Professional Documents
Culture Documents
-ما معنى اإليمان الوارد يف األحاديث النبوية التي استدل هبا مؤلف منهج
أي مدى يتطابق ما توصل إليه من معنى مع فهم علماء اللغة
المتدبر الصغير؟ وإلى ِّ
والحديث الشريف؟
-وما مدى مناسبة المنهج تربو ًّيا لألطفال يف المرحلة العمرية من 8 :6
سنوات؟
ِ
وتوصلت الدراسة إلى أنه َو ْف ًقا للمعايير العلمية يف علم المناهج ،فال وجود
فعلي لمنهج تعليمي باسم منهج المتدبر الصغير يتضمن تطبي ًقا عمل ًّيا لما ذكره
ً
كاماًل ،أو حتى نسبة واحد المؤلف يف نشرته التعريفية من َتدَ ُّب ٍر للقرآن الكريم
309
بالمائة منه ،باإلضافة إلى خطأ األُسس التي استنتجها مؤلف المنهج من األدلة
الشرعية التي عرضها فيما يتعلق بمعنى اإليمان ،ومخاطبة الشرع لألطفال يف س ِّن
السادسة إلى الثامنة بالتدبر.
310
The little mutadabir curriculum
«an Evaluation study»
Email: m- bakry@edu.bsu.edu.eg
Abstract
The Holly Qur’an is the main source of Islamic education.
Therefore, there is a need for scientific evaluation of the curricula
related to its education. The current research evaluate what is known
as the “Almutadabir alsaghir” curriculum through an analytical and
descriptive study, to answer the following questions: To what extent
does the author’s conclusion coincide with the statements of hadiths
scholars? To what extent does the Sharia obliges a child 6- 8 to make
tadabbour? To what extent are the components and elements of the
educational curriculum available in this curriculum? Results showed
that there is no actual educational curriculum in the name of the
311
“Almutadabir alsaghir” that includes a practical application of what
the author mentioned in his brochure regarding the tadabbour of the
entire Holy Qur’an. In addition to, the error of the foundations that
the author of the curriculum concluded from the Haddith, The current
study recommends the necessity of concerted scientific efforts from
different disciplines (interpretation, Quranic sciences and education)
to build educational curricula that take into account the purposes
of Sharia in dealing with the Quran (memorization, understanding,
reflection, and action). With the need to be careful when dealing with
the widespread educational curricula prepared by non- specialists
312
ِّ
وصل ﴿ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ﴾ [الكهف،]1 :
نورا وهدً ى ،وجعلت فيه
امتننت عليه يإنزال كتابك ً
َ اللهم وسلم وبارك على َم ِن
ألمته والعالمين رحمة وذكرى﴿ ،ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ
فتسعى المجتمعات للحفاظ على ُه ِّويتِ َها واستقرارها ،وتحقيق أهدافها ،وال
يتأتى ذلك إال برتبية أفرادها تربي ًة تتفق مع ُه ِّويتهم ،وتغرس فيهم قيم مجتمعهم
ِ
-ر ْغ َم تعدد صورها -ضرورة اجتماعية.وأهدافه الكربى ،وم ْن َث َّم فإن الرتبية ُ
ً
وصواًل ومهما تعددت أدوات الرتبية إلحداث تغييرات جذرية يف المجتمعات
ألفضل المخرجات التي تحقق أهداف أفرادها ،وبالتالي أهداف المجتمع ً
كاماًل،
تظل المناهج التعليمية أحد أهم هذه األدوات؛ إذ هي مضمون الرتبية ومحتواها،
وأداهتا لتحقيق األهداف الرتبوية ،وإعداد أفرادها بمواصفات تتوافق ومعاييرها؛
ومِ ْن َث َّم يكتسب المنهج أهميته من أهمية العملية التعليمية نفسها؛ إذ يمثل مع
المعلم والمتعلم األركان الثالثة الرئيسة للعملية التعليمية.
313
وظهورا لحالة إنسانية عالمية واحدة(((39؛ مما يعني محاولة فرض أنموذج
ً واحدً ا،
القيم الليربالية ،وتذوب الفروق العقدية واالجتماعية؛
ُ عالمي واحد هتيمن فيه
وذلك بالغزو الثقايف -اعتما ًدا على وسائل اإلعالم -تارة ،أو باإلكراه والتبعية
القهرية عن طريق االتفاقيات تارة أخرى( .((39وتعتمد العولمة يف كل ذلك على
مخططات وأعمال فكرية وتربوية بغية إحداث تأثير نفسي ُ
وخلقي ،وتوجيه سلوكي
للفرد والمجتمع؛ يف محاولة إلذهاب شخصية األُمة ،وإزالة معاين األصالة والقوة
ِ
وس ْلخها من عقيدهتا ،وحضارهتا لتصبح ْ
مس ًخا تاب ًعا لغيرها. فيها ،بل َ
كما َّ
أن ما يزخر به العصر الحالي من متغيرات معرفية وتكنولوجية له انعكاساته
سهلت وسائل اإلعالم والتواصل الثقايف
ْ على كل مظاهر الحياة ،وخاصة الرتبية؛ فقد
-عرب وسائط االتصال والقنوات الفضائية -الوصول إلى المعلومات ،والتعرف
على الثقافات .ومن هذه الثقافات ما يتوافق مع قيم اإلسالم وعقيدته ،ومنها -بل
ً
محااًل متابعة كل هذه الوسائل والقنوات والرد ربما أكثرها -ما يعارضه .وبات
عليها ،وبيان أغالطها؛ ومن َث َّم كان تحصين الناشئة بتعليمهم صحيح العقيدة،
ونافع القيم أمثل الطرق لمواجهة هذا االنفتاح ،وكل ذلك يدفع نحو زيادة االهتمام
بالمناهج التعليمية التي تمثل أحد أهم وسائل المجتمع للقيام بذلك.
( ((39أبو بكر رفيق« ،مخاطر العولمة على الهوية الثقافية للعالم اإلسالمية» .مجلة دراسات الجامعة
اإلسالمية شيتاغونغ ،ج.16 :5 :)2007( ،4
( ((39صالح حسن خضر« ،دور الرتبية يف مواجهة سلبيات العولمة من منظور إسالمي» .مجلة بحوث
الرتبية النوعية ،ع.132 :89 :)2005( ،5
314
ــمدقـملا
خربات تعليمية تساعد يف إعداد الفرد المصطبغ بصبغة اإلسالم عقيدةً ،وعبادةً،
وخ ُل ًقا ،الصالح للخالفة يف األرض بعمراهناُ ،
وحسن االستفادة من ثرواهتا. ُ
ومن هنا يربز الدور الرئيس لعملية تقويم المناهج ،والتي ُتعرف بأهنا عملية
الخاصة
َّ «إصدار حكم على صالح َّية المناهج الدراس َّية ،عن طريق تجميع البيانات
للحكم عليها ،وتحليلها ،وتفسيرها يف ضوء معايير موضوع َّية تساعد على ا ِّتخاذ
قرارات مناسبة بشأن المنهج»( .((39ويرى تايلر َّ
أن عملية التقويم َت ْهدُ ف إلى
تحديد مدى ما تحقق ً
فعاًل من األهداف الرتبوية ،من خالل خربات المنهج وطرق
-أيضا -تمييز نقاط القوة والضعف يف المنهج ،ومراجعة صدق
التدريس ،وتتضمن ً
الفروض األساسية التي على أساسها ينظم ويطور ،وسالمتها ،وتحديد مدى فاعلية
الوسائل والمعلمين والظروف األخرى التي تستخدم يف تنفيذه(.((39
عالوة على تحديد قيمة المنهج ،ومستوى تحقيقه لألهداف المرتبطة به،
والتحقق من مدى مالءمته للمرحلة العمرية والنمائية للمتعلم ،وإظهار جوانب
القوة والضعف أو النقص والخلل فيه؛ ومِ ْن َث َّم المساعدة يف تطويره .وأشار
محمد الشافعي ،راشد حمد الكثيري ،سر الختم عثمان علي« ،المنهج المدرسي من
( ((39إبراهيم َّ
منظور جديد»( .د.ط ،الرياض :العبيكان1996 ،م).367 ،366 ،
( ((39رالف تايلر« ،أساسيات المناهج» .ترجمة :أحمد خيري كاظم ،وجابر عبد الحميد( ،د.ط،
مصر :دار النهضة1982 ،م).131 ،
315
(((40 (((40
إلى أن تقويم المنهج يهدُ ف إلى واحدة والجرداين كونينجسورث
من ثالثة« :إما اعتماد كتاب دراسي جديد ،أو تحديد جوانب القوة والضعف يف
-أيضا -مقارنة الكتب الدراسية
ً الكتاب الدراسي الحالي .كما يمكن من خالله
المختلفة المستخدمة يف منهج أو برنامج معين».
ولعل من أهم ما يتأكد أن تنصرف إليه همة القائمين على تقييم المناهج
ٍ
مكانة؛ إذ هو التعليمية؛ تقييم مناهج تعليم القرآن الكريم؛ لما للقرآن الكريم من
ِعماد الم َّلة ،ومصدر الحكمة ،كما أنه المصدر األساس يف الرتبية اإلسالمية ،بل هو
ُ
النقول عن العلماء يف القاعدة التي يرتكز عليها اإلسالم عقيد ًة وشريعةً؛ لذا كثرت
أهمية تعلم القرآن الكريم ،وخاصة يف مرحلة الطفولة ،إذ إن يف تعليم الطفل القرآن
مدخاًل إلصالحه يف كربه؛ من ذلك ما قال اب ُن خلدون(:((40
ً الكريم يف صغره
«تعليم الولدان للقرآن شعار من شعائر الدين ،أخذ به أهالي الملة ،و َد َرجوا عليه من
جميع أمصارهم؛ لماِ يسبق إلى القلوب من رسوخ اإليمان وعقائده ،بسبب آيات
القرآن ،ومتون األحاديث ،وصار القرآن أصل التعليم الذي ُبني عليه ما ُي َح َّص ُل َب ْعدُ
من الملكات» .وقال ابن الجوزي(« :((40أما تدبير العلم فينبغي أن يحمل الصبي
(400) Al jardan , khalid salim saif, “The Need for Developing a Framework for Curriculum
Evaluation”. Proceedings of ICERI2011 Conference. 14th-16th November,
Madrid, Spain. (2011): 128-134.
(401) Worth, Cunnings, “Analyzing and evaluating course book: a rationale and some
Guidelines' in Choosing your Course book”. chapter 2: Heinemann, (1995): 8-24.
( ((40عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون« ،مقدمة ابن خلدون» .تحقيق :عبد اهلل محمد الدرويش،
(د.ط ،دمشق :دار يعرب1425 ،هـ).353 ،
( ((40عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي« ،صيد الخاطر» .بعناية :حسن المساحي سويدان( ،د.ط،
دمشق :دار القلم1425 ،هـ).257 ،
316
ــمدقـملا
من حين يبلغ خمس سنين على التشاغل بالقرآن والفقه وسماع الحديث ،وليحصل
له المحفوظات أكثر من المسموعات؛ ألن زمان الحفظ إلى خمس عشرة سنة ،فإذا
بلغ تشتت همتُه ...وأول ما ينبغي أن يكلف حفظ القرآن متقنًا ،فإنه يثبت ويختلط
باللحم والدم».
وكان من شروطهم يف طلب العلم َتع ُّلم القرآن وحفظه؛ يقول اإلمام
النووي( &((40عن تعليم األطفال« :وينبغي أن يبدأ من دروسه على المشايخ :ويف
الحفظ والتكرار والمطالعة باألهم فاألهم :وأولمايبتدئبهحفظالقرآنالعزيز؛
أهم العلوم ،وكان السلف ال يعلمون الحديث والفقه إال لمن حفظ القرآن».
فهو ُّ
أنموذجا يحتذى يف تعلم القرآن وتعليمه ،فهذا أبو موسى
ً بل قد مثل الصحابة ÷
األشعري #يع ِّلم الناس القرآن بمسجد البصرة وهو أميرهم؛ يقول أنس بن مالك
« :#بعثني األشعري إلى عمر ،فقال لي عمر :كيف تركت األشعري؟ فقلت له:
تركته يعلم الناس القرآن ،فقال :أما إنه َك ِّي ٌس ،وال تسمعها إياه»( .((40واقتفى أثرهم
َمن بعدهم ،حتى أن أبا عبد الرحمن السلمي اشتغل معظم حياته بتعليم القرآن بعد
أن تعلمه ممن أدركه من الصحابة ÷ وكان يقول -عندما يروي حديث« :خيركم
َمن َتع َّلم القرآن و َع َّلمه»« :-وذاك الذي أقعدين مقعدي هذا»( .((40ونقلوا ذلك إلى
( ((40يحيى بن شرف النووي« ،المجموع شرح المهذب مع تكملة السبكي والمطيعي»( ،القاهرة:
دار الفكر ،د .ت).38 ،
( ((40محمد بن سعد بن منيع« ،الطبقات الكربى» ،تحقيق :إحسان عباس ،ط( ،1بيروت :دار صادر،
.345 ،)1968
( ((40أحمد بن علي بن حجر العسقالين« ،فتح الباري شرح صحيح البخاري»( ،بيروت :دار المعرفة،
.77 ،)1379
317
َمن بعدهم من خالل حرصهم على تعليم أوالدهم القرآن يف س ٍّن مبكرة؛ إذ َّ
إن قلب
الصغير ما يزال خال ًيا؛ فيكون ذلك عونًا له على الحفظ ،ومِ ْن َث َّم الفهم والعمل،
قال الحسن البصري & (َ « :((40قدِّ موا إلينا أحداثكم؛ فإهنم أفرغ قلو ًبا ،وأحفظ
فمن أراد اهلل أن يتمه له أتمه» .وقد َّبوب البخاري يف «صحيحه» :باب
لما سمعواَ ،
تعليم الصبيان القرآن.
ولعل أهم ما يميز مناهج تعليم القرآن يف القرون األولى الفاضلة خاصية
الشمول؛ إذ كان اشتغالهم بالقرآن يتضمن قراءته وحفظه ،قال أنس « :((40(#كان
الرجل إذا قرأ البقر َة َ
وآل عمران جدَّ يف أعيننا» ،وكانوا يتنادون يف يوم اليمامة( :يا
أصحاب سورة البقرة) حتى فتح اهلل عليهم ،مع الحرص على فهمه ،و َتع ُّلم ما فيه
من األحكام ،واألوامر والنواهي والعرب ،قال ابن تيمية &« :العادة تمنع أن يقرأ قوم
كتا ًبا يف فن من العلم -كالطب والحساب -وال يستشرحوه ،فكيف بكالم اهلل الذي
هو عصمتهم ،وبه نجاهتم وسعادهتم ،وقيام دينهم ودنياهم؟!»( ،((40ويقول ً
أيضا:
«بل تعلم معانيه -أي القرآن -هو المقصود األول بتعليم حروفه ،وذلك هو الذي
يزيد يف اإليمان» .ثم السعي الحثيث إلى العمل به ،إذ تظل األفكار مجرد شعارات
لما
أنموذجا لمن أراد أن يقتدي؛ لذا َّ
ً الواقع؛ فتتجسد خل ًقا يمثل
َ لفظية حتى تالمس
( ((40أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي« ،الجامع ألخالق الراوي وآداب السامع» .تحقيق:
محمود الطحان( ،د.ط ،الرياض :مكتبة المعارف1989 ،م).162 ،
( ((40أحمد بن حنبل« ،مسند اإلمام أحمد بن حنبل» ،تحقيق :شعيب األرناءوط -عادل مرشد،
وآخرين( ،ط ،1بيروت :مؤسسة الرسالة١٤٢١ ،هـ).47 ،
( ((40أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم ابن تيمية الحراين« ،مقدمة يف أصول التفسير»( ،د.ط،
بيروت :دار مكتبة الحياة1490 ،هـ).10 ،
318
ــمدقـملا
ُسئِ َل ْت أ ُّم المؤمنين عائشة $عن ُخ ُلقه | قالت« :ألست تقرأ القرآن؟» ،قلت:
بلى ،قالت« :فإن ُخ ُلق نبي اهلل | كان القرآن»(.((41
وقد ُجمعت هذه المنهجية الشاملة يف ٍ
أثر أبي عبد الرحمن السلمي« :حدَّ ثنا الذين
كانوا ُيقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد اهلل بن مسعود وغيرهما :أهنم كانوا إذا تعلموا
من النبي | عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل» ،قالوا:
«فتعلمنا القرآن ،والعلم ،والعمل جمي ًعا» ،ولهذا كانوا يبقون مد ًة يف حفظ السورة.
ٍ
بطرف من هذه المنهجية ،ووضع ثم خلف من بعد ذلك خلوف أخذ ٌّ
كل منهم
ً
-أصاًل -يف مقابل بعضها البعض ،وكأهنا متعارضة ال يمكن أركاهنا المتكاملة
الحفظ يف مقابل الفهم ،وكليهما يف مقابل العمل ،وعن َ
ْون َ العمل هبا جمي ًعا ،فجعلوا
ٌّ
كل منهم ما أوصله إليه تفكيره -سواء أخطأ كان أم صوا ًبا -بالمنهجية النبوية يف
تعليم القرآن الكريم ،بل َ
وشن ََّع على غيره.
وتأسيسا على ما تقدَّ م َتهدُ ف الدراسة الحالية إلى تقييم ما ُعرف بــــــــــ«منهج
ً
المتدبر الصغير» يف ضوء األُسس الشرعية والرتبوية ،ولعل اختيار تقويم هذا المنهج
دون غيره يرجع ألسباب منها:
· كثرة الدعاية المروجة للعمل «المنهج» باعتباره يمثل المنهج النبوي لتعليم
كثيرا ما تطالع قارئه عبارة تشير إلى ذلك ،مثل« :أهداف المنهج:
القرآن لألطفال؛ إذ ً
إحياء المنهج النبوي يف التعامل مع القرآن؛ والذي ُر ِّبي به أطفال الصحابة».
( ((41مسلم بن الحجاج القشيري« .صحيح مسلم» ،تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي( ،د.ط ،القاهرة:
مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه1374 ،هـ).512 ،
319
أمر أن هذا العمل استهدف مرحلة الطفولة ،ومعلوم َّ
أن التعليم يف الصغر ٌ · َّ
يثبت يف قلب الطفل ،فإن َش َ
اب هذا التعليم شائبة؛ كان لذلك بالغ األثر يف حياة
المرء بعد.
�أ�سئلة البحث:
وتحقي ًقا لهذا الهدف تحاول الدراس ُة الحالية اإلجابة عن األسئلة التالية:
َّ
استدل هبا مؤلف منهج المتدبر · ما معنى اإليمان الوارد يف األحاديث التي
الصغير؟ وإلى أي مدى يتطابق ما توصل إليه من معنى مع فهم علماء اللغة
والحديث؟
�إجراءات البحث:
نظرا لكون تخصص الباحث يف المرحلة الجامعية األولى كان اللغة العربية
( ((41ملحوظة مهمةً :
والرتبية اإلسالمية ،ثم تخصص يف المناهج وطرق تدريس اللغة العربية والرتبية اإلسالمية ،فهو
=
320
ــمدقـملا
-المبحث األول :تحرير المفاهيم التي ارتكز عليها منهج المتدبر الصغير،
وفيه مطلبان:
oالمطلب األول :مفهوم اإليمان يف األحاديث التي وردت يف منهج المتدبر الصغير.
oالمطلب الثاين :مفهوم «الفتيان الحزاورة» الذي ُبني عليه تحديد المرحلة
العمرية لمنهج المتدبر الصغير.
-المبحث الثاين :مدى توافر عناصر المنهج التعليمي ومقوماته يف منهج المتدبر
الصغير ،ومدى مناسبته تربو ًّيا لألطفال يف المرحلة العمرية من 8 -6سنوات.
-االقتصار على تقييم منهج المتدبر الصغير بنا ًء على ما ورد يف كتاب «النشرة
التعريفية بمنهج المتدبر الصغير» ،والكتب الثالثة المستخدمة لتطبيقه« :لبيب والتعامل
النجيب ،وغريب والتعامل العجيب ،ولبيب وغريب ورسائل القريب المجيب»(.((41
التعريفية بمنهج المتدبر الصغير» ،وإنما يحاول أن يوسع أفكاره؛ فاألفكار الرئيسة الواردة يف =
كليهما تدور من وجهة نظر مؤلفهما حول :أن اإليمان الوارد يف األحاديث هو إيمان خاص
شرعا
بالقرآن ،وليس اإليمان بمعناه الشرعي العام ،وأن األطفال يف سن ( )8 -6مخاطبون ً
تم مناقشته وتفنيده يف البحث الحالي .ويتضمن الكتاب
بالتدبر وهو يف مقدورهم ،وهو ما َّ
ٍ
وتفنيد ،وال يتسع لها مقام البحث ٍ
لفحص كثيرا من األفكار الجزئية التي تحتاج
المذكور ً
الحالي.
322
ربدتملا جهنم اهيلع زكترا يتلا ميهافملا ريرحت :لوألا ثحبملا
المبحث األول:
بنى مؤلف «منهج المتدبر الصغير» منهجه على أساس أن معنى اإليمان الوارد
يف حديث عبد اهلل بن عمر ،وحديث جندب بن عبد اهلل ÷ ليس هو اإليمان بمعناه
العام ،والذي هو اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر والقدر؛ بل لون
َمخصوص من اإليمان وهو (اإليمان بالقرآن( ،وقد َذكر ذلك يف نشرته التعريفية
ص ،18تحت عنوان «الخالصة والرتجيح» ،فقال:
323
إلى أن المقصود باإليمان فيها ليس هو اإليمان بمعناه العام ،بل هو لون َمخصوص
من اإليمان وهو (اإليمان بالقرآن(ً ،
فضاًل عن كون هذا اإليمان ناش ًئا عن التدبر.
وقد خالف المؤلف باستنتاجاته تلك ما ذهب إليه شراح الحديث من تفسير
المقصود باإليمان يف األحاديث بأنه اإليمان العام؛ والذي هو الرتبية على أصول اإليمان
العامة من اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر وال َقدَ ر ،وتعلم معانيه َتع ُّل ًما
عمل ًّيا من أفعاله | وأحواله ،و َتلق ًّيا من ُسنته ،وتعليمه لهم .ولتوضيح هذا الخطأ نورد
أقوال بعض العلماء يف تحديد معنى اإليمان المذكور يف اآلثار الواردة عن الصحابة:
-قال صاحب «مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه(« :فتعلمنا
اإليمان) أي :أركانه (قبل أن نتعلم القرآن ،فازددنا به) أي :بسبب القرآن (إيمانًا)؛
أي :يقينًا»(.((41
( ((41محمد األمين بن عبد اهلل بن يوسف بن حسن األرمي« ،شرح سنن ابن ماجه المسمى مرشد
ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه ،والقول المكتفى على سنن المصطفى»( ،ط،1
بيروت :دار طوق النجاة.227 ،)2018 ،
( ((41محمد بن علي بن آدم بن موسى« ،مشارق األنوار الوهاجة ومطالع األسرار البهاجة يف شرح
=
324
ربدتملا جهنم اهيلع زكترا يتلا ميهافملا ريرحت :لوألا ثحبملا
-ورد يف شروح سنن ابن ماجه« :قوله( :ثم تعلمنا ...إلخ) استفيد منه أن
تعلم علم العقائد قبل تعلم الفقه والقرآن».
-وقال الراجحي( ((41يف «شرح سنن ابن ماجه»« :عن جندب بن عبد اهلل
قال( :كنا مع النبي | ونحن فتيان حزاورة ،فتعلمنا اإليمان قبل أن نتعلم القرآن،
ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانًا) .حزاورة يعني :فتيانًا أشداء أقوياء ،وقوله( :تعلمنا
اإليمان) يعني :الشهادتين».
سنن اإلمام ابن ماجه»( ،ط ،1الرياض :دار المغني1427 ،هـ).251 ، =
( ((41عبد العزيز بن عبد اهلل الراجحي« ،شرح سنن ابن ماجه» ،مصدر الكتاب :دروس صوتية قام
آليا ،ورقم الجزء
بتفريغها موقع الشبكة اإلسالمية [ ،http://www.islamweb.netالكتاب مرقم ًّ
درسا].18 ،2019 ،
هو رقم الدرسً 18 -
( ((41عمر بن عبد اهلل بن محمد المقبل« ،مواعظ الصحابة ÷ :مواعظ علمية منهجية وتربوية»،
(ط ،1الرياض :مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع1435 ،هـ).189 ،
325
بمعناه العام من أن العلماء أوردوا الحديث يف كتاب اإليمان من كتبهم ،وكل
األحاديث قبله وبعده تدل على الكالم عن اإليمان بمعناه العام ،ومن أمثلة ذلك:
-وأورده اإلمام البيهقي( ((41يف «شعب اإليمان»( :باب القول يف زيادة اإليمان
ونقصانه وتفاضل أهل اإليمان يف إيماهنم).
-وذكره اإلمام ابن منده يف كتاب «اإليمان»( :((41باب «ذكر صفة أصحاب
رسول اهلل | -ومنزلتهم من اإليمان واتباعهم القرآن».
وتأسيسا على ما سبق يمكن التوصل إلى أن تفسير شراح الحديث لمعنى
ً
اإليمان الوارد يف حديث جندب بن عبد اهلل هو اإليمان بمعناه العام؛ وليس إيمانًا
خاصا بالقرآن كما ذهب إليه مؤلف منهج المتدبر الصغير ،ومِ ْن َث َّم يتضح خطأ
ًّ
األساس األول الذي بنى المؤلف منهجه عليه.
( ((41محمد بن يزيد ابن ماجه القزويني ،أبو عبد اهلل ،ابن ماجه« ،سنن ابن ماجه» ،تحقيق :شعيب
األرناءوط وآخرين( ،ط ،1بيروت :دار الرسالة العالمية ،د .ت).42 ،
( ((41أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي« ،سنن البيهقي الكربى» ،تحقيق :محمد عبد
القادر عطا( ،مكة المكرمة :مكتبة دار الباز.123 ،)1414 ،
( ((41محمد بن إسحاق بن يحيى ،ابن منده« ،اإليمان» ،تحقيق :علي بن محمد بن ناصر الفقيهي،
(ط ،2بيروت :مؤسسة الرسالة.369 ،)1406 ،
326
ربدتملا جهنم اهيلع زكترا يتلا ميهافملا ريرحت :لوألا ثحبملا
بالحزور
َّ أن المؤلف ذكر ص 12يف شرحه ألقوال العلماء يف المقصود
ورغم َّ
ما نصه:
«وكالم العلماء يدور حول كونه وص ًفا جسمان ًّيا (القوة والشدة والخدمة) ،أو
َّ
«فلعل هذا وص ًفا زمان ًّيا (مقاربة البلوغ) ،أو هما م ًعا» ،نجده استنتج من ذلك قوله:
الحارة -ال يبلغ
َّ -وخصوصا يف البيئات
ً الحزور
َّ الوصف مما يعتضد به القول َّ
بأن
التاسعة على أكثر تقدير».
( ((42محمد بن يزيد بن ماجه القزويني« ،سنن ابن ماجه» ،تحقيق :شعيب األرناءوط وآخرين( ،ط،1
بيروت :دار الرسالة العالمية ،د .ت) .42 ،صححه األلباين يف «صحيح سنن ابن ماجه».
327
وأكد مخاطبة الشرع األطفال يف عمر 8 -6بالتدبر بإيراد حديث ابن عباس
أيضا أن النبي
^ ،وأثر أم المؤمنين عائشة $؛ إذ ذكر« :ومما يدل على ذلك ً
| قد ُت ِّو ِّفي والبن ع َّباس عشر سنين ،ويف رواية« :و َأنَا يومئذ مختون»َ ،وكَانوا َ
ال َ
َ
يدرك (يبلغ( ،وأثر أم المؤمنين عائشة « :$إذا بلغت الجارية َ
يختنون الرجل َحتَّى
تسع سنين فهي امرأة»(.»((42
ويتطلب الحكم على استنتاج المؤلف أن الشرع يخاطب األطفال يف عمر 8 -6
بالتدبر= عرض أقوال علماء اللغة ،والمفسرين ،وشراح كتب الحديث وغريبه للفظة
الحزور ،وأقوالهم ( يف حديث ابن عباس ^ ،وأثر عائشة $وبيانه كالتالي:
َّ
� ً
أواًل :ما املق�صود باحلز َّور عند العلماء؟ وما �سنُّه احلقيقي؟
شراح
تم الرجوع إلى كالم أهل اللغة والمعاجم ،وكتب َّ
ولإلجابة عن ذلك َّ
«الحزور»،
َّ غريب الحديث ،والجمع بينها لتحديد ال ُع ُمر الزمني المقصود بكلمة
وبيانه كالتالي:
( ((42محمد بن عيسى بن سورة الرتمذي« ،سنن الرتمذي ،وهو الجامع الصحيح» ،تحقيق :مركز
البحوث وتقنية المعلومات( ،القاهرة :دار التأصيل1435 ،هـ).207 ،
الزبيدي« ،تاج العروس من جواهر القاموس»،
محمد بن عبد الرزّ اق الحسيني َّ
َّ محمد بن
َّ (((42
تحقيق :عبد الستار أحمد فراج( ،د.ط ،الكويت :مطبعة حكومة الكويت ،د .ت).2684 ،
328
ربدتملا جهنم اهيلع زكترا يتلا ميهافملا ريرحت :لوألا ثحبملا
قاربوا البلوغ ،وهو على التشبيه بالرابية كما حققه غير واحد البالغ إذا اجتمعت قوته».
· وقال الثعالبي( ((42يف «فقه اللغة وأسرار العربية»« :فإذا كاد يجاوز العشر
السنين أو جاوزها فهو مرتعرع وناشئ ،فإذا كاد يبلغ الحلم أو بلغه فهو يافع ومراهق،
احتلم واجتمعت قو ُته فهو حزور وحزور .واسمه يف جميع هذه األحوال التي
َ فإذا
ذكرنا غالم».
· ويف «تحفة المودود بأحكام المولود» البن القيم(« :((42فإذا بلغ العشر
الحلم فهو يافع ومراهق ومناهز للحلم ،فإذا بلغ
َ فهو مرتعرع وناشئ ،فإذا قارب
فهو بالغ ،فإذا اجتمعت قوته فهو حزور ،واسمه يف جميع ذلك :غالم ما لم يخضر
اخضر شاربه وأخذ عذاره يف الطلوع فهو باقل».
َّ شاربه ،فإذا
( ((42عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي« ،فقه اللغة وأسرار العربية» ،تحقيق :السقا واإلبياري
وشلبي( ،د.ط ،مصر :مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده .د .ت).78 ،
( ((42محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن القيم« ،تحفة المودود بأحكام المولود» ،تحقيق :عبد القادر
األرناءوط( ،ط ،1دمشق :مكتبة دار البيان.302 ،)1391 ،
( ((42محمود بن عبد اهلل الحسيني اآللوسي« ،روح المعاين يف تفسير القرآن العظيم والسبع المثاين»،
تحقيق :علي عبد الباري عطية( ،ط ،1بيروت :دار الكتب العلمية 1415 ،هـ).157 ،
329
الح َز َّو ُر من ألفاظ األضداد ،ومِ ْن َث َّم يمكن حمله على معنيين متضادين،
بَ -
الرجال؛ ففي «لسان الض ِع ُ
يف من ِّ أيضا َّ والح َز َّور ً
َ جل ال َق ِو ُّي َّ
الشديدُ ، الر ُ
وهماَّ :
العرب» البن منظور(« :((42يقال للغالم إذا راهق ولم يدرك بعد حزور ،وإذا أدرك
أيضا؛ قال النابغة :نزع الحزور بالرشاء المحصد
وقوي واشتد ،فهو حزور ً
قال :أراد البالغ القوي .قال :وقال أبو حاتم يف «األضداد» :الحزور الغالم إذا
اشتد وقوي ،والحزور :الضعيف من الرجال ،وأنشد:
بــــذي صـــولـــة فـــــان ،وال بــحــزور ومـــا أنـــا ،إن دافــعــت مــصــراع بابه
وقال آخر:
( ((42محمد بن مكرم بن علي ابن منظور« ،لسان العرب»( ،ط ،3بيروت :دار صادر ،د ت).187 ،
( ((42أحمد بن يوسف بن عبد الدائم السمين الحلبي« ،الدر المصون يف علوم الكتاب المكنون»،
تحقيق :أحمد محمد الخراط( ،د.ط ،بيروت :دار القلم ،د .ت).160 ،
330
ربدتملا جهنم اهيلع زكترا يتلا ميهافملا ريرحت :لوألا ثحبملا
ٍ
خمس وعشرين سنة ،ثمَ « ،عنَ ْطنَطا» إلى ثالثين». خمس عشرة ،ثم يصير « ُق ُمدًّ ا» إلى
شراح الحديث وغريبه:
-2معنى الحزور عند َّ
يدور معنى الحزور عند شراح الحديث وغريبه بين معنيين ،هما:
أ -المراهق:
واشتَدَّ َو َق ِو َي:
ب -الغالم إذا قارب البلوغ ْ
( ((42محمود بن عمر الزمخشري« ،الفائق يف غريب الحديث» ،تحقيق :علي محمد البجاوي -محمد
أبو الفضل إبراهيم ،ط( ،2لبنان :دار المعرفة.281 ،)1971 ،
( ((42ابن الجوزي« ،غريب الحديث» ،تحقيق :عبد المعطي أمين قلعجي( ،ط ،1بيروت :دار الكتب
العلمية.211 ،)1985 ،
( ((43عبد اهلل بن مسلم ابن قتيبة الدينوري« ،غريب الحديث البن قتيبة»( ،ط ،1بيروت :دار الكتب
العلمية1408 ،هـ).758 ،
( ((43المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن األثير الجزري« ،النهاية يف غريب الحديث واألثر»،
=
331
وح َز َّو ٍر ،وهو «(حزور) فيهُ « :كنَّا مع رسول اهلل | ِغلمانًا َح َز ِ
اورة» هو َج ْمع َح ْز َو ٍر َ
الذي قارب البلوغ ،والتاء لِتأنيث الجمع».
َّ
استدل هبا المؤلف ولتوضيح ذلك ،تورد الدراسة الحالية األحاديث التي
بكاملها ،ثم تناقش مدى صحة ما توصل إليه .والحديث األول بكامله َق َال ابن
عباس ^« :إِ َّن ا َّل ِذي َتدْ ُعو َن ُه ا ْل ُم َف َّص َل ُه َو ا ْل ُم ْح َك ُم»َ .و َق َال ا ْب ُن َع َّباسُ « :ت ُو ِّف َى
تحقيق :أحمد الزاوي ،محمود محمد الطناحي( ،د.ط ،بيروت :المكتبة العلمية1399 ،هـ).380 ، =
( ((43محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد المديني األصبهاين« ،المجموع المغيث يف غريبي القرآن
والحديث» ،تحقيق :عبد الكريم العزباوي( ،ط ،1مكة المكرمة :مركز البحث العلمي وإحياء
الرتاث اإلسالمي ،كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية ،جامعة أم القرى1986 ،م).444 ،
( ((43محمد بن يزيد ابن ماجه القزويني« ،سنن ابن ماجه» ،وهبامشه «حاشية السندي ومصباح
الزجاجة يف زوائد ابن ماجه» للبصيري( ،ط ،1بيروت :دار الفكر1424 ،هـ).34 ،
332
ربدتملا جهنم اهيلع زكترا يتلا ميهافملا ريرحت :لوألا ثحبملا
ول اهَّللِ | َو َأنَا ا ْب ُن َع ْش ِر ِسنِي َنَ ،و َقدْ َق َر ْأ ُت ا ْل ُم ْح َك َم .قيل َل ُهَ :و َما ا ْل ُم ْح َك ُم؟ َق َال:
َر ُس ُ
ا ْل ُم َف َّص ُل» ،وبأثر أ ِّم المؤمنين عائشة « :$إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة».
-ففي «شرح البخاري البن بطال»(« :((43عن ابن عباس« :تويف النبي |
وأنا ابن خمس عشرة سنة .وذكر الزبير والواقدي أن ابن عباس ُولِدَ يف ِّ
الش ْع ِ
ب،
وذلك قبل الهجرة بثالث سنين ،وكان ابن ثالث عشرة سنة حين تويف النبي |».
-وأكد ذلك اإلمام البغوي( ((43يف «شرح السنة» ،باب مناقب عبد اهلل بن
( ((43علي بن خلف بن عبد الملك ابن بطال« ،شرح البخاري البن بطال»( ،د.ط ،الرياض :مكتبة
الرشد ،د .ت).269 ،
( ((43الحسين بن مسعود البغوي« ،شرح السنة» ،تحقيق :شعيب األرناءوط -محمد زهير الشاويش،
=
333
عباس بن عبد المطلب أبي العباس ،#حيث قال« :ويقال :تويف رسول اهلل |
الش ْع ِ
ب». وهو ابن ثالث عشرة سنة ،ولد قبل الهجرة بثالث سنين عام ِّ
يختنون إال من أدرك ،وقد قال يف الحديث اآلخر يف حياة النبي |« :وقد ناهزت
الش ْع ِ
ب على الصحيح ،أو لعل االحتالم» ،وكان مولده قبل الهجرة بثالث سنين يف ِّ
قوله« :وأنا ابن عشر سنين» راجع إلى حفظه المحكم ال إلى الوفاة ،أي مات |،
وقد جمعت المحكم قبل ذلك وأنا ابن عشر».
ثال ًثا :استشهاد المؤلف باألثر المنسوب إلى أ ِّم المؤمنين عائشة « :$إذا بلغت
الحارة -ال
َّ -وخصوصا يف البيئات
ً الحزور
َّ الجارية تسع سنين فهي امرأة» ،على أن
يبلغ التاسعة على أكثر تقدير.
أن هذا األثر ورد يف المصنفات الحديثية مع َّل ًقا من غير إسناد؛ إال أن له
ورغم َّ
عند العلماء توجيهين:
فحاضت ،وهو ما ذكره البيهقي( ((43يف ْ -أنَّه إذا بلغت الجارية تسع سنين
ار َي ُة تِ ْس َع «السنن الكربى» قال« :وروينَا َعن َعائِ َش َة َ $أنَّها َقا َل ْت :إِ َذا ب َل َغ ِ
ت ا ْل َج ِ َ َ ْ َ ُ ِّ
اض ْت َف ِه َى ا ْم َر َأةٌ». ِ ِ ِ
اهَّلل َأ ْع َل ُمَ -ف َح َ
-و ُ سني َن َف ِه َى ا ْم َر َأةٌَ .ت ْعنى َ
َّ -
أن الجارية إذا بلغت تسع سنين فهي يف حكم المرأة البالغة ،ذكره
المباركفوري( ((43يف «تحفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي»« :قالت عائشة :إذا
بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة ،كأن عائشة أرادت أن الجارية إذا بلغت تسع
سنين فهي يف حكم المرأة البالغة؛ ألنه يحصل لها حينئذ ما يعرف به نفعها وضررها
( ((43أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي« ،سنن البيهقي الكربى» ،تحقيق :محمد عبد
القادر عطا( ،د.ط ،مكة المكرمة :مكتبة دار الباز.123 ،)1414 ،
( ((43محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى« ،تحفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي»،
(د.ط ،بيروت :دار الكتب العلمية ،د .ت.208 ،).
335
من الشعور والتمييز ،واهلل تعالى أعلم».
ما ال أعلم»(.((44
اخلال�صة:
ٍ
أسس ال تحتملها يتضح من العرض السابق َّ
أن منهج المتدبر الصغير ُبني على
النصوص الشرعية ،واستنتاجات لم يقلها أحدٌ من العلماء القدامى وال المحدثين
من شراح األحاديث واآلثار الواردة؛ إذ إن معنى الحزور خارج عن المعنى اللغوي
والشرعي للطفولة ،فالطفل هو اإلنسان ما دون ِس ِّن البلوغ ،والحزور ُيط َلق على
البالغ أو من قارب البلوغ ،أو المراهق .عالوة على َّ
أن ظاهر حديث ابن عباس
^ يشير إلى خالف ما سعى المؤلف إلثباته ،إذ يدل على أنه #بدأ بحفظ القرآن
الكريم بعد أن تعلم معاين اإليمان العامة من أقواله وأفعاله | ،بل حفظ المفصل
وهو ابن عشر سنين؛ ففي «صحيح البخاري» :باب تعليم الصبيان القرآن« :وقال
ابن عباس :تويف رسول اهلل | وأنا ابن عشر سنين ،وقد قرأت المحكم .قيل له:
وما المحكم؟ قال :المفصل» .ويف رواية عنه« :جمعتالمحكم يف عهد رسول اهلل
| .فقلت :له :ما المحكم؟ قال :المفصل» ،قال الكِ ْرماين((« :((44المفصل) هو
من سورة ق ،أو من الحجرات ،أو من الفتح ،أو من سورة محمد ،على اختالف
(((44
«المعجم فيه إلى آخر القرآن» .والقراءة هنا بمعنى الحفظ ،قال صاحب
االشتقاقي المؤصل»« :ومن هذا القراءة وأصلهاِ :ح ْفظ المقروء أو استيعابه يف
ال َق ْلب .فقد ورد يف البخاري [باب تعليم الصبيان القرآن] :قال ابن عباسُ « :ت ِّو ِّفي
المفصل ،أي :قصار َّ رسول اهلل | وأنا ابن عشر سنين ،وقد َق َر ْأت المحكم (يعني
ِ
«ج َم ْع ُت السور) ،والمقطوع به هنا أن المراد أنه َحف َظها ،وقد جاء يف رواية أخرىَ :
ُّ
المحكم» فهذا يدل على أن المراد بالقراءة الحفظ ،وأهنا هبذا المعنى ُت َعدُّ جم ًعا يف
الذهن أو القلب» .وقال السبتي(« :((44أو لعل قوله« :وأنا ابن عشر سنين» راجع
بل إن عمر بن الخطاب #هو «أول من جمع األوالد يفالمكتب ،وأمر عامر
بن عبد اهلل الخزاعي أن يالزمهم للتعليم ،وجعل رزقه من بيت المال ،وكان منهم
البليد والفهيم ،فأمره أن يكتب للبليد يف اللوح ،ويلقن الفهيم من غير كتب»(.((44
ُ
النقول عن العلماء بذلك؛ منها :قول ابن عبد الرب(« :((44القرآن وقد كثرت
أصل العلم فمن حفظه قبل بلوغه ثم فرغ إلى ما يستعين به على فهمه من لسان
( ((44زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا األنصاري« ،منحة الباري بشرح صحيح البخاري المسمى
تحفة الباري» ،تحقيق :سليمان بن دريع العازمي( ،ط ،1الرياض :مكتبة الرشد للنشر والتوزيع،
.307 ،)1426
( ((44محمد بن عبد اهلل األعظمي« ،الجامع الكامل يف الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب
الفقه»( ،ط ،1الرياض :دار السالم للنشر والتوزيع.64 ،)1437 ،
( ((44أحمد بن غانم (أو غنيم) بن سالم ابن مهنا النفراوي« ،الفواكه الدواين على رسالة ابن أبي زيد
القيرواين»( ،د.ط ،القاهرة :دار الفكر.30 ،)1415 ،
( ((44يوسف بن عبد الرب« ،جامع بيان العلم وفضله» ،تحقيق :أبو األشبال الزهيري( ،ط ،1السعودية:
دار ابن الجوزي.1229 ،)1414 ،
338
ربدتملا جهنم اهيلع زكترا يتلا ميهافملا ريرحت :لوألا ثحبملا
وأما عن كيفية تعلم القرآن فقال« :وكيفية التعليم إ َّما بالكتابة يف األلواح ،وإ َّما
بالتلقين باللفظ ،وتسمى الكيفية األولى النظر ،والثانية الظاهر؛ أي :عن ظهر قلب،
و ُيع َّلم الغلمان والجواري دون اختالط ،قال سحنون :كانوا يعدون تعليم الجواري
مع الغلمان فسا ًدا ،ويكتبون يف األلواح بالمداد ،فإذا حفظ التلميذ ما كتبه محا
( ((45محمد الطاهر بن عاشور« ،أليس الصبح بقريب التعليم العربي اإلسالمي»( ،د.ط ،مصر :دار
السالم1427 ،هـ).45 ،
340
ربدتملا جهنم اهيلع زكترا يتلا ميهافملا ريرحت :لوألا ثحبملا
اللوح ،وكتب فيه قرآنًا آخر ،ثم إذا تعلم الصبي الكتابة صار يكتب من القرآن كل
مقدارا مناس ًبا لمقدرته إلى أن يجمع القرآن».
ً يوم يف لوحه
( ((45موقع اإلسالم سؤال وجواب ،السؤال رقم ،284448 :تاريخ النشر.2018- 07- 28 :
https://islamqa.info/ar/answers/284448/%D9%83%D9%8A%D9%81-
%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%
D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%85%D
8%A7%D9%86-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8
%B1%D8%A7%D9%86
( ((45جودت سعادة ،جمال يعقوب اليوسف« ،تدريس مفاهيم اللغة العربية والرياضيات والعلوم
والرتبية االجتماعية»( ،د.ط ،بيروت :دار الجيل1988 ،م).68 ،
341
مما يمكنه بعد ذلك من إدراك السمات المعنوية له .على أن يكون ذلك بالتعليم من
ٍ
معلمة مؤهل لذلك؛ ال أن يرتك المجال لطفل السابعة والثامنة الذي ٍ
معلم أو خالل
يغيب عنه إدراك عديد من المحسوسات حوله أن يتكلم يف كتاب اهلل بغير ٍ
علم،
منهجا للتعامل
ً وربما َت َّ
جذر عنده هذا المنحى الخاطئ ،فيتخذه يف مستقبل حياته
علم ٍ
كاف -مع كتاب اهلل؛ فيكون يف ذلك الخطر الكبير عليه ،وعلى المباشر -دون ٍ
عموم األمة كلها.
ً
-أصاًل- وهنا يثار سؤال مهم :هل فيما أورده المؤلف من أحاديث ما يشير
إلى أن التوصل إلى معاين القرآن الكريم كان بناء على عملية تدبرية؟
والجواب :أن األحاديث التي أوردها مؤلف «منهج المتدبر الصغير» ليستدل
ٍ
تعلمية؛ ال إلى عملية تدبرية؛ ففي ٍ
تعليمية ٍ
عملية هبا على التدبر ،تشير كلها إلى
حديث جندب بن عبد اهلل« :كنا مع النبي ونحن غلمان -ويف رواية« :فتيان»-
َحزاورة فتعلمنا اإليمان قبل القرآن ،ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانًا» ،وحديث
عبد اهلل بن عمر يقول« :لقد عشنا بره ًة من دهرنا وأحدنا يؤتى اإليمان قبل القرآن،
وتنزل السورة على محمد | فنتعلم حاللها ،وحرامها ،وآمرها ،وزاجرها ،وما
ً
رجااًل ينبغي أن يقف عنده منها ،كما تعلمون أنتم اليوم القرآن ،ثم لقد رأيت اليوم
يؤتى أحدهم القرآن قبل اإليمان ،فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره،
وال زاجره ،وال ما ينبغي أن يقف عنده منه؛ فينثره نثر الدقل» .وأثر أبي عبد الرحمن
َّبي | أنَّهم «كانوا يقرتئون من
السلمي ،قال :حدَّ ثنا َمن كان يقرئنا من أصحاب الن ِّ
ُّ
رسول اهلل | عشر آيات ،فال يأخذون يف العشر األخرى حتَّى يعلموا ما يف هذه من
العلم والعمل ،قالوا :فعلمنا العلم والعمل».
342
ربدتملا جهنم اهيلع زكترا يتلا ميهافملا ريرحت :لوألا ثحبملا
فاللفظ المستعمل يف هذه اآلثار كلها «فتعلمنا -فنتعلم -حتى يعلموا» وثمة
ٌ
بون شاسع بين العملية التعليمية التعلمية ،التي هي عملية تفاعلية يسعى فيها المعلم
إلى إكساب المتعلم الخربات والمهارات والمعارف والمعلومات ،طل ًبا إلحداث
تغير يف سلوك المتعلم ومعارفه وقيمه بعد مروره بالخربة التعليمية( .((45وبين
العملية التدبرية التي َع َّر َف َها مؤلف منهج المتدبر الصغير بأهنا «عملية مركبة من فهم
اآليات ،وتحديد الوصية الرئيسية فيها ،وإسقاطها على النفس لتقويم الحاجة إليها
ومدى تطبيقها ،والتفكر يف ثمرات االستجابة لها ،ومغبات التقصير يف االستجابة
لها ،والتفاعل مع اآلية بالمواظبة على دعاء يناسب مضموهنا ويعين على تطبيق
وصاياها .ثم صياغة خطة تشغيلية تتضمن رب ًطا لآلية بالواقع ،وتحديدً ا ألهم
وسائل تطبيقها .مع تحديد لألسماء والصفات التي تج َّلت يف اآلية ،والتعبير عن
وأحسه بعد تدبر اآلية».
َّ الشعور الذي وجده الطفل
ٍ
حالل وحرامٍ ،وأمر وهني يتأتى من خالل ُمع ِّل ٍم حاذق فمعرفة ما يف اآليات من
لعلوم الشريعة ،وعملية تعليمية تعلمية؛ أ َّما التدبر فهو عملية ذاتية استبطانية إسقاطية
المتدبر بنفسه ،ويتوقف توصله إلى معرفة العقائد واألحكام واآلداب ...
ُ يقوم هبا
وغيرها مما يوجد يف اآليات من خالل التدبر ،بل وتأثره هبا ،على ما لديه من العلم
الشرعي ،وأي علم شرعي لدى طفل السادسة والثامنة؟!
( ((45عبد المجيد نشوايت« ،علم النفس الرتبوي»( ،ط ،4عمان :دار الفرقان للنشر والتوزيع،
2003م).275 ،
343
المبحث الثاني:
ولإلجابة عن السؤال الثالث للبحث الحالي والذي ينص على :ما مدى توافر
مقومات المنهج التعليمي وعناصره يف منهج المتدبر الصغير ،ومدى مناسبته تربو ًّيا
لألطفال يف المرحلة العمرية من 8 -6سنوات؟
( ((45فؤاد محمد موسى« ،المناهج الرتبوية األسس العناصر التطبيقات»( ،ط ،1المنصورة :دار
الكلمة2007 ،م).88 -78 ،
344
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
ستعرض الدراسة الحالية لعناصر المنهج الدراسي ،والمعايير التي ينبغي أن
ٍ
عنصر من عناصره ،ثم تق ِّيم منهج المتدبر الصغير يف ضوء توافر هذه تتوفر يف كل
المعايير فيه من عدمها.
أواًل :األهداف:
ً
( ((45علي أحمد مدكور« ،مناهج الرتبية أسسها وتطبيقاهتا»( ،د.ط ،القاهرة :دار الفكر العربي،
2001م).133 ،
( ((45فؤاد محمد موسى« ،المناهج الرتبوية :األسس ،العناصر ،التطبيقات».88 -78 ،
345
بحيث ال يتم الرتكيز على مستويات وترك األخرى.
· جاءت أهداف المنهج -من الناحية الشكلية فقط -مراعية لجميع جوانب
الشخصية؛ إذ قسمت األهداف إلى :معرفية ،ووجدانية ،ومهارية.
أ -أن تكون األهداف قابلة للتحقق َو ْف ًقا لقدرات واستعدادات المتعلمين(:((45
( ((45محمد سرحان علي المحمودي« ،مقدمة يف علم المناهج الرتبوية»( .ط ،1صنعاء :دار الكتب،
.)65( ،)2017
346
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
ويتسم تفكير الطفل يف هذه السن بالتطور من التفكير قرب المنطقي إلى التفكير
المنطقي ،بحيث ينتقل تفكيره من الحدس إلى العمليات العيانية .ويشير مصطلح
العمليات العيانية إلى العمليات العقلية التي يستطيع أن يقوم هبا الطفل نحو األشياء
المحسوسة التي تقع تحت مالحظته .ومن أهم خصائص هذه المرحلة(:((45
-أن الطفل أثناء السبع أو الثمان سنوات األولى من حياته ال يملك بعد القدرة
اإلدراكية على تعلم وتكوين األحكام والقواعد والمفاهيم المنطقية المجردة ،كما
ال يستطيع تعميم مدركاته من مناسبة ألخرى.
-تكون قابلية الطفل لالستهواء (تقبل فكرة ما دون نقد وتحقيق منطقي) كبيرة.
-يعاين طفل هذه المرحلة من ضعف القدرة على االستدالل اللفظي ،وضعف
قدرته على كشف المغالطات اللفظية ،وعجزه أمام الفروض التي تناقض الواقع؛
ومِ ْن َث َّم فهو ما زال غير ٍ
قادر على التفكير يف االحتماالت ،أو اإلمكانات المستقبلية
على نحو منطقي مجرد(.((46
-أن طفل هذه المرحلة يبقى مرتب ًطا بدرجة كبيرة بواقع األشياء ومحسوساهتا؛
( ((45بدر إبراهيم الشيباين« ،سيكولوجية النمو ،تطور النمو من اإلخصاب حتى المراهقة»( .د.ط،
الكويت :دار الوراقين للنشر والتوزيع2000 ،م).86 -185 ،
( ((46عزيزة سمارة ،عصام النمر ،هشام الحسن« ،سيكولوجية الطفولة»( .د.ط ،عمان :دار الفكر
للنشر1999 ،م).168 -162 ،
347
أي أن إدراكه يبقى سجينًا لمدركات الواقع بدون قدرة واضحة على التحرر منه،
ٌ
مرتبط بقوة باألشياء المادية التي والتفكير فيما وراءه من موجودات ومفاهيم ،فهو
يمكن مالحظتها وإدراكها حس ًّيا ومعالجته يدو ًّيا(.((46
ويالحظ َّ
أن أهداف المنهج لم تراع قدرات الفئة العمرية المستهدفة منه
( )8 -6سنوات ،وال أخذت خصائصهم النمائية بالحسبان .فقد ذكر المؤلف
-مثاًل -أهدا ًفا ص 86 :83مثل:
ً
-أن يمتلك الطفل مهارة التفكر يف العواقب (التدبر) ،التفكر يف المآل ،خطوة
التفكر يف الثمرات والمغبات يف المنهج المخطط.
-أن يتمكن الطفل من وضع خطط تشغيلية مقاسة محددة لما يريد تحقيقه
من األهداف (خطوة الخطة التشغيلية يف المنهج المخطط).
-أن يمتلك الطفل القدرة على تحفيز القلب وزيادة دافعيته (من خالل آليات
التدبر ومخرجاته).
-أن يتمكن الطفل من تقييم النفس وتحديد مواطن الخلل (التفكر يف الحال،
خطوة اإلسقاط يف المنهج المخطط).
-أن يمتلك الطفل مهارة ربط اآليات باألسماء والصفات (خطوة األسماء
والصفات يف المنهج ).
وهي أهداف ال تناسب طفل هذه المرحلة الذي ال يملك َب ْعدُ القدرة اإلدراكية
على تعلم وتكوين األحكام والقواعد والمفاهيم المنطقية المجردة ،كما أنه ال
( ((46مريم سليم« ،علم نفس النمو»( .ط ،1بيروت :دار النهضة العربية2002 ،م).355 ،
348
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
-أن يمتلك الطفل مهارة الدعوة إلى اهلل ،وتعليم اآلخرين ،وتبليغ الرسالة
القرآنية (خطوة التعليم يف المنهج المخطط).
-أن يتعرف الطفل على وسائل التزكية (التطهير والتطوير) التي جاءت يف كل
آية أو سورة.
-أن يمتلك الطفل القدرة على تطهير نفسه من األمور السيئة (التزكية).
-أن يمتلك الطفل القدرة على تطوير نفسه باألمور الجيدة (التزكية).
349
-أن يشعر الطفل بقيمة القرآن ودوره يف حياته ويقدره حق قدره.
ال تتماشى مع قدرات طفل ما زال مرتب ًطا بدرجة كبيرة بواقع األشياء
ومحسوساهتا؛ أي أن إدراكه يبقى سجينًا لمدركات الواقع ،دون قدرة واضحة
على التحرر منه ،والتفكير فيما وراءه من موجودات ومفاهيم؛ أي أنه مرتبط بقوة
باألشياء المادية التي يمكن مالحظتها وإدراكها حس ًّيا ،ومعالجتها يدو ًّيا.
وتأسيسا على ما تقدَّ م يمكن استخالص أن أكثر أهداف المنهج المذكور لم
ً
تراع الخصائص النمائية لألطفال المستهدفين من المنهج؛ ومن ثم فهي غير قابلة
للتحقق وف ًقا لقدرات واستعدادات المتعلمين.
ب -أن تكون األهداف قابلة للتحقق خالل اإلطار الزمني المحدد للمنهج:
ويالحظ اتساع نطاق المخرجات التعليمية للمنهج؛ مما يحوجه إلى مدى
زمني واسع جدًّ ا لتحقيقه ،مع ضيق اإلطار الزمني للتطبيق .فقد ذكر المؤلف يف كتابه
النشرة التعريفية بمنهج المتدبر ،تحت عنوان :األيام الدراسية وتوزيع الحصص
واألنشطة (ص« :)114أن الزمن المتاح لدراسة المنهج هو« :عدد الساعات
األسبوعية للتدريس حوالي 6ساعات دراسية صافية ،وذلك لمدة عامين»؛ ومن ثم
يمكن استنتاج :أن األهداف ال تتناسب مع الزمن المحدد لتطبيق المنهج.
350
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
وقد ذكر المؤلف عد ًدا من األهداف ص ،86 :83 :منها على سبيل المثال:
-أن يمتلك الطفل القدرة على تطهير نفسه من األمور السيئة (التزكية).
-أن يمتلك الطفل القدرة على تطوير نفسه باألمور الجيدة (التزكية(.
-أن يشعر الطفل بقيمة القرآن ،وأن يشعر الطفل بأهمية أن يقوم بحقوق
القرآن عليه كاملة.
-أن يشعر الطفل بالثقة بما وهبه اهلل إياه من مهارات؛ و ُيقدر ذاته.
-أن يقدر الطفل على صناعة أهداف واضحة محددة (خطوة الوصية الرئيسية
يف المنهج المخطط).
-أن يتمكن الطفل من تقييم النفس وتحديد مواطن الخلل (التفكر يف الحال،
خطوة اإلسقاط يف المنهج المخطط).
-أن يمتلك الطفل مهارة التفكر يف العواقب التدبر (التفكر يف المآل) خطوة
التفكر يف الثمرات والمغبات يف المنهج المخطط.
· أن األهداف ليست دقيقة؛ لكون بعضها يصنف أهدا ًفا عامة ال تصلح
أن تكون أهداف منهج ،وبعضها اآلخر يصلح أن يكون أهدا ًفا لمنهج (أهدا ًفا
متوسطة) ،وحتى تلك األهداف المتوسطة لم ُترتجم إلى أهداف سلوكية ،فال
وجود لمستوى األهداف السلوكية يف اإلطار النظري للمنهج (النشرة التعريفية)
352
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
وال للكتب التي تدرس باعتبارها تمثل المنهج (الكتب الثالثة التي بين أيدينا).
· أهنا غير قابلة للقياس؛ ألهنا ال تحدد أداءات سلوكية يمكن قياسها ،وخاصة
أن المؤلف لم يرتجم هذه األهداف إلى أهداف سلوكية.
· أهنا غير قابلة للتحقق َو ْف ًقا لقدرات المتعلمين ،واإلطار الزمني المحدد
للربنامج.
ثانيا :املحتوى:
إذا كانت أهداف المنهج تمثل الخطوة األولى يف بنائه وتطويره ،فان المحتوى
يمثل الرتجمة الواقعية لهذه األهداف يف صورة معرفية ،أو مهارية ،أو وجدانية.
فمحتوى المنهج يمثل مجموعة المعلومات (حقائق -مفاهيم -مبادئ -تعميمات-
نظريات … إلخ) والمهارات سواء أعقلية كانت أم حركية ،والقيم والمعتقدات
353
واالتجاهات والميول التي يتضمنها المنهج .وتتمثل معايير اختيار المحتوى(:((46
أ -مرتب ًطا باألهداف ارتبا ًطا وثي ًقا؛ بمعنى أن يكون المحتوى ترجم ًة حقيقية
لألهداف ،فيشمل جميع الخربات التي نصت عليها األهداف .وتراعي موضوعاته
النتاجات السلوكية المحددة فيها؛ فاألهداف هي القاطرة الرئيسة التي تؤثر يف
اختيار جميع عناصر المنهج ،ومن أهمها محتواه؛ ومن هنا أصبح ارتباط المحتوى
باألهداف من أهم المعايير التي نحكم هبا على مدى صحة المحتوى الدراسي،
فكلما كان المحتوى ً
ممثاًل لألهداف بجميع جوانبها -معرفية ووجدانية ومهارية-
كان االرتباط بينهما قو ًّيا.
ويقتضي التأكد من توافر هذا المعيار عرض كل من :أهداف ما يسمى بمنهج
المتدبر الصغير ،وملخص لمحتوى الكتب التي تدرس لتحقيق هذه األهداف.
أهداف ما يسمى بمنهج المتدبر الصغير كما أوردها المؤلف بكتابه المعنون
بــ«النشرة التعريفية بمنهج المتدبر الصغير» ص ،86 -83 :ويمكن إجمال أبرز
األهداف يف التصنيف التالي:
( ((46أحمد إبراهيم قنديل« ،المناهج الدراسية الواقع والمستقبل»( .د.ط ،مصر :العربية للنشر والتوزيع،
2008م) .142 -139 ،وانظر :أديب عبد اهلل النوايسة ،وإيمان طه القطاونة« ،النمو اللغوي
والمعريف للطفل»( .ط ،2عمان :مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع2013 ،م).155 -153 ،
وانظر ً
أيضا :إيمان عبد الكريم الجبوري ،عمر مجيد العاين ،كفاح يحيى العسكري« ،المنهج
والكتاب المدرسي»( .د.ط ،عمان :دار أمجد للنشر والتوزيع2017 ،م).95 -90،
354
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
األأهداف الوجدانية:
حق قدره.
-أن يشعر الطفل بقيمة القرآن ودوره يف حياته ويقدِّ ره َّ
-أن يشعر الطفل بالثقة بما وهبه اهلل إياه من مهارات؛ و ُيقدر ذاته.
األأهداف املهارية:
-أن يمتلك الطفل مهارات التعامل مع اآلية القرآنية وفق المنهجية النبوية
(اإليمان قبل القرآن).
-أن يقدر الطفل على صناعة أهداف واضحة محددة؛ (خطوة الوصية
الرئيسية يف المنهج المخطط).
-أن يتمكن الطفل من تقييم النفس وتحديد مواطن الخلل )التفكر يف الحال)؛
خطوة اإلسقاط يف المنهج المخطط.
-أن يمتلك الطفل مهارة التفكر يف العواقب (التفكر يف المآل) ،خطوة التفكر
يف الثمرات والمغبات يف المنهج المخطط.
355
-أن يجيد الطفل استجالب عون اهلل بالدعوات والتنزيهات؛ (خطوة التفاعل
بالدعوات يف المنهج المخطط).
-أن يمتلك الطفل مهارة ربط اآليات باألسماء والصفات؛ (خطوة األسماء
والصفات يف المنهج).
-أن يمتلك الطفل مهارة الطالقة التعبيرية والقدرة على التحدث أمام الغير.
-أن يتمكن الطفل من وضع خطط تشغيلية مقاسة محددة؛ (خطوة الخطة
التشغيلية يف المنهج المخطط) لما يريد تحقيقه من األهداف.
-أن يمتلك الطفل مهارة ربط المعاين المحسوسة بأمور واقعية ملموسة؛
لتساعده على التعاهد والتذكر وتحد من النسيان؛ (جزئية الربط الواقعي يف المنهج
المخطط).
-أن يمتلك الطفل مهارة الدعوة إلى اهلل وتعليم اآلخرين وتبليغ الرسالة
القرآنية؛ (خطوة التعليم يف المنهج المخطط).
-أن يمتلك الطفل القدرة على تحفيز القلب وزيادة دافعيته؛ (من خالل آليات
التدبر ومخرجاته).
-أن يمتلك الطفل مهارات التعلم الجيد والحفظ المتقن؛ (من خالل التفهيم
والتطبيق ً
أواًل ،مما ييسر التعلم والحفظ).
-أن يمتلك الطفل القدرة على تطهير نفسه من األمور السيئة (التزكية).
356
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
-أن يمتلك الطفل القدرة على تطوير نفسه باألمور الجيدة (التزكية).
األأهداف املعرفية:
-أن يعرف الطفل أن القرآن رسال ٌة خاصة من اهلل إليه؛ ويتعامل معه انطال ًقا
من ذلك.
-أن يتعرف الطفل على المنهج النبوي يف تعليم القرآن (اإليمان قبل القرآن).
-أن يتعرف الطفل على المفاهيم المتعلقة بواجباتنا تجاه القرآن و ُي َميز بينها؛
مثل( :أهل القرآن -صاحب القرآن -حامل القرآن -جامع القرآن -حافظ القرآن-
قارئ القرآن -الماهر بالقرآن -تدبر القرآن -تدارس القرآن -اإليمان بالقرآن-
االستمساك بالقرآن -االعتصام بالقرآن -اتباع القرآن -تالوة القرآن -استماع
القرآن -النصح للقرآن).
-أن يتعرف الطفل على وسائل التزكية (التطهير والتطوير) التي جاءت يف كل
آية أو سورة.
َّأما المحتوى فقد تمثل يف :محتوى ال وجود له واقع ًّيا؛ وهو تدبر القرآن الكريم
357
ً
كاماًل ،بل ذكر المؤلف توصيفه يف كتابه المعنون بــ«النشرة التعريفية بمنهج المتدبر
الصغير» (ص ،)88 ،87 :وأوحى إلى القارئ بوجوده بتكرار عبارة «يف المنهج
المخطط» مرات عديدة يف األهداف ،ومحتوى فعلي موجود ،يتمثل يف الكتب التي
يدرسها األطفال المستهدفون هبذا المنهج ( )8 -6سنوات ،يف األماكن التابعة لما
يسمى بأكاديمية العلم والعمل ،وقد جاء هذا األخير يف ثالثة كتب هي:
« -لبيب والتعامل النجيب» :تناول فيه المؤلف تعريف الرسالة ،وبيان أهم
أركاهنا بصورة أكاديمية بحتة ،وقدم لذلك بمقدمة يف شكل قصة لطفل وصلته
رسالة من والده ،وكيف تعامل معها.
« -لبيب وغريب ورسائل القريب المجيب» :تناول فيه الكاتب ما يلي:
oمعلومات خارجية عن اهلل تتعلق بالرسالة القرآنية ،تناول فيها ستة أسماء
حسنى بالشرح األكاديمي التفصيلي؛ هي :رب العالمين -الرحيم -العزيز-
العليم -الحكيم -الحميد (ص.)100 -23 :
358
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
· وجود بون شاسع بين المحتوى الذي ذكره المؤلف يف كتابه المعنون
بــ«النشرة التعريفية بمنهج المتدبر الصغير» -الذي يمثل اإلطار النظري للمنهج-
(ص ،)88 ،87 :وبين المحتوى الذي يدرسه األطفال -واقع ًّيا -والمتمثل يف
الكتب الثالثة سالفة الذكر ،تلك التي تتحدث فقط عن الرسالة القرآنية.
بمعنى آخر ،فإن المحتوى الذي يدرسه األطفال ال يكاد يمثل نسبة ( )%1من
المحتوى المذكور يف النشرة التعريفية بمنهج المتدبر الصغير؛ إذ يشمل المحتوى
المذكور فيه قسمين :القسم األول :اإلطار المفاهيمي (التأصيلي) ،ويشمل
عشر وحدات ،والقسم الثاين :اإلطار المهاري (التطبيقي) ،ويشمل عشرة أجزاء
(تستهدف تدبر القرآن الكريم ً
كاماًل).
فإذا كان هذا المحتوى المذكور بكتاب النشرة التعريفية بمنهج المتدبر الصغير
موجو ًدا ،فأين هو؟ وخاصة أنه ذكر ص 47ما نصه:
«وبعد تصميم المنهج ،تم عمل استبانة واستطالع رأي لخمسمائة ٍ
فرد من َّ
المعنيين والمعنيات بتعليم األطفال القرآن الكريم؛ لمعرفة إمكانية تطبيق هذا
المنهج على األطفال ،وإمكانية تطبيق كل جزئ َّي ٍة من جزئياته على حدة ،والس ِّن
المناسبة لذلك؛ مع تنقيح ما أوصى به المختصون ،وأشاروا بإضافته أو تعديله،
فكان االستقرار على الصورة المبدئية للمنهج.
تم تحكيمه
وإذا كان غير موجود فكيف يدعي المؤلف وجوده ،بل وكيف َّ
من ق َبل مؤتمر الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم ،بل وحصوله على المركز األول
كأفضل منهج تدبري يف قسم المناهج يف مسابقة المؤتمر التي أقامتها الهيئة العالمية
359
لتدبر القرآن الكريم؟! وقد ذكر المؤلف ذلك يف كتابه «النشرة التعريفية بمنهج
المتدبر الصغير» ص.»6
تم تحكيم المنهج من ق َبل الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم ،وغيرها
وقد َّ
من المؤسسات ،وحظي بتزكية كثير من المختصين يف الرتبية ،وحصل على المركز
األول على مستوى العالم -بفضل اهلل -كأفضل منهج تدبري يف قسم المناهج
يف المسابقة العالمية التي أقامتها الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم ،وتم توزيع
جوائزها يف المؤتمر العالمي الثاين لتدبر القرآن الكريم بالمغرب أكتوبر .2015
ٍ
لعالقة أو ارتباط بين أهداف المنهج ومحتواه المتضمن · ال وجود بالكلية
يف الكتب المقررة على األطفال ،فاألهداف غير ممثلة يف المحتوى ،إال يف هدف
واحد -وذلك مع نظرة متفائلة -من مجموع ثالثين هد ًفا بالمحتوى المقدم وهو «
أن يعرف الطفل أن القرآن رسالة خاصة من اهلل إليه ،ويتعامل معه انطال ًقا من ذلك»،
رغم أن المحتوى يرتبط به من بعيد جدًّ ا؛ ألن المحتوى يتكلم عن الرسالة بصفة
عامة ،وليست الرسالة القرآنية.
ب -الصدق العلمي ،أي :أن يكون المحتوى متضمنًا لمعلومات ومعارف
صحيحة علم ًّيا ،ويعرب عن مفاهيم ومبادئ ونظريات تلقى ً
قبواًل شرع ًّيا وعقل ًّيا؛ إذ
يتأكد أن يمثل المحتوى خصائص الميدان العلمي الذي ينتمي إليه ،ويمثل طبيعته
الرتكيبية والبحثية.
وقد تبين من فحص المنهج المذكور أنه يقوم يف األساس على أن هناك منهجية
360
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
محددة ذكر المؤلف أنه توصل إليها لتدبر آيات القرآن الكريم ،تلك التي حددها يف
ص 43يف النشرة التعريفية ،إذ ذكر أنه للقيام بحقوق المعاين -من وجهة نظره -والتي
الف َقري لمنهجه« :وللقيام بحقوق المعاين وتحقيق أهداف المرحلة تعد العمود ِ
األولى (مرحلة اإليمان) الفهم والتدبر والعمل نَمر بعشر خطوات ُمر َّتبة هي :الفهم
باألنماط -الوصايا العملية -اإلسقاط (عرض النفس على اآلية) -الثمرات (العواقب
الحسنة) -المغبات (العواقب السيئة) -الدعوات المناسبة -األسماء والصفات -أهل
اآلية أو السورة -المخرجات الوجدانية -الخطة التشغيلية لالتباع».
وإذا أخذنا يف االعتبار أن المقاصد الكربى يف القرآن الكريم ثالثة هي :التوحيد
واألحكام ،والقصص ،فهل يمكن تطبيق هذه الخطوات التي ذكرها المؤلف على كل
أو حتى أكثر آيات القرآن الكريم؟ وأنى لمن يقوم بالتدبر َو ْف َق هذه المنهجية معرفة
الناسخ والمنسوخ ،والمطلق والمقيد ،والمجمل والمبين ،والعام والخاص ...إلخ.
( ((46يراجع على سبيل المثال كتاب« :بالغ الرسالة القرآنية من أجل إبصار آليات الطريق» ،ويقارن
بما كتبه المؤلف يف كتابه« :لبيب والتعامل النجيب» عن الرسالة القرآنية.
361
-2مالءمة المحتوى لحاجات واهتمامات المتعلمين( :((46فال بدَّ أن يراعى
عند اختيار المحتوى أن يعزز جوانب النمو المختلفة عند المتعلمين المستهدفين
منه؛ كالنمو المعريف ،واالنفعالي ،والمهاري ،ويضع قواعد لتكييف المنهج بما
يتالءم مع الحاجات واالهتمامات المتغيرة للمتعلمين.
وهنا ُيالحظ أن منهج المتدبر الصغير لم يراع ذلك من عدة أوجه ،هي:
( ((46علي أحمد مدكور« ،نظريات المناهج الرتبوية»( .د.ط ،القاهرة :دار الفكر العربي2006 ،م).340 ،
( ((46كريمان بدير« ،األسس النفسية لنمو الطفل»( ،د.ط ،عمان :دار المسيرة للطباعة والنشر
والتوزيع ،د ت).101 ،
362
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
آيات اهلل يف اآلفاق ويف األنفس يتفكر فيما فهمه أحسن تفكر ،يتفكر ،ويتدبر ،ويعترب
ويتذكر (اللبيب) ،التقوى ،المقصد ،المحتوى أو المضمون ،الصدق ،الخير،
الشر ،االنتفاع -نفع الغير -الفهم ،واالتباع .بل وأصعب منها يف الكتابين التاليين
مما يصعب ذكره جمي ًعا .وذلك خال ًفا لما ذكره المؤلف يف نشرته التعريفية ص62
من أن المخرجات المهارية والوجدانية مقدمة على المعرفية؛ إذ قرر أنه «فحين
يتعرف من يريد تطبيق المنهج أن من أسسه أن المخرجات المهارية والوجدانية يف
المتدبر مقدمة على المعرفية ،وأن بناء المفاهيم ودعمها ،مقدَّ م على مجرد حفظها
وجمعها ،ويضطره ذلك إلى العناية بما تم النص على تقديمه؛ والحرص على
بناء المفاهيم وإكساب المهارات قبل الجمع والحفظ؛ وعليه فيكون لديه ترتيب
لألولويات يف التكليفات».
-استخدم المحتوى أسلوب القصة بدون حرفية :وهو أسلوب مناسب لهذه
المرحلة العمرية؛ لكن القصة فيه جاءت كتهيئة (مقدمة) فقط للموضوع ،ورغم
ذلك جاءت طويلة ،وغير احرتافية يف كتابتها ،أ َّما صلب المحتوى فجاء يف شكل
شرح أكاديمي مفصل يصعب على األطفال فهمه؛ لذا يعتمد تدريس المنهج على
التلقين والحفظ كاسرتاتيجية أساسية للتدريس (كما سيتم توضيحه الح ًقا).
-عدم مراعاة لغة الطفل يف هذه المرحلة( :((46فلغة الطفل وتفكيره متمركزان
حول الذات ،فهو ال يستطيع أن يستوعب وجهات نظر اآلخرين ،كما أنه ال يدرك
أن هناك وجهات نظر مختلفة عن وجهة نظره ،ومن خصائص هذه المرحلة
-أيضا -زيادة مفردات الطفل ،والبدء باستخدام الجمل الطويلة (جمل تصل إلى
ً
-عدم مراعاته للفروق الفردية بين األطفال :يتضح من مقارنة اإلطار النظري
للمنهج كما يظهر يف كتاب النشرة التعريفية بمنهج المتدبر ،وبين المحتوى
والتدريس الفعليين على أرض الواقع وجود تناقض واضح بين كليهما ،فالمؤلف
تأطيرا نظر ًّيا ،ليس له أي صدى يف محتوى منهجه .ومن
ً يذكر يف النشرة التعريفية
أمثلة ذلك هنا ،ذكر المؤلف ص 76 -73 :عد ًدا من األسس المعرفية للمنهج التي
تساعد يف مراعاة الفروق الفردية بين األطفال ،ولكنه لم يربزها يف المحتوى ،ومنها:
-تنوع أنماط األطفال يف التعليم بين بصرية وسمعية وحسية؛ وإهمال ذلك
قد يتسبب يف عدم التمكن من تتميم العملية التعليمية لبعض األطفال».
إن مراعاة حدود وحقائق الواقع الذي سوف يطبق فيه المنهج من المعايير
المهمة عند اختيار محتواه ،ومن الشروط التي يتأكد مراعاهتا عند اختيار المحتوى:
فإن كان المؤلف يقصد إلى تدريس محتوى الكتب الثالثة المطبوعة التي
بين أيدينا (لبيب والتعامل النجيب ،وغريب والتعامل العجيب ،ولبيب وغريب
أصاًل -وف ًقا لهذا
ورسائل القريب المجيب) -والتي ال عالقة لها بالتدبر القرآين ً
التوزيع ،فالمدة ستكون كافية لذلك.
أ َّما إن قصد تدريس المحتوى الواسع الذي ذكر توصيفه ص 89 ،88 :يف هذه
( ((46طاهر محمد الهادي« ،أسس المناهج المعاصرة»( .د.ط ،عمان :دار المسيرة2012 ،م).153 ،
365
المدة ،فإن ذلك يكون ضر ًبا من المحال ،إذ كيف تكفي هذه الساعات القليلة لتحقيق
تلكم الغايات الكبيرة؟ فالمؤلف قسم هذا المحتوى إلى قسمين :ص.89 ،88 :
ُ
القرآن. -الوحدة الثالثة :رحلة اكتشاف ما يقدِّ مه لنا
-الجزء الثاين :مشهور اآليات وقصار السور (آية الكرسي -خواتيم سورة
البقرة -الناس -الفلق -اإلخالص -الكافرون -النصر -العصر -الزلزلة).
-الجزء الرابع :بقية جزء (عم) ،مع البداية بالمشهور كاألعلى والغاشية.
كالج ُمعة.
-الجزء السادس :جزء (قد سمع) ،مع البداية بالمشهور ُ
-الجزء السابع :هناية المفصل جزء (الذاريات) ،وسوريت (ق -الحجرات).
-الجزء التاسع :بقية المثاين (السور التي بين المئين والمفصل) ،وبقية المئين
«ومما اعتنينا به يف عملية التدريس ،التأهيل الشامل الكامل للمعلم فيما يطلبه
دوره الرتبوي والتعليمي ،فال نكتفي بتأهيله فيما يخص المادة العلمية التي يقوم
ً
تأهياًل شرع ًّيا وتربو ًّيا عا ًّما». بتدريسها؛ بل نعتني بتأهيله
وواقع ًّيا يختار المؤلف القائمات بالتدريس لمنهجه من النساء الالئي اجتزن
(دبلومة إعداد معلمات المتدبر الصغير ،وشروط االشرتاك يف هذه الدورة -كما هو
مذكور على موقع أكاديمية العلم والعمل التي يرأسها المؤلف -هي (العمر من 14
367
سنة 50 :سنة -اجتياز المقابلة الشخصية واالختبار -االلتزام التام بالئحة الدورة)،
وال يتضمن برنامج الدورة سوى دراسة بعض كتب المؤلف ،بل وغال ًبا ما يكون هو
المحاضر الوحيد فيها ،وإن حدث وحاضر فيها غيره -وهذا نادر -يقوم المحاضر
الموجود بتشغيل مقطع مرئي للمؤلف ،يتخلله -أحيانًا -بعض التعليقات المقتضبة
من المحاضر.
وفيما يتعلق بالمنهج الذي بين أيدينا فإن المحتوى الموجود بالكتب الثالثة
التي تدرس فعل ًّيا مختلف تما ًما عما هو مذكور يف التوصيف وف ًقا لكتاب «النشرة
قريب وال من ٍ
بعيد ،أو بمعنى آخر ٍ التعريفية» ،فهو ال يتناول التدبر القرآين ال من
ليس ثمة مفاهيم متعلقة بتدبر القرآن وال مهاراته ً
أصاًل ،فكيف يمكن الحكم عليه
بالعمق أو الشمول؟ ومن ثم يمكن الحكم عليه بعدم مراعاة هذا المعيار بالكلية.
· خلط المؤلف بين ما ال يصح الخلط بينه؛ فقد عرض إحدى مهارات
التدريس وهي مهارة التفاعل اللفظي وغير اللفظي باعتبارها اسرتاتيجية تدريس،
وال يخفى على متخصص الفرق بينهما .ولم يذكر من اسرتاتيجيات التدريس
سوى العصف الذهني ،وحتى هذه لم يوضح كيف يتم استخدامها يف التدريس،
وخاصة مع معلمات غير مؤهالت تربو ًّيا؛ فقد ذكر ص 100 -97 :أن بحثه يف
السنة المطهرة قد مكنه من استخراج كم كبير من اسرتاتيجات التدريس« ،وقد
َخ َّلف لنا ذلك ًّ
كما كاف ًيا شاف ًيا -إن شاء اهلل -من طرائق واسرتتيجيات التدريس،
والوسائل التعليمية ،والمهارات التي ينبغي أن يتحلى هبا المعلم ،والحالة التي
ينبغي أن تكون عليها البيئة التعليمية ،والمواصفات المنشودة لها .وذكر من هذه
الطرائق واالسرتتيجيات ما يلي:
370
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
· واستخدم الحصى مرة أخرى بطريقة أخرى ،مع التشويق والعصف الذهني.
( ((46تقتضي األمانة العلمية أن يذكر الباحث أنه حصل على ملف صادر عن مؤلف المنهج بعنوان
ٍ
بدليل «دليل إرشادي تعليمي ،أسئلة وأنشطة مقرتحة لوحدة الرسالة القرآنية» ،ورغم أنه معنون
إال أنه ال يتضمن شي ًئا من عناصر الدليل التعليمي لوحدة تعليمية سوى عنصرين؛ وهما :أنشطة
أساس علمي وال تربوي صحيحً .
فمثاًل ذكر يف الدرس األول ٍ وأسئلة ،وحتى هاتين لم يبنيا على
يف الدليل تحت عنوان «لبيب والتعامل النجيب» «مقدمة» ،ما يلي :األنشطة :مخطط يوضح
ما تقدمه الوحدة التعليمية ،الطفل يرسم المخطط يف كراسته .األسئلة :ما معنى :مفاهيم؟ ما
معنى مهارات؟ يف بعض األوقات قد نتصرف بطريقة خاطئة لماذا؟ لو أعطتك معلمتك قصة
ماذا ستفعل مع هذه القصة؟ قرأت قصة جميلة فأعجبتك ،فهل ستعمل هبا فقط؟ ولماذا؟ ثم
الواجبات العملية :يشرح الطفل لوالدته المخطط» .ويالحظ أنه قد جعل عرض المخطط
ورسمه هو النشاط الوحيد ،ولم يحدد له زم ًنا ،ولم يذكر خطواته ،ويف األسئلة يالحظ سؤال
طفل السابعة أو الثامنة أن يعرف ويشرح معنى المفهوم ومعنى المهارة ،وهي كلها قائمة على
مجردات ال تناسب النمو العقلي لطفل هذه المرحلة.
371
تطبيقها يف منهجه ،وخاصة من قبل معلمة غير مؤهلة .ففي ص 103ذكر المؤلف:
كثيرا على التعليم النشط ،والتعليم التعاوين ،وورش العمل ،والعصف
«ونركز ً
الذهني ،ولعب األدوار ،ومراعاة األنماط ،واستخدام القصص ،واالستفادة من
الوسائل التكنولوجية الحديثة ،وغيرها من اآلليات والطرائق والوسائل التي تمت
اإلشارة لها يف أسس بناء المنهج».
ونظرا لغياب دليل المعلم يستحيل أن نحكم على معايير اختيار وتطبيق
ً ·
طرائق التدريس بالمنهج ،والتي تتضمن أن(:((47
-تسمح بالتفاعل بين المتعلم وأقرانه ،وبينه وبين المعلم ،ومصادر التعلم.
( ((47محسن علي عطية« ،المناهج الحديثة وطرائق التدريس»( ،د.ط ،القاهرة :دار المناهج للنشر
والتوزيع2015 ،م).79 ،
372
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
· وأ َّما استخدام القصة ،فالمالحط أنه جاء متكل ًفا شكل ًّيا ،إذ جاءت -كما
ُذكِر ساب ًقا -يف شكل تمهيد للموضوع ،ولم تتطرق إلى المفاهيم الرئيسة فيه ،وال
المهارات المستهدفة منه ،ولم تراع المعايير الرتبوية لبناء القصة لهذه المرحلة
العمرية ،ومن أهمها :استيفاء شروط الكتابة الدرامية من حيث المقدمة ،والعقدة،
والحل ،دون إخالل أو ترهل ،وأن تكون قصيرة ،وتبتعد عن الحوار الطويل الممل،
وتستخدم لغة قريبة من فهم الطفل ...إلخ.
هي كل جهد هادف يقوم به المعلم أو الطالب ،أو هما م ًعا؛ تحقي ًقا ألهداف
التعلم مع مراعاة محتوى المنهج ،ويف إطار الزمن واإلمكانات المتاحة .وتتسع
األنشطة لتشمل :أنشطة فردية أو جماعية ،وأنشطة لفظية أو عملية ،وأنشطة معرفية
أو وجدانية ،وأنشطة لتنمية التفكير أو أنشطة لكسب المهارات ...إلخ .وتساعد
األنشطة التعليمية يف إكساب المتعلم الخربات المربية (المعنى الكامن يف النشاط).
وألنشطة التعلم معايير عديدة لخصها خالد السر ( )2019فيما يلي(:((47
-الصدق :أن ترتبط األنشطة بأهداف المنهج ،وأن تسهم يف تحقيقها ،بل وأن
ترتبط بعناصر المنهج األخرى.
( ((47خالد خميس السر« ،أساسيات المناهج التعليمية»( .د.ط ،فلسطين :جامعة األقصى2018 ،م).151 ،
https//:hama-univ.edu.sy/newsites/education/wp-content/uploads.20191/03/2020/pdf.
373
-األهمية :أن يكون محتوى األنشطة ذا قيمة ،ويستحق الوقت والجهد
والتكلفة التي تتطلبها هذه األنشطة.
-مراعاة االهتمامات :أن تراعي اهتمامات الطلبة ،وتستثيرها ،مع الحذر من
المغاالة يف االعتماد عليها ،حتى ال تصبح هي المحدد الوحيد للنشاط.
-التنوع :أن تتنوع لرتاعي الفروق الفردية بين الطلبة ،وتستجيب لتفضيالت
المتعلمين يف طرق تعلمهم (المجردة والملموسة ،الفردية والجماعية ،اللفظية
وغير اللفظية( ،وتحقق النمو الشامل المتوازن للمتعلم.
-المعاصرة :أن تكون األنشطة وثيقة الصلة بالحياة الحاضرة للمتعلم ،وتعده
للحياة المستقبلية.
-التفاعلية :أن يتم اختيار نشاطات التعلم بما يبني الثقة المتبادلة بين المعلم
والطالب ،وتحقيق التفاعل اإليجابي.
374
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
ً
تفصياًل -ال يف إطاره التنظيري ً
-إجمااًل وال والمالحظ أن المنهج لم يذكر
(النشرة التعريفية) وال يف محتواه التطبيقي (الكتب الثالثة التي بين أيدينا) أ ًّيا من أنشطة
التعلم التي ستستخدم سع ًيا لتحقيق األهداف ،وال معايير اختيارها ،وال إجراءات
تطبيقها ،وال وقت استخدمها؟ ويرتتب على ذلك استحالة تحقيق أهداف المنهج.
خام�سا :التقومي:
ً
· إن الناظر لما ُسطر يف وسائل التقويم بالنشرة التعريفية يلحظ تخب ًطا
واضطرا ًبا يف التقويم كأحد عناصر المنهج ،فالمؤلف يذكر ً
أواًل أن تقييم النجاح يف
منهجه من الصعب أن يتم على المدى القصير أو المتوسط« :إننا يف منهجنا نباشر
(عملية بناء إنساين إيماين( ،والشفافية تستلزم منا أن نعرتف بأن تقييم النجاح يف
يتم على المدى القصير أو المتوسط ،ومن الصعب أن ننجح
ذلك من الصعب أن َّ
مع الجميع يف نفس المدة الزمنية؛ ألن الطفل الذي ينتظم يف المؤسسات الحاضنة
للمنهج أشبه ما يكون بالطفل المريض الذي يدخل إلى المشفى أو الحاضنة ليتلقى
العالج ابتغاء الشفاء والتعايف ،ص.104
ثم يعود ليذكر يف هناية نفس الصفحة أن تقييم المنهج يعتمد على آليات تقييمية
على المدى القصير ،وأخرى على المدى البعيد« :ولذا فإننا يف تقييم المنهج نعتمد
آليات تقييمية على المدى القصير ،وأخرى على المدى البعيد ،ويعتمد تقييمنا على
تقييم الجهود التزكوية والتعليمية المخطط لها» ص.104
ثم يقرر استحالة تقويم منهجه؛ ألنه َو ْف ًقا لوجهة نظره أن« :انعكاسات الرتبية
اإليمانية والبناء اإلنساين الذي يتعرض له الطفل ال تظهر إال يف االختبارات والفتن،
375
وخصوصا بعد البلوغ» ص« ،105وبما أن انعكاسات وآثار الرتبية اإليمانية والبناء
ً
اإلنساين تخص الباطن أكثر مما تخص الظاهر؛ لذا فليس من السهل قياسها
بقياسات ظاهرة» ص.105
نجاحا
ً تقييما للمنهج ،بل إنه نجح فيها
ً ثم يرجع مرة أخرى ليقرر أن هناك
مبهرا وباستخدام القياسات الظاهرة للعملية التعليمية« ،ورغم أن من أراد
ً
نجاحا
ً القياسات الظاهرة للعملية التعليمية سيجد منتجنا التعليمي قد نجح فيها
مبهرا» ص.106
ً
· ال توجد أساليب واضحة ومحددة لتقويم المنهج ،ولعل مرد ذلك إلى:
عدم وجود محتوى للمنهج ً
أصاًل إال ذلك النذر اليسير الموجود يف الكتب الثالثة
المشار إليها آن ًفا ،عالوة على أن المؤلف ليس عنده دراية بمعنى التقويم وال بأساليبه
وأدواته.
-من خالل أسئلة بينية وتشويقية يف نشاط البانوراما ،ونشاط مسرح العرائس.
-من خالل تقرير األم حول قدرة الطفل على أن يشرح لها ما تعلمه كل مرة؛
وهو أسلوب ننتهجه لمخاطبة األسرة وتوجيهها من خالل الطفل ،ولتدريب الطفل
على التعليم والدعوة إلى اهلل ،ولتعميق فهم وإدراك الطفل للدرس ،ولتدريب
الطفل على الرتقي يف مراتب الخيرية (العلم والعمل والتعليم).
-كراسة المتابعة التي يتم من خاللها التواصل بين األسرة والمؤسسة حول
حالة السداد المفاهيمي والتزكية (التطهير والتطوير) التي وصل إليها الطفل».
ص.106
377
الجانب المعريف ،ويهمل بالكلية ذكر أدوات قياس الجانبين المهاري والوجداين.
-2وسائل التقويم الواردة بالكتب التي يدرسها األطفال فعل ًّيا ،والموجودة
بين أيدينا (وهي الكتب الثالثة المذكورة آن ًفا) ،والتي تمثل الواقع العملي التطبيقي
للمنهج:
ونلحظ يف هذه الكتب عدة ملحوظات فيما يخص التقويم كأحد عناصر
المنهج هي:
وتأسيسا على ما سبق يمكن استنتاج أنه ال توجد أساليب تقويم منهجية ،وال
ً
أدوات قياس هبذا المنهج ،ومن ثم يغيب بغياهبا معايير أدوات تقويم المنهج والتي
تتضمن المؤشرات التالية:
378
تاموقمو يميلعتلا جهنملا رصانع رفاوت ىدم :يناثلا ثحبملا
-يتم تحليل نتائجها وتفسيرها باألساليب العلمية؛ لإلفادة منها يف العملية التعليمية.
379
نتائج البحث وتو�صياته:
بنا ًء على الدراسة التحليلية لما يعرف بمنهج المتدبر الصغير ،يمكن التوصل
إلى النتائج التالية:
-خطأ األسس التي استنتجها مؤلف المنهج من األدلة الشرعية التي عرضها فيما
يتعلق بمعنى اإليمان ،ومخاطبة الشرع لألطفال يف سن السادسة إلى الثامنة بالتدبر.
-عدم وجود منهج تعليمي واقعي باسم منهج المتدبر الصغير يتضمن تطبي ًقا عمل ًّيا
كاماًل ،وال حتى ن َْذ ًرا منه.
لما ذكره المؤلف يف نشرته التعريفية من تدبر للقرآن الكريم ً
-عدم تضمن الوصف النظري للمنهج المزعوم للمكونات األساسية للمنهج
التعليمي ،إال يف شكل عناصر مفرغة من مضموهنا.
وتأسيسا على ما سبق توصي الدراسة الحالية بما يلي:
ً
-ضرورة تضافر الجهود العلمية من تخصصات مختلفة (التفسير وعلوم
القرآن والرتبية) لبناء مناهج تربوية تراعي مقاصد الشرع من التعامل مع القرآن
ً
وعماًل). وتدبرا،
ً وفهما
ً (حف ًظا،
-ضرورة الحذر عند التعامل مع المناهج التعليمية التدبرية المنتشرة التي
أعدها غير مختصين ،إذ قد ينتج عن تعاطيها غرس بذور غير صحيحة شر ًعا يف
نفوس متلقيها؛ مما يكلف األمة يف عالج أخطائها أضعاف ما قد تتكلفه يف البناء
الصحيح من البداية.
380
· ابن األثير ،مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد« .النهاية يف غريب
الحديث واألثر» .تحقيق :أحمد الزاوي ،محمود محمد الطناحي( ،د.ط ،بيروت :المكتبة العلمية،
1399هـ).
· ابن الجوزي ،جمال الدين أبو الفرج ،عبد الرحمن بن علي بن محمد« .صيد الخاطر» .بعناية:
حسن المساحي سويدان( ،د.ط ،دمشق :دار القلم1425 ،هـ).
· ابن الجوزي ،جمال الدين أبو الفرج ،عبد الرحمن بن علي بن محمد« .غريب الحديث» .تحقيق:
عبد المعطي أمين قلعجي( ،ط ،1بيروت :دار الكتب العلمية1985 ،م).
· ابن القيم ،محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي« .تحفة المودود بأحكام المولود» .تحقيق :عبد القادر
األرناؤوط( ،ط ،1دمشق :مكتبة دار البيان1391 ،هـ).
· ابن بطال ،أبو الحسن ،علي بن خلف بن عبد الملك« .شرح البخاري البن بطال»( .د.ط ،الرياض:
مكتبة الرشد ،د .ت).
· ابن تيمية ،أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم الحراين« .مجموع الفتاوى» .تحقيق :عبد الرحمن
بن محمد بن قاسم( ،د.ط ،المملكة العربية السعودية :مجمع الملك فهد لطباعة المصحف
الشريف1414 ،هـ).
· ابن تيمية ،أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم الحراين« .مقدمة يف أصول التفسير»( .د.ط ،بيروت:
دار مكتبة الحياة1490 ،هـ).
· ابن حجر ،أحمد بن علي العسقالين« .فتح الباري شرح صحيح البخاري»( .د.ط ،بيروت :دار
المعرفة1379 ،هـ).
· ابن خلدون ،عبد الرحمن بن محمد« .مقدمة ابن خلدون» .تحقيق :عبد اهلل محمد الدرويش،
(د.ط ،دمشق :دار يعرب1425 ،هـ).
· ابن سعد ،أبو عبد اهلل ،محمد بن سعد بن منيع« .الطبقات الكربى» .تحقيق :إحسان عباس ،ط،1
(د.ط ،بيروت :دار صادر1968 ،م).
381
· ابن عاشور ،محمد الطاهر « .أليس الصبح بقريب التعليم العربي اإلسالمي»( .د.ط ،مصر :دار
السالم1427 ،هـ).
· ابن عبد الرب ،أبو عمر ،يوسف بن عبد اهلل بن محمد النمري« .جامع بيان العلم وفضله» .تحقيق :أبي
األشبال الزهيري( ،ط ،1السعودية :دار ابن الجوزي1414 ،هـ).
· ابن قتيبة ،أبو محمد ،عبد اهلل بن مسلم الدينوري« .غريب الحديث البن قتيبة»( .ط ،1بيروت :دار
الكتب العلمية1408 ،ه).
· ابن ماجه ،أبو عبد اهلل ،محمد بن يزيد القزويني« .سنن ابن ماجه» .تحقيق :شعيب األرناؤوط
وآخرين( ،ط ،1بيروت :دار الرسالة العالمية ،د .ت).
· ابن ماجه ،أبو عبد اهلل ،محمد بن يزيد القزويني« .سنن ابن ماجه» ،وهبامشه «حاشية السندي
ومصباح الزجاجة يف زوائد ابن ماجه» للبصيري( .ط ،1بيروت :دار الفكر1424 ،هـ).
· ابن منده ،محمد بن إسحاق بن يحيى« .اإليمان» .تحقيق :علي بن محمد بن ناصر الفقيهي( ،ط،2
بيروت :مؤسسة الرسالة1406 ،ه).
· ابن منظور ،أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي« .لسان العرب»( .ط ،3بيروت :دار صادر ،د .ت).
· أبو بكر رفيق« .مخاطر العولمة على الهوية الثقافية للعالم اإلسالمي» .مجلة دراسات الجامعة
اإلسالمية شيتاغونغ ،مج.16-5 :)2007( ،4
· أبو عبيد ،القاسم بن َّ
ساَّلم« .فضائل القرآن ومعالمه وآدابه»( .د.ط ،المغرب :وزارة األوقاف
والشئون اإلسالمية ،دت).
· اإلتيوبي ،محمد بن علي بن آدم بن موسى« .مشارق األنوار الوهاجة ومطالع األسرار البهاجة يف
شرح سنن اإلمام ابن ماجه»( .ط ،1الرياض :دار المغني1427 ،هـ).
· األصبهاين ،محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد المديني« .المجموع المغيث يف غريبي
القرآن والحديث» .تحقيق :عبد الكريم العزباوي( ،ط ،1مكة المكرمة :مركز البحث العلمي
وإحياء الرتاث اإلسالمي ،كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية جامعة أم القرى1986 ،م).
· األعظمي ،أبو أحمد ،محمد بن عبد اهلل ،المعروف بالضياء« .الجامع الكامل يف الحديث الصحيح
الشامل المرتب على أبواب الفقه»( .ط ،1الرياض :دار السالم للنشر والتوزيع.)1437 ،
· اآللوسي ،شهاب الدين ،محمود بن عبد اهلل الحسيني« .روح المعاين يف تفسير القرآن العظيم والسبع
المثاين» .تحقيق :علي عبد الباري عطية( ،ط ،1بيروت :دار الكتب العلمية1415 ،هـ).
382
· األنصاري ،زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا« .منحة الباري بشرح صحيح البخاري المسمى
تحفة الباري» .تحقيق :سليمان بن دريع العازمي( ،ط ،1الرياض :مكتبة الرشد للنشر والتوزيع،
1426هـ).
· بحري ،منى يونس« .المنهج الرتبوي أسسه وتحليله»( .ط ،1عمان :دار الصفا2012 ،م).
· بدير ،كريمان« .األسس النفسية لنمو الطفل»( .د.ط ،عمان :دار المسيرة للطباعة والنشر والتوزيع،
د ت).
· البغوي ،الحسين بن مسعود« .شرح السنة» .تحقيق :شعيب األرناؤوط -محمد زهير الشاويش،
(ط ،2دمشق :المكتب اإلسالمي1403 ،هـ).
· البيهقي ،أحمد بن الحسين بن علي بن موسى« .سنن البيهقي الكربى» .تحقيق :محمد عبد القادر
عطا( ،د.ط ،مكة المكرمة :مكتبة دار الباز1414 ،هـ).
· الرتمذي ،محمد بن عيسى« .سنن الرتمذي» .تحقيق :مركز البحوث وتقنية المعلومات( ،د.ط،
القاهرة :دار التأصيل1435 ،ه).
· الثعالبي ،أبو منصور ،عبد الملك بن محمد بن إسماعيل« .فقه اللغة وأسرار العربية» .تحقيق :السقا
واإلبياري وشلبي( ،د.ط ،مصر :مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده ،د.ت).
مؤصل ببيان
َّ · جبل ،محمد حسن حسن« .المعجم االشتقاقي المؤصل أللفاظ القرآن الكريم
العالقات بين ألفاظ القرآن الكريم بأصواهتا وبيان معانيها»( .ط ،1القاهرة :مكتبة اآلداب2010 ،م).
· الجبوري ،إيمان عبد الكريم ذيب .العسكري ،كفاح يحيى صالح .العاين ،عمر مجيد« .المنهج
والكتاب المدرسي»( .د.ط ،عمان :دار أمجد للنشر والتوزيع2017 ،م).
· الخطيب البغدادي ،أبو بكر ،أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي« .الجامع ألخالق الراوي
وآداب السامع» .تحقيق :محمود الطحان( ،د.ط ،الرياض :مكتبة المعارف1989 ،م).
· الراجحي ،عبد العزيز بن عبد اهلل بن عبد الرحمن« .شرح سنن ابن ماجه» .مصدر الكتاب :دروس
صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة اإلسالمية [ ،http://www.islamweb.netالكتاب مرقم آل ًّيا،
درسا]2019 ،م.
ورقم الجزء هو رقم الدرسً 18 -
· رالف تايلر« .أساسيات المناهج» .ترجمة :أحمد خيري كاظم ،وجابر عبد الحميد( ،د.ط ،مصر:
دار النهضة1982 ،م).
الرزاق الحسيني« .تاج العروس من جواهر القاموس».
محمد بن عبد َّ
محمد بن َّ
الزبيدي ،أبو الفيضَّ ،
· َّ
383
تحقيق :عبد الستار أحمد فراج( ،د.ط ،الكويت :مطبعة حكومة الكويت ،د .ت).
· الزمخشري ،محمود بن عمر« .الفائق يف غريب الحديث» .تحقيق :علي محمد البجاوي -محمد
أبو الفضل إبراهيم( ،ط ،2لبنان :دار المعرفة1971 ،م).
· السر ،خالد خميس« .أساسيات المناهج التعليمية»( .د.ط ،فلسطين :جامعة األقصى2018 ،م).
https://hama- univ.edu.sy/newsites/education/wp- content/
uploads/202020191/03/.pdf، 151.
· سعادة ،جودت أحمد .اليوسف ،جمال يعقوب« .تدريس مفاهيم اللغة العربية والرياضيات والعلوم
والرتبية االجتماعي»( .د.ط ،بيروت :دار الجيل1988 ،م).
· السمين الحلبي ،أبو العباس ،أحمد بن يوسف بن عبد الدائم« .الدر المصون يف علوم الكتاب
المكنون» .تحقيق :أحمد محمد الخراط( ،د.ط ،بيروت :دار القلم ،د .ت).
· الشافعي ،إبراهيم محمد .الكثيري ،راشد محمد .الختم عثمان« .المنهج المدرسي من منظور
جديد»( .د.ط ،الرياض :العبيكان1996 ،م).
· الشيباين ،أحمد بن حنبل« .مسند اإلمام أحمد بن حنبل» .تحقيق :شعيب األرناؤوط ،عادل مرشد،
وآخرين( ،ط ،1بيروت :مؤسسة الرسالة١٤٢١ ،هـ).
· الشيباين ،بدر إبراهيم« .سيكولوجية النمو ،تطور النمو من اإلخصاب حتى المراهقة»( .د.ط،
الكويت :دار الوراقين للنشر والتوزيع2000 ،م).
· صالح حسن خضر« .دور الرتبية يف مواجهة سلبيات العولمة من منظور إسالمي» .مجلة بحوث
الرتبية النوعية ،ع.132 -89 :)2005( ،5
· عبد المجيد نشوايت« .علم النفس الرتبوي»( .ط ،4عمان :دار الفرقان للنشر والتوزيع2003 ،م).
· عزيز سمارة ،عصام النمر« .سيكولوجية الطفولة»( .د.ط ،عمان :دار الفكر للنشر1999 ،م).
· عطية ،محسن علي« .المناهج الحديثة وطرائق التدريس»( .د.ط ،القاهرة :دار المناهج للنشر
والتوزيع2015 ،م).
· العيني ،بدر الدين ،محمود بن أحمد« .عمدة القاري شرح صحيح البخاري»( .د.ط ،بيروت :دار
الكتب العلمية1421 ،هـ).
· القاضي عياض ،أبو الفضل ،عياض بن موسى اليحصبي السبتي« .مشارق األنوار على صحاح
اآلثار»( .د.ط ،تونس :المكتبة العتيقة ودار الرتاث1978 ،م).
384
· قنديل ،أحمد إبراهيم« .المناهج الدراسية الواقع والمستقبل»( .د.ط ،مصر :العربية للنشر والتوزيع،
2008م).
· الكِ ْرماين ،محمد بن يوسف بن علي بن سعيد« .الكواكب الدراري يف شرح صحيح البخاري».
(ط ،1بيروت :دار إحياء الرتاث العربي1356 ،م).
· المباركفورى ،أبو العال ،محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم« .تحفة األحوذي بشرح جامع
الرتمذي»( .د.ط ،بيروت :دار الكتب العلمية ،د .ت).
· المحمودي ،محمد سرحان علي« .مقدمة يف علم المناهج الرتبوية»( .ط ،1صنعاء :دار الكتب،
2017م).
· مدكور ،علي أحمد« .مناهج الرتبية أسسها وتطبيقاهتا»( .د.ط ،مصر :دار الفكر العربي2001 ،م).
· مدكور ،علي أحمد« .نظريات المناهج الرتبوية»( .د.ط ،القاهرة :دار الفكر العربي2006 ،م).
· مريم سليم« .علم نفس النمو»( .ط ،1بيروت :دار النهضة العربية2002 ،م).
· المقبل ،عمر بن عبد اهلل بن محمد« .مواعظ الصحابة ÷ مواعظ علمية منهجية وتربوية»( .ط،1
الرياض :مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع1435 ،هـ).
· موسى ،فؤاد محمد« .المناهج الرتبوية :األسس ،العناصر ،التطبيقات»( .ط ،1المنصورة :دار
الكلمة2007 ،م).
· موقع اإلسالم سؤال وجواب .السؤال رقم ،844482 :تاريخ النشر.2018 -07 -28 :
https://islamqa.info/ar/answers/284448/%D9%83%D9%8A%D9%81-
%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85- %D8%A7%D9%84%
D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9- %D8%A7%D9%84%D8%
· النفراوي ،أحمد بن غانم (أو غنيم) بن سالم بن مهنا« .الفواكه الدواين على رسالة ابن أبي زيد
القيرواين»( .د.ط ،القاهرة :دار الفكر1415 ،هـ).
· النوايسة ،أديب عبد اهلل محمد .القطاونة ،إيمان طه طايع« .النمو اللغوي والمعريف للطفل»( .ط،2
عمان :مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع2013 ،م).
· النووي ،أبو زكريا ،يحيى بن شرف« .المجموع شرح المهذب مع تكملة السبكي والمطيعي».
385
(د.ط ،القاهرة :دار الفكر ،د .ت).
· النيسابوري ،أبو الحسين ،مسلم بن الحجاج القشيري« .صحيح مسلم» .تحقيق :محمد فؤاد عبد
الباقي( ،د.ط ،القاهرة :مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه1374 ،هـ).
· الهادي ،طاهر محمد« .أسس المناهج المعاصرة»( .د.ط ،عمان :دار المسيرة2012 ،م).
· الهرري ،محمد األمين بن عبد اهلل بن يوسف اإلثيوبي« .شرح سنن ابن ماجه المسمى مرشد ذوي
الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه ،والقول المكتفى على سنن المصطفى»( .ط ،1بيروت :دار
طوق النجاة2018 ،م).
· المراجع اإلنجليزية:
· Al jardan , khalid salim saif, “The Need for Developing a Framework for Curriculum
Evaluation”. Proceedings of ICERI2011 Conference. 14th- 16th November, Madrid,
Spain. (2011): 128- 134.
· Worth, Cunnings, “Analyzing and evaluating course book: a rationale and some
Guidelines’ in Choosing your Course book”. chapter 2: Heinemann, (1995): 8- 24.
386
References and Sources
· Ibn al- Jawzī, Jamāl al- Dīn Abū al- Faraj ʻAbd al- Raḥmān, ibn ʻAlī ibn Muḥammad
“Gharīb al- ḥadīth”. taḥqīq ʻbdālmʻṭy Amīn Qalʻajī, (Ṭ1, Bayrūt: Dār al- Kutub al-
ʻIlmīyah, 1985).
· Ibn al- Jawzī, Jamāl al- Dīn Abū al- Faraj ʻAbd al- Raḥmān, ibn ʻAlī ibn Muḥammad.
“Ṣayd al- khāṭir”. bi- ʻināyat: Ḥasan almsāḥy Suwaydān, (Dimashq: Dār al- Qalam,
1425).
· Ibn al- Ḥajjāj, Abū al- Ḥusayn al- Qushayrī al- Nīsābūrī Muslim. “Ṣaḥīḥ Muslim”.
taḥqīq Muḥammad Fuʼād ʻAbd al- Bāqī, (al- Qāhirah: Maṭbaʻat ʻĪsá al- Bābī al-
Ḥalabī wa- Shurakāh, 1374).
· Ibn al- Qayyim, Muḥammad, ibn Abī Bakr Ayyūb al- Zarʻī. “Tuḥfat al- mawdūd bi-
aḥkām al- mawlūd”, taḥqīq ʻAbd al- Qādir al- Arnāʼūṭ, (Ṭ1, Dimashq: Maktabat Dār
al- Bayān, 1391).
· Ibn Baṭṭāl, Abū al- Ḥasan ʻAlī, ibn Khalaf ibn ʻbdālmlk. “sharḥ al- Bukhārī li- Ibn
Baṭṭāl”. (al- Riyāḍ: Maktabat al- Rushd,, D. t).
· Ibn Taymīyah, Aḥmad, ibn ʻAbd al- Ḥalīm ibn ʻAbd al- Salām ibn ʻAbd Allāh ibn Abī
al- Qāsim ibn Muḥammad al- Ḥarrānī. “muqaddimah fī uṣūl al- tafsīr”. (Bayrūt: Dār
Maktabat al- ḥayāh, 1490h).
· Ibn Taymīyah, Taqī al- Dīn Abū al- ʻAbbās Aḥmad, ibn ʻAbd al- Ḥalīm. “Majmūʻ
al- Fatāwá”. taḥqīq ʻAbd al- Raḥmān ibn Muḥammad ibn Qāsim, (al- Mamlakah al-
ʻArabīyah al- Saʻūdīyah: Majmaʻ al- Malik Fahd li- Ṭibāʻat al- Muṣḥaf al- Sharīf,
1414h),
· Ibn Ḥajar al- ʻAsqalānī, Aḥmad, ibn ʻAlī ibn Ḥajar. «Fatḥ al- Bārī sharḥ Ṣaḥīḥ al-
Bukhārī”. (Bayrūt: Dār al- Maʻrifah, 1379).
· Ibn Ḥasan, Muḥammad al- Amīn, ibn Allāh ibn Yūsuf. “al- Urmī sharḥ Sunan Ibn
Mājah al- musammá Murshid dhawī alḥjā wa- al- ḥājah ilá Sunan Ibn Mājah, wa- al-
qawl almktfá ʻalá Sunan al- Muṣṭafá”. Ṭ1, (Bayrūt: Dār Ṭawq al- najāh, 2018).
· Ibn Ḥanbal, Aḥmad. “Musnad al- Imām Aḥmad ibn Ḥanbal”. taḥqīq Shuʻayb al-
Arnaʼūṭ- ʻĀdil Murshid, wa- ākharīn, (Ṭ1, Bayrūt: Muʼassasat al- Risālah, 1421 H).
· Ibn Saʻd, Abū ʻAbd Allāh Muḥammad, ibn Saʻd ibn Manīʻ. “al- Ṭabaqāt al- Kubrá”.
taḥqīq Iḥsān ʻAbbās, Ṭ1, (Bayrūt: Dār Ṣādir, 1968).
· Ibn ʻĀshūr, Muḥammad, al- Ṭāhir “Alīs al- ṣubḥ bi- qarīb al- Taʻlīm al- ʻArabī al-
387
Islāmī”. (Miṣr: Dār al- Salām, 1427 H).
· Ibn ʻAbd al- Barr, Abū ʻUmar, Yūsuf. “Jāmiʻ bayān al- ʻIlm wa- faḍlihi”. taḥqīq Abū
al- Ashbāl al- Zuhayrī, (Ṭ1, al- Saʻūdīyah: Dār Ibn al- Jawzī, 1414).
· Ibn ʻIyāḍ, al- Qāḍī Abū al- Faḍl ʻIyāḍ, ibn Mūsá al- Yaḥṣubī al- Sabtī. “Mashāriq
al- anwār ʻalá ṣiḥāḥ al- Āthār». (Tūnis: al- Maktabah al- ʻatīqah wa- Dār al- Turāth,
1978).
· Ibn Qutaybah al- Dīnawarī, Abū Muḥammad ʻAbd Allāh, ibn Muslim. “Gharīb al-
ḥadīth li- Ibn Qutaybah”. Ṭ1 (Bayrūt: Dār al- Kutub al- ʻIlmīyah, 1408 h).
· Ibn Mājah, Muḥammad, ibn Yazīd ibn Mājah al- Qazwīnī Abū ʻAbd Allāh. “Sunan
Ibn Mājah”. taḥqīq Shuʻayb al- Arnāʼūṭ wa- ākharīn, (Ṭ1, Bayrūt: Dār al- Risālah al-
ʻĀlamīyah, D. t).
· Ibn Mājah, Muḥammad ibn Yazīd al- Qazwīnī “ Sunan Ibn Mājah Wa- bi- hāmishihi
Ḥāshiyat al- Sindī wa- miṣbāḥ al- zujājah fī Zawāʼid Ibn Mājah llbṣyry ”, (Ṭ1, Bayrūt:
Dār al- Fikr, 1424h).
· Ibn Mandah, Muḥammad, ibn Isḥāq ibn Yaḥyá. “al- īmān». taḥqīq ʻAlī ibn Muḥammad
ibn Nāṣir al- Faqīhī, ṭ2, (Bayrūt: Muʼassasat al- Risālah, 1406).
· Ibn manẓūr, Muḥammad, ibn Mukarram ibn ʻalá, Abū al- Faḍl. “Lisān al- ʻArab». ṭ3,
(Bayrūt: Dār Ṣādir,, dt).
· Ibn Mūsá, Muḥammad, ibn ʻAlī ibn Ādam. “Mashāriq al- anwār al- wahhājah wa-
maṭāliʻ al- asrār al- bahhājah fī sharḥ Sunan al- Imām Ibn Mājah”. Ṭ1, (al- Riyāḍ: Dār
al- Mughnī, 1427 H).
· Al- Aṣbahānī, Muḥammad, ibn ʻUmar ibn Aḥmad ibn ʻUmar ibn Muḥammad al-
Madīnī. “al- Majmūʻ al- Mughīth fī Gharībī al- Qurʼān wa- al- ḥadīth”. taḥqīq ʻAbd
al- Karīm al- ʻAzbāwī, Ṭ1, (Makkah al- Mukarramah: Markaz al- Baḥth al- ʻIlmī wa-
Iḥyāʼ al- Turāth al- Islāmī, Kullīyat al- sharīʻah wa- al- Dirāsāt al- Islāmīyah Jāmiʻat
Umm al- Qurá, 1986m).
· Al- Aʻẓamī, Abū Aḥmad Muḥammad, ʻAbd Allāh al- maʻrūf bālḍyāʼ. “al- Jāmiʻ al-
kāmil fī al- ḥadīth al- ṣaḥīḥ al- shāmil al- murattib ʻalá abwāb al- fiqh”. Ṭ1, (al- Riyāḍ:
Dār al- Salām lil- Nashr wa- al- Tawzīʻ, 1437).
· Al- Ālūsī, Shihāb al- Dīn Maḥmūd, ibn ʻAbd Allāh al- Ḥusaynī. “Rūḥ al- maʻānī
fī tafsīr al- Qurʼān al- ʻAẓīm wa- al- Sabʻ al- mathānī”. taḥqīq ʻAlī ʻAbd al- Bārī
ʻAṭīyah, (Ṭ1, Bayrūt: Dār al- Kutub al- ʻIlmīyah, 1415 H).
· Al- Anṣārī, Zakarīyā, ibn Muḥammad ibn Aḥmad ibn Zakarīyā. “Minḥat al- Bārī bi-
sharḥ Ṣaḥīḥ al- Bukhārī al- musammá Tuḥfat al- Bārī”. taḥqīq Sulaymān ibn Durayʻ
al- ʻĀzimī, Ṭ1, (al- Riyāḍ: Maktabat al- Rushd lil- Nashr wa- al- Tawzīʻ, 1426).
· Buḥayrī, Muná, Yūnus. “al- manhaj al- tarbawī ususuhu wa- taḥlīlih”. Ṭ1, (ʻAmmān:
Dār al- Ṣafā, 2012).
388
· Budayr, Karīmān. “al- Usus al- nafsīyah lnmw al- ṭifl”. (ʻAmmān: Dār al- Masīrah
lil- Ṭibāʻah wa- al- Nashr wa- al- Tawzīʻ, D t).
· Al- Baghawī, al- Ḥusayn, ibn Masʻūd. “sharḥ al- Sunnah”. taḥqīq Shuʻayb al- Arnāʼūṭ-
Muḥammad Zuhayr al- Shāwīsh, (ṭ2, Dimashq: al- Maktab al- Islāmī, 1403h).
· Al- Bayhaqī, Aḥmad, ibn al- Ḥusayn ibn ʻAlī ibn Mūsá. “Sunan al- Bayhaqī al-
Kubrá”. taḥqīq Muḥammad ʻAbd al- Qādir ʻAṭā, (Makkah al- Mukarramah: Maktabat
Dār al- Bāz, 1414).
· Tāylr, rālf, “Asāsīyāt al- Manāhij”. tarjamat Aḥmad Khayrī Kāẓim, wjābr ʻAbd al-
Ḥamīd, (Miṣr: Dār al- Nahḍah, 1982).
· Al- Thaʻālibī, Abū Manṣūr. “fiqh al- lughah wa- asrār al- ʻArabīyah». taḥqīq al- Saqqā
wālʼbyāry wshlby, (Miṣr: Maṭbaʻat Muṣṭafá al- Bābī al- Ḥalabī wa- Awlāduh. D. t).
· Jabal, Muḥammad, Ḥasan Ḥasan “al- Muʻjam al- ishtiqāqī al- muʼaṣṣal li- alfāẓ al-
Qurʼān al- Karīm mʼṣṣal bi- bayān al- ʻAlāqāt bayna alfāẓ al- Qurʼān al- Karīm bi-
aṣwātihā wa- bayna maʻānīhā”. Ṭ1, (al- Qāhirah: Maktabat al- Ādāb, 2010).
· Al- Jubūrī, Īmān, ʻAbd al- Karīm Dhīb., al- ʻAskarī, ʻUmar, Majīd., al- ʻĀnī, Kifāḥ,
Yaḥyá Ṣāliḥ. «al- manhaj wa- al- Kuttāb al- Mudarrisī”. (ʻAmmān Dār Amjad lil-
Nashr wa al- Tawzīʻ, 2017).
· Al- Jazarī, Abū al- Saʻādāt al- Mubārak, ibn Muḥammad. “al- nihāyah fī Gharīb
al- ḥadīth wa- al- athar”. taḥqīq Aḥmad alzāwá, Maḥmūd Muḥammad al- Ṭanāḥī,
(Bayrūt: al- Maktabah al- ʻIlmīyah, 1399h).
· Al- Ḥāwirī, Muḥammad, Allāh. Sarḥān, Muḥammad, Sarḥān. “muqaddimah fī ʻilm
al- Manāhij al- Tarbawīyah”. Ṭ1, (Ṣanʻāʼ: Dār al- Kutub, 2017).
· Al- Ḥalabī, al- Samīn. “al- Durr al- maṣūn fī ʻulūm al- Kitāb al- maknūn”. taḥqīq
Aḥmad Muḥammad al- Kharrāṭ, (Bayrūt: Dār al- Qalam, D. t),
· Al- Khaṭīb al- Baghdādī, Abū Bakr Aḥmad, ibn ʻAlī ibn Thābit ibn Aḥmad ibn Mahdī.
“al- Jāmiʻ li- akhlāq al- Rāwī wa- ādāb al- sāmiʻ”. taḥqīq Maḥmūd al- Ṭaḥḥān, (al-
Riyāḍ: Maktabat al- Maʻārif, 1989).
· Al- Rājiḥī, ʻAbd al- ʻAzīz, ibn ʻAbd Allāh ibn ʻAbd al- Raḥmān “sharḥ Sunan Ibn
Mājah”. maṣdar al- Kitāb: Durūs ṣawtīyah qāma btfryghhā Mawqiʻ al- Shabakah al-
Islāmīyah http: / / www. islamweb. net, [al- Kitāb mrqm āliyyan, wa- raqqama al- juzʼ
huwa raqm al- dars- 18 drsā], 2019.
· Rafīq, Abū Bakr. “Makhāṭir al- ʻawlamah ʻalá al- huwīyah al- Thaqāfīyah lil- ʻālam
al- Islāmīyah”. Majallat Dirāsāt al- Jāmiʻah al- Islāmīyah shytāghwngh, j4, (2007):
ṣ16- 5.
· Alzzabydy, Muḥammad, ibn Muḥammad ibn ʻAbd al- Razzāq al- Ḥusaynī, Abū al-
Fayḍ. “Tāj al- ʻarūs min Jawāhir al- Qāmūs”. taḥqīq ʻbdālstār Aḥmad Farrāj, (al-
Kuwayt: Maṭbaʻat Ḥukūmat al- Kuwayt, D. t).
389
· Al- Zamakhsharī, Maḥmūd, ibn ʻUmar “al- fāʼiq fī Gharīb al- ḥadīth”. taḥqīq ʻAlī
Muḥammad al- Bajāwī- mḥmd Abū al- Faḍl Ibrāhīm, ṭ2, (Lubnān: Dār al- Maʻrifah,
1971).
· Al- Sirr, Khālid, Khamīs. “Asāsīyāt al- Manāhij al- Taʻlīm”, https: / / hama- univ. edu.
sy / newsites / education / wp- content / uploads / 2020/03/20191. pdf, 151.
· Saʻādah, Jawdat. al- Yūsuf, Jamāl, Yaʻqūb. “tadrīs Mafāhīm al- lughah al- ʻArabīyah
wa- al- riyāḍīyāt wa- al- ʻUlūm wa- al- tarbiyah al- ijtimāʻī”. (Bayrūt: Dār al- Jīl,
1988).
· Salīm, Maryam. “ʻilm nafs al- numūw”. (Ṭ1, Bayrūt: Dār al- Nahḍah al- ʻArabīyah,
2002).
· Samārah, ʻAzīzah. al- Nimr, ʻIṣām. al- Ḥasan, Hishām. “Saykūlūjīyat al- ṭufūlah”.
(ʻAmmān: Dār al- Fikr lil- Nashr, 1999).
· Al- Sayyid, Ṣalāḥ, Ḥasan Khiḍr. “Dawr al- Tarbiyah fī muwājahat Salbīyāt al-
ʻawlamah min manẓūr Islāmī». Majallat Buḥūth al- Tarbiyah al- nawʻīyah, ʻ5, (2005):
ṣ89- 132.
· Alshāfʻī, Ibrāhīm, Muḥammad. al- Kathīrī, Rāshid, Ḥamad. ʻAlī, Sirr al- Khatm
ʻUthmān. “al- manhaj almdrsī min manẓūr jadīd”. (al- Riyāḍ: al- ʻUbaykān, 1996),
366- 367.
· Al- Shaybānī, Badr, Ibrāhīm “Saykūlūjīyat al- numūw Taṭawwur al- numūw min
alʼkhṣāb ḥattá al- Murāhaqah”. (al- Kuwayt: Dār al- warrāqīn lil- Nashr wa- al-
Tawzīʻ, 2000).
· ʻAṭīyah, Muḥsin, ʻAlī. «al- Manāhij al- ḥadīthah wa- ṭarāʼiq al- tadrīs”. (al- Qāhirah:
Dār al- Manāhij lil- Nashr wa- al- Tawzīʻ, 2015).
· Al- ʻAynī, Badr al- Dīn al- Ḥanafī al- ʻAynī. «ʻUmdat al- Qārī sharḥ Ṣaḥīḥ al- Bukhārī”.
(Bayrūt: Dār al- Kutub al- ʻIlmīyah, 1421)
· Al- Qāsim ibn sllām, Abū ʻUbayd al- Harawī. “faḍāʼil al- Qurʼān wa- maʻālimihi wa-
ādābuh». (al- Maghrib: Wizārat al- Awqāf wa- al- Shuʼūn al- Islāmīyah, dt).
· Alqṭāwnh, Adīb, ʻAbd Allāh., alnwāysh, Īmān, Ṭāhā. “al- numūw al- lughawī wa-
al- maʻrifī lil- ṭifl”. ṭ2, (ʻAmmān: Maktabat al- mujtamaʻ al- ʻArabī lil- Nashr wa- al-
Tawzīʻ, 2013).
· Qandīl, Aḥmad, Ibrāhīm. “al- Manāhij al- dirāsīyah al- wāqiʻ wa- al- mustaqbal”.
(Miṣr: al- ʻArabīyah lil- Nashr wa- al- Tawzīʻ, 2008),
· Alkirmāny, Muḥammad, ibn Yūsuf ibn ʻAlī ibn Saʻīd. “al- Kawākib al- Darārī fī sharḥ
Ṣaḥīḥ al- Bukhārī”. Ṭ1, (Bayrūt: Dār Iḥyāʼ al- Turāth al- ʻArabī, 1356).
· Almbārkfwrá, Abū al- ʻUlā, Muḥammad ʻAbd al- Raḥmān ibn ʻAbd al- Raḥīm. “Tuḥfat
al- Aḥwadhī bi- sharḥ Jāmiʻ al- Tirmidhī”. (Bayrūt: Dār al- Kutub al- ʻIlmīyah, D. t.).
· Muḥammad ibn ʻĪsá bit suwar al- Tirmidhī, “Sunan al- Tirmidhī wa- huwa al- Jāmiʻ
390
al- ṣaḥīḥ”, taḥqīq Markaz al- Buḥūth wa- tiqnīyat al- maʻlūmāt, (al- Qāhirah: Dār al-
taʼṣīl, 1435h).
· Madkūr, ʻalá, Aḥmad. “Manāhij al- Tarbiyah ususuhā wa- taṭbīqātuhā”. (Miṣr: Dār
al- Fikr al- ʻArabī, 2001).
· Madkūr, ʻAlī, Aḥmad. “naẓarīyāt al- Manāhij al- Tarbawīyah”. (al- Qāhirah: Dār al-
Fikr al- ʻArabī, 2006).
· Al- Muqbil, ʻUmar, ibn ʻAbd Allāh ibn Muḥammad. “Mawāʻiẓ al- ṣaḥābah- Raḍī
Allāh ʻanhum- Mawāʻiẓ ʻilmīyah manhajīyah wa- tarbawīyah”. Ṭ1, (al- Riyāḍ:
Maktabat Dār al- Minhāj lil- Nashr wa- al- Tawzīʻ, 1435 H).
· Mūsá, Fuʼād, Muḥammad. “al- Manāhij al- Tarbawīyah al- Usus al- ʻAnāṣir al-
taṭbīqāt”. Ṭ1, (al- Manṣūrah: Dār al- Kalimah, 2007).
· Mawqiʻ al- Islām suʼāl wa- jawāb, al- suʼāl raqm: 284448, Tārīkh al- Nashr: 28- 07-
2018. https: / / islamqa. info / ar / answers / 284448 / % D9 % 83 % D9 % 8A % D9
% 81- % D8 % AA % D8 % B9 % D9 % 84 % D9 % 85- % D8 % A7 % D9 % 84 %
D8 % B5 % D8 % AD % D8 % A7 % D8 % A8 % D8 % A9- % D8 % A7 % D9 % 84
% D8 % A7 % D9 % 8A % D9 % 85 % D8 % A7 % D9 % 86- % D9 % 82 % D8 %
A8 % D9 % 84- % D8 % A7 % D9 % 84 % D9 % 82 % D8 % B1 % D8 % A7 % D9
% 86
1- Nshwāty, ʻAbd- al- Majīd. “ʻilm al- nafs al- tarbawī”. (ṭ4, ʻAmmān: Dār al- Furqān
lil- Nashr wa- al- Tawzīʻ, 2003).
2- Al- Nafrāwī, Aḥmad ibn Ghānim (aw Ghunaym) ibn Sālim Ibn Muhannā. “al- Fawākih
al- dawānī ʻalá Risālat Ibn Abī Zayd al- Qayrawānī”. (al- Qāhirah: Dār al- Fikr, 1415).
3- Al- Nawawī, Abū Zakarīyā Muḥyī al- Dīn Yaḥyá, á ibn Sharaf. “al- Majmūʻ sharḥ
al- Muhadhdhab maʻa Takmilat al- Subkī wālmṭyʻy”. (al- Qāhirah: Dār al- Fikr, D. t).
4- Al- Hādī, Ṭāhir, Muḥammad. “Usus al- Manāhij al- muʻāṣirah”. (ʻAmmān: Dār al-
Masīrah,, 2012).
391
املستخلص309....................................................................
املقدمة 313.......................................................................
املبحث األول :حترير املفاهيم التي ارتكز عليها منهج املتدبر الصغري 323.........
المطلب الثاين :مفهوم «الفتيان الحزاورة» الذي ُبني عليه تحديد المرحلة
العمرية لمنهج المتدبر الصغير327..........................................:
املبحث الثاين :مدى توافر عنارص املنهج التعليمي ومقوماته يف منهج املتدبر الصغري،
تربويا لألطفال يف املرحلة العمرية من 8 -6سنوات 344.............
ومدى مناسبته ًّ
اخلــاتـمــــة380....................................................................
392