You are on page 1of 38

‫المحور الرابع‪ :‬أثار العقد اإلداري (حقوق و إلتزامات اطراف العقد اإلداري)‬

‫ﻴﺭتﺏ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﺍلمبﺭﻡ بﻴﻥ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍلمتعاﻗﺩ معﻬا حقﻭﻗا ﻭﺍلتﺯﺍماﺕ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻓﻲ ﺍلعقﺩ‪ ،‬و تختﻠف هذه‬
‫األثار بﻴن اإلدارة و الطرف المتعاﻗد معﻬا و هذا ما سنراه ﻓﻴما ﻴﻠﻲ‪:‬‬

‫ﻴقﻭﻡ ﺍلعقﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ تباﺩل ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ‪ ،‬ﻴستﻭﻱ ﻓﻲ ﺫلﻙ ﻋقﻭﺩ ﺍلقـانﻭﻥ ﺍلخاﺹ ﻭﺍلعقﻭﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﻴنال‬
‫مﻥ ﻗاﻋﺩﺓ تباﺩل ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ‪ ،‬ما هﻭ معﺭﻭﻑ مﻥ ﺃﻥ ﺍلعقﻭﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻴﺔ تنعقﺩ بﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻥ لﻴسا متـساﻭﻴﻴﻥ‪ ،‬ألﻥ‬
‫ﺃحـﺩهما ﻭهـﻭ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ تقﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍلﺼالﺢ ﺍلعاﻡ ﻭتسعﻰ لتحقﻴقﻪ‪ ،‬بﻴنما ﻴستﻬﺩﻑ ﺃﻓـﺭﺍﺩ ﺍلقـانﻭﻥ ﺍلخاﺹ تحقﻴﻕ‬
‫مضالحﻬم ﺍلخاﺼﺔ‪ ،‬ﺍألمﺭ ﺍلﺫﻱ ﻴبـﺭﺭ ﺃﻥ تﻜـﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻗﻭﻯ مﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍلمتعاﻗﺩ معﻬا‪ ،‬ﻭمع‬
‫ﺫلﻙ ﻓـﺈﻥ ﺍلعقـﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﻴحمـل ﺍلتﺯﺍماﺕ متباﺩلﺔ بﻴﻥ ﺍلﻁﺭﻓﻴﻥ‪ ،‬حسﺏ ما تقﺭﺭه ﺍلمباﺩﺉ ﺍلعامﺔ ﺍلتﻲ تحﻜﻡ‬
‫ﺍلعقﻭﺩ ﻋامﺔ‪.‬‬

‫ﻭﺍستناﺩﺍﹰ ﺇلﻰ هﺫﺍ ﺍلمﻔﻬﻭﻡ‪ ،‬ﻓﺈﻥ تنﻔﻴﺫ ﺍلعقﺩ – ﺃﻱ ﻋقﺩ – ﻴعنﻲ ﻗﻴاﻡ كل ﻁﺭﻑ بأداء ﺍلتﺯﺍماتﻪ‪ ،‬ﺍلتﻲ ﻴﺭتبﻬا‬
‫ﺍلعقﺩ ﻋﻠﻰ كاهﻠﻪ ﻭﻓﻲ ﺫمتﻪ‪.‬‬

‫ﻭﺍلقاﻋﺩﺓ ﻓﻲ مﺠال ﻋﻼﻗاﺕ ﺍلقانﻭﻥ ﺍلخاﺹ‪ ،‬ﺃﻥ ﺍلعقﺩ ﺸﺭﻴعﺔ ﺍلمتعاﻗﺩﻴﻥ‪ ،‬ﻭمﻥ ثﻡ ﻓﺈﻥ تحﺩﻴﺩ ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻜل‬
‫ﻁﺭﻑ‪ ،‬ﺃمﺭ مﻴسﻭﺭ ﺍلتعﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ مﻥ مﺠـﺭﺩ مﺭﺍﺠعﺔ ﺍلعقﺩ نﻔسﻪ ﻭﻓقﻁ‪ .‬ﻭﻴختﻠﻑ ﺍألمﺭ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍلعقﻭﺩ‬
‫ﺍإلﺩﺍﺭﻴـﺔ‪ ،‬ﺫلـﻙ ﺃﻥ ﺍلعقﺩ ﻻ ﻴمثل ﺍلمﺼﺩﺭ ﺍلﻭحﻴﺩ ﻻلتﺯﺍماﺕ ﺍلﻁﺭﻓﻴﻥ‪ ،‬ﻭﺇنمـا ﻻﻋتبـاﺭﺍﺕ تتعﻠـﻕ بالﺼالﺢ‬
‫ﺍلعاﻡ‪ ،‬ﻭضﺭﻭﺭﺓ ﺍستمﺭﺍﺭ سﻴﺭ ﺍلمﺭﺍﻓﻕ ﺍلعامﺔ‪ ،‬ﺍستقﺭ ﺍلﻔقﻪ ﻭﺍلقـضاﺀ ﻋﻠﻰ تﺭتﻴﺏ ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻭحقﻭﻕ ﻓﻲ‬
‫ﺍلﺠانبﻴﻥ‪ ،‬ﻻ ﻴتضمنﻬا ﺍلعقﺩ ﻭﻻ ﻴنﺹ ﻋﻠﻴﻬـا‪ ،‬ﻭمع ﺫلﻙ لﻬا ﺍلﻭﺠﻭﺩ ﺍلقانﻭنﻲ ﺍلﻜامل‪.‬‬

‫ﻭهﻜﺫﺍ نﺭﻯ ﺃنﻪ ﻴتﺭتﺏ ﻋﻠﻰ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ نﻭﻋاﻥ مـﻥ ﺍﻻلتﺯﺍمـاﺕ ‪ ،‬ﺍلتﺯﺍماﺕ مألﻭﻓﺔ ﻭتتماثل ﻓﻲ ﺍلساﺌﺩ‬
‫ﻼ لﻬا ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍلعﻼﻗاﺕ ﺍلخاﺼﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍلعﻼﻗاﺕ ﺍلخاﺼﺔ‪ ،‬ﻭﺍلتﺯﺍماﺕ ﻏﻴﺭ مألﻭﻓﺔ ﻭﻻ نقابل مثﻴ ﹰ‬

‫ﻭﺇﺫﺍ ﻜانﺕ ﻻلتﺯﺍماﺕ ﺍلمألﻭﻓﺔ‪ ،‬ﻭﺍلتﻲ تﺠﺩ مﺼﺩﺭها ﻓﻲ ﺍلعقـﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﺫﺍتﻪ‪ ،‬ﻭﻻ تﺸﻜل ﺼعﻭبﺔ ﻓﻲ ﻓﻬمﻬا‬
‫ﻭتحﺩﻴﺩها‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ ﻏﻴـﺭ ﺍلمألﻭﻓـﺔ‪ ،‬ﻭﺍلتﻲ ﻭﺇﻥ ﻜانﺕ تﺠﺩ سببا ﻓﻲ ﻗﻴاﻡ ﻋقﺩ ﺇﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍلعقﺩ ﻏالبﹰا‬
‫ما ﻻ ﻴتضمنﻬا‪ ،‬ﻭهﻲ لﺫلﻙ تحتاﺝ ﺇلﻰ تﻔﺼﻴل ﺃﻜبﺭ‪.‬‬

‫العقد اإلداري المألوﻓﺔ‬ ‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍلتﺰﺍماﺕ طرﻓﻲ‬

‫ﻗﻠنا ﺇﻥ ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ ﺍلمألﻭﻓﺔ هﻲ ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻴﺭتبﻬا ﺍلعقـﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠـﻰ ﻜاهل ﻜل ﻁﺭﻑ مﻥ ﻁﺭﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻭﺃﻥ‬
‫هﺫه ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ مألﻭﻓﺔ ألنها ﺸاﺌعﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺌـﺭﺓ ﺍلتعاﻗﺩ بﻭﺠﻪ ﻋاﻡ‪ ،‬ﺃﻱ سﻭﺍﺀ ﻜاﻥ ﺍلعقﺩ مﻥ ﻋقﻭﺩ ﺍلقانﻭﻥ‬
‫ﺍلخاﺹ‪ ،‬ﺃﻡ ﻜاﻥ ﻋقـﺩﺍﹰ ﺇﺩﺍﺭﻴاﹰ‪ .‬ﻭتﺠﺩ هﺫه ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ مﺼﺩﺭها ﻓﻲ ﺍلعقﺩ ﻭمﻠحقاتﻪ بﺼﻔﺔ ﺃﺼﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭهـﻲ‬
‫ﺍلتﺯﺍماﺕ تﻠتﺯﻡ بﻬا ﺍإلﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺃخﺭﻯ ﻴﻠتﺯﻡ بﻬا ﺍلمتعاﻗﺩ مع ﺍإلﺩﺍﺭﺓ‪.‬‬

‫ﺍلتﺯﺍماﺕ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ﺍلمتعاﻗﺩﺓ ﺍلمألﻭﻓﺔ‪:‬‬

‫هﻲ مﺠمﻭﻋﺔ مﻥ ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ تﻠتﺯﻡ بﻬا ﺍإلﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻭتﺠﺩ مﺼﺩﺭها ﻓﻲ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ بﺼﻔﺔ ﺃﺼﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻴمﻜﻥ‬
‫ﺍلتمثﻴل لﻬﺫه ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ‪ ،‬بالتﺯﺍﻡ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ بتـسﻠﻴﻡ ﺍلمتعاﻗﺩ معﻬا مﻭﺍﻗع ﺍلعمل‪ ،‬ﻭﺃﺩﺍﺀ مستحقاﺕ ﺍلمتعاﻗﺩ ﺍلمالﻴـﺔ‬
‫ﻓـﻲ مﻭﺍﻋﻴـﺩها‪ ،‬ﻭﺍلقﻴاﻡ بﻜل ما هﻭ متﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ مﻥ تسﻬﻴﻼﺕ تساﻋﺩ ﺍلمتعاﻗﺩ معﻬا ﻋﻠـﻰ تنﻔﻴـﺫ ﺍلتﺯﺍماتﻪ‪.‬‬

‫ﻭتﻠتﺯﻡ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ بأﺩﺍﺀ ما ﻋﻠﻴﻬا مﻥ ﺍلتﺯﺍماﺕ بحسﻥ نﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺃسﺱ مﻥ ﺍلعﺩﺍلﺔ‪ ،‬ﻭﺍلمﺼﻠحﺔ ﺍلمﺸتﺭﻜﺔ بﻴنﻬا‬
‫ﻭبﻴﻥ ﺍلمتعاﻗﺩ معﻬا‪.‬‬

‫ﺍلتﺯﺍماﺕ ﺍلمتعاﻗﺩ مع ﺍإلﺩﺍﺭﺓ حسﺏ ﺍلمألﻭﻑ‪:‬‬

‫ﻴﻠتﺯﻡ ﺍلمتعاﻗﺩ مع ﺍإلﺩﺍﺭﺓ بأﺩﺍﺀ ما ﻴﺭتبﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍلعقﺩ مﻥ ﺍلتﺯﺍمـاﺕ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍلتنﻔﻴﺫ حسﺏ ﺸﺭﻭﻁ ﺍلعقﺩ‬
‫ﻭﻜﺭﺍسﺔ ﺍلﺸﺭﻭﻁ ﻭمﻠحقاﺕ ﺍلعقﺩ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﺫلﻙ بالقﺩﺭ ﺍلمحﺩﺩ ﻓﻲ ﺍلعقﺩ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺍلمﺩﺓ ﺍلمتﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬـا‪،‬‬
‫مﻁابقـاﹰ لﻠمﻭﺍﺼـﻔاﺕ ﺍلمﺸﺭﻭﻁﺔ ﻓﻲ ﺍلعقﺩ ﻭمﻠحقاتﻪ‪ ،‬ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍلتنﻔﻴﺫ بحسﻥ نﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭمتﻰ ﻭﻗع ﺍلمتعاﻗﺩ مع ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﺃﺼبﺢ مﻠتﺯماﹰ بالتنﻔﻴﺫ ﻋﻠﻰ ﺍلنحﻭ ﺍلﺫﻱ ﺃﺸﺭنا ﺇلﻴﻪ‪ ،‬ﻭﻻ‬
‫ﻴﺠﻭﺯ ﺍلتقاﻋﺱ ﻋﻥ ﺍلتنﻔﻴﺫ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺼبﺢ ﺍلتنﻔﻴﺫ مستحﻴﻼﹰ‪ ،‬لسبﺏ خاﺭﺝ ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩتﻪ‪ ،‬ﻭﻻ ﻴﺩ لﻪ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ‬
‫ﻴستﻁﻴع ﺭﺩه‪ ،‬و تتمثل هذه اإللتزامات ﻓﻴما ﻴﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ /1‬بالنسبﺔ لإلدارة‪:‬‬

‫*اﻻلتزامات ﻏﻴر المالﻴﺔ لإلدارة ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد‬

‫العقد اﻻداري ﺸأنﻪ ﺸأن العقود اإلدارﻴﺔ ذو ﻗوة مﻠزمﺔ إذا نﺸا ﺼحﻴحا‪ ،‬وﺠب ﻋﻠﻰ المتعاﻗدﻴن تنﻔﻴذ ما‬
‫التزموا بﻪ‪ ،‬بحﻴث ﻴكون المﻠتزم بالعقد مسؤوﻻ ﻋن التزاماتﻪ العقدﻴﺔ‪ ،‬ﻓالعقد اإلداري ﻴقﻴد ﺠﻬﺔ اإلدارة‪ ،‬كما‬
‫ﻴقﻴد المتعاﻗد معﻬا‪ ،‬أي أن الطرﻓﻴن ﻴﻠتزمان بتنﻔﻴذ التزاماتﻬما دون تﻔرﻴق بﻴن ﺠﻬﺔ اإلدارة و بﻴن المتعاﻗد‬
‫معﻬا ﻓﻲ هذا الخﺼوص‪ ،‬و تتمثل ﻓﻲ‬

‫‪ -1‬التزامات اﻻدارة ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد‬

‫إن أول التزام ﻴقع ﻋﻠﻰ اإلدارة هو ان تعمل ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ العقد بمﺠرد إبرام السﻠطﺔ لﻠعقد وأن تمكن المتعاﻗد‬
‫من تنﻔﻴذ هذا العقد ‪ ،‬وﻻ ﻴﺠوز لإلدارة ان تتحﻠل من العقد بعد ابرامﻪ مع مراﻋاة حق اإلدارة ﻓﻲ انﻬاء العقود‬
‫اﻻدارﻴﺔ لﻠمﺼﻠحﺔ العامﺔ ما ﻴستدﻋﻲ ﻗﻴام الرابطﺔ التعاﻗدﻴﺔ بﻴن اﻻدارة و المتعاﻗد معﻬا و ﻻ ﻴﻬدر حقﻬا ﻓﻲ‬
‫انﻬاء العقد بﺈرادتﻬا المنﻔردة اذا اﻗتضﻰ الﺼالﺢ العام ذلك‪.‬‬

‫ﻓاإلدارة مﻠزمﺔ بتنﻔﻴذ العقد بمﺠرد إبرامﻪ ﻓﺈنﻬا تﻠتزم أﻴضا بتنﻔﻴذ ﺠمﻴع اﻻلتزامات المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد‪،‬‬
‫أي بﺸكل كامل ولﻴس ﺠزءا منﻬا بغﻴﺔ ﻋرﻗﻠﺔ العقد بﺸكل كﻠﻲ وﻴﺠب ﻋﻠﻰ اإلدارة باإلضاﻓﺔ إلﻰ التزامﻬا‬
‫بتنﻔﻴذ بنود العقد ‪ ،‬أن تتعاون مع المﻠتزم ﻓﻲ التنﻔﻴذ بحسن النﻴﺔ‪ ،‬وأن ﻻ تتخذ اإلﺠراءات التﻲ من ﺸأنﻬا أن‬
‫تﻠحق الضرر بالمتعاﻗد‪ .‬إنما ﻴتوﺠب ﻋﻠﻰ اإلدارة أن تؤمن لﻠمتعاﻗد إمكانﻴﺔ التنﻔﻴذ‪ ،‬وأن ﻻ ﻴحول دون التنﻔﻴذ‬
‫أي سبب خارج ﻋن إرادة المتعاﻗد‪ ،‬وﻴخضع لسﻠطﺔ اإلدارة ومسؤولﻴتﻬا ‪ ،‬ﻓﻬﻲ تسعﻰ إلﻰ تأمﻴن تنﻔﻴذ المتعاﻗد‬
‫ﻻلتزاماتﻪ من دون أﻴﺔ ﻋواﺌق‪ ،‬وﻋﻠﻴﻬا إزالﺔ هذه العواﺌق سواء تمثﻠت بتنﻔﻴذ استمﻼكات أو تأمﻴن الظروف‬
‫األمنﻴﺔ أو بالتنسﻴق مع باﻗﻲ المﻠتزمﻴن‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ المتعاﻗد خﻼل التنﻔﻴذ‪ ،‬وحﻔاظا ﻋﻠﻰ حقوﻗﻪ أن ﻴﻠﻔت نظر اﻻدارة ﻓﻲ حالﺔ اكتﺸاﻓﻪ أي خطأ من ﻗبﻠﻬا‬
‫ﻓﺈذا لم تقتنع اﻻدارة لوﺠﻬﺔ نظره ﻻ ﻴبقﻰ أمامﻪ اﻻ أمرﻴن إما الرضوخ لوﺠﻬﺔ نظر اﻻدارة واما الﻠﺠوء إلﻰ‬
‫القاضﻲ اﻻستعﺠالﻲ إثباتا لحﺼول ﻏﻠط أو أخطاء‪ ،‬وذلك ﺼونا لحقوﻗﻪ من الضﻴاع وﻓﻲ الحقﻴقﺔ أن التزام‬
‫اﻻدارة لﻴس ﻓقط بتنﻔﻴذ التزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ إنما بالتنسﻴق مع مختﻠف اﻻﺠﻬزة اﻻدارﻴﺔ ومع باﻗﻲ المﻠتزمﻴن‬
‫والزامﻬا أﻴضا بتأمﻴن الظروف اﻻمنﻴﺔ‬

‫وكاﻓﺔ الموﺠبات المطﻠوبﺔ لتمكﻴن المﻠتزم من تنﻔﻴذ التزامﻪ‪ ،‬تحت طاﺌﻠﺔ التعوﻴض ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻴندرج تحت إطار‬
‫مسؤولﻴتﻬا اﻻدارﻴﺔ كسﻠطﺔ ﻋامﺔ مسؤولﺔ ﻋن إدارة كاﻓﺔ المراﻓق العامﺔ و المحاﻓظﺔ ﻋﻠﻰ حسن سﻴرها‬

‫و ﻴمكننا استخﻼص هذه اﻻلتزامات ﻓﻲ بضعﺔ نقاط أهمﻬا‪:‬‬

‫ا‪ -‬تﻠتزم اإلدارة بتنﻔﻴذ العقد بمﺠرد ابرامﻪ‪ ،‬وﻻ ﻴحق لﻬا ﻓسخ العقد بمﺠرد التحﻠل من التزاماتﻬا واﻻ تعرضت‬
‫لﻠمسؤولﻴﺔ التعاﻗدﻴﺔ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تنﻔﻴذ التزاماتﻬا الواردة ﻓﻲ العقد‪ ،‬بطرﻴقﺔ سﻠﻴمﺔ‪ ،‬تتﻔق مع ما ﻴوﺠبﻪ حسن النﻴﺔ‪.‬‬

‫ج‪ -‬تمكﻴن المتعاﻗد معﻬا من تنﻔﻴذ العقد كامﻼ‪ ،‬و ﻴتمثل ﻓﻲ تسﻠﻴم أماكن العمل‪ ،‬و كل ما تﻠتزم اإلدارة‬
‫بتقدﻴمﻪ لﻠمتعاﻗد معﻬا‬

‫د‪ -‬حماﻴﺔ المتعاﻗد معﻬا بعدم التعاﻗد مع اخرﻴن لمناﻓستﻪ ‪ ،‬وذلك لضمان ﻗﻴام المتعاﻗد بالتزاماتﻪ ﻋﻠﻰ احسن‬
‫وﺠﻪ‪ ،‬و ﻓﻲ احسن الظروف‬

‫ه‪ -‬احترام المدة المحددة ﻓﻲ العقد ‪،‬و المتعﻠقﺔ بتنﻔﻴذ اﻻﺸغال من ﻗبل المتعاﻗد معﻬا‪.‬‬
‫ي‪ -‬تﻠتزم اﻻدارة أﻴضا باﻻمتناع ﻋن اتخاذ اي اﺠراء بوﺼﻔﻬا ﺠﻬﺔ ضابطﺔ‪ ،‬أو متعاﻗدة ﻴتعارض مع‬
‫التزاماتﻬا مع المتعاﻗد‪ ،‬كان تمنﺢ ﺸخﺼا ما حقوﻗا تتعارض مع حقوق المتعاﻗد‪ ،‬ﻗد تؤدي إلﻰ حرمانﻪ من‬
‫التمتع بحقوﻗﻪ الناﺸﺌﺔ ﻋن العقد‪.‬‬

‫‪ -2‬التزام اﻻدارة باحترام المدد ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد‬

‫ﻴعد من اﻻلتزامات التﻲ ﻴنبغﻲ ﻋﻠﻰ اﻻدارة مراﻋاتﻬا أﻴضا ﻓﻲ هذا الﺸأن التزامﻬا باحترام المدد المقررة‬
‫لﻠتنﻔﻴذ ﻓﻲ العقد اﻻداري واذا كان األﺼل أن المدد المقررة ﻓﻲ العقود اﻻدارﻴﺔ ﻴقﺼد بﻬا ﻋادة المتعاﻗد مع‬
‫اﻻدارة باﻋتبار أن احترام مدة التنﻔﻴذ ﻓﻲ العقد اﻻداري أساس ﺠوهري ﻴحكم التزامات المتعاﻗد ﻓﺈنﻪ ﻴحدث أن‬
‫ﻴنص العقد ﺼراحﺔ ﻋﻠﻰ أن المدة مﻠزمﺔ لإلدارة كما هﻲ مﻠزمﺔ لﻠمتعاﻗد حﻴث ﻴتعﻴن ﻋﻠﻰ اﻻدارة احترام‬
‫المدد المحددة لﻠتنﻔﻴذ‪.‬‬

‫ﻓاإلدارة حﻴن تبرم ﻋقودها‪ ،‬ﻓﺈن هذه العقود تكون لمدة او لﻔترة زمنﻴﺔ معﻴنﺔ تبدأ من تارﻴخ تحرﻴر العقد و‬
‫تنتﻬﻲ بانتﻬاء المدة المعﻴنﺔ المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد‪ ،‬و ﻓﻲ هذه المدة ﻗد تقوم اﻻدارة بﺈدخال تعدﻴﻼت‬
‫ﻋﻠﻴﻬا سواء كانت هذه التعدﻴﻼت بالزﻴادة او بالنقﺼان‪.‬‬

‫¬ بحﻴث تﻠتزم من حﻴث المبدأـ باحترام المﻬل المحددة لتنﻔﻴذ العقد اإلداري؛ ألن ﻋنﺼر الزمن هو من‬
‫األهمﻴﺔ بالنسبﺔ إلﻰ المتعاﻗد‪ ،‬كما هو بالنسبﺔ إلﻰ اإلدارة؛ لكون المتعاﻗد ﻴأخذه ﻓﻲ الحسبان ﻋند إﻗدامﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ التعاﻗد مع اإلدارة‪ ،‬لذا ﻻ ﻴمكن لإلدارة تعدﻴل هذه المدة إﻻ ضمن حدود ضرورات المرﻓق العام‪ ،‬وكل‬
‫إهمال أو مخالﻔﺔ من ﻗبﻠﻬا ﻴستوﺠب المسؤولﻴﺔ‪.‬‬

‫و من ثمﺔ ﻴمكن لإلدارة أن تعدل التنﻔﻴذ المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ العقد سواء بتقﺼﻴره او تمدﻴده متﻰ اﻗتضﻰ اﻻمر‬
‫ذلك‪ ،‬ﻓتستطﻴع اﻻدارة أن تطﻠب من المورد أو المقاول أن ﻴتم التورﻴد‪ ،‬أو أن ﻴتم اﻻﺸغال ﻓﻲ مدة اﻗﺼر‬
‫من المدة المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد‪ ،‬كما تستطﻴع اﻻدارة أن تطﻠب وﻗف اﻻﻋمال أو تأﺠﻴﻠﻬا‪ ،‬أو تأخﻴر تنﻔﻴذها‬
‫ﻋن المدة المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد كﻠما استوﺠبت المﺼﻠحﺔ العامﺔ ذلك‪.‬‬

‫ونظ ار ألهمﻴﺔ مدة التنﻔﻴذ وارتباطﻬا ارتباطا وثﻴقا بسﻴر المراﻓق العامﺔ‪ ،‬ﻓﺈن المﺸرع ﻴحرص ﻋﻠﻰ ادراج‬
‫نﺼوص خاﺼﺔ بتحدﻴد مدة التنﻔﻴذ ‪ ،‬وتحدﻴد الﺠزاءات التﻲ توﻗع ﻋﻠﻰ المتعاﻗد ﻋند ﻋدم احترامﻪ لﻬذه المدة‬
‫أثناء تنﻔﻴذه لﻠعقد‪ ،‬كما ﻴقع ﻋﻠﻰ ﻋاتق اإلدارة المتعاﻗدة‪ ،‬مسؤولﻴﺔ ﻋقدﻴﺔ موﺠبﺔ التعوﻴض ‪ ،‬إذا كانت هﻲ‬
‫المتسببﺔ ﻓﻲ تأخر وتباطأ المتعاﻗد‪.‬‬
‫ﻓمﻬﻠﺔ التنﻔﻴذ ﻓﻲ العقود اإلدارﻴﺔ‪ ،‬ﻴتم اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻬا برضا أطراف العقد‪ ،‬ﻓاإلدارة من حﻴث المبدأ ﻻ تستطﻴع‬
‫ﻓرض مﻬل ﻏﻴر متواﻓق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد‪ ،‬وهذا المبدأ ﻴنطبق ﻋﻠﻰ كاﻓﺔ العقود اإلدارﻴﺔ‪ .‬ﻓالمتعاﻗد مع اإلدارة‬
‫ﻴسعﻰ من أﺠل انﺠاز ﺠمﻴع التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ‪ ،‬خﻼل المﻬﻠﺔ الزمنﻴﺔ المحددة ﻓﻲ العقد‪ ،‬تحت طاﺌﻠﺔ إنزال‬
‫العقوبات بحقﻪ من ﻗبل اإلدارة‪ ،‬وﻓﻲ حالﺔ ما استﺠدت الظروف‪ ،‬أو ﻗامت اإلدارة بطﻠب تعدﻴل العقد بزﻴادة‬
‫بعض األﻋمال‪ ،‬ﻓﻔﻲ هذه الحالﺔ تقوم بتمدﻴد المدة لتمكﻴن المتعاﻗد من تنﻔﻴذ األﻋمال الﺠدﻴدة‪ ،‬وتتم بالتواﻓق‬
‫بﻴن المتعاﻗدﻴن أو بقرار من اإلدارة‪ ،‬كما ﻴكون هناك تساهل من ﻗبل اإلدارة إذا كان سبب تأخر المتعاﻗد ﻓﻲ‬
‫تنﻔﻴذ العقد سببﻪ ﻗوة ﻗاهرة أو بﻔعل اإلدارة‪.‬‬

‫و ﻋﻠﻴﻪ ان اإلدارة ﻋند تعاﻗدها تضع بعﻴن اﻻﻋتبار ﻋنﺼر الزمن الذي ﻴنبغﻲ خﻼلﻪ تنﻔﻴذ العقد‪ ،‬حتﻰ‬
‫ﻴتسنﻰ لﻬا اﻻنتﻬاء من العمﻠﻴﺔ التعاﻗدﻴﺔ والدخول ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺠدﻴدة أو تنﻔﻴذ ﺠزء أو ﺸطر من البرنامج‬
‫المسطر واﻻنتقال إلﻰ ﺠزء آخر‪ .‬و ﻏرامﺔ التأخﻴر هﻲ مبﻠغ من المال ﻴتﻔق ﻓﻲ العقد ﻋﻠﻰ أداء المتعاﻗد‬
‫لﻪ لﺼالﺢ ﺠﻬﺔ اإلدارة المتعاﻗدة‪ .‬ﺠزاء إخﻼلﻪ بالوﻓاء بالتزامﻪ ﻓﻲ المﻴعاد المقرر بنﺼوص العقد أو ﻓﻲ مدتﻪ‬
‫اإلضاﻓﻴﺔ التﻲ تواﻓق ﻋﻠﻴﻬا اإلدارة‪.‬‬

‫*اﻻلتزامات المالﻴﺔ لإلدارة بتسﻠﻴم المقابل المالﻲ‬

‫المقابل المالﻲ هو اول حق ﻴستمده المتعاﻗد من العقد اإلداري‪ ،‬و هو ما ﻴحﺼل ﻋﻠﻴﻪ المتعاﻗد مع اﻻدارة‬
‫بناء أﻋﻠﻰ ﻋقد مقابل ما نﻔذه من اﻋمال و تورﻴدات لﺼالﺢ ﺠﻬﺔ اﻻدارة المتعاﻗدة ‪ .‬و الوﻓاء بﻪ ﻴعد من‬
‫اهم التزامات اﻻدارة‪ ،‬و ﻴسعﻰ المتعاﻗد لتحقﻴق الربﺢ ﻋند استﻼمﻪ المقابل المالﻲ‪ ،‬مقابل تنﻔﻴذ ﻻلتزاماتﻪ‬
‫التعاﻗدﻴﺔ‪.‬‬

‫بحﻴث ان اﻻدارة ﻻ تستطﻴع التعاﻗد أو إﺠراء أي تﺼرف ﻴرتب ﻋﻠﻴﻬا التزامات مالﻴﺔ‪ ،‬ما لم ﻴتوﻓر لدﻴﻬا‬
‫اﻻﻋتماد المالﻲ الﻼزم‪ ،‬كذلك تﻠتزم بعدم تﺠاوز حدود هذا اﻻﻋتماد المالﻲ وﻴترتب ﻋﻠﻰ مخالﻔﺔ اإلدارة لﻬذا‬
‫اﻻلتزام مسؤولﻴتﻬا القانونﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻓالمقابل المالﻲ هو من أهم التزامات اإلدارة المتعاﻗدة وكذلك من أهم حقوق المتعاﻗد معﻬا ‪ ،‬ألن هدف هذا‬
‫األخﻴر من التعاﻗد هو الحﺼول ﻋﻠﻰ الربﺢ ‪،‬وﻴتخذ المقابل المالﻲ ﺼو ار متعددة بحسب موضوع العقد ‪ ،‬ﻓقد‬
‫ﻴكون مرتبا ﺸﻬرﻴا كما هو الحال ﻓﻲ ﻋقد التوظﻴف ﻓﻲ مﺠال الوظﻴﻔﺔ العمومﻴﺔ ‪ ،‬وﻗد ﻴكون ثمنا لﻠسﻠع‬
‫والبضاﺌع كما هو الحال ﻓﻲ ﻋقود التورﻴد‪ ،‬وثمن العمل المقدم ﻓﻲ ﻋقود األﺸغال العمومﻴﺔ‪ ،‬أو رسوم‬
‫ﻴتقاضاها المتعاﻗد من المنتﻔعﻴن كما هو الحال ﻓﻲ ﻋقد امتﻴاز المرﻓق العمومﻲ‪.‬‬
‫ﻓالمقابل المالﻲ هو من أهم الحقوق التﻲ ﻴتمتع بﻬا المتعاﻗد‪ ،‬ﻓﻬو ﻋاﺌد مادي ﻴحﺼل ﻋﻠﻴﻪ مقابل تنﻔﻴذه لﻠعقد‬
‫وﻴمنع ﺠﻬﺔ اﻻدارة من المساس بتعدﻴﻠﻪ بﺈرادتﻬا المنﻔردة‪ ،‬لما لﻪ من طبﻴعﺔ تعاﻗدﻴﺔ مؤداها ثبات الﺸروط‬
‫المتعﻠقﺔ بالمقابل المالﻲ ‪ .‬ولذلك نﺠد ﻓﻲ المقابل المالﻲ ما هو ثابت وما هو ﻗابل لﻠمراﺠعﺔ‪ .‬وسوف نتطرق‬
‫لﻬما ﻓﻲ ﻓرﻋﻴن‪:‬‬

‫‪ -1‬المقابل المالﻲ الثابت‬

‫ان مبدا ثبات المقابل المالﻲ لﻠمتعاﻗد‪ ،‬انما ﻴقتﺼر ﻋﻠﻰ العناﺼر التعاﻗدﻴﺔ المتﺼﻠﺔ بﻬذا المقابل ﻓقط‪ ،‬اما‬
‫بالنس بﺔ لﻠعناﺼر ﻏﻴر التعاﻗدﻴﺔ (ﻻﺌحﻴﺔ‪ ،‬أو تنظﻴمﻴﺔ) ﻓان ﺠﻬﺔ اﻻدارة تمﻠك تعدﻴﻠﻬا بﺈرادتﻬا المنﻔردة مثل‬
‫الرسم ﻓﻲ مﺠال ﻋقود اﻻلتزام‪.‬‬

‫و ﻋﻠﻴﻪ ﻓان مبدأ ثبات المقابل المالﻲ لﻠمتعاﻗد ‪،‬إنما ﻴؤدي دو ار كامﻼ ﻓﻲ المﺠال التعاﻗدي ‪،‬اذ ﻻ ﻴﺠوز ألي‬
‫طرف من الرابطﺔ العقدﻴﺔ ‪،‬ان ﻴستقل بتعدﻴل هذا المقابل ‪،‬دون رضا الطرف اﻻخر ‪،‬ﻋكسﻪ ﻓﻲ المﺠال‬
‫الﻼﺌحﻲ أو النظامﻲ‪ ،‬ﻓان ﺠﻬﺔ اﻻدارة بﺈمكانﻬا تعدﻴل المقابل المالﻲ المستحق لﻠمتعاﻗد بﺈرادتﻬا المنﻔردة‪،‬‬
‫وتعوﻴضﻪ ﻋن ما ﻴﻠحقﻪ من ضرر نتﻴﺠﺔ التعدﻴﻼت التﻲ تقوم بﻬا ‪،‬و ذلك حﻔاظا ﻋﻠﻰ التوازن المالﻲ لﻠعقد‬
‫اﻻداري‪.‬‬

‫واستثناء ﻋﻠﻰ مبدا ثبات المقابل المالﻲ ‪،‬ﻓقد ﻴتدخل المﺸرع بتعدﻴل اﻻسعار‪ ،‬او ﻴخول احد طرﻓﻲ العقد‬
‫الحق ﻓﻲ المطالبﺔ بتعدﻴل السعر المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ اﺼﻼ ‪.‬و هنا ﻗد ﻴخول المﺸرع الﺠﻬﺔ اﻻدارﻴﺔ المتعاﻗدة الحق‬
‫بالتدخل بتعدﻴل المقابل المالﻲ طبقا لﻠﺼالﺢ العام ‪.‬بالتالﻲ نستخﻠص ان المقابل المالﻲ ﻓﻲ العقود اﻻدارﻴﺔ‬
‫ﻴتضمن ﺸقﻴن ‪،‬ﺸق تعاﻗدي ﻻ تمﻠك اﻻدارة تعدﻴﻠﻪ دون مواﻓقﺔ الطرف اﻻخر‪ ،‬كالثمن ﻓﻲ ﻋقود اﻻﺸغال‬
‫العامﺔ و التورﻴد‪ ،‬و ﺸق ﻻﺌحﻲ تمﻠك اﻻدارة حق التعدﻴل بﺈرادتﻬا المنﻔردة‪ ،‬ألنﻬا متﺼﻠﺔ بسﻴر المراﻓق‬
‫العامﺔ‪ ،‬كالرسم ﻓﻲ ﻋقود اﻻلتزام‪.‬‬

‫كما ﻴتخذ المقابل المالﻲ ﺼور متعددة‪ ،‬إذ تختﻠف باختﻼف العقود‪ ،‬ﻓقد ﻴكون هذا المقابل او كما ﻴسمﻰ ﻓﻲ‬
‫الﺼﻔقات العمومﻴﺔ بالسعر‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺸكل ثمن كما هو الحال ﻓﻲ ﻋقود اﻻﺸغال العامﺔ و التورﻴد و النقل‪...‬الخ‬

‫و هو ﻏﻴر ﻗابل لتعدﻴل اﻻدارة بﺈرادتﻬا المنﻔردة و دون مواﻓقﺔ المتعاﻗد معﻬا‪ .‬أما المقابل المادي ﻓﻲ ﻋقود‬
‫اﻻلتزام ﻴسمﻰ رسما و ﻴﻠتزم بأداﺌﻪ لﻠمﻠتزم المنتﻔع بخدمات المرﻓق محل ﻋقد اﻻلتزام‪ ،‬و ﻴمكن لإلدارة‬
‫و المتعاﻗد معﻬا اﻻتﻔاق ﻋﻠﻰ تعدﻴل السعر اﻻﺼﻠﻲ‪.‬‬
‫ﻓاإلدارة المتعاﻗدة تﻠتزم بأداء المقابل المالﻲ لﻠمتعاﻗد معﻬا متﻰ أوﻓﻰ بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ‪ ،‬وﻴكون هذا المقابل‬
‫مستحقا بمﺠرد اﻻنتﻬاء من األﻋمال ﻓﻲ ﻋقود األﺸغال العامﺔ أو تسﻠﻴم األﺼناف المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ ﻋقد‬
‫التورﻴد‪ ،‬بﺸرط مطابقﺔ األﻋمال واألﺼناف لﻠﺸروط المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا بالعقد أو دﻓاتر الﺸروط‪.‬‬

‫ﻓطابع السعر مثﻼ ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ ﻋموما ومن حﻴث المبدأ ﻏﻴر ﻗابل لﻠتغﻴﻴر‪ ،‬استثناء إذا طرأت ﻋﻠﻴﻪ حاﻻت‬
‫ﻗد تمﻠﻴﻬا ارادة المتعاﻗدﻴن‪ ،‬أو لظروف خارﺠﻴﺔ‪ ،‬وﻗد أﻓادت المادة ‪ 69‬إلﻰ ‪ 101‬من المرسوم‬
‫الرﺌاسﻲ‪ 241/11‬المتضمن تنظﻴم الﺼﻔقات العمومﻴﺔ بﺈمكانﻴﺔ أن ﻴكون السعر ثابتا أو ﻗابﻼ لﻠم ارﺠعﺔ‪ ،‬وﻓﻲ‬
‫الحالﺔ األخﻴرة ﻴﺠب أن تحدد الﺼﻔقﺔ ﺼﻴغتﻪ أو ﺼﻴغ مراﺠعتﻪ وكذلك كﻴﻔﻴات تطبﻴقﻬا‪.‬‬

‫‪ -2‬المقابل المالﻲ القابل لﻠمراﺠعﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ضوء ما ﺠاء ﻓﻲ تنظﻴم الﺼﻔقات العمومﻴﺔ الﺠزاﺌري‪ ،‬إن المقابل المالﻲ الذي ﻴتقاضاه المتعامل المتعاﻗد‬
‫مع المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة إما أن ﻴكون ثابتا واما أن ﻴكون ﻗابﻼ لﻠمراﺠعﺔ والتحﻴﻴن‪ ،‬ولقد كرس المﺸرع ﺼراحﺔ‬
‫ﻓﻲ المواد من ‪ 69‬إلﻰ ‪.101‬‬

‫وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ بند المراﺠعﺔ‪ ،‬هناك ما ﻴعرف بالتحﻴﻴن‪ ،‬وهو ﻋمﻠﻴﺔ إﻋادة النظر والتقﻴﻴم لألسعار المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا‬
‫ﻓﻲ انﺠاز ﺼﻔقﺔ نظ ار لﻠتقﻠبات اﻻﻗتﺼادﻴﺔ التﻲ تؤثر انعكاساتﻬا ﻋﻠﻰ األسعار وتغطﻰ هذه العمﻠﻴﺔ الﻔترة‬
‫الممتدة من نﻬاﻴﺔ ﺼﻼحﻴﺔ العرض إلﻰ األمر بالبدء باألﺸغال‪.‬‬

‫إذا كان األمر ﻓﻲ الﺼﻔقات القﺼﻴرة األﺠل ﻻ ﻴستدﻋﻲ إﺠراء تغﻴﻴر ﻓﻲ األسعار‪ ،‬ﻓاألمر ﻴختﻠف ﻓﻲ‬
‫الﺼﻔقات التﻲ ﻴمتد آﺠال تنﻔﻴذها لسنوات طوﻴﻠﺔ والتﻲ كثﻴ ار ما تكون أسعارها ﻗابﻠﺔ لﻠم ارﺠعﺔ والتحﻴﻴن ‪.‬‬
‫و أول ﻓرضﻴﺔ لتعدﻴل األسعار األولﻴﺔ‪ ،‬هﻲ اﻻتﻔاق أثناء إبرام الﺼﻔقﺔ ومسبقا ﻋﻠﻰ بنود التغﻴﻴر‪ ،‬هذا البند‬
‫ﻴمنﺢ الحق لألطراف المتعاﻗدة لتعدﻴل السعر األولﻲ بﺈﻋادة تحدﻴد ﻗﻴمتﻪ ﻋندما تحدث تعدﻴﻼت ﻓﻲ الظروف‬
‫المحﻴطﺔ بﺈنﺠاز الﺼﻔقﺔ‪ .‬أي كل طﻠب لتعدﻴل السعر األولﻲ أثناء تنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ ﻻ ﻴمكن ﻗبولﻪ إﻻ إذا سبق‬
‫اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻪ ﺼراحﺔ ﻓاﻻلتزام التعاﻗدي هو الذي ﻴبرر تغﻴﻴر السعر وهذا التغﻴﻴر ﻴتم بالمراﺠعﺔ أو التحﻴﻴن‪.‬‬
‫مراﻋاة لﻠتغﻴﻴرات اﻻﻗتﺼادﻴﺔ التﻲ تحد ث أثناء تنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ ‪.‬‬

‫‪/2‬بالنسبﺔ لﻠطرف المتعاﻗد مع اإلدارة‬

‫*اﻻلتزامات ﻏﻴر المالﻴﺔ لﻠمتعاﻗد ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد‬

‫ﻴعد اﻻلتزام بتنﻔﻴذ العقد الباﻋث األساسﻲ ﻋﻠﻰ التعاﻗد‪ ،‬حﻴث ﻴتنوع هذا اﻻلتزام إلﻰ مﺠموﻋﺔ من اﻻلتزامات‬
‫تﺼب كﻠﻬا ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد اإلداري ﻋﻠﻰ أكمل وﺠﻪ من طرف المتعاﻗد مع اإلدارة‪،‬‬
‫‪ -1‬اﻻلتزام بتنﻔﻴذ بنود العقد واألداء الﺸخﺼﻲ لﻠخدمﺔ‬

‫ﻴتعﻴن ﻋﻠﻰ المتعاﻗد أن ﻴنﻔذ التزاماتﻪ وﻓقا ما ورد ﻓﻲ العقد أو الوثاﺌق المرﻓقﺔ بﻪ‪ ،‬خاﺼﺔ دﻓاتر الﺸروط‪،‬‬
‫ﻓالعقد هو الذي ﻴتضمن التزامات المتعاﻗد مع اإلدارة وﻴحددها بدﻗﺔ كما ﻴحدد مقدارها وآﺠال تنﻔﻴذها‪ ،‬وﻗد‬
‫تترك اإلدارة اﻻتﻔاق مع المتعاﻗد معﻬا ﻋﻠﻰ تﻔﺼﻴل العقد اإلداري ﻓﻲ دﻓاتر الﺸروط باﻻﻋتماد ﻋﻠﻰ األحكام‬
‫العامﺔ التﻲ تضمنﻬا هذا العقد‪ ،‬ﻓﻴكون ما تضمنﻪ العقد وما ورد ﻓﻲ الﺸروط العامﺔ كﻼهما مﻠزم لﻠمتعاﻗد‪،‬‬
‫ﻓدﻓاتر الﺸروط تمثل ﺠزء من العقد‪.‬‬

‫حﻴث ﻴﻠتزم المتعاﻗد بأداء الخدمﺔ حسب الﺸروط واألوﺼاف المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا وتعﻠﻴمات اإلدارة‪ ،‬وحسب مبادئ‬
‫القانون العام‪ ،‬ﻓﺈذا اطﻠع هذا األخﻴر ﻋﻠﻰ دﻓتر الﺸروط بعد أن مكنتﻪ اإلدارة منﻪ وتعﻬد بالتنﻔﻴذ وتعاﻗد معﻬا‪،‬‬
‫كما ﻴنبغﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻻمتثال لألوامر الﺼادرة‬ ‫ﻓﺈنﻪ ﻴتحمل نتاﺌج هذا التعﻬد من خﻼل اﻻلتزام بﺸروط العقد‬
‫ﻋن اإلدارة ونواهﻴﻬا ﻓﻲ إطار ممارسﺔ سﻠطﺔ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ‪ .‬وﻻ ﻴعﻔﻰ من ذلك إﻻ بالتنﻔﻴذ الكامل لﻠعقد أو‬
‫أداء اﻻلتزام ‪.‬‬

‫ولﻴس لﻠمتعاﻗد اﻻمتناع ﻋن التنﻔﻴذ بدﻋوى وﺠود تقﺼﻴر أو إخﻼل من ﺠانب اإلدارة باﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ‪،‬‬
‫حﻴث ﻴتعﻴن ﻋﻠﻴﻪ اﻻستمرار ﻓﻲ التنﻔﻴذ وﻓﻲ المقابل لﻪ أن ﻴﻠﺠأ إلﻰ القضاء لﻠمطالبﺔ بحقوﻗﻪ‪ ،‬دون الﻠﺠوء‬
‫‪.‬‬ ‫إلﻰ وﻗف التنﻔﻴذ‬

‫وﻓﻲ ما ﻴخص األداء الﺸخﺼﻲ لﻠخدمﺔ‪ ،‬ﻓﺈن المتعاﻗد مع اإلدارة ﻴﺠب ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴقوم بتنﻔﻴذ العقد ﺸخﺼﻴا‬
‫وبنﻔسﻪ‪ ،‬ﻓﻼ ﻴﺠوز لﻪ أن ُﻴحل ﺸخص ﻏﻴره ألداء الخدمات المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا‪ ،‬أو أن ﻴﻠﺠأ لﻠتعاﻗد من الباطن‬
‫دون مواﻓقﺔ اإلدارة‪ ،‬ﻓﺈذا حدث وتنازل ﻋن العقد بدون مواﻓقﺔ اإلدارة ﻓﺈن هذا التنازل ﻴعد باطﻼ بطﻼن مطﻠق‬
‫لتعﻠقﻪ بالنظام العام‪ ،‬وﻴترتب ﻋﻠﻰ هذا الخطأ توﻗﻴع الﺠزاءات المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد خاﺼﺔ ﻓسخ العقد‬
‫باﻋتباره خطأ ﺠسﻴما ‪.‬‬

‫وﻴقﺼد بالتنازل ﻋن العقد أن ﻴحل ﺸخص آخر محل المتعاﻗد مع اإلدارة لتنﻔﻴذ ﺠمﻴع اﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ‪،‬‬
‫أي تنﻔﻴذ العقد كﻠﻴا‪ ،‬أما التعاﻗد من الباطن هو أن ﻴتﻔق المتعاﻗد مع الغﻴر من ﺠﻬات متخﺼﺼﺔ ذات كﻔاءة‬
‫وخبرة من أﺠل تنﻔﻴذ ﺠزء من العقد ﻓقط‪ ،‬وﻴكون ذلك ﻏﻴر ﺠاﺌز دون المواﻓقﺔ الكتابﻴﺔ لﺠﻬﺔ اإلدارة ﻋﻠﻰ‬
‫ذلك مسبقا‪ ،‬وﻋدم الحﺼول ﻋﻠﻰ إذن من اإلدارة ﻴعتبر خطأ ﻋقدﻴا ‪ ،‬ﻓﻴعرف التعاﻗد من الباطن بأنﻪ‪" :‬‬
‫التﺼرف الذي ﻴبرمﻪ المتعاﻗد ﻓﻲ العقد األﺼﻠﻲ مع الغﻴر بقﺼد تنﻔﻴذ ﺠزء من محل العقد أو تنﻔﻴذ التزاماتﻪ‬
‫" ‪.‬‬
‫وﻗد ﺠسد المﺸرع الﺠزاﺌري ﻓكرة التعاﻗد من الباطن ﻓﻲ ﻗانون الﺼﻔقات العمومﻴﺔ من خﻼل ما اﺼطﻠﺢ ﻋﻠﻰ‬
‫تسمﻴتﻪ بعقد المناولﺔ الذي ﻴتم بﻴن المتعامل المتعاﻗد األﺼﻠﻲ والمناول‪ ،‬ﻓﻲ المادة ‪ 140‬من المرسوم الرﺌاسﻲ‬
‫‪ ،241-11‬مراﻋاة لعدم امكانﻴﺔ ﻗﻴام المتعاﻗد مع اإلدارة بﺠمﻴع ﺠزﺌﻴات المﺸروع‪.‬‬

‫وبالتالﻲ المقﺼود باألداء الﺸخﺼﻲ لﻠخدمﺔ لﻴس أن ﻴﻠتزم المتعاﻗد مع اإلدارة بالقﻴام بالعمل موضوع العقد‬
‫وحده دون اﻻستعانﺔ بالغﻴر‪ ،‬بل هو ﻋدم ﺠواز تحمﻴل المتعاﻗد الغﻴر مسؤولﻴﺔ ما تعﻬد بالوﻓاء بﻪ‪ ،‬لكونﻪ‬
‫المسؤول الوحﻴد بعد توﻗﻴع العقد ﻋن التنﻔﻴذ الكامل والنﻬاﺌﻲ لﻪ‪ ،‬حﻴث ﻴﺠوز لﻪ الﻠﺠوء إلﻰ المناولﺔ ﻓﻲ إطار‬
‫ﺼﻔقﺔ بمنﺢ ﺠزء منﻬا لمناول‪ ،‬وهذا ما أكدتﻪ المادة ‪ 141‬من المرسوم الرﺌاسﻲ ‪. 241-11‬‬

‫وتﺠدر اإلﺸارة أنﻪ ﻗد ﻴحدث أثناء تنﻔﻴذ العقد ما ﻗد ﻴحول دون أداء المتعاﻗد مع اإلدارة ﻻلتزاماتﻪ ﺸخﺼﻴا‬
‫ومع ذلك ﻴبقﻰ تنﻔﻴذ العقد مستم ار وﻴكون هذا ﻓﻲ حالتﻴن هما ‪:‬‬

‫‪ -1‬حالﺔ وﻓاة المتعاﻗد ‪:‬‬

‫ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم تطرق نﺼوص العقد أو دﻓاتر الﺸروط لمﺼﻴر العقد ﻋند وﻓاة المتعاﻗد مع اإلدارة ﻓﺈن الﻔقﻪ‬
‫ولإلدارة أن تﻠﺠأ ﻓﻲ ذلك لعدة‬ ‫ﻴرﺠﺢ حق اإلدارة ﻓﻲ ﻓسخ العقد أو استم اررﻴﺔ تنﻔﻴذه من طرف الورثﺔ‪،‬‬
‫اختﻴارات‪ ،‬ﻓﺈما أن تقوم بﻔسخ العقد مع رد التأمﻴن‪ ،‬أو أن تسمﺢ لﻠورثﺔ باﻻستمرار ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد إذا ما‬
‫واﻓقوا ﻋﻠﻰ ذلك بﺈخطار الﺠﻬﺔ اإلدارﻴﺔ كتابﻴا بذلك‪ ،‬بﺸرط أن ﻴعﻴنوا وكﻴﻼ ﻋنﻬم من خﻼل توكﻴل تواﻓق‬
‫ﻋﻠﻴﻪ السﻠطﺔ المختﺼﺔ‪ ،‬ما ﻴواﻓق الورثﺔ ﻋﻠﻰ ذلك‪ ،‬تكتب اإلدارة تقرﻴر مﻔﺼل ﻋن التنﻔﻴذ ﻴتضمن ما ﻋﻠﻰ‬
‫المتعاﻗد وما لﻪ‪ ،‬وتﻔرج بعدها ﻋن الضمان المالﻲ النﻬاﺌﻲ‪ ،‬أما إذا كان العقد مبرما مع أكثر من متعاﻗد‬
‫وتوﻓﻲ أحدهم ﻓﻴمكن لإلدارة أن تنﻬﻴﻪ مع رد مبﻠغ التأمﻴن أو أن تطالب باﻗﻲ المتعاﻗدﻴن بمواﺼﻠﺔ التنﻔﻴذـ‬
‫واذا ما ﻗدرت اإلدارة أن ﺸخﺼﻴﺔ المتعاﻗد المتوﻓﻰ كانت محل اﻋتبار وتمثل الضمانﺔ األساسﻴﺔ لحسن تنﻔﻴذ‬
‫العقد‪ ،‬لﻬا أن تقوم بﻔسخ العقد ‪.‬‬

‫‪-2‬استم اررﻴﺔ العقد اإلداري ﻋند إﻓﻼس المتعامل المتعاﻗد‪:‬‬

‫تثﻴر مسألﺔ إﻓﻼس المتعامل المتعاﻗد أثناء تنﻔﻴذه لﻠعقد ﻋدة تساؤﻻت حول مﺼﻴر العقد اإلداري خاﺼﺔ ﻓﻲ‬
‫تﻠك العقود التﻲ تكون ﻓﻴﻬا ﺸخﺼﻴﺔ المتعاﻗد محل اﻋتبار مثل ﻋقود اﻻلتزام‪ .‬وﻓﻲ ذلك رأى مﺠﻠس الدولﺔ‬
‫الﻔرنسﻲ أن هذه المسألﺔ ترﺠع إلﻰ ﺸروط العقد‪ ،‬ﻓﺈن لم ﻴوﺠد ﻓﻴﻬا حل ﻓﺈنﻪ ﻴطبق القاﻋدة التﻲ بمقتضاها‬
‫ﻻ ﻴؤدي إلﻰ اإلﻓﻼس أو اإلﻋسار بذاتﻪ إلﻰ إنﻬاء العقد‪ ،‬وانما اإلدارة هﻲ التﻲ تقرر الﻔسخ إذا رأت أن‬
‫المﺼﻠحﺔ العامﺔ تقضﻲ ذلك ‪.‬‬
‫أما بالنسبﺔ لﻠمﺸرع الﺠزاﺌري ﻓقد تناول حالﺔ اإلﻓﻼس أو اإلﻋسار ضمن الحاﻻت التﻲ تؤدي لإلﻗﺼاء‬
‫المؤﻗت أو النﻬاﺌﻲ من المﺸاركﺔ ﻓﻲ الﺼﻔقات العمومﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻲ المادة ‪ 11‬من المرسوم الرﺌاسﻲ ‪،241-11‬‬
‫حﻴث أنﻪ ولما كان اإلﻓﻼس أو اإلﻋسار ﻴؤدﻴان إلﻰ اإلﻗﺼاء من المﺸاركﺔ ﻓﻲ الﺼﻔقات العمومﻴﺔ ﻓﺈنﻪ من‬
‫باب أولﻰ ﻴؤدﻴان إلﻰ ﻓسخ العقد‪ .‬كون إﻓﻼس المتعاﻗد أو إﻋساره ﻴؤدي إلﻰ ﻋﺠزه ﻋن الوﻓاء بالتزاماتﻪ‬
‫التعاﻗدﻴﺔ وبالتالﻲ ﻴحق لإلدارة سحب العمل منﻪ ‪.‬‬

‫إﻻ أن هناك استثناء ﻋﻠﻰ ﻓسخ اإلدارة لﻠعقد ﻓﻲ حالﺔ إﻓﻼس المتعاﻗد معﻬا‪ ،‬حﻴث ﻴمكن لﻬا ﻗبول ﻋرض‬
‫الداﺌنﻴن بﺈتمام تنﻔﻴذ العقد ﻓﻲ ﻋندما ﻴكون ﻓﻲ ذلك زﻴادة ﻓﻲ أموال مدﻴنﻬم المﻔﻠس وهو ما ﻴمكنﻬم من‬
‫استعادة ﻗسم أكبر من دﻴونﻬم ‪.‬‬

‫وﻓﻲ األخﻴر ﻴمكن القول أن المتعامل المتعاﻗد ﻴﻠتزم باإلضاﻓﺔ إلﻰ تقﻴده بالبنود الواردة ﻓﻲ العقد واألداء‬
‫الﺸخﺼﻲ لﻠخدمﺔ‪ ،‬بما تمﻠﻴﻪ القواﻋد العامﺔ المنظمﺔ لﻼلتزامات التعاﻗدﻴﺔ والتﻲ توﺠب ﻋﻠﻰ المتعاﻗد مع‬
‫اإلدارة الوﻓاء بالتزاماتﻪ كامﻠﺔ وﻓقا لمبدأ حسن النﻴﺔ الذي هو واﺠب تعاﻗدي ﻴﻔرض ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ العقد معا‪.‬‬

‫‪ -2‬اﻻلتزام بالمدة المحددة ﻓﻲ العقد‬

‫ﻴعتبر التزام المتعاﻗد باآلﺠال المحددة ﻓﻲ العقد من بﻴن أهم اﻻلتزامات التﻲ تقع ﻋﻠﻰ ﻋاتقﻪ ﻻتﺼالﻪ بالخدمﺔ‬
‫العامﺔ ولما ﻓﻲ ذلك من تأثﻴر ﻋﻠﻰ حسن سﻴر المرﻓق العام‪ ،‬ﻓتحدﻴد مدة التنﻔﻴذ ﻴحول دون تماطل المتعاﻗد‬
‫ﻓﻲ أداﺌﻪ لﻠخدمﺔ موضوع العقد وهو ما ﻴضمن اﻻنتظام واﻻطراد ﻓﻲ سﻴر المرﻓق‪.‬‬

‫وﻴتم تحدﻴد مدة التنﻔﻴذ باتﻔاق طرﻓﻲ العقد‪ ،‬ﻓﻠﻴس لإلدارة من حﻴث المبدأ ﻓرض مدد لم ﻴتم اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ‬
‫العقد‪ ،‬وﻴﺸمل هذا المبدأ كاﻓﺔ العقود اإلدارﻴﺔ‪ .‬وﻗرر مﺠﻠس الدولﺔ الﻔرنسﻲ أنﻪ ﻓﻲ حالﺔ لم تحدد هده المدة‬
‫ﻓﻲ العقد ودﻓاتر الﺸروط ﻴﺠب أن ﻴكون هناك مدة متعارف ﻋﻠﻴﻬا حسب الظروف وﻗدرات المتعاﻗد والعقود‬
‫المﺸابﻬﺔ ‪.‬‬

‫وﻻ ﻴﺠوز كأﺼل ﻋام أن ﻴتﺠاوز المتعاﻗد مع اإلدارة األﺠل المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬حﻴث ﻴﻠتزم هذا األخﻴر باحترام‬
‫اآلﺠال المقررة لتنﻔﻴذ العقد‪ ،‬وﻗد منﺢ المﺸرع لإلدارة ﻓﻲ حالﺔ تﺠاوز المتعاﻗد معﻬا لﻠمدة المحددة لﻠتنﻔﻴذ‪،‬‬
‫حق توﻗﻴع ﻋقوبات مالﻴﺔ‪ ،‬وهذا ما نﺼت ﻋﻠﻴﻪ المادة ‪ 141‬المذكورة سابقا‪ ،‬كما أﺸار المﺸرع ﻓﻲ نﻔس‬
‫المادة إلﻰ الحاﻻت التﻲ تحول دون توﻗﻴع هذه العقوبات ﻋﻠﻰ المتعاﻗد حتﻰ ﻋند التأخﻴر ﻓﻲ التنﻔﻴذ‪ ،‬وذلك‬
‫ﻓﻲ حالتﻴن هما ‪:‬‬
‫أن ﻻ ﻴكون التأخﻴر ﻗد تسبب ﻓﻴﻪ المتعامل المتعاﻗد الذي تسﻠم لﻪ ﻓﻲ هذه الحالﺔ أوامر بتوﻗﻴف‬ ‫‪-‬‬
‫األﺸغال أو استﺌناﻓﻬا‪.‬‬

‫حالﺔ القوة القاهرة (وتحدد كﻴﻔﻴات تطبﻴق حاﻻت القوة القاهرة ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ‪ ،‬بنص المادة ‪ 61‬من‬ ‫‪-‬‬
‫المرسوم الرﺌاسﻲ ‪).241-11‬‬

‫هذا وﻴعود القرار إلﻰ اإلدارة (المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة) ﻓﻲ اﻻﻋﻔاء من العقوبات المالﻴﺔ الناﺠمﺔ ﻋن التأخﻴر‬
‫الناﺠم ﻋن هاتﻴن الحالتﻴن‪ ،‬وﻴترتب ﻋن هذا اﻻﻋﻔاء تحرﻴر ﺸﻬادة إدارﻴﺔ‪.‬‬

‫وﻴختﻠف اﻻلتزام باحترام آﺠال تنﻔﻴذ العقد بحسب طبﻴعﺔ كل ﻋقد‪ ،‬ﻓﻔﻲ مﺠال الﺼﻔقات العمومﻴﺔ والتﻲ تعتبر‬
‫من أهم العقود اإلدارﻴﺔ‪ ،‬ﺼﻔقات التورﻴد مثﻼ‪ ،‬ﻴﻠتزم المتعامل المتعاﻗد بتوﻓﻴر التورﻴدات والسﻠع لﻠمﺼﻠحﺔ‬
‫المتعاﻗدة ﻓﻲ مواﻋﻴدها‪ ،‬وأي تأخﻴر من طرﻓﻪ ﻴبرر ﻓرض هذه األخﻴرة لسﻠطتﻬا ﻓﻲ توﻗﻴع ﻏرامات تأخﻴرﻴﺔ‬
‫دون الحاﺠﺔ إلﻰ توﺠﻴﻪ إنذار مع مراﻋاة حﺠم الﺼﻔقﺔ ومتطﻠبات السرﻋﺔ ﻓﻲ التسﻠﻴم‪ ،‬من أﺠل ذلك تحرص‬
‫المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ﻋﻠﻰ ضبط آﺠال التنﻔﻴذ وآﺠال لﻠتسﻠﻴم‪ ،‬استﺠابﺔ ﻻﻋتبارات تسﻴﻴر المراﻓق العامﺔ بانتظام‬
‫واطراد ‪.‬‬

‫* اﻻلتزامات المالﻴﺔ لﻠمتعاﻗد‬

‫ﻴعتبر مبﻠغ الضمان أو مبﻠغ التأمﻴن "احتﻴاط مالﻲ ﻴوضع تحت تﺼرف اإلدارة" وﻴﻠتزم المتعاﻗد بأن ﻴضعﻪ‬
‫تحت تﺼرف اإلدارة ﻋند إبرام العقد وﻗبل مطالبتﻪ بالتسبﻴقات‪ ،‬حﻴث ﻴمكن لإلدارة مﺼادرتﻪ ﻓﻲ إطار ما‬
‫لﻬا من سﻠطﺔ ﻓﻲ توﻗﻴع الﺠزاء كما سبقت اﻻﺸارة إلﻴﻪ ‪.‬‬

‫ﻓﻴكون بذلك مبﻠغ التأمﻴن بمثابﺔ إثبات لﻠمﻼءة المالﻴﺔ لﻠمتعاﻗد مع اإلدارة وﻗدرتﻪ ﻋﻠﻰ تحمل المسؤولﻴات‬
‫التﻲ ﻗد تنتج ﻋن تقﺼﻴره وإلثبات نﻴتﻪ وﺠدﻴتﻪ ﻓﻲ القﻴام بالتزاماتﻪ ﻋﻠﻰ أكمل وﺠﻪ‪ ،‬باإلضاﻓﺔ إلﻰ أنﻪ ﻴﺸكل‬
‫ضمان لإلدارة ﻓﻲ حالﺔ إخﻼل المتعاﻗد بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ‪ ،‬حﻴث اﺸترط التنظﻴم القانونﻲ ﻓﻲ مﺠال الﺼﻔقات‬
‫العمومﻴﺔ ﻋدة أنواع من الكﻔاﻻت ﻋﻠﻰ ﻏرار كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ وﻏﻴرها التﻲ تعد أهم الضمانات المالﻴﺔ‬
‫المﻔروضﺔ ﻋﻠﻰ المتعاﻗد‪.‬‬

‫ﻓالمتعامل اﻻﻗتﺼادي ﻴؤسس كﻔالﺔ لضمان العطاء الذي تقدم بﻪ‪ ،‬وكﻔالﺔ أخرى لضمان حسن تنﻔﻴذ المﺸروع‬
‫إذا ما حاز ﻋﻠﻴﻪ‪ .‬ﻓﻴمكن القول أن مبﻠغ التأمﻴن ﻴكون ﻋﻠﻰ نوﻋﻴن‪ ،‬تأمﻴن ابتداﺌﻲ وتأمﻴن نﻬاﺌﻲ ‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻻلتزام بدﻓع مبﻠغ التأمﻴن اﻻبتداﺌﻲ‬


‫ﻴعد التأمﻴن اﻻبتداﺌﻲ أو المؤﻗت ﻋبارة ﻋن ﻗﻴمﺔ ﻴضمن من خﻼلﻬا مقدم العطاء ﻋرضﻪ وهﻲ تخﺼص‬
‫لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة كضمان لﺠدﻴﺔ العطاء‪ ،‬كما أنﻬا تأﻴﻴد لحسن تنﻔﻴذ ما ﻴنتج من التزامات ﻋند تقدﻴم هذا‬
‫العرض والتﻲ تستمد من اإلرادة المنﻔردة لﻪ ﻓﻲ تقدﻴمﻪ لﻬذا العطاء ‪.‬‬

‫ﻴقوم المتعاﻗد بتمكﻴن اإلدارة من مبﻠغ ضمان أو تأمﻴن ﻋند تقدﻴم العطاءات أو العروض أي ﻗبل إرساء‬
‫الﺼﻔقﺔ‪ ،‬وذلك من أﺠل ضمان ﺠدﻴﺔ المتقدم بالعطاء‪ ،‬حﻴث اﺸترط المﺸرع تضمﻴن العرض التقنﻲ كﻔالﺔ‬
‫تعﻬد‪ ،‬وهﻲ الكﻔالﺔ التﻲ ﻴﻠتزم المتعﻬد بتقدﻴمﻬا ﻓﻲ مرحﻠﺔ إﻴداع العروض‪ ،‬ﻓﻲ المادة ‪ 91‬من المرسوم‬
‫الرﺌاسﻲ ‪ ،241-11‬وهذا بعد طﻠبﻬا ﺼراحﺔ من طرف المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ﻓﻲ دﻓتر ﺸروط الدﻋوة لﻠمناﻓسﺔ‪.‬‬

‫وتسمﻰ كﻔالﺔ التعﻬد أﻴضا بضمان التعﻬد أو المناﻗﺼﺔ‪ ،‬وهﻲ "مبﻠغ مالﻲ ﻴدﻓعﻪ المتعﻬد الذي ﻗدم ﻋرضﻪ‬
‫ﻓﻲ إطار المناﻓسﺔ من أﺠل الظﻔر بالﺼﻔقﺔ المطروحﺔ لﻠتعاﻗد وهذا كضمان لﺠدﻴﺔ وحسن نﻴتﻪ ﻓﻲ دخول‬
‫معترك المناﻓسﺔ"‪ ،‬حﻴث ﻴتمثل دور هذه الكﻔالﺔ ﻓﻲ‪:‬‬

‫مراﻗبﺔ الوضعﻴﺔ المالﻴﺔ لﻠمؤسسﺔ من خﻼل حﺼولﻬا ﻋﻠﻰ ﻗرض بﺈمضاء من البنك أو ﺼندوق‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان الﺼﻔقات العمومﻴﺔ وهذه األخﻴرة ﻻ تقدم كﻔالتﻬا لﻠمؤسسﺔ المتعاﻗدة إﻻ بعد التحقق من وضعﻴتﻬا‬
‫المالﻴﺔ‪ ،‬وهو ما ﻴسمﺢ بتمكﻴن المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة من تﺼﻔﻴﺔ تﻠك المؤسسات التﻲ تتمتع بوضعﻴﺔ مالﻴﺔ‬
‫تسمﺢ لﻬا بالمﺸاركﺔ ﻓﻲ استدراج العروض‪ ،‬ﻋن تﻠك المؤسسات العاﺠزة وﻏﻴر المؤهﻠﺔ‪.‬‬

‫تضمن هذه الكﻔالﺔ لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة التزام المؤسسات التﻲ ﻗدمت ﻋروضﻬا طبقا لدﻓتر الﺸروط‬ ‫‪-‬‬
‫بعروضﻬا ﻓﻲ حالﺔ رسو الﺼﻔقﺔ ﻋﻠﻰ أحدها‪ ،‬وبالتالﻲ ﻓﻬﻲ تضمن الحقوق المحتمﻠﺔ لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ﻓﻲ‬
‫حالﺔ اﻻنسحاب المسبق لﻠمتعﻬد من العرض أو رﻓضﻪ إمضاء العقد أو تقدﻴم باﻗﻲ الضمانات المطﻠوبﺔ‪.‬‬
‫وتكون كﻔالﺔ التعﻬد "ﻓﻲ ﺸكل وثﻴقﺔ تسﻠم من طرف بنك أو مؤسسﺔ مالﻴﺔ إلﻰ المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة بناء ﻋﻠﻰ‬
‫طﻠب من المتعامل اﻻﻗتﺼادي الذي ﻴنوي تقدﻴم ﻋرضﻪ‪ ،‬كضمان ﻻلتزامﻪ ﻓﻲ إبرام الﺼﻔقﺔ حال رسوها‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ‪".‬‬

‫وتخص كﻔالﺔ التعﻬد ﻓقط ﺼﻔقات األﺸغال والﻠوازم التﻲ تخضع ﻻختﺼاص الﻠﺠنﺔ القطاﻋﻴﺔ لﻠﺼﻔقات‪،‬‬
‫والتﻲ تتﺠاوز مبالغﻬا‪ :‬مﻠﻴار دﻴنار ‪ 1.000.000.000‬دج بالنسبﺔ لﺼﻔقات األﺸغال وثﻼثماﺌﺔ مﻠﻴون دﻴنار‬
‫‪ 000.000.000‬دج بالنسبﺔ لﺼﻔقات الﻠوازم‪ ،‬وﻻ ﻴمكن أن تقل هذه الكﻔالﺔ ﻋن ‪ % 1‬من مبﻠغ التعﻬد‪،‬‬
‫حﻴث تعد بالرﺠوع لمبﻠغ العرض‪ ،‬وبالنسبﺔ لﻠمؤسسات الخاضعﺔ لﻠقانون الﺠزاﺌري ﻓﺈن كﻔالﺔ التعﻬد تﺼدر‬
‫من طرف بنك خاضع لﻠقانون الﺠزاﺌري أو ﺼندوق ضمان الﺼﻔقات العمومﻴﺔ‪ ،‬أما بالنسبﺔ لكﻔالﺔ تعﻬد‬
‫المتعﻬدﻴن األﺠانب ﻓﻬﻲ تﺼدر أﻴضا من طرف بنك خاضع لﻠقانون الﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ أن ﻴﺸمﻠﻬا ضمان مقابل‬
‫ﺼادر ﻋن بنك أﺠنبﻲ من الدرﺠﺔ األولﻰ ‪.‬‬

‫وﻗد أﺸار المﺸرع أﻴضا ﻓﻲ المادة ‪ 121‬من المرسوم ‪ 241-11‬إلﻰ أن كﻔالﺔ المتعﻬد الذي لم ُﻴقبل والذي‬
‫ﻗدم طعنا‪ ،‬تُرد ﻋند تبﻠﻴغ ﻗرار رﻓض الطعن‪ ،‬من طرف لﺠنﺔ الﺼﻔقات المختﺼﺔ‪ ،‬أما ﻓﻲ حالﺔ المتعﻬد‬
‫الذي منﺢ الﺼﻔقﺔ‪ ،‬ﻓﺈن كﻔالتﻪ ﻻ ترد إﻻ بعد وضع كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ التﻲ سنتناولﻬا بالتﻔﺼﻴل ﻻحقا‪.‬‬

‫‪ -2‬اﻻلتزام بدﻓع مبﻠغ التأمﻴن النﻬاﺌﻲ‬

‫إذا كان التأمﻴن اﻻبتداﺌﻲ ﻴدﻓع ﻓﻲ مرحﻠﺔ تقدﻴم العطاءات وﻓﻲ مرحﻠﺔ تكوﻴن الﺼﻔقﺔ بغرض ضمان ﺠدﻴﺔ‬
‫العطاء‪ ،‬ﻓﺈن المتعاﻗد ﻴﻠتزم بدﻓع تأمﻴن نﻬاﺌﻲ بعد رسو الﺼﻔقﺔ أي بعد ﻗبول العطاء من أﺠل ضمان ﻗﻴام‬
‫المتعاﻗد بتنﻔﻴذ التزاماتﻪ طبقا لما تضمنﻪ العقد من ﺸروط‪ .‬حﻴث ﻴكون من حق اإلدارة أن تحﺼل أﻴﺔ مبالغ‬
‫تستحق لﻬا تﺠاه المتعاﻗد ولو بطرﻴق الخﺼم من التأمﻴن النﻬاﺌﻲ المودع منﻪ‪ ،‬ﻓﻴبقﻰ مبﻠغ التأمﻴن تحت ﻴد‬
‫المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة إلﻰ ﻏاﻴﺔ التسﻠﻴم النﻬاﺌﻲ بعد أن ﻴتبﻴن التنﻔﻴذ الﺠﻴد لألﻋمال المتعاﻗد ﻋﻠﻴﻬا ومطابقتﻬا‬
‫لﻠﺸروط والمواﺼﻔات المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد‪ ،‬هنا ﻴسوى الحساب تسوﻴﺔ نﻬاﺌﻴﺔ وﻴدﻓع لﻠمقاول ما تبقﻰ‬
‫من مستحقات‪ ،‬وﻴرد إلﻴﻪ مبﻠغ التأمﻴن إذا كان باﻗﻴا أو التﻲ احتﺠزت منﻪ ‪.‬‬

‫وبالنسبﺔ لتعرﻴف التأمﻴن النﻬاﺌﻲ ﻓﺈنﻪ ﻻ ﻴوﺠد ﻓﻲ التﺸرﻴع المقارن تعرﻴف واضﺢ لﻪ‪ ،‬ولكن ﻴمكم القول بأنﻪ‪:‬‬
‫"ما ﻴﻠزم أن ﻴقدمﻪ ﺼاحب العطاء المقبول خﻼل مدة معﻴنﺔ‪ ،‬تبدأ من ﻴوم إخطاره بقبولﻪ ﻋطاﺌﻪ‪ ،‬وﻴقدر‬
‫بنسبﺔ من مﺠموع ﻗﻴمﺔ األﺼناف واألﻋمال‪ ،‬وذلك لضمان ﻗﻴام المتعاﻗد بتنﻔﻴذ التزاماتﻪ طبقا لﺸروط العقد‬
‫ومواﻋﻴده ‪".‬‬

‫حﻴث أنﻪ ﻋند رسو الﺼﻔقﺔ ﻋﻠﻰ أحد المتقدمﻴن بالعطاءات ﻴﻠزم هذا األخﻴر من طرف المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة‬
‫بتقدﻴم كﻔالﺔ لضمان حسن تنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ وذلك بدﻻ ﻋن كﻔالﺔ التعﻬد المرﻓقﺔ بالعطاء ‪.‬‬

‫وتتمثل الكﻔاﻻت التﻲ تقدم بعد رسو الﺼﻔقﺔ ضمانا لحسن تنﻔﻴذها ﻓﻲ ‪:‬‬

‫كﻔالﺔ رد التسبﻴقات‬ ‫‪-‬‬

‫كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ‬ ‫‪-‬‬

‫كﻔالﺔ الضمان‬ ‫‪-‬‬


‫ولكل كﻔالﺔ من هذه الكﻔاﻻت ﻏرض تقدم من أﺠﻠﻪ وﻓﻲ مراحل مختﻠﻔﺔ من مراحل تنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ بداﻴﺔ من‬
‫رسوها إلﻰ حﻴن التنﻔﻴذ النﻬاﺌﻲ‪ ،‬وسنتناول كل واحدة من هذه الكﻔاﻻت ﻋﻠﻰ حدى‪.‬‬

‫كﻔالﺔ رد التسبﻴقات‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ﻴﻠتزم المتعامل المتعاﻗد مقابل حﺼولﻪ ﻋﻠﻰ مبﻠغ التسبﻴق الذي ﻴكون من أﺠل تموﻴل العمﻠﻴات التمﻬﻴدﻴﺔ‬
‫والتحضﻴرﻴﺔ لﻠقﻴام بتنﻔﻴذ الخدمات المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا‪ ،‬بتقدﻴم ضمانﺔ مالﻴﺔ لتسدﻴده تتمثل ﻓﻲ كﻔالﺔ اإلرﺠاع أو‬
‫كﻔالﺔ رد التسبﻴقات‪ ،‬وذلك من خﻼل التقدم بطﻠب الحﺼول ﻋﻠﻰ التسبﻴق لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ﻴرﻓقﻪ مع‬
‫المﻠف بكﻔالﺔ رد التسبﻴقات التﻲ تختﻠف بحسب الحالﺔ ﻓتكون إما تسبﻴقات ﺠزاﻓﻴﺔ أو ﻋﻠﻰ التموﻴن‪ .‬و ﻴعرف‬
‫ﺼندوق ضمان الﺼﻔقات هذه الكﻔالﺔ ﻋﻠﻰ أنﻬا‪" :‬هذه الكﻔالﺔ تضمن ارﺠاع التسبﻴقات الممنوحﺔ من طرف‬
‫المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة لﻠمتعامل المتعاﻗد الحاﺌز ﻋﻠﻰ الﺼﻔقﺔ ﻗبل تنﻔﻴذ موضوع العقد ‪".‬‬

‫وﻗد نص المﺸرع ﻋﻠﻰ هذه الكﻔالﺔ ﻓﻲ المادة ‪ 110‬من المرسوم الرﺌاسﻲ ‪ ،241-11‬حﻴث اﺸترط لدﻓع‬
‫التسبﻴقات أن ﻴﻔوق مبﻠغ الﺼﻔقﺔ العمومﻴﺔ الحدود المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ المادة ‪ 10‬من نﻔس المرسوم‪ ،‬وأن‬
‫ﻴدﻓع المتعامل المتعاﻗد مسبقا كﻔالﺔ بقﻴمﺔ معادلﺔ بﺈرﺠاع تسبﻴقات تﺼدر ﻋﻠﻰ ﻏرار كﻔالﺔ التعﻬد ﻋن بنك‬
‫خاضع لﻠقانون الﺠزاﺌري أو ﺼندوق ضمان الﺼﻔقات العمومﻴﺔ بالنسبﺔ لﻠمتعﻬدﻴن الﺠزاﺌرﻴﻴن‪ ،‬أما ﻋن كﻔالﺔ‬
‫المتعﻬدﻴن األﺠانب ﻓتﺼدر ﻋن بنك خاضع لﻠقانون الﺠزاﺌري وﻴﺸمﻠﻬا ضمان مقابل ﺼادر ﻋن بنك أﺠنبﻲ‬
‫من الدرﺠﺔ األولﻰ‪.‬‬

‫وﻓﻴما ﻴخص مبﻠغ كﻔالﺔ رد التسبﻴقات‪ ،‬ﻴﺸترط أن ﻻ ﻴتﺠاوز ‪ % 10‬من مبﻠغ الﺼﻔقﺔ وهﻲ النسبﺔ التﻲ‬
‫حددتﻬا المادة ‪ 111‬من نﻔس المرسوم ﻓﻴما ﻴخص مبﻠغ التسبﻴق‪ ،‬وذلك ألن هذه الكﻔالﺔ تكون معادلﺔ لمبﻠغ‬
‫التسبﻴق‪ .‬وتحرر كﻔالﺔ رد التسبﻴقات كﻠﻴا بعد استرداد المبﻠغ اإلﺠمالﻲ لﺠمﻴع التسبﻴقات التﻲ منحت لﻠمتعامل‬
‫المتعاﻗد ‪.‬‬

‫كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫هﻲ "ﻋبارة ﻋن ﻋقد ﻴﻠتزم بموﺠبﻪ المتعامل المتعاﻗد ضمان تنﻔﻴذه لﻠخدمات موضوع الﺼﻔقﺔ وﻓقا لما تم‬
‫اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ بنودها تنﻔﻴذا كامﻼ‪ ،‬ومطابقا ووﻓﻴا‪ ،‬تﺠاه المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة"‪ .‬وتعد هذه الكﻔالﺔ ضمان‬
‫لﻠتنﻔﻴذ الحسن لﻠﺼﻔقﺔ‪ ،‬حﻴث تغطﻲ المرحﻠﺔ ما بﻴن البدء بتنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ واﻻستﻼم المؤﻗت لﻬا‪ ،‬ﻓتكون بمثابﺔ‬
‫ضمان لﻠعﻴوب الظاهرة ‪.‬‬
‫حﻴث نﺼت المادة ‪ 100‬من المرسوم الرﺌاسﻲ ‪ 241-11‬ﻋﻠﻰ أنﻪ زﻴادة ﻋﻠﻰ كﻔالﺔ رد التسبﻴقات ﻴﻠتزم‬
‫المتعامل المتعاﻗد بتقدﻴم كﻔالﺔ حسن تنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ التﻲ ﻴﺠب أن تأسس ﻓﻲ أﺠل ﻻ ﻴتﺠاوز تارﻴخ تقدﻴم أول‬
‫طﻠب دﻓع ﻋﻠﻰ الحساب‪.‬‬

‫وﻗد أﻋﻔﻰ المﺸرع ﻓﻲ نﻔس المادة المتعامل المتعاﻗد من تقدﻴم كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ بالنسبﺔ لبعض الﺼﻔقات‬
‫وهﻲ ‪:‬‬

‫ﺼﻔقات الدراسات والخدمات التﻲ ﻴكون بﺈمكان المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة أن تتأكد من حسن تنﻔﻴذ‬ ‫‪-‬‬
‫الخدمات‪ ،‬ﻗبل دﻓع مستحقاتﻬا من تقدﻴم هذه الكﻔالﺔ‪ ،‬بﻴنما تبقﻰ ﺼﻔقات اإلﺸراف ﻋﻠﻰ إنﺠاز األﺸغال ﻏﻴر‬
‫معنﻴﺔ بﻬذا اﻻﻋﻔاء‪.‬‬

‫الﺼﻔقﺔ التﻲ لم ﻴتعد أﺠل تنﻔﻴذها ثﻼثﺔ (‪ )0‬أﺸﻬر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الﺼﻔقات المبرمﺔ مع المتعامﻠﻴن بالتراضﻲ البسﻴط والﺼﻔقات المبرمﺔ مع المؤسسات العمومﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وﻗد أضاﻓت المادة ‪ 100‬من نﻔس المرسوم حالﺔ أخرى إلﻋﻔاء المتعامل المتعاﻗد من كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ‬
‫وذلك بالنسبﺔ لﻠحرﻓﻴﻴن الﻔنﻴﻴن والمؤسسات المﺼغرة الخاضعﺔ لﻠقانون الﺠزاﺌري ﻋندما ﻴتدخﻠون ﻓﻲ ﻋمﻠﻴات‬
‫ﻋمومﻴﺔ لترمﻴم ممتﻠكات ثقاﻓﻴﺔ‪.‬‬

‫لكن ﻴمكن تعوﻴض كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ بالنسبﺔ لﺼﻔقات الدراسات والخدمات المذكورة أﻋﻼه باﻗتطاﻋات حسن‬
‫التنﻔﻴذ ﻋندما ﻴنص دﻓتر الﺸروط ﻋﻠﻰ ذلك ‪.‬‬

‫وﻴحدد مبﻠغ كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ بنسبﺔ تتراوح ما بﻴن‪ % 1‬و‪ % 10‬من مبﻠغ الﺼﻔقﺔ بحسب أهمﻴﺔ الخدمات‬
‫الواﺠب تنﻔﻴذها‪ ،‬أما بالنسبﺔ لﻠﺼﻔقات التﻲ ﻻ تتﺠاوز مبالغﻬا الحدود المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ المطات ‪ 1‬إلﻰ‬
‫‪ 4‬من المادة ‪ 184‬من المرسوم أﻋﻼه ﻓﺈن مبﻠغ هذه الكﻔالﺔ ﻴحدد بنسبﺔ تتراوح ما بﻴن ‪ % 1‬و‪ % 1‬من‬
‫مبﻠغ الﺼﻔقﺔ‪.‬‬

‫وﻴتم استرﺠاع كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ ﻋند اﻻستﻼم المؤﻗت لﻠمﺸروع‪ ،‬وتتحول هذه الكﻔالﺔ إلﻰ كﻔالﺔ حسن تنﻔﻴذ‬
‫تﻠقاﺌﻴا إلﻰ كﻔالﺔ ضمان ﻋندما تنص الﺼﻔقﺔ ﻋﻠﻰ أﺠل ضمان وذلك من أﺠل تغطﻴﺔ هذه المدة ‪.‬‬

‫وﻴترتب ﻋﻠﻰ ﻋدم التزام المتعامل المتعاﻗد بدﻓع كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ ﻗﻴام المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة بمﺼادرة كﻔالﺔ‬
‫التعﻬد ‪.‬‬
‫ولم ﻴنص المﺸرع ﻋﻠﻰ امكانﻴﺔ مﺼادرة كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ ﻓﻲ المرسوم الرﺌاسﻲ ‪ 241-11‬وان كان ﻗد‬
‫نص ﻓﻲ المادة ‪ 141‬منﻪ ﻋﻠﻰ العقوبات المالﻴﺔ الناﺠمﺔ ﻋن اﻻخﻼل باﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ والتﻲ تقتطع من‬
‫الدﻓعات حسب الﺸروط والكﻔﻴات المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ‪ .‬وبذلك تكون مﺼادرة كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ‬
‫نوع من العقوبات المالﻴﺔ التﻲ ﻴمكن توﻗﻴعﻬا ﻓﻲ حالﺔ إخﻼل المتعاﻗد بالتزام تعاﻗدي الذي ﻴستوﺠب تأسﻴس‬
‫هذه الكﻔالﺔ ‪.‬‬

‫كﻔالﺔ الضمان‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن كانت كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ هﻲ بمثابﺔ ضمان لﻠعﻴوب الظاهرة‪ .‬ﻓﺈن كﻔالﺔ الضمان تعد بمثابﺔ ضمان‬
‫لﻠعﻴوب الخﻔﻴﺔ وهﻲ تغطﻲ ﻓﻲ العادة الﻔترة ما بﻴن اﻻستﻼم المؤﻗت و اﻻستﻼم النﻬاﺌﻲ لموضوع الﺼﻔقﺔ‪.‬‬
‫وتنﺸأ كﻔالﺔ الضمان ﻋندما تنص الﺼﻔقﺔ ﻋﻠﻰ أﺠل ضمان‪ ،‬ﻓتتحول من كﻔالﺔ لحسن التنﻔﻴذ إلﻰ كﻔالﺔ‬
‫ضمان ﻋند التسﻠﻴم المؤﻗت‪ ،‬وهذا ما نﺼت ﻋﻠﻴﻪ المادة ‪ 101‬من المرسوم الرﺌاسﻲ ‪.241-11‬‬

‫وﻴﻬدف المﺸرع من اﺸتراطﻪ لﻬذه الكﻔالﺔ زﻴادة ﻋن ضمان العﻴوب الخﻔﻴﺔ إلﻰ حماﻴﺔ الﺸخص العمومﻲ‬
‫المتعاﻗد (المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة) من استرﺠاع المبالغ المتحﺼل ﻋﻠﻴﻬا بدون وﺠﻪ حق‪ ،‬ومن المخاطر التﻲ‬
‫تكون ﻋند ﻋدم المبالغ المدﻴن بﻬا من طرف المقاول تﺠاه المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ﻓﻲ إطار تنﻔﻴذه لﻠﺼﻔقﺔ‪.‬‬
‫وﻴسترﺠع المتعامل المتعاﻗد كﻔالﺔ الضمان ﻓﻲ أﺠل ﺸﻬر (‪ )01‬واحد ﻴحسب من تارﻴخ التسﻠﻴم النﻬاﺌﻲ‬
‫لﻠﺼﻔقﺔ ‪.‬‬

‫وﻓﻲ األخﻴر ﻴمكن القول أن "التأمﻴن النﻬاﺌﻲ ﻴﺼبﺢ من حق اإلدارة توﻗعﻪ كﺠزاء ﻓﻲ ﺠمﻴع حاﻻت ﻓسخ‬
‫العقد‪ ،‬أو حالﺔ تنﻔﻴذ العقد ﻋﻠﻰ حساب المتعاﻗد‪ ،‬كما ﻴمكن لﻬا أن تخﺼم منﻪ ما تستحقﻪ من مبالغ تكون‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋاتق المتعاﻗد"‪ .‬ﻓﻬو بالتالﻲ ﻴﺸكل مع التأمﻴن اﻻبتداﺌﻲ إضاﻓﺔ إلﻰ كونﻪ التزام ﻴقع ﻋﻠﻰ ﻋاتق‬
‫المتعامل المتعاﻗد‪ ،‬ضمانﺔ لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة من أﺠل التنﻔﻴذ الحسن لﻠﺼﻔقﺔ بالنظر لألهمﻴﺔ البالغﺔ لﻬا‬
‫وكونﻬا (الﺼﻔقﺔ) تكﻠف الخزﻴنﺔ العمومﻴﺔ مبالغ ضخمﺔ‪.‬‬

‫ثانﻴا‪ :‬ﺍلتﺰﺍماﺕ ﻭحقﻮﻕ ﻏﻴر مألﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗات القانون الخاص‪:‬‬

‫هﻲ ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻭحقﻭﻕ ﻻ نﺠﺩ لﻬا مثﻴﻼﹰ ﻓﻲ مﺠـال ﻋﻼﻗـاﺕ ﺍلقـانﻭﻥ ﺍلخاﺹ‪ ،‬ﻭتتمﻴﺯ بأنﻬا ﻭﺍﺠبﺔ ﺍﻻحتﺭﺍﻡ‬
‫ﻭمﻔﺭﻭضﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍلعقـﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬سﻭﺍﺀ تضمﻥ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﺍلنﺹ ﻋﻠﻴﻬا‪ ،‬ﺃﻭ ﺠاﺀ خﻠﻭﺍﹰ مﻥ ﺫلﻙ‪ ،‬بل‬
‫ﺃﻥ ﺍلعمـل ﻴﺠﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃنﻪ ناﺩﺭﺍﹰ ما ﻴتضمﻥ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﺍلـنﺹ ﻋﻠـﻰ هـﺫه ﺍلحقـﻭﻕ ﻭﺍﻻلتﺯﺍماﺕ‪ ،‬ﺇﻴمانﹰا‬
‫بقﻴامﻬا ﺩﻭﻥ حاﺠﺔ ﺇلﻰ نﺹ ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ ﺍلعقﺩ‪.‬‬
‫ﻭﻴمﻜﻥ تﺼنﻴﻑ هﺫه ﺍلحقﻭﻕ ﻭﺍﻻلتﺯﺍماﺕ ﺇلﻰ ﻁاﺌﻔتﻴﻥ‪ ،‬ﺍألﻭلﻰ ‪ :‬حقﻭﻕ مقﺭﺭﺓ لإلﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ مﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍلمتعاﻗﺩ‬
‫معﻬا‪ ،‬ﻭهﺫه تمثل ﻓﻲ ﺍلﻭﻗﺕ نﻔسﻪ ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻋﻠﻰ ﻋاتﻕ ﺍلمتعاﻗﺩ مع ﺍإلﺩﺍﺭﺓ‪ .‬ﻭﺍلثانﻴﺔ ‪:‬حقﻭﻕ لﻠمتعاﻗﺩ مع‬
‫ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ مﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻭهﻲ تمثل ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻋﻠﻰ ﻋاتﻕ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ‪.‬‬

‫ﻭنﺭﻯ ﺃﻥ نتعﺭﺽ لﻬﺫه ﺍلﻁاﺌﻔﺔ مﻥ ﺍلحقﻭﻕ ﻭﺍﻻلتﺯﺍماﺕ بـﺸﻲﺀ مـﻥ ﺍلتﻔﺼﻴل‪ ،‬حتﻰ نتبﻴﻥ ﻁبﻴعﺔ هﺫه ﺍلحقﻭﻕ‬
‫ﻭﺍﻻلتﺯﺍماﺕ‪ ،‬ﻭنقـﻑ ﻋﻠـﻰ ﺃساسـﻬا ﺍلقانﻭنﻲ‪ ،‬ﻭﻜل ما ﻴتعﻠﻕ بﺫلﻙ‪ ،‬لنﺭﻯ ﺃنﻬا حقﻭﻕ ﻭﺍلتﺯﺍماﺕ تمثل خﺭﻭﺠﹰا‬
‫ﻋﻠـﻰ ﺍلمألﻭﻑ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍلعقﻭﺩ ﺍلخاﺼﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ لﻬا ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍلعﻼﻗاﺕ ﺍلخاﺼﺔ ﻭﻻ مثﻴل‪.‬‬

‫و تتمثل هذه اإلمتﻴازات ﻏﻴر المالوﻓﺔ الممنوحﺔ لإلدارة ﻓﻴما ﻴﻠﻲ‪:‬‬

‫امتيازات السلطة العامة الممنوحة لإلدارة كطرف ممتاز‬

‫تتمتع اإلدارة بﺠمﻠﺔ من اﻻمتﻴازات التﻲ تتﺠسد ﻓﻲ تﻠك السﻠطات التﻲ تضﻔﻲ ﻋﻠﻰ العقد اإلداري طبﻴعﺔ‬
‫خاﺼﺔ تﺠعﻠﻬا ﻓﻲ مركز ممتاز تسمو بﻪ ﻋﻠﻰ الطرف اآلخر‪ ،‬ومن هذه السﻠطات أو ما ﻴعرف بامتﻴازات‬
‫السﻠطﺔ العامﺔ ما ﻴﻬدف لضمان الوﻓاء باﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ ﻋﻠﻰ أكمل وﺠﻪ من طرف المتعاﻗد مع اإلدارة‬
‫أثناء ﻋمﻠﻴﺔ تنﻔﻴذ العقد من خﻼل سﻠطات اإلدارة ﻓﻲ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ والتعدﻴل ‪ ،‬ومنﻬا ما ﻴترتب ﻋﻠﻰ إخﻼل‬
‫المتعاﻗد بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ تﺼل إلﻰ الﻔسخ أو إنﻬاء العقد متﻰ دﻋت إلﻰ ذلك المﺼﻠحﺔ العامﺔ‪ ،‬وهذا من‬
‫خﻼل سﻠطات اإلدارة ﻓﻲ توﻗﻴع الﺠزاء وانﻬاء العقد ‪.‬‬

‫* سﻠطﺔ اإلدارة ﻓﻲ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ والتعدﻴل أثناء تنﻔﻴذ العقد‬

‫‪ -1‬سﻠطﺔ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ‬

‫تتمتع اإلدارة بحق الرﻗابﺔ واإلﺸراف ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ العقد‪ ،‬وﻗد تكون هذه الرﻗابﺔ "ﻋبارة ﻋن رﻗابﺔ ﻓنﻴﺔ بغرض‬
‫التﻴقن من ﻗﻴام المتعاﻗد بت نﻔﻴذ العقد وﻓقا لﻠﺸروط الﻔنﻴﺔ واإلدارﻴﺔ الواردة بﻪ‪ ،‬وﻗد تتخذ ﺼورة الرﻗابﺔ المالﻴﺔ‬
‫لﻠتحقق من أن المتعاﻗد ﻴقوم بالوﻓاء بالتزاماتﻪ المالﻴﺔ ﻗبل اإلدارة‪ ،‬ولضبط ما ﻴقوم بﻴنﻪ وبﻴنﻬا من روابط‬
‫كما تمﻠك سﻠطﺔ توﺠﻴﻪ المتعاﻗد واﺼدار األوامر والتعﻠﻴمات الﻼزمﺔ لﻬذا التنﻔﻴذ‪ ،‬ولﻬذه السﻠطﺔ‬ ‫مالﻴﺔ"‬
‫نظﻴرها ﻓﻲ ﻋقود القانون الخاص أما ﻓﻲ العقود اإلدارﻴﺔ ﻓأن اإلدارة تمﻠك سﻠطات أوسع تتعدى الرﻗابﺔ إلﻰ‬
‫توﺠﻴﻪ المتعاﻗد إلﻰ كﻴﻔﻴﺔ التنﻔﻴذ والتدخل باختﻴار الطرﻴقﺔ المناسبﺔ لﻠتنﻔﻴذ‪.‬‬

‫وﻴعد حق الرﻗابﺔ بمعناه الضﻴق هو ممارسﺔ اإلدارة "ألﻋمال مادﻴﺔ‪ ،‬كدخول أماكن استغﻼل المرﻓق والمخازن‬
‫والورﺸات أو تﻠقﻲ الﺸكاوى من المنتﻔعﻴن والبث ﻓﻴﻬا"‪ .‬حﻴث ﻴنحﺼر هذا المﻔﻬوم ﻓﻲ ﻓكرة اﻻﺸراف من‬
‫خﻼل التحقق من أن المتعامل المتعاﻗد ﻴباﺸر تنﻔﻴذ العقد وﻓقا لما هو متﻔق ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫أما المعنﻰ الواسع لسﻠطﺔ الرﻗابﺔ هو أن تﺸمل هذه األخﻴرة سﻠطﺔ التوﺠﻴﻪ التﻲ تعنﻲ حق اإلدارة ﻓﻲ توﺠﻴﻪ‬
‫ومراﻗبﺔ تنﻔﻴذ العقد‪ ،‬كالتدخل ﻓﻲ اختﻴار طرق تنﻔﻴد العقد‪ ،‬واﻋطاء أوامر مﻠزمﺔ لتنﻔﻴذ العقد ‪.‬‬

‫وأساس سﻠطﺔ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ مستمد من ﻓكرة المرﻓق العام وبالتالﻲ ﻓﺈنﻪ حتﻰ ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم النص ﻋﻠﻴﻬا‬
‫ﻓﻲ العقد ﻓﻬﻲ تبقﻰ ثابتﺔ لإلدارة ما ﻴﺠعل العقد اإلداري ﻴختﻠف ﻋن ﻏﻴره من العقود‪ ،‬وذلك بﻬدف ضمان‬
‫تﻠبﻴﺔ الحاﺠات العامﺔ وحسن أداء الخدمﺔ العامﺔ واستم اررﻴتﻬا وسﻴر المرﻓق العام‪ ،‬وبالتالﻲ تعتبر هذه السﻠطﺔ‬
‫من النظام العام وﻻ ﻴمكن لألطراف اﻻتﻔاق ﻋﻠﻰ مخالﻔتﻬا‪ ،‬وﻻ ﻴﺠوز لإلدارة التنازل ﻋنﻬا‪ .‬وﻏالبا ما تﺸترط‬
‫اإلدارة ضمن نﺼوص ﻋقودها اإلدارﻴﺔ أو ﻓﻲ دﻓاتر الﺸروط العامﺔ والخاﺼﺔ التﻲ تحﻴل ﻋﻠﻴﻬا‪ ،‬حقﻬا ﻓﻲ‬
‫إﺼدار الق اررات التنﻔﻴذﻴﺔ التﻲ تخضع التنﻔﻴذ لتوﺠﻴﻬﻬا وتراﻗب المتعاﻗد ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻪ‪ ،‬ﻓاإلدارة ﻋندما‬
‫تتعاﻗد مع األﺸخاص ﻻ تتخﻠﻰ ﻋن مسﺌولﻴتﻬا لﻠمتعاﻗد معﻬا‪ ،‬إنما تعاون المتعاﻗد ﻓﻲ تسﻴﻴر المرﻓق تحت‬
‫إﺸراﻓﻬا ورﻗابتﻬا‪ ،‬وﻴكون لزاما ﻋﻠﻴﻬا الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ أثناء ﻋمل المتعاﻗد ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ العقد ‪.‬‬

‫و ﻴختﻠف حق اإلدارة ﻓﻲ ممارسﺔ سﻠطﺔ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ من ﻋقد إداري إلﻰ آخر‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻋقود األﺸغال العامﺔ‬
‫التﻲ ﻴستغرق تنﻔﻴذها مدة طوﻴﻠﺔ‪ ،‬نﺠده أكثر اتساﻋا وهذا من خﻼل ما تتمتع بﻪ اإلدارة اتﺠاه المتعاﻗد من‬
‫إﺼدار أوامر مﺼﻠحﻴﺔ واﺠبﺔ التنﻔﻴذ مباﺸرة‪ ،‬كون هذه العقود تكﻠف الخزﻴنﺔ مبالغ ضخمﺔ‪ ،‬ما ﻴﺠعﻠﻬا تحتاج‬
‫لمتابعﺔ مستمرة وﺼارمﺔ تﻔادﻴا ألي انحراف ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد من طرف المقاول‪.‬‬

‫وطبﻴعﺔ ﻋقد األﺸغال تﻔرض تدخل مندوب اإلدارة لإلﺸراف ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ العقد‪ ،‬وﻴكون هذا األخﻴر بمثابﺔ‬
‫المدﻴر الحقﻴقﻲ لﻠعمل والمﺸرف العام ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬وﻴنقﻠب المقاول إلﻰ ﺠﻬﺔ تنﻔﻴذ التعﻠﻴمات الﺼادرة ﻋن مندوب‬
‫اإلدارة ‪.‬‬

‫وﻴﺠوز لﻠمقاول المعنﻲ الﻠﺠوء إلﻰ القضاء اإلداري من أﺠل إلغاء ﻗرار ﻴتضمن تعﻠﻴمﺔ تخص تنﻔﻴذ ﻋقد‬
‫األﺸغال‪ ،‬وذلك من أﺠل إحداث توازن بﻴن منﺢ اإلدارة لسﻠطﺔ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ وضمان حقوق المتعاﻗد‬
‫معﻬا ‪.‬‬

‫أما ﻓﻲ ﻋقود التورﻴد ﻓنﺠد أن سﻠطﺔ اﻻﺸراف تتخذ مظﻬ ار أﻗل اتساﻋا أو أﻗل ﺸدة بالنظر لطبﻴعﺔ اﻻلتزام‬
‫الذي ﻴتعﻠق بمواد أو منقوﻻت ﻴضعﻬا المتعاﻗد تحت تﺼرف اإلدارة‪ ،‬ومن حق مندوب اإلدارة ﻓﻲ هذا النوع‬
‫من العقود رﻓض استﻼم المواد أو المعدات التﻲ ﻻ تنطبق ﻋﻠﻴﻬا المواﺼﻔات المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا ‪.‬‬
‫وكذلك نﺠد حق اﻻمتﻴاز الذي ﻴتخذ اﻻﺸراف ﻓﻴﻪ طابعا خاﺼا وممﻴزا‪ ،‬حﻴث تراﻗب اﻻدارة نﺸاط المرﻓق‬
‫المسﻴر ﻓﻲ إطار ﻋقد اﻻمتﻴاز لﻠتأكد من مدى احترام المتعاﻗد لﻠﺸروط المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا أو وﺠود أﻴﺔ خروﻗات‬
‫أو إخﻼل من طرﻓﻪ لبنود العقد‪ ،‬كتﺠاوز هذا األخﻴر لﻠحد المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ إذا تعﻠق األمر مثﻼ بالرسوم الواﺠب‬
‫تحﺼﻴﻠﻬا من المنتﻔعﻴن من المرﻓق‪.‬‬

‫وبالتالﻲ تعد سﻠطﺔ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ أداة ﻓﻲ ﻴد اإلدارة من أﺠل الحرص ﻋﻠﻰ ﻗﻴام المتعاﻗد بتنﻔﻴذ العقد ﻋﻠﻰ‬
‫أكمل وﺠﻪ‪ ،‬والذي ﻴعد من بﻴن اﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ التﻲ تقع ﻋﻠﻰ ﻋاتقﻪ وذلك من خﻼل التزامﻪ مثﻼ بمواﻋﻴد‬
‫إنﻬاء األﻋمال وتسﻠﻴمﻬا ابتداﺌﻴا ونﻬاﺌﻴا وﻓقا لألﺼول الﻔنﻴﺔ وبالمطابقﺔ لﻠمواﺼﻔات المقررة‪ ،‬ﺸرﻴطﺔ أن تكون‬
‫هذه التعﻠﻴمات ﻻزمﺔ لتنﻔﻴذ العمل‪ ،‬أي أن تنﺼب ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ اﻻلتزام التعاﻗدي وأن ترتبط ارتباطا وثﻴقا بتحقﻴق‬
‫الﺼالﺢ العام‪.‬‬

‫‪ -2‬سﻠطﺔ تعدﻴل العقد‬

‫تعتبر سﻠطﺔ تعدﻴل العقد بمثابﺔ امتﻴاز من امتﻴازات السﻠطﺔ العامﺔ التﻲ تﺠعل من اإلدارة طرﻓا ممتاز ﻓﻲ‬
‫العقد اإلداري ﻓﻬﻲ تعد خروﺠا ﻋن المبدأ األساسﻲ الذي تخضع لﻪ العقود ﻓﻲ القانون الخاص والذي ﻴتمثل‬
‫ﻓﻲ ﻋدم المساس بالقوة المﻠزمﺔ لﻠعقد‪ ،‬وﻋدم ﺠواز تعدﻴل العقد إﻻ بناء ﻋﻠﻰ اتﻔاق إرادتﻲ طرﻓﻲ العقد‪،‬‬
‫تطبﻴقا لقاﻋدة العقد ﺸرﻴعﺔ المتعاﻗدﻴن ‪.‬‬

‫حﻴث أنﻪ خﻼﻓا لﻠعقد المدنﻲ الذي ﻻ مﺠال ﻓﻴﻪ إلمكانﻴﺔ تعدﻴل أحكام العقد بالسﻠطﺔ انﻔرادﻴﺔ ألحد الطرﻓﻴن‬
‫دون مواﻓقﺔ الطرف اآلخر‪ ،‬نﺠد أنﻪ من حق اإلدارة ﻓﻲ العقود اإلدارﻴﺔ القﻴام بأي تعدﻴل تراه مناسبا ﻓﻲ‬
‫العقد دون الحاﺠﺔ إلﻰ مواﻓقﺔ الطرف المتعاﻗد‪ ،‬ودون أن ﻴكون لﻪ الحق ﻓﻲ اﻻحتﺠاج أو اﻻﻋتراض متﻰ‬
‫كان هذا التعدﻴل ﻴﺼب ﻓﻲ إطار تحقﻴق المﺼﻠحﺔ العامﺔ‪ ،‬ﻓﻬذا الحق ﻴﺠد أساسﻪ ﻓﻲ القواﻋد المنظمﺔ لسﻴر‬
‫المرﻓق العام بانتظام واطراد‪ ،‬وﻗابﻠﻴتﻪ لﻠتعدﻴل والتغﻴﻴر كﻠما دﻋت الضرورة إلﻰ ذلك ونتﻴﺠﺔ لﻠظروف‬
‫المستﺠدة ‪.‬‬

‫وﻗد كان ﺠانب من الﻔقﻪ الﻔرنسﻲ إلﻰ ﻏاﻴﺔ منتﺼف القرن الماضﻲ ﻴعارض ﻓكرة تمتع اإلدارة بسﻠطﺔ التعدﻴل‬
‫ﻓﻲ العقد اإلداري بﺈرادتﻬا المنﻔردة مستندا ﻓﻲ ذلك ﻋﻠﻰ بعض أحكام مﺠﻠس الدولﺔ الﻔرنسﻲ الذي رأى ﻓﻴﻬا‬
‫انكار لسﻠطﺔ التعدﻴل‪ ،‬أما األحكام األخرى التﻲ اﻋترف ﻓﻴﻬا بسﻠطﺔ التعدﻴل اﻻنﻔرادي ﻓرأى أن ذلك كان‬
‫ومع تضارب اآلراء المؤﻴدة والمنكرة لسﻠطﺔ‬ ‫استنادا إلﻰ نص ﺼرﻴﺢ أو ضمنﻲ من نﺼوص العقد ذاتﻪ‪.‬‬
‫التعدﻴل واستقر الﻔقﻪ ﻋﻠﻰ أن األرﺠﺢ هو المزج بﻴن ﻓكرة احتﻴاﺠات المراﻓق العامﺔ وﻓكرة سﻠطﺔ اإلدارة من‬
‫أﺠل تحقﻴق هذه اﻻحتﻴاﺠات ‪.‬‬
‫وتعنﻲ سﻠطﺔ التعدﻴل إمكانﻴﺔ ﻓرض واﺠبات أو التزامات ﺠدﻴدة لم تكن مﻠحوظﺔ ﻋند إبرام العقد‪ ،‬وﻴثبت حق‬
‫التعدﻴل لإلدارة دون الحاﺠﺔ إلﻰ النص ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ العقد‪ ،‬وتضمﻴن العقد لﻬذا الحق ﻴكون لمﺠرد تنظﻴم سﻠطﺔ‬
‫التعدﻴل وكﻴﻔﻴﺔ ممارستﻬا وما ﻴنﺠم ﻋن ذلك من آثار دون أن ﻴكون ﻓﻲ ذلك مساس بالحق المقرر لإلدارة‬
‫ﻓﻲ التعدﻴل دون ﻏﻴرها‪ ،‬وﻻ ﻴمكن لﻬذه األخﻴرة التنازل ﻋنﻪ باﻋتباره من النظام العام ‪.‬‬

‫ولسﻠطﺔ التعدﻴل ﻋدة أوﺠﻪ منﻬا‪:‬‬

‫التعدﻴل ﻓﻲ مقدار التزامات المتعاﻗد‪ :‬تعدﻴﻼ كمﻴا بالزﻴادة أو النقﺼان‪ ،‬أو نوﻋﻴا بدون زﻴادة‬ ‫‪-‬‬
‫أو نقﺼان ﻓﻲ الكمﻴات كﻠما اﻗتضت ذلك ظروف المﺸروع أو تنﻔﻴذه ‪.‬‬

‫التعدﻴل ﻓﻲ طرق و وساﺌل التنﻔﻴذ‪ :‬مواﺠﻬﺔ لﻠظروف المستﺠدة‪ ،‬كظﻬور مادة ﺠدﻴدة مثﻼ تستعمل‬ ‫‪-‬‬
‫ﻓﻲ األﺸغال موضوع العقد‪ ،‬أو اكتﺸاف طرﻴقﺔ ﻋﻠمﻴﺔ ﺠدﻴدة‪ ،‬ووساﺌل حدﻴثﺔ أكثر تطو ار أو أﻗل ضر ار من‬
‫تﻠك التﻲ كانت مستعمﻠﺔ‪...‬إلﻰ ﻏﻴر ذلك‬

‫التعدﻴل ﻓﻲ مدة التنﻔﻴذ ‪ :‬وهﻲ أكثر ﺼور التعدﻴل ممارسﺔ من ﻗبل اإلدارة‪ ،‬كتقﺼﻴر أو تمدﻴد مدة‬ ‫‪-‬‬
‫التنﻔﻴذ أو وﻗف التنﻔﻴذ بسبب الظروف المالﻴﺔ أو ﻋدم كﻔاﻴﺔ المﻴزانﻴﺔ‬

‫وﻗد اﻋترف المﺸرع الﺠزاﺌري لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة بممارسﺔ سﻠطﺔ التعدﻴل من خﻼل آلﻴﺔ إبرام مﻼحق‪،‬‬
‫بمقتضﻰ المادة ‪ 101‬من المرسوم الرﺌاسﻲ رﻗم ‪ ،241-11‬المؤرخ ﻓﻲ ‪ 19‬سبتمبر ‪ ،2011‬المتضمن‬
‫ﻗانون الﺼﻔقات العمومﻴﺔ ومقتضﻴات المرﻓق العام‪ .‬حﻴث نﺼت ﻋﻠﻰ أنﻪ‪" :‬ﻴمكن لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة أن‬
‫تﻠﺠأ إلﻰ إبرام مﻼحق لﻠﺼﻔقﺔ ﻓﻲ إطار أحكام هذا المرسوم‪".‬‬

‫وﻴكون المﻠحق ﺠزء تابع لﻠﺼﻔقﺔ األﺼﻠﻴﺔ أو العقد األﺼﻠﻲ‪ ،‬وهذا ما نص ﻋﻠﻴﻪ المادة ‪ 109‬من نﻔس‬
‫المرسوم بقولﻬا‪" :‬ﻴﺸكل المﻠحق وثﻴقﺔ تعاﻗدﻴﺔ تابعﺔ لﻠﺼﻔقﺔ‪ ،‬وﻴبرم ﻓﻲ ﺠمﻴع الحاﻻت إذا كان هدﻓﻪ زﻴادة‬
‫الخدمات أو تقﻠﻴﻠﻬا و‪/‬أو تعدﻴل بند أو ﻋدة بنود تعاﻗدﻴﺔ ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ‪ ."...‬وسﻠطﺔ التعدﻴل الممنوحﺔ لإلدارة‬
‫تختﻠف من حﻴث تطبﻴقاتﻬا حسب طبﻴعﺔ العقد‪ ،‬ﻓنﺠدها ﻓﻲ ﻋقد األﺸغال العامﺔ أوسع منﻬا ﻋن بقﻴﺔ العقود‪،‬‬
‫ﻓبالرﺠوع لنص المادتﻴن ‪ 00‬و‪ 01‬من دﻓتر الﺸروط اإلدارﻴﺔ العامﺔ نﺠد أن نسبﺔ التعدﻴل حددت بـ ‪% 20‬‬
‫من ﻗﻴمﺔ الﺼﻔقﺔ‪ ،‬وﻴﺸترط أن ﻴقتﺼر التعدﻴل ﻋﻠﻰ ﺸروط تنﻔﻴذ العمل‪ ،‬دون المساس بﺠوهر العقد الذي‬
‫ﻴتمثل ﻓﻲ المزاﻴا المالﻴﺔ التﻲ تم اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻬا‪ ،‬وأن ﻻ ﻴتضمن التعدﻴل تكﻠﻴف المقاول بأﻋمال ﺠدﻴدة منﻔﺼﻠﺔ‬
‫ﻋن العقد األﺼﻠﻲ ‪.‬‬

‫أما ﻓﻲ ﻋقد التورﻴد‪ ،‬ﻗد تﺸمل إما سﻠطﺔ التعدﻴل واما مقدار وكمﻴﺔ التورﻴدات أو المواﺼﻔات أو مدد التورﻴد‪.‬‬
‫وتﺠدر اﻻﺸارة إلﻰ أن لﻠمتعامل المتعاﻗد الحق ﻓﻲ تعدﻴل مضمون العقد ﻓﻲ بعض األحﻴان‪ ،‬ﻓﻠﻪ أن ﻴطﻠب‬
‫مثﻼ تمدﻴد مدة العقد إذا طرأت ظروف من ﺸأنﻬا أن تزﻴد أو تغﻴر ﻓﻲ األﻋمال المتعاﻗد ﻋﻠﻴﻬا‪ ،‬ﻏﻴر أن هذا‬
‫الحق مرهون بمواﻓقﺔ اإلدارة‪ ،‬إذ ﻻ ﻴمكن لﻠمتعاﻗد أن ﻴﻠزم بﻪ اإلدارة أو ﻴﻔرض ﻋﻠﻴﻬا‪.‬‬

‫* سﻠطات اإلدارة ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ إخﻼل المتعاﻗد ﻻلتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ‬

‫تمﻠك اإلدارة ﻓﻲ إطار ما تتمتع من امتﻴازات السﻠطﺔ العامﺔ سﻠطﺔ استثناﺌﻴﺔ ﻻ نظﻴر لﻬا ﻓﻲ العقود التﻲ‬
‫ﻴبرمﻬا أﺸخاص القانون الخاص‪ ،‬وهﻲ سﻠطﺔ توﻗﻴع الﺠزاءات ﻋﻠﻰ المتعاﻗد الذي أخل بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ‪،‬‬
‫سواء ﻻمتناﻋﻪ ﻋن التنﻔﻴذ أو التأخر ﻓﻴﻪ أو تنﻔﻴذ اﻻلتزام ﻋﻠﻰ ﻏﻴر الوﺠﻪ المطﻠوب أو أنﻪ أوكل لﺸخص‬
‫ﻏﻴره تنﻔﻴذ العقد دون الحﺼول ﻋﻠﻰ مواﻓقﺔ من اإلدارة ‪.‬‬

‫كما تمﻠك اإلدارة إلﻰ ﺠانب سﻠطﺔ توﻗﻴع الﺠزاء سﻠطﺔ أخرى ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ المتعاﻗد وهﻲ أن تﻠﺠأ إلنﻬاء العقد‬
‫اإلداري حتﻰ ﻋند ﻋدم وﻗوع أي خطأ أو وﺠود إخﻼل من ﺠانب المتعاﻗد وهو األمر الذي ﻴختﻠف ﻋن إنﻬاء‬
‫العقد ﻓﻲ حالﺔ الﻔسخ ﺠزاﺌﻲ الذي ﻴكون نتﻴﺠﺔ وﺠود اخﻼل بالتزام تعاﻗدي‪ ،‬وﻋﻠﻴﻪ ستنطرق لكل من هاتﻴن‬
‫السﻠطتﻴن ﻋﻠﻰ حدى‪ ،‬سﻠطﺔ توﻗﻴع الﺠزاءات وسﻠطﺔ إنﻬاء العقد‬

‫‪ -1‬سﻠطﺔ توﻗﻴع الﺠزاءات‬

‫تعد سﻠطﺔ ﻓرض الﺠزاءات من أخطر السﻠطات التﻲ تتمتع بﻬا اإلدارة ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ المتعاﻗد معﻬا‪ ،‬كون‬
‫اإلدارة ﻻ تﻠﺠأ لﻠقضاء ﻋند توﻗﻴعﻬا لمثل هذه الﺠزاءات‪ ،‬ﻓﻬذه السﻠطﺔ ﻻ تستمد من العقد ﻓﻲ حد ذاتﻪ وانما‬
‫تستمد من امتﻴازات السﻠطﺔ العامﺔ التﻲ تمﻠكﻬا اإلدارة والتﻲ تﻬدف من خﻼلﻬا لتحقﻴق المﺼﻠحﺔ العامﺔ‪،‬‬
‫ﻓحتﻰ ولو لم ﻴتم النص ﻋﻠﻰ هذه الﺠزاءات ﻓﻲ العقد أو ﺠاء النص ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ بعضﻬا دون اآلخر‪ ،‬ﻴبقﻰ‬
‫لإلدارة الحق ﻓﻲ ممارسﺔ سﻠطتﻬا ﻓﻲ توﻗﻴعﻬا‪.‬‬

‫وتخضع سﻠطﺔ اإلدارة ﻓﻲ ﻓرض الﺠزاءات ﻋﻠﻰ المتعاﻗد معﻬا لنظام ﻗانونﻲ خاص هو نظام القانون العام‬
‫ﻓﻲ العقود اإلدارﻴﺔ إذ أن ضرورة الحرص ﻋﻠﻰ سﻴر المراﻓق العامﺔ بانتظام واطراد تستﻠزم التﺸدد ﻓﻲ التعامل‬
‫مع المتعاﻗد إلﺠباره ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ العقد بدﻗﺔ‪.‬‬

‫وتمﻠك اإلدارة حق توﻗﻴع الﺠزاءات التعاﻗدﻴﺔ من أﺠل ضمان تنﻔﻴذ العقد ولﻴس إلنﻬاﺌﻪ‪ ،‬وتكون هذه الﺠزاءات‬
‫إما مؤﻗتﺔ لﻬا طبﻴعﺔ مالﻴﺔ أو ﺠزاءات ضاﻏطﺔ ذات طابع اكراهﻲ وﻗد تﺼل ﻓﻲ بعض األحﻴان إلﻰ إنﻬاء‬
‫العقد ﻋن طرﻴق الﻔسخ‬

‫أوﻻ‪ :‬الﺠزاءات المالﻴﺔ ‪:‬‬


‫ﻴمكن لإلدارة من أﺠل حمل المتعاﻗد معﻬا ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ العقد‪ ،‬ولﻬا ﻓﻲ حالﺔ امتناﻋﻪ أو تقاﻋسﻪ ﻋن تنﻔﻴذ‬
‫العقد ان توﻗع ﻋﻠﻴﻪ ﺠزاءات مالﻴﺔ‪ ،‬حﻴث نﺼت المادة ‪ 141‬من المرسوم الرﺌاسﻲ رﻗم ‪ 241-11‬ﻋﻠﻰ ‪:‬‬

‫"ﻴمكن أن ﻴنﺠر ﻋن ﻋدم تنﻔﻴذ اﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ من ﻗبل المتعاﻗد ﻓﻲ اآلﺠال المقررة أو تنﻔﻴذها ﻏﻴر‬
‫المطابق ﻓرض ﻋقوبات مالﻴﺔ دون اإلخﻼل بتطبﻴق العقوبات المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ التﺸرﻴع المعمول بﻪ "‪...‬‬

‫وباستقراء نص المادة أﻋﻼه نﺠد أن المﺸرع ﻗد منﺢ لإلدارة المتعاﻗدة حق توﻗﻴع الﺠزاءات المالﻴﺔ ﻓﻲ حالتﻴن‪،‬‬
‫األولﻰ ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم تنﻔﻴذ اﻻلتزام محل التعاﻗد ﻓﻲ األﺠل المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬والثانﻴﺔ ﻓﻲ حالﺔ التنﻔﻴذ المطابق‬
‫لﻬذا اﻻلتزام ‪.‬‬

‫وتختﻠف الﺠزاءات المالﻴﺔ ﻋن تﻠك الﺠزاءات التﻲ نﺠدها ﻓﻲ ﻗواﻋد القانون الخاص والمطبقﺔ ﻋﻠﻰ العقود‬
‫المدنﻴﺔ‪ ،‬وذلك من حﻴث األحكام المطبقﺔ ﻋﻠﻰ كل منﻬا‪ ،‬باإلضاﻓﺔ إلﻰ كون ﺠﻬﺔ اإلدارة ﻓﻲ مثل هذه‬
‫العقود تمتﻠك توﻗﻴعﻬا مباﺸرة من دون اﻻلتﺠاء إلﻰ القضاء‪ ،‬وتكون هذه الﺠزاءات ﻓﻲ ﺼورة ﻏرامﺔ التأخﻴر‬
‫أو ﺼورة مﺼادرة مبالغ الضمان‬

‫ﻏرامات التأخﻴر ‪:‬‬ ‫‪1-‬‬

‫ﻴمكن لإلدارة أو المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة أن تﻠﺠأ إلﻰ توﻗﻴع ﻏرامات تأخﻴرﻴﺔ ﻋﻠﻰ المتعاﻗد معﻬا الذي تأخر ﻋن‬
‫إنﺠاز وتنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ ﻓﻲ اآلﺠال المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا‪ ،‬وﻓﻲ ذلك ضمانا لحسن إدارة المراﻓق العامﺔ واستم اررﻴتﻬا ﻓﻲ‬
‫تﻠبﻴﺔ اﻻحتﻴاﺠات العامﺔ لﻠﺠمﻬور‪ ،‬ﻓاإلدارة تأخذ بعﻴن اﻻﻋتبار ﻋنﺼر الزمن حتﻰ تتمكن من اﻻنتﻬاء من‬
‫العمﻠﻴﺔ التعاﻗدﻴﺔ أو ﺠزء منﻬا واﻻنتقال إلﻰ الﺠزء المتبقﻲ‪ ،‬وهو ما ﻴﺠعل من ﻋنﺼر الزمن ذو أهمﻴﺔ بالغﺔ‬
‫وﻋﻠﻴﻪ وﺠب تسﻠﻴط ﺠزاء ﻋن ﻋدم احترامﻪ‪.‬‬

‫وتعتبر ﻏرامﺔ التأخﻴر مبﻠغ نقدي ﻴحدد ﻋادة ﻓﻲ العقد اإلداري بنسبﺔ معﻴنﺔ من ﻗﻴمﺔ األﻋمال‪ ،‬تﻔرض من‬
‫اإلدارة ﻓﻲ حالﺔ إخﻼل المتعاﻗد معﻬا بالمواﻋﻴد المقررة لتنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ‬

‫ومن خﻼل هذا التعرﻴف ﻴمكن القول أن ﻏرامات التأخﻴر هﻲ ﻋبارة ﻋن تعوﻴضات ﺠزاﻓﻴﺔ ﻴتم النص ﻋﻠﻴﻬا‬
‫مسبقا ﻓﻲ العقد اإلداري‪ ،‬وتكون من حق اإلدارة تﻠقاﺌﻴا ﻋند وﻗوع إخﻼل من طرف المتعاﻗد بغض النظر‬
‫ﻋما إذا كان ﻗد لحقﻬا ضرر أم ﻻ‪ ،‬ولﻴس لإلدارة أن تطالب بتعوﻴض ﻴزﻴد ﻋن ﻴﻔوق المقدار المحدد‪ ،‬حتﻰ‬
‫إذا تﺠاوز ما لحقﻬا من ضرر التعوﻴض الﺠزاﻓﻲ المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ولإلدارة أن تﻠﺠأ لﻠقضاء من أﺠل طﻠب‬
‫التعوﻴض ﻻسﻴما إذا لم ﻴتضمن العقد ﻓرض ﻏرامات التأخﻴر ‪.‬‬
‫وتعتبر ﻏرامﺔ التأخﻴر تﻠقاﺌﻴﺔ‪ ،‬أي أنﻬا "تطبق ]بمﺠرد حﺼول التأخﻴر[ بمقتضﻰ ﻗرار إداري من دون حاﺠﺔ‬
‫إلﻰ اﻻلتﺠاء إلﻰ القضاء لﻠحكم بتوﻗﻴعﻬا" ‪ ،.‬كما أن اإلدارة تستحقﻬا دون الحاﺠﺔ إلﻰ إثبات أن ضر ار ﻗد‬
‫لحقﻬا‪ ،‬وهﻲ توﻗع ﻋند حدوث التأخﻴر دون الحاﺠﺔ توﺠﻴﻪ تنبﻴﻪ أو انذار أو اتخاذ أي إﺠراء آخر ‪.‬‬

‫وﻗد اختﻠف الﻔقﻪ حول امكانﻴﺔ توﻗﻴع ﻏرامات تأخﻴر من طرف اإلدارة ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم النص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد‬
‫مع توﻓر النص التﺸرﻴعﻲ المنظم لﻬا‪ ،‬حﻴث رأى ﺠانب من الﻔقﻪ أن اإلدارة بﺈمكانﻬا ﻓرضﻬا حتﻰ ولم ﻴنص‬
‫العقد ﻋﻠﻰ ذلك‪ ،‬كون المﺸرع ﻗد حدد مقدار هذه الغرامﺔ ﻓﻲ التﺸرﻴعات الﺠاري العمل بﻬا‪ ،‬ما ﻴﺠعﻠﻬا من‬
‫النظام العام‪ ،‬كما أنﻪ ضمنﻬا نﺼوص تﺸﻴر إلﻰ أن أطراف العقد مﻠزمون بﻬذه النﺼوص والتﺸرﻴعات وأنﻪ‬
‫ﻴﻔترض ﻋﻠمﻬم بﻬا ﻗبل الدخول ﻓﻲ العﻼﻗﺔ التعاﻗدﻴﺔ‪ ،‬لكن الرأي الغالب ﻓقﻬا وﻗضاء هو الداﻋﻲ إلﻰ التأكﻴد‬
‫ﻋﻠﺔ الطبﻴعﺔ اﻻتﻔاﻗﻴﺔ لغرامﺔ التأخﻴر‪ ،‬وﻋدم تضمﻴنﻬا ﻓﻲ العقد ﻋدم امكانﻴﺔ تسﻠﻴطﻬا ﻋﻠﻰ المتعاﻗد من طرف‬
‫اإلدارة‪ ،‬وﻗد نﺼت المادة ‪ 2/141‬من المرسوم رﻗم ‪ 241-11‬ﻋﻠﻰ أنﻪ‪" :‬تحدد األحكام التعاﻗدﻴﺔ لﻠﺼﻔقﺔ‬
‫نسبﺔ العقوبات المالﻴﺔ وكﻴﻔﻴات ﻓرضﻬا أو اإلﻋﻔاء منﻬا طبقا لدﻓاتر الﺸروط"‪ ،‬و لقد نﺼت المادة ‪ 92‬من‬
‫المرسوم التنﻔﻴذي ‪ 166-18‬ﻋﻠﻰ ﻏرامات تﻔرضﻬا السﻠطﺔ المﻔوضﺔ ﻋﻠﻰ المﻔوض لﻪ‪.‬‬

‫مﺼادرة مبﻠغ الضمان ‪:‬‬ ‫‪2-‬‬

‫التأمﻴنات هﻲ مبالغ مالﻴﺔ ﻴودﻋﻬا المتعاﻗد لدى ﺠﻬﺔ اإلدارة‪ ،‬حﻴث تتوﻗﻰ بﻬا هذه األخﻴرة ما ﻗد ﻴنﺠر ﻋن‬
‫األخطاء التﻲ ﻴرتكبﻬا المتعاﻗد أثناء تنﻔﻴذ العقد اإلداري وهﻲ بمثابﺔ ضمان لمﻼﺌتﻪ ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ المسؤولﻴات‬
‫الناتﺠﺔ ﻋن هذا اﻻخﻼل أو التقﺼﻴر‪ ،‬ﻓتستحوذ اإلدارة ﻋﻠﻰ هذه المبالغ بما لﻬا من سﻠطﺔ ﻓﻲ التنﻔﻴذ المباﺸر‬
‫دون الﻠﺠوء إلﻰ القضاء ودون الحاﺠﺔ إلﻰ إثبات ما لحقﻬا من ضرر‬

‫وﻋﻠﻰ سبﻴل المثال‪ ،‬ﻓقد ألزم المﺸرع الﺠزاﺌري ﻓﻲ المادة ‪ 121‬من المرسوم الرﺌاسﻲ رﻗم ‪ 241-11‬المتعامﻠﻴن‬
‫المتعاﻗدﻴن الذي ﻴﺸاركون ﻓﻲ الﺼﻔقات العمومﻴﺔ لألﺸغال والﻠوازم تقدﻴم كﻔالﺔ تعﻬد تﻔوق ‪ %1‬من مبﻠغ‬
‫العرض ‪.‬‬

‫كما تناولت المادة ‪ 110‬من نﻔس المرسوم كﻔالﺔ رد التسبﻴقات التﻲ ﻴﻠتزم المتعاﻗد بدﻓعﻬا ﻓﻲ حالﺔ الﺼﻔقات‬
‫العمومﻴﺔ التﻲ ﻴﻔوق مبﻠغﻬا ‪ 12.000.000‬دج بالنسبﺔ لﺼﻔقات األﺸغال والﻠوازم‪ ،‬أو ‪ 9.000.000‬دج‬
‫بالنسبﺔ لﺼﻔقات الدراسات والخدمات‪.‬‬

‫وزﻴادة ﻋﻠﻰ كﻔالﺔ رد التسبﻴقات ألزمت المادة ‪ 100‬من المرسوم المتعاﻗد أن ﻴقدم كﻔالﺔ حسن تنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ‬
‫ﻴعﻔﻰ هذا األخﻴر من دﻓعﻬا بالنسبﺔ لبعض ﺼﻔقات الدراسات والخدمات التﻲ بﺈمكان المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة‬
‫ﻓﻴﻬا التأكد من حسن التنﻔﻴذ ﻗبل دﻓع المستحقات‪ ،‬دون أن ﻴﺸمل هذا اﻻﻋﻔاء ﺼﻔقات اإلﺸراف ﻋﻠﻰ إنﺠاز‬
‫األﺸغال‪ ،‬وﻗد أﺸارت نﻔس المادة إلﻰ إمكانﻴﺔ إﻋﻔاء المتعامل مع اإلدارة من تقدﻴم مثل هذه الكﻔالﺔ بالنسبﺔ‬
‫لﻠﺼﻔقات التﻲ لم ﻴتعد أﺠل تنﻔﻴذها ثﻼثﺔ (‪ )0‬أﺸﻬر‪ ،‬باإلضاﻓﺔ إلﻰ الﺼﻔقات المبرمﺔ مع المتعامﻠﻴن‬
‫بالتراضﻲ البسﻴط‪ ،‬والﺼﻔقات المبرمﺔ مع المؤسسات العمومﻴﺔ‪.‬‬

‫وﻓﻲ حالﺔ النص ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ ﻋﻠﻰ أﺠل ضمان تتحول كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ ﻋند التسﻠﻴم المؤﻗت إلﻰ كﻔالﺔ‬
‫ضمان‪ .‬وتسترﺠع هذه الكﻔالﺔ (كﻔالﺔ الضمان) ﻓﻲ أﺠل ﺸﻬر واحد ابتداء من تارﻴخ التسﻠﻴم النﻬاﺌﻲ لﻠﺼﻔقﺔ‪.‬‬
‫و تﺠدر اإلﺸارة إلﻰ أن المتعامل المتعاﻗد ﻴﻠتزم بأن ﻴضع مبالغ الكﻔالﺔ تحت تﺼرف اإلدارة بواسطﺔ بنك‬
‫لتمارس من خﻼلﻬا الﺠزاء المالﻲ المحدد ﻗانونا‪ .‬و ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن هذه الضمانات المالﻴﺔ ﻴمكن مﺼادرتﻬا من‬
‫طرف اإلدارة ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم تنﻔﻴذ المتعاﻗد ﻻلتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ﻋوض أن تقوم بﺈرﺠاﻋﻬا لﻪ‪.‬‬

‫ومﺼادرة التأمﻴنات ﻋبارة ﻋن ﺸرط ﺠزاﺌﻲ من ﺸروط العقود اإلدارﻴﺔ ﻴتم اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻪ مع المتعاﻗد ﺠزاء‬
‫إلخﻼلﻪ بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ إﻻ أنﻪ ﻴختﻠف ﻋن الﺸرط الﺠزاﺌﻲ ﻓﻲ ﻋقود القانون الخاص‪ ،‬ﻓﻲ أن اإلدارة تمﻠك‬
‫ﻓرضﻪ بﺈرادتﻬا المنﻔردة دون الحاﺠﺔ لﺼدور حكم من القضاء بذلك‪ ،‬وبﻬذا المعنﻰ ﻴكتسب هذا الﺸرط طبﻴعتﻪ‬
‫اإلدارﻴﺔ ‪.‬‬

‫والتأمﻴن نوﻋﻴن‪ ،‬تأمﻴن ابتداﺌﻲ ﻋبارة ﻋن نسبﺔ محددة من ﻗﻴمﺔ العطاء‪ ،‬ﻴدﻓع ﻋند التقدم بالعطاء العقد‬
‫لضمان ﺠدﻴﺔ المتقدم بالعطاء وهو ما أسماه المﺸرع الﺠزاﺌري بكﻔالﺔ التعﻬد‪ ،‬وﻓﻲ حالﺔ ﻋدم ﻗبول العطاء‬
‫ﻴرد مبﻠغ التأمﻴن المؤﻗت مباﺸرة ودون طﻠبﻪ‪ ،‬وتأمﻴن نﻬاﺌﻲ هو "ما ﻴﻠزم أن ﻴقدمﻪ ﺼاحب العطاء المقبول‬
‫خﻼل مدة معﻴنﺔ‪ ،‬تبدأ من ﻴوم إخطاره بقبول ﻋطاﺌﻪ‪ ،‬وﻴقدر بنسبﺔ معﻴنﺔ من مﺠموع ﻗﻴمﺔ األﺼناف‬
‫واألﻋمال" وﻴكون لضمان ﻗﻴام المتعاﻗد بتنﻔﻴذ التزاماتﻪ طبقا لﺸروط العقد‪ ،‬وﻴﺼبﺢ التأمﻴن النﻬاﺌﻲ من حق‬
‫اإلدارة توﻗعﻪ كﺠزاء ﻓﻲ حاﻻت الﻔسخ أو حالﺔ تنﻔﻴذ العقد ﻋﻠﻰ حساب المتعاﻗد‪ ،‬حﻴث لﻬا "أن تخﺼم ما‬
‫تستحقﻪ من مبالغ تكون ﻋﻠﻰ ﻋاتق المتعاﻗد ‪".‬‬

‫وتﺠدر اﻻﺸارة أنﻪ مﺼادرة التأمﻴن ﻴكون من حق اإلدارة المتعاﻗد حتﻰ ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم النص ﻋﻠﻴﻪ ﺼراحﺔ‬
‫ﻓﻲ العقد‪ ،‬وﻴتقرر لﻬا هذا الحق دون أن تكون مﻠزمﺔ بﺈثبات بأن هناك ضرر ﻗد لحقﻬا‪ ،‬وتتم مﺼادرة‬
‫التأمﻴن بموﺠب ﻗرار إداري تﺼدره الﺠﻬﺔ اإلدارة المختﺼﺔ دون الﻠﺠوء إلﻰ القضاء ‪ ،‬وﻻ ﻴمكن لإلدارة التنازل‬
‫ﻋن هذا اﻻمتﻴاز الممنوح لﻬا ‪.‬‬

‫ثانﻴا‪ :‬الﺠزاءات الضاﻏطﺔ‬


‫تعد هذه الﺠزاءات وسﻴﻠﺔ من الوساﺌل الممنوحﺔ لإلدارة التﻲ تﻬدف إلﻰ الضغط ﻋﻠﻰ المتعاﻗد لحمﻠﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫تنﻔﻴذ العقد اإلداري‪ ،‬استﺠابﺔ لما تقتضﻴﻪ المﺼﻠحﺔ العامﺔ‪ ،‬حﻴث ﻻ ﻴتﺼور التسﻠﻴم بتوﻗف نﺸاط المرﻓق‬
‫العام بسبب تقﺼﻴر من المتعاﻗد دون أن تكون ﻓﻲ ﻴد اإلدارة أداة لﻠضغط ﻋﻠﻴﻪ ‪.‬‬

‫وﻻ تؤدي هذه الﺠزاءات إلﻰ إنﻬاء العقد‪ ،‬وانما تؤدي إلﻰ حﻠول اإلدارة أو الغﻴر‪ ،‬بﺼﻔﺔ مؤﻗتﺔ محل المتعاﻗد‬
‫وﻗد تناول المﺸرع الﺠزاﺌري الﺠزاءات الضاﻏطﺔ ﻓﻲ المادة ‪2/142‬‬ ‫المقﺼر أو الذي ﻋﺠز ﻋن التنﻔﻴذ‪،‬‬
‫من المرسوم الرﺌاسﻲ رﻗم ‪ 241-11‬حﻴث ﻋبر ﻋنﻬا "بالتدابﻴر القسرﻴﺔ"‪ ،‬وتتخذ وساﺌل الضغط ثﻼث ﺼور‬
‫تختﻠف بحسب طبﻴعﺔ العقد وهﻲ ‪:‬‬

‫وضع المﺸروع تحت الحراسﺔ ﻓﻲ ﻋقد اﻻمتﻴاز ‪:‬‬ ‫‪1.‬‬

‫ﻴتعﻠق هذا اإلﺠراء بعقد التزام المراﻓق العامﺔ‪ ،‬وﻴكون ذلك من خﻼل وضع اإلدارة لﻠمرﻓق محل العقد تحت‬
‫الحراسﺔ‪ ،‬وذلك بﻬدف إبعاد المتعاﻗد المقﺼر ﻋن إدارة المرﻓق بﺼﻔﺔ مؤﻗتﺔ‪ ،‬أﻴن تباﺸر السﻠطﺔ مانحﺔ‬
‫اﻻلتزام هذه إلدارة بنﻔسﻬا أو بواسطﺔ حارس تقوم هﻲ بتعﻴﻴنﻪ‪ ،‬لضمان استم اررﻴﺔ سﻴر المرﻓق بانتظام ‪.‬‬

‫سحب العمل من المقاول وتوﻗﻴﻔﻪ ﻓﻲ ﻋقد األﺸغال العامﺔ‪:‬‬ ‫‪2.‬‬

‫ﻴقﺼد بﻬذا الﺠزاء أن تحل المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة (اإلدارة) محل المقاول المقﺼر ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ‬
‫التﻲ تخﻠف ﻋن القﻴام بﻬا وﻗﻴامﻬا بتنﻔﻴذ العمل بنﻔسﻬا ﻋﻠﻰ حسابﻪ أو تسنده إلﻰ مقاول آخر تختاره من أﺠل‬
‫مواﺼﻠﺔ وتنﻔﻴذ هذه األﻋمال‪ ،‬ﻋﻠﻰ مسؤولﻴﺔ المقاول األول وﻋﻠﻰ حسابﻪ ‪.‬‬

‫الﺸراء ﻋﻠﻰ حساب المتعاﻗد ﻓﻲ ﻋقد التورﻴد‪:‬‬ ‫‪3.‬‬

‫ﻴرتبط هذا الﺠزاء ﻓﻲ الغالب بعقود التورﻴد ﻓﺈذا تخﻠف المتعاﻗد ﻋن تنﻔﻴذ التزامﻪ بالتورﻴد‪ ،‬تعﻬد اإلدارة تنﻔﻴذ‬
‫العقد لﺸخص آخر تختاره لﻴزودها بالمادة موضوع الﺼﻔقﺔ‪ ،‬وهذا ﻋﻠﻰ حساب ومسؤولﻴﺔ المتعاﻗد المخل‪،‬‬
‫حﻴث ﻴتحمل هذا األخﻴر النتاﺌج المالﻴﺔ الناﺠمﺔ ﻋن تنﻔﻴذ العقد‪ ،‬وتﺠدر اإلﺸارة أنﻪ بالنظر لخطورة هذه‬
‫السﻠطﺔ ﻋادة ما تمنﺢ اإلدارة المتعاﻗد مﻬﻠﺔ أولﻴﺔ‪ ،‬حﻴث تقوم بتوﺠﻴﻪ إﻋذار لﻪ ﻴنﺸر ﻓﻲ الﺼحف‪ ،‬تخطره‬
‫ﻓﻴﻪ بوﺠوب تنﻔﻴذ التزاماتﻪ‪ ،‬وﻻ تﻠﺠأ اإلدارة ﻻستخدام هذا الﺠزاء إﻻ ﻓﻲ حاﻻت اإلخﻼل الﺠسﻴم المتعاﻗد‬
‫من الﺠسامﺔ بحﻴث ﻴبرر لإلدارة استخدام هذا الﺠزاء‬

‫ثالثا‪ :‬الﺠزاءات الﻔاسخﺔ (الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ)‬

‫تمﻠك اإلدارة سﻠطﺔ توﻗﻴع ﺠزاء الﻔسخ ﻋﻠﻰ المتعاﻗد معﻬا وذلك ﻓﻲ حالﺔ ارتكابﻪ لخطا ﺠسﻴم ﻓﻲ تنﻔﻴذ‬
‫المحدد‪.‬‬ ‫األﺠل‬ ‫ﻗبل‬ ‫التعاﻗدﻴﺔ‬ ‫لﻠعﻼﻗﺔ‬ ‫نﻬاﻴﺔ‬ ‫تضع‬ ‫بحﻴث‬ ‫التزاماتﻪ‪،‬‬
‫وﻗد ﻴأخذ الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ ﻓﻲ مﺠال العقود اإلدارﻴﺔ ﺼورة إسقاط اﻻلتزام بالنسبﺔ لعقد التزام المراﻓق العامﺔ‪،‬‬
‫وﻋﻠﻴﻪ سنتطرق لﻔسخ العقد بداﻴﺔ‪ ،‬ثم إلسقاط اﻻلتزام كﺼورة لﻪ‪.‬‬

‫ﻓسخ العقد‪:‬‬ ‫‪1-‬‬

‫و ﻴمكن تعرﻴف الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ لﻠعقد اإلداري بأنﻪ‪ " :‬ذلك الﺠزاء الﺸدﻴد الﺠسامﺔ الذي تستطﻴع اإلدارة توﻗﻴعﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ المتعاﻗد معﻬا باستبعاده نﻬاﺌﻴا من تنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ نتﻴﺠﺔ ﻻرتكابﻪ خطأ ﺠسﻴما‪ ،‬و ذلك بناء‬
‫ﻋﻠﻰ سﻠطتﻬا التقدﻴرﻴﺔ‪ ،‬و دون حاﺠﺔ منﻬا إلﻰ الﻠﺠوء إلﻰ القضاء ﻻستﺼدار حكم ﻗضاﺌﻲ ﻴﺠﻴز ذلك "‬

‫و ﻴعد الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ "ﻗمﺔ الﺠزاءات التﻲ تمﻠك اإلدارة حق توﻗﻴعﻬا ﻋﻠﻰ المتعاﻗد معﻬا" الذي أخل بالتزاماتﻪ‬
‫التعاﻗدﻴﺔ‪ ،‬خاﺼﺔ بعد استنﻔاذ وساﺌل الضغط و اإلكراه من طرف اإلدارة‪ ،‬و ﻗد رأى ﺠانب كبﻴر من الﻔقﻪ‬
‫أن أساس هذه السﻠطﺔ هو مقتضﻴات و متطﻠبات المرﻓق العام الذي ﻴﺸترك ﻓﻴﻪ مع باﻗﻲ السﻠطات الممنوحﺔ‬
‫لإلدارة ﻓﻲ مﺠال العقود اإلدارﻴﺔ‪ ،‬و لكﻲ تﻠﺠأ اإلدارة لحقﻬا ﻓﻲ ﻓسخ العقد‪ ،‬ﻴﺠب ﻋﻠﻴﻬا أن تقوم بﺈﻋذار‬
‫المتعاﻗد معﻬا أوﻻ‪ ،‬خاﺼﺔ إذا نص العقد ﻋﻠﻰ ضرورة منﺢ المتعاﻗد مﻬﻠﺔ زمنﻴﺔ لتنﻔﻴذ اﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ‬
‫التﻲ تخﻠف ﻋن أداﺌﻬا‪ ،‬و هذه السﻠطﺔ هﻲ من حق اإلدارة وحدها حتﻰ و لو لم ﻴتم النص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد‪،‬‬
‫و ﻻ ﻴﺠوز لﻬا التنازل ﻋنﻬا‪ ،‬و ﻋادة ما ﻴتم إدراﺠﻬا ﻓﻲ العقد بالنظر ألهمﻴﺔ موضوع العقد اإلداري ‪.‬‬

‫و تﺠدر اإلﺸارة أن اإلدارة تمارس سﻠطتﻬا ﻓﻲ ﻓسخ العقد بﺈرادتﻬا المنﻔردة نتﻴﺠﺔ ﻻرتكاب المتعاﻗد بخطأ‬
‫ﺠسﻴم‪ ،‬دون حاﺠﺔ إلﻰ الﻠﺠوء لﻠقضاء‪ ،‬و ﻴستثنﻰ من ذلك ﻋقد اإلمتﻴاز ‪.‬‬

‫و بالنظر لخطورة الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ‪ ،‬ﻗام المﺸرع الﺠزاﺌري بتنظﻴمﻪ من خﻼل نص المادة ‪ 146‬من المرسوم‬
‫الرﺌاسﻲ ‪ ،241-11‬التﻲ ﺠاء ﻓﻴﻬا أنﻪ إذا لم ﻴقم المتعاﻗد بتنﻔﻴذ التزاماتﻪ‪ ،‬توﺠﻪ لﻪ المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة إﻋذا ار‬
‫لﻴﻔﻲ بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ﻓﻲ أﺠل محدد‪ ،‬و إن لم ﻴتدارك المتعاﻗد تقﺼﻴره ﻓﻲ األﺠل الممنوح لﻪ‪ ،‬ﻴمكن‬
‫لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة أن تﻔسخ الﺼﻔقﺔ من ﺠانب واحد‪ ،‬كما ﻴمكنﻬا القﻴام بالﻔسخ الﺠزﺌﻲ لﻠﺼﻔقﺔ ‪.‬‬

‫كما أﺸار ﻓﻲ المادة ‪ 112‬من نﻔس المرسوم‪ ،‬إلﻰ ﻋدم ﺠواز اﻻﻋتراض ﻋﻠﻰ ﻗرار المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة‬
‫المتضمن ﻓسخ الﺼﻔقﺔ العمومﻴﺔ ﻋند تطبﻴقﻬا البنود التعاﻗدﻴﺔ لﻠضمان‪ ،‬و المتابعات الرامﻴﺔ إلﻰ إﺼﻼح‬
‫الضرر الذي لحقﻬا بسبب خطأ من المتعاﻗد معﻬا‪ ،‬كما ﻴتحمل زﻴادة ﻋﻠﻰ ذلك التكالﻴف اإلضاﻓﻴﺔ التﻲ تنﺠم‬
‫ﻋن الﺼﻔقﺔ الﺠدﻴدة ‪.‬‬

‫إسقاط اﻻلتزام‪:‬‬ ‫‪2-‬‬


‫ﻴعد اإلسقاط وسﻴﻠﺔ من الوساﺌل التﻲ تنﻬﻲ ﻋقد اﻻلتزام "بﺼورة مبسترة‪ ،‬و أنﻪ ﺠزاء توﻗعﻪ السﻠطﺔ مانحﺔ‬
‫اﻻلتزام نتﻴﺠﺔ إخﻼل المتعاﻗد مع اإلدارة إخﻼﻻ ﺠسﻴما ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻪ" ﻓاإلسقاط هو ذلك الﻔسخ الذي‬
‫ﻴنﺼب ﻋﻠﻰ ﻋقد اﻻمتﻴاز دون سواه من العقود اإلدارﻴﺔ‪.‬‬

‫و ﻴمكن القول أن ﻋقد اﻻمتﻴاز أو ما ﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻪ ﻋادة بعقد التزام المراﻓق العامﺔ هو "ﻋقد إداري ﻴتولﻰ ﻓﻴﻪ‬
‫أحد أﺸخاص القانون الخاص بتخوﻴل من ﺸخص ﻋام إدارة و تسﻴﻴر مرﻓق ﻋام ﻋﻠﻰ حسابﻪ و مسؤولﻴتﻪ‬
‫مقابل رسوم ﻴتقاضاها من المنتﻔعﻴن" و ﻴعد ﺠزاء إسقاط اﻻلتزام من النظام العام و ﻴكون من حق اإلدارة‬
‫حتﻰ ﻋند ﻋدم النص ﻋﻠﻴﻪ ﺼراحﺔ ﻓﻲ العقد أو ﻓﻲ دﻓتر الﺸروط‪ ،‬كما ﻴثبت لإلدارة حتﻰ ﻓﻲ حالﺔ وﺠود‬
‫نص ﻓﻲ العقد ﻴمنع اإلدارة من توﻗﻴعﻪ‪ ،‬و إن كان ذلك ﻴعد إهماﻻ من طرﻓﻬا‪ ،‬حﻴث ﻻ ﻴﺠوز لﻬذه األخﻴرة‬
‫أن تقوم بالتنازل ﻋن هذا الحق ‪.‬‬

‫كما ﻻ ﻴمكن أن تمنع اإلدارة من توﻗﻴع ﺠزاء إسقاط اﻻلتزام أو الﻠﺠوء إلﻰ القضاء لﻠمطالبﺔ بﺈسقاطﻪ ﻓﻲ‬
‫حالﺔ اﻻخﻼل الﺠسﻴم باﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ الذي من ﺸأنﻪ اﻻضرار بالمرﻓق العام‪ ،‬و ﻴترتب ﻋﻠﻰ إسقاط‬
‫اﻻلتزام اﻻستبعاد النﻬاﺌﻲ لﻠمﻠتزم من إدارة المرﻓق العام ‪.‬‬

‫و تﺠدر اإلﺸارة إلﻰ أن بعض الﻔقﻬاء ﻴرون أن هناك اختﻼف بﻴن إسقاط اﻻلتزام و بﻴن الﻔسخ ﻓﻲ العقود‬
‫اإلدارﻴﺔ‪ ،‬حﻴث أن الﻔسخ ﻴكون بموﺠب ﻗرار ﺼادر ﻋن اإلدارة بﺈرادة‪ ،‬بﻴنما ﻴتم إسقاط اﻻلتزام من خﻼل‬
‫توﺠﻴﻪ طﻠب إلﻰ ﻗاضﻲ العقد‪ ،‬إﻻ ﻓﻲ حالﺔ احتﻔاظ اإلدارة بحقﻬا بتوﻗﻴعﻪ بﺈرادتﻬا المنﻔردة مباﺸرة دون الﻠﺠوء‬
‫إلﻰ القاضﻲ ‪.‬‬

‫‪ -2‬سﻠطﺔ إنﻬاء العقد‬

‫إن اإلدارة و إن كانت تمﻠك سﻠطﺔ إنﻬاء العﻼﻗﺔ التعاﻗدﻴﺔ مع المتعاﻗد معﻬا ﻗبل إتمام العقد نﻬاﺌﻴا ‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫حالﺔ ارتكاب هذا األخﻴر لخطأ ﺠسﻴم و ذلك من خﻼل توﻗﻴع ﺠزاء الﻔسخ‪ ،‬ﻓﻬﻲ تمﻠك سﻠطﺔ أوسع من ذلك‬
‫تتمثل ﻓﻲ ﻗدرتﻬا ﻋﻠﻰ إنﻬاء العقد اإلداري و بﺈرادتﻬا المنﻔردة حتﻰ ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم وﻗوع خطأ من ﺠانب‬
‫المتعاﻗد‪ ،‬و بالتالﻲ نكون أمام أخطر السﻠطات المخولﺔ لﻬا ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ المتعاﻗد معﻬا‪ ،‬و هﻲ حالﺔ الﻔسخ‬
‫اﻻنﻔرادي لدواﻋﻲ المﺼﻠحﺔ العامﺔ‪ ،‬و ذلك خﻼﻓا لما نﺠده ﻓﻲ العقود المدنﻴﺔ التﻲ ﻻ ﻴﺠوز ألي من الطرﻓﻴن‬
‫ﻓسخ العقد أو إنﻬاﺌﻪ دون مواﻓقﺔ الطرف األخر ‪.‬و ﻗد اختﻠف الﻔقﻬاء ﻓﻲ مسألﺔ تحدﻴد األساس القانونﻲ‬
‫لسﻠطﺔ اإلدارة ﻓﻲ إنﻬاء العقد اإلداري دون ارتكاب المتعاﻗد لخطأ ﻴستوﺠب ذلك‪ ،‬ﻓرأى ﺠانب منﻬم أن أساسﻬا‬
‫هو ﻓكرة الﺼالﺢ العام‪ ،‬أما آخرون ﻓاﻋتبروا أن هذا األساس هو ﻓكرة السﻠطﺔ العامﺔ و امتﻴازات القانون‬
‫العام‪ ،‬بﻴنما رأى ﺠانب آخر أن األساس القانونﻲ ﻴﺠمع بﻴن الرأﻴﻴن معا‪ ،‬و ﻗد تبنﻰ ﺠانب كبﻴر من الﻔقﻬاء‬
‫العرب الرأي القاﺌل بأن سﻠطﺔ اإلدارة ﻓﻲ إنﻬاء العقد تقوم ﻋﻠﻰ ضرورات المراﻓق العامﺔ التﻲ تستدﻋﻲ إنﻬاء‬
‫العقد الذي لم ﻴعد نابع أو متماﺸﻲ مع المﺼﻠحﺔ العامﺔ‪ ،‬و لقد نص المﺸرع الﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ سﻠطﺔ اإلدارة‬
‫ﻓﻲ إنﻬاء العقد اإلداري بدون خطأ ﻋﻠﻰ ﻏرار الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ الذي توﻗعﻪ اإلدارة ﻓﻲ حالﺔ إخﻼل المتعاﻗد‬
‫بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ‪ ،‬و الذي تضمنتﻪ المادة ‪ 146‬من المرسوم الرﺌاسﻲ ‪ 241-11‬المذكورة سابقا‪ ،‬وذلك ﻓﻲ‬
‫المادة ‪ 110‬من نﻔس المرسوم التﻲ ﺠاء ﻓﻴﻬا‪" :‬ﻴمكن لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة القﻴام بﻔسخ الﺼﻔقﺔ العمومﻴﺔ من‬
‫ﺠانب واحد‪ ،‬ﻋندما ﻴكون مبر ار بسبب المﺼﻠحﺔ العامﺔ‪ ،‬حتﻰ بدون خطأ من المتعامل المتعاﻗد‪".‬و كذلك‬
‫نﺼت المادة ‪ 94‬من المرسوم التنﻔﻴذي ‪ 166-18‬ﻋﻠﻰ ﻓسخ اتﻔاﻗﻴﺔ تﻔوﻴض المرﻓق العام‪.‬‬

‫حﻴث تﻠﺠأ اإلدارة بالنظر لما تتمتع بﻪ من امتﻴازات السﻠطﺔ العامﺔ ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ المتعاﻗد معﻬا إلﻰ إنﻬاء العقد‬
‫بﺈرادتﻬا المنﻔردة ﻓﻲ ﻏﻴاب أي تقﺼﻴر من ﺠانب هذا األخﻴر‪ ،‬ﻓﻲ حالﺔ "مراﻋاة مبدأ التكﻴف و المﻼﺌمﺔ"‬
‫‪-‬‬ ‫الذي ﻴحكم المرﻓق العام‪ ،‬إذا ما ﻗدرت اإلدارة أن المﺼﻠحﺔ العامﺔ تقتضﻲ إنﻬاء العقد ‪-‬الﻔسخ التقدﻴري‬

‫وﻴختﻠف ﻓسخ العقد لدواﻋﻲ المﺼﻠحﺔ العامﺔ ﻋن الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ الذي ﻴكون نتﻴﺠﺔ إخﻼل المتعاﻗد بالتزاماتﻪ‬
‫التعاﻗدﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻲ كون اإلدارة تقوم بﺈنﻬاء العقد اإلداري لﻴس لوﺠود خطأ من المتعاﻗد‪ .‬بل لكون هذا العقد لم‬
‫ﻴعد ﻴتماﺸﻰ مع المتطﻠبات الﺠدﻴدة لﻠمرﻓق العام ‪.‬‬

‫وتضمنﻪ ﻓﻲ أحﻴان أخرى‬


‫َ‬ ‫تضمن اإلدارة ﻋقودها ﺸرط تمتعﻬا بﻬذا اﻻمتﻴاز تﺠاه المتعاﻗد معﻬا‪،‬‬
‫َ‬ ‫و ﻏالبا ما‬
‫ﻓﻲ دﻓاتر الﺸروط العامﺔ و الخاﺼﺔ‪ ،‬إﻻ أن ذلك ﻻ ﻴعنﻲ أن اإلدارة ﻻ تمﻠك إنﻬاء ﻋقودها إذا لم وﺠد مثل‬
‫هذا الﺸرط‪ ،‬ﻓمن المستقر ﻓقﻬا و ﻗضاء أن هذه السﻠطﺔ موﺠودة خارج ﺸروط العقد و نﺼوص القوانﻴن و‬
‫األنظمﺔ‪ ،‬حتﻰ ﻋند ﻋدم وﺠود نص ﻓﻲ العقد أو التﺸرﻴع ﻴنظمﻬا‪ .‬و ذلك استنادا لسﻠطتﻬا ﻓﻲ التنﻔﻴذ المباﺸر‬
‫تحت رﻗابﺔ القضاء‪ ،‬كما أن تضمﻴن العقد لﻬذه السﻠطﺔ ﻻ ﻴعد مقر ار و إنما ﻴعد كاﺸﻔا ﻓقط‪ .‬وﻻ ﻴمكن‬
‫لإلدارة أن تتنازل ﻋن هذا الحق أو إدراج بند ﻓﻲ العقد ﻴمنعﻬا من استعمالﻪ‪ .‬ﻓﻠﻴس ألطراف العقد أن ﻴتﻔقوا‬
‫ﻋﻠﻰ ما ﻴخالف ممارسﺔ هذه السﻠطﺔ ‪.‬‬

‫و تﺠدر اإلﺸارة أنﻪ ﻴترتب ﻋﻠﻰ استخدام اإلدارة لسﻠطتﻬا ﻓﻲ إنﻬاء العقد‪ ،‬حق المتعاﻗد معﻬا ﻓﻲ المطالبﺔ‬
‫ﺠراء ذلك‪.‬‬
‫بالتعوﻴض الكامل‪ .‬و ذلك لﺠبر ما لحقﻪ من ضرر َ‬
‫* الضمانات الممنوحﺔ لﻠمتعاﻗد ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ اﻻدارة‬

‫ان العقد اﻻداري ﻴعترف بمﺠموﻋﺔ من الحقوق لﻠمتعامل المتعاﻗد ‪ ،‬نظﻴر ما ﻴنﻔذه من التزامات ذات طبﻴعﺔ‬
‫مالﻴﺔ‪ ،‬ﻓمن حقﻪ الحﺼول ﻋﻠﻰ المقابل المالﻲ ‪،‬بالكﻴﻔﻴﺔ المحددة ﻗانونا ‪،‬كما ﻴضمن الﻔقﻪ و القضاء التوازن‬
‫المالﻲ لﻠعقد‪ ،‬حتﻰ ﻴتمكن المتعامل المتعاﻗد من اﻻستمرار ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻪ‪ ،‬اذا ما طرأت ظروف مﻔاﺠﺌﺔ‬
‫اثناء تنﻔﻴذ العقد ‪.‬‬

‫بحﻴث ان المتعامل المتعاﻗد ﻋندما ﻴنﻔذ التزاماتﻪ المتعﻠقﺔ بموضوع العقد ﺼار من حقﻪ الحﺼول ﻋﻠﻰ المقابل‬
‫المالﻲ‪ ،‬أما ﻓﻲ حال ما إذا واﺠﻬتﻪ وﻗاﺌع وﻋوامل ﺼعبﺔ ومرهقﺔ ﻻ ﻴمكن معﻬا اﻻستمرار ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد‬
‫بات من حقﻪ المطالبﺔ بالحق ﻓﻲ التوازن المالﻲ‪ ،‬واذا أﺼابﻪ ضرر ﺠراء ﻋمل ﻗامت بﻪ اإلدارة ﻓمن حقﻪ‬
‫المطالبﺔ بالتعوﻴض‪.‬‬

‫الحقوق المالﻴﺔ لﻠمتعاﻗد مع اﻻدارة‬

‫هﻲ مبالغ مادﻴﺔ مقابل ما نﻔذه المتعاﻗد من أﻋمال أو تورﻴدات لﺼالﺢ ﺠﻬﺔ اإلدارة المتعاﻗدة‪ ،‬و ﻴختﻠف‬
‫ﺸكل المقابل المالﻲ باختﻼف العقود المبرمﺔ ‪،‬ﻓقد ﻴكون ﻋﻠﻰ ﺸكل رسوم أو ﻋﻠﻰ ﺸكل ثمن‪ ،‬الذي تدﻓعﻪ‬
‫المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة‪ ،‬لﻪ نظﻴر السﻠع التﻲ تم تور ﻴدها أو األﺸغال التﻲ تم تنﻔﻴذها‪.‬‬

‫وﻴعتبر اﻻلتزام بدﻓع السعر أو المقابل المالﻲ واﻋادة التوازن المالﻲ ﻓﻲ العقد‪ ،‬من أهم التزامات المﺼﻠحﺔ‬
‫المتعاﻗدة ﻋﻠﻰ اإلطﻼق‪ .‬خاﺼﺔ وأن طبﻴعﺔ هذه اﻻلتزامات هﻲ مالﻴﺔ بالدرﺠﺔ األولﻰ وان كانت تختﻠف‬
‫ﺼورها واﺠراءاتﻬا بﻴن التزام وآخر‬

‫وهذا ﻴعنﻲ أنﻪ ﻋندما ﻴنﻔذ المتعاﻗد مع اإلدارة ﺠمﻴع التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ‪ ،‬بحسب الﺸروط والمواﺼﻔات المطﻠوبﺔ‪،‬‬
‫ودون إهمال أو تأخﻴر؛ ﻴحق لﻪ أن ﻴتﻠقﻰ من اإلدارة المبالغ المالﻴﺔ التﻲ ﻴستحقﻬا لقاء أﻋمالﻪ التعاﻗدﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻋﻠما بأن المقابل المادي لألﻋمال والخدمات ﻴكون منﺼوﺼا ﻋﻠﻴﻪ بالعقد وبأﺸكال مختﻠﻔﺔ بحسب نوع العقد‪،‬‬
‫وبناء ﻋﻠﻴﻪ ﻴكون المقابل المادي ثمنا لبضاﻋﺔ أو مواد وردت لإلدارة‪ ،‬أو رسما ﻴتقاضاه المتعاﻗد من منتﻔعﻲ‬
‫الخدمﺔ العامﺔ التﻲ تقدم ﻓﻲ ﻋقود اﻻلتزام‪ ،‬أو لقاء أﺸغال نﻔذها ﻓﻲ ﻋقود األﺸغال العامﺔ‪.‬‬

‫ﻓالمتعامل المتعاﻗد ﻋندما ﻴنﻔذ التزاماتﻪ المتعﻠقﺔ بموضوع العقد ﺼار من حقﻪ الحﺼول ﻋﻠﻰ المقابل المالﻲ‬
‫بالكﻴﻔﻴﺔ التﻲ حددها القانون‪ ،‬واذا واﺠﻬتﻪ أثناء التنﻔﻴذ وﻗاﺌع وﻋوامل مرهقﺔ ﻻ ﻴمكن معﻬا اﻻستمرار ﻓﻲ تنﻔﻴذ‬
‫الﺼﻔقﺔ بات من حقﻪ المطالبﺔ بالتوازن المالﻲ‪ .‬كما ﻴﺠوز لﻪ أﻴضا المطالبﺔ بالتعوﻴض إذا لحقت بﻪ أضرار‬
‫ﺠراء ﻋمل ﻗامت بﻪ اإلدارة أو وﻗوع ﻗوة ﻗاهرة‪.‬‬

‫ﻴعنﻲ أنﻪ ﻓﻲ الواﻗع ان المقابل المالﻲ هو ما ﻴدﻓعﻪ المتعامل المتعاﻗد إلبرام العقد اﻻداري‪ .‬إذ ﻴسعﻰ بذلك‬
‫الﻰ تحقﻴق الربﺢ و هو حق مﺸروع ‪ ،‬و ﻴقر الﻔقﻪ و القضاء بعدم الﺠواز لإلدارة المساس بالمقابل المالﻲ‬
‫لﻠمتعاﻗد‪ ،‬او بحقوﻗﻪ المالﻴﺔ ﻋموما‪.‬‬
‫وﻗد بﻴن المرسوم الرﺌاسﻲ رﻗم ‪ 241-11‬المتعﻠق بالﺼﻔقات العمومﻴﺔ ﺼراحﺔ ﻓﻲ المادة ‪ 69‬منﻪ كﻴﻔﻴات‬
‫دﻓع اﺠر المتعامل المتعاﻗد‪ ،‬ﻓقد ﻴكون أما‪:‬‬

‫‪-‬بالسعر اﻻﺠمالﻲ الﺠزاﻓﻲ‪ ،‬أو بناء ﻋﻠﻰ ﻗاﺌمﺔ سعر الوحدة ‪،‬او ﻋﻠﻰ نﻔقات سعر المراﻗبﺔ‪ ،‬أو بالسعر‬
‫المختﻠط‪.‬‬

‫ﻓﻴتضﺢ من هذه المادة ان المﺸرع اﻋطﻰ المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة السﻠطﺔ التقدﻴرﻴﺔ ﻓﻲ اختﻴار الكﻴﻔﻴﺔ المناسبﺔ‬
‫لدﻓع المقابل المالﻲ بما ﻴتناسب مع نوع وطبﻴعﺔ موضوع العقد وﻓق اﻻلﻴات التالﻴﺔ‪:‬‬

‫ا‪ -‬الدﻓع بالسعر اﻻﺠمالﻲ و الﺠزاﻓﻲ ‪ :‬و ﻴكون ذلك بناء ﻋﻠﻰ مبﻠغ اﺠمالﻲ محدد مسبقا‪ ،‬ﻴﺸتمل ﻋﻠﻰ كاﻓﺔ‬
‫المستحقات المالﻴﺔ التﻲ ﻴتقاضاها المتعامل المتعاﻗد نظﻴر تنﻔﻴذه لﻠعقد ‪،‬دون اﻻﻋتماد ﻋﻠﻰ حساب الوحدات‬
‫المنﺠزة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الدﻓع بناء ﻋﻠﻰ ﻗاﺌمﺔ سعر الوحدة ‪ :‬و ﻴكون ذلك ﻓﻲ حالﺔ تحدﻴد سعر الﺼﻔقﺔ بناء ﻋﻠﻰ وحدات‬
‫القﻴاس‪ .‬مثل ‪:‬تحدﻴد ﺸق طرﻴق ﻋام ﻓﻲ اطار تنﻔﻴذ ﺼﻔقﺔ اﺸغال ﻋامﺔ بناء ﻋﻠﻰ سعر المتر المربع‪.‬‬

‫ج‪ -‬الدﻓع ﻋﻠﻰ نﻔقات سعر المراﻗبﺔ ‪:‬ﻴعتمد تحدﻴد السعر ﻓﻲ هذه الكﻴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ النﻔقات و التكالﻴف التﻲ ﻗام‬
‫بﻬا المتعامل المتعاﻗد‪ ،‬وﻓق وثاﺌق ثبوتﻴﺔ كالﻔواتﻴر‪ ،‬مع إضاﻓﺔ هامش و نسبﺔ معﻴنﺔ من األرباح المﺸروﻋﺔ‬
‫التﻲ ﻴتحﺼل ﻋﻠﻴﻬا‪ ،‬هذا ما أتت بﻪ المادة ‪ 109‬من المرسوم الرﺌاسﻲ ‪ 241-11‬ﻋﻠﻰ أنﻪ" ﻴﺠب ان تبﻴن‬
‫الﺼﻔقﺔ التﻲ تؤخذ خدماتﻬا ﻓﻲ ﺸكل نﻔقات مراﻗبﺔ ‪،‬طبﻴعﺔ مختﻠف العناﺼر التﻲ تساﻋد ﻋﻠﻰ تحدﻴد السعر‬
‫الواﺠب دﻓعﻪ و كﻴﻔﻴﺔ دﻓعﻬا و حسابﻬا‪".‬‬

‫د‪ -‬الدﻓع بالسعر المختﻠط ‪:‬بحﻴث ﻴحدد السعر بناءا ﻋﻠﻰ ﻋدة معاﻴﻴر من الكﻴﻔﻴات؛(التكﻠﻔﺔ و سعر الوحدة‬
‫‪،‬مع مراﻋاة سعر المراﻗبﺔ ‪،‬نسبﺔ الربﺢ‪...‬الخ)‪.‬‬

‫و القاﻋدة العامﺔ ﻻستحقاق الثمن هﻲ ان ﻴتم بعد انﻬاء المتعامل المتعاﻗد من كاﻓﺔ اﻻﻋمال موضوع التعاﻗد‪،‬‬
‫اﻻ انﻪ ﻗد ﻴحتاج الﻰ المبالغ مقدما ﻓﻲ بعض المﺸارﻴع ‪،‬او ﻓﻲ ﻋمﻠﻴات التورﻴد الكبﻴرة نسبﻴا‪ ،‬ذلك حتﻰ‬
‫تساﻋده ﻋﻠﻰ البدء ﻓﻲ التنﻔﻴذ او القﻴام بأﻋباء العقد ‪،‬لذلك المﺸرع الﺠزاﺌري اﺠاز لﻠمتعامل المتعاﻗد مع‬
‫اﻻدارة‪ ،‬الحﺼول ﻋﻠﻰ مبالغ مالﻴﺔ مؤﻗتﺔ اثناء تنﻔﻴذ العقد‪ ،‬حسب الكﻴﻔﻴات المحددة ﻓﻲ المادة ‪108‬من‬
‫المرسوم الرﺌاسﻲ رﻗم‪ ،241-11‬و المتمثﻠﺔ اساسا ﻓﻲ التسبﻴق و الدﻓع ﻋﻠﻰ الحساب‪ ،‬و التسوﻴﺔ ﻋﻠﻰ رﺼﻴد‬
‫الحساب‪ ،‬اذ ﻻ ﻴمكن لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة اﻻمتناع ﻋن تسدﻴد المقابل المالﻲ بسبب ﻋدم توﻓر اﻻﻋتمادات‬
‫المالﻴﺔ‪ ،‬بل تبقﻰ مسؤولﻴتﻬا ﻗاﺌمﺔ امام المتعامل المتعاﻗد‪ ،‬وﻴسقط حق هذا اﻻخﻴر بالتقادم ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم‬
‫مطالبتﻪ لﻠمقابل المالﻲ ﻓﻲ اﺠل اربعﺔ سنوات ‪ .‬المتعﻠق بالبﻠدﻴﺔ "تتقادم الدﻴون التﻲ لم ﻴؤمر بﺼرﻓﻬا و‬
‫تﺼﻔﻴتﻬا و دﻓعﻬا ﻓﻲ اﺠل اربع (‪ )4‬سنوات من اﻓتتاح السنﺔ المالﻴﺔ المتعﻠقﺔ بﻬا‪ ،‬و تعود بﺼﻔﺔ نﻬاﺌﻴﺔ‬
‫لﺼالﺢ البﻠدﻴات باستثناء الحاﻻت التﻲ ﻴكون ﻓﻴﻬا التأخﻴر بﻔعل اﻻدارة او بسبب وﺠود طعن امام ﺠﻬﺔ‬
‫ﻗضاﺌﻴﺔ‪.‬‬

‫الحق ﻓﻲ المخالﺼﺔ والتعوﻴض ﻋن اخﻼل اﻻدارة ﻻلتزاماتﻬا‬ ‫‪-1‬‬

‫لﻠمتعاﻗد وﻓق القواﻋد العامﺔ الحق ﻓﻲ ان ﻴتقاضﻰ تعوﻴضا‪ ،‬ﻓﻲ حاﻻت تتمثل ﻓﻲ ما اذا تسببت اﻻدارة ﻓﻲ‬
‫احداث ضرر بﻪ‪ ،‬لعدم تنﻔﻴذ التزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ‪ ،‬و حالﺔ انﺠازه اﻋمال اضاﻓﻴﺔ لم ترد ﻓﻲ العقد‪ ،‬و حﻴنﻬا‬
‫ﻴكون لﻪ المطالبﺔ بالتعوﻴض‪ ،‬استنادا الﻰ ﻗاﻋدة اﻻثراء بﻼ سبب‪ ،‬و حالﺔ اختﻼل التوازن المالﻲ لﻠعقد‬
‫اﻻداري‪ ،‬ألسباب تحدث اثناء تنﻔﻴذ العقد‪ ،‬مما ﻴﺠعﻠﻪ معاﻗا ‪ ،‬و هذه اﻻسباب هﻲ ‪:‬الظروف الطارﺌﺔ‪،‬‬
‫الﺼعوبات المادي ﻏﻴر المتوﻗعﺔ‪ ،‬وﻓعل اﻻمﻴر‪.‬‬

‫ﻓبمﺠرد ﻗﻴام المتعامل المتعاﻗد بتنﻔﻴذ كل ما اتﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ العقد المبرم مع المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة‪ ،‬ﻓﺈنﻪ ﻴحﺼل‬
‫ﻋﻠﻰ الثمن مقابل ذلك‪ ،‬كما ﻗد ﻴنﻔذ المتعاﻗد أﻋماﻻ ﻏﻴر متﻔق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد ولكن كان ﻻ بد من تنﻔﻴذها‬
‫باﻋتبارها تمثل ضرورة تﺼب ﻓﻲ مﺼﻠحﺔ اإلدارة‪ ،‬ﻓﻴنبغﻲ ﻋﻠﻰ اإلدارة دﻓع التعوﻴض لﻠمتعاﻗد ﻋن هذه‬
‫األﻋمال‪ ،‬كذلك ﻋﻠﻰ اإلدارة دﻓع التعوﻴض المناسب لﻠمتعاﻗد ﻋند تنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ﻋﻠﻰ نحو ﻴﻠحق‬
‫بﻪ الضرر‪.‬‬

‫و ﻋﻠﻴﻪ ﻓمن حق المتعاﻗد مع اإلدارة طﻠب التعوﻴض ﻋن األضرار التﻲ تﺼﻴبﻪ نتﻴﺠﺔ إخﻼل هاتﻪ اﻻخﻴرة‬
‫بالتزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ‪ ،‬أو لممارسﺔ حقﻬا ﻓﻲ تعدﻴل ﺸروط العقد‪ ،‬أي ﻋند استعمالﻬا اﻻمتﻴازات التﻲ تتمتع‬
‫بﻬا‪ ،‬وﻻ ﻴستطﻴع المتعاﻗد إﺠبار اإلدارة ﻋﻠﻰ دﻓع التعوﻴض اﻻﻋن طرﻴق القضاء ‪,‬خاﺼﺔ اذا استعمﻠت هذه‬
‫السﻠطات‪ ،‬لكﻲ ترتب ﻋﻠﻴﻪ أﻋباء اضاﻓﻴﺔ‪ ،‬او كﻲ تنزل بﻪ ﻋقوبات ‪،‬بدون وﺠﻪ حق‪ ،‬كما أنﻪ ﻻ ﻴستطﻴع‬
‫إﺠبار اإلدارة ﻋﻠﻰ الوﻓاء بالتزاماتﻬا‪ ،‬ﻓاإلدارة إذا ما تسببت بﺈحداث ضرر لﻠمتعامل المتعاﻗد كان من حقﻪ‬
‫المطالبﺔ بالتعوﻴض‪ ،‬و ﻴﺠب ﻋﻠﻰ المتعامل المتعاﻗد أن ﻴثبت خطأ اإلدارة أو تﺠاوزها ألحد بنود العقد‪.‬‬

‫و حتﻰ اذا خالﻔت اﻻدارة التزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ‪ ،‬ﻓعﻠﻰ المتعامل المتعاﻗد معﻬا أن ﻴتابع تنﻔﻴذ التزاماتﻪ ‪،‬وﻴطالب‬
‫بالتعوﻴض الذي تسببت بﻪ ﺠراء ﻋدم تنﻔﻴذ التزاماتﻬا‪ ،‬ولﻪ الحق أن ﻴطالب بﻔسخ العقد أمام القضاء المختص‬

‫من ثمﺔ نقول انﻪ ﻴﺸترط ﻓﻲ التعوﻴض ‪ ،‬وﺠود ﻋناﺼر إلثارة مسؤولﻴﺔ اﻻدارة ﻋن اﻋمالﻬا التعاﻗدﻴﺔ ‪ ،‬تتمثل‬
‫ﻓﻲ وﺠو الخطأ‪ ،‬و الضرر‪ ،‬و وﺠود ﻋﻼﻗﺔ او رابطﺔ السببﻴﺔ بﻴنﻬما‪ .‬و سوف نﻠخص باختﺼار ذلك‪.‬‬
‫اوﻻ ‪- :‬الخطأ‪:‬‬

‫تﻠتزم اﻻدارة بتعوﻴض المتعامل المتعاﻗد معﻬا ﻓﻲ انﺸاء ضرر من ﺠراء استعمالﻬا سﻠطاتﻬا بزﻴادة ‪،‬‬
‫او ترتﻴب اﻋباء اضاﻓﻴﺔ لﻠمتعامل المتعاﻗد معﻬا ‪،‬خاﺼﺔ ﻋند تأخر اﻻدارة ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ‬
‫او امتناﻋﻬا ﻋن ذلك‪ ،‬و احﻴانا ﻴكون الخطأ مﺸتركا بﻴن اﻻدارة المتعاﻗدة و المتعامل المتعاﻗد معﻬا‪ .‬ﻓما‬
‫هﻲ حاﻻت الخطأ التﻲ تستوﺠب التعوﻴض؟‬

‫ﻴقوم الخطأ العقدي المرتب لمسؤولﻴﺔ اإلدارة التعاﻗدﻴﺔ ﻓﻲ هذه الحالﺔ أﻴا كان وﺼف إخﻼل اﻻدارة بالتزامﻬا‬
‫سواء وﻗع منﻬا ذلك ﻋن ﻋمد أو كان نتﻴﺠﺔ إهمال‪ ،‬األمر الذي ﻴكون سببا مبر ار لﻔسخ العقد و تعوﻴض‬
‫المتعاﻗد المتضرر من ذلك‪.‬‬

‫ا‪-‬ﻓﻲ حال تأخر اﻻدارة ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ‪:‬‬

‫نﺠد ان المﺸرع الﺠزاﺌري ﻗد نص ﺼراحﺔ ﻋﻠﻰ استﻔادة المتعاﻗد مع اﻻدارة من ﻓواﺌد تأخﻴرﻴﺔ نتﻴﺠﺔ ﻋدم‬
‫اﺼدار اﻻدارة دﻓعات ﻋﻠﻰ الحساب و التسوﻴﺔ الختامﻴﺔ ﻓﻲ الوﻗت المحدد ﻗانونا‪ ،‬وهذا احد ﺼور تعوﻴض‬
‫المتعاﻗد مع اﻻدارة‪.‬‬

‫ب‪ -‬امتناع اﻻدارة ﻋن تنﻔﻴذ التزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ ‪:‬‬

‫ان اخﻼل اﻻدارة ﻻلتزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ ‪ ،‬او استعمالﻬا لسﻠطاتﻬا ﻋﻠﻰ نحو ﻏﻴر مﺸروع ‪ ،‬ﻴﺸكل خطا ﻋقدي‪،‬‬
‫ﻴترتب ﻋﻠﻴﻪ مسؤولﻴﺔ اﻻدارة ‪ ،‬و ﻴتولد معﻪ حق المتعاﻗد ﻓﻲ التعوﻴض‪.‬‬

‫ج‪ -‬الخطأ المﺸترك بﻴن اﻻدارة و المتعاﻗد معﻬا‪:‬‬

‫ﻴمكن ان ﻴكون الحاق الضرر بالمتعاﻗد مع اﻻدارة‪ ،‬نتﻴﺠﺔ خطأ مﺸترك بﻴنﻬما‪ ،‬ﻓﻔﻲ هذه الحالﺔ تﺼبﺢ‬
‫المسؤولﻴﺔ ﻋن التعوﻴض بنسبﺔ المساهمﺔ ﻓﻲ الخطأ‪ ،‬ﻓالمتعاﻗد ﻴطالب اﻻدارة بنسبﺔ اﻻضرار الناتﺠﺔ ﻋن‬
‫خطﺌﻬا ﻓقط ‪.‬‬

‫بالتالﻲ نستخﻠص ان المتعامل المتعاﻗد ﻴستوﺠب التعوﻴض ﻋن الخطأ الﺼادر من اﻻدارة ﻓﻲ بضعﺔ نقاط‬
‫منﻬا‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻋندما تتأخر اإلدارة ﻓﻲ إنﺠاز معامﻼت اﻻستمﻼك مما ﻴؤدي إلﻰ التأخﻴر ﻓﻲ انﺠاز األﺸغال ‪.‬‬

‫‪ -2‬تأخر اإلدارة ﻓﻲ تسﻠﻴم القطع واألدوات الﻼزمﺔ ﻓﻲ الوﻗت المﻼﺌم‪ ،‬مما ﻴؤدي إلﻰ ﻋدم تمكﻴن المﻠتزم‬
‫من إنﺠاز اﻻلتزام ﻓﻲ الوﻗت المحدد ‪.‬‬
‫‪-0‬األخطاء الﻔنﻴﺔ ﻓﻲ دراسﺔ الخراﺌط من ﻗبل اإلدارة ‪.‬‬

‫‪ -4‬ﻋدم تمكﻴن المتعاﻗد من اﻻستمرار ﻓﻲ العمل اإلنﺠاز التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ بسبب توﻗﻴف العمل مباﺸرة من‬
‫ﻗبل اإلدارة المتعاﻗدة‪ ،‬أو من ﻗبل أﻴﺔ ﺠﻬﺔ إدارﻴﺔ رسمﻴﺔ أخرى أو من ﻗبل األهالﻲ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻋدم ﻗﻴام ﺠﻬﺔ اﻻدارة بتنﻔﻴذ التزاماتﻬا بتسﻠﻴم المتعاﻗد معﻬا موﻗع العمل‪.‬‬

‫ثانﻴا ‪:‬الضرر‪:‬‬

‫تأتﻲ حالﺔ الضرر الذي ﻴﻠحق بالمتعاﻗد مع اﻻدارة بسبب اخطاء اﻻدارة ‪،‬من القاﻋدة العامﺔ التﻲ تقوم ﻋﻠﻰ‬
‫المسؤولﻴﺔ ﻋﻠﻰ اساس الخطأ‪ ،‬معناه انﻪ ﻴﺠوز لﻠمتعاﻗد مع اﻻدارة الذي اﺼابﻪ الضرر اثناء تنﻔﻴذ العقد‬
‫بسبب خطا اﻻدارة التﻲ لم تﻔﻲ بالتزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ معﻪ‪ ،‬او تأخرت ﻓﻲ الوﻓاء بﻬا ‪ ،‬ان ﻴطالبﻬا بالتعوﻴض‬
‫مع اثبات ان الضرر الذي وﻗع لﻪ ‪ ،‬هو نتﻴﺠﺔ تﺼرف خاطئ من اﻻدارة ‪ ،‬و اﻻ ﻓﻼ ﻴحﺼل ﻋﻠﻰ هذا‬
‫التعوﻴض ‪ ،‬كما ﻗد تتسبب اﻻدارة ﻓﻲ الحاق المتعامل المتعاﻗد معﻬا اض ار ار نتﻴﺠﺔ تنﻔﻴذها لسﻠطاتﻬا اﻻستثناﺌﻴﺔ‬
‫‪،‬مما تكﻠﻔﻪ مبالغ مالﻴﺔ معتبرة ‪ ،‬ﻓتﻠتزم اﻻدارة بتعوﻴض هذا اﻻخﻴر‪.‬‬

‫ومنﻪ ﻓان الضرر المحقق هو الذي وﻗع بالﻔعل او كان وﺸﻴك الوﻗوع بﺼورة مؤكدة‪ ،‬و لﻠتعوﻴض ﻋن‬
‫الضرر‪ ،‬ﻓانﻪ ﻴتعﻴن ان ﻴكون ﻗد اﺼاب حقا مﺼﻠحﺔ ﻴحمﻴﻬا القانون‪ ،‬حﻴث ﻻ ﻴﺠوز التعوﻴض ﻋن ضرر‬
‫اﺼاب مﺼﻠحﺔ ﻏﻴر مﺸروﻋﺔ ‪ ،‬ذلك ﻻن تﻠك المﺼﻠحﺔ ﻏﻴر ﺠدﻴرة بالحماﻴﺔ‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬العﻼﻗﺔ السببﻴﺔ بﻴن الخطأ و الضرر‪:‬‬

‫ﻴمكن تامﻴن طﻠب التعوﻴض ﻋن اﻻضرار التﻲ لحقت المتعاﻗد ﺠراء تﺼرﻓات اﻻدارة المتعاﻗدة استنادا الﻰ‬
‫ﻋنﺼرﻴن هما‪:‬‬

‫‪-‬المسؤولﻴﺔ العقدﻴﺔ ‪ :‬وهو ﻓﻲ حالﺔ اخﻼل اﻻدارة المتعاﻗدة و ﻋدم وﻓاءها بالتزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ حﻴال المتعاﻗد‬
‫‪،‬كما هﻲ محددة ﻓﻲ العقد او ﻓﻲ دﻓتر الﺸروط‪.‬‬

‫‪-‬المسؤولﻴﺔ التقﺼﻴرﻴﺔ ‪:‬و هﻲ حالﺔ ارتكاب اﻻدارة لخطا تﺠاه المتعاﻗد و لقﻴام هذه المسؤولﻴﺔ ﻴﺠب ان‬
‫تتوﻓر اركانﻬا الثﻼثﺔ المتمثﻠﺔ ﻓﻲ ‪:‬الخطان الضرر‪ ،‬و العﻼﻗﺔ السببﻴﺔ بﻴن الخطأ و الضرر‪.‬‬

‫و من اهم حاﻻت الخطأ الواﺠب التعوﻴض‪:‬‬

‫‪-‬تأخر اﻻدارة ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ‪.‬‬

‫‪-‬امتناع اﻻدارة ﻋن تنﻔﻴذ التزاماتﻬا‪.‬‬


‫‪-‬الخطأ المﺸترك بﻴن اﻻدارة و المتعاﻗد‪.‬‬

‫وﻓﻲ مﺠال المسؤولﻴﺔ التقﺼﻴرﻴﺔ‪ ،‬نﺠد المسؤولﻴﺔ تنعقد اذا ثبت خطا و ضرر و ﻋﻼﻗﺔ سببﻴﺔ بﻴنﻬما‪،‬‬
‫و ارتكاب المسؤول الخطأ‪ ،‬هو اﻻساس اﻻول ﻻنعقاد المسؤولﻴﺔ‪ ،‬اذ ﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻬا البعض اسم المسؤولﻴﺔ‬
‫الخطﺌﺔ اي المبنﻴﺔ ﻋﻠﻰ اساس الخطأ ‪ ،‬ﻓالضرر المدﻋﻰ بﻪ من المتعاﻗد مع اﻻدارة‪ ،‬ﻴﺠب اثبات وﺠوده‬
‫من ﻗبل هذا اﻻخﻴر‪ ،‬تحت طاﺌﻠﺔ طﻠب التعوﻴض ﻋنﻪ‪ ،‬و كما ﻴحق لﻠمتعامل المتعاﻗد ان ﻴحﺼل ﻋﻠﻰ‬
‫تعوﻴضات اخرى خارج اطار المسؤولﻴﺔ العقدﻴﺔ او التقﺼﻴرﻴﺔ‪ ،‬كما هو اﻻمر ﻓﻲ اﻻﻋمال اﻻضاﻓﻴﺔ التﻲ‬
‫ﻴقوم ﻴﻬا المتعاﻗد مع اﻻدارة‪ ،‬دون ان تكون واردة اﺼﻼ ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ‪ ،‬اذا كانت ضرورﻴﺔ لﻠتنﻔﻴذ الحسن‬
‫لﻠﺼﻔقﺔ ‪،‬و كما ﻴمكن الحﺼول ﻋﻠﻰ التعوﻴض استنادا ﻋﻠﻰ نظرﻴﺔ اﻻثراء بﻼ سبب ‪.‬‬

‫‪ -2‬الحق ﻓﻲ اﻋادة لتوازن المالﻲ لﻠعقد اﻻداري‬

‫إن مرونﺔ العقد اﻻداري تمنﺢ اﻻدارة سﻠطﺔ كبﻴرة ﻓﻲ تعدﻴل العقد اﻻداري‪ ،‬لذلك ﻴنبغﻲ ان تمنﺢ المتعاﻗد‬
‫معﻬا الﻔرﺼﺔ لكﻲ ﻴستعﻴد حقوﻗﻪ حسب اﻻحوال زﻴادة او نقﺼانا‪ .‬ﻓاﻻلتزامات التﻲ تﻔرضﻬا ضرورات التعدﻴل‬
‫ﻋﻠﻰ مضمون العقد ﻴنبغﻲ ان تقابﻠﻬا من ﺠﻬﺔ اخرى حقوق المتعاﻗد‪ ،‬و هذا ما ﻴسمﻰ بﻔكرة التوازن المالﻲ‬
‫لﻠعقد اﻻداري ‪.‬‬

‫و اإلدارة ﺸأنﻬا ﺸأن المتعامل المتعاﻗد‪ ،‬ﻴنبغﻲ ﻋﻠﻴﻬا تنﻔﻴذ التزاماتﻬا بدﻓع السعر المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ العقد‪ ،‬إﻻ‬
‫أنﻪ ﻗد ﻴنﺠم ﻋن هذا التنﻔﻴذ أحداث ووﻗاﺌع من ﺸأنﻬا إرهاق المتعامل المتعاﻗد والتأثﻴر البالغ ﻋﻠﻰ مركزه‬
‫المالﻲ بما ﻴعطﻲ لﻪ حق المطالبﺔ بﺈﻋادة التوازن المالﻲ ‪.‬‬

‫و ﻗد اختﻠف الﻔقﻬاء حول تحدﻴد ﺸروط ﻓكرة التوازن المالﻲ‪ ،‬ﻓالبعض ﻴرى انﻬا ﻗاﻋدة ﻋامﺔ‪ ،‬تطبق ﻓﻲ ﺠمﻴع‬
‫األحوال سواء اكان اﻻختﻼل بﻔعل اﻻدارة ‪ ،‬او بﻔعل خارج ﻋن ارادتﻬا كظرف استثناﺌﻲ ‪ .‬وﻴرى اخرون ان‬
‫ﻓكرة التوازن المالﻲ لﻠعقد ﻻ تطبق اﻻ اذا كان اختﻼل التوازن المالﻲ راﺠعا الﻰ ﻓعل اﻻدارة‪.‬‬

‫إن ﻓكرة التوازن المالﻲ لﻠعقود اإلدارﻴﺔ ﻻ تنطبق ﻓﻲ حالﺔ استحقاق المتعاﻗد مع اإلدارة لﻠتعوﻴض ﻋند وﺠود‬
‫خطأ منسوب إلﻰ ﺠﻬﺔ اإلدارة ‪ ،‬وانما مﺠال تطبﻴقﻬا ﻓﻲ حاﻻت التعوﻴض التﻲ ﻴستحقﻬا المتعاﻗد دون خطأ‬
‫منسوب إلﻰ ﺠﻬﺔ اإلدارة ‪ ،‬وهناك نظرﻴات ﻋالﺠت هذا الموضوع ‪،‬و هﻲ‪:‬‬

‫اوﻻ ‪ :‬نظرﻴﺔ المخاطر اﻻدارﻴﺔ (نظرﻴﺔ ﻓعل اﻻمﻴر)‪:‬‬

‫و ﻴقﺼد بﻔعل اﻻمﻴر هو كل إﺠراء تتخذه ﺠﻬﺔ اإلدارة المتعاﻗدة بقرار ﻓردي خاص تﺼدره‪ ،‬أو بقواﻋد‬
‫تنظﻴمﻴﺔ ﻋامﺔ ﻴكون من ﺸانﻪ زﻴادة األﻋباء المالﻴﺔ لﻠمتعاﻗد مع اإلدارة بحﻴث ﻴترتب ﻋﻠﻰ ذلك ﺠعل تنﻔﻴذ‬
‫المتعاﻗد ﻻلتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ أكثر كﻠﻔﺔ مما ﻴﻠحق بﻪ ضر ار ﻴستوﺠب التعوﻴض ‪ .‬ﻓﻬذه النظرﻴﺔ هﻲ من‬
‫ﺼنع مﺠﻠس الدولﺔ الﻔرنسﻲ تﺸمل ﺠمﻴع األﻋمال اإلدارﻴﺔ المﺸروﻋﺔ التﻲ تﺼدر ﻋن السﻠطﺔ اإلدارﻴﺔ‬
‫المتعاﻗدة‪ ،‬وتؤدي إلﻰ اإلضرار بالمركز المالﻲ لﻠمتعاﻗد معﻬا‪ .‬و ﻗد كان ﻴطبقﻬا بالنسبﺔ لﺠمﻴع األﻋمال‬
‫اإلدارﻴﺔ التﻲ تﺼدر من السﻠطات العامﺔ ﻓﻲ الدولﺔ وﻴنتج ﻋنﻬا إخﻼل بالتوازن المالﻲ لﻠعقد‪ ،‬إﻻ أنﻪ ضﻴق‬
‫من نطاق هذه األﻋمال وحﺼرها باألﻋمال الﺼادرة ﻋن الﺠﻬﺔ اإلدارﻴﺔ التﻲ أبرمت العقد ‪.‬‬

‫و حتﻰ ﻴطالب المتعامل المتعاﻗد بحقﻪ ﻓﻲ التوازن المالﻲ بعنوان نظرﻴﺔ ﻓعل األمﻴر وﺠب تواﻓر ثﻼثﺔ ﺸروط‬
‫نبﻴنﻬا ﻓﻴما ﻴﻠﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن ﻴﺼدر العمل الذي تسبب ﻓﻲ الخﻠل المالﻲ لﻠمتعامل المتعاﻗد ﻋن اإلدارة المتعاﻗدة ولﻴس ﻋن‬
‫ﺠﻬﺔ إدارﻴﺔ أخرى ‪ .‬معناه وﺠود ضرر نتﻴﺠﺔ ﻓعل اإلدارة ‪ ،‬اي أن ﻴﺼدر الضرر‪ ،‬ﻋن الﺸخص‬
‫المعنوي العام الذي أبرم العقد‪ ،‬بحﻴث ﻴستحق المتعاﻗد معﻬا تعوﻴضا ﻋن آثارها الناتﺠﺔ ﻋن ذلك‬
‫‪ .‬و ﻴنتج ﻋن هذا اإلﺠراء ضرر ﻓﻲ زﻴادة أﻋباء تنﻔﻴذ ﺸروط التعاﻗد إلﻰ حد ﻴخل بالتوازن المالﻲ‬
‫لﻠعقد‪ ،‬وﻻ ﻴﺸترط ﻓﻲ هذا الضرر درﺠﺔ ﺠسامﺔ معﻴنﺔ ‪.‬ﻓقد ﻴكون ضر ار ﻓعﻠﻴا ألحق خساﺌر بالمتعاﻗد‬
‫مع اإلدارة أو ﻗد ﻴؤدي إلﻰ مﺠرد نقص ﻓﻲ األرباح التﻲ ﻗام ﻋﻠﻰ أساسﻬا العقد‪ .‬مثﻼ إذا نتج ﻋن‬
‫تعدﻴل الﺼﻔقﺔ زﻴادة كبﻴرة ﻓﻲ تحمل األﻋباء المالﻴﺔ بالنسبﺔ لﻠمتعامل المتعاﻗد ﺠاز لﻪ المطالبﺔ ﻓﻲ‬
‫التوازن المالﻲ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻋدم توﻗع الﻔعل المسبب لﻠضرر ﻋند التعاﻗد‪ ،‬اي أن ﻴكون العمل القانونﻲ الﺼادر ﻋن اإلدارة‬
‫المتعاﻗدة ﻏﻴر متوﻗع وﻗت التعاﻗد‪ ،‬ﻓﺈن المتعاﻗد مع اإلدارة ﻴكون ﻗد أبرم العقد وهو مقدر لﻬذه‬
‫الظروف األمر الذي ﻴترتب ﻋﻠﻴﻪ تعذر اﻻستناد إلﻴﻬا ‪.‬‬
‫‪ -0‬أن ﻻ تكون اإلدارة المتعاﻗدة ﻗد أخطأت بعمﻠﻬا الضار ‪ ،‬ﻓﻴﺠب ﻋﻠﻰ اإلدارة أن تتﺼرف ﻓﻲ حدود‬
‫سﻠطتﻬا المعترف بﻬا وأن ﻻ تكون ﻗد أخطأت باتخاذ هذا العمل ‪.‬بمعنﻰ أن ﻴكون العمل القانونﻲ‬
‫الﺼادر ﻋن اإلدارة المتعاﻗدة مﺸروﻋا ﻏﻴر مخالف لﻠنظام العام ﻓﺈن ﺼدر العمل ﻋن اإلدارة وكان‬
‫ﻏﻴر مﺸروع ﺠاز لﻠطرف اآلخر الﻠﺠوء لﻠقضاء ومساءلتﻬا طبقا ألحكام المسؤولﻴﺔ التقﺼﻴرﻴﺔ‬
‫‪.‬‬

‫أما ﻋن اآلثار المترتبﺔ ﻋن هذه النظرﻴﺔ هﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬إﻋﻔاء المتعاﻗد من اﻻلتزام بالتنﻔﻴذ إذ ترتب ﻋﻠﻰ ﻓعل األمﻴر استحالﺔ التنﻔﻴذ كﺼدور تﺸرﻴع ﻴحظر‬
‫استﻴراد سﻠعﺔ معﻴنﺔ ﻻ ﻴمكن الحﺼول ﻋﻠﻴﻬا إﻻ باﻻستﻴراد من الخارج ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻴحق لﻠمتعاﻗد المطالبﺔ بﻔسخ العقد إذا لم ﻴكن باإلمكان متابعﺔ التنﻔﻴذ‪ ،‬كما ﻓﻲ حال زﻴادة أﻋباء‬
‫التنﻔﻴذ بدرﺠﺔ كبﻴرة تﻔوق إمكانﻴات المتعاﻗد المالﻴﺔ والﻔنﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -0‬حق المتعاﻗد ﻓﻲ المطالبﺔ بعدم توﻗﻴع ﻏرامات تأخﻴر ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬إذ اثبت أن السبب ﻓﻲ التأخﻴر ﻴرﺠع‬
‫إلﻰ ﻋمل األمﻴر ‪.‬‬
‫‪ -4‬و لﻠمتعاﻗد أن ﻴﺠمع بﻴن بعض اآلثار السابقﺔ إذا تعددت األسباب‪ ،‬كأن ﻴحﺼل ﻋﻠﻰ التعوﻴض‬
‫الكامل والﻔسخ أو ﻴﺠمع بﻴن التعوﻴض الكامل وﻋدم توﻗﻴع ﻏرامات التأخﻴر‪ ...‬وبما أن النتﻴﺠﺔ‬
‫األساسﻴﺔ لﻔعل األمﻴر هﻲ التعوﻴض الكامل ﻋﻠﻰ المتعاﻗد مع اإلدارة‪.‬‬

‫ثانﻴا ‪ :‬نظري المخاطر اﻻﻗتﺼادﻴﺔ(الظروف الطارﺌﺔ)‪:‬‬

‫ﺠاءت نظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ لمواﺠﻬﺔ ظرف ﻴقع أثناء مدة تنﻔﻴذ العقد حﻴث ﻴﻠحق خساﺌر ﻓادحﺔ بالتعاﻗد‬
‫مع اإلدارة اذ تختل معﻬا اﻗتﺼادﻴات العقد اإلداري‪ ،‬و لم ﻴكن المتعاﻗد ﻴتوﻗع حدوث هذه الظروف حال‬
‫إبرامﻪ العقد ‪ ،‬ﻓﻴتحتم ﻋﻠﻰ اإلدارة مﺸاركتﻪ ﻓﻲ تحمل ﺠزء من الخسارة‪ ،‬بحﻴث ﻴعود التوازن المالﻲ لﻠعقد إلﻰ‬
‫ما كان ﻋﻠﻴﻪ ﻗبل حدوث الظرف الطارئ‪ ،‬ﻓقد ﻴكون مرﺠع الظرف الطارئ ظواهر طبﻴعﻴﺔ أو ظروف‬
‫اﻗتﺼادﻴﺔ أو إﺠراءات إدارﻴﺔ خارﺠﺔ ﻋن ارادة ﺠﻬﺔ اﻻدارة المتعاﻗدة ‪ .‬وتختﻠف نظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ ﻋن‬
‫نظرﻴﺔ القوة القاهرة ﻓﻲ ان اﻻولﻰ ﻴكون ﻓﻴﻬا تنﻔﻴذ العقد ممكنا ولكن مرهقا‪ ،‬اما الثانﻴﺔ ﻓبالرﻏم من انﻪ ﻻ ﻴد‬
‫ألطراف العقد ﻓﻲ حدوثﻬا ‪ ،‬اﻻ انﻬا تﺠعل العقد مستحﻴﻼ‪ .‬وﻴبقﻰ من حق المتعامل المتعاﻗد المطالبﺔ بﺈﻋادة‬
‫التوازن المالﻲ‪.‬‬

‫و توﺠب نظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ بعض الﺸروط سوف نعرضﻬا كاﻻتﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻋدم توﻗع الحدث اﻻستثناﺌﻲ اثناء التنﻔﻴذ‪ ،‬و ﻻ ﻴمكن دﻓعﻪ‪ :‬أي ﻻ ﻴكون بوسع أطراف العقد توﻗعﻬا‪،‬‬
‫ﺸرط حدوثﻪ اثناء تنﻔﻴذ العقد‪ ،‬ولﻴس ﻗبل التوﻗﻴع او بعد اﻻنتﻬاء‪ ،‬مع استحالﺔ دﻓعﻪ او رده‪ .‬كحدوث‬
‫أزمﺔ اﻗتﺼادﻴﺔ أو ﺼدور نﺼوص ﻗانونﻴﺔ أو تنظﻴمﻴﺔ ﺠدﻴدة وﻏﻴرها‪ ،‬ﻓﻴكون ﻋﻠﻰ المتعامل المتعاﻗد‬
‫المطالبﺔ بحقﻪ ﻓﻲ التوازن المالﻲ‪ ،‬مثﻼ ‪ :‬ارتﻔاع أسعار بعض المواد المستعمﻠﺔ ﻓﻲ تنﻔﻴذ المﺸروع‬
‫ارتﻔاﻋا ﻏﻴر ﻋادي‪ .‬اي لم ﻴتﻔق ﻋﻠﻴﻪ اطراف العقد ساﻋﺔ التعاﻗد‪ .‬كما هو الحال ﻓﻲ القضﻴﺔ التﻲ‬
‫ﻋرضت ﻋﻠﻰ مﺠﻠس الدولﺔ الﻔرنسﻲ ‪ ،‬حﻴث تنتج ﻋن نﺸوب الحرب العالمﻴﺔ األولﻰ ارتﻔاع أسعار‬
‫الﻔحم بما سبب ضر ر لﻠمﻠتزم ﻓﻠم ﻴعد باستطاﻋتﻪ تحمل األﻋباء المالﻴﺔ الﺠدﻴدة‪ ،‬ولما لﺠأ المﻠتزم‬
‫لإلدارة المتعاﻗدة لتعﻴد النظر ﻓﻲ األحكام المالﻴﺔ الواردة ﻓﻲ العقد رﻓضت مما دﻓعﻪ لﻠﺠوء إلﻰ مﺠﻠس‬
‫الدولﺔ الﻔرنسﻲ الذي اﻋترف لﻪ بحقﻪ ﻓﻲ التوازن المالﻲ بعنوان الظروف الطارﺌﺔ‪ ،‬ومن ﻴعود الﻔضل‬
‫لﻬذه القضﻴﺔ ﻓﻲ ظﻬور نظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ سنﺔ ‪. 1619‬‬
‫‪ -2‬أن ﻴكون الحادث الطارئ خارﺠا ﻋن إرادة الطرﻓﻴن‪ :‬ﻓﻼ ﻴستﻔﻴد المتعامل المتعاﻗد من إﻋادة التوازن‬
‫المالﻲ تحت ﻋنوان الظروف الطارﺌﺔ إذا تسبب ﻓﻲ إحداث الطارئ ‪ ،‬كما ﻻ ﻴﺠب أن تكون اإلدارة‬
‫هﻲ المتسببﺔ ﻓﻴﻪ ‪ ،‬ﻓان كانت مسؤولﺔ ﻋن ذلك‪ ،‬ﺠاز مساءلتﻬا ﻋن اإلخﻼل بأحكام المسؤولﻴﺔ‬
‫التقﺼﻴرﻴﺔ و ﻻ تدخل تحت طاﺌﻠﺔ الظروف الطارﺌﺔ‪.‬‬

‫‪ -0‬أن ﻴنتج ﻋن الحادث الطارئ خساﺌر ﻏﻴر مألوﻓﺔ ‪ :‬و ﻴقﺼد بذلك ان الظرف الطارئ أدى إلﻰ ﻗﻠب‬
‫الوضع اﻻﻗتﺼادي لﻠمتعامل المتعاﻗد‪ ،‬بحﻴث ﻴتحمل اﻋباء مالﻴﺔ و خساﺌر ترهقﻪ ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻴختل التوازن المالﻲ بﺼﻔﺔ خطﻴرة وﻏﻴر مألوﻓﺔ‪.‬‬

‫‪-‬اما اﻻثار المترتبﺔ من تطبﻴق نظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ ﻓتتمثل ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬بقاء التزام المتعاﻗد ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد ‪ ،‬ﻓرﻏم الظروف الطارﺌﺔ ﻴتعﻴن ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ العقد اﻻستمرار ﻓﻲ تنﻔﻴذ‬
‫التزاماتﻬما ‪ ،‬وهذا لضرورة سﻴر المرﻓق العام بانتظام واطراد ‪ ،‬وبالرﻏم من أن تنﻔﻴذ العقد أﺼبﺢ مرهقا‬
‫لﻠمتعاﻗد ﻓﺈنﻪ ﻻ ﻴعﻔﻴﻪ من الوﻓاء بﻪ ألنﻪ مازال ﻗاﺌما‪ ،‬ﻓﺈذا توﻗف ﻋن التنﻔﻴذ ﻓﺈنﻪ ﻴتعرض لﻠﺠزاءات التﻲ‬
‫تمﻠكﻬا اإلدارة بأنواﻋﻬا المختﻠﻔﺔ‪ ،‬كما أن هذا التوﻗف ﻴحرمﻪ من حق المطالبﺔ بالتعوﻴض‪.‬‬

‫‪ -2‬التزام اإلدارة بمد ﻴد المعاونﺔ لﻠمتعاﻗد معﻬا‪ ،‬ﻓنظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ وان لم ﻴكن من ﺸأنﻬا إﻋﻔاء‬
‫المتعاﻗد من تنﻔﻴذ التزامﻪ التعاﻗدي‪ ،‬ﻓﺈنﻬا تعطﻴﻪ الحق ﻓﻲ الحﺼول ﻋﻠﻰ معاونﺔ من اإلدارة لمواﺼﻠﺔ تنﻔﻴذ‬
‫التزامﻪ حتﻰ ﻻ ﻴتعطل سﻴر المرﻓق العام‪ ،‬ولذا ﻴكون ﻋﻠﻰ الطرﻓﻴن إﻋادة النظر ﻓﻲ نﺼوص العقد وتعدﻴﻠﻬا‬
‫ﻋﻠﻰ أساس الظروف الﺠدﻴدة ‪.‬‬

‫واذا لم ﻴﺼل الطرﻓﻴن إلﻰ اتﻔاق‪ ،‬ﻓان لﻠقاضﻲ أن ﻴحكم بالتعوﻴض أي بتوزﻴع األﻋباء الﺠدﻴدة بﻴن اإلدارة‬
‫و المتعاﻗد معﻬا‪ .‬ووﻓقا لمبادئ القانون اﻻداري‪ ،‬ﻓان القاضﻲ ﻻ ﻴستطﻴع تعدﻴل العقد ألنﻪ ﻻ ﻴمﻠك أن ﻴﺼدر‬
‫أم ار لإلدارة ﻓضﻼ ﻋن أن تعدﻴل العقد دون مواﻓقﺔ اإلدارة ﻗد ﻴعرض المﺼﻠحﺔ العامﺔ لﻠخطر وهذا ﻋﻠﻰ‬
‫خﻼف الحال ﻓﻲ القانون المدنﻲ‪ ،‬حﻴث ﻴكون القاضﻲ أن ﻴحكم بوﻗف تنﻔﻴذ العقد مؤﻗتا حتﻰ ﻴزول الظرف‬
‫الطارئ أو أن ﻴزﻴد اﻻلتزام المقابل لﻼلتزام المرهق ‪ .‬بحﻴث تﺠد النظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ أساسﻬا القانونﻲ‬
‫ﻓﻲ الﺠزاﺌر ﻓﻲ نص المادة ‪101‬من القانون المدنﻲ التﻲ ﺠاء ﻓﻴﻬا ‪:‬‬

‫"ﻴﺠب تنﻔﻴذ العقد طبقا لما اﺸتمل ﻋﻠﻴﻪ و بحسن نﻴﺔ و ﻻ ﻴقتﺼر العقد ﻋﻠﻰ الزام بما ورد ﻓﻴﻪ ﻓحسب‪ ،‬بل‬
‫ﻴتناول أﻴضا ما هو مستﻠزماتﻪ وﻓقا لﻠقانون و العرف و العدالﺔ بحسب طبﻴعﺔ اﻻلتزام‪ ،‬ﻏﻴر أنﻪ إذا طرأت‬
‫حوادث استثناﺌﻴﺔ ﻋامﺔ لم ﻴكن ﻓﻲ الوسع توﻗعﻬا و ترتب ﻋﻠﻰ حدوثﻬا أن تنﻔﻴذ اﻻلتزام التعاﻗدي‪ ،‬وان لم‬
‫ﻴﺼبﺢ مستحﻴﻼ ‪ ،‬ﺼار مرهقا لﻠمدﻴن بحﻴث ﻴﻬدده بخسارة ﻓادحﺔ ﺠاز لﻠقاضﻲ تبعا لﻠظروف و بعد مراﻋاتﻪ‬
‫لمﺼﻠحﺔ الطرﻓﻴن أن ﻴرد اﻻلتزام المرهق إلﻰ حد المعقول‪ ،‬وﻴقع باطﻼ كل اتﻔاق ﻴخﻠف ذلك‪".‬‬

‫بالتالﻲ تنحﺼر آثار نظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ ﻓﻲ حﺼول المتعاﻗد مع اإلدارة ﻋﻠﻰ تعوﻴض ﺠزﺌﻲ من اإلدارة‬
‫تحت رﻗابﺔ القضاء‪ ،‬و هو تعوﻴض ﺠزﺌﻲ لكونﻪ ﻻ ﻴﺸمل الخسارة كﻠﻬا و ﻻ ﻴغطﻲ إﻻ ﺠزء من األضرار‬
‫التﻲ أﺼابت المتعاﻗد ﻓﻲ الخسارة ‪ .‬واذا لم ﻴتوﺼل الطرﻓان إلﻰ اﻻتﻔاق حول إﻋادة التوازن المالﻲ لﻠعقد‬
‫اإلداري ألن الطرف المتعاﻗد مﻠزم ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ رﻏم حدوث اﻻختﻼل بالتوازن المالﻲ لﻠعقد‪،‬‬
‫وذلك نزوﻻ وتطبﻴقا لمبدأ ضرورة انتظام و استمرار سﻴر المرﻓق العام حكم القضاء بﻔسخ العقد بناء ﻋﻠﻰ‬
‫طﻠب أحد طرﻓﻲ العقد اإلداري ‪.‬‬

You might also like