Professional Documents
Culture Documents
)(1أ .د .ﻣﺎرﺗن اﻟﻛﻠوﻓﻠن ،اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻠﺟﺎﻣﻌﺎت واﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ -ﺗﻌرﯾب إﺷرف ﻣﺣﻣود ) ،ﻋﻣﺎن :دار زﻫران
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ2010 ،م( ،ص.11
)(2د .ﻫﺎﻟﺔ ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب ﻋﻧﺑﻪ ،د .ﻧﯾﻔﯾن ﻋزت ﺣﺑﯾﺷﻲ ،اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ )،اﻟﻘﺎﻫرة :د.ن2007،م( ،ص.43
)(3ﺟﺎري دﯾﺳﻠر ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻹدارة-ﺗرﺟﻣﺔ أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺣﺎﻣد ﺣﺟﺎج) ،اﻟرﯾﺎض :دار اﻟﻣرﯾﺦ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ط،2
2010م( ،ص.71
23
اﻟﺗﺧطﯾط ﻫو ﻓن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﻫو ﻧﻘطﺔ اﻟﺑداﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ؛ ﺗﺿﻣن
ﺗﺻﻣﯾم اﻷﻫداف ،وﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ ،واﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻣﻧﻬﺎ ،وﺗﺣدﯾد اﻟ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺑراﻣﺞ وﺟداول
زﻣﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘق ذﻟك ،وﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﻬﺎ أﻛﺛر).(1وﻗد ﻋرﻓﻪ أﺣد اﻟﻛﺗﺎب ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم
ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ دراﺳﺔ ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﺣﺎﺿر،وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗوﻗﻊ اﻷوﺿﺎع اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ
ﯾﻘود ﻧﺣو ﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﯾﺷﻣل ﺗﺣدﯾد اﻟوﺳﺎﺋل،
واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ،واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ﺑﺎﻟﺟودة واﻟﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻣل ﺗﺣدﯾد
ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻧﺷﺎط ،وﻛذا اﻹطﺎر اﻟزﻣﻧﻲ ﻹﻧﺟﺎز اﻷﻫداف .ووﻓﻘﺎً ﻟﻠﻣﻔﻬوم أﻋﻼﻩ
ﻓﺈن اﻟﺗﺧطﯾط ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻧﺷﺎط اﻷول ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹدارة ،وﺗﺑدأ ﺑﻪ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،وﯾﺷﺗﻣل
ﻋﻠﻰ):(2
.1ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎل ﻋﻣل اﻟﻣﻧظﻣﺔوﻧطﺎﻗﻪ.
.2ﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف.
.3ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف.
.4ﺗﺣدﯾد ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻌﻣل.
.5ﺑﻠورة ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
.6ﺗوﺻﯾف اﻷﻫداف ،وﺗﺣدﯾد اﻹطﺎر اﻟزﻣﻧﻲ اﻟذي ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻛﺎﻣل ،واﻟﺗﻧﺎﺳق
ﺑﯾﻧﺄﻧﺷطﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ داﺧﻠﯾﺎً وﺧﺎرﺟﯾﺎً .
ﯾﺧﻠص اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﻗدﻣﻪ أﺣد اﻟﻛﺗﺎب،ﺑﺄن اﻟﺗﺧطﯾط ﻫو وﺿﻊ
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﻘواﻋد اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ،أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺳﻌﻰ
إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷروع.
ﯾﻌد اﻟﺗﺧطﯾط ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻻزﻣﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﺣﯾﺎة اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﻌن
طرﯾﻘﻪ ﯾﻣﻛن ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﺗﺧﻠف وﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ أﻗﺻر ﻣدة ﻣﻣﻛﻧﻪ وﺑﺄﻗل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وﺑﺄدﻧﻲ ﻗدر ﻣن اﻟﻬدر ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ
واﻟﺑﺷرﯾﺔ .ﯾﻌد اﻟﺗﺧطﯾط ﻣن اﻻﻣﺗدادات اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻘت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺧﻼل
)(1د .ﻏرﯾب ﺟﺑر ﺟﺑر ،اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﺗطوﯾر اﻷداء )،اﻟﻘﺎﻫرة :دار اﻟﺳﺣﺎب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ2009 ،م( ،ص.173
)(2د .ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن أﺑو ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ اﻟﻘوﻣﻲ) ،اﻟﺧرطوم :ﺷرﻛﺔ ﻣطﺎﺑﻊ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺳوداﻧﯾﺔ2008 ،م( ،ص.27
24
طر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط ﻛﻌﻣﻠﯾﺔ ،وﻣﻧﻬﺞ ،وﻣوﺿوع ﺟﻌﻠﻪ أﻛﺛر
اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾنٕ " .وان اﻟﺗطور اﻟذي أ
ارﺗﺑﺎطﺎً ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ دون اﺳﺗﺛﻧﺎء).(1
إن آراء اﻷﻣم واﻟﺣﺿﺎرات ﻓﻲ ﻋﺻور اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻫﻲ ﺷواﻫد ﻋﻠﻰ ﻗدرات ﺗﺧطﯾطﯾﺔ
ﻛﺑﯾرة ،ﺗﺟﻠت ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣدن اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،واﺧﺗﯾﺎر ﻣواﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق ﺗواﻓر اﻟﻣﯾﺎﻩ واﻟﺗرﺑﺔ
اﻟﺧﺻﺑﺔ ،واﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻌﺗدل ،ﻛذﻟك اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻟﻘﻼع اﻟدﻓﺎﻋﯾﺔ ،وﻫﻲ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ
اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧذ اﻟﻘدم ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺣﯾﺎﺗﻪ ،وﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ،وﺑﯾن إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻪ ،واﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ،
وﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﻼرﺗﻘﺎء ﺑﺄ ﺳﺎﻟﯾب وﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ٕواﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ،واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻪ ،وﻣواردﻩ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻌﺻور .وﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن اﻟﺑداﯾﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺗﺧطﯾط ﺗﻌود إﻟﻰ
ﻣﺎﺑﻌد ﻗﯾﺎم اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ،وﻣﯾﻛﻧﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج ،ﻣﻣﺎ دﻓﻊ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺗطوﯾر
اﻹﻧﺗﺎجٕ ،واﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻣﺷﻛﻼﺗﻪ ،وﺗﺟﺎوز ﻣﺎ ﯾواﺟﻪ ذﻟك ﻣن ﻋﻘﺑﺎت ،وﻗﺎد ذﻟك إﻟﻰ
ﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣﺳﯾن اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻟدول).(2
ﯾرى اﻟﺑﺎﺣث أن اﻟﺗﺧطﯾط ﺑﺷﻛل أﺳﺎس ،ﻫو ﻣﺣﺎوﻟﺔ طﻣوﺣﺔ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﺗﻘدﯾرات
ﻣدروﺳﺔ ،وأن اﻟﻬدف اﻷﺳﺎس ﻟﻠﺗﺧطﯾط ﯾﻬﺗم ﺑﺗﻧﺎول اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾواﻛب اﻟﺗﺧطﯾط
اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻷوﺿﺎع اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺗﺣوﻻﺗﻪ ،وﯾﻬﺗم ﺑﺗرﺟﻣﺔ آﻣﺎل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ورﻏﺑﺎﺗﻪ ،وﺗطﻠﻌﺎﺗﻪ.
ﺗﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗطور اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻟﻼﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
اﻗﺗﺻر اﺳﺗﺧدام ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﻣﻊ
اﻹدارﯾﺔ، اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻟﯾﺷﻣل اﻣﺗد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ اﻟﻛﺑﯾر اﻟﺗطور
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وأن اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺗزاﯾد ﺑﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻧﺗﺞ ﻋن اﻟدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ
ﻣن اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل).(3وﻗد أوﺿﺢ أﺣد اﻟﻛﺗﺎب أن ﺗطور
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻗد ﻣر ﺑﺄرﺑﻊ ﻣراﺣل ﻣن اﻟﻧﻣﺎذج واﻟﻧظرﯾﺎت وﻫﻲ):(4
.1اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ :ﻣرﺣﻠﺔ ﺻﻧﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ،أو اﻟﺗوﺟﯾﺔ ،أو اﻟﺗﺧطﯾط طوﯾل اﻟﻣدى ،ﻓﻔﻲ
اﻟﻌﻘد اﻟﺧﺎﻣس ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺑدأإﻫﺗﻣﺎم اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻛرد ﻓﻌل
)(1د .ﺟﻼل ﺟوﯾدﻩ اﻟﻘﺻﺎص ،ﺗﺧطﯾط اﻟﻣﺷروﻋﺎت ودراﺳﺎت اﻟﺟدوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ) ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ2010 ،م ،ص.11
)(2أ .د .ﻣﺎرﺗن اﻟﻛﻠوﻓﻠن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.16
)(3أﻣﯾن ﺑﺧﯾت ﻋﺳﻛر ،اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻛﺎداة ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣﻌﺎﯾﯾر أداء اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ
إدارة اﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﻧﺎة اﻟﺳوﯾس -ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة2006 ،م( ،ص.35
) (4ﻓرﯾد ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣد ﺷوﺷﺔ ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ) ،اﻟﻘﺎﻫرة :دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ1999 ،م( ،ص .31
25
وﻗﺗﻲ ﻟﻣﺗﻐﯾراﺗﻬﺎ ،وظﻬرت ﻣﻘررات ﺑﺎﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﺗﺣﻣل ﻣﺳﻣﻰ ﺻﻧﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ،وﻛﺎن اﻟﺗرﻛﯾز
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ ﻗ اررات ذات اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻣﻧظﻣﺎت ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻣﺛﻠت اﻟﺟﻬود
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو اﻟداﺧﻠﻲ ،وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،وﺗﺧﻔﯾض ﺣﺟم
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻟﺗرﻛﯾز ،وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻔﺗرة اﻟﺧﺎﻓﺗ ﺔ؛ ﻧظ ارً ﻟﻌدم وﺿوح ﻣﻌﺎﻟﻣﻬﺎ
اﻟرﺋﯾﺳﺔ ،وأﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺟوﻫرﯾﺔ.
.2اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻓﯾﻬﺎ ﺑدأ اﻟﺗﺄﻛﯾد اﻟﺻرﯾﺢ ﻋﻠﻰ أن ﺳﯾﺎﺳﺎت رد اﻟﻔﻌل ﻟم ﺗﻌد ﻛﺎﻓﯾﺔ ،وﺗم
اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺗﺧطﯾط ،وﺗﺻﻣﯾم ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﺣددة ﻣﻘدﻣﺎً ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺻﺎﻋد اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ اﺳﺗدﻋﻰ ﺧطوات ﺗﺗطﻠب دﻓﻊ اﻟﻐﺎﯾﺎت،
واﻷﻫداف ،واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ،واﻟﺗﻧﺑؤ ،واﻻﺧﺗﯾﺎر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ،واﻟﺗطﺑﯾق ،واﻟرﻗﺎﺑﺔ،
وﺗﻘﯾﯾم ﺗﻠك اﻟﺧطوات وﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت واﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ،
وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻫﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدراﺳﺎت ،وﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ.
.3اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺑﯾﺋﻲ ،أو ﻣرﺣﻠﺔ ﻧﻣوذج اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ،وﻓﯾﻬﺎ ﺗم
دراﺳﺔ ﻋواﻣل اﻟﺑﯾﺋﺔ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ؛ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﺷطﺔ وﻣﻬﺎم اﻟﻣﻧظﻣﺎت ،ﺣﯾث ﻟوﺣظ أن
ﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺑﯾﺋﺔﻣﻌﻘدة وﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة.
.4اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟراﺑﻌﺔ :ﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ،وﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻋﻘد اﻟﻣراﺣل ،وﺗﻣﺛل
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،واﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﺳود ﺧﻼل اﻟﻔﺗرات اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،وﻣن أﻫم اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻬذﻩ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ):(1
)أ(اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﻣﺛل ذﻟك اﻟﺗﺻور اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺔ
ﻣن ﺧﻼل وﺿوح رؤﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،وﺗﺣدﯾد رﺳﺎﻟﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،وﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ﻟﻐﺎﯾﺗﻬﺎ وأﻫداﻓﻬﺎ.
)ب(اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻣﺎﺳك اﻟﺗﻧظﯾم داﺧﻠﯾﺎً ،وﺗﺣدﯾد وﺟﻬﺗﻪ ﺧﺎرﺟﯾﺎً ﻣﻊ
ﺗدﻋﯾم ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ.
إن اﻟﺑداﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻼﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻗد ﺑدأت ﻓﻲ اﻟﺳﺗﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن
ﻣﻊ ﻛﺗﺎﺑﺎت ) ،(Ansoffوﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣوﺳوم "اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ 1965م" .وﺗﻣﺛل
اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠت
28
اﻟﺷﻛل رﻗم )(1/1/1
اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻺﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
29
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾ ﺔ:
ﻋرف اﻟدﻛﺗور أﺣﻣد ﻣﺎﻫراﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ،
وﺗﺳﻬل اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،وأن ﻫﻧﺎك أﺑﻌﺎدارﺋﯾﺳﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اي
ﺗﻌرﯾف ﻟﻼﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻫذﻩ اﻷﺑﻌﺎد ﻫﻲ):(1
.1اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣدﯾد رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ظل أﻫداﻓﻬﺎ طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل.
.2اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻫﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﻔرص واﻟﺗﻬدﯾدات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﻧﻘﺎط اﻟﻘوة واﻟﺿﻌف اﻟداﺧﻠﯾﺔ
ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﯾزة ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ.
.3ﻫﻲ ﻧظﺎم ﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻬﺎم واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ.
ﻋرﻓت ﻛذﻟك أﻧﻬﺎ ﻋﻣل ﻓﻛري ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣوارد ،وﯾﻠزم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى
اﻟطوﯾل ،وﯾرﺳم ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻗﺻد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾزﻩ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ،وﻣن ﺧﻼل ﻫذا
اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺑﯾن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ):(2
.1ﻋﻣل ﻓﻛري :وﻫذا ﻣﻌﻧﺎﻩ أن اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻋﻣل ﻓﻛري ﻗﺑل أن ﺗﻛون أي ﺷﺊ آﺧر .ﻓﻛل ﻣﺎ
ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺎت ٕواﺟراءات وﻗرار إﻧﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﻌﻣل اﻟﻔﻛري اﻷﺻﻠﻲ.
.2ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد :وﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد ﻣن أﺟل ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾ ﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺷﻣل
اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟزﻣﻧﯾﺔ.
.3ﺗﻠزم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻠﻣدى اﻟطوﯾل :ﯾظﻬر اﻻﻟﺗزام ﻷن اﻻﺧﺗﯾﺎرات اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻟرﺟوع ﻓﯾﻬﺎ ﻋﺎدة ،وﻫﻲ ﻗ اررات ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣدى اﻟطوﯾل واﻟطوﯾل ﺟداً ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت.
.4ﺗﺧص ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻧﺷﺎط :أي أﻧﻬﺎ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﺧص ﻧﺷﺎطﻬﺎ وﺣدود
ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط.
.5ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﯾزﻩ ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ :وﻫذا اﻟﻣﺑرر اﻷول ﻟﻼﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻷن ﻻ ﻣﻌﻧﻰ
ﻟﻼﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ إن ﻟم ﺗﺑﺣث ﻋن ﺗﺣﻘﯾق ﻣﯾزﻩ ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ.
ﻋرﻓت ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺧطط اﻟﻣوﺟﻬﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد اﻹدارة ﻋﻠﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺎر اﻟذي
وﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻘﯾود واﻟﺗﻬدﯾدات واﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ اﺧﺗﺎرﺗﻪ واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻔرص اﻟﻣﺣﯾطﺔ،
ﺗﺗﻌرض
)(1أﺣﻣد ﻣﺎﻫر ،دﻟﯾل اﻟﻣدﯾر ﺧطوة ﺑﺧطوة ﻓﻲ اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ) ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ1999 ،م( ،ص.20
)(2أ.د .ﻋﯾﺳﻰ ﺣﯾرش ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ) ،ﻋﻣﺎن :دار اﻟوراق ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ2011،م( ،ص .24
30
ﻟﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧطط واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺣددة).(1
أﺷﺎر أﺣد اﻟﻛﺗﺎب أن اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺳﺎر ﺗﺧﺗﺎرﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن ﺑﯾن ﻋدة ﻣﺳﺎرات ﺑدﯾﻠﺔ
ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ﺑﻌﯾدة اﻟﻣدى ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣن ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬم أو ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم .أو ﻫﻲ
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻧﻣو اﻟﻣﻧظﻣﺔ ورﺑﺣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل ،وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻛﯾف
ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ).(2
ﻫﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻷﺳﻠوب اﻟذي ﺗﺗﺧذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣن
ﺧﻼل ﺗﻌظﯾم وﺗﻧﻣﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ ﻣواردﻫﺎ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،وﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺟﺎل اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﯾﻪ ﻓﻲ ﻓﺗرة
زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ،وﻫﻰ ﺿرورﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘرر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق ﻋﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻰ).(3
ﺗﺷﻛل اﻟظروف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ،وﻫﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن
اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﺑﺣﺻول اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ ،ﺗﻐدو اﻟظروف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ
إﻣﺎ أﻛﺛر أو أﻗل إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أو ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻺﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،وﻗد ﺗﺑدو اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣﻛﯾﻣﺔ أو ﺳدﯾدة ،وﻟﻛن ﺗﺑدل اﻟظروف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﯾﺣوﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺿرة ،أو رﺑﻣﺎ
ﻛﺎ رﺛﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة ،أﻣﺎ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل ﻓﻬﻲ ﻣوارد اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻋدد ﻣن اﻟطرق ،وﻓﻲ أﺧﺗﯾﺎراﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة
ﻻﺑد أن ﯾﺣدد اﻟﻣدﯾر ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻔرص اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﻪ ﻧﺣوﻫﺎ ﺗﺷﻛﯾﻠ ﺔ اﻟﻣوارد
وﺗوظف ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻣرﯾﺢ وﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗﻬدﯾدات اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬﺎ ،وﺗﺷﻣل اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن
اﻟﻌواﻣل ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻹدارة ،وﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ،ورﻏﺑﺎﺗﻬﺎ ﻓﺑﻌض اﻹدارات ﯾؤﻛد اﻹﺑداع ،أو اﻟﻧﻣو أو ﺧدﻣﺔ
اﻟزﺑﺎﺋن أو اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل وﻏﯾرﻫﺎ وﻗد ﺗﺳﺗﻘطب اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣدﯾرﯾن ﻣﻣن
ﯾﺣﻣﻠون ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت).(4
) (1ﻋﺎﯾدﻩ ﺳﯾد ﺧطﺎب ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣوارد اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ) ،اﻟﻘﺎﻫرة :د.ن /ط1999 ،2م( ،ص.4
)(2ﻣﺣﻣود اﻟﺳﯾد ،دراﺳﺎت ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ) ،اﻟﻘﺎﻫرة :د.ن2010،م2011-م( ،ص.41
)(3ﻫﺎﻧﻲ ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد اﻟﺷرﻗﺎوي ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ) ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :ﻧدوة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ،اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻔﺗرة ﻣن 30-26ﯾوﻧﯾو 2005م( ،ص.2
)(4د .ﺧﻠﯾل ﻣﺣﻣد اﻟﺷﻣﺎع ،ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ إدارة اﻷﻋﻣﺎل ) ،ﻋﻣﺎن :دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ /ط،11
2011م( ،ص.ص.81-80
31
راﺑﻌﺎ :ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
ﺑدأ اﺳﺗﺧدام ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻣﻧذ ﻣﺎﺋﺗﻲ ﻋﺎم ﻣﺿت وﺗﺣدﯾداً ﻓﻲ
اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻠﻣدن اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟﻛﺑرى ،ﺛم ﺟﺎء اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻰ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﺷرﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،واﻧﺗﻘﻠت
ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻐرﺑﯾﺔ وﺗﺣدﯾداً ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺎت وﺗﺧطﯾط اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ،
وﺗﻌود ﺟذور ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﻣﻌﺎﺻر إﻟﻰ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺎت ،ﺣﯾث ﯾوﺿﺢ
أﻧﺳوف وﻣﺎﻛدوﻧﯾل أن اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ وﺧﻼل ﻓﺗرات ﺗطورﻩ ﻣر ﺑﺛﻼث ﻣراﺣل أﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻫﻲ):(1
.1ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺎت اﻟﺳﻧوﯾﺔ.
.2ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺧطﯾط طوﯾل اﻟﻣدى.
.3ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ.
ﺗم ﺗﺑﻧﻲ ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﻓﻲ اﻟﺳﺗﯾﻧﯾﺎت،وﺑﻌد ﻋﺷر ﺳﻧوات ﺗﻘرﯾﺑﺎً ﻣن دﺧول اﻟﺗﺧطﯾط
طوﯾل اﻟﻣدى ،ﻓﺎﻟﺗﻐﯾرات واﻟﺗﻌﻘﯾدات اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﻋﻣل اﻟﻣﻧظﻣﺎت أدت إﻟﻰ ﻓﻘدان
اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﺑؤات ،وأدوات اﻟﺗﺧطﯾط طوﯾل اﻟﻣدى ،وﻋﺟز ﻫذﻩ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺧطﯾطﯾﺔ ،وأﺻﺑﺢ
ﻫﻧﺎك ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺧطﯾطﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
ﻛﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺗﻬﺎ ،وﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘوﯾﺔ
اﻟﻘدرات اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺗﻛﯾف ﺑﺳرﻋﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺟدﯾدة.وﻋرف اﻟﺗﺧطﯾط
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺑﺄﻧﻪ أﺳﻠوب إﺑداﻋﻲ ،واﺑﺗﻛﺎري ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ
ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ،وﯾﺗم ذﻟك ﺑﺷﻛل ﻣﻌﺗﻣد ،وﺑﺧطوات ﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺗﻬدﯾدات ،أو ﻓرص ﺑﯾﺋﺔ
آﺧذاً ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺄن ﻧﻘﺎط اﻟﺿﻌف ،وﻧﻘﺎط اﻟﻘوة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ﺳﻌﯾﺎً ﻟﺗﺣﻘﯾق رؤﯾﺔ
اﻟﻣﻧظﻣﺔورﺳﺎﻟﺗﻬﺎ وأﻫداﻓﻬﺎ) .(2وﻋرف ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻟﺗﺑﺻﯾر ﺑرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺷرﻛﺔ وﺑﺄﻫداﻓﻬﺎ
وﺑﻣﺳﺎرﻫﺎ ،وﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻷﻧﺷطﺔ واﻷﻋﻣﺎل اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك).(3
) (1ﻏﺎزي رﺳﻣﻲ أﺑو ﻗﺎﻋود ،دور اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻻداء اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ
اﻻردﻧﯾﺔ اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة -ﻛﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد
واﻟﻌﻠوﻣﺎﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ2006،م( ،ص.ص.45-44
)(2أ .د .ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل )،اﻟﻘﺎﻫرة :اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدﻩ ﻟﻠﺗﺳوﯾق
واﻟﺗورﯾدات2010،م( ،ص.29
)(3د .أﺣﻣد ﻣﺎﻫر،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.23
32
اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ إذن ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﺗﺑﺻﯾر ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﺷﻛل ﻻﺑد ﻓﯾﻪ ﻣن):(1
.1ﻛﺷف ﺣﺟب اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺧﺎص ﺑﺷﻛل اﻟﺷرﻛﺔ.
.2اﻟﺗﺑﺻر ﺑﻣﻼﻣﺢ اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
.3ﺗﺻور ﺗوﺟﻬﺎت اﻟﺷرﻛﺎت ،وﻣﺳﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
.4رؤﯾﺔ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺷرﻛﺔ،وأﻫداﻓﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً .
.5ﺗﺧﯾل ﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل واﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺔ.
ﻋرف ﻛذﻟﻛﺎﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻫو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻛل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣدﯾرون ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬم
اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﺗﺗم اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﺗﺣدد اﻻﺗﺟﺎﻩ واﻟﺣدود ﻟﻛﺎﻓﺔ
اﻷوﺟﻪ ،واﻷﻧﺷطﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎﺗﯾﺔ ،وﺗﺗﻛون ﻣن اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲٕ ،وادارة اﻟﻣواد
واﻟﺗﻘﯾﯾم اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ،أﻣﺎ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻬو اﻟﻣﺣور اﻟرﺋﯾﺳﻠﻺدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ،وﯾرﻛز
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت).(2
اﻟﺧطﺔ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺳﺑق ،واﻹﻋداد ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﺣددة ﻣﻬﻣﺔ،
ﯾؤﺛر ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗدرات اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻻﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ إﺻﻼح
اﻟﺑﻧﯾﺎن اﻟﻘﺎﺋم ،أو ﺗرﻣﯾﻣﻪ ﺑﺈﺻﻼح ﺑﻌض ﺟواﻧﺑﻪٕ ،واﻧﻣﺎ ﻫو أﻛﺛر ﺷﻣوﻻً ،وأﻛﺛر ﺗﻌﻣﻘﺎً ﻣن ذﻟك،
ﻷﻧﻪ ﯾﺳﺗدﻋﻰ ﺗﻐﯾ رات ﺟذرﯾﺔ ،وﻋﻣل ﺛورى ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺷﺄة .ﻟﻬذا ﻓﺈن اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻣﺑﻧﻲ
ﻋﻠﻰ اﻟﺧطوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ):(3
.1اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻌدم اﻻﺳﺗﻘرار ،ﻓﻬﻲ ﻣﻐﻠﻔﺔ ﺑﻌواﻣل
اﻟﻣﺧﺎطرة.
.2ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻬدﯾدات واﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة.
.3ﺗطوﯾر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ
وﺗﺟﻧب اﻟﺗﻬدﯾدات.
)(1د .ﻧﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎرف ،اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ واﻟﻌوﻟﻣﺔ )،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ2001م2002-م( ،ص.ص.9-8
)(2أﻣل اﻟﻔرﺣﺎن ،وﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟﺳﻛر ،اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺗﻧﻣوي ﻓﻲ اﻷردن ،ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت)،ﻋﻣﺎدة اﻟﺑﺣث
اﻟﻌﻠﻣﻲ -اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ،ﻣﺟﻠد ) ،(22اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ1995 ،م( ،ص .38
)(3د .ﻏرﯾب ﺟﺑر ﺟﺑر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .ص.174-1173
33
.4ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ "اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻏﯾر اﻟ ﻣﺎﻟﯾﺔ" ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻠك اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت.
.5ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﯾﺣﺎول إﻋﺎدة ﺗﺧطﯾط ﻣوﻗﻊ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ.
.6ﯾﻌد اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟدوري ﻟﻧﻘﺎط اﻟﻘوة واﻟﺿﻌف ،واﻟﻔرص ،واﻟﺗﻬدﯾدات ،ﺿرورة أﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم.
اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻟﺗﺻﻣﯾم وﺗطوﯾر ﺧطط أو اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت
ﻋﺎﻣﺔ؛ ﺗﻐطﻲ دورة ﺣﯾﺎة اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث ﻣراﺣل رﺋﯾﺳﺔ ﻫﻲ" اﻟﻧﻣو اﻻﺳﺗﻘرار واﻻﻧﻛﻣﺎش"،
ﻛﻣﺎ ﺗﻐطﻲ أﯾﺿﺎً وظﺎﺋف اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﻫﻲ إدارة اﻟﺗﺳوﯾق ،واﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔٕ ،وادارة اﻟﻣوارد
اﻟﺑﺷرﯾﺔٕ ،وادارة اﻹﻧﺗﺎج واﻟﻌﻣﻠﯾﺎتٕ ،وادارة اﻟﺑﺣوث واﻟﺗطوﯾر).(1
ﺑﻌد أن ﺗﻧﺎول اﻟﺑﺎﺣث اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﻪ ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﯾﺧﻠص إﻟﻰ أن
اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟرﺋﯾﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺷﺂت ،ﺣﯾث أﻛدت أﻏﻠب اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت ﺑﺄﻧﻪ
ﯾﺣدد ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻣﻧﺷﺄة ،وﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﯾطﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻐﯾر ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﯾﺧﻠص اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻫو آﻟﯾﺔ ﺗﺿﻊ أﻫداف اﻟﻣﻧﺷﺄة،
وﺧططﻬﺎ ﺑﻌﯾدة اﻷﻣد ﻛﺎﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺣدث ﺣوﻟﻬﺎ ﻣن ﺗﻐﯾرات .وﻧﺗﺑﯾن اﻟﻣﺿﺎﻣﯾﯾن اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﻛل رﻗم ) (1/1/2اﻟﺗﺎﻟﻲ:
)(1د .ﻣدﺣت ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﻧﺻر ،ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ اﻟﻣﺗﻣﯾز ) ،اﻟﻘﺎﻫرة :اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗدرﯾب
واﻟﻧﺷر2009 ،م( ،ص.ص.86-85
34
اﻟﺷﻛل رﻗم)(1/1/1
اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
ﺗﺧطﯾط اﻟطﻣوﺣﺎت
Aspirations planning
ﺗﺧطﯾط اﻷﺣداث اﻟﻣﻔﺎﺟﺋﺔ
ﺗﺧطﯾط اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ
Shock event planning
Competitive Planning
اﻟﺗﺧطـــﯾط
اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣوﻗﻔﻲ
ﺗﺧطﯾط اﻹﺑداع اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ Contingency planning
Innovation planning
Strategic
planning
ﺗﺧطﯾط اﻹ ﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
Productivity planning
اﻟﻣﺻدر :ﻏﺎزي رﺳﻣﻲ أﺑو ﻗﺎﻋود ،دور اﻻدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻻداء اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻻردﻧﯾﺔ اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة -ﻛﻠﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎد واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ 2006،م( ،ص.47
35
ﺧﺎﻣﺳﺎ :أﻫﻣﯾﺔاﻟﺗﺧطﯾطﺎﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ:
ﯾﻌﺗﺑ ــر اﻟﺗﺧط ــﯾط ﻋﻣوﻣـ ـﺎً واﻟﺗﺧط ــﯾط اﻻﺳ ــﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻋﻠ ــﻰ وﺟ ــﻪ اﻟﺧﺻ ــوص ﻣ ــن أﻫ ــم اﻟوظ ــﺎﺋف
اﻹدارﯾﺔ ؛ﻷﻧﻪ ﯾﻌد أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻬذﻩ اﻟوظﺎﺋف ،ﻓﺈذ اﻟﻣﺗوﺣد ﻟدى اﻹدارة ﺧطﺔ ،ﻓـﺈن ذﻟـك ﯾﻌﻧـﻲ اﻧﻬـﺎ
ﻟــن ﺗﺳــﺗطﯾﻊ ﻣﻣﺎرﺳــﺔ وظــﺎﺋف اﻹدارة اﻷﺧــرى ؛ ﻛــﺎﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺗوﺟﯾــﻪ واﻟرﻗﺎﺑــﺔ ،ﻓــﺎﻟﺗﺧطﯾط ﻫــو
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ اﻟوظﺎﺋف.
ﻛﻣــﺎ ﺗﺑــرز أﻫﻣﯾــﺔ اﻟﺗﺧطــﯾط اﻻﺳــﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺗﺣــدﯾﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗواﺟﻬﻬــﺎ اﻹدارات
اﻟﯾوم ،وﻣن أﻫﻣﻪ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻵﺗﻲ):(1
.1ﺗﺳﺎرع اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻛﻣﻲ واﻟﻧوﻋﻲ ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل.
.2زﯾﺎدة ﺣدة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺎت.
.3ﻛوﻧﯾــﺔ اﻷﻋﻣــﺎل ،ﻟﻘــد ﺗﻼﺷــت ﻓــﻲ ﻋــﺎﻟم اﻷﻋﻣــﺎل ﺣــدود اﻟﺳــﯾﺎدة ﺑــﯾن اﻟــدول واﻷﻗــﺎﻟﯾم ،وذﻟــك
ﻣــﻊ زﯾــﺎدة اﻟطﺑﯾﻌــﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎدﯾــﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟــﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎت ،وﻧ ﻣــو اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺳــوق
اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ ،وﻧ ــدرة اﻟﻣـ ـوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾ ــﺔ ،وﺣرﯾ ــﺔ اﻟﺗﺑــﺎدل اﻟﺗﺟ ــﺎري ،ﻛ ــل ﻫ ــذﻩ اﻟﻣﻌطﯾ ــﺎت وﻏﯾرﻫ ــﺎ
ﺟﻌﻠت ﻣن ﻧﺷﺎط اﻷﻋﻣﺎل أﻛﺛر ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ وأﻗل ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﻧذ ﯾﻘﺑل.
.4اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ.
.5ﻧﻘص اﻟﻣوارد.
.6اﻟﺗﺣــول ﻣــن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ــﺎت اﻟﺻ ــﻧﺎﻋﯾﺔ إﻟ ــﻰ ﻣﺟﺗﻣﻌ ــﺎت اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ ،ﻟﻘ ــد أﺻــﺑﺣت اﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﻗ ــوة
إﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻛﺑﯾ ـرة ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟم اﻟﻐرﺑــﻲ اﻟﻣﺗﻘــدم ﺑﺻــورة ﺧﺎﺻــﺔ ،وﯾﻣﻛــن أن ﺗﺷــﻛل اﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﻣﯾـزة
إﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓــﻲ أي ﻣﻛــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــدى اﻟﺑﻌﯾــد ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻹدارة واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﻫــﻲ
أﺳـﺎس اﻟﻘـدرة ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺔ ﺧﻠــق اﻟﻣﻧﺗﺟـﺎت اﻟﺟدﯾـدة أو ﺗطــوﯾر وﺗﺣﺳـﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت اﻟﺣﺎﻟﯾـﺔ ،وﻫــﻲ
أﺳﺎس اﻟﻘدرة ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻧوﻋﯾﺔ واﻹﺑداع اﻟﺗﻘﻧﻲ.
.7ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ أوﺿﺎع اﻟﺳوق:
إن أﻫﻣﯾ ــﺔ اﻟﺗﺧطــﯾط اﻻﺳــﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻻﺗﺗﺟﻠ ــﻰ ﻓﻘ ــط ﻓــﻲ اﺳ ــﺗﺟﺎﺑﺗﻪ ﻟﻠﺗﺣ ــدﯾﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗواﺟ ــﻪ
ﻣﻧظﻣــﺎت اﻷﻋﻣــﺎل ﻓــﻲ اﻟﺣﺎﺿــر ٕ ،واﻧ ﻣــﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎرﻩ ﻣﻧظوﻣــﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠــﺔ ﻻﺗﺧــﺎذ ﻗ ـ اررات إﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
ﻣﺳــﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﺗﻌﻛــس أﻓﺿــل اﻟﺑــداﺋل واﻟﺧﯾــﺎرات اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣــﺔ ،ﻛﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺗﺧطــﯾط
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺗطﺑﯾق أﻧظﻣﺔ ﻛﻔوءة ﻟﺗﺣﻔﯾز اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ،وﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﺎﻓس ﺑـﯾن ﺟﻣﺎﻋـﺎت اﻟﻌﻣـل وﺑـﯾن
)(1ﯾﺎﺳﯾن اﻟﻐﺎﻟﺑﻲ ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ) ،ﻋﻣﺎن :دار اﻟﯾﺎزوري ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ1998 ،م( ،ص.18
36
أﻓ ـراد اﻟﺗﻧظــﯾم( اﻟرﺳــﻣﻲ وﻏﯾــر اﻟرﺳــﻣﻲ ،وﺗــوﻓﯾر ﻓرﺻــﺔ ﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻟﺗطﺑﯾــق أﺳــﺎﻟﯾب إدارﯾــﺔ
ﻓﻌﺎﻟ ــﺔٕ ،وادارة اﻟﺟ ــودة اﻟﺷ ــﺎﻣﻠﺔ ،ﻣﺛ ــل اﻹدارة ﺑﺎﻷﻫ ــداف ،واﻻﺳ ــﺗﻔﺎدة اﻟﻘﺻ ــوى ﻣ ــن ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ــﺎ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل).(1
ﯾرى أﺣد اﻟﻛﺗﺎب أن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ):(2
.1ﯾﻌﻣل اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد وﺗوﺟﯾﻪ ﻗ اررات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ .
.2اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻓرص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺟدﯾدة أﻣﺎم اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﺗﺣدﯾد ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ.
.3ﺗﺣدﯾد أﻓﺿل ﺑداﺋل ﺗوﻓﯾر ﻣوارد اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﻓق اﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ واﻟﻔﺎﺋدة.
.4ﺗﻌﻣﯾق إﺣﺳﺎس أﻋﺿﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﺎﻫﻣﯾﺔ وﺣﺗﻣﯾﺔ دراﺳﺎت ﺟدوى اﻟﻘ ار ارت ،واﻟﺗﺄﻛد ﻣن
ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ.
.5ﺗطوﯾر أدوات وأﺳﺎﻟﯾب إﻋداد اﻟﻣوازﻧﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ.
.6وﺿﻊ اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻷﺳس ﺗﺣدﯾد ،وﺗﻧوﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺳواء ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺄﻧواع اﻷﻧﺷطﺔ ،أو اﻷﺳواق ،أو اﻟﻌﻣﻼء ،أو ﻏﯾرﻫﺎ.
ﯾﻌﻧﻰ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺑﺈﯾﺟﺎد اﻟﺗراﺑط واﻟﺗﻧﺎﺳق ﺑﯾن اﻷﻫداف اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
واﻟﻣرﺣﻠﯾﺔ واﻷﻫداف ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ،وﻛذا اﻟﺗراﺑط واﻟﺗﻧﺎﺳق ﺑﯾن اﻷﻫداف ،واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت،
واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ،وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾن ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن أن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟﻬود اﻟﻣﺗﺄﺛرة
ﺗﺻب ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﻣﺣددة ﺑﺄﻓﺿل اﻟﺳﺑل واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ،وذﻟك ﻓﻲ ظل اﻟظروف
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،واﻟﻣﻬددات ،واﻟﻣﺧﺎطر ،واﻟﺗطورات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎً
ٕواﻗﻠﯾﻣﯾﺎً ودوﻟﯾﺎً ).(3
ﯾﻣد اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل ﺑﻧظرة رﺣﺑﺔ وﺑﻌﯾدة ﺑﻣوﻗﻊ ﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺎ
ٕواﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ داﺧل ﺑﯾﺋﺔ ﻣﺗﺑﻠورة ،وﺣﺎﻟﻣﺎ ﯾﺗم ﻓﻬم ﻫذا اﻹطﺎر اﻟﻌرﯾض ﺑﻌﯾد اﻟﻣدى ﻓﺳﯾﺻﺑﺢ
)(1ﻣوﻓق ﻣﺣﻣد اﻟﺿﻣور ،واﻗﻊ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻠﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم اﻷردﻧﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ إدارة اﻷﻋﻣﺎل
ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ) ،اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ -ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ2008 ،م( ،ص.28
)(2أ .د .ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﻌﺷﻣﺎوي ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﻟﺗﻣﯾز اﻹداري اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ) ،اﻟﻘﺎﻫرة :دار اﻟﺳﺣﺎب
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ2009 ،م( ،ص.83
)(3د .ﺣﺳﯾن ﻣﺣﻣد أﺑو ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.52
37
ﺑﻣﻘدور اﻟﻣﻧظﻣﺔ أن ﺗﺣدد ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ أﻛﺛر أي اﻷﻓﻌﺎل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺑﺎدر ﺑﻬﺎ
ﻟﺗﻧﺎﻓس ﺑﻛﻔﺎءة ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت داﺧل ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﺑﻬﺎ).(1
ﺳﺎدﺳﺎ :أﻫداف اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
ﯾﻬدف اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات ،ووﺿﻊ اﻟﺧطط اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ
ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻣﻧﺷﺄة ،وﯾﺗطﻠب اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة ،واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
أن ﺗؤدي إﻟﻰ ﻓرص ،أو ﻣﺧﺎطر وﺗﻘﯾﯾم اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت
اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة ﯾﻠﻲ ذﻟك ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻊ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻔﺟوة
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ).(2وﯾﺿﯾف ﺑﺎﺣث أﺧر "أن اﻷﻫداف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺗﺧﺗﺻر ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻫداف رﺋﯾﺳﺔ ﻫﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ):(3
.1ﺗﺣﺳﯾن ﻗﯾﻣﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﯾن.
.2ﺟﻌل اﻟﺷرﻛﺔ ﻣﻛﺎن أﻓﺿل ﻟﻠﻌﻣل "اﻧﻌﻛﺎس اﻟﺳﻣﻌﺔ".
.3اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ رﺧﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
ﯾرى ﺑﺎﺣث آﺧر "أن اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﯾﻌﺑر ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻫداف ﺑﻌﯾدة
اﻟﻣدى ﻋن طرﯾق وﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت Setting Policyاﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ ﺻورة اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت
ﻓرﻋﯾﺔ ﺗﺳﻣﻰ "ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻧظﯾم").(4ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى أﺣد اﻟﻛﺗﺎب أن أﻫداف اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ):(5
.1ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺎرات اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔوﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ.
.2ﺻﯾﺎﻏﺔ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ وأﻫداﻓﻬﺎوﺗطوﯾرﻫﺎ.
.3ﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺎر اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔوﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ.
)(1ﺷﺎرﻟز ،وﺟﺎرﯾز ﺟوﻧز ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ– ﻣدﺧل ﻣﺗﻛﺎﻣل/ج )،1اﻟرﯾﺎض :دار اﻟﻣرﯾﺦ ﻟﻠﻧﺷر2001،م( ،ص.ص .49- 27
)(2ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣد أﺑوﺑﻛر ،دﻟﯾل اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ٕواﻋداد اﻟﺧطﺔ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ) ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
2000م( ،ص.ص .29-21
39
.4إﻋطﺎء اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟدى اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺧﺻﯾص وﻗت أﻛﺑر
ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ وﻋدم اﻻﻧﻐﻣﺎس ﻓﻰ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ.
.5اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ،وﻣﻧﻬﺞ إﻋداد اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺔ
أﻋﺿﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻬدف ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ،وﻣراﺣﻠﻬﺎ ،واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ
ﻣﻧﻬﺎ،وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻬﺎ.
ﺑﻌد أن ﺗﻧﺎول اﻟﺑﺎﺣث ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ،ﯾرى أن ﺗواﻓر ﻫذﻩ اﻟﻣﻘوﻣﺎت
ﻋﻧد ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﯾﺳﻬم ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔﻓﻌﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺻﺑﺢ ﺑﻌد ذﻟك اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﺑﻧﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﺑﺎﻗﻲ أﻧﺷطﺔ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
ﺗﺎﻣﻧﺎ :اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ واﻹدارة اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ:
اﻹدارة اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔواﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ أﺳﻠوﺑﺄن ﻣﻧظﻣﺎن ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ
ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾد واﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ،إﻻ أن اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻲ
ﺟزء ﻣن اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﻋﻧﺻ ارً ﻣﻬﻣﺎً ﻣن ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ وﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺑرﻣﺟﺔ
ﻛون اﻷﺧﯾر ً
واﻟﺟدوﻟﺔ اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ).(1
ﺗﻌرف اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ"ﻓن وﻋﻠم ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻘ اررات اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ اﻟﺗﻰ
ﺗﻣﻛن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎوﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ).(2وﻋرﻓت ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﺑواﺳطﺗﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﺗﺣدﯾد اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻸﺟل اﻟطوﯾل،وﺗﺣدﯾد أداء اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟذي
ﯾﺿﻣن اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺟﯾدة ،واﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﯾد واﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﺗواﺻل ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺻب
ﻓﻲ ذﻟك اﻻﺗﺟﺎﻩ) .(3ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻬﺎ أﺣد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻫداف ،واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت،
واﻟﻘ اررات ،واﻟﺧطط طوﯾﻠﺔ اﻹﺟل اﻟﺗﻲ ﺗرﻣﻲ اﻟﻣﻧﺷﺄة إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣزاﯾﺎ ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ
آﺧذةً ﻓﻰ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟظروف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة ،ﻣﻊ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﺎط اﻟﻘوة واﻟﺿﻌف ،واﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرص واﻟﺗﻬدﯾدات
)(1رﺿوان أﺣﻣد اﻟﻔﻛﻲ ،دور اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﯾزﻩ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ إدارة اﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر
ﻣﻧﺷورة ) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟزﻋﯾم اﻷزﻫري -ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ2011 ،م( ،ص.26
)(2ﻧﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎرف ،اﻻدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ) ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :د.ن2004-2003 ،م( ،ص.6
)(3د .ﺣﺳن ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾ ﺔ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﻧﻣﺎذج ) ،اﻟﻘﺎﻫرة :اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺳوﯾق
واﻟﺗورﯾدات2008 ،م( ،ص .6
40
اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ظل آﻣﺎل وﺗوﻗﻌﺎت أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ).(1وﻋرف أﺣد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻹدارة
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن وﺿﻊ رﺳﺎﺋل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،واﻷﻫداف ،واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت،واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ،وﻛذﻟك وﺿﻊ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ذﻟك).(2
ﯾﺧطﺊ اﻟﺑﻌض ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻹدا رة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ،واﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻛوﺟﻬﯾن
ﻟﻌﻣﻠﺔ واﺣدة ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗراﺑط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﺈﻧﻬﻣﺎ ﻻ ﯾﺗطﺎﺑﻘﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﻓوﻓﻘﺎً ﻟﺟﺎﻧﯾت
دوﺟﻼس ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﺣﯾث اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ أوﺳﻊ وأﺷﻣل ،وﺗﺣﺗوي ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻣن ﺗﺧطﯾط وﺗﻧظﯾم وﺗوﺟﯾﻪ ورﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ).(3
اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻫو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻛل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣدﯾرون ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬم اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔاﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﺗﺗم اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﺗﺣدد اﻻﺗﺟﺎﻩ واﻟﺣدود ﻟﻛﺎﻓﺔ
اﻷوﺟﻪ واﻷﻧﺷطﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎﺗﯾﺔ ،وﺗﺗﻛون ﻣن اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲٕ ،وادارة اﻟﻣواد
واﻟﺗﻘﯾﯾم اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ،أﻣﺎ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻬو اﻟﻣﺣوراﻟرﺋﯾﺳﻠﻺدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ،وﯾرﻛز
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت .واﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ رﻗم) (2/1/2ﯾوﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ
اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم:
)(1ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﺳﯾد ﺑﺳﯾوﻧﻰ ،إطﺎر ﻣﻘﺗرح ﻟﻣراﺟﻌﺔ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﻬدف زﯾﺎدة ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻷداء اﻹداري ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوي
اﻟوﺣدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس -ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة2007،م( ،ص.4
) (2ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﻣدى ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺑﻣوﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﯨواﻻﻫﻠﻰ ﺑوﻻﯾﺔ اﻟﺧرطوم ،رﺳﺎﻟﺔ
دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ إدارة اﻻﻋﻣﺎل ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺳودان ﻟﻠﻌﻠوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ -ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ2005 ،م( ،ص.9
) (3أﻣل اﻟﻔرﺣﺎن وﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟﺳﻛر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .38
41
ﺷﻛل )(2/1/1
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ واﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
اﻟﻣﺻدر :ﻏﺎزي رﺳﻣﻲ أﺑو ﻗﺎﻋود ،دور اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻷداء اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ
اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة -ﻛﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ2006،م( ،ص.53
ﯾﺑﯾن اﻟﺷﻛل رﻗم) (2/1/1طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺎد ﺗﺗﺧذ اﻟﻣدﺧل اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﻲ ،إذ إن اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﯾﻌد ﺷﻛﻼً واﺣداً ﻓﻘط ﻣن اﻹدارة
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ،وﺣﯾث أن ﻫدف اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻫو وﺿﻊ اﻟﺧطﺔ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ،
ﻓﺈن اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗذﻫب إﻟﻰ أﺑﻌد ﻣن ذﻟك ﻟﺗطوﯾر آﻟﯾﺎت ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ،
وﻫذﻩ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻟﻬﺎ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ وﺟدواﻫﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت ،وﺗﺣدﯾداً ﻓﻲ ﺣﺎل رﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻷداء ،ﺣﯾث
أﺷﺎرت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت إﻟﻰ أن اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻧﻰ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ،وﺗطﺑق اﻹدارة
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﺗﻔوق ﻓﻲ أداﺋﻬﺎ ٕواﻧﺟﺎزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺑﻧﺎﻫﻣﺎ أو ﺗطﺑﻘﻬﻣﺎ.
42
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣﺳﺗوﯾﺎت وﻣراﺣل وﺧطوات اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
أوﻻ :ﺗﻣﻬﯾد
اﺗﺟﻬت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺧطﯾط،
وﺣﻘق اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت ﻣزاﯾﺎ وﺗﺣﺳن ﻓﻲ اﻷداء ﻣﺎ ﻟم ﯾﺣﻘﻘﻪ اﻟﺗﺧطﯾط ﻗﺻﯾر
أو ﻣﺗوﺳط اﻷﺟل .ﻛﻣﺎ أدى اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ إﻟﻰ اﺳﺗﺣواذ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻋﻠﻰ
ﺣﺻص ﺳوﻗﯾﺔ ،وﺗﺣﻘﯾق ﻗدرات وﻣزاﯾﺎ ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟم ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت .ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت وﺿﻊ وﻣراﺣل وﺧطوات اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ.
ﺗﺄﻧﯾﺎ :ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
ﺛﻣﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ:
.1اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧظﻣﺔ:
ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إدارة اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزﻫﺎ
ﻋن اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻷﺧرى ،واﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد ٕوادارة
ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﯾن وﺣدات اﻷﻋﻣﺎل اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻪ واﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﯾﺣﺎول أن ﯾﺟﯾب ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻣﺎﻫو اﻟﻐرض اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ؟،
ﻣﺎﻫﻲ اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﺗرﻏب اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺗرﻛﻬﺎ ﺑﺄذﻫﺎن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻣﺎﻫﻲ اﻟﻔﻠﺳﻔﺎت
واﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﻏب اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ أن ﯾؤﻣن ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﻟدﯾﻬﺎ؟ ،ﻛﯾف ﯾﻣﻛن
ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺣﻘق أﻏراﺿﻬﺎ؟).(1
.2اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى وﺣدات اﻷﻋﻣﺎل اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ )اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط(:
ﻫﻲ إدارة أﻧﺷطﺔ وﺣدات اﻟﻌﻣل اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ )اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط( ،وذﻟك ﺣﺗﻰ
ﺗﺗﻣﻛﻧﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن اﻟﻌﻣل ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻌﯾن ﻣن ﻣﺟﺎﻻت اﻷﻋﻣﺎل ،وﺗﺷﺎرك ﻓﻲ أﻏراض
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻛﻛل ،وﯾﻘﻊ ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ .ﻫذا اﻟﻣﺳﺗوى ﻣن اﻹدارة ﯾﺣﺎول أن ﯾﺟﯾب ﻋن اﻻﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻣﺎﻫﻲ اﻟﺧدﻣﺔ
)(1د .طﺎﻫر ﻣﺣﺳن ﻣﻧﺻور اﻟﻐﺎﻟﺑﻲ ،ووأﺋل ﺻﺑﺣﻲ إدرﯾس ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ – اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت) ،ﻋﻣﺎن :دار واﺋل
ﻟﻠﻧﺷر2011 ،م( ،ص.ص.28-27
)(2د .ﻋﻠﻲ ﺷرﯾف ،وآﺧرون ،اﻹدارة اﻟﻣﻌﺎﺻرة) ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ2008 ،م( ،ص.ص.175-174
44
اﻟﺷﻛل رﻗم)(3/2/1
ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺗﻌددة
ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻛﻛل
اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺑﺣوث اﻹﻧﺗﺎج
واﻟﺗطوﯾر واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت
اﻟﺗﺳوﯾق اﻟﻣوارد اﻟﺗﻣوﯾلاﻟوظﯾﻔﻲ
اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﺑﺷرﯾﺔ
اﻟﻣﺻدر :د .ﻋﻠﻲ ﺷرﯾف ،وأﺧرون ،اﻹدارة اﻟﻣﻌﺎﺻرة ) ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ2008 ،م( ،ص.170
ﻣن اﻟﺷﻛل اﻟﺳﺎﺑق ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ،اﻟﻣﺳﺗوى
اﻷول "ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻛﻛل ،ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷﻋﻣﺎل ،إﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻧﻲ،
ﻓﻬو ﻣﺳﺗوى وﺣدة اﻷﻋﻣﺎل ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻟث" اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوظﯾﻔﻲ ،وﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ
)اﻟﺗﻣوﯾل ،واﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،واﻟﺗﺳوﯾق ،واﻹﻧﺗﺎج ،واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ،واﻟﺑﺣوث ،واﻟﺗطوﯾر(.
45
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻧﻣﺎط اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎﺗؤﺛر اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ ،وطﺑﯾﻌﺔ رؤﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻋﻠﻰ
ﻧﻣط اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ واﺗﺟﺎﻫﻪ.
وﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺻــدد ﯾﻣﻛــن اﻟﺗﻣﯾﯾــز ﺑــﯾن ﺛﻼﺛــﺔ أﻧﻣــﺎط ﻟﻠﺗﺧطــﯾط اﻻﺳــﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟﻧﺣــو
اﻟﺗﺎﻟﻲ):(1
.1اﻟﺗﺧطــﯾط اﻟـــدﻓﺎﻋﻲ :ﯾﻐﻠــب ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﺗﺧطــﯾط اﻻﺗﺟــﺎﻩ اﻟﺗﻛﯾﻔــﻲ ﻣــﻊ ﻣﻌطﯾــﺎت
وﻣﺗﻐﯾ ـرات اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ،وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﯾرﻛــز اﻟﺗﺧطــﯾط اﻟــدﻓﺎع ﯾﻌﻠــﻰ اﻟﺗوﺻــل ﻟﻠﺣﻠــول اﻟﻣﻼﺋﻣــﺔ
ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ،وﯾﻣﻲ ﻟﻬذااﻟﻧﻣط إﻟﻰ أن ﯾﻛون ﻣرﻛ ازً أﻛﺛر ﻣن ﻛوﻧﻪ ﺷﺎﻣﻼً .
.2اﻟﺗﺧطــﯾط اﻟرﯾـــﺎدي :ﯾﻐﻠــب ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﺗﺧطــﯾط اﻻﺗﺟــﺎﻩ ﻧﺣــو ﻛﺷــف اﻟﻣﺳــﺗﻘﺑل،
وﻣﺣﺎوﻟــﺔ اﻟﺗﻌــرف ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺷــﻛﻼت اﻟﻛﺎﻣﻧــﺔ ﻗﺑــل وﻗوﻋﻬــﺎ واﻟﺑﺣــث ﻋــن اﻟﻔــرص اﻟﺟدﯾــدة ،وﯾﻣــﻲ
ﻟﻬذا اﻟﻧﻣط ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻋﺎﻣﺎ أﻛﺛر ﻣن ﻛوﻧﻪ ﻣرﻛ ازً .
.3اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ :ﯾﻌﺗﻣد ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻟﺗﺧطـﯾط ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺳـﺢ اﻟﺑﯾﺋـﻲ اﻟﻣوﺿـوﻋﻲ ،وﻣـﺎ
ﯾﺳــﻔر ﻋﻧــﻪ ﻫــذا اﻟﻣﺳــﺢ ﻣــن ﻣﻌﻠوﻣــﺎت وﻣؤﺷ ـرات ،وﯾﺗﺿــﻣن ﻫــذا اﻟﻧــوع اﻟﺑﺣــث ﻋــن اﻟﻔــرص
اﻟﺟدﯾدة ،وﻛذﻟك ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﺣﻠول اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ،وﯾﻣﻲ ﻟﻬذا اﻟﻧﻣط إﻟﻰ أن ﯾﻛون
ﻣرﻛ ازً وﺷﺎﻣﻼً ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ.
ﺗﻌﺗﺑــر اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻓــﻲ ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻫــﻲ اﻟﻣﺳــؤول اﻟ ـرﺋﯾس ﻋــن ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗﺧطــﯾط
اﻻﺳـ ــﺗراﺗﯾﺟﻲ ،إﻻ أن ﺳ ـ ــﻌﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾ ـ ــﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾ ـ ــق اﻟﺗﻧﺎﺳـ ــق واﻟﺗﻛﺎﻣ ـ ــل ﺑ ـ ــﯾن أﻫ ـ ــداف اﻟﺷ ـ ــرﻛﺔ
وﻣواردﻫـ ـ ــﺎ اﻟﺑﺷ ـ ـ ـرﯾﺔ أدى إﻟـ ـ ــﻰ إﺷ ـ ـ ـراك اﻟﻣـ ـ ــدﯾرﯾن واﻟﻣﺳـ ـ ــؤوﻟﯾن اﻵﺧ ـ ـ ـرﯾن ﻓـ ـ ــﻲ وﺿـ ـ ــﻊ اﻟﺧط ـ ـ ـﺄ
)(1د .ﺻﺎﺑر ﺣﺳن اﻟﻐﻧﺎم ،دور اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ زﯾﺎدة ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟدﻋم اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ
ﻟﻠﻣواﻧﻲ اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت واﻟﺑﺣوث اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ) ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺑﻧﻬﺎ -ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟزﻗﺎزﯾق ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ
2002م( ،ص.549
47
وﻫــذا ﯾــﺗم ﻓــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻛﺑــرى ،وﻫﻛــذا ﯾﺗﺿــﺢ ﻟﻧــﺎ أن اﻷﺳــﻠوب ا ﻟــذي ﺗﺗﺑﻌﻬــﺎ ﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻓــﻲ
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﯾﻌﻛس ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺳؤول ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ.
ﯾ ــري أﺣ ــد اﻟﻛﺗ ــﺎب أن ﻫﻧ ــﺎك أﺳ ــﻠوﺑﯾن رﺋﯾﺳ ــﯾن ﯾﻣﻛ ــن ﻟﻠﻣ ــدﯾر اﺗﺑﺎﻋﻬﻣ ــﺎ ﻋﻧ ــد إﻋـ ــداد
اﻟﺧطط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ):(1
.1أﺳﻠوب اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺣدس :وﻓﯾﻪ ﯾﻌﺗﻣد اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﻗدرﺗﻪ اﻟذاﺗﯾـﺔ ﻓـﻲ اﺗﺧـﺎذ ﻗـ اررات
اﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ،ووﻓـق ﻫـذا اﻷﺳــﻠوب ﺗـﺗم اﻟﻌﻣﻠﯾـﺔ ﻓــﻲ ذﻫـن ﻣﺗﺧـذ اﻟﻘـرار ،وﻻﺗﺳــﻔر ﻋـن أﯾـﺔ ﺧطــط
ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﺄﻓق زﻣﻧﻲ ﻣﺣدود.
.2أﺳــﻠوب اﻟﺗﺧطــﯾط اﻻﺳــﺗراﺗﯾﺟﻲ اﻟﻣﻧﻬﺟــﻲ :ﻫــذا اﻷﺳــﻠوب ﯾــﺗم ﺑﻧـ ًـﺎء ﻋﻠــﻰ ﻣــﻧﻬﺞ ﻣﺗﺳﻠﺳــل
،وﻓﻘﺎً ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات ،ﺣﯾث ﯾﻌرف ﻛـل ﺷـﺧص ﻣـﺎذا ﯾﺟـري ،وﻣـﺎﻫو دورﻩ ،وﯾﻌﺗﻣـد
اﻟﺗﺧطــﯾط اﻻﺳــﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺣــوث ،وﺗﺳــﻔر ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗﺧطــﯾط اﻻﺳــﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓــﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾــﺔ ﻋــن
ﺧطط ﻣﻛﺗوﺑﺔ.
)(1د .ﺧﺎﻟد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑداﷲ اﻟﻌﺑﯾﺎن ،واﻗﻊ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﻧطﻘﺔ اﻟرﯾﺎض ،ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﺑﺣوث اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ) ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة -ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟزﻗﺎزﯾق ،اﻟﻣﺟﻠد) (28اﻟﻌدد اﻷول 2006م( ،ص.210
)(2أ.د .ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.32
)(3د .أرﺛر أﯾد ﺗوﻣﺳون ،د .أﯾد ﺟﻲ ﺳﺗرﯾﻛﻼﻧد ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ -اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ) ،ﺑﯾروت :ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن
ﻧﺎﺷرون وﻣوزﻋون2006 ،م( ،ص.3
49
أﻣﺎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﺳﺑب اﻟذي أﻧﺷﺄت ﻣن أﺟﻠﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﻧطﺎق اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ،أو
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟذي ﺗﻌﻣل ﻓﯾﻪ .وﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟرﺳﺎﻟﺔ واﺿﺣﺔ ،وﻣﻔﻬوﻣﺔ ،وﺟذاﺑﺔ ،وﯾﻣﻛن
ﺷرﺣﻬﺎ وﺗوﺻﯾﻠﻬﺎ ﻟﻛل اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ).(1
.2ﺗﺣﻠﯾل وﺗوﺻﯾف ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ:
ﺗﻌرف ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم اﻟذي ﺗﺗﺣرك ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق
أﻫداﻓﻬﺎ ،وﺗواﺟﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﯾوم ﺑﯾﺋﺔ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺗرﻛﯾب واﻟﺗﻐﯾر واﻟﺗﻌﻘﯾد ﻟﻣﺎ
ﯾﺣدث ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺗﻐﯾرات ،وﺗﻌدﯾﻼت ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻷﺳﺎﻟﯾب ،ورﻏم ﺗزاﯾد ﻫذا
اﻟﺗرﻛﯾب واﻟﺗﻐﯾر واﻟﻌﻘﯾد اﻟﺑﯾﺋﻲ،ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﺗزاﯾداً ﻣﻣﺎﺛﻼً ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣو اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻧﺷﺎط
اﻟﺗﺣﻠﯾﻠ واﻟﺗﺷﺧﯾص اﻟﺑﯾﺋﻲ؛ ﺑﻬدﻓﺗﺣﻘﯾق ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻛﯾف ﺑﯾن اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﻓﻲ ﺿوء ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﻣﻛوﻧﺎﺗﻬﺎ ،وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم ﺑﯾﺋﺔ
أﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ إﻟﻰ ﺻﻧﻔﯾن:
أ .اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ :ﯾﺗطﻠب ﺗﺣﻘﯾق ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻧظﺎم اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻲ إﺟراء
ﺗﺣﻠﯾل ﺷﺎﻣل ﻣﺗﻌﻣق ﻟﻌﻧﺎﺻر وﻣدﺧﻼت اﻟوﺿﻊ اﻟﺣﺎﻟﻲ ،واﻟﻣوﻗف اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻬﺎ وﻗدراﺗﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻐرض اﻟرﺋﯾﺳﻔﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺑﯾﺎن ﻧﻘﺎط اﻟﻘوة
واﻟﺿﻌف اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺳم ﺑﻬﺎ ﻛل ﻋﺎﻣل ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ
ﻗ ارراﺗﻬﺎ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﺧﺗﯾﺎر اﻟﺑداﺋل اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ).(2
ب .اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ :ﯾﺗﻔق ﻣﻌظم اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺑﺎﺣﺛون ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻧظﻣﺎت
ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ودراﺳﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﯾﻬﺎ ،واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻔرص واﻟﺗﻬدﯾدﯾﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ،ﺳﻌﯾﺎً ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ،
وﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﺗﺣﻠﯾل ﺗﺣدﯾد اﻟﻘوى اﻷﻛﺛر ﺗﺄﺛﯾ ارً ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،واﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗط أر
)(1د .ﻣوﻓق ﻣﺣﻣد اﻟﺿﻣور ،اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻠﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم )،ﻋﻣﺎن :دار اﻟﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
2011م( ،ص.25
)(2د .ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ أداء ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
)ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة -ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻧﻲ ﺳوﯾف ،اﻟﻌدد اﻷول2007،م( ،ص.470
50
ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً ،وﺗﺻﻧﯾف اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣن أﺟل اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار وﺗﺗﻣﺛل ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ):(1
اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. .i
اﻟﻌواﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ. .ii
اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ. .iii
اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ. .iv
اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ. .v
.3ﺗﻘرﯾر اﻷﻫداف واﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت :ﺑﻌد إﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن ﺗﺣﻠﯾل ﺑﯾﺋﺗﻬﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ
واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﺗﺣدﯾد اﻟﻔرص واﻟﺗﻬدﯾدات اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﯾدان أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ،واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ
ﺟواﻧب اﻟﻘوة واﻟﺿﻌف ﻓﯾﻬﺎ ،ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺑﻌد ذﻟك أن ﺗﺿﻊ اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ أﻫداﻓﻬﺎ
واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎﺗﻬﺎ وﺳﯾﺎﺳﺎﺗﻬﺎﻟﻺاﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻔرص واﻟﺗﻐﻠب أو اﻟﺗﻛﻠﯾف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ أﻣﺎﻣﻬﺎ،
وذﻟك ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻬﺎ.
.4إﻋداد اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﻘواﻋد واﻹﺟراءات وطرق اﻟﻌﻣل:
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﻘواﻋد ،أو اﻹﺟراءات وطرق اﻟﻌﻣل ﻋﻧﺎﺻر أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط ،ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
ﺗﻧﺑﻊ ﻣن اﻷﻫداف ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘواﻋد ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ،أﻣﺎ اﻹﺟراءات ﻓﻬﻲ اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻊ
ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ،وﺗﻌﺗﺑر طرﯾﻘﺔ اﻟﻌﻣل أﻛﺛر ﺗﻔﺻﯾﻼً ﻣن اﻹﺟراء وﺗوﺿﺢ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻷداء ﻟﻠﺧطوات
اﻹﺟراﺋﯾﺔ.
ﯾﻘﺳم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾون ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت إﻟﻰ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻋﻠﯾﺎ وﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ووظﯾﻔﯾﺔ .
ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ واﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎً ﺑﺎﻷﻫداف اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻧوﻋﯾن رﺋﯾﺳﯾن):(2
.1اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻺدارة اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺗوﺟﯾﻪ واﻟرﻗﺎﺑﺔ وﻏﯾرﻫﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ.
)(1آﯾﺔ رﯾﺎض اﻟﻌﺑد اﻟﻘﺎدر ﺑورزان ،إطﺎر ﻣﻘﺗرح ﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﺗرﺷﯾد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺑﺎﻟﺗطﺑﯾق
ﻋﻠﻰ ﻛﻠﯾﺎت ﺣﻠب ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ إدارة اﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس -ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة2010 ،م(،
ص.ص .90-89
)(2آﯾﺔ رﯾﺎض اﻟﻌﺑد اﻟﻘﺎدر ﺑورزان ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.90
51
.2اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل واﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة ﻛﻛل .وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﺳم
ﺑﺎﻟﺷﻣول ،ﺣﯾث ﺗﻣس ﺟﻣﯾﻊ ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻧﺷﺄة ،وﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﻘرﯾر اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ
اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺣﺎﻟﯾﺎً ،واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺣث ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ،أو اﻟدﺧول ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً ،أﻣﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
اﻟوظﯾﻔﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻗﺻﯾرة اﻟﻣدى ،وﺗوﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﺗرات دورﯾﺔ
ﻗﺻﯾرة،ﻓﺗﺗﺳم ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ،وﯾﺗم إﻋدادﻫﺎ وﺗﻘرﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛل إدارة ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﺗﻬدف
ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام ﻣوارد اﻻدارة اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﻏﯾرﻫﺎ ﺑﻛﻔﺎءة وﻓﺎﻋﻠﯾﺔ.
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﯾﻘﻊ إﻋداد وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺧطط ﺑﻛل أﻧواﻋﻬﺎ،
وﻫﻲ ﺧطط ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ وﺗﺷﻐﯾﻠﯾﺔ ﺗﺧص ﻛل اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﻫﻧﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن
ﺗﺷﺗﻣل ﻫذﻩ اﻟﺧطط ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن ﻛل إدارة اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﺑدأ
ﻣﻧﻪ اﻟﻌﻣل ،واﻻﺷﺧﺎص اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
.5ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧطط :
ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ وﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﺧطط اﻟﺗﻲ ﺗم ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻗﯾد اﻟﺗﻧﻔﯾذ
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل إﻋداد اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﻣوازﻧﺎت اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠوﺻول ﻟﻼﺧﺗﯾﺎر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
اﻷﻣﺛل اﻟذي ﯾﻌظم اﻟﻔواﺋد ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن
ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك اﻟﺧﯾﺎر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ،ﻟﯾﺗم ﺑﻌد ذﻟك ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ،واﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺗدة "اﻟراﺟﻌﺔ" ﻋن أي اﻧﺣراﻓﺎت ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﯾﺗم ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ،أو اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ
ﺧطوات اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ وﺗﻌزﯾزﻫﺎ).(1
.6اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ:
ﻻ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ﺑوﺿﻊ اﻟﺧطط ﺑل ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺷﺄة أن ﺗﺗﺄﻛد ﻣن ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ
وﻣﻼﺣظﺔ أي اﻧﺣراﻓﺎت ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﻊ ﻓﺎﻟﻛﺷف ﻋن اﻻﻧﺣراﻓﺎت وﻣﻌرﻓﺔ اﺳﺑﺎﺑﻬﺎ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ
ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻧﻔﯾذ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺧطط ،ﻋﻘب اﺗﻣﺎم ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺧطط ﺗﺧﺿﻊ ﺟواﻧب اﻟﻧﺟﺎح واﻻﺧﻔﺎق ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾم وﻣراﺟﻌﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ
ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻣراﺟﻌﺔ ﺧططﻬﺎ ﺑﻐرض ﺗﻧﻘﯾﺣﻬﺎ وﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﻣرة ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،ﻓﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣراﺟﻌﺔ
ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺧطط ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ
)(1د .ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﻘﯾﺎس اﻷداء اﻟﻣﺗوازن) ،اﻟﻣﻧﺻورة :اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ،
2007م( ،ص.ص.258-257
)(2د .ﻣؤﯾد ﺳﻌﯾد اﻟﺳﺎﻟم ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻻدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ) ،ﻋﻣﺎن :دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر2009 ،م( ،ص.ص.18-17
)(3ﺣﺳن ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.ص.367-366
53
.2اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻗﯾﺎس اﻻداء واﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾﺗم اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻧﺟﺎح
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﻌﯾدة أو ﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﻣدى .
.3اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :إﺗﺧﺎذ اﻻﺟراءات اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺧطوة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﻣﻘﺎرﻧﺔ أداء
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻣﻊ ﻣﺎﻫو ﻣوﺿوع ﻓﻲ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺗﺑﯾﺎن أي اﻧﺣراﻓﺎت ذات دﻻﻟﺔ
ﺣﺗﻰ ﯾﺗم إﺟراء ﻣﺎﯾﻠزم ﻣن إﺟراءات ﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ .
اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق ﻫو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺣﻠﯾل
ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾ ﺔ ،وﺻﻧﻌﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻧظﺎﻣﯾﺔ وﻣﻧطﻘﯾﺔ ،وﺑدون ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ – أي
اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺻﻌب اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑدﻗﺔ ﺑﺎﻵﺛﺎر ﺑﻌﯾدة اﻟﻣدى ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات
اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ) .(1ﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺢ ﺧطوات اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﻛل
رﻗم) (4/2/1اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻟﺷﻛل رﻗم ) :(4/2/1اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
ﺗﻘﯾﯾم ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
)ﻓرص – ﻣﺧﺎطر(
ﺧطط اﻷداء
اﻟﻣﺻدر :د.ﻋﺎدل رزق ،ﻣﻔﻬوم اﻹدارة اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ،ﻧدوة ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻷداء اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻰ ،وورﺷﺔ ﻋﻣل أﺳﺎﻟﯾب إدارة اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻟﺗرﺷﯾد اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ) ،اﻟﻘﺎﻫرة:
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻔﺗرة ﻣن 14-10ﯾوﻧﯾو 2007م( ،ص.8
)(1د .ﺣﺳﯾن ﻣوﺳﻲ راﻏب ،دور اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﺳن اﻷداء وﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻬدف
إﻟﻰ اﻟرﺑﺢ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر ) ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة -ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر ﻓرع اﻟﺑﻧﯾن ،اﻟﻌدد اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر،
1988م( ،ص.114
54
ﺳﺎدﺳﺎ :ﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ :
إن اﺳﺗﺧدام اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﯾس أﻣ ارً ﻫﯾﻧﺎً ،ﻓﻬﻧﺎك ﻋﻘﺑﺎت ﺗﺟﻌل اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
أﻣ ارً ﺻﻌﺑﺎ ،وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺑﻌض اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻌوق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎً ):(1
.1ﻋدم رﻏﺑﺔ اﻟﻣدﯾرﯾن أو ﺗرددﻫم ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام ﻫذا اﻷﺳﻠوب ،وﻗد ﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻟﻸﺳﺑﺎب
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ .اﻋﺗﻘﺎد اﻟﻣدﯾر ﺑﻌدم ﺗواﻓر اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ.
ب .اﻋﺗﻘﺎد اﻟﻣدﯾر ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﻣﺳﺋوﻟﯾﺗﻪ.
ج .اﻋﺗﻘﺎد اﻟﻣدﯾر ﺑﺄﻧﻪ ﻟن ﯾﻛﺎﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ.
.2اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﺿطرﺑﺔ ،ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺟﻌل اﻟﺗﺧطﯾط ﻣﺗﻘدﻣﺎً ﻗﺑل أن ﯾﺑدأ ،وذﻟك ﻟﻶﺗﻲ:
أ .ﺗﻐﯾر ﺳرﯾﻊ ﻓﻲ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﺔ )اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ(.
ب .ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻫذا اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻋن ﻗرب وﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻣرة.
.3ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺗﺗرك اﻧطﺑﺎﻋﺎً ﺳﯾﺋﺎ ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣدﯾر ،وذﻟك ﻟﻸﺳﺑﺎب
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ .ﻣﺷﺎﻛل وﺿﻊ ﻧظﺎم ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ وﻏﻣوﺿﻪ ﻻ ﺗﺟﻌل اﻟﻣدﯾر ﻣﺗﻘﺑﻼً ﻟﻠﻔﻛرة.
ب .ﻣﺷﺎﻛل ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻟوﺿﻊ اﻟﺧطط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻻ ﺗﺟﻌل اﻟﻣدﯾر ﻣﻘد ارً ﻷﻫﻣﯾﺔ
اﻟﻔﻛرة.
ج .وﺟود ﺧطﺄ ﻓﻲ إدارة اﻟﺧطط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﯾﺟﻌل اﻟﻣدﯾر ﯾﻌﺗﻘد ﺑﺄن اﻟﻔﻛرة ﻏﯾر ﻣﺟدﯾﺔ.
.4ﺿﻌف اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣﺛل):(2
أ .ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواد أوﻟﯾﺔ.
ب .ﺻﻌوﺑﺔ ﺟﻠب اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻔﻧﯾﺔ.
ج .ﻧﻘص ﻓﻲ اﻟﻘدرات اﻹدارﯾﺔ.
.5اﻟﺗﺧطﯾط ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﻗت وﺗﻛﻠﻔﺔ ﻛﺑﯾرة؛ وذﻟك ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
)(1د .ﻧﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎرف ،اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ واﻟﻌوﻟﻣﺔ ) ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ2002،م( ،ص.ص.13-11
)(2د .ﺟﻣﺎل داود أﺑو دوﻟﺔ ،ود .ﻟؤي ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺣﯾﺔ ،ﺗﻘﯾﯾم ﻣﺳﺗوى ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣوارد
اﻟﺑﺷرﯾﺔ – دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص اﻷردﻧﯾﺔ) ،اﻟﻘﺎﻫرة :اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ،
2010م( ،ص.121
55
أ.ﺗﺳﺗﻐرق اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ﺣول رﺳﺎﻟﺔ وأﻫداف اﻟﺷرﻛﺔ وﻗﺗﺎً طوﯾﻼً ﻣن اﻹدارة اﻟﻌﻠﯾﺎ.
ب .اﻷﻣر ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻛم ﻫﺎﺋل ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻹﺣﺻﺎءات اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ.
وﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟﺗﺣدﯾﺎت واﻟﻌواﺋق ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻣراﻋﺎة اﻵﺗﻲ):(1
.1إﻋداد ﺳﯾﻧﺎرﯾوﻫﺎت ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ.
.2ﺗﺟﻬﯾز اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻣوﻗﻔﯾﺔ ﺗﻧﺎﺳب ظروف اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺗﻐﯾرة.
.3ﺻﯾﺎﻏﺔ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻣن أﺟل ﻣواﺟﻬﺔ اﻷوﺿﺎع اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن.
.4اﻻﺣﺗﻔﺎظ إﻟﻰ اﺑﻌد اﻟﺣدود ﺑﺎﻻﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣرﻧﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻻﺗ ﻛﺎﻓﺔ.
.5اﻟﺗرﻛﯾز ﺑﺻورة أﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻼء وﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ أن ﺗﻣﺎرﺳﻪ ﻟﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ أﻓﺿل.
.6ﻣراﻋﺎة اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻧد ﺗطﺑﯾق اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻟﺗدﻋﯾم ﻋواﻣل اﻟﻘوة وﺗﺣﺟﯾم ﻋواﻣل
اﻟﺿﻌف.
.7اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ اﻟذي ﯾﻌﻧﻰ ﺑﻔﺣص وﺗﺣﻠﯾل ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ودﻗﺔ
إﺟراء اﻟﺗﻧﺑوات اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ وﺻﯾﺎﻏﺔ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗطﺑﯾق.
.8اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻣﺎت اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻻﺑداع – اﻟﺟودة وﺳرﻋﺔ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ
واﻟﻣروﻧﺔ واﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗطوﯾر.
)(1ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن ،ﻧﻣوذج ﻣﻘﺗرح ﻟﺗﻔﻌﯾل اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت إﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻟﻺرﺗﻘﺎء ﺑﺟودة اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ
ﻓﻲ إدارة اﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة) ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس -ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة2010،م( ،ص.80
56