Professional Documents
Culture Documents
s6 الجهة والجهوية
s6 الجهة والجهوية
ٌشكل التقسٌم الجهوي المغربً اإلطار األمثل فً نظر الدولة لتفعٌل سٌاسة التنمٌة االقتصادٌة والمحلٌة ،إذ تعد الجهة بمساحاتها
الجغرافٌة وإمكانٌاتها البشرٌة والمالٌة والتنظٌمٌة آلٌة تمكن من إعطاء انطالقة صحٌحة ومستدامة لمسلسل هذا النوع من التنمٌة
،والذي ٌمكن أن ٌؤثر إٌجابٌا على محٌطها الداخلً المباشر ،وكذلك على المحٌط الخارجً والذي ٌمكن أن ٌتعدى حدود التراب
الوطنً ،غٌر أن تصور الجهة فً المغرب ٌطغى علٌه الطابع األحادي البعد ،فالدراسات التً أنجزت فً الجغرافٌة اإلقلٌمٌة
إلى حد اآلن ،فضلت الجوانب الوظٌفٌة فً حٌن أن تقنً التخطٌط اعتبروا الجهة فقط إطارا إدارٌا لتدخالت الدولة ،وقد ترتب
عن هذا كله إخفاء دور العالقات االجتماعٌة فً هٌكلة المجال ،هنا ٌكمن العجز الحاصل على المستوى األكادٌمً فً اإللمام
.بالواقع المعقد من جهة وعلى المستوى التطبٌقً للحد من التباٌنات السوسٌومجالٌة
فما مفهوم الجهة والجهوٌة؟ وكٌف كان التطور التارٌخً لهذٌن المفهومٌن بالمغرب؟ وبماذا تمٌز مشروع الجهة والجهوٌة لما
بعد تجربة 1997؟
الجهة والجهوٌة :مقاربة مفاهٌمٌة I.
تعرٌف الجهة وتصنٌفاتها 1-
تعرٌف الجهة 1-1-
الجهة هً الفضاء أو التراب أو جزء من سطح األرض ،الذي ٌتمٌز بخصوصٌات طبٌعٌة وبشرٌة تجعله منه وحدة متمٌزة عن
الجهات المجاورة له أو داخل المجموعة التً ٌنتمً لها .وتعنً الجهة بمفهومها الواسع الناحٌة أو المنطقة ،وهً وحدة مجالٌة
ٌمكن أن توجد بٌن المحلً والوطنً كما ٌمكن أن تكون أٌضا دولة أو مجموعة دول أو قارة أو جزء من قارة ،...أما من
الناحٌة الوظٌفٌة فكثٌرا ما ترفق تسمٌة الجهة بنعوت وصفات مختلفة تحدد مضمونها أو نوعها كالجهة البحرٌة والجهة
الصناعٌة والجهة الحضرٌة ،...كما ٌمكن للجهة أن تنعت بالجهة الطبٌعٌة التً تتمٌز بقوة العوائق المرتبطة بالمعطٌات
الجٌولوجٌة والتضارٌسٌة والمناخٌة ،مما ٌجعل الوسط ٌوجه إلى حد كبٌر أنماط العٌش وظروف الحٌاة عند السكان ،وباعتبار
أن الجهة هً فً األصل مجال للحٌاة ولممارسة األنشطة البشرٌة فإن مضمون الجهة ٌختلف بٌن الناس حسب تمثالثهم ،ولعل
.ذلك ما ٌجعل تعرٌف مفهوم الجهة صعب المنال
تصنٌف الجهات 1-2-
إن مجمل المعاٌٌر والمقاٌٌس التً وضعها الجغرافٌون فً تقسٌماتهم للمجال تنطلق من عدة اعتبارات تتمثل فً خصوصٌات
كل مجال وإطاره الخاص به ،سواء تعلق األمر بالعنصر الطبٌعً أو العنصر البشري وكذا العالقة التً تربط بٌن هذٌن
العنصرٌن ،هذه العملٌة أد ت بالجغرافٌٌن إلى تصنٌف الجهة إلى أصناف مختلفة والتً تتمثل فً الجهة الطبٌعٌة والجهة
.البشرٌة والجهة التارٌخٌة ،إلى جانب هذه التصنٌفات توجد تصنٌفات أخرى تعد دقٌقة ومفصلة بناءا على اعتبارات أدق
الجهة الطبٌعٌة 1-2-1-
هً جزء من سطح األرض ٌكون وحدة صغٌرة أو كبٌرة تحدد بناء على معاٌٌر ذات طبٌعة فزٌائٌة متجانسة ،وتمتاز بقوة
العوائق الطبٌعٌة التً توجد فً عمومها أنماط العٌش ،وهً مجال أرضً تتفاعل وتتداخل فٌه الظواهر الطبٌعٌة مما ٌعطً
منظر جغرافٌة طبٌعٌة موحدة ،متمٌزة ومتفردة كما ٌوجد فً المجاالت البنٌوٌة والمورفولوجٌة والمناخٌة والبٌومناخٌة
المجاورة ،فجبال األطلس مثال لها دور كبٌر فً المساهمة فً تحدٌد المناخ والغطاء النباتً بل والمناظر الجغرافٌة ،وتساهم فً
توجٌه أنماط العٌش وأنشطة السكان ،وٌؤثر المناخ بدوره على توزٌع التباٌنات وعلى الفالحة والتجهٌزات وطرق العٌش أٌضا
.على الرغم من أن مجهود اإلنسان أصبح كبٌرا للتحكم فً الوسط والتأثٌرات علٌه بجمٌع أشكال التأثٌر
الجهة التارٌخٌة 1-2-2-
ٌعد هذا الصنف كجهة بشرٌة وهً وحدة جغرافٌة ذات حدود قدٌمة استطاعت أن تصمد مع مرور الزمن ،وٌركز بعض
الباحثٌن على صعوبة تعرٌف وتحدٌد هذا النوع من الجهات على الرغم من المنفعة العلمٌة التً تقدمها ،فهً تبنً الروابط
القائمة بٌن الجغرافٌا والتارٌخ وتوضح أٌضا العالقات بٌن معطٌات الماضً والظواهر الحالٌة وتجمع بٌن المعطى السٌاسً
واالقتصادي ،بمعنى أنها مجال لتحكم مجموعة بشرٌة متماسكة تعمل على استغالل مواردها،غٌر أن العوامل السٌاسٌة التً
كانت سببا فً تكوٌنها وتطورها لم تعد قائمة لتعطً الحٌوٌة لتلك الجهة ،وهو ما ٌمكن مالحظته بالنسبة لناطق الدٌر فً
.المغرب أو مناطق األطلس الكبٌر الغربً أو الرٌف الغربً
الجهة المستقطبة 1-2-3-
وهً جهة تتكون من قطب أو مجموعة أقطاب (مدن أو مراكز) وشبكة تراتب وٌمكن لهذه الجهة أن تكون وظٌفٌة ألنها تتشكل
من مجال تؤثر فٌه المؤثرات من كل نوع والتً تنعكس على وجود بنٌات وأنماط أو أشكاال لسٌر األنشطة البشرٌة
واالقتصادٌة ،وتكون دعامتها مبنٌة على شبكة تراتبٌة للمدن التً تكون دوائر للتواصل ومراكز لإلنتاج والتوزٌع ،فترسم حركة
مجالٌة مستقطبة لألفراد والسلع والخدمات ورؤوس األموال ...عبر التجهٌزات وخصوصا طرق المواصالت التً تلعب دورا
أساسٌا فً شكل وتفاعلٌة بنائٌتها؛ إن األمر ٌتعلق إذن بنظام مجالً مفتوح قائم على عالقات التأثٌر والتأثر فً جمٌع االتجاهات
.األفقٌة والعمودٌة
جهة المخطط 1-2-4-
وهً إطار رسمً ومؤسساتً لبرمجة التدخالت العمومٌة أو الخصوصٌة من أجل مستقبل أفضل ،وتكون ناجمة عن قرار
سٌاسً فً إطار جهوٌة معٌنة أي أن السلطة السٌاسٌة هً مهندسة الجهة وتصبح هذه األخٌرة ناجمة عن تقطٌعات وسٌطة بٌن
المحلً والوطنً ،وتترجم بتحوٌل بعض الموارد واألنشطة من المستوى الوطنً إلى المستوى الجهوي تحت تأثٌر ظروف
.معٌنة
مفهوم الجهوٌة وتحدٌد أنواعها 2-
تعرٌف الجهوٌة 2-1-
هً سٌاسة عمومٌة تتخذ فً عمومٌاتها بعدا مؤسساتٌا ،وٌتعارض ذلك مع الجهوٌة المتضمنة للنزعة اإلقلٌمٌة التً تمثل تٌارا
سٌاسٌا وإٌدٌولوجٌا للبحث عن خصوصٌات الهوٌة والتفرد .الجهوٌة حسب جٌرار ماركو مثال "أداة لخلق درجة أو مستوى
جدٌد فً التنظٌم الترابً للدولة ،والمؤسسات الجدٌدة ٌمكن أن تختلف من حٌث أجهزتها واختصاصاتها وسلطات الجهة ،ولكنها
تتركب من المؤسسات المحلٌة الموجودة .فالجهوٌة إذن هً سٌاسة تراتبٌة ومقٌاس وسٌط للتدخل والتدبٌر الترابً ،وتحتاج
.الجهوٌة فً تطبٌقاتها إلى خلق جهات لتكون اإلطار األمثل الذي تنجز من خالله برامج ومخططات العمل الجهوي
أنواع الجهوٌة 2-2-
تختلف أنواع الجهوٌة حسب المعاٌٌر المعتمدة والمصالح المراعاة ثم االختٌارات القائمة لكل دولة ،وٌمكن أٌضا أن نصنف هذه
التقسٌمات بشكل عام إلى صنفٌن أساسٌٌن والذي ٌقوم على أساس الدور الموكول لهذه الجهات وهما الجهة والجهوٌة السٌاسٌة،
.الجهة والجهوٌة الوظٌفٌة
الجهوٌة السٌاسٌة 2-2-1-
فهً عندما تتمكن من إنتاج أو إعادة إنتاج نظام تسٌٌر ٌشبه فً غالبٌته خصائص وصالحٌات نموذج الدولة ،حٌث تتمتع بسلطة
...).شبٌهة بتلك التً تتوفر علٌها الدولة (سلطة تشرٌعٌة وسلطة قضائٌة
ومن بٌن اآلثار السلبٌة لهذا النموذج من الجهوٌة هً فرضٌة عدم استقرار الجهات التً تتولد عن هذا النوع من التقسٌم ،من
.حٌث أنها تصبح منفردة الواحدة عن األخرى
الجهة والجهوٌة الوظٌفٌة 2-2-2-
نتحدث عنها عندما تمنح للجهة إمكانٌة ممارسة بعض الوظائف من أجل االنخراط بإٌجابٌة فً مسلسل التنمٌة االقتصادٌة
واالجتماعٌة ،على الصعٌدٌن المحلً والوطنً دون الرقً بها إلى مستوى الجهة السٌاسٌة ،وتنقسم الجهات الوظٌفٌة إلى عدة
:أنواع ٌمكننا تلخٌصها فً ثالثة أنواع أساسٌة
أن الدولة بدعمها للجماعات الترابٌة تقوم باحداث تقسٌم إداري للتراب ٌفرز لنا مجموعة من الجهات تتمتع بصالحٌات واسعة
)(فرنسا
أن الدولة تقوم بتمتٌع الجماعات الترابٌة باستقاللٌة فً التسٌٌر واستقاللٌة مالٌة مما ٌمكنها من سلطات خاصة بها وهو ما نجده
)فً بعض الدول (الدنمارك
أن الدولة تعمد إلى خلق جهات اقتصادٌة حقٌقٌة معتمدة فً ذلك على البنٌات اإلدارٌة الموجودة التً تمكن من تفعٌل االقتصاد
)المحلً ( انجلترا والسوٌد
المجال المغربً والتقسٌم الجغرافً الجهوي II.
سنعمد إلى تقدٌم عٌنات نتائج الدراسات الجغرافٌة التً أعطت بعض المحاوالت فً تقسم المجال الجغرافً المغربً،
.وسنعرضها بناءا على تطور مضمونها والمعاٌٌر المستعملة فً ذلك
تقسٌم سٌلٌري وهاردي 1-
ٌمٌز كل من سٌلٌري وهاردي فً تقطٌعهما للمغرب بٌن ثمان جهات طبٌعٌة كبرى ،اعتمد هذا التقطٌع على المعاٌٌر الطبٌعٌة
بالتركٌز على المعطٌات التضارٌسٌة باألساس ،وقد تم استخراج مغرب أطلنتً وآخر أطلسً وآخر جنوب أطلسً ،وتبٌن جلٌا
انه قسم المجال على أساس السهول والهضاب والجبال واألحواض والكتل ،وٌبدو أن التجانس سمة ممٌزة لكثٌر من الوحدات
.غٌر أنه لٌس المعٌار الوحٌد إلستخراج الوحدات أو الجهات
الجهات البشرٌة عند رٌنال 2-
ٌستعمل رٌنال عدة معاٌٌر لتحدٌد الجهة أو الجهات البشرٌة وهً باألساس اإلطار الطبٌعً والمجالً ،المتجدر بفعل تأثٌر عامل
وكثافة العمل البشري ،التراكم فً عمل اإلنسان بما تنتجه تجاربه ومعارفه ،أٌضا التراتبٌة المجالٌة ،وأخٌرا التجانس فً
التشكٌل المجالً الذي ٌلعب فٌه التشابه بٌن العناصر دورا مهما فً خلق مناظر بشرٌة موحدة ومتغاٌرة ،كل هذه المعطٌات
جعلت رٌنال ٌقترح تقسٌما للمغرب ٌدمج عوامل أخرى مساعدة لكنها مهمة،مرتبطة أوال بالمعطٌات الخاصة بالسكان والمجال
وثانٌا بالتدخل األوربً ودوره فً تموقع األنشطة والتجهٌزات ،ونجده ٌعتبر المغرب مكونا من من ثمانٌة جهات كبرى تقسم
.بدورها 26جهة صغٌرة
الجهات السٌاسة عند مونطانً 3-
فهو ٌقسم المغرب إلى قسمٌن كبٌرٌن
القسم األول :المسمى بالد المخزن أو مغرب المخزن والذي ٌهم أساسا السهول األطلنتٌة والتً تعبرها أودٌة سبو وأم الربٌع
.وتانسٌفت ،وهً مناطق حوضٌة وسهلة العبور وتوجد بها مدن قدٌمة وتعمٌر كبٌر ومهم
القسم الثانً :والذي سماه بمغرب السٌبة أو بلد السٌبة وهو الذي ٌبتدأ عموما من القوس الجبل المكون من الرٌف واألطلس
.المتوسط واألطلس األوسط واألطلس الغربً
تقسٌم مدٌرٌة إعداد التراب 4-
أما الجهة المقترحة من طرف هذه المدٌرٌة ،فتصنف ضمن الجهات التً تبنى على أساس ثقافة إنجاز المشروع والحكامة
.الترابٌة القادرة على التنافس واإلنصاف
وتعتبر المقاربة الجهوٌة التً اعتمدتها المدٌرٌة انطالقا من هذه المرجعٌات مقاربة مجالٌة أثمرت بما تمت تسمٌته بجهات
اإلعداد ،والتً ال تعد نتاجا للتقطٌع اإلداري الصرف ،ولكنها عبارة عن تقسٌم إلى مجموعات متماسكة بهدف اإلعداد ،وترتبط
.أوال بالضرورات المنهجٌة للمنطق المجالً ،وهً بذلك مناطق للدراسات الخاصة بإعداد التراب وبمجاالت المشارٌع
اإلطار التارٌخً للجهوٌة وتطور الجهة بالمغرب III.
فترة ما قبل االستعمار 1-
لقد تمت الجهوٌة بالمغرب منذ زمن بعٌد ،إذ عاش األمازٌغ و القرطاجٌٌن فً مجموعات شبه مستقلة رسخت مفهوم الجماعة
كأسلوب فً اإلدارة والحكم ،المرتكز أساسا على النظام القبلً الذي اتسم بإسناد تسٌٌر الشؤون المحلٌة لبعض الوجهاء
واألعٌانٌ ،نتخب من بٌنهم رئٌسا ٌفصل فً مختلف القضاٌا وٌعتبر رجل النصٌحة ،وهذا النظام استمرت إشكالٌته فً كل
الدول التً تعاقبت على حكم المغرب من قرطاجٌٌن ورومان ووندال ،وبالرغم من أن ممارسة الشؤون المحلٌة لم تكون مقننة
بنص قانونً فإن مداوالت الجماعة كانت دائما تتمحور حول مواضٌع إدارٌة قانونٌة وقضائٌة تهم قضاٌا السكان المحلٌٌن .بعد
ذلك سٌعرف المغرب تنظٌما جهوٌا ٌعتمد على أسس عسكرٌة وقبلٌة تتمٌز باالستقالل والحرٌة ،وهذا االستقالل عن السلطة
المركزٌة كان ٌختلف باختالف قوتها وضعفها ،ففً الوقت الذي تكون فٌها الدولة فً أوج قوتها ٌتقزم دور المجموعات المحلٌة
"الجماعة" ،التً تتشكل فً غالب األحٌان من قبٌلة واحدة أو مجموعات قبائل تجمعها رابطة الدم أو العرق ،أما أثناء مرحلة
انهٌار الدولة فإن الجماعات القبلٌة تتقوى لتأخذ فً أحٌان كثٌرة شكل مجموعات مستقلة بصورة شبه نهائٌة عن السلطة
المركزٌة ،وما تجدر اإلشارة إلٌه أن الدول التً تعاقبت على حكم المغرب ،قد وضعت المالمح األولى للنظام الجهوي ،وهكذا
عمد المرابطٌن إلى تقسٌم المغرب إلى أربع جهات رئٌسٌة على رأس كل واحدة منها حاكم ٌنتمً إلى األسرة الحاكمة ،أي أبناء
السلطان وذوٌه .أما السعدٌٌن فقد قاموا بتقسٌم المغرب إلى 12إقلٌما ،تخضع كلها لنظام عسكري على شكل باشاوات خاضعة
لسلطة ممثل السلطان "الباشا" ،فً حٌن تمٌزت فترة العلوٌٌن بأنها بداٌة عهد جدٌد فً التنظٌم اإلداري بحٌث عرفت البالد
تقسٌمات إدارٌة كان الهدف منها ضبط المجال ،خصوصا وأن السلطة السٌاسٌة أصبح ٌتقاسمها كل من الجٌش والزواٌا
والقبائل ،فسخر التنظٌم الجهوي إلحتواء الزواٌا واستقطابها بجعلها تحت راٌة السلطان ، ،إضافة إلى زجر القبائل المنتفضة
.على السلطة المركزٌة
لقد كان التنظٌم الجهوي بالمغرب قبل الحماٌة ٌتجسد إما فً إطار واقعً تمارسه " الجماعة" المحلٌة ،دون تفوٌض من السلطة
المركزٌة لضعفها أو بعد بعض المناطق الجغرافٌة عن عاصمة الحكم ،وإما فً إطار تنظٌم مخزنً محلً مفوض من طرف
السلطان والذي عادة ما ٌتم اختٌاره من بٌن أفراد األسرة ،هذا الخٌر حٌن ٌمثل السلطة الدٌنٌة وٌكون رابطة وصل بٌن الرعٌة
والسلطان .إن ما ٌمٌز هذه الحقبة هو النزعة االستقاللٌة التً كانت سائدة ،حٌث كان المغرب مقسما إلى مناطق متباٌنة ،مناطق
.تسمى ببالد السٌبة ومناطق ٌطلق علٌها بالد المخزن
فترة الحماٌة األجنبٌة 2-
انتهجت فرنسا سٌاسة الجهوٌة للتحكم فً المجال وضبطه وفق مقاربة أمنٌة،وضعت مالمحها األولى فٌما ٌعتبر مرحلة تأسٌس
حقٌقً لإلهتمام بالمجال الجهوي ،وذلك بإدخال بعض اإلجراءات األولٌة المعمول بها فً فرنسا آنذاك ،مهدت لمرحلة توطٌد
دعائم الحكم االستعماري على كافة تراب المغرب ،لٌشكل الهاجس األمنً المحرك األساسً والفعلً للتقسٌم الجهوي ،إذ غدت
الجهوٌة آلٌة لمراقبة التراب الوطنً لتأمٌن استمرار الحماٌة على البالد ،لذلك عملت سلطات الحماٌة إلى تقسم المغرب إلى
جهات عسكرٌة تطورت بعد ذلك إلى جهات مدنٌة ،ففً هذه الفترة أصبح التنظٌم الجهوي ٌسخر ألغراض أمنٌة وعسكرٌة،
وذلك حتى تتمكن سلطات الحماٌة من مراقبة التراب بهدف إخضاعه للسٌطرة الستعمارٌة ومحاصرة المقاومة المغربٌة .لقد
أحدثت الجهة فً هذه الفترة بناءا على القرار الصادر عن المقٌم العام الفرنسً بتارٌخ 4غشت ،1912أما الجهات األمنٌة فلم
تحدث إال ابتداء من سنة ، 1919وأحدثت جهة الدار البٌضاء والرباط بقرار المقٌم العام الصادر فً 27مارس ،1919وجهة
وجدة بقرار الصادر فً 22دجنبر ، 1919فً حٌن أحدثت جهة الغرب سنة ،1920وفً 11دجنبر 1923صدر نص
تنظٌمً عن اإلقامة الفرنسٌة ٌعدل التنظٌم الترابً للمغرب ،وبذلك تم تقسٌم البالد إلى أربع جهات مدنٌة هً الرباط والدار
البٌضاء وجهة الغرب وثالث مراقبات مدنٌة هً آسفً ،مزكان الجدٌدة والصوٌرة موكادور ،وثالثة جهات عسكرٌة هً فاس،
:مراكش ومكناس ،وفً سنة 1935تغٌر هذا التقسٌم بدوره لتقسم البالد إلى منطقتٌن مدنٌة وعسكرٌة وذلك على الشكل التالً
.المناطق المدنٌة :تضم ثالث جهات وهً وجدة ،الدار البٌضاء والرباط وثالث أقالٌم وهً إقلٌم آسفً ،مٌناء لٌوطً ومازكان
المناطق العسكرٌة :تضم ثالث جهات وهً فاس ،مكناس ومراكش ،وأربعة أقالٌم تتمثل فً تازة ،تافاللت ،تخوم درعة ووسط
.األطلس
فكل هذه التقسٌمات واألجهزة والمؤسسات وجدت لخدمة المصالح االستعمارٌة ،مما ترتب عنه تقسٌم البالد إلى مغرب نافع
ومغرب غٌر نافع ،الشًء الذي أدى إلى تفقٌر مناطق على حساب مناطق أخرى ،وهذا ما ٌجسد التوزٌع غٌر المتكافئ للبنٌات
.وخلق فوارق اجتماعٌة متباٌنة
مرحلة االستقالل 3-
خرج مغرب االستقالل من منهكا من تجربة استعمارٌة طوٌلة استنفدت كل طاقات البالد ،وسخرت منظومتها اإلدارٌة لخدمة
مصالحها االمبرٌالٌة ،لتجد البالد نفسها أمام إكراهات تنظٌمٌة مهترئة تتمٌز باإلزدواجٌة بٌن إدارة تقلٌدٌة عتٌقة وإدارة
عصرٌة ،أمام اكراهات تشكل الدولة غداة االستقالل .انصب االهتمام على تكرٌس مركزٌة شمولٌة لمواجهة التحدٌات
االقتصادٌة واالجتماعٌة الكبٌرة ،بعد االستقالل أهمل التقسٌم الجهوي وأهملت الجهة لٌأخذ اإلطار االقلٌمً محلها ،كوسٌلة تمكن
.من فرض سلطة الدولة الفتٌة سٌاسٌا وإدارٌا بحٌث اعتبر اإلقلٌم أهم التقسٌمات اإلدارٌة للدولة
ولم ٌظهر االهتمام بالمجال الجهوي والجهة إال بعد التأكد والتٌقن من استفحال خطورة الفوارق الجهوٌة ،وعجز االهتمامات
األولٌة المبعثرة واإلطار اإلقلٌمً عن مواجهتها ،نظرا ألنه إطار محدود ال ٌالئم الهدف المنشود من التنمٌة الجهوٌة ،بفعل
ضٌق اختصاصاته االقتصادٌة واالجتماعٌة ،وضعف اإلمكانٌات الموضوعة تحت تصرفه وسلطة الوصاٌا القوٌة المفروضة
علٌه ،ومن ثم ظهرت ضرورة التفكٌر فً إٌجاد إطار جدٌد ٌمكن من تحقٌق تنمٌة جهوٌة متوازنة ،وظهرت الجهة كقاعدة
.ترابٌة لهذه التنمٌة من خالل إصدار ظهٌر 1971المتعلق بتنظٌم الجهات
اإلطار القانونً للجهة بالمغرب IV.
ظهٌر 1971كإطار قانونً ومؤسساتً 1-
فً بداٌة السبعٌنات حظٌت الجهة والجهوٌة باهتمام خاص من طرف السلطات العمومٌة ،وذلك بهدف تحقٌق تنمٌة جهوٌة شاملة
ومتوازنة لجمٌع المناطق وجهات المملكة ،وجاء هذا االهتمام بعد عجز اإلطار اإلقلٌمً على مواجهة المشاكل المطروحة،
خاصة وأن اإلقلٌم انصب دوره أساسا على الجانب اإلداري ،ومن هنا ظهرت ضرورة إٌجاد إطار وتنظٌم ٌتحمل مهمة تحقٌق
التنمٌة المتوازنة ،وفً هذا اإلطار صدر ظهٌر رقم 1.71.77بتارٌخ ٌ 16ونٌو 1971وذلك للتخفٌف من مركزٌة القرارات
ولتفادي تعثر التنمٌة وللحد من الفوارق الجهوٌة ،حٌث أعطٌت ألهمٌة للعامل االقتصادي لٌكون هو الحافز االساسً فً إنشاء
.الجهات ،خاصة بعدما اتضح أن الجماعات المحلٌة ال ٌتسع لها القٌام بالمشارٌع الكبرى
إذن فمشروع ظهٌر 1971لم ٌجعل من الجهة جماعة محلٌة متمتعة بالشخصٌة المعنوٌة واالستقالل المالً واإلداري ،بل
اكتفى فقط بجعل الجهة إطار ترابً لتحقٌق النمواالقتصادي لتخفٌف العبئ على الدولة .وقد جاء تعرٌف الجهة فً الفصل الثالث
من الظهٌر رقم 1.71.77بشأن إحداث الجهات االقتصادٌة السبع بأنها "إطار افتراضً لتنفٌذ وتنسٌق األشغال والدراسات
واألعمال المتعلق بالمناطق ،والعمل بصفة عامة على ازدهار اقتصاد المناطق" .أما المنطقة فٌراد بها حسب الفصل الثانً من
نفس الظهٌر " مجموعة من األقالٌم التً تربط بٌنها أو ٌحتمل أن تربط بٌنهما على الصعٌد الجغرافً واالقتصادي واالجتماعً
عالقة كفٌلة بتقوٌة نموها ،والتً تقتضً من جزاء ذلك القٌام بهٌئة عامة ،وتشكل المنطقة إطار عمل اقتصاديٌ ،باشر داخله
".إجراء دراسات وانجاز برامج قصد تحقٌق تنمٌة منسقة ومتوازنة لمختلف أجزاء المملكة
ظهٌر :1997الرقً بالجهة إلى مستوى الجماعات المحلٌة 2-
بعدما أخفقت تجربة 1971فً تحقٌق أهدافها ،تم التفكٌر فً تجربة جدٌدة ترتكز على أسس اقتصادٌة واجتماعٌة وثقافٌة
جدٌدة ،بالفعل كانت البوادر األولى لهذه التجربة كما ٌتضح ذلك من خالل مضمون خطاب الملك الحسن الثانً بتارٌخ 24
.أكتوبر 1984
هكذا بدء المد الجهوي ٌحضى باهتمامات خاصة أبرزها التعدٌل الدستوري لسنة 1992الذي ارتقى بالجهة إلى مستوى
الجماعات المحلٌة ،حسب مقتضٌات القانون المنظم للجهات 47-96الصادر فً ابرٌل 1997حٌث أصبح للجهة كٌان مستقل
تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة واالستقالل المالً واختصاصات قانونٌة تقرٌرٌة ،كما ارتقى بالجهة إلى مستوى مؤسسة دستورٌة
تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة وباالستقالل المالً واإلداري ،وهكذا أصبحت للجهة فً مقدمة المؤسسات التمثٌلٌة المحلٌة
والالمركزٌة كخطوة تعد تكرسا للعهد الدستوري للجهة ،وهكذا فالفصل 94منه ٌنص على أن "الجماعات المحلٌة بالمملكة هً
الجهات والعماالت واألقالٌم والجماعات الحضرٌة والقروٌة" ،وال ٌمكن إحداث اي جماعة محلٌة إال بقانون وبذلك وضعت
الجهة فً مستوى الجماعات المحلٌة ،وبالتالً أعطاها المشرع قاعدة دستورٌة ،وهذا تم تأكٌده من خالل دستور 13شتنبر
، 1996حٌث أصبحت الجهات وحدة جماعٌة ترابٌة تخضع لنفس المقتضٌات الدستورٌة التً كانت تخضع لها الوحدات
الجماعٌة األخرى ،وذلك بمقتضى الفصل 100والفصل 101و ،102لقد حاول دستور 1996إدماج الجهة فً المجال
السٌاسً بواسطة نظام التمثٌلٌة مثل األحزاب السٌاسٌة والنقابات والغرف المهنٌة ،وذلك فً إطار مجلس المستشارٌن كمؤسسة
.دستورٌة تمارس السٌادة بصفة غٌر مباشرة وفقا للفصل الثانً من الدستور
واقع حال الجهوٌة بالمغرب V.
واقع حال الجهوٌة 1-
إن المتتبع لواقع الجهوٌة بالمغرب لٌس له إال أن ٌصرح بسٌر مجموعة من االختالالت والتماٌزات التً فً بعض األحٌان
ٌصعب إٌجاد مبررات لها ،والتً فً نفس اآلن تقوم كعوائق حقٌقة أمام تنزٌل مقتضٌات الجهوٌة الفعلٌة والتً من شأنها أن
تجعل من الجهة أداة للتنمٌة ولٌس كما هو الحال السعً لتطوٌر الجهات ،وٌمكن تلخٌص مجمل هذه االختالالت وتفسٌرها من
:خالل ماٌلً
تواضع وبساطة ومحدودٌة الصالحٌات الممنوحة للمجالس الجهوٌة ،والتً تقابلها وصاٌا مهنٌة للوالً بصفته المزدوجة •
.والمتمثلة فً اعتباره وصٌا وآمرا بالصرف
نظام انتخابً غٌر مالئم والذي ٌنتج منتخبٌن ال ٌعبرون عن انتمائهم للجهات التً ٌتم انتخابهم فٌها ،كما أن هؤالء المنتخبٌن •
ٌ.ضلوا مرتبطٌن باألساس بجماعاتهم القروٌة والحضرٌة ،وبالتالً الدفاع عن مصالحهم خارج اإلحساس باالنتماء إلى الجهة
إمكانٌات مالٌة جد ضعٌفة على الخصوص ،إذا أخدنا بعٌن االعتبار حجم الرهانات التنموٌة من المجاالت الترابٌة ،وهذا ما •
ٌ.فسر كذلك التباٌنات الواقعة بٌن الجهات الغنٌة واألقل غنى والمتوسطة والفقٌرة
تناقضات اقتصادٌة بٌن مختلف الجهات ،حٌث أننا نجد فً العقد األخٌر أن فقط خمس جهات بالمملكة تساهم فً إنتاج أكثر •
.من %60من الثروة
كل هذه العوامل تفسر إلى حد بعٌد الوضعٌات المتأزمة والمتناقضة التً تمٌز مختلف القطاعات التنموٌة على مستوى مختلف
الجهات وعلى مستوى القطاع األول ،نجد بأن جهة سوس ماسة درعة تنتج لوحدها %32من القٌمة المضافة فالحٌا على
المستوى الوطنً ،وكذلك بالنسبة للجهات الجنوبٌة تساهم بأكثر من %36,4من القٌمة المضافة على الصعٌد الوطنً فٌما
ٌخص الصٌد البحري ،هذا فً الوقت الذي تستمر فٌه الدولة من إصدار مشارٌع قطاعٌة تعمم على جمٌع الجهات رغم تباٌنها
على مستوى الخصوصٌات وعلى مستوى بنٌات االستقبال ،أما فٌما ٌخص القطاع الثانً فال ٌجادل أحد فً هٌمنة القطب
الثالثً الصناعً (فاس ،قنٌطرة والجدٌدة) وبالخصوص القطب الوطنً الدار البٌضاء التً تنتج لوحدها %36من القٌمة
المضافة للقطاع الصناعً و %49من اإلنتاج الصناعً للبالد .وأخٌرا فٌما ٌخص القطاع الثالث فإن الجهات ألكثر مساهمة
هً جهة الدار البٌضاء بحوالً %15,6تلٌها جهة الرباط زمور زعٌر ب ،%13,8فً حٌن أن جهة مراكش تانسٌفت الحوز
.وجهة سوس ماسة درعة تنفردان بالمساهمة األكبر بالقٌمة المضافة فً القطاع السٌاحً
ولتجاوز كل تلك االختالالت والتماٌزات بٌن مختلف الجهات المشكلة للتراب الوطنً تبقى اآلمال معقودة على مشروع الجهوٌة
.المتقدمة
مشروع الجهوٌة المتقدمة 2-
جاء الخطاب الملكً ٌوم 6نونبر 2008بمناسبة المسٌرة الخضراء ،وبعده الخطاب الملكً بتارٌخ ٌ 3ناٌر 2010بمفهوم
وتصور جدٌدٌن للجهوٌة ٌنبٌان على مجموعة من األسس المرتبطة بالوحدة وثوابت الدولة والتضامن والتناسق والتوازن فً
الصالحٌات واإلمكانٌات بٌن الجهات ،ثم الالتركٌز الواسع ضمن حكامة ترابٌة ناجعة ،وٌمكن القول أن تشكٌل اللجنة المكلفة
بإعداد تصور لتطبٌق مشروع" الجهوٌة الموسعة" ،والتً ضمت كما ٌعلم الجمٌع شخصٌات من مختلف التخصصات
االقتصادٌة والجغرافٌة والتارٌخٌة والسٌاسٌة ،...مما ٌعكس الرغبة فً بلورة تصور منسجم ٌقف على العناصر الكفٌلة بإنجاح
.هذا المشروع فً مختلف تجلٌاته
المغرب ٌراهن على مشروع الجهوٌة المتقدمة كأساس لدعم الالمركزٌة من أجل القدرة على مواجهة مختلف التحدٌات التً
ٌفرضها السٌاقٌن الداخلً والخارجً ،فً إطار العولمة والظرفٌة االقتصادٌة العالمٌة واالنفتاح الالمشروط على الخارج
،.خاصة دول غرب أورباو ما تستجوبه الرغبة الملحة فً االندماج المغاربً
وإذا كانت النماذج الجهوٌة التً الهمت الدولة المغربٌة فً صناعة وطرح مختلف مشارٌع إصالح الجهوٌة (إٌطالٌا ،اسبانٌا
وفرنسا) ،قد شكلت دعائم التنمٌة بالجهة وخففت على الدولة نصٌبا وافرا من األعباء المالٌة التً ٌستوجبها التدخل المباشر فً
التنمٌة ،فإن الدولة حاضرة بقوة كفاعل أساسً ،كما تبقى الجماعات الترابٌة عاجزة عن القٌام بأقل المهام التً أوكلت إلٌها من
خالل مختلف المواثٌق الجماعٌة .وقد جاء الدستور الجدٌد لسنة 2011بمستجدات تدعم قدرة الجهة على تفعٌل التنمٌة
االقتصادٌة واالجتماعٌة على مستوى نفوذها الترابً من خالل اعتبارها جهة ترابٌة كما النص على ذلك فً المادة 135
.و 145من نفس الدستور
:خاتمة
لقد حاول المغرب دوما أن ٌسٌر فً جهوٌته بشكل تدرٌجً نحو جهوٌة أكثر دٌمقراطٌة نحو خلق وحدات ترابٌة أكثر إدماجا
للسكان واألنشطة وأكثر تعبٌرا عن التالؤم مع متطلبات الدولة والتراب الوطنً والظروف المحٌطة بالمغرب ،إال أن التفكٌر فً
حل بعض المشاكل المستعصٌة والتعامل مع التحوالت الكبرى التً عانتها البالد جعل المغرب ٌحاول التجدٌد واإلبداع فً
طرح مشارٌع جدٌدة للجهوٌة تكون أكثر تقدما من سابقاتها ،كمشروع الجهوٌة الموسعة المرتقب وجهوٌة الحكم الذاتً التً هً
.مقترح المغرب من أجل التفاوض لحل النزاع المفتعل حول الصحراء
المراجع المعتمدة
لبكر رشٌد ( ، )2002إعداد التراب الوطنً و رهان التنمٌة الجهوٌة ،أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون العام ،كلٌة الحقوق،
جامعة الحسن الثانً ،الدار البٌضاء
.بوجروف سعٌد ( ،)2012الجهة والجهوٌة بالمغرب :أي مشروع ألي تراب؟ ،المطبعة والوراقة الوطنٌة ،مراكش
.محاضرة األستاذ محمد أٌت احسو فً مادة الجهو و الجهوٌة الفصل السادس 2013
.مقال بعنوان"الجهوٌة الموسعة ،السٌاق العام ،المرتكزات ،األهداف مستوٌات النجاح2010 .