You are on page 1of 21

‫جامعة العقيد آكلي محند – البويرة ‪-‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية‬


‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫عنوان البحث‬

‫الديون العامة و اإلصدار النقدي‬


‫_مالية عمومية_‬

‫السنة ثانية علوم اقتصادية‬

‫األستاذ ‪:‬‬ ‫اعداد الطالبات ‪:‬‬

‫أ‪.‬طابوش‬ ‫موالي لينة‬ ‫‪‬‬


‫براهيمي سعاد‬ ‫‪‬‬

‫الفوج ‪04 :‬‬

‫السنة الدراسية ‪2023/2024 :‬‬


‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬القرض العام‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف القرض العمومي وأهميته‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع القرض العمومي‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التنظيم الفني للقروض العامة‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬اآلثار االقتصادية للقروض العامة‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلصدار النقدي‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلصدار النقدي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب اللجوء أو عدم اللجوء إلى اإلصدار النقدي في تمويل عجز الميزانية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬اإلصدار النقدي وتمويل عجز الميزانية‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬األثر االقتصادي لإلصدار النقدي‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اإليرادات المختلفة األخرى‬
‫المطلب األول‪ :‬المساعدات الداخلية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المساعدات الخارجية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬برامج اإلصالح واللجوء إلى المؤسسات الدولية‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬العالقة بين الديون العامة و االصدار النقدي‬
‫خاتمة‬
‫المراجع‬
‫يقتضي تمويل العجز في الميزانية العامة تدبير الموارد الالزمة لتغطيتها والجباية العامة العادية‬
‫والبترولية قد ال تكفي‪ ،‬بحيث ال تغطي إال جزءا من الميزانية‪ ،‬لذا تلجأ الدولة إلى مصادر أخرى‪ ،‬رغم‬
‫أنها ال تغطي نسبة معتبرة من اإليرادات إال أنها مهمة للدور االقتصادي الذي تؤديه في المجتمع‪ ،‬وهذه‬
‫اإليرادات تنوعت أساليبها واختلفت طبيعتها تبعها للمجال الذي تدخل فيه ‪ ،‬لنتطرق فيما يلي حول‬
‫ماهي هذه المصادر ‪ ،‬أو ماهي الديون العامة و االصدار النقدي ؟‬

‫القرض العام‬
‫تمول ميزانية الدولة في العادة بواسطة اإليرادات العادية من ضرائب ورسوم وغيرها‪ ،‬إال أنه إذا حدث‬
‫و لم تكف تلك الموارد‪ ،‬وكانت الدولة في حاجة إلى موارد إضافية فإنها قد نلجأ إلى الموارد الغير‬
‫العادية المتمثلة في القروض العامة‪ ،‬أي أن الدولة ال تلجأ إلى القروض إال نادرا‪.‬‬
‫القرض العمومي‪.‬‬
‫تعريفه ‪:‬‬
‫يمكن تعريفه بأنه هو عقد مالي تعقده الدولة أو من ينوب عنها من أشخاص القانون العام مع هيئة أو‬
‫دولة أخرى تحصل بموجبه على مال تتعهد برده مع فوائده في تاريخ معين ينص األفراد‪ ،‬أو مع عليه‬
‫العقد ‪ ، 1‬أي أنه هو المال الذي تحصل عليه الدولة عن طريق اللجوء إلى الخزينة أو غيرها‪ ،‬وترد‬
‫قيمة هذه المبالغ دفعة واحدة أو على أقساط حسبما اتفق عليه في العقد‪ .‬ومن التعريف نجد أن ‪:‬‬
‫القرض مبلغ من المال غالبا ما يكون نقدا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القرض يتأتى بناءا على عقد بين الدولة أو إحدى هيئاتها أو هيئة أخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القرض غالبا يكون بفوائد مستحقة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القرض محدد المدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫من خالل استعراضنا لعناصر القرض‪ ،‬نجد أن القرض كمورد من موارد الدولة يختلف عن الضريبة‬
‫في أشياء‪ ،‬ويتشابه معها في أشياء أخرى تتمثل أوجه الشبه في أن كل منهما مبلغ نقدي‪ ،‬وأن كالهما‬
‫مصدر من المصادر التي تستند عليها ميزانية الدولة‪ ،‬أما أوجه االختالف فهي تكمن فيما يلي ‪:‬‬
‫الضريبة فريضة إجبارية‪ ،‬أما القرض العام فهو اختياري‪.‬‬
‫الضريبة ال تخصص لنفقة معينة مع عكس القرض الذي يوجه لوجه معين من أوجه اإلنفاق‪ .‬الضريبة‬
‫بدون مقابل‪ ،‬بينما القرض بمقابل‪ ،‬حيث تدفع الدولة للمقرضين أصل الدين باإلضافة إلى‬
‫فوائده‪.‬‬

‫غازي عناية‪ ،‬المالية العامة والتشريع الضريبي‪ ،‬عمان‪ ،‬دار البيان‪.1998 ،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ال تلجأ الدولة إلى القروض إال في حاالت استثنائية‪ ،‬عندما تحتاج إلى أموال وال تسمح اإليرادات‬
‫الدورية المنتظمة بذلك‪ ،‬وهناك عدة أسباب تدفع الدولة إلى االقتراض‪ ،‬نذكر منها ‪ :‬بينما تصل‬
‫الضرائب إلى حدها األقصى‪ ،‬بحيث ال تستطيع الدولة فرض المزيد من الضرائب وإ ال أدى ذلك إلى‬
‫تدهور النشاط االقتصادي وضعف مستوى المعيشة‪.‬‬
‫وكذلك‪ ،‬في الحاالت التي تكون فيها للضرائب ردود فعل عنيفة لدى المكلفين حتى قبل تحقيق الحالة‬
‫السابقة‪ ،‬أي أن الضرائب باإلضافة إلى حدودها االقتصادية لها حدود أخرى من طبيعة نفسية‪ ،‬تضع‬
‫‪1‬‬
‫قيدا على قدرة الدولة في االستعانة بها ‪.‬‬
‫نجد انه في كال الحالتين تلجأ الدولة إلى القروض العامة التي تمثل أداة من أدوات السياسة المالية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬أي هو وسيلة من وسائل التوجيه االقتصادي‪ ،‬لهذا فهي ذات أهمية كبيرة‪ ،‬نوجزها في‬
‫‪2‬‬
‫العناصر التالية ‪:‬‬
‫أ)‪ -‬تعتبر الطريقة الوحيدة إلقرار التوازن في الميزانية‪.‬‬
‫ب)‪ -‬تزود الدولة بالعملة الصعبة في حالة القروض الخارجية‪ ،‬وتسمح بذلك في إقرار التوازن في‬
‫ميزان‬
‫مدفوعاتها‪.‬‬
‫ج) ‪ -‬معالجة التضخم النقدي عن طريق االمتصاص من القدرة الشرائية لألفراد‪.‬‬
‫د) تدعيم االستثمار‪.‬‬
‫هـ) ‪ -‬تنقص من االكتناز‪.‬‬
‫أنواع القروض العمومية‬
‫يمكن تقسيم القروض العامة إلى عدة تقسيمات متعددة وفقا لعدو معايير هي ‪:‬‬
‫أ) من حيث المصدر ‪ :‬نميز بين ‪:‬‬
‫قروض داخلية ‪ :‬ويقصد بها تلك التي تحصل عليه الدولة من أشخاص طبيعيين أو معنويين مقيمين‬
‫على أرضها‪ ،‬بغض النظر عن جنسيتهم‪ ،‬أي عندما يكون السوق المالي الذي يعقد فيه القرض داخل‬
‫الدولة‪ ،‬تلجأ الدولة إلى هذا النوع من القروض عندما تحتاج األموال لتمويل مشروعاتها أو لتحقيق‬
‫أهدافها االقتصادية‪.‬‬

‫السيد عطية عبد الواحد‪ ،‬دور السياسة المالية في تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪،70‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪.1993‬‬
‫بن عربية علي عجز الميزانية ووسائل تمويلها‪ ،‬لنيل شهادة الدراسات ما بعد التدرج المتخصص‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وتتمتع الدولة بتجربة كبيرة بالنسبة للقروض الداخلية‪ ،‬إذ أنها تضع الشروط المختلفة من ‪:‬‬
‫تحديد أجل القروض وكيفية السداد‪ :‬للدولة القدرة على االقتراض الداخلي أكبر بكثير من قدرتها على‬
‫االقتراض الخارجي‪ ،‬بسبب عدم قدرتها على فرض شروط على المدخرين خارج اإلقليم‪ ،‬فهي تكتفي‬
‫‪1‬‬
‫بالعمل على إغرائهم بالمزايا الممنوحة فقط‪.‬‬
‫قروض خارجية ‪ :‬ونقصد بها القروض التي تحصل عليها الدولة من السوق األجنبية‪ ،‬أي‬ ‫‪‬‬
‫المكتتبين في سندات القرض الخارجي‪ ،‬هم أشخاص طبيعيون ومعنويون يقيمون خارج حدود‬
‫الدولة‪ ،‬باإلضافة إلى القروض المتحصل عليها من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإلنشاء‬
‫والتعمير ويرجع لجوء الدولة إلى القروض الخارجية لألسباب التالية ‪:‬‬
‫عدم وجود رؤوس أموال كافية داخل الوطن لتمويل الميزانية العامة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫احتياج الدولة إلى العملة الصعبة لسد العجز في ميزان مدفوعاتها‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫نقص مدخرات األفراد التي تحتاجها الدولة للقيام بالمشروعات اإلنتاجية‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫و نشير هنا إلى أن القرض األجنبي‪ ،‬وإ ن كان مهما بالنسبة للدولة‪ ،‬إال أنه يجب التعامل معه‬ ‫‪o‬‬
‫بحذر‪ ،‬حيث أنه ليس متاحا لجميع الدول الراغبة في الحصول عليه‪ ،‬كما أنه لو حدث وحصلت‬
‫عليه الدولة فإنه قد يؤدي إلى تهديد استقاللها‪ ،‬وذلك بسبب الشروط القاسية والعتبارات سياسية‬
‫على الدولة المدينة‪ .‬ونستطيع القول أن القرض هو مصدر هام إليرادات الدولة في وقت‬
‫الحصول عليه‪ ،‬لكنه يشكل عبئا كبيرا في المستقبل‪.‬‬
‫من حيث حرية االكتتاب فيها ‪ :‬تنقسم القروض وفقا لهذا المعيار إلى ما يلي ‪:‬‬
‫قروض اختيارية ‪ :‬إن األصل في القروض هو االختيار‪ ،‬أي أن لألفراد الحرية في االكتتاب‬ ‫‪‬‬
‫في سندات القرض أو عدم االكتتاب فيه حيث أن الدولة تعلن عن مبلغ القرض وشروطه‪،‬‬
‫وتترك لألفراد والمؤسسات الحرية في القبول دون أي ضغط عليهم‪ ،‬لكنها قد تحفزهم على‬
‫القبول عن طريق تقديم مزايا وإ غرائهم بفوائد عالية‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه القروض مع دول‬
‫خارجية‪ ،‬والقرض العمومي ال يتم إال بقانون وطبيعته القانونية هي طبيعة تعاقدية‪ ،‬أي هو عقد‬
‫بين الدولة والجمهور‪ ،‬ولكن في بعض األحيان‪ ،‬تلجأ الدولة إلى قروض االكتتاب في القرض‬
‫العمومي‪ ،‬هذا ما يسمى بالقرض اإلجباري‪.‬‬
‫مجدي محمود شهاب االقتصاد المالي مكتبة اقتصادية اإلسكندرية‪ ،19888 ،‬ص ‪32‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قروض إجبارية ‪ :‬ظهر هذا النوع من القروض بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬تفرضها الدولة‬ ‫‪‬‬
‫على مواطنيها عندما تخشى عدم إقدامهم على االكتتاب‪ ،‬فتستعمل الدولة أسلوب الضغط‬
‫واإلكراه بسبب إحجام األفراد والمؤسسات عن الدخول في عقد القرض‪ ،‬والقرض اإلجباري‬
‫هو قرض أزمات أي استثنائي‪ ،‬تلجأ إليه الدولة في الحروب وكذا األزمات االقتصادية أو في‬
‫خدمة الديون‪ ،‬لكن هذه القروض ال تعتبر ضرائب ألنها وإ ن شابهتها في عنصر الجبرية‪ ،‬فإنها‬
‫‪1‬‬
‫ال تدفع نهائيا‪ ،‬وال بدون مقابل ‪.‬‬
‫من حيث أجل القرض ‪ :‬هناك قروض دائمة وقروض قابلة لالستهالك‪.‬‬
‫القروض الدائمة ‪ :‬هي القروض التي ال تحدد لها الدولة موعدا أي أن المقرض ال يطالب بمبلغ‬ ‫‪‬‬
‫دينه‪ ،‬بل الدولة هي التي تحدد موعد إرجاعه وقت ما تشاء‪ ،‬ولكن الدولة في معظم األحيان‬
‫تسعى جاهدة للتخلص من ديونها حتى ال تثقل كاهلها مستقبال‪.‬‬
‫القروض المؤقتة أو القابلة لالستهالك ‪ :‬في هذه القروض تلتزم الدولة بالوفاء بها في وقت‬ ‫‪‬‬
‫محدد مسبقا‪ ،‬ويكون ذلك إما بعد خمس أو عشرة سنوات حسب طبيعة القروض‪ ،‬وتنقسم‬
‫القروض المؤقتة من حيث مدتها إلى قروض قصيرة األجل أو متوسطة األجل أو طويلة‬
‫األجل‪.‬‬
‫قروض قصيرة األجل ‪ :‬تلجأ إليها الدولة في حالة العجز المؤقت في ميزانية الدولة‪ ،‬نتيجة‬ ‫‪‬‬
‫التأخر في تحصيل الضرائب مثال‪ ،‬وهذه القروض تكون في شكل سندات تسمى أذونات‬
‫الخزانة‪ ،‬يكون اجلها من ثالثة أشهر إلى سنتين على أكثر تقدير‪.‬‬
‫قروض متوسطة األجل ‪ :‬وهي تصدر لتمويل مشروعات التطور االقتصادي أو لتمويل‬ ‫‪‬‬
‫نفقات المجهود الحربي‪ ،‬ويتراوح أجلها أكثر من سنتين وال تصل إلى عشرين سنة‪.‬‬
‫قروض طويلة األجل ‪ :‬يمكن أن يصل أجلها إلى ثالثين سنة‪ ،‬ولهذا نفس الهدف مع‬ ‫‪‬‬
‫القروض المتوسطة األجل‪.‬‬
‫السيد عطية عبد الواحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 48‬‬ ‫‪-1‬‬

‫التنظيم الفني للقروض العامة‬


‫نعني به اإلجراءات التي تصدر بها القروض وكيفية عقدها وطرق االكتتاب فيها وأنواع‬
‫السندات‬
‫‪1‬‬
‫وانقضائها‪.‬‬
‫شروط القرض العام‬
‫نقصد بها مجموعة من األحكام التي تتعلق بإصدار القرض العام‪ ،‬ونذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫أ)‪ -‬مبلغ القرض العام ‪ :‬أي القيمة التي يصدر بها القرض – مبلغ القرض – وفي بعض الحاالت‬
‫يكون غير محدد القيمة وفي الحالة التي يكون فيها القرض محدد القيمة يقفل باب االكتتاب فيه‬
‫بمجرد تغطيته أو انتهاء المدة المحددة لالكتتاب أما في حالة القرض غير المحدد القيمة تلجأ إليه‬
‫الدولة في حالة احتياجها ألموال ضخمة‪ ،‬وفي هذه الحاالت جميع االكتتابات مقبولة مهما كانت‬
‫قيمتها‪ ،‬ويحدث ذلك في أوقات الحروب واألزمات‪.‬‬
‫ب)‪ -‬شكل سندات القرض العام ‪ :‬في أغلب األحيان‪ ،‬يتخذ اقرض العام شكل سندات حكومية‬
‫تصدرها الدولة وتطرحها للجمهور في االكتتاب العام‪ ،‬وتأخذ سندات القرض العمومي أحد األشكال‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬سندات اسمية‪ ،‬تشتمل على اسم مالكها وال يتم نقل ملكية هذه السندات إال إذا تم تغيير البيانات‬
‫الواردة في السجل‪ ،‬وتمتاز بتأمين المكتب فيها من السرقة والتلف وهي غير قابلة للتداول‪.‬‬
‫‪ -‬سندات لحاملها‪ ،‬ال تحتوي على اسم المالك لها‪ ،‬وتتميز بأنها تتداول من شخص آلخر بدون‬
‫اللجوء لإلدارة‪ ،‬وهي تنتقل بالتسليم باليد لكن إذا تعرضت إلى التف أو الضياع‪ ،‬فإن الدولة غير مطالبة‬
‫بالتعويض‪.‬‬
‫‪ -‬سندات مختلطة ‪ :‬هي وسيط بين السندات االسمية والسندات لحاملها‪.‬‬
‫ج)‪ -‬سعر اإلصدار ‪ :‬في هذه الحالة إما أن يصدر القرض العام بسعر التكافؤ أو بأقل من سعر‬
‫التكافؤ‪.‬‬
‫‪ o‬إذا كانت قيمة السند ‪100‬دج‪ ،‬وأصدرته الدولة بتلك القيمة‪ ،‬قيل أن القرض أصدر بسعر‬
‫التكافؤ‪.‬‬
‫‪ o‬وفي حالة ما إذا أصدر بأقل من ‪100‬دج مثال ‪90‬دج‪ ،‬فنقول أن القرض أصدر بأقل من سعر‬
‫التكافؤ أي أن المكتتب يدفع ‪90‬دج عند االكتتاب وعندما تسدد له الدولة فإن يستلم ‪100‬دج‪،‬‬
‫والغرض من ذلك تحفيز األفراد على االكتتاب ‪.‬‬
‫عواضة حسن المالية العامة دارسة مقارنة دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1973 ،‬ص ‪396‬‬ ‫‪-1‬‬
‫د) سعر الفائدة ‪ :‬تراعي الدولة في تحديده مجموعة من االعتبارات حالة األسواق المالية‪ ،،‬مركز‬
‫ائتمان الدولة‪ ،‬حجم مبلغ القرض المدة واحتمال تغيير سعر الفائدة وتقوم الدولة بتعيين مواعيد دفع‬
‫الفوائد وكيفية دفعها إما دفعة واحدة أو على أقساط‪.‬‬
‫هـ)‪ -‬المزايا والضمانات المقررة للمكتتبين في القرض ‪ :‬تمنح الدول للمكتتبين في القرض مجموعة‬
‫من المزايا أو الضمانات‪ ،‬حتى تحفزهم على االقتراض‪ ،‬وأهم هذه المزايا هي ‪:‬‬
‫‪ -‬مكافئة السداد والتي تتقرر كمبلغ يضاف إلى القيمة االسمية للسند المكتتب فيه‪.‬‬
‫جوائز اليانصيب التي تعطى بطرق مختلفة إلجراء القرعة لبعض أصحاب السندات‪.‬‬
‫‪ -‬إعفاء السندات وفوائدها أحيانا من الضرائب‪.‬‬
‫ومن أهم المزايا والضمانات التي قدمتها الدولة للمقرضين‪ ،‬خاصة في العصر الحديث هي تأمينهم‬
‫ضد خطر انخفاض قيمة النقود‪.‬‬
‫أساليب إبرام القروض‬
‫هناك ‪ 3‬أساليب إلبرام القروض العمومية ‪:‬‬
‫أ)‪ -‬االكتتاب العام ‪ :‬في هذه الحالة تطرح الدولة سندات القرض العام إلى الجمهور مباشرة إلى‬
‫األشخاص الطبيعيين والمعنويين بمعرفة موظفيها‪ ،‬ودون اللجوء إلى وسطاء محددة بناء ميعاد‬
‫االكتتاب ونهايته‪ ،‬شروط القرض والمزايا التي تمنح للمكتتبين فيه‪ ،‬ومن مزايا هذا األسلوب أنه‬
‫يوفر على الدولة العمولة التي يتقاضاها الوسطاء من بنوك ومؤسسات مالية تسهل الرقابة ويعاب‬
‫على هذا األسلوب أنه يحرم الدولة من المضاربة في البورصة‪ ،‬ويتطلب االلتجاء إلى هذا األسلوب‬
‫أن تتوفر لدى األفراد الثقة الكافية في اقتصاد الدولة وماليتها إال أن الدولة ليست على دراية كافية‬
‫بأحوال السوق المالي والنقدي مثل ما هو الحال بالنسبة للبنوك والمؤسسات المالية األخرى التي‬
‫‪1‬‬
‫تتميز بقدر من المعرفة في هذا المجال ‪.‬‬
‫ب)‪-‬االكتتاب عن طريق البنوك ‪ :‬في هذه الحالة تتنازل الدولة للبنك عن كل سندات القرض بسعر‬
‫أقل من قيمته االسمية‪ ،‬وبعد ذلك تقوم البنوك ببيع تلك السندات على طريقتها الخاصة للجمهور‬
‫وبالسعر الذي تريد‪ ،‬والفرق هو بمثابة عمولة البنك‪ ،‬وهذا األسلوب يسمح للدولة بالحصول على المبلغ‬
‫التي تريد وبأسرع وقت‪ ،‬ويعاب عليه أن الدولة تتنازل عن السندات بسعر منخفض حتى تتمكن البنوك‬
‫من الربح‬
‫بركات عبد الكريم‪ ،‬صادق درواز‪ ،‬حامد عبد المجيد وآخرون‪ ،‬مبادئ الميزانية العامة‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،1979،‬ص ‪109‬‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬فإن لجوء الدولة إلى بيع سندات قروضها يعتبر أمرا غير واسع االنتشار في الوقت‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫ج)‪ -‬اإلصدار في البورصة ‪ :‬مفاده أن الدولة تقوم بعرض سندات القرض العمومي على الجمهور‬
‫أو البنوك أو المؤسسات المالية في السوق المالية وتبيعها بالسعر الذي يكون في صالحها‪ ،‬ومن‬
‫مميزات هذا األسلوب أنه يمكن الدولة من متابعة التقلبات في أسعار البورصة والبيع في الوقت‬
‫المناسب‪ ،‬وهذه الميزة يجب أن يتوفر فيها شرطان حتى تتحقق اإلفادة للدولة وهما ‪- :‬‬
‫أن ال يكون مبلغ القرض ضخما‪ ،‬وإ ال بيعت السندات بسعر منخفض‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫أن ال تكون الدولة في حاجة عاجلة وسريعة لمبلغ القرض‪ ،‬حيث تضطر للبيع بأي سعر‪ ،‬حتى‬ ‫‪o‬‬
‫ولو لم يكن في صالحها‪.‬‬
‫انقراض القروض العمومية‬
‫ويقصد به الوفاء بقيمة القروض فوائدها دفعها‪ ،‬وإ رجاعها إلى أصحابها‪ ،‬بمعنى التخلص من التزامات‬
‫القروض التي هي في ذمة الدولة ‪ ، 1‬حيث أن الديون العمومية تمثل عبئا ثقيال على الدولة‪ ،‬لذا تسعى‬
‫لتخلص منها‪ ،‬لكن التخلص من الديون ال يتيسر دائما خاصة بالنسبة للدولة المثقلة بالديون‪ ،‬مما‬
‫يؤدي بالدولة إلى األخذ باألساليب التالية للتخفيف من الديون أو التخلص منها تدريجيا أو نهائيا‬
‫‪ .‬أ)‪ -‬الوفاء بالقروض ‪ :‬ويعتبر الطريق العادي النقضاء القروض العامة‪ ،‬وذلك بدفعه كله مع فوائده‬
‫مرة واحدة‪ ،‬وغالبا ما يتعلق هذا بالقروض قصيرة األجل إذا لم تكن مبالغها كبيرة‪.‬‬
‫ب)‪ -‬تجميد القروض ‪ :‬في هذه الحالة الدولة تراقب السوق‪ ،‬فإذا رأت أن سعر الفائدة الجاري به‬
‫العمل في السوق أقل من سعر الفائدة الذي اتفقت عليه مع مقرضيها‪ ،‬فإنها تقترح عليهم القيام بعملية‬
‫تبديل سندات القرض القديمة بأخرى جديدة‪ ،‬وبسعر فائدة أقل‪ ،‬لكنها ال تجبرهم على ذلك‪ ،‬بل تترك لهم‬
‫االختيار‪ ،‬فمن أراد استرجاع أمواله له ذلك‪ ،‬ومن أراد استبدالها بسندات جديدة فهو حر‪ .‬د) استهالك‬
‫القروض ‪ :‬ويقصد به سعي الدولة للتخلص منه نهائيا عن طريق سداده‪ ،‬وذلك بإرجاع قيمته إلى‬
‫حامليها على دفعات متتالية خالل فترة معينة تنص عليها شروط إصدار القرض‪ ،‬ألن التسديد الكامل‬
‫لمبلغ القرض ال يسترد دائما خاصة بالنسبة للديون الكبيرة‪ ،‬ويتم استهالك القرض تدريجيا خالل فترة‬
‫زمنية وبواسطة أساليب مدروسة متمثلة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬االستهالك على أقساط سنوية محددة‪ ،‬حيث في كل سنة تدفع الدولة جزء من القرض وفائدته‬
‫السنوية‪ ،‬وهكذا حتى انتهائه‪.‬‬
‫االستهالك عن طريق القرعة ‪ :‬هنا تختار الدولة عن طريق القرعة السندات التي تسددها‪ ،‬وهكذا‬ ‫‪-‬‬

‫حتى انقضاء القرض‪.‬‬

‫غازي عناية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪ -‬االستهالك عن طريق الشراء من السوق المالية ‪ :‬هنا تقوم الدولة بشراء كمية من السندات‬
‫المعروضة في البورصة بأسعار قليلة‪ ،‬أي أقل من قيمتها االسمية‪ ،‬وتربح الدولة بذلك الفرق‪ ،‬لكن‬
‫كمية صغيرة من السندات فقط ألنها لو طلبت كمية كثيرة ترتفع األسعار‪.‬‬
‫وألن الدولة تسدد ديونها بالتقسيط‪ ،‬نقول استهالك وال نقول تسديد أو إنهاء القرض العام‪ .‬وننوه أن‬
‫استهالك القروض يغطي عادة من موارد الميزانية‪.‬‬
‫وفي األخير‪ ،‬نقول أن الدول تستعمل القروض العمومية من أجل امتصاص جزء من القدرة‬
‫الشرائية بغية محاربة التضخم النقدي‪ ،‬أو للحصول على األموال العاطلة بقصد استثمارها في‬
‫إنتاجية‪.‬‬ ‫مشروعات‬
‫اآلثار االقتصادية للقروض العامة‬
‫رأينا أن الدولة تلجأ إلى اإليرادات االئتمانية المستمدة من القروض عندما تحتاج إلى إنفاق مبالغ كبيرة‪،‬‬
‫وفي ظل نقص اإليرادات لكل على الدولة أن تستعمله بحذر ‪ ،‬ألن القرض يبدأ إيراد وينتهي فيما بعد‬
‫نفقة‪ ،‬والجزائر كأي دولة ال تلجأ إلى القروض إال في حاالت عجز الميزانية‪ ،‬وقد حدث ذلك عندما‬
‫فرضت الدولة قرض إجباري على األفراد وذلك سنة ‪ .1995‬ورغم النتائج التي يحققها القرض العام‬
‫عند انتهاجه‪ ،‬إال أنه يبقى دائما قرض أزمات‪ ،‬وهو إيراد غير عادي ال يتكرر كل سنة‪ ،‬تترتب عليه‬
‫آثار اقتصادية إما بالسلب أو باإليجاب‪ ،‬وهذه اآلثار تختلف درجة شدتها من دولة إلى أخرى حسب‬
‫مصادر األموال المقترضة وفرض إنفاقها‪.‬‬
‫اآلثار اإليجابية‬
‫أ)‪ -‬القروض الخارجية ‪:‬‬
‫تعتبر موردا اقتصاديا هاما تواجه الدولة به نفقاتها العامة خاصة التنموية‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تمويل المشاريع االستثمارية العامة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫توفير العملة الصعبة الستيراد اآلالت والمعدات للمشاريع المختلفة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫التحسين في وضع ميزان المدفوعات ‪.‬‬
‫ب)‪ -‬القروض الداخلية ‪:‬‬
‫نقص االكتناز وتحويل جزء من أموال األفراد إلى االدخار‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫زيادة حجم االستثمارات‪ ،‬حيث يمتلك األفراد السندات التي يسهل تحويلها إلى سيولة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫‪o‬‬
‫الزيادة في االستهالك التي تؤدي إلى الزيادة في االستثمار‪.‬‬
‫اآلثار السلبية‬
‫أ)‪ -‬القروض الخارجية ‪:‬‬
‫توسيع الديون بالنسبة للدول النامية وزيادة عبئها عليهم من أقساط الدين والفوائد‪ ،‬أي خدمة الديون التي‬
‫تفوق في بعض األحيان أصل الدين ذاته‪.‬‬
‫تمثل زيادة حقيقية في كمية النقد داخل الدولة‪ ،‬وفي حالة السداد تمثل عبء على ميزان‬ ‫‪o‬‬
‫‪1‬‬
‫المدفوعات‬
‫جزء كبير من هذه القروض يستخدم في مصروفات استهالكية‪ ،‬وهي غير إنتاجية وال تدر‬ ‫‪o‬‬
‫دخال‪ ،‬مما يجعلها عبئا على دافع الضرائب مستقبال‪.‬‬
‫احتمال حدوث التضخم‪ ،‬حيث أن القرض الخارجي ال يؤدي إلى امتصاص القوة الشرائية من‬ ‫‪o‬‬
‫الدولة المقترضة‪ ،‬بل الدولة تستخدم القوة الشرائية التي حصلت عليها من القرض األجنبي‬
‫لمنافسة األفراد على السلع والخدمات‪ ،‬مما يؤدي إلى ارتفاع األسعار‪.‬‬
‫معدالت المديونية هي أكثر من الدخل القومي‪ ،‬ومعظم زيادة الدخل تذهب لسداد الديون‪ ،‬وهذا‬ ‫‪o‬‬
‫ما‬
‫يعني عدم االستفادة الفعلية من معدل نمو الدخل القومي‪.‬‬
‫ب)‪ -‬القروض الداخلية ‪:‬‬
‫في بعض األحيان‪ ،‬الدولة تجبر األفراد على القرض العام‪ ،‬وهذا يعتبر إجراء تعسفي‪ ،‬فتفقد‬ ‫‪o‬‬
‫الدولة ثقة مواطنيها‪.‬‬
‫‪ .‬تتميز القروض العامة باإلغراء من حيث ضمان سدادها ودفع فوائدها‪ ،‬مما يؤدي باألفراد‬ ‫‪o‬‬
‫إلى استثمار مدخراتهم وبالتالي نقص االستهالك وكذلك نقص األموال المعدة لالستثمارات‬
‫الخاصة‪ ،‬فترتفع أسعار الفائدة و ينخفض الناتج القومي ‪ ،‬مما يكون له االثر السلبي على توسيع‬
‫النشاط االنتاجي للمشروعات الخاصة و سوء توزيع الدخل ‪.‬‬
‫قد تلجأ الدولة بعض الدول إلى زيادة إصدار النقد بغرض سداد القرض‪ ،‬وهذا ينتج آثار تضخمية على‬
‫أصحاب الدخول الثابتة‪.‬‬
‫ونستطيع القول أن لكل مورد مزاياه ومساوئه‪ ،‬وتعتبر القروض حل لكثير من المشاكل التي تواجهها‬
‫الدولة من عجز ميزانيتها وغيرها‪ ،‬لكنها تصبح مشكل عويص مستقبال‪ ،‬حيث تقوم الدولة بدفع أصل‬
‫الدين مع الفوائد‪ ،‬وعلى حسب الظن‪ ،‬فالقروض الداخلية أحسن من القروض الخارجية‪ ،‬ألن الديون‬
‫الداخلية تكون أقل عبئا على الدولة من الديون الخارجية التي قد تؤدي بها إلى الغزو المسلح أو فرض‬
‫الوصاية عليها‪ ،‬فتصبح الدولة تعاني من التبعية االقتصادية والسياسية للدولة المقرضة‪.‬‬
‫بركات عبد الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬ ‫‪-1‬‬

‫االصدار النقدي‬
‫تعريف اإلصدار النقدي‬
‫"هو خلق كمية وسائل الدفع المتداولة خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬وهذا يمثل خلق النقود التي تشمل كال‬
‫من النقود الداخلية المتمثلة في النقود المصرفية والتسهيالت االئتمانية والنقود الخارجية ووحدات‬
‫النقود القانونية"‪.‬‬
‫وقد تتضح أهمية هذه األداة في العجز اإلجمالي للموازنة العامة‪ ،‬فقد تلجأ الدولة والسيما لو كانت من‬
‫الدول اآلخذة في النمو إلى استخدام اإلصدار النقدي كأداة لتمويل هذا العجز‪ ،‬وبذلك تكون‬
‫هذه األداة وسيلة لمعالجة العجز‪.‬‬
‫أسباب اللجوء أو عدم اللجوء إلى اإلصدار النقدي لتمويل عجز الميزانية‬
‫تقوم الدولة التي تعاني عجزا في ميزانيتها العامة إلى إصدار كمية من النقود بدون تغطية‪ ،‬ومن‬
‫أسباب لجوء الدولة أو عدم لجوئها إلى اإلصدار النقدي ما يلي ‪:‬‬
‫عند التقليديون‬
‫يرى الكتاب التقليديون أن على الدولة أن ال تلجأ إلى اإلصدار النقدي كوسيلة لتغطية عجز ميزانيتها‬
‫‪1‬‬
‫مهما كلفها األمر‪ ،‬وذلك لعدة أسباب‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫تمسكهم المطلق بضرورة توازن الميزانية‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫خوفهم من اآلثار السلبية لإلصدار النقدي والتي تتمثل في ارتفاع األسعار‪ ،‬وانخفاض القيمة‬ ‫‪o‬‬
‫الحقيقية للنقود وما يترتب على ذلك من آثار ضارة على االستهالك واالدخار واالستثمار‬
‫والتصدير واالستيراد وإ عادة توزيع الدخل القومي وانخفاض القيمة الخارجية للعملة الوطنية‬
‫وغير ذلك من المشكالت االقتصادية‬
‫عند المحدثون‬
‫أما الكتاب المحدثون‪ ،‬وعلى رأسهم "الورد كيتر" فقد أباحوا للدولة اللجوء إلى اإلصدار النقدي كوسيلة‬
‫لتغطية النفقات العامة‪ ،‬وخاصة في فترات الكساد االقتصادي وانتشار البطالة بين أفراد القوة العاملة‪،‬‬
‫على أن تتوقف الدولة فورا عن استعمال هذه الوسيلة إذا ما تم التشغيل الكامل للجهاز اإلنتاجي بالدولة‬
‫‪2‬‬
‫وإ ال تمخض عن ذلك ارتفاع حاد في األسعار ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬علي العربي د‪ .‬عبد المعطي عساف‪ ،‬إدارة المالية العامة‪ ،‬ص‪106‬‬
‫د‪ .‬على العربي‪ ،‬د‪ .‬عبد المعطي عساف‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪106‬‬ ‫‪-2‬‬
‫في البلدان النامية‬
‫على البلدان النامية ذات األجهزة اإلنتاجية المتخلفة أن تحذر من اللجوء إلى هذه الوسيلة‬ ‫‪o‬‬
‫لتمويل عجز ميزانيتها‪ ،‬ألن عمليات اإلصدار النقدي الجديد عادة ما تتمخض عنها آثار سيئة‬
‫على المسيرة التنموية للبلدان النامية عن طريق زيادة تكلفة المشروعات التنموية‪.‬‬
‫اإلضرار بميزان المدفوعات‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تحميل الطبقات الفقيرة أعباء متزايدة ال تتوافق مع مستويات دخولهم المحدودة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫اإلصدار النقدي وتمويل عجز الميزانية‬
‫ُيعتبر اإلصدار النقدي وتمويل عجز الميزانية موضوًع ا مهًم ا في األبحاث األكاديمية في مجاالت‬
‫االقتصاد والمالية‪ .‬يوجد العديد من الدراسات واألبحاث التي تناقش تأثير اإلصدار النقدي على تمويل‬
‫عجز الميزانية وتداعياته على االقتصادات‪.‬‬
‫تأثير اإلصدار النقدي على التضخم‪ :‬يمكن أن يتناول البحث تأثير زيادة اإلصدار النقدي على‬ ‫‪‬‬
‫معدالت التضخم وكيفية التحكم فيها‪ .‬يمكن أن يتضمن البحث مراجعة النظريات المختلفة‬
‫وإ جراء تحليالت إحصائية للبيانات االقتصادية لتقييم العالقة بين اإلصدار النقدي ومستوى‬
‫التضخم‪.‬‬
‫تمويل العجز الميزاني واإلصدار النقدي‪ :‬يمكن للبحث أن يحلل كيفية استخدام اإلصدار النقدي‬ ‫‪‬‬
‫لتمويل عجز الميزانية وتأثير ذلك على النمو االقتصادي واستقرار األسعار‪ .‬يمكن أن يتطرق‬
‫البحث إلى السياسات المالية المستخدمة في هذا السياق وتقييم فعاليتها وتداعياتها المحتملة‪.‬‬
‫اآلثار االقتصادية لإلصدار النقدي وتمويل عجز الميزانية‪ :‬يمكن أن يتناول البحث تقييم اآلثار‬ ‫‪‬‬
‫االقتصادية لزيادة اإلصدار النقدي وتمويل عجز الميزانية‪ ،‬مثل تأثيراتها على النمو االقتصادي‬
‫واالستثمار والتوظيف والتجارة الخارجية‪ .‬يمكن أن يتضمن البحث دراسة حاالت دولية مختلفة‬
‫لفهم التباين في النتائج‪.‬‬
‫السياسات النقدية والمالية في إدارة العجز الميزاني‪ :‬يمكن أن يركز البحث على دراسة‬ ‫‪‬‬
‫السياسات واألدوات المالية والنقدية التي يمكن استخدامها إلدارة تمويل عجز الميزانية بشكل‬
‫فعال‪ .‬يمكن أن يشمل البحث تحليل السياسات التي تستخدمها الحكومات للحد من العجز‬
‫الميزاني وتقليل الحاجة لإلصدار النقدي‪.‬‬

‫‪ -1‬أ‪.‬د أحمد األشقر‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ودار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪، 2002 ،‬ص ‪346‬‬

‫األثر االقتصادي لالصدار النقدي‬


‫اآلثار اإليجابية لإلصدار النقدي ‪:‬‬
‫التحفيز االقتصادي‪ :‬يمكن أن يؤدي اإلصدار النقدي إلى زيادة المعروض النقدي في االقتصاد‪ ،‬مما‬ ‫‪‬‬

‫يؤدي إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات‪ .‬وهذا يمكن أن يؤدي إلى نمو اقتصادي‪ ،‬حيث أن‬
‫الشركات ستحتاج إلى زيادة اإلنتاج لتلبية الطلب المتزايد‪.‬‬
‫خفض معدالت البطالة‪ :‬يمكن أن يؤدي اإلصدار النقدي إلى زيادة الطلب على العمالة‪ ،‬مما يؤدي إلى‬ ‫‪‬‬

‫انخفاض معدالت البطالة‪.‬‬


‫استقرار أسعار الفائدة‪ :‬يمكن أن يؤدي اإلصدار النقدي إلى زيادة المعروض النقدي في االقتصاد‪ ،‬مما‬ ‫‪‬‬

‫يؤدي إلى انخفاض أسعار الفائدة‪ .‬وهذا يمكن أن يساعد الشركات على االقتراض بتكلفة أقل‪ ،‬مما يمكن‬
‫أن يؤدي إلى زيادة االستثمار والنمو االقتصادي‪.‬‬
‫اآلثار السلبية لإلصدار النقدي ‪:‬‬
‫ارتفاع التضخم‪ :‬يمكن أن يؤدي اإلصدار النقدي إلى زيادة المعروض النقدي في االقتصاد‪ ،‬مما يؤدي‬ ‫‪‬‬

‫إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات‪ .‬إذا لم يتمكن االقتصاد من إنتاج السلع والخدمات بسرعة كافية‬
‫لتلبية الطلب المتزايد‪ ،‬فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع األسعار‪ ،‬أي التضخم‪.‬‬
‫انخفاض قيمة العملة‪ :‬يمكن أن يؤدي اإلصدار النقدي إلى زيادة المعروض النقدي في االقتصاد‪ ،‬مما‬ ‫‪‬‬

‫يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية‪ .‬وهذا يعني أن السلع والخدمات المستوردة ستصبح أكثر تكلفة‪،‬‬
‫مما يمكن أن يضر باالقتصاد المحلي‪.‬‬
‫تآكل الثقة في الدولة‪ :‬يمكن أن يؤدي االعتماد المفرط على اإلصدار النقدي في تمويل عجز الميزانية‬ ‫‪‬‬

‫إلى تآكل الثقة في الدولة‪ .‬وهذا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة وصعوبة الحصول على‬
‫التمويل من األسواق المالية‪.‬‬
‫العوامل التي تؤثر على اآلثار االقتصادية لإلصدار النقدي ‪:‬‬
‫ظروف االقتصاد‪ :‬إذا كان االقتصاد في حالة ركود‪ ،‬فإن اإلصدار النقدي قد يكون له آثار إيجابية أكثر‬ ‫‪‬‬

‫من إذا كان االقتصاد في حالة تضخم‪.‬‬


‫حجم اإلصدار النقدي‪ :‬كلما زاد حجم اإلصدار النقدي‪ ،‬زادت احتمالية حدوث آثار سلبية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سرعة اإلصدار النقدي‪ :‬إذا تم إصدار النقد بسرعة كبيرة‪ ،‬فقد يؤدي ذلك إلى حدوث آثار سلبية أكثر‬ ‫‪‬‬

‫من إذا تم إصداره ببطء‪.‬‬

‫كتاب "اإلصدار النقدي والسياسة النقدية" للمؤلفين جاك بوتلر وجيمس فرانسيس مورتون‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫اإليرادات المختلفة االخرى‬


‫المساعدات الداخلية‬
‫إن الدولة هي كيان قائم بذاته يخدم شعبه بمختلف الوسائل المتاحة له‪ ،‬لذلك فهي تحتاج إلى مصادر‬
‫لتمويل ميزانيتها حتى ولو كانت هذه المصادر ال تأتي بالنفع الكبير‪ ،‬كثير من الناس أو كلهم يظنون أن‬
‫الدولة ال تحتاج إلى مساعدات باعتبارها لها مصادر أخرى من اإليرادات لتمويل ميزانيتها‪ ،‬إال أن هذا‬
‫المفهوم خاطئ‪ ،‬ألن الدولة في الكثير من األحيان تحتاج إلى مساعدات حتى تقوم بواجباتها‪ ،‬وهناك‬
‫الكثير من األشكال للمساعدات يستطيع األفراد أن يقدموها لحكومتهم كتعبير منهم على مشاركتهم في‬
‫رفاهية المجتمع‪ ،‬والجدير بالذكر أن الدولة لم تستعملها لحسابها الخاص‪ ،‬وإ نما هدفها هو تحقيق النفع‬
‫العام‪ ،‬وتضم هذه المساعدات ما يلي ‪:‬‬
‫األوقاف ‪:‬‬
‫ونقصد بها األراضي المساجد المنازل وغيرها‪ ،‬ويمكن أن نعرف الوقف بأنه "عمل بمقتضاه ال يمكن‬
‫ألي شخص تملك رأس المال على وجه التأييد لصرف منفعته في صالح المحتاجين أو في األعمال‬
‫‪1‬‬
‫الخيرية‬
‫‪ ،‬ونعني بهذا التعريف أن يضع شخص يسمى الواقف ماال معينا يطلق عليه العين الموقوفة تحت‬
‫تصرف الفقراء و المساكين أو يصرفه في أبواب البر قصد االنتفاع ال التملك‪ ،‬ألن المال الموقوف ليس‬
‫ملكية أحد‪.‬‬
‫مساعدات أخرى ‪:‬‬
‫ويمكن أن تكون هذه المساعدات عبارة عن أموال يقدمها أصحاب الفائض في الدخل إلى الدولة‪ ،‬هم‬
‫ليسوا في حاجة إليها حيث توضع في حساب خاص في الخزينة العمومية‪ ،‬ويسير بنفس الطريقة التي‬
‫تسير بها ميزانية الدولة وتدخل ضمن إيرادات الدولة التي تقوم بوضعها في استمارات محددة‪ .‬إن هذه‬
‫المساعدات قليلة الحدوث في الجزائر‪ ،‬رغم أنه يوجد عدد كبير من األفراد يملكون أموال طائلة‪ ،‬إال‬
‫أنهم ال يقدمون المساعدات للدولة‪ ،‬وهي توزعها كما تشاء‪ ،‬بل يفضلون تقديمها مباشرة إلى األفراد‬
‫خاصة الفقراء منهم وهذا بسبب انعدام الثقة بالدولة نظرا للنظام المالي الجزائري المضروب في کيانه‬
‫بسبب كثرة الغش واالختالسات التي ال يكاد يسلم منها حتى أموال الشعب‪.‬‬
‫المساعدات الخارجية‬
‫تشكل اإلعانات المالية الخارجية مصدرا من مصادر اإليرادات العامة للدولة‪ ،‬والتي تأتي من أفراد أو‬
‫دول أو منظمات دولية ومؤسسات أجنبية وغيرها من الهيئات الخارجية وتتم هذه المساعدات على‬
‫أساس العالقة بين الدول‪ ،‬أو على أساس المصلحة الخاصة في اكتساب ود الدولة ما من أجل تحقيق‬
‫المصالح الخاصة في تلك الدولة‪ ،‬وتكون من البلدان المتطورة اتجاه البلدان المتخلفة غالبا‪ ،‬وهذه‬
‫اإلعانات‬
‫تكون نقدية أو عينية‪.‬‬
‫أعمر يحياوي‪ ،‬نظرية المال العام‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار هومة‪، 2002 ،‬ص ‪.29‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مساعدات نقدية ‪ :‬وهي التي تقدم في شكل نقد أجنبي ‪ -‬عملة صعبة ‪ -‬كالدوالر‪ ،‬الين‪ ،‬األورو‪...‬‬
‫تستخدم في تمويل خطط التنمية المحلية والنمو االقتصادي وتمويل مشتريات الدول من منتجات الدول‬
‫المانحة للمساعدات‪.‬‬
‫مساعدات عينية ‪ :‬تتمثل غالبا في سلع منتجات‪ ،‬عتاد عسكري‪ ،‬وهذا ما تنتهجه الدول المتطورة اليوم‬
‫اتجاه الدول الفقيرة‪ ،‬فتقدم لها المساعدات في شكل منتجات غذائية من حبوب‪ ،‬ومواد غذائية مختلفة‪،‬‬
‫وقد تكون هذه اإلعانات مشروطة أو غير مشروطة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعانات المشروطة تكون مصحوبة بشروط تفرض على الدولة المستفيدة‪ ،‬وتكون هذه الشروط إما‬
‫سياسية كالدخول في أحالف ومعاهدات وإ ما اقتصادية ومالية وغالبا ما تفرض هذه الشروط في‬
‫صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعانات غير المشروطة‪ ،‬فهنا تقدمها الدول ألسباب إنسانية نظرا لحدوث فقر في تلك الدولة‪ ،‬أو‬
‫ألسباب تعاونية‪ ،‬أو عند حدوث كوارث طبيعية مثلما حدث في الجزائر في ‪ ،2001‬جراء الفيضانات‬
‫التي اجتاحت العاصمة الجزائرية والكثير من واليات الوطن‪ ،‬أو ألسباب اقتصادية كأن تصرف الدولة‬
‫المانحة لإلعانة منتجاتها الزائدة وتوثق أواصر التعاون والصداقة مع الدول المستفيدة‪ ،‬وتمكنها من فتح‬
‫أسواقها على المنتجات الخارجية‪ ،‬وبالتالي فنح أسواقها من الصادرات الخارجية‪ .‬وتظهر المساعدات‬
‫جليا فيما تقدمه الو‪.‬م‪.‬أ إلى البالد العربية وخاصة األردن واإلمارات‪ ،‬وهذا كله ليس حبا فيها وإ نما من‬
‫أجل أن تجعلها في قبضتها ولتصبح منفذا تدخل منه إلى الدول العربية أو باألحرى لثروات هذه الدول‪.‬‬
‫وبهذا يمكننا القول بأن المساعدات سواء كانت داخلية أو خارجية‪ ،‬فهي ليست إال جزء ال يتجزأ من‬
‫إيرادات الدولة الجزائرية‪ ،‬حيث ال يمكن االعتماد عليها كمورد أساسي من موارد الدولة‪ ،‬باعتبار أن‬
‫النسبة التي تساهم بها في ميزانية الدولة قليلة جدا مقارنة مع المورد الرئيسي إليرادات الدولة "الجباية‬
‫البترولية"‪ ،‬والذي يمول ميزانية الدولة بنسبة كبيرة‪ ،‬والذي جعلها ال تستطيع االستغناء عنه أبدا‪.‬‬
‫برامج اإلصالح واللجوء إلى المؤسسات الدولة‬
‫صندوق النقد الدولي وإ شكالية التمويل ‪:‬‬
‫يشترط صندوق النقد الدولي لعالج مشكلة عجز الموازنة العامة‪ ،‬تدعيم مجموعة من السياسات‬
‫الموجهة إلى القطاع المالي‪ ،‬وهو ما تعمل به الدول الراغبة في االستفادة من برامجه‪ ،‬وذلك بتطبيق‬
‫جملة من التدابير المالية وتعديل سياستها القائمة‪ ،‬وهو النشاط الضروري قبل الحصول على الدعم‬
‫المالي كجزء من عملية التكييف الذي يهدف إليه الصندوق‪ ،‬ويشمل جملة التدابير الخاصة بجوانب‬
‫المصروفات‪ ،‬ينبغي اتخاذ اإلجراءات الالزمة لضبط اإلنفاق بما يقلل عجز الموازنة العامة‬
‫والمصروفات المقصودة لتخفيض هذه النفقات الغير مكتملة وذلك بالتركيز على الجوانب التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إجراء االستقطاعات المالية للقطاعات التي تتحمل التقشف‪ ،‬كقطاع الدفاع والقطاع االجتماعي وقطاع‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء المعونات والمصروفات االستهالكية التي تشجع النمو واالستثمار ‪ ،‬أي رفع الدفع الحكومي‬
‫على السلع الضرورية‪ ،‬وحصرها في الفئات المستحق لها‪ ،‬بشرط أن يتم التخفيض في التكاليف‬
‫المترتبة على هذا اإلجراء كتقليص أعداد الموظفين في اقطاع العام‪.‬‬
‫أما في جانب الضرائب‪ ،‬فإن البرنامج يوصي بضرورة تطبيق اإلصالحات الضريبية إلى زيادة‬
‫المرونة وشمولية النظام الضريبي‪ ،‬وتندرج هذه السياسة ضمن اإلجراءات الهادفة إلى زيادة اإليرادات‬
‫العامة عن طريق توسيع | القاعدة الضريبية وتحسين وسائل جبايتها بما يقلل التهرب الضريبي‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام سياسة تسعيرية تتناسب وكلفة إنتاج السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء الدعم الحكومي الممنوع للمؤسسات العمومية‪ ،‬وكذا تصفية المشروعات التي تحقق خسارة‬
‫دائمة ومستمرة‪.‬‬
‫آثار التمويل على عجز الموازنة‬
‫يمكن أن يكون للتمويل آثار مختلفة على عجز الموازنة‪ ،‬وذلك اعتماًد ا على نوع التمويل وظروف‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫التمويل عن طريق االقتراض ‪ :‬يعد االقتراض أحد الطرق الرئيسية لتمويل عجز الموازنة‪ .‬ويمكن أن‬
‫يكون للتمويل عن طريق االقتراض آثار إيجابية وسلبيات على عجز الموازنة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫اآلثار اإليجابية‪:‬‬
‫تقليل عجز الموازنة‪ :‬يمكن أن يساعد االقتراض في تقليل عجز الموازنة عن طريق توفير‬ ‫‪o‬‬
‫األموال الالزمة لتمويل النفقات الحكومية‪.‬‬
‫تحفيز االقتصاد‪ :‬يمكن أن يساعد االقتراض في تحفيز االقتصاد من خالل زيادة الطلب على‬ ‫‪o‬‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬مما قد يؤدي إلى نمو اقتصادي‪.‬‬
‫اآلثار السلبية‪:‬‬
‫ارتفاع الديون العامة‪ :‬يمكن أن يؤدي االقتراض إلى زيادة الديون العامة للدولة‪ ،‬مما قد يؤدي‬ ‫‪o‬‬
‫إلى مشاكل مالية في المستقبل‪.‬‬
‫ارتفاع أسعار الفائدة‪ :‬يمكن أن يؤدي االقتراض إلى ارتفاع أسعار الفائدة‪ ،‬مما قد يؤدي إلى‬ ‫‪o‬‬
‫زيادة التكاليف المالية للحكومة والشركات‪.‬‬
‫التمويل عن طريق إصدار النقد ‪ :‬يعد إصدار النقد أحد الطرق األخرى لتمويل عجز الموازنة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫ويمكن أن يكون للتمويل عن طريق إصدار النقد آثار إيجابية وسلبيات على عجز الموازنة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫اآلثار اإليجابية‪:‬‬
‫تقليل عجز الموازنة‪ :‬يمكن أن يساعد إصدار النقد في تقليل عجز الموازنة عن طريق توفير‬ ‫‪o‬‬
‫األموال الالزمة لتمويل النفقات الحكومية‪.‬‬
‫تحفيز االقتصاد‪ :‬يمكن أن يساعد إصدار النقد في تحفيز االقتصاد من خالل زيادة الطلب على‬ ‫‪o‬‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬مما قد يؤدي إلى نمو اقتصادي‪.‬‬
‫اآلثار السلبية‪:‬‬
‫ارتفاع التضخم‪ :‬يمكن أن يؤدي إصدار النقد إلى ارتفاع التضخم‪ ،‬مما قد يؤدي إلى انخفاض‬ ‫‪o‬‬
‫قيمة العملة الوطنية‪.‬‬
‫تآكل الثقة في الحكومة‪ :‬يمكن أن يؤدي االعتماد المفرط على إصدار النقد في تمويل عجز‬ ‫‪o‬‬
‫الموازنة إلى تآكل الثقة في الحكومة‪ ،‬مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة وصعوبة الحصول‬
‫على التمويل من األسواق المالية‪.‬‬
‫التمويل عن طريق زيادة اإليرادات الحكومية ‪ :‬يمكن أن يكون للتمويل عن طريق زيادة‬ ‫‪o‬‬
‫اإليرادات الحكومية آثار إيجابية على عجز الموازنة‪ ،‬حيث أنه يؤدي إلى زيادة اإليرادات‬
‫الحكومية وانخفاض النفقات الحكومية‪ ،‬مما يؤدي إلى تقليل عجز الموازنة‪.‬‬
‫أمثلة على آثار التمويل على عجز الموازنة ‪:‬‬
‫في حالة اقتراض الحكومة من األسواق المالية‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة الديون العامة‬ ‫‪‬‬
‫للدولة‪ ،‬مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة وصعوبة الحصول على التمويل في المستقبل‪.‬‬
‫في حالة إصدار الحكومة لألموال‪ ،‬فإن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم‪ ،‬مما قد يؤدي إلى‬ ‫‪‬‬
‫انخفاض قيمة العملة الوطنية‪.‬‬
‫في حالة زيادة الحكومة للضرائب‪ ،‬فإن ذلك قد يؤدي إلى انخفاض اإلنفاق االستهالكي‬ ‫‪‬‬
‫والستثماري‪ ،‬مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو االقتصادي‪.‬‬
‫العالقة بين الديون العامة و االصدار النقدي‬
‫هناك عالقة وثيقة بين الديون العامة وإ صدار النقد‪ ،‬حيث أن كالهما من األدوات التي يمكن للحكومة‬
‫استخدامها لتمويل عجز الميزانية‪.‬‬
‫العالقة اإليجابية ‪:‬‬
‫في حالة وجود عجز في الميزانية‪ ،‬يمكن أن يؤدي إصدار النقد إلى زيادة المعروض النقدي في‬
‫االقتصاد‪ ،‬مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات‪ .‬وهذا يمكن أن يؤدي إلى نمو‬
‫اقتصادي‪ ،‬مما قد يؤدي إلى زيادة اإليرادات الحكومية وانخفاض النفقات الحكومية‪.‬‬
‫وبذلك‪ ،‬يمكن أن يؤدي إصدار النقد إلى تقليل عجز الميزانية‪ ،‬مما قد يؤدي إلى انخفاض الديون العامة‪.‬‬

‫كتاب "االقتصاد الكلي" للمؤلفين مايكل بورتر وجون سالتون‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫العالقة السلبية ‪:‬‬
‫في حالة وجود عجز في الميزانية‪ ،‬يمكن أن يؤدي إصدار النقد إلى زيادة المعروض النقدي في‬
‫االقتصاد‪ ،‬مما قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم‪ .‬وهذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية‪،‬‬
‫مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة وصعوبة الحصول على التمويل من األسواق المالية‪.‬‬
‫وبذلك‪ ،‬يمكن أن يؤدي إصدار النقد إلى زيادة الديون العامة‪.‬‬
‫أمثلة على العالقة بين الديون العامة وإ صدار النقد‬
‫‪ ‬في الواليات المتحدة‪ ،‬بلغ إجمالي الديون العامة في عام ‪ 2023‬حوالي ‪ 30‬ترليون دوالر‬
‫أمريكي‪ .‬وقد تم استخدام إصدار النقد لتمويل جزء من هذا العجز‪.‬‬
‫في اليابان‪ ،‬بلغ إجمالي الديون العامة في عام ‪ 2023‬حوالي ‪ %250‬من الناتج المحلي‬ ‫‪‬‬
‫اإلجمالي‪ .‬وقد تم استخدام إصدار النقد لتمويل جزء كبير من هذا العجز ‪.‬‬
‫لقد رأينا أن إيرادات الدولة من القروض العامة وإ صدار نقدي والمساعدات تتفاوت أهميتها تبعا‬
‫للدور الذي تلعبه في ميزانية الدولة من جهة‪ ،‬وفي االقتصاد الوطني من جهة ثانية‪.‬‬
‫وقد الحظنا أن هذه اإليرادات ال تستهدف فقط تغطية بنود النفقات العامة كما كانت عليه سابقا‪ ،‬وإ نما‬
‫تطور مفهومها وأصبحت باإلضافة إلى هدفها المالي‪ ،‬فهي ذات أهداف اقتصادية واجتماعية وتنموية‪،‬‬
‫إال أن نسبة هذه اإليرادات قليلة جدا‪ ،‬تكاد تكون معدومة أمام اإليرادات من الجباية‪ .‬ولكن تبقى مصدرا‬
‫من مصادر إيرادات الدولة التي ال يمكن االستغناء عنها بأي حال من األحوال‪ ،‬وهذا دون أن ننسى‬
‫المصدر األساسي والمهم والذي ال تستغني عنه بلدنا وغيرها وهو الجباية البترولية ‪.‬‬

‫كتاب "االقتصاد الكلي" للمؤلفين مايكل بورتر وجون سالتون‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫المراجع‬
‫‪ ‬غازي عناية ‪ ،‬المالية العامة و التشريع الضريبي ‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار البيان ‪1998 ،‬‬
‫‪ ‬السيد عطية عبد الواحد ‪ ،‬دور السياسة المالية في تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬التوزيع العادل للدخول ‪،‬‬
‫التنمية االجتماعية ‪ ،‬ضبط التضخم ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار النهضة العبية ‪ ،‬القاهرة ‪.1993 ،‬‬
‫‪ ‬بن عربية علي عجز الميزانية ووسائل تمويلها‪ ،‬لنيل شهادة الدراسات ما بعد التدرج المتخصص‪.‬‬
‫‪ ‬مجدي محمود شهاب ‪ ،‬االقتصاد المالي ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪.1998،‬‬
‫‪ ‬عواضة حسن ‪ ،‬المالية العامة ‪ :‬موازن النفقات العامة و الواردات العمومية ‪ ،‬دراسة المقارنة ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.1973 ،‬‬
‫‪ ‬بركات عبد الكريم صادق و و دراز حامد عبد المجيد و آخرون ‪ ،‬مبادئ المالية العامة ‪،‬مؤسسة شباب‬
‫الجامعة ‪ ،‬االسكندرية ‪. 1979 ،‬‬
‫‪ ‬علي العربي ‪ ،‬عبد المعطي عساف ‪ ،‬إدارة المالية العامة ‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد االشقر ‪ ،‬االقتصاد الكلي ‪ ،‬الدار العلمية الدولية للنشر و التوزيع و دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫عمان ‪. 2002 ،‬‬
‫‪ ‬أعمر ييحياوي ‪،‬نظرية المال العام ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دار هومة ‪.2002 ،‬‬
‫‪ ‬كتاب "االقتصاد الكلي" للمؤلفين مايكل بورتر وجون سالتون‪.‬‬

You might also like