Professional Documents
Culture Documents
الكندي 1
الكندي 1
شكلت الفلسفة اإلسالمية نقطة مهمة جدا في تاريخ الفكر البشري فقد مكنت من إيصال جملة من الحقائق
ليس فقط الى المشرق العربي ،بل أيضا الى أوروبا وكاي فكر فقد واجهة مجموعة من الصعوبات التي
كانت ستؤدي الى زوالها لوال دفاع المؤمنين بها ولعل اول من وقف بصف الفلسفة اإلسالمية هو الكندي
فمن هو الكندي؟ وكيف ساهم في الفلسفة اإلسالمية؟ وكيف دافع عنها من االدعاءات والشبهات؟
يعتبر الكندي اول فيلسوف عربي مسلم ولد في قبيلة كندة بجزيرة العربية انتقل بعد ذلك الى بغداد حيث
اشتهر بالطب الموسيقى الهندسة والفلسفة فقد دفعه حبه للفلسفة الى تعلم اللغة اليونانية كي يترجم كتبهم
ونستطيع هنا تأكيد على ان الفضل في نشوء الفلسفة اإلسالمية يعود الى الكندي فقد ابتدأت فلسفته أوال
في العقائد الدينية و قد نادا بالعدل و التوحيد إضافة الى ذلك فقد اخد بآراء افالطون و ارسطو فعند
العودة الى كتب الكندي سنجده متأثرا بشكل كبير بأرسطو طاليس اكثر من افالطون و هذا االمر يضعنا
امام سؤال هل الكندي كان ارسطيا ؟فعن د البحث و التحليل في ما كتبه سنجد انه وقف على اغلب ما الفه
ارسطو حتى كتاب “ما بعد الطبيعة “ فهو يقول ان الغرض من هذا الكتاب هو “االباحة عن األشياء
القائمة بغير طينة وال يتحد بها و توحيد هللا جل و تعالى و االبانة عن اسمائه الحسنى و انه علة الكل
الفاعلة و المتممة اله الكل و سايس الكل بتدبيره المتقن و حكمته التامة” اي البحث في الموجودات
المفارقة و البحث في توحيد هللا
على الرغم من انه قد اتفق مع ارسطو في مجموعة من القضايا لكنه اختلف معه في أخرى لعل أهمها
هي ازلية الجسم التي اقر بها ارسطو فهو يؤكد على ان حركة العالم ازلية و ليس لها اول وال اخر و ان
الحركة دائرية الن الحركة الدائرية هي الحركة األولى المتصلة اذ انه ال نهاية وال بداية لها اما الكندي
فانه يقول ان الكون ليس ازليا من اجل اثبات طرحه اعتمد على مبدئيين األول ان الالمتناهي ال يمكنه
ان يتحقق كله بالفعل أي ال يمكنه ان يخرج كله الى الوجود الثاني ان الجسم و الزمان و الحركة مرتبطة
ببعضها البعض في الوجود و ال يسبق احدها االخر و من هده المبادئ يصل الكندي ان الجسم و الحركة
و الزمان هي جميها متناهية و بالتالي فهي فانية و منه فان الكون فاني لم يتحدث الكندي فقط عن هذه
المواضيع فقد اهتم و كاي فيلسوف مسلم بالعالقة بين الفلسفة و الدين و ميز بين علوم الفالسفة و علوم
األنبياء و هنا يكمن دفاعه عن الفلسفة اإلسالمية فقد كان يروج الفقهاء ان الفلسفة هي طريق للكفر و انه
ال يجب حتى قراءة كتب الفالسفة و هنا هو يقر ان الفلسفة و الدين هما امر واحد و ان الفلسفة تساهم في
تقوية االيمان و المعرفة الحقة
لإلله معتمدا في ذلك على آيات من القران ضمت فلسفته كذلك مواضيع النفس العقل والرياضيات
مما سبق يتضح ان الكندي حاول ان يضم وتناقش اغلب المواضيع التي شملتها الفلسفة اليونانية وخاصة
فلسفة ارسطو وافالطون اللذين اهتمت بهما الفلسفة اإلسالمية الن فكرهما بشكل عام كان يتماشى مع
عقائد اإلسالم فيما يتعلق بالتوحيد وهنا ال يعتبر الكندي هو الوحيد الذي ناقش تلك المواضيع سابقة
الذكر ،بل حتى الفارابي سار على نفس الطريق فمن هو الفارابي؟ وبما تميزت فلسفته؟