Professional Documents
Culture Documents
ﻴﺭتﺏ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﺍلمبﺭﻡ بﻴﻥ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍلمتعاﻗﺩ معﻬا حقﻭﻗا ﻭﺍلتﺯﺍماﺕ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻓﻲ ﺍلعقﺩ ،و تختﻠف هذه
األثار بﻴن اإلدارة و الطرف المتعاﻗد معﻬا و هذا ما سنراه ﻓﻴما ﻴﻠﻲ:
ﻴقﻭﻡ ﺍلعقﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ تباﺩل ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ ،ﻴستﻭﻱ ﻓﻲ ﺫلﻙ ﻋقﻭﺩ ﺍلقـانﻭﻥ ﺍلخاﺹ ﻭﺍلعقﻭﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻴنال
مﻥ ﻗاﻋﺩﺓ تباﺩل ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ ،ما هﻭ معﺭﻭﻑ مﻥ ﺃﻥ ﺍلعقﻭﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻴﺔ تنعقﺩ بﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻥ لﻴسا متـساﻭﻴﻴﻥ ،ألﻥ
ﺃحـﺩهما ﻭهـﻭ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ تقﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍلﺼالﺢ ﺍلعاﻡ ﻭتسعﻰ لتحقﻴقﻪ ،بﻴنما ﻴستﻬﺩﻑ ﺃﻓـﺭﺍﺩ ﺍلقـانﻭﻥ ﺍلخاﺹ تحقﻴﻕ
مضالحﻬم ﺍلخاﺼﺔ ،ﺍألمﺭ ﺍلﺫﻱ ﻴبـﺭﺭ ﺃﻥ تﻜـﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻗﻭﻯ مﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍلمتعاﻗﺩ معﻬا ،ﻭمع
ﺫلﻙ ﻓـﺈﻥ ﺍلعقـﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﻴحمـل ﺍلتﺯﺍماﺕ متباﺩلﺔ بﻴﻥ ﺍلﻁﺭﻓﻴﻥ ،حسﺏ ما تقﺭﺭه ﺍلمباﺩﺉ ﺍلعامﺔ ﺍلتﻲ تحﻜﻡ
ﺍلعقﻭﺩ ﻋامﺔ.
ﻭﺍستناﺩﺍﹰ ﺇلﻰ هﺫﺍ ﺍلمﻔﻬﻭﻡ ،ﻓﺈﻥ تنﻔﻴﺫ ﺍلعقﺩ – ﺃﻱ ﻋقﺩ – ﻴعنﻲ ﻗﻴاﻡ كل ﻁﺭﻑ بأداء ﺍلتﺯﺍماتﻪ ،ﺍلتﻲ ﻴﺭتبﻬا
ﺍلعقﺩ ﻋﻠﻰ كاهﻠﻪ ﻭﻓﻲ ﺫمتﻪ.
ﻭﺍلقاﻋﺩﺓ ﻓﻲ مﺠال ﻋﻼﻗاﺕ ﺍلقانﻭﻥ ﺍلخاﺹ ،ﺃﻥ ﺍلعقﺩ ﺸﺭﻴعﺔ ﺍلمتعاﻗﺩﻴﻥ ،ﻭمﻥ ثﻡ ﻓﺈﻥ تحﺩﻴﺩ ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻜل
ﻁﺭﻑ ،ﺃمﺭ مﻴسﻭﺭ ﺍلتعﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ مﻥ مﺠـﺭﺩ مﺭﺍﺠعﺔ ﺍلعقﺩ نﻔسﻪ ﻭﻓقﻁ .ﻭﻴختﻠﻑ ﺍألمﺭ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍلعقﻭﺩ
ﺍإلﺩﺍﺭﻴـﺔ ،ﺫلـﻙ ﺃﻥ ﺍلعقﺩ ﻻ ﻴمثل ﺍلمﺼﺩﺭ ﺍلﻭحﻴﺩ ﻻلتﺯﺍماﺕ ﺍلﻁﺭﻓﻴﻥ ،ﻭﺇنمـا ﻻﻋتبـاﺭﺍﺕ تتعﻠـﻕ بالﺼالﺢ
ﺍلعاﻡ ،ﻭضﺭﻭﺭﺓ ﺍستمﺭﺍﺭ سﻴﺭ ﺍلمﺭﺍﻓﻕ ﺍلعامﺔ ،ﺍستقﺭ ﺍلﻔقﻪ ﻭﺍلقـضاﺀ ﻋﻠﻰ تﺭتﻴﺏ ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻭحقﻭﻕ ﻓﻲ
ﺍلﺠانبﻴﻥ ،ﻻ ﻴتضمنﻬا ﺍلعقﺩ ﻭﻻ ﻴنﺹ ﻋﻠﻴﻬـا ،ﻭمع ﺫلﻙ لﻬا ﺍلﻭﺠﻭﺩ ﺍلقانﻭنﻲ ﺍلﻜامل.
ﻭهﻜﺫﺍ نﺭﻯ ﺃنﻪ ﻴتﺭتﺏ ﻋﻠﻰ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ نﻭﻋاﻥ مـﻥ ﺍﻻلتﺯﺍمـاﺕ ،ﺍلتﺯﺍماﺕ مألﻭﻓﺔ ﻭتتماثل ﻓﻲ ﺍلساﺌﺩ
ﻼ لﻬا ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍلعﻼﻗاﺕ ﺍلخاﺼﺔ.
ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍلعﻼﻗاﺕ ﺍلخاﺼﺔ ،ﻭﺍلتﺯﺍماﺕ ﻏﻴﺭ مألﻭﻓﺔ ﻭﻻ نقابل مثﻴ ﹰ
ﻭﺇﺫﺍ ﻜانﺕ ﻻلتﺯﺍماﺕ ﺍلمألﻭﻓﺔ ،ﻭﺍلتﻲ تﺠﺩ مﺼﺩﺭها ﻓﻲ ﺍلعقـﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﺫﺍتﻪ ،ﻭﻻ تﺸﻜل ﺼعﻭبﺔ ﻓﻲ ﻓﻬمﻬا
ﻭتحﺩﻴﺩها ،ﻓﺈﻥ ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ ﻏﻴـﺭ ﺍلمألﻭﻓـﺔ ،ﻭﺍلتﻲ ﻭﺇﻥ ﻜانﺕ تﺠﺩ سببا ﻓﻲ ﻗﻴاﻡ ﻋقﺩ ﺇﺩﺍﺭﻱ ،ﻓﺈﻥ ﺍلعقﺩ ﻏالبﹰا
ما ﻻ ﻴتضمنﻬا ،ﻭهﻲ لﺫلﻙ تحتاﺝ ﺇلﻰ تﻔﺼﻴل ﺃﻜبﺭ.
ﻗﻠنا ﺇﻥ ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ ﺍلمألﻭﻓﺔ هﻲ ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻴﺭتبﻬا ﺍلعقـﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠـﻰ ﻜاهل ﻜل ﻁﺭﻑ مﻥ ﻁﺭﻓﻴﻪ ،ﻭﺃﻥ
هﺫه ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ مألﻭﻓﺔ ألنها ﺸاﺌعﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺌـﺭﺓ ﺍلتعاﻗﺩ بﻭﺠﻪ ﻋاﻡ ،ﺃﻱ سﻭﺍﺀ ﻜاﻥ ﺍلعقﺩ مﻥ ﻋقﻭﺩ ﺍلقانﻭﻥ
ﺍلخاﺹ ،ﺃﻡ ﻜاﻥ ﻋقـﺩﺍﹰ ﺇﺩﺍﺭﻴاﹰ .ﻭتﺠﺩ هﺫه ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ مﺼﺩﺭها ﻓﻲ ﺍلعقﺩ ﻭمﻠحقاتﻪ بﺼﻔﺔ ﺃﺼﻠﻴﺔ ،ﻭهـﻲ
ﺍلتﺯﺍماﺕ تﻠتﺯﻡ بﻬا ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ،ﻭﺃخﺭﻯ ﻴﻠتﺯﻡ بﻬا ﺍلمتعاﻗﺩ مع ﺍإلﺩﺍﺭﺓ.
هﻲ مﺠمﻭﻋﺔ مﻥ ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ تﻠتﺯﻡ بﻬا ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ،ﻭتﺠﺩ مﺼﺩﺭها ﻓﻲ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ بﺼﻔﺔ ﺃﺼﻠﻴﺔ ،ﻭﻴمﻜﻥ
ﺍلتمثﻴل لﻬﺫه ﺍﻻلتﺯﺍماﺕ ،بالتﺯﺍﻡ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ بتـسﻠﻴﻡ ﺍلمتعاﻗﺩ معﻬا مﻭﺍﻗع ﺍلعمل ،ﻭﺃﺩﺍﺀ مستحقاﺕ ﺍلمتعاﻗﺩ ﺍلمالﻴـﺔ
ﻓـﻲ مﻭﺍﻋﻴـﺩها ،ﻭﺍلقﻴاﻡ بﻜل ما هﻭ متﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ مﻥ تسﻬﻴﻼﺕ تساﻋﺩ ﺍلمتعاﻗﺩ معﻬا ﻋﻠـﻰ تنﻔﻴـﺫ ﺍلتﺯﺍماتﻪ.
ﻭتﻠتﺯﻡ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ بأﺩﺍﺀ ما ﻋﻠﻴﻬا مﻥ ﺍلتﺯﺍماﺕ بحسﻥ نﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺃسﺱ مﻥ ﺍلعﺩﺍلﺔ ،ﻭﺍلمﺼﻠحﺔ ﺍلمﺸتﺭﻜﺔ بﻴنﻬا
ﻭبﻴﻥ ﺍلمتعاﻗﺩ معﻬا.
ﻴﻠتﺯﻡ ﺍلمتعاﻗﺩ مع ﺍإلﺩﺍﺭﺓ بأﺩﺍﺀ ما ﻴﺭتبﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍلعقﺩ مﻥ ﺍلتﺯﺍمـاﺕ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍلتنﻔﻴﺫ حسﺏ ﺸﺭﻭﻁ ﺍلعقﺩ
ﻭﻜﺭﺍسﺔ ﺍلﺸﺭﻭﻁ ﻭمﻠحقاﺕ ﺍلعقﺩ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﺫلﻙ بالقﺩﺭ ﺍلمحﺩﺩ ﻓﻲ ﺍلعقﺩ ،ﻭﻓﻲ ﺍلمﺩﺓ ﺍلمتﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬـا،
مﻁابقـاﹰ لﻠمﻭﺍﺼـﻔاﺕ ﺍلمﺸﺭﻭﻁﺔ ﻓﻲ ﺍلعقﺩ ﻭمﻠحقاتﻪ ،ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍلتنﻔﻴﺫ بحسﻥ نﻴﺔ.
ﻭمتﻰ ﻭﻗع ﺍلمتعاﻗﺩ مع ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ،ﺃﺼبﺢ مﻠتﺯماﹰ بالتنﻔﻴﺫ ﻋﻠﻰ ﺍلنحﻭ ﺍلﺫﻱ ﺃﺸﺭنا ﺇلﻴﻪ ،ﻭﻻ
ﻴﺠﻭﺯ ﺍلتقاﻋﺱ ﻋﻥ ﺍلتنﻔﻴﺫ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺼبﺢ ﺍلتنﻔﻴﺫ مستحﻴﻼﹰ ،لسبﺏ خاﺭﺝ ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩتﻪ ،ﻭﻻ ﻴﺩ لﻪ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ
ﻴستﻁﻴع ﺭﺩه ،و تتمثل هذه اإللتزامات ﻓﻴما ﻴﻠﻲ:
/1بالنسبﺔ لإلدارة:
العقد اﻻداري ﺸأنﻪ ﺸأن العقود اإلدارﻴﺔ ذو ﻗوة مﻠزمﺔ إذا نﺸا ﺼحﻴحا ،وﺠب ﻋﻠﻰ المتعاﻗدﻴن تنﻔﻴذ ما
التزموا بﻪ ،بحﻴث ﻴكون المﻠتزم بالعقد مسؤوﻻ ﻋن التزاماتﻪ العقدﻴﺔ ،ﻓالعقد اإلداري ﻴقﻴد ﺠﻬﺔ اإلدارة ،كما
ﻴقﻴد المتعاﻗد معﻬا ،أي أن الطرﻓﻴن ﻴﻠتزمان بتنﻔﻴذ التزاماتﻬما دون تﻔرﻴق بﻴن ﺠﻬﺔ اإلدارة و بﻴن المتعاﻗد
معﻬا ﻓﻲ هذا الخﺼوص ،و تتمثل ﻓﻲ
إن أول التزام ﻴقع ﻋﻠﻰ اإلدارة هو ان تعمل ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ العقد بمﺠرد إبرام السﻠطﺔ لﻠعقد وأن تمكن المتعاﻗد
من تنﻔﻴذ هذا العقد ،وﻻ ﻴﺠوز لإلدارة ان تتحﻠل من العقد بعد ابرامﻪ مع مراﻋاة حق اإلدارة ﻓﻲ انﻬاء العقود
اﻻدارﻴﺔ لﻠمﺼﻠحﺔ العامﺔ ما ﻴستدﻋﻲ ﻗﻴام الرابطﺔ التعاﻗدﻴﺔ بﻴن اﻻدارة و المتعاﻗد معﻬا و ﻻ ﻴﻬدر حقﻬا ﻓﻲ
انﻬاء العقد بﺈرادتﻬا المنﻔردة اذا اﻗتضﻰ الﺼالﺢ العام ذلك.
ﻓاإلدارة مﻠزمﺔ بتنﻔﻴذ العقد بمﺠرد إبرامﻪ ﻓﺈنﻬا تﻠتزم أﻴضا بتنﻔﻴذ ﺠمﻴع اﻻلتزامات المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد،
أي بﺸكل كامل ولﻴس ﺠزءا منﻬا بغﻴﺔ ﻋرﻗﻠﺔ العقد بﺸكل كﻠﻲ وﻴﺠب ﻋﻠﻰ اإلدارة باإلضاﻓﺔ إلﻰ التزامﻬا
بتنﻔﻴذ بنود العقد ،أن تتعاون مع المﻠتزم ﻓﻲ التنﻔﻴذ بحسن النﻴﺔ ،وأن ﻻ تتخذ اإلﺠراءات التﻲ من ﺸأنﻬا أن
تﻠحق الضرر بالمتعاﻗد .إنما ﻴتوﺠب ﻋﻠﻰ اإلدارة أن تؤمن لﻠمتعاﻗد إمكانﻴﺔ التنﻔﻴذ ،وأن ﻻ ﻴحول دون التنﻔﻴذ
أي سبب خارج ﻋن إرادة المتعاﻗد ،وﻴخضع لسﻠطﺔ اإلدارة ومسؤولﻴتﻬا ،ﻓﻬﻲ تسعﻰ إلﻰ تأمﻴن تنﻔﻴذ المتعاﻗد
ﻻلتزاماتﻪ من دون أﻴﺔ ﻋواﺌق ،وﻋﻠﻴﻬا إزالﺔ هذه العواﺌق سواء تمثﻠت بتنﻔﻴذ استمﻼكات أو تأمﻴن الظروف
األمنﻴﺔ أو بالتنسﻴق مع باﻗﻲ المﻠتزمﻴن.
وﻋﻠﻰ المتعاﻗد خﻼل التنﻔﻴذ ،وحﻔاظا ﻋﻠﻰ حقوﻗﻪ أن ﻴﻠﻔت نظر اﻻدارة ﻓﻲ حالﺔ اكتﺸاﻓﻪ أي خطأ من ﻗبﻠﻬا
ﻓﺈذا لم تقتنع اﻻدارة لوﺠﻬﺔ نظره ﻻ ﻴبقﻰ أمامﻪ اﻻ أمرﻴن إما الرضوخ لوﺠﻬﺔ نظر اﻻدارة واما الﻠﺠوء إلﻰ
القاضﻲ اﻻستعﺠالﻲ إثباتا لحﺼول ﻏﻠط أو أخطاء ،وذلك ﺼونا لحقوﻗﻪ من الضﻴاع وﻓﻲ الحقﻴقﺔ أن التزام
اﻻدارة لﻴس ﻓقط بتنﻔﻴذ التزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ إنما بالتنسﻴق مع مختﻠف اﻻﺠﻬزة اﻻدارﻴﺔ ومع باﻗﻲ المﻠتزمﻴن
والزامﻬا أﻴضا بتأمﻴن الظروف اﻻمنﻴﺔ
وكاﻓﺔ الموﺠبات المطﻠوبﺔ لتمكﻴن المﻠتزم من تنﻔﻴذ التزامﻪ ،تحت طاﺌﻠﺔ التعوﻴض ﻋﻠﻴﻪ ،ﻴندرج تحت إطار
مسؤولﻴتﻬا اﻻدارﻴﺔ كسﻠطﺔ ﻋامﺔ مسؤولﺔ ﻋن إدارة كاﻓﺔ المراﻓق العامﺔ و المحاﻓظﺔ ﻋﻠﻰ حسن سﻴرها
ا -تﻠتزم اإلدارة بتنﻔﻴذ العقد بمﺠرد ابرامﻪ ،وﻻ ﻴحق لﻬا ﻓسخ العقد بمﺠرد التحﻠل من التزاماتﻬا واﻻ تعرضت
لﻠمسؤولﻴﺔ التعاﻗدﻴﺔ.
ب -تنﻔﻴذ التزاماتﻬا الواردة ﻓﻲ العقد ،بطرﻴقﺔ سﻠﻴمﺔ ،تتﻔق مع ما ﻴوﺠبﻪ حسن النﻴﺔ.
ج -تمكﻴن المتعاﻗد معﻬا من تنﻔﻴذ العقد كامﻼ ،و ﻴتمثل ﻓﻲ تسﻠﻴم أماكن العمل ،و كل ما تﻠتزم اإلدارة
بتقدﻴمﻪ لﻠمتعاﻗد معﻬا
د -حماﻴﺔ المتعاﻗد معﻬا بعدم التعاﻗد مع اخرﻴن لمناﻓستﻪ ،وذلك لضمان ﻗﻴام المتعاﻗد بالتزاماتﻪ ﻋﻠﻰ احسن
وﺠﻪ ،و ﻓﻲ احسن الظروف
ه -احترام المدة المحددة ﻓﻲ العقد ،و المتعﻠقﺔ بتنﻔﻴذ اﻻﺸغال من ﻗبل المتعاﻗد معﻬا.
ي -تﻠتزم اﻻدارة أﻴضا باﻻمتناع ﻋن اتخاذ اي اﺠراء بوﺼﻔﻬا ﺠﻬﺔ ضابطﺔ ،أو متعاﻗدة ﻴتعارض مع
التزاماتﻬا مع المتعاﻗد ،كان تمنﺢ ﺸخﺼا ما حقوﻗا تتعارض مع حقوق المتعاﻗد ،ﻗد تؤدي إلﻰ حرمانﻪ من
التمتع بحقوﻗﻪ الناﺸﺌﺔ ﻋن العقد.
ﻴعد من اﻻلتزامات التﻲ ﻴنبغﻲ ﻋﻠﻰ اﻻدارة مراﻋاتﻬا أﻴضا ﻓﻲ هذا الﺸأن التزامﻬا باحترام المدد المقررة
لﻠتنﻔﻴذ ﻓﻲ العقد اﻻداري واذا كان األﺼل أن المدد المقررة ﻓﻲ العقود اﻻدارﻴﺔ ﻴقﺼد بﻬا ﻋادة المتعاﻗد مع
اﻻدارة باﻋتبار أن احترام مدة التنﻔﻴذ ﻓﻲ العقد اﻻداري أساس ﺠوهري ﻴحكم التزامات المتعاﻗد ﻓﺈنﻪ ﻴحدث أن
ﻴنص العقد ﺼراحﺔ ﻋﻠﻰ أن المدة مﻠزمﺔ لإلدارة كما هﻲ مﻠزمﺔ لﻠمتعاﻗد حﻴث ﻴتعﻴن ﻋﻠﻰ اﻻدارة احترام
المدد المحددة لﻠتنﻔﻴذ.
ﻓاإلدارة حﻴن تبرم ﻋقودها ،ﻓﺈن هذه العقود تكون لمدة او لﻔترة زمنﻴﺔ معﻴنﺔ تبدأ من تارﻴخ تحرﻴر العقد و
تنتﻬﻲ بانتﻬاء المدة المعﻴنﺔ المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد ،و ﻓﻲ هذه المدة ﻗد تقوم اﻻدارة بﺈدخال تعدﻴﻼت
ﻋﻠﻴﻬا سواء كانت هذه التعدﻴﻼت بالزﻴادة او بالنقﺼان.
¬ بحﻴث تﻠتزم من حﻴث المبدأـ باحترام المﻬل المحددة لتنﻔﻴذ العقد اإلداري؛ ألن ﻋنﺼر الزمن هو من
األهمﻴﺔ بالنسبﺔ إلﻰ المتعاﻗد ،كما هو بالنسبﺔ إلﻰ اإلدارة؛ لكون المتعاﻗد ﻴأخذه ﻓﻲ الحسبان ﻋند إﻗدامﻪ
ﻋﻠﻰ التعاﻗد مع اإلدارة ،لذا ﻻ ﻴمكن لإلدارة تعدﻴل هذه المدة إﻻ ضمن حدود ضرورات المرﻓق العام ،وكل
إهمال أو مخالﻔﺔ من ﻗبﻠﻬا ﻴستوﺠب المسؤولﻴﺔ.
و من ثمﺔ ﻴمكن لإلدارة أن تعدل التنﻔﻴذ المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ العقد سواء بتقﺼﻴره او تمدﻴده متﻰ اﻗتضﻰ اﻻمر
ذلك ،ﻓتستطﻴع اﻻدارة أن تطﻠب من المورد أو المقاول أن ﻴتم التورﻴد ،أو أن ﻴتم اﻻﺸغال ﻓﻲ مدة اﻗﺼر
من المدة المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد ،كما تستطﻴع اﻻدارة أن تطﻠب وﻗف اﻻﻋمال أو تأﺠﻴﻠﻬا ،أو تأخﻴر تنﻔﻴذها
ﻋن المدة المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد كﻠما استوﺠبت المﺼﻠحﺔ العامﺔ ذلك.
ونظ ار ألهمﻴﺔ مدة التنﻔﻴذ وارتباطﻬا ارتباطا وثﻴقا بسﻴر المراﻓق العامﺔ ،ﻓﺈن المﺸرع ﻴحرص ﻋﻠﻰ ادراج
نﺼوص خاﺼﺔ بتحدﻴد مدة التنﻔﻴذ ،وتحدﻴد الﺠزاءات التﻲ توﻗع ﻋﻠﻰ المتعاﻗد ﻋند ﻋدم احترامﻪ لﻬذه المدة
أثناء تنﻔﻴذه لﻠعقد ،كما ﻴقع ﻋﻠﻰ ﻋاتق اإلدارة المتعاﻗدة ،مسؤولﻴﺔ ﻋقدﻴﺔ موﺠبﺔ التعوﻴض ،إذا كانت هﻲ
المتسببﺔ ﻓﻲ تأخر وتباطأ المتعاﻗد.
ﻓمﻬﻠﺔ التنﻔﻴذ ﻓﻲ العقود اإلدارﻴﺔ ،ﻴتم اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻬا برضا أطراف العقد ،ﻓاإلدارة من حﻴث المبدأ ﻻ تستطﻴع
ﻓرض مﻬل ﻏﻴر متواﻓق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد ،وهذا المبدأ ﻴنطبق ﻋﻠﻰ كاﻓﺔ العقود اإلدارﻴﺔ .ﻓالمتعاﻗد مع اإلدارة
ﻴسعﻰ من أﺠل انﺠاز ﺠمﻴع التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ،خﻼل المﻬﻠﺔ الزمنﻴﺔ المحددة ﻓﻲ العقد ،تحت طاﺌﻠﺔ إنزال
العقوبات بحقﻪ من ﻗبل اإلدارة ،وﻓﻲ حالﺔ ما استﺠدت الظروف ،أو ﻗامت اإلدارة بطﻠب تعدﻴل العقد بزﻴادة
بعض األﻋمال ،ﻓﻔﻲ هذه الحالﺔ تقوم بتمدﻴد المدة لتمكﻴن المتعاﻗد من تنﻔﻴذ األﻋمال الﺠدﻴدة ،وتتم بالتواﻓق
بﻴن المتعاﻗدﻴن أو بقرار من اإلدارة ،كما ﻴكون هناك تساهل من ﻗبل اإلدارة إذا كان سبب تأخر المتعاﻗد ﻓﻲ
تنﻔﻴذ العقد سببﻪ ﻗوة ﻗاهرة أو بﻔعل اإلدارة.
و ﻋﻠﻴﻪ ان اإلدارة ﻋند تعاﻗدها تضع بعﻴن اﻻﻋتبار ﻋنﺼر الزمن الذي ﻴنبغﻲ خﻼلﻪ تنﻔﻴذ العقد ،حتﻰ
ﻴتسنﻰ لﻬا اﻻنتﻬاء من العمﻠﻴﺔ التعاﻗدﻴﺔ والدخول ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺠدﻴدة أو تنﻔﻴذ ﺠزء أو ﺸطر من البرنامج
المسطر واﻻنتقال إلﻰ ﺠزء آخر .و ﻏرامﺔ التأخﻴر هﻲ مبﻠغ من المال ﻴتﻔق ﻓﻲ العقد ﻋﻠﻰ أداء المتعاﻗد
لﻪ لﺼالﺢ ﺠﻬﺔ اإلدارة المتعاﻗدة .ﺠزاء إخﻼلﻪ بالوﻓاء بالتزامﻪ ﻓﻲ المﻴعاد المقرر بنﺼوص العقد أو ﻓﻲ مدتﻪ
اإلضاﻓﻴﺔ التﻲ تواﻓق ﻋﻠﻴﻬا اإلدارة.
المقابل المالﻲ هو اول حق ﻴستمده المتعاﻗد من العقد اإلداري ،و هو ما ﻴحﺼل ﻋﻠﻴﻪ المتعاﻗد مع اﻻدارة
بناء أﻋﻠﻰ ﻋقد مقابل ما نﻔذه من اﻋمال و تورﻴدات لﺼالﺢ ﺠﻬﺔ اﻻدارة المتعاﻗدة .و الوﻓاء بﻪ ﻴعد من
اهم التزامات اﻻدارة ،و ﻴسعﻰ المتعاﻗد لتحقﻴق الربﺢ ﻋند استﻼمﻪ المقابل المالﻲ ،مقابل تنﻔﻴذ ﻻلتزاماتﻪ
التعاﻗدﻴﺔ.
بحﻴث ان اﻻدارة ﻻ تستطﻴع التعاﻗد أو إﺠراء أي تﺼرف ﻴرتب ﻋﻠﻴﻬا التزامات مالﻴﺔ ،ما لم ﻴتوﻓر لدﻴﻬا
اﻻﻋتماد المالﻲ الﻼزم ،كذلك تﻠتزم بعدم تﺠاوز حدود هذا اﻻﻋتماد المالﻲ وﻴترتب ﻋﻠﻰ مخالﻔﺔ اإلدارة لﻬذا
اﻻلتزام مسؤولﻴتﻬا القانونﻴﺔ.
ﻓالمقابل المالﻲ هو من أهم التزامات اإلدارة المتعاﻗدة وكذلك من أهم حقوق المتعاﻗد معﻬا ،ألن هدف هذا
األخﻴر من التعاﻗد هو الحﺼول ﻋﻠﻰ الربﺢ ،وﻴتخذ المقابل المالﻲ ﺼو ار متعددة بحسب موضوع العقد ،ﻓقد
ﻴكون مرتبا ﺸﻬرﻴا كما هو الحال ﻓﻲ ﻋقد التوظﻴف ﻓﻲ مﺠال الوظﻴﻔﺔ العمومﻴﺔ ،وﻗد ﻴكون ثمنا لﻠسﻠع
والبضاﺌع كما هو الحال ﻓﻲ ﻋقود التورﻴد ،وثمن العمل المقدم ﻓﻲ ﻋقود األﺸغال العمومﻴﺔ ،أو رسوم
ﻴتقاضاها المتعاﻗد من المنتﻔعﻴن كما هو الحال ﻓﻲ ﻋقد امتﻴاز المرﻓق العمومﻲ.
ﻓالمقابل المالﻲ هو من أهم الحقوق التﻲ ﻴتمتع بﻬا المتعاﻗد ،ﻓﻬو ﻋاﺌد مادي ﻴحﺼل ﻋﻠﻴﻪ مقابل تنﻔﻴذه لﻠعقد
وﻴمنع ﺠﻬﺔ اﻻدارة من المساس بتعدﻴﻠﻪ بﺈرادتﻬا المنﻔردة ،لما لﻪ من طبﻴعﺔ تعاﻗدﻴﺔ مؤداها ثبات الﺸروط
المتعﻠقﺔ بالمقابل المالﻲ .ولذلك نﺠد ﻓﻲ المقابل المالﻲ ما هو ثابت وما هو ﻗابل لﻠمراﺠعﺔ .وسوف نتطرق
لﻬما ﻓﻲ ﻓرﻋﻴن:
ان مبدا ثبات المقابل المالﻲ لﻠمتعاﻗد ،انما ﻴقتﺼر ﻋﻠﻰ العناﺼر التعاﻗدﻴﺔ المتﺼﻠﺔ بﻬذا المقابل ﻓقط ،اما
بالنس بﺔ لﻠعناﺼر ﻏﻴر التعاﻗدﻴﺔ (ﻻﺌحﻴﺔ ،أو تنظﻴمﻴﺔ) ﻓان ﺠﻬﺔ اﻻدارة تمﻠك تعدﻴﻠﻬا بﺈرادتﻬا المنﻔردة مثل
الرسم ﻓﻲ مﺠال ﻋقود اﻻلتزام.
و ﻋﻠﻴﻪ ﻓان مبدأ ثبات المقابل المالﻲ لﻠمتعاﻗد ،إنما ﻴؤدي دو ار كامﻼ ﻓﻲ المﺠال التعاﻗدي ،اذ ﻻ ﻴﺠوز ألي
طرف من الرابطﺔ العقدﻴﺔ ،ان ﻴستقل بتعدﻴل هذا المقابل ،دون رضا الطرف اﻻخر ،ﻋكسﻪ ﻓﻲ المﺠال
الﻼﺌحﻲ أو النظامﻲ ،ﻓان ﺠﻬﺔ اﻻدارة بﺈمكانﻬا تعدﻴل المقابل المالﻲ المستحق لﻠمتعاﻗد بﺈرادتﻬا المنﻔردة،
وتعوﻴضﻪ ﻋن ما ﻴﻠحقﻪ من ضرر نتﻴﺠﺔ التعدﻴﻼت التﻲ تقوم بﻬا ،و ذلك حﻔاظا ﻋﻠﻰ التوازن المالﻲ لﻠعقد
اﻻداري.
واستثناء ﻋﻠﻰ مبدا ثبات المقابل المالﻲ ،ﻓقد ﻴتدخل المﺸرع بتعدﻴل اﻻسعار ،او ﻴخول احد طرﻓﻲ العقد
الحق ﻓﻲ المطالبﺔ بتعدﻴل السعر المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ اﺼﻼ .و هنا ﻗد ﻴخول المﺸرع الﺠﻬﺔ اﻻدارﻴﺔ المتعاﻗدة الحق
بالتدخل بتعدﻴل المقابل المالﻲ طبقا لﻠﺼالﺢ العام .بالتالﻲ نستخﻠص ان المقابل المالﻲ ﻓﻲ العقود اﻻدارﻴﺔ
ﻴتضمن ﺸقﻴن ،ﺸق تعاﻗدي ﻻ تمﻠك اﻻدارة تعدﻴﻠﻪ دون مواﻓقﺔ الطرف اﻻخر ،كالثمن ﻓﻲ ﻋقود اﻻﺸغال
العامﺔ و التورﻴد ،و ﺸق ﻻﺌحﻲ تمﻠك اﻻدارة حق التعدﻴل بﺈرادتﻬا المنﻔردة ،ألنﻬا متﺼﻠﺔ بسﻴر المراﻓق
العامﺔ ،كالرسم ﻓﻲ ﻋقود اﻻلتزام.
كما ﻴتخذ المقابل المالﻲ ﺼور متعددة ،إذ تختﻠف باختﻼف العقود ،ﻓقد ﻴكون هذا المقابل او كما ﻴسمﻰ ﻓﻲ
الﺼﻔقات العمومﻴﺔ بالسعر ،ﻋﻠﻰ ﺸكل ثمن كما هو الحال ﻓﻲ ﻋقود اﻻﺸغال العامﺔ و التورﻴد و النقل...الخ
و هو ﻏﻴر ﻗابل لتعدﻴل اﻻدارة بﺈرادتﻬا المنﻔردة و دون مواﻓقﺔ المتعاﻗد معﻬا .أما المقابل المادي ﻓﻲ ﻋقود
اﻻلتزام ﻴسمﻰ رسما و ﻴﻠتزم بأداﺌﻪ لﻠمﻠتزم المنتﻔع بخدمات المرﻓق محل ﻋقد اﻻلتزام ،و ﻴمكن لإلدارة
و المتعاﻗد معﻬا اﻻتﻔاق ﻋﻠﻰ تعدﻴل السعر اﻻﺼﻠﻲ.
ﻓاإلدارة المتعاﻗدة تﻠتزم بأداء المقابل المالﻲ لﻠمتعاﻗد معﻬا متﻰ أوﻓﻰ بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ،وﻴكون هذا المقابل
مستحقا بمﺠرد اﻻنتﻬاء من األﻋمال ﻓﻲ ﻋقود األﺸغال العامﺔ أو تسﻠﻴم األﺼناف المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ ﻋقد
التورﻴد ،بﺸرط مطابقﺔ األﻋمال واألﺼناف لﻠﺸروط المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا بالعقد أو دﻓاتر الﺸروط.
ﻓطابع السعر مثﻼ ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ ﻋموما ومن حﻴث المبدأ ﻏﻴر ﻗابل لﻠتغﻴﻴر ،استثناء إذا طرأت ﻋﻠﻴﻪ حاﻻت
ﻗد تمﻠﻴﻬا ارادة المتعاﻗدﻴن ،أو لظروف خارﺠﻴﺔ ،وﻗد أﻓادت المادة 69إلﻰ 101من المرسوم
الرﺌاسﻲ 241/11المتضمن تنظﻴم الﺼﻔقات العمومﻴﺔ بﺈمكانﻴﺔ أن ﻴكون السعر ثابتا أو ﻗابﻼ لﻠم ارﺠعﺔ ،وﻓﻲ
الحالﺔ األخﻴرة ﻴﺠب أن تحدد الﺼﻔقﺔ ﺼﻴغتﻪ أو ﺼﻴغ مراﺠعتﻪ وكذلك كﻴﻔﻴات تطبﻴقﻬا.
ﻋﻠﻰ ضوء ما ﺠاء ﻓﻲ تنظﻴم الﺼﻔقات العمومﻴﺔ الﺠزاﺌري ،إن المقابل المالﻲ الذي ﻴتقاضاه المتعامل المتعاﻗد
مع المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة إما أن ﻴكون ثابتا واما أن ﻴكون ﻗابﻼ لﻠمراﺠعﺔ والتحﻴﻴن ،ولقد كرس المﺸرع ﺼراحﺔ
ﻓﻲ المواد من 69إلﻰ .101
وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ بند المراﺠعﺔ ،هناك ما ﻴعرف بالتحﻴﻴن ،وهو ﻋمﻠﻴﺔ إﻋادة النظر والتقﻴﻴم لألسعار المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا
ﻓﻲ انﺠاز ﺼﻔقﺔ نظ ار لﻠتقﻠبات اﻻﻗتﺼادﻴﺔ التﻲ تؤثر انعكاساتﻬا ﻋﻠﻰ األسعار وتغطﻰ هذه العمﻠﻴﺔ الﻔترة
الممتدة من نﻬاﻴﺔ ﺼﻼحﻴﺔ العرض إلﻰ األمر بالبدء باألﺸغال.
إذا كان األمر ﻓﻲ الﺼﻔقات القﺼﻴرة األﺠل ﻻ ﻴستدﻋﻲ إﺠراء تغﻴﻴر ﻓﻲ األسعار ،ﻓاألمر ﻴختﻠف ﻓﻲ
الﺼﻔقات التﻲ ﻴمتد آﺠال تنﻔﻴذها لسنوات طوﻴﻠﺔ والتﻲ كثﻴ ار ما تكون أسعارها ﻗابﻠﺔ لﻠم ارﺠعﺔ والتحﻴﻴن .
و أول ﻓرضﻴﺔ لتعدﻴل األسعار األولﻴﺔ ،هﻲ اﻻتﻔاق أثناء إبرام الﺼﻔقﺔ ومسبقا ﻋﻠﻰ بنود التغﻴﻴر ،هذا البند
ﻴمنﺢ الحق لألطراف المتعاﻗدة لتعدﻴل السعر األولﻲ بﺈﻋادة تحدﻴد ﻗﻴمتﻪ ﻋندما تحدث تعدﻴﻼت ﻓﻲ الظروف
المحﻴطﺔ بﺈنﺠاز الﺼﻔقﺔ .أي كل طﻠب لتعدﻴل السعر األولﻲ أثناء تنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ ﻻ ﻴمكن ﻗبولﻪ إﻻ إذا سبق
اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻪ ﺼراحﺔ ﻓاﻻلتزام التعاﻗدي هو الذي ﻴبرر تغﻴﻴر السعر وهذا التغﻴﻴر ﻴتم بالمراﺠعﺔ أو التحﻴﻴن.
مراﻋاة لﻠتغﻴﻴرات اﻻﻗتﺼادﻴﺔ التﻲ تحد ث أثناء تنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ .
ﻴعد اﻻلتزام بتنﻔﻴذ العقد الباﻋث األساسﻲ ﻋﻠﻰ التعاﻗد ،حﻴث ﻴتنوع هذا اﻻلتزام إلﻰ مﺠموﻋﺔ من اﻻلتزامات
تﺼب كﻠﻬا ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد اإلداري ﻋﻠﻰ أكمل وﺠﻪ من طرف المتعاﻗد مع اإلدارة،
-1اﻻلتزام بتنﻔﻴذ بنود العقد واألداء الﺸخﺼﻲ لﻠخدمﺔ
ﻴتعﻴن ﻋﻠﻰ المتعاﻗد أن ﻴنﻔذ التزاماتﻪ وﻓقا ما ورد ﻓﻲ العقد أو الوثاﺌق المرﻓقﺔ بﻪ ،خاﺼﺔ دﻓاتر الﺸروط،
ﻓالعقد هو الذي ﻴتضمن التزامات المتعاﻗد مع اإلدارة وﻴحددها بدﻗﺔ كما ﻴحدد مقدارها وآﺠال تنﻔﻴذها ،وﻗد
تترك اإلدارة اﻻتﻔاق مع المتعاﻗد معﻬا ﻋﻠﻰ تﻔﺼﻴل العقد اإلداري ﻓﻲ دﻓاتر الﺸروط باﻻﻋتماد ﻋﻠﻰ األحكام
العامﺔ التﻲ تضمنﻬا هذا العقد ،ﻓﻴكون ما تضمنﻪ العقد وما ورد ﻓﻲ الﺸروط العامﺔ كﻼهما مﻠزم لﻠمتعاﻗد،
ﻓدﻓاتر الﺸروط تمثل ﺠزء من العقد.
حﻴث ﻴﻠتزم المتعاﻗد بأداء الخدمﺔ حسب الﺸروط واألوﺼاف المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا وتعﻠﻴمات اإلدارة ،وحسب مبادئ
القانون العام ،ﻓﺈذا اطﻠع هذا األخﻴر ﻋﻠﻰ دﻓتر الﺸروط بعد أن مكنتﻪ اإلدارة منﻪ وتعﻬد بالتنﻔﻴذ وتعاﻗد معﻬا،
كما ﻴنبغﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻻمتثال لألوامر الﺼادرة ﻓﺈنﻪ ﻴتحمل نتاﺌج هذا التعﻬد من خﻼل اﻻلتزام بﺸروط العقد
ﻋن اإلدارة ونواهﻴﻬا ﻓﻲ إطار ممارسﺔ سﻠطﺔ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ .وﻻ ﻴعﻔﻰ من ذلك إﻻ بالتنﻔﻴذ الكامل لﻠعقد أو
أداء اﻻلتزام .
ولﻴس لﻠمتعاﻗد اﻻمتناع ﻋن التنﻔﻴذ بدﻋوى وﺠود تقﺼﻴر أو إخﻼل من ﺠانب اإلدارة باﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ،
حﻴث ﻴتعﻴن ﻋﻠﻴﻪ اﻻستمرار ﻓﻲ التنﻔﻴذ وﻓﻲ المقابل لﻪ أن ﻴﻠﺠأ إلﻰ القضاء لﻠمطالبﺔ بحقوﻗﻪ ،دون الﻠﺠوء
. إلﻰ وﻗف التنﻔﻴذ
وﻓﻲ ما ﻴخص األداء الﺸخﺼﻲ لﻠخدمﺔ ،ﻓﺈن المتعاﻗد مع اإلدارة ﻴﺠب ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴقوم بتنﻔﻴذ العقد ﺸخﺼﻴا
وبنﻔسﻪ ،ﻓﻼ ﻴﺠوز لﻪ أن ُﻴحل ﺸخص ﻏﻴره ألداء الخدمات المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا ،أو أن ﻴﻠﺠأ لﻠتعاﻗد من الباطن
دون مواﻓقﺔ اإلدارة ،ﻓﺈذا حدث وتنازل ﻋن العقد بدون مواﻓقﺔ اإلدارة ﻓﺈن هذا التنازل ﻴعد باطﻼ بطﻼن مطﻠق
لتعﻠقﻪ بالنظام العام ،وﻴترتب ﻋﻠﻰ هذا الخطأ توﻗﻴع الﺠزاءات المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد خاﺼﺔ ﻓسخ العقد
باﻋتباره خطأ ﺠسﻴما .
وﻴقﺼد بالتنازل ﻋن العقد أن ﻴحل ﺸخص آخر محل المتعاﻗد مع اإلدارة لتنﻔﻴذ ﺠمﻴع اﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ،
أي تنﻔﻴذ العقد كﻠﻴا ،أما التعاﻗد من الباطن هو أن ﻴتﻔق المتعاﻗد مع الغﻴر من ﺠﻬات متخﺼﺼﺔ ذات كﻔاءة
وخبرة من أﺠل تنﻔﻴذ ﺠزء من العقد ﻓقط ،وﻴكون ذلك ﻏﻴر ﺠاﺌز دون المواﻓقﺔ الكتابﻴﺔ لﺠﻬﺔ اإلدارة ﻋﻠﻰ
ذلك مسبقا ،وﻋدم الحﺼول ﻋﻠﻰ إذن من اإلدارة ﻴعتبر خطأ ﻋقدﻴا ،ﻓﻴعرف التعاﻗد من الباطن بأنﻪ" :
التﺼرف الذي ﻴبرمﻪ المتعاﻗد ﻓﻲ العقد األﺼﻠﻲ مع الغﻴر بقﺼد تنﻔﻴذ ﺠزء من محل العقد أو تنﻔﻴذ التزاماتﻪ
" .
وﻗد ﺠسد المﺸرع الﺠزاﺌري ﻓكرة التعاﻗد من الباطن ﻓﻲ ﻗانون الﺼﻔقات العمومﻴﺔ من خﻼل ما اﺼطﻠﺢ ﻋﻠﻰ
تسمﻴتﻪ بعقد المناولﺔ الذي ﻴتم بﻴن المتعامل المتعاﻗد األﺼﻠﻲ والمناول ،ﻓﻲ المادة 140من المرسوم الرﺌاسﻲ
،241-11مراﻋاة لعدم امكانﻴﺔ ﻗﻴام المتعاﻗد مع اإلدارة بﺠمﻴع ﺠزﺌﻴات المﺸروع.
وبالتالﻲ المقﺼود باألداء الﺸخﺼﻲ لﻠخدمﺔ لﻴس أن ﻴﻠتزم المتعاﻗد مع اإلدارة بالقﻴام بالعمل موضوع العقد
وحده دون اﻻستعانﺔ بالغﻴر ،بل هو ﻋدم ﺠواز تحمﻴل المتعاﻗد الغﻴر مسؤولﻴﺔ ما تعﻬد بالوﻓاء بﻪ ،لكونﻪ
المسؤول الوحﻴد بعد توﻗﻴع العقد ﻋن التنﻔﻴذ الكامل والنﻬاﺌﻲ لﻪ ،حﻴث ﻴﺠوز لﻪ الﻠﺠوء إلﻰ المناولﺔ ﻓﻲ إطار
ﺼﻔقﺔ بمنﺢ ﺠزء منﻬا لمناول ،وهذا ما أكدتﻪ المادة 141من المرسوم الرﺌاسﻲ . 241-11
وتﺠدر اإلﺸارة أنﻪ ﻗد ﻴحدث أثناء تنﻔﻴذ العقد ما ﻗد ﻴحول دون أداء المتعاﻗد مع اإلدارة ﻻلتزاماتﻪ ﺸخﺼﻴا
ومع ذلك ﻴبقﻰ تنﻔﻴذ العقد مستم ار وﻴكون هذا ﻓﻲ حالتﻴن هما :
ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم تطرق نﺼوص العقد أو دﻓاتر الﺸروط لمﺼﻴر العقد ﻋند وﻓاة المتعاﻗد مع اإلدارة ﻓﺈن الﻔقﻪ
ولإلدارة أن تﻠﺠأ ﻓﻲ ذلك لعدة ﻴرﺠﺢ حق اإلدارة ﻓﻲ ﻓسخ العقد أو استم اررﻴﺔ تنﻔﻴذه من طرف الورثﺔ،
اختﻴارات ،ﻓﺈما أن تقوم بﻔسخ العقد مع رد التأمﻴن ،أو أن تسمﺢ لﻠورثﺔ باﻻستمرار ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد إذا ما
واﻓقوا ﻋﻠﻰ ذلك بﺈخطار الﺠﻬﺔ اإلدارﻴﺔ كتابﻴا بذلك ،بﺸرط أن ﻴعﻴنوا وكﻴﻼ ﻋنﻬم من خﻼل توكﻴل تواﻓق
ﻋﻠﻴﻪ السﻠطﺔ المختﺼﺔ ،ما ﻴواﻓق الورثﺔ ﻋﻠﻰ ذلك ،تكتب اإلدارة تقرﻴر مﻔﺼل ﻋن التنﻔﻴذ ﻴتضمن ما ﻋﻠﻰ
المتعاﻗد وما لﻪ ،وتﻔرج بعدها ﻋن الضمان المالﻲ النﻬاﺌﻲ ،أما إذا كان العقد مبرما مع أكثر من متعاﻗد
وتوﻓﻲ أحدهم ﻓﻴمكن لإلدارة أن تنﻬﻴﻪ مع رد مبﻠغ التأمﻴن أو أن تطالب باﻗﻲ المتعاﻗدﻴن بمواﺼﻠﺔ التنﻔﻴذـ
واذا ما ﻗدرت اإلدارة أن ﺸخﺼﻴﺔ المتعاﻗد المتوﻓﻰ كانت محل اﻋتبار وتمثل الضمانﺔ األساسﻴﺔ لحسن تنﻔﻴذ
العقد ،لﻬا أن تقوم بﻔسخ العقد .
تثﻴر مسألﺔ إﻓﻼس المتعامل المتعاﻗد أثناء تنﻔﻴذه لﻠعقد ﻋدة تساؤﻻت حول مﺼﻴر العقد اإلداري خاﺼﺔ ﻓﻲ
تﻠك العقود التﻲ تكون ﻓﻴﻬا ﺸخﺼﻴﺔ المتعاﻗد محل اﻋتبار مثل ﻋقود اﻻلتزام .وﻓﻲ ذلك رأى مﺠﻠس الدولﺔ
الﻔرنسﻲ أن هذه المسألﺔ ترﺠع إلﻰ ﺸروط العقد ،ﻓﺈن لم ﻴوﺠد ﻓﻴﻬا حل ﻓﺈنﻪ ﻴطبق القاﻋدة التﻲ بمقتضاها
ﻻ ﻴؤدي إلﻰ اإلﻓﻼس أو اإلﻋسار بذاتﻪ إلﻰ إنﻬاء العقد ،وانما اإلدارة هﻲ التﻲ تقرر الﻔسخ إذا رأت أن
المﺼﻠحﺔ العامﺔ تقضﻲ ذلك .
أما بالنسبﺔ لﻠمﺸرع الﺠزاﺌري ﻓقد تناول حالﺔ اإلﻓﻼس أو اإلﻋسار ضمن الحاﻻت التﻲ تؤدي لإلﻗﺼاء
المؤﻗت أو النﻬاﺌﻲ من المﺸاركﺔ ﻓﻲ الﺼﻔقات العمومﻴﺔ ،ﻓﻲ المادة 11من المرسوم الرﺌاسﻲ ،241-11
حﻴث أنﻪ ولما كان اإلﻓﻼس أو اإلﻋسار ﻴؤدﻴان إلﻰ اإلﻗﺼاء من المﺸاركﺔ ﻓﻲ الﺼﻔقات العمومﻴﺔ ﻓﺈنﻪ من
باب أولﻰ ﻴؤدﻴان إلﻰ ﻓسخ العقد .كون إﻓﻼس المتعاﻗد أو إﻋساره ﻴؤدي إلﻰ ﻋﺠزه ﻋن الوﻓاء بالتزاماتﻪ
التعاﻗدﻴﺔ وبالتالﻲ ﻴحق لإلدارة سحب العمل منﻪ .
إﻻ أن هناك استثناء ﻋﻠﻰ ﻓسخ اإلدارة لﻠعقد ﻓﻲ حالﺔ إﻓﻼس المتعاﻗد معﻬا ،حﻴث ﻴمكن لﻬا ﻗبول ﻋرض
الداﺌنﻴن بﺈتمام تنﻔﻴذ العقد ﻓﻲ ﻋندما ﻴكون ﻓﻲ ذلك زﻴادة ﻓﻲ أموال مدﻴنﻬم المﻔﻠس وهو ما ﻴمكنﻬم من
استعادة ﻗسم أكبر من دﻴونﻬم .
وﻓﻲ األخﻴر ﻴمكن القول أن المتعامل المتعاﻗد ﻴﻠتزم باإلضاﻓﺔ إلﻰ تقﻴده بالبنود الواردة ﻓﻲ العقد واألداء
الﺸخﺼﻲ لﻠخدمﺔ ،بما تمﻠﻴﻪ القواﻋد العامﺔ المنظمﺔ لﻼلتزامات التعاﻗدﻴﺔ والتﻲ توﺠب ﻋﻠﻰ المتعاﻗد مع
اإلدارة الوﻓاء بالتزاماتﻪ كامﻠﺔ وﻓقا لمبدأ حسن النﻴﺔ الذي هو واﺠب تعاﻗدي ﻴﻔرض ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ العقد معا.
ﻴعتبر التزام المتعاﻗد باآلﺠال المحددة ﻓﻲ العقد من بﻴن أهم اﻻلتزامات التﻲ تقع ﻋﻠﻰ ﻋاتقﻪ ﻻتﺼالﻪ بالخدمﺔ
العامﺔ ولما ﻓﻲ ذلك من تأثﻴر ﻋﻠﻰ حسن سﻴر المرﻓق العام ،ﻓتحدﻴد مدة التنﻔﻴذ ﻴحول دون تماطل المتعاﻗد
ﻓﻲ أداﺌﻪ لﻠخدمﺔ موضوع العقد وهو ما ﻴضمن اﻻنتظام واﻻطراد ﻓﻲ سﻴر المرﻓق.
وﻴتم تحدﻴد مدة التنﻔﻴذ باتﻔاق طرﻓﻲ العقد ،ﻓﻠﻴس لإلدارة من حﻴث المبدأ ﻓرض مدد لم ﻴتم اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ
العقد ،وﻴﺸمل هذا المبدأ كاﻓﺔ العقود اإلدارﻴﺔ .وﻗرر مﺠﻠس الدولﺔ الﻔرنسﻲ أنﻪ ﻓﻲ حالﺔ لم تحدد هده المدة
ﻓﻲ العقد ودﻓاتر الﺸروط ﻴﺠب أن ﻴكون هناك مدة متعارف ﻋﻠﻴﻬا حسب الظروف وﻗدرات المتعاﻗد والعقود
المﺸابﻬﺔ .
وﻻ ﻴﺠوز كأﺼل ﻋام أن ﻴتﺠاوز المتعاﻗد مع اإلدارة األﺠل المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ ،حﻴث ﻴﻠتزم هذا األخﻴر باحترام
اآلﺠال المقررة لتنﻔﻴذ العقد ،وﻗد منﺢ المﺸرع لإلدارة ﻓﻲ حالﺔ تﺠاوز المتعاﻗد معﻬا لﻠمدة المحددة لﻠتنﻔﻴذ،
حق توﻗﻴع ﻋقوبات مالﻴﺔ ،وهذا ما نﺼت ﻋﻠﻴﻪ المادة 141المذكورة سابقا ،كما أﺸار المﺸرع ﻓﻲ نﻔس
المادة إلﻰ الحاﻻت التﻲ تحول دون توﻗﻴع هذه العقوبات ﻋﻠﻰ المتعاﻗد حتﻰ ﻋند التأخﻴر ﻓﻲ التنﻔﻴذ ،وذلك
ﻓﻲ حالتﻴن هما :
أن ﻻ ﻴكون التأخﻴر ﻗد تسبب ﻓﻴﻪ المتعامل المتعاﻗد الذي تسﻠم لﻪ ﻓﻲ هذه الحالﺔ أوامر بتوﻗﻴف -
األﺸغال أو استﺌناﻓﻬا.
حالﺔ القوة القاهرة (وتحدد كﻴﻔﻴات تطبﻴق حاﻻت القوة القاهرة ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ ،بنص المادة 61من -
المرسوم الرﺌاسﻲ ).241-11
هذا وﻴعود القرار إلﻰ اإلدارة (المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة) ﻓﻲ اﻻﻋﻔاء من العقوبات المالﻴﺔ الناﺠمﺔ ﻋن التأخﻴر
الناﺠم ﻋن هاتﻴن الحالتﻴن ،وﻴترتب ﻋن هذا اﻻﻋﻔاء تحرﻴر ﺸﻬادة إدارﻴﺔ.
وﻴختﻠف اﻻلتزام باحترام آﺠال تنﻔﻴذ العقد بحسب طبﻴعﺔ كل ﻋقد ،ﻓﻔﻲ مﺠال الﺼﻔقات العمومﻴﺔ والتﻲ تعتبر
من أهم العقود اإلدارﻴﺔ ،ﺼﻔقات التورﻴد مثﻼ ،ﻴﻠتزم المتعامل المتعاﻗد بتوﻓﻴر التورﻴدات والسﻠع لﻠمﺼﻠحﺔ
المتعاﻗدة ﻓﻲ مواﻋﻴدها ،وأي تأخﻴر من طرﻓﻪ ﻴبرر ﻓرض هذه األخﻴرة لسﻠطتﻬا ﻓﻲ توﻗﻴع ﻏرامات تأخﻴرﻴﺔ
دون الحاﺠﺔ إلﻰ توﺠﻴﻪ إنذار مع مراﻋاة حﺠم الﺼﻔقﺔ ومتطﻠبات السرﻋﺔ ﻓﻲ التسﻠﻴم ،من أﺠل ذلك تحرص
المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ﻋﻠﻰ ضبط آﺠال التنﻔﻴذ وآﺠال لﻠتسﻠﻴم ،استﺠابﺔ ﻻﻋتبارات تسﻴﻴر المراﻓق العامﺔ بانتظام
واطراد .
ﻴعتبر مبﻠغ الضمان أو مبﻠغ التأمﻴن "احتﻴاط مالﻲ ﻴوضع تحت تﺼرف اإلدارة" وﻴﻠتزم المتعاﻗد بأن ﻴضعﻪ
تحت تﺼرف اإلدارة ﻋند إبرام العقد وﻗبل مطالبتﻪ بالتسبﻴقات ،حﻴث ﻴمكن لإلدارة مﺼادرتﻪ ﻓﻲ إطار ما
لﻬا من سﻠطﺔ ﻓﻲ توﻗﻴع الﺠزاء كما سبقت اﻻﺸارة إلﻴﻪ .
ﻓﻴكون بذلك مبﻠغ التأمﻴن بمثابﺔ إثبات لﻠمﻼءة المالﻴﺔ لﻠمتعاﻗد مع اإلدارة وﻗدرتﻪ ﻋﻠﻰ تحمل المسؤولﻴات
التﻲ ﻗد تنتج ﻋن تقﺼﻴره وإلثبات نﻴتﻪ وﺠدﻴتﻪ ﻓﻲ القﻴام بالتزاماتﻪ ﻋﻠﻰ أكمل وﺠﻪ ،باإلضاﻓﺔ إلﻰ أنﻪ ﻴﺸكل
ضمان لإلدارة ﻓﻲ حالﺔ إخﻼل المتعاﻗد بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ،حﻴث اﺸترط التنظﻴم القانونﻲ ﻓﻲ مﺠال الﺼﻔقات
العمومﻴﺔ ﻋدة أنواع من الكﻔاﻻت ﻋﻠﻰ ﻏرار كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ وﻏﻴرها التﻲ تعد أهم الضمانات المالﻴﺔ
المﻔروضﺔ ﻋﻠﻰ المتعاﻗد.
ﻓالمتعامل اﻻﻗتﺼادي ﻴؤسس كﻔالﺔ لضمان العطاء الذي تقدم بﻪ ،وكﻔالﺔ أخرى لضمان حسن تنﻔﻴذ المﺸروع
إذا ما حاز ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻴمكن القول أن مبﻠغ التأمﻴن ﻴكون ﻋﻠﻰ نوﻋﻴن ،تأمﻴن ابتداﺌﻲ وتأمﻴن نﻬاﺌﻲ .
ﻴقوم المتعاﻗد بتمكﻴن اإلدارة من مبﻠغ ضمان أو تأمﻴن ﻋند تقدﻴم العطاءات أو العروض أي ﻗبل إرساء
الﺼﻔقﺔ ،وذلك من أﺠل ضمان ﺠدﻴﺔ المتقدم بالعطاء ،حﻴث اﺸترط المﺸرع تضمﻴن العرض التقنﻲ كﻔالﺔ
تعﻬد ،وهﻲ الكﻔالﺔ التﻲ ﻴﻠتزم المتعﻬد بتقدﻴمﻬا ﻓﻲ مرحﻠﺔ إﻴداع العروض ،ﻓﻲ المادة 91من المرسوم
الرﺌاسﻲ ،241-11وهذا بعد طﻠبﻬا ﺼراحﺔ من طرف المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ﻓﻲ دﻓتر ﺸروط الدﻋوة لﻠمناﻓسﺔ.
وتسمﻰ كﻔالﺔ التعﻬد أﻴضا بضمان التعﻬد أو المناﻗﺼﺔ ،وهﻲ "مبﻠغ مالﻲ ﻴدﻓعﻪ المتعﻬد الذي ﻗدم ﻋرضﻪ
ﻓﻲ إطار المناﻓسﺔ من أﺠل الظﻔر بالﺼﻔقﺔ المطروحﺔ لﻠتعاﻗد وهذا كضمان لﺠدﻴﺔ وحسن نﻴتﻪ ﻓﻲ دخول
معترك المناﻓسﺔ" ،حﻴث ﻴتمثل دور هذه الكﻔالﺔ ﻓﻲ:
مراﻗبﺔ الوضعﻴﺔ المالﻴﺔ لﻠمؤسسﺔ من خﻼل حﺼولﻬا ﻋﻠﻰ ﻗرض بﺈمضاء من البنك أو ﺼندوق -
ضمان الﺼﻔقات العمومﻴﺔ وهذه األخﻴرة ﻻ تقدم كﻔالتﻬا لﻠمؤسسﺔ المتعاﻗدة إﻻ بعد التحقق من وضعﻴتﻬا
المالﻴﺔ ،وهو ما ﻴسمﺢ بتمكﻴن المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة من تﺼﻔﻴﺔ تﻠك المؤسسات التﻲ تتمتع بوضعﻴﺔ مالﻴﺔ
تسمﺢ لﻬا بالمﺸاركﺔ ﻓﻲ استدراج العروض ،ﻋن تﻠك المؤسسات العاﺠزة وﻏﻴر المؤهﻠﺔ.
تضمن هذه الكﻔالﺔ لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة التزام المؤسسات التﻲ ﻗدمت ﻋروضﻬا طبقا لدﻓتر الﺸروط -
بعروضﻬا ﻓﻲ حالﺔ رسو الﺼﻔقﺔ ﻋﻠﻰ أحدها ،وبالتالﻲ ﻓﻬﻲ تضمن الحقوق المحتمﻠﺔ لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ﻓﻲ
حالﺔ اﻻنسحاب المسبق لﻠمتعﻬد من العرض أو رﻓضﻪ إمضاء العقد أو تقدﻴم باﻗﻲ الضمانات المطﻠوبﺔ.
وتكون كﻔالﺔ التعﻬد "ﻓﻲ ﺸكل وثﻴقﺔ تسﻠم من طرف بنك أو مؤسسﺔ مالﻴﺔ إلﻰ المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة بناء ﻋﻠﻰ
طﻠب من المتعامل اﻻﻗتﺼادي الذي ﻴنوي تقدﻴم ﻋرضﻪ ،كضمان ﻻلتزامﻪ ﻓﻲ إبرام الﺼﻔقﺔ حال رسوها
ﻋﻠﻴﻪ ".
وتخص كﻔالﺔ التعﻬد ﻓقط ﺼﻔقات األﺸغال والﻠوازم التﻲ تخضع ﻻختﺼاص الﻠﺠنﺔ القطاﻋﻴﺔ لﻠﺼﻔقات،
والتﻲ تتﺠاوز مبالغﻬا :مﻠﻴار دﻴنار 1.000.000.000دج بالنسبﺔ لﺼﻔقات األﺸغال وثﻼثماﺌﺔ مﻠﻴون دﻴنار
000.000.000دج بالنسبﺔ لﺼﻔقات الﻠوازم ،وﻻ ﻴمكن أن تقل هذه الكﻔالﺔ ﻋن % 1من مبﻠغ التعﻬد،
حﻴث تعد بالرﺠوع لمبﻠغ العرض ،وبالنسبﺔ لﻠمؤسسات الخاضعﺔ لﻠقانون الﺠزاﺌري ﻓﺈن كﻔالﺔ التعﻬد تﺼدر
من طرف بنك خاضع لﻠقانون الﺠزاﺌري أو ﺼندوق ضمان الﺼﻔقات العمومﻴﺔ ،أما بالنسبﺔ لكﻔالﺔ تعﻬد
المتعﻬدﻴن األﺠانب ﻓﻬﻲ تﺼدر أﻴضا من طرف بنك خاضع لﻠقانون الﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ أن ﻴﺸمﻠﻬا ضمان مقابل
ﺼادر ﻋن بنك أﺠنبﻲ من الدرﺠﺔ األولﻰ .
وﻗد أﺸار المﺸرع أﻴضا ﻓﻲ المادة 121من المرسوم 241-11إلﻰ أن كﻔالﺔ المتعﻬد الذي لم ُﻴقبل والذي
ﻗدم طعنا ،تُرد ﻋند تبﻠﻴغ ﻗرار رﻓض الطعن ،من طرف لﺠنﺔ الﺼﻔقات المختﺼﺔ ،أما ﻓﻲ حالﺔ المتعﻬد
الذي منﺢ الﺼﻔقﺔ ،ﻓﺈن كﻔالتﻪ ﻻ ترد إﻻ بعد وضع كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ التﻲ سنتناولﻬا بالتﻔﺼﻴل ﻻحقا.
إذا كان التأمﻴن اﻻبتداﺌﻲ ﻴدﻓع ﻓﻲ مرحﻠﺔ تقدﻴم العطاءات وﻓﻲ مرحﻠﺔ تكوﻴن الﺼﻔقﺔ بغرض ضمان ﺠدﻴﺔ
العطاء ،ﻓﺈن المتعاﻗد ﻴﻠتزم بدﻓع تأمﻴن نﻬاﺌﻲ بعد رسو الﺼﻔقﺔ أي بعد ﻗبول العطاء من أﺠل ضمان ﻗﻴام
المتعاﻗد بتنﻔﻴذ التزاماتﻪ طبقا لما تضمنﻪ العقد من ﺸروط .حﻴث ﻴكون من حق اإلدارة أن تحﺼل أﻴﺔ مبالغ
تستحق لﻬا تﺠاه المتعاﻗد ولو بطرﻴق الخﺼم من التأمﻴن النﻬاﺌﻲ المودع منﻪ ،ﻓﻴبقﻰ مبﻠغ التأمﻴن تحت ﻴد
المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة إلﻰ ﻏاﻴﺔ التسﻠﻴم النﻬاﺌﻲ بعد أن ﻴتبﻴن التنﻔﻴذ الﺠﻴد لألﻋمال المتعاﻗد ﻋﻠﻴﻬا ومطابقتﻬا
لﻠﺸروط والمواﺼﻔات المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد ،هنا ﻴسوى الحساب تسوﻴﺔ نﻬاﺌﻴﺔ وﻴدﻓع لﻠمقاول ما تبقﻰ
من مستحقات ،وﻴرد إلﻴﻪ مبﻠغ التأمﻴن إذا كان باﻗﻴا أو التﻲ احتﺠزت منﻪ .
وبالنسبﺔ لتعرﻴف التأمﻴن النﻬاﺌﻲ ﻓﺈنﻪ ﻻ ﻴوﺠد ﻓﻲ التﺸرﻴع المقارن تعرﻴف واضﺢ لﻪ ،ولكن ﻴمكم القول بأنﻪ:
"ما ﻴﻠزم أن ﻴقدمﻪ ﺼاحب العطاء المقبول خﻼل مدة معﻴنﺔ ،تبدأ من ﻴوم إخطاره بقبولﻪ ﻋطاﺌﻪ ،وﻴقدر
بنسبﺔ من مﺠموع ﻗﻴمﺔ األﺼناف واألﻋمال ،وذلك لضمان ﻗﻴام المتعاﻗد بتنﻔﻴذ التزاماتﻪ طبقا لﺸروط العقد
ومواﻋﻴده ".
حﻴث أنﻪ ﻋند رسو الﺼﻔقﺔ ﻋﻠﻰ أحد المتقدمﻴن بالعطاءات ﻴﻠزم هذا األخﻴر من طرف المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة
بتقدﻴم كﻔالﺔ لضمان حسن تنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ وذلك بدﻻ ﻋن كﻔالﺔ التعﻬد المرﻓقﺔ بالعطاء .
وتتمثل الكﻔاﻻت التﻲ تقدم بعد رسو الﺼﻔقﺔ ضمانا لحسن تنﻔﻴذها ﻓﻲ :
ﻴﻠتزم المتعامل المتعاﻗد مقابل حﺼولﻪ ﻋﻠﻰ مبﻠغ التسبﻴق الذي ﻴكون من أﺠل تموﻴل العمﻠﻴات التمﻬﻴدﻴﺔ
والتحضﻴرﻴﺔ لﻠقﻴام بتنﻔﻴذ الخدمات المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا ،بتقدﻴم ضمانﺔ مالﻴﺔ لتسدﻴده تتمثل ﻓﻲ كﻔالﺔ اإلرﺠاع أو
كﻔالﺔ رد التسبﻴقات ،وذلك من خﻼل التقدم بطﻠب الحﺼول ﻋﻠﻰ التسبﻴق لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ﻴرﻓقﻪ مع
المﻠف بكﻔالﺔ رد التسبﻴقات التﻲ تختﻠف بحسب الحالﺔ ﻓتكون إما تسبﻴقات ﺠزاﻓﻴﺔ أو ﻋﻠﻰ التموﻴن .و ﻴعرف
ﺼندوق ضمان الﺼﻔقات هذه الكﻔالﺔ ﻋﻠﻰ أنﻬا" :هذه الكﻔالﺔ تضمن ارﺠاع التسبﻴقات الممنوحﺔ من طرف
المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة لﻠمتعامل المتعاﻗد الحاﺌز ﻋﻠﻰ الﺼﻔقﺔ ﻗبل تنﻔﻴذ موضوع العقد ".
وﻗد نص المﺸرع ﻋﻠﻰ هذه الكﻔالﺔ ﻓﻲ المادة 110من المرسوم الرﺌاسﻲ ،241-11حﻴث اﺸترط لدﻓع
التسبﻴقات أن ﻴﻔوق مبﻠغ الﺼﻔقﺔ العمومﻴﺔ الحدود المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ المادة 10من نﻔس المرسوم ،وأن
ﻴدﻓع المتعامل المتعاﻗد مسبقا كﻔالﺔ بقﻴمﺔ معادلﺔ بﺈرﺠاع تسبﻴقات تﺼدر ﻋﻠﻰ ﻏرار كﻔالﺔ التعﻬد ﻋن بنك
خاضع لﻠقانون الﺠزاﺌري أو ﺼندوق ضمان الﺼﻔقات العمومﻴﺔ بالنسبﺔ لﻠمتعﻬدﻴن الﺠزاﺌرﻴﻴن ،أما ﻋن كﻔالﺔ
المتعﻬدﻴن األﺠانب ﻓتﺼدر ﻋن بنك خاضع لﻠقانون الﺠزاﺌري وﻴﺸمﻠﻬا ضمان مقابل ﺼادر ﻋن بنك أﺠنبﻲ
من الدرﺠﺔ األولﻰ.
وﻓﻴما ﻴخص مبﻠغ كﻔالﺔ رد التسبﻴقات ،ﻴﺸترط أن ﻻ ﻴتﺠاوز % 10من مبﻠغ الﺼﻔقﺔ وهﻲ النسبﺔ التﻲ
حددتﻬا المادة 111من نﻔس المرسوم ﻓﻴما ﻴخص مبﻠغ التسبﻴق ،وذلك ألن هذه الكﻔالﺔ تكون معادلﺔ لمبﻠغ
التسبﻴق .وتحرر كﻔالﺔ رد التسبﻴقات كﻠﻴا بعد استرداد المبﻠغ اإلﺠمالﻲ لﺠمﻴع التسبﻴقات التﻲ منحت لﻠمتعامل
المتعاﻗد .
هﻲ "ﻋبارة ﻋن ﻋقد ﻴﻠتزم بموﺠبﻪ المتعامل المتعاﻗد ضمان تنﻔﻴذه لﻠخدمات موضوع الﺼﻔقﺔ وﻓقا لما تم
اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ بنودها تنﻔﻴذا كامﻼ ،ومطابقا ووﻓﻴا ،تﺠاه المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة" .وتعد هذه الكﻔالﺔ ضمان
لﻠتنﻔﻴذ الحسن لﻠﺼﻔقﺔ ،حﻴث تغطﻲ المرحﻠﺔ ما بﻴن البدء بتنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ واﻻستﻼم المؤﻗت لﻬا ،ﻓتكون بمثابﺔ
ضمان لﻠعﻴوب الظاهرة .
حﻴث نﺼت المادة 100من المرسوم الرﺌاسﻲ 241-11ﻋﻠﻰ أنﻪ زﻴادة ﻋﻠﻰ كﻔالﺔ رد التسبﻴقات ﻴﻠتزم
المتعامل المتعاﻗد بتقدﻴم كﻔالﺔ حسن تنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ التﻲ ﻴﺠب أن تأسس ﻓﻲ أﺠل ﻻ ﻴتﺠاوز تارﻴخ تقدﻴم أول
طﻠب دﻓع ﻋﻠﻰ الحساب.
وﻗد أﻋﻔﻰ المﺸرع ﻓﻲ نﻔس المادة المتعامل المتعاﻗد من تقدﻴم كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ بالنسبﺔ لبعض الﺼﻔقات
وهﻲ :
ﺼﻔقات الدراسات والخدمات التﻲ ﻴكون بﺈمكان المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة أن تتأكد من حسن تنﻔﻴذ -
الخدمات ،ﻗبل دﻓع مستحقاتﻬا من تقدﻴم هذه الكﻔالﺔ ،بﻴنما تبقﻰ ﺼﻔقات اإلﺸراف ﻋﻠﻰ إنﺠاز األﺸغال ﻏﻴر
معنﻴﺔ بﻬذا اﻻﻋﻔاء.
الﺼﻔقات المبرمﺔ مع المتعامﻠﻴن بالتراضﻲ البسﻴط والﺼﻔقات المبرمﺔ مع المؤسسات العمومﻴﺔ . -
وﻗد أضاﻓت المادة 100من نﻔس المرسوم حالﺔ أخرى إلﻋﻔاء المتعامل المتعاﻗد من كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ
وذلك بالنسبﺔ لﻠحرﻓﻴﻴن الﻔنﻴﻴن والمؤسسات المﺼغرة الخاضعﺔ لﻠقانون الﺠزاﺌري ﻋندما ﻴتدخﻠون ﻓﻲ ﻋمﻠﻴات
ﻋمومﻴﺔ لترمﻴم ممتﻠكات ثقاﻓﻴﺔ.
لكن ﻴمكن تعوﻴض كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ بالنسبﺔ لﺼﻔقات الدراسات والخدمات المذكورة أﻋﻼه باﻗتطاﻋات حسن
التنﻔﻴذ ﻋندما ﻴنص دﻓتر الﺸروط ﻋﻠﻰ ذلك .
وﻴحدد مبﻠغ كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ بنسبﺔ تتراوح ما بﻴن % 1و % 10من مبﻠغ الﺼﻔقﺔ بحسب أهمﻴﺔ الخدمات
الواﺠب تنﻔﻴذها ،أما بالنسبﺔ لﻠﺼﻔقات التﻲ ﻻ تتﺠاوز مبالغﻬا الحدود المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ المطات 1إلﻰ
4من المادة 184من المرسوم أﻋﻼه ﻓﺈن مبﻠغ هذه الكﻔالﺔ ﻴحدد بنسبﺔ تتراوح ما بﻴن % 1و % 1من
مبﻠغ الﺼﻔقﺔ.
وﻴتم استرﺠاع كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ ﻋند اﻻستﻼم المؤﻗت لﻠمﺸروع ،وتتحول هذه الكﻔالﺔ إلﻰ كﻔالﺔ حسن تنﻔﻴذ
تﻠقاﺌﻴا إلﻰ كﻔالﺔ ضمان ﻋندما تنص الﺼﻔقﺔ ﻋﻠﻰ أﺠل ضمان وذلك من أﺠل تغطﻴﺔ هذه المدة .
وﻴترتب ﻋﻠﻰ ﻋدم التزام المتعامل المتعاﻗد بدﻓع كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ ﻗﻴام المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة بمﺼادرة كﻔالﺔ
التعﻬد .
ولم ﻴنص المﺸرع ﻋﻠﻰ امكانﻴﺔ مﺼادرة كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ ﻓﻲ المرسوم الرﺌاسﻲ 241-11وان كان ﻗد
نص ﻓﻲ المادة 141منﻪ ﻋﻠﻰ العقوبات المالﻴﺔ الناﺠمﺔ ﻋن اﻻخﻼل باﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ والتﻲ تقتطع من
الدﻓعات حسب الﺸروط والكﻔﻴات المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ .وبذلك تكون مﺼادرة كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ
نوع من العقوبات المالﻴﺔ التﻲ ﻴمكن توﻗﻴعﻬا ﻓﻲ حالﺔ إخﻼل المتعاﻗد بالتزام تعاﻗدي الذي ﻴستوﺠب تأسﻴس
هذه الكﻔالﺔ .
إن كانت كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ هﻲ بمثابﺔ ضمان لﻠعﻴوب الظاهرة .ﻓﺈن كﻔالﺔ الضمان تعد بمثابﺔ ضمان
لﻠعﻴوب الخﻔﻴﺔ وهﻲ تغطﻲ ﻓﻲ العادة الﻔترة ما بﻴن اﻻستﻼم المؤﻗت و اﻻستﻼم النﻬاﺌﻲ لموضوع الﺼﻔقﺔ.
وتنﺸأ كﻔالﺔ الضمان ﻋندما تنص الﺼﻔقﺔ ﻋﻠﻰ أﺠل ضمان ،ﻓتتحول من كﻔالﺔ لحسن التنﻔﻴذ إلﻰ كﻔالﺔ
ضمان ﻋند التسﻠﻴم المؤﻗت ،وهذا ما نﺼت ﻋﻠﻴﻪ المادة 101من المرسوم الرﺌاسﻲ .241-11
وﻴﻬدف المﺸرع من اﺸتراطﻪ لﻬذه الكﻔالﺔ زﻴادة ﻋن ضمان العﻴوب الخﻔﻴﺔ إلﻰ حماﻴﺔ الﺸخص العمومﻲ
المتعاﻗد (المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة) من استرﺠاع المبالغ المتحﺼل ﻋﻠﻴﻬا بدون وﺠﻪ حق ،ومن المخاطر التﻲ
تكون ﻋند ﻋدم المبالغ المدﻴن بﻬا من طرف المقاول تﺠاه المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ﻓﻲ إطار تنﻔﻴذه لﻠﺼﻔقﺔ.
وﻴسترﺠع المتعامل المتعاﻗد كﻔالﺔ الضمان ﻓﻲ أﺠل ﺸﻬر ( )01واحد ﻴحسب من تارﻴخ التسﻠﻴم النﻬاﺌﻲ
لﻠﺼﻔقﺔ .
وﻓﻲ األخﻴر ﻴمكن القول أن "التأمﻴن النﻬاﺌﻲ ﻴﺼبﺢ من حق اإلدارة توﻗعﻪ كﺠزاء ﻓﻲ ﺠمﻴع حاﻻت ﻓسخ
العقد ،أو حالﺔ تنﻔﻴذ العقد ﻋﻠﻰ حساب المتعاﻗد ،كما ﻴمكن لﻬا أن تخﺼم منﻪ ما تستحقﻪ من مبالغ تكون
ﻋﻠﻰ ﻋاتق المتعاﻗد" .ﻓﻬو بالتالﻲ ﻴﺸكل مع التأمﻴن اﻻبتداﺌﻲ إضاﻓﺔ إلﻰ كونﻪ التزام ﻴقع ﻋﻠﻰ ﻋاتق
المتعامل المتعاﻗد ،ضمانﺔ لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة من أﺠل التنﻔﻴذ الحسن لﻠﺼﻔقﺔ بالنظر لألهمﻴﺔ البالغﺔ لﻬا
وكونﻬا (الﺼﻔقﺔ) تكﻠف الخزﻴنﺔ العمومﻴﺔ مبالغ ضخمﺔ.
هﻲ ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻭحقﻭﻕ ﻻ نﺠﺩ لﻬا مثﻴﻼﹰ ﻓﻲ مﺠـال ﻋﻼﻗـاﺕ ﺍلقـانﻭﻥ ﺍلخاﺹ ،ﻭتتمﻴﺯ بأنﻬا ﻭﺍﺠبﺔ ﺍﻻحتﺭﺍﻡ
ﻭمﻔﺭﻭضﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍلعقـﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ،سﻭﺍﺀ تضمﻥ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﺍلنﺹ ﻋﻠﻴﻬا ،ﺃﻭ ﺠاﺀ خﻠﻭﺍﹰ مﻥ ﺫلﻙ ،بل
ﺃﻥ ﺍلعمـل ﻴﺠﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃنﻪ ناﺩﺭﺍﹰ ما ﻴتضمﻥ ﺍلعقﺩ ﺍإلﺩﺍﺭﻱ ﺍلـنﺹ ﻋﻠـﻰ هـﺫه ﺍلحقـﻭﻕ ﻭﺍﻻلتﺯﺍماﺕ ،ﺇﻴمانﹰا
بقﻴامﻬا ﺩﻭﻥ حاﺠﺔ ﺇلﻰ نﺹ ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ ﺍلعقﺩ.
ﻭﻴمﻜﻥ تﺼنﻴﻑ هﺫه ﺍلحقﻭﻕ ﻭﺍﻻلتﺯﺍماﺕ ﺇلﻰ ﻁاﺌﻔتﻴﻥ ،ﺍألﻭلﻰ :حقﻭﻕ مقﺭﺭﺓ لإلﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ مﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍلمتعاﻗﺩ
معﻬا ،ﻭهﺫه تمثل ﻓﻲ ﺍلﻭﻗﺕ نﻔسﻪ ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻋﻠﻰ ﻋاتﻕ ﺍلمتعاﻗﺩ مع ﺍإلﺩﺍﺭﺓ .ﻭﺍلثانﻴﺔ :حقﻭﻕ لﻠمتعاﻗﺩ مع
ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ مﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ،ﻭهﻲ تمثل ﺍلتﺯﺍماﺕ ﻋﻠﻰ ﻋاتﻕ ﺍإلﺩﺍﺭﺓ.
ﻭنﺭﻯ ﺃﻥ نتعﺭﺽ لﻬﺫه ﺍلﻁاﺌﻔﺔ مﻥ ﺍلحقﻭﻕ ﻭﺍﻻلتﺯﺍماﺕ بـﺸﻲﺀ مـﻥ ﺍلتﻔﺼﻴل ،حتﻰ نتبﻴﻥ ﻁبﻴعﺔ هﺫه ﺍلحقﻭﻕ
ﻭﺍﻻلتﺯﺍماﺕ ،ﻭنقـﻑ ﻋﻠـﻰ ﺃساسـﻬا ﺍلقانﻭنﻲ ،ﻭﻜل ما ﻴتعﻠﻕ بﺫلﻙ ،لنﺭﻯ ﺃنﻬا حقﻭﻕ ﻭﺍلتﺯﺍماﺕ تمثل خﺭﻭﺠﹰا
ﻋﻠـﻰ ﺍلمألﻭﻑ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍلعقﻭﺩ ﺍلخاﺼﺔ ،ﺇﺫ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ لﻬا ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍلعﻼﻗاﺕ ﺍلخاﺼﺔ ﻭﻻ مثﻴل.
تتمتع اإلدارة بﺠمﻠﺔ من اﻻمتﻴازات التﻲ تتﺠسد ﻓﻲ تﻠك السﻠطات التﻲ تضﻔﻲ ﻋﻠﻰ العقد اإلداري طبﻴعﺔ
خاﺼﺔ تﺠعﻠﻬا ﻓﻲ مركز ممتاز تسمو بﻪ ﻋﻠﻰ الطرف اآلخر ،ومن هذه السﻠطات أو ما ﻴعرف بامتﻴازات
السﻠطﺔ العامﺔ ما ﻴﻬدف لضمان الوﻓاء باﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ ﻋﻠﻰ أكمل وﺠﻪ من طرف المتعاﻗد مع اإلدارة
أثناء ﻋمﻠﻴﺔ تنﻔﻴذ العقد من خﻼل سﻠطات اإلدارة ﻓﻲ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ والتعدﻴل ،ومنﻬا ما ﻴترتب ﻋﻠﻰ إخﻼل
المتعاﻗد بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ تﺼل إلﻰ الﻔسخ أو إنﻬاء العقد متﻰ دﻋت إلﻰ ذلك المﺼﻠحﺔ العامﺔ ،وهذا من
خﻼل سﻠطات اإلدارة ﻓﻲ توﻗﻴع الﺠزاء وانﻬاء العقد .
تتمتع اإلدارة بحق الرﻗابﺔ واإلﺸراف ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ العقد ،وﻗد تكون هذه الرﻗابﺔ "ﻋبارة ﻋن رﻗابﺔ ﻓنﻴﺔ بغرض
التﻴقن من ﻗﻴام المتعاﻗد بت نﻔﻴذ العقد وﻓقا لﻠﺸروط الﻔنﻴﺔ واإلدارﻴﺔ الواردة بﻪ ،وﻗد تتخذ ﺼورة الرﻗابﺔ المالﻴﺔ
لﻠتحقق من أن المتعاﻗد ﻴقوم بالوﻓاء بالتزاماتﻪ المالﻴﺔ ﻗبل اإلدارة ،ولضبط ما ﻴقوم بﻴنﻪ وبﻴنﻬا من روابط
كما تمﻠك سﻠطﺔ توﺠﻴﻪ المتعاﻗد واﺼدار األوامر والتعﻠﻴمات الﻼزمﺔ لﻬذا التنﻔﻴذ ،ولﻬذه السﻠطﺔ مالﻴﺔ"
نظﻴرها ﻓﻲ ﻋقود القانون الخاص أما ﻓﻲ العقود اإلدارﻴﺔ ﻓأن اإلدارة تمﻠك سﻠطات أوسع تتعدى الرﻗابﺔ إلﻰ
توﺠﻴﻪ المتعاﻗد إلﻰ كﻴﻔﻴﺔ التنﻔﻴذ والتدخل باختﻴار الطرﻴقﺔ المناسبﺔ لﻠتنﻔﻴذ.
وﻴعد حق الرﻗابﺔ بمعناه الضﻴق هو ممارسﺔ اإلدارة "ألﻋمال مادﻴﺔ ،كدخول أماكن استغﻼل المرﻓق والمخازن
والورﺸات أو تﻠقﻲ الﺸكاوى من المنتﻔعﻴن والبث ﻓﻴﻬا" .حﻴث ﻴنحﺼر هذا المﻔﻬوم ﻓﻲ ﻓكرة اﻻﺸراف من
خﻼل التحقق من أن المتعامل المتعاﻗد ﻴباﺸر تنﻔﻴذ العقد وﻓقا لما هو متﻔق ﻋﻠﻴﻪ.
أما المعنﻰ الواسع لسﻠطﺔ الرﻗابﺔ هو أن تﺸمل هذه األخﻴرة سﻠطﺔ التوﺠﻴﻪ التﻲ تعنﻲ حق اإلدارة ﻓﻲ توﺠﻴﻪ
ومراﻗبﺔ تنﻔﻴذ العقد ،كالتدخل ﻓﻲ اختﻴار طرق تنﻔﻴد العقد ،واﻋطاء أوامر مﻠزمﺔ لتنﻔﻴذ العقد .
وأساس سﻠطﺔ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ مستمد من ﻓكرة المرﻓق العام وبالتالﻲ ﻓﺈنﻪ حتﻰ ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم النص ﻋﻠﻴﻬا
ﻓﻲ العقد ﻓﻬﻲ تبقﻰ ثابتﺔ لإلدارة ما ﻴﺠعل العقد اإلداري ﻴختﻠف ﻋن ﻏﻴره من العقود ،وذلك بﻬدف ضمان
تﻠبﻴﺔ الحاﺠات العامﺔ وحسن أداء الخدمﺔ العامﺔ واستم اررﻴتﻬا وسﻴر المرﻓق العام ،وبالتالﻲ تعتبر هذه السﻠطﺔ
من النظام العام وﻻ ﻴمكن لألطراف اﻻتﻔاق ﻋﻠﻰ مخالﻔتﻬا ،وﻻ ﻴﺠوز لإلدارة التنازل ﻋنﻬا .وﻏالبا ما تﺸترط
اإلدارة ضمن نﺼوص ﻋقودها اإلدارﻴﺔ أو ﻓﻲ دﻓاتر الﺸروط العامﺔ والخاﺼﺔ التﻲ تحﻴل ﻋﻠﻴﻬا ،حقﻬا ﻓﻲ
إﺼدار الق اررات التنﻔﻴذﻴﺔ التﻲ تخضع التنﻔﻴذ لتوﺠﻴﻬﻬا وتراﻗب المتعاﻗد ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻪ ،ﻓاإلدارة ﻋندما
تتعاﻗد مع األﺸخاص ﻻ تتخﻠﻰ ﻋن مسﺌولﻴتﻬا لﻠمتعاﻗد معﻬا ،إنما تعاون المتعاﻗد ﻓﻲ تسﻴﻴر المرﻓق تحت
إﺸراﻓﻬا ورﻗابتﻬا ،وﻴكون لزاما ﻋﻠﻴﻬا الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ أثناء ﻋمل المتعاﻗد ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ العقد .
و ﻴختﻠف حق اإلدارة ﻓﻲ ممارسﺔ سﻠطﺔ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ من ﻋقد إداري إلﻰ آخر ،ﻓﻔﻲ ﻋقود األﺸغال العامﺔ
التﻲ ﻴستغرق تنﻔﻴذها مدة طوﻴﻠﺔ ،نﺠده أكثر اتساﻋا وهذا من خﻼل ما تتمتع بﻪ اإلدارة اتﺠاه المتعاﻗد من
إﺼدار أوامر مﺼﻠحﻴﺔ واﺠبﺔ التنﻔﻴذ مباﺸرة ،كون هذه العقود تكﻠف الخزﻴنﺔ مبالغ ضخمﺔ ،ما ﻴﺠعﻠﻬا تحتاج
لمتابعﺔ مستمرة وﺼارمﺔ تﻔادﻴا ألي انحراف ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد من طرف المقاول.
وطبﻴعﺔ ﻋقد األﺸغال تﻔرض تدخل مندوب اإلدارة لإلﺸراف ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ العقد ،وﻴكون هذا األخﻴر بمثابﺔ
المدﻴر الحقﻴقﻲ لﻠعمل والمﺸرف العام ﻋﻠﻴﻪ ،وﻴنقﻠب المقاول إلﻰ ﺠﻬﺔ تنﻔﻴذ التعﻠﻴمات الﺼادرة ﻋن مندوب
اإلدارة .
وﻴﺠوز لﻠمقاول المعنﻲ الﻠﺠوء إلﻰ القضاء اإلداري من أﺠل إلغاء ﻗرار ﻴتضمن تعﻠﻴمﺔ تخص تنﻔﻴذ ﻋقد
األﺸغال ،وذلك من أﺠل إحداث توازن بﻴن منﺢ اإلدارة لسﻠطﺔ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ وضمان حقوق المتعاﻗد
معﻬا .
أما ﻓﻲ ﻋقود التورﻴد ﻓنﺠد أن سﻠطﺔ اﻻﺸراف تتخذ مظﻬ ار أﻗل اتساﻋا أو أﻗل ﺸدة بالنظر لطبﻴعﺔ اﻻلتزام
الذي ﻴتعﻠق بمواد أو منقوﻻت ﻴضعﻬا المتعاﻗد تحت تﺼرف اإلدارة ،ومن حق مندوب اإلدارة ﻓﻲ هذا النوع
من العقود رﻓض استﻼم المواد أو المعدات التﻲ ﻻ تنطبق ﻋﻠﻴﻬا المواﺼﻔات المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا .
وكذلك نﺠد حق اﻻمتﻴاز الذي ﻴتخذ اﻻﺸراف ﻓﻴﻪ طابعا خاﺼا وممﻴزا ،حﻴث تراﻗب اﻻدارة نﺸاط المرﻓق
المسﻴر ﻓﻲ إطار ﻋقد اﻻمتﻴاز لﻠتأكد من مدى احترام المتعاﻗد لﻠﺸروط المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا أو وﺠود أﻴﺔ خروﻗات
أو إخﻼل من طرﻓﻪ لبنود العقد ،كتﺠاوز هذا األخﻴر لﻠحد المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ إذا تعﻠق األمر مثﻼ بالرسوم الواﺠب
تحﺼﻴﻠﻬا من المنتﻔعﻴن من المرﻓق.
وبالتالﻲ تعد سﻠطﺔ الرﻗابﺔ والتوﺠﻴﻪ أداة ﻓﻲ ﻴد اإلدارة من أﺠل الحرص ﻋﻠﻰ ﻗﻴام المتعاﻗد بتنﻔﻴذ العقد ﻋﻠﻰ
أكمل وﺠﻪ ،والذي ﻴعد من بﻴن اﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ التﻲ تقع ﻋﻠﻰ ﻋاتقﻪ وذلك من خﻼل التزامﻪ مثﻼ بمواﻋﻴد
إنﻬاء األﻋمال وتسﻠﻴمﻬا ابتداﺌﻴا ونﻬاﺌﻴا وﻓقا لألﺼول الﻔنﻴﺔ وبالمطابقﺔ لﻠمواﺼﻔات المقررة ،ﺸرﻴطﺔ أن تكون
هذه التعﻠﻴمات ﻻزمﺔ لتنﻔﻴذ العمل ،أي أن تنﺼب ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ اﻻلتزام التعاﻗدي وأن ترتبط ارتباطا وثﻴقا بتحقﻴق
الﺼالﺢ العام.
تعتبر سﻠطﺔ تعدﻴل العقد بمثابﺔ امتﻴاز من امتﻴازات السﻠطﺔ العامﺔ التﻲ تﺠعل من اإلدارة طرﻓا ممتاز ﻓﻲ
العقد اإلداري ﻓﻬﻲ تعد خروﺠا ﻋن المبدأ األساسﻲ الذي تخضع لﻪ العقود ﻓﻲ القانون الخاص والذي ﻴتمثل
ﻓﻲ ﻋدم المساس بالقوة المﻠزمﺔ لﻠعقد ،وﻋدم ﺠواز تعدﻴل العقد إﻻ بناء ﻋﻠﻰ اتﻔاق إرادتﻲ طرﻓﻲ العقد،
تطبﻴقا لقاﻋدة العقد ﺸرﻴعﺔ المتعاﻗدﻴن .
حﻴث أنﻪ خﻼﻓا لﻠعقد المدنﻲ الذي ﻻ مﺠال ﻓﻴﻪ إلمكانﻴﺔ تعدﻴل أحكام العقد بالسﻠطﺔ انﻔرادﻴﺔ ألحد الطرﻓﻴن
دون مواﻓقﺔ الطرف اآلخر ،نﺠد أنﻪ من حق اإلدارة ﻓﻲ العقود اإلدارﻴﺔ القﻴام بأي تعدﻴل تراه مناسبا ﻓﻲ
العقد دون الحاﺠﺔ إلﻰ مواﻓقﺔ الطرف المتعاﻗد ،ودون أن ﻴكون لﻪ الحق ﻓﻲ اﻻحتﺠاج أو اﻻﻋتراض متﻰ
كان هذا التعدﻴل ﻴﺼب ﻓﻲ إطار تحقﻴق المﺼﻠحﺔ العامﺔ ،ﻓﻬذا الحق ﻴﺠد أساسﻪ ﻓﻲ القواﻋد المنظمﺔ لسﻴر
المرﻓق العام بانتظام واطراد ،وﻗابﻠﻴتﻪ لﻠتعدﻴل والتغﻴﻴر كﻠما دﻋت الضرورة إلﻰ ذلك ونتﻴﺠﺔ لﻠظروف
المستﺠدة .
وﻗد كان ﺠانب من الﻔقﻪ الﻔرنسﻲ إلﻰ ﻏاﻴﺔ منتﺼف القرن الماضﻲ ﻴعارض ﻓكرة تمتع اإلدارة بسﻠطﺔ التعدﻴل
ﻓﻲ العقد اإلداري بﺈرادتﻬا المنﻔردة مستندا ﻓﻲ ذلك ﻋﻠﻰ بعض أحكام مﺠﻠس الدولﺔ الﻔرنسﻲ الذي رأى ﻓﻴﻬا
انكار لسﻠطﺔ التعدﻴل ،أما األحكام األخرى التﻲ اﻋترف ﻓﻴﻬا بسﻠطﺔ التعدﻴل اﻻنﻔرادي ﻓرأى أن ذلك كان
ومع تضارب اآلراء المؤﻴدة والمنكرة لسﻠطﺔ استنادا إلﻰ نص ﺼرﻴﺢ أو ضمنﻲ من نﺼوص العقد ذاتﻪ.
التعدﻴل واستقر الﻔقﻪ ﻋﻠﻰ أن األرﺠﺢ هو المزج بﻴن ﻓكرة احتﻴاﺠات المراﻓق العامﺔ وﻓكرة سﻠطﺔ اإلدارة من
أﺠل تحقﻴق هذه اﻻحتﻴاﺠات .
وتعنﻲ سﻠطﺔ التعدﻴل إمكانﻴﺔ ﻓرض واﺠبات أو التزامات ﺠدﻴدة لم تكن مﻠحوظﺔ ﻋند إبرام العقد ،وﻴثبت حق
التعدﻴل لإلدارة دون الحاﺠﺔ إلﻰ النص ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ العقد ،وتضمﻴن العقد لﻬذا الحق ﻴكون لمﺠرد تنظﻴم سﻠطﺔ
التعدﻴل وكﻴﻔﻴﺔ ممارستﻬا وما ﻴنﺠم ﻋن ذلك من آثار دون أن ﻴكون ﻓﻲ ذلك مساس بالحق المقرر لإلدارة
ﻓﻲ التعدﻴل دون ﻏﻴرها ،وﻻ ﻴمكن لﻬذه األخﻴرة التنازل ﻋنﻪ باﻋتباره من النظام العام .
التعدﻴل ﻓﻲ مقدار التزامات المتعاﻗد :تعدﻴﻼ كمﻴا بالزﻴادة أو النقﺼان ،أو نوﻋﻴا بدون زﻴادة -
أو نقﺼان ﻓﻲ الكمﻴات كﻠما اﻗتضت ذلك ظروف المﺸروع أو تنﻔﻴذه .
التعدﻴل ﻓﻲ طرق و وساﺌل التنﻔﻴذ :مواﺠﻬﺔ لﻠظروف المستﺠدة ،كظﻬور مادة ﺠدﻴدة مثﻼ تستعمل -
ﻓﻲ األﺸغال موضوع العقد ،أو اكتﺸاف طرﻴقﺔ ﻋﻠمﻴﺔ ﺠدﻴدة ،ووساﺌل حدﻴثﺔ أكثر تطو ار أو أﻗل ضر ار من
تﻠك التﻲ كانت مستعمﻠﺔ...إلﻰ ﻏﻴر ذلك
التعدﻴل ﻓﻲ مدة التنﻔﻴذ :وهﻲ أكثر ﺼور التعدﻴل ممارسﺔ من ﻗبل اإلدارة ،كتقﺼﻴر أو تمدﻴد مدة -
التنﻔﻴذ أو وﻗف التنﻔﻴذ بسبب الظروف المالﻴﺔ أو ﻋدم كﻔاﻴﺔ المﻴزانﻴﺔ
وﻗد اﻋترف المﺸرع الﺠزاﺌري لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة بممارسﺔ سﻠطﺔ التعدﻴل من خﻼل آلﻴﺔ إبرام مﻼحق،
بمقتضﻰ المادة 101من المرسوم الرﺌاسﻲ رﻗم ،241-11المؤرخ ﻓﻲ 19سبتمبر ،2011المتضمن
ﻗانون الﺼﻔقات العمومﻴﺔ ومقتضﻴات المرﻓق العام .حﻴث نﺼت ﻋﻠﻰ أنﻪ" :ﻴمكن لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة أن
تﻠﺠأ إلﻰ إبرام مﻼحق لﻠﺼﻔقﺔ ﻓﻲ إطار أحكام هذا المرسوم".
وﻴكون المﻠحق ﺠزء تابع لﻠﺼﻔقﺔ األﺼﻠﻴﺔ أو العقد األﺼﻠﻲ ،وهذا ما نص ﻋﻠﻴﻪ المادة 109من نﻔس
المرسوم بقولﻬا" :ﻴﺸكل المﻠحق وثﻴقﺔ تعاﻗدﻴﺔ تابعﺔ لﻠﺼﻔقﺔ ،وﻴبرم ﻓﻲ ﺠمﻴع الحاﻻت إذا كان هدﻓﻪ زﻴادة
الخدمات أو تقﻠﻴﻠﻬا و/أو تعدﻴل بند أو ﻋدة بنود تعاﻗدﻴﺔ ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ ."...وسﻠطﺔ التعدﻴل الممنوحﺔ لإلدارة
تختﻠف من حﻴث تطبﻴقاتﻬا حسب طبﻴعﺔ العقد ،ﻓنﺠدها ﻓﻲ ﻋقد األﺸغال العامﺔ أوسع منﻬا ﻋن بقﻴﺔ العقود،
ﻓبالرﺠوع لنص المادتﻴن 00و 01من دﻓتر الﺸروط اإلدارﻴﺔ العامﺔ نﺠد أن نسبﺔ التعدﻴل حددت بـ % 20
من ﻗﻴمﺔ الﺼﻔقﺔ ،وﻴﺸترط أن ﻴقتﺼر التعدﻴل ﻋﻠﻰ ﺸروط تنﻔﻴذ العمل ،دون المساس بﺠوهر العقد الذي
ﻴتمثل ﻓﻲ المزاﻴا المالﻴﺔ التﻲ تم اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻬا ،وأن ﻻ ﻴتضمن التعدﻴل تكﻠﻴف المقاول بأﻋمال ﺠدﻴدة منﻔﺼﻠﺔ
ﻋن العقد األﺼﻠﻲ .
أما ﻓﻲ ﻋقد التورﻴد ،ﻗد تﺸمل إما سﻠطﺔ التعدﻴل واما مقدار وكمﻴﺔ التورﻴدات أو المواﺼﻔات أو مدد التورﻴد.
وتﺠدر اﻻﺸارة إلﻰ أن لﻠمتعامل المتعاﻗد الحق ﻓﻲ تعدﻴل مضمون العقد ﻓﻲ بعض األحﻴان ،ﻓﻠﻪ أن ﻴطﻠب
مثﻼ تمدﻴد مدة العقد إذا طرأت ظروف من ﺸأنﻬا أن تزﻴد أو تغﻴر ﻓﻲ األﻋمال المتعاﻗد ﻋﻠﻴﻬا ،ﻏﻴر أن هذا
الحق مرهون بمواﻓقﺔ اإلدارة ،إذ ﻻ ﻴمكن لﻠمتعاﻗد أن ﻴﻠزم بﻪ اإلدارة أو ﻴﻔرض ﻋﻠﻴﻬا.
تمﻠك اإلدارة ﻓﻲ إطار ما تتمتع من امتﻴازات السﻠطﺔ العامﺔ سﻠطﺔ استثناﺌﻴﺔ ﻻ نظﻴر لﻬا ﻓﻲ العقود التﻲ
ﻴبرمﻬا أﺸخاص القانون الخاص ،وهﻲ سﻠطﺔ توﻗﻴع الﺠزاءات ﻋﻠﻰ المتعاﻗد الذي أخل بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ،
سواء ﻻمتناﻋﻪ ﻋن التنﻔﻴذ أو التأخر ﻓﻴﻪ أو تنﻔﻴذ اﻻلتزام ﻋﻠﻰ ﻏﻴر الوﺠﻪ المطﻠوب أو أنﻪ أوكل لﺸخص
ﻏﻴره تنﻔﻴذ العقد دون الحﺼول ﻋﻠﻰ مواﻓقﺔ من اإلدارة .
كما تمﻠك اإلدارة إلﻰ ﺠانب سﻠطﺔ توﻗﻴع الﺠزاء سﻠطﺔ أخرى ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ المتعاﻗد وهﻲ أن تﻠﺠأ إلنﻬاء العقد
اإلداري حتﻰ ﻋند ﻋدم وﻗوع أي خطأ أو وﺠود إخﻼل من ﺠانب المتعاﻗد وهو األمر الذي ﻴختﻠف ﻋن إنﻬاء
العقد ﻓﻲ حالﺔ الﻔسخ ﺠزاﺌﻲ الذي ﻴكون نتﻴﺠﺔ وﺠود اخﻼل بالتزام تعاﻗدي ،وﻋﻠﻴﻪ ستنطرق لكل من هاتﻴن
السﻠطتﻴن ﻋﻠﻰ حدى ،سﻠطﺔ توﻗﻴع الﺠزاءات وسﻠطﺔ إنﻬاء العقد
تعد سﻠطﺔ ﻓرض الﺠزاءات من أخطر السﻠطات التﻲ تتمتع بﻬا اإلدارة ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ المتعاﻗد معﻬا ،كون
اإلدارة ﻻ تﻠﺠأ لﻠقضاء ﻋند توﻗﻴعﻬا لمثل هذه الﺠزاءات ،ﻓﻬذه السﻠطﺔ ﻻ تستمد من العقد ﻓﻲ حد ذاتﻪ وانما
تستمد من امتﻴازات السﻠطﺔ العامﺔ التﻲ تمﻠكﻬا اإلدارة والتﻲ تﻬدف من خﻼلﻬا لتحقﻴق المﺼﻠحﺔ العامﺔ،
ﻓحتﻰ ولو لم ﻴتم النص ﻋﻠﻰ هذه الﺠزاءات ﻓﻲ العقد أو ﺠاء النص ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ بعضﻬا دون اآلخر ،ﻴبقﻰ
لإلدارة الحق ﻓﻲ ممارسﺔ سﻠطتﻬا ﻓﻲ توﻗﻴعﻬا.
وتخضع سﻠطﺔ اإلدارة ﻓﻲ ﻓرض الﺠزاءات ﻋﻠﻰ المتعاﻗد معﻬا لنظام ﻗانونﻲ خاص هو نظام القانون العام
ﻓﻲ العقود اإلدارﻴﺔ إذ أن ضرورة الحرص ﻋﻠﻰ سﻴر المراﻓق العامﺔ بانتظام واطراد تستﻠزم التﺸدد ﻓﻲ التعامل
مع المتعاﻗد إلﺠباره ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ العقد بدﻗﺔ.
وتمﻠك اإلدارة حق توﻗﻴع الﺠزاءات التعاﻗدﻴﺔ من أﺠل ضمان تنﻔﻴذ العقد ولﻴس إلنﻬاﺌﻪ ،وتكون هذه الﺠزاءات
إما مؤﻗتﺔ لﻬا طبﻴعﺔ مالﻴﺔ أو ﺠزاءات ضاﻏطﺔ ذات طابع اكراهﻲ وﻗد تﺼل ﻓﻲ بعض األحﻴان إلﻰ إنﻬاء
العقد ﻋن طرﻴق الﻔسخ
"ﻴمكن أن ﻴنﺠر ﻋن ﻋدم تنﻔﻴذ اﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ من ﻗبل المتعاﻗد ﻓﻲ اآلﺠال المقررة أو تنﻔﻴذها ﻏﻴر
المطابق ﻓرض ﻋقوبات مالﻴﺔ دون اإلخﻼل بتطبﻴق العقوبات المنﺼوص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ التﺸرﻴع المعمول بﻪ "...
وباستقراء نص المادة أﻋﻼه نﺠد أن المﺸرع ﻗد منﺢ لإلدارة المتعاﻗدة حق توﻗﻴع الﺠزاءات المالﻴﺔ ﻓﻲ حالتﻴن،
األولﻰ ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم تنﻔﻴذ اﻻلتزام محل التعاﻗد ﻓﻲ األﺠل المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ ،والثانﻴﺔ ﻓﻲ حالﺔ التنﻔﻴذ المطابق
لﻬذا اﻻلتزام .
وتختﻠف الﺠزاءات المالﻴﺔ ﻋن تﻠك الﺠزاءات التﻲ نﺠدها ﻓﻲ ﻗواﻋد القانون الخاص والمطبقﺔ ﻋﻠﻰ العقود
المدنﻴﺔ ،وذلك من حﻴث األحكام المطبقﺔ ﻋﻠﻰ كل منﻬا ،باإلضاﻓﺔ إلﻰ كون ﺠﻬﺔ اإلدارة ﻓﻲ مثل هذه
العقود تمتﻠك توﻗﻴعﻬا مباﺸرة من دون اﻻلتﺠاء إلﻰ القضاء ،وتكون هذه الﺠزاءات ﻓﻲ ﺼورة ﻏرامﺔ التأخﻴر
أو ﺼورة مﺼادرة مبالغ الضمان
ﻴمكن لإلدارة أو المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة أن تﻠﺠأ إلﻰ توﻗﻴع ﻏرامات تأخﻴرﻴﺔ ﻋﻠﻰ المتعاﻗد معﻬا الذي تأخر ﻋن
إنﺠاز وتنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ ﻓﻲ اآلﺠال المتﻔق ﻋﻠﻴﻬا ،وﻓﻲ ذلك ضمانا لحسن إدارة المراﻓق العامﺔ واستم اررﻴتﻬا ﻓﻲ
تﻠبﻴﺔ اﻻحتﻴاﺠات العامﺔ لﻠﺠمﻬور ،ﻓاإلدارة تأخذ بعﻴن اﻻﻋتبار ﻋنﺼر الزمن حتﻰ تتمكن من اﻻنتﻬاء من
العمﻠﻴﺔ التعاﻗدﻴﺔ أو ﺠزء منﻬا واﻻنتقال إلﻰ الﺠزء المتبقﻲ ،وهو ما ﻴﺠعل من ﻋنﺼر الزمن ذو أهمﻴﺔ بالغﺔ
وﻋﻠﻴﻪ وﺠب تسﻠﻴط ﺠزاء ﻋن ﻋدم احترامﻪ.
وتعتبر ﻏرامﺔ التأخﻴر مبﻠغ نقدي ﻴحدد ﻋادة ﻓﻲ العقد اإلداري بنسبﺔ معﻴنﺔ من ﻗﻴمﺔ األﻋمال ،تﻔرض من
اإلدارة ﻓﻲ حالﺔ إخﻼل المتعاﻗد معﻬا بالمواﻋﻴد المقررة لتنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ
ومن خﻼل هذا التعرﻴف ﻴمكن القول أن ﻏرامات التأخﻴر هﻲ ﻋبارة ﻋن تعوﻴضات ﺠزاﻓﻴﺔ ﻴتم النص ﻋﻠﻴﻬا
مسبقا ﻓﻲ العقد اإلداري ،وتكون من حق اإلدارة تﻠقاﺌﻴا ﻋند وﻗوع إخﻼل من طرف المتعاﻗد بغض النظر
ﻋما إذا كان ﻗد لحقﻬا ضرر أم ﻻ ،ولﻴس لإلدارة أن تطالب بتعوﻴض ﻴزﻴد ﻋن ﻴﻔوق المقدار المحدد ،حتﻰ
إذا تﺠاوز ما لحقﻬا من ضرر التعوﻴض الﺠزاﻓﻲ المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ ،ولإلدارة أن تﻠﺠأ لﻠقضاء من أﺠل طﻠب
التعوﻴض ﻻسﻴما إذا لم ﻴتضمن العقد ﻓرض ﻏرامات التأخﻴر .
وتعتبر ﻏرامﺔ التأخﻴر تﻠقاﺌﻴﺔ ،أي أنﻬا "تطبق ]بمﺠرد حﺼول التأخﻴر[ بمقتضﻰ ﻗرار إداري من دون حاﺠﺔ
إلﻰ اﻻلتﺠاء إلﻰ القضاء لﻠحكم بتوﻗﻴعﻬا" ،.كما أن اإلدارة تستحقﻬا دون الحاﺠﺔ إلﻰ إثبات أن ضر ار ﻗد
لحقﻬا ،وهﻲ توﻗع ﻋند حدوث التأخﻴر دون الحاﺠﺔ توﺠﻴﻪ تنبﻴﻪ أو انذار أو اتخاذ أي إﺠراء آخر .
وﻗد اختﻠف الﻔقﻪ حول امكانﻴﺔ توﻗﻴع ﻏرامات تأخﻴر من طرف اإلدارة ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم النص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد
مع توﻓر النص التﺸرﻴعﻲ المنظم لﻬا ،حﻴث رأى ﺠانب من الﻔقﻪ أن اإلدارة بﺈمكانﻬا ﻓرضﻬا حتﻰ ولم ﻴنص
العقد ﻋﻠﻰ ذلك ،كون المﺸرع ﻗد حدد مقدار هذه الغرامﺔ ﻓﻲ التﺸرﻴعات الﺠاري العمل بﻬا ،ما ﻴﺠعﻠﻬا من
النظام العام ،كما أنﻪ ضمنﻬا نﺼوص تﺸﻴر إلﻰ أن أطراف العقد مﻠزمون بﻬذه النﺼوص والتﺸرﻴعات وأنﻪ
ﻴﻔترض ﻋﻠمﻬم بﻬا ﻗبل الدخول ﻓﻲ العﻼﻗﺔ التعاﻗدﻴﺔ ،لكن الرأي الغالب ﻓقﻬا وﻗضاء هو الداﻋﻲ إلﻰ التأكﻴد
ﻋﻠﺔ الطبﻴعﺔ اﻻتﻔاﻗﻴﺔ لغرامﺔ التأخﻴر ،وﻋدم تضمﻴنﻬا ﻓﻲ العقد ﻋدم امكانﻴﺔ تسﻠﻴطﻬا ﻋﻠﻰ المتعاﻗد من طرف
اإلدارة ،وﻗد نﺼت المادة 2/141من المرسوم رﻗم 241-11ﻋﻠﻰ أنﻪ" :تحدد األحكام التعاﻗدﻴﺔ لﻠﺼﻔقﺔ
نسبﺔ العقوبات المالﻴﺔ وكﻴﻔﻴات ﻓرضﻬا أو اإلﻋﻔاء منﻬا طبقا لدﻓاتر الﺸروط" ،و لقد نﺼت المادة 92من
المرسوم التنﻔﻴذي 166-18ﻋﻠﻰ ﻏرامات تﻔرضﻬا السﻠطﺔ المﻔوضﺔ ﻋﻠﻰ المﻔوض لﻪ.
التأمﻴنات هﻲ مبالغ مالﻴﺔ ﻴودﻋﻬا المتعاﻗد لدى ﺠﻬﺔ اإلدارة ،حﻴث تتوﻗﻰ بﻬا هذه األخﻴرة ما ﻗد ﻴنﺠر ﻋن
األخطاء التﻲ ﻴرتكبﻬا المتعاﻗد أثناء تنﻔﻴذ العقد اإلداري وهﻲ بمثابﺔ ضمان لمﻼﺌتﻪ ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ المسؤولﻴات
الناتﺠﺔ ﻋن هذا اﻻخﻼل أو التقﺼﻴر ،ﻓتستحوذ اإلدارة ﻋﻠﻰ هذه المبالغ بما لﻬا من سﻠطﺔ ﻓﻲ التنﻔﻴذ المباﺸر
دون الﻠﺠوء إلﻰ القضاء ودون الحاﺠﺔ إلﻰ إثبات ما لحقﻬا من ضرر
وﻋﻠﻰ سبﻴل المثال ،ﻓقد ألزم المﺸرع الﺠزاﺌري ﻓﻲ المادة 121من المرسوم الرﺌاسﻲ رﻗم 241-11المتعامﻠﻴن
المتعاﻗدﻴن الذي ﻴﺸاركون ﻓﻲ الﺼﻔقات العمومﻴﺔ لألﺸغال والﻠوازم تقدﻴم كﻔالﺔ تعﻬد تﻔوق %1من مبﻠغ
العرض .
كما تناولت المادة 110من نﻔس المرسوم كﻔالﺔ رد التسبﻴقات التﻲ ﻴﻠتزم المتعاﻗد بدﻓعﻬا ﻓﻲ حالﺔ الﺼﻔقات
العمومﻴﺔ التﻲ ﻴﻔوق مبﻠغﻬا 12.000.000دج بالنسبﺔ لﺼﻔقات األﺸغال والﻠوازم ،أو 9.000.000دج
بالنسبﺔ لﺼﻔقات الدراسات والخدمات.
وزﻴادة ﻋﻠﻰ كﻔالﺔ رد التسبﻴقات ألزمت المادة 100من المرسوم المتعاﻗد أن ﻴقدم كﻔالﺔ حسن تنﻔﻴذ الﺼﻔقﺔ
ﻴعﻔﻰ هذا األخﻴر من دﻓعﻬا بالنسبﺔ لبعض ﺼﻔقات الدراسات والخدمات التﻲ بﺈمكان المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة
ﻓﻴﻬا التأكد من حسن التنﻔﻴذ ﻗبل دﻓع المستحقات ،دون أن ﻴﺸمل هذا اﻻﻋﻔاء ﺼﻔقات اإلﺸراف ﻋﻠﻰ إنﺠاز
األﺸغال ،وﻗد أﺸارت نﻔس المادة إلﻰ إمكانﻴﺔ إﻋﻔاء المتعامل مع اإلدارة من تقدﻴم مثل هذه الكﻔالﺔ بالنسبﺔ
لﻠﺼﻔقات التﻲ لم ﻴتعد أﺠل تنﻔﻴذها ثﻼثﺔ ( )0أﺸﻬر ،باإلضاﻓﺔ إلﻰ الﺼﻔقات المبرمﺔ مع المتعامﻠﻴن
بالتراضﻲ البسﻴط ،والﺼﻔقات المبرمﺔ مع المؤسسات العمومﻴﺔ.
وﻓﻲ حالﺔ النص ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ ﻋﻠﻰ أﺠل ضمان تتحول كﻔالﺔ حسن التنﻔﻴذ ﻋند التسﻠﻴم المؤﻗت إلﻰ كﻔالﺔ
ضمان .وتسترﺠع هذه الكﻔالﺔ (كﻔالﺔ الضمان) ﻓﻲ أﺠل ﺸﻬر واحد ابتداء من تارﻴخ التسﻠﻴم النﻬاﺌﻲ لﻠﺼﻔقﺔ.
و تﺠدر اإلﺸارة إلﻰ أن المتعامل المتعاﻗد ﻴﻠتزم بأن ﻴضع مبالغ الكﻔالﺔ تحت تﺼرف اإلدارة بواسطﺔ بنك
لتمارس من خﻼلﻬا الﺠزاء المالﻲ المحدد ﻗانونا .و ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن هذه الضمانات المالﻴﺔ ﻴمكن مﺼادرتﻬا من
طرف اإلدارة ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم تنﻔﻴذ المتعاﻗد ﻻلتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ﻋوض أن تقوم بﺈرﺠاﻋﻬا لﻪ.
ومﺼادرة التأمﻴنات ﻋبارة ﻋن ﺸرط ﺠزاﺌﻲ من ﺸروط العقود اإلدارﻴﺔ ﻴتم اﻻتﻔاق ﻋﻠﻴﻪ مع المتعاﻗد ﺠزاء
إلخﻼلﻪ بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ إﻻ أنﻪ ﻴختﻠف ﻋن الﺸرط الﺠزاﺌﻲ ﻓﻲ ﻋقود القانون الخاص ،ﻓﻲ أن اإلدارة تمﻠك
ﻓرضﻪ بﺈرادتﻬا المنﻔردة دون الحاﺠﺔ لﺼدور حكم من القضاء بذلك ،وبﻬذا المعنﻰ ﻴكتسب هذا الﺸرط طبﻴعتﻪ
اإلدارﻴﺔ .
والتأمﻴن نوﻋﻴن ،تأمﻴن ابتداﺌﻲ ﻋبارة ﻋن نسبﺔ محددة من ﻗﻴمﺔ العطاء ،ﻴدﻓع ﻋند التقدم بالعطاء العقد
لضمان ﺠدﻴﺔ المتقدم بالعطاء وهو ما أسماه المﺸرع الﺠزاﺌري بكﻔالﺔ التعﻬد ،وﻓﻲ حالﺔ ﻋدم ﻗبول العطاء
ﻴرد مبﻠغ التأمﻴن المؤﻗت مباﺸرة ودون طﻠبﻪ ،وتأمﻴن نﻬاﺌﻲ هو "ما ﻴﻠزم أن ﻴقدمﻪ ﺼاحب العطاء المقبول
خﻼل مدة معﻴنﺔ ،تبدأ من ﻴوم إخطاره بقبول ﻋطاﺌﻪ ،وﻴقدر بنسبﺔ معﻴنﺔ من مﺠموع ﻗﻴمﺔ األﺼناف
واألﻋمال" وﻴكون لضمان ﻗﻴام المتعاﻗد بتنﻔﻴذ التزاماتﻪ طبقا لﺸروط العقد ،وﻴﺼبﺢ التأمﻴن النﻬاﺌﻲ من حق
اإلدارة توﻗعﻪ كﺠزاء ﻓﻲ حاﻻت الﻔسخ أو حالﺔ تنﻔﻴذ العقد ﻋﻠﻰ حساب المتعاﻗد ،حﻴث لﻬا "أن تخﺼم ما
تستحقﻪ من مبالغ تكون ﻋﻠﻰ ﻋاتق المتعاﻗد ".
وتﺠدر اﻻﺸارة أنﻪ مﺼادرة التأمﻴن ﻴكون من حق اإلدارة المتعاﻗد حتﻰ ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم النص ﻋﻠﻴﻪ ﺼراحﺔ
ﻓﻲ العقد ،وﻴتقرر لﻬا هذا الحق دون أن تكون مﻠزمﺔ بﺈثبات بأن هناك ضرر ﻗد لحقﻬا ،وتتم مﺼادرة
التأمﻴن بموﺠب ﻗرار إداري تﺼدره الﺠﻬﺔ اإلدارة المختﺼﺔ دون الﻠﺠوء إلﻰ القضاء ،وﻻ ﻴمكن لإلدارة التنازل
ﻋن هذا اﻻمتﻴاز الممنوح لﻬا .
وﻻ تؤدي هذه الﺠزاءات إلﻰ إنﻬاء العقد ،وانما تؤدي إلﻰ حﻠول اإلدارة أو الغﻴر ،بﺼﻔﺔ مؤﻗتﺔ محل المتعاﻗد
وﻗد تناول المﺸرع الﺠزاﺌري الﺠزاءات الضاﻏطﺔ ﻓﻲ المادة 2/142 المقﺼر أو الذي ﻋﺠز ﻋن التنﻔﻴذ،
من المرسوم الرﺌاسﻲ رﻗم 241-11حﻴث ﻋبر ﻋنﻬا "بالتدابﻴر القسرﻴﺔ" ،وتتخذ وساﺌل الضغط ثﻼث ﺼور
تختﻠف بحسب طبﻴعﺔ العقد وهﻲ :
ﻴتعﻠق هذا اإلﺠراء بعقد التزام المراﻓق العامﺔ ،وﻴكون ذلك من خﻼل وضع اإلدارة لﻠمرﻓق محل العقد تحت
الحراسﺔ ،وذلك بﻬدف إبعاد المتعاﻗد المقﺼر ﻋن إدارة المرﻓق بﺼﻔﺔ مؤﻗتﺔ ،أﻴن تباﺸر السﻠطﺔ مانحﺔ
اﻻلتزام هذه إلدارة بنﻔسﻬا أو بواسطﺔ حارس تقوم هﻲ بتعﻴﻴنﻪ ،لضمان استم اررﻴﺔ سﻴر المرﻓق بانتظام .
ﻴقﺼد بﻬذا الﺠزاء أن تحل المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة (اإلدارة) محل المقاول المقﺼر ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ
التﻲ تخﻠف ﻋن القﻴام بﻬا وﻗﻴامﻬا بتنﻔﻴذ العمل بنﻔسﻬا ﻋﻠﻰ حسابﻪ أو تسنده إلﻰ مقاول آخر تختاره من أﺠل
مواﺼﻠﺔ وتنﻔﻴذ هذه األﻋمال ،ﻋﻠﻰ مسؤولﻴﺔ المقاول األول وﻋﻠﻰ حسابﻪ .
ﻴرتبط هذا الﺠزاء ﻓﻲ الغالب بعقود التورﻴد ﻓﺈذا تخﻠف المتعاﻗد ﻋن تنﻔﻴذ التزامﻪ بالتورﻴد ،تعﻬد اإلدارة تنﻔﻴذ
العقد لﺸخص آخر تختاره لﻴزودها بالمادة موضوع الﺼﻔقﺔ ،وهذا ﻋﻠﻰ حساب ومسؤولﻴﺔ المتعاﻗد المخل،
حﻴث ﻴتحمل هذا األخﻴر النتاﺌج المالﻴﺔ الناﺠمﺔ ﻋن تنﻔﻴذ العقد ،وتﺠدر اإلﺸارة أنﻪ بالنظر لخطورة هذه
السﻠطﺔ ﻋادة ما تمنﺢ اإلدارة المتعاﻗد مﻬﻠﺔ أولﻴﺔ ،حﻴث تقوم بتوﺠﻴﻪ إﻋذار لﻪ ﻴنﺸر ﻓﻲ الﺼحف ،تخطره
ﻓﻴﻪ بوﺠوب تنﻔﻴذ التزاماتﻪ ،وﻻ تﻠﺠأ اإلدارة ﻻستخدام هذا الﺠزاء إﻻ ﻓﻲ حاﻻت اإلخﻼل الﺠسﻴم المتعاﻗد
من الﺠسامﺔ بحﻴث ﻴبرر لإلدارة استخدام هذا الﺠزاء
تمﻠك اإلدارة سﻠطﺔ توﻗﻴع ﺠزاء الﻔسخ ﻋﻠﻰ المتعاﻗد معﻬا وذلك ﻓﻲ حالﺔ ارتكابﻪ لخطا ﺠسﻴم ﻓﻲ تنﻔﻴذ
المحدد. األﺠل ﻗبل التعاﻗدﻴﺔ لﻠعﻼﻗﺔ نﻬاﻴﺔ تضع بحﻴث التزاماتﻪ،
وﻗد ﻴأخذ الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ ﻓﻲ مﺠال العقود اإلدارﻴﺔ ﺼورة إسقاط اﻻلتزام بالنسبﺔ لعقد التزام المراﻓق العامﺔ،
وﻋﻠﻴﻪ سنتطرق لﻔسخ العقد بداﻴﺔ ،ثم إلسقاط اﻻلتزام كﺼورة لﻪ.
و ﻴمكن تعرﻴف الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ لﻠعقد اإلداري بأنﻪ " :ذلك الﺠزاء الﺸدﻴد الﺠسامﺔ الذي تستطﻴع اإلدارة توﻗﻴعﻪ
ﻋﻠﻰ المتعاﻗد معﻬا باستبعاده نﻬاﺌﻴا من تنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ نتﻴﺠﺔ ﻻرتكابﻪ خطأ ﺠسﻴما ،و ذلك بناء
ﻋﻠﻰ سﻠطتﻬا التقدﻴرﻴﺔ ،و دون حاﺠﺔ منﻬا إلﻰ الﻠﺠوء إلﻰ القضاء ﻻستﺼدار حكم ﻗضاﺌﻲ ﻴﺠﻴز ذلك "
و ﻴعد الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ "ﻗمﺔ الﺠزاءات التﻲ تمﻠك اإلدارة حق توﻗﻴعﻬا ﻋﻠﻰ المتعاﻗد معﻬا" الذي أخل بالتزاماتﻪ
التعاﻗدﻴﺔ ،خاﺼﺔ بعد استنﻔاذ وساﺌل الضغط و اإلكراه من طرف اإلدارة ،و ﻗد رأى ﺠانب كبﻴر من الﻔقﻪ
أن أساس هذه السﻠطﺔ هو مقتضﻴات و متطﻠبات المرﻓق العام الذي ﻴﺸترك ﻓﻴﻪ مع باﻗﻲ السﻠطات الممنوحﺔ
لإلدارة ﻓﻲ مﺠال العقود اإلدارﻴﺔ ،و لكﻲ تﻠﺠأ اإلدارة لحقﻬا ﻓﻲ ﻓسخ العقد ،ﻴﺠب ﻋﻠﻴﻬا أن تقوم بﺈﻋذار
المتعاﻗد معﻬا أوﻻ ،خاﺼﺔ إذا نص العقد ﻋﻠﻰ ضرورة منﺢ المتعاﻗد مﻬﻠﺔ زمنﻴﺔ لتنﻔﻴذ اﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ
التﻲ تخﻠف ﻋن أداﺌﻬا ،و هذه السﻠطﺔ هﻲ من حق اإلدارة وحدها حتﻰ و لو لم ﻴتم النص ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد،
و ﻻ ﻴﺠوز لﻬا التنازل ﻋنﻬا ،و ﻋادة ما ﻴتم إدراﺠﻬا ﻓﻲ العقد بالنظر ألهمﻴﺔ موضوع العقد اإلداري .
و تﺠدر اإلﺸارة أن اإلدارة تمارس سﻠطتﻬا ﻓﻲ ﻓسخ العقد بﺈرادتﻬا المنﻔردة نتﻴﺠﺔ ﻻرتكاب المتعاﻗد بخطأ
ﺠسﻴم ،دون حاﺠﺔ إلﻰ الﻠﺠوء لﻠقضاء ،و ﻴستثنﻰ من ذلك ﻋقد اإلمتﻴاز .
و بالنظر لخطورة الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ ،ﻗام المﺸرع الﺠزاﺌري بتنظﻴمﻪ من خﻼل نص المادة 146من المرسوم
الرﺌاسﻲ ،241-11التﻲ ﺠاء ﻓﻴﻬا أنﻪ إذا لم ﻴقم المتعاﻗد بتنﻔﻴذ التزاماتﻪ ،توﺠﻪ لﻪ المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة إﻋذا ار
لﻴﻔﻲ بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ﻓﻲ أﺠل محدد ،و إن لم ﻴتدارك المتعاﻗد تقﺼﻴره ﻓﻲ األﺠل الممنوح لﻪ ،ﻴمكن
لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة أن تﻔسخ الﺼﻔقﺔ من ﺠانب واحد ،كما ﻴمكنﻬا القﻴام بالﻔسخ الﺠزﺌﻲ لﻠﺼﻔقﺔ .
كما أﺸار ﻓﻲ المادة 112من نﻔس المرسوم ،إلﻰ ﻋدم ﺠواز اﻻﻋتراض ﻋﻠﻰ ﻗرار المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة
المتضمن ﻓسخ الﺼﻔقﺔ العمومﻴﺔ ﻋند تطبﻴقﻬا البنود التعاﻗدﻴﺔ لﻠضمان ،و المتابعات الرامﻴﺔ إلﻰ إﺼﻼح
الضرر الذي لحقﻬا بسبب خطأ من المتعاﻗد معﻬا ،كما ﻴتحمل زﻴادة ﻋﻠﻰ ذلك التكالﻴف اإلضاﻓﻴﺔ التﻲ تنﺠم
ﻋن الﺼﻔقﺔ الﺠدﻴدة .
و ﻴمكن القول أن ﻋقد اﻻمتﻴاز أو ما ﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻪ ﻋادة بعقد التزام المراﻓق العامﺔ هو "ﻋقد إداري ﻴتولﻰ ﻓﻴﻪ
أحد أﺸخاص القانون الخاص بتخوﻴل من ﺸخص ﻋام إدارة و تسﻴﻴر مرﻓق ﻋام ﻋﻠﻰ حسابﻪ و مسؤولﻴتﻪ
مقابل رسوم ﻴتقاضاها من المنتﻔعﻴن" و ﻴعد ﺠزاء إسقاط اﻻلتزام من النظام العام و ﻴكون من حق اإلدارة
حتﻰ ﻋند ﻋدم النص ﻋﻠﻴﻪ ﺼراحﺔ ﻓﻲ العقد أو ﻓﻲ دﻓتر الﺸروط ،كما ﻴثبت لإلدارة حتﻰ ﻓﻲ حالﺔ وﺠود
نص ﻓﻲ العقد ﻴمنع اإلدارة من توﻗﻴعﻪ ،و إن كان ذلك ﻴعد إهماﻻ من طرﻓﻬا ،حﻴث ﻻ ﻴﺠوز لﻬذه األخﻴرة
أن تقوم بالتنازل ﻋن هذا الحق .
كما ﻻ ﻴمكن أن تمنع اإلدارة من توﻗﻴع ﺠزاء إسقاط اﻻلتزام أو الﻠﺠوء إلﻰ القضاء لﻠمطالبﺔ بﺈسقاطﻪ ﻓﻲ
حالﺔ اﻻخﻼل الﺠسﻴم باﻻلتزامات التعاﻗدﻴﺔ الذي من ﺸأنﻪ اﻻضرار بالمرﻓق العام ،و ﻴترتب ﻋﻠﻰ إسقاط
اﻻلتزام اﻻستبعاد النﻬاﺌﻲ لﻠمﻠتزم من إدارة المرﻓق العام .
و تﺠدر اإلﺸارة إلﻰ أن بعض الﻔقﻬاء ﻴرون أن هناك اختﻼف بﻴن إسقاط اﻻلتزام و بﻴن الﻔسخ ﻓﻲ العقود
اإلدارﻴﺔ ،حﻴث أن الﻔسخ ﻴكون بموﺠب ﻗرار ﺼادر ﻋن اإلدارة بﺈرادة ،بﻴنما ﻴتم إسقاط اﻻلتزام من خﻼل
توﺠﻴﻪ طﻠب إلﻰ ﻗاضﻲ العقد ،إﻻ ﻓﻲ حالﺔ احتﻔاظ اإلدارة بحقﻬا بتوﻗﻴعﻪ بﺈرادتﻬا المنﻔردة مباﺸرة دون الﻠﺠوء
إلﻰ القاضﻲ .
إن اإلدارة و إن كانت تمﻠك سﻠطﺔ إنﻬاء العﻼﻗﺔ التعاﻗدﻴﺔ مع المتعاﻗد معﻬا ﻗبل إتمام العقد نﻬاﺌﻴا ،ﻓﻲ
حالﺔ ارتكاب هذا األخﻴر لخطأ ﺠسﻴم و ذلك من خﻼل توﻗﻴع ﺠزاء الﻔسخ ،ﻓﻬﻲ تمﻠك سﻠطﺔ أوسع من ذلك
تتمثل ﻓﻲ ﻗدرتﻬا ﻋﻠﻰ إنﻬاء العقد اإلداري و بﺈرادتﻬا المنﻔردة حتﻰ ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم وﻗوع خطأ من ﺠانب
المتعاﻗد ،و بالتالﻲ نكون أمام أخطر السﻠطات المخولﺔ لﻬا ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ المتعاﻗد معﻬا ،و هﻲ حالﺔ الﻔسخ
اﻻنﻔرادي لدواﻋﻲ المﺼﻠحﺔ العامﺔ ،و ذلك خﻼﻓا لما نﺠده ﻓﻲ العقود المدنﻴﺔ التﻲ ﻻ ﻴﺠوز ألي من الطرﻓﻴن
ﻓسخ العقد أو إنﻬاﺌﻪ دون مواﻓقﺔ الطرف األخر .و ﻗد اختﻠف الﻔقﻬاء ﻓﻲ مسألﺔ تحدﻴد األساس القانونﻲ
لسﻠطﺔ اإلدارة ﻓﻲ إنﻬاء العقد اإلداري دون ارتكاب المتعاﻗد لخطأ ﻴستوﺠب ذلك ،ﻓرأى ﺠانب منﻬم أن أساسﻬا
هو ﻓكرة الﺼالﺢ العام ،أما آخرون ﻓاﻋتبروا أن هذا األساس هو ﻓكرة السﻠطﺔ العامﺔ و امتﻴازات القانون
العام ،بﻴنما رأى ﺠانب آخر أن األساس القانونﻲ ﻴﺠمع بﻴن الرأﻴﻴن معا ،و ﻗد تبنﻰ ﺠانب كبﻴر من الﻔقﻬاء
العرب الرأي القاﺌل بأن سﻠطﺔ اإلدارة ﻓﻲ إنﻬاء العقد تقوم ﻋﻠﻰ ضرورات المراﻓق العامﺔ التﻲ تستدﻋﻲ إنﻬاء
العقد الذي لم ﻴعد نابع أو متماﺸﻲ مع المﺼﻠحﺔ العامﺔ ،و لقد نص المﺸرع الﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ سﻠطﺔ اإلدارة
ﻓﻲ إنﻬاء العقد اإلداري بدون خطأ ﻋﻠﻰ ﻏرار الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ الذي توﻗعﻪ اإلدارة ﻓﻲ حالﺔ إخﻼل المتعاﻗد
بالتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ،و الذي تضمنتﻪ المادة 146من المرسوم الرﺌاسﻲ 241-11المذكورة سابقا ،وذلك ﻓﻲ
المادة 110من نﻔس المرسوم التﻲ ﺠاء ﻓﻴﻬا" :ﻴمكن لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة القﻴام بﻔسخ الﺼﻔقﺔ العمومﻴﺔ من
ﺠانب واحد ،ﻋندما ﻴكون مبر ار بسبب المﺼﻠحﺔ العامﺔ ،حتﻰ بدون خطأ من المتعامل المتعاﻗد".و كذلك
نﺼت المادة 94من المرسوم التنﻔﻴذي 166-18ﻋﻠﻰ ﻓسخ اتﻔاﻗﻴﺔ تﻔوﻴض المرﻓق العام.
حﻴث تﻠﺠأ اإلدارة بالنظر لما تتمتع بﻪ من امتﻴازات السﻠطﺔ العامﺔ ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ المتعاﻗد معﻬا إلﻰ إنﻬاء العقد
بﺈرادتﻬا المنﻔردة ﻓﻲ ﻏﻴاب أي تقﺼﻴر من ﺠانب هذا األخﻴر ،ﻓﻲ حالﺔ "مراﻋاة مبدأ التكﻴف و المﻼﺌمﺔ"
- الذي ﻴحكم المرﻓق العام ،إذا ما ﻗدرت اإلدارة أن المﺼﻠحﺔ العامﺔ تقتضﻲ إنﻬاء العقد -الﻔسخ التقدﻴري
وﻴختﻠف ﻓسخ العقد لدواﻋﻲ المﺼﻠحﺔ العامﺔ ﻋن الﻔسخ الﺠزاﺌﻲ الذي ﻴكون نتﻴﺠﺔ إخﻼل المتعاﻗد بالتزاماتﻪ
التعاﻗدﻴﺔ ،ﻓﻲ كون اإلدارة تقوم بﺈنﻬاء العقد اإلداري لﻴس لوﺠود خطأ من المتعاﻗد .بل لكون هذا العقد لم
ﻴعد ﻴتماﺸﻰ مع المتطﻠبات الﺠدﻴدة لﻠمرﻓق العام .
و تﺠدر اإلﺸارة أنﻪ ﻴترتب ﻋﻠﻰ استخدام اإلدارة لسﻠطتﻬا ﻓﻲ إنﻬاء العقد ،حق المتعاﻗد معﻬا ﻓﻲ المطالبﺔ
ﺠراء ذلك.
بالتعوﻴض الكامل .و ذلك لﺠبر ما لحقﻪ من ضرر َ
* الضمانات الممنوحﺔ لﻠمتعاﻗد ﻓﻲ مواﺠﻬﺔ اﻻدارة
ان العقد اﻻداري ﻴعترف بمﺠموﻋﺔ من الحقوق لﻠمتعامل المتعاﻗد ،نظﻴر ما ﻴنﻔذه من التزامات ذات طبﻴعﺔ
مالﻴﺔ ،ﻓمن حقﻪ الحﺼول ﻋﻠﻰ المقابل المالﻲ ،بالكﻴﻔﻴﺔ المحددة ﻗانونا ،كما ﻴضمن الﻔقﻪ و القضاء التوازن
المالﻲ لﻠعقد ،حتﻰ ﻴتمكن المتعامل المتعاﻗد من اﻻستمرار ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻪ ،اذا ما طرأت ظروف مﻔاﺠﺌﺔ
اثناء تنﻔﻴذ العقد .
بحﻴث ان المتعامل المتعاﻗد ﻋندما ﻴنﻔذ التزاماتﻪ المتعﻠقﺔ بموضوع العقد ﺼار من حقﻪ الحﺼول ﻋﻠﻰ المقابل
المالﻲ ،أما ﻓﻲ حال ما إذا واﺠﻬتﻪ وﻗاﺌع وﻋوامل ﺼعبﺔ ومرهقﺔ ﻻ ﻴمكن معﻬا اﻻستمرار ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد
بات من حقﻪ المطالبﺔ بالحق ﻓﻲ التوازن المالﻲ ،واذا أﺼابﻪ ضرر ﺠراء ﻋمل ﻗامت بﻪ اإلدارة ﻓمن حقﻪ
المطالبﺔ بالتعوﻴض.
هﻲ مبالغ مادﻴﺔ مقابل ما نﻔذه المتعاﻗد من أﻋمال أو تورﻴدات لﺼالﺢ ﺠﻬﺔ اإلدارة المتعاﻗدة ،و ﻴختﻠف
ﺸكل المقابل المالﻲ باختﻼف العقود المبرمﺔ ،ﻓقد ﻴكون ﻋﻠﻰ ﺸكل رسوم أو ﻋﻠﻰ ﺸكل ثمن ،الذي تدﻓعﻪ
المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ،لﻪ نظﻴر السﻠع التﻲ تم تور ﻴدها أو األﺸغال التﻲ تم تنﻔﻴذها.
وﻴعتبر اﻻلتزام بدﻓع السعر أو المقابل المالﻲ واﻋادة التوازن المالﻲ ﻓﻲ العقد ،من أهم التزامات المﺼﻠحﺔ
المتعاﻗدة ﻋﻠﻰ اإلطﻼق .خاﺼﺔ وأن طبﻴعﺔ هذه اﻻلتزامات هﻲ مالﻴﺔ بالدرﺠﺔ األولﻰ وان كانت تختﻠف
ﺼورها واﺠراءاتﻬا بﻴن التزام وآخر
وهذا ﻴعنﻲ أنﻪ ﻋندما ﻴنﻔذ المتعاﻗد مع اإلدارة ﺠمﻴع التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ،بحسب الﺸروط والمواﺼﻔات المطﻠوبﺔ،
ودون إهمال أو تأخﻴر؛ ﻴحق لﻪ أن ﻴتﻠقﻰ من اإلدارة المبالغ المالﻴﺔ التﻲ ﻴستحقﻬا لقاء أﻋمالﻪ التعاﻗدﻴﺔ،
ﻋﻠما بأن المقابل المادي لألﻋمال والخدمات ﻴكون منﺼوﺼا ﻋﻠﻴﻪ بالعقد وبأﺸكال مختﻠﻔﺔ بحسب نوع العقد،
وبناء ﻋﻠﻴﻪ ﻴكون المقابل المادي ثمنا لبضاﻋﺔ أو مواد وردت لإلدارة ،أو رسما ﻴتقاضاه المتعاﻗد من منتﻔعﻲ
الخدمﺔ العامﺔ التﻲ تقدم ﻓﻲ ﻋقود اﻻلتزام ،أو لقاء أﺸغال نﻔذها ﻓﻲ ﻋقود األﺸغال العامﺔ.
ﻓالمتعامل المتعاﻗد ﻋندما ﻴنﻔذ التزاماتﻪ المتعﻠقﺔ بموضوع العقد ﺼار من حقﻪ الحﺼول ﻋﻠﻰ المقابل المالﻲ
بالكﻴﻔﻴﺔ التﻲ حددها القانون ،واذا واﺠﻬتﻪ أثناء التنﻔﻴذ وﻗاﺌع وﻋوامل مرهقﺔ ﻻ ﻴمكن معﻬا اﻻستمرار ﻓﻲ تنﻔﻴذ
الﺼﻔقﺔ بات من حقﻪ المطالبﺔ بالتوازن المالﻲ .كما ﻴﺠوز لﻪ أﻴضا المطالبﺔ بالتعوﻴض إذا لحقت بﻪ أضرار
ﺠراء ﻋمل ﻗامت بﻪ اإلدارة أو وﻗوع ﻗوة ﻗاهرة.
ﻴعنﻲ أنﻪ ﻓﻲ الواﻗع ان المقابل المالﻲ هو ما ﻴدﻓعﻪ المتعامل المتعاﻗد إلبرام العقد اﻻداري .إذ ﻴسعﻰ بذلك
الﻰ تحقﻴق الربﺢ و هو حق مﺸروع ،و ﻴقر الﻔقﻪ و القضاء بعدم الﺠواز لإلدارة المساس بالمقابل المالﻲ
لﻠمتعاﻗد ،او بحقوﻗﻪ المالﻴﺔ ﻋموما.
وﻗد بﻴن المرسوم الرﺌاسﻲ رﻗم 241-11المتعﻠق بالﺼﻔقات العمومﻴﺔ ﺼراحﺔ ﻓﻲ المادة 69منﻪ كﻴﻔﻴات
دﻓع اﺠر المتعامل المتعاﻗد ،ﻓقد ﻴكون أما:
-بالسعر اﻻﺠمالﻲ الﺠزاﻓﻲ ،أو بناء ﻋﻠﻰ ﻗاﺌمﺔ سعر الوحدة ،او ﻋﻠﻰ نﻔقات سعر المراﻗبﺔ ،أو بالسعر
المختﻠط.
ﻓﻴتضﺢ من هذه المادة ان المﺸرع اﻋطﻰ المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة السﻠطﺔ التقدﻴرﻴﺔ ﻓﻲ اختﻴار الكﻴﻔﻴﺔ المناسبﺔ
لدﻓع المقابل المالﻲ بما ﻴتناسب مع نوع وطبﻴعﺔ موضوع العقد وﻓق اﻻلﻴات التالﻴﺔ:
ا -الدﻓع بالسعر اﻻﺠمالﻲ و الﺠزاﻓﻲ :و ﻴكون ذلك بناء ﻋﻠﻰ مبﻠغ اﺠمالﻲ محدد مسبقا ،ﻴﺸتمل ﻋﻠﻰ كاﻓﺔ
المستحقات المالﻴﺔ التﻲ ﻴتقاضاها المتعامل المتعاﻗد نظﻴر تنﻔﻴذه لﻠعقد ،دون اﻻﻋتماد ﻋﻠﻰ حساب الوحدات
المنﺠزة.
ب -الدﻓع بناء ﻋﻠﻰ ﻗاﺌمﺔ سعر الوحدة :و ﻴكون ذلك ﻓﻲ حالﺔ تحدﻴد سعر الﺼﻔقﺔ بناء ﻋﻠﻰ وحدات
القﻴاس .مثل :تحدﻴد ﺸق طرﻴق ﻋام ﻓﻲ اطار تنﻔﻴذ ﺼﻔقﺔ اﺸغال ﻋامﺔ بناء ﻋﻠﻰ سعر المتر المربع.
ج -الدﻓع ﻋﻠﻰ نﻔقات سعر المراﻗبﺔ :ﻴعتمد تحدﻴد السعر ﻓﻲ هذه الكﻴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ النﻔقات و التكالﻴف التﻲ ﻗام
بﻬا المتعامل المتعاﻗد ،وﻓق وثاﺌق ثبوتﻴﺔ كالﻔواتﻴر ،مع إضاﻓﺔ هامش و نسبﺔ معﻴنﺔ من األرباح المﺸروﻋﺔ
التﻲ ﻴتحﺼل ﻋﻠﻴﻬا ،هذا ما أتت بﻪ المادة 109من المرسوم الرﺌاسﻲ 241-11ﻋﻠﻰ أنﻪ" ﻴﺠب ان تبﻴن
الﺼﻔقﺔ التﻲ تؤخذ خدماتﻬا ﻓﻲ ﺸكل نﻔقات مراﻗبﺔ ،طبﻴعﺔ مختﻠف العناﺼر التﻲ تساﻋد ﻋﻠﻰ تحدﻴد السعر
الواﺠب دﻓعﻪ و كﻴﻔﻴﺔ دﻓعﻬا و حسابﻬا".
د -الدﻓع بالسعر المختﻠط :بحﻴث ﻴحدد السعر بناءا ﻋﻠﻰ ﻋدة معاﻴﻴر من الكﻴﻔﻴات؛(التكﻠﻔﺔ و سعر الوحدة
،مع مراﻋاة سعر المراﻗبﺔ ،نسبﺔ الربﺢ...الخ).
و القاﻋدة العامﺔ ﻻستحقاق الثمن هﻲ ان ﻴتم بعد انﻬاء المتعامل المتعاﻗد من كاﻓﺔ اﻻﻋمال موضوع التعاﻗد،
اﻻ انﻪ ﻗد ﻴحتاج الﻰ المبالغ مقدما ﻓﻲ بعض المﺸارﻴع ،او ﻓﻲ ﻋمﻠﻴات التورﻴد الكبﻴرة نسبﻴا ،ذلك حتﻰ
تساﻋده ﻋﻠﻰ البدء ﻓﻲ التنﻔﻴذ او القﻴام بأﻋباء العقد ،لذلك المﺸرع الﺠزاﺌري اﺠاز لﻠمتعامل المتعاﻗد مع
اﻻدارة ،الحﺼول ﻋﻠﻰ مبالغ مالﻴﺔ مؤﻗتﺔ اثناء تنﻔﻴذ العقد ،حسب الكﻴﻔﻴات المحددة ﻓﻲ المادة 108من
المرسوم الرﺌاسﻲ رﻗم ،241-11و المتمثﻠﺔ اساسا ﻓﻲ التسبﻴق و الدﻓع ﻋﻠﻰ الحساب ،و التسوﻴﺔ ﻋﻠﻰ رﺼﻴد
الحساب ،اذ ﻻ ﻴمكن لﻠمﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة اﻻمتناع ﻋن تسدﻴد المقابل المالﻲ بسبب ﻋدم توﻓر اﻻﻋتمادات
المالﻴﺔ ،بل تبقﻰ مسؤولﻴتﻬا ﻗاﺌمﺔ امام المتعامل المتعاﻗد ،وﻴسقط حق هذا اﻻخﻴر بالتقادم ﻓﻲ حالﺔ ﻋدم
مطالبتﻪ لﻠمقابل المالﻲ ﻓﻲ اﺠل اربعﺔ سنوات .المتعﻠق بالبﻠدﻴﺔ "تتقادم الدﻴون التﻲ لم ﻴؤمر بﺼرﻓﻬا و
تﺼﻔﻴتﻬا و دﻓعﻬا ﻓﻲ اﺠل اربع ( )4سنوات من اﻓتتاح السنﺔ المالﻴﺔ المتعﻠقﺔ بﻬا ،و تعود بﺼﻔﺔ نﻬاﺌﻴﺔ
لﺼالﺢ البﻠدﻴات باستثناء الحاﻻت التﻲ ﻴكون ﻓﻴﻬا التأخﻴر بﻔعل اﻻدارة او بسبب وﺠود طعن امام ﺠﻬﺔ
ﻗضاﺌﻴﺔ.
لﻠمتعاﻗد وﻓق القواﻋد العامﺔ الحق ﻓﻲ ان ﻴتقاضﻰ تعوﻴضا ،ﻓﻲ حاﻻت تتمثل ﻓﻲ ما اذا تسببت اﻻدارة ﻓﻲ
احداث ضرر بﻪ ،لعدم تنﻔﻴذ التزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ ،و حالﺔ انﺠازه اﻋمال اضاﻓﻴﺔ لم ترد ﻓﻲ العقد ،و حﻴنﻬا
ﻴكون لﻪ المطالبﺔ بالتعوﻴض ،استنادا الﻰ ﻗاﻋدة اﻻثراء بﻼ سبب ،و حالﺔ اختﻼل التوازن المالﻲ لﻠعقد
اﻻداري ،ألسباب تحدث اثناء تنﻔﻴذ العقد ،مما ﻴﺠعﻠﻪ معاﻗا ،و هذه اﻻسباب هﻲ :الظروف الطارﺌﺔ،
الﺼعوبات المادي ﻏﻴر المتوﻗعﺔ ،وﻓعل اﻻمﻴر.
ﻓبمﺠرد ﻗﻴام المتعامل المتعاﻗد بتنﻔﻴذ كل ما اتﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ العقد المبرم مع المﺼﻠحﺔ المتعاﻗدة ،ﻓﺈنﻪ ﻴحﺼل
ﻋﻠﻰ الثمن مقابل ذلك ،كما ﻗد ﻴنﻔذ المتعاﻗد أﻋماﻻ ﻏﻴر متﻔق ﻋﻠﻴﻬا ﻓﻲ العقد ولكن كان ﻻ بد من تنﻔﻴذها
باﻋتبارها تمثل ضرورة تﺼب ﻓﻲ مﺼﻠحﺔ اإلدارة ،ﻓﻴنبغﻲ ﻋﻠﻰ اإلدارة دﻓع التعوﻴض لﻠمتعاﻗد ﻋن هذه
األﻋمال ،كذلك ﻋﻠﻰ اإلدارة دﻓع التعوﻴض المناسب لﻠمتعاﻗد ﻋند تنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ ﻋﻠﻰ نحو ﻴﻠحق
بﻪ الضرر.
و ﻋﻠﻴﻪ ﻓمن حق المتعاﻗد مع اإلدارة طﻠب التعوﻴض ﻋن األضرار التﻲ تﺼﻴبﻪ نتﻴﺠﺔ إخﻼل هاتﻪ اﻻخﻴرة
بالتزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ ،أو لممارسﺔ حقﻬا ﻓﻲ تعدﻴل ﺸروط العقد ،أي ﻋند استعمالﻬا اﻻمتﻴازات التﻲ تتمتع
بﻬا ،وﻻ ﻴستطﻴع المتعاﻗد إﺠبار اإلدارة ﻋﻠﻰ دﻓع التعوﻴض اﻻﻋن طرﻴق القضاء ,خاﺼﺔ اذا استعمﻠت هذه
السﻠطات ،لكﻲ ترتب ﻋﻠﻴﻪ أﻋباء اضاﻓﻴﺔ ،او كﻲ تنزل بﻪ ﻋقوبات ،بدون وﺠﻪ حق ،كما أنﻪ ﻻ ﻴستطﻴع
إﺠبار اإلدارة ﻋﻠﻰ الوﻓاء بالتزاماتﻬا ،ﻓاإلدارة إذا ما تسببت بﺈحداث ضرر لﻠمتعامل المتعاﻗد كان من حقﻪ
المطالبﺔ بالتعوﻴض ،و ﻴﺠب ﻋﻠﻰ المتعامل المتعاﻗد أن ﻴثبت خطأ اإلدارة أو تﺠاوزها ألحد بنود العقد.
و حتﻰ اذا خالﻔت اﻻدارة التزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ ،ﻓعﻠﻰ المتعامل المتعاﻗد معﻬا أن ﻴتابع تنﻔﻴذ التزاماتﻪ ،وﻴطالب
بالتعوﻴض الذي تسببت بﻪ ﺠراء ﻋدم تنﻔﻴذ التزاماتﻬا ،ولﻪ الحق أن ﻴطالب بﻔسخ العقد أمام القضاء المختص
من ثمﺔ نقول انﻪ ﻴﺸترط ﻓﻲ التعوﻴض ،وﺠود ﻋناﺼر إلثارة مسؤولﻴﺔ اﻻدارة ﻋن اﻋمالﻬا التعاﻗدﻴﺔ ،تتمثل
ﻓﻲ وﺠو الخطأ ،و الضرر ،و وﺠود ﻋﻼﻗﺔ او رابطﺔ السببﻴﺔ بﻴنﻬما .و سوف نﻠخص باختﺼار ذلك.
اوﻻ - :الخطأ:
تﻠتزم اﻻدارة بتعوﻴض المتعامل المتعاﻗد معﻬا ﻓﻲ انﺸاء ضرر من ﺠراء استعمالﻬا سﻠطاتﻬا بزﻴادة ،
او ترتﻴب اﻋباء اضاﻓﻴﺔ لﻠمتعامل المتعاﻗد معﻬا ،خاﺼﺔ ﻋند تأخر اﻻدارة ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ
او امتناﻋﻬا ﻋن ذلك ،و احﻴانا ﻴكون الخطأ مﺸتركا بﻴن اﻻدارة المتعاﻗدة و المتعامل المتعاﻗد معﻬا .ﻓما
هﻲ حاﻻت الخطأ التﻲ تستوﺠب التعوﻴض؟
ﻴقوم الخطأ العقدي المرتب لمسؤولﻴﺔ اإلدارة التعاﻗدﻴﺔ ﻓﻲ هذه الحالﺔ أﻴا كان وﺼف إخﻼل اﻻدارة بالتزامﻬا
سواء وﻗع منﻬا ذلك ﻋن ﻋمد أو كان نتﻴﺠﺔ إهمال ،األمر الذي ﻴكون سببا مبر ار لﻔسخ العقد و تعوﻴض
المتعاﻗد المتضرر من ذلك.
نﺠد ان المﺸرع الﺠزاﺌري ﻗد نص ﺼراحﺔ ﻋﻠﻰ استﻔادة المتعاﻗد مع اﻻدارة من ﻓواﺌد تأخﻴرﻴﺔ نتﻴﺠﺔ ﻋدم
اﺼدار اﻻدارة دﻓعات ﻋﻠﻰ الحساب و التسوﻴﺔ الختامﻴﺔ ﻓﻲ الوﻗت المحدد ﻗانونا ،وهذا احد ﺼور تعوﻴض
المتعاﻗد مع اﻻدارة.
ان اخﻼل اﻻدارة ﻻلتزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ ،او استعمالﻬا لسﻠطاتﻬا ﻋﻠﻰ نحو ﻏﻴر مﺸروع ،ﻴﺸكل خطا ﻋقدي،
ﻴترتب ﻋﻠﻴﻪ مسؤولﻴﺔ اﻻدارة ،و ﻴتولد معﻪ حق المتعاﻗد ﻓﻲ التعوﻴض.
ﻴمكن ان ﻴكون الحاق الضرر بالمتعاﻗد مع اﻻدارة ،نتﻴﺠﺔ خطأ مﺸترك بﻴنﻬما ،ﻓﻔﻲ هذه الحالﺔ تﺼبﺢ
المسؤولﻴﺔ ﻋن التعوﻴض بنسبﺔ المساهمﺔ ﻓﻲ الخطأ ،ﻓالمتعاﻗد ﻴطالب اﻻدارة بنسبﺔ اﻻضرار الناتﺠﺔ ﻋن
خطﺌﻬا ﻓقط .
بالتالﻲ نستخﻠص ان المتعامل المتعاﻗد ﻴستوﺠب التعوﻴض ﻋن الخطأ الﺼادر من اﻻدارة ﻓﻲ بضعﺔ نقاط
منﻬا:
-1ﻋندما تتأخر اإلدارة ﻓﻲ إنﺠاز معامﻼت اﻻستمﻼك مما ﻴؤدي إلﻰ التأخﻴر ﻓﻲ انﺠاز األﺸغال .
-2تأخر اإلدارة ﻓﻲ تسﻠﻴم القطع واألدوات الﻼزمﺔ ﻓﻲ الوﻗت المﻼﺌم ،مما ﻴؤدي إلﻰ ﻋدم تمكﻴن المﻠتزم
من إنﺠاز اﻻلتزام ﻓﻲ الوﻗت المحدد .
-0األخطاء الﻔنﻴﺔ ﻓﻲ دراسﺔ الخراﺌط من ﻗبل اإلدارة .
-4ﻋدم تمكﻴن المتعاﻗد من اﻻستمرار ﻓﻲ العمل اإلنﺠاز التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ بسبب توﻗﻴف العمل مباﺸرة من
ﻗبل اإلدارة المتعاﻗدة ،أو من ﻗبل أﻴﺔ ﺠﻬﺔ إدارﻴﺔ رسمﻴﺔ أخرى أو من ﻗبل األهالﻲ.
-1ﻋدم ﻗﻴام ﺠﻬﺔ اﻻدارة بتنﻔﻴذ التزاماتﻬا بتسﻠﻴم المتعاﻗد معﻬا موﻗع العمل.
ثانﻴا :الضرر:
تأتﻲ حالﺔ الضرر الذي ﻴﻠحق بالمتعاﻗد مع اﻻدارة بسبب اخطاء اﻻدارة ،من القاﻋدة العامﺔ التﻲ تقوم ﻋﻠﻰ
المسؤولﻴﺔ ﻋﻠﻰ اساس الخطأ ،معناه انﻪ ﻴﺠوز لﻠمتعاﻗد مع اﻻدارة الذي اﺼابﻪ الضرر اثناء تنﻔﻴذ العقد
بسبب خطا اﻻدارة التﻲ لم تﻔﻲ بالتزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ معﻪ ،او تأخرت ﻓﻲ الوﻓاء بﻬا ،ان ﻴطالبﻬا بالتعوﻴض
مع اثبات ان الضرر الذي وﻗع لﻪ ،هو نتﻴﺠﺔ تﺼرف خاطئ من اﻻدارة ،و اﻻ ﻓﻼ ﻴحﺼل ﻋﻠﻰ هذا
التعوﻴض ،كما ﻗد تتسبب اﻻدارة ﻓﻲ الحاق المتعامل المتعاﻗد معﻬا اض ار ار نتﻴﺠﺔ تنﻔﻴذها لسﻠطاتﻬا اﻻستثناﺌﻴﺔ
،مما تكﻠﻔﻪ مبالغ مالﻴﺔ معتبرة ،ﻓتﻠتزم اﻻدارة بتعوﻴض هذا اﻻخﻴر.
ومنﻪ ﻓان الضرر المحقق هو الذي وﻗع بالﻔعل او كان وﺸﻴك الوﻗوع بﺼورة مؤكدة ،و لﻠتعوﻴض ﻋن
الضرر ،ﻓانﻪ ﻴتعﻴن ان ﻴكون ﻗد اﺼاب حقا مﺼﻠحﺔ ﻴحمﻴﻬا القانون ،حﻴث ﻻ ﻴﺠوز التعوﻴض ﻋن ضرر
اﺼاب مﺼﻠحﺔ ﻏﻴر مﺸروﻋﺔ ،ذلك ﻻن تﻠك المﺼﻠحﺔ ﻏﻴر ﺠدﻴرة بالحماﻴﺔ.
ﻴمكن تامﻴن طﻠب التعوﻴض ﻋن اﻻضرار التﻲ لحقت المتعاﻗد ﺠراء تﺼرﻓات اﻻدارة المتعاﻗدة استنادا الﻰ
ﻋنﺼرﻴن هما:
-المسؤولﻴﺔ العقدﻴﺔ :وهو ﻓﻲ حالﺔ اخﻼل اﻻدارة المتعاﻗدة و ﻋدم وﻓاءها بالتزاماتﻬا التعاﻗدﻴﺔ حﻴال المتعاﻗد
،كما هﻲ محددة ﻓﻲ العقد او ﻓﻲ دﻓتر الﺸروط.
-المسؤولﻴﺔ التقﺼﻴرﻴﺔ :و هﻲ حالﺔ ارتكاب اﻻدارة لخطا تﺠاه المتعاﻗد و لقﻴام هذه المسؤولﻴﺔ ﻴﺠب ان
تتوﻓر اركانﻬا الثﻼثﺔ المتمثﻠﺔ ﻓﻲ :الخطان الضرر ،و العﻼﻗﺔ السببﻴﺔ بﻴن الخطأ و الضرر.
وﻓﻲ مﺠال المسؤولﻴﺔ التقﺼﻴرﻴﺔ ،نﺠد المسؤولﻴﺔ تنعقد اذا ثبت خطا و ضرر و ﻋﻼﻗﺔ سببﻴﺔ بﻴنﻬما،
و ارتكاب المسؤول الخطأ ،هو اﻻساس اﻻول ﻻنعقاد المسؤولﻴﺔ ،اذ ﻴطﻠق ﻋﻠﻴﻬا البعض اسم المسؤولﻴﺔ
الخطﺌﺔ اي المبنﻴﺔ ﻋﻠﻰ اساس الخطأ ،ﻓالضرر المدﻋﻰ بﻪ من المتعاﻗد مع اﻻدارة ،ﻴﺠب اثبات وﺠوده
من ﻗبل هذا اﻻخﻴر ،تحت طاﺌﻠﺔ طﻠب التعوﻴض ﻋنﻪ ،و كما ﻴحق لﻠمتعامل المتعاﻗد ان ﻴحﺼل ﻋﻠﻰ
تعوﻴضات اخرى خارج اطار المسؤولﻴﺔ العقدﻴﺔ او التقﺼﻴرﻴﺔ ،كما هو اﻻمر ﻓﻲ اﻻﻋمال اﻻضاﻓﻴﺔ التﻲ
ﻴقوم ﻴﻬا المتعاﻗد مع اﻻدارة ،دون ان تكون واردة اﺼﻼ ﻓﻲ الﺼﻔقﺔ ،اذا كانت ضرورﻴﺔ لﻠتنﻔﻴذ الحسن
لﻠﺼﻔقﺔ ،و كما ﻴمكن الحﺼول ﻋﻠﻰ التعوﻴض استنادا ﻋﻠﻰ نظرﻴﺔ اﻻثراء بﻼ سبب .
إن مرونﺔ العقد اﻻداري تمنﺢ اﻻدارة سﻠطﺔ كبﻴرة ﻓﻲ تعدﻴل العقد اﻻداري ،لذلك ﻴنبغﻲ ان تمنﺢ المتعاﻗد
معﻬا الﻔرﺼﺔ لكﻲ ﻴستعﻴد حقوﻗﻪ حسب اﻻحوال زﻴادة او نقﺼانا .ﻓاﻻلتزامات التﻲ تﻔرضﻬا ضرورات التعدﻴل
ﻋﻠﻰ مضمون العقد ﻴنبغﻲ ان تقابﻠﻬا من ﺠﻬﺔ اخرى حقوق المتعاﻗد ،و هذا ما ﻴسمﻰ بﻔكرة التوازن المالﻲ
لﻠعقد اﻻداري .
و اإلدارة ﺸأنﻬا ﺸأن المتعامل المتعاﻗد ،ﻴنبغﻲ ﻋﻠﻴﻬا تنﻔﻴذ التزاماتﻬا بدﻓع السعر المتﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ العقد ،إﻻ
أنﻪ ﻗد ﻴنﺠم ﻋن هذا التنﻔﻴذ أحداث ووﻗاﺌع من ﺸأنﻬا إرهاق المتعامل المتعاﻗد والتأثﻴر البالغ ﻋﻠﻰ مركزه
المالﻲ بما ﻴعطﻲ لﻪ حق المطالبﺔ بﺈﻋادة التوازن المالﻲ .
و ﻗد اختﻠف الﻔقﻬاء حول تحدﻴد ﺸروط ﻓكرة التوازن المالﻲ ،ﻓالبعض ﻴرى انﻬا ﻗاﻋدة ﻋامﺔ ،تطبق ﻓﻲ ﺠمﻴع
األحوال سواء اكان اﻻختﻼل بﻔعل اﻻدارة ،او بﻔعل خارج ﻋن ارادتﻬا كظرف استثناﺌﻲ .وﻴرى اخرون ان
ﻓكرة التوازن المالﻲ لﻠعقد ﻻ تطبق اﻻ اذا كان اختﻼل التوازن المالﻲ راﺠعا الﻰ ﻓعل اﻻدارة.
إن ﻓكرة التوازن المالﻲ لﻠعقود اإلدارﻴﺔ ﻻ تنطبق ﻓﻲ حالﺔ استحقاق المتعاﻗد مع اإلدارة لﻠتعوﻴض ﻋند وﺠود
خطأ منسوب إلﻰ ﺠﻬﺔ اإلدارة ،وانما مﺠال تطبﻴقﻬا ﻓﻲ حاﻻت التعوﻴض التﻲ ﻴستحقﻬا المتعاﻗد دون خطأ
منسوب إلﻰ ﺠﻬﺔ اإلدارة ،وهناك نظرﻴات ﻋالﺠت هذا الموضوع ،و هﻲ:
و ﻴقﺼد بﻔعل اﻻمﻴر هو كل إﺠراء تتخذه ﺠﻬﺔ اإلدارة المتعاﻗدة بقرار ﻓردي خاص تﺼدره ،أو بقواﻋد
تنظﻴمﻴﺔ ﻋامﺔ ﻴكون من ﺸانﻪ زﻴادة األﻋباء المالﻴﺔ لﻠمتعاﻗد مع اإلدارة بحﻴث ﻴترتب ﻋﻠﻰ ذلك ﺠعل تنﻔﻴذ
المتعاﻗد ﻻلتزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ أكثر كﻠﻔﺔ مما ﻴﻠحق بﻪ ضر ار ﻴستوﺠب التعوﻴض .ﻓﻬذه النظرﻴﺔ هﻲ من
ﺼنع مﺠﻠس الدولﺔ الﻔرنسﻲ تﺸمل ﺠمﻴع األﻋمال اإلدارﻴﺔ المﺸروﻋﺔ التﻲ تﺼدر ﻋن السﻠطﺔ اإلدارﻴﺔ
المتعاﻗدة ،وتؤدي إلﻰ اإلضرار بالمركز المالﻲ لﻠمتعاﻗد معﻬا .و ﻗد كان ﻴطبقﻬا بالنسبﺔ لﺠمﻴع األﻋمال
اإلدارﻴﺔ التﻲ تﺼدر من السﻠطات العامﺔ ﻓﻲ الدولﺔ وﻴنتج ﻋنﻬا إخﻼل بالتوازن المالﻲ لﻠعقد ،إﻻ أنﻪ ضﻴق
من نطاق هذه األﻋمال وحﺼرها باألﻋمال الﺼادرة ﻋن الﺠﻬﺔ اإلدارﻴﺔ التﻲ أبرمت العقد .
و حتﻰ ﻴطالب المتعامل المتعاﻗد بحقﻪ ﻓﻲ التوازن المالﻲ بعنوان نظرﻴﺔ ﻓعل األمﻴر وﺠب تواﻓر ثﻼثﺔ ﺸروط
نبﻴنﻬا ﻓﻴما ﻴﻠﻲ :
-1أن ﻴﺼدر العمل الذي تسبب ﻓﻲ الخﻠل المالﻲ لﻠمتعامل المتعاﻗد ﻋن اإلدارة المتعاﻗدة ولﻴس ﻋن
ﺠﻬﺔ إدارﻴﺔ أخرى .معناه وﺠود ضرر نتﻴﺠﺔ ﻓعل اإلدارة ،اي أن ﻴﺼدر الضرر ،ﻋن الﺸخص
المعنوي العام الذي أبرم العقد ،بحﻴث ﻴستحق المتعاﻗد معﻬا تعوﻴضا ﻋن آثارها الناتﺠﺔ ﻋن ذلك
.و ﻴنتج ﻋن هذا اإلﺠراء ضرر ﻓﻲ زﻴادة أﻋباء تنﻔﻴذ ﺸروط التعاﻗد إلﻰ حد ﻴخل بالتوازن المالﻲ
لﻠعقد ،وﻻ ﻴﺸترط ﻓﻲ هذا الضرر درﺠﺔ ﺠسامﺔ معﻴنﺔ .ﻓقد ﻴكون ضر ار ﻓعﻠﻴا ألحق خساﺌر بالمتعاﻗد
مع اإلدارة أو ﻗد ﻴؤدي إلﻰ مﺠرد نقص ﻓﻲ األرباح التﻲ ﻗام ﻋﻠﻰ أساسﻬا العقد .مثﻼ إذا نتج ﻋن
تعدﻴل الﺼﻔقﺔ زﻴادة كبﻴرة ﻓﻲ تحمل األﻋباء المالﻴﺔ بالنسبﺔ لﻠمتعامل المتعاﻗد ﺠاز لﻪ المطالبﺔ ﻓﻲ
التوازن المالﻲ.
-2ﻋدم توﻗع الﻔعل المسبب لﻠضرر ﻋند التعاﻗد ،اي أن ﻴكون العمل القانونﻲ الﺼادر ﻋن اإلدارة
المتعاﻗدة ﻏﻴر متوﻗع وﻗت التعاﻗد ،ﻓﺈن المتعاﻗد مع اإلدارة ﻴكون ﻗد أبرم العقد وهو مقدر لﻬذه
الظروف األمر الذي ﻴترتب ﻋﻠﻴﻪ تعذر اﻻستناد إلﻴﻬا .
-0أن ﻻ تكون اإلدارة المتعاﻗدة ﻗد أخطأت بعمﻠﻬا الضار ،ﻓﻴﺠب ﻋﻠﻰ اإلدارة أن تتﺼرف ﻓﻲ حدود
سﻠطتﻬا المعترف بﻬا وأن ﻻ تكون ﻗد أخطأت باتخاذ هذا العمل .بمعنﻰ أن ﻴكون العمل القانونﻲ
الﺼادر ﻋن اإلدارة المتعاﻗدة مﺸروﻋا ﻏﻴر مخالف لﻠنظام العام ﻓﺈن ﺼدر العمل ﻋن اإلدارة وكان
ﻏﻴر مﺸروع ﺠاز لﻠطرف اآلخر الﻠﺠوء لﻠقضاء ومساءلتﻬا طبقا ألحكام المسؤولﻴﺔ التقﺼﻴرﻴﺔ
.
-1إﻋﻔاء المتعاﻗد من اﻻلتزام بالتنﻔﻴذ إذ ترتب ﻋﻠﻰ ﻓعل األمﻴر استحالﺔ التنﻔﻴذ كﺼدور تﺸرﻴع ﻴحظر
استﻴراد سﻠعﺔ معﻴنﺔ ﻻ ﻴمكن الحﺼول ﻋﻠﻴﻬا إﻻ باﻻستﻴراد من الخارج .
-2ﻴحق لﻠمتعاﻗد المطالبﺔ بﻔسخ العقد إذا لم ﻴكن باإلمكان متابعﺔ التنﻔﻴذ ،كما ﻓﻲ حال زﻴادة أﻋباء
التنﻔﻴذ بدرﺠﺔ كبﻴرة تﻔوق إمكانﻴات المتعاﻗد المالﻴﺔ والﻔنﻴﺔ.
-0حق المتعاﻗد ﻓﻲ المطالبﺔ بعدم توﻗﻴع ﻏرامات تأخﻴر ﻋﻠﻴﻪ ،إذ اثبت أن السبب ﻓﻲ التأخﻴر ﻴرﺠع
إلﻰ ﻋمل األمﻴر .
-4و لﻠمتعاﻗد أن ﻴﺠمع بﻴن بعض اآلثار السابقﺔ إذا تعددت األسباب ،كأن ﻴحﺼل ﻋﻠﻰ التعوﻴض
الكامل والﻔسخ أو ﻴﺠمع بﻴن التعوﻴض الكامل وﻋدم توﻗﻴع ﻏرامات التأخﻴر ...وبما أن النتﻴﺠﺔ
األساسﻴﺔ لﻔعل األمﻴر هﻲ التعوﻴض الكامل ﻋﻠﻰ المتعاﻗد مع اإلدارة.
ﺠاءت نظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ لمواﺠﻬﺔ ظرف ﻴقع أثناء مدة تنﻔﻴذ العقد حﻴث ﻴﻠحق خساﺌر ﻓادحﺔ بالتعاﻗد
مع اإلدارة اذ تختل معﻬا اﻗتﺼادﻴات العقد اإلداري ،و لم ﻴكن المتعاﻗد ﻴتوﻗع حدوث هذه الظروف حال
إبرامﻪ العقد ،ﻓﻴتحتم ﻋﻠﻰ اإلدارة مﺸاركتﻪ ﻓﻲ تحمل ﺠزء من الخسارة ،بحﻴث ﻴعود التوازن المالﻲ لﻠعقد إلﻰ
ما كان ﻋﻠﻴﻪ ﻗبل حدوث الظرف الطارئ ،ﻓقد ﻴكون مرﺠع الظرف الطارئ ظواهر طبﻴعﻴﺔ أو ظروف
اﻗتﺼادﻴﺔ أو إﺠراءات إدارﻴﺔ خارﺠﺔ ﻋن ارادة ﺠﻬﺔ اﻻدارة المتعاﻗدة .وتختﻠف نظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ ﻋن
نظرﻴﺔ القوة القاهرة ﻓﻲ ان اﻻولﻰ ﻴكون ﻓﻴﻬا تنﻔﻴذ العقد ممكنا ولكن مرهقا ،اما الثانﻴﺔ ﻓبالرﻏم من انﻪ ﻻ ﻴد
ألطراف العقد ﻓﻲ حدوثﻬا ،اﻻ انﻬا تﺠعل العقد مستحﻴﻼ .وﻴبقﻰ من حق المتعامل المتعاﻗد المطالبﺔ بﺈﻋادة
التوازن المالﻲ.
-1ﻋدم توﻗع الحدث اﻻستثناﺌﻲ اثناء التنﻔﻴذ ،و ﻻ ﻴمكن دﻓعﻪ :أي ﻻ ﻴكون بوسع أطراف العقد توﻗعﻬا،
ﺸرط حدوثﻪ اثناء تنﻔﻴذ العقد ،ولﻴس ﻗبل التوﻗﻴع او بعد اﻻنتﻬاء ،مع استحالﺔ دﻓعﻪ او رده .كحدوث
أزمﺔ اﻗتﺼادﻴﺔ أو ﺼدور نﺼوص ﻗانونﻴﺔ أو تنظﻴمﻴﺔ ﺠدﻴدة وﻏﻴرها ،ﻓﻴكون ﻋﻠﻰ المتعامل المتعاﻗد
المطالبﺔ بحقﻪ ﻓﻲ التوازن المالﻲ ،مثﻼ :ارتﻔاع أسعار بعض المواد المستعمﻠﺔ ﻓﻲ تنﻔﻴذ المﺸروع
ارتﻔاﻋا ﻏﻴر ﻋادي .اي لم ﻴتﻔق ﻋﻠﻴﻪ اطراف العقد ساﻋﺔ التعاﻗد .كما هو الحال ﻓﻲ القضﻴﺔ التﻲ
ﻋرضت ﻋﻠﻰ مﺠﻠس الدولﺔ الﻔرنسﻲ ،حﻴث تنتج ﻋن نﺸوب الحرب العالمﻴﺔ األولﻰ ارتﻔاع أسعار
الﻔحم بما سبب ضر ر لﻠمﻠتزم ﻓﻠم ﻴعد باستطاﻋتﻪ تحمل األﻋباء المالﻴﺔ الﺠدﻴدة ،ولما لﺠأ المﻠتزم
لإلدارة المتعاﻗدة لتعﻴد النظر ﻓﻲ األحكام المالﻴﺔ الواردة ﻓﻲ العقد رﻓضت مما دﻓعﻪ لﻠﺠوء إلﻰ مﺠﻠس
الدولﺔ الﻔرنسﻲ الذي اﻋترف لﻪ بحقﻪ ﻓﻲ التوازن المالﻲ بعنوان الظروف الطارﺌﺔ ،ومن ﻴعود الﻔضل
لﻬذه القضﻴﺔ ﻓﻲ ظﻬور نظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ سنﺔ . 1619
-2أن ﻴكون الحادث الطارئ خارﺠا ﻋن إرادة الطرﻓﻴن :ﻓﻼ ﻴستﻔﻴد المتعامل المتعاﻗد من إﻋادة التوازن
المالﻲ تحت ﻋنوان الظروف الطارﺌﺔ إذا تسبب ﻓﻲ إحداث الطارئ ،كما ﻻ ﻴﺠب أن تكون اإلدارة
هﻲ المتسببﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻓان كانت مسؤولﺔ ﻋن ذلك ،ﺠاز مساءلتﻬا ﻋن اإلخﻼل بأحكام المسؤولﻴﺔ
التقﺼﻴرﻴﺔ و ﻻ تدخل تحت طاﺌﻠﺔ الظروف الطارﺌﺔ.
-0أن ﻴنتج ﻋن الحادث الطارئ خساﺌر ﻏﻴر مألوﻓﺔ :و ﻴقﺼد بذلك ان الظرف الطارئ أدى إلﻰ ﻗﻠب
الوضع اﻻﻗتﺼادي لﻠمتعامل المتعاﻗد ،بحﻴث ﻴتحمل اﻋباء مالﻴﺔ و خساﺌر ترهقﻪ ﻓﻲ تنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ،
ﻓﻴختل التوازن المالﻲ بﺼﻔﺔ خطﻴرة وﻏﻴر مألوﻓﺔ.
-1بقاء التزام المتعاﻗد ﻓﻲ تنﻔﻴذ العقد ،ﻓرﻏم الظروف الطارﺌﺔ ﻴتعﻴن ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ العقد اﻻستمرار ﻓﻲ تنﻔﻴذ
التزاماتﻬما ،وهذا لضرورة سﻴر المرﻓق العام بانتظام واطراد ،وبالرﻏم من أن تنﻔﻴذ العقد أﺼبﺢ مرهقا
لﻠمتعاﻗد ﻓﺈنﻪ ﻻ ﻴعﻔﻴﻪ من الوﻓاء بﻪ ألنﻪ مازال ﻗاﺌما ،ﻓﺈذا توﻗف ﻋن التنﻔﻴذ ﻓﺈنﻪ ﻴتعرض لﻠﺠزاءات التﻲ
تمﻠكﻬا اإلدارة بأنواﻋﻬا المختﻠﻔﺔ ،كما أن هذا التوﻗف ﻴحرمﻪ من حق المطالبﺔ بالتعوﻴض.
-2التزام اإلدارة بمد ﻴد المعاونﺔ لﻠمتعاﻗد معﻬا ،ﻓنظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ وان لم ﻴكن من ﺸأنﻬا إﻋﻔاء
المتعاﻗد من تنﻔﻴذ التزامﻪ التعاﻗدي ،ﻓﺈنﻬا تعطﻴﻪ الحق ﻓﻲ الحﺼول ﻋﻠﻰ معاونﺔ من اإلدارة لمواﺼﻠﺔ تنﻔﻴذ
التزامﻪ حتﻰ ﻻ ﻴتعطل سﻴر المرﻓق العام ،ولذا ﻴكون ﻋﻠﻰ الطرﻓﻴن إﻋادة النظر ﻓﻲ نﺼوص العقد وتعدﻴﻠﻬا
ﻋﻠﻰ أساس الظروف الﺠدﻴدة .
واذا لم ﻴﺼل الطرﻓﻴن إلﻰ اتﻔاق ،ﻓان لﻠقاضﻲ أن ﻴحكم بالتعوﻴض أي بتوزﻴع األﻋباء الﺠدﻴدة بﻴن اإلدارة
و المتعاﻗد معﻬا .ووﻓقا لمبادئ القانون اﻻداري ،ﻓان القاضﻲ ﻻ ﻴستطﻴع تعدﻴل العقد ألنﻪ ﻻ ﻴمﻠك أن ﻴﺼدر
أم ار لإلدارة ﻓضﻼ ﻋن أن تعدﻴل العقد دون مواﻓقﺔ اإلدارة ﻗد ﻴعرض المﺼﻠحﺔ العامﺔ لﻠخطر وهذا ﻋﻠﻰ
خﻼف الحال ﻓﻲ القانون المدنﻲ ،حﻴث ﻴكون القاضﻲ أن ﻴحكم بوﻗف تنﻔﻴذ العقد مؤﻗتا حتﻰ ﻴزول الظرف
الطارئ أو أن ﻴزﻴد اﻻلتزام المقابل لﻼلتزام المرهق .بحﻴث تﺠد النظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ أساسﻬا القانونﻲ
ﻓﻲ الﺠزاﺌر ﻓﻲ نص المادة 101من القانون المدنﻲ التﻲ ﺠاء ﻓﻴﻬا :
"ﻴﺠب تنﻔﻴذ العقد طبقا لما اﺸتمل ﻋﻠﻴﻪ و بحسن نﻴﺔ و ﻻ ﻴقتﺼر العقد ﻋﻠﻰ الزام بما ورد ﻓﻴﻪ ﻓحسب ،بل
ﻴتناول أﻴضا ما هو مستﻠزماتﻪ وﻓقا لﻠقانون و العرف و العدالﺔ بحسب طبﻴعﺔ اﻻلتزام ،ﻏﻴر أنﻪ إذا طرأت
حوادث استثناﺌﻴﺔ ﻋامﺔ لم ﻴكن ﻓﻲ الوسع توﻗعﻬا و ترتب ﻋﻠﻰ حدوثﻬا أن تنﻔﻴذ اﻻلتزام التعاﻗدي ،وان لم
ﻴﺼبﺢ مستحﻴﻼ ،ﺼار مرهقا لﻠمدﻴن بحﻴث ﻴﻬدده بخسارة ﻓادحﺔ ﺠاز لﻠقاضﻲ تبعا لﻠظروف و بعد مراﻋاتﻪ
لمﺼﻠحﺔ الطرﻓﻴن أن ﻴرد اﻻلتزام المرهق إلﻰ حد المعقول ،وﻴقع باطﻼ كل اتﻔاق ﻴخﻠف ذلك".
بالتالﻲ تنحﺼر آثار نظرﻴﺔ الظروف الطارﺌﺔ ﻓﻲ حﺼول المتعاﻗد مع اإلدارة ﻋﻠﻰ تعوﻴض ﺠزﺌﻲ من اإلدارة
تحت رﻗابﺔ القضاء ،و هو تعوﻴض ﺠزﺌﻲ لكونﻪ ﻻ ﻴﺸمل الخسارة كﻠﻬا و ﻻ ﻴغطﻲ إﻻ ﺠزء من األضرار
التﻲ أﺼابت المتعاﻗد ﻓﻲ الخسارة .واذا لم ﻴتوﺼل الطرﻓان إلﻰ اﻻتﻔاق حول إﻋادة التوازن المالﻲ لﻠعقد
اإلداري ألن الطرف المتعاﻗد مﻠزم ﻋﻠﻰ تنﻔﻴذ التزاماتﻪ التعاﻗدﻴﺔ رﻏم حدوث اﻻختﻼل بالتوازن المالﻲ لﻠعقد،
وذلك نزوﻻ وتطبﻴقا لمبدأ ضرورة انتظام و استمرار سﻴر المرﻓق العام حكم القضاء بﻔسخ العقد بناء ﻋﻠﻰ
طﻠب أحد طرﻓﻲ العقد اإلداري .