You are on page 1of 1

‫شهدت الحركة الوطنٌة الجزائرٌة عدة منعرجات حاسمة عبر مسٌرتها الطوٌلة خالل لرن و ربع المرن‪ ،‬فبعد

أن كانت مماومة‬
‫مسلحة فً المرن التاسع عشر على مدى سبعٌن عاما‪ ،‬تحولت إلى مماومة سٌاسٌة منذ مطلع المرن العشرٌن و إلى غاٌة اندالع‬
‫ثورة نوفمبر ‪ 1954‬و فً العمدٌن األولٌٌن من المرن العشرٌن‪ ،‬تكونت جماعة النخبة و تألفت من خلٌط متنوع من العلماء‬
‫والفمهاء و األطباء و األساتذة و كبار االثرٌاء وغٌرهم‪ ،‬و الماسم المشترن بٌنهم جمٌعا هو شعورهم بالظلم المسلط على الشعب‬
‫الجزائري ‪ ،‬سٌاسٌا والتصادٌا و اجتماعٌا و ادارٌا و دٌنٌا وثمافٌا و عسكرٌا و فً بالً المجالت االخرى و رغبتهم فً تغٌٌر‬
‫األوضاع‪.‬‬
‫بعد اندالع حرب العالمٌة الثانٌة ‪ ،‬دخلت الحركة الوطنٌة الجزائرٌة فً منعرج جدٌد فرضته ظروف الحرب ‪ ،‬وتوحدت تلن‬
‫التٌارات السٌاسٌة فً إطار مشروع بٌان الشعب الجزائري ‪ 10‬فٌفري ‪ ، 1943‬و فً إطار هٌئة أحباب البٌان والحرٌة عام‬
‫‪ ، 1944‬و التمت اٌدٌولوجٌاتها ‪ ،‬المتنالضة حول كٌفٌة تكوٌن جمهورٌة جزائرٌة ‪ ،‬التً نص علٌها بٌان الشعب الجزائري عام‬
‫‪ 1943‬إال أن مجازر ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬حتمت على زعماء هذه التٌارات السٌاسٌة أن ٌفترلوا من جدٌد ‪ .‬و ٌعودوا إلى انمساماتهم‬
‫المعهودة‪ ،‬وإبراز إٌدٌولوجٌاتهم المتنالضة كما اعتبرت طعنة مرٌرة بالنسبة للحركة الوطنٌة و اثبتت للشعب وللمناضلٌن‬
‫المكافحٌن بأن حرٌة الجزائر ال ٌمكن أن تتحمك بوسائل الالعنف أو الدورة بالمانون و أن الحرٌة واالستمالل ال تؤخذ إال بالموة‬
‫والعنف كما اعتبرت منعرجا و انعكاس هاما فً تطور الحركة الوطنٌة سواء بسلب أو االٌجاب خاصة على حزب حركة‬
‫االنتصار للحرٌات الدٌممراطً الذي ظهر كبدٌل لحزب الشعب الجزائري بعد الحرب العالمٌة الثانٌة ‪ ،‬حٌث وفك هذا الحزب عام‬
‫‪ 1947‬على تشكٌل جناح عسكري سري سمى بالمنظمة الخاصة ‪ ،‬و عهد الٌها مهمة اإلعداد للثورة المسلحة ‪ ،‬رغم أن الظروف‬
‫فً ذلن الولت لم تكن مالئمة لمثل تلن المغامرة الخطٌرة ‪ ،‬الن الشعب خرج من الحرب منهون الموى‪ ،‬ومحطما و الحزب نفسه‬
‫ٌعانً من ارهاب االستعمار و التنكٌل بأعضائه وأنظمته الشرعٌة بصفة مستمرة ‪ ،‬و بمٌت االحزاب االخرى لم تكن تؤمن بمنطك‬
‫الثورة المسلحة وتجري وراء االنتخابات المزٌفة التً أصبحت ال تساٌر التطورات كذلن لانون ‪ 20‬سبتمبر ‪ 1947‬الذي لامت‬
‫السلطات الفرنسٌة المستعمرة بإصداره لم ٌصل إلى مستوى المطالب التً كانت تنادي به التٌارات الوطنٌة والشعب الجزائري‪،‬‬
‫لكن المعمرين رحبوا به رغم احتوائه على بعض المواد التً ال تخدمهم ألنهم ٌعرفون أن هذا المانون لن ٌنفذ و سوف ٌبمى حبرا‬
‫على ورق‪.‬‬
‫غٌر أن األزمات التً تلمتها الحركة الوطنٌة زادت فً األمور تعمدا و بالخصوص أزمة التً تعرض لها حزب حركة االنتصار‬
‫للحرٌات الدٌممراطٌة خالل سنتً ‪ 1954 1953‬لكن تأثٌر هذه االزمة على االحزاب االخرى كان واضحا ‪ ،‬و على مسار تطور‬
‫الحركة الوطنٌة كذلن ‪ ،‬و إن كان بعض الكتاب ال ٌرون فً هذه األزمة عامال من العوامل التً كانت وراء استجابة الشعب‬
‫الجزائري لنداء الجبهة األول فان البعض ٌرى أن حدوث خالفات داخل حركة من حركات الجزائرٌة آنذان ‪ ،‬لم ٌكن من شأنه‬
‫وحده أن ٌجند الشعب الجزائري وراء الجبهة التً أفرزتها تلن الخالفات التً نشبت داخل حركة االنتصار للحرٌات الدٌممراطٌة‬
‫و لم ٌكن وضع الشعب الجزائري مهٌأ لذلن فوجد فً الثورة على االستعمار و ما ٌزٌل عنه ذلن الذل‪.‬‬

You might also like