You are on page 1of 14

‫الفصل الثالث‪ :‬اإليرادات العامة( مفهوم اإليرادات العامة‪ ،‬أنواع اإليرادات العامة‪ ،‬مصادر‬

‫اإليرادات)‬
‫سيتم التعرف يف ىذا الفصل على مفهوم اإليرادات العامة وأنواعها يف العناصر التالية‪:‬‬

‫‪-‬تعريف اإليرادات العامة‪.‬‬


‫‪-‬تقسيماهتا ادلختلفة‬
‫المطلب األول ‪:‬تعريف اإليرادات العامة ‪:‬‬
‫تعرف اإليرادات العامة بأهنا رلموعة الدخول اليت ربصل عليها الدولة من ادلصادر ادلختلفة من أجل‬
‫تغطية نفقاهتا العامة وربقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫ودبعٌت آخر أن اإليرادات العامة ىي عبارة عن ادلقابل الضروري لتغطية النفقات العامة للدولة؛ وذلك‬
‫من أجل ربقيق صبيع وظائفها‪ ،‬حيث تعترب أداة من أدوات التوجيو االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬تقسيمات اإليرادات العامة المختلفة‬
‫تعددت آراء ادلفكرين يف ادلالية العامة حول تقسيم اإليرادات العامة إىل أقسام متعددة يضم مل منها‬
‫اإليرادات ادلتشاهبة يف اخلصائص‪.‬‬
‫فقد اقًتح البعض تقسيم اإليرادات العامة إىل إيرادات شبيهة بإيرادات النشاط اخلاص مثل إيرادات‬
‫شلتلكات الدولة اخلاصة؛ وإيرادات متعلقة بالنشاط العام وليس ذلا نظَت يف إيرادات األفراد‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫الرسوم‪ ،‬والضرائب والغرامات ادلالية‪..‬‬
‫وىناك من ميز بُت مصادر اإليرادات العامة على أساس عنصر اإلجبار؛ فهناك مصادر ايرادية تقوم‬
‫على أساس عنصر اإلجبار من جانب الدولة يف احلصول على اإليراد استنادا إىل سيادهتا‪ ،‬ويشمل‬
‫ىذا النوع‪:‬‬
‫الضرائب‪ ،‬الغرامات ادلالية‪ ،‬القروض اإلجبارية‪ ،..‬أما مصادر اإليرادات اليت ينتفي فيها عنصر اإلجبار‬
‫فتشمل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫اإليرادات اليت ربصل عليها الدولة من ملكية خاصة هبا‪ ،‬مثل ‪:‬تأجَت األراضي الزراعية اليت سبلكها‬
‫الدولة‪،‬اإليرادات اليت ربصل عليها الدولة كمقابل لسلعة أو خدمة تبيعها‪ ،‬وكذلك القروض‬
‫االختيارية اليت ال تقوم على عنصر اإلجبار‪.‬‬
‫كما اذبو الكثَت من ادلاليُت التقليديُت اىل التفرقة بُت مصادر اإليرادات على أساس مدى دورية‬
‫وانتظام ىذه اإليرادات اليت ربصل عليها الدولة‪ ،‬والفرق بُت اإليرادات العادية وغَت العادية‪،‬‬
‫فاإليرادات العادية ىي اإليرادات اليت ربصل عليها الدولة سنويا بصورة دورية؛ كإيرادات شلتلكاهتا‬
‫اخلاصة والرسوم والضرائب‪ ،‬أما اإليرادات غَت العادية فيقصد هبا تلك اليت ربصل عليها الدولة بصورة‬
‫غَت دورية وغَت منتظمة؛ بل تلجأ إليها الدولة من وقت آلخر كالقروض واإلصدار النقدي وبيع جزء‬
‫من شلتلكات الدولة‪.‬‬
‫واستنادا إىل ما سبق‪ ،‬يتضح أن الفكر ادلايل مل يتفق على تقسيم زلدد لإليرادات العامة‪ ،‬ولذلك‬
‫سيتم تناول اإليرادات العامة دون التقيد بتقسيم معُت‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإليرادات االقتصادية‬
‫تتعدد مصادر سبويل ادليزانية العامة يف كل دولة وزبتلف وتتنوع من دولة إىل أخرى‪ ،‬وذلك من حيث‬
‫العدد ومن حيث التسميات أ ومهها‪:‬اإليرادات االقتصادية واليت يقصد هبا اإليرادات اليت ربصل‬
‫عليها الدولة مقابل اخلدمات اليت تقدمها لألفراد‪ ،‬وحيصلون على نفع عام منها‪ ،‬سواء كان نفعا عاما‬
‫أو خاصا‪ ،‬وىي بذلك تشمل دخل الدومُت العام واخلاص وحصيلة الرسوم‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإليرادات من أمالك الدولة) الدومين‪(:‬‬
‫يقصد بالدومُت رلموع األموال اليت سبتلكها الدولة سواء كانت منقولة أم غَت منقولة و سواء أكانت‬
‫ملكية الدولة ذلا عامة أو خاصة‪.‬‬
‫‪ -1‬الدومُت العام ‪:‬يتكون ىذا النوع من كل ما سبلكو الدولة وزبضع للقانون العام وخيصص أيضا‬
‫لتلبية احلاجات العامة مثل الطرق واحلدائق والساحات العامة والشواطئ وادلتاحف‪...‬اخل‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -2‬الدومُت اخلاص ‪:‬ىو عبارة عن األموال اليت سبلكها الدولة ملكية خاصة وزبضع ألحكام القانون‬
‫اخلاص وتدر إيرادا‪ ،‬وديكن تقسيم الدومُت اخلاص ألنواع ثالثة وىي ‪:‬دومُت عقاري‪ ،‬دومُت مايل‬
‫والدومُت الصناعي والتجاري‪.‬‬
‫أ ‪.‬الدومُت العقاري) شلتلكات الدولة العقارية ‪(:‬يتضمن ما سبتلكو الدولة من عقارات متعددة تتمثل‬
‫يف األراضي الزراعية والغابات‪ ،‬ويطلق عليو الدومُت الزراعي‪ ،‬وادلناجم واحملاجر ويطلق عليو الدومُت‬
‫أالستخراجي‪ ،‬حيث أنو تساىم ىذه ادلمتلكات يف ربقيق ادلورد ادلايل الذي حيققو الدومُت العقاري‬
‫يف صبلتو‪.‬‬
‫ب ‪.‬الدومُت الصناعي والتجاري ‪:‬وىو ما سبلكو الدولة من منشآت ذبارية وصناعية ملكية عامة‬
‫مطلقة آلت إليها عن طريق التأميم والتوسع يف قاعدة القطاع العام‪ ،‬أو عن طريق مشاركة األفراد يف‬
‫استغالل ذباري أو صناعي‪ ،‬ويعترب ما تدره ىذه ادلشروعات من إيرادات الدومُت التجاري والصناعي‪.‬‬
‫ج ‪.‬الدومُت ادلايل ‪:‬يتكون ىذا الدومُت شلا سبلكو الدولة من أوراق مالية كاألسهم والسندات وفوائد‬
‫القروض وغَتىا من الفوائد ادلستحقة للحكومة‪ ،‬وىناك من يسمي ىذا الدومُت دبحفظة الدولة أي ما‬
‫سبلكو من أوراق مالية ونقدية وما ربققو من أرباح وفوائد‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬الرسوم‬
‫يعد الرسم من أقدم اإليرادات العامة‪ ،‬ولو أمهية كبَتة كمورد من موارد ادليزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬تعريف الرسم وخصائصه‬
‫الرسم ىو مبلغ نقدي يدفعو الفرد جربا إىل الدولة‪ ،‬أو إحدى مؤسساهتا العمومية‪ ،‬مقابل منفعة‬
‫خاصة حيصل عليها الفرد إىل جانب منفعة عامة تعود على اجملتمع ككل"‪.‬‬
‫وشلا سبق نستنتج اخلصائص الرئيسية التالية للرسوم‪:‬‬
‫‪1.‬الرسم ربصل عليو الدولة وذلك من خالل مؤسساهتا ودوائرىا ادلختلفة‪.‬‬
‫‪2.‬الرسم جيىب بشكل مبالغ نقدية‪ ،‬فاألصل يف الرسم أن جيىب بشكل نقدي‪ ،‬إال يف بعض‬
‫االستثناءات كاحلروب واليت ديكن أن ذبىب فيها الرسوم بشكل عيٍت كالسلع مثال‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪3.‬ربدد قيمة الرسم بقانون فال جيىب أي رسم إال ضمن القانون و ذلك سواء بالطريقة أو حجم‬
‫ادلبلغ‪.‬‬
‫‪4.‬يرتبط الرسم خبدمة خاصة أو منفعة خاصة تعود على دافعو دبنفعة ومثال ذلك تلقى العلم أو‬
‫ترخيص تسيَت‪.....‬‬
‫‪5.‬إن الشخص ال يدفع الرسوم إال دبناسبة حصولو على خدمة معينة من الدولة‪ ،‬والقاعدة أن‬
‫الشخص حر يف أن يطلب اخلدمة أو ال يطلبها ويف ىذه احلالة ىناك حالتُت‪:‬‬
‫‪-‬إن عنصر االختيار ادلًتوك للشخص يقتصر على الرغبة يف اخلدمة من عدمها فإذا ما اختار‬
‫الشخص طلب اخلدمة فهو رلرب على دفع الرسم‪.‬‬
‫‪-‬أن األفراد قد يكونوا رلربين يف كثَت من األحيان على طلب اخلدمة وبالتايل خيتفي عنصر االختيار‬
‫يف طلب اخلدمة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬تقدير الرسم‬
‫إن األصل يف ربديد السعر أن يكون السعر متناسبا مع نفقة اخلدمة ادلؤداة‪ ،‬فال يصح أن يتجاوز ما‬
‫ىو ضروري لتغطية ادلصروفات اليت يتكبدىا الشخص العام يف سبيل أداء ىذه اخلدمة وإال اعتربت‬
‫الزيادة ضريبة‪.‬‬
‫فقد ذىب كتاب ادلالية إىل ضرورة تساوي رلموع احلصيلة من الرسم مع التكاليف الكلية اليت‬
‫تتحملها الدولة يف سبيل تقدمي اخلدمات‪ ،‬وذىب عدد آخر من الكتاب إىل عدم ضرورة ربقيق ىذا‬
‫التناسب وأن يكون سعر اخلدمة اليت تقدمها الدولة أقل من نفقة إنتاجها وتغطي الدولة العجز يف‬
‫فائض اإليرادات العامة األخرى وقد ربدد الدولة سعر اخلدمة اليت تقدمها بأكثر من نفقات إنتاجها‬
‫ويستخدم ىذا الفائض يف سبويل النفقات العامة‬
‫وىو ما يعٍت أن ادلشروع ال يراعي ادلقدرة التكليفية للفرد دافع الرسم وذلك عند ربديده دلبلغ الرسم‬
‫وليس من الضروري أن ربقق التناسب بُت الرسم ادلدفوع وقيمة اخلدمة أو ادلنفعة اليت تقدمها الدولة‬
‫وحيصل عليها الفرد‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬الفرق بين الرسم وبعض اإليرادات األخرى ‪:‬‬
‫نظرا للتداخل الشائع بُت الرسم وبعض صور اإليرادات العامة األخرى ال بد من التفرقة بينو وبُت‬
‫كل من الثمن العمومي والضرائب وبينو وبُت اإلتاوة والغرامة‪.‬‬
‫أ ‪.‬الرسم والثمن العمومي‪:‬‬
‫إن الرسم العام ىو إيراد عام تأخذه اإلدارة نظَتا خدماهتا وىو يتحدد عادة طبقا للعرض والطلب‪،‬‬
‫عمال دببدأ ادلنافسة‪ ،‬أما مصطلح الثمن العام فيطلق على شبن السلع واخلدمات اليت تنتجها وتبيعها‬
‫ادلشروعات العامة الصناعية والتجارية‪ ،‬وبذلك ديثل الثمن العام ادلقابل الذي ربصل عليو الدولة نتيجة‬
‫قيامها بنشاط صناعي أو ذباري ويعد أحد الوسائل اليت سبكنها من ربقيق إيراد عام يتمثل يف مقدار‬
‫األرباح اليت ربققها من شلارسة بيع السلع أو اخلدمات لألفراد‪ ،‬سواء يف ظل قوانُت ادلنافسة الكاملة أو‬
‫يف ظل االحتكار الذي سبارسو الدولة بالنسبة لبعض أنواع السلع قصد االستقالل يف ربديد شبنها دبا‬
‫ديكنها من احلصول على أكرب قدر من اإليرادات للخزانة العامة‪.‬‬
‫وأوجو التشابو بُت الثمن العمومي والرسم ىو أهنما إيراد عام ربصل عليو الدولة وتعتمد عليو يف‬
‫تغطية نفقاهتا وأن اذلدف منهما احلصول على منفعة خاصة‪ ،‬كما أن ىناك قدرا من التناسب بُت‬
‫ادلنفعة اليت حيصل عليها الشخص وحجم تكاليف اخلدمة لكنهما خيتلفان من حيث التقنية ادلالية‬
‫لكل منهما ويتجلى ىذا االختالف فيما يلي‪:‬‬
‫إذا كانت ادلنفعة اخلاصة احملققة أكرب من ادلنفعة العامة فإن ما ربصل عليو الدولة مقابل السلعة أو‬
‫أداء اخلدمة ىو شبن عمومي‪ ،‬أما إذا كانت ادلنفعة العمومية احملققة اكرب من ادلنفعة اخلاصة فإن الدولة‬
‫ربصل يف مقابل أداء اخلدمة على رسم يدفعو ادلستفيد من اخلدمة‪.‬‬
‫يتم فرض الرسم استنادا إىل قانون‪ ،‬فالسلطة العمومية ىي اليت تقوم لوحدىا بتحديد قيمتو وربديد‬
‫كافة األحكام القانونية ادلتعلقة بو دون تدخل من جانب األشخاص‪ ،‬أما الثمن العمومي فيتم‬
‫ربديده بقرار‬

‫‪5‬‬
‫إداري من طرف ادلؤسسة العمومية ادلنتجة للسلع واخلدمات ويتم تقديره دبوجب قانون العرض‬
‫والطلب يف السوق دون تدخل من جانب السلطة العامة‪.‬‬
‫يتم دفع قيمة الرسم جربا من جانب األفراد ويكون للدولة حق االمتياز على أموال طالب اخلدمة‪ ،‬أما‬
‫الثمن العام فهو اختياري إال إذا كانت الدولة تتمتع دبركز احتكاري أو فعلي بالنسبة‬

‫المطلب األول ‪:‬تعريف الضريبة وخصائصها‬


‫الفرع األول ‪:‬تعريف الضريبة ‪:‬‬
‫ديكن تعريف الضريبة بأهنا" عبارة عن فريضة نقدية يدفعها الفرد جربا على الدولة أو إحدى اذليئات‬
‫العامة احمللية بصفة هنائية مسامهة منو يف ربمل التكاليف واألعباء العامة دون أن يعود عليو نفع‬
‫خاص مقابل دفع الضريبة"‪.‬كما تعرف أيضا" أهنا مسامهة عامة إجبارية تفرض على األشخاص‬
‫طبيعيُت أو شركات للوفاء بالنفقات العامة يف إضفاء منفعة عامة على ادلقيمُت يف الدولة"‪.‬‬
‫و أهنا اقتطاع مايل يقتطع جزءا من طرف الدولة من ثروة األشخاص اآلخرين من دون مقابل تتلقونو لغرض ربقيق‬
‫‪1‬‬
‫النفع العام‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬خصائص الضريبة ‪:‬‬
‫ىناك مخس خصائص رئيسة للضريبة ىي‪:‬‬
‫‪1.‬الضريبة فريضة نقدية ‪:‬فاألصل أن تدفع الضريبة يف العصر احلديث يف صورة نقود سباشيا مع‬
‫مقتضيات النظام االقتصادي ككل وذلك بالنظر إىل أن ادلعامالت كلها أصبحت تقوم على‬
‫استخدام النقود‪ ،‬سواء يف القطاعات العامة أو اخلاصة‪ ،‬فنالحظ أنو ما دامت النفقات العامة تتم يف‬
‫صورة نقدية فإن اإليرادات العامة دبا فيها الضرائب ال بد و أن ربصل كذلك بالنقود‪.‬‬
‫‪2.‬الضريبة فريضة جربية ‪:‬فالدولة ىي اجلهة الوحيدة ادلخولة بفرض الضريبة و يتم ذلك بالقانون و‬
‫بصفة جربية دبعٌت أن ادلكلف ليس حرا يف دفعها من عدمو و لكنو ملزم و رلرب بالدفع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬خالصً رضا‪ ،‬النظام الجبائً الجزائري الحدٌث‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪6‬‬
‫‪3.‬الضريبة تدفع دون مقابل ‪:‬و بدون منفعة خاصة فادلكلف يقوم بأدائها على أساس مسامهتو يف‬
‫اجملتمع‪ ،‬و باعتباره عضوا يف اجلماعة‪ ،‬و ليس باعتباره شلوال للضرائب و على ىذا فإنو يبدو منطقيا‬
‫بأنو يساىم يف تغطية أعباء الدولة اليت ربمي اجلماعة و تشرف عليهم‪ .‬أي أن الضريبة تدفع بصرف‬
‫النظر عن ادلقابل ادلباشر من الدفع بل يدفعها األفراد الرتباطهم بالدولة ‪.2‬‬

‫‪4.‬الضريبة تدفع بصورة نهائية ‪:‬يقوم األفراد بدفع الضريبة للدولة بشكل هنائي أي أن الدولة ال‬
‫تلتزم برد قيمتها أو بدفع أي فوائد عنها‪.‬‬
‫‪5.‬الضريبة تمكن الدولة من تحقيق النفع العام ‪:‬تعد الضريبة من أىم مصادر اإليرادات العامة‬
‫على اإلطالق و لذا فإهنا سبكن الدولة من ربقيق أىدافها خصوصا النفع العام‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬القواعد األساسية في الضريبة‬
‫تعٍت القواعد العامة اليت ربكم الضريبة رلموعة ادلبادئ واألسس اليت يتعُت على ادلشرع إتباعها‬
‫ومراعاهتا عند وضع قواعد نظام ضرييب يف الدولة‪ ،‬و من بُت أىم ىذه القواعد ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬قاعدة العدالة ‪:‬ال بد أن تكون الضريبة عادلة من حيث مسامهة ادلكلفُت يف دفع الضرائب كل‬
‫حسب مقدرتو ودبا يتناسب مع حجم دخلو‬
‫‪-2‬قاعدة المالئمة ‪:‬ال بد أن ذبىب الضريبة يف الوقت والطريقة اليت تالؤم ادلكلف‪ ،‬حيث ال بد أن‬
‫تراعي التشريعات الضريبية؛ ىذا األمر حىت ال تثقل على ادلكلف‪.‬‬
‫‪-3‬قاعدة اليقين ‪:‬ويعٌت بذلك أن ربدد بقانون يوضح قيمة الضريبة‪ ،‬وأسس احتساهبا والواقعة‬
‫ادلنشأة للضريبة وادلصروفات الواجب خصمها‪ ،‬ومعيار السداد حبيث تربط على قواعد زلددة دون ترك‬
‫فرصة للتعسف يف التقدير‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬قاسم ناٌف علوان‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.82‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -4‬قاعدة االقتصاد في النفقات ‪:‬دبعٌت أنو ما يصرف من نفقات و تكاليف من أجل ربصيل‬
‫الضريبة جيب أن تكون ضئيلة و متدنية إىل أقصى حد شلكن‪ ،‬فزيادة أجهزة إدارية وتوظيف عدد كبَت‬
‫من ادلوظفُت اجلباة سلالف لقاعدة االقتصاد‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬أنواع الضرائب‬
‫لقد تعددت أنواع الضرائب وذلك نتيجة لتطور دور الدولة يف النشاط االقتصادي وتطور مفهوم‬
‫الضريبة ليتماشى مع فكرة ادلالية الوظيفية‪ ،‬ولقد اختلفت صورىا الفنية من رلتمع إىل آخر بل لنفس‬
‫اجملتمع من فًتة إىل أخرى‪ ،‬حيث تنقسم الضرائب إىل عدة أنواع زبتلف باختالف الزاوية اليت ينظر‬
‫عليها ومن أبرزىا ما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول ‪:‬من حيث تحمل عبء الضريبة‬
‫تنقسم الضرائب من حيث ربمل عبء الضريبة إىل ضرائب مباشرة وغَت مباشرة‪.‬‬
‫‪1.‬الضرائب المباشرة ‪:‬الضرائب ادلباشرة ىي تلك اليت تفرض إما على الدخل أو رأس ادلال؛ ولقد‬
‫عرف بعض الكتاب الضرائب ادلباشرة بأهنا الضريبة اليت تفرض على عناصر تتمتع نسبيا بالدوام‬
‫واالستقرار مثل ضريبة كسب العمل‪ ،‬ضريبة األرباح التجارية والصناعية والضريبة العقارية‪ .‬وقد اصبع‬
‫االقتصاديون على ان الضرائب ادلباشرة ىي ضرائب الدخل والثروة اي اهنا الضرائب اليت سبس كل من ادللكية‬
‫والثروة والدخل‪.3‬‬
‫‪2.‬الضرائب غير المباشرة ‪:‬ويطلق عليها اسم ضرائب اإلنفاق و ذلك لكوهنا تفرض على الدخل‬
‫دبناسبة إنفاقو‪ ،‬لذا فهي تصيب الدخل بطريقة غَت مباشرة‪ ،‬حيث أنو من ادلمكن نقل عبئها و دافع‬
‫الضريبة ىو الذي يتحملها مثل الضرائب اجلمركية‪ ،‬ضريبة ادلبيعات و يتوقف على درجة مرونة العرض‬
‫و الطلب على السلعة زلل الضريبة و نوع العنصر اخلاضع و مدى توافر أو انعدام ادلنافسة‬
‫الفرع الثاني ‪:‬من حيث المادة الخاضعة للضريبة‪:‬‬
‫تنقسم الضرائب من حيث ادلادة اخلاضعة للضريبة إىل ضرائب على األموال وضرائب على‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫محرزي محمد عباس‪ ،‬مدخل إلى الجباٌة والضرائب‪ ITICS ،‬للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪38‬‬

‫‪8‬‬
‫‪1.‬الضرائب على األموال ‪:‬حيث تفرض الضريبة على ادلمتلكات واألشياء اليت ديتلكها األفراد سواء‬
‫كانت أمواال منقولة أو عقارية‪.‬‬
‫الضرائب على األشخاص ‪:‬و تفرض على األفراد وذلك اعتبارا لوجودىم يف الدولة وربت رعايتها‪،‬‬
‫حيث كان ىذا النظام ىو السائد سابقا ولكن مع التطور االجتماعي‪ ،‬تطور مفهوم الضرائب فأصبح‬
‫ينصب على ما ديلكو الفرد‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬من حيث الواقعة المنشأة الضريبة‬
‫حيث أن االلتزام بالضريبة يكون دبج رد توفر تلك الظروف الشخصية وادلوضوعية اليت تؤدي إىل‬
‫االلتزام بالضريبة‪.‬‬
‫‪1.‬واقعة تملك رأس مال ‪:‬حيث ديتلك الوارث قدرا من ادلال عن طريق الوراثة‪ ،‬وبالتايل ينشأ من‬
‫واقع التملك فرض ضريبة الًتكات‪ ،‬كما أهنا تفرض يف حلظة زمنية معينة عند حدوث واقعة الوفاة‬
‫وانتقال ىذه الًتكة إىل الورثة‪.‬‬
‫‪2.‬واقعة اإلنتاج ‪:‬بعد ربديد ادلشرع الضرييب السلع اليت تفرض عليها الضريبة فإنو يقوم بتحديد‬
‫ادلرحلة اليت ربصل عندىا الضريبة فإجراء عملية التصنيع تنشأ تعهد بدفع الضريبة حيث تفرض‬
‫الضريبة على السلع اليت تنتج بكميات كبَتة و ذلك من أجل ضمان غزارة احلصيلة الضريبية‪.‬‬
‫‪3.‬واقعة االستهالك ‪:‬حيث تفرض الضريبة يف ىذه احلالة على أساس إنفاق الفرد لدخلو من أجل‬
‫)االستهالك‪ ،‬حيث تفرض ىنا الضريبة عندما حيصل الفرد على السلع و اخلدمات اليت حيتاج إليها‪).‬‬
‫‪4.‬واقعة تحقق الدخل ‪:‬حيث دبجرد ربقق الدخل ينشأ االلتزام بدفع الضريبة‪ ،‬فالدخل ينجم عن‬
‫طريق خدمة يقدمها الفرد أو سلعة ينتجها ومنو نالحظ أن ادلصادر األساسية للدخل ىي العمل‬
‫ورأس ادلال والعمل ورأس ادلال معا‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬من حيث تحديد وعاء الضريبة‬
‫تنقسم إىل ضريبة وحيدة وضريبة متعددة‪ ،‬فنظام الضريبة الواحدة يقتصر على عنصر واحد فقط من‬

‫‪9‬‬
‫العناصر احملتمل أن زبضع للضريبة ومن أمثلة ذلك األنظمة الضريبية اليت تقتصر فرض الضريبة على‬
‫الدخل أو اإلنفاق أو الناتج‪ ،‬حيث أن ىذا النظام يتسم بالبساطة والعدالة وسهولة أدائها واقتضائها‪.‬‬
‫أما بالنسبة للضريبة ادلتعددة تفرض عدة ضرائب على الشخص تتنوع بتنوع موارده وشلتلكاتو ونشاطو‪،‬‬
‫حيث ىي احلالة األكثر شيوعا وذلك من الناحية التطبيقية يف غالبية الدول‪ ،‬ويعترب ىذا النظام أكثر‬
‫قدرة على ربقيق أىداف اجملتمع وأكثر توافقا مع الدور احلديث للدولة يف النشاط االقتصادي‬
‫الفرع الخامس ‪:‬من حيث السعر‬
‫وديكن تقسيم الضرائب من حيث السعر إىل ما يلي‪:‬‬
‫‪1.‬ضريبة نسبية ‪:‬ىي عبارة عن نسبة مئوية ثابتة تفرض على ادلادة اخلاضعة للضريبة حيث ال تتغَت‬
‫بتغَت قيمتها مثل الضريبة على األرباح التجارية والصناعية‪...‬إخل‪ ،‬حيث أنو ال يتغَت سعر الضريبة بتغَت‬
‫قيمة ادلادة اخلاضعة للضريبة‪.‬‬
‫‪2.‬ضريبة تصاعدية ‪:‬فهي تفرض بنسب سلتلفة باختالف قيمة ادلادة اخلاضعة للضريبة‪ ،‬حيث أهنا‬
‫ترتفع بارتفاع قيمة ادلادة اخلاضعة ذلا والعكس صحيح‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪:‬القروض العامة واإلصدار النقدي‬
‫سيتم يف ىذا ادلبحث دراسة اإليرادات غَت العادية‪ ،‬أي اليت تلجأ إليها الدولة يف ظروف استثنائية‪،‬‬
‫واليت تشمل‪:‬‬
‫‪-‬القروض العامة‪.‬‬
‫‪-‬اإلصدار النقدي‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬القروض العامة‬
‫تعترب القروض العامة من أىم ادلصادر األساسية للدولة حيث تلجأ إليها الدولة وذلك عندما ال تكون‬
‫ادلصادر األخرى غَت كافية لتغطية نفقاهتا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفرع األول ‪:‬مفهوم القرض العام‬
‫القرض العام ىو مبلغ من ادلال ربصل عليو الدولة عن طريق االلتجاء إىل اجلمهور أو ادلصارف أو‬
‫غَتىا من ادلؤسسات ادلالية‪ ،‬مع التعهد برد ادلبلغ ادلقًتض ودفع الفوائد طوال مدة القرض وفقا‬
‫لشروطو‪ ،‬كما يعرف أيضا بأنو مبلغ نقدي تسندينو الدولة أو إحدى ىيئاهتا العامة من األشخاص أو‬
‫البنوك أو غَتىا من ادلؤسسات ادلالية سواء كانت زللية أو دولية مع االلتزام برد قيمتو ودفع فوائد عنو‬
‫طيلة فًتة القرض متضمنا شروطا تتعلق بتحديد مبلغ القرض وفائدتو وكيفية تسديده استنادا دلوافقة‬
‫تشريعية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬أنواع القروض‬
‫تنقسم القروض إىل ثالثة أنواع رئيسية وىي‪:‬‬
‫‪-‬أنواع القروض من حيث ادلصدر؛‬
‫‪-‬أنواع القروض من حيث ادلكتتب؛‪.‬‬

‫أنواع القروض من حيث ادلدة‪.‬‬


‫أوال ‪:‬أنواع القروض من حيث المصدر ‪:‬يف ىذه احلالة ديكن التميز بُت نوعُت من القروض‪:‬‬
‫أ ‪.‬قروض عامة داخلية ‪:‬ىي تلك القروض اليت تتحصل عليها الدولة من ادلؤسسات واألفراد اليت‬
‫تقيم داخل احلدود السياسية للدولة و ذلك بغض النظر عن جنسية ادلقرض سواء كان أجنبيا أو‬
‫وطنيا و تضع شروطها و ربدد ادلزايا و أجال القرض و كيفية التسديد ‪.‬‬
‫ب ‪.‬قروض عامة خارجية ‪:‬حيث أن الدولة تلجأ إىل االقًتاض من اخلارج عند عدم كفاية مدخراهتا‬
‫الداخلية‪ ،‬حيث يكون ادلقرض فيها ىو عبارة عن أحد األشخاص الطبيعية أو ادلعنوية خارج الدولة‬
‫مثل الرعايا األجانب‪ ،‬دول‪ ،‬منظمات وىيئات دولية) مثل الصندوق الدويل‪(.‬‬
‫ثانيا ‪:‬أنواع القروض من حيث المكتتب ‪:‬تقسم القروض من حيث حرية االكتتاب إىل قروض‬
‫اختيارية و قروض إجبارية‪.‬‬
‫أ ‪.‬القروض االختيارية ‪:‬دبعٌت يكون لألفراد حرية االكتتاب يف القرض من عدمو حيث أن األفراد ىنا‬

‫‪11‬‬
‫يقومون بادلقارنة بُت الفائدة اليت حيصلون عليها من خالل القرض وبُت فرض االستثمار األخرى و‬
‫من مث يقررون االكتتاب من عدمو‪ ،‬و ذلك يف ضوء مصلحتهم‪ ،‬و يكون ذلك دون إكراه من‬
‫السلطة العامة) الدولة‪(.‬‬
‫ب ‪.‬القروض اإلجبارية ‪:‬تلجأ الدولة إىل ىذا النوع من القروض عندما زبشى عدم إقدام األفراد أو‬
‫اذليئات على االكتتاب تعتمد أسلوب اإلجبار و الضغط‪ ،‬حيث جيرب فيها األشخاص على‬
‫االكتتاب فيها‪ ،‬وما ذبدر إليو اإلشارة أن ىذه القروض تتم عقب احلروب و عندما يفقد األفراد‬
‫الثقة يف الدولة‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬أنواع القروض من حيث المدة ‪:‬حيث تنقسم القروض ذلذا ادلعيار إىل قروض زلددة األجل‪،‬‬
‫و تسمى أيضا القروض ادلؤقتة‪ ،‬و أخرى غَت زلددة األجل و تسمى بالقروض ادلؤبدة‪.‬‬
‫أ ‪.‬القروض المؤبدة ‪:‬و يقصد هبا تلك القروض اليت ال ربدد الدولة أجلها للوفاء هبا و ذلك بشرط‬
‫أن تلتزم بدفع الفوائد ادلستحقة عليها طوال فًتة و مدة القرض إىل غاية تسديده‪.‬‬
‫ب ‪.‬القروض المؤقتة ‪:‬ىي تلك القروض اليت تكون فيها الدولة ملزمة بردىا و ذلك بعد انقضاء مدة‬
‫معينة أي انتهاء آجال القرض حيث ديكن أن تكون ىذه القروض قصَتة األجل أو متوسطة أو‬
‫طويلة األجل‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬اإلصدار النقدي الجديد‬


‫إن من بُت ادلصادر اليت تلجأ إليها الدولة لتمويل نفقاهتا ىي اإلصدار النقدي حيث تلجأ لتمويل‬
‫ىذه النفقات بواسطة طبع ما ربتاج إليو من نقود و تستند إىل ماذلا من سلطة السيادة اليت تعطيها‬
‫احلق إلصدار األوراق النقدية وإعطائها قوة إبراء الديون‪ ،‬دبعٌت أن الدولة تلجأ إىل اإلصدار النقدي‬
‫اجلديد لتمويل العجز يف موازنتها العامة‪ ،‬حيث أن ىذا األسلوب يتسبب يف إحداث التضخم‪ ،‬و‬
‫توجد عدة مربرات ذبعل الدولة تلجأ إىل اإلصدار النقدي و من أبرزىا‪:‬‬
‫‪-‬اإلصدار النقدي يعترب دافعا على االستثمار ومشجعا لو‪ ،‬ألنو من خالل عملية اإلصدار ترتفع‬
‫األسعار بسبب ضعف القدرة الشرائية وذلك يؤدي إىل زيادة األرباح وبالتايل التوسع يف االستثمارات‬

‫‪12‬‬
‫وبروز استثمارات جديدة‪ ،‬كما أن اإلصدار النقدي يؤدي إىل توزيع الدخول ألصحاب الدخول‬
‫الكبَتة بدال من أصحاب الدخول ادلنخفضة‪.‬‬
‫‪-‬أما ادلربر اآلخر اذلام ىو أنو يعترب اإلصدار النقدي اجلديد وسيلة ىامة لتمويل االستثمار العام‪،‬‬
‫فتظهر لنا أمهيتو ألنو يسمح من ربويل للموارد من أجل ربقيق التنمية ألنو يساعد على احلصول على‬
‫الوسائل الضرورية لربنامج التنمية‪.‬‬
‫و أيضا عندما تستعمل الدولة طريقة التمويل التضخمي فإهنا ال ذبد نفسها مرغمة إىل استخدامو‬
‫دائما واالستمرار فيو ألنو ىناك العديد من العوامل اليت تؤدي إىل وقف ىذه العملية و لعل من‬
‫أبرزىا‪:‬‬
‫‪-‬اخنفاض سعر الفائدة على زيادة كمية النقود ادلتداولة يؤدي إىل زيادة االستثمارات اخلاصة‪.‬‬
‫‪-‬إن لزيادة اإلنفاق العام تأثَت على زيادة الدخول اخلاصة واليت تؤدي إىل زيادة االستهالك‬
‫واالستثمار اخلاص و ذلك ما يؤدي إىل زيادة الطلب اخلاص و جيعل احلكومة مضطرة إىل وقف‬
‫التمويل بواسطة التضخم‪.‬‬
‫شلا سبق يتنب لنا أن االلتجاء إىل اإلصدار النقدي اجلديد أمر غَت مناسب لتدعيم اإليرادات من‬
‫أجل تغطية النفقات العامة ألن لو آثارا سلبية بسبب حدوث التضخم‪ ،‬حيث ينجم عن ىذه اآلثار‬
‫العديد من النتائج السلبية على االقتصاد‪ ،‬لذلك فاللجوء إىل ىذه الطريقة ال بد أن تكون يف حدود‬
‫معينة و يف األوقات ادلناسبة‪.‬‬

‫‪13‬‬
14

You might also like