You are on page 1of 40

‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫الصكوك السيادية لتمويل عجز الميزانية‬


‫العامة ‪-‬صكوك السلم بالمغرب‪-‬‬

‫فاطمة الزهراء الراشدي‬


‫باحثة بسلك الدكتوراه بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬فاس‪-‬المغرب‬

‫‪fatimazohra.rachdi@usmba.ac.ma‬‬
‫ّ‬
‫(سلم البحث للنشر في ‪2023/07 /13‬م‪ ،‬واعتمد للنشر في ‪2023/08/27‬م)‬
‫‪https://doi.org/10.33001/M0110202320/118‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫هتدف هذه الدراسة إىل تسليط الضوء عىل أداة مالية إسالمية مستجدة‪ ،‬حظيت‬
‫باهتامم كبري خاصة إبان تنامي وازدهار املالية اإلسالمية‪ ،‬وهي الصكوك اإلسالمية‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬

‫السيادية‪ ،‬وكذا التحقق من مدى قدرهتا عىل متويل عجز امليزانية العامة‪ً ،‬‬
‫فضاًل عن‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫دراسة مدى إمكانية إصدارها يف املغرب لتحقيق هاته الغاية‪ ،‬استنا ًدا إىل جمموعة‬
‫من املقومات الترشيعية واالقتصادية‪ ،‬دمج الباحث بني املنهج الوصفي والتحلييل‬
‫ألهنام كفيالن بتحقيق املقصود‪ .‬وتوصلت الدراسة إىل أمهية الصكوك السيادية‬
‫يف متويل امليزانية العامة‪ً ،‬‬
‫فضاًل عن إمكانية إصدارها يف املغرب أسوة بالتجارب‬
‫السلم السيادية‬
‫الدولية يف املجال –السودان وماليزيا‪ ،‬وتم اقرتاح إصدار صكوك ّ‬
‫كثريا الدول التي تزخر باملوارد الطبيعية‪.‬‬
‫لكوهنا تالئم ً‬

‫‪159‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫السلم‪ ،‬عجز امليزانية‬


‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الصكوك السيادية‪ ،‬متويل‪ ،‬صكوك ّ‬
‫العامة‪ ،‬املغرب‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫ م ـ دولة قطــر‬2023 ‫أكتوبر‬ )20( ‫العدد‬

Sovereign Sukuk for Financing Public Budget Deficit-


Sukuk Al-salam in Morocco

Fatima Zohra RACHDI

PhD researcher in Faculty of Legal, Economic and Social Sciences Fes-Morocco

fatimazohra.rachdi@usmba.ac.ma

Abstract:

This research sheds light on Islamic Sovereign Sukuks, a new financial


instrument that has garnered substantial attention in the wake of the
expansion of Islamic finance. The study aims to evaluate the potential of
Islamic Sovereign Sukuks in addressing public budget deficits and explores
the feasibility of their issuance in Morocco, drawing upon both legislative
and economic infrastructure considerations. Employing descriptive
and analytical approaches, the research underscores the importance of
Sovereign Sukuk in financing public budget and suggests that Morocco
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬
-‫صكوك السلم باملغرب‬- ‫العامة‬

could potentially adopt a model similar to the global experiences of


countries like Sudan and Malaysia. The study further advocates for the use
of Sukuk Al-salam, particularly suitable for nations endowed with natural
resources.
Keywords : Sovereign Sukuk, Financing, Sukuk Al-salam, Public Budget
Deficit, Morocco.

161
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫تعد امليزانية العامة للدولة الصورة العاكسة هلا وملدى رقيها‪ ،‬والعجز فيها هو من‬
‫أبرز املشكالت التي قد تواجهها معظم الدول‪ ،‬خاصة النامية منها‪ ،‬حيث أدى‬
‫توسع دور الدولة يف احلياة االقتصادية إىل تزايد أمهية الدور الذي متارسه امليزانية‬
‫العامة يف حتريك عجلة االقتصاد القومي نحو التقدم والرفاه‪ ،‬وقد استوجب هذا‬
‫التوسع اجتاه الدول نحو املزيد من النفقات العامة‪ ،‬األمر الذي متخض عنه اجتاه‬
‫امليزانية العامة ملعظمها نحو العجز‪ ،‬مما دفع احلكومات إىل أن جتند نفسها بشتى‬
‫اآلليات والوسائل لتغطية هذا العجز ومواجهته‪ ،‬وقد اختلفت هذه اآلليات بني‬
‫التقليدية واملستحدثة‪ ،‬إذ أنه أمام قصور الطرق التقليدية ملواجهة عجز امليزانية‬
‫العامة للدولة وانعكاساهتا السلبية عىل االقتصاد‪ ،‬السيام عىل املدى الطويل‪ ،‬كان‬
‫البد من البحث عن أدوات مالية بديلة‪.‬‬
‫فظهرت الصكوك كإحدى أهم أدوات التمويل اإلسالمي‪ ،‬التي يمكنها أن حتل‬
‫حمل األدوات التقليدية‪ ،‬والتي يمكن استخدامها يف متويل عجز امليزانية العامة‬
‫للدولة‪ ،‬خاصة بعد األزمة املالية العاملية لسنة ‪2008‬؛ التي كشفت عن مدى‬
‫هشاشة النظام الرأساميل الربوي‪ ،‬وجعلت حكومات العديد من الدول تتجه نحو‬
‫تغطية احتياجاهتا من خالهلا‪.‬‬
‫وتتخذ الصكوك أشكاالً عدة عىل رأسها الصكوك السيادية التي تعد إحدى‬
‫األدوات اهلامة التي يمكن أن تكون ً‬
‫بدياًل ألدوات الدين العام‪ ،‬ومن أنجع‬
‫الوسائل التي تعمل عدة حكومات عىل االعتامد عليها يف سياستها يف التمويل‪.‬‬
‫وتعد اململكة املغربية من بني الدول التي تبنت املالية التشاركية وخاضت غامر‬
‫جتربة إصدار الصكوك السيادية‪ ،‬ملا هلا من دور يف سد عجز امليزانية ومتويل اخلزينة‪،‬‬
‫وقد اختذت هذه الصكوك السيادية شكل صكوك اإلجارة ملا هلا من مزايا‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫يتسم املوضوع بأمهية بالغة بالنظر إىل‪:‬‬
‫‪-‬حداثة اإلطار الترشيعي الذي ينظم شهادات الصكوك باملغرب؛‬
‫‪-‬تناول أداة مهمة من أدوات التمويل غري التقليدية‪ ،‬وهي الصكوك السيادية‬
‫وحتديد الكيفية التي يمكن من خالهلا االستفادة منها يف متويل عجز امليزانية‬
‫العامة كبديل لألدوات املالية التقليدية‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫هتدف هذه الدراسة إىل حتقيق مجلة من األهداف أمهها‪:‬‬
‫‪-‬التعريف بالصكوك السيادية وأنواعها؛‬
‫‪-‬التعريف بعجز امليزانية العامة واألساليب التقليدية املعتمدة يف معاجلته؛‬
‫‪-‬بيان مظاهر العجز يف امليزانية العامة للمغرب ووسائل متويلها؛‬
‫‪-‬عرض دور الصكوك السيادية كبديل عن األساليب التقليدية يف معاجلة‬
‫عجز امليزانية العامة مع عرض التجارب العاملية الناجحة يف توظيف‬
‫الصكوك السيادية ملعاجلة عجز امليزانية العامة؛‬
‫‪-‬ذكر مقرتحات الصكوك السيادية األكثر تناس ًبا لتوظيفها يف متويل عجز‬
‫امليزانية العامة باملغرب؛‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫تتمحور إشكالية الدراسة يف التساؤل الرئيس املتمثل يف‪:‬‬


‫‪-‬إىل أي حد يمكن توظيف الصكوك السيادية يف متويل عجز امليزانية العامة‬
‫باملغرب؟‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫استندت الدراسة إىل املصادر اآلتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬دراسة (موسى‪ )2018 ،‬بعنوان «تقييم دور الصكوك اإلسالمية يف معاجلة‬

‫‪163‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫نموذجا» تناولت هذه الدراسة مدلول‬ ‫ً‬ ‫عجز املوازنة العامة للدولة ‪ -‬السودان‬
‫عجز امليزانية العامة ووسائل متويلها التقليدية مع بيان أوجه قصورها‪ ،‬كام بينت‬
‫مدلول الصكوك اإلسالمية والفرق بينها وبني وسائل التمويل التقليدية ومدى‬
‫مسامهتها يف متويل امليزانية العامة يف القتصاد اإلسالمي مستندة يف ذلك عىل‬
‫التجربة السودانية‪ ،‬وتوصلت الدراسة إىل أن الصكوك اإلسالمية تعد ً‬
‫بدياًل‬
‫مناس ًبا عن أدوات الدين العام يف متويل العجز امليزانيايت‪.‬‬
‫‪ - 2‬دراسة (الدجالوي‪ )2018 ،‬بعنوان «دور الصكوك اإلسالمية يف معاجلة عجز‬
‫امليزانية العامة» تعرضت هذه الدراسة ملفهوم وخصائص الصكوك اإلسالمية‪،‬‬
‫كام تعرضت ملفهوم عجز امليزانية العامة‪ ،‬أسبابه ووسائل متويله التقليدية‪ ،‬كام‬
‫تناولت الصكوك اإلسالمية كوسيلة غري تقليدية لتمويل عجز امليزانية العامة‪،‬‬
‫عجزا يف موازنتها العامة أن‬
‫وتوصلت الدراسة إىل أنه جيب عىل الدول التي تعاين ً‬
‫بداًل من استخدام أدوات الدين‬ ‫تستخدم الصكوك اإلسالمية لتمويل هذا العجز ً‬
‫التقليدية‪ ،‬إضافة إىل صالحية استخدامها كأداة من أدوات السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ - 3‬دراسة (حسني السائح‪ )2019 ،‬بعنوان «الصكوك اإلسالمية ودورها يف‬
‫متويل عجز املوازنة العامة» تناولت هذه الدراسة مفهوم العجز وأسبابه يف امليزانية‬
‫العامة‪ ،‬وكذا التعريف بالصكوك اإلسالمية وخصائصها وإظهار الدور الذي‬
‫يمكن أن تؤديه يف متويل عجز امليزانية العامة‪ ،‬وخلصت إىل عدة نتائج أبرزها‬
‫نجاح دول عدة يف استخدام الصكوك اإلسالمية كأسلوب لتمويل مرشوعات‬
‫البنى التحتية مما أسهم يف ختفيف العبء املايل عىل امليزانية العامة‪.‬‬
‫‪ - 4‬دراسة (قطان‪ )2019 ،‬بعنوان «الصكوك املالية اإلسالمية ودورها يف متويل‬
‫املوازنة العامة للدولة» سعت هذه الدراسة إىل إبراز مدى قدرة الصكوك عىل‬
‫متويل عجز امليزانية العامة وسد احتياجات هذه امليزانية‪ ،‬وتعرضت ملختلف‬
‫املفاهيم املتعلقة بالصكوك املالية اإلسالمية وامليزانية العامة‪ ،‬مع بيان خصائص‬
‫الصكوك التي يمكن هبا دعم مشاريع الدولة وبيان االحتياجات التمويلية‬

‫‪164‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫للميزانية العامة‪ ،‬والفرق بني االقتصاد اإلسالمي وغريه من النظم االقتصادية‬


‫يف متويل عجز امليزانية العامة‪ ،‬وخلصت الدراسة إىل صالحية استخدام الصكوك‬
‫املالية اإلسالمية كبديل ألدوات الدين العام‪ ،‬من صندوق النقد الدويل أو البنك‬
‫الدويل أو غريه‪ ،‬وأن الصكوك تسهم يف استقطاب رؤوس األموال من اخلارج‬
‫وأهنا من أهم أدوات تغطية العجز يف امليزانية العامة‪.‬‬
‫وتتميز هذه الدراسة برتكيزها عىل الصكوك السيادية أي الصكوك التي تصدرها‬
‫الدولة أو تكون الدولة هي املستفيد املتمول هبا‪ ،‬أو يكون غرضها دعم امليزانية‬
‫العامة أو مشاريع عامة للدولة‪ ،‬أو تستخدم فيها أصول مملوكة للدولة‪ ،‬أو تصدرها‬
‫جهة أسستها جهات سيادية لتحقيق مصلحة عامة‪ ،‬كام تتسم الدراسة باقتصار‬
‫نطاقها من حيث املكان عىل املغرب‪ ،‬من خالل التحقق من مدى صالحية إصدار‬
‫الصكوك السيادية يف املغرب لتمويل عجز امليزانية العامة‪ً ،‬‬
‫فضاًل عن اقرتاح إصدار‬
‫صكوك تتناسب مع ما يتوفر عليه املغرب من مقومات ترشيعية واقتصادية‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫تم االعتامد عىل املنهج الوصفي يف تناول أثر الصكوك السيادية يف متويل عجز‬
‫امليزانية العامة باملغرب باعتبارمها األداة األمثل ملثل هذه الدراسات‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل وصف املفاهيم الواردة يف البحث وص ًفا دقي ًقا‪ ،‬من أجل حتديد مالحمها‬
‫وصفاهتا‪ ،‬حيث تم مجع أكرب قدر من املعلومات حول موضوع الدراسة‪ ،‬ثم حتليل‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫حتلياًل دقي ًقا للخروج بنتائج علمية مفيدة‪.‬‬


‫هذه املعلومات ً‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬الصكوك السيادية ودورها يف متويل عجز امليزانية العامة‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف الصكوك السيادية‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تعريف عجز امليزانية العامة وأساليب متويله التقليدية‬

‫‪165‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫املطلب الثالث‪ :‬جتارب عملية لتوظيف الصكوك السيادية يف متويل عجز امليزانية‬
‫العامة‬
‫السلم السيادية يف متويل عجز امليزانية العامة يف‬
‫املبحث الثاين‪ :‬استخدام صكوك ّ‬
‫املغرب‬
‫املطلب األول‪ :‬امليزانية العامة للمغرب مظاهر العجز فيها ووسائل متويلها‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الصكوك السيادية يف املغرب وتطورها‬
‫السلم‬
‫املطلب الثالث‪ :‬متويل عجز امليزانية العامة يف املغرب بتوظيف صكوك ّ‬
‫السيادية‬
‫خامتة‪:‬‬

‫‪166‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الصكوك السيادية ودورها في تمويل عجز الميزانية العامة‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف الصكوك السيادية‬
‫مصطلحا انبثق عن صكوك التمويل اإلسالمي‬
‫ً‬ ‫يعترب مصطلح الصكوك السيادية‬
‫التي يصدرها القطاع اخلاص‪ ،‬ومن خالل ما ييل سيتم تعريف الصكوك متهيدً ا‬
‫لتبيان مدلول الصكوك السيادية‪.‬‬
‫ً‬
‫أواًل‪ :‬الصكوك‬
‫الصكوك لغة‪ :‬مجع «صك»‪ ،‬وقد ورد مفهوم الصك يف معاجم اللغة العربية بعدة‬
‫ْ َُ‬ ‫ََْ َ‬
‫ام َرأت ُه‬ ‫مفاهيم‪ ،‬حيث جاء بمعنى الرضب(((‪ ،‬كام جاء يف قوله تعاىل‪﴿ :‬فأق َبل ِ‬
‫ت‬
‫يم﴾(((‪ ،‬كام ورد معنى الصك عىل أنه‬ ‫وز َعقِ ٌ‬
‫ج ٌ‬ ‫ج َه َها َوقَالَ ْ‬
‫ت َع ُ‬ ‫ت َو ْ‬ ‫َ َّ َ َ َّ‬
‫ك ْ‬ ‫فِي صر ٍة فص‬
‫وثيقة اعرتاف باملال املقبوض أو نحوه(((‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬عرفت هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية‬ ‫ً‬ ‫الصكوك‬
‫حصصا شائعة يف ملكية‬ ‫ً‬ ‫اإلسالمية الصكوك بأهنا‪« :‬وثائق متساوية القيمة متثل‬
‫أعيان أو منافع أو خدمات أو يف موجودات مرشوع معني أو نشاط استثامري‬
‫خاص وذلك بعد حتصيل قيمة الصكوك وقفل باب االكتتاب وبدء استخدامها‬
‫فيام أصدرت من أجله»(((‪.‬‬
‫حصصا شائعة‬ ‫ً‬ ‫كام تم تعريفها بكوهنا «وثائق أو شهادات مالية متساوية القيمة متثل‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬

‫فعاًل‪ ،‬أو سيتم إنشاؤها من حصيلة االكتتاب‪ ،‬تصدر‬ ‫يف ملكية موجودات قائمة ً‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫وفق عقد رشعي‪ ،‬وتأخذ أحكامه‪ ،‬بعد حتصيل قيمتها‪ ،‬وقفل باب االكتتاب‪،‬‬
‫وبدء استخدامها فيام أصدرت من أجله»(((‪.‬‬
‫املرشع املغريب شهادات الصكوك بموجب املادة ‪ 2-7‬من قانون‬ ‫عرف ّ‬ ‫يف حني ّ‬
‫((( الرازي‪ ،‬حممد بن أيب بكر عبد القادر‪ ،‬خمتار الصحاح‪ ،‬حتقيق حممود خاطر‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط األوىل‪ ،1994 ،‬ص‪.363‬‬
‫((( سورة الذاريات‪ ،‬اآلية ‪.29‬‬
‫((( مسعود‪ ،‬جربان‪ ،‬الرائد‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط السابعة‪ ،1992 ،‬ص‪.489‬‬
‫((( هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية (‪ )AAOIFI‬املعايري الرشعية للمؤسسات املالية اإلسالمية‪1439 ،‬هـ‪2017/‬م‪ ،‬ص‪.224‬‬
‫((( الرشيف‪ ،‬محزة بن حسني الفعر‪ ،‬ضامنات الصكوك اإلسالمية‪ ،‬بحث مقدم إىل ندوة الصكوك اإلسالمية عرض وتقديم‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‪،‬‬
‫جدة‪ ،‬يومي‪ 11-10‬مجادى اآلخرة‪1434‬هـ‪ 25-24 /‬مايو‪ ،2010‬ص‪.270‬‬

‫‪167‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫تسنيد األصول بأهنا «حصص متساوية القيمة متثل حقو ًقا شائعة يف ملكية أصول‬
‫مملوكة أو يف طور التملك من قبل صندوق التسنيد‪ ،‬أو استثامرات منجزة أو يف‬
‫طور اإلنجاز‪ ،‬سواء كانت هذه امللكية تامة أو جمزأة‪ .‬وتتكون هذه األصول إما‬
‫من عقارات أو منقوالت‪ ،‬أو منافع أو خدمات‪ ،‬أو موجودات مرشوع أو استثامر‬
‫معني»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الصكوك السيادية‬
‫تقاسم تعريف الصكوك السيادية العديد من الفقهاء والترشيعات‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫تم تعريف الصكوك السيادية بكوهنا «تلك الصكوك التي تصدرها احلكومة‬
‫املركزية عن طريق وزارة املالية أو البنك املركزي‪ ،‬وهي صنفان‪ ،‬صكوك حملية‬
‫تصدر بالعملة املحلية للبلد وتكتفي باستيفاء املعايري املحلية إلصدار الصكوك‪،‬‬
‫وصكوك دولية تصدر بعملة دولية رائجة كالدوالر‪ ،‬وتطرح يف األسواق الدولية‪،‬‬
‫مفتوحا لكافة اجلنسيات وفق اشرتاطات صارمة؛‬ ‫ً‬ ‫ويكون باب االكتتاب فيها‬
‫وخاصة تلك املتعلقة بمتطلبات التصنيف االئتامين»(((‪.‬‬
‫عرفت الصكوك السيادية رصاحة‬ ‫كام جتدر اإلشارة إىل أن بعض الترشيعات ّ‬
‫كالترشيع األردين((( واملرصي(((‪.‬‬
‫يف حني اكتفت ترشيعات أخرى بإقرارها ضمن ًّيا‪ ،‬بل أشارت إليها فقط عندما‬
‫املخول هلا إصدار الصكوك كالقانون التونيس(‪.((1‬‬‫ّ‬ ‫عددت أو حددت اجلهات‬
‫يعرف مدلول الصكوك السيادية بالرغم من‬
‫أما بالنسبة للترشيع املغريب فلم ّ‬
‫كون إصدارها كان هو اهلدف واملحرك األساس الذي من خالله عمل املرشع‬
‫((( قانون رقم ‪ 05.14‬بتغيري القانون رقم ‪ 33.06‬املتعلق بتسنيد األصول‪ ،‬الصادر بتنفيذه ظهري رشيف رقم ‪ 1.14.144‬صادر يف ‪ 25‬من شوال‬
‫‪ 22( 1435‬أغسطس ‪ ،)2014‬ج ر ع ‪ 6920‬الصادرة بتاريخ ‪ 15‬ذو القعدة ‪ 11( 1435‬سبتمرب ‪.)2014‬‬
‫((( غمور‪ ،‬رضا‪ ،‬صكوك اإلجارة السيادية‪ :‬اإلشكاالت الرشعية والقانونية‪ ،‬جملة البحوث العلمية والدراسات اإلسالمية‪ ،‬املجلد ‪ ،13‬عدد ‪،3‬‬
‫‪ ،2019‬ص‪.119‬‬
‫((( جاء يف ملادة ‪ 18‬منه «تعترب صكوك التمويل اإلسالمي التي تصدرها احلكومة مبارشة أو بواسطة الرشكة ذات الغرض اخلاص صكوكا حكومية»‪.‬‬
‫قانون صكوك التمويل اإلسالمي األردين رقم ‪ 30‬لعام ‪ ،2012‬ج ر رقم ‪ ،5179‬بتاريخ ‪ ،2012-09-19‬ص‪.4244‬‬
‫((( حيث جاء يف املادة األوىل من قانون الصكوك املرصي رقم ‪ 10‬لسنة ‪ 2013‬أن الصكوك ‪»:‬هي الصكوك التي تصدرها احلكومة أو اهليئات العامة‪،‬‬
‫أو وحدات اإلدارة املحلية‪ ،‬أو غريها من األشخاص االعتبارية العامة»‪.‬‬
‫(‪ ((1‬املادة الثامنة من القانون عدد ‪ 30‬لسنة ‪ 2013‬املؤرخ يف ‪ 30‬جويلية ‪ 2013‬املتعلق بالصكوك اإلسالمية والتي جاء فيها‪ « :‬تتم عملية إصدار‬
‫الصكوك لفائدة اجلهات التالية‪- :‬الدولة ‪-‬املنشآت واملؤسسات العمومية واجلامعات املحلية‪»..‬‬

‫‪168‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫عىل تعديل القانون ‪ 33.06‬بالنظر ملزاياها اجلمة‪ ،‬إذ سعى املغرب إىل إصدار أول‬
‫صكوك سيادية سنة ‪ ،2013‬إال أنه حالت ظروف اقتصادية وأخرى رشعية وإدارية‬
‫وقانونية دون ذلك(‪ ،((1‬إىل أن تم إصدار صكوك اإلجارة السيادية سنة ‪.2018‬‬
‫وبذلك فالصكوك السيادية أو احلكومية هي أوراق مالية متساوية القيمة تصدرها‬
‫جهات حكومية خمتلفة متثلها أو تنوب عنها وزارة املالية‪ ،‬وهي صكوك قائمة عىل‬
‫أساس رشعي‪ ،‬ويتم تسويق وتداول هاته الصكوك للعموم عن طريق قنوات غري‬
‫مبارشة كالبنوك ورشكات الوساطة املالية وذلك يف داخل وخارج الدولة‪ ،‬وغالبا‬
‫ما تكون هذه الصكوك متوسطة أو بعيدة املدى(‪.((1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف عجز الميزانية العامة وأساليب تمويله التقليدية‬


‫يعد عجز امليزانية العامة للدولة من أكرب املشاكل التي يواجهها اقتصاد العديد من‬
‫دول العامل‪ ،‬حيث ينتج عن هذا العجز الكثري من التأثريات عىل جممل املتغريات‬
‫االقتصادية الكلية‪ ،‬ويعترب بعض االقتصاديني أن عجز املوازنة يمثل خ ًطا مفرتض‬
‫الوقوع من الصعب جتنبه ومعاجلته(‪ ،((1‬ومن ثم سيتم تبيان مدلول عجز امليزانية‬
‫العامة وكذا األساليب التقليدية التي جرت العادة عىل استخدامها يف معاجلته‪.‬‬
‫ً‬
‫أواًل‪ :‬تعريف عجز الميزانية العامة وأسبابه‬

‫‪- 1‬تعريف عجز الميزانية العامة‬


‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫تعددت تعاريف الباحثني لعجز املوازنة العامة يف االصطالح‪ ،‬إال أهنا تصب يف‬
‫نفس االجتاه‪ ،‬فيقصد به «الزيادة يف إنفاق الدولة عىل إيراداهتا خالل فرتة زمنية‬
‫معينة»(‪ ،((1‬كام يعرف بأنه «قصور اإليرادات العامة عن تغطية النفقات العامة‬
‫(‪ ((1‬البدري‪ ،‬سعاد‪ ،‬دور الصكوك السيادية يف متويل عجز امليزانية العامة للدولة‪ ،‬ملفات األبحاث يف االقتصاد والتسيري‪ ،‬العدد اخلاص الرابع‪ ،‬ماي‬
‫‪ ،2018‬ص‪.260‬‬
‫(‪ ((1‬الراشدي‪ ،‬فاطمة الزهراء‪ ،‬الصكوك السيادية ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاسرت يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتامعية‪ ،‬جامعة سيدي حممد بن عبد اهلل‪ ،‬فاس‪ ،2020-2019 ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ ((1‬بادي‪ ،‬سوسن‪ ،‬وهناء خنقية‪ ،‬ورحيمة هاشم‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف متويل عجز امليزانية العامة (جتربة السودان ‪ ،)2017-2000‬رسالة لنيل‬
‫شهادة املاسرت‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة الشهيد محه اخلرض بالوادي‪ ،2019-2018 ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪ ((1‬لوكريز‪ ،‬سمية‪ ،‬الصكوك اإلسالمية األداة البديلة لتمويل عجز امليزانية ‪ -‬دراسة حالة صكوك املضاربة‪ ،‬جملة مقاالت يف االقتصاد اإلسالمي‬
‫‪ ،www.giem.info‬ص‪.18‬‬

‫‪169‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫بأشكاهلا املتعددة؛ نتيجة اخللل اهليكيل القائم بني تيارات املوارد وبني تيارات‬
‫اإلنتاج»(‪.((1‬كام يعرف أيضا بأنه «عدم قدرة اإليرادات العامة عىل جماهبة النفقات‬
‫العامة؛ أي زيادة النفقات العامة عىل اإليرادات العامة»(‪ .((1‬وعليه فإن عجز‬
‫املوازنة العامة يراد به عدم كفاية اإليرادات العامة لتغطية الزيادة املتواصلة يف‬
‫حجم النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ - 2‬أسباب عجز الميزانية العامة‬
‫تعد ظاهرة العجز يف امليزانية العامة ظاهرة معقدة‪ ،‬ال يمكن إرجاعها إىل سبب‬
‫وحيد‪ ،‬وإنام إىل شبكة من العوامل واملؤثرات التي تسهم يف حدوثها وتفاقمها‪،‬‬
‫كذلك يرجع العجز يف امليزانية العامة للدولة إىل سببني رئيسيني‪ :‬مها زيادة النفقات‬
‫وقلة اإليرادات‪.‬‬
‫أما السبب األول‪ :‬الذي هو زيادة النفقات العامة‪ ،‬فينتج عن الزيادة الطبيعية يف‬
‫عدد السكان‪ ،‬مما يرتتب عىل ذلك مسؤولية الدولة يف توفري احلاجات األساسية‬
‫للناس من مدارس‪ ،‬مستشفيات‪ ،‬إقامة الطرق واجلسور‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬االتصاالت‬
‫أيضا قد تكون بسبب الزيادة يف نفقات اخلدمة املدنية‪،‬‬ ‫واملواصالت‪..‬الخ‪ً ،‬‬
‫وخصوصا الرواتب واألجور‪ ،‬إضافة إىل زيادة النفقات العسكرية واألمنية‬ ‫ً‬
‫الناجتة عن احلروب والتهديدات الداخلية أو اخلارجية‪ ،‬كام أن الظروف الطارئة‬
‫كالكوارث الطبيعية من جفاف وفيضانات وزالزل‪ ،‬تتطلب زيادة النفقات العامة‬
‫أيضا نتيجة انتهاج سياسة التمويل‬ ‫إلغاثة املترضرين وإعانتهم(‪ ،((1‬وقد يكون ً‬
‫بالعجز؛ حيث تلجأ إىل اإلصدار النقدي اجلديد‪ ،‬حيث ينجر عن هذه السياسة‬
‫زيادة األسعار وارتفاع معدالت التضخم وبالتايل وقوع الدولة يف عجز امليزانية‬

‫(‪ ((1‬عيجويل‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬الصكوك اإلسالمية كبديل رشعي لتمويل عجز املوازنة العامة (جتربة الصكوك اإلسالمية بالسودان)‪ ،‬جملة إدارة األعامل‬
‫والدراسات االقتصادية‪ ،‬املجلد ‪ ،5‬عدد ‪ ،2019 ،2‬ص‪.313‬‬
‫(‪ ((1‬قداري‪ ،‬أمحد‪ ،‬وبشكري عابد‪ ،‬املنتجات املالية اإلسالمية املعارصة كآلية لتفادي عجز امليزانية العامة مرشوع ميناء الوسط ‪ -‬رششال‪ -‬نموذجا‪،‬‬
‫ورقة بحث مقدمة إىل املؤمتر الدويل التكامل املؤسيس للصناعة املالية واملرصفية اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة‬
‫حسيبة بن بوعيل الشلف‪ ،‬يومي ‪17‬و‪ 18‬ديسمرب ‪ ،2019‬ص‪.1027‬‬
‫(‪ ((1‬قطان‪ ،‬حممد ابراهيم‪ ،‬الصكوك املالية اإلسالمية ودورها يف متويل املوازنة العامة للدولة‪ ،‬أبحاث املؤمتر الدويل الثاين لألكاديمية األوروبية للتمويل‬
‫واالقتصاد اإلسالمي (إيفي)‪ ،‬األسواق املالية اإلسالمية‪ ..‬بني الواقع والواجب‪ ،‬اسطنبول‪8 ،‬و‪ 9‬نوفمرب‪ ،2019‬ص‪.338‬‬

‫‪170‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫العامة(‪.((1‬‬
‫أما السبب الثاين‪ :‬فهو تباطؤ معدالت نمو اإليرادات العامة(‪ ،((1‬الذي قد حيصل‬
‫بسبب انخفاض حصيلة الرضائب خاصة بالنسبة للدول التي تعتمد بشكل‬
‫رئيس يف إيراداهتا عىل الرضيبة‪ ،‬وذلك إما لكثرة اإلعفاءات واملزايا الرضيبية‪ ،‬أو‬
‫زيادة حالة التهرب الرضيبي‪ ،‬أو عدم تطور النظام الرضيبي ومجوده مما يؤدي إىل‬
‫إضعاف موارد الدولة السيادية(‪ ،((2‬أو نتيجة عن الركود االقتصادي أو عدم كفاءة‬
‫األجهزة التنفيذية املكلفة بالتحصيل العام(‪.((2‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬أساليب التمويل التقليدية لعجز الميزانية العامة‬
‫إن أساليب التمويل عمو ًما تعنى بمد املالية العامة للدولة بموارد مالية إضافية‪،‬‬
‫وضخ مايل يسهم يف تقليل فجوة املوارد املالية‪ ،‬وحيقق نو ًعا من التوازن يف امليزانية‬
‫العامة للدولة‪ ،‬وقد جرت العادة عىل حتقيق هذا اهلدف من خالل أساليب التمويل‬
‫جيا من األساليب املتاحة(‪ ،((2‬والتي يمكن تقسيمها إىل‪:‬‬ ‫التقليدية‪ ،‬والتي متثل مز ً‬
‫‪ - 1‬المصادر الجبائية‬
‫تعترب املصادر اجلبائية ‪-‬الرضائب والرسوم‪ -‬من أهم األدوات املستخدمة يف‬
‫متويل عجز امليزانية العامة للدولة‪ ،‬وذلك من خالل الزيادة يف املعدالت الرضيبية‪،‬‬
‫والتوسيع يف األوعية الرضيبية عىل أرباح املرشوعات االقتصادية وأجور ومرتبات‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬

‫العاملني(‪ ،((2‬فالرضائب تتسم بصفة نقدية إجبارية غري قابلة لالسرتجاع تغطي‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫فضاًل عن كوهنا أداة المتصاص الفائض من‬ ‫األعباء العامة وحتقق النفع العام‪ً ،‬‬
‫القوة الرشائية وحماربة التضخم‪ ،‬األمر الذي جيعلها توفر سيولة دائمة لالقتصاد‬
‫(‪ ((1‬بادي‪ ،‬سوسن‪ ،‬وهناء خنقية‪ ،‬ورحيمة هاشم‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف متويل عجز امليزانية العامة (جتربة السودان ‪ ،)2017-2000‬ص‪.18‬‬
‫(‪ ((1‬داودي‪ ،‬الطيب‪ ،‬وصربينة كردودي‪ ،‬كفاءة الصكوك اإلسالمية يف متويل عجز املوازنة العامة للدولة‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫(‪ ((2‬بوضياف‪ ،‬منال‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف تغطية عجز املوازنة العامة‪ -‬دراسة حالة جتربتي ماليزيا والسودان للفرتة(‪ ،)2018-2008‬رسالة‬
‫لنيل شهادة املاسرت يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة حممد خيرض بسكرة‪ ،2019-2018 ،‬ص‪.89‬‬
‫(‪ ((2‬قطان‪ ،‬حممد ابراهيم‪ ،‬الصكوك املالية اإلسالمية ودورها يف متويل املوازنة العامة للدولة‪ ،‬ص‪.338‬‬
‫(‪ ((2‬فريق معاجلة املوازنة العامة‪ ،‬دراسة األدوات املقرتحة لتمويل عجز املوازنة العامة‪ ،‬اللجنة االستشارية العليا للعمل عىل استكامل تطبيق أحكام‬
‫الرشيعة اإلسالمية ‪ -‬اللجنة االقتصادية‪1996 ،‬م‪ ،‬ص‪-https://iefpedia.com/arab/wp.29‬‬
‫(‪ ((2‬بادي‪ ،‬سوسن‪ ،‬وهناء خنقية‪ ،‬ورحيمة هاشم‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف متويل عجز امليزانية العامة (جتربة السودان ‪ ،)2017-2000‬ص‪.22‬‬

‫‪171‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫عىل مدار السنة املالية‪ .‬والرسوم باعتبارها مبالغ نقدية تستقطع من املكلف مقابل‬
‫خدمة خاصة تؤدهيا الدولة له‪ ،‬فإهنا تزداد حصيلتها كلام زاد نشاط الدولة املوجه‬
‫لألفراد(‪.((2‬‬
‫إال أن هذا األسلوب سيؤدي إىل تقليص هوامش ربح املرشوعات وحيد من‬
‫قدرهتا عىل التمويل الذايت‪ ،‬وعادة ما يعمل القطاع االقتصادي عىل نقل هذا‬
‫العبء عن طريق األسعار‪ ،‬ما يؤدي إىل ارتفاع تكاليف احلصول عىل السلع‬
‫واخلدمات‪ ،‬وارتفاع املطالبة بزيادة األجور‪ ،‬واملحصلة ارتفاع مستوى الضغط‬
‫الرضيبي‪ ،‬والذي أقل ما حيدثه من آثار(‪:((2‬‬
‫‪-‬تقليص القدرة الرشائية‪.‬‬
‫‪-‬تثبيت النشاط اإلنتاجي لتأثرياته السلبية عىل النمو االقتصادية ومن‬
‫ثم انخفاض احلصيلة الرضيبية يف حد ذاهتا نتيجة تدهور أو زوال املادة‬
‫اخلاضعة للرضيبة ذاهتا؛ ومن ثم تفاقم العجز‪.‬‬
‫‪-‬افتقاد اقتصاد الدولة لقدرته التنافسية‪.‬‬
‫‪ - 2‬المصادر االئتمانية‬
‫إذ تلجأ الدولة من أجل متويل العجز أو التخفيض من حدته إىل االقرتاض بفائدة‬
‫ربوية‪ ،‬حيث تلتزم الدول برد مبلغ القرض الذي تستدينه مضا ًفا إليه بعض املزايا‬
‫أمهها فائدة حمددة وفق تواريخ استحقاق حمددة‪ ،‬وذلك طب ًقا لرشوط العقد املربم‪،‬‬
‫وتنقسم هذه القروض إىل‪:‬‬
‫‪ -‬قروض داخلية (حملية)‪:‬‬
‫تعد القروض الداخلية إحدى السبل التي تنتهجها الدولة لتمويل عجز موازنتها‬
‫عند عجز السياسة الرضيبية عن تغطية النمو املتزايد يف النفقات العامة‪ ،‬فتستعمل‬
‫لتعبئة املدخرات ومتويل اإلنفاق العام عىل وجه التحديد‪ ،‬وتعرف القروض‬
‫(‪ ((2‬موسى‪ ،‬سندس محيد‪ ،‬تقييم دور الصكوك اإلسالمية يف معاجلة عجز املوازنة العامة للدولة ‪ -‬السودان نموذجا‪ ،‬جملة كلية الرتبية للبنات للعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬عدد ‪ ،2018 ،21‬ص‪.925‬‬
‫(‪ ((2‬بادي‪ ،‬سوسن‪ ،‬وهناء خنقية‪ ،‬ورحيمة هاشم‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف متويل عجز امليزانية العامة (جتربة السودان ‪ ،)2017-2000‬ص‪.22‬‬

‫‪172‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫العامة بالدين العام الداخيل؛ وهي جمموعة األموال التي تقرتضها احلكومة من‬
‫اجلمهور واملؤسسات املالية غري املرصفية واجلهاز املرصيف‪.‬‬
‫ويعد اللجوء إىل القروض الداخلية بواسطة أدوات الدين العام املمثلة يف سندات‬
‫اخلزينة‪ ،‬من األساليب الرئيسة التي تعتمدها معظم الدول املتقدمة لتمويل عجز‬
‫ميزانيتها العامة‪.‬‬
‫‪ -‬قروض خارجية‪:‬‬
‫وتلجأ الدولة هلذا النوع من االقرتاض عند عدم كفاية املدخرات الوطنية لتغطية‬
‫جزء من عجز ميزانيتها العامة‪ ،‬ومتويل املشاريع الرضورية للتنمية‪ ،‬وتعرف‬
‫القروض اخلارجية بكوهنا التزامات مالية يتوجب عىل احلكومة دفعها لتسديد‬
‫األموال التي اقرتضتها من الدول واهليئات واملؤسسات الدولية اخلارجية‬
‫(صندوق النقد الدويل‪ ،‬البنوك اإلقليمية‪ ،‬مؤسسات التنمية والتمويل الدويل‪)..‬‬
‫بمقتىض القانون(‪.((2‬‬
‫فاملالحظ من الناحية الرشعية أن هذه األساليب ال تتفق والضوابط الرشعية‪ ،‬إذ‬
‫أهنا من جهة تتميز بمحاذير رشعية تتلخص يف فكرة الفائدة‪ ،‬مما جيعلها أساليب‬
‫ربوية بالدرجة األوىل‪ ،‬ومن جهة ثانية ال تلتزم بضوابط اإلنفاق العام يف الرشيعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫أما من الناحية االقتصادية والفنية فيمكن القول بأن التمويل عن طريق إصدار‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬

‫السندات وأذونات اخلزينة يؤدي إىل انخفاض السيولة املالية لدى القطاع اخلاص‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫وبالتايل التأثري سل ًبا عىل االستثامر(‪.((2‬‬


‫رئيسا للكثري من األزمات االقتصادية التي‬
‫كام أن القروض اخلارجية تعترب سب ًبا ً‬
‫تعاين منها الدول النامية وذلك بسبب التدخالت والقيود التي تفرضها اجلهات‬
‫املقرضة عىل هذه الدول‪ ،‬إذ أن هذه القروض غال ًبا ما تكون مرشوطة بتطبيق‬
‫بعض الربامج يف الدولة التي تعاين من العجز‪ ،‬كام أهنا قد تؤدي إىل تفاقم عجز‬
‫(‪ ((2‬موسى‪ ،‬سندس محيد‪ ،‬تقييم دور الصكوك اإلسالمية يف معاجلة عجز املوازنة العامة للدولة ‪-‬السودان نموذجا‪ ،‬ص‪.927‬‬
‫(‪ ((2‬لوكريز‪ ،‬سمية‪ ،‬الصكوك اإلسالمية األداة البديلة لتمويل عجز امليزانية ‪ -‬دراسة حالة صكوك املضاربة‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫‪173‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫املوازنة العامة من خالل زيادة نسب خدمة الدين العام‪ ،‬وكذا تفاقم عجز ميزان‬
‫املدفوعات‪ ،‬وهي بذلك ال حتل مشكلة العجز وإنام تدفعه إىل األمام‪ ،‬وتنقلها إىل‬
‫زمن األجيال القادمة التي تتحمل عبء األقساط والفوائد‪ ،‬وعليه قد يتحول‬
‫االقرتاض اخلارجي إىل عبء من خالل تراكم الدين؛ حيث ستسهم أعباء خدمة‬
‫الدين يف زيادة الفجوة واستمرار العجز‪.‬‬
‫‪ - 3‬اإلصدار النقدي‬
‫يف حالة عجز املصادر اجلبائية واملصادر االئتامنية عن تغطية عجز امليزانية العامة‪،‬‬
‫تلجأ الدولة إىل إصدار نقود جديدة لتمويل التنمية أو لتحريك األنشطة اإلنتاجية‪،‬‬
‫إذ يبقى اإلصدار النقدي هو امللجأ األخري لإليرادات العامة‪ ،‬إال أنه ال يمكن‬
‫وصفه باملورد املستقر لإليرادات العامة ملا له من آثار سلبية‪ ،‬حيث إنه جيب أن‬
‫يكون هذا اإلصدار باحلدود املعقولة(‪.((2‬‬
‫حيث تقوم الدولة بطبع نقود جديدة وذلك من أجل تأمني إيرادات إضافية‬
‫للميزانية العامة‪ ،‬ويعرف هذا املبدأ يف احلصول عىل اإليرادات من أجل تغطية‬
‫النفقات بمبدأ السيادة‪ ،‬حيث إن احلكومة هلا احلق يف زيادة إيراداهتا‪ ،‬وذلك‬
‫بواسطة سيادهتا وحقها يف خلق النقود‪.‬‬
‫إال أن املالحظ من الناحية االقتصادية أن اإلصدار النقدي يعد أسلو ًبا تضخم ًّيا‬
‫يؤدي إىل تدهور قيمة العملة(‪ ،((2‬ألنه يؤدي إىل حدوث تضخم كون املوارد‬
‫الطبيعية حمدودة عادة‪ ،‬فزيادة كمية النقود يف التداول تؤدي إىل زيادة الطلب عىل‬
‫السلع واخلدمات ذات العرض املحدود‪ ،‬فتحدث فجوة بني الطلب والعرض‬
‫فرتتفع األسعار وتتسارع معدالت التضخم(‪ ،((3‬وعليه فمواصلة احلكومة متويل‬
‫عجز ميزانيتها بواسطة اإلصدار النقدي يعترب بمثابة عالج مشكلة بمشكلة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫(‪ ((2‬موسى‪ ،‬سندس محيد‪ ،‬تقييم دور الصكوك اإلسالمية يف معاجلة عجز املوازنة العامة للدولة ‪ -‬السودان نموذجا‪ ،‬ص‪.927‬‬
‫(‪ ((2‬بادي‪ ،‬سوسن‪ ،‬وهناء خنقية‪ ،‬ورحيمة هاشم‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف متويل عجز امليزانية العامة (جتربة السودان ‪ ،)2017-2000‬ص‪.22‬‬
‫(‪ ((3‬موسى‪ ،‬سندس محيد‪ ،‬تقييم دور الصكوك اإلسالمية يف معاجلة عجز املوازنة العامة للدولة ‪ -‬السودان نموذجا‪ ،‬ص‪.927‬‬

‫‪174‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫وأمام قصور هذه األساليب التقليدية يف معاجلة عجز امليزانية العامة‪ ،‬ملا هلا من‬
‫آثار سلبية عىل االقتصاد‪ ،‬حيث إن املصادر االئتامنية الربوية قد أدخلت العديد‬
‫من البلدان اإلسالمية يف نفق مظلم‪ ،‬وأصبحت مشكلة املديونية إحدى خاصيات‬
‫أغلب اقتصاداهتا‪ ،‬التي باتت وكأهنا يف حلقة مغلقة ال تستطيع الفكاك منها إال‬
‫باهلروب إىل األمام‪ ،‬من خالل االقرتاض وبأحجام أكرب لتغطية مزدوجة‪ ،‬وحيث‬
‫إن املصادر اجلبائية قد تؤدي إىل تذمر عام للمواطنني السيام يف فرتة الركود‬
‫االقتصادي‪ ،‬كام أن اإلصدار النقدي يؤدي إىل زيادة املعروض النقدي دون أن‬
‫تقابل هذه الزيادة بزيادة مماثلة يف حجم اإلنتاج‪ ،‬وهو ما يرتجم إىل ارتفاعات‬
‫شديدة يف معدالت التضخم(‪ .((3‬كان لزا ًما التفكري يف أدوات مالية مستحدثة‬
‫لتاليف عجز امليزانية العامة‪ ،‬فكانت الصكوك السيادية إحدى أهم أدوات التمويل‬
‫اإلسالمي التي استطاعت أن جتد لنفسها موطئ قدم يف هذا املجال‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تجارب عملية لتوظيف الصكوك السيادية في تمويل عجز‬


‫الميزانية العامة‬
‫هناك العديد من التجارب العاملية الناجحة يف جمال إصدار الصكوك السيادية‬
‫تؤكد قدرهتا عىل سد العجز يف امليزانية العامة‪:‬‬
‫ً‬
‫أواًل‪ :‬تجربة الصكوك السيادية السودانية في تغطية عجز الموازنة العامة‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬

‫استحدثت احلكومة السودانية عام ‪ 1995‬قانون صكوك التمويل الذي يعد‬


‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫أول خطوة قامت هبا السودان يف سبيل إجياد بدائل استثامرية ومتويلية للسندات‬
‫الربوية(‪ ،((3‬وتتمثل أهم الصكوك السيادية السودانية التي تعالج بشكل كبري عجز‬
‫امليزانية العامة يف‪:‬‬
‫‪ -‬صكوك المشاركة الحكومية «شهامة»‪ :‬هي صكوك سيادية تصدرها وزارة املالية‬
‫(‪ ((3‬الدجلاوي‪ ،‬أمحد عبد الصبور‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف متويل عجز املوازنة العامة‪ ،‬جملة التنمية واالقتصاد التطبيقي‪ ،‬جامعة املسيلة‪ ،‬عدد ‪،3‬‬
‫مارس‪ ،2018‬ص‪.252‬‬
‫(‪ ((3‬رشياق‪ ،‬رفيق‪ ،‬معاجلة العجز يف املوازنة العامة ومتويل املرشوعات التنموية باالعتامد عىل الصكوك اإلسالمية ‪ -‬مع اإلشارة للتجربة السودانية‪،‬‬
‫جملة االقتصاد الصناعي‪ ،‬عدد ‪ ،13‬ديسمرب‪ ،2017‬ص‪.385‬‬

‫‪175‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫واالقتصاد الوطني نيابة عن حكومة السودان‪ ،‬عىل أساس صيغة املشاركة(‪،((3‬‬


‫بفرتة استحقاق سنة قابلة للتجديد‪ ،‬وتبلغ القيمة االسمية للصك ‪ 500‬جنيه‪،‬‬
‫وتوزع أرباحها سنو ًيا‪ ،‬وهي قابلة للتداول بني اجلمهور والبنوك واملؤسسات‪،‬‬
‫وكان أول إصدار هلا سنة ‪.((3( 1999‬‬
‫وبالرغم من أن إصدار هذه الصكوك كان هبدف مساعدة البنك املركزي يف إدارة‬
‫السيولة‪ ،‬إال أهنا أصبحت خالل فرتة وجيزة أداة فعالة يف املسامهة يف متويل عجز‬
‫امليزانية العامة‪ ،‬إذ تستطيع احلكومة من خالهلا استقطاب املوارد احلقيقية من‬
‫بداًل من اللجوء لالستدانة من القطاع املرصيف(‪،((3‬أو اللجوء للتمويل‬ ‫اجلمهور ً‬
‫التضخمي‪.‬‬
‫تطورا ملحو ًظا إذ ارتفعت قيمتها‬
‫وقد شهدت صكوك املشاركة احلكومية «شهامة» ً‬
‫من ‪ 5511.33‬مليون جنيه إىل ‪ ،20503.4‬خالل الفرتة بني ‪2008‬و ‪2017‬وهذا راجع‬
‫جلملة من العوامل أمهها العائد السنوي اجليد الذي تراوح بــني ‪ 14.5‬و‪.((3( 18.6‬‬
‫‪ -‬صكوك االستثمار الحكومية «صرح»‪ :‬هي أوراق مالية ذات قيمة اسمية‪،‬‬
‫تصدرها وزارة املالية واالقتصاد الوطني‪ ،‬وتتم إدارهتا وتسويقها يف السوق‬
‫األوىل عرب رشكة السودان للخدمات املالية‪ ،‬تتيح حلاملها املشاركة يف متويل‬
‫أصول حكومية عىل أساس عقد املضاربة بعقود رشعية مثل اإلجارة واالستصناع‬
‫واملرابحة‪ ،‬بغرض حتقيق ربح‪ ،‬تصدر لتمويل مرشوعات التنمية متوسطة وطويلة‬
‫األجل نسب ًّيا من ‪ 7-5‬سنوات‪ ،‬وقد أصدرت ألول مرة سـنة ‪.((3( 2003‬‬
‫ً‬
‫فضاًل عن إدارة السيولة عىل‬ ‫وتستخدم صكوك االستثامر احلكومية «رصح»‬
‫مستوى االقتصاد الكيل يف املسامهة يف متويل عجز امليزانية العامة للدولة‪.‬‬

‫(‪ ((3‬بشري‪ ،‬حممد حممد عبد العزيز‪ ،‬الصكوك احلكومية السودانية وأثرها يف األداء املايل للقطاع املرصيف ‪ ،2015-2010‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬السودان‪،‬‬
‫‪ ،2018‬ص‪.116‬‬
‫(‪ ((3‬موسى‪ ،‬سندس محيد‪ ،‬تقييم دور الصكوك اإلسالمية يف معاجلة عجز املوازنة العامة للدولة ‪ -‬السودان نموذجا‪ ،‬ص‪.946‬‬
‫(‪ ((3‬خري‪ ،‬عثامن محد حممد‪ ،‬جتربة السودان يف جمال إصدار الصكوك احلكومية‪ ،‬ورشة عمل الصكوك اإلسالمية‪ :‬حتديات‪ ..‬تنمية وممارسات دولية‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬يومي ‪6‬و‪ 7‬شعبان ‪1431‬هــ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ ((3‬بوضياف‪ ،‬منال‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف تغطية عجز املوازنة العامة‪ -‬دراسة حالة جتربتي ماليزيا والسودان للفرتة(‪ ،)2018-2008‬ص‪.151‬‬
‫(‪ ((3‬بادي‪ ،‬سوسن‪ ،‬وهناء خنقية‪ ،‬ورحيمة هاشم‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف متويل عجز امليزانية العامة (جتربة السودان ‪ ،)2017-2000‬ص‪.58‬‬

‫‪176‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫وعرفت صكوك االستثامر احلكومية «رصح» ارتفا ًعا يف عددها سنة ‪ ،2009‬ثم‬
‫حتسنًا من حيث العدد ومعدل‬ ‫انخفضت بنسبة ‪ % 43‬سنة ‪ ،2013‬لتشهد بعد ذلك ّ‬
‫النمو خالل الفرتة املمتدة بني سنتي ‪2014‬و‪ ،2016‬حيث تم استخدامها سنة ‪2015‬‬
‫لتغطية التزامات الرشكة اجتاه الوزارة‪ ،‬أي أهنا عبارة عن خمصصات ملرشوعات‬
‫مؤجلة أو جاري تنفيذها‪ ،‬وعموما فقد كان هلذه الصكوك احلكومية السودانية‬
‫مهاًم يف متويل عجز امليزانية العامة للسودان لسـنة ‪.((3( 2014‬‬
‫دورا ً‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬تجربة الصكوك السيادية الماليزية في تغطية عجز الميزانية العامة‬‫ً‬

‫تعد ماليزيا أكرب سوق للصكوك‪ ،‬حيث تتصدر املرتبة األوىل عامل ًيا من حيث‬
‫إصدار الصكوك‪ ،‬إذ متتلك ما نسبته ‪ % 47‬من القيمة اإلمجالية للصكوك مع‬
‫هناية ‪ ،((3( 2016‬وختتلف الصكوك املصدرة يف حكومة ماليزيا والتي تعترب أمجعها‬
‫صكوك حكومية باختالف صيغ وآليات إصدارها‪ ،‬وقد ساهم إصدار الصكوك‬
‫السيادية املاليزية يف متويل وتغطية عجز امليزانية العامة‪ ،‬من خالل مسامهتها بشكل‬
‫كبري يف مجع األموال الالزمة لتحريك عجلة االقتصاد والنهوض باقتصاداهتا‪.‬‬
‫حيث كان حجم العجز الكيل للميزانية املاليزية خالل الفرتة املمتــدة ما بني‬
‫‪ 2017-2008‬متقار ًبا نسب ًيا ومتذبذ ًبا‪ ،‬حيث كان يف أعىل نسبته عام ‪ 2009‬فقدر ب‬
‫‪ % 47.4‬مـن إمجـــايل الناتج املحـــيل ومــــول خارج ًيا ب ‪ ،% 6.3‬أمــا حمليا‬
‫فبـــلغ ‪ ،% 56.9‬وبلغت نسبة مسامهة الصكوك السيادية يف متويله ‪ % 51.4‬حيث‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫كان حجم الصكوك املستغلة خالل هذه السنة ‪ 139.78‬مليار رينغت(‪.((4‬‬


‫حيث إن نسبة مسامهة الصكوك السيادية املاليزية يف تغطية عجز امليزانية العامة‬
‫دائاَم تتجاوز ‪ % 50‬باستثناء سنتي ‪ 2008‬و ‪2015‬‬ ‫خالل هذه الفرتة كانت تقري ًبا َ‬
‫(‪ ((3‬شنيخر‪ ،‬عبد احلكيم‪ ،‬ونبويش ندى‪ ،‬إدارة خماطر الصكوك اإلسالمية يف املصارف اإلسالمية‪ -‬دراسة بعض التجارب‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكامل‬
‫متطلبات شهادة ماسرت أكاديمي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة العريب التبيس‪ ،2016-2015 ،‬ص‪.64‬‬
‫(‪ ((3‬السائح‪ ،‬حسني عيل‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها يف متويل عجز املوازنة العامة‪ ،‬أبحاث املؤمتر الدويل الثاين لألكاديمية األوروبية للتمويل‬
‫واالقتصاد اإلسالمي (إيفي)‪ ،‬األسواق املالية اإلسالمية‪ ..‬بني الواقع والواجب‪ ،‬اسطنبول‪8 ،‬و‪ 9‬نوفمرب‪ ،2019‬ص‪.325‬‬
‫(‪ ((4‬بوضياف‪ ،‬منال‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف تغطية عجز املوازنة العامة‪ -‬دراسة حالة جتربتي ماليزيا والسودان للفرتة (‪،)2018-2008‬‬
‫ص‪.145‬‬

‫‪177‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫انخفضت نسبة مسامهتها إىل ‪ % 42‬و‪ % 43‬عىل التوايل‪ ،‬إذ أن إمجايل نسبة مسامهة‬
‫قدرت ب‬ ‫‪ 2008‬و‪2017‬‬ ‫الصكوك يف تغطية عجز امليزانية خالل الفرتة ما بني‬
‫‪ ،% 57.69‬بينام متثل املصادر األخرى للتمويل املحيل من شهادات االستثامر‬
‫احلكومية‪ ،‬وأوراق مالية حكومية تضم األسهم واالستدانة من البنك املركزي‬
‫وغريها من املصادر التي ترتبط بالسياسة النقدية واملالية ملاليزيا نسبة ‪.% 42.06‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬استخدام صكوك ّ‬


‫السلم السيادية في تمويل عجز الميزانية العامة في المغرب‬
‫المطلب األول‪ :‬مظاهر العجز في الميزانية العامة للمغرب‬
‫ً‬
‫أواًل‪ :‬لمحة عن الميزانية العامة للمغرب‬
‫تم وضع أول ميزانية للمملكة املغربية الرشيفة سنة ‪ ،1910‬وكانت خاصة بمنطقة‬
‫الشاوية فقط‪ ،‬ثم توسع النظام بعد ذلك ليصل إىل جهة مكناس شهر دجنرب من‬
‫سنة ‪ ،1912‬والرباط وفاس ومراكش شهر يناير ‪ 1913‬ثم إىل إقليم تادلة خالل‬
‫شهر يوليوز من نفس السنة‪ ،‬وقد كانت من بني أول اخلدمات التي قامت هبا‬
‫اإلدارة العامة للاملية‪ ،‬التي تم إنشاؤها يف يوليوز ‪ ،1913‬هو وضع امليزانية العامة‬
‫للمملكة املغربية لسنة ‪ ،1914-1913‬وقد تكونت هذه امليزانية من توقعات‬
‫النفقات واملداخيل املتعلقة بكل من املغرب الرشقي واملغرب الغريب وكذلك‬
‫الديون التي متت إضافتها لتوقعات نفقات اخلدمات املركزية‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل‬
‫أنه فقط منذ سنة ‪ 1933‬استقرت السنة املالية عىل مدى فرتة طويلة حتى سنة ‪1955‬‬
‫وظلت متامشية مع السنة التقويمية إىل اليوم‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬مظاهر العجز في الميزانية العامة للمغرب‬
‫ال خيفى عىل أحد ما تسبب فيه االنتشار الرهيب لفريوس كورونا كوفيد‪ -19‬من‬

‫‪178‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫أزمة اقتصادية خانقة طالت جل دول العامل إثر التدابري املتخذة لوقف زحفه‪،‬‬
‫واملغرب كأحد هاته الدول مل يسلم من انعكاساهتا السلبية عىل االقتصاد املغريب‪،‬‬
‫إذ بادرت السلطات العمومية إىل سن إجراءات استباقية وقائية صارمة تروم‬
‫التصدي للجائحة‪ ،‬عربت عن يقظة مبكرة بالوباء‪ ،‬واتسمت بإعطاء األولوية‬
‫حلفظ صحة املواطن حتى وإن كان ذلك عىل حساب االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ويف ظل التدابري املتخذة وجدت رشحية كبرية من املواطنني‪ ،‬نفسها دون مورد‬
‫رزق‪ ،‬مما دفع باحلكومة إىل السعي للتخفيف من تداعيات ما اختذته من إجراءات‬
‫ملواجهة اجلائحة‪ ،‬مستغلة الصندوق اخلاص بتدبري جائحة فريوس كورونا الذي‬
‫خصصت له ميزانية الدولة ‪ 10‬مليار درهم‪ ،‬حيث أقرت عدة إجراءات هتم‬
‫األنشطة املترضرة يف املجال االقتصادي‪ ،‬دونام إغفال املجال االجتامعي‪ ،‬وكذا‬
‫وضع خمطط من أجل إنعاش النشاط االقتصادي بغالف مايل يعادل ‪ % 11‬من‬
‫الناتج الداخيل اإلمجايل(‪.((4‬‬
‫وبذلك متيزت هذه املرحلة بتكبد املغرب نفقات إضافية أثقلت كاهل امليزانية‬
‫العامة ‪-‬تكاليف التصدي واالحتواء من انقاد‪ ،‬وعالج‪ ،‬وإجراءات احرتازية‬
‫لقطاع الصحة والقطاعات االجتامعية بتكاليف باهظة‪ ،‬وزيادة مصاريف القطاع‬
‫األمني للحرص عىل حفظ الصحة العامة وغريها‪ ،-‬قابله وجود انكامش عىل‬
‫مستوى اإليرادات(‪ ،((4‬وبذلك سجل االقتصاد الوطني ركو ًدا اعترب األكرب من‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬

‫نوعه خالل العقود السبعة املاضية‪ ،‬إذ شهد الناتج الداخيل اإلمجايل لالقتصاد‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫ً‬
‫انكامشا بنسبة ‪ % 6.3‬سنة ‪.((4( 2020‬‬ ‫املغريب‬
‫حيث بلغ عجز امليزانية العامة حسب تقرير املجلس االقتصادي واالجتامعي‬
‫والبيئي ‪ -% 7.6‬من الناتج الداخيل اإلمجايل سنة ‪ ،2020‬مما يشكل ارتفا ًعا ً‬
‫مهاًم‬
‫مقارنة مع فرتة ‪ 2019-2012‬التي ظل خالهلا عجز امليزانية يف مستوى متحكم فيه‬
‫(‪ ((4‬املجلس االقتصادي واالجتامعي والبيئي‪ ،‬التقرير السنوي لسنة ‪ ،2020 ،2020‬ص‪.1‬‬
‫(‪ ((4‬انظر فاطمة الزهراء الراشدي‪ ،‬دور صندوق الزكاة يف معاجلة أزمة كورونا كوفيد‪ ،-19‬جملة االقتصاد اإلسالمي العاملية‪ ،‬عدد ‪ ،100‬سبتمرب‬
‫‪ ،2020‬ص‪ 41‬و ما يليها‪.‬‬
‫(‪ ((4‬املجلس االقتصادي واالجتامعي والبيئي‪ ،‬التقرير السنوي لسنة ‪ ،2020‬ص‪.14‬‬

‫‪179‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫نسب ًّيا‪ ،‬كام تطلبت اجلهود امليزانياتية املبذولة ملكافحة آثار األزمة الصحية وكذا‬
‫رضورة تسديد القروض التي حان موعد تسديدها‪ ،‬جلوء اخلزينة العمومية إىل‬
‫املزيد من االستدانة (وصل مبلغ مديونية اخلزينة إىل ‪ %77.6‬من الناتج الداخيل‬
‫اإلمجايل)(‪.((4‬‬
‫وما إن بدأ االقتصاد املغريب يتعاىف من خملفات أزمة جائحة كورونا‪ ،‬حتى دخل‬
‫من جديد يف أزمة نتيجة تداعيات احلرب األوكرانية الروسية‪ ،‬ناهيك عن تأثريات‬
‫اجلفاف‪ ،‬حيث استقر عجز امليزانية العامة لسنة ‪ 2021‬حسب املندوبية السامية‬
‫للتخطيط يف مستويات مرتفعة‪ ،‬رغم تراجعه مقارنة ب ‪ % 7.6‬املسجل سنة‬
‫‪ ،2020‬إذ قدر العجز بحوايل ‪ % 6.3‬من الناتج الداخيل اإلمجايل سنة‪،((4( 2021‬كام‬
‫تراجعت نسبة دين اخلزينة من الناتج الداخيل اإلمجايل من ‪ % 71.1‬سنة ‪ 2020‬إىل‬
‫‪% 68.9‬خالل سنة ‪ ،((4( 2021‬يف حني بلغ عجز امليزانية العامة لسنة ‪% 5.2 2022‬‬
‫من الناتج الداخيل اإلمجايل(‪ ،((4‬أما عجز امليزانية العامة للسنة اجلارية ‪ 2023‬قدّ ر‬
‫أنه سيرتاجع إىل ‪ % 4.5‬من الناتج الداخيل اخلام(‪.((4‬‬
‫يف ظل استمرار عجز امليزانية العامة للمغرب وأمام قصور وسائل التمويل‬
‫التقليدية خاصة االستدانة عن معاجلته‪ ،‬يستوجب األمر التفكري يف آليات مالية‬
‫أخرى‪ ،‬تساهم يف الدفع بعجلة االقتصاد‪ ،‬وتتوافق مع الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الصكوك السيادية في المغرب وتطورها‬


‫ً‬
‫أواًل‪ :‬السياق التاريخي للصكوك السيادية في القانون المغربي‬
‫حظيت الصكوك اإلسالمية بأمهية قصوى خاصة إبان تنامي وازدهار الصريفة‬
‫انتشارا منقطع النظري‪ ،‬وصاحبت هذا االنتشار موجة‬
‫ً‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬إذ انترشت‬
‫(‪ ((4‬املجلس االقتصادي واالجتامعي والبيئي‪ ،‬التقرير السنوي لسنة ‪ ،2020‬ص‪.14‬‬
‫(‪ ((4‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬امليزانية االقتصادية االسترشافية لسنة‪ - 2022‬الوضعية االقتصادية لسنة ‪ 2021‬وآفاق تطورها خالل سنة ‪،2022‬‬
‫يوليوز ‪ ،2021‬ص‪.27‬‬
‫(‪ ((4‬املجلس االقتصادي واالجتامعي والبيئي‪ ،‬التقرير السنوي‪ ،‬لسنة ‪ ،2021‬ص‪.13‬‬
‫(‪ ((4‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬امليزانية االقتصادية االسترشافية لسنة‪ - 2024‬الوضعية االقتصادية لسنة ‪ 2023‬وآفاق تطورها خالل سنة ‪،2024‬‬
‫يوليوز ‪ ،2023‬ص‪.3‬‬
‫(‪ ((4‬وزارة االقتصاد واملالية‪ ،‬ميزانية املواطن لقانون املالية لسنة ‪ ،2023‬ص‪.19‬‬

‫‪180‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫ترشيعية عاملية هبدف تنظيمها وضبطها‪ ،‬لذلك اجتهت معظم الدول إىل إقرار‬
‫وتبني الصكوك اإلسالمية يف ترشيعاهتا الداخلية‪ ،‬سواء بإحداث قانون خاص‬
‫هبا‪ ،‬أو إحداث نصوص قانونية تنظمها يف قوانني موجودة سل ًفا‪.‬‬
‫املرشع املغريب إىل وضع إطار قانوين‬
‫وعىل غرار العديد من الترشيعات سارع ِّ‬
‫للصكوك‪ ،‬يعد إضافة جديدة للساحة القانونية املغربية‪ ،‬وذلك من خالل القانون‬
‫‪ 119.12‬القايض بتتميم وتغيري القانون رقم ‪ 33.06‬املتعلق بتسنيد الديون(‪،((4‬‬
‫حيث تم التنصيص وألول مرة يف الترشيع املغريب عىل مصطلح «شهادات‬
‫الصكوك» يف املادة الثانية منه‪ ،‬إال أنه بالرغم من هذه التعديالت ظل غري كاف‬
‫الستيعاب شهادات الصكوك‪ ،‬لذلك تم إصدار تعديلني آخرين‪ ،‬بموجب‬
‫القانون رقم ‪ ((5( 05.14‬والذي عدل بدوره يف أبريل ‪ 2018‬بمقتىض القانون‬
‫‪ 17.69‬املنظم لشهادات الصكوك(‪ ،((5‬وهو آخر وأهم تعديل شهده القانون رقم‬
‫‪ 33.06‬إىل اآلن‪ ،‬ثم تم بعد ذلك نرش قرار وزير االقتصاد واملالية رقم ‪1346.18‬‬
‫الذي حيدد املضامني واخلصائص التقنية املتعلقة بشهادات صكوك اإلجارة التي‬
‫توظف لدى املستثمرين املقيمني(‪ ،((5‬وقد سامهت اهليئة املغربية لسوق الرساميل‬
‫بإعداد القانون املتعلق بالصكوك ونرش الدورية اخلاصة به(‪ ،((5‬اليشء الذي مكن‬
‫احلكومة من إصــدار أول صكوك سيادية باملغــرب بتاريخ ‪ 5‬أكتــوبر ‪،2018‬‬
‫وبــذلك فقد أصبح املغــرب يتوفــر عىل ترسـانة قانونيــة مهمــة للصكوك‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬

‫اإلســالمية‪.‬‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫(‪ ((4‬ظهري رشيف رقم ‪ 1.13.74‬صادر يف فاتح مجادى األوىل ‪13( 1434‬مارس‪ )2013‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 119.12‬املغري واملتمم للقانون رقم‬
‫‪ 33.06‬املتعلق بتسنيد الديون والقانون رقم ‪ 24.01‬املتعلق بعمليات االستحفاظ‪ ،‬ج ر عدد ‪ 6148‬بتاريخ ‪ 28‬شوال ‪ 5 /1434‬سبتمرب‪2013‬م‪،‬‬
‫ص‪.5920‬‬
‫(‪ ((5‬قانون رقم ‪ 05.14‬بتغيري القانون رقم ‪ 33.06‬املتعلق بتسنيد األصول‪ ،‬الصادر بتنفيذه ظهري رشيف رقم ‪ 1.14.144‬صادر يف ‪ 25‬من شوال‬
‫‪ 22( 1435‬أغسطس ‪ ،)2014‬ج ر ع ‪ 6920‬الصادرة بتاريخ ‪ 15‬ذو القعدة ‪ 11( 1435‬سبتمرب ‪.)2014‬‬
‫(‪ ((5‬ظهري رشيف رقم ‪ 1.28.24‬صادر يف ‪ 25‬رجب ‪ 12( 1439‬أبريل‪ )2018‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 69.17‬بتغيري وتتميم القانون رقم ‪33.06‬‬
‫املتعلق بتسنيد األصول‪ ،‬ج ر عدد ‪ 6667‬بتاريخ ‪ 6‬شعبان ‪23( 1439‬أبريل ‪.)2018‬‬
‫(‪ ((5‬قرار وزير االقتصاد واملالية رقم ‪ 1346.18‬صادر يف ‪ 28‬رمضان ‪ 13( 1439‬يونيو ‪ )2018‬بتحديد املضامني واخلصائص التقنية املتعلقة‬
‫بشهادات صكوك اإلجارة التي توظف لدى املستثمرين املقيمني‪ ،‬ج ر عدد ‪ 6682‬بتاريخ ‪ 29‬رمضان ‪ 14(1439‬يونيو ‪.)2018‬‬
‫(‪ ((5‬دورية اهليئة املغربية لسوق الرساميل رقم ‪ 03/18‬بتحديد شكل ملخص عملية التمويل املنصوص عليه يف املادة ‪ 3-7‬من القانون رقم ‪33.06‬‬
‫املتعلق بتسنيد األصول وكذا املعلومات والوثائق الواجب تضمينها فيه‪ ،‬ج ر عدد ‪ 6696‬بتاريخ ‪ 19‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‪ 2 /‬أغسطس ‪.2018‬‬

‫‪181‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع شهادات الصكوك السيادية في القانون المغربي‬
‫بالرجوع لقانون الصكوك املغريب اجلديد رقم‪ 69.17‬نجد أن املرشع املغريب قد‬
‫حدد رصاحة بمقتىض املادة ‪ 2-7‬أصناف شهادات الصكوك التي يمكن إصدارها‬
‫من قبل صندوق التسنيد والتي تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ - 1‬شهادات صكوك التمويل‪ ،‬والتي يتم بواسطتها متلك أصول سواء تعلق‬
‫السلم أو االستصناع‪.‬‬
‫األمر بشهادات صكوك املرابحة أو ّ‬
‫‪ - 2‬شهادات صكوك اإلجارة‪ ،‬والتي يتم بواسطتها ملكية أصول‪ ،‬أو ملكية منافع‬
‫أصول مؤجرة أو قابلة للتأجري‪ ،‬سواء تعلق األمر بإجارة عقارات‪ ،‬أو منقوالت‬
‫أو خدمات‪ ،‬ويمكن أن تكون هذه األصول موجودة أو موصوفة يف الذمة‪.‬‬
‫‪ - 3‬شهادة صكوك االستثامر‪ ،‬والتي يتم بواسطتها متويل مشاريع استثامرية أو‬
‫توفري السيولة هلا‪ ،‬سواء تعلق األمر بشهادات صكوك املضاربة أو الوكالة أو‬
‫املشاركة‪.‬‬
‫‪ - 4‬شهادات صكوك املحافظ االستثامرية‪.‬‬
‫‪ - 5‬أي أصناف شهادات أخرى حتدد بنص تنظيمي‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تمويل عجز الميزانية العامة في المغرب بتوظيف صكوك ّ‬
‫السلم السيادية‬
‫أواًل‪ :‬تعريف صكوك ّ‬ ‫ً‬
‫السلم السيادية‬
‫السلم(‪ ،((5‬إذ اكتفى‬
‫مل يعرف املرشع املغريب يف القانون رقم ‪ 69.17‬مدلول صكوك ّ‬
‫بالتنصيص عىل إمكانية إصدارها من قبل صندوق التسنيد يف املادة ‪ ،2-7‬بينام‬
‫عرفها املعيار الرشعي رقم‪ 17‬بكوهنا وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها لتحصيل‬
‫سلام لتسليم رأس املال يف املجلس وسلف ًا لتقديم رأس املال‪.‬‬
‫(‪ ((5‬السلم‪ :‬لغة السلم بالتحريك السلف‪ ،‬يقال أسلم وسلم إذا أسلف‪ ،‬وسمي ً‬
‫واصطالحا‪« :‬هو بيع يشء موصوف يف الذمة بثمن عاجل»‪ ،‬وقانونًا‪ :‬عرفه املرشع املغريب‪ :‬الفصل ‪ 613‬من قانون االلتزامات والعقود «عقد بمقتضاه‬‫ً‬
‫يعجل أحد املتعاقدين مبلغا حمددا للمتعاقد اآلخر‪ ،‬الذي يلتزم من جانبه بتسليم مقدار معني من األطعمة أو غريها من األشياء املنقولة يف أجل متفق‬
‫عليه»‪ .‬املادة ‪ 58‬من ق ‪« 103.12‬كل عقد بمقتضاه يعجل أحد املتعاقدين‪ ،‬البنك التشاركي أو العميل‪ ،‬مبلغا حمددا للمتعاقد اآلخر الذي يلتزم من‬
‫جانبه بتسليم مقدار معني من بضاعة مضبوطة بصفات حمددة يف أجل»‪ .‬املادة ‪ 54‬من منشور وايل بنك املغرب رقم‪/1‬و‪« 17/‬يقصد يعقد السلم كل‬
‫عقد يعجل بمقتضاه أحد املتعاقدين؛ املؤسسة أو العميل بصفته مشرتيا (رب السلم) مبلغا حمددا يسمى الثمن (رأس مال السلم) للمتعاقد اآلخر الذي‬
‫يلتزم بصفته بائعا (مسلام إليه) بتسليم مبيع يثبت يف الذمة (مسلم فيه) مضبوط بخصائص حمددة يف أجل حمدد متفق عليه»‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫السلم مملوكة حلملة الصكوك(‪.((5‬‬


‫السلم‪ ،‬وتصبح سلعة ّ‬‫رأس مال ّ‬
‫السلم وتستخدم حصيلة إصدارها يف‬ ‫السلم عىل أساس عقد ّ‬
‫إذ تصدر صكوك ّ‬
‫السلم قبل‬
‫السلم‪ ،‬ويمثل الصك حصة شائعة يف ملكية سلعة ّ‬ ‫متويل رشاء سلعة ّ‬
‫قبضها‪ ،‬ويف السلعة بعد قبضها ويف ثمنها بعد بيعها‪ ،‬وعائد هذه الصكوك يكون‬
‫السلم وثمن بيعها‪.‬‬
‫هو الفرق بني ثمن رشاء سلعة ّ‬
‫السلم الذي يتم‬
‫السلم السيادية بكوهنا «عبارة عن عقد ّ‬
‫ويمكن تعريف صكوك ّ‬
‫بموجبه دفع قيمة السلعة ً‬
‫حااًل مع تأجيل استالم هذه السلعة إىل أجل متفق عليه‬
‫بني املتعاقدين(‪ ،((5‬فهي صكوك قصرية األجل تعرب عن عملية استثامرية أطرافها‬
‫السلم (رشكة‬‫مثاًل) واملشرتي بصيغة ّ‬ ‫احلكومة (بائع السلعة أو األصل نفط ً‬
‫مديرا ملحفظة صكوك‬ ‫وساطة أو بنك أو من تتفق معه احلكومة) وذلك بصفته ً‬
‫السلم اإلسالمية‪ ،‬ومشرتي أو حاميل الصكوك حيث تقوم املحفظة باستيفاء‬ ‫ّ‬
‫قيمة الصكوك من املشرتين و دفع ثمن السلعة اآلن للحكومة واستالم السلعة‬
‫أو قيمتها الحقا»(‪.((5‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية صكوك ّ‬


‫السلم السيادية‬ ‫ً‬
‫السلم السيادية أمهية قصوى ملا تتمتع به من كفاءة عالية‪ ،‬بسبب‬‫تكتيس صكوك ّ‬
‫مرونتها واستجابتها ملتطلبات التمويل املختلفة‪ ،‬إذ تسهم يف مساعدة احلكومة‬
‫عىل توفري التمويل الالزم الحتياجاهتا قصرية األجل‪ ،‬كبديل إسالمي لسندات‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫اخلزينة احلكومية التي تستند إىل سعر الفائدة(‪ ،((5‬املحرمة رش ًعا‪ ،‬إذ تستخدم هذه‬
‫الصكوك عىل نطاق أوسع من غريها من الصكوك يف توفري احتياجات متويلية معينة‬
‫للحكومات‪ ،‬وذلك مثل االحتياجات العاجلة للسيولة لإلنفاق عىل التزامات‬

‫(‪ ((5‬هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية (‪ ،)AAOIFI‬املعايري الرشعية للمؤسسات املالية اإلسالمية‪1439 ،‬هـ‪2017/‬م‪ ،‬ص‪.469‬‬
‫(‪ ((5‬أبو عوض‪ ،‬حمسن‪ ،‬الصكوك اإلسالمية وخماطرها‪ ،‬جملة الدراسات املالية واملرصفية‪ ،‬املجلد احلادي والعرشون‪ ،‬ع األول‪ ،‬يناير ‪ ،2013‬ص‪.33‬‬
‫(‪ ((5‬ردمان‪ ،‬عبد القوي حممد عثامن‪ ،‬الصكوك اإلسالمية وإدارة السيولة‪ ،‬املؤمتر الرابع للمصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬املؤمتر الرابع‬
‫للمصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬دمشق‪ ،‬يونيو ‪ ،2009‬بنك التضامن اإلسالمي الدويل ‪-‬اليمن‪-‬البحرين‪ ،2009 ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪ ((5‬اجلورية‪ ،‬أسامة عبد احلليم‪ ،‬صكوك االستثامر ودورها التنموي يف االقتصاد‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاسرت يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬معهد الدعوة‬
‫اجلامعي للدراسات اإلسالمية‪ ،‬بريوت‪ ،2009 ،‬ص‪.138‬‬

‫‪183‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫عامة دورية يف الفرتات التي ال تتوفر فيها السيولة الالزمة لدى احلكومات‪ ،‬حيث‬
‫السلم لتوفري تلك السيولة‪ ،‬مقابل توفري سلعة حمددة‬ ‫تقوم الدولة بإصدار صكوك ّ‬
‫حااًل عىل أن تقوم بتسليمه السلعة‬ ‫األوصاف تنتجها‪ ،‬فيقوم املشرتي بدفع الثمن ً‬
‫كثريا الدول التي لدهيا موارد طبيعية تبيعها‪ ،‬كالنفط‬‫الح ًقا‪ ،‬ويالئم هذا األسلوب ً‬
‫والغاز والفوسفات‪ ،‬وحتى الطاقة الكهربائية‪.‬‬
‫السلم كأسلوب للتمويل احلكومي للخدمات‪ ،‬وذلك‬ ‫كام يمكن استخدام صكوك ّ‬
‫من خالل تعاقد احلكومة مع آخرين عىل بيع سلعة أو خدمة هلم يف املستقبل مقابل‬
‫حااًل‪ ،‬من خالل إصدار صكوك برسوم اخلدمة(‪،((5‬‬ ‫مبالغ معجلة تستلمها منهم ً‬
‫حيث متثل هذه الصكوك تعاقد عىل أهنا ستقدم بموجب هذه الصكوك خدماهتا‬
‫يف املستقبل‪ ،‬كأن تصدر صكوك برسم املدارس واجلامعات‪ ،‬وصكوك خلدمة‬
‫النقل عىل خطوط معينة وغريها‪.‬‬
‫السلم السيادية يف تنمية اإلنتاج الوطني‪ً ،‬‬
‫مثاًل يف‬ ‫كام يمكن استخدام صكوك ّ‬
‫جمال البرتول أو املستخرجات أو الزراعة أو اإلنتاج احليواين‪ ،‬حيث يتم التسليم‬
‫والتخزين ثم البيع بسعر السوق والربح عىل ما قسم اهلل تعاىل(‪.((6‬‬
‫السلم السيادية رغم عدم قابليتها للتداول إال أهنا باملقابل تتسم‬ ‫وعليه فصكوك ّ‬
‫بصالحيتها لتمويل خمتلف األنشطة االقتصادية‪ ،‬إذ تساهم يف معاجلة عجز‬
‫فضاًل عن نجاعتها يف تنويع وزيادة موارد‬ ‫املوازنة العامة‪ ،‬وكذا توفري السيولة‪ً ،‬‬
‫الدولة واملسامهة يف حتقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫السلم اخلاصة بالبرتول ً‬
‫مثاًل لتغطية‬ ‫حيث يمكن للدولة استعامل حصيلة صكوك ّ‬
‫عجز امليزانية العامة بشكل عام‪ ،‬دون ارتباط هذه احلصيلة بمرشوع معني‪ ،‬وعند‬
‫آجال االستحقاق تقوم الدولة نفسها ببيع البرتول؛ نيابة عن صاحب الصك‬
‫وبموجب وكالة ينص عليها الصك نفسه‪ ،‬ويتمثل ربح الصك الذي يتحصل‬
‫(‪ ((5‬السائح‪ ،‬حسني عيل‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها يف متويل عجز املوازنة العامة‪ ،‬أبحاث املؤمتر الدويل الثاين لألكاديمية األوروبية للتمويل‬
‫واالقتصاد اإلسالمي (إيفي)‪ ،‬األسواق املالية اإلسالمية‪ ..‬بني الواقع والواجب‪ ،‬اسطنبول‪8 ،‬و‪ 9‬نوفمرب‪ ،2019‬ص‪.322‬‬
‫(‪ ((6‬رشياق‪ ،‬رفيق‪ ،‬معاجلة العجز يف املوازنة العامة ومتويل املرشوعات التنموية باالعتامد عىل الصكوك اإلسالمية ‪ -‬مع اإلشارة للتجربة السودانية‪،‬‬
‫ص ‪.380‬‬

‫‪184‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫عليه احلامل يف الفرق بني سعر رشاء البرتول وسعر بيعه عند استحقاق أجله(‪.((6‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬مقترح إصدار صكوك سلم سيادية خاصة بالفوسفات في المغرب‬
‫كثريا من الدول التي لدهيا موارد طبيعية‪،‬‬
‫السلم السيادية تناسب ً‬ ‫بام أن صكوك ّ‬
‫واعتبارا لكون املغرب من بني الدول التي تزخر‬
‫ً‬ ‫كام متت اإلشارة إىل ذلك ساب ًقا‪،‬‬
‫بثروات طبيعية هائلة‪ ،‬وعىل رأسها الفوسفات‪ ،‬إذ متتلك اململكة املغربية أكرب‬
‫احتياطي فوسفات يف العامل‪ ،‬بحيث يقدر بحوايل ‪ %70‬من إمجايل االحتياطي العاملي‬
‫للفوسفات والذي يقدر ب‪ 50‬مليار طن‪ ،‬كام تعترب ثاين أكرب منتج للفوسفات(‪،((6‬‬
‫يمكن للحكومة املغربية إصدار صكوك سلم خاصة بالفوسفات‪ ،‬الستخدام‬
‫حصيلة االكتتاب فيها يف معاجلة عجز امليزانية العامة‪ ،‬وعند حلول األجل تقوم‬
‫السلم‪ ،‬وفقا ملا‬
‫السلم –الفوسفات‪ -‬نيابة عن محلة صكوك ّ‬ ‫احلكومة ببيع سلعة ّ‬
‫هو مسطر يف نرشة االكتتاب‪ ،‬بحيث يكون عائد الصك الذي حيصل عليه محلة‬
‫الصكوك هو الفرق بني الثمن الذي حددته الدولة كسعر للفوسفات وسعر بيعه‬
‫عند حلول أجل استحقاقه‪ ،‬بحيث يمكن إصدار هذه الصكوك وفق اإلجراءات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬يقوم بنك املغرب (بصفته ً‬
‫ممثاًل لوزارة املالية) بدعوة األبناك واألفراد‬
‫والرشكات واملؤسسات املالية الراغبة يف االستثامر يف الصكوك‪ ،‬للمشاركة‬
‫السلم املصدرة‪،‬‬‫يف حمفظة الصكوك بالقدر الذي ترغب يف رشائه من صكوك ّ‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫واستالم قيمة الصكوك املحددة لكل جهة للدخول يف مضاربة ينفذها البنك‬
‫نيابة عن تلك اجلهات بغرض رشاء السلعة التي متثلها الصكوك (كمية معينة من‬
‫الفوسفات) بسعر عاجل يتم التعاقد عليه مع وزارة املالية‪ ،‬ثم يبيع تلك السلعة‬
‫عند حلول األجل‪.‬‬
‫السلم بتوقيع العقد مع‬ ‫مديرا ملحفظة صكوك ّ‬ ‫‪ )2‬ثم يقوم بنك املغرب بصفته ً‬
‫(‪ ((6‬عيجويل‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬الصكوك اإلسالمية كبديل رشعي لتمويل عجز املوازنة العامة (جتربة الصكوك اإلسالمية بالسودان)‪ ،‬ص‪.318-317‬‬
‫(‪/https://mawdoo3.com ((6‬أكرب‪-‬احتياطي‪-‬فوسفات‪-‬يف‪-‬العامل تاريخ الزيارة ‪ 12‬ماي‪ 2023‬عىل الساعة‪.01:54‬‬

‫‪185‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫وزارة املالية كممثل للحكومة املالكة للسلعة (الفوسفات) والذي يتضمن اتفاق‬
‫بني الطرفني‪ ،‬برشاء الطرف األول كمية مضبوطة من الفوسفات بمواصفات‬
‫معينة وسعر حمدد معجل‪ ،‬وإقرار من الطرف الثاين الذي يقبض الثمن والتزامه‬
‫بتسليم السلعة يف وقت حمدد‪.‬‬
‫مديرا ملحفظة‬
‫‪ )3‬يتم حتديد إحدى البنوك لتوقع مع البنك املركزي ‪ -‬بصفته ً‬
‫السلم‪ -‬وعدً ا ملز ًما بالرشاء (من طرف واحد) بالقيمة املحددة وف ًقا‬
‫صكوك ّ‬
‫ألسعار السوق ‪ -‬والتسليم بعد مدة حمددة (وهي املدة التي تفرضها عملية‬
‫استخراج الفوسفات‪ ،‬من تفجري وجتميع وحتميل ونقل) ‪ -‬كجهة ضامنة لرشاء‬
‫السلعة يف حال عدم متكن اجلهة املسوقة للحكومة من رشاء الفوسفات بذلك‬
‫السعر املتفق عليه‪.‬‬
‫السلم واستالم بنك املغرب للسلعة ‪ -‬الفوسفات ‪ -‬يقوم ببيعها‬‫‪ )4‬عند انتهاء أجل ّ‬
‫للجهة املسوقة أو للبنك الذي تم معه توقيع الوعد‪.‬‬
‫‪ )5‬يقوم بنك املغرب بتحصيل قيمة السلعة ‪ -‬الفوسفات ‪ -‬وتوزيعها عىل‬
‫املستثمرين يف الصكوك‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫عىل امتداد أسطر هذه الورقة يتضح أن إصدار الصكوك السيادية لتغطية عجز‬
‫امليزانية العامة للدولة‪ ،‬كبديل رشعي عن السندات احلكومية‪ ،‬يمكن أن يساهم‬
‫يف حتقيق عدة نتائج‪ ،‬أمهها‪:‬‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬النتائج‬
‫‪-‬تعد الصكوك السيادية وسيلة ناجعة حلل مشكلة الديون الداخلية واخلارجية‬
‫ومعاجلة عجز املوازنة العامة للدولة من خالل توفري التمويل الالزم‬
‫لالحتياجات احلكومية هبدف ختفيف العبء عن كاهل احلكومات‪ ،‬وفتح‬
‫املجال أمام أفراد املجتمع للمشاركة يف سد االحتياجات التمويلية الالزمة‬
‫لدعم امليزانية العامة؛‬
‫‪-‬تقدم الصكوك السيادية نفسها للجهات الرسمية كأداة طيعة للمساعدة يف‬
‫ترشيد اإلنفاق العمومي‪.‬‬
‫السلم السيادية بديال إسالميا لسندات اخلزينة احلكومية التي‬
‫‪-‬تعترب صكوك ّ‬
‫تعتمد عىل سعر الفائدة‪ ،‬وتوصف بكوهنا أدوات متويلية عالية الكفاءة‪ ،‬حيث‬
‫تساهم يف متويل املرشوعات االقتصادية املختلفة‪ ،‬ومتويل نفقات التشغيل‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬

‫السلم‬
‫والنفقات الرأساملية األخرى‪ ،‬وبذلك يمكن أن تستخدم صكوك ّ‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫عىل نطاق أوسع من غريها من الصكوك يف توفري احتياجات متويلية معينة‬


‫للحكومات‪ ،‬وذلك مثل االحتياجات العاجلة للسيولة لإلنفاق عىل التزامات‬
‫عامة دورية يف األوقات التي ال تتوفر فيها السيولة الالزمة لدى احلكومات؛‬
‫السلم السيادية إىل حد كبري الدول التي تزخر باملوارد‬
‫‪-‬تناسب صكوك ّ‬
‫الطبيعية كالنفط أو الغاز أو الفوسفات‪ ..‬بحيث يمكن للحكومة استخدام‬
‫السلم يف توفري السيولة التي تلزمها مقابل االلتزام بتوفري سلع أو‬
‫صكوك ّ‬

‫‪187‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫مستخرجات أو منتجات زراعية بكميات حمددة وبمواصفات معينة يف وقت‬


‫حمدد يف املستقبل‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬
‫السلم السيادية يف متويل العجز يف‬ ‫‪-‬رضورة احلرص عىل توظيف صكوك ّ‬
‫امليزانية العامة للدولة خاصة العجز املوسمي بدال من التمويل باإلصدار‬
‫النقدي‪ ،‬وكذا متويل العجز يف ميزانية اهليئات العامة االقتصادية بدال من‬
‫متويله من امليزانية العامة للدولة بإظهارها كأحد بنود االستخدامات يف‬
‫باب التمويالت الرأساملية‪ ،‬ومتويل العجز يف ميزانية اهليئات اخلدمية مثل‬
‫اجلامعات بدل متويله من امليزانية العامة يف صورة إعانات خدمية‪ ،‬خدمات‬
‫سيادية‪ ،‬وكذا متويل العجز يف رشكات القطاع العام بدالً من التمويل من‬
‫امليزانية العامة يف صورة قروض متنح هلذه الرشكات؛‬
‫‪-‬عىل احلكومة املغربية العمل عىل إصدار صكوك سلم سيادية خاصة‬
‫بالفوسفات‪ ،‬الستخدام حصيلة االكتتاب فيها يف معاجلة عجز امليزانية العامة‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪-‬أبو عوض‪ ،‬حمسن‪ ،‬الصكوك اإلسالمية وخماطرها‪ ،‬جملة الدراسات املالية‬
‫واملرصفية‪ ،‬املجلد احلادي والعرشون‪ ،‬ع األول‪ ،‬يناير ‪.2013‬‬
‫‪-‬بادي‪ ،‬سوسن‪ ،‬وهناء خنقية‪ ،‬ورحيمة هاشم‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف متويل‬
‫عجز امليزانية العامة (جتربة السودان ‪ ،)2017-2000‬رسالة لنيل شهادة املاسرت‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة الشهيد محه اخلرض بالوادي‪،‬‬
‫‪.2019-2018‬‬
‫‪-‬البدري‪ ،‬سعاد‪ ،‬دور الصكوك السيادية يف متويل عجز امليزانية العامة للدولة‪،‬‬
‫ملفات األبحاث يف االقتصاد والتسيري‪ ،‬العدد اخلاص الرابع‪ ،‬ماي ‪.2018‬‬
‫‪-‬بشري‪ ،‬حممد حممد عبد العزيز‪ ،‬الصكوك احلكومية السودانية وأثرها يف األداء املايل‬
‫للقطاع املرصيف ‪ ،2015-2010‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬السودان‪.2018 ،‬‬
‫‪-‬بوضياف‪ ،‬منال‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف تغطية عجز املوازنة العامة‪ -‬دراسة‬
‫حالة جتربتي ماليزيا والسودان للفرتة (‪ ،)2018-2008‬رسالة لنيل شهادة املاسرت‬
‫يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة‬
‫حممد خيرض بسكرة‪.2019-2018 ،‬‬
‫‪-‬اجلورية‪ ،‬أسامة عبد احلليم‪ ،‬صكوك االستثامر ودورها التنموي يف االقتصاد‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل شهادة املاسرت يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬معهد الدعوة اجلامعي للدراسات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬بريوت‪.2009 ،‬‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫‪-‬حسني السائح‪ ،‬عيل السائح‪ ،‬الصكوك اإلسالمية ودورها يف متويل عجز املوازنة‬
‫العامة‪ ،‬أبحاث املؤمتر الدويل الثاين لألكاديمية األوروبية للتمويل واالقتصاد‬
‫اإلسالمي (إيفي)‪ ،‬األسواق املالية اإلسالمية‪ ..‬بني الواقع والواجب‪ ،‬اسطنبول‪،‬‬
‫‪8‬و‪ 9‬نوفمرب‪.2019‬‬
‫‪-‬خري‪ ،‬عثامن محد حممد‪ ،‬جتربة السودان يف جمال إصدار الصكوك احلكومية‪ ،‬ورشة‬
‫عمل الصكوك اإلسالمية‪ :‬حتديات‪ ..‬تنمية وممارسات دولية‪ ،‬األردن‪ ،‬يومي ‪6‬و‪7‬‬
‫شعبان ‪1431‬هـ‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫‪-‬داودي‪ ،‬الطيب‪ ،‬وصربينة كردودي‪ ،‬كفاءة الصكوك اإلسالمية يف متويل عجز‬


‫املوازنة العامة للدولة‪ ،‬بحث مقدم إىل املؤمتر الدويل حول‪ :‬منتجات وتطبيقات‬
‫االبتكار واهلندسة املالية بني الصناعة املالية التقليدية والصناعة املالية اإلسالمية‪،‬‬
‫يومي ‪5‬و‪ 6‬رجب‪1435‬هـ‪5/‬و‪ 6‬ماي‪.2014‬‬
‫‪-‬الدجلاوي‪ ،‬أمحد عبد الصبور‪ ،‬دور الصكوك اإلسالمية يف متويل عجز املوازنة‬
‫العامة‪ ،‬جملة التنمية واالقتصاد التطبيقي‪ ،‬جامعة املسيلة‪ ،‬عدد ‪ ،3‬مارس‪.2018‬‬
‫‪-‬دورية اهليئة املغربية لسوق الرساميل رقم ‪ 03/18‬بتحديد شكل ملخص عملية‬
‫التمويل املنصوص عليه يف املادة ‪ 3-7‬من القانون رقم ‪ 33.06‬املتعلق بتسنيد‬
‫األصول وكذا املعلومات والوثائق الواجب تضمينها فيه‪ ،‬ج ر عدد ‪ 6696‬بتاريخ‬
‫‪ 19‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‪ 2 /‬أغسطس ‪.2018‬‬
‫‪-‬الرازي‪ ،‬حممد بن أيب بكر عبد القادر‪ ،‬خمتار الصحاح‪ ،‬حتقيق حممود خاطر‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬ط األوىل‪.1994 ،‬‬
‫‪ --‬الراشدي‪ ،‬فاطمة الزهراء‪ ،‬الصكوك السيادية ودورها يف حتقيق التنمية‬
‫املستدامة‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاسرت يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتامعية‪ ،‬جامعة سيدي حممد بن عبد اهلل‪ ،‬فاس‪.2020-2019 ،‬‬
‫‪-‬الراشدي‪ ،‬فاطمة الزهراء‪ ،‬دور صندوق الزكاة يف معاجلة أزمة كورونا كوفيد‪،19 -‬‬
‫جملة االقتصاد اإلسالمي العاملية‪ ،‬عدد ‪ ،100‬سبتمرب ‪.2020‬‬
‫‪-‬ردمان‪ ،‬عبد القوي حممد عثامن‪ ،‬الصكوك اإلسالمية وإدارة السيولة‪ ،‬املؤمتر الرابع‬
‫للمصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬دمشق‪ ،‬يونيو ‪ ،2009‬بنك التضامن‬
‫اإلسالمي الدويل ‪-‬اليمن‪-‬البحرين‪.2009 ،‬‬
‫‪-‬رشياق‪ ،‬رفيق‪ ،‬معاجلة العجز يف املوازنة العامة ومتويل املرشوعات التنموية‬
‫باالعتامد عىل الصكوك اإلسالمية –مع اإلشارة للتجربة السودانية‪ ،‬جملة االقتصاد‬
‫الصناعي‪ ،‬عدد ‪ ،13‬ديسمرب‪.2017‬‬
‫‪-‬الرشيف‪ ،‬محزة بن حسني الفعر‪ ،‬ضامنات الصكوك اإلسالمية‪ ،‬بحث مقدم إىل ندوة‬
‫الصكوك اإلسالمية عرض وتقديم‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‪ ،‬جدة‪ ،‬يومي‪11-10‬‬

‫‪190‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫مجادى اآلخرة‪1434‬هـ‪ 25-24 /‬مايو‪.2010‬‬


‫‪-‬شنيخر‪ ،‬عبد احلكيم‪ ،‬ونبويش ندى‪ ،‬إدارة خماطر الصكوك اإلسالمية يف املصارف‬
‫اإلسالمية‪ -‬دراسة بعض التجارب‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكامل متطلبات شهادة‬
‫ماسرت أكاديمي (ل م د)‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري‪،‬‬
‫جامعة العريب التبيس‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪-‬ظهري رشيف رقم ‪ 1.13.74‬صادر يف فاتح مجادى األوىل ‪13( 1434‬مارس‪)2013‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 119.12‬املغري واملتمم للقانون رقم ‪ 33.06‬املتعلق بتسنيد الديون‬
‫والقانون رقم ‪ 24.01‬املتعلق بعمليات االستحفاظ‪ ،‬ج ر عدد ‪ 6148‬بتاريخ ‪28‬‬
‫شوال ‪ 5 /1434‬سبتمرب‪2013‬م‪.‬‬
‫‪-‬ظهري رشيف رقم ‪ 1.28.24‬صادر يف ‪ 25‬رجب ‪ 12( 1439‬أبريل‪ )2018‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 69.17‬بتغيري وتتميم القانون رقم ‪ 33.06‬املتعلق بتسنيد األصول‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪ 6667‬بتاريخ ‪ 6‬شعبان ‪23( 1439‬أبريل ‪.)2018‬‬
‫‪-‬عجاج‪ ،‬مجال أمحد‪ ،‬عدنان حسم يوسف‪ ،‬صكوك املرابحة السيادية وإمكانية‬
‫تنفيذها يف ليبيا‪ ،‬املجلة الدولية للدراسات االقتصادية‪ ،‬عدد ‪ ،6‬مايو ‪.2019‬‬
‫‪-‬عيجويل‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬الصكوك اإلسالمية كبديل رشعي لتمويل عجز املوازنة العامة‬
‫(جتربة الصكوك اإلسالمية بالسودان)‪ ،‬جملة إدارة األعامل والدراسات االقتصادية‪،‬‬
‫املجلد ‪ ،5‬عدد ‪.2019 ،2‬‬
‫‪-‬غمور‪ ،‬رضا‪ ،‬صكوك اإلجارة السيادية‪ :‬اإلشكاالت الرشعية والقانونية‪ ،‬جملة‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫البحوث العلمية والدراسات اإلسالمية‪ ،‬املجلد ‪ ،13‬عدد ‪.2019 ،3‬‬


‫‪-‬فريق معاجلة املوازنة العامة‪ ،‬دراسة األدوات املقرتحة لتمويل عجز املوازنة العامة‪،‬‬
‫اللجنة االستشارية العليا للعمل عىل استكامل تطبيق أحكام الرشيعة اإلسالمية‬
‫–اللجنة االقتصادية‪1996 ،‬م‪-https://iefpedia.com/arab/wp.‬‬
‫‪-‬قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬ظهري ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬غشت‪ ،)1913‬صيغة حمينة‬
‫بتاريخ ‪ 18‬فرباير ‪.2016‬‬
‫‪-‬قانون الصكوك املرصي رقم ‪ 10‬لسنة ‪.2013‬‬

‫‪191‬‬
‫العدد (‪)20‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬

‫‪-‬قانون رقم ‪ 05.14‬بتغيري القانون رقم ‪ 33.06‬املتعلق بتسنيد األصول‪ ،‬الصادر بتنفيذه‬
‫ظهري رشيف رقم ‪ 1.14.144‬صادر يف ‪ 25‬من شوال ‪ 22( 1435‬أغسطس ‪ ،)2014‬ج‬
‫ر ع ‪ 6920‬الصادرة بتاريخ ‪ 15‬ذو القعدة ‪ 11( 1435‬سبتمرب ‪.)2014‬‬
‫‪-‬قانون صكوك التمويل اإلسالمي األردين رقم ‪ 30‬لعام ‪ ،2012‬ج ر رقم ‪،5179‬‬
‫بتاريخ ‪ ،2012-09-19‬ص‪.4244‬‬
‫‪-‬القانون عدد ‪ 30‬لسنة ‪ 2013‬املؤرخ يف ‪ 30‬جويلية ‪ 2013‬املتعلق بالصكوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪-‬قحف‪ ،‬منذر اإليرادات العامة يف صدر اإلسالم وتطبيقاهتا املعارصة‪ ،‬ط‪ ،2‬جدة‪،‬‬
‫البنك اإلسالمي للتنمية‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪-‬قداري‪ ،‬أمحد‪ ،‬وبشكري عابد‪ ،‬املنتجات املالية اإلسالمية املعارصة كآلية لتفادي‬
‫عجز امليزانية العامة مرشوع ميناء الوسط – رششال‪ -‬نموذجا‪ ،‬ورقة بحث مقدمة‬
‫إىل املؤمتر الدويل التكامل املؤسيس للصناعة املالية واملرصفية اإلسالمية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعيل الشلف‪،‬‬
‫يومي ‪17‬و‪ 18‬ديسمرب ‪.2019‬‬
‫‪-‬قرار وزير االقتصاد واملالية رقم ‪ 1346.18‬صادر يف ‪ 28‬رمضان ‪ 13( 1439‬يونيو‬
‫‪ )2018‬بتحديد املضامني واخلصائص التقنية املتعلقة بشهادات صكوك اإلجارة‬
‫التي توظف لدى املستثمرين املقيمني‪ ،‬ج ر عدد ‪ 6682‬بتاريخ ‪ 29‬رمضان ‪14(1439‬‬
‫يونيو ‪.)2018‬‬
‫‪-‬قطان‪ ،‬حممد إبراهيم‪ ،‬الصكوك املالية اإلسالمية ودورها يف متويل املوازنة العامة‬
‫للدولة‪ ،‬أبحاث املؤمتر الدويل الثاين لألكاديمية األوروبية للتمويل واالقتصاد‬
‫اإلسالمي (إيفي)‪ ،‬األسواق املالية اإلسالمية‪ ..‬بني الواقع والواجب‪ ،‬اسطنبول‪،‬‬
‫‪8‬و‪ 9‬نوفمرب‪.2019‬‬
‫‪-‬لوكريز‪ ،‬سمية‪ ،‬الصكوك اإلسالمية األداة البديلة لتمويل عجز امليزانية – دراسة‬
‫حالة صكوك املضاربة‪ ،‬جملة مقاالت يف االقتصاد اإلسالمي ‪.www.giem.info‬‬
‫‪-‬املجلس االقتصادي واالجتامعي والبيئي‪ ،‬التقرير السنوي لسنة ‪.2020 ،2020‬‬
‫‪-‬املجلس االقتصادي واالجتامعي والبيئي‪ ،‬التقرير السنوي‪ ،‬لسنة ‪.2021 ،2021‬‬

‫‪192‬‬
‫أكتوبر ‪ 2023‬م ـ دولة قطــر‬ ‫العدد (‪)20‬‬

‫‪-‬مسعود‪ ،‬جربان‪ ،‬الرائد‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط السابعة‪.1992 ،‬‬
‫‪-‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬امليزانية االقتصادية االسترشافية لسنة‪– 2022‬الوضعية‬
‫االقتصادية لسنة ‪ 2021‬وآفاق تطورها خالل سنة ‪ ،2022‬يوليوز ‪.2021‬‬
‫‪-‬املندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬امليزانية االقتصادية االسترشافية لسنة‪– 2024‬الوضعية‬
‫االقتصادية لسنة ‪ 2023‬وآفاق تطورها خالل سنة ‪ ،2024‬يوليوز ‪.2023‬‬
‫‪-‬موسى‪ ،‬سندس محيد‪ ،‬تقييم دور الصكوك اإلسالمية يف معاجلة عجز املوازنة‬
‫العامة للدولة –السودان نموذجا‪ ،‬جملة كلية الرتبية للبنات للعلوم اإلنسانية‪ ،‬عدد‬
‫‪.2018 ،21‬‬
‫‪-‬هيئة املحاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية (‪ ،)AAOIFI‬املعايري الرشعية‬
‫للمؤسسات املالية اإلسالمية‪1439 ،‬هـ‪2017/‬م‪.‬‬
‫‪-‬وزارة االقتصاد واملالية‪ ،‬ميزانية املواطن لقانون املالية لسنة ‪.2023‬‬
‫‪-‬يوسفي‪ ،‬رفيق‪ ،‬وهبلول لطيفة‪ ،‬فعالية البديل الرشعي يف متويل عجز املوازنة العامة‬
‫للدولة –قراءة يف التجربة املاليزية وحماولة االستفادة منها يف اجلزائر‪ -‬جملة نامء‬
‫لالقتصاد والتجارة‪ ،‬املجلد ‪ ،1‬عدد خاص‪ ،‬أبريل‪.2018‬‬

‫المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪/https://mawdoo3.com -‬أكرب‪-‬احتياطي‪-‬فوسفات‪-‬يف‪-‬العامل‬
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬
‫العامة ‪-‬صكوك السلم باملغرب‪-‬‬

‫‪193‬‬
)20( ‫العدد‬ ‫ م ـ دولة قطــر‬2023 ‫أكتوبر‬

Transliteration of Arabic References:


- Abū ʻAwaḍ, Muḥsin, al-ṣukūk al-Islāmīyah wa-makhāṭiruhā, Majallat al-Dirāsāt
al-mālīyah wa-al-maṣrifīyah, al-mujallad al-ḥādī wa-al-ʻishrūn, ʻA al-Awwal,
Yanāyir 2013 A.D.
- Bādī, Sawsan, whnāʼ khnqyh, wrḥymh Hāshim, Dawr al-ṣukūk al-Islāmīyah fī
tamwīl ʻajz al-mīzānīyah al-ʻĀmmah (tajribat al-Sūdān 2000-2017), Risālat li-
nayl shahādat almāstr, Kullīyat al-ʻUlūm al-iqtiṣādīyah wa-al-tijārīyah wa-ʻulūm
al-tasyīr, Jāmiʻat al-Shahīd Ḥamah al-Khiḍr bālwādy, 2018-2019 A.D.
- al-Badrī, Suʻād, Dawr al-ṣukūk al-siyādīyah fī tamwīl ʻajz al-mīzānīyah al-
ʻĀmmah lil-dawlah, milaffāt al-Abḥāth fī al-iqtiṣād wa-al-tasyīr, al-ʻadad al-
khāṣṣ al-rābiʻ, Māy 2018 A.D.
- Bashīr, Muḥammad Muḥammad ʻAbd al-ʻAzīz, al-ṣukūk al-ḥukūmīyah al-
Sūdānīyah wa-atharuhā fī al-adāʼ al-mālī lil-qiṭāʻ al-maṣrifī 2010-2015, uṭrūḥat
duktūrāh, al-Sūdān, 2018 A .D.
- Būḍyāf, Manāl, Dawr al-ṣukūk al-Islāmīyah fī Taghṭīyah ʻajz al-Muwāzanah
alʻāmt-dirāsah ḥālat Tajribatī Mālīziyā wa-al-Sūdān lil-fatrah (2008-2018),
Risālat li-nayl shahādat almāstr fī al-ʻUlūm al-iqtiṣādīyah, Kullīyat al-ʻUlūm
al-iqtiṣādīyah wa-al-tijārīyah wa-ʻulūm al-tasyīr, Jāmiʻat Muḥammad Khayḍar
Baskarah, 2018-2019 A.D.
- aljuwriyah, Usāmah ʻAbd al-Ḥalīm, Ṣukūk al-istithmār wa-dawruhā al-tanmawī
fī al-iqtiṣād, Risālat li-nayl shahādat almāstr fī al-Dirāsāt al-Islāmīyah, Maʻhad
al-Daʻwah al-Jāmiʻī lil-Dirāsāt al-Islāmīyah, Bayrūt, 2009 A.D.
- Ḥusayn al-Sāʼiḥ, ʻAlī al-Sāʼiḥ, al-ṣukūk al-Islāmīyah wa-dawruhā fī tamwīl ʻajz
al-Muwāzanah al-ʻĀmmah, Abḥāth al-Muʼtamar al-dawlī al-Thānī llʼkādymyh
al-Ūrūbbīyah lil-tamwīl wa-al-iqtiṣād al-Islāmī (iyfy), al-aswāq al-mālīyah al-
Islāmīyah .. bayna al-wāqiʻ wālwājb, Istanbūl, 8w9 nwfmbr2019 A.D.
- Khayr, ʻUthmān Ḥamad Muḥammad, tajribat al-Sūdān fī majāl iṣdār al-ṣukūk
al-ḥukūmīyah, warshat ʻamal al-ṣukūk al-Islāmīyah : taḥaddiyāt .. Tanmiyat wa-
mumārasāt dawlīyah, al-Urdun, yawmay 6w7 Shaʻbān 1431 H.
- Dāwūdī, al-Ṭayyib, wṣbrynh Kardūdī, kafāʼat al-ṣukūk al-Islāmīyah fī tamwīl
ʻajz al-Muwāzanah al-ʻĀmmah lil-dawlah, baḥth muqaddam ilá al-Muʼtamar al-
dawlī ḥawla : muntajāt wa-taṭbīqāt al-ibtikār wa-al-handasah al-mālīyah bayna
al-ṣināʻah al-mālīyah al-taqlīdīyah wa-al-Ṣināʻah al-mālīyah al-Islāmīyah,
yawmay 5w6 rjb1435h / 5w6 Māy 2014 A.D.

194
‫ م ـ دولة قطــر‬2023 ‫أكتوبر‬ )20( ‫العدد‬

- aldljāwy, Aḥmad ʻAbd al-Ṣabūr, Dawr al-ṣukūk al-Islāmīyah fī tamwīl ʻajz al-
Muwāzanah al-ʻĀmmah, Majallat al-tanmiyah wa-al-iqtiṣād al-taṭbīqī, Jāmiʻat
al-Masīlah, ʻadad 3, Mārs2018 A.D.
- dawrīyah al-Hayʼah al-Maghribīyah li-Sūq alrsāmyl raqm 18/03 bi-taḥdīd shakl
Mulakhkhaṣ ʻamalīyat al-tamwīl al-manṣūṣ ʻalayhi fī al-māddah 7-3 min al-
qānūn raqm 33. 06 al-mutaʻalliq btsnyd al-uṣūl wa-kadhā al-maʻlūmāt wa-al-
Wathāʼiq al-wājib tḍmynhā fīhi, J R ʻadad 6696 bi-tārīkh 19 Dhū al-Qaʻdah 1439
H / 2 Aghusṭus 2018 A.D.
- al-Rāzī, Muḥammad ibn Abī Bakr ʻAbd al-Qādir, Mukhtār al-ṣiḥāḥ, taḥqīq
Maḥmūd Khāṭir, Bayrūt, Dār al-Kutub al-ʻIlmīyah, Editon 1, 1994 A.D.
- al-Rāshidī, Fāṭimah al-Zahrāʼ, al-ṣukūk al-siyādīyah wa-dawruhā fī taḥqīq al-
tanmiyah al-mustadāmah, Risālat li-nayl shahādat almāstr fī al-qānūn al-khāṣṣ,
Kullīyat al-ʻUlūm al-qānūnīyah wa-al-iqtiṣādīyah wa-al-Ijtimāʻīyah, Jāmiʻat
Sīdī Muḥammad ibn ʻAbd Allāh, Fās, 2019-2020 A.D.
- al-Rāshidī, Fāṭimah al-Zahrāʼ, Dawr Ṣundūq al-zakāh fī Muʻālajat Azmat kwrwnā
kwfyd-19, Majallat al-iqtiṣād al-Islāmī al-ʻĀlamīyah, ʻadad 100, Sibtambir 2020
A.D.
- Radmān, ʻAbd al-Qawī Muḥammad ʻUthmān, al-ṣukūk al-Islāmīyah wa-idārat
alsywlh, al-Muʼtamar al-rābiʻ lil-maṣārif wa-al-muʼassasāt al-mālīyah al-
Islāmīyah, Dimashq, Yūniyū 2009, Bank al-Taḍāmun al-Islāmī al-dawlī-ālymn-
ālbḥryn, 2009 A.D.
- shryāq, Rafīq, Muʻālajat al-ʻajz fī al-Muwāzanah al-ʻĀmmah wa-tamwīl al-
Mashrūʻāt al-tanmawīyah bi-al-iʻtimād ʻalá al-ṣukūk al-Islāmīyah – maʻa al-
ishārah lil-tajribah al-Sūdānīyah, Majallat al-iqtiṣād al-ṣināʻī, ʻadad 13, dysmbr
2017 A.D.
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬
-‫صكوك السلم باملغرب‬- ‫العامة‬

- al-Sharīf, Ḥamzah ibn Ḥusayn al-Faʻr, Ḍamānāt al-ṣukūk al-Islāmīyah, baḥth


muqaddam ilá Nadwat al-ṣukūk al-Islāmīyah ʻarḍ wa-taqdīm, Jāmiʻat al-Malik
ʻAbd al-ʻAzīz, Jiddah, ywmy10-11 Jumādá alʼākhrt1434h / 24-25 Māyū 2010
A.D.
- Shnykhr, ʻAbd al-Ḥakīm, wnbwshy Nadá, Idārat Makhāṭir al-ṣukūk al-Islāmīyah
fī al-maṣārif alʼslāmyt-dirāsah baʻḍ al-tajārib, Mudhakkirah muqaddimah
lāstkmāl Mutaṭallabāt shahādat māstir akādīmī (L M D), Kullīyat al-ʻUlūm al-
iqtiṣādīyah wa-al-ʻUlūm al-Tijārīyah wa-ʻulūm al-tasyīr, Jāmiʻat al-ʻArabī al-
Tabasī, 2015-2016 A.D.
- Ẓahīr Sharīf raqm 1. 13. 74 Ṣādir fī Fātiḥ Jumādá al-ūlá 1434 (13mārs2013)

195
)20( ‫العدد‬ ‫ م ـ دولة قطــر‬2023 ‫أكتوبر‬

btnfydh al-qānūn raqm 119. 12 al-mughayyir wa-al-mutammim lil-qānūn raqm


33. 06 al-mutaʻalliq btsnyd al-duyūn wa-al-qānūn raqm 24. 01 al-mutaʻalliq
bi-ʻamalīyāt alāstḥfāẓ, J R ʻadad 6148 bi-tārīkh 28 Shawwāl 1434/5, Pg 5920,
sbtmbr 2013 A.D.
- Ẓahīr Sharīf raqm 1. 28. 24 Ṣādir fī 25 Rajab 1439 (12 abryl2018) btnfydh al-
qānūn raqm 69. 17 btghyyr wa-tatmīm al-qānūn raqm 33. 06 al-mutaʻalliq btsnyd
al-uṣūl, J R ʻadad 6667 bi-tārīkh 6 Shaʻbān 1439, 23ʼbryl 2018 A.D.
- ʻAjjāj, Jamāl Aḥmad, ʻAdnān ḥasm Yūsuf, Ṣukūk al-murābaḥah al-siyādīyah
wa-imkānīyat tanfīdhihā fī Lībiyā, al-Majallah al-Dawlīyah lil-Dirāsāt al-
iqtiṣādīyah, ʻadad 6, Māyū 2019 A.D.
- ʻyjwly, ʻAbd Allāh, al-ṣukūk al-Islāmīyah ka-badīl sharʻī ltmwyl ʻajz al-
Muwāzanah al-ʻĀmmah (tajribat al-ṣukūk al-Islāmīyah bi-al-Sūdān), Majallat
Idārat al-Aʻmāl wa-al-Dirāsāt al-iqtiṣādīyah, al-mujallad 5, ʻadad 2, 2019 A.D.
- ghmwr, Riḍā, Ṣukūk al-ijārah al-siyādīyah : al-ishkālāt al-sharʻīyah wa-al-
qānūnīyah, Majallat al-Buḥūth al-ʻIlmīyah wa-al-Dirāsāt al-Islāmīyah, al-
mujallad 13, ʻadad 3, 2019 A.D.
- farīq Muʻālajat al-Muwāzanah al-ʻĀmmah, dirāsah al-adawāt al-muqtaraḥah
ltmwyl ʻajz al-Muwāzanah al-ʻĀmmah, al-Lajnah al-istishārīyah al-ʻUlyā
lil-ʻamal ʻalá Istikmāl taṭbīq Aḥkām al-sharīʻah al-Islāmīyah – al-Lajnah al-
iqtiṣādīyah, 1996m. https : / / iefpedia. com / arab / wp-
- Qānūn al-Iltizāmāt wa-al-ʻUqūd, Ẓahīr 9 Ramaḍān 1331 (12 ghsht1913), ṣīghah
muḥayyanah bi-tārīkh 18 Fabrāyir 2016 A.D.
- Qānūn al-ṣukūk al-Miṣrī raqm 10 li-sanat 2013 A.D.
- Qānūn raqm 05. 14 btghyyr al-qānūn raqm 33. 06 al-mutaʻalliq btsnyd al-uṣūl,
al-ṣādir btnfydhh Ẓahīr Sharīf raqm 1. 14. 144 Ṣādir fī 25 min Shawwāl 1435
(22 Aghusṭus 2014), J R ʻA 6920 al-ṣādirah bi-tārīkh 15 Dhū al-Qaʻdah 1435, 11
Sibtambir 2014 A.D.
- Qānūn Ṣukūk al-tamwīl al-Islāmī al-Urdunī raqm 30 li-ʻām 2012, J R raqm 5179,
Pg 4244, bi-tārīkh 19-09-2012 A.D.
- al-qānūn ʻadad 30 li-sanat 2013 al-Muʼarrikh fī 30 Juwīliyat 2013 al-mutaʻalliq
bi-al-ṣukūk al-Islāmīyah.
- Qaḥf, Mundhir al-īrādāt al-ʻĀmmah fī Ṣadr al-Islām wa-taṭbīqātuhā al-muʻāṣirah,
ṭ2, Jiddah, al-Bank al-Islāmī lil-Tanmiyah, 2000 A.D.
- qdāry, Aḥmad, wbshkyr ʻĀbid, al-muntajāt al-mālīyah al-Islāmīyah al-muʻāṣirah
ka-ālīyah li-tafādī ʻajz al-mīzānīyah al-ʻĀmmah Mashrūʻ Mīnāʼ al-Wasaṭ –

196
‫ م ـ دولة قطــر‬2023 ‫أكتوبر‬ )20( ‫العدد‬

shrshāl-namūdhajan, Waraqah baḥth muqaddimah ilá al-Muʼtamar al-dawlī


al-Takāmul al-muʼassasī lil-Ṣināʻah al-mālīyah wa-al-Maṣrifīyah al-Islāmīyah,
Kullīyat al-ʻUlūm al-iqtiṣādīyah wa-al-tijārīyah wa-ʻulūm al-tasyīr, Jāmiʻat
Ḥasībah ibn bwʻly alshlf yawmay 17w18 Dīsimbir 2019 A.D.
- qarār Wazīr al-iqtiṣād wa-al-mālīyah raqm 1346. 18 Ṣādir fī 28 Ramaḍān 1439 (13
Yūniyū 2018) bi-taḥdīd al-maḍāmīn wa-al-khaṣāʼiṣ al-Tiqniyah al-mutaʻalliqah
bshhādāt Ṣukūk al-ijārah allatī twẓf ladá al-mustathmirīn al-muqīmīn, J R ʻadad
6682 bi-tārīkh 29 Ramaḍān 1439 H, 14 Yūniyū 2018 A.D.
- Qaṭṭān, Muḥammad Ibrāhīm, al-ṣukūk al-mālīyah al-Islāmīyah wa-dawruhā fī
tamwīl al-Muwāzanah al-ʻĀmmah lil-dawlah, Abḥāth al-Muʼtamar al-dawlī
al-Thānī llʼkādymyh al-Ūrūbbīyah lil-tamwīl wa-al-iqtiṣād al-Islāmī (iyfy), al-
aswāq al-mālīyah al-Islāmīyah .. bayna al-wāqiʻ wālwājb, Istanbūl, 8w9 nwfmbr
2019 A.D.
- lwkryz, Sumayyah, al-ṣukūk al-Islāmīyah al-adāh al-badīlah ltmwyl ʻajz al-
mīzānīyah – dirāsah ḥālat Ṣukūk al-muḍārabah, Majallat maqālāt fī al-iqtiṣād
al-Islāmī www. giem. info.
- al-Majlis al-iqtiṣādī wa-al-ijtimāʻī wālbyʼy, al-taqrīr al-Sanawī li-sanat 2020,
2020 A.D.
- al-Majlis al-iqtiṣādī wa-al-ijtimāʻī wālbyʼy, al-taqrīr al-Sanawī, li-sanat 2021,
2021 A.D.
- Masʻūd, Jubrān, al-Rāʼid, Bayrūt, Dār al-ʻIlm lil-Malāyīn, Editon 7, 1992 A.D.
- al-Mandūbīyah al-Sāmīyah lil-Takhṭīṭ, al-mīzānīyah al-iqtiṣādīyah alāstshrāfyh
lsnt2022 – al-waḍʻīyah al-iqtiṣādīyah li-sanat 2021 wa-āfāq taṭawwuruhā khilāl
sanat 2022, Yūliyūz 2021 A.D.
- al-Mandūbīyah al-Sāmīyah lil-Takhṭīṭ, al-mīzānīyah al-iqtiṣādīyah alāstshrāfyh
‫الصكوك السيادية لتمويل عجز امليزانية‬

lsnt2024 – al-waḍʻīyah al-iqtiṣādīyah li-sanat 2023 wa-āfāq taṭawwuruhā khilāl


-‫صكوك السلم باملغرب‬- ‫العامة‬

sanat 2024, Yūliyūz 2023 A.D.


- Mūsá, Sundus Ḥamīd, Taqyīm Dawr al-ṣukūk al-Islāmīyah fī Muʻālajat ʻajz al-
Muwāzanah al-ʻĀmmah lil-dawlah – al-Sūdān namūdhajan, Majallat Kullīyat
al-Tarbiyah lil-Banāt lil
- Hayʼat al-muḥāsabah wa-al-murājaʻah lil-muʼassasāt al-mālīyah al-Islāmīyah
(AAOIFI), al-maʻāyīr al-sharʻīyah lil-muʼassasāt al-mālīyah al-Islāmīyah, 1439
H / 2017 A.D.
- Wizārat al-iqtiṣād wa-al-mālīyah, mīzānīyat al-Muwāṭin li-Qānūn al-mālīyah li-
sanat 2023 A.D.

197
)20( ‫العدد‬ ‫ م ـ دولة قطــر‬2023 ‫أكتوبر‬

- Yūsufī, Rafīq, wbhlwl Laṭīfah, faʻālīyat al-Badīl al-sharʻī fī tamwīl ʻajz al-
Muwāzanah al-ʻĀmmah lil-dawlah – qirāʼah fī al-tajribah al-Mālīzīyah wa-
muḥāwalat al-istifādah minhā fī aljzāʼr-Majallat Namāʼ lil-Iqtiṣād wa-al-tijārah,
al-mujallad 1, ʻadad khāṣṣ, abryl 2018 A.D.

198

You might also like