You are on page 1of 5

‫الفصل اخلامس‬

‫القرض العام‬

‫اوالً‪ :‬القرض العام (الدين الحكومي)‬

‫‪ -1‬مفهوم القرض‬

‫يعرف القرض العام بأنو اتفاق بين طرفين الطرف االول ىو الدائن وىم االفراد او المؤسسات‬
‫المالية والمصرفية في حالة القرض الداخمي أو الدول االخرى والمؤسسات االجنبية في حالة‬
‫القرض الخارجي‪ .‬يتعيد الطرف (الدائن) بتقديم مبمغ من المال الى الطرف الثاني (المدين)‬
‫وغالباً ما تكون الدولة او شخص معنوي عام يتعيد مقابل ذلك بتسديد اقساط القرض والفوائد‬
‫ابتداء من تاريخ معين يثبت ضمن‬
‫المستحقة عميو خالل فترة زمنية معينة يتفق عمييا الطرفان و ً‬
‫شروط القرض يتفق عمييا الطرفان ‪.‬‬

‫‪-2‬طبيعة القرض العام‬

‫ىنالك بعض الخصائص المشتركة التي تميز القرض العام من الناحية التنظيمية والقانونية وىذه‬
‫الخصائص ىي ‪:‬‬

‫القرض العام‪ :‬ىو اتفاق او عقد بين طرفين‪ .‬ميما اختمفت اشكال القرض العام فيو‬ ‫‪-1‬‬

‫يبقى عقد بين طرفين (االول) ىو الدائن الذي يقدم االموال وىم االفراد أو الشركات‬
‫والمؤسسات المالية والمصرفية في حالة القرض الداخمي ‪ .‬والمؤسسات المالية والمصرفية‬
‫والدول االجنبية في حالة القرض الخارجي ‪.‬الطرف الثاني‪( :‬المدين) وغالباَ ما تكون‬
‫الدولة وىذا الطرف يتعيد بتسديد او اعادة االموال المقترضة وفقاً لمشروط المتفق عمييا‬
‫في القرض مع الفوائد ‪.‬‬

‫ان القرض عقد ال يمارس اال في القانون‪ .‬ان الدولة ال تستطيع ان تعقد قرضاً معيناً‬ ‫‪-2‬‬

‫سواء محمياً او اجنبياً اال من خالل القانون فالصيغة القانونية لمقرض ضرورياً وذلك‬
‫حفاظاً لحقوق الطرفين‪.‬‬
‫القرض هو ضريبة مؤجمة عمى االفراد‬ ‫‪-3‬‬

‫يرى بعض كتاب المالية العامة ان القرض ىو بمثابة ضريبة مؤجمة يدفعيا االفراد باعتبار ان‬
‫الدولة تقوم بإعادة القروض العامة التي تأخذىا من االفراد من خالل ايراداتيا العامة وال سيما‬
‫ا يرادات الضرائب المأخوذة من االفراد فتصبح القروض العامة في تمك الحالة ضرائب يدفعيا‬
‫مقدمة الى الدولة ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬القروض في االنظمة الراسمالية‬

‫‪-1‬موقف التقميدين (الكالسيكي) من القروض العامة‬

‫كان موقف معظم التقميدين معارض لفكرة القروض العامة ألنيم يؤمنون بأن دور الدولة‬
‫البد وأن يقتصر عمى األمن والعدالة والدفاع وعدم التدخل في النشاط االقتصادي وتركو‬
‫لمقطاع الخاص‪ ،‬بل دورىا ىو توفير اإلمكانيات الالزمة لمقطاع الخاص إلدارة لنشاط‬
‫االقتصادي ومن ثم ال يوجد حاجة ألخذ الدولة لقروض عامة ‪.‬‬

‫‪-2‬موقف كينز والفكر المالي المعاصر‬

‫عارض كينز الفكر التقميدي المؤمن بالتوازن التمقائي عند مستوى التشغيل الشامل لمموارد‬
‫واكده انو يمكن التوازن عند اي مستوى مما يتطمب تدخل الدولة من خالل سياستيا‬
‫المالية والنقدية لمتأثير عمى الطمب الفعال من خالل االنفاق الحكومي مما يعنى ضرورة‬
‫استخدام القروض العامة في تمويل النفقات العامة لتنفيذ السياسات المالية ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬انواع القروض‬

‫يمكن التمييز بين نوعين من القرض‬

‫‪ -1‬القروض المحمية (الداخمية)‪ :‬تحصل الدولة عمى ىذه القروض من االفراد داخل البمد‬
‫بغض النظر عن جنسياتيم اضافة الى المؤسسات المالية والبنوك التجارية داخل البمد‪ .‬وىنالك‬
‫عدة اسباب تدفع الدولة لمجوء الى القرض العام الداخمي وىذه االسباب ىي ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -1‬حاجة الدولة الى الموارد المالية عندما يكون لدييا حالة عجز في الموازنة اي عندما‬
‫تكون نفقاتيا العامة اكبر من ايراداتيا ‪.‬‬
‫‪ -2‬معالجة حالة التضخم فان الدولة تقوم او تمجأ من القرض العام الداخمي وغالباً ما يكون‬
‫اجباري عمى االفراد لغرض امتصاص القوة الشرائية الفائضة لغرض سحب جزء من‬
‫النقود المتداولة لدى االفراد‪.‬‬
‫‪ -3‬تشجيع االفراد لممساىمة في المشاريع االقتصادية التي تقوم بيا الدولة لممشاركة في‬
‫تحمل جزء من االعباء العامة لتي تتحمميا الدولة ‪.‬‬
‫‪ -4‬قد تمجـأ الدولة الى القرض الداخمي في بعض الحاالت االستثنائية كحاالت الحروب او‬
‫الكوارث الطبيعية وتحفيز االفراد لمساندة ودعم الدولة ‪.‬‬

‫‪ :-2‬القروض الدولية او الخارجية ‪:‬‬

‫تمجأ الدولة الى القروض الخارجية عندما تستنفذ جميع امكاناتيا في الحصول عمى‬
‫القروض المحمية كذلك عندما تكون حاجتيا الى العمالت الصعبة لغرض تغطية مشاريع التنمية‬
‫لذلك فان الدولة ستعقد قرضاً خارجياً مع الدول االخرى والمؤسسات المالية والمصرفية االجنبية‬
‫كالبنك الدولي او صندوق النقد الدولي او الصندوق العربي لإلنماء وغيرىا من المؤسسات‬
‫اضافة الى االسباب التي ذكرناىا فينالك اسباب اخرى تدفع الدولة لمقروض الخارجية ‪.‬‬

‫‪ -1‬العجز في ميزان المدفوعات‬


‫‪ -2‬انخفاض مستوى االدخار المحمي لدى االفراد وخاصةً لدى البمدان النامية ‪.‬‬
‫حاجة الدولة الى العمالت الصعبة لمقيام بعممية التنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫رابعاً‪ :‬أنواع القروض العامة‬

‫‪ -1‬القروض االختيارية والقروض االجبارية‬

‫تنقسم القروض العامة وفق ىذا المبدأ الى قروض اختيارية واخرى اجبارية واالصل في‬
‫القروض انيا اختيارية تتم بناء عمى رغبة االفراد إال انو في بعض الحاالت االستثنائية‬
‫مثل ظروف الحروب قد تمجأ الدولة الى اكراه االفراد عمى شراء السندات الحكومية ومن‬
‫ثم اقراض الدولة ‪.‬‬
‫ويتشابو القرض االجباري مع الضريبة في ان كل منيما الزامي يدفعو الفرد بناء عمى اكراه من‬
‫الدولة‬

‫ويختمفان في ان الضريبة ال ترد مرة اخرى ام القرض فيرد الى دافعو ومضاف اليو الفوائد ايضاً‬

‫خامساً‪ :‬اآلثار االقتصادية لمقروض العامة‬

‫أوال‪ :‬أثار القروض الخارجية‬

‫يؤدى االقتراض من الخارج إلى زيادة حجم الموارد الحقيقية لمبمد المقترض خاصة من النقد‬
‫األجنبي ‪.‬وتتوقف فاعمية القروض األجنبية من حيث أثارىا النافعة لالقتصاد القومي عمى‬
‫اتجاىات استخدام األموال المقترضة‪.‬‬

‫إذا كانت ألغراض استيالكية اي يستخدم القرض الخارجي في تمويل استيراد السمع االستيالكية‬
‫لتوفير ضرورات المعيشة أو لمقاومة ارتفاع األسعار في ىذه الحالة ال يعكس القرض الجديد‬
‫إضافة إلى الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد ‪.‬‬

‫اما إذا كانت ألغراض استثمارية‬

‫أما توجيو األموال المقترضة الستيراد مستمزمات اإلنتاج من السمع االستثمارية والموارد الوسيطة‬
‫فيساعد عمى التكوين الرأسمالي وينمى القدرة االنتاجية لممجتمع وزيادة فرص العمالة والنيوض‬
‫القومي ‪.‬‬ ‫بالدخل‬

‫سادساً‪ :‬أثار القروض الداخلية‪:‬‬

‫القرض الحقيقي ىو ما يستمد من الجميور والمؤسسات المالية غير المصرفية دون أن‬
‫يترتب عميو توسع في االئتمان المصرفي أو خفض لنسبة االحتياطي وفى ىذه الحالة‬
‫يؤتى القرض أثره التحويمي لمموارد من تمك المتاحة لالستثمار الخاص نحو االستثمار‬
‫العام ويعتبر القرض الحقيقي أداة جيدة لمحد من االتجاىات التضخمية‪.‬‬
‫ومدى نفع القرض العام الحقيقي يترتب عمى الحالة العامة لمنشاط االقتصادي ومرحمة‬
‫الدورة االقتصادية فإذا كانت ىناك حالة كساد يسودىا انخفاض الطمب الفعمي مع وفرة‬
‫رؤوس األموال العاطمة فان لمقرض العام نتيجة جيدة وىى زيادة الطمب الفعال‪.‬‬

‫أما إذا كان السائد ىو حالة رخاء وتوسع مالي يكون لمقرض العام أثره الضار إذ يترتب‬
‫عميو مزيد من الطمب الفعمي وحدوث تضخم خاصة عندما يكون استخدام الموارد‬
‫المتاحة قد وصل إلى مرحمة التشغيل الشامل‪.‬‬

You might also like