You are on page 1of 2

‫المطلب الثالث‬

‫بدائل العقوبات السالبة للحرية‬


‫لقد احتل موضوع بدائل العقوبات السالبة للحرية مكانة مهمة ومتميزة بين األوساط القانونية كما جلب‬
‫املهتمين بمواضيع السياسة الجنائية وعلم االجتماع الجنائي وعلم النفس الجنائي وحقوق االنسان‪ ،‬وكان‬
‫بمثابة مادة دسمة لعدة مؤتمرات وندوات عاملية‪ .‬ومن املعلوم أن أغلب التشريعات املعاصرة تطبق صورا‬
‫مختلفة للتدابير البديلة عن العقوبات‪ ،‬كنظام وقف التنفيذ والتنفيذ املرجأ‪ ،‬العقوبات املالية‪ ،‬التعهد‬
‫والكفالة بحسن السلوك‪ ،‬الوضع تحت االختبار أو اإلشراف القضائي‪ ...‬إلخ‪ ،‬غير أن أحدث ما توصلت إليه‬
‫الدراسات االجتماعية والقانونية التي شملت فئات كبيرة من الجانحين داخل املجتمع‪ ،‬فيما يتعلق بنظام‬
‫بدائل العقوبات السالبة للحرية‪ ،‬هو اعتبار العمل للنفع العام من أنجع العقوبات البديلة للحبس النافذ‬
‫قصير املدة‪ ،‬ملا له من واسع األثر في إصالح املحكوم عليهم وإعادة إدماجهم داخل مجتمعهم‪ ،‬لذا أصدر املشرع‬
‫القانون رقم ‪ 01-09‬املؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2009‬املعدل واملتمم لقانون العقوبات‪ ،‬والذي أضاف إلى الباب األول‬
‫من هذا األخير فصال جديدا بعنوان العمل للنفع العام‪ ،‬الذي نص على إمكانية استبدال العقوبة السالبة‬
‫للحرية قصيرة املدة بعقوبة العمل للنفع العام‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف عقوبة العمل للنفع العام ‪ :‬هي العقوبة التي تصدرها جهة قضائية مختصة‪ ،‬وتتمثل‬
‫في القيام بعمل من طرف املحكوم عليه للنفع العام بدون أجر‪ ،‬بدال من إدخاله املؤسسة العقابية لقضاء‬
‫العقوبة السالبة للحرية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬شروط تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‬
‫‪ -1‬خلو صحيفة السوابق القضائية للمحكوم عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال يقل سن املحكوم عليه عن ‪ 16‬سنة وقت ارتكاب الوقائع املنسوبة إليه‪.‬‬
‫‪ -3‬أال تتجاوز العقوبة املقررة قانونا مدة ثالث سنوات حبسا‪.‬‬
‫بمعنى أن تكون الجريمة املنسوبة للمتهم‪ ،‬قد حدد لها الشارع عقوبة حدها األقص ى ال يتجاوز ثالث ‪ 03‬سنوات‬
‫حبسا‪.‬‬
‫‪ -4‬أال تتجاوز العقوبة املنطوق بها مدة عام حبسا نافذا‪.‬‬
‫‪ -5‬املوافقة الصريحة للمحكوم عليه‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يصير الحكم أو القرار القاض ي بعقوبة الحبس نهائيا‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يتم تنفيذها لدى شخص من أشخاص القانون العام‪.‬‬
‫‪ -8‬أن تنفذ وفق املدد املنصوص عليها قانونا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫انقضاء العقوبة‬
‫الفرع األول ‪ :‬وفاة املحكوم عليه ‪ :‬تنقض ي العقوبة بوفاة املحكوم عليه‪ ،‬وعلة ذلك أن العقوبة شخصية‪،‬‬
‫وأنها ال تحقق أغراضها إال إذا نفذت في هذا الشخص‪ ،‬فإذا توفي استحال تنفيذها فيه‪ ،‬وفي ذات الوقت ال‬
‫يحقق تنفيذها في غيره من األشخاص غرضا من أغراضها‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التقادم ‪ :‬حدد قانون العقوبات الجزائري مددا لتنفيذ األحكام الصادرة بالعقوبات‪ ،‬فإذا‬
‫انقضت هذه املدد دون تنفيذها سقطت العقوبات بالتقادم وانقض ى حق الدولة في تنفيذها على املحكوم‬
‫عليه‪.‬‬
‫وقد تناولت املواد من ‪ 612‬إلى ‪ 616‬من قانون اإلجراءات الجزائية أحكام تقادم العقوبة‪ ،‬واعتمدت في وضع‬
‫املدد معيار وصف الجريمة‪ ،‬وعليه فإذا شكلت الواقعة املعاقب عليها جنائية فإن العقوبة تنقض ي فيها بمض ي‬
‫عشرين سنة كاملة‪ ،‬يسري احتسابها من تاريخ صيرورة الحكم نهائيا‪ ،‬أما إذا كانت الجريمة املحكوم فيها‬
‫جنحة‪ ،‬انقضت العقوبة بمض ي خمس سنوات تحسب من التاريخ الذي صار فيه الحكم نهائيا‪ ،‬أما العقوبة‬
‫املحكوم بها في مواد املخالفات فتنقض ي بمض ي سنتين كاملتين من التاريخ الذي يصبح فيه الحكم نهائيا‪.‬‬
‫ويجدر التنويه إلى أن هناك جرائم ال يمكن أن تتقادم فيها العقوبة بأي حال من األحوال‪ ،‬نذكر منها ‪ :‬الجنايات‬
‫والجنح املوصوفة بأفعال إرهابية أو تخريبية‪ ،‬الجريمة املنظمة عبر الحدود الوطنية وجريمة الرشوة‪ ،‬وكذا‬
‫جرائم الفساد وجرائم التهريب‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬العفوعن العقوبة ‪ :‬يقصد بالعفو عن العقوبة إنهاء االلتزام بتنفيذها إزاء شخص صدر حكم‬
‫بات‪ ،‬وذلك بناء على قرار صادر عن رئيس الجمهورية في شكل مرسوم رئاس ي‪ ،‬والعفو عن العقوبة يعتبر إجراء‬
‫فردي يمنح لفرد أو أكثر ال لنوع معين من الجرائم‪ ،‬ويصدر عادة في املناسبات واألعياد الدينية والوطنية‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬العفو الشامل ‪ :‬يقصد بالعفو الشامل العفو عن الجريمة تماما بإزالة الصفة اإلجرامية عنها‬
‫فتنقض ي العقوبة األصلية والتكميلية‪ ،‬وهو من اختصاص البرملان ويصدر في شكل قانون‪ ،‬ويسري العفو‬
‫الشامل بأثر رجعي على املاض ي‪ ،‬بحيث يصبح الفعل املجرم كما لوكان فعال مباحا‪.‬‬

‫‪2‬‬

You might also like