Professional Documents
Culture Documents
محاضرات مادة الأنثربولوجيا
محاضرات مادة الأنثربولوجيا
مدخل
إلى األنثروبولوجيا
الفصل األول
ذ:محمد دحمان
من إعداد:
الطالبة :لطيفة العسري
محاور المجزوءة
.1تاريخ األنثروبولوجيا
.2مفهوم الثقافة
.3المنهجية األنثروبولوجيا La démarche en Anthropologie
.4ميادين األنثروبولوجيا
.4.1أنثروبولوجيا القرابة Anthropologie de La Parenté
.4.2أنثروبولوجيا الدين والرمزي Anthropologie de La Religion et du
Symbolisme
.4.3أنثروبولوجيا السياسي Anthropologie du politique
.4.4أنثروبولوجيا اإلقتصاديAnthropologie Economique
.4.5أنثروبولوجيا التغير االجتماعي Anthropologie du changement social
ذ :دحمان
المحاضرة :1
كلمة األنثروبولوجيا اغريقية األصل مركبة من جزئين:
كلمة تعني دراسة أو علم أو منطق وتفيد في اللغة العربية علم اإلناسة أو علم دراسة اإلنسان.
تخصص األنثروبولوجيا حديث العهد ويدخل ضمن تخصصات العلوم اإلنسانية ،له جذور في التاريخ البشري كان
عن يتحدث الذي يعني
نفسه.
ظهر هذا العلم في أوروبا الشرقية وتبلور خالل القرن 19وبداية القرن .20
تاريخ األنثروبولوجيا:
يقول األنثروبولوجيين أن علم األنثروبولوجيا علم معاصر من ناحية المناهج و تعدد اإلتجاهات و المدارس و
ناحية من قديم ولكنه اليوم يدرسها التي المستجدة المواضيع
اإلرهاصات.
كلود ليفي ستراوس أنثروبولوجي معاصر وصاحب النظرية البنيوية يقول"أن األنثروبولوجيا لها جذور في علوم
البشر".
بدأت جذور األنثروبولوجيا منذ أن بدأ اإلنسان بالتفكير ووضع التساؤل حول الفلسفة اإلجتماعية .بدأ السؤال حول
األصل ،ما أصل الدين؟ ما أصل اللغة؟ ما أصل اإلنسان؟ ما أصل النظام
اإلجتماعي؟
تقوم األنثروبولوجيا على شيء أساسي وهو البحث في الميدان أو البحوث الحقلية.
سيتطور علم األنثروبولوجيا خالل القرن 19تزامنا مع الحركة اإلنسية في أوروبا الغربية ،أصبح اإلنسان موضوع
تفكير.
الموضوع األساسي لألنثروبولوجيا الثقافة ولكن بمعناها األنثروبولوجي أي كل مايصدر عن اإلنسان من أشكال
عبر نسجها التي العالقات و المعتقد و اللباس
التاريخ.
❖ للثقافة 3أبعاد:
ذ :دحمان
البعد األول :البعد الفكري و العقدي واإلديولوجي .أي أن األنثربولوجيا تدرس معتقدات الناس .سلوك اإلنسان
تتحكم فيه المعتقدات منها الدين و السحر والشعودة.
البعد الثاني :العالقات والنظم اإلجتماعية والمؤسسات التي خلقها اإلنسان خالل تاريخه الطويل .مثال ظاهرة القرابة
عالقة الدم.
البعد الثالث :البعد المادي .األنثروبولوجيا في دراستها للثقافة تدرس ما تركه اإلنسان من أشياء مادية كاألطعمة
في الدفن أشكال و البنايات و واللباس
المقابر.
المنهج األنثروبولوجي:
المنهج الكلي :هو المنهج الذي يدرس الظاهرة من جميع الجوانب.
خالل القرن 20خاصة خالل الحرب العالمية الثانية سينتقل اإلهتمام من دراسة اآلخر إلى دراسة الذات ،لم تعد
األنثروبولوجيا مقتصرة في دراسة المجتمعات البدائية بل توسع مجال اهتمامها إلى دراسة المجتمعات الصناعية
الثقافة مفهوم ألن
تغير.
أصبحت األنثروبولوجيا تهتم بظاهرة العنف والتطرف ،وبقضايا الحروب وقضايا الذهنيات وعالقة اإلنسان
بالثراث.
كلما ضعفت الدولة تتقوى الفئات اإلجتماعية وكل واحد يعود الى قبيلته.
بالنسبة ليفي ستراوس هناك 3مراحل في تاريخ األنثروبولوجيا مهمة في الحركة التي ستتبلو عنها األنثروبولوجيا
فهم في ومهم معاصر كتخصص
اإلنسان.
المرحلة األولى :يسميها ستراوس مرحلة النهضة واكتشاف العصر القديم كانت منذ عصر األنوار التي تبحث في
األصول وبالتالي بدأووا في اكتشاف في األصول القديمة في أوروبا ،ركزت هذه الفترة على األنثروبولوجيا الفيزيقية
من كجزء اإلنسان حركة عن وتبحث اإلنسان جمجمة عن تبحث التي
الطبيعة.
ذ :دحمان
المرحلة الثانية :خالل القرن 18و 19تطورت مع الكشوفات الجغرافية والتعرف على حضارة الصين و الهند .في
هذه المرحلة ستكون بداية اكتشاف اآلخر.
مايهم ستراوس هو بلورت المنهج اإلثنولوجي ،سيتبلور في هذه المرحلة ويتبلور أساسا في عالقته مع اآلخر ل ّما
احتك األروبين مع اآلخر.
ليفي ستراوس من أكثر المفكرين الذين لديهم إنتاج كبيرإنطالقا من دراسات البرازيل ثم اهتمامه بقضايا
األنثربولوجية المعاصرة تأكيده على أهمية األنثروبولوجيا في التغيراث التي تعترض المجتمعات
اليوم.
المحاضرة :2
مفهوم الثقافة :Culture
ادوارد تايلور ):(Edward Taylor
عرف األنثروبولوجيا على أنها "جميع القيم واألساليب و المعتقدات والتمثالت و الممارسات الصادرة عن اإلنسان
والتي توجه سلوكه".
مثال :األنثروبولوجيين اليدرسون الدين كما جاء في الكتاب بل من خالل ممارسة الناس للدين.
يقول "أن األنثروبولوجيا تهدف الى معرفة كلية وشمولية لالنسان في عالقته بامتدادته التاريخية ومحيطه
الجغرافي" .من كتابه "األنثروبولوجيا البنيوية ."Anthropologie Structural
بمعنى أن الثقافة أو مؤسسة الزواج أو مؤسسة معينة أو عالقة القرابة كلها عبارة عن بنية والبنية هي كيان مستقل
ذو ارتباطات داخلية .إزالة أي عنصر من هذه العناصر سيؤدي إلى إنهيار بنية النظام
اإلجتماعي.
قام بدراسة التعايش بين اإلثنيات داخل مدينة صفرو وعالقة هذه اإلثنيات في مجال السوق.
ذ :دحمان
قام أيضا بدراسة مقارنة بين المغرب األقصى و أندونسيا .لماذا تقدمت أندونسيا وتخلف المغرب بالرغم من أنهم
ينتمون لنفس المعتقد؟
يقول بتحديده للثقافة "الثقافة هي بمثابة إطارات مرجعية تكون مجموعة من المنظومات و المعاني و اإلعتقادات
والقيم ونظرات للعالم ،وأشكال الحس هي كذللك أساليب للتفكير التي على أساسها تبنى المجتمعات البشرية ،كل
وحياتها بخصوصيتها واحدة
ووجودها".
الثقافة هي التي توجه مسار األفراد واختيارتهم وتموقهم اإلجتماعي .مثال :في المغرب كان هناك غياب للفرد والفرد
وحده ال قيمة له في المجتمع ،الفرد يحدد بإنتمائه اإلجتماعي .ابن من؟
عالم اجتماع وأنثروبولوجي مغربي كان أستاذا في جامعة محمد الخامس بالرباط.
قال "الثقافة بالنسبة لنا هي تلك مجموعة من التصورات والمعارف والمفاهيم و الرموز والقيم والمعتقدات والنماذج
السلوكية والتكنولوجيا ،ومختلف أشكال األدوات الرمزية ،التي يعتمد عليها البشر في تأطير حياتهم وتوجيه
سلوكاتهم ،واختيارتهم وتبرير مايفضلونه واإلدالء بأحكام سلبية أو إيجابية بالنسبة لمختلف أنواع القضايا التي
يتعرضون لها".
األنثروبولوجيا الطبيعية:
-1تبحث في أصل اإلنسان باعتباره نوعا ،وتطور اإلنسان وأسباب اإلختالفات البيولوجية بين الذكر واألنثى وبين
الكبير والصغير.
وجدت األنثروبولوجيا الطبيعية أن هناك اختالفات بين الناس المتواجدين في مناطق مختلفة من العالم فردود فعل
جسم اإلنسان في افريقيا جنوب الصحراء و في المناطق اإلستوائية ليست هي نفس ردود فعل اإلنسان في آسيا ودول
شمال في أو الجنوبية أمريكا
افريقيا.
تحدث ابن خلدون عن طبائع البشر وكيف تؤثر الظروف الطبيعة على سلوك الناس مايسميها بالنطاقات الثقافية
واألغذية.
ابن خلدون ميز بين األغذية الدسمة واألغدية غير الدسمة ،ويرى أن األغذية الدسمة التي سمها باألدم تتم عبر
إلى يؤدي مما دماغه إلى اإلنسان معدة من البخار صعود
الكسل.
ركز ابن خلدون على أهمية فهم النطاقات التي توجد فيها المجتمعات البشرية ،قال أن هناك مجتمعات تعيش على
الضرورة من المعاش.
-2تهتم أيضا األنثروبولوجيا الطبيعية بمستجدات بقايا اإلنسان والنوع البيولوي عند اإلنسان التي تدرس من خالله
الكمياء العضوية وعلم الفيزيولوجيا ،وتهتم بالحيوان الذي له عالقة باإلنسان.
األنثروبولوجي ينشغل بتلك التغيرات المرتبطة بالمناخ والمواد الغدائية وعالقتها بسعادة أو تدمير التجمعات
بالممارسات ينشغل كما البشرية،
الثقافية:
• كالزواج المكرر (نوع من تعدد الزواجات بمعنى ال يجمع بين الزوجات تحت سقف واحد ،يطلق األولى ويتزوج
الثانية) يكون هذا الزواج في المجتمعات الزراعية.
• وزواج األقارب (زواج عائلي ويسمى زواج داخلي).
• الزواج باألجانب ( يسمونه األنثروبولوجين بالزواج السياسي له أهداف سياسية لتوسيع التحالف).
-3يهتم هذا المبحث أيضا بالطبيعة وإشكالية الحياة وأسبابها المتحكمة من دون إهمال النوع البيولوجي لدى الكائنات
الحية ،ودور الوراثة في تغيير سلوك اإلنسان ودور المحيط.
إن موضوع األنثروبولوجيا هو تحديد القوانين العامة لحياة اإلنسان في المجتمع سواء عند الشعوب (البدائية) أو
الشعوب الحديثة والمعاصرة .وتختلف موضوعات األنثروبولوجيا بإختالف المدارس و اإلتجاهات.
المحاضرة :3
المنهجية األنثروبولوجيا :La démarche en anthropologie
المنهجية األنثروبولوجيا لها خصوصياتها وركائزها األساسية التي تميزها على العلوم الطبيعية واإلنسانية.
الخاصية األولى:
• العمل الميداني :The field research
.1الشرط األساسي للقيام بالبحث الميداني هو خروج الباحث من ثقافته األصلية إلى ثقافة أخرى ،ليدرك الباحث
التنوع أو التنوعات الثقافية أو الخصوصيات الثقافية.
األنثروبولوجيا علم يدرس اإلختالف الثقافي .الكثير من المناضلين األنثرولوجيين ينادون بمراعاة خصوصيات
الثقافية والحقوقية ،والكثير من األنثربولوجيين نجدهم في الحركات النسائية والجهوية وحقوق اإلنسان ،وقد ظهر
هذا كثيرا في أوروبا الغربية وأمريكا الالتينية وافريقيا.
ألن ميزة اإلنسان هي اإلختالف ،هذا يعكس ماهو سائد أو مايسمى اآلن بالعولمة أي تحويل وتنميط العالم في إتجاه
واحد وخلق مجتمعات متشابهة في الذوق واألكل واللباس.
العولمة تريد أن تجعل الناس عبارة عن قطيع يسير في نفس الدرب.
المجتمع يتأثر بالدين والثقافة وبما ورثه عن األجيال السابقة.
.2السؤال :يخرج الباحث من ثقافته ليستطيع وضع السؤال.
مثال لماذا المسلمون يحرمون أكل لحم الخنزير؟ لماذا المغاربة يأكلون الكسكس يوم الجمعة؟
التساؤل حول المجتمع وذاته.
.3المسافة :يضع الباحث المسافة بين ثقافته األصلية و بين الثقافة الجديدة.
ذ :دحمان
األنثروبولوجيا في منهجيتها وموضوعها هي علم لقياس اإلختالفات ،وتركيزها يكون ينصبّ حول المحلي و
الشمولي والبحث عن التشابهات واإلختالفات.
(األنثروبولوجيين يتحدثون عن تصنيف المجتمعات ،يقول ابن خلدون أول شيء يجب على الباحث القيام به هو
تصنيف المجتمع.
التصنيف بمعنى حسب نمط العيش أو حسب اإلعتقاد الديني أو حسب النطاقات.
األنثرولوجيا تتحدث عن المجتمعات الرحالة .الرحل هما المجتمعات التي تعيش بالتنقل وتعيش على الماشية ونمط
إالنتاج الرعوي وهي المجتمعات الممتدة من جنوب الصحراء الى هضبة إيران .داخل المجتمعات الرعوية هناك
تباينات رغم أنها تعيش كلها على تربية الماشية).
ابن خلدون يصنف المجتمعات إلى 3أنواع: ❖
الرحل /الظواعن :هي القبائل أو الجماعات البشرية التي تعيش على تربية المواشي .يقول ابن خلدون في .1
تصنيفه لهذه المجتمعات الظواعن هم حملة السالح ،القوة العصبية عندهم قوية .كما يقول أن هؤالء هم الذين
يهاجمون سكان المدر ويمارسون السلطة.
المجتمعات الشاوية :وهي مجتمعات تعيش على الشاة .تسمى الشاة في األنثروبولوجيا اإلنتجاع وهي المواشي .2
التي تنتقل مسافة قصيرة (كالبقر) .من هنا جاء إسم الشاوية.
سكان المدر :المجتمعات المستقرة /الحواظر. .3
هذذذا البحذذث الميذذداني يخلذذق لذذدى الباحذذث المسذذافة بذذين ثقافتذذه األصذذلية وبذذين ثقافذذة أخذذرى باحثذذا عذذن -
التشابه و االختالف.
المسافة مبدأ مشترك بين الدارسين و الباحثين في األنثروبولوجيا تفيد الباحث في فهم القول والفعل بين الخطاب
والممارسة ،وإدراك الفرق بين الممارسة والفعل أي بمعنى التفريق بين اإلسالم الموجود في القرآن واألحاديث
وبين اإلسالم الذي يمارسه الناس.
تفسير السلوك اإلنساني مرتبط بالسياق الموجود فيه.
الخاصية الثانية:
• المالحظة بالمشاركة L’observation participant
الباحث يذهب إلى المجتمعات ويقوم بعملية المالحظة والمشاركة أي أنه يالحظ و يشارك داخل المجتمع المدروس.
يقول ابن خلدون أن الباحث مشاهد ،يجب أن يكون سليم الحواس ليدرك مظاهر العمران البشري /المجتمع.
المالحظة في األنثروبولوجيا هي الحضور المادي داخل المجتمع المدروس في الميدان.
إقامة الباحث في المجتمع لعدة شهور أو سنوات يتيح له إمكانية وجود عالقة حميمية مع المجتمع المدروس و كذلك
معرفة لغتهم.
هناك روابط إجتماعية يبحث الدارس عن طبيعتها ،ابن خلدون لديه مصطلح النسب التي تجمع بين الناس.
يقول ابن خلدون النسب وارد وواقع والناس مصنفون في المجتمعات حسب األنساب ،وفي نفس الوقت يقول أن
النسب وهم.
فاألخير يقول ما هو مهم ،ثمار النسب أو فطرة النسب ،األنساب مهمة للدارس ألنها تمكنه من فهم وتصنيف المجتمع.
ذ :دحمان
الرأسمال الرمزي هناك من اكتسبه بفعل النسب أو بفعل الصالح ،يسميها ابن خلدون بالنعرة أي يدافع عنه من
أصغر تحالف إلى أكبر تحالف.
اإلقامة في الميدان والمالحظة بالمشاركة لها خاصية أخرى ،بمعنى أن الدارس ال يبقى متفرج بل يشارك المجتمع
في أنشطته ،ويساهم في فعاليته ويسجل مالحظات على هذا المجتمع.
منهجية المالحظة بالمشاركة تمكن الدارسين من الموضوعية وتركز على الوحدات الصغرى في دراسة المجتمع.
وبعد دراسة الوحدات الصغرى للمجتمع يمكن للباحث أن يعمم تخريجاته وتحليالته للمجتمع.
في منهجية المالحظة بالمشاركة هناك عاملين مهمين:
العامل األول:
أهمية تركيز الباحث على المعطيات و العوامل الخارجية المحددة للمجتمع المدروس والمحددات
للفعل المؤطرة السوسيوسياسية
المدروس.
البحث عن المحلي و الشمولي.
العامل الثاني:
العالقة التي تتأسس بين األنثروبولوجي و السكان ،يجب أن تكون عالقة فيها نوع من الحوار والتواصل
في اإلنصهار و اإلنغماس فيها يكون أن يجب ال ولكن
المجتمع.
الخاصية الثالثة:
• بناء الموضوع في األنثروبولوجيا.
)1المحدد األول:
الموضوع في األنثروبولوجيا يشيد ويبنى.
الجهاز المفاهيمي الذي يريد أن يختبره في الدراسة ،أي تحديد الغايات في البحث.
األنثروبولوجي في عالقته مع موضوع البحث ال بد له يبني جهازا منهجي ومفاهيمي الذي سيمكنه من فهم
الظاهرة.
المحدد الثاني: )2
المؤثرات الخارجية المختلفة على الحقل المدروس .مثال في المجتمعات القروية /الفالحية هي التي تحتل -
فيها األرض مكانة أساسية .األرض جزء من الهوية.
هيمنة العائلة الممتدة هي العائلة الكبيرة التي تتكون من ثالثة أجيال. -
روابط القرابة (تسمى القرية بإسم األسرة الممتدة). -
الواحات هي المجتمعات التي يوجد فيها النخيل ،إذا أردنا تطبيق المنهج األنثروبولوجي يجب معرفة طبيعة -
المجتمع المحلي وعالقته بالمجتمع الشمولي.
في بناء ألي موضوع للدارسة المحلية والوحدات اإلجتماعية يجب إستحضار تدخالت الدولة ألنها أصبحت أساسية
للباحث.
فهم تأثير اإلقتصاد في المجتمعات المحلية.
إرادة السكان و أشكال تكيف السكان مع التحديث.
كل المجتمعات فيها رواسب من الماضي والتزال حاضرة ،واألنثروبولوجي يجب أن يفهم وقع هذه الرواسب
اليوم.
ذ :دحمان
تفرعات األنثروبولوجيا غير منفصلة عن بعضها البعض ،في إطار تطور جميع العلوم الطبيعية أو اإلجتماعية ظهر
لثالثة نظرا الميادين في التخصص هذا
أسباب:
.1تعد دالظاهرة المدروسة.
.2تطور المناهج و تطور العلوم البيولوجية والكميائية و العلوم اإلنسانية ،هذا التطور قاد إلى ضرورة التخصص.
السيطرة على الظاهرة المدروسة للتمكن من تشخيصها وفهمها.
األنثروبولوجيا ظهرت فيها تخصصات فرعية دون أن تترك ميزتها األساسية وهي المنهج .النظرإلى ظاهرة الشمولي
التكاملي ( (Holistiqueالمدروسة من أركان مختلفة.
س تظهر منذ بداية البحث األنثروبولوجي الميداني مجموعة من التخصصات ومن أهمها والزالت حاضرة هي:
ظاهرة تتأثر بالوعي البشري والالوعي البنيوي كما يقول ليفي ستراوس.
األنثروبولوجيا بدأت بالبحث عن أصل المجتمع .ما أصل الطقوس؟ ما أصل االنسان؟ ما أصل الدولة؟
الطقوس ممارسة إجتماعية تتأسس ألفعال معينة من أجل تحقيق وضعية معينة.
مثال :الزواج يحقق وضع إجتماعي ألنه ينقل اإلنسان من وضع ألخر.
تجول مناطق عديدة في شمال كندا و أستراليا .له كتاب "األنساق الدموية و األنساب العائلية".
حاول أن يبحث عن أنواع األسر وجد أن األسرة ظاهرة إجتماعية كلية .ليس في كل المجتمعات هناك مجتمعات
تكون السلطة للرجل وفي مجتمعات إخرى تكون السلطة للمرأة .مثال :في مجتمع الطوارق يكون النسب لألم مكانة
المجال في أقوى المجتمعات هذه في المرأة
العام.
يعد هذا الفرع من أهم الفروع ألنه بيّن أهمية القرابة أساس المجتمعات ،وكان لهذا الفرع دور كبيرفي النظرية
الدراسات في اآلن إلى بضالله يلقي والزال األنثروبولوجيا
األنثروبولوجيا.
القرابة نوعان:
.1القرابة األولية :قرابة الدم (ألقاب القرابة عم – خال – جد ،)..ال ينظر إليها في األنثروبولوجيا كنسب فقط بل
كوضع اجتماعي .هذه األنساب تأطر الحياة االجتماعية.
.1البنية (:(Structure
مفهوم البنية تحلل به مجموعة من الظواهر .مجتمع مكون من بنيات بمعنى أن الفرد ال سلطة له في القرار حسب
ستراوس.
.2التبادل (:)Réciprocité
قام بدراسات ميدانية في جزر جنوب شرق آسيا وإكتشف ماسماه بنظام "الكوال" وهو نوع من التبادل يتم بين
هذا وظيفة ما عن؛ يبحث كان الجزر. هذه في إجتماعية مجموعات
النظام؟
.3التحالف ):)L’alliance
ال يمكن أن نفهم نفهم الطبيعي بمعزل عن الثقافي .هذا التخصص طور دراسة العالقة بين الطبيعي والثقافي.
ذ :دحمان
لغة الدين :كل شيء قائم على القرابة "ذوي األرحام ،وما ملكت أيمانكم ،الجار ذي القربى والجار الجنب".
فتح سجال داخل التخصص ،نقاش واسع من اإلنتقاد الموجه لإلتجاه البنوياألنثروبولوجيا الرمزية تنتقد البنيوية.
كيف يدرك الناس القرابة؟ مثال :سكان المدن اليهتمون بالنسب عكس سكان البادية يهتمون بالنسب.
األنثروبولوجي البد له من دراسة روابط القرابة وتمثالت القرابة ألهميتها في إنتاج المجتمعات.
المحاضرة :5
أنثروبولوجيا الدين والرمزي :Anthropologie de la religion et du symbolisme
بدأ األنثروبولوجيين بالتساؤل عن ما أصل الدين؟ لماذا الناس متدينون هل الخوف من الطبيعة أم الخوف من اآلخر؟
ما أصل المعتقدات؟
بدأ األنثروبولوجيين بالوصف والتحليل .وصف الظاهرة الدينية على مستوى الممارسة.
من رواد االتجاه التطوري ،الذي إعتنى بالظاهرة الدينية .له كتاب "الغصن الذهبي".
معنى التطورية أنها تنظر إلى المجتمعات البدائية التي تنتقل من البسيط إلى المركب.
تفترض أن تطور المجتمع عبر التاريخ هو تطور خطي ليست فيه منعراجات.
-1مرحلة السحر.
-2مرحلة الدين.
ذ :دحمان
.1السحر مقابل التوحش :بمعنى أنها بدأت بمعتقدات سحرية .هذه المرحلة بالنسبة لألنثروبولوجيين التطورين
كانت كل المجتمعات عبارة عن جماعات صغيرة يسميها ماركس (المشاعية البدائية).
.2الدين مقابل البربرية :في هذه المرحلة ظهرت المعتقدات ،حيث بدأ اإلنسان بالتساؤل من حوله.
.3العلم مقابل الحضارة :خالل هذه المرحلة ظهر النظام السياسي واألسواق وتطورت الكتابة.
حسب فرويد في هذه المرحلة إستطاع اإلنسان كبح غرائزه و قمع النزوات الحيوانية هنا وضعت القوانين واألعراف.
هذا التوجه التطوري لم ينقطع نظرا للتداخل مابين الدين والسياسي والقرابة.
مفهوم برول الذهنية العقالنية ينطبق على ماقله دوركايم "التضامن اآللي" .هناك نوعان من التضامن:
في المجتمعات الموحشة كما قال برول يسود التضامن الميكانيكي ،يرى أن هذه الذهنية لها دين بدائي يعتمد على
مظاهر وتقديس الطبيعة روائد من الخوف
الطبيعة.
-1المجتمع المغلق :في منظوره هو المجتمع الذي تهيمن فيه األساطير ،وبالتالي فالدين مجموعة من األساطير.
-2المجتمع المفتوح :هو المجتمع الحديث المتميز بالعلم.
اميل دوركايم (:)Emile Durkheim
بالنسبة لدوركايم يلخص الدين على أنه ظاهرة ،بل أنه ظاهرة كلية وهي الظاهرة المنشرة لدى طائفة من الناس
الظاهرة عن مختلفة الناس بوعي وتتأثر المكان و الزمان في وتتكرر
الطبيعية.
ذ :دحمان
يرى أن الدين واقعة إجتماعية يمكن أن نرها في حياة الناس ،ويرى أنها سلوكات ومؤسسات تتجلى فيه األخالق
المجتمع و اإلقتصاد و والرموز
والسياسة.
سينتقد السابقة بخصوص طرح كارل ماركس الذي اعتبر أن"الدين أفيون الشعوب" أنه شيء من وحي الخيال،
تقدم دون ويحول الوعي يطمس
المجتمعات.
يرى ماركس أن الدين هو أصل اإلنسجام اإلجتماعي وهو الضامن لإلنصهار اإلجتماعي يتوافق مع طرح دوركايم.
مايسميه باألنوميا اإلجتماعية هي تفكك معايير المجتمع.
بالنسبة لدوركايم اإلحتفاالت الدينية مناسبة لفوران الطاقات واإلنصهار اإلجتماعي رغم اختالف قبائلهم.
أنثروبولوجيا الدين ستتطور خالل القرن 20وتطورها سيزدهر مع ليفي ستراوس واألنثروبولوجيين
األنجلوسكسونيين.
❖ األنساق الرمزية.
بعد دراسات ميدانية إكتشف ستراوس أن العرق ليس دائما محددا بل األمر يتعلق بالثقافة التي تلقاها اإلنسان وهي
المحدد لسلوك اإلنسان.
مختلف اإلبداعات الفكرية والثقافية وراءها سيرورات أساسية يجب البحث عنها.
ميكانزمات الشرعية تمنح الشرعية للفرد و األسر والنظام السياسي .الدين من أسباب الشرعية.
األنثروبولوجي يستخرج ماهو رمزي من ماهو واقعي .البحث عن منطق الممارسات التي نقوم بها.
المحاضرة :6
أنثروبولوجيا السياسي :Anthropologie du politique
الخاصية األولى:
أنثروبولوجيا السياسي هيمنت عليها الدراسات الناطقة باللغة اإلنجليزية ).(Anglo Saxon
ذ :دحمان
ظهر هذا التخصص في بريطانيا (كانت تسمى اإلمبراطورية التي ال تغيب عنها الشمس) ألن اإلستعمار البريطاني
كان إستعمارا غير مباشر ،يترك السلطة ألبناء تلك المنطقة المستعمرة وهو يقوم فقط
بالمراقبة.
الخاصية التانية :
ماسبب تنوع أشكال النظم السياسية؟
بينت الدراسات التي أقيمت في وسط افريقيا والغرب اإلفريقي أن ال وجود لنظام سياسي واحد .مثال تسمية السلطة
في القبائل المغربية تختلف من منطقة ألخرى لها عدة تسميات (أمغار -انفالسن – اختارن – الشيخ – الكبير –
الجماعة) .دور األعراف في إدارة الشؤون المحلية.
في الكتابات الفرنسية الحظوا أن في المغرب توجد قبائل سائبة هي (القبائل التي ال تطبق فيها أحكام الشريعة)
كانت بعيدة عن السلطة ،بالنسبة لألنثروبولوجي هذه المناطق ليست سائبة بل لها نظام يديرشؤونها (نظام انفالسن
فيها المجتمعات جميع أن بمعنى القائد) –
السياسي.
كيف يصبح الشخص ذو سلطة؟
شروط السلطة :
النسب. -1
األصل اإلجتماعي. -2
الرأسمال الرمزي. -3
الثراث العائلي. -4
أسباب السلطة تختلف من مجتمع آلخر.
أنواع السلطة:
هناك اختالف بين تقليدين في دراسة أنثروبولوجيا السياسي:
.1الدراسات اإلنجليزية وهي الدراسات التاريخية األولى التي إهتمت بأنثروبولوجيا السياسي.
.2الدراسات الفرنسية جاءت متأخرة ،واستفادت من الدراسات البريطانية تاريخيا ومنهجيا لدراسة األنثروبولوجيا
السياسية البريطانية مع:
افانس بريتشارد ):)Evans Pritchard
بريطاني ومؤسس األنثروبولوجيا اإلجتماعية ،له كتاب "."Les nuer
عاش مابين نهاية القرن 19والنصف األول من القرن .20
كان أستاذا في جامعة القاهرة بمصر .لكن بعد الدراسات الميدانية التي قام بها حول قبائل "نوير" أصبح أستاذا
في جامعة أكسفورد.
هذا النوع من الكتابات " "Les nuerيسمى المونوغرافية.
:Monographeهي دراسة وصفية وتحليلة دقيقة حول قضية معينة.
ذ :دحمان
المقاربة اإلنقسامية:
هذه المقاربة هي طريقة للبحث ظهرت في مجال األنثروبولوجيا منذ أطروحات (دوركايم) طبقها (افانس ريتشارد)
في دراسته لقبائل (نوير) ،هذه المقاربة اإلنقسامية تقول أن القبائل هي عبارة عن وحدات وأن الرابط بين أبناء
القبائل هو القرابة.
هذه المجتمعات يكون فيها اإلنصهار واإلنشطار:
• تتوحد سياسيا لما يكون هناك عدو خارجي.
• تتفرق سياسيا لما تبقى لوحدها.
• التضامن يكون من أصغر وحدة إلى أكبر وحدة.
يعتبر Evansمن األوائل الذين إهتموا باألنساق السياسية في أفريقيا.
من المؤثر في المجتمع؟ من المتحكم هل األضرحة أم األحياء أو النساء أم المقدس؟
هناك ممالك مقدسة .يختلط السياسي بما هو مقدس.
في قبائل (نوير) سيجد (افانس) أن هناك أناس يسمون صناع األمطار ،يعتقد فيهم المجتمع أنهم يجلبون المطر.
السياسي ليس قطاع معزول بل يوجد في عمق المجتمع ويدخل فيه اإلعتقادي والمقدس والمادي .السلطة لها أبعاد
دينية المرئية يهابها الناس.
نموذج (افانس) بين أنه البد من التمييز بين مجتمعات الدولة ومجتمعات بدون دولة .
السياسي في المجتمعات غير أوروبية مخلتط بالقرابي.
بينت هذه الدراسة أهمية العامل الديني في تحديد السياسي ،ألن السياسي في المجتمع الحديث غير منفصل عن
المعتقد والديني و اإلجتماعي.
تطورت الدراسات األنثروبولوجيا السياسية الفرنسية خالل النصف الثاني من القرن العشرين مع أعمال:
بيير كالستر ):(Pierre Clastres
أنثروبولوجي فرنسي إهتم بأنثروبولوجيا السياسي.
إنطلق من دراسات ميدانية في أمريكا الجنوبية .ومن أشهر كتبه "مجتمع الالدولة".
إهتم بالبحث عن حفريات السلطة .كان يتسائل في هذه المجتمعات أين توجد السلطة؟ أين السياسة؟ من يحق له
ممارسة العنف؟
له دراسة أخرى مما يضحك الهنود؟
يقول (كالستر) "المجتمعات ليست بدائية بل هي ضد الدولة وال تريد مركزية السلطة .المجتمعات البدائية هي
(المجتمعات التي ال تعرف ال الكتابة وال القراءة وال األسواق) بالنسبة له هذه المجتمعات عرفت السياسة لكنها
رافضة للدولة".
يقول أن مجتمعات الدولة الحديثة فرضت سلطتها الشرعية بفعل القانون (يسميها فيبر شرعية العنف) ،فالسلطة
بالنسبة له تراكم هناك أشخاص داخل المجتمع تصبح لها سلطة بفعل مراكمته من ماهو رمزي واجتماعي ،مصدر
السلطة يكون من خالل ما كسبه الشخص في مساره بفعل السمعة.
ذ :دحمان
كيف أن المجتمعات المتنقلة في المجال خاضعة لعوامل بيئية ،وأن اإلقتصادي يحدد نمط اإلنتاج حسب هذه النظرية.
المدرسة الصورية الشكلية :
ترى أن للبحث في هذه المجتمعات البد أن يستحضر الباحث فيها مقوالت من اإلقتصاد الكالسيكي مثل( :القرود
والرأسمال واإلستثمار وقانون العرض والطلب) ،هذه المفاهيم مرتبطة بالمجتمعات الرأسمالية التي إنتقلت من
المجتمعات التقليدية إلى المجتمعات الرأسمالية التي يحكمها اإلستثمار وقانون العرض والطلب .فإلى أي درجة هذه
تاريخيا المجتمعات فهم في تفيد أن ممكن المقوالت
وثقافيا؟
):(Karl Polanyi
يرفض هذه المفاهيم اإلقتصادية ويرى على أنها غير مالئمة لتحليل المجتمعات ماقبل الرأسمالية ،أي المجتمعات
التي الزالت لها عالقة مباشرة مع الطبيعة .وبالتالي ،هذه المجتمعات لم تنفصل عن ماسماه السوسيولوجيين الوسط
الطبيعي ،لتنقل الوسط التكنولوجي للمجتمعات الصناعية.
لذلك يرى "بوالني" أنه يجب إعادة النظر في مفاهيم أخرى أكثر مالئمة لدراسة هذه المجتمعات ماقبل الرأسمالية،
مثل مفهوم "اعادة التوزيع والتبادل" .المجتمعات الصناعية هي التي حالت بين اإلنسان ووسطه الطبيعي.
يسمى هذا التيار "بالمادية الثقافية" الذي يحاول تفسسير ممارسات وإشكاليات إجتماعية وإقتصادية بعوامل لها عالقة
بهذه المجتمعات ،إما عالقة إيكولوجية مثل بعض الطروحات األنثروبوجية التي كانت تقول أن الحضارة مرتبطة
بالوسط الطبيعي أو بوضعية المناخ.
إن الحضارات المتخلفة هي حضارات التي عاشت في بلدان جنوب افريقيا ومناطق أسيوية التي فيها درجة الحرارة
مرتفعة وانتشار األوبئة .كما تفسر هذه النظريات الثقافة واإلقتصاد تفسيرا حتميا كلما إرتفعت درجات الحرارة
إزداد التخلف ،هذه المسألة أعيد فيها النظر تاريخيا.
" "Polanyiسيناقش مفاهيم "إعادة التوزيع والتبادل" ومايقع في المجتمعات التقليدية من توزيع للثروة.
مثال (شخص في بعض المناسبات يوزع ثروته على الناس) هذا ما يسميه األنثروبولوجي المعاصر"اإلنفاق،
التفاخر" وله غايات .توزيع الثروة يفهم في السياق الثقافي ،بمعنى أن المماراسات اإلقتصادية في هذه المجتمعات
ليست ممارسات خاضعة للحساب البنكي ،بل خاضعة لمنطق ثقافي ومنطق التبادل.
مصطلح التبادل نجده عند "مالينوفسكي"عندما تحدث عن "ظاهرة الكوال" وهي ذلك التبادل الذي يتم بين سكان
جنوب شرق آسيا "غينيا الجديدة" التي درسها ،فوجد أن هناك نظام إقتصادي قائم على التبادل هو الذي يحكم
العالقة بين الناس.
هؤالء الناس يقومون بهذه المماراسات اتجاه بعضهم البعض في مناسبات معينة ،وهذه ظاهرة إجتماعية كلية كما
يقول "مارسيل موس" التي تتكرر في الزمان والمكان وتلعب دور كبير فإعادة اإلنتاج اإلجتماعي وتوزيع الثروة
وتحقيق الوضع اإلجتماعي.
سيجد "مالينوفسكي" أن من ينفق أكثر يحتل مكانة إجتماعية في المجتمع ،عكس المجتمع الصناعي من يدخر أكثر
فهو من يحتل مكانة اجتماعية في نظام إقتصادي قائم على الحساب.
أنثروبولوجيا الدللة (المعنى):
ذ :دحمان
إستلهمت من طروحات "مارسيل موس" وهو أنثروبولوجي فرنسي معاصربداية القرن 20تحدث عن ظاهرة
"الهبة".
قدم حول "الهبة" دراسة معمقة إستلهموا منه الدارسين في هذا اإلطار سواء في مفهوم "الهبة" أو مفهوم "الظاهرة
اإلجتماعية الكلية" .مثال ظاهرة "التويزة" يقومون الناس بعمل جماعي تطوعي اتجاه بعضهم البعض في أمور
إقتصادية مشتركة كالحصاد أو العرس مثال ويكون هذا العمل بدون مقابل مادي.
أما "ترزيفت" فهي هدية تقدم لآلخر إما قصد تجاوز الخالف أو تقدم في حالة القدوم من الحج مثال ويكون رد
ترزيفت واجب.
مارسيل موس يرى أن التبادل وأشكال الهدية ظواهرإجتماعية كلية تمكن من فهم المنطق اإلقتصادي في هذه
المجتمعات ،التي من الصعب أن نطبق عليها مقوالت اإلقتصاد كما جاء مع المجتمعات الصناعية الحديثة.
صار طرح "مارسيل موس" فيما يخص وصف الهدية ودورها في العالقات اإلجتماعية أنها تمكننا من فهم
اإلقتصادي وطبيعة التبادل بين المجتمعات التي كان يسميها األنثروبولوجين التقليدية.
كذلك اليمكن فهم اإلقتصادي في هذه المجتمعات دون فهم الطقوس التي يتم بها التبادل ،ألن اإلقتصادي مغلف
بالممارسة الثقافية .الظواهر اإلقتصادية ينظر إليها كظواهر تحمل معنى إجتماعي وثقافي
ورمزي.
يذهب األنثروبولوجيين للقول أن الظواهر اإلقتصادية مجال ذو داللة مركبة ال يمكن أن تختزل في البعد النفعي
فقط .مثال( :الفالحة عند القرويين ليس لها بعد نفعي فقط ،بل يرون أن هذه الزراعة سيستفيد منها الطير ويأكل منها
الجيران وأن تربية المواشي فيها بركة).
أنثروبولوجيا الداللة انتقدت المفاهيم الكالسيكية اإلقتصادية من مفهوم "النذرة والحاجة والمنفعة والرأسمال".
سيرى األنثروبولوجيين أنه ليس مجتمع النذرة بل مجتمع الوفرة.
األنثروبولوجيا اإلقتصادية إعتمدت على المقاربة النسقية التي تبحث عن المقارنة بين المجتمعات الحديثة
والمجتمعات الصناعية .المجتمعات الحديثة والتي تعرف بالمجتمعات الصناعية والرسمالية ،هي التي تنقل اإلنسان
من الوسط الطبيعي الى الوسط الصناعي فأصبحت اآللة هي التي تتحكم بدل االنسان ،أما المجتمع التقليدي هو
المجتمع الذي الزال مرتبط بالطبيعة ويتأثر بالمناخ الطبيعي.
في العقود الوسطى من القرن 20ظلت أعمال "مارسيل موس" حول الهدية ذات مكانة أساسية في األنثروبولوجيا
اإلقتصادية سواء في فرنسا أو غيرها من البلدان .وأعمال "موريس كودوريي" الذي تحدث عن المجتمعات التقليدية
في غرب شرق آسيا و إفريقيا وإستلهم المقاربة الماركسية لفهم البحث عن التراتبية في هذه المجتمعات الغير
الصناعية.
من أين يستمد الشخص مكانته اإلجتماعية داخل المجتمع؟
ربط "موريس" بين اإلقتصادي والقرابي ،القرابي يمكن أن يكون عامل إقصاء.
يقول "بيير بورديو" أن "الفقير هو الفقير في القرابة" ،من خالل دراسته في شمال إفريقيا خاصة الجزائر ونقاشه
بين عالقة الرحل والمستقرين و أشباه الرحل وأشباه المستقرين.
تحدث عن دور القرابة كلما كان للشخص عالقات قرابية موسعة كلما تحقق الرأسمال اإلجتماعي ،وكلما كان
الشخص أقل قرابة كلما كانت حضوته أقل داخل المجتمع.
ذ :دحمان
بعد الثالتينيات من القرن ( 20نهاية مقاومة القوات اإلستعمارية في شمال افريقيا) ،تم إخضاع السيطرة اإلستعمارية
اإلنجليزية والفرنسية على المستعمرات بعد ذلك ستظهر الدراسات األنثروبولوجية التي ستعنى بالتغير اإلجتماعي
ولكن من منظور مفهوم معروف في األنثروبولوجيا وعلم اإلجتماع وعلم النفس وهو "التثاقف "Acculturation
وهو :الحدث أو الظواهر الناجمة عن إلتقاء ثقافتين ويسمى أيضا "بالصدمة الثقافية" .لهذا بدأت الدراسات
األنثروبولوجية خاصة في أمريكا والتي ستعنى بثقافة الهنود "السكان األصليين ألمريكا" باإلهتمام ودراسات
الثقافات المحلية ،فماهو أثر إبادة الشعوب األصلية؟ فهذه الثقافات المهيمنة تريد خلق مايسمى بالتكيف وهو(فرض
الثقافة الدخيلة على الثقافة المحلية).
هذه األنثروبولوجيا ستستمر في خدمة المشروع االستعماري ،إذ بلور "افانس بريتشارد" مفهوم "اإلدارة األهلية"
كيف يمكن لإلدارة البريطانيا أن تدير القبائل المحلية دون إحداث تغيير يؤدي إلى وعي السكان ويحدث تغييرا ال
تريده اإلدارة ،بمعنى أن األنثروبولوجيا ستقوم بخدمة اإلستعمار والهدف ليس تغيير العقليات والرفع من وعي
الناس ،ولكن الهدف هو تغييريخدم مصالح الدولة المهيمنة .هناك تغيير موجه وتغييرغير موجه ،والنظرإلى الثقافة
نظرة ميكانيكية (نحول الناس من وضعية إلى وضعية أخرى) ،هذا التغيير الموجه ليس الهدف منه وعي الناس
وتغيير أوضاعهم ولكن تغيير أوضاعهم أمام نموذج صناعي غربي ،ويسمى "تصور
ميكانيكي".
من خالل هده الدراسات سيظهر مصطلحين هامين:
• التقليد :المجتمعات غير أوروبية والتقليدية.
• الحداثة :المجتمعات األوروبية الحديثة ،أي أنها مجتمعات لم تعد الطبيعة تتحكم فيها بل أصبح السوق هو
المتحكم.
الدراسات األنثروبولوجيا ستبدأ الحديث عن "المجتمعات البسيطة والمجتمعات المركبة":
• المجتمعات البسيطة أو التقليدية :لها عالقة بالطبيعة -يتحكم فيها الزمن الفالحي -فيها حضور الدين -فيها
حضور العائالت الممتدة.
• المجتمعات المركبة أو الحديثة :ابتعدت عن الطبيعة وأصبح السوق واسطة بينها وبين الطبيعة.
الدراسات األنثروبولوجية التي تعنى بالتغير اإلجتماعي في المجتمعات التقليدية ستظهر فيها حركات إما تبشيرية
أو تنصيرية في (افريقيا وآسيا) نتيجة اإلستعمار ،هذه الحركات الدينية تحولت إلى حركات سياسية وإجتماعية،
وسترطح إشكالية كبرى في األنتروبولوجيا :هل هذه الحركات هدفها قلب بنية النظام اإلجتماعي أم إعادة بناء النظام
اإلجتماعي؟ وكيف يمكن أن يحرك فاعل اجتماعي الرموز الثقافية؟
سيناقش األنثروبولوجيين التغير الثقافي في المجتمعات التقليدية هذا ماسنراه مع "جورج باالندي" الذي ركز كثيرا
على دينامية التغيير ،له مجموعة من الكتابات منها كتاب "األنثروبولوجيا السياسية" ،قام بدراسات في الخمسينيات
والستينيات في افريقيا (المغرب ذ غينيا ذ السنيغال ذ مالي ذ بوركينا فاسو) حول الوضع اإلستعماري والتدخل
اإلستعماري ،وقد أحدث وضعا جديدا مبرزا أن مايحدث من تغير في المجتمعات ليس دائما نتاج الدينامية الخاريجية،
بل يرى "باالندي" أن هناك عوامل أخرى تتحكم فيما يحدث من تغير إجتماعي وثقافي بما فيه أساسا العوامل
الداخلية ،وهنا تطرح اإلشكاليات التالية :كيف يواجه الناس هذا التغير؟ كيف يتفاعل الناس مع التغير؟
يرى أن تفاعل الناس مع التغير مرتبط بالبنيات التي عاش فيها الناس والتي تربى فيها الناس ،وأن الحداثة والتغير
يجب أن تتم على غرار ما حدث في التجربة األوروبية( ،يرى بعض الدارسين أنه إذا لم نمر بالتجربة األوروبية
ال يمكن أن نتقدم)" .باالندي" يلح على مسألة الحداثة ولكن في إطار جدلي بمعنى اإلنطالق من منطق إجتماعي
يحكمه .هذا سيقود إلى الطرح القائم في األنثروبولوجيا وهوالجدلية بين المحلي و الشمولي.
ذ :دحمان
):(Robert Redfield
أنثروبولوجي أمريكي قام بدراسة في غرب أمريكا ،له كتاب مشهور "الجماعات الصغيرة والمجتمع الفالحي"
”. “The little community and Peasant society
كان مشروعه في إطار برنامج قامت به " الواليات المتحدة األمريكية " في نهاية األربعينيات وبداية الخمسينيات،
حول منطقة "الس فيغاس" كانت عبارة عن صحاري التى طرحت إشكالية :لماذا تخلفت هذه المناطق عن الركب
الحضاري؟ وقد كان المشرف على الجانب الميداني الذي أشارألهمية الثقافة المحلية في التنمية وفي إحداث التغير
المنشود ،وناقش مسألة الفالح ،وتعد من أول الدراسات األنثروبولوجية التي أثارات مسألة المجتمعات الفالحية
وهي :جزء من المجتمع الشامل والفالح ال يوجد إال في إطار مجتمع أشمل .ومن خاصائص المجتمع
الفالحي:
أهمية األرض. -
قيمة األرض. -
أهمية روابط القرابة. -
أهمية ومكانة األسرة. -
العالقة بين المجتمع الفالحي والمجتمع الشامل. -
سيجد "ريدفلت" أن هذه المجتمعات في منطقة "الس فيغاس" ظلت في الهامش ،وإلدماجها في الركب الحضاري
في "الواليات األمريكية المتحدة" يجب ربطها بالمجتمع الشامل وإحداث مشاريع.
أهيمة طرح "ريدفلت" في الحديث عن الحضارة في المجتمعات الفالحية هي أن الفالحة بالنسبة لألنثروبولوجيين،
ليست نمط إقتصادي بل نمط ثقافي له طريقة في حيازة األرض وتملكها ،وله تمثالت عن األرض وعن العالقات
اإلجتماعية .هذه األهمية التي يوليها "ريدفلت" العالقة بين المجتمع المحلي و المجتمع الشامل ،سيستفيد منها "جورج
باالندي" في كتابه "أنثروبولوجيا السياسة" و كتاب "السوسيولوجيا المعاصرة ألفريقيا السوداء" وكتاب
"افريقيا الغامضة" ،وهو حديث عن منطق النظام اإلجتماعي في المجتمعات المحلية في افريقيا وأثر الوضع
اإلستعماري.
اإلستعمار لما دخل للمغرب أحدث وضعا جديدا وإختالال في النظام اإلجتماعي ،مثال في مناطق الواحات من فكيك
الى آسا كان يوجد فيها التراتب اإلجتماعي ،هذا التراتب مرتبط بتوزيع وتقسيم العمل ،اإلستعمار نزع السالح من
القبائل -وأخد المدرسة من الزاوية -وقضى على العبودية ،هذا سينجم عنه تغير
إجتماعي.
تحدث "باالندي" عن "تنقيب العالقات اإلجتماعية" بالنسبة له اإلستعمار خلق وضعا جديدا وهذا الوضع جعل الناس
في المجتمعات المحلية أمام اختيارات جديدة.
أنثروبولوجيا التنمية:
ظهرت خالل القرن 20داخل مجال أنثروبولوجيا التغير اإلجتماعي ،فالتنمية هي :فعل إرادي تقوم بها الدولة وهي
إحداث التغير هذا التغيير قد يكون موجها .وهذه األنثروبولوجيا تهتم بالتغير اإلجتماعي وتدرس أفاق برامج التنمية
القرية في الكهرباء أثار ماهو المحلية. الجماعات على
المغربية؟
أنثروبولوجيا التنمية هي :أنثروبولوجيا نقدية تعمل على نقد البرامج التنموية وأثرها على الفاعلين اإلجتماعيين سواء
أفراد أو جماعات.
ذ :دحمان
توجد جذور هذه األنثروبولوجيا في أعمال "ريدفلت" في "الواليات المتحدة األمريكية" وستتطور خاصة مع
البرامج األولى التي وضعتها الدول المستعمرة ،خاصة تقويمها من طرف هيئات األمم المتحدة وإظهار األعمال
التشخيصية ،إذ ركزت الدول المستقلة حديثا في مشاريعها التنموية على التكنولوجيا وعلى اإلقتصاد (كانت األولوية
للعامل التكنولوجي و اإلقتصادي وإهمال العامل البشري).
أنثروبولوجيا التنمية هي :جزء من أنثروبولوجيا التغير اإلجتماعي التي تعنى بإحداث التغيير في المجتمع المحلي،
(إسقاط برامج يتم صياغتها في مراكز بعيدة عن واقع المجتمعات المستهدفة بالتنمية).
من القضايا التي تعنى بها أنثروبولوجيا التنمية :المساعدات اإلنسانية في مجال الصحة و التغدية إلخ ،فاألنثروبولوجيا
تدرس أثار هذه المساعدات اإلنسانية على المجتمعات ،هل تساعد في التنمية أم تساهم في التبعية؟ وتدرس كذلك
المنظمات غير حكومية ومشاكل المهاجريين.
تهتم األنثروبولوجيا أيضا بالصحة فالجسد ليس معطى بيولوجي بل معطى ثقافي ،كيف يتعامل اإلنسان مع جسده؟
األنثروبولوجيين سيناقشون أثر الطعام على الجسم وأشكال الزينة ولبس الحجاب.
أشار "ابن خلدون" في القرون الوسطى إلى أثر النطاقات المناخية على األخالق وطباع الناس.
إهتم "باالندي" بدينامية التقاليد ردا على الدراسات األنثروبولوجيا الكالسيكية التي ترى أن المجتمعات التقليدية هي
مجتمعات جامدة ،لكن "باالندي" يرى أن حتى هذا التقليد ليس جامدا .إهتم كذلك "باالندي" و "جاك بيرك" بفقه
النوازل( ،النازلة في اإلسالم هي :نزول واقعة ليس فيها حكم سابق)" .جاك بيرك" جمع مجموعة من النوازل أخرج
منها دراسة للمجتمع الفالحي و دراسة للمجتمع الرعوي حول رعاة ابن مسكين ،هذه النوازل تأرخت لفترة معينة
وتعطينا مادة تسمى التاريخ الصامت (تعطينا معطيات ال نعرف عنها شيء).
يرى "باالندي" أن التقليد ليس شئ جامد ،مثال الدين ظل يتكيف مع األزمنة.