ﲐ قال تعاىل{ :ﲌ ﲍ ﲎ
املستنبط علم( ،)٨فيكون االستنباط من أهل العلم ،خبالف التدبر الذي ُخوطب به مجيع أصناف
البشر.
متهيد:
تدبر القرآن الكرمي مما حث هللا عليه -¸-يف حمكم كتابه ،ويف السنة النبوية الدالة على
{ﲾ تدبر النيب ،-‘-فهو قدوة للدعاة إىل هللا يف مسؤولية مهنة الدعوة ،فقد قال هللا تعاىل:
ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎﳏ}(،)1
لذلك ينبغي الوقوف على معرفة أمهية التدبر لتعزيز مهنة الداعية يف ضوء القرآن الكرمي والسنة
النبوية املطهرة.
وعليه مت تقسيم هذا املبحث إىل مطلبني:
املطلب األول :أمهية تدبر القرآن يف تعزيز املس ؤؤؤولية املهنية لدى الداعيات يف ض ؤؤوء
القرآن الكرمي.
املطلب الثاين :أمهية تدبر القرآن يف تعزيز املسؤ ؤؤؤولية املهنية لدى الداعيات يف ضؤ ؤؤوء
السنة النبوية.
املطلب األول:
أمهية تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات يف ضوء القرآن
الكرمي
مما يبني أمهية تدبر القرآن ملهنة الداعية من نصوص الكتاب ما يلي:
-1احلث على تدبر القرآن الكرمي.
وردت مادة التدبر يف القرآن أربع مرات ،كخطاب عام ،فوردت مرتني كخطاب
للمنافقني ،يف قوله تعاىل{ :ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ}( ،)1وقوله تعاىل:
ﱭ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ}(،)٢
ﱮ {ﱫ ﱬ
( )٧تفسري القرآن العظيم ،إمساعيل بن عمر بن كثري ،احملقق :سامي بن حممد السالمة ،دار طيبة ،الرايض ،الطبعة الثانية،
1٤٢٠ه.)٤٨ /٥( ،
( )٨سورة القيامة.1٨:
( )9صحيح البخاري ،كتاب :التفسري ،ابب :قوله{ :ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ}.)163 /6( ،
31
أهمية تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
املطلب الثاين:
أمهية تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات يف ضوء السنة النبوية
مما يبني أمهية تدبر القرآن ملهنة الداعية من السنة النبوية ما يلي:
-1احلث على تعلم القرآن وتعليمه.
مصدرا من مصادر الدعوة ،فقد دلت
ً السنة النبوية مهمة يف حياة الداعية إىل هللا ،وتعترب
السنة على أمهية تعليم القرآن وتعلمه ،فعن عثمان ،-¢-عن النيب -‘-قالَ ( :خ ْريك ْم َم ْن
تَؤ َعلَّ َم الْق ْرآ َن َو َعلَّ َمه )(" .)1وال شك أن اجلامع بني تعلم القرآن وتعليمه مكمل لنفسه ولغريه
جامع بني النفع القاصر والنفع املتعدي وهلذا كان أفضل ،وهو من مجلة من عىن -´-بقوله:
{ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ}( ،)٢والدعاء
إىل هللا يقع أبمور شىت من مجلتها تعليم القرآن"(.)3
ت ِمن بؤي ِ ٍ
وت اجتَ َم َع قَؤ ْوٌم ِيف بَؤ ْي ْ
وعن أيب هريرة ،قال :قال رسول هللا َ ...( :-‘-وَما ْ
الس ِكينَةَ ،وغَ ِشيَؤ ْتؤهم َّ
َت َعلَْي ِهم َّ اَّلل يؤ ْتؤلو َن كِتاب َِّ
اَّللَ ،ويَؤتَ َد َارسونَه بَؤ ْيؤنَؤه ْم؛ إَِّال نَؤ َزل ْ ِ
الر ْمحَة، َ َ َّ َ
يم ْن ِع ْن َده)(.)٤ وح َّف ْتؤهم الْم َالئِ َكة وذَ َكرهم َّ ِ
اَّلل ف َ َ َ َ ََ
قال النووي " :-¬-ويف هذا :دليل لفضل االجتماع على تالوة القرآن"( .)٥وذكر
السندي -¬-يف شرحه هلذا احلديث(" :يتدارسونه) قيل :شامل جلميع ما يتعلق ابلقرآن من
التعلم والتعليم والتفسري واالستكشاف عن دقائق معانيه (إال َحفت ُه ُم املالئكة) أي طافوا هبم
وأداروا حوهلم تعظيما لصنيعهم ،قوله( :السكينَةُ) هي ما حيصل به صفاء القلب بنور القرآن
( )1أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب :فضائل القرآن ،ابب :خريكم من تعلم القرآن وعلمه /19٢ /6( ،ح.)٥٠٢٧
( )٢سورة فصلت.33:
( ) 3فتح الباري يف شرح صحيح البخاري ،أمحد بن علي بن حجر ،احملقق :فؤاد بن عبد الباقي ،دار الرايض ،القاهرة،
الطبعة األوىل1٤1٧ ،ه.)69٢ /٨( ،
( )٤أخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب :الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار ،ابب :فضل االجتماع على تالوة القرآن/٨( ،
/٧1ح.)٢699
( )٥املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج ،حيي بن شرف النووي ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت ،الطبعة الثانية،
139٢ه.)1٨٨ /1٧( ،
33
أهمية تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
وذهاب ظلمته النفسانية( ،وغشيتهم) أي غطتهم وسرتهتم( ،فيمن عنده) من املأل األعلى الطبقة
األوىل من املالئكة ،قيل :ذكرهم مباهاة هبم"(.)1
-2التحذير من ترك تدبر القرآن الكرمي.
أمر هللا -¸-بتدبر القرآن الكرمي ،وحث عليه يف مواطن كثرية ،وحذر من ترك تدبر
القرآن ،كما ورديف حديث أيب سعيد اخلدري -¢-أنه قال :مسعت رسول هللا -‘-يقول:
صيَ ِام ِه ْمَ ،و َع َملَك ْم َم َع َع َملِ ِه ْم،
صيامكم مع ِ( ََيْرج فِيكم قَؤوٌم ََتْ ِقرو َن ص َالتَكم مع ِِ ِ
ص َالِت ْمَ ،و َ َ ْ َ َ
َ ْ ََ َ ْ ْ
اج َره ْم)( ،)٢قال الشاطيب " :-¬-فذمهم برتك التدبر واألخذ ويؤ ْقرءو َن الْقرآ َن َال ُيَا ِوز حنَ ِ
َ ْ ََ َ
بظواهر اآلايت"(.)3
-3االقتداء ابلنب .-‘-
السنة فللداعيات يف رسول هللا -‘-األسوة احلسنة يف أقواله وأفعاله ،وقد حفظت لنا ُ
بعض أفعاله ،-‰-ومنها تدبره -‘-لكتاب هللا -¸-والعمل مبا فيه وأتثره
ابلقرآن ،فمن مناذج ذلك واليت حتتذي منها الداعية ،ما يلي:
عن عمرو بن مرة ،-¢-قال :قال يل رسول هللا "( :-‘-اقؤ َْرأْ َعلَ َّي" قؤلْت :آقؤ َْرأ
ورةَ النِي َس ِاءَ ،ح ََّّت ِ ب أَ ْن أ ْ ِ
َْسَ َعه م ْن غَ ِْريي" ،فَؤ َق َرأْت َعلَْيه س َ ال" :فَِإِيين أ ِح ُّ
ك أنْ ِز َل؟ قَ َ
ك َو َعلَْي َ
َعلَْي َ
ال:
بَؤلَغْت{ :ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ}( ،)٤قَ َ
"أ َْم ِس ْ
ك" ،فَِإذَا َع ْيؤنَاه تَ ْذ ِرفَ ِ
ان)(.)٥
وقد أتمل النيب -‘-هذه اآلية الكرمية ،كما ذكر ذلك ابن اجلوزي " :-¬-بكاؤه
-‘-عند هذه اآلية الكرمية؛ ألنه ال بد من أداء الشهادة واحلكم على املشهود عليه ،إمنا
( )1كفاية احلاجة يف شرح سنن ابن ماجه ،حممد بن عبد اهلادي السندي ،دار اجليل ،بريوت ،د.ط ،د.ت.)99 /1( ،
( ) ٢أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب :فضائل القرآن ،ابب :إمث من راءى بقراءة القرآن أو أتكل به أو فخر به/6( ،
/19٧ح.)٥٠٥٨
( )3االعتصام ،إبراهيم بن موسى الشاطيب ،احملقق :مشهور بن حسن آل سلمان ،مكتبة التوحيد ،د.ب ،د.ط ،د.ت،
(.)1٧٤ /3
( )٤سورة النساء.٤1:
( )٥أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب :التفسري ،ابب :فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد /٤٥ /6( ،ح.)٤٥٨٢
34
أهمية تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
يكون بقول الشاهد ،فلما كان -صلى هللا تعاىل عليه وسلم -هو الشاهد وهو الشافع بكى على
املفرطني منهم .الثاين :أنه بكى لعظم ما تضمنته هذه اآلية الكرمية من هول املطلع وشدة األمر،
فرحا
إذ يؤتى ابألنبياء -ﭺ -شهداء على أممهم ابلتصديق والتكذيب .الثالث :أنه بكى ً
لقبول شهادة أمته -صلى هللا تعاىل عليه وسلم -يوم القيامة ،وقبول تزكيته هلم يف ذلك اليوم
العظيم"(.)1
ات لَْيؤلَ ٍة ،فَافْؤتَؤتَ َح الْبَؤ َق َرةَ ،فَؤقلْت:
َّب -‘-ذَ َ صل ْيت َم َع النِ ِي
وعن حذيفة -¢-قالَّ َ ( :
ضى ،فَؤقلْت :يَؤ ْرَكع ِِبَاُ ،ثَّ افْؤتَؤتَ َح صلِيي ِِبَا ِيف َرْك َع ٍة ،فَ َم َ ضى ،فَؤقلْت :ي َ يَؤ ْرَكع ِع ْن َد ال ِْمائَ ِةُ ،ثَّ َم َ
َت ِيس اال؛ إِذَا َم َّر ِِبيٍَة فِ َيها تَ ْسبِي ٌح َسبَّ َح، النِيساء فَؤ َقرأَهاُ ،ثَّ افْؤتؤتح َ ِ
آل ع ْم َرا َن ،فَؤ َق َرأ ََها يَؤ ْق َرأ م ََ ََ َ َ َ ََ
َوإِذَا َم َّر بِس َؤ ٍال َسأ ََلَ ،وإِذَا َم َّر بِتَؤ َع ُّو ٍذ تَؤ َع َّوذَ)(.)٢
متمهال؛ من قوهلم: مرتسال؛ أي :مرتف ًقا ً وهذا احلديث شرحه القرطيب -¬-فقال" :يقرأ ً
على رسلك؛ أي :على رفقك"(.)3
فكان -‰-يتأمل القرآن عند كل آية ،كما ذكر ذلك املباركفوري -¬-
" :وهذا نص صريح يف أن وقوفه -‘-وسؤاله عند اإلتيان على آية الرمحة وكذا وقوفه وتعوذه
عند اإلتيان على آية العذاب كان يف صالة الليل"(.)٤
( )1عمدة القاري شرح صحيح البخاري ،حممود بن أمحد العيين ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت ،د.ط ،د.ت/1٨( ،
.)1٧3
( )٢أخرجه مسلم يف صحيحه ،كتاب :املساجد ومواضع الصالة ،ابب :استحباب تطويل القراءة يف صالة الليل/٢( ،
/1٨6ح.)٧٧٢
( )3املفهم ملا أشكل من صحيح مسلم ،أمحد بن عمر القرطيب ،احملقق :حميي الدين بن ديب مستو وآخرون ،دار ابن كثري،
دمشق ،الطبعة األوىل1٤1٧ ،ه.)٤٠٤ /٢( ،
( )٤حتفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي ،حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املباركفوري ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،د.ط،
د.ت.)٢٢٥ /1( ،
35
أهمية تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
( )1أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب :فضائل أصحاب النيب ،ابب :فضائل أصحاب النيب /٢/٥( ،-‘-ح.)36٥٠
( )٢سورة النور.٢٢:
بعضا /1٧3 /3( ،ح.)٢661 ( )3أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب :الشهادات ،ابب :تعديل النساء بعضهن ً
( )٤أخرجه عبد الرزاق يف مصنفه ،كتاب :الصالة ،ابب :الرتتيل يف القرآن /٤٨9 /٢( ،ح .)٤1٨٧والبيهقي يف السنن
الكربى ،كتاب :الصالة ،ابب :مقدار ما يستحب له أن خيتم فيه القرآن من األايم /٥٥٥ /٢( ،ح ،)٤٠6٠واللفظ
له .السنن الكربى ،أمحد بن احلسني البيهقي ،احملقق :حممد بن عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،الطبعة
الثالثة1٤٢٤ ،ه .وصححه آل زهوي ،انظر :سلسلة اآلاثر الصحيحة ،الداين بن منري آل زهوي ،دار الفاروق،
بريوت ،الطبعة األوىل1٤٢٤ ،ه /1٥٠-1٤9 /1( ،ح.)1٤1
( )٥سورة سبأ.٥٤:
36
أهمية تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
ﲼ ﲽﲾ}(.)٢(")1
وغري ذلك من الشواهد اليت تدل على تدبر النيب -‘-للقرآن ،وتدبر الصحابة -€-
والسلف الصاحل ،مما يربز أمهية تدبر القرآن الكرمي للعامة بشكل عام ،وللدعاة إىل هللا -™-
بشكل خاص ،فهم املبلغني عن هللا ،والداعني إليه.
وبعد معرفة املفهوم واألمهية ،ننتقل إىل اإلطار النظري لبيان جماالت ومقومات تدبر القرآن
يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات.
متهيد:
ملعرفة اجملاالت لتدبر القرآن اليت تعزز مسؤولية الداعية املهنية ،جدير البدء بذكر التعريف.
مفهوم اجملاالت لغةا(" :جول) اجليم والواو والالم أصل واحد ،وهو الدوران"( ،)1وهو "
كثريا ... ،اجملال :موضع اجلوالن يقال مل يبق له جمال
جتويال وجتو ًاال طوف فيها ً
َجول البالد وفيها ً
يف هذا األمر"(" .)٢جال :أي دار"(.)3
اصطالحا" :موضع اجلوالن ،وهو الرتدد يف املكان"(.)٤
ا اجملاالت
وبناءً عليه ميكن تعريف جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
وعمال ،وتقوية ما يلزم أبَنا :كل ما يدور حول اآلايت القرآنية ،لالهتداء مبا دلت عليه ً
علما ً
الداعية إىل هللا يف مهنتها الدعوية.
واجملالت ال تكاد ُحتصى ،فالقرآن كله جمال للتدبر ،والرتباط الدراسة ابلداعية ،فتم التطرق
مبا يتعلق مبهنتها الدعوية ،وعليه مت تقسيم املبحث إىل ثالثة مطالب ،وهي:
املطلب األول :جماالت إميانية.
املطلب الثاين :جماالت أخالقية.
املطلب الثالث :جماالت مهارية.
٤٠
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
املطلب األول:
جماالت إميانية
اإلميان مهم يف حياة الداعية إىل هللا ،فلذلك سيتم ذكر جماالت تتعلق ابجملال اإلمياين فيما
يتعلق مبهنة الداعية على النحو اآليت:
أوال :اإلميان ابهلل :-¸- ا
من جماالت تدبر القرآن هو جمال اإلميان ابهلل ،-™-فمن أعظم العلم هو العلم ابهلل.
العلم ابهلل ،وهو العلم أبمسائه وصفاته،
قال اإلمام ابن رجب " :-¬-فأفضل العلم ُ
وأفعاله اليت توجب لصاحبها معرفة هللا وخشيته وحمبته وهيبته وإجالله وعظمته ،والتبتل إليه
والتوكل عليه ،والرضا عنه ،واالشتغال به دون خلقه"(.)1
فتدبر الداعية إىل هللا آايت اإلميان ابهلل -¸-ال شك أن ذلك يعزز يف أداء مسؤوليتها
املهنية يف الدعوة إىل هللا ،ولعلي أذكر طرفًا من ذلك على النحو التايل:
من الغاايت اليت تسعى هلا الداعية هي السعادة يف الدارين ،وهي مرتبطة مع اإلميان ابهلل
{ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ -™-قال تعاىل:
ﱎ ﱏ ﱐ}( ،)٢وقال تعاىل{ :ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ
ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ}( ،)3ف "من آمن منهم ابهلل واليوم اآلخر وعمل صاحلًا استحق ما ذكره
هللا من األجر ،ومن فاته ذلك فاته اخلري كله واألجر دقه وجله"(.)٤
وكذا ابلفالح ملن آمن به وأخلص العبادة له ،والفالح يف مهنة الداعية مطلب أساسي،
{ﲅ فهي حباجة للفالح يف الدنيا ،والفالح يف دعوهتا وإبالغها رسالة الدعوة للمدعوين،
( )1جمموع رسائل احلافظ ابن رجب احلنبلي ،عبد الرمحن بن أمحد بن رجب ،احملقق :طلعت بن فؤاد احللواين ،الفاروق
احلديثة ،القاهرة ،الطبعة الثانية1٤٢٤ ،ه.)٤1 /1( ،
( )2سورة يونس.63-6٢:
( )3سورة األحقاف.13:
( )٤فتح القدير اجلامع بني الرواية والدراية من علم التفسري ،حممد بن علي الشوكاين ،دار الكلم الطيب ،بريوت ،الطبعة
الثانية1٤19 ،ه.)11٠ /1( ،
٤1
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
ﲆ ﲇ ﲈ ﲉﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ
ﲒ}(.)1
كما ربط -¸-مسؤولية الداعية ابإلميان به سبحانه ،وهذا يدل على عظم مسؤوليتها
{ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ الدعوية ،وعظم اإلميان ابهلل ،قال تعاىل:
ﱡﱣﱤ
ﱙﱛﱜﱝﱞﱟﱠ ﱢ
ﱚ ﱕﱖﱗﱘ
ﲷ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ}(،)3
ﲸ ﲱﲲﲳﲴﲵﲶ
"فمعىن كنتم خري أمة وجدمت على حالة األخريية على مجيع األمم ،أي حصلت لكم هذه األخريية
حبصول أسباهبا ووسائلها ،ألهنم اتصفوا ابإلميان ،والدعوة لإلسالم ،وإقامته على وجهه"(.)٤
والداعية إىل هللا حتتاج إىل اهلداية ،سواءً يف ذاهتا ،أو يف هداية الطريق الذي تسلكه ،أو يف
اختيار ما يناسب الوسائل واألساليب الدعوية ،فمنة هللا -™-ابهلداية ملن آمن به وبرسوله.
{ﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰ
ﲱ ﲲ}()5
فيثمر تدبر القرآن الكرمي يف معرفة هللا واإلميان به ،فيعزز زايدة اإلميان به سبحانه لدى
أحدا إال مع معرفته ،وال يعرفه
الداعيات إىل هللا ،قال البقاعي " :-¬-ألنه ال خيشى أحد ً
جاهل ،فصار املعىن كأنه قيل :إمنا ينفع اإلنذار أهل اخلشية ،وإمنا خيشى العلماء ،والعامل هو
الفقيه العامل بعلمه"(.)6
٤٢
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
اثنياا :اإلخالص(:)1
تدبر اآلايت اليت تبني اإلخالص يعزز من مهنة الداعية إىل هللا ،وأتثريها على عملها
الدعوي ،ألنه جيب على الداعية أن تكون خملصةً هلل ،-¸-ال تريد رايءً وال مسعةً ،وال ثناء
الناس وال محدهم ،إمنا تدعو إىل هللا يريد وجهه .)٢(-¸-
{ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ يف قوله تعاىل:
ﲸ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ}( ،)3ذكر الطربي -¬-يف
ﲹ ﲷ
تفسريه" :وأخلصوا طاعتهم وأعماهلم اليت يعملوهنا هلل ،فأرادوه هبا ،ومل يعملوها رائء الناس ،وال
ص عليهم ما عملوا ،فمجازي احملسن على شك منهم يف دينهم ،وامرت ٍاء منهم يف أن هللا ُحم ٍ
إبحسانه ،واملسيء إبساءته ،أو يتفضل عليه ربه فيعفو متقربني هبا إىل هللا"( ،)٤فنلحظ من خالل
اآلايت أن هللا خص االعتصام واإلخالص ابلذكر ،مع دخوهلما يف قوله{ :ﲰ}؛ "ألن
خصوصا يف هذا املقام احلرج
ً االعتصام واإلخالص من مجلة اإلصالح ،لشدة احلاجة إليهما،
الذي متكن من القلوب النفاق ،فال يزيله إال شدة االعتصام ابهلل ،ودوام اللجأ واالفتقار إليه يف
دفعه ،وكون اإلخالص ٍ
مناف كل املنافاة للنفاق"(.)٥
فالداعية ختلص هلل يف دعوهتا ،ويف طلب األجر من هللا ،-™-وعلى الداعية االقتداء
ابألنبياء والرسل -ﭺ -يف إخالصهم هلل -¸-مبهنة الدعوة ،فهم األسوة والقدوة يف ذلك،
{ﳛ ﳜ ﳝ ﳞﳟ وقد وردت آايت تدل على إخالصهم -ﭺ ،-كما يف قوله تعاىل:
( )1مفهوم اإلخالص لغة" :اخلاء والالم والصاد أصل واحد مطرد ،وهو تنقية الشيء وهتذيبه" ،مقاييس اللغة ،ابن فارس،
اصطالحا :من تعريفات ابن القيم -¬-لإلخالص هي" :تصفية العمل من كل ا ( ،)٢٠٨ /٢مادة :خلص.
شوب" ،مدارج السالكني.)93 /٢( ،
( )٢انظر :الدعوة إىل هللا مكانتها وكيفيتها ومثراهتا ،صاحل بن فوزان الفوزان ،جملة البحوث اإلسالمية ،د.ن ،اململكة العربية
السعودية ،العدد1991 ،31م ،ص16٤؛ الدعوة إىل هللا وأخالق الدعاة ،عبد العزيز بن عبد هللا بن ابز ،رائسة إدارة
البحوث العلمية واإلفتاء ،الرايض ،الطبعة الرابعة1٤٢3 ،ه ،ص.٤3
( )3سورة النساء.1٤6:
( )٤جامع البيان.)3٤1 /9( ،
( )٥تيسري الكرمي الرمحن ،السعدي ،ص.٢1٠
٤3
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ}( ،)٥فتبني هذه اآلية على استثناء اإلخالص دون غريه من
العبادات؛ كما ذكر الشنقيطي " :-¬-أن الشيطان ملا أوعد أبنه سيضل أكثر بىن آدم استثىن
من ذلك عباد هللا املخلصني ،معرتفًا أنه ال قدرة على إضالهلم"(.)6
فاإلخالص من العبادات القلبية ،اليت ينبغي للداعيات سؤال هللا واالجتهاد يف التحلي هبا،
والدعوة إىل هللا -¸-ال ختلو مما يصيبها من املصائب والفنت ،فللنجاة منها يكون ابإلخالص
هلل يف الطاعات ،نسأل هللا أن جيعل أعمالنا خالصةً لوجهه.
اثلثاا :متابعة النب :-‘-
متابعة النيب -‘-من شروط العبادة احلقة ،والداعية إىل هللا تتقرب إىل هللا يف مهنة
الدعوة فبمتابعة النيب .-‘-
٤٤
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
( )1أخ رجه البخاري يف صحيحه ،كتاب :األحكام ،ابب :قول هللا تعاىل وأطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأويل األمر منكم،
( /61 /9ح.)٧13٧
( )٢جمموع فتاوى شيخ اإلسالم أمحد بن تيمية ،جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف ،املدينة املنورة ،د.ط1٤٢٥ ،ه،
(.)3٤٢ /٢٧
( )3سورة النساء.٥9:
( )٤جامع البيان.)1٧٤ /٧( ،
( )٥سورة الكهف.11٠:
( )6تفسري القرآن العظيم.)٢٠٥ /٥( ،
٤٥
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
ابعا :التوكل(:)1
را
{ﱡ ﱢ ﱣ التوكل على هللا -¸-تعني الداعية يف أداء مسؤوليتها املهنية ،قال تعاىل:
ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ
ﱴ}( ،)٢ذكر السعدي -¬-يف تفسري هذه اآلية" :ولنستمرن على دعوتكم ووعظكم
{ﱲ ﱱ} وحده ال على غريه {ﱰ وتذكريكم وال نبايل مبا أيتينا منكم...
ﱳ} ...الرسل -عليهم الصالة والسالم -توكلهم يف أعلى املطالب وأشرف املراتب،
وهو التوكل على هللا يف إقامة دينه ونصره ،وهداية عبيده ،وإزالة الضالل عنهم ،وهذا أكمل ما
يكون من التوكل"(.)3
وقال تعاىل{ :ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳﲴ ﲵ ﲶﲷ ﲸ ﲹ ﲺ
ﲻ ﲼ}( ،)٤تبني اآلية منهج للداعيات إىل هللا يف حال إعراض املدعو عن دين هللا وشرعه
{ﲭ "{ﲫ ﲬ} أي :تولوا عما جئتهم به من الشريعة العظيمة املطهرة الكاملة الشاملة،
ﲮ ﲯ} أي :هللا كايف ،ال إله إال هو عليه توكلت"(.)٥
وقد ُختمت هذه اآلية بذكر ربوبية هللا للعرش دون غريه من املخلوقات؛ ومناسبته مع ذكر
التوكل؛ كما ذكر ابن كثري " :-¬-ألنه رب العرش العظيم ،الذي هو سقف املخلوقات ومجيع
اخلالئق من السموات واألرضني وما فيهما وما بينهما حتت العرش مقهورون بقدرة هللا تعاىل،
وعلمه حميط بكل شيء ،وقدره انفذ يف كل شيء ،وهو على كل شيء وكيل"(.)6
( )1مفهوم التوكل لغةا" :الواو والكاف والالم :أصل صحيح يدل على اعتماد غريك يف أمرك" ،مقاييس اللغة ،ابن فارس،
( ،)136 /6مادة :وكل" .ووكل فالن فال ًان أي :وكل أمره إليه يستكفيه إايه فرمبا يكون ذلك لضعف يف املوكل ،ورمبا
يكون ثقة ابلكفاية " ،الغريبني يف القرآن واحلديث ،أمحد بن حممد اهلروي ،احملقق :أمحد بن فريد املزيدي ،مكتبة نزار
واصطالحا :التوكل "هو عمل القلب بكفاية
ا مصطفى الباز ،مكة املكرمة ،الطبعة األوىل1٤19 ،ه.)٢٠31 /6( ،
الرب للعبد" ،مدارج السالكني ،ابن القيم.)11٥ /٢( ،
( )٢سورة إبراهيم.1٢:
( )3تيسري الكرمي الرمحن ،ص.٤٤٤
( )٤سورة التوبة.1٢9:
( )٥تفسري القرآن العظيم ،ابن كثري.)٢٤3 /٤( ،
( )6املرجع السابق.)٢٤3 /٤( ،
٤6
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
قال ابن كثري " :-¬-خيرب تعاىل عن علمه التام احمليط جبميع األشياء ،جليلها وحقريها،
صغريها وكبريها ،دقيقها ولطيفها؛ ليحذر الناس علمه فيهم ،فيستحيوا من هللا حق احلياء ،ويتقوه
حق تقواه ،ويراقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه ،فإنه تعاىل يعلم العني اخلائنة وإن أبدت أمانة ،ويعلم
ما تنطوي عليه خبااي الصدور من الضمائر والسرائر"(.)9
فتدبر اآلايت القرآنية تعزز من مهنة الداعية يف مراقبة هللا وخشيته .-™-
( )1مفهوم الرقابة لغةا" :رقب :الراء والقاف والباء أصل واحد مطرد ،يدل على انتصاب ملراعاة شيء" ،معجم مقاييس
اصطالحا" :دوام علم العبد ،وتيقنه ابطالع احلق -´-على ظاهره
ا اللغة ،ابن فارس ،)٤٢٧ /٢( ،مادة :رقب .و
وابطنه" ،مدارج السالكني ،ابن القيم.)6٥ /٢( ،
( )٢سورة النساء.1:
( )3جامع البيان ،الطربي.)3٥٠ /6( ،
( )٤تيسري الكرمي الرمحن ،السعدي ،ص.1٥٨
( )٥سورة امللك.1٢:
( )6سورة ق.33:
( )٧سورة غافر.19:
( )٨سورة البقرة.٢٥٥:
( )9تفسري القرآن العظيم.)13٧ /٧( ،
٤٧
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
املطلب الثاين:
جماالت أخالقية
حني تتأمل الداعية وتتدبر اآلايت يف جمال األخالق ،جتد آايت تبني ثناء هللا -¸-
ألصحاب األخالق الفاضلة ،وتدعو إىل البعد عن مساوئ األخالق اليت ال يليق للداعية
االتصاف هبا ،وحيسن ملن يعلم الناس كما قال النووي " :-¬-أن يتخلق ابحملاسن اليت ورد
الشرع هبا وحث عليها"(.)1
فيعني التدبر على التحلي أبفضل األخالق ،وجتنب األخالق السيئة ،فقد قال تعاىل:
ﳐ}( ،)٢قال السعدي " :-¬-أي :ومن زكى نفسه ابلتنقي
ﳑ {ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ
من العيوب ،كالرايء والكرب ،والكذب والغش ،واملكر واخلداع والنفاق ،وحنو ذلك من األخالق
الرذيلة ،وحتلى ابألخالق اجلميلة ،من الصدق ،واإلخالص ،والتواضع ،ولني اجلانب ،والنصح
للعباد ،وسالمة الصدر من احلقد واحلسد وغريمها من مساوئ األخالق ،فإن تزكيته يعود نفعها
إليه ،ويصل مقصودها إليه ،ليس يضيع من عمله شيء"( ،)3ومن األخالق اليت ينبغي التحلي
ِبا يف مهنة الداعية ما يلي:
أوال :الصب(:)4
ا
من اآلايت اليت حتث على خلق الصرب قوله تعاىل{ :ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ
( )1اجملموع شرح املهذب للشريازي ،حميي الدين بن شرف النووي ،احملقق :حممد بن جنيب املطيعي ،مكتبة اإلرشاد ،جدة،
د.ط ،د.ت.)٥٤ /1( ،
( )٢سورة فاطر.1٨:
( )3تيسري الكرمي الرمحن ،ص.٧٢٨
( )٤مفهوم الصب لغةا" :حبس النفس عن اجلزع" ،خمتار الصحاح ،حممد بن أيب بكر الرازي ،مكتبة لبنان ،بريوت ،د.ط،
واصطالحا :قال ابن القيم " :-¬-الصرب حبس النفس عن اجلزع ،واللسان
ا 19٨6م ،ص ،139مادة :ص ب ر.
عن التشكي ،واجلوارح عن لطم اخلدود وشق اجليوب وحنومها"" ،فهو خلق فاضل من أخالق النفس ،متتنع به من فعل
ما ال حيسن وال جيمل ،وهو قوة من قوى النفس اليت هبا صالح شأهنا ،وقوام أمرها" ،عدة الصابرين وذخرية الشاكرين،
حممد بن أيب بكر ابن قيم اجلوزية ،دار ابن كثري ،دمشق ،الطبعة الثالثة1٤٠9 ،ه ،ص 1٥و.19
٤٨
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
ﳁ ﳂ ﳃﳄ }(.)1
بينت اآلية على أمهية خلق الصرب ،فهي من خلق الذين أمتدحهم هللا -¸-يف كتابه -
أيضا الدالة على
أويل العزم من الرسل ،-فقد صربوا على تكذيب أقوامهم لدعوهتم ،ومن اآلايت ً
تعاىل{ :ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽﲾ ذلك قوله
ﲿ ﳀ ﳁ ﳂﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ}( ،)٢قال ابن كثري " :-¬-وأمر له
ابلصرب كما صرب أولو العزم من الرسل ،ووعد له ابلنصر كما نصروا ،وابلظفر حىت كانت هلم
العاقبة ،بعد ما انهلم من التكذيب من قومهم واألذى البليغ ،مث جاءهم النصر يف الدنيا كما هلم
النصر يف اآلخرة"(.)3
ونبه هللا -¸-يف كتابه على املدعو ،من إعراضه أو أذاه أو ما قد تصيب الداعية من
ﳁﳃﳄ
ﳂ {ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ عقبات حتتاج معها إىل هذا اخللق العظيم ،قال تعاىل:
تعاىل{ :ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ}( ،)٤وقال
ﲾ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ}({ ،)٥ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ
ﲿ ﲸﲹﲺﲻﲼﲽ
٤9
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
( )1زاد الداعية إىل هللا ،حممد بن صاحل العثيمني ،دار الوطن ،الرايض ،الطبعة الثالثة1٤13 ،ه ،ص.11
( )٢مفهوم األمانة لغةا" :أمن :اهلمزة وامليم والنون أصالن متقارابن :ومن معانيها :األمانة اليت هي ضد اخليانة" ،مقاييس
واصطالحا" :هي كل حق لزمك أداؤه وحفظه" ،فيض القدير شرح اجلامع
ا اللغة ،ابن فارس ،)133 /1( ،مادة :أمن.
الصغري ،حممد بن عبد الرؤوف املناوي ،دار املعرفة ،بريوت ،الطبعة الثانية1391 ،ه.)٢٢3 /1( ،
( )3سورة األعراف.6٨:
( )٤جامع البيان.)٢6٥ /1٠( ،
( )٥سورة الشعراء.1٠٧:
( )6جامع البيان.)6٠1 /1٧( ،
( )٧تيسري الكرمي الرمحن ،ص.6٢٧
٥٠
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
ﲻ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ}( ،)3قال
ﲼ ﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺ
الشنقيطي -¬-يف تفسريه هلذه اآلية" :ذكر -جل وعال -يف هذه اآلية الكرمية أنه عرض
األمانة ،وهي التكاليف مع ما يتبعها من ثواب وعقاب على السماوات واألرض واجلبال ،وأهنن
ني أن حيملنها وأشفقن منها ،أي :خفن من عواقب محلها أن ينشأ هلن من ذلك عذاب هللا أبَ َ
ﲻ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ} ...أنه أي اإلنسان الذي ال حيفظ األمانة
ﲼ وسخطه{ ،ﲺ
جهوال ،أي :كثري الظلم واجلهل"(.)٤
ظلوما ً
كان ً
{ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ وقد مدح هللا -¸-املؤمنني أبداء األمانة ،قال -™-
ﱰ} اليت ائتمنوا عليها، "{ﱮ ﱯ ﱲﱳ}( ،)٥قال الطربي :-¬-
{ﱱ} وهو عقودهم اليت عاقدوا الناس {ﱲ } يقول :حافظون ال يضيعون ،ولكنهم
يوفون بذلك كله"(.)6
فتكون أمانة الداعية يف مهنتها بتبليغ رسالة اإلسالم للمدعوين ،واألمانة يف تبليغ العلم،
وعدم القول على هللا بغري علم.
٥1
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
اثلثاا :العدل(:)1
ﲵﲷ
ﲶ أمهية العدل كخلق يف مهنة الداعية إىل هللا يف ،-¸-قال تعاىل{ :ﲴ
ﳅ ﳇ ﳈ
ﳆ ﲽ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ
ﲾ ﲹ ﲻ ﲼ
ﲺ ﲸ
ﳉ}( ،)٢يف هذه اآلية قُرنت االستقامة ابلدعوة؛ قال ابن عاشور " :-¬-واالستقامة: ﳊ
االعتدال ...وهو اعتدال األمور النفسانية من التقوى ومكارم األخالق ،وإمنا أمر ابالستقامة...
مستقيما يف نفسه"(.)3
ً لإلشارة إىل أن كمال الدعوة إىل احلق ال حيصل إال إذا كان الداعي
واألمر هنا ابلعدل" :أي :يف احلكم فيما اختلفتم فيه ،فال متنعين عداوتكم وبغضكم ،اي
أهل الكتاب من العدل بينكم"(.)٤
ويوجه هللا -¸-ما يلزم الداعية إىل هللا فعله يف حال االختصام بني املدعوين ،حيث أمر
سبحانه ابلعدل ،قال تعال{ :ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﲐ ﲑ ﲒ ﲓ
ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﲥ ﲦ ﲧ
ﲨ ﲩ ﲪ}( ،)٥ويكون الصلح بني الطائفتني كما ذكر البقاعي ":-¬-أي ابلوعظ
واإلرشاد الدنيوي واألخروي"(.)6
يف هذه اآلية ،ذكر هللا -¸-العدل ،مث أردفها ابلقسط ،فمناسبة هذا الذكر كما قال
البقاعي -¬-يف تفسريه" :وملا كان اخلصام جير يف الغالب من القول والفعل ما يورث
للمصلحني إحنة على بعض املتخاصمني ،فيحمل ذلك على امليل مع بعض على بعض ،قال:
( )1مفهوم العدل لغةا" :خالف اجلور .يقال :عدل عليه يف القضية فهو عادل" ،الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية،
واصطالحا" :األمر املتوسط بني اإلفراط والتفريط" ،التوقيف على مهمات
ا اجلوهري ،)1٧6٠ /٥( ،مادة :عدل.
أيضا أبنه" :إيصال احلق إىل أهله ،ودفع املعتدي على احلق عن مستحقه"،
التعاريف ،املناوي ،ص .٢3٧وعُرف ً
تفسري التحرير والتنوير ،ابن عاشور.)9٤ /٥( ،
( )٢سورة الشورى.1٥:
( )3تفسري التحرير والتنوير.)61 /٢٥( ،
( )٤تيسري الكرمي الرمحن ،السعدي ،ص.٨٠1
( )٥سورة احلجرات.9:
( )6نظم الدرر يف تناسب اآلايت والسور.)3٧1 /1٨( ،
٥٢
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
{ﲣ} وال حيملكم القتال على احلقد على املتقاتلني فتحيفوا .وملا كان العدل يف مثل ذلك
... شديدا على النفوس ملا حتملت من الضغائن ،قال تعاىل{ :ﲤﲥ } ...يف مجيع أموركم،
ً
{ﲦ ﲧ} أي الذي بيده النصر واخلذالن{ ،ﲨ ﲩ ﲪ} أي :يفعل مع أهل العدل
من اإلكرام فعل احملب"(.)1
أخرى{ :ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ وقال تعاىل يف آية
ﲼ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ}( ،)٢إذا كان
ﲶﲸﲹﲺﲻ ﲽ
ﲷ ﲲﲳﲴﲵ
اخلطاب يف هذه اآلية لكل من يصلح لذلك ،كما قال ابن عاشور " :-¬-واخلطاب لكل
من يصلح لتلقي هذا اخلطاب والعمل به من كل مؤمتن على شيء ،ومن كل من توىل احلكم بني
()3
أيضا -¬-يف لفظ العدل" :توسعوا يف هذا اإلطالق حىت صار الناس يف احلقوق" ،وقال ً
يطلق على إبالغ احلق إىل ربه ولو مل حيصل اعتداء وال نزاع"(.)٤
فالداعية إىل هللا يف مسؤوليتها املهنية من ابب أوىل ،فهي مؤمتنه لتبليغ دين هللا ،-¸-
{ﲖ ﲗ ﲘ كما ورد ذلك يف العديد من اآلايت ،كقوله تعاىل الذي أتت بصيغة األمر:
ﲙ}( ،)٥وكذلك يف أمره -¸-للنيب -‘-ابلتبليغ ،والدعاة إىل هللا الذين يتبعون هديه -
ﱱﱳﱴﱵﱶﱷ
ﱲ {ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ :-‰
ﱸ}(.)6
ﱹ
فالعدل من األمور املهمة يف مهنة الدعوة إىل هللا ،ولزم من تصدى للحكم بني الناس أن
عادال ،وهو من األمور اليت ينبغي أن يكون من مقومات الداعية إىل هللا يف مهنتها الدعوية،
يكون ً
٥3
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
٥٤
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
املطلب الثالث:
جماالت مهارية
الداعية يف مهنتها حتتاج لعدة مهارات تساندها يف مسؤوليتها الدعوية ،ومنها ما يلي:
أوال :مهارات إدارية:
ا
-1التخطيط:
يُعرف أبنه" :التفكري الالزم لتنفيذ أي عمل ،والذي ينتهي مبا جيب عمله ،ومىت يعمل،
وما هي اإلمكاانت الالزمة ...لتنفيذه"(.)1
فالتخطيط من املهارات اليت ينبغي اتقاهنا للداعيات إىل هللا ،-¸-فاملسؤولية املهنية
تتطلب من الداعيات حسن التخطيط لدعوهتن إىل هللا.
فمعرفة التخطيط يف العمل والتنظيم له ،من أصول جناح مهنة الدعوة إىل هللا( ،)٢وال تكون
دعوهتا بعشوائية ويفتقر للتخطيط ،اليت يلزم حياة الداعية املهنية.
ويظهر يف القرآن جليًا فائدة التخطيط يف قصة نيب هللا النيب يوسف ،-’-القتصاد
{ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ مصر ،وكيف أنتج مثارها ،كما يف قوله تعاىل:
ﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊ
ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ}(.)3
فتحتاج الداعية للتخطيط ،سواءً يف مهنتها ابلدعوة إىل هللا ،أو ابلتخطيط للتوازن بني مهنة
الدعوة إىل هللا واالرتباطات االجتماعية األخرى ،وبني تدبر القرآن وطلب العلم ،وغريها.
-2التنظيم:
يتضمن حتديد اخلطوات واملهام والوظائف اليت ينبغي إجنازها ،واملواد الواجب توفرها
لتحقيق األهداف املبتغاة.
والتنظيم من املهارات اليت ينبغي للداعيات اكتساهبا يف أداء مسؤوليتها املهنية.
( )1فن التخطيط وأثره يف حياة الداعية ،حيي بن عبيد اخلالدي ،دار القاسم ،د.ب ،د.ط ،د.ت ،ص.٨
( )٢انظر :الدعوة الفردية أمهيتها حاالهتا عوامل جناحها ،صاحل بن حيي صواب ،د.ن ،الطبعة الثانية1٤٢6 ،ه ،ص.٢3
( )3سورة يوسف.٤9-٤٧:
55
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
وميكن من خالل القرآن تدبر التنظيم يف املهام من خالل قصة سليمان -’-الذي
{ﲒ ﲓ ﲔ كان قد وظف كل شخص حتت يده يف مهمة معينة ،فقال تعاىل:
ﲥﲧﲨﲩ
ﲦ ﲜﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤ
ﲝ ﲗﲙﲚﲛ
ﲘ ﲕﲖ
ﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺ
ﳀ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ}(.)1
ﳁ ﲻﲽﲾﲿ
ﲼ
{ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ وكلف اهلدهد مبهمة إرسال الرسالة:
ﲌ ﲍ ﲎ}(.)3()٢
-3االتقان:
"(تقن) التاء والقاف والنون ...إحكام الشيء"( ،)٤واإلتقان" :معرفة األدلة بعللها ،وضبط
القواعد الكلية جبزئياهتا"(.)٥
قال ابن رجب احلنبلي " :-¬-وكان السلف يوصون إبتقان العمل وحتسينه دون جمرد
اإلكثار منه ،فإن العمل القليل مع التحسني واالتقان أفضل من الكثري مع عدم االتقان... ،
والتقوى يف العمل :أن أييت به على وجه إكمال واجباته الظاهرة والباطنة"(.)6
ﳝ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ}( .)٧أي" :أحكم
قال تعاىل { :ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳞ
كل شيء"( .)٨فلذلك يظهر من خالل تدبر القرآن الكرمي أمهية اتقان العمل ،ومن األعمال
اجللية هي الدعوة إىل هللا ،فاإلتقان مطلب ومقوم أساسي يف مسؤولية الداعية املهنية.
-4إدارة الوقت:
حني تتأمل الداعية اآلايت وتتدبرها جتد أهنا حتث على اغتنام األوقات واستثمارها أبفضل
األعمال ،ومنها:
• قسم هللا -¸-يف القرآن ببعض أمساء األوقات ،فاهلل – ´ -ال يقسم إال على أمر
عظيم ،فيدل على أمهية الوقت ،قال تعاىل{ :ﱁﱂ}( ،)1وقال تعاىل:
{ﱹﱺ}( ،)٢وقال تعاىل{ :ﲑ}(.)3
• إدراك الوقت واستثماره بفعل الطاعات وترك املعاصي ،قبل الندم يوم ال ينفع مال وال
{ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ بنون ،قال تعاىل:
ﲣ ﲤ ﲥﲦ ﲧﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ
على املبادرة لفعل الطاعات واملسارعة إليها{ ،ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﲴ}( .)٤فيحث
{ﲃ ﲄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ}(،)٥
ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ}(.)6
• حتديد الصلوات يف القرآن مبواقيت خمصصة ،يدل على أمهية تنظيم احلياة والتخطيط
والتنظيم لألوقات قال تعاىل{:ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ}({ ،)٧ﲙ
ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟﲠ}({ ،)٨ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ
ﲚ ﲛ}(.)9
فتدرك الداعية إىل هللا -¸-عظيم أمر الوقت يف القرآن الكرمي ،مما يزيد حرص الداعية
يف أداء مهنتها الدعوية ،واغتنام الفرص يف حياهتا املهنية يف الدعوة إىل هللا .-¸-
عن ابن عباس -¢-قال :قال رسول هللا -‘-لرجل وهو يعظه( :ا ْغتَنِ ْم ََخْ اسا قَؤ ْب َل
ك قَؤ ْب َل كَ ،و ِغنَاءَ َك قَؤ ْب َل فَؤ ْق ِر َكَ ،وفَؤ َراغَ َ
ك قَؤ ْب َل َس َق ِم َ ك ،و ِ
ص َّحتَ َ ِ
ك قَؤ ْب َل َه َرم َ َ سَ :شبَابَ َ ََخْ ٍ
ك قَؤ ْب َل َم ْوتِ َ
ك)(.)1 شغْلِ َ
كَ ،و َحيَاتَ َ
-5التقومي:
التقومي مبعىنَ " :عدله وأزال ع َو َجه"( ،)٢فاهلدف من التقومي يف الدعوة إىل هللا يف تصويب
اخلطأ وإبراز الصواب لدعمه واستمراريته( )3يف أداء املهنة الدعوية ،ويف القرآن وردت آايت حتث
{ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ على التقومي واملراجعة وحماسبة النفس ،كما قال تعاىل:
ﲂ ﲃ}( ،)٤وقال تعاىل{ :ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖﱗ}(.)٥
قال ابن كثري " :¬-حاسبوا أنفسكم قبل أن حتاسبوا ،وانظروا ماذا ادخرمت ألنفسكم
من األعمال الصاحلة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم"( .)6فاملتابعة الذاتية للعمل الدعوي ،له
أثر يف ازدايد املسؤولية حنو واجب الدعوة(.)٧
-6املراسلة واملكاتبة:
املراسلة واملكاتبة من املهارات اليت حتتاجها الداعية إىل هللا يف مهنتها ،وقد ورد يف قصة
سليمان -’-إبرساله الدعوة بوسيلة الكتابة حني أرسل مع اهلدهد مللكة سبأ.
( ) 1أخرجه احلاكم يف املستدرك ،كتاب :الرقائق نعمتنان مغبون فيهما كثري من الناس الصحة والفراغ/3٠6 /٤( ،
ح ،)٧9٤1املستدرك على الصحيحني ،حممد بن عبد هللا النيسابوري ،دار املعرفة ،بريوت ،د.ط ،د.ت .وصححه
األلباين ،انظر :صحيح اجلامع الصغري وزايدته.)٢٤٤ /1( ،
( )٢املعجم الوسيط ،إبراهيم مصطفى وآخرون ،ص ،٧6٧مادة :قام.
( )3انظر :التقومي يف الدعوة إىل هللا وأمهيته يف العهد النبوي ،ساموكا بن داود سوماورو ،حبث ماجستري ،قسم الدعوة ،كلية
الدعوة واإلعالم ،جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ،الرايض1٤16 ،ه ،ص.٢6-٢٥
( )4سورة القيامة.2-1:
( )٥سورة احلشر.1٨:
( )6تفسري القرآن العظيم.)٧٧ /٨( ،
( )٧انظر :التقومي يف الدعوة إىل هللا وأمهيته يف العهد النبوي ،ساموكا بن داود ،ص.3٢1
58
جماالت تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
-معرفة أصناف املدعوين :تدبر القرآن الكرمي يساند الداعية إىل هللا يف معرفة أصناف
الناس ،وطرق التعامل مع كل صنف ،فيتضح من خالل تدبر القرآن الكرمي أهنم ليسوا
تعاىل{ :ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ سواء يف االستجابة للدعوة ،فمنهم املؤمن كما يف قوله
ﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳ
هي أحسن"(.)1
يف كل صنف من أصناف املدعوين يتم اختيار األسلوب والوسيلة الدعوية املالئمة
إليصال الدعوة هلم ،وقد أرسل هللا ¸ الرسل بلسان قومهم ليكون أبلغ يف إيصال رسالة
الدعوة ،قال تعاىل{ :ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎﲏ ﲐ
ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ
ﳃ}(.)3
وذلك مبا يسمى مبجالس التدارس ،أو اجملالس القرآنية ،وال شك أن تدارس القرآن وتدبره
تاجتَمع قَؤوٌم ِيف بؤ ْي ٍ
مع مجع أفضل ،كما حث بذلك النيب -‰-بقولهَ ...( :وَما ْ َ َ ْ َ
الس ِكينَةَ ،وغَ ِشيَؤ ْتؤهم هللا يؤ ْتؤلو َن كِتاب ِ
هللاَ ،ويَؤتَ َد َارسونَه بَؤ ْيؤنَؤه ْم إَِّال نَؤ َزل ْ
َت َعلَْي ِهم َّ ِ ِ ِ
َ َ م ْن بؤيوت َ
يم ْن ِع ْن َده) . ِ
()٥()٤
ِ
الر ْمحَةَ ،و َح َّفتْؤهم ال َْم َالئ َكةَ ،وذَ َك َرهم هللا ف َ
َّ
فبعد معرفة اجملاالت ،ننتقل يف املبحث التايل يف ذكر مقومات تدبر القرآن الكرمي يف تعزيز
مسؤولية الداعية إىل هللا -™-املهنية.
( )1مفهوم مدارسة القرآن" :االجتماع لقراءة القرآن الكرمي ،وتدبر آايته ،وفهم معانيه ،واستنباط هداايته" ،أثر معلم القرآن
يف تعليم التدبر ،إبراهيم بن صاحل احلميضي ،جملة البحوث والدراسات الشرعية ،د.ن ،د.ب ،العدد 1٤3٤ ،1٤ه،
ص.3٤٤
( )٢سورة البقرة.1٢9:
( )3سورة آل عمران.16٤:
( )٤سبق خترجيه ،ص.31
( )٥لالستزادة حول موضوع اجملالس القرآنية ،انظر :جمالس القرآن مدارسات يف رساالت اهلدى املنهاجي للقرآن الكرمي من
التلقي إىل البالغ ،فريد األنصاري ،دار السالم ،القاهرة ،الطبعة الرابعة1٤36 ،ه ،ابجلزء األول من الكتاب؛ منهجية
جمالس التدارس يف ضوء الكتاب والسنة وآاثر الصحابة ،حممد بن أمحد البدور ،جملة العلوم الشرعية ،جامعة اإلمام
حممد بن سعود اإلسالمية ،الرايض ،العدد ٢٠1٨ ،٥٠م.
62
املبحث الثاين:
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
ويشتمل على مطلبني
املطلب األول :مقومات التدبر األساسية.
املطلب الثاين :مقومات التدبر املساندة.
63
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
متهيد:
تدبر كتاب هللا -¸-من األمور اليت تساند الداعية يف تعزيز مهنتها الدعوية ،وكي يتحقق
ذلك بكفاءة كان من األمهية الوقوف مقومات تدبر القرآن الكرمي ،فنقف قبل البدء يف هذا
املبحث ابلتعريف ملصطلح املقومات يف اللغة واالصطالح.
املقومات لغةا" :القوام ابلكسر :نظام األمر وعماده ومالكه الذي يقوم به"(.)1
اصطالحا" :القوام :ملا يقوم به الشيء أي يثبت كالعماد والسناد ملا يعمد ويسند
ا املقومات
به"(.)٢
فبعد معرفة املفهوم ،ميكن القول أبن املقصود مبقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية
املهنية لدى الداعيات أبَنا :ما تستند إليه الداعية وتعتمد عليه يف معرفة العوامل اليت تساند
تدبر القرآن الكرمي ،والذي يؤدي إىل تعزيز مهنة الداعيات من خالل النظر والتأمل بكتاب هللا
.-´-
وبناءا على ما سبق ،مت تقسيم هذا املبحث إىل مطلبني وهي:
املطلب األول :مقومات التدبر األساسية.
املطلب الثاين :مقومات التدبر املساندة.
6٤
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
املطلب األول:
مقومات التدبر األساسية.
لتحقيق التدبر األمثل لكتاب هللا ،كان لز ًاما معرفة املقومات األساسية اليت تؤدي إىل التدبر
الصحيح ،وهي كما يلي:
أوال :العلم:
ا
العلم من املقومات اليت ينبغي ملن أراد تدبر القرآن الكرمي ،فهي من معينات التدبر ،وقد
{ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ وصف هللا يف كتابه للمتدبرين أبهنم أولوا األلباب ،قال تعاىل:
ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ}( ،)1قال اإلمام الشنقيطي ¬" :وأنه كتاب مبارك ،وأن من
ح َكم إنزاله أن يتدبر الناس آايته ،أي يتفهموها ويتعقلوها وميعنوا النظر فيها ،حىت يفهموا ما فيها
من أنواع اهلدى ،وأن يتذكر أولو األلباب ،أي يتعظ أصحاب العقول السليمة"(.)٢
{ﲣ وجاءت يف آايت أخرى وصف هللا ¸ العلماء أبهنم أولو األلباب ،يف قوله تعاىل:
ﲲﲴﲵﲶﲷ
ﲳ ﲧﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱ
ﲤﲥﲦ ﲨ
ﲸ ﲹ}( ،)3قال الشيخ السعدي ¬ { :ﲴ ﲵ } أي :يتعظ مبواعظ هللا ويقبل نصحه
وتعليمه { ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ} أي :أهل العقول الرزينة لب العامل وخالصة بين آدم يصل
التذكري إىل عقوهلم ،فيتذكرون ما ينفعهم فيفعلونه ،وما يضرهم فيرتكونه"(.)٤
ومن مثرات التدبر اخلشية ،وهي من الصفات اليت ذكرها هللا ¸ من صفات العلماء ،قال
ﲲ}( ،)٥قال الشيخ السعدي ¬" :فكل من كان ابهلل
ﲳ تعاىل{ :ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ
أعلم ،كان أكثر له خشية ،وأوجبت له خشية هللا ،االنكفاف عن املعاصي ،واالستعداد للقاء
6٥
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
من خيشاه ،وهذا دليل على فضيلة العلم ،فإنه داع إىل خشية هللا "( ،)1وقال اإلمام البقاعي
أحدا إال مع معرفته ،وال يعرفه جاهل ،فصار املعىن كأنه قيل :إمنا
¬" :ألنه ال خيشى أحد ً
ينفع اإلنذار أهل اخلشية ،وإمنا خيشى العلماء ،والعامل هو الفقيه العامل بعلمه" (.)٢
فالعلم من املقومات اليت ينبغي للداعية املتدبرة لكتاب هللا احلرص عليه ،قال ابن عثيمني
-¬-يف بيان أمهية العلم ابلكتاب والسنة للداعية إىل هللا " :-¸-وإن أول زاد يتزود به
الداعية إىل هللا -¸-أن يكون على علم مستمد من كتاب هللا ،ومن سنة رسوله ،-‘-
الصحيحة املقبولة ،وأما الدعوة بدون علم فإهنا دعوة على جهل ،والدعوة على اجلهل ضررها
جاهال فإنه بذلك
ومرشدا فإذا كان ً
ً موجها
أكرب من نفعها؛ ألن هذا الداعية قد نصب نفسه ً
جهال مركبًا ... ،إن الدعوة إىل هللا على غري
يكون ضاال مضال والعياذ ابهلل ،ويكون جهله هذا ً
علم خالف ما كان عليه النيب ،-‘-ومن اتبعه ... ،قال تعاىل {ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ
{ﱳ ﱵﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ}( ،)3فقال:
ﱴ ﱵﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱼ } أي :أن من اتبعه ،-‘-فإنه البد أن يدعو إىل هللا
على بصرية ال على جهل"(.)٤
ابإلضافة إىل السنة النبوية( ،)٥وقد أمر النيب -‘-ابلتمسك ابلسنة ،عن العرابض بن
ت ِم ْنؤ َها
ت ِم ْنؤ َها الْعيونَ ،وَو ِجلَ ْ هللا َ -‘-م ْو ِعظَةا َذ َرفَ ْ سارية -¢-قال( :و َعظَنَا رسول ِ
َ َ
ال :قَ ْد تَؤ َرْكتك ْمهللا ،إِ َّن َه ِذهِ ل ََم ْو ِعظَة م َو ِيد ٍع ،فَ َماذَا تَؤ ْع َهد إِلَْيؤنَا؟ قَ َ
ول ِ الْقلوب ،قؤلْنَا َ :اي َرس َ
ك ،ومن ي ِع ِ ِ علَى الْبؤي َ ِ
ريىش م ْنك ْم فَ َس ََ ضاء ،لَْيؤل َها َكنَؤ َها ِرَهاَ ،ال يَ ِزيغ َع ْنؤ َها بَؤ ْع ِدي إَِّال َهال ٌ َ َ ْ َ ْ َ َْ
66
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
ِ اخللََف ِاء َّ ِ ِ ريا ،فَؤ َعلَْيك ْم ِمبَا َع َرفْؤت ْم ِم ْن سن َِّيت َوسن َِّة ْ ِ ِ
ين ال َْم ْهديِي َ
ني)(.)1 الراشد َ ا ْخت َالفاا َكث ا
كما تعني السنة النبوية على فهم آايت القرآن الكرمي ،فهي شارحة ملا ورد فيه ،ومن شواهد
()٢
َت َه ِذهِ ْاآليَة {ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ} ذلك عن عبد هللا -¢-قال( :ل ََّما نَؤ َزل ْ
ال رسول ِ ِ ك َعلَى أ ْ ِ َش َّق ذَلِ َ
هللا -‘- َّب َ ،-‘-وقَالوا :أَيُّؤنَا ََلْ يَظْل ْم نَؤ ْف َسه؟ فَؤ َق َ َ َص َحاب النِ ِي
ال ل ْق َمان ِالبْنِ ِه { ﱜ ﱝ ﱞ ﱠ س َك َما تَظنُّو َن ،إِ ََّّنَا ه َو َك َما قَ َ
ﱟﱡﱢﱣﱤ
:ل َْي َ
ﱥ}( ،)٤())3فالسنة "تفسري القرآن ،وتبينه ،وتدل عليه ،وتعرب عنه"(.)٥
ففهم آايت القرآن وتدبره يعود ملا ورد يف السنة النبوية ،فهي املصدر الثاين للداعية إىل هللا
{ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ -¸-كما قال تعاىل:
ﱟ}( ،)6وقد مر يف هذه الدراسة مناذج من سرية النيب -‘-وأتثره ابلقرآن الكرمي.
اثنياا :تقوى هللا :-¸-
فتقوى هللا -´-ومراقبته يثمر احلرص على جتنب الوقوع يف اآلاثم والذنوب واملعاصي،
فحرمت فهمألهنا ُحترم فهم كتاب هللا -¸-وتدبره" ،قال بعض السلف ... :أذنبت ذنبًا؛ ُ
القرآن"(.)٧
وقال الزركشي " :-¬-واعلم أنه ال حيصل للناظر فهم معاين الوحي حقيقة ،وال يظهر
له أسرار العلم من غيب املعرفة ويف قلبه بدعة أو إصرار على ذنب ،أو يف قلبه كرب أو هوى ،أو
( )1أخرجه أمحد يف مسنده /3٨٠٤ /٧( ،ح .)1٧3٤٨مسند أمحد ،أمحد بن حممد بن حنبل ،دار املنهاج ،د.ب ،الطبعة
األوىل 1٤31 ،ه .وصححه األلباين ،انظر :صحيح اجلامع الصغري وزايدته ،حممد بن انصر الدين األلباين ،املكتب
اإلسالمي ،بريوت ،الطبعة الثالثة1٤٠٨ ،ه.)٨٠٢ /٢( ،
( )٢سورة األنعام.٨٢:
( )3سورة لقمان.13:
( )٤أخرجه البخاري يف صحيحه ،كتاب :استتابة املرتدين واملعاندين وقتاهلم ،ابب :ما جاء يف املتأولني/1٨ /9( ،
ح.)693٧
( )٥العقيدة الواسطية ،ابن تيمية ،ص.٧٥
( )6سورة النحل.٤٤:
( )٧طريق اهلجرتني وابب السعادتني ،حممد بن أيب بكر ابن قيم اجلوزية ،احملقق :حممد أمجل اإلصالحي ،دار عامل الفوائد،
مكة املكرمة ،الطبعة األوىل1٤٢9 ،ه.)٥٨9 /٢( ،
6٧
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
حب الدنيا ،أو يكون غري متحقق اإلميان أو ضعيف التحقيق"( ،)1وسواء كانت هذه الذنوب
من أعمال القلوب أو اجلوارح.
ف "دوام مراقبة هللا تعاىل يف السر والعالنية ،واحملافظة على خوفه يف مجيع حركاته وسكناته
وأقواله وأفعاله"( ، )٢مما يلزم حتلي الداعية يف مهنتها الدعوية ،وتدبر القرآن تعزز يف تنمية هذا
تعاىل{:ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ اجملال ،ومن اآلايت الدالة على ذلك قوله
ﲬ ﲭ}( ،)3وقوله تعاىل{ :ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ}(.)٤
فمن أراد فهم كتاب هللا فعليه بتقوى هللا ،-¸-ومن ابب أوىل الداعيات إىل هللا يف مهنة
الدعوة.
اثلثاا :تعظيم كالم هللا :-¸-
من املقومات األساسية لتدبر الداعية إىل هللا هو تعظيم كالم هللا ،-™-قال ابن قدامه
" :-¬-وينبغي لتايل القرآن العظيم أن ينظر كيف لطف هللا تعاىل خبلقه يف إيصال معاين
كالمه إىل فهامهم ،وأن يعلم أن ما يقرأه ليس من كالم البشر ،وأن يستحضر عظمة املتكلم
سبحانه ،ويتدبر كالمه ،فإن التدبر هو املقصود من القراءة"(.)٥
وقال احملاسيب " :-¬-فإذا عظم يف صدرك تعظيم املتكلم به ،مل يكن عندك شيء أرفع
وال أشرف ،وال أنفع ،وال ألذ وال أحلى من استماع كالم هللا -جل وعز ،-وفهم معاين قوله،
ب القول على قدر ُحب قائله"(.)6 فح ُّ
وإجالال ،إذ كان تعاىل قائلهُ ،
ً تعظيما وحبًا له
ً
فتعظيم كالم هللا يساند يف تدبر الداعية الذي يعزز من مهنتها الدعوية.
6٨
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
69
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
وقال الطربي " :-¬-ألنه حمال أن يقال ملن ال يفهم ما يقال له وال يعقل أتويله :اعترب
مبا ال فهم لك به ،وال معرفة من القيل والبيان إال على معىن األمر أبن يفهمه ويفقهه ،مث يتدبره
ويعترب به .فأما قبل ذلك ،فمستحيل أمره بتدبره .وهو مبعناه جاهل ،كما حمال أن يقال لبعض
أصناف األمم الذين ال يعقلون كالم العرب وال يفهمونه"(.)1
وقال القرطيب " :-¬-وينبغي له أن يتعلم أحكام القرآن ،فيفهم عن هللا مراده وما فرض
عليه ،فينتفع مبا يقرأ ويعمل مبا يتلو ،فكيف يعمل مبا ال يفهم معناه؟ وما أقبح أن يسأل عن فقه
ما يتلوه وال يدريه ،فما مثل من هذه حالته إال كمثل احلمار حيمل أسفارا"(.)٢
فيتضح أثر معرفة اللغة العربية وفهم كتاب هللا يف مهنة الداعية ،لتصل إىل التدبر الصحيح
-إبذن هللا -الذي يساندها يف مسؤوليتها الدعوية.
خامسا :سالمة التالوة وإتقان التجويد(:)3
ا
فمن األمور املهمة إلتقان الداعية للتدبر األمثل؛ هي سالمة التالوة واتقان التجويد.
ف َكانَ ْ ِ ِ
ال: َّب -‘-؟ فَؤ َق َ ت ق َراءَة النِ ِي س َ :-¢-ك ْي َ فعن قتادة -¢-قال" :سئ َل أَنَ ٌ
هللاَ ،وَمي ُّد ِاب َّلر ْمحَ ِنَ ،وَمي ُّد ِاب َّلرِح ِيم"(.)٤
ت م ًّداُ ،ثَّ قَؤرأَ{ :ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ } َمي ُّد بِبِس ِم ِ
ْ َ َكانَ ْ َ
الس َفرةِ ال ِ
ْك َر ِام ِ ِ
وعن عائشة -~-قالت :قال رسول هللا ( :-‘-ال َْماهر ِابلْق ْرآن َم َع َّ َ
ْبَرةِ)( ،)٥قال النووي " :-¬-املاهر :احلاذق الكامل احلفظ الذي ال يتوقف وال يشق عليه ال َ َ
٧٠
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
٧1
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
أيضا -¬-فيما يدل على أخذهم من سلف األمة" :وحينئذ إذا مل جند التفسري وقال ً
يف القرآن وال يف السنة ،رجعنا يف ذلك إىل أقوال الصحابة؛ فإهنم أدرى بذلك ملا شاهدوه من
القرآن واألحوال اليت اختصوا هبا؛ وملا هلم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصاحل؛ ال
سيما علماؤهم وكرباؤهم كاألئمة األربعة اخللفاء الراشدين واألئمة املهديني"(.)1
ويف ذم من َل يعرف تفسري آايت كتاب هللا قول إايس بن معاوية " :-¬-مثل الذين
ليال وليس عندهم
يقرءون القرآن وهم ال يعلمون تفسريه ،كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ً
مصباح ،فتداخلتهم روعة وال يدرون ما يف الكتاب ،ومثل الذي يعرف التفسري كمثل رجل
جاءهم مبصباح فقرءوا ما يف الكتاب"(.)٢
"ففهم املعىن طريق إىل التفكر والتدبر ،ومن مل يفهم معاين اآلايت ال ميكنه أن يتأمل يف
مدلوهلا"( ،)3قال ابن تيمية " :-¬-والذي يعني املتدبر على استخراج ُدرره وجواهره ،واالهتداء
أبنوار بصائره علم التفسري؛ الذي هو مفتاح فهمه"( ،)٤وقال ابن اجلوزي " :-¬-ملا كان
القرآن العزيز أشرف العلوم ،كان الفهم ملعانيه أوىف الفهوم؛ ألن شرف العلم بشرف املعلوم"(.)٥
والتعويل على كتب التفسري الساملة من التأويالت املذمومة ،واملعروفني بسالمة الفكر
واملنهج ،قال عبد هللا بن حممد بن عبد الوهاب " :-†-مث إان نستعني على فهم كتاب هللا،
ابلتفاسري املتداولة املعتربة ،ومن أجلها لدينا :تفسري ابن جرير ،وتفسري ابن كثري ،وخمتصره البن
كثري الشافعي ،وكذا البغوي ،والبيضاوي ،واخلازن ،واحلداد ،واجلاللني ،وغريهم"(.)6
فرجوع الداعية لكتب أهل العلم املوثوقني مما يُقوم مهنتها الدعوية يف فهم اآلية وتوظيفها
يف أداء مسؤوليتها الدعوية.
٧٢
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
املطلب الثاين:
مقومات التدبر املساندة.
وهناك مقومات تساند الداعية يف تدبر القرآن الكرمي كما يلي:
أوال :تالوة القرآن الكرمي وتكرار آايته: ا
تالوة سورة من القرآن الكرمي برتتيل وتدبر والتأمل ابآلايت ،أو بسماعها ،تعني الداعية
على تدبر القرآن الكرمي ،فقد ورد عن النيب -‘-عن عمرو بن مرة ،-¢-قال :قال يل
ال" :فَِإِيين أ ِح ُّ
ب أَ ْن أ ْ
َْسَ َعه ك أنْ ِز َل؟ قَ َ ك َو َعلَْي َرسول هللا "( :-‘-اقؤ َْرأْ َعلَ َّي" قؤلْت :آقؤ َْرأ َعلَْي َ
ح ََّّت بَؤلَغْت{ :ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ِمن غَ ِريي" .فَؤ َقرأْت علَي ِه س ِ ِ
ورةَ الني َساءَ ،
َ َْ َ ْ ْ
ان)(.)٢ ك" .فَِإذَا َع ْيؤنَاه تَ ْذ ِرفَ ِ ال" :أ َْم ِس ْ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﲃ}( ،)1قَ َ
وقال النووي " :-¬-قال العلماء :والرتتيل مستحب للتدبر وغريه ،قالوا :وهلذا يُستحب
أتثريا يف
الرتتيل لألعجمي الذي ال يفهم معناه؛ ألن ذلك أقرب إىل التوقري واالحرتام ،وأشد ً
القلب"(.)3
وقال هللا تعاىل{ :ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ}(،)٤
قال الطربي " :-¬-أصغوا له مسعكم لتتفهموا آايته ،وتعتربوا مبواعظه ،وأنصتوا إليه لتعقلوه
وتتدبروه ،وال تلغوا فيه فال تعقلوه"(.)٥
كما تعني الداعية إىل هللا يف التدبر هو تكرار اآلايت القرآنية ،قال النووي " :-¬-وقد
ابت مجاعة من السلف يتلو الواحد منهم اآلية الواحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند
٧3
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
القراءة"(.)1
وقال ابن القيم " :-¬-وهذه كانت عادة السلف يردد أحدهم اآلية اىل الصباح ،وقد
ﳁ
ﳂ {ﲾ ﲿ ﳀ ثبت عن النيب -‘-أنه قام آبية يرددها حىت الصباح وهي قوله:
ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ}( .)3(")٢فتالوة القرآن وتكرار آايته معينة يف تدبر القرآن،
ومساندة ملهنة الداعية يف توظيفه للدعوة إىل هللا.
اثنياا :معرفة أسباب النزول:
من املعينات لتدبر القرآن :معرفة أسباب نزول اآلايت – إن كان هلا سبب نزول ،-ومعرفة
األحوال اليت نزلت هبا سور القرآن الكرمي ،قال الشاطيب " :-¬-معرفة أسباب التنزيل الزمة
ملن أراد علم القرآن"( ،)٤وقال ابن دقيق العيد " :-¬-بيان سبب النزول طريق قوي يف فهم
معاين القرآن"( ،)٥وقال ابن تيمية " :-¬-ومعرفة سبب النزول يعني على فهم اآلية؛ فإن العلم
ابلسبب يُورث العلم ابملسبب"(.)6
فمعرفة الداعية إىل هللا أسباب النزول معني على الفهم الصحيح للقرآن وتدبره.
اثلثاا :معرفة علم املناسبات:
املناسبة" :هي الرابطة بني شيئني أبي وجه من الوجوه ،يف كتاب هللا تعاىل تعين ارتباط
السورة مبا قبلها وما بعدها ،ويف اآلايت تعين وجه االرتباط يف كل آية مبا قبلها وما بعدها"(.)٧
وقال ابن القيم ¬" :املناسبة هي :ترتيب املعاين املتآخية اليت تتالءم وال تتنافر ،والقرآن
( )1األذكار النووية ،حيي بن شرف النووي ،احملقق :عبد القادر بن صوقل األرانؤوط ،دار املالح ،دمشق ،د.ط1391 ،ه،
ص.9٠
( )٢سورة املائدة.11٨:
( )3مفتاح دار السعادة.)1٨٧ /1( ،
( )٤املوافقات ،إبراهيم بن موسى الشاطيب ،احملقق :مشهور حسن آل سلمان ،دار ابن عفان ،اخلرب ،الطبعة األوىل،
1٤1٧ه.)1٤6 /٤( ،
( )٥هتذيب وترتيب اإلتقان يف علوم القرآن ،جالل الدين بن عبد الرمحن السيوطي ،احملقق :حممد بن عمر ابزمول ،دار
اهلجرة ،الرايض ،الطبعة األوىل1٤1٢ ،ه ،ص.13٤
( )6جمموع الفتاوى.)339 /13( ،
( )٧مباحث يف التفسري املوضوعي ،مصطفى بن مسلم بن حممد ،دار التدمرية ،الرايض ،الطبعة األوىل1٤3٠ ،ه ،ص.6٠
٧٤
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
الكرمي كله تناسب"( ،)1فمعرفة الداعية إىل هللا لعلم املناسبات يساندها للتدبر األمثل للقرآن
الكرمي.
ابعا :معرفة منهجية التدبر املوضوعي:
را
وض َع" :الواو والضاد والعني :أصل واحد يدل على اخلفض للشيء وحطه"(.)٢
مفهومه لغةاَ :
اصطالحا" :القضية اليت تعددت أساليبها وأماكنها يف القرآن الكرمي ،وهلا جهة واحدة
ا
جتمعها ،عن طريق املعىن الواحد ،أو الغاية الواحدة"(.)3
مفهوم التدبر املوضوعي :علم يبحث يف القرآن الكرمي ،الستخراج ما فيه من موضوعات،
وذلك جبمع آايت خاصة بقضااي معينة ،للوصول إىل مراد هللا فيها ،حسب الطاقة البشرية(.)٤
جماالت التدبر املوضوعي:
جماالت التدبر املوضوعي عديدة( ،)٥واليت تعني الداعية يف مهنتها الدعوية ما يلي:
اجملال األول :دراسة موضوع من خالل القرآن الكرمي ،من خالل مجع اآلايت الواردة
يف املوضوع ،مع تفسريها ،وبيان هداايهتا ،حبيث يتم اجلمع للموضوع مبختلف صيغها ومفرداهتا،
( )1الفوائد املشوق إىل علوم القرآن الكرمي وعلم البيان ،حممد بن أيب بكر ابن قيم اجلوزية ،دار الكتب العلمية ،بريوت،
د.ط ،د.ت ،ص.٨٧
( )٢مقاييس اللغة ،ابن فارس ،)11٧ /6( ،مادة :وضع.
( )3املدخل إىل التفسري املوضوعي ،عبد الستار فتح هللا سعيد ،دار التوزيع والنشر اإلسالمية ،القاهرة ،د.ط ،د.ت،
ص.٢٠
( ) ٤انظر :املوسوعة القرآنية املتخصصة ،جمموعة من والعلماء ،اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية ،د.ب ،د.ط ،د.ت،
ص٢٨٨؛ موسوعة علوم القرآن ،عبد القادر بن حممد منصور ،دار القلم العريب ،حلب ،الطبعة األوىل 1٤٢٢ ،ه،
ص1٨٧؛ منهج التفسري املوضوعي للقرآن الكرمي دراسة نقدية ،سامر بن عبد الرمحن رشواين ،دار امللتقى ،حلب،
الطبعة األوىل1٤3٠ ،ه ،ص.٤٥
( )٥ذكر مصطفى مسلم يف كتابه مباحث يف التفسري املوضوعي ثالث جماالت :املصطلح القرآين ،املوضوع القرآين ،التفسري
املوضوعي للسورة القرآنية ،انظر :مباحث يف التفسري املوضوعي ،مصطفى مسلم ،ص .3٢-٢٥وذكر زيد العيص
ست جماالت ،وهي :املوضوع القرآين ،السورة ،املوضوع يف سورة ،املفردة القرآنية ،األدوات ،املقالة التفسريية ،انظر:
التفسري املوضوعي التأصيل والتمثيل ،زيد بن عمر العيص ،دار مودة ،د.ب ،د.ط٢٠11 ،م ،ص .11٤ويوجد من
ذكر أهنا جمالني "كما يف هذه الدراسة" ،وسيتم االقتصار على املوضوع القرآين والسورة القرآنية؛ لشموهلما وحلاجة
الداعية هلما ،ولتداخل بقية التقسيمات فيهما.
٧٥
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
-1حتديد املوضوع املراد البحث عنه يف القرآن ،والتأكد من وجود مادة قرآنية كافية فيه،
استقالال.
ً سأما إذا مل يرد فيه إال آية واحدة أو آيتان أو ثالث ،فال يناسب أن يُد َر َ
-٢اختيار عنوان مناسب له ،فيه داللة على الدراسة القرآنية.
-3إعادة املوضوع إىل اجلذر الثالثي ،والبحث عن معناها اللغوي من أمهات الكتب،
ويف الكتب اليت تبني معاين والكلمات القرآنية.
-٤استقراء ومجع اآلايت القرآنية الواردة يف املوضوع ،ويوجد عدة أدوات لذلك:
أ -مجع اآلايت القرآنية الواردة يف القرآن الكرمي ،واستخالص ما له عالقة ابملوضوع.
ب -الرجوع إىل املعاجم اللفظية ،واإللكرتونية ،واملوضوعية للقرآن الكرمي.
فمن املعاجم اللفظية :املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكرمي ،حملمد فؤاد عبد الباقي،
واملعجم املفهرس الشامل أللفاظ القرآن الكرمي ،لعبد هللا جلغوم ،وغريها.
ومن املعاجم املوضوعية :تفصيل آايت القرآن احلكيم ،للمستشرق جول البوم،
ترمجة فؤاد عبد الباقي ،تصنيف آايت القرآن الكرمي ،حملمد حممود إمساعيل ،املعجم املفصل
ملواضيع القرآن املنزل ،حملمد خليل عيتاين ،املعجم املوضوعي آلايت القرآن الكرمي ،حلسان
( )1انظر :التفسري املوضوعي التأصيل والتمثيل ،العيص ،ص٢1٤-1٧3؛ مباحث يف التفسري املوضوعي ،مصطفى مسلم،
ص ٢9؛ املدخل إىل التفسري املوضوعي ،إبراهيم بن صاحل احلميضي ،دار ابن اجلوزي ،اململكة العربية السعودية ،الطبعة
األوىل1٤3٨ ،ه ،ص.٢6
( )٢انظر :مباحث يف التفسري املوضوعي ،مصطفى مسلم ،ص31؛ املدخل إىل التفسري املوضوعي ،احلميضي ،ص-٢6
.٢٧
تدبرا موضوعيًا ،تكون
( )3هذه اخلطوات ختص جمال دراسة موضوع من خالل القرآن الكرمي ،وفيما يتعلق بتدبر السورة ً
بنفس اخلطوات ،مع حذف يف بعض الفقرات.
٧6
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
عبد املنان ،املعجم املوضوعي آلايت القرآن الكرمي ،لصبحي عبد الرؤوف عمر ،وغريها.
ومن املعاجم اإللكَتونية :الباحث القرآين ،واملصاحف اإللكرتونية ،وغريها.
ت -املؤلفات اليت حتدثت عن املوضوع ،وإن كانت يف علوم أخرى.
-٥فهم معىن اآلايت ابلرجوع إىل أمهات كتب التفاسري ،وتصنيفها إىل مكي ومدين،
ومعرفة أسباب النزول.
-6تقسيم املوضوع إىل عناصر مرتابطة ،من خالل استنبطها من اآلايت املتعلقة ابملوضوع.
-٧استنباط ما حتتوي عليه اآلايت من هداايت.
-٨ربط اآلايت ابلواقع ،وحماولة تنزيلها على القضااي املعاصرة(.)1
فوائد التدبر املوضوعي يف تعزيز مسؤولية الداعية املهنية:
أَّنوذجا قرآنياا ملا تتطلبه مهنة الداعية إىل هللا – ¸-
ا -1ميكن للتدبر املوضوعي تقدمي
كما يصوره القرآن الكرمي ،بكل ما تتصل هبا من جماالت ،يف الوسائل واألساليب
ومناهج الدعوة وغريها ،وكذا ما يتصل ابلداعيات أنفسهن ،ومبعرفة املدعوين ،وأن
يقدم دراسة دعوية ملا ينبغي أن يكون عليه اجملتمع اإلسالمي ،واليت قد يُظن أن القرآن
خلو منها ،لكن بعد تدبر آايت القرآن الكرمي ،ومجع اآلية إىل مثيالهتا يف الداللة،
تظهر مالمح املوضوع القرآين.
-٢يسهم يف جتديد اخلطاب الدعوي ،ويتجه التجديد إىل الوسائل واألساليب.
-3يعد وسيلة مثالية لتطوير شخصية الداعية يف مهنتها ،واالرتقاء مبستوى التفكري
العلمي املوضوعي لديها(.)٢
-٤حتديد املوضوعات الدعوية املعاصرة يف الوقت الراهن ،مما حتتاج الداعية إىل أتصيل
وبصرية يف معرفة املوقف الدعوي الصحيح ،ويكون من خالل تدبر للموضوعات
املعاصرة ،قال الشافعي " :-¬-ليست تنزل أبحد يف الدين انزلة إال يف كتاب هللا
( )1انظر :مباحث يف التفسري املوضوعي ،مصطفى مسلم ،ص٤٠-3٨؛ املدخل إىل التفسري املوضوعي ،احلميضي،
ص33-3٠؛ املدخل إىل التفسري املوضوعي ،عبد الستار سعيد ،ص٥6؛ منهج التفسري املوضوعي للقرآن الكرمي،
رشواين ،ص1٥٠-1٤1؛ املوسوعة القرآنية املتخصصة ،جمموعة من العلماء ،ص.٢9٠-٢٨9
( )٢انظر :التفسري املوضوعي التأصيل والتمثيل ،العيص ،ص 1٠1-1٠٠و 11٠-1٠٧و.11٢
٧٧
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
٧٨
مقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
وعلى سبيل املثال ،يف سورة العلق :ما مناسبة افتتاح السورة ب "إقرأ"؟ ما احلكمة من ختصيص
الربوبية "ربك" دون غريه من أمساء هللا؟ عالم يدل ختصيص "العلقة" ابلذكر دون غريه من بقية
أطوار خلق اإلنسان؟ وغريها.
ولعلي أورد مثال لإلجابة على سؤال وأثره يف مهنة الداعية ،كما يلي :عالم يدل ختصيص
العلقة بذلك دون غريه من بقية أطوار خلق اإلنسان يف قوله تعاىل{ :ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ}()1؟
وميكن اإلجابة عليه كما قال ابن تيمية " :-¬-إن املقام هنا مقام داللة على وجود هللا ،فبدأ
مبا يعرفونه ويسلمون به هلل ،ومل يبدأ من النطفة أو الرتاب؛ ألن خلق آدم من تراب مل يشاهدوه،
وألن النطفة ليست بالزم هلا خلق اإلنسان"( ،)٢وقول ابن كثري " :-¬-فيها التنبيه على ابتداء
خلق اإلنسان من علقة"(،)3
فاهلداية من هذه اآلية :أمهية البدء ابلدعوة إىل التوحيد ،وإخالص العبادة له ،واختيار
املوضوعات الدعوة املالئمة حلال املدعو ،والذي يظهر من اآلية اختيار عما يؤكد ربوبية هللا ،وأنه
خالق كل شيء ،ابإلضافة لتحديث املدعو حسب ما يعقله ،فقد ورد عن النيب ‘ قوله:
ِ ِ
ب هللا َوَرسوله؟)( ،)٤فقد انسب ذكر العلقة دون َّاس ِمبَا يَؤ ْع ِرفو َن ،أََتبُّو َن أَ ْن ي َك َّذ َ
( َح يدثوا الن َ
غريه من أطوار خلق اإلنسان ملا يناسب حال املدعو يف نزول اآلية.
بعد التعرف يف هذا الفصل عن جماالت ومقومات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية
لدى الداعيات ،ننتقل يف الفصل التايل للتعرف على الواقع امليداين يف أثر التدبر على مهنة
الداعية من خالل استجواب أفراد العينة.
٧9
الفصل الثاين:
اإلطار امليداين
ويشتمل على مبحثني:
املبحث األول :إجراءات الدراسة امليدانية.
املبحث الثاين :عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها.
املبحث األول:
إجراءات الدراسة امليدانية
ويشتمل على َخسة مطالب:
املطلب األول :جمتمع الدراسة وعينته.
املطلب الثاين :أدوات الدراسة.
املطلب الثالث :حدود الدراسة.
املطلب الرابع :األساليب اإلحصائية املستخدمة.
املطلب اخلامس :صدق أداة الدراسة وثباِتا.
إجراءات الدراسة امليدانية
متهيد:
الدراسة النظرية تساندها معرفة تطبيقها على أرض الواقع ،وهذا من مميزات الدراسات
امليدانية ،يف التعرف على واقع تطبيق الدراسة على اجملتمع ،أبخذ العينة املمثلة هلا.
وتسعى دراسيت يف التعرف على مدى أتثري تدبر القرآن الكرمي يف تعزيز املسؤولية املهنية
لدى الداعيات ،من خالل استجواب أفراد عينة الدراسة ،ابإلضافة إىل واقع تطبيقهن للتدبر،
واألثر املتوقع ملهنة الداعية بعد تطبيق التدبر ،واملعوقات وسبل مواجهتها ،ابملنهج املسحي ألفراد
العينة.
وبناءً عليه مت تقسيم مبحث إجراءات الدراسة امليدانية إىل مخسة مطالب ،وهي:
املطلب األول :جمتمع الدراسة وعينته.
املطلب الثاين :أدوات الدراسة.
املطلب الثالث :حدود الدراسة.
املطلب الرابع :األساليب اإلحصائية املستخدمة.
املطلب اخلامس :صدق أداة الدراسة وثباِتا.
٨٢
إجراءات الدراسة امليدانية
املطلب األول:
جمتمع الدراسة وعينته
هذه الدراسة دراسة ميدانية مسحية( ،)1ويتألف جمتمع الدراسة من معلمات القرآن الكرمي
مبدارس حتفيظ القرآن التابع جلمعية مكنون مبدينة الرايض.
ومت احلصول على إحصائية رمسية بعدد معلمات القرآن الكرمي من الشؤون التعليمية جلمعية
مكنون لتحفيظ القرآن الكرمي مبدينة الرايض ،والبالغ عددهن ( )٢()٤٧٥٢معلمة.
ومت توزيع أداة الدراسة (عينة الدراسة) ،حيث مت اختيارهم ابلطريقة العشوائية البسيطة(،)3
وبلغ العدد بعد استبعاد اإلجاابت غري املكتملة ( ،)٥٨٠فهي تشكل نسبة )٤( %1٢من حجم
جمتمع الدراسة.
٨3
إجراءات الدراسة امليدانية
املطلب الثاين:
أدوات الدراسة
جلمع البياانت الالزمة ملوضوع الدراسة ،مت تصميم أداة االستبانة( )1للتعرف على مدى
أتثري التدبر يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات من وجهة نظر أفراد العينة.
وأبرز مراحل تصميم االستبانة هي:
-1استخدام االستبانة ذات األسئلة املغلقة املفتوحة" ،وهذا النوع من األسئلة جيمع
بني التحليل الكمي والنوعي"( ،)٢ويعترب هذا النوع من االستبيان من أفضل األنواع؛
ألنه يرتك للمستجيب حرية الرأي يف التعبري عن أفكاره(.)3
اختيار احملاور املناسبة لالستبانة ،لقياس مدى أتثري التدبر يف تعزيز املسؤولية املهنية -٢
لدى الداعيات.
وتكونت أداة االستبانة من:
أوال :البياانت األولية ،وتشمل أربع متغريات ،وهي:
ا
اخلربة التدريسية ،املؤهل ،مقدار حفظ القرآن الكرمي ،مرحلة التدريس.
اثنياا :احملاور ،وفيها أربعة حماور ،هي:
احملور األول :واقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات 13( ،عبارة).
احملور الثاين :األثر املتوقع لتدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات 13( ،عبارة).
احملور الثالث :معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات 1٠( ،عبارات).
( )1االستبانة :هي "جمموعة من األسئلة ،أو /والعبارات املكتوبة مزودة إبجاابهتا ،أو /واآلراء احملتملة ،أو بفراغ لإلجابة،
مهما ،أو ما ينطبق عليه منها ،أو ما يعتقد أنه هو اإلجابة الصحيحة" .املدخل ويطلب من اجمليب اإلشارة إىل ما يراه ً
إىل البحث يف العلوم السلوكية ،صاحل العساف ،ص.31٠
( )٢أساليب البحث العلمي ،ماجد اخلياط ،ص.166
( ) 3انظر :أدوات مجع البياانت يف البحوث النفسية والرتبوية ،سناء بنت حممد سليمان ،عامل الكتب ،القاهرة ،الطبعة
األوىل٢٠1٠ ،م ،ص111؛ البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه ،ذوقان عبيدات وآخرون ،دار الفكر ،د.ب،
د.ط ،د.ت ،ص.1٢٤
٨٤
إجراءات الدراسة امليدانية
احملور الرابع :سبل التغلب على معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى
الداعيات 11( ،عبارة).
-3مت تصميم االستبانة بصورهتا األولية ،وعرضها على فضيلة املشرفة على الدراسة،
واختبارها لتصحيح املدلول اللفظي بعرضها على األساتذة الفضالء للتحكيم -
إبرسال رسالة طلب التحكيم ،وبعد موافقتهم مت إرسال االستبانة مبلف وورد،
و ،pdfواستبانة الكرتونية (مناذج قوقل) ،-مث إجراء التعديل وفق مقرتحاهتم ،ومن
مث عرضها مرة أخرى على عدد من األساتذة احملكمني.
إعداد االستبانة بصورهتا النهائية ،واختبار صدقها وثباهتا بعرضها على أفراد من -٤
عينة الدراسة( ،)1والذي تبني ارتفاع درجة الصدق والثبات(.)٢
رفع طلب تسهيل مهمة ابحث عرب موقع انسياب جبامعة اإلمام حممد بن سعود -٥
اإلسالمية ،للحصول على خطاب تسهيل مهمة ابحثة.
إنشاء أداة االستبانة عرب مناذج ( googleاالستباانت اإللكرتونية)(.)3 -6
التواصل مع الشؤون التعليمية جلمعية مكنون ،مع إرسال خطاب تسهيل مهمة -٧
ابحثة( ،)٤وقاموا بدورهم – مشكورين -بنشر رابط أداة الدراسة للعينة(.)٥
حفظ استجاابت العينة يف ملف ،Excelوحتويل مجيع استجاابت العينة إىل -٨
رموز ،وحتليلها بواسطة برانمج )6(spssألنه ال يتعامل إال مع األرقام ،واختيار
األساليب اإلحصائية املالئمة لتحليل نتائج هذه الدراسة.
( )1انظر :املدخل إىل البحث يف العلوم السلوكية ،صاحل العساف ،ص.33٢-331
( )٢انظر :املطلب السادس من هذا املبحث :صدق أداة الدراسة وثباهتا ،ص.٨٧
( )3انظر :منوذج االستبانة اإللكرتونية ،ملحق رقم (.)3
( )٤انظر :خطاب تسهيل مهمة موجهة جلمعية مكنون ،ملحق رقم (.)٤
( )٥انظر :خطاب إفادة بنشر أداة الدراسة وإحصائية بعدد معلمات القرآن الكرمي ،ملحق رقم (.)٤
(" )6يعترب برانمج ) )spss Statistical Package for Social Scienceاحلزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية ،من الربامج
املهمة يف حتليل بياانت البحوث العلمية يف خمتلف جماالت العلوم الرتبوية واالجتماعية واالقتصادية" .أساليب البحث
العلمي ،ماجد اخلياط ،ص.٢٠9
٨٥
إجراءات الدراسة امليدانية
املطلب الثالث:
حدود الدراسة
احلدود الزمانية :استغرق مجع بياانت الدراسة ما يقارب الشهرين ،ابتداءً من اتريخ ٢ذو
القعدة 1٤٤1ه ،إىل 1٥ذو احلجة 1٤٤1ه.
احلدود املكانية :مدينة الرايض.
احلدود البشرية :مت تطبيق أداة الدراسة على معلمات القرآن الكرمي مبدارس حتفيظ القرآن
معلما وداعيًا
الكرمي التابع جلمعية مكنون ،وذلك ألن املعلم مبقام الداعية ،فقد كان النيب ً -‘-
إىل هللا ،وقد قال ابن حجر -¬-يف هذه اآلية{ :ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ
٨6
إجراءات الدراسة امليدانية
املطلب الرابع:
األساليب اإلحصائية املستخدمة
استخدمت عدة أساليب إحصائية لتفسري نتائج أداة الدراسة ،وهي:
)(Pearson مقاييس الصدق والثبات :مت استخدام مقياس االرتباط بريسون -1
لقياس مدى االتساق الداخلي بني عبارات االستبانة مع حماور الدراسة( ،)1ومقياس
ألفا كرونباخ لقياس مدى ثبات أداة الدراسة.
استخداما هو( :املتوسط احلسايب)
ً مقاييس النزعة املركزية :ومن أكثر املقاييس -٢
) ،(The Arithematic Meanويعرف أبنه :جمموع قيمة مفردات اجملموعة
مقسوما على عددها ،ومت استخدامه يف معرفة درجة أمهية العبارات يف كل حمور ً
من حماور األداة( ،)٢ومت استخدام املقياس يف حتديد ترتيب أمهية العبارة ابلنسبة
للمحور.
مقاييس التشتت :يعتين بوصف املعلومات يف مدى انتشارها وتشتتها( ،)3وأفضلها -3
هو مقياس (االحنراف املعياري) ) (Standard Deviationفهو "يصف احنراف
القيم عن متوسطها ،أي لوصف بعد وقرب القيم عن املتوسط ،فكلما كانت قيمة
االحنراف املعياري كبرية دل ذلك على تشتت وتباعد القيم عن املركز ،والقيمة
القليلة لالحنراف املعياري تدل على جتانس أكثر بني القيم"(.)٤
التوزيع التكراري :واليت يكون فيها مجع املعلومات حسب تكرارها ،ووضعها -٤
جبدول مع النسبة املئوية هلا( ،)٥وذلك حبساب البياانت األولية من حيث تكرار
االستجابة ونسبتها املئوية هلا.
( )1انظر :اإلحصاء الرتبوي ،عبد هللا املنيزل ،عايش غرايبة ،ص.1٢٨
( )٢انظر :البحث العلمي أسسه مناهجه وأساليبه إجراءاته ،رحبي بن مصطفى عليان ،بيت األفكار الدولية ،األردن ،د.ط،
٢٠٠1م ،ص.19٧
( )3انظر :املدخل إىل البحث يف العلوم السلوكية ،صاحل العساف ،ص1٢3
( )٤اإلحصاء الرتبوي ،عبد هللا املنيزل ،عايش غرايبة ،ص٧٠
( )٥انظر :املدخل إىل البحث يف العلوم السلوكية ،صاحل العساف ،ص.11٧
٨٧
إجراءات الدراسة امليدانية
َ -٥تليل التباين األحادي"(One Way ANOVA) :يستخدم حتليل التباين أحادي
االجتاه يف الكشف عن الفروق بني درجات جمموعتني أو أكثر من األفراد يف
خصائص الشخصية"( ،)1وذلك يف معرفة الفروق بني آراء أفراد العينة يف حماور
الدراسة للمتغريات يف البياانت األولية.
ولتسهيل تفسري النتائج ،مت إعطاء وزن لدرجة األمهية على العبارات على النحو التايل:
(موافق بشدة = ،٥موافق = ،٤حمايد = ،3غري موافق = ،٢غري موافق بشدة = ،)1وحلساب
طول فئات مقياس ليكرت؛ ابملعادلة التالية:
طول الفئة = املدى ÷ عدد درجة األمهية.
املدى = أكرب قيمة – أقل قيمة.
طول الفئة = (.٠,٨ = ٥ ÷ )1-٥
ويتم احلصول على التصنيف التايل ملقياس ليكرت:
جدول ( )1مقياس ليكرت
من ٤,٢٠ من 3,٤٠ من ٢,6٠ من 1,٨٠ من 1إىل املتوسط
إىل ٥ إىل ٤,19 إىل 3,39 إىل ٢,٥9 1,٧9 احلسايب
غري موافق
موافق بشدة موافق حمايد غري موافق ميل العبارة
بشدة
( )1اإلحصاء البارامرتي والالابرامرتي يف اختيار فروض البحوث النفسية والرتبوية واالجتماعية ،عبد املنعم بن أمحد الدردير،
عامل الكتب ،القاهرة ،الطبعة األوىل1٤٢6 ،ه ،ص.٨1
٨٨
إجراءات الدراسة امليدانية
املطلب اخلامس:
صدق أداة الدراسة وثباِتا
أوال :صدق أداة الدراسة:
ا
-1صدق احملكمني:
للتحقق من الصدق الظاهري وصدق احملتوى ألداة الدراسة ،مت عرض األداة على جمموعة
من احملكمني ،واليت يف ضوء آراءهم مت التعديل على بعض الفقرات ،وحذف وإضافة فقرات
أخرى.
جدول ( )2قائمة أبْساء احملكمني ألداة الدراسة
الدرجة
اجلامعة الكلية التخصص العلمي االسم م
العلمية
اإلمام حممد بن اللغة العربية- أ.د .إبراهيم بن عبد هللا
اللغة العربية أستاذ 1
سعود اإلسالمية البالغة والنقد السماعيل
أ.د .عبد هللا بن عثمان
أم القرى الدعوة وأصول الدين علوم القرآن أستاذ ٢
املنصوري
االمام حممد بن املعهد العايل للدعوة أ.د .عبد هللا بن حممد
دعوة أستاذ 3
سعود اإلسالمية واالحتساب السبيعي
أ.د .فهد بن عبد الرمحن
امللك سعود الرتبية القرآن وعلومه أستاذ ٤
الرومي
أ.د .حممد بن عبد هللا
أم القرى الدعوة وأصول الدين التفسري وعلومه أستاذ ٥
الربيعة
مناهج وطرق أ.د .انصر بن عبد الرمحن
امللك سعود الرتبية أستاذ 6
تدريس العلوم الفاحل
االمام حممد بن املعهد العايل للدعوة أستاذ د .خدجية بنت عبد هللا
دعوة ٧
سعود اإلسالمية واالحتساب مشارك البشر
األمرية نورة بنت
الدراسات أستاذ
عبد الرمحن اآلداب د .رقية بنت حممد العتيق ٨
اإلسالمية مشارك
٨9
إجراءات الدراسة امليدانية
الدرجة
اجلامعة الكلية التخصص العلمي االسم م
العلمية
مناهج وطرق
أستاذ د .عبد الرمحن بن حممد
الباحة الرتبية تدريس الرتبية 9
مشارك الشريف
االسالمية
كلية الدعوة وأصول أستاذ د .عبد الواسع بن حممد
أم القرى حديث وعلومه 1٠
الدين مشارك الغشيمي
االمام حممد بن املعهد العايل للدعوة أستاذ د .عبري بنت خالد
دعوة 11
سعود اإلسالمية واالحتساب مشارك الشلهوب
االمام حممد بن املعهد العايل للدعوة أستاذ د .أالء بنت عبد الرمحن
دعوة 1٢
سعود اإلسالمية واالحتساب مساعد السويلم
مناهج وطرق
أستاذ
الباحة الرتبية تدريس تربية 13د .أماين بنت سعد احلارثي
مساعد
إسالمية
االمام حممد بن املعهد العايل للدعوة أستاذ د .عبد احملسن بن عثمان
دعوة 1٥
سعود اإلسالمية واالحتساب مساعد الباز
االمام حممد بن املعهد العايل للدعوة أستاذ
دعوة د .مىن بنت حممد اجلليدان 16
سعود اإلسالمية واالحتساب مساعد
مناهج وطرق
أستاذ د .مهدية بنت صاحل
الباحة املناهج تدريس تربية 1٧
مساعد الثقفي
إسالمية
اإلسالمية التفسري وعلوم د .حممد بن عبد اجلواد
القرآن الكرمي دكتوراه 1٨
ابملدينة املنورة القرآن الصاوي
االمام حممد بن املعهد العايل للدعوة
حسبة ورقابة حماضر أ .أمل بنت فهد اجلليل 19
سعود اإلسالمية واالحتساب
9٠
إجراءات الدراسة امليدانية
91
إجراءات الدراسة امليدانية
9٢
إجراءات الدراسة امليدانية
93
إجراءات الدراسة امليدانية
يتضح من اجلدول السابق أن معامل الثبات العام حملاور الدراسة مرتفع ،حيث بلغ
( )٠,9٥٢إلمجايل فقرات االستبانة ،فيما يرتاوح ثبات احملاور ما بني ( )٠,٨٧٧كحد أدىن وبني
( ) ٠,9٠٤كحد أعلى ،وهذا يدل على أن االستبيان يتمتع بدرجة عالية من الثبات ميكن
االعتماد عليه يف التطبيق للدراسة.
9٤
املبحث الثاين:
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
ويشتمل على مطلبني:
املطلب األول :عرض نتائج الدراسة امليدانية.
املطلب الثاين :تفسري نتائج الدراسة امليدانية.
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
متهيد:
يف هذا املبحث ،مت عرض النتائج بعد حتليل أداة الدراسة ،وبيان إجاابت أفراد العينة على
حماور الدراسة ،فيما يتعلق بواقع التدبر على مهنتهن الدعوية ،واألثر املتوقع يف حال تطبيق التدبر
وأتثريه على مهنة الدعوة ،ابإلضافة لذكر املعوقات وسبل مواجهتها.
مث ذكر تفسري النتائج ،فتم تقسيم املبحث إىل مطلبني ،ويف كل مطلب مت عرض البياانت
األولية ،ابإلضافة إىل حماور الدراسة ،ومها:
املطلب األول :عرض نتائج الدراسة امليدانية.
املطلب الثاين :تفسري نتائج الدراسة امليدانية.
96
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
املطلب األول:
عرض نتائج الدراسة امليدانية
أوال :البياانت األولية:
ا
سيتم عرض البياانت األولية لعينة الدراسة ،وذلك ملعرفة مسات أفراد العينة ،مع ذكر العدد
والنسبة املئوية هلذه املتغريات ،كما يلي:
-توزيع العينة وفق متغري اخلبة التدريسية:
جدول ( )8توزيع أفراد عينة الدراسة وفق اخلبة التدريسية
بينت نتائج الدراسة يف توزيع أفراد العينة وفق متغري اخلربة التدريسية أن الغالبية العظمى من
أفراد العينة كانت خربهتم التدريسية (أقل من 6سنوات) ،حيث بلغ عددهم 3٥9بنسبة
،%61,9ويليها (من 6إىل 1٠سنوات) فقد بلغ عددهم 13٢بنسبة ،%٢٢,٨بينما شكل
بنسبة %٨,6وعددهم ٥٠هم من ( 11إىل 1٥سنة) ،وأقلهم %6,٧وعددهم 39خربهتم هي
( 16سنة فأكثر).
9٧
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
400
300
التكرار
200
100
0
أقل من 6سنوات من 6إلى 10سنوات من 11إلى 15سنة 16سنة فأكثر
9٨
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
المؤهل الدراسي
300
250
200
التكرار
150
100
50
0
ما دون الثانوي ثانوي دبلوم شرعي بكالوريوس ماجستير دكتوراه
99
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
بينت الدراسة أن الغالبية من أفراد عينة الدراسة كان مقدار حفظهم للقرآن (من ٢٠إىل
3٠جزء) بعدد 31٢ونسبة ،%٥3,٨ويليها عدد أفراد الدراسة 1٤9بنسبة %٢٥,٧حبفظ
قرآن (أقل من 1٠أجزاء) ،وشكلت (من 1٠إىل أقل من ٢٠جزء) يف حفظ القرآن بنسبة
%٢٠,٥وعددهم .119
والشكل البياين اآليت يوضح ذلك:
400
300
التكرار
200
100
0
أقل من 10أجزاء من 10إلى أقل من 20جزء من 20إلى 30جزء
رسم توضيحي 3توزيع أفراد عينة الدراسة وفق مقدار حفظ القرآن الكرمي
1٠٠
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
أظهرت النتائج أن الغالبية العظمى من أفراد الدراسة كانت مرحلة التدريس :مرحلة
(أمهات) بعدد 1٤٨ونسبة ،%٢٥,٥ويليهم مرحلة (جامعي) وعددهم 139بنسبة ،%٢٤
بينما كان 1٢٠من أفراد العينة مبرحلة التدريس ل (متهيدي) بنسبة ،%٢٠,٧وتبعهم مرحلة
(االبتدائي) بعدد 1٠٢ونسبة ،%1٧,6وقد حل ابملرتبة األخرية من أفراد العينة يف مرحلة
التدريس ل (الناشئة [متوسط واثنوي]) بعدد ٧1ونسبة .%1٢,٢
الشكل البياين اآليت يوضح ذلك:
مرحلة التدريس
150
100
التكرار
50
0
تمهيدي ابتدائي ناشئة [متوسط جامعي أمهات
وثانوي]
1٠1
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
احملور الثاين :األثر املتوقع لتدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ٠,٢٧ 1,31
٠,٢6 1,3٥ احملور الثالث :معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
جدول ( )13نتائج اختبار َتليل التباين األحادي ) (One Way ANOVAللفروق يف
استجاابت أفراد العينة حول حماور الدراسة ،واليت ترجع الختالف متغري املؤهل الدراسي
الداللة قيمة
احملور
اإلحصائية ف
احملور األول :واقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ٠,٥٧ ٠,٧3
ليست دالة إحصائيًا
احملور الثاين :األثر املتوقع لتدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ٠,1٥ 1,٧٠
٠,٨٠ ٠,٤1 احملور الثالث :معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
1٠٢
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
جدول ( )14نتائج اختبار َتليل التباين األحادي ) (One Way ANOVAللفروق يف
استجاابت أفراد العينة حول حماور الدراسة ،واليت ترجع الختالف متغري حفظ القرآن الكرمي
الداللة قيمة
احملور
اإلحصائية ف
احملور األول :واقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ٠,13 ٢,٠٨
ليست دالة إحصائيًا
احملور الثاين :األثر املتوقع لتدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ٠,1٨ 1,٧3
٠,16 1,٨٥ احملور الثالث :معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
جدول ( )15نتائج اختبار َتليل التباين األحادي ) (One Way ANOVAللفروق يف
استجاابت أفراد العينة حول حماور الدراسة ،واليت ترجع الختالف متغري مرحلة التدريس
الداللة قيمة
احملور
اإلحصائية ف
احملور األول :واقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ٠,٢3 1,٤٠
ليست دالة إحصائيًا
احملور الثاين :األثر املتوقع لتدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ٠,3٠ 1.٢3
٠,13 1,٨1 احملور الثالث :معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
يتضح من خالل اجلداول السابقة لتحليل التباين األحادي ) ،(One Way ANOVAأن
الداللة اإلحصائية أكرب من ،٠,٠٥وهذا يعين عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بني البياانت
األولية من (اخلربة التدريسية ،املؤهل الدراسي ،حفظ القرآن الكرمي ،مرحلة التدريس) مع حماور
الدراسة ،فليس للبياانت األولية أثر يف تغري استجاابت أفراد العينة يف اإلجابة على حماور الدراسة.
1٠3
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
1٠٤
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
درجة األمهية
ميل املتوسط االحنراف غري
درجة املوافقة
الَتتيب غري موافق العبارة م
موافق احلسايب املعياري العبارة موافق حمايد
موافق بشدة
بشدة
٠ 1 9 ٢٢٢ 3٤٨ ك أمتثل ما جاء يف
موافق القرآن الكرمي يف
6 ٠,٥3 ٤,٥٨ ٥
بشدة ٠ ٠,٢ 1,6 3٨,3 6٠ % املواقف احلياتية
العملية.
٠ ٠ 13 1٨6 3٨1
تدبر القرآن يعينين ك
موافق على اختيار
٥ ٠,٥3 ٤,63 6
بشدة ٠ ٠ ٢,٢ 3٢,1 6٥,٧ % املوضوعات
الدعوية املناسبة.
موافق بشدة 0.32 4,73 املتوسط احلسايب العام واالحنراف املعياري
• املتوسط احلسايب من .5
يالحظ من اجلدول السابق واملتعلق بواقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية
فيما يتعلق ابلداعية ما يلي:
-جاء يف املرتبة األوىل (تدبر القرآن يزيد إمياين ويعزز ثقيت) مبتوسط حسايب ٤,٨٨
واحنراف معياري ،٠,3٢حيث جند %٨٨,1من الداعيات أجابوا مبوافق بشدة،
و %11,9أجابوا مبوافق.
أمرا وَنياا) مبتوسط
-جاء يف املرتبة الثانية (تدبر القرآن يعينين على لزوم طاعة هللا ا
حسايب ٤,٨٥واحنراف معياري ،٠,٤٠حيث جند %٨٥,٥من الداعيات أجابوا مبوافق
بشدة ،و %1٤,3أجابوا مبوافق.
-جاء يف املرتبة الثالثة (تدبر القرآن يعينين على استثمار الوقت أبفضل األعمال)
مبتوسط حسايب ٤,٧3واحنراف معياري ،٠,٤6حيث جند %٧3,٨من الداعيات
أجابوا مبوافق بشدة ،و %٢٥,٥أجابوا مبوافق.
-جاء يف املرتبة الرابعة (تدبر القرآن من أولواييت يف تعلم كتاب هللا) مبتوسط حسايب
٤,٧٠واحنراف معياري ،٠,٥1حيث جند %٧٢,٤من الداعيات أجابوا مبوافق بشدة،
و %٢٥أجابوا مبوافق.
1٠٥
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
-جاء يف املرتبة اخلامسة (تدبر القرآن يعينين على اختيار املوضوعات الدعوية
املناسبة) مبتوسط حسايب ٤,63واحنراف معياري ،٠,٥3حيث جند %6٥,٧من
الداعيات أجابوا مبوافق بشدة ،و %3٢,1أجابوا مبوافق.
-جاء يف املرتبة السادسة (أمتثل ما جاء يف القرآن الكرمي يف املواقف احلياتية العملية)
مبتوسط حسايب ٤,٥٨واحنراف معياري ،٠,٥3حيث جند %6٠من الداعيات أجابوا
مبوافق بشدة ،و %3٨,3أجابوا مبوافق.
والشكل البياين اآليت يوضح ذلك:
واقع تطبيق تدبر القرآن في تعزيز المسؤولية المهنية فيما يتعلق
بالداعية.
تدبر القرآن يعينني على اختيار الموضوعات الدعوية المناسبة. 4.63
أتمثل ما جاء في القرآن الكريم في المواقف الحياتية العملية. 4.58
تدبر القرآن يعينني على استثمار الوقت بأفضل األعمال. 4.73
تدبر القرآن يعينني على لزوم طاعة هللا أمراً ونهيا ً. 4.85
تدبر القرآن يزيد إيماني ويعزز ثقتي. 4.88
تدبر القرآن من أولوياتي في تعلم كتاب هللا. 4.7
4.4 4.45 4.5 4.55 4.6 4.65 4.7 4.75 4.8 4.85 4.9 4.95
المتوسط
رسم توضيحي 5املتوسط احلسايب لواقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية فيما يتعلق ابلداعية.
1٠6
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
ب .واقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية فيما يتعلق ابملدعوات.
جدول ( )17التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لواقع
تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية فيما يتعلق ابملدعوات.
درجة األمهية
ميل املتوسط االحنراف غري
درجة املوافقة
الَتتيب غري موافق العبارة م
موافق احلسايب املعياري العبارة موافق حمايد
موافق بشدة
بشدة
٠ 1 ٢9 ٢٠٨ 3٤٢ كتدبر القرآن يعينين
موافق على حسن تنويع
٤ ٠,6٠ ٤،٥٤ 1
بشدة ٠ ٠,٢ ٥ 3٥,9 ٥9 الوسائل واألساليب %
الدعوية.
٠ ٥ 3٥ ٢٢6 31٤ تدبر القرآن يعينين
ك
موافق على معرفة أصناف
6 ٠,6٥ ٤،٤6 ٢
بشدة ٠ ٠,9 6 39 املدعوات والتعامل ٥٤,1 %
معهن.
٠ 1 1٥ 1٧٤ 39٠ ك أستعني بتدبر
موافق القرآن يف التأثري
٢م ٠,٤٥ ٤،6٤ 3
بشدة ٠ ٠,٢ ٢,6 3٠ 6٧,٢ % على املدعوات
ودعوهتن إىل هللا.
٠ 1 16 1٥٨ ٤٠٥ أهتم ببيان الوقفات
ك
موافق
1 ٠,٥٤ ٤،6٧ ٤اإلميانية والوعظية
بشدة ٠ ٠,٢ ٢,٨ ٢٧,٢ 69,٨ %
للمدعوات.
موافق ٢ ٠ ٢1 ٢٠1 3٥6 أحث زمياليت على
ك
3 ٠,6٠ ٤,٥٧ ٥
بشدة ٠,3 ٠ 3,6 3٤,٧ 61,٤ % تدبر القرآن.
موافق ٠ ٢ 33 ٢٢٤ 3٢1 ك أشارك زمياليت
٥ ٠,6٢ ٤،٤9 6
بشدة ٠ ٠,3 ٥,٧ 3٨,6 ٥٥,3 % الوقفات التدبرية.
٠ ٠ 1٨ 1٧٠ 3٢9 ك أغرس حب تدبر
موافق
٢م ٠,٥٤ ٤,6٤ ٧القرآن يف نفوس
بشدة ٠ ٠ 3,1 ٢9,3 6٧،6 %
املدعوات.
موافق بشدة 0,44 4,57 املتوسط العام واالحنراف املعياري
1٠٧
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
1٠٨
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
المتوسط
رسم توضيحي 6املتوسطات احلسابية لواقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية فيما يتعلق ابملدعوات.
1٠9
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
واحتوى احملور على سؤال مفتوح يَتك ألفراد العينة حرية اإلضافة فيما يرونه من واقع
تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ،وقد تنوعت اإلجاابت ،وسيتم
عرض ما َيص احملور ،مع مجع اإلجاابت املتشاِبة ،وعدم تكرار ذكر النقاط ،وقد مت تقسيم
اإلضافة يف هذا السؤال إىل قسمني ،فيما يتعلق ابلداعية ،وفيما يتعلق ابملدعوات ،كما يلي:
أوال :واقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية فيما يتعلق ابلداعية:
ا
• تدبر القرآن يعينين يف فهم وحفظ القرآن وتثبيته بيسر وسهولة ،ومعرفة ترابط اآلايت
ومعرفة املتشاهبة.
• تدبر القرآن يصنع أ ًثرا ابقيًا كلما مرت علي تلك اآلايت وتدبرهتا.
• الوقوف عند كل حرف واحلرص على التطبيق.
• احتسب األجر يف تدبر القرآن وأجعل له من يومي نصيب.
• تالوة القران تالوة صحيحة وترتيلها تعني على التدبر والتفكر.
• تدبر القران يعينين على اخلشوع واخلضوع هلل سبحانه.
• تدبر القرآن يزيد من عمق اإلميان ابهلل ويوسع مدارك املسلم.
• تدبر كتاب هللا يعنين على االستعانة ابهلل وتقويين للمضي ألسعد يف الدارين.
• إخالص النية هلل -´-يف مجيع األمور ،كي نستشعر ما نقوم به ،واحتساب األجر من
هللا يف احلفظ.
• استخدم تدبري آلايت هللا يف ثبايت يف ظهور الفنت.
• نستعني ابهلل ً
أوال ،مث بتدبر آايته على مواجهة احلياة ،وأن يكون القرآن منهج حياة.
وعمال. • تطبيق ما تعلمناه يف سلوكنا وأخالقنا ً
قوال ً
اثنياا :واقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية فيما يتعلق ابملدعوات:
• يعينين أن تكون الدعوة للكل ،ال تقتصر للملتزمني ،بل غريهم أحق ابلدعوة والنصح
حياان كثرية.
بشدة ،حلاجتهم وجلهلهم أ ً
• التدبر يعينين يف مجيع جانب حيايت.
• تدبر القرآن يعني على معرفة أساليب الرتبية.
• يعني يف العمل والدعوة إىل تعاىل ابألمر ابملعروف والنهي عن املنكر.
11٠
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
111
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
احملور الثاين :األثر املتوقع لتدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات.
يف هذا احملور من حماور الدراسة ،سيتم التعرف على األثر املتوقع الذي يؤدي يف معرفة
التدبر وممارسته يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ،ومت تقسيم هذا احملور كما يلي:
أ .اآلاثر املعنوية.
ب .اآلاثر احلسية.
سيتم استعراض النتائج هذا احملور كاآليت:
أ .اآلاثر املعنوية
جدول ( )18التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لآلاثر
املعنوية.
درجة األمهية
ميل املتوسط االحنراف غري
درجة املوافقة
الَتتيب غري موافق العبارة م
موافق احلسايب املعياري العبارة موافق حمايد
موافق بشدة
بشدة
٠ 1 1 11٢ ٤66 ك حتقيق اإلخالص
موافق
٢ ٠,٤٢ ٤,٨ يف العمل 1
بشدة ٠ ٠,٢ ٠,٢ 19,3 ٨٠,3 %
الدعوي.
٠ ٠ 1 9٧ ٤٨٢ ك زايدة االميان ابهلل
موافق
1 ٠,3٨ ٤,٨3 وخشيته وحماسبة ٢
بشدة ٠ ٠ ٠,٢ 16,٧ ٨3,1 %
النفس.
موافق ٠ ٠ 3 1٢٠ ٤٥6 ك تعزيز الرقابة
3م ٠,٤3 ٤,٧٨ 3
بشدة ٠ ٠ ٠,٥ ٢٠,9 ٧٨,6 % الذاتية.
موافق ٠ ٠ 3 13٢ ٤٤٥ ك طهارة القلب
٤ ٠,٤٤ ٤,٧6 ٤
بشدة ٠ ٠ ٠,٥ ٢٢,٨ ٧6,٧ % وتزكية النفس.
٠ ٠ 1 1٢3 ٤٥6 ك استشعار األمانة
موافق
3م ٠,٤٢ ٤,٧٨ يف العمل ٥
بشدة ٠ ٠ ٠,٢ ٢1،٢ ٧٨,6 %
الدعوي.
موافق ٠ 1 ٥ 16٥ ٤٠9 ك االلتزام ابلوسطية
٥ ٠,٤9 ٤,69 6
بشدة ٠ ٠,٢ ٠,9 ٢٨،٤ ٧٠,٥ % يف الدعوة.
11٢
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
اآلثار المعنوية
االلتزام بالوسطية في الدعوة. 4.69
استشعار األمانة في العمل الدعوي. 4.78
طهارة القلب وتزكية النفس. 4.76
تعزيز الرقابة الذاتية. 4.78
زيادة االيمان باهلل وخشيته ومحاسبة النفس. 4.83
تحقيق اإلخالص في العمل الدعوي. 4.8
المتوسط
رسم توضيحي 7املتوسطات احلسابية لآلاثر املعنوية
113
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
درجة املوافقة
الَتتيب غري موافق العبارة م
موافق احلسايب املعياري العبارة موافق حمايد
موافق بشدة
بشدة
٠ ٠ 1 1٠٤ ك ٤٧٥ حسن اخللق يف
موافق
1 ٠,39 ٤,٨٢ التعامل مع 1
بشدة ٠ ٠ ٠,٢ 1٧,9 ٨1,9 %
اآلخرين.
موافق 1 1 ٧ 131 ك ٤٤٠
اإلنصاف والعدالة
٢ ٠,٥ ٤,٧٤ ٢
بشدة ٠,٢ ٠,٢ بني املدعوات1,٢ ٢٢,6 ٧٥,9 % .
٠ ٠ ٤ 16٨ ك ٤٠٨ التنوع يف اخلطاب
موافق
٤ ٠,٤٨ ٤,٧ 3الدعوي مبا يناسب
بشدة ٠ ٠ ٠,٧ ٢9 ٧٠,3 %
حال املدعوات.
موافق ٠ ٠ ٥ 1٥٧
احلرص على إتقان ك ٤1٨
3 ٠,٤٧ ٤,٧1 ٤
بشدة ٠ ٠ العمل الدعوي٠,9 ٢٧,1 ٧٢,1 % .
٠ ٠ 1٢ 1٨٤ ك 3٨٤
القدرة على ترتيب
موافق
٥ ٠,٥٢ ٤,6٤ ٥األولوايت والتدرج
بشدة ٠ ٠ ٢,1 31,٧ 66,٢ %
فيها ببصرية.
1 ٠ ٢٢ 19٧ ك 36٠ حل املشكالت
موافق
٧ ٠,٥٨ ٤,٥٨ اليت قد تقع يف 6
بشدة ٠,٢ ٠ 3,٨ 3٤ 6٢,1 %
العمل الدعوي.
٢ 1 ٢1 1٨1 ك 3٧٥ يعني على
موافق
6 ٠,6 ٤,6 ٧التخطيط للعمل
بشدة ٠,3 ٠,٢ 3,6 31,٢ 6٤,٧ %
الدعوي الناجح.
موافق بشدة 0,42 4,68 املتوسط العام واالحنراف املعياري
• املتوسط احلسايب من .5
يالحظ من اجلدول السابق واملتعلق ابآلاثر احلسية ما يلي:
-جاء يف املرتبة األوىل (حسن اخللق يف التعامل مع اآلخرين) مبتوسط حسايب ٤,٨٢
واحنراف معياري ،٠,39حيث جند %٨1,9من الداعيات أجابوا مبوافق بشدة،
11٤
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
المتوسط
احتوى احملور على سؤال مفتوح يَتك ألفراد العينة حرية اإلضافة فيما يرونه من األثر املتوقع
لتدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ،وقد تنوعت اإلجاابت ،وسيتم عرض
ما َيص احملور ،مع عدم تكرار ذكر النقاط ،كما يلي:
• يعني على اختاذ القرارات وعدم االلتفات لألمور الثانوية أخرى.
• ينمي استشعار مسؤولية الداعية بثقل األمانة وإيصاهلا بشكل مناسب وحكيم.
• التحلي أبخالق القرآن الكرمي.
• يريح النفس ويطمئن القلب.
• ينظم احلياة للشخص.
• جيعل املسلم أكثر معرفةً بربه .-™-
• ينعكس أثره يف اجملتمع واالنضباط وااللتزام.
• اإلجابة على التساؤالت واالقرتاحات.
• فتح هللا وتقبل اآلخرين لك.
• حسن التأثري يف املدعوات.
• تكون دعويت على بصرية.
• تدبر القرآن يعني على االسرتسال يف النصح والتذكري ابحلجة.
• التدبر حيث على التالوة الصحيحة كما أُنزلت على رسول هللا .-‘-
• يف تدبر القرآن يف وضعنا احلايل مع وابء كوروان ظهرت كثري من اآلايت اليت أوضحت
حياة االنسان يف النعم وآايت هللا يف الكون.
• ما زاحم القرآن شيئًا إال ابركه.
• القرآن ييسر العسري ويسهل الصعب.
• قوة اإلميان واخلوف من هللا يف أي عمل أقوم به ،وأن أعمل عملي ً
خالصا لوجهه الكرمي
واحتساب األجر.
• مراعاة الفروق الفردية للمدعوات وحسن التعامل معهن.
116
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
احملور الثالث :معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات.
يف هذا احملور من حماور الدراسة ،سيتم التعرف على املعوقات اليت حتول تدبر القرآن الكرمي
الذي يعزز مسؤولية الداعيات املهنية ،ومت تقسيم هذا احملور كما يلي:
أ .معوقات داخلية.
ب .معوقات خارجية.
سيتم استعراض النتائج هذا احملور كاآليت:
أ .معوقات داخلية.
جدول ( )20التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية للمعوقات
الداخلية
درجة األمهية
ميل املتوسط االحنراف غري
درجة املوافقة
الَتتيب غري موافق العبارة م
موافق احلسايب املعياري العبارة موافق حمايد
موافق بشدة
بشدة
9 36 ٨٨ ٢٤٤ ٢٠3 ك قلة إدراك أمهية
٤ موافق ٠,9٤ ٤,٠3 1التدبر لدى
1,6 6,٢ 1٥,٢ ٤٢,1 3٥ %
الداعية.
1٢ 3٨ ٥٧ ٢٤9 ٢٢٤ ك القصور يف فهم
٢م موافق ٠,96 ٤,٠9 ٢بعض ألفاظ
٢,1 6,6 9,٨ ٤٢,9 3٨,6 %
القرآن.
19 69 33 ٢٠٠ ٢٥9 ك االقتصار على
3 موافق 1,13 ٤,٠٥ تالوة القرآن 3
3,3 11,9 ٥,٧ 3٤,٥ ٤٤,٧ %
دون تدبره.
٢6 ٥6 33 191 ٢٧٤ ك االستعجال عند
٢م موافق 1,1٥ ٤,٠9 ٤التالوة وقراءة
٤,٥ 9,٧ ٥,٧ 3٢,9 ٤٧,٢ %
القرآن.
٢1 ٤٧ 6٢ 1٧٤ ٢٧6 ك أمراض القلوب
1 موافق 1,1 ٤,1٠ ٥كالرايء واحلسد
3,6 ٨,1 1٠,٧ 3٠ ٤٧,6 %
واحلقد والغل.
موافق 0,90 4,07 املتوسط احلسايب العام واالحنراف املعياري
11٧
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
المتوسط
11٨
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
درجة املوافقة
الَتتيب غري موافق العبارة م
موافق احلسايب املعياري العبارة موافق حمايد
موافق بشدة
بشدة
٨ ٥٠ ٤٧ ٢٠٥ ٢٧٠ قلة الدورات
ك
املتخصصة اليت
1 موافق ٠,99 ٤,1٧ 1
1.٤ ٨,6 ٨,1 تعني على معرفة 3٥,3 ٤6,6 %
تدبر القرآن.
٨ 63 ٨٨ ٢٠٥ ٢16
عدم وجود البيئة ك
املعينة على
٤ موافق 1,٠٤ 3,96 ٢التدبر كالتعاون
1,٤ 1٠,9 1٥,٢ 3٥,3 3٧,٢ %
مع زميالت
املهنة.
٨ ٧3 6٤ ٢1٨ ٢1٧ ك االلتزام مبنهج
3 موافق 1,٠6 3,9٧ حمدد يعيق عن 3
1,٤ 1٢,6 11 3٧,6 3٧,٤ %
تدبر القرآن.
13 ٧٧ 99 ٢٤٥ 1٤6 ك االنشغال أبمور
أخرى كالدعوة
٥ موافق 1,٠٥ 3,٧٥ ٤
٢,٢ 13,3 1٧,1 ٤٢,٢ ٢٥,٢ % إىل هللا وطلب
العلم.
1٥ ٤٢ ٥٤ ٢٥٤ ٢1٥ االنشغال ببعض
ك
٢ موافق ٠,99 ٤,٠6 ٥امللهيات عن
٢,6 ٧,٢ 9,3 ٤3,٨ 3٧,1 %
التدبر.
موافق 0,81 3,98 املتوسط احلسايب العام واالحنراف املعياري
• املتوسط احلسايب من .5
يالحظ من اجلدول السابق واملتعلق ابملعوقات اخلارجية ما يلي:
-جاء يف املرتبة األوىل (قلة الدورات املتخصصة اليت تعني على معرفة تدبر القرآن)
مبتوسط حسايب ٤,1٧واحنراف معياري ،٠,99حيث جند %٤6,6من الداعيات
119
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
المعوقات الخارجية
االنشغال ببعض الملهيات عن التدبر. 4.06
االنشغال بأمور أخرى كالدعوة إلى هللا وطلب العلم. 3.75
االلتزام بمنهج محدد يعيق عن تدبر القرآن. 3.97
عدم وجود البيئة المعينة على التدبر كالتعاون مع زميالت المهنة. 3.96
قلة الدورات المتخصصة التي تعين على معرفة تدبر القرآن. 4.17
المتوسط
1٢٠
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
واحتوى احملور على سؤال مفتوح يَتك ألفراد العينة حرية اإلضافة فيما يرونه من
معوقات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ،وقد تنوعت اإلجاابت،
وسيتم عرضها مع عدم تكرار ذكر النقاط ،كما يلي:
• االنشغال عن التدبر أبمور الدنيا ونسيان اآلخرة.
• الرتكيز على إقامة احلروف واألحكام التجويدية وتصحيح التالوة ،وإعطائها النصيب
األكرب من احللقة ،وإمهال التدبر.
• االهتمام ابحلفظ فقط وابلكم دون الكيف لألسف ،حىت مسؤويل اجلمعية جل اهتمامهم
بكم احلافظات واخلامتات ،وليس لديهم أي اهتمام ابلتدبر وتطبيق القرآن.
• عدم وضوح الفرق بني التدبر والتفسري عند الكثري من املعلمني واملعلمات.
• عدم تطبيق خطوات التدبر بشكل سهل وحمبب ييسر ملنسويب الدور استنباطات الوقفات
التدبرية املعاجلة للسلوك.
• عدم معرفة كيفية القراءة الصحيحة ،والتعامل مع التفاسري الصحيحة ،وكيفية استخراج
الوقفات والفوائد والتطبيقات العملية منها.
• ضعف الوازع الديين.
• الرايء وعدم اإلخالص.
• عدم استشعار أمهية التدبر.
• االلتزام مبنهج معني والتقيد به.
• تشتت األفكار.
• ضيق الوقت قد ال يسمح ابلتدبر املطلوب.
• الكسل والتهاون والتسويف ،وعدم البحث عن تفاسري لآلايت وتدبرها.
1٢1
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
احملور الرابع :سبل التغلب على معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى
الداعيات.
يف هذا احملور من حماور الدراسة ،سيتم الوقوف على سبل التغلب على املعوقات اليت تشكل
حتدي لتدبر القرآن الكرمي والذي بدوره يعزز مسؤولية الداعية املهنية ،ومت تقسيمه إىل:
أ .سبل التغلب على املعوقات الداخلية
ب .سبل التغلب على املعوقات اخلارجية.
سيتم استعراض النتائج هذا احملور كاآليت:
أ .سبل التغلب على املعوقات الداخلية.
جدول ( )22التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لسبل
التغلب على املعوقات الداخلية.
درجة األمهية
ميل املتوسط االحنراف غري
الَتتيب غري موافق درجة املوافقة العبارة م
موافق احلسايب املعياري العبارة موافق حمايد
موافق بشدة
بشدة
٠ ٠ ٧ 1٥٨ ٤1٥ ك إدراك أمهية التدبر
موافق
٤ ٠,٤٧ ٤,6 1يف استقامة العبد
بشدة ٠ ٠ 1,٢ ٢٧,٢ ٧1,6 %
وفالحه.
٠ ٤ 6 1٧٤ 396 ك ختصيص وقت
موافق
٢ ٠,٤9 ٤,69 لتدبر القرآن ٢
بشدة ٠ ٠,٧ 1 3٠ 6٨,3 %
وااللتزام به.
٠ ٢ 1٨ 193 36٧ ك التعمق يف فهم
موافق القرآن الكرمي
٥ ٠,٥٧ ٤,٥9 3
بشدة ٠ ٠,3 3,1 33,3 63,3 % بقراءة للتفاسري
املختلفة.
موافق ٠ ٠ ٨ 163 ٤٠9 ك تعلم كيفية تدبر
3 ٠,٥٤ ٤,66 ٤
بشدة ٠ ٠ 1,٤ ٢٨,1 6٠,٥ % القرآن وأساليبه.
موافق ٠ ٠ ٧ 1٤٠ ٤33 ك تطهري النفس من
1 ٠,٤٨ ٤,٧ ٥
بشدة ٠ ٠ 1,٢ ٢٤,1 ٧٤,٧ % األمراض القلبية.
1٢٢
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
يالحظ من اجلدول السابق واملتعلق بسبل التغلب على املعوقات الداخلية ما يلي:
-جاء يف املرتبة األوىل (تطهري النفس من األمراض القلبية) مبتوسط حسايب ٤,٧
واحنراف معياري ،٠,٤٨حيث جند %٧٤,٧من الداعيات أجابوا مبوافق بشدة،
و %٢٤,1أجابوا مبوافق.
-جاء يف املرتبة الثانية (ختصيص وقت لتدبر القرآن وااللتزام به) مبتوسط حسايب
٤,69واحنراف معياري ،٠,٤9حيث جند %6٨,3من الداعيات أجابوا مبوافق بشدة،
و %3٠أجابوا مبوافق.
-جاء يف املرتبة الثالثة (تعلم كيفية تدبر القرآن وأساليبه) مبتوسط حسايب ،٤,66
واحنراف معياري ،٠,٥٤حيث جند %6٠,٥من الداعيات أجابوا مبوافق بشدة،
و %٢٨,1أجابوا مبوافق.
-جاء يف املرتبة الرابعة (إدراك أمهية التدبر يف استقامة العبد وفالحه) مبتوسط حسايب
٤,6واحنراف معياري ،٠,٤٧حيث جند %٧1,6من الداعيات أجابوا مبوافق بشدة،
و %٢٧,٢أجابوا مبوافق.
-جاء يف املرتبة اخلامسة (التعمق يف فهم القرآن الكرمي بقراءة للتفاسري املختلفة)
مبتوسط حسايب ٤,٥9واحنراف معياري ،٠,٥٧حيث جند %63,3من الداعيات
أجابوا مبوافق بشدة ،و %33,3أجابوا مبوافق.
والشكل البياين اآليت يوضح ذلك:
سبل التغلب على المعوقات الداخلية.
تطهير النفس من األمراض القلبية. 4.7
تعلم كيفية تدبر القرآن وأساليبه. 4.66
التعمق في فهم القرآن الكريم بقراءة للتفاسير المختلفة. 4.59
تخصيص وقت لتدبر القرآن وااللتزام به. 4.69
إدراك أهمية التدبر في استقامة العبد وفالحه. 4.6
4.52 4.54 4.56 4.58 4.6 4.62 4.64 4.66 4.68 4.7 4.72
المتوسط
1٢3
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
درجة املوافقة
الَتتيب غري موافق العبارة م
موافق احلسايب املعياري العبارة موافق حمايد
موافق بشدة
بشدة
1 ٠ 13 163 ٤٠3 االلتحاق بدورات
ك
موافق متخصصة يف
1 ٠,٥٤ ٤,6٧ 1
بشدة ٠,٢ ٠ ٢,٢ ٢٨,1 69,٥ % تدبر القرآن
الكرمي.
1 ٢ 1٠ 1٧9 3٨٨ ك تدارس القرآن
موافق
٢ ٠,٥٥ ٤,6٤ وتدبره مع ٢
بشدة ٠,٢ ٠,3 1,٧ 3٠,9 66,9 %
األخرايت.
٠ ٢ 9 ٢13 3٥6 املوازنة بني التدبر
ك
وبني املهام
موافق
3م ٠,٥٤ ٤,٥9 3األخرى كالدعوة
بشدة ٠ ٠,3 1,6 36,٧ 61,٤ %
إىل هللا وطلب
العلم.
1 ٠ 13 11٠ 3٥6 ك إعداد الدراسات
القرآنية لتفعيل
موافق
3م ٠,٥6 ٤,٥9 تدبر القرآن يف ٤
بشدة ٠,٢ ٠ ٢,٢ 36,٢ 61,٤ %
تعزيز املسؤولية
املهنية.
٢ 6 ٥٢ ٢٢9 ٢91 ك عقد ورش إدارية
حلصر مظاهر
املسؤولية املهنية
موافق ومظاهر فقدها،
٤ ٠,٧٢ ٤,3٨ وسبل تعزيزها ،ومن
٥
بشدة ٠,3 1 9 39,٥ ٥٠,٢ %
مث ربط ذلك بتدبر
القرآن الكرمي.
1٢٤
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
درجة األمهية
ميل املتوسط االحنراف غري
درجة املوافقة
الَتتيب غري موافق العبارة م
موافق احلسايب املعياري العبارة موافق حمايد
موافق بشدة
بشدة
٢ 1٢ 39 ٢13 31٤ إنشاء أقسام
ك
إدارية يف اجلهات
املعنية لتقيم
موافق ومتابعة برامج
٥ ٠,٧٤ ٤,٤٢ 6
بشدة ٠,3 ٢,1 تفعيل تدبر القرآن 6,٧ 36,٧ ٥٤،1 %
الكرمي ودوره يف
تعزيز املسؤولية
املهنية.
موافق بشدة 0,48 4,55 املتوسط احلسايب العام واالحنراف املعياري
• املتوسط احلسايب من .5
يالحظ من اجلدول السابق واملتعلق بسبل التغلب على املعوقات اخلارجية ما يلي:
-جاء يف املرتبة األوىل (االلتحاق بدورات متخصصة يف تدبر القرآن الكرمي) مبتوسط
حسايب ٤,6٧واحنراف معياري ،٠,٥٤حيث جند %69,٥من الداعيات أجابوا مبوافق
بشدة ،و %٢٨,1أجابوا مبوافق.
-جاء يف املرتبة الثانية (تدارس القرآن وتدبره مع األخرايت) مبتوسط حسايب ٤,6٤
واحنراف معياري ،٠,٥٥حيث جند %66,9من الداعيات أجابوا مبوافق بشدة،
و %3٠,9أجابوا مبوافق.
-جاء يف املرتبة الثالثة (إعداد الدراسات القرآنية لتفعيل تدبر القرآن يف تعزيز
املسؤولية املهنية) مبتوسط حسايب ،٤,٥9واحنراف معياري ،٠,٥6حيث جند
%61,٤من الداعيات أجابوا مبوافق بشدة ،و %36,٢أجابوا مبوافق ،وأيضا بنفس
املرتبة (املوازنة بني التدبر وبني املهام األخرى كالدعوة إىل هللا وطلب العلم) بنفس
املتوسط احلسايب السابق ،واحنراف معياري ،٠,٥٤حيث جند %61,٤من الداعيات
أجابوا مبوافق بشدة ،و %36,٧أجابوا مبوافق.
-جاء يف املرتبة الرابعة (عقد ورش إدارية حلصر مظاهر املسؤولية املهنية ومظاهر
1٢٥
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
فقدها ،وسبل تعزيزها ،ومن ُث ربط ذلك بتدبر القرآن الكرمي) مبتوسط حسايب
٤,3٨واحنراف معياري ،٠,٧٢حيث جند %٥٠,٢من الداعيات أجابوا مبوافق بشدة،
و %39,٥أجابوا مبوافق.
-جاء يف املرتبة اخلامسة (إنشاء أقسام إدارية يف اجلهات املعنية لتقيم ومتابعة برامج
تفعيل تدبر القرآن الكرمي ودوره يف تعزيز املسؤولية املهنية) مبتوسط حسايب ٤,٤٢
واحنراف معياري ،٠,٧٤حيث جند %٥٤,1من الداعيات أجابوا مبوافق بشدة،
و %36,٧أجابوا مبوافق.
والشكل البياين اآليت يوضح ذلك:
4.2 4.25 4.3 4.35 4.4 4.45 4.5 4.55 4.6 4.65 4.7
المتوسط
1٢6
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
واحتوى احملور على سؤال مفتوح يَتك ألفراد العينة حرية اإلضافة فيما يرونه من سبل
التغلب على معوقات تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات ،وقد تنوعت
اإلجاابت ،سيتم عرضها مع عدم تكرار ذكر النقاط ،وقد كان على النحو اآليت:
• حتبيب التدبر للدارسات وتوضيح أمهيته وربط القرآن بواقع الدارسات.
كامال. • إخالص النية ،واخلشوع واخلوف من هللا ،وتدبر اآلايت ً
تدبرا ً
• تقوي اميان العبد وتعلقه ابهلل ،-´-والعمل مبا تعلم من آايت التدبر ،وتطبيقها على
أتثريا على من يعلم التدبر.
اوال مث بياهنا للناس ،يكون أكثر ً
نفسه ً
• إدخال التدبر يف حلقات التحفيظ ،أن يكون التدبر من ضمن منهج التحفيظ وحيدد له
وقت ودرجات ،وجعل التدبر ماده أساسيه من الطفولة املبكرة.
• إلزام التدبر لكل من خيوض جمال الدعوة.
• إلزام الشخص القارئ لنفسه بتدبر اآلايت اليت يقرؤها أو حىت بعضها ،والسماع ملشايخ
مالزما لقارئ القرآن ويعتاد عليه
ثقات يف اليوتيوب يعزز قيمة التدبر وأمهيته ،حىت يصبح ً
• اعتصام حببل هللا ابتباع أوامر هللا واجتناب هنيه.
• التذكر والتذكري بعبادة التدبر والتأمل وأن تدبر القرآن من أعظم العبادات.
• إعداد مراكز لتعلم تدبر القرآن ،وعمل حماضرات ودورات للمعلمات لتعريفهن على أسس
وأركان التدبر الصحيح.
• انعقاد دورات تدريبية خمتصني يف هذا اجملال وإلزام مسؤويل احللقات من معلمني ومعلمات
ابحلضور ،على أن تكون هذه الدورات من قبل مدربني مارسوا هذا العلم ،وكانوا يف جمال
احللقات ..ألهنم أدرى مبا يفيد ويتناسب مع احللقات.
• كثرة االطالع والبحث يف كتب التدبر ،والقراءة يف كتب التفسري.
• غرس قيمة التدبر ،وحث الدعوات على تدير القرآن.
• البد من االهتمام ابلتدبر ،ألنه سبب إنزال القرآن وعدم املبالغة يف تصحيح حروفه فقط.
• خمافة هللا وحماسبة النفس األمارة ابلسوء.
• الوقت مثني فيا ليت شعري لو نستثمره يف احلفظ والتدبر.
1٢٧
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
املطلب الثاين:
تفسري نتائج الدراسة امليدانية
أوال :البياانت األولية:
ا
من خالل استعراض نتائج البياانت األولية ألفراد العينة يف املطلب السابق ،يتضح ما
يلي:
خبِتن التدريسية أقل من 6سنوات ،حيث
ي أن الغالبية العظمى من أفراد العينة كانت
شكلت بنسبة ،%61,9ويليها اخلربة من 6إىل 1٠سنوات بنسبة ،%٢٢,٨ويف متغري املؤهل
الدراسي ،الغالبية من أفراد العينة هن مبؤهل البكالوريوس بنسبة ،%٥٠,٥وهذا يعين حرص أفراد
العينة ابالستزادة يف املراتب العالية ابلتحصيل العلمي يف تعليم كتاب هللا .-¸-
يظهر من خالل متغري حفظ القرآن الكرمي ،أن الغالبية العظمى حيفظن من ٢٠إىل
حرصهن على القرآن تعلمه وحفظه وتعليمه ،وقد
ً كامال ،بنسبة ،%٥3,٨وهذا يدل على
القرآن ً
يبني هللا -™-يسر القرآن الكرمي ،قال تعاىل{ :ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔﲕ}(.)1
من خالل متغري مرحلة التدريس ،يظهر أن %٢٥,٥من أفراد العينة يتولني تدريس مرحلة
األمهات ،ويليها مرحلة اجلامعي بنسبة ،%٢٤فالغالبية من أفراد العينة تولني تدريس الفئة الشابة
فما فوق.
بينت نتائج الدراسة يف اختبار التبيان األحادي (انوفا) ،أبنه ال يوجد فروق ذات داللة
إحصائية بني متغريات الدراسة – البياانت األولية -وبني حماور الدراسة ،فيدل ذلك أن البياانت
األولية من (اخلربة التدريسية ،املؤهل الدراسي ،حفظ القرآن الكرمي ،مرحلة التدريس) ليس هلا أثر
على حماور الدراسة ،وهذا يعين أن أفراد العينة حيظني بدرجة عالية يف تطبيق التدبر ،ومدى أتثريه
يف مهنة الدعوة إىل هللا – ¸ -بدرجات متجانسة بغض النظر عن اختالفهن يف بعض السمات.
1٢٨
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
وهذا يتوافق مع دراسة حممد الديب( ،)1يف عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية والذي
()٢
يعزو ملتغري سنوات اخلربة للعاملني يف مهنة الدعوة إىل هللا ،كما اتفقت مع دراسة حممد الدليقان
يف عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بني مستوايت متغري سنوات اخلربة ،وأوضح النتيجة أنه
قد يعود أن أفراد العينة هلم خربة تزيد عن مخس سنوات ،كذلك بعدم وجود فروق ذات داللة
إحصائية يف توفر مهارات تدبر القرآن الكرمي تُعزى ملتغري املؤهل التعليمي
( )1انظر :دراسة االجتاه حنو مهنة الدعوة لدى عينة من الدعاة العاملني ابألوقاف وخطباء املكافأة ،حممد بن مصطفى
الديب ،جملة الرتبية ،جامعة األزهر ،مصر ،العدد199٥ ،٤9م ،ص.1٥٠
( )٢انظر :مستوى أداء معلمي الرتبية اإلسالمية يف تنمية مهارات تدبر القرآن الكرمي لدى طالب املرحلة الثانوية مبحافظة
عنيزة ،حممد بن صاحل الدليقان ،حبث تكميلي ماجستري ،قسم املناهج وطرق التدريس ،كلية الرتبية ،جامعة أم القرى،
مكة املكرمة1٤3٨ ،ه ،ص.96 -9٥
1٢9
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
13٠
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
اختاذ الق رآن منهج حياة ،وتطبيق ما ورد فيه يف املواقف احلياتية املتنوعة ،فقد أجاب على
عبارة "أمتثل ما جاء يف القرآن الكرمي يف املواقف احلياتية العلمية" مبتوسط حسايب ،٤,٥٨كما
يف قوله تعاىل{ :ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ}( ،)1وكذلك فيما يتعلق ابلسؤال املفتوح،
والذي يظهر عدة جوانب واقع تطبيق التدبر ابحلياة ،من تعليم أفراد األسرة واملدعوات ،واملشاركة
وعمال ،فالقرآن وتدبره
قوال ً يف استنباط واستخراج الفوائد التدبرية ،وتطبيق أحكام كتاب هللا ً
منهج حياة للمسلم عامة ،وللداعية إىل هللا -¸-بشكل خاص ،ابختاذ ما ورد فيه واالستفادة
يف الدعوة إىل هللا – ™.-
وفيما يتعلق بتطبيق التدبر مبا يتعلق ابملدعوات ،فقد جاء ابملرتبة األوىل "أهتم ببيان الوقفات
اإلميانية والوعظية للمدعوات" ،مبتوسط حسايب ،٤,6٧وهذا يدل على وعي أفراد العينة يف
تطبيق التدبر مع املدعوات ،وأمهية الدعوة ابلقرآن واالتعاظ به ورؤية أثره على املدعوات ،كما
اتضح ذلك مبتوسط حسايب ،٤,6٤وهذا يتضح كذلك يف واقع العينة بغرس قيمة التدبر يف
نفوس املدعوات ،وهذا ما ينبغي أن تكون عليه الداعية ،أبن جتعل القرآن الكرمي وتدبره منهج
أيضا من خالل إجاابت العينة ابلسؤال املفتوح حرصهن على نشر حياة املدعوين ،وأتضح ذلك ً
تدبرات املفسرين مبواقع التواصل االجتماعي ،وتيسري فهم القرآن ملن حوهلن ،وأن اجلميع خماطب
أيضا يظهر يف مشاركة أفراد العينة زميالهتن ابلتدبر لكتاب هللا،
ابلدعوة إىل هللا – ¸ ،-وهذا ً
مبتوسط حسايب ،٤,٤9وحثهن على التدبر مبتوسط حسايب ٤,٥٧كما ورد يف مهارة التعاون
بني الداعيات (.)٢
واتضح أمهية التنوع يف الوسائل واألساليب الدعوية ،والذي يعني بذلك القرآن وأتمله
وتدبره ،وهذا ما أظهر نتائج الدراسة مبتوسط حسايب ،٤,٥٤وتطبيق أفراد العينة التدبر يف معرفة
األساليب يف الدعوة إىل هللا ،فمعرفة األساليب القرآنية هلا أثر يف تعزيز أساليب الداعية يف مهنتها
الدعوية كما بينتها الدراسة النظرية من هذه الدراسة(.)3
131
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
وأظهرت الدراسة مبتوسط حسايب ٤,٤6أن تدبر القرآن يعني على معرفة أصناف املدعوات
معهن ،وهذا يؤكد يف أمهية القرآن وتدبره ملهنة الداعية.
وكيفية التعامل ً
والتدبر يعني على فهم القرآن ،وسهولة حفظه وتثبيته وترابط آايته وسوره ،واليت حتتاجها
الداعية يف مزاولة مهنتها الدعوية يف استحضار اآلايت اليت تؤيد قوهلا أو عملها ،وهذا ما أكده
إجابة أفراد العينة على السؤال املفتوح.
ومن إجاابت أفراد العينة عن التدبر يف تعزيز مسؤولية الداعية املهنية أن التدبر يعني
اإلخالص وابتغاء األجر من هللا -¸-وحده دون سواه ،وخشيته ومراقبته ،ومواجهة الفنت اليت
قد تواجه الداعية إىل هللا ،كما ورد ذلك يف مقوم اإلخالص يف هذه الدراسة ابإلطار النظري(.)1
13٢
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
احملور الثاين :األثر املتوقع لتدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات.
يتضح ارتفاع املتوسط احلسايب العام "اآلاثر املعنوية" كان ٤,٧٧و "اآلاثر احلسية"
،٤,6٨وهذا يدل على األثر الذي مت مالحظته من أفراد العينة يف تعزيز املسؤولية املهنية للدعوة
إىل هللا -¸-من خالل تدبر القرآن الكرمي.
يتضح من خالل النتائج أن أول مرتبة هي "زايدة اإلميان ابهلل وخشيته وحماسبة النفس"
مبتوسط حسايب ،٤,٨3وهذا يدل مدى أثر التدبر على إميان أفراد العينة وخشية هللا ،جراء
.
تدبرهن لكتاب هللا ،وأمهية التدبر يف ذلك
املسؤولية املهنية لتحقيقها ال بد من وجود بعض األمور فيها ،كاإلخالص هلل ،-¸-
واملراقبة الذاتية للداعية يف العمل الدعوي ،وطهارة القلب الذي حتتاجها الداعية ابستمرار وتزكية
النفس ،وااللتزام ابلوسطية بال إفراط وال تفريط ،كل هذه األمور كان للتدبر أثر يف تعزيزها وتنميتها
للداعيات إىل هللا ،-¸-وهذا ما أظهرته نتائج هذه الدراسة من موافقة أفراد العينة يف أتثري
ذلك على مسؤوليتهن املهنية يف الدعوة ،فقد جاءت عبارة حتقيق اإلخالص يف العمل الدعوي
مبتوسط حسايب ،٤,٨وتعزيز الرقابة الذاتية واستشعار األمانة يف العمل الدعوي بنفس املرتبة
،٤,٧٨ويتبعهما طهارة القلب وتزكية النفس ،٤,٧6وااللتزام ابلوسطية يف الدعوة ،٤,69
وابإلضافة إىل هذه اآلاثر هي ما مت ذكره من قبَل أفراد العينة حول مدى أتثري التدبر يف املسؤولية
املهنية للداعية ،بذكر أن الدعوة تكون على بصرية ،وتنمية املراقبة وخشية هللا -¸-واإلخالص
هلل ،واستشعار الداعية بعظم أمانة ومسؤولية الدعوة إىل هللا .-¸-
ووردت يف اآلاثر احلسية للتدبر ابملرتبة األوىل يف حسن اخللق يف التعامل مع اآلخرين،
مبتوسط حسايب ،٤,٨٢وعلى ما يؤيده حديث عائشة -~-حني ُسألت عن خلق النيب -
هللا َ -‘-كا َن الْق ْرآ َن)( ،)1وهذا يتوافق مع دراسة‘ ،-فكانت اإلجابة( :فَِإ َّن خل َق نَِ ِب ِ
ي
133
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
بسام القوابعة( )1يف أثر التدبر بتنمية املسؤولية العلمية واخللقية والتدريسية امللقاة على عاتق املعلم
حنو تالميذه ومهنته.
ابإلضافة مما مت ذكره من السؤال املفتوح من اختاذ القرارات ،واستشعار األمانة للداعية
وتنميتها.
التأمل بكتاب هللا وتدبره يعني على اإلنصاف والعدالة بني املدعوات ،فقد جاء مبتوسط
حسايب ،٤,٧٤وهذا يدل على أمهية أتمل آايت اليت تدل على العدل وتطبيقها يف حياة الداعية
ملا هلا أتثري يف مسؤولية الداعية املهنية ،وهذا ما ورد يف مقوم العدل يف هذه الدراسة ابإلطار
النظري(.)٢
وردت العديد من اآلايت اليت تدل على أمهية اإلتقان ،وكان لز ًاما بذلك ابإلتقان يف العمل
الدعوي ،وهذا ما يؤكده إجابة أفراد العينة على هذه العبارة مبتوسط حسايب .٤,٧1
التنوع يف اخلطاب الدعوي مبا يناسب حال املدعوات ،أتت هذه العبارة مبتوسط حسايب
،٤,٧وهذا يدل على أتثري التدبر آلايت هللا ،واألنبياء -ﭺ -مع أقوامهم وكيفية التنوع يف
اخلطاب الدعوي مبا يالئم حال وأصناف املدعوين ،كما ينبغي معرفة الفروقات الفردية وأصناف
املدعوات ،للتعامل مع كل صنف مبا يناسب ،وهذا ما أكدته أفراد العينة من أثر التدبر يف ذلك،
وكذا أكده الدراسة النظرية(.)3
جاءت عبارة القدرة على ترتيب األولوايت والتدرج فيها ببصرية مبتوسط حسايب ،٤,6٤
وهذا يؤكده كتاب هللا بتدبر قصص األنبياء -ﭺ ،-فقد كان يف دعوهتم ألقوامهم ابلتدريج
مجيعا إىل توحيد هللا -¸-والبعد عن حسب حال املدعو ،والذي يدل على دعوة األنبياء ً
الشرك به.
( )1انظر :أثر اسرتاتيجية التدبر على حفظ القرآن الكرمي يف التحصيل الفوري ،واملؤجل لدى عينة من طالبات الصف
التاسع األساسي يف حمافظة الطفيلة ،بسام بن سامل القوابعة ،اجمللة الدولية الرتبوية املتخصصة ،جامعة الطفيلة التقنية،
آب ،اجمللد ،3العدد٢٠1٤ ،٨م ،ص139
( )٢انظر :ص ٥٠من هذه الدراسة.
( )3انظر :ص ٥٨من هذه الدراسة.
13٤
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
جاءت عبارة "يعني على التخطيط للعمل الدعوي الناجح" مبتوسط حسايب ،٤,6وهذا
يؤكد فاعلية التخطيط يف مهنة الدعوة إىل هللا كما يف اإلطار النظري من هذه الدراسة(.)1
كامال ،صاحلًا لكل زمان ومكان ،فقد قال
يف التأمل ابلقرآن وتدبره ،يتبني أن القرآن جاء ً
{ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ هللا -¸-يف كتابه:
ﱵ}( ،)٢ومن أتمل كتاب هللا ،وحبث عن القضااي املستجدة واليت قد تطرأ على الداعية من أمور
ﱶ
ومشكالت حيتاج معها حلل ،جيد يف كتاب هللا ما يرشده لذلك ،فقد أيدت ذلك أفراد العينة يف
أن التدبر يعني على حل املشكالت اليت قد تقع يف العمل الدعوي مبتوسط حسايب ،٤,٥٨
وكذلك يف القضااي املستجدة كجائحة كوروان -نسأل هللا أن يرفع عن األمة -كما بينه أفراد العينة
ابإلجابة على السؤال املفتوح ،والتدبر املوضوعي يعني على ذلك ،كما يتضح ذلك يف اإلطار
النظري من هذه الدراسة(.)3
وكما للتدبر أتثري يف أمور عدة مما أوضحته العينة ابلسؤال املفتوح ،كاختاذ القرارات،
{ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛﳜ ﳝ ﳞ ﳟ وطمأنينة النفس للداعية ،كما قال تعاىل:
تعاىل{ :ﱰ ﱱ ﱲ ﳠ ﳡ ﳢ}( ،)٤وله أتثري يف الدعوة إىل هللا على بصرية ،قال
ﱳ ﱴ ﱵﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ}( ،)٥وكذلك يف حسن التأثري ابملدعوات ،وإقامة احلجة
ابلدعوة إىل هللا ،كما قال تعاىل{ :ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ
ﱍﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ}(.)6
13٥
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
احملور الثالث :معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات.
املتوسط احلسايب العام "للمعوقات الداخلية" كانت ،٤,٠٧وهذا يدل على ارتفاع املوافقة
على العبارات املذكورة يف أهنا معوقات التدبر لتعزيز مسؤولية الداعية املهنية.
املتوسط احلسايب العام "للمعوقات اخلارجية" 3,9٨مرتفع ً
أيضا ،وهذا يدل على أتثري
املعوقات اخلارجية يف تدبر القرآن الذي يعزز املسؤولية املهنية لدى الداعيات.
دلت نتائج هذا احملور على موافقة أفراد العينة يف أن أمراض القلوب كالرايء واحلسد والغل
هي أُوىل معوقات تدبر القرآن الكرمي مبتوسط حسايب ،٤,1٠وهذا الذي أكدته أفراد العينة يف
السؤال املفتوح ،فيبني أمهية تقوى هللا مراقبة ،-¸-الذي يعني على التخلص من الذنوب ،كما
يف اإلطار النظري(.)1
كما أظهرت النتائج أن القصور يف فهم بعض ألفاظ القرآن ،ابإلضافة االستعجال وعدم
التأين عند تالوة وقراءة القرآن من املعوقات اليت تقلل من تدبر القرآن املعني -بعد توفيق هللا -يف
{ﱆ ﱇ مسؤولية الداعية املهنية ،والذي أتى مبتوسط حسايب ،٤,٠9وقد قال تعاىل:
ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎﱏ}( ،)٢وهذا يؤكد أن من مقومات التدبر فهم اللغة
العربية ،وقراءة كتب التفاسري اليت تساند يف فهم القرآن ،كما دلت عليه الدراسة يف اإلطار
النظري(.)3
وبينت النتائج على موافقة أفراد العينة أن االقتصار على تالوة القرآن دون التدبر من
معوقات التدبر الذي يساهم يف تعزيز مهنة الداعية مبتوسط حسايب .٤,٠٥
وأن قلة إدراك أمهية التدبر من املعوقات اليت تقلل من التدبر املعني يف مهنة الداعية مبتوسط
حسايب ،٤,٠3ابإلضافة إىل إجابة العينة يف السؤال املفتوح ،أبن من املعوقات عدم استشعار
أمهية التدبر ،فرؤية سرية النيب -‘-وصحابته والسلف الصاحل ابإلضافة لآلايت الدالة على
136
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
التدبر ،يظهر جليًا أثره وأمهيته ،وقد ورد يف الفصل التمهيدي عن األمهية( .)1ويؤكد الباحثان يف
دراستهما زيد الغيلي وعبد هللا املنصوري( )٢أبمهية التدبر وأنه مفتاح التأثر والعمل مبتوسط حسايب
.3,3٢
وأظهرت النتائج قلة الدورات املتخصصة يف التدبر ،واليت تعني على معرفة هذا العلم وتطبيقه
مبتوسط حسايب ،٤,1٧وميكن تفسري ذلك ابالعتناء ابلدورات اليت ختص جمال القرآن من
التصحيح والتصويب والتجويد وغريها ،دون دورات التدبر ،وهذه النتيجة تتفق مع دراسة خالد
السهلي( )3واليت أفادت سبب الضعف يف األداء لتدبر القرآن الكرمي ملعلمي القرآن؛ يعزوها إىل
قلة الدورات التدريبية املتعلقة مبجال التدبر ،واليت أتت بنسبة .%٤٥،3واتفقت كذلك مع دراسة
رقية العلواين( )٤بضعف توفر الكادر املؤهل واملتخصص إلقامة الدورات اليت تعىن ابلتدبر .كما
تتفق كذلك مع دراسة الباحثني زيد الغيلي وعبد هللا املنصوري( )٥واليت أفادت يف نتائجها أن
عدم عقد دورات ملعلمي القرآن الكرمي هتتم جبانب تدبر القرآن الكرمي من املعوقات ،مما جيعل
عاجزا عن ممارسة أنشطة التدبر ،كذلك اتفقت مع دراسة حممد الدليقان( )6والذي أشار املعلم ً
أن قلة التدريب ،وعدم التأهيل الكايف من مسببات احلصول على درجة منخفضة يف أداء مهارة
التدبر للمعلمني.
13٧
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
وبينت النتائج أن االنشغال ببعض امللهيات تعوق عن التدبر الذي يعزز من مهنة الداعية
إىل هللا ،والذي أتى مبتوسط حسايب ،٤,٠6ابإلضافة إىل أن االنشغال عن التدبر قد يكون
ابلدعوة وطلب العلم مبتوسط حسايب ،3,٧٥ويبني أثر عدم املوازنة يف حياة الداعية إىل هللا،
لذلك ينبغي للداعية إىل هللا استشعار أمهية الوقت واستثماره وتنظيمه ،كما ورد يف اإلطار النظري
من هذه الدراسة(.)1
وأظهرت الدراسة موافقة أفراد العينة أن االلتزام مبنهج معني يعيق عن تدبر القرآن مبتوسط
حسايب ،3,9٧والذي قد يؤدي إىل ضيق الوقت الذي ال يسمح ابلتدبر املطلوب مع املدعوات،
كما بينته اإلجابة على السؤال املفتوح ،وهذا يتفق مع دراسة خالد السهلي( )٢يف حتديد املقرر
وطوله يضيق الوقت لدي املعلم ملمارسة تدبر القرآن الكرمي وتنميتها لدى الطالب ،مبتوسط
أيضا دراسة الباحثني زيد الغيلي وعبد هللا املنصوري( )3واللذين أفادا يف
حسايب 3,٠٢من .٥و ً
شاغال يف
نتائج دراستهما أن املطالبة إبكمال منهج احلفظ وإتقانه يف فرتة حمددة جيعل ذلك ً
اإلكمال ،دون االلتفات جلانب التدبر لضيق الوقت.
ومن النتائج الدراسة أن عدم وجود البيئة املعينة على التدبر كالتعاون مع زميالت املهنة من
املعوقات اليت تعوق عن تفعيل التدبر لتعزيز مهنة الداعية ،والذي أتت مبتوسط حسايب ،3,96
وهذا يبني أمهية التعاون بني أفراد العينة ،لتجاوز العقبات اليت حتول التدبر الذي يعزز مهنة الداعية
إىل هللا وهذا ما يؤكد املهارة يف التعاون بني زميالت املهنة الواردة يف اإلطار النظري من هذه
الدراسة(.)٤
وبينت الدراسة أن عدم وضوح الفرق بني التدبر والتفسري من املعوقات ،ومعرفة الفروقات
مهمة للتدبر األمثل ،وقد وردت يف هذه الدراسة الفروقات بني التدبر واملفاهيم املرتبطة به(.)٥
13٨
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
ضعف اإلميان وقلة اإلخالص من معوقات اليت حتول دون التدبر لكتاب هللا – ¸-
الذي بدوره له أثر يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات.
وأظهرت الدراسة يف اإلجابة على السؤال املفتوح ،أن عدم معرفة كيفية القراءة الصحيحة
والتعامل مع كتب التفاسري ،ابإلضافة إىل الرتكيز على التالوة والتصحيح واألحكام التجويدية
على حساب التدبر ،من معوقات التدبر األمثل ،وهذا يؤكد ما ورد يف هذه الدراسة يف اإلطار
النظري ،على مقوم القراءة يف كتب التفاسري من املقومات التدبر األساسية(.)1
وعدم تطبيق خطوات التدبر بشكل ميسر ملنسويب مدارس القرآن الكرمي من معوقات التدبر
األمثل الذي بدوره يعزز من مهنة الداعية إىل هللا ومسؤوليتها.
139
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
احملور الرابع :سبل التغلب على معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى
الداعيات.
املتوسط احلسايب العام "لسبل التغلب على املعوقات الداخلية" " ،٤,6٨وسبل التغلب
على املعوقات اخلارجية" ،٤,٥٥هذا يدل على موافقة أفراد العينة للعبارات املذكورة يف هذا
احملور.
بينت الدراسة أن أوىل سبل مواجهة املعوقات الداخلية هي تطهري النفس من األمراض
القلبية ،مبتوسط حسايب ،٤,٧فإخالص النية هلل ،-¸-واخلوف منه وخشيته ومراقبته؛ مما يعني
على تدبر القرآن ،فالذنوب حتول بني املرء وبني االنتفاع وتدبر كتاب هللا ،كما بينت الدراسة أن
الذنوب حترم فهم القرآن الكرمي ،يف اإلطار النظري(.)1
وأظهرت الدراسة أن ختصيص وقت لتدبر القرآن وااللتزام به يعني على مواجهة املعوقات
اليت حتول بينهم ،ابإلضافة إىل أمهية التزود من العلم يف كيفية تدبر القرآن ومعرفة أساليبه وإدراك
أمهيته ،فهذه األمور تساند يف مواجهة العقبات يف ذلك.
وبينت نتائج الدراسة أتثري قراءة التفاسري املختلفة يف التعمق بفهم القرآن الكرمي.
كما أكدت النتائج من أفراد العينة على أمهية الدورات املتخصصة يف جمال التدبر اليت تعني
على مواجهة العقبات اليت حتول دون التدبر ،والذي أتى مبتوسط حسايب ،٤,6٧وهذا يتوافق مع
دراسة الباحثني زيد الغيلي وعبد هللا املنصوري( )٢بتوصية بعقد دورات تدريبية مكثفة ملعلمي القرآن
لكيفية تدبر القرآن الكرمي.
بينت الدراسة على أمهية التوازن يف حياة الداعية إىل هللا ،-¸-بني مهنتها الدعوية وبني
التدبر الذي يعني يف مسؤوليتها املهنية ،واليت أتت مبتوسط حسايب .٤,٥9
ويتضح أمهية تفعيل اجملالس القرآنية -جمالس التدارس -بني الداعيات إىل هللا ،-¸-
والذي أتى مبتوسط حسايب .٤,6٤
1٤٠
عرض نتائج الدراسة امليدانية وتفسريها
أظهرت الدراسة أتييد أفراد العينة يف إعداد الدراسات القرآنية لتفعيل تدبر القرآن يف تعزيز
املسؤولية املهنية مبتوسط حسايب ،٤,٥9ابإلضافة إىل عقد ورش إدارية حلصر مظاهر املسؤولية
املهنية ومظاهر فقدها ،وسبل تعزيزها ،ومن مث ربط ذلك بتدبر القرآن الكرمي مبتوسط حسايب
،٤,3٨إضافة إىل إنشاء أقسام إدارية يف اجلهات املعنية لتقيم ومتابعة برامج تفعيل تدبر القرآن
الكرمي ودوره يف تعزيز املسؤولية املهنية مبتوسط حسايب ،٤,٤٢وكذلك إبدخال التدبر يف احللقات
القرآنية ،كل ذلك يدل على أمهية مشاركة اجلهات املعنية يف القرآن وتعليمه والدراسات اإلسالمية
والشرعية مبا خيدم جانب التدبر الذي يعزز من مسؤولية الداعيات املهنية.
وبينت الدراسة أمهية إعداد مراكز متخصصة ابلتدبر ،وإقامة الدورات من قبَل املختصني
منهجا للدعاة إىل هللا ،-¸-ملواجهة املعوقات اليت
يف هذا اجملال لتنمية هذا العلم ،وأن يكون ً
حتول يف تطبيق التدبر ليعزز من مهنة الداعيات إىل هللا .وهذا يتفق مع دراسة الباحثني زيد الغيلي
وعبد هللا املنصوري( )1أبمهية إقامة ملتقى قرآين جلميع املؤسسات القرآنية ملناقشة األسباب اليت
اهتماما يوازي االهتمام
ً أدت إىل إمهال جانب التدبر ،واخلروج مبعاجلات علمية تويل جانب التدبر
جبانب احلفظ واإلتقان.
وكثرة االطالع والقراءة يف كتب التدبر والتفسري ،ومساع آايت القرآن الكرمي ،وللمشائخ
الثقات يف التدبر ،مجيعها من سبل التغلب على املعوقات اليت حتول بني الداعية وبني فهم وتدبر
كتاب هللا الذي يعزز من مسؤوليتها الدعوية.
( )1انظر :مدى ممارسة معلم القرآن الكرمي لألنشطة التدريسية الالزمة لتحقيق التدبر ،ص.1٥٠
1٤1
اخلامتة
ويشتمل على:
❖ النتائج.
❖ التوصيات.
اخلامتة
اخلامتة
احلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات ،احلمد هلل ذو الفضل واجلود والكرم ،احلمد هلل على
ﳑﳓﳔﳕﳖ
ﳒ أوال وآخرا{ ،ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ
إحسانه وتوفيقه ،فاحلمد هلل ً ً
ﳗ}( ،)1فاحلمد هلل على ما من علي من إمتام البحث املوسوم ي (أثر تدبر القرآن يف تعزيز
املسؤولية لدى الداعيات ،دراسة ميدانية على معلمات القرآن الكرمي مبدينة الرايض).
وبعد هذه الرحلة املباركة – إن شاء هللا -اليت طُفت من خالهلا مبفهوم مصطلحات
الدراسة ،والفروق بني التدبر واملصطلحات ذات العالقة به ،وبيان أمهية التدبر على الداعية وفق
ضوء القرآن الكرمي والسنة النبوية ،ومناذج من تدبر النيب – ‘ -وسلف األمة ،وجماالت
ومقومات التدبر اليت تعزز مسؤولية الداعية املهنية ،والقيام ابلدراسة امليدانية يف قياس مدى أتثري
التدبر يف تعزيز مسؤولية الداعية املهنية ،برز يل عدة نتائج وتوصيات من أمهها ما يلي:
أوال :نتائج الدراسة:
ا
أ .نتائج اإلطار النظري:
التدبر مهم يف حياة الداعية املهنية ،فهو خياطب مجيع أصناف البشر ،وليس -1
مقتصرا على العلماء أو طلبة العلم ،أو من هو راسخ يف إميانه ،بل هو عامة جلميع ً
الناس ،ويظهر من ذلك خماطبة هللا سبحانه التدبر للكافرين واملنافقني ،وهم أبعد
الناس عن اإلميان ابهلل .-¸-
دلت السنة النبوية واآلاثر على تدبر النيب -‘-؛ وتدبر السلف األمة ،تبني فضل -٢
التدبر وأمهية للداعية ،فالنيب -‘-أسوة للدعاة إىل هللا .-¸-
معرفة مفهوم التدبر واملصطلحات ذات العالقة ،تدرك الداعية مفهوم التدبر -3
ومنهجيته دون تداخله مع بقية املفاهيم املرتبطة له.
يساند تدبر القرآن الكرمي يف تعزيز اجلوانب املختلفة يف حياة الداعية املهنية ،ابتداءً -٤
مبا يتعلق بذاهتا من اجلوانب االميانية ،واألخالقية ،واملهارية ،واملواقف الدعوية مع
بقية أركان الدعوة -املوضوعات ،واملدعو ،والوسائل واألساليب.-
1٤3
اخلامتة
تبني اجملاالت يف أثر التدبر يف تتبع اآلايت اليت يف كل جمال ،مما يُسهم يف جعل -٥
القرآن منهج حياة للداعية إىل هللا .-¸-
من املهارات اليت تعزز من مهنة الداعية إىل هللا من خالل تدبر القرآن الكرمي هي: -6
التخطيط ،واإلتقان ،وإدارة الوقت ،والتواصل ،والتعاون بني الداعيات إىل هللا.
متكن الداعية إىل هللا -¸-من إجياد التأصيل الشرعي لقضااي العصر -،من -٧
خالل التدبر املوضوعي للقرآن الكرمي ،واتباع اخلطوات املنهجية يف ذلك ،حيث
معرفة الداعية خلطوات التدبر املوضوعي -يساند الداعية يف البحث ابلقرآن الكرمي
كامال مبنظور قرآين.
شامال ًفهما ًعن كل موضوع حيتاج لتأصيل ،وفهم املوضوع ً
للتدبر األمثل للقرآن الكرمي ملهنة الداعية إىل هللا مقومات أساسية ،ومنها :العلم، -٨
وتقوى هللا -¸-مع اجتناب الذنوب اليت حتول بني الداعية وتدبرها ،ومعرفة
اللغة العربية وفهمها (اللغة اليت نزل هبا القرآن) ،وسالمة التالوة للداعية واتقاهنا
للتجويد ،كما يدل على مقوم الرجوع لكتب العلماء يف تفسري القرآن الكرمي،
ابإلضافة إىل املقومات املساندة للتدبر األمثل من خالل :تالوة القرآن وتكراره،
ومعرفة املناسبات وأسباب النزول ،وتثوير القرآن (بطرح األسئلة حول اآلايت
القرآنية) ،ومعرفة العلوم اليت ختدم التدبر (كالتدبر املوضوعي للقرآن الكرمي).
نتائج اإلطار امليداين: ب.
عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بني املتغريات املستقلة "البياانت األولية"، -1
وبني حماور الدراسة ،وهذا يبني وجود التجانس بني أفراد العينة ،ويتضح أتثري التدبر
يف تعزيز مسؤوليتهن مبهنة الدعوية.
االهتمام بتدبر القرآن الكرمي ،والعمل به مما يثمر يف مراقبة هللا وخشيته ،ومعرفة -٢
املوضوعات الدعوية ومستجدات العصر احلاضر.
بروز دور التدبر يف اجلانب اإلمياين للداعية إىل هللا ،من زايدة اإلميان ،وقصد -3
اإلخالص هلل ،-¸-وطهارة القلب ،والتوكل على هللا ،وتزكية النفس للداعية.
التدبر له أتثري يف التأمل واالتعاظ لآلايت يف حياة الداعية املهنية يف مجيع جوانبها، -٤
ويف اإلتقان والتخطيط ومعرفة األساليب الدعوية يف مهنة الدعوة بشكل خاص.
1٤٤
اخلامتة
القصور يف إدراك أمهية التدبر ،والقصور يف الرجوع لكتب التفاسري ،وعدم فهم -٥
بعض اآلايت القرآنية ،وأمراض القلوب ،كفيلة أبن تكون مانع من موانع تدبر
القرآن الكرمي للداعية إىل هللا.
فهم اآلايت القرآنية ابلرجوع إىل كتب التفاسري ،والقراءة الصحيحة للقرآن الكرمي، -6
وتدارس القرآن الكرمي مع األخرايت ،مما يعزز مسؤولية الداعية املهنية.
أمهية الدورات التدبرية ،يف أتصيل منهجية التدبر ،وأن القصور فيه يؤدي إىل -٧
القصور يف التدبر الذي يعزز من مسؤولية الداعية املهنية.
اثنياا :التوصيات:
أوصي نفسي والدعاة إىل هللا بتقوى هللا ،-™-وجعل القرآن وتدبره والعمل به -1
من أولوايته ابلدعوة ،وسؤال هللا فهم القرآن والعمل به.
عقد لقاءات وندوات علمية؛ لتنمية الوعي لدى الداعيات أبمهية تدبر القرآن -٢
الكرمي ،وأثره يف جناح الدعوة إىل هللا.
إقامة دورات علمية لطريقة ومنهجية التدبر األمثل لكتاب هللا للعاملني يف حقل -3
الدعوة إىل هللا .-¸-
إعداد دليل شامل عن جماالت التدبر ،وكيفية استفادة الداعية منها يف مهنتها -٤
الدعوية.
تفعيل تطبيق تدبر القرآن الكرمي للمعلمات يف مدارس مجعية مكنون ،وأن ذلك -٥
سيكون له أثره -إبذن هللا -يف أداء مسؤولياهتن املهنية.
إعداد دليل يتضمن أبرز مقومات التدبر وخطواته ،ليستفيد منه الداعية إىل هللا. -6
تفعيل مقررات تُعىن بتدبر القرآن الكرمي يف مراحل التعليم. -٧
عقد ورش إدارية حلصر مظاهر املسؤولية املهنية ومظاهر فقدها ،وسبل تعزيزها، -٨
ومن مث ربط ذلك بتدبر القرآن الكرمي.
إنشاء أقسام إدارية يف اجلهات املعنية لتقيم ومتابعة برامج تفعيل تدبر القرآن الكرمي -9
ودوره يف تعزيز املسؤولية املهنية.
1٤٥
اخلامتة
1٤6
املالحق:
وتتضمن ما يلي:
ملحق ( :)1خطاب طلب َتكيم االستبانة.
ملحق ( :)2أداة االستبانة.
ملحق (َّ :)3نوذج االستبانة اإللكَتونية.
ملحق ( :)4خطاب تسهيل مهمة ابحث موجهة ملدير مجعية مكنون.
ملحق ( :)5خطاب إفادة نشر أداة الدراسة وإحصائية معلمات القرآن
الكرمي.
املالحق
الباحثة:
رانيه بنت حممد الكينعي
r.pearl@hotmail.com
1٤٨
املالحق
1٤9
املالحق
أضع بني أيديكم هذه االستبانة للبحث التكميلي يف مرحلة املاجستري يف قسم الدعوة
جبامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية بعنوان( :أثر تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية
لدى الداعيات) ،واليت هتدف إىل بيان درجة أتثري تدبر الداعيات ومعلمات القرآن الكرمي للقرآن
الكرمي يف تعزيز شعورهن ابملسؤولية املهنية ،وانعكاس ذلك على جودة األداء املهين ،وحيث أنكم
متثلون أحد أفراد عينة الدراسة آمل التكرم ابإلجابة على األسئلة بكل دقة ،مع التأكيد أن هذه
املعلومات ستستخدم ألغراض البحث العلمي فقط.
الباحثة:
رانيه بنت حممد الكينعي
r.pearl@hotmail.com
1٥٠
املالحق
.4مرحلة التدريس:
( ) متهيدي ( ) ابتدائي ( ) انشئة [متوسط واثنوي]
( ) جامعي ( ) أمهات
1٥1
املالحق
أ .واقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية فيما يتعلق ابلداعية.
تدبر القرآن من أولواييت يف تعلم كتاب هللا. 1
تدبر القرآن يزيد إمياين ويعزز ثقيت. 2
تدبر القرآن يعينين على لزوم طاعة هللا أمراً وهنياً. 3
4تدبر القرآن يعينين على استثمار الوقت أبفضل األعمال.
5أمتثل ما جاء يف القرآن الكرمي يف املواقف احلياتية العملية.
تدبر القرآن يعينين على اختيار املوضوعات الدعوية
6
املناسبة.
ب .واقع تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية فيما يتعلق ابملدعوات.
تدبر القرآن يعينين على حسن تنويع الوسائل واألساليب
1
الدعوية.
تدبر القرآن يعينين على معرفة أصناف املدعوات والتعامل
2
معهن.
أستعني بتدبر القرآن يف التأثري على املدعوات ودعوهتن إىل
3
هللا.
أهتم ببيان الوقفات اإلميانية والوعظية للمدعوات. 4
أحث زمياليت على تدبر القرآن. 5
أشارك زمياليت الوقفات التدبرية. 6
أغرس حب تدبر القرآن يف نفوس املدعوات. 7
1٥٢
املالحق
احملور الثاين :األثر املتوقع لتدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات.
درجة األمهية
غري
غري موافق العبارة م
موافق حمايد موافق
موافق بشدة
بشدة
.............................................................................
1٥3
املالحق
احملور الثالث :معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات.
درجة األمهية
غري
غري موافق العبارة م
موافق حمايد موافق
موافق بشدة
بشدة
.............................................................................
1٥٤
املالحق
احملور الرابع :سبل التغلب على معوقات تدبر القرآن لتعزيز املسؤولية املهنية لدى
الداعيات.
درجة األمهية
غري
غري موافق العبارة م
موافق حمايد موافق
موافق بشدة
بشدة
1٥٥
املالحق
1٥6
املالحق
1٥٧
املالحق
ملحق ( :)5خطاب إفادة نشر أداة الدراسة وإحصائية معلمات القرآن الكرمي
1٥٨
الفهارس:
ويشتمل على:
-1قائمة املصادر واملراجع.
-2فهرس اآلايت القرآنية.
-3فهرس األحاديث النبوية.
-4فهرس اجلداول.
-5فهرس الرسوم التوضيحية.
-6فهرس املوضوعات
الفهارس
16٠
الفهارس
البحث العلمي أسسه مناهجه وأساليبه إجراءاته ،رحبي بن مصطفى عليان ،بيت -1٢
األفكار الدولية ،األردن ،د.ط٢٠٠1 ،م.
البحث العلمي حقيقته ،ومصادرة ،ومادته ،ومناهجه ،وكتابته ،وطباعته ،ومناقشته، -13
عبد العزيز بن عبد الرمحن الربيعة ،مكتبة امللك فهد الوطنية ،الرايض ،الطبعة الثانية،
د.ت.
البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه ،ذوقان عبيدات وآخرون ،دار الفكر ،د.ب، -1٤
د.ط ،د.ت.
البحر احمليط يف التفسري ،حممد بن يوسف األندلسي ،احملقق :عادل بن أمحد بن -1٥
عبد املوجود ،علي بن حممد معرض ،دار الكتب ،بريوت ،الطبعة األوىل1٤13 ،ه.
الربهان يف علوم القرآن ،بدر الدين بن حممد الزركشي ،احملقق :حممد أبو الفضل -16
إبراهيم ،دار الرتاث ،القاهرة ،الطبعة الثانية1٤٠٤ ،ه.
اتج العروس من جواهر القاموس ،حممد بن مرتضى الزبيدي ،احملقق :ضاحي بن -1٧
عبد الباقي بن حممد ،الرتاث العريب ،الكويت ،الطبعة األوىل1٤٢٢ ،ه.
التبيان يف آداب محلة القرآن ،حيي بن شرف النووي ،احملقق :حممد بن حممود احلجار، -1٨
دار ابن حزم ،بريوت ،الطبعة الرابعة1٤1٧ ،ه.
التحديد يف االتقان والتجويد ،عثمان بن سعيد الداين ،احملقق :غامن قدوري احلمد، -19
دار عمار ،عمان ،الطبعة األوىل1٤٢1 ،ه.
حتفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي ،حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املباركفوري، -٢٠
دار الكتب العلمية ،بريوت ،د.ط ،د.ت.
حتفة األريب مبا يف القرآن من الغريب ،حممد بن يوسف األندلسي ،احملقق :مسري بن -٢1
طه اجملذوب ،املكتب اإلسالمي ،بريوت ،الطبعة األوىل1٤٠3 ،ه.
تدبر القرآن الكرمي ،عبد اللطيف بن عبد هللا التوجيري ،دار املنهاج ،الرايض ،الطبعة -٢٢
األوىل1٤36 ،ه.
تدبر القرآن وأثره يف تزكية النفوس ،حممد بن عمر ابزمول ،دار االستقامة ،القاهرة، -٢3
الطبعة األوىل1٤٢9 ،ه.
161
الفهارس
تذكرة السامع واملتكلم يف أدب العامل واملتعلم ،حممد بن إبراهيم الشافعي ،احملقق :عبد -٢٤
السالم بن عمر علي ،مكتبة ابن عباس ،مصر ،الطبعة األوىل1٤٢٥ ،ه.
تعاون الدعاة وأثره يف اجملتمع ،حممد بن صاحل العثيمني ،مدار الوطن ،عنيزة ،د.ط، -٢٥
1٤33ه.
تفسري التحرير والتنوير ،حممد الطاهر بن حممد بن عاشور ،الدار التونسية ،تونس، -٢6
د.ط19٨٤ ،م.
تفسري القرآن العظيم ،إمساعيل بن عمر بن كثري ،احملقق :سامي بن حممد السالمة، -٢٧
دار طيبة ،الرايض ،الطبعة الثانية1٤٢٠ ،ه.
التفسري املوضوعي التأصيل والتمثيل ،زيد بن عمر العيص ،دار مودة ،د.ب ،د.ط، -٢٨
٢٠11م.
هتذيب وترتيب اإلتقان يف علوم القرآن ،جالل الدين بن عبد الرمحن السيوطي، -٢9
احملقق :حممد بن عمر ابزمول ،دار اهلجرة ،الرايض ،الطبعة األوىل1٤1٢ ،ه.
التوقيف على مهمات التعاريف ،حممد بن عبد الرؤوف املناوي ،احملقق :عبد احلميد -3٠
بن صاحل محدان ،عامل الكتب ،القاهرة ،الطبعة األوىل1٤1٠ ،ه.
تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان ،عبد الرمحن بن انصر السعدي ،مؤسسة -31
الرسالة ،بريوت ،الطبعة األوىل1٤٢3 ،ه.
جامع البيان عن أتويل آي القرآن ،حممد بن جرير الطربي ،احملقق :عبد هللا بن -3٢
عبد احملسن الرتكي ،دار هجر ،القاهرة ،الطبعة األوىل1٤٢٢ ،ه.
جامع بيان العلم وفضله ،يوسف بن عبد هللا بن عبد الرب ،احملقق :حسن بن أمني -33
الزهريي ،دار ابن اجلوزي ،اململكة العربية السعودية ،الطبعة األوىل1٤1٤ ،ه.
اجلامع ألحكام القرآن ،حممد بن أمحد القرطيب ،احملقق :هشام بن مسري البخاري ،دار -3٤
عامل الكتب ،الرايض ،الطبعة الثانية1٤٢3 ،ه.
اجلامع لشعب اإلميان ،أمحد بن احلسني البيهقي ،احملقق :عبد العلي بن عبد احلميد -3٥
حامد ،مكتبة الرشد ،الرايض ،الطبعة األوىل1٤٢3 ،ه.
احلاوي الكبري يف فقه مذهب اإلمام الشافعي ،-¢-علي بن أمحد املاوردي، -36
16٢
الفهارس
احملقق :علي بن حممد معوض ،عادل بن أمحد املوجود ،دار الكتب العلمية ،بريوت،
الطبعة األوىل1٤1٤ ،ه.
الدرر السنية يف األجوبة النجدية جمموعة رسائل ومسائل علماء جند األعالم من -3٧
عصر الشيخ حممد بن عبد الوهاب إىل عصران هذا ،مجع :عبد الرمحن بن حممد
النجدي ،د.ن ،د.ب ،الطبعة السادسة1٤1٧ ،ه.
دستور األخالق يف القرآن ،حممد بن عبد هللا دراز ،احملقق :عبد الصبور بن حممد -3٨
شاهني ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،الطبعة العاشرة1٤1٨ ،ه.
الدعوة الفردية أمهيتها حاالهتا عوامل جناحها ،صاحل بن حيي صواب ،د.ن ،الطبعة -39
الثانية1٤٢6 ،ه.
الدعوة إىل هللا وأخالق الدعاة ،عبد العزيز بن عبد هللا بن ابز ،رائسة إدارة البحوث -٤٠
العلمية واإلفتاء ،الرايض ،الطبعة الرابعة1٤٢3 ،ه.
روائع التفسري اجلامع لتفسري اإلمام ابن رجب احلنبلي ،عبد الرمحن بن رجب احلنبلي، -٤1
احملقق :طارق بن عوض هللا حممد ،دار العاصمة ،الرايض ،الطبعة األوىل1٤٢٢ ،ه.
زاد الداعية إىل هللا ،حممد بن صاحل العثيمني ،دار الوطن ،الرايض ،الطبعة الثالثة، -٤٢
1٤13ه.
زاد امليسر يف علم التفسري ،عبد الرمحن بن علي اجلوزي ،دار ابن حزم ،بريوت ،الطبعة -٤3
األوىل1٤٢3 ،ه.
سلسلة اآلاثر الصحيحة ،الداين بن منري آل زهوي ،دار الفاروق ،بريوت ،الطبعة -٤٤
األوىل1٤٢٤ ،ه.
السنة ومكانتها يف التشريع اإلسالمي ،مصطفى بن حسيين السباعي ،دار الوراق، -٤٥
د.ب ،د.ط ،د.ت.
سنن أيب داود ،سليمان بن األشعث السجستاين ،احملقق :شعيب بن حمرم األرانؤوط، -٤6
حممد بن كامل قره بللي ،دار الرسالة العلمية ،دمشق ،د.ط1٤3٠ ،ه.
السنن الكربى ،أمحد بن احلسني البيهقي ،احملقق :حممد بن عبد القادر عطا ،دار -٤٧
الكتب العلمية ،بريوت ،الطبعة الثالثة1٤٢٤ ،ه.
163
الفهارس
سنن سعيد بن منصور ،احملقق :سعد بن عبد هللا آل محيد ،دار الصميعي ،الرايض، -٤٨
الطبعة األوىل1٤1٧ ،ه.
مشس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم ،نشوان سعيد احلمريي ،احملقق :حسني -٤9
بن عبد هللا العمري وآخرون ،دار الفكر املعاصر ،بريوت ،الطبعة األوىل1٤٢٠ ،ه.
الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية ،إمساعيل بن محاد اجلوهري ،احملقق :أمحد بن -٥٠
عبد الغفور عطار ،دار العلم للماليني ،بريوت ،الطبعة الثالثة1٤٠٤ ،ه.
صحيح ابن حبان ،حممد بن حبان البسيت ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،الطبعة الثانية، -٥1
1٤1٤ه.
صحيح البخاري ،حممد بن إمساعيل البخاري ،دار طوق النجاة ،بريوت ،الطبعة -٥٢
األوىل1٤٢٢ ،ه.
صحيح اجلامع الصغري وزايدته ،حممد بن انصر الدين األلباين ،املكتب اإلسالمي، -٥3
بريوت ،الطبعة الثالثة1٤٠٨ ،ه.
صحيح سنن أيب داود ،حممد بن انصر الدين األلباين ،غراس ،الكويت ،الطبعة -٥٤
األوىل1٤٢3 ،ه.
صحيح مسلم ،مسلم بن احلجاج النيسابوري ،دار إحياء الكتب العربية ،القاهرة، -٥٥
د.ط133٤ ،ه.
صفات الداعية ،محد بن انصر العمار ،دار كنوز أشبيليا ،الرايض ،الطبعة الثالثة، -٥6
1٤31ه.
طريق اهلجرتني وابب السعادتني ،حممد بن أيب بكر ابن قيم اجلوزية ،احملقق :حممد -٥٧
أمجل اإلصالحي ،دار عامل الفوائد ،مكة املكرمة ،الطبعة األوىل1٤٢9 ،ه.
عدة الصابرين وذخرية الشاكرين ،حممد بن أيب بكر ابن قيم اجلوزية ،دار ابن كثري، -٥٨
دمشق ،الطبعة الثالثة1٤٠9 ،ه.
العقل وفهم القرآن ،احلارث بن أسد احملاسيب ،احملقق :حسني القوتلي ،دار الفكر، -٥9
د.ن ،الطبعة األوىل1391 ،ه.
العقود الدرية من مناقب شيخ اإلسالم ابن تيمية ،حممد بن أمحد الدمشقي ،احملقق: -6٠
16٤
الفهارس
16٥
الفهارس
الثامنة1٤٢6 ،ه.
قواعد تدبر القرآن وتطبيقات على قصار املفصل ،عقيل بن سامل الشمري ،دار -٧3
احلضارة ،الرايض ،الطبعة األوىل1٤3٧ ،ه.
كفاية احلاجة يف شرح سنن ابن ماجه ،حممد بن عبد اهلادي السندي ،دار اجليل، -٧٤
بريوت ،د.ط ،د.ت.
لسان العرب ،حممد بن مكرم بن منظور ،دار صادر ،بريوت ،د.ط ،د.ت. -٧٥
مباحث يف التفسري املوضوعي ،مصطفى بن مسلم بن حممد ،دار التدمرية ،الرايض، -٧6
الطبعة األوىل1٤3٠ ،ه.
جمالس القرآن مدارسات يف رساالت اهلدى املنهاجي للقرآن الكرمي من التلقي إىل -٧٧
البالغ ،فريد األنصاري ،دار السالم ،القاهرة ،الطبعة الرابعة1٤36 ،ه.
اجملموع املغيث يف غرييب القرآن واحلديث ،حممد بن أيب بكر األصبهاين ،احملقق: -٧٨
عبد الكرمي بن إبراهيم العزابوي ،جامعة أم القرى ،مكة املكرمة ،الطبعة األوىل،
1٤٠٨ه.
جمموع رسائل احلافظ ابن رجب احلنبلي ،عبد الرمحن بن أمحد بن رجب ،احملقق: -٧9
طلعت بن فؤاد احللواين ،الفاروق احلديثة ،القاهرة ،الطبعة الثانية1٤٢٤ ،ه.
اجملموع شرح املهذب للشريازي ،حميي الدين بن شرف النووي ،احملقق :حممد بن جنيب -٨٠
املطيعي ،مكتبة اإلرشاد ،جدة ،د.ط ،د.ت.
جمموع فتاوى شيخ اإلسالم أمحد بن تيمية ،جممع امللك فهد لطباعة املصحف -٨1
الشريف ،املدينة املنورة ،د.ط1٤٢٥ ،ه.
خمتار الصحاح ،حممد بن أيب بكر الرازي ،مكتبة لبنان ،بريوت ،د.ط19٨6 ،م. -٨٢
خمتصر منهاج القاصدين ،أمحد بن عبد الرمحن بن قدامه ،احملقق :حممد بن وهيب -٨3
سليمان ،علي بن عبد احلميد أبو اخلري ،دار اخلري ،بريوت ،الطبعة الثالثة1٤1٨ ،ه.
مدارج السالكني بني منازل إايك نعبد وإايك نستعني ،حممد بن أيب بكر ابن قيم -٨٤
اجلوزية ،احملقق :حممد املعتصم ابهلل البغدادي ،دار الكتاب العريب ،بريوت ،الطبعة
السابعة1٤٢3 ،ه.
166
الفهارس
املدخل إىل البحث يف العلوم السلوكية ،صاحل بن محد العساف ،دار الزهراء ،الرايض، -٨٥
الطبعة الثانية1٤33 ،ه.
املدخل إىل التفسري املوضوعي ،إبراهيم بن صاحل احلميضي ،دار ابن اجلوزي ،اململكة -٨6
العربية السعودية ،الطبعة األوىل1٤3٨ ،ه.
املدخل إىل التفسري املوضوعي ،عبد الستار فتح هللا سعيد ،دار التوزيع والنشر -٨٧
اإلسالمية ،القاهرة ،د.ط ،د.ت.
مدخل إىل فقه املهن ،عطية بن فياض ،دار النشر للجامعات ،مصر ،الطبعة األوىل، -٨٨
1٤٢6ه.
املستدرك على الصحيحني ،حممد بن عبد هللا النيسابوري ،دار املعرفة ،بريوت ،د.ط، -٨9
د.ت.
مسند أمحد ،أمحد بن حممد بن حنبل ،دار املنهاج ،د.ب ،الطبعة األوىل1٤31 ،ه. -9٠
املصنف ،عبد الرزاق بن مهام الصنعاين ،احملقق :حبيب الرمحن بن حممد األعظمي، -91
اجمللس العلمي ،جنوب أفريقيا ،الطبعة الثانية1٤٠3 ،ه.
املصنف ،عبد هللا بن حممد بن أيب شيبة ،احملقق :حممد عوامة ،دار القبلة ،جدة، -9٢
الطبعة األوىل1٤٢٧ ،ه.
معامل التنزيل ،احلسني بن مسعود البغوي ،احملقق :حممد بن عبد هللا النمو وآخرون، -93
دار طيبة ،الرايض ،د.ط1٤٠6 ،ه.
املعجم االشتقاقي املؤصل أللفاظ القرآن الكرمي ،حممد حسن جبل ،مكتبة اآلداب، -9٤
القاهرة ،الطبعة األوىل٢٠13 ،م.
معجم التعريفات ،علي بن حممد اجلرجاين ،احملقق :حممد بن صديق املنشاوي ،دار -9٥
الفضيلة ،القاهرة ،د.ط ،د.ت.
معجم الفروق اللغوية ،احلسن بن عبد هللا العسكري ،احملقق :حممد بن إبراهيم سليم، -96
دار العلم والثقافة ،القاهرة ،د.ط1٤1٨ ،ه.
املعجم الكبري ،سليمان بن أمحد الطرباين ،دار ابن تيمية ،القاهرة ،د.ط ،د.ت. -9٧
املعجم الوسيط ،إبراهيم بن مصطفى وآخرون ،جممع اللغة العربية ،مصر ،الطبعة -9٨
16٧
الفهارس
الرابعة1٤٢٥ ،ه.
-99املعني على تدبر الكتاب املبني ،سعد بن أمحد حنتوس ،مركز املعني ،د.ب ،د.ط،
د.ت.
-1٠٠مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة ،حممد بن أيب بكر ابن قيم اجلوزية،
دار الكتب العلمية ،بريوت ،د.ط1٤19 ،ه.
-1٠1املفردات يف غريب القرآن ،احلسني بن حممد االصفهاين ،احملقق :حممد بن سيد
كيالين ،د.ن ،د.ب ،د.ط ،د.ت.
-1٠٢املفهم ملا أشكل من صحيح مسلم ،أمحد بن عمر القرطيب ،احملقق :حميي الدين بن
ديب مستو وآخرون ،دار ابن كثري ،دمشق ،الطبعة األوىل1٤1٧ ،ه.
-1٠3مفهوم التفسري والتأويل واالستنباط والتدبر واملفسر ،مساعد بن سليمان بن انصر
الطيار ،دار ابن اجلوزي ،اململكة العربية السعودية ،الطبعة الثانية1٤٢٧ ،ه.
-1٠٤مقاييس اللغة ،أمحد بن فارس بن زكراي ،احملقق :عبد السالم بن حممد هارون ،دار
الفكر ،د.ب ،د.ط ،د.ت.
-1٠٥املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج ،حيي بن شرف النووي ،دار إحياء الرتاث
العريب ،بريوت ،الطبعة الثانية139٢ ،ه.
-1٠6منهج االستنباط من القرآن الكرمي ،فهد بن مبارك الوهيب ،مركز الدراسات واملعلومات
القرآنية مبعهد اإلمام الشاطيب ،جدة ،الطبعة األوىل1٤٢٨ ،ه.
-1٠٧منهج التفسري املوضوعي للقرآن الكرمي دراسة نقدية ،سامر بن عبد الرمحن رشواين،
دار امللتقى ،حلب ،الطبعة األوىل1٤3٠ ،ه.
-1٠٨املوافقات ،إبراهيم بن موسى الشاطيب ،احملقق :مشهور بن حسن آل سلمان ،دار
ابن عفان ،اخلرب ،الطبعة األوىل1٤1٧ ،ه.
-1٠9املوسوعة القرآنية املتخصصة ،جمموعة من العلماء ،اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية،
د.ب ،د.ط 1٤٢3 ،ه.
-11٠موسوعة علوم القرآن ،عبد القادر بن حممد منصور ،دار القلم العريب ،حلب ،الطبعة
األوىل 1٤٢٢ ،ه.
16٨
الفهارس
-111النبأ العظيم نظرات جديدة يف القرآن الكرمي ،حممد بن عبد هللا دراز ،مركز إبصار،
القاهرة ،الطبعة الثالثة1٤39 ،ه.
-11٢نضرة النعيم يف مكارم أخالق الرسول الكرمي ،-‘-عدد من املختصني إبشراف:
صاحل بن عبد هللا بن محيد ،دار الوسيلة ،جدة ،الطبعة األوىل1٤1٨ ،ه.
-113نظم الدرر يف تناسب اآلايت والسور ،إبراهيم بن عمر البقاعي ،دار الكتاب
اإلسالمي ،القاهرة ،د.ط ،د.ت.
-11٤وسائل الدعوة ،عبد الرحيم بن حممد املغذوي ،دار كنوز أشبيليا ،الرايض ،الطبعة
األوىل1٤٢٠ ،ه.
اثلثاا :األحباث والرسائل العلمية:
-11٥أثر اسرتاتيجية التدبر على حفظ القرآن الكرمي يف التحصيل الفوري ،واملؤجل لدى
عينة من طالبات الصف التاسع األساسي يف حمافظة الطفيلة ،بسام بن سامل القوابعة،
اجمللة الدولية الرتبوية املتخصصة ،جامعة الطفيلة التقنية ،آب ،اجمللد ،3العدد،٨
٢٠1٤م.
-116أثر معلم القرآن يف تعليم التدبر ،إبراهيم بن صاحل احلميضي ،جملة البحوث والدراسات
الشرعية ،د.ن ،د.ب ،العدد 1٤3٤ ،1٤ه.
-11٧أحوال املدعو يف ضوء الكتاب والسنة ،حممد بن عبد الرمحن العمر ،رسالة دكتوراه،
قسم الدعوة ،املعهد العايل للدعوة واالحتساب ،جامعة اإلمام حممد بن سعود
اإلسالمية ،الرايض1٤٢٨ ،ه.
-11٨التقومي يف الدعوة إىل هللا وأمهيته يف العهد النبوي ،ساموكا بن داود سوماورو ،حبث
ماجستري ،قسم الدعوة ،كلية الدعوة واإلعالم ،جامعة اإلمام حممد بن سعود
اإلسالمية ،الرايض1٤16 ،ه.
-119دراسة االجتاه حنو مهنة الدعوة لدى عينة من الدعاة العاملني ابألوقاف وخطباء
املكافأة ،حممد بن مصطفى الديب ،جملة الرتبية ،جامعة األزهر ،مصر ،العدد،٤9
199٥م.
-1٢٠دراسة ميدانية ملشروع تدبر القرآن يف العمل اخلريي النسائي يف مملكة البحرين ،رقية
169
الفهارس
بنت طه العلواين ،حبث مقدم ملؤمتر العمل اخلريي اخلليجي الثالث ،د.ن ،ديب،
٢٠٠٨م.
-1٢1الدعوة إىل هللا شروطها وحقيقتها ،صاحل بن فوزان الفوزان ،جملة احلكمة ،د.ن،
اململكة العربية السعودية ،العدد1999 ،1٨م.
-1٢٢الدعوة إىل هللا مكانتها وكيفيتها ومثراهتا ،صاحل بن فوزان الفوزان ،جملة البحوث
اإلسالمية ،د.ن ،اململكة العربية السعودية ،العدد1991 ،31م.
-1٢3مدى ممارسة معلم القرآن الكرمي لألنشطة التدريسية الالزمة لتحقيق التدبر ،زيد بن
علي الغيلي ،عبد هللا بن عثمان املنصوري ،جملة كلية الرتبية ،جامعة أسيوط ،د.ب،
جملد ،٢٥العدد٢٠٠9 ،٢م.
-1٢٤مستوى أداء معلمي الرتبية اإلسالمية يف تنمية مهارات تدبر القرآن الكرمي لدى
طالب املرحلة الثانوية مبحافظة عنيزة ،حممد بن صاحل الدليقان ،حبث تكميلي
ماجستري ،قسم املناهج وطرق التدريس ،كلية الرتبية ،جامعة أم القرى ،مكة املكرمة،
1٤3٨ه.
أمنوذجا ،حممد بن
ً -1٢٥من مقومات جناح الدعوة يف القرآن الكرمي دعوة موسى -’-
عبد هللا العيدي ،جملة العلوم الشرعية ،جامعة القصيم ،القصيم ،العدد1٤٤1 ،٥ه.
-1٢6منهجية جمالس التدارس يف ضوء الكتاب والسنة وآاثر الصحابة ،حممد بن أمحد
البدور ،جملة العلوم الشرعية ،جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ،الرايض ،العدد
٢٠1٨ ،٥٠م.
-1٢٧مهارات تدبر القرآن الكرمي لدى معلمي القرآن الكرمي ابملرحلة املتوسطة ومعوقات
استخدامها ،خالد بن حسن السهيمي ،رسالة ماجستري ،قسم املناهج وطرق
التدريس ،كلية الرتبية ،جامعة امللك سعود ،الرايض1٤٤٠ ،ه.
1٧٠
الفهارس
ﮌ_
6٥ ،٢٥ ٧ ﲧﲩﲪﲫ}
{ﲣﲤﲥﲦ ﲨ .٤
ﮌ`
ﱘ}
ﱙ {ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ
٤٧ ، ٨ 1 .1٠
{ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ }
61 ٢٨ {ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ} .11
ﱭ}
ﱮ {ﱫ ﱬ
69 ،3٠ ٨٢ .1٥
1٧1
الفهارس
ﮌa
66 ٢ ﲿ}
ﳀ {ﲼ ﲽ ﲾ .19
ﮌb
٤9 3٤ {ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ } .٢٥
ﮌc
3٧ ٥٠ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽﲾ} .٢9
1٧٢
الفهارس
ﮌd
31 ٢ {ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ } .٤٠
ﮌe
٤6 1٢9 {ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳﲴ } .٤1
ﮌf
٤1 63-6٢ {ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ } .٤٢
ﮌg
٥٧ 11٤ {ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟﲠ} .٤3
ﮌh
69 ٢ {ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ} .٤٤
ﮌi
13٥ ٢٨ {ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛﳜ} .٤٨
1٧3
الفهارس
ﮌ rر
٤٤ ٤٠-39 {ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ} .٥1
ﮌl
6٧ ٤٤ {ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ } .٥٢
ﮌm
131 ،31 9 {ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ} .٥6
ﮌn
61 ٢٨ {ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ} .٥٨
ﮌo
٤٤ ٥1 {ﳛ ﳜ ﳝ ﳞﳟ } .6٠
31 ٥٨ {ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑﲒ ﲓﲔ ﲕ ﲖ ﲗ} .61
ﮌp
6٠ ٤٤-٤٢ {ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ} .6٢
1٧٤
الفهارس
ﮌs
٥1 ٨ {ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ} .6٥
ﮌt
36 ٢٢ {ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ} .6٨
ﮌu
٢٤ 33 {ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ } .69
ﮌv
٥٠ 1٠٧ {ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ} .٧٠
ﮌw
٥9 ،٥6 ٢٨ {ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ } .٧1
ﮌx
61 3٤ ﲵ}
ﲺ {ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ .٧3
ﮌ}
6٧ 13 ﱟ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ}
{ﱜﱝﱞ ﱠ .٧٥
1٧٥
الفهارس
ﮌﮯ
٤٨ 1٨ ﳐ}
ﳑ {ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ .٨٠
ﮌ¡
٢1 1٤ {ﱏ} .٨٢
ﮌ£
،6٥ ،3٠ ،٨
٢9 {ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ } .٨3
111 ،٧1
ﮌ¤
31 ٢3 {ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ} .٨٤
ﮌ¥
٤٧ 19 {ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ} .٨٥
ﮌ¦
،33 ،٨
33 {ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ} .٨٧
٨6
ﮌ§
1٧6
الفهارس
ﮌ»
٤1 13 {ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ } .٨9
ﮌ¬
3٠ ،19 ٢٤ {ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ} .91
ﮌ rرات
٥٢ 9 {ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﲐ} .9٢
ﮌ°
٤٧ 33 {ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ} .93
ﮌ²
٢٠ ٤9 {ﳝ ﳞ} .9٤
ﮌ´
1٢٨ 1٧ {ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔﲕ} .9٥
ﮌ¸
٥٧ ٢1 {ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ } .96
ﮌº
٥٨ 1٨ {ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ } .9٧
ﮌÂ
٤٧ 1٢ {ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ} .9٨
1٧٧
الفهارس
ﮌÈ
٤9 1٠ {ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ} .1٠٠
ﮌÊ
٥٨ ٢-1 {ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ} .1٠1
ﮌÌ
٢٢ ٢٠ {ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ} .1٠3
ﮌÛ
٥٧ 1 {ﲑ} .1٠٤
ﮌß
٥9 1 {ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ} .1٠٥
٧9 ٢ {ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ} .1٠6
٥9 ٤ {ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ} .1٠٧
ﮌÜ
٥٧ 1 {ﱹﱺ} .1٠٨
ﮌæ
٥٧ 1 {ﱁﱂ} .1٠9
1٧٨
الفهارس
1٧9
الفهارس
1٨٠
الفهارس
فهرس اجلداول
رقم
اجلداول م
الصفحة
٨٨ مقياس ليكرت 1
٨9 قائمة أبمساء احملكمني ألداة الدراسة ٢
91 معامالت االرتباط بني درجة كل فقرة والدرجة للمحور األول 3
9٢ معامالت االرتباط بني درجة كل فقرة والدرجة للمحور الثاين ٤
9٢ معامالت االرتباط بني درجة كل فقرة والدرجة للمحور الثالث ٥
93 معامالت االرتباط بني درجة كل فقرة والدرجة للمحور الرابع 6
9٤ معامل إلفا كرونباخ لقياس ثبات أداة الدراسة ٧
9٧ توزيع أفراد عينة الدراسة وفق اخلربة التدريسية ٨
99 توزيع أفراد عينة الدراسة وفق املؤهل الدراسي 9
1٠٠ 1٠توزيع أفراد عينة الدراسة وفق مقدار حفظ القرآن الكرمي
1٠1 11توزيع أفراد عينة الدراسة وفق مرحلة التدريس
نتائج اختبار حتليل التباين األحادي ( )One Way ANOVAللفروق يف
1٢استجاابت أفراد العينة حول حماور الدراسة ،واليت ترجع الختالف متغري 1٠٢
اخلربة التدريسية
نتائج اختبار حتليل التباين األحادي ( )One Way ANOVAللفروق يف
13استجاابت أفراد العينة حول حماور الدراسة ،واليت ترجع الختالف متغري 1٠٢
املؤهل الدراسي
نتائج اختبار حتليل التباين األحادي ( )One Way ANOVAللفروق يف
استجاابت أفراد العينة حول حماور الدراسة ،واليت ترجع الختالف متغري
1٠3 1٤
حفظ القرآن الكرمي
1٨1
الفهارس
رقم
اجلدول م
الصفحة
نتائج اختبار حتليل التباين األحادي ( )One Way ANOVAللفروق يف
1٥استجاابت أفراد العينة حول حماور الدراسة ،واليت ترجع الختالف متغري 1٠3
مرحلة التدريس
التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لواقع
1٠٤ 16
تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية فيما يتعلق ابلداعية.
التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لواقع
1٠٧ 1٧
تطبيق تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية فيما يتعلق ابملدعوات.
التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لآلاثر
11٢ 1٨
املعنوية.
التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لآلاثر
11٤ 19
احلسية.
التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية
11٧ ٢٠
للمعوقات الداخلية
التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية
119 ٢1
للمعوقات اخلارجية
التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لسبل
1٢٢ ٢٢
التغلب على املعوقات الداخلية.
التكرارات والنسب املئوية واملتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية لسبل
1٢٤ ٢3
التغلب على املعوقات اخلارجية.
1٨٢
الفهارس
فهرس املوضوعات
الصفحة فهرس املوضوعات
1 ملخص الدراسة
٥ شكر وتقدير
7 املقدمة
٨ أوال :أمهية الدراسة وأسباب االختيار:
ً
1٠ اثنيًا :أهداف الدراسة:
1٠ اثلثًا :تساؤالت الدراسة:
11 ابعا :الدراسات السابقة:
رً
13 خامسا :منهج الدراسة:
ً
1٤ سادسا :جمتمع الدراسة وعينته وأدواته:
ً
1٥ سابعا :تقسيمات الدراسة:
ً
الفصل التمهيدي :مفهوم تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى
16
الداعيات وأمهيته
املبحث األول:
17
مفهوم أثر تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى الداعيات
املطلب األول :مفهوم أثر تدبر القرآن يف تعزيز املسؤولية املهنية لدى
19
الداعيات يف اللغة واالصطالح
19 أوال :مفهوم األثر:
ً
19 اثنيًا :مفهوم التدبر:
٢1 اثلثًا :مفهوم القرآن:
٢1 ابعا :مفهوم التعزيز:
رً
٢1 خامسا :مفهوم املسؤولية:
ً
٢٢ سادسا :مفهوم املهنة:
ً
1٨3
الفهارس
1٨٤
الفهارس
1٨٥
الفهارس
1٨6
الفهارس
1٨٧
الفهارس
1٨٨
الفهارس
1٨9